سياسة

البديل المشترك الجديد لسورية/ منذر اسبر

مما لاشك فيه ان مقال نائب رئيس الائتلاف المنشور في وكالة زيتون هام  لأنه يصرح بوضوح ماكنا قد أشرنا إليه باستمرار في أن الائتلاف و على رأسه  نصر الحريري لم يجعل الحل السلمي اختياره الاستراتيجي وأنه كان يعول على  الغرب للتدخل العسكري وإسقاط النظام.

ولهذا لم  يتحول إلى الحل السلمي التفاوضي إلاّ بعد أن ” ظهر أن الحل العسكري مرفوض  من قبل المحسوبين على أصدقاء للشعب السوري ونخص منهم بالتحديد الإدارة  الأمريكية “

إن اضطرار الائتلاف الى قبول الحل السياسي تكتيكيا لا يعني انه تخلى عن استراتيجيته التي قامت على الحل العسكري.

ولكن الشيء الذي يدعو إلى التساؤل هو التالي:

كيف حدث ان زملاء واصدقاء كانوا يعتقدون أن خيار الائتلاف كان خيارا سلميا نهائيا وانهم ”  “شركاء  ”  فيه ؟ 

ذلك لأننا كنا نرى ان الائتلاف والنظام يعملان وبمفارقة على نفس الهدف وهو الحل العسكري.   

إن  التراجعات التي تمت باسم هيئة التفاوض ووحدتها انما كان يوظفها  الائتلاف  بميكيافيلية مهنية  لا في توظيف هيئة التفاوض من اجل مواقفه السياسية  المتمحورة مع القوى الأجنبية على شاكلة النظام وحسب  وإنما أيضا  من اجل  تعطيل التفاوضية دون الإستجابة لأي مطلب ديمقراطي لعدة  مكونات فيها، نقصد  هيئة التنسيق ومنصة القاهرة ومنصة موسكو تمثيلاً عدد ياً أو اتخاذاً  للقرارات أو الاستقلالية عن التدخلات الأجنبية .

والحقيقة  التي لا بد من الاشارة إليها اليوم هي اغماض العين عن ان مكونات الائتلاف  نفسه  هي مكونات هجينة لاديمقراطية  ، سواء بجماعة  الكفاح المسلح  او سواء  بمجموعة  الديكتاتورية التي كانت في منصات النظام نفسه  او سواء من يرى  اغتنام هبوب الرياح الغربية  .

وكما يقول هيغل  في أن النهابة تعود للاقتراب من البداية ،فان الائتلاف الذي فرض عليه الحل  السلمي وجعله تكتيكا ميكيافيليا يطرح على لسان نائبه  اليوم  :

“طالما ان العملية السياسية لن تتحقق…ما الذي يبرر استمرار هيئة التفاوض ولماذا لا ننسحب او نعلق حضورنا على الاقل”

وبهذا فإن المخطط الجديد لا يكمن في انتقال الائتلاف الى الشمال السوري وحسب وإنما ايضا في :

-تعزيز العلاقة مع الحاضنة الشعبية في الشمال.

-تقوية دور الحكومة السورية المؤقتة.

– استكمال بناء العمل في الجيش الوطني “الحر”.

-تكريس الحوكمة في المناطق المحررة حسب تعبيره.

-التواصل الفعال مع الحلفاء خاصة الإدارة الأمريكية . 

ورغم  أن نائب الرئيس  يرى ان البلاد “تعرف تموضعات شبه دولتية …اربعة يهدد  استمرارها وحدة سورية “,الا انه لا يجد في خطة الائتلاف  تموضعا لدويلة  يقيمها، دويلة مزدوجة بالهيمنة التركية  وتهدد  وحدة سورية .

إذن  التفاوض  سيكون أمرا آخر اي  بين الائتلاف والنظام وبموافقة تركية وروسية وأمريكية ،  على انضمام الدويلة الائتلافية  إلى الوطن الأم مقابل تقاسم السلطة  ومستقبل سورية .

ذلك ان من التقوا على  نفس  الاستراتيجية في عسكرة الثورة وجرها الى الحرب الاهلية  والى التدخلات  الخارجية  والى التسويف بالحل السلمي والى تعطيل التفاوضية من شانهم ان  يلتقوا اخيرا على مصالحهما وعلى مصالح الدول النافذة الخارجية بديلا جديدا  مشتركا لسورية.

فرانس بالعربية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى