الأرشيف السوري: مبادرة لتوثيق فنون الماضي
يتضمن المشروع توثيق التصاميم الفنية، الخط، الطوابع الكتب، والإعلانات
سامي عبد الباقي
إعداد سامي عبد الباقي
بالنظر إلى مبادرات الأرشفة السورية، نلاحظ غياب أي محاولات لأرشفة وتوثيق أعمال المصمّمين السوريين وكل ما يتعلق بالتصميم الجرافيك. قرّرت الفنانة السورية كندة غنوم (29 عاماً) ملئ هذه الفجوة وشكّلت فريقاّ مكوناً منها هي وسالي العسافين (29 عاماً) وحلا الأفصع (25 عاماً). تدير الشابات السوريات الثلاث أربعة صفحات على انستغرام تحت مسمى الأرشيف السوري، كلّ منها تعنى بأرشفة مجال معيّن في التصاميم السورية، الطباعة، الخط، الطوابع والميديا. ورغم أن المشروع بدأ من بضعة أشهر إلا أنه حقق عدد متابعة كبير. تقيم كندة حالياً في بلجيكا لإتمام دراسة الماجستير في الفنون البصرية. أجريت مقابلة هاتفية مع كندة للحديث عن هذا المشروع والفن السوري.
VICE عربية: لماذا وكيف بدأت مبادرة الأرشيف السوري؟
كندة غنوم: بدأت الفكرة من تحدي شخصي، درست هندسة العمارة ومن بعدها قررت أن أختصّ بالغرافيك ديزاين. كنت أبحث وأدرس عن الغرافيك العربي بالبلاد العربية مما خلق عندي فضول عن معرفة المزيد عن التصميم بسورية والمصممين السوريين، لكن وجدت أن المعلومات والمراجع المتعلّقة بهذا الموضوع قليلة جداً فأخذت الأمر على عاتقي تغيير ذلك. وحدت أن الموضوع أكبر مني ولا أستطيع أن أقوم بالعمل لوحدي، فقمت بتشكيل فريقٍ مكوّن من أفراد لديهم ذات الاهتمام. ثلاثتنا خرّيجي هندسة عمارة وعندنا اهتمام بالتصميم و الفن. بدأنا بالأرشيف السوري للخط وقمنا بتوثيق الخط بشوارع سورية ومن بعدها وجدنا أن لدينا داتا كبيرة ممكن أن نوثقها من مطبوعات وكتب وطوابع وأفلام وإعلانات فتوسع المشروع ليتضمن أكثر من مجال.
من أين تحصلون على المواد المنشورة؟
بعض منها هو أرشيف خاص عندما نتواجد في سورية. الطوابع هي مجموعة شخصية، ولكن أيضاً اجتمعت مع أشخاص من نادي هواة الطوابع وساعدوني بجمع معلومات وطوابع. تواصلت أيضاً مع مكتب البريد. بالنسبة لأرشفة الميديا المواد هي بحث على الانترنت، وهناك أرشيف خاص وأرشيفات خاصة لفنانين من معارف الأهل والأصدقاء.
على أي أساس تتم عملية الانتقاء؟ هل يتم تفضيل مواد على مواد أخرى؟
ليس لدينا الحق أن نقول عن تصميم أنه سيئ أو جيّد. نحن نقوم بتوثيق تاريخ، ممكن أن نرى مستوى تصميم أقل من الآخر ولكن الغاية من هذا المشروع إيصال هذه المواد بغض النظر عن جودتها. إجمالاً، المشروع يسلّط الضوء على أسماء مصممين معروفين ولكن تدريجياً سوف نبحث عن أسماء لم يتم تسليط الضوء عليها من قبل أو لم تكن معروفة أو مشهورة.
كيف ترين أهمية المشروع؟
أهمية المشروع تأتي من الفجوة الموجودة في توثيق الغرافيك ديزاين في سورية. لدينا أسماء فنانين كبيرة في الفن التشكيلي ولكن أي طالب يريد استطلاع أي معلومات عن مصمم سوري، لن يجد أي معلومات. المعلومات الموجودة حالياً هي فقط للفنان عبد القادر أرناؤوط والأستاذ منير شعراني، وحصلت عليها من خلال كتب منشورة بدور نشر في هولندا وكتاب آخر عن طريق الجامعة الأمريكية في مصر. بالمجمل أي مبادرات للتوثيق هي تأتي من جهة خارجية أو اجتهاد شخصي من الفنان نفسه. توجد مبادرات أرشفة لسورية ولكنها ناقصة، وليست متاحة للجميع، غالباً ما يطلبون مبلغاُ مادياً لتتمكن من سحب هذه الصور. أمّا المواد المنشورة في مشروعنا فهي متاحة للجميع.
هل توقعت هذا التفاعل مع المشروع؟
لم اتوقع أن يصل المشروع بهذه السرعة للعالم. أشخاص كثر تواصلوا معنا لتعرف أكثر عن المشروع، وعدد كبير أرسل لنا مواد من أرشيفات خاصة بهم، وهو أمر جميل جداً. بإمكان المتابعين إرسال صور من الشارع ونحن نقوم بنشرها. ومن فئات المتابعين أيضاً هي فئة المغتربين السوريين وأثر عامل النوستالجيا على التفاعل. أحد أكثر البوستات تفاعلاً كان صور لكتب القراءة في مراحل التعليم الابتدائي التي تتضمن شخصيات مثل رامي ورباب ورامز أو مثلاً مجلات أسامة.
ما هي المخططات المستقبلية لمشروع الأرشفة؟
نعمل الآن على تطوير المشروع إلى موقع منظم ومتاح للجميع، ويتضمن معلومات ومواد أكثر. بدأنا بالانستغرام كونه وسيلة تواصل اجتماعي تصل إلى كل العالم ولكننا نتوسّع تدريجياً. مستحيل أن نوقف العمل على هذا المشروع.
يمكنكم مشاهدة المزيد من هذه الأعمال على انستغرام
Street @syriantypearchive
Media @syrianmediaarchive
Stamps @syrianstampsarchive
فايس