تقنية

شركة إسرائيليّة تساعد الأنظمة في التجسّس على الصحافيين

Forbidden Stories – مشروع “القصص المحظورة”

توفر الشركات الإسرائيلية مجموعة أدوات تتراوح بين تلك التي تعمل للوصول إلى أوجه الضعف في البرمجيات وبين خدمة متكاملة يقدم فيها العميل ببساطة رقماً هاتفياً أو عنوان بريد إلكتروني ويتلقى كل المعلومات الضرورية حول مستهدف ما.

بعد 8 سنوات على موت الصحافية ريجينا مارتينيز المفاجئ، تولى تحالف دولي من 60 صحافياً من 25 وسيلة إعلامية، بتنسيق من مشروع “القصص المحظورة”، تحقيقاتها غير المكتملة وحاول إماطة اللثام عن مقتلها. هذا التحقيق هو جزء من “مشروع الكارتيلات”، وهو سلسلة من التحقيقات التي ينشرها مشروع “القصص المحظورة” وشركاؤه بدءاً بالعنف الموجه إلى الصحافيين في المكسيك.

كيف استُهدف الصحافي خورخي كاراسكو؟

استُهدِف خورخي كاراسكو، رئيس تحرير المجلة المكسيكية “بروسيسو”، حين كان يعمل على أوراق بنما عام 2016 في تكنولوجيا برمجية التجسس الإسرائيلية “بيغاسوس” التي توفرها الشركة الإسرائيلية “إن إس أو” NSO، وكاراسكو هو عاشر صحافي تستهدفه “بيغاسوس”.

واليوم، تظل المكسيك مستورداً رئيساً لمعدات المراقبة السيبرانية من شركات أجنبية، ولا سيما الإسرائيلية منها.

“مرحبا خورخي أشاركك هذه المذكرة التي نشرتها “أنيمال بوليتيكو” اليوم. وأظن أن من المهم إعادة مشاركتها”. جاءت هذه الرسالة مع رابط. “من المرسل؟” رد كاراسكو برسالة نصية. لم يرد المرسل قط. ووراء هذه الرسالة المريبة خُبِّئت محاولة لاختراق هاتف كاراسكو باستخدام برمجية “بيغاسوس”، التي تبيعها الشركة الإسرائيلية “إن إس أو غروب” إلى عملاء حكوميين متعددين في المكسيك. وهذا الاكتشاف هو نتاج تحليل تقني أجراه فريق من المتخصصين بالأمن الرقمي في “منظمة العفو الدولية”، بالتعاون مع “القصص المحظورة”. ولدى الضغط على الرابط، يركب هذه الأخير برمجية خفية تمتص بيانات الهاتف كلها، بما في ذلك الرسائل النصية. وتمكّن البرمجية أيضاً من تشغيل الميكروفون والكاميرا من بعد – وهذا تهديد مذهل لأي صحافي.

لماذا التكنولوجيا الإسرائيلية؟

بحسب مسؤول رفيع المستوى في إدارة مكافحة المخدرات الأميركية، باعت حوالي 20 شركة خاصة متخصصة في برمجيات التجسس برمجيات إلى دوائر للشرطة تتبع الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات في المكسيك.وتتمتع التكنولوجيات الإسرائيلية بسمعة طيبة في شكل خاص لدى المسؤولين المكسيكيين. وقالت بالوما مندوزا كورتيس، المحللة والمستشارة في مسائل الأمن القومي: “في المكسيك، من المعتاد أن يعتبر مجتمع الأمن والاستخبارات أن إسرائيل تملك أكثر التكنولوجيات المتقدمة وأفضل التقنيات في مجال التدريب المدني والعسكري.

والمكسيك عميل كبير منذ زمن بعيد لـ”مجموعة إن إس أو”. فبعد توقيع عقد أولي مع وزير الدفاع الوطني، رسخت الشركة الإسرائيلية موقعها في السوق عام 2014 من خلال إبرام عقد بقيمة 32 مليون دولار مع مكتب المدعي العام.

ووفقاً لخبير أمني غادي إيفرون، توفر الشركات الإسرائيلية مجموعة أدوات تتراوح بين تلك التي تعمل للوصول إلى أوجه الضعف في البرمجيات وبين خدمة متكاملة يقدم فيها العميل ببساطة رقماً هاتفياً أو عنوان بريد إلكتروني ويتلقى كل المعلومات الضرورية حول مستهدف ما.

أُنشئ قطاع المراقبة السيبرانية في البداية لمحاربة الجريمة المنظمة، لكن مهمته وعملاءه تغيروا بمرور الوقت.

وكرست “إن إس أو” نفسها كشركة رائدة في السوق. فقد فاخر المؤسس المشارك عمري لافي عام 2013 بالقول: “نحن شبح بكل ما للكلمة من معنى. فنحن شفافون تماماً أمام المستهدف، ولا نترك خلفنا أي أثر”.ويصيب الحل الرئيس لدى الشركة، أي “بيغاسوس”، الهواتف الخليوية المستهدفة من خلال رسائل نصية خبيثة، كتلك التي تلقاها خورخي كاراسكو. لكن عام 2018، بدأت الشركة تدرس أنماطاً أكثر سرية من الإصابة. شرح كلاوديو غوارنييري قائلاً: “إن الرسائل النصية القصيرة مرئية جداً وتترك وراءها أثراً مهماً يمكن استخدامه مراراً وتكراراً لتأكيد الإصابة كما حصل في هذه الحالة”. وعام 2019، كُشِف أن الشركة الإسرائيلية كانت تستخدم عيباً في منصة التراسل “واتسآب”.واليوم، لم تعد الحاجة تدعو إلى خطوة من المستخدم، بفضل عمليات إعادة توجيه لحركة الإنترنت. ففور نجاح أي هجوم، يستطيع العميل مشاهدة كل شيء على الهاتف المستهدف

وبإمكان الأداة القوية، المخصصة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، أن تكون شديدة الخطورة إذا استُخدِمت ضد صحافيين ومنشقين وناشطين. وقال إيتاي ماك، المحامي الإسرائيلي الناشط في مجال حقوق الإنسان: “بسبب تطوير التكنولوجيا، تستطيع جهات كثيرة تحديد من سيكون نلسون مانديلا المقبل قبل أن يعرف أنه نلسن مانديلا المقبل”. لكن من الصعب جداً توعية الرأي العام إلى هذا النوع من التهديد. وشرح ماك قائلاً: “سيظن معظم الناس، إذا أريتموهم صورة مسدس، أن هذا الرمز هو رمز لشيء سيئ، لشيء خطر. لكن إذا تحدثتم عن نظام للمراقبة، فهو شيء أصعب على الفهم… شيء لا تستطيعون رؤيته”.

وأُنشئ قطاع المراقبة السيبرانية في البداية لمحاربة الجريمة المنظمة، لكن مهمته وعملاءه تغيروا بمرور الوقت، بحسب موظف سابق في “فريق القرصنة”.

وعلى رغم إطلاق إجراءات قضائية بحق “إن إس أو غروب” عام 2018 بسبب إهمال الشركة في شأن انتهاكات مارستها الحكومة المكسيكية، خضع القضاء الإسرائيلي لطلب الشركة بإبقاء الإجراءات سرية بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي والتداخل مع العلاقات الدولية لإسرائيل والأسرار التجارية.

لقراءة القصّة الكاملة في اللغة الإنكليزيّة، اضغط هنا.

درج

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى