أربعة بؤر توتر تنفجر في وجه النظام السوري -مقالات وتحليلات مختارة-
أسبوع سوري ساخن..أربع مواجهات ليس بينها “الرئاسة” و”الدستورية”
شهدت عدة مناطق سورية، هذا الأسبوع، أحداثاً بعضها عسكري في بادية دير الزور وطفس غربي درعا، وبعضها احتجاجيٌ انتهى بإطلاق نار في الحسكة، وآخر جُمّدَ حالياً في السويداء.
وتتزامن كل هذه التطورات، مع انعقاد الجولة الخامسة لـ”اللجنة الدستورية” في جنيف، في وقتٍ تظهرُ فيه معطيات عن استعداد نظام الأسد، لإطلاق “حملة الانتخابات الرئاسية” قريباً.
الحسكة..رصاصٌ يُبددُ “مسيرة”
في محافظة الحسكة، شمال شرق سورية، بدا مشهد “المسيرة” التي جيّشَ لها النظام، للضغط على “قسد” التي تُحاصر مربعه الأمني، بالغ الغرابة للسوريين، إذ ربما للمرة الأولى، يُفرقُ الرصاص “مسيرةً” تهتف لـ”سورية الأسد”.
فنحو الساعة الرابعة من عصر اليوم، تجمع مئاتٌ المناصرين للنظام، قريباً من ساحة “حافظ الأسد” وسط مدينة الحسكة، بعد حشدِ فِرقِ “حزب البعث” لهم، لإذاعة بيان يطالب “قسد”، بـ”رفع الحصار فوراً وبدون أية شروط حفاظاً على السلم الأهلي والوحدة الوطنية”.
التجمع الاحتجاجي الذي حصل اليوم في الحسكة، ليس الأول من نوعه، خلال الأسبوعين الأخيرين، لكنه تطورَ مع إطلاق عناصر “أسايش”(قوات الأمن الداخلي للإدارة الذاتية) النار، لتفريق بعض المشاركين في الاحتجاج، الذين يبدو أنهم حاولوا التقدم نحو أحد حواجز “أسايش” المحيطة بالمربع الخاضع للنظام وسط مدينة الحسكة.
ويدخل ما يصفه النظام بـ”الحصار” الذي تفرضه قوات “قسد”، ضد المربع المذكور أسبوعه الثالث، في وقتٍ شددت فيه “أسايش”، حسبما قالت مصادر في الحسكة لـ”السورية.نت”، إحكام قبضتها على مداخل هذا المربع اليوم، وأغلقت شارع فلسطين من جهة حديقة القدس.
وبُثّت مشاهد مصورة من الحسكة على الانترنت، تُظهر إطلاق عناصر “أسايش” النار لتفريق عشرات المناصرين للنظام، في وقتٍ كانوا يهتفون “الله سورية بشار وبس”.
وتوضح المشاهد استنفار مُسلحين ومُسلحات يتبعون “أسايش” عند حاجزٍ لهم، وإطلاق بعضهم النار لتفريق مُناصري النظام، الذين هرولوا بعيداً عن الحاجز، وكان بينهم عناصر وضابط من قوات النظام.
وتعطي حادثة اليوم، مؤشراً إضافياً لمدى الضعف الذي وصلت إليه قبضة النظام في شمال شرق سورية، إذ بات يكتفي بنشر وسائل إعلامه يومياً، كلماتٍ وبياناتٍ لشخصيات محلية مناصرة لهُ في الحسكة، تُندد بـ”حصار قسد للمدنيين”، و تدعو “أبناء العشائر العربية وكل مكونات أبناء محافظة الحسكة إلى الوقوف بوجه الميليشيا التي تحاول تنفيذ أجندة مشغليها” حسب تعبير شيخ “عشيرة البوخطاب” حسناوي الجدوع، الذي نشرته وكالة “سانا”.
وشهدت الأيام الماضية، حسب معلومات “السورية.نت”، تدخلاً روسياً لاحتواء التوتر في الحسكة بين النظام و”قسد”، إذ أن وفداً من “قسد” التقى محافظ الحسكة التابع للنظام، غسان خليل، في مطار القامشلي، وطالبه بإنهاء “حصار” قوات النظام لحي الشيخ مقصود ومحيطه الخاضع لـ”قسد” في حلب.
لكن المحافظ قال إنه لا يملك سلطة ذلك والأمر بيد “القيادة”، في حين طالب “قسد” بإنهاء “حصار” المربع الخاضع للنظام في “الحسكة”.
السويداء..جمرٌ تحت الرماد
إلى الجنوب السوري، حيث شهدت السويداء، خلال اليومين الماضيين، حراكاً من نوع آخر، تمثلَ بموجة غضب جديدة، ضد نظام الأسد، إثر حادثةٍ أظهرت مُجدداً، تعاظم السخط في المحافظة، التي تحاول كل القوى فيها، التوازن بين فرض هيبتها و الحفاظ على شعرة التهدئة في الشارع.
بدأت الحادثة أول أمس الإثنين، بإتصال أحد أهم الزعماء الروحيين في المحافظة، حكمت الهجري، مع رئيس فرع الأمن العسكري في الجنوب، لؤي العلي، للاستفسار عن شابٍ معتقل لدى النظام.
لكن العلي وفق تقاطع المعلومات “تحدث بعجرفة وأبدى إهانة” للهجري، ما استدعى بعد انتشار القصة، توجه عدة شيوخ من الطائفة الدرزية ومئات السكان المحليين، نحو بيت الهجري، للتضامن معه وتوجيه رسالةٍ واضحة للنظام، الذي سارع أمس الثلاثاء، لاحتواء الموقف، بإطلاق سراح المُعتقل، ويدعى سراج الصحناوي.
لكن قبل ذلك، كانت بعض صور رئيس النظام، بشار الأسد، قد حُطمت من قبل شبانٍ غاضبين في السويداء، وبدا أن الموقف قابلٌ للانفجار، قبل أن تصدر “الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين” مساء الثلاثاء، بياناً حمّلتهُ رسائل تهدئة وتهديد.
تحدثت “الرئاسة الروحية”، في بيانها الذي وصل لـ”السورية.نت”، أن على “أي مسؤول أياً كان موقعه، أن يعمل في سبيل الوطن والمواطنين، وأن يدرك أنه خادم للجماهير لا سيد عليها، وألا ينشر بشاعته وتسلطه، وألا تأخذه العزة بالإثم ليجد مستقبله المظلم بما جنت يداه على نفسه”.
وفيما اعتبر البيان أن الأحداث التي شهدتها السويداء أمس “رسالة إلى كل مسؤول ينحرف عن جادة الصواب”، فإنه قال:”استطعنا برجاحة أدب شبابنا، وأخلاقياتهم المعروفة، أن نحصل على موافقتهم على استمرار الهدوء، وللمرة الأخيرة، ووعدونا ألا يكون منهم أي تصرف فردي، أو حماسي”.
وعاد الهدوء مساء أمس الثلاثاء، إلى السويداء، حسبما قال مصدر محلي هناك لـ”السورية.نت”، ولكنه أضاف أن “هجوماً بقنبلة، تعرض له منزل شيخ العقل يوسف جربوع(المُقرب للنظام) عصر اليوم الأربعاء دون تسجيل أضرار”، فيما زار وفدٌ من مسؤولي النظام منزل الهجري في وقت لاحق.
درعا..لا هدوء ولا حرب
ليس بعيداً عن السويداء في الجنوب السوري، توجهت الأنظار هذا الأسبوع، نحو درعا مُجدداً، وهي المحافظة التي لا تهدأ فيها وتيرة الاغتيالات والهجمات أسبوعياً، منذ بسط النظام وروسيا سيطرتهم عليها قبل سنتين ونصف.
فقد شهدت مدينة طفس غربي درعا، الأحد الماضي، مواجهات محدودة بين قوات النظام ومجموعة مقاتلين كانوا سابقاُ ضمن فصائل مناهضة للنظام، وبقوا في طفس عند التوصل لـ”التسوية” التي لم يدخلوا بها لدى إبرامها في يوليو/تموز سنة 2018، وانتهت بإبعاد مقاتلي الجيش الحر الرافضين لها نحو إدلب، وبقاء الموافقين عليها ضمن شروط في درعا.
والتفت نظام الأسد مؤخراً نحو هذه المجموعة في طفس، واشترط الاثنين الماضي، على وجهاء المدينة وأعضاء “اللجنة المركزية” في ريف درعا الغربي، تنفيذ ثلاثة بنود لإيقاف الحملة الأمنية، التي بدأها الأحد، وذلك في اجتماع شهدته مدينة درعا.
والشروط هي “تهجير أو تسليم” كل من الأشخاص وعائلاتهم: محمد جاد الله الزعبي، أبو طارق الصبيحي، أبو عمر الشاغوري، إياد الغانم، إياد جعارة، محمد إبراهيم.
أما الشرط الثاني فتضمن السماح بالتفتيش عن خلايا “تنظيم الدولة” و”مطرفين”، حسب وصف ضباط النظام، إلى جانب شرط ثالث أكد فيه النظام ضرورة “إخلاء مقرات الدولة السورية بشكل كامل في طفس”، وتسليمها له.
وتنتهي المهلة التي أعطاها نظام الأسد، في بلدة طفس، غداً الخميس، في حين أوضح في وقت سابق لـ”السورية.نت”، مصدر من “اللجنة المركزية”، أن القرار لم يتخذ بعد في طفس حول قبول أو رفض الشروط جزئياً أو كلياً، مُشيراً إلى صعوبات تعترض “تهجير” أي من المطلوبين إلى الشمال السوري.
وشهدت طفس بريف درعا الغربي، الأحد الماضي، اشتباكات متقطعة وقصف نفذته قوات الأسد التي حاولت اقتحام عدة مناطق، تحت ذريعة البحث عن مطلوبين وأسلحة ثقيلة.
وفي أثناء محاولتها للاقتحام تعرضت قوات الأسد لاستهداف من قبل مسلحين، ما أدى إلى مقتل عدد من العناصر فيها، قالت شبكات محلية إن عددهم يزيد عن ثلاثة.
و رفض أحمد العودة قائد “اللواء الثامن” في “الفيلق الخامس” المدعوم روسياً في محافظة درعا، التدخل بدور “الوسيط” لحل ملف بلدة طفس في الريف الغربي لدرعا.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات المتعلقة بطفس، أمس الثلاثاء، إن اللجنة المركزية المسؤولة عن مناطق غربي درعا طلبت من “العودة” لعب دور الوسيط مع الطرف الآخر المتمثل بقوات الأسد وروسيا، لكنه رفض.
وأشار المصدر لـ”السورية.نت”، إلى أن طلبَ “أعضاء اللجنة المركزية يتعلق بتدخل العودة من أجل دمج المقاتلين المطلوبين ضمن قواته، كي يسقط عنهم شرط التهجير أو تسليم أنفسهم”، وكذلك “دخول العودة كوسيط لإقناع الضباط في قوات الأسد في إسقاط الشروط التي فرضوها الاثنين، من أجل حل ملف طفس”.
البادية..أرقُ كمائن الخلايا
بموازاة ذلك، يُظهر تنظيم “الدولة الإسلامية”، نشاطاً متزايداً منذ أسابيع قليلة، مع تكثيف خلاياه هجماتهم ضد النظام، والتي سلكت مؤخراً تكتيك الكمائن على طرق الإمداد الرئيسية.
وقد سُجلت أضخم الهجمات التي شنها التنظيم مؤخراً، يوم 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأدت لمقتل 38 من عناصر “الفرقة الرابعة” وإصابة آخرين في هجومٍ تعرضت له حافلتهم، بين منطقتي الشولة والسخنة بريف دير الزور.
ورغم إرسال قوات النظام لتعزيزات عسكرية، وشن الطائرات الروسية عشرات الضربات الجوية، واصل التنظيم شن هجماته بنفس الأسلوب، وآخرها الأحد الماضي قرب منطقتي كباجب- الشولة، إذ تعرضت حافلة عسكرية للنظام، لهجومٍ أوقع قتيلين وجرحى.
وتحاول قوات النظام، رغم الهجمات المتزايدة، القول بأنها تُسيطر على الوضع، وتعيد “ضبط الأمن” لطريق تدمر-دير الزور، إذ أعلنت صباح اليوم الأربعاء، عن “تدمير عربتي بيك آب مزودتين برشاشات ثقيلة ومقتل ثمانية إرهابيين”، وبأنها تمكنت من “تأمين الطريق الدولية دير الزور-تدمر بشكل كامل أمام حركة الحافلات”.
لكن ذلك لا يبدو دقيقاً تماماً، إذ يعتقد محللونَ بأن قيادة قوات النظام، التي تحاول تهدئة الشارع وطمأنة عناصرها المُرتبكين هناك، لا يمكنها ضبط كامل المنطقة الصحراوية الواسعة، التي تنتشر بها خلايا التنظيم، إن لم تنفذ عمليات عسكرية واسعة، لا يبدو أنها قائمة الآن، رغم تعزيز النظام فعلاً لقواته في تلك المناطق.
وتتزامن كل هذه التطورات، مع انعقاد الجولة الخامسة، لاجتماعات “اللجنة الدستورية” في مدينة جنيف السويسرية، والتي بدأت الإثنين الماضي وتختتم الجمعة، دون أن تَرشحَ معلوماتٌ حتى الآن، عن حدوث أي تقدم، مع إصرار وفد النظام، على إقرار ما يسميها “الركائز الوطنية” قبل الدخول بنقاشات الدستور، فيما ترى أوساط المعارضة السورية، أن النظام يماطل بينما يستعد لتنظيم الانتخابات الرئاسية.
—————————
4 «بؤر توتر» تنفجر أمام النظام السوري
تركيا تنشئ «جداراً فولاذياً» يضم آلاف الجنود والمعدات حول إدلب
حشد في منزل حكمت الهجري رئيس الموحدين الدروز في بلدة قنوات في السويداء مساء الثلاثاء (موقع السويداء 24)
درعا: رياض الزين – إدلب: فراس كرم
انفجرت أربع «بـؤر توتر» في وجه النظام السوري، امتدت من السويداء ودرعا في جنوب البلاد، مروراً بالبادية، وصولاً إلى الحسكة شرق الفرات.
وقام مسؤولون في السويداء ذات الغالبية الدرزية، بزيارة مقر الزعيم حكمت الهجري في محاولة لاحتواء غضب شعبي تمثّل بحرق صور الرئيس بشار الأسد مساء الثلاثاء، بعد تردد أنباء عن توجيه مسؤول أمني «إساءات» للهجري.
في درعا المجاورة، أفيد برفض اللجنة المركزية في المحافظة شروط النظام التي قدمها لوقف الهجوم على مدينة طفس وريف درعا الغربي، وتضمنت تهجير 6 أشخاص مطلوبين إلى الشمال السوري.
وفي وسط البلاد، أعلنت دمشق أن قواتها استهدفت مسلحين بعد تعرض حافلة لكمين، في هجوم تبناه «داعش».
وفي شرق الفرات، فرضت قوات الشرطة الكردية التابعة لـ«الإدارة الذاتية» طوقاً أمنياً أمس على «المربع الأمني» لقوات النظام في الحسكة، وسط جهود روسية للتهدئة.
على صعيد آخر، أنهت القوات العسكرية التركية إقامة «الخط الدفاعي العسكري» الذي وُصف بأنه «جدار فولاذي»، على خطوط التماس بين فصائل المعارضة وقوات النظام في إدلب بشمال غربي سوريا، وتضمن آلاف الجنود والآليات العسكرية.
————————
غضب شعبي في السويداء… وتوتر عسكري في درعا
دروز مزقوا صور الأسد بعد «إساءات» لزعيمهم… وفصائل حوران ترفض شروط دمشق
رياض الزين
ساد غضب في السويداء جنوب سوريا بعد تداول أنباء عن إساءة مسؤول أمني لأحد وجهاء الدروز في البلاد، في وقت رفض قادة محليون في درعا؛ المجاورة للسويداء، عرضا من دمشق بإبعاد مقاتلين إلى إدلب أو توقع اقتحام عسكري لمدينة طفس غرب درعا.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بـ«استياء شعبي متواصل تشهده مناطق متفرقة من محافظة السويداء، على خلفية الإساءة من قبل رئيس فرع المخابرات العسكرية في المنطقة الجنوبية العميد لؤي العلي، لرئيس طائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري، حيث شهدت مدينة السويداء خلال الساعات الفائتة غضبا شعبيا ترافق مع قيام بعض الأشخاص بتحطيم صور الرئيس بشار الأسد».
وجرت مساع لتهدئة الوضع، وسط قيام مسؤولين بارزين في النظام السوري بتقديم اعتذار للرئيس الروحي، بعد توافد حشود وفود كبيرة إلى منزل الهجري في بلدة قنوات بريف السويداء من مناطق سورية متفرقة كدمشق والقنيطرة وغيرهما.
وأشار «المرصد» إلى استياء شعبي واسع في السويداء، ومطالبات بإقالة رئيس فرع المخابرات العسكرية في المنطقة الجنوبية، بعد انتشار أخبار عن إساءة «عن طريق الهاتف» وجهها رئيس الفرع، إلى شيخ الطائفة الدرزية، حيث توافد المئات من أبناء المحافظة والمنطقة الجنوبية إلى منزل الشيخ.
وفي سياق ذلك، أفرجت شعبة المخابرات العسكرية على أحد المعتقلين كانت لا تعرف باعتقاله قوات النظام، في محاولة منها لتهدئة الموقف.
وكانت مصادر أفادت، في 23 الشهر الجاري، بأن فصائل محلية في محافظة السويداء نصبت حاجزاً على طريق دمشق – السويداء، واحتجزت ضابطاً من قوات النظام، رداً على قيام أجهزة النظام الأمنية باعتقال مواطن من قرية الجنينة في ريف السويداء، لأسباب مجهولة، حيث انتشرت الفصائل المحلية على أوتوستراد دمشق – السويداء، وقامت بإيقاف جميع السيارات المارة، والبحث عن عناصر وضباط من قوات النظام بهدف احتجازهم.
وبينما تجاهل الإعلام الرسمي بدمشق الاضطراب الحاصل في السويداء منذ يومين، وجه أمين فرع حزب «البعث» في السويداء فوزات شقير رسالة غير مباشرة لأهالي السويداء بوجوب «رد الجميل للقائد الذي لم يترك شعبه»، وذلك أثناء المؤتمر السنوي لاتحاد العمال في السويداء قبل يومين أي بالتزامن مع حصول الاضطرابات، ونقل موقع «السويداء 24» عن أحد المشاركين في المؤتمر قوله إنّ «عدداً من عمال القطاع العام اجتمعوا بمحافظ السويداء همام دبيات ومسؤولين من حزب البعث والاتحاد المهني واتحاد العمال لمناقشة مطالبهم وتحسين عملهم». وجاء ردّ أمين فرع حزب البعث في السويداء فوزات شقير، على المطالب بتوجيه سياسي بأن «الشعب السوري لديه استحقاق كبير خلال الاستحقاق الرئاسي ورد الجميل للقائد الذي لم يترك شعبه في أحلك الظروف»
ضغوط ومفاوضات
في درعا المجاورة، أفيد برفض اللجنة المركزية في درعا شروط النظام التي قدمها أول من أمس لوقف الهجوم على مدينة طفس وريف درعا الغربي، وتضمنت 3 شروط خاصة البند الذي يطالب بتهجير 6 أشخاص مطلوبين إلى الشمال السوري، وأكد مصدر لـ«شبكة شام»، أن المفاوضات استمرت، حيث طرحت اللجنة حلا آخر على الطاولة، وهو أن يكون الأشخاص بضمانة عشائرهم بحيث لا يقومون بأي خطوة قد تعتبر اعتداء على النظام السوري.
وأشار المصدر إلى أن 5 أشخاص من الذين يطالب النظام السوري بتهجيرهم هم موجودون ويعلمون مكانهم وهم الذين تمت ضمانتهم، أما محمد قاسم الصبيحي فلا توجد معلومات عن مكان وجوده أبدا ولم يتم ضمانته.
وأكد المصدر أن الجميع «يتوقع الأسوأ، وأن الجميع يضع يده وكتفه على السلاح في هذا الوقت، وسط تعزيزات استقدمها النظام خلال الأيام الماضية». وشدد على أن جميع القرى الشرقية والغربية بمحافظة درعا تشهد حالة استنفار واسعة من قبل الفصائل. وزاد أن حركة التجارة توقفت بشكل شبه كامل أيضا، وقام عدد من التجار بإغلاق محالهم ونقلوا البضائع إلى خارج مدينة طفس التي تعتبر موقعا تجاريا مهما بريف درعا الغربي. كانت الشرطة الروسية و«الفرقة الرابعة» هددتا أعضاء اللجنة المركزية في درعا باستخدام سلاح الطيران في حال لم يتم الرضوخ لطلباتهما.
وقال ناشطون إن اجتماعا جرى بين اللجنة المركزية في درعا وضباط من «الفرقة الرابعة» في منطقة الضاحية بمدينة درعا، وبحضور ضباط من الشرطة الروسية، وتم الاتفاق على أن تقوم «المركزية» بالرد بـ«الموافقة أو الرفض» على الشروط حتى نهاية الأسبوع الجاري.
وأشار ناشطون إلى أن النظام طالب بتهجير ستة أشخاص من أبناء المنطقة الغربية في درعا باتجاه الشمال السوري، وهم إياد الغانم وأبو عمر الشاغوري ومحمد الزعبي ومحمد قاسم الصبيحي وإياد جعارة ومحمد الإبراهيم، ونشر نقاط عسكرية للفرقة الرابعة في محيط مدينة طفس والسماح لعناصرها بشن حملة تفتيش على مطلوبين متهمين بـ«الانتماء لتنظيم الدولة». وطالب النظام أيضا بتسليم جميع المباني الحكومية في مدينة طفس له.
وبحسب وكالة «نبأ» المعارضة، فإن الوفد الروسي الذي حضر اجتماع الأمس «كان مؤيداً للشروط التي وضعها ضباط الفرقة الرابعة ومسانداً للعملية العسكرية الأخيرة، حيث قال الضابط الروسي إن سلاح الجو قد يشارك في الهجوم بشن ضربات صاروخية على مواقع محددة غرب درعا إذا لم يتم التوصّل لاتفاق».
وكان أفراد من «الجيش الحر» تمكنوا من التصدي لمحاولات تقدم قوات النظام في محيط مدينة طفس وبلدة اليادودة بريف درعا الغربي.
وكانت «الفرقة الرابعة» بدأت أولى عمليات انتشارها بالريف الغربي في مايو (أيار) من العام الماضي بعد التوصل إلى اتفاق مع اللجنة المركزية لنشر حواجز مشتركة مع عناصر التسويات في مواقع عدة من المنطقة.
ووصل انتشار حواجز الفرقة إلى منطقة حوض اليرموك المتاخمة للحدود مع الأردن والجولان المحتل، فيما انحصر انتشارها في مناطق أخرى بمحيط البلدات، وعلى الطرق الرئيسية الواصلة بينها.
الشرق الأوسط
———————————
«الجبل» و«السهل» يرفضان شروط دمشق
الحكومة السورية «تنصح» المواطنين بـ«تخيّل الحياة من دون كهرباء»
رفض زعماء محليون في السويداء ودرعا شروط دمشق للتهدئة مع «بؤرتي توتر»، ما قد يؤدي إلى تصعيد أمني وعسكري في الجنوب السوري.
وقال نشطاء معارضون في المنطقة إن اللجان المركزية للتفاوض في درعا واصلت لليوم الثاني مفاوضات مع ممثلين عن «الفيلق الخامس» المدعوم من روسيا، فيما قام وجهاء عشائر في درعا بجولات تفاوضية مع ضباط من «الفرقة الرابعة» التي يقودها اللواء ماهر الأسد، شقيق الرئيس بشار الأسد، بحضور جنرال روسي، للوصول إلى صيغة اتفاق جديدة تنهي التوتر غرب درعا، بعدما اتفقت اللجان المركزية ووجهاء العشائر على رفض خيار تهجير معارضين إلى الشمال السوري.
ولم تعرف حتى مساء أمس نتائج المفاوضات، رغم انتهاء مهلة وقف النار التي كانت قد منحتها «الفرقة الرابعة» مع التلويح بإطلاق حملة عسكرية على مدينة طفس ومناطق الريف الغربي، ما لم تتم تلبية شروطها.
وفي السويداء المجاورة ذات الغالبية الدرزية، قالت مصادر محلية إن الزعيم الروحي الشيخ حكمت الهجري طالب بإقالة رئيس فرع الأمن العسكري العميد لؤي العلي الذي تحدث مع الهجري بـ«طريقة غير لائقة»، ما أثار استياءً واسعاً في المحافظة بدأ منذ يوم الأحد. كما طالب الهجري أهالي السويداء بـ«التهدئة والعقلانية وضبط النفس»، بعدما وردته اتصالات من مسؤولين في السلطة، لاستيضاح الأمر وتقديم اعتذار.
على صعيد آخر، «بشرت» وزارة الكهرباء السوريين بـ«حياة بلا كهرباء»، إذ أطلقت حملة بعنوان: «معاً لترشيد الطاقة. تخيل الحياة بلا كهرباء»، في وقت استيقظ سكان أحياء بدمشق على مفاجأة تمثلت في إغلاق عشرات الأفران الحكومية لعدم توافر الكهرباء والطحين، ما يعني أن المواطنين بات عليهم أيضاً «تخيل الحياة بلا خبز». وقالت مصادر أهلية لـ«الشرق الأوسط» إن أزمة الخبز عادت للتفاقم منذ ثلاثة أيام، حيث تشهد كافة الأفران ازدحاماً غير مسبوق، مع خفض كميات الطحين المخصصة للأفران الحكومية.
———————————-
قلق في درعا بعد انتهاء مهلة دمشق… وزعيم بالسويداء يريد «إقالة مسؤول أمني»
الجيش الروسي ووجهاء يتوسطون في «بؤرتي توتر» في الجنوب السوري
درعا: رياض الزين
لا يزال التوتر سيد الموقف في ريف درعا الغربي، بعد تهديدات أطلقتها «الفرقة الرابعة» التي يقودها اللواء ماهر شقيق الرئيس السوري بشار الأسد، قبل أيام باقتحام المنطقة، إذا ما لم تتم الموافقة على شروطها، بترحيل 6 أشخاص قادة سابقين في المعارضة، وتسليم أسلحة ثقيلة ومتوسطة من المنطقة، وانتشار نقاط جديدة لها في المنطقة، في وقت ساد الترقب في السويداء المجاورة وسط مطالبة الزعيم الروحي للدروز حكمت الهجري دمشق بإقالة مسؤول أمني محلي وأهالي السويداء بـ«ضبط النفس».
وقال نشطاء معارضون من المنطقة إنه لليوم الثاني على التوالي لا تزال اللجان المركزية للتفاوض في درعا وممثلين عن «الفيلق الخامس» المدعومة من روسيا، في درعا ووجهاء عشائر يقومون بجولات تفاوضية مع ضباط من «الفرقة الرابعة» واللجنة الأمنية التابعة للنظام في درعا بحضور جنرال روسي، للوصول إلى صيغة اتفاق جديدة تنهي التوتر في المنطقة، دون تصعيد عسكري، بعد أن اتفقت اللجان المركزية ووجهاء العشائر على رفض خيار التهجير إلى الشمال السوري، بضمان العشائر في المنطقة باستثناء محمد الصبيحي المطلوب أساساً للجنة المركزية ولعدم معرفة مكانه، وتعهد العشائر بعدم ممارسة المطلوبين لأعمال مناهضة للدولة.
ولم تعرف إلى اليوم نتائج المفاوضات بين الأطراف، رغم انتهاء مهلة وقف إطلاق النار الخميس، والتي كانت قد منحتها «الفرقة الرابعة» للجان التفاوض المركزية للبدء بالحملة العسكرية على مدينة طفس وبعض مناطق الريف الغربي. وحتى مساء يوم الخميس لم تسجل أي عملية تصعيد عسكرية غربي درعا، وسط توتر يسود المنطقة الغربية، وحالات نزوح من مدينة طفس للأهالي خوفاً من التصعيد العسكري، لا سيما أن الطيران الحربي حلق ليومين على التوالي فوق المنطقة الغربية من درعا، بعد تهديد الجنرال الروسي باستخدام الطيران الحربي في العملية للعسكرية بريف درعا الغربي إذا فشلت المفاوضات.
في السويداء المجاورة ذات الغالبية الدرزية، قالت مصادر محلية إن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري أفرجت عن المعتقل سراج راجح الصحناوي، الذي طالب الزعيم الروحي الشيخ حكمت الهجري بمعرفة مصيره، في محاولة من الأجهزة الأمنية لتهدئة الموقف، بعدما كانت ترفض الاعتراف باعتقاله، وسط استياء شعبي واسع، ومطالبات بإقالة رئيس فرع المخابرات العسكرية في المنطقة الجنوبية العميد لؤي العلي، بعد أن طالبه الشيخ بالتعامل وفق الأنظمة والقوانين، التي تفرض على الجهات المختصة كشف مصير الموقوفين وإحالتهم للقضاء، لكن الضابط رد على الهجري بـ«طريقة غير لائقة»، مما أثار استياءً واسعاً في المحافظة بدأ منذ يوم الأحد.
كما توجه وفد رسمي من المسؤولين في محافظة السويداء إلى منزل الشيخ حكمت الهجري يوم الأربعاء، وقد ضم الوفد محافظ السويداء وأمين فرع حزب «البعث» الحاكم، بالسويداء، وقائد شرطة محافظة السويداء، وشخصيات أخرى، في مساعٍ لتهدئة الأوضاع. كما حضر الاجتماع عدد من ممثلي الفصائل المحلية والعائلات، محذرين وفد المسؤولين من اللجوء إلى تصعيد الموقف في حال لم تتداركه السلطة بشكل فوري وتتخذ الإجراءات المناسبة لتهدئة حالة التوتر في المحافظة، وأن الاعتذار للشيخ يجب أن يكون على أعلى المستويات باعتباره ممثلاً للطائفة في عموم سوريا.
وأشارت المصادر إلى أن المئات من الرجال والشباب والشيوخ قصدوا منزل الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري في بلدة قنوات للتضامن معه، كما حظرت وفود من مدينة جرمانا وصحنايا في دمشق ومن مناطق جبل الشيخ والقنيطرة، للوقوف مع الشيخ حكمت الهجري، على خلفية الإساءة التي وجهها أحد الضباط له.
وأصدرت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز في السويداء بياناً باسم الشيخ حكمت الهجري، قالت فيه: «نؤكد على أي مسؤول أياً كان موقعه، أن يعمل في سبيل الوطن والمواطنين، وأن يدرك أنه خادم للجماهير لا سيد عليها، وألا ينشر بشاعته وتسلطه، وألا تأخذه العزة بالإثم ليجد مستقبله المظلم بما جنت يداه على نفسه، وعلى ما يمثله من جهات حكومية، فالفاعل بما فعل، ولن نقبل أمثال هؤلاء في صفوف المسؤولين بما يبثونه من كره وبغضاء للدولة والقانون بسبب تصرفاتهم الظالمة الخاطئة غير المسؤولة».
كما طالب الهجري طالب أبناء الطائفة بـ«التهدئة والعقلانية وضبط النفس»، بعد أن وردته اتصالات عديدة من مسؤولين في السلطة السورية، لاستيضاح الأمر، وقدمت الاعتذار لسماحة الشيخ، والإفراج عن المعتقل الذي يطالب الشيخ بكشف مصيره.
يذكر أن الحادثة بدأت بعد قيام أحد الحواجز التابعة للنظام السوري باعتقال الشاب سراج الصحناوي، فقام ذووه بنصب حواجز على طريق دمشق السويداء، وقاموا باحتجاز أحد الضباط والعناصر التابعين للنظام، للضغط على الأجهزة الأمنية بالإفراج عن ابنهم، حينها تدخل الهجري، وتوصلوا لاتفاق يقضي بتسليم الضباط والعناصر المحتجزة عند أهالي قرية الطيبة مقابل إطلاق سراح ابنهم المعتقل من فرع الأمن العسكري في السويداء، ولم يطلق سراح المعتقل باليوم المحدد، مما دفع الشيخ حكمت للاتصال بالضابط المسؤول فقام الأخير بإهانة الشيخ دون أي اعتبار لمركزه الديني بنسبة للطائفة، الأمر الذي أثار استياء لدى شريحة واسعة في السويداء.
وكثيراً ما تعتمد الفصائل المحلية في السويداء خلال السنوات الماضية، على سياسة الضغط على الأجهزة الأمنية التابعة للنظام من خلال احتجاز ضباط وعناصر، للإفراج عن المعتقلين من أبناء المحافظة.
وتشكلت الفصائل المحلية في السويداء من أبناء المحافظة ذات الغالبية الدرزية، وتنتشر في مناطق متفرقة في المحافظة. وبدأ تشكيل هذه الفصائل منذ عام 2011 مع اندلاع الحرب في سوريا، وبقيت هذه الفصائل محافظة على اتخاذ موقف محايد من الأزمة السورية، رافضة الانحياز لأي طرف. كما رفضت منذ بدايتها التجنيد الإجباري لشباب المحافظة في جيش النظام السوري، واعتقال شباب السويداء في أفرع النظام، ولم تقف ضد الملتحقين طوعاً بقوات النظام والجيش، وهي تشكيلات غير مسجلة لدى صفوف قوات النظام السوري وغير موجهة من قبله، ولا تتفق مع حالة تشكيلات النظام كاللجان الشعبية والدفاع الوطني وغيرها بالقتال معه في الجبهات على كل الأرض السورية، ويقتصر نشاطها في محافظة السويداء ضد أي تهديد يحيط بها وبأبنائها حتى من النظام نفسه، ولم يسجل لها الخروج خارج المحافظة في عملها العسكري، بل فقط عملت تحت شعار «حماية الأرض والعرض»، وحماية شباب المحافظة من الملاحقات الأمنية والعسكرية.
الشرق الأوسط
——————————
سوريا: أهالي السويداء يلوّحون بالتصعيد… وفيديو يظهر قيادياً في الفصائل يهدد النظام
هبة محمد
دمشق ـ “القدس العربي” : بينما استمر غضب الشارع في محافظتي درعا والسويداء في الجنوب السوري ضد النظام، شنت أجهزته العسكرية والأمنية أمس الخميس عمليات دهم واعتقال طاولت عشرات المنازل في بلدة “إيب” في ريف درعا، بعد عودة نحو 50 عائلة إليها، بضمانات روسية، كما اغتال مسلحون مجهولون، رئيس بلدية ناحتة في ريف درعا الشرقي، بالتزامن مع تعزيزات عسكرية لقوات النظام بهدف محاصرة بلدة طفس.
وقالت مصادر محلية إن عناصر من فرعي الأمن العسكري والمخابرات الجوية لدى قوات النظام، شنت الخميس عمليات دهم واسعة في بلدة إيب في منطقة اللجاة شمال شرقي محافظة درعا، أسفرت عن اعتقال خمسة من أبناء البلدة. الناطق باسم “تجمع أحرار حوران” قال لـ”القدس العربي” إنّ القوى الأمنية التي داهمت القرية، كانت مُشتركة من جهاز المخابرات العسكرية والجوية. وعُرف ممن تم اعتقالهم صالح الخلاوي من بلدة إيب، وهو قيادي ضمن صفوف اللواء الثامن، التابع للفيلق الخامس، بعد أن عمل سابقاً ضمن صفوف فصائل محلية. وأضاف الحوراني أن البلدة كانت قد شهدت الخميس الماضي، عودة للأهالي المهجرين بعد نحو 8 سنوات “ليعيشوا في خيام بين قرى وبلدات شرقي درعا. وقد عادتْ حوالى خمسين عائلة، برعاية روسيا وبمساعدة من اللواء الثامن التابع، الذي نشر مجموعة من الحواجز لتأمين عودتهم”.
وفي الجنوب أيضاً، وفي محافظة السويداء تحديداً، استمرت حالة التوتر منذ مطلع الأسبوع، وذلك على خلفية الإهانة التي تلقاها شيخ عقل الطائفة الدرزية حكمت الهجري من قبل رئيس فرع الأمن العسكري في المنطقة الجنوبية لؤي العلي، وبعد هذه الحادثة شهدت بلدة قنوات مقرّ الشيخ الهجري توافد وفود شعبية وشخصيات اجتماعية من مناطق مختلفة في السويداء، إضافة لوفود قادمة من مناطق جرمانا وصحنايا في ريف دمشق وجبل الشيخ، لتؤكد تضامنها مع الشيخ الهجري، ورفضا لما اعتبروها تجاوزات من قبل السلطة.
وبثت شبكة “السويداء 24” المحلية تسجيلاً أظهر أحد قادة الفصائل المحلية وهو يندد بإهانة المرجع الديني، وذلك أمام الوفد الرسمي، ويطالب بالاعتذار من الشيخ، مهدداً بالتصعيد، إذ قال: “الجبل لم يتحرك بعد، وبكلمة يتغير الأمر!” في إشارة منه إلى ضرورة الاعتذار وإلا سيلجأ الأهالي إلى التصعيد.
إلى ذلك ألقى مجهولون قنبلة صوتية على ساحة دار شيخ العقل الثاني يوسف جربوع الكائنة في مدينة السويداء، غير أن الأضرار اقتصرت على الماديات. في السياق تداول نشطاء من مدينة السويداء أنباء عن محاولة السلطات السورية التدخل بشكل أكبر على خط الأزمة التي تشهدها المحافظة، وذلك في سبيل إيجاد حل يحفظ ماء وجه السلطة، ويرضي الأهالي المحتجين على إهانة واحد من شخصياتهم الدينية البارزة.
————————-
سوريا: مئات المحتجين يمزقون صوراً للأسد رداً على إهانة المرجعية الدرزية في السويداء
هبة محمد
ارتفع منسوب التصعيد في محافظات الجنوب السوري، بعدما أخفقت مساعي النظام في فرض عملية تهجير قسري جديدة على أبناء درعا، حيث رفض وجهاؤها ولجانها المركزية ومندوبون من اللواء الثامن المدعوم روسياً، شروط نظام الأسد القاضية بتهجير مطلوبين وعائلاتهم إلى الشمال السوري، وتزامن ذلك مع حالة من التوتر تشهدها محافظة السويداء القريبة، حيث مزق مئات المحتجين صوراً لرئيس النظام السوري بشار الأسد.
وبدأت القوات الحكومية السورية الضغط على وجهاء ومسلحي محافظة درعا لإجبارهم على التوجه إلى مناطق شمال سوريا.
وقال مصدر مقرب من لجان درعا المركزية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) الأربعاء إن “القوات الحكومية السورية بدأت الضغط على اللجان المركزية ووجهاء وأعيان درعا من خلال تحليق الطيران الحربي فوق ريف درعا الغربي والشرقي لقبول الشروط التي تقدم بها الوفد الحكومي أمس الثلاثاء وقوبلت بالرفض من قبل وفد محافظة درعا”.
وأضاف المصدر: “تمسك وفد القوات الحكومية السورية بترحيل عدد من الأشخاص يعيشون في مدينة طفس إلى الشمال السوري، ولم يلق هذا قبولاً من وفد درعا الذي أصر على بقائهم في ريف درعا وبضمانة وجهاء المدينة بعدم التعرض للقوات الحكومية “. وأكد المصدر أن “وفد أهالي درعا عقد اليوم(أمس) عدة اجتماعات في مناطق المحافظة قبل التوجه للقاء وفد القوات الحكومية بحضور الضامن الروسي”.
وخيرت قوات النظام معارضين يعيشون في طفس بين تسليم أنفسهم أو الترحيل إلى مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا، وأعطتهم مهلة حتى اليوم الخميس. وكان اجتماع عُقد حتى ساعة متأخرة مساء أمس حضره وجهاء وأعيان محافظة درعا ولجانها المركزية عن مدينة درعا والريف الغربي والريف الشرقي، بحضور مندوبين من أبناء المحافظة المنضوين في اللواء الثامن المدعوم روسيا، للتباحث في موضوع اتخاذ القرار بشأن شروط القوات الحكومية السورية لتلافي الحملة العسكرية على مدينة طفس ومحيطها.
وتشهد مناطق ريف درعا عموما توتراً كبيرا على إثر تهديد القوات الحكومية باقتحام بلدة طفس، وحشدت القوات السورية عناصرها في محافظة درعا وهددت باقتحام مدينة طفس في ريف درعا الغربي الذي يخضع لتسوية بضمانة روسية منذ دخول القوات الحكومية السورية للمدينة في شهر آب/ أغسطس عام 2018.
وقال الناطق باسم “تجمع أحرار حوران” أبو محمود الحوراني، إن “جولة المفاوضات عقدت يوم الإثنين الفائت في حي ضاحية درعا، ضمت ضباطاً من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، وهم العميد غياث دلّة، واللواء علي محمود، واللجنة المركزية، حيث أعطى ممثلو النظام محافظة درعا مهلة تنتهي الخميس، لتنفيذ عدة مطالب، على رأسها تهجير عدد من المقاتلين السابقين في صفوف المعارضة السورية من بلدة طفس إلى الشمال السوري، وإلا فسوف يعود سلاح الجو لقصف المنطقة”.
وأوضح الحوراني لـ”القدس العربي”، أن وجهاء وأعيان محافظة درعا ولجانها المركزية عن مدينة درعا والريف الغربي والريف الشرقي “رفضوا شروط التهجير القسري رفضا قطعيا، للمعارضين الذين وردت أسماؤهم من ضبّاط النظام في الاجتماعات السابقة أو أي شخص آخر من المنطقة”.
وبالنسبة للمطلوب تهجيرهم مع عائلاتهم قال المتحدث لـ”القدس العربي”: “إن عشائر المنطقة تتكفل بضمانتهم، كونهم أيضاً يرفضون مسألة تهجيرهم أو تسليم أحد منهم للنظام”.
وفي السويداء قال مدير “شبكة السويداء 24 “رضوان نور لـ”القدس العربي” إن “مجموعة من المواطنين الغاضبين مزقوا وحطموا صور الرئيس السوري في بعض ساحات وشوارع مدينة السويداء، مساء الثلاثاء، حيث توافد المئات من أبناء المحافظة بشكل عام والمنطقة الجنوبية إلى منزل الشيخ حكمت الهجري، بعد انتشار الأخبار عن الإساءة التي وجهها العميد لؤي العلي له، خلال اتصال هاتفي طالب فيه الشيخ بالكشف عن مصير أحد الموقوفين مؤخراً من أبناء المحافظة”.
ووصلت الوفود إلى منزل الرئيس الروحي للإعلان عن تضامنها معه، مطالبين بإقالة رئيس فرع المخابرات العسكرية في المنطقة الجنوبية العميد العلي.
ووفقاً للمصدر فإن “الشيخ الهجري طلب خلال اجتماعه مع أبناء المحافظة في بلدة قنوات الهدوء وعدم التصعيد”، مشيراً إلى أن “مستويات رفيعة في الدولة قدمت الاعتذار وتكفلت باتخاذ الإجراءات المناسبة بحق من أخطأ”.
وفي محاولة للتهدئة، أفرجت الأجهزة الأمنية عن المعتقل سراج راجح الصحناوي، حيث “وصل إلى منزل الرئيس الروحي للطائفة، بعدما كانت الأجهزة ترفض الاعتراف باعتقاله”.
—————————-
مئات المحتجين يمزقون صوراً للأسد رداً على إهانة المرجعية الدرزية في السويداء/ هبة محمد
دمشق – «القدس العربي» : يرتفع منسوب التصعيد في محافظات الجنوب السوري، بعدما أخفقت مساعي النظام في فرض عملية تهجير قسري جديدة، على أبناء درعا، حيث رفض وجهاؤها ولجانها المركزية ومندوبون من اللواء الثامن المدعوم روسياً، شروط نظام الأسد القاضية بتهجير مطلوبين وعائلاتهم إلى الشمال السوري، خلال المهلة المحددة لتلافي الحملة العسكرية على مدينة طفس ومحيطها، الأمر الذي أثار حفيظة الشرطة العسكرية الروسية وقوات الفرقة الرابعة التي هددت بعودة سلاح الجو والقصف في حال عدم الرضوخ والاستجابة.
تزامن ذلك مع حالة من التوتر تشهدها محافظة السويداء القريبة، حيث مزق مئات المحتجين صوراً لرئيس النظام السوري بشار الأسد، المعلقة في ساحات المدينة، تعبيراً عن غضبهم من الإساءة التي اقترفها رئيس فرع المخابرات الجوية بحق الرئيس الروحي للطائفة. وقال مدير شبكة السويداء 24 «رضوان نور» لـ«القدس العربي» إن «مجموعة من المواطنين الغاضبين مزقوا وحطموا صور الرئيس السوري في بعض ساحات وشوارع مدينة السويداء، مساء الثلاثاء، حيث توافد المئات من أبناء المحافظة بشكل عام والمنطقة الجنوبية إلى منزل الشيخ حكمت الهجري، بعد انتشار الأخبار عن الإساءة التي وجهها العميد لؤي العلي له، خلال اتصال هاتفي طالب فيه الشيخ بالكشف عن مصير أحد الموقوفين مؤخراً من أبناء المحافظة».
ووصلت الوفود إلى منزل الرئيس الروحي للإعلان عن تضامنها معه، مطالبين بإقالة رئيس فرع المخابرات العسكرية في المنطقة الجنوبية العميد «العلي». ووفقاً للمصدر، فإن «الشيخ الهجري طلب خلال اجتماعه مع أبناء المحافظة في بلدة قنوات الهدوء وعدم التصعيد» مشيراً إلى أن مستويات رفيعة في الدولة قدمت الاعتذار وتكفلت باتخاذ الاجراءات المناسبة بحق من أخطأ».
وفي محاولة للتهدئة، أفرجت الأجهزة الأمنية عن المعتقل سراج راجح الصحناوي، حيث «وصل إلى منزل الرئيس الروحي للطائفة، بعدما كانت الأجهزة ترفض الاعتراف باعتقاله». وشرح رضوان أن «أحد ضباط السلطة رفض التعامل بالقانون في قضية معتقل من السويداء، وردّ بطريقة غير لائقة على الشيخ الذي كان يطالب بالكشف عن مصير معتقل لدى الأجهزة الأمنية، رغم عدم وجود أوراق بحث ضده، ودعاه للتعامل وفق الأنظمة والقوانين التي تفرض على الجهات المختصة كشف مصير الموقوفين وإحالتهم للقضاء، إلا أن الأخير لم يستجب». معتبرًا أن «حملات الاعتقالات التعسفية التي تشنها الأجهزة الأمنية والعسكرية في السويداء، وعدم كشف مصير المعتقلين، تثير التوتر في المحافظة، وتتطور في بعض الحالات لرد أقارب المعتقلين بخطف ضباط وعناصر من الأجهزة الأمنية».
تزامناً، هددت الشرطة العسكرية الروسية وقوات الفرقة الرابعة، أعضاء اللجنة المركزية – المكلفة تمثيل المحافظة في المفاوضات مع النظامين السوري والروسي – باستخدام سلاح الجو في حال لم ترضخ اللجنة لمطالبهم القاضية بتهجير عدد من أبناء المنطقة نحو الشمال السوري. وقال الناطق باسم «تجمع أحرار حوران» أبو محمود الحوراني، إن «جولة المفاوضات عقدت يوم الاثنين الفائت في حي ضاحية درعا، ضمت ضباطاً من الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، وهم العميد غياث دلّة، واللواء علي محمود، واللجنة المركزية، حيث أعطى ممثلو النظام، محافظة درعا مهلة تنتهي اليوم الخميس، لتنفيذ عدة مطالب، على رأسها تهجير عدد من المقاتلين السابقين في صفوف المعارضة السورية من بلدة طفس إلى الشمال السوري وإلا فسوف يعود سلاح الجو لقصف المنطقة».
وأوضح لـ«القدس العربي» أن وجهاء وأعيان محافظة درعا ولجانها المركزية عن مدينة درعا والريف الغربي والريف الشرقي، ومندوبين من أبناء المحافظة عن اللواء الثامن المدعوم روسيًا، عقدوا اجتماعاً للتباحث بشأن شروط نظام الأسد، في سبيل تلافي الحملة العسكرية على مدينة طفس ومحيطها. وخرجت اللجان المركزية وكل من حضر الاجتماع بقرار يرفض شرط التهجير القسري «رفضًا قطعيًا، للمعارضين الذين وردت أسماؤهم من ضبّاط النظام في الاجتماعات السابقة أو أي شخص آخر من المنطقة». وأوضح الحوراني أن الرفض تعبه خروج «وفد من العشائر ووجهاء المنطقة وأعضاء اللجان المركزية خرجوا الأربعاء، بجولة مفاوضات جديدة مع ضبّاط الفرقة الرابعة واللجنة الأمنيّة في مدينة درعا للضغط من أجل التوصل إلى صيغة اتفاق مرضية للطرفين».
وبالنسبة للمطلوب تهجيرهم مع عائلاتهم قال المتحدث لـ«القدس العربي» «إن عشائر المنطقة تتكفل بضمانتهم، كونهم أيضاً يرفضون مسألة تهجيرهم أو تسليم أحد منهم للنظام». وكانت قوات النظام، قد استقدمت على مدار الأسابيع الماضية تعزيزات عسكرية من عتاد ثقيل نحو محافظة درعا، تمركز معظمها في نقاط عسكرية قريبة من مدينة طفس وأخرى في حي الضاحية ومدينة درعا، ملوحةً بعملية عسكرية تستهدف المنطقة، وبعد المفاوضات مع اللجان المركزية طالبهم النظام بتسليم السلاح الثقيل الذي في مناطقهم وتهجير ستة أشخاص مع عائلاتهم والقيام بحملة دهم وتفتيش لبعض المنازل والمزارع التي يتحجج بوجود خلايا من داعش فيها.
وكشف مصدر من اللجنة المركزيّة أن الشرطة الروسية أصرّت خلال الاجتماع على مطلب تهجير ستة أشخاص من أبناء الريف الغربي مع عائلاتهم إلى الشمال السوري، عُرف منهم: محمد جاد الله الزعبي وإياد الغانم من بلدة اليادودة، ومحمد قاسم الصبيحي المعروف باسم (أبو طارق الصبيحي) من بلدة عتمان، بالإضافة لكل من: محمد إبراهيم الشاغوري الملقب بـ(أبو عمر الشاغوري) من المزيريب، وإياد جعارة من تل شهاب، وأعطى ضبّاط الفرقة الرابعة مهلة لتنفيذ مطالبهم حتى اليوم.
في غضون ذلك، تستمر قوات النظام السوري، متمثلة بالفرقة الرابعة باستقدام التعزيزات العسكرية نحو الجنوب السوري، حيث وصل رتل عسكري يضم دبابات وراجمات الصواريخ من نوع غراد، تمركزت في حي الضاحية وحاجز السرو المطل على قرى المزيريب وعتمان بريف درعا الغربي.
——————————–
سورية: قاعدة أميركية جديدة في الحسكة وهجمات تستهدف مواقع النظام بدرعا والقنيطرة وريف دمشق
عدنان أحمد
تعرضت قوات النظام السوري في محافظة درعا (جنوباً) لمزيد من الهجمات، مساء أمس وفجر اليوم الجمعة، وامتدت هذه الهجمات إلى محافظتي القنيطرة وريف دمشق المجاورتين، وسط أجواء توتر وترقب تعيشها المنطقة، في وقت بدأت القوات الأميركية بإقامة قاعدة عسكرية جديدة في ريف محافظة الحسكة.
وقال الناشط الإعلامي محمد الشلبي، لـ”العربي الجديد”، إن “مسلحين مجهولين هاجموا عدة مواقع وحواجز لقوات النظام السوري وأجهزته الأمنية في أنحاء متفرقة من محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين عناصر تلك القوات”.
وفي أحدث الهجمات، قتل وأصيب عدد من قوات النظام نتيجة هجوم من قبل مجهولين على الحواجز العسكرية المنتشرة على أطراف مدينة كناكر في ريف دمشق، فيما استهدف مجهولون حاجز السهل التابع لقوات النظام في قرية مغر المير التابعة لناحية بيت جن في ريف دمشق الغربي.
كما هاجم مسلحون موقعاً عسكرياً لقوات النظام في بلدة جباتا الخشب في ريف القنيطرة الشمالي.
وكان مسلحون مجهولون هاجموا، ليل أمس الخميس، حواجز النظام في كل من بلدتي المليحة الشرقية والغارية الشرقية، وهما تتبعان لفرع المخابرات الجوية بريف درعا الشرقي.
كما جرى استهداف حاجز للفرقة الرابعة بالأسلحة الخفيفة في بلدة سحم الجولان غربي المحافظة، فيما تعرض المربع الأمني في مدينة نوى بريف درعا الغربي للاستهداف مرتين في ساعات المساء وعند منتصف الليل، وهو يضم عدداً من المقار الأمنية التابعة لقوات النظام في المدينة.
وحسب الشلبي، فإن اشتباكات جرت داخل المدينة بين العناصر الأمنية ومسلحين مجهولين، فيما وقع انفجار على أطراف مدينة جاسم، تبعه إطلاق نار، قرب أحد الحواجز العسكرية في المدينة من جهة بلدة إنخل في منطقة الجيدور شمالي درعا. وكذلك ألقى مجهولون يستقلون دراجة نارية قنبلة يدوية في حي المركز الثقافي في مدينة الصنمين شمالي درعا.
يأتي ذلك في ظل توتر تشهده المنطقة الغربية من محافظة درعا، بعد محاولة الفرقة الرابعة التابعة للنظام، قبل أيام، التقدم في محيط مدينة طفس، واندلاع اشتباكات جراء ذلك وسقوط قتلى وجرحى، وسط تهديدات باقتحام المدينة، إذا لم يتم تنفيذ مطالب النظام أبرزها تهجير ستة أشخاص من المنطقة باتجاه الشمال السوري، وتهديدات روسية باستخدام الطيران.
ورأى متابعون أن هذه العمليات قد تكون ردود فعل على سياسات النظام في محافظة درعا، لكن أيضاً قد يقف خلفها أشخاص محسوبون على مليشيات النظام وفروعه الأمنية، بهدف زيادة التوتر في المنطقة وتبرير خططه لشن هجوم على المدينة، بحجة استهداف حواجزه في درعا، لإقناع روسيا بإنهاء هذا الملف بشكل كامل، خاصة بعد قيام الشرطة العسكرية الروسية بتأجيل التفاوض مع اللجنة المركزية واللجان الأمنية التابعة للنظام إلى يوم غد السبت، بناء على طلب من اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس.
وحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ”العربي الجديد”، فإن روسيا ربما تكون تراجعت عن موقفها المؤيد لمحاولات قوات النظام تهجير المطلوبين في مدينة طفس بريف درعا إلى الشمال السوري، وقد وافق الضباط الروس على مقترحات اللواء الثامن، المدعوم من قبلها، أن يتولى عناصر اللواء اعتقال الأشخاص المطلوبين للنظام من دون دخول أو تدخل قوات النظام وأجهزته الأمنية.
تخفيف التوتر في السويداء
في المقابل، واصل النظام السوري محاولاته تخفيف التوتر الحاصل في محافظة السويداء، بعد تهديدات ضده أطلقها مشايخ وفصائل المنطقة. وأرسل النظام وفداً عسكرياً وأمنياً جديداً إلى منزل رئيس الطائفة الدرزية الشيخ حكمت الهجري، في مسعى لتهدئة النفوس، بعد يوم على زيارة وفد أمني وعسكري يمثل المحافظة إلى منزل الشيخ أيضاً.
من جهتهم، عبر أهالي السويداء في الاجتماع عن استيائهم من النظام ومليشياته، التي اتهموها بنشر الفساد والوقوف وراء الفلتان الأمني في المحافظة، إلى جانب توجيه تحذيرات جديدة والمطالبة بتقديم اعتذار من أعلى المستويات في النظام، بحسب الشبكات المحلية.
وقتل عنصران من مليشيا “الدفاع الوطني” التابعة لقوات النظام، مساء أمس الخميس، جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت عربتهما على طريق السبخة معدان شرقي الرقة.
ويأتي ذلك بعد يومين من مقتل عنصرين من النظام غربي المحافظة التي تشهد موجة من الاغتيالات.
النظام يقصف ريفي إدلب وحماة
وفي شمال غرب البلاد، قصفت قوات النظام، فجر وصباح اليوم، مجدداً، قرى وبلدات كنصفرة وسفوهن والفطيرة والرويحة وبينين وفليفل في ريف إدلب الجنوبي، كما استهدفت بالرشاشات الثقيلة مناطق في العنكاوي بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي.
كما جرت اشتباكات بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة على محوري الرويحة وكدورة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، فيما قصفت الفصائل مواقع لقوات النظام في داديخ بريف إدلب الشرقي.
سورية – سياسة – الحسكة – 14 -9
قاعدة أميركية بريف الحسكة
وفي شرق البلاد، ذكرت وكالة “سانا”، الناطقة باسم النظام، أن القوات الأميركية باشرت بناء قاعدة جديدة لها في منطقة اليعربية بريف الحسكة.
ونقلت الوكالة عن مصادر محلية أن تلك القوات استقدمت موادَّ لوجستية وعتاداً عسكرياً إلى القاعدة، وأدخلت 10 ناقلات جند إلى مدينة المالكية في أقصى شمال شرقي الحسكة تمهيداً لنقلها إلى ريف اليعربية المتاخمة للحدود العراقية، بغية إنشاء قاعدة عسكرية جديدة قرب تل علو شمال غربي اليعربية.
وأضافت الوكالة أن تلك القوات استقدمت أيضاً آلات تجهيز الطرق، وقامت بتعديل وفرش الإسفلت بالقرب من صوامع تل علو، على مقربة من قاعدة خراب الجير التي تتخذ منها القوات الأميركية منطلقاً لمروحياتها.
وقالت الوكالة إن ذلك يهدف إلى “تعزيز وجودها اللاشرعي في الجزيرة السورية تماشياً مع مخططاتها الرامية إلى سرقة النفط والثروات الباطنية السورية والمحاصيل الرئيسية”. وتنتشر القوات الأميركية في عدد من القواعد بمنطقة شمال شرق سورية، الخاضعة لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية”(قسد)، وترسل بشكل مستمر أرتالاً عسكرية لتزويدها بما تحتاجه من ذخائر وأسلحة وموادّ لوجستية.
العربي الجديد
————————–
درعا:مفاوضات طفس بلا نتيحة..المعركة أو التهجير؟
تعيش محافظة درعا جنوب سوريا حالة ترقب، وذلك على وقع اجتماع الاثنين الماضي، بين اللجنة المركزية لدرعا من جهة وضباط من قيادة الفرقة الرابعة منهم اللواء علي محمود والعميد غياث دلة من جهة أخرى في حدث يُعتبر مفصلياً للمنطقة عقب التوتر الأخير الحاصل في طفس غربي درعا.
وقالت مصادر محلية ل”المدن”، إن ممثلي النظام أمهلوا أعضاء اللجنة المركزية حتى الخميس، للقبول بالشروط المطروحة من قبل وفد النظام، على رأسها تهجير 6 مقاتلين سابقين في الجيش الحر إلى الشمال السوري، وتسليم السلاح المتوسط.
وأضافت المصادر أنه في حال لم يتم قبول الشروط، فإن قوات النظام التي تحاصر طفس في ريف درعا الغربي منذ أيام، ستباشر اقتحاماً عسكرياً معززاً بالطيران الحربي، الذي كان يحلّق على ارتفاعات منخفضة أثناء الاجتماع وما تبعه من جولات تفاوضية.
وقال محمود الحوراني، المقاتل السابق في الجيش الحر، ل”المدن”، إن “لجنة درعا المركزية ستبلغ رسالة المنطقة الغربية وعموم حوران برفضهم القطعي للتهجير، كما أن الأسماء الستة المطلوبين للتهجير من قبل النظام، تمت كفالتهم من قبل العشائر لرفضهم مسألة تهجيرهم أو تسليم أحد منهم للنظام، باستثناء القيادي أبو طارق الصبيحي المنحدر من بلدة عتمان غربي درعا”.
وتابع الحوراني: “لقد تم تبليغ النظام والروس بهذا الرد ومهلة النظام كانت لليوم الخميس، إلا أنه حدث تطور غيّر مسار الأحداث وأجّل المحادثات النهائية” التي كانت مقررة صباح الخميس، بعد تغيّب أحد الضباط الذين يشاركون بالحوار، لكن مصادر قالت إن الاجتماع قد يُعقد عند السابعة من مساء الخميس.
الأحداث الأخيرة أثارت تخوف الكثير من الأهالي من عودة القبضة الأمنية للنظام، مما دعَّم موقف اللجنة المركزية الرافضة لقرارات النظام بتهجير السكان أو بسط النفوذ العسكري للنظام على المنطقة.
وأكد مصدر مقرب من اللجان المركزية في درعا ل”المدن”، أن هناك حالات هلع ونزوح ل500 عائلة من المدنيين في طفس إلى المناطق البعيدة عن دائرة الحصار والاشتباك، كما تم إفراغ المحال التجارية والصناعية ونقلها إلى دمشق أو درعا او مناطق شرق طفس.
وشدد المصدر على أن 90 في المئة من سكان المنطقة الغربية مؤيدون للجنة المركزية وقراراتها وثقتهم بها كبيرة، وفي حال حدوث عمل عسكري على المدنيين سيتم الرد من كل حوران على قوات النظام في وقت واحد.
وأشار المصدر إلى أن العناصر الملاحقين من قبل النظام هم أنفسهم الذين أخرجهم في فترات متفاوتة بعلم الروس، ليقوموا بإنشاء كيانات تخل بأمن المنطقة وتسبب القلاقل، ويتخذهم النظام ذريعة لاقتحام المنطقة الغربية.
يُذكر أن إصرار النظام على تهجير المقاتلين الستة يأتي على خلفية اتهامه لهم بالانتماء إلى جماعات إرهابية ك”داعش” و”النصرة”، كما حدث سابقاً مع المقاتلين في محجة وكناكر والصنيمين في ريف درعا الشمالي.
—————————-
اتصال بين الأسد والهجري يطفئ نار التوتر في السويداء
أجرى رئيس النظام، بشار الأسد، اتصالاً هاتفياً غير معلن بشكل رسمي حتى الان، مع رئيس مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز، حكمت الهجري، في محاولة بددت التوتر الذي عاشته مدينة السويداء في الأيام الماضية.
والتوتر في المدينة كان قد أشعله رئيس فرع “الأمن العسكري”، لؤي العلي بتوجيهه “إهانة” للهجري على شكل شتيمة، في أثناء طلب الأخير الإفراج عن أحد المعقلين من أبناء السويداء.
وعلى إثر ذلك هاجمت “الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين” في السويداء، مسؤولي النظام، وإلى جانبها طلبت عدة أوساط محلية اعتذاراً رسمياً من “السلطة الحاكمة في دمشق”.
وقال مصدر إعلامي من مدينة السويداء في تصريحات لـ”السورية.نت”، اليوم الاثنين: “الأسد اتصل بالهجري أمس الأحد، وأشاد بمكانته في السويداء، كما أكد على ما يسمى باللحمة الوطنية”.
وأضاف المصدر أن الاتصال أكدته الدوائر المقربة من الهجري، وأشارت إلى أن “الرئاسة الروحية” ستصدر بياناً مرتقباً حول تفاصيل الاتصال، وستعلن فيه أيضاً انتهاء حالة التوتر في السويداء.
من جانبها ذكرت شبكة “السويداء 24” أن “الرئاسة الروحية” الممثلة بسماحة الشيخ حكمت الهجري ستصدر البيان في الساعات المقبلة، على أن تعلن فيه طي صفحة الخلاف الأخير، الذي أشعله لؤي العلي.
وقالت الشبكة نقلاً عن مقربين من الهجري: “بشار الأسد تواصل مع سماحته، وقال له إنه لا يقبل الإساءة للرموز الدينية، وتحدث عن اللحمة الوطنية”.
ولم يؤكد النظام الاتصال بشكل رسمي حتى ساعة إعداد هذا التقرير، واكتفى الحديث عنه من قبل الدوائر المقربة من الهجري.
وكان منزل الهجري في بلدة قنوات قد شهدت عدة زيارات في الأيام الماضية لتهدئة التوتر، إلا أنها لم تفض بنتائج، في ظل إصرار من قبل الأوساط المحلية على تلقي اعتذار رسمي من الأسد، كون “الإهانة تمثل أهالي جبل الدروز ككل”.
وكان حكمت الهجري اتصل برئيس فرع الأمن العسكري التابع لقوات الأسد، لؤي العلي، بهدف الاستفسار عن أحد المعتقلين من أبناء السويداء، ويدعى سراج الصحناوي، إلا أن العلي “تعامل بعجرفة وابدى إهانة في كلامه” للهجري، حسب ما أفاد مصدر محلي من السويداء لـ”السورية. نت”.
وعقب ذلك ساد غضب بين شباب ومشايخ السويداء، وبدأت وفود من الوجهاء والسكان، بالتوجه إلى بلدة قنوات حيث يقطن الهجري، تعبيراً عن التضامن معه.
وحطم بعض السكان، صوراً لرئيس النظام، بشار الأسد، على طريق “قنوات- تقاطع المتحف” عقب الاستياء الذي شهدته المحافظة، بحسب المصدر.
وسبق وأن شهدت السويداء مظاهرات مناهضة لنظام الأسد، احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية.
وبينما تتركز الهتافات ضمن الاحتجاجات على الواقع المعيشي المتردي، تنسحب في أوقاتٍ عدة، إلى المطالبة بإسقاط الأسد، وخروج روسيا وإيران بشكل كامل من الأراضي السورية.
——————————-
السويداء:الاسد إتصل بالهجري..ولم يفصل لؤي العلي
أكد مصدر محلي من مدينة السويداء ل”المدن”، إن رئيس فرع الأمن العسكري في المنطقة الجنوبية العميد لؤي العلي لا يزال على رأس عمله حتى الساعة، في رئاسة شعبة المخابرات العسكرية بالمنطقة الجنوبية، وذلك بعد أن تداولت صفحات السويداء الموالية للنظام أن رئيس النظام بشار الأسد أقال العلي وكلف العميد أيمن محمد رئيساً لفرع الأمن العسكري في المنطقة الجنوبية.
وقال مصدر مطلع في محافظة درعا قوله إن العميد لؤي العلي داوم في مكتبه بقسم الأمن العسكري “245” في مدينة درعا بشكل اعتيادي، وهو المسؤول عن شعبة المخابرات العسكرية في الجنوب السوري، مشيراً إلى أن العميد أيمن محمد الذي تم تداول اسمه، مسؤول عن إدارة فرع الأمن العسكري بالسويداء منذ سنتين.
وأشارت المصادر إلى أن العلي تلقى تعليمات من رئاسة شعبة المخابرات العسكرية في سوريا، بعدم التدخل في شؤون محافظة السويداء خلال المرحلة الراهنة، وانتظار التعليمات الجديدة، “مما يشير إلى احتمال صدور قرار جديد في أي وقت”.
وأكد مصدر محلي آخر ل”المدن”، إجراء الأسد اتصالاً هاتفياً مع الشيخ حكمت الهجري وذلك بعد التوتر الذي شهدته المحافظة وتمزيق صور رئيس النظام في أرجاء مدينة السويداء، على خلفية توجيه إهانات للهجري من قبل العلي. ولم تشر المصادر إلى أن الأسد قدم اعتذاراً رسمياً للهجري إنما اطمئن على صحته وأكد على “اللحمة الوطنية”، في حين قالت مصادر إعلامية إن الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز الممثلة بالشيخ حكمت الهجري ستصدر بياناً جديداً خلال الساعات القادمة، تعلن فيه طي صفحة الخلاف الأخير.
وأكدت تلك المصادر ل”المدن”، أن أجواء الشحن والغضب لازالت موجودة بين أوساط أهالي المحافظة، مصرين على موقفهم في صدور اعتذار رسمي ومباشر للشيخ الهجري والمحافظة، معتبرين في الوقت عينه، أنه حتى لو تم استبدال العلي بآخر فإن نهج الأجهزة الأمنية للنظام السوري هو نفسه.
———————–
=======================
تحديث 04 شباط 2021
——————————–
مشيخة العقل والعلاقة مع دمشق/ عمار ديوب
يا شيخ حكمت، نريد أن تتدخل وتفرج عن الضابط والعناصر. ردّ فوراً: سأفعل، ولكن نريد أن تفرجوا عن الشاب “راجح الصحناوي” فجاءه الرد: لك ذلك؛ إذا انتظر يومين وسيكون لديكم الرجل وعناصره. بعد عدّة أيام يتصل الشيخ: يا أخي “لؤي” لم تفرجوا عن الشاب؛ رجل الأمن: ألا تخجلون من هكذا طلب، وأنتم لديكم آلاف الشباب لم يلتحقوا بالجيش، وأسمعه كلاماً لا يليق بمكانته الدينية. حين سمع ذلك الشيخ، وهو أحد كبار مشيخة العقل وأهمهم، أغلق هاتفه، وقد ضاقت الدنيا به؛ وراح يسائل نفسه، ألا تفهم القيادات الأمنية هذه، بأنّنا نتحمل كل موبقاتهم، ونضبط الشباب لدينا، ومع ذلك لا يحترمون مكانتنا، وكوننا أهم الضامنيين لتحييد المدينة، ومنعها من الاشتراك بالثورة ومعاداة النظام.
الشيخ حكمت الهجري، يُكلم نفسه: سأربي هذا الضابط، اتصلَ ببعض الأعيان، والشخصيات الهامة في مدينة السويداء، وشرح لهم ما حدث، وأنّ الضابط لم يفرج عن الشاب ولم يحترمه، وأنّ هذا يعني أنّه لا يحترم أية شخصية كبيرة في المدينة. أيام معدودة، وبدأت المدينة تغلي، والسؤال كيف يقلّل هذا الضابط من شأن رمزنا وكبيرنا وطائفتنا؟ الدم الحامي دفع بعض الشباب، للقول: إنّ قتل هذا الضابط مسألة بسيطة، وهناك من قال إنّ بمقدوره اختطاف عشرات الضباط من جديد. رفض الشيخ والأعيان كل هذه الأفكار، وطالب الجميع بعدم تصعيد الأجواء، ومقابل ذلك لا بد من إظهار العين الحمراء للنظام وعسسه وأتباعه المخلصين، فانتشرت عناصر الفصائل المستقلة عن النظام، واضطرت العناصر التابعة له والمنخرطة ضمن فصائل “الدفاع الوطني” للانضمام إلى رفض خطوة ضابط الأمن.
وصلت رسالة الاحتجاج القوية من الشيخ والمدينة إلى العاصمة، فأمرت القيادات الأمينة العليا ترضية الشيخ حالاً، فبدأت الاتصالات الهاتفية من كبار رجال الدولة والوفود الرسمية والحزبية تصل إلى مضافة الهجري، تستعطفه، وتطيب خاطره، وأنّ هذا الضابط لم يكن يقصد الإساءة، وهو لا يتقن أصول التحدّث مع المشايخ، وربما لديه ضغوط عائلية معينة، وراحت تتعدّد الأسباب المخففة من فعلة الرجل، وضبضبة الحكاية، وضمن ذلك، أُفرج عن الشاب من فوره كذلك؛ وهناك تسريبات تؤكد اتصال الرئيس السوري بالشيخ للاطمئنان على صحته، والقصد ضبضبة الحكاية.
لا يمكن للشيخ، وهو المستفيد من بعض أعطيات النظام، وارتفع شأنه بين شيوخ العقل أنفسهم هذه المرة أن يطالب باستبدال الضابط الكبير هذا، ويكفيه أنّ مكانته اهتزّت بشكلٍ كامل، والآن سيفكر هو وقيادته باستبداله لا محالة، وهناك من يقول أنّه أقيل، سيما أنّ المدينة مضبوطة، وهادئة، ولن يتمكن من تقليب القلوب نحوه، وبالتالي، يتوقع بعض المتابعين لشأن المدينة، أن يؤتى بغيره، وينقل إلى مدينة أخرى، ليسيء لأهلها كما هي عادته، وهذا من صلب سياسات المنظومة الأمنية المركزية، وهناك من يؤكد أنّ الإشكال الذي حدث مع الشيخ الهجري، ليس بلا دراسة وتخطيط، ولمعرفة ردّ فعل المدينة في إطار استمرار النظام البحث عن تطويع المدينة من جديد وبشكلٍ كامل.
تتعرّض السويداء إلى صراع بين المصالح الروسية والإيرانية، فكل من الدولتين تريدان المدينة لها، وهو حال كل سوريا “المفيدة” الواقعة تحت سيطرة النظام، فهي إمّا لإيران أو لروسيا. وعدا ذلك، فالمدينة تتاخم مدينة درعا، المنكوبة وغير المستقرة، وهناك تهديد داعش، كما جرى من قبل، والنظام ذاته لن يعدم محاولاتٍ جديدة لتطويعها. وعدا هذا وذاك فهي تعاني كما كل المفيدة هذه، من نقصٍ في كل الاحتياجات؛ فهناك طوابير الخبز والوقود وانقطاع الكهرباء والوضع المعيشي الكارثي، وبالتالي لا بد من لملمة القضية أعلاه، والاستمرار بذات الوضعية السابقة، أي التحييد، واستقبال الوفود الروسية والإيرانية، ومناورتها، بحيث لا تقع المدينة فريسة إحدى هاتين الدولتين، وهذا يقتضي منها عدم القطع مع النظام، وبقية سورية. إذاً هناك حسبة لا يمكن لشيوخ العقل والشخصيات الأساسية في المدينة تجاهلها، ونضيف عدم إثارة العاصمة أكثر فأكثر، فهي بمقدورها، وحين تسوء الأحوال استخدام الأسوأ، ونقصد تدمير المدينة.
إذاً ليس من جديد في هذه المدينة، وليس من قوّةٍ إضافية لمشايخها كذلك، ولكنها ووفقاً للأزمة المعقدة، فالمدينة معرضة لمزيد من التردّي الاجتماعي والاقتصادي، وستتعزّز فيها النزعة المذهبية والعائلية، وهناك الفصائل المسلحة التابعة للنظام بهذا القدر أو ذاك. النزعة الوطنية، التي عادة ما توصف بها، وإرث سلطان باشا الأطرش، وهناك مركزية مشيخة العقل على لبنان والأردن وفلسطين، كلها تتراجع تباعاً، وتتآكل القوى التي كانت تدعو للوطنية وللقومية واليسارية. النزعة المذهبية فيها والعائلية وفوضى السلاح، هي حالة عامة في سوريا، ويشكل غياب بديلٍ اجتماعي وسياسي سبباً إضافياً لتقوية تلك النزعات، وهي بكل الأحوال تعزل المدينة في حدودها أو ضمن المناطق التي فيها “دروز”، كبلدة جرمانا أو صحنايا أو مع بعض البلدات غرب دمشق، وبالتأكيد مع دروز الجولان وربما دروز إدلب؛ هذا إطار عام للوضع السوري.
الجانب المذهبي ورغم غلبته، لا يشكل حاملاً يمكن الارتكاز إليه، وغياب سواه، الوطني أقصد، يدفع لتعزيزه. إنّ غياب المشروع الوطني للدولة يؤكد ذلك الانعزال، ويفتح لعلاقاتٍ محدودة مع الدولة يؤمنها مشايخ العقل، وخدمات الدولة البسيطة “مؤسسات التعليم والكهرباء والنت وسواها وأجهزة الأمن والحزب”؛ الفكرة السابقة، تؤكد، وبغياب الدولة القوية بل واستنادها إلى روسيا وإيران، أنّ خيارات المدينة محدودة للغاية، ولا تتجاوز تأكيد نزعة الانتماء للدولة السورية، ومناورة الروس والإيرانيين بشكل مستمر، ورفض محاولات النظام إخضاعها كما قبل 2011؛ في ظلّ هكذا أجواء يمكننا تفهم علوّ دور المشيخة، والنزعة المذهبية بعامة والعائلية كذلك، وأيضاً تجذّر النزعة الاجتماعية المناهضة للنظام وأيديولوجيته وسياساته؛ الذي أصبح عالة على سوريا المفيدة وغير المفيدة.
يعي جيداً حكمت الهجري كل التحليل أعلاه. عقله ومشيخة العقل تدفعانه مع بقية الشيوخ دائماً للبحث عن التهدئة والحلول الوسط، وضبط المدينة وفصائلها، ومسك العصا من الوسط؛ فلا هو بقادرٍ على رفض النظام بشكل كامل، ولا هو يستسيغ إعادة الصلة مع دمشق الضعيفة؛ فهي خاضعة لإيران والروس؛ إنها شعرة معاوية بكل بساطة، وعلى أملٍ بتحقيق صفقةٍ قريبة بين الأمريكان والروس، تسمح للسوريين بتشكيل هويتهم الوطنية من جديد.
ليفانت – عمار ديوب
—————————–
جمر تحت الرماد في السويداء/ ميسون شقير
ربما نجح النظام السوري، بمساعدة إيران وروسيا، وبسبب تراجع الدور الأوروبي، وحتى العالمي، في منطقة الشرق الأوسط، في الإخماد المؤقت لثورة الحرية والكرامة التي بدأها الشباب السوري منذ عشر سنوات، وشكلت ملحمة حقيقية في إصرارها مدة تزيد عن عام على سلميتها، على الرغم من عنفٍ لم يعرفه التاريخ، مارسه النظام السوري على شعبه الأعزل الذي كان يقارع، بحناجره وصدوره العارية، أسوأ نظام قمعي مخابراتي بوليسي. نظام حوّل سورية، أم الحضارات، إلى دولة عسكرية مغلقة، تحكمها عصبة أمنية وديكتاتور يبني سلطته على الرعب ثم الرعب، ويضع لها دستورا واحدا هو الفساد ثم الفساد، على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والأخلاقية، ويحوّل جيشها، المشهود له، إلى جيش عقائدي مهمته فقط الحفاظ على استلام بيت الأسد السلطة، ويحوّل حزب البعث إلى مؤسسة مفرغة من كل محتوى أيديولوجي قومي أو اشتراكي، وإلى مؤسسة مخابراتية ببغاوية، تعزّز بماء خرم استبداده وتحميه.
وربما أيضا أن هذا النظام استطاع إقناع اليسار العربي، وبعضا من اليسار العالمي، بأنه نظام علماني يحمي الأقليات، ويواجه الإمبريالية العالمية، مثلما يواجه التطرّف الإسلامي، وأن كل تلك الملايين التي خرجت إلى شوارع سورية، ونادت بإسقاطه، هي ملايين إرهابية، وهو البطل الذي شرّد خمسة عشر مليون إرهابي سوري وقتل مليونين منهم، واعتقل مئات الآلاف، وغيّب عشرات الآلاف قسريا، وهدم أقدم مدن الأرض، ليحصل كما قال على سورية الجديدة أو سورية المتجانسة التي يموت ناسها الآن من الخذلان واليأس والفقر والقهر والعجز والبرد والمرض.
ربما يكون ذلك كله ممكنا، لكن ما لا يمكن أن يكون أن يقتنع أحد من السوريين الآن بأن هذا النظام قابل للحياة والاستمرار، وبأن حجّة حماية الأقليات التي لا يزال يتبجح بها كي يبرّر قصفه الشعب، حقيقية أو حتى مقبولة، خصوصا لدى سكان الجنوب السوري من محافظة السويداء، ذات الأغلبية الدرزية التي خرج مثقفوها ومحاموها ونخبتها منذ اليوم الأول، وصاحوا “واحد واحد واحد الشعب السوري واحد”، ورفعوا شعار سلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية الكبرى ضد الفرنسيين “الدين لله والوطن للجميع”، وفرز لها النظام أكثر عدد من مخابراته وشبّيحته لقمع حراكها النخبوي، والتي حاول بكل طرقه افتعال نزاع طائفي مع جارتها درعا أم الثورة ولم يفلح.
والسويداء، المدينة الصغيرة التي كان يسكنها قبل الثورة حوالي 400 ألف نسمة، استقبلت ما يزيد عن 600 ألف نازح جاؤوها من كل مناطق القُطر، ولم تُبن فيها خيمة لنازح، بل لا يزالوا يعيشون بين ناسها وفي بيوتهم. وهي المدينة الوحيدة التي رفض شبابها الالتحاق بالخدمة الإلزامية، كي لا يساهموا في قتل إخوانهم السوريين. وهذا ما جعل النظام يفقد عقله، ويحاول إجبار شباب المدينة على ذلك، لكن مجموعة رجال الكرامة، بقيادة الشيخ وحيد البلعوس، كانت له بالمرصاد، ورفضت أن يسحب أي شاب منها عنوة إلى الجيش، وكان رد النظام بتدبير تفجير لرجال الكرامة عام 2015 وقتل 42 منهم أمام مشفى السويداء، بمن فيهم الشيخ البلعوس. ولأن المحافظة لم تمتثل كما توقع، جعل في عام 2018 عناصر تنتمي لتنظيم الدولة الإسلامية داعش كان هو نقلها إلى حدود المحافظة، بحافلاته المكيفة، تقتحم الريف الشرقي من المدينة، وتقتل ما يزيد عن 300 مدني ليلا، بعد أن سحب كل قواته من القرى، وقطع الكهرباء والنت عن المدينة في الليلة نفسها.
بعد تلك المجزرة التي اقترفها النظام عن طريق عناصر “داعش” التابعين له، بدأ يتشكل لدى كل أبناء المحافظة غضب وسخط على نظام عاقبهم فقط لأنهم لم يرسلوا أبناءهم إلى جيشه، على الرغم من أن السويداء لم تكن فيها ثورة مسلحة على النظام، كما كان في باقي المناطق السورية. واستمرارا لقرار النظام بمعاقبة المحافظة، افتعل في السنة الماضية اقتتالات بين عناصر مدعومة من الفرقة الرابعة في منطقة بصرى الشام وأحد رجال مخابراته في بلدة القريا، فتورّط بها رجال الكرامة في السويداء، وراح ضحيتها عديدون منهم.
اليوم، وبعد أن حاول رجال الكرامة وشيوخ الطائفة منع الشباب من الانضمام إلى الجيش الذي تسعى إليه إيران، وإلى الذهاب إلى ليبيا، اغتال النظام في يوم 24 من الشهر الماضي (يناير/كانون الثاني) رجلين من مشايخ الكرامة، وأهان رئيس الأمن العسكري في السويداء، العميد لؤي العلي، أحد شيوخ العقل فيها، وهو حكمت الجربوع، لأنه أراد إخراج مدني اعتقلته المخابرات السورية ظلما، الأمر الذي أجّج مشاعر الغضب لدى الناس، وجعلها تتوافد على منزل الشيخ، وتهدد وتتوعد وتحرق صور بشار الأسد في الشارع. قبل أن تصدر “الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين” بياناً حمّلتهُ رسائل تهدئة ووعيد بأن على “أي مسؤول، أياً كان موقعه، أن يعمل في سبيل الوطن والمواطنين، وأن يدرك أنه خادم للجماهير لا سيد عليها، وألا ينشر بشاعته وتسلطه، وألا تأخذه العزة بالإثم ليجد مستقبله المظلم بما جنت يداه على نفسه”.
وعلى الرغم من أن النظام السوري قد أقال العميد لؤي العلي من رئاسة الأمن العسكري في السويداء، وأبدله بآخر، ومن أن الشيخ الجربوع كان طوال السنوات الماضية محسوبا على من يحاولون حماية المحافظة عن طريق إبقائه على علاقات طيبة مع النظام، إلا أن الغضب الشعبي في المحافظة المليئة بالاحتقان سيبقى مشتعلا، مثل كل محافظات سورية، كجمر تحت الرماد، فشباب السويداء الذين خرجوا في الصيف الماضي، وأحيوا الثورة السورية السلمية، لن يهدأوا. وعاجلا أم آجلا، سيسقط هذا النظام الذي أهان كل سوري في كل بقعة في البلاد. سيسقط في كل مكان، وفي كل قلب، حتى لو بقي على كرسيه الزائل. يقول لنا التاريخ إن عمر الثورات أطول بكثير من عمر الطغاة. لقد حكم فرانكو إسبانيا بالحديد والنار أربعين عاما، بعد أن قضى على أول وأفضل تجربة جمهورية أوروبية، لأن نظام موسوليني كان يدعمه، وبعدما قتل الشاعر لوركا، وشرّد الفنان بيكاسو والشاعر أنتونيو ماتشادوا، لكنه، في النهاية، رحل وانتصرت الديمقراطية وانتصر الفكر الجمهوري.
.. وهكذا، سيكون في كل أراضي سورية، وفي السويداء، وإن غدا لناظره قريب.
العربي الجديد
———————–
=======================