من ذاكرة صفحات سورية

قُبيل انتخابات المجالس المحليّة، في الجولان المحتل، عام 2018، وفي غضونها وبعدها/ حسان شمس

من ذاكرة صفحات سورية

(ملفّ متسلسل، مِن منشورات الكاتب الصحافي الجَولاني السوري حسان شمس، على الـفايسبوك)

Oct 16. 2018

سأعكف منذ الآن وخلال الفترة المقبلة، بشكل دوري -وإنْ كان متقطعاً-، على نشر مجموعة رؤىً متسلسلة ترتبط بواقعنا الجولاني، تحاكي بعض أكثر الأمور حساسية على ساحتنا الجولانية، تحت عنوان: “عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم”، والبداية اليوم:

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (1)

أمقتُ لوك ذات الأفكار وترداد بعض العبارات النمطية مِن قبيل “ما قبل ليس كما ما بعد”. ما حصل أيام إضراب أهالي الجولان المحتل الكبير، الذي أعقب صدور قانون الضم مطلع ثمانينيات القرن المنصرم، كان عظيماً في وقته بكل مقياس، ومصدر عَظَمته ناتج عن أسباب عدة مِن ضمن جملة عوامل ذاتية وموضوعية لا يتسّع هذا الحيّز لذكرها، تضافرت جميعها على إنجاح ذلك الموقف، وكذلك عن فرادة ما أقدم عليه الأهالي وقتها في زمن كان خذلان العرب وخيباتهم طافياً على كل ما عداه. لكن الواقع في الجولان المحتل الآن يختلف جذرياً عمّا كان عليه قبل الثورة، لجهة الإحساس بضياع الهوية أو أقلّه التشويش الذي حصل عليها -حتى وإن كان التصريح عن ذلك لا يتم بالعلن غالب الأحيان. ورغم الوحدة التي يبديها أكثرية الأهالي، هذي الأيام، في وجه مشاريع أسرلتهم، عبر رفضهم شرعنة وجود المجالس المحلية الإسرائيلية في قراهم المحتلة، إلا أنه ينبغي الإقرار أن تغييراً جوهرياً حصل؛ مِن الحكمة مواكبته عن كثب والاشتراك في رسم خط سيره لا التعمية عليه أو الاستقالة عن التعاطي معه، ثم الاضطرار لاحقاً إلى التعامل مع نتائجه، أو حتى دفع فواتيره.

……..

Oct 17. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (2)

حقّكَ أن تكون كما تحب وتأخذ ما يناسبك مِن مواقف، طالما أنت قادر على تحمُّل مسؤوليتها وتوابعها. المواطَنة، تبقى خَياراً وليست إكراهاً. لكن حذارِ أن تستخف بعقول الناس وتحاول إغراءها بمذاق أكلةٍ؛ أنتَ نفسكَ لم تذُق طعمها ولا تعرف شيئاً عن مركّباتها!

………

Oct 18. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (3)

طول الفترة التي مكثها الجولانيون تحت الاحتلال الإسرائيلي (51 عاماً) في مقابل عشرين عاماً قضوها في ظل سيادة دولتهم الوطنية منذ الاستقلال الفرنسي حتى الاحتلال الإسرائيلي، ولّدَ شعوراً عند شريحة لا يُستهان بها -ولا أستثني نفسي منهم- بأن أهالي الجولان منذورون أن يكونوا مناضلين؛ حيث صارت قضيتهم المركزية هي النضال نفسه فيما القضية عينها صارت في خبر كان، خاصة مع وجود نظام عدو للإنسانية ومجرم حرب في وطنهم، كان أكثر ما احترفه جرّ الشعب مِن هزيمة إلى أخرى ومِن إحباط إلى أدهى منهُ وأمَرّ. لكنّ البديل الذي يوفّره لنا الاحتلال الإسرائيلي، حتى ولو تغاضينا فَرَضاً عن مسألة الهوية والانتماء والشرف الوطني وسلّمنا جدلاً أنّا باقون تحت حكمه لأبد الآبدين، ليس مُغرياً بأي حال، سيّما بعد صدور “قانون يهودية الدولة” قبل أشهر قليلة. دولة إسرائيل، قالتها على رؤوس الأشهاد إنها لا تريدنا أكثر مِن “Good boy”، تشيد بوفائه وتطبطب له على كتفه كلما اقتضت الحاجة، في مقابل أن تبقى هي الطرف “الأشكينازي” المتحضِّر ونحن البدو الذين علينا وضع كرامتنا الإنسانية في كيس مُحكَم الإغلاق، وأن نرضى بما تمنّ به علينا مِن فضلة خيرها!

………..

Oct 18. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (4)

سواء قرّرَ أهالي الجولان المحتل الاستمرار في حفاظهم على هويتهم وانتمائهم ‘العُذري’ لوطنهم السوري، أو أن يستسلموا للأمر الواقع ويصيروا إسرائيليين؛ فلا هذا ولا ذاك يغيّر في واقع الحال شيئاً، باعتبار أن قرار بقائهم تحت الاحتلال أو عودتهم إلى وطنهم خارجٌ كلّياً عن رغبتهم أو قدرتهم على التحكّم أو حتى مجرّد التأثير به! ما حصل في لواء إسكندرون ثلاثينيات القرن المنصرم لجهة استفتاء أهله على سلخه عن وطنه الأم، والذي غضّت عصبة الأمم الطرف عنه رغم لاقانونيته، لم يعد متاحاً بعد نشوء هيئة الأمم المتحدة شرعاً. ثم إنه حتى ولو أُقِّرَ مصير الجولان في تسوية رخيصة بين نظام الأسد وإسرائيل أو عبر إجراء استفتاء متّفق عليه بين سلطة الاحتلال والسلطة الحاكمة في سوريا، فإن أهالي الجولان، سواء مَن يقطنون القرى الخمس التي بقيت آهلة بعد الاحتلال، والبالغ تعدادهم راهناً خمسة وعشرون ألفاً أو المئة وستون ألفاً الذين هُجِّروا قسراً في الحرب ويقارب تعدادهم اليوم مليوناً؛ في كلتا الحالتين ليسوا هم مَن يقرّرون مصير الجولان المحتل وإنما الشعب السوري برمّته عبر استفتاء.

ليس معروفاً إذا ما كنّا سوف نعود لسيادة دولتنا يوماً؛ لكن بالمقابل ليس هناك ما أو مَن يجبرنا أن نكون إسرائيليين أيضاً؛ وذلك بأي حال ليس أمراً مغريا ولا شرفَ رفيعاً!

………….

Oct 20. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (5)

 غداً تنتهي همروجة انتخابات المجالس المحلية ويعود معها أهالي الجولان المحتل ليواجهوا مصيرهم بمفردهم، كما هو حالهم منذ خمسين عاماً ويزيد مِن عمر الاحتلال. ما هو قادم، بعد تجديد اعتماد نظام الأسد في الجثوم على صدور شعبنا وحراسة حدود إسرائيل، لا يعلم به إلا الله، لكنه بالقطع في غير مصلحة السوريين، سواء داخل الوطن أو في شقّنا المحتل. والحال، فإنّ أقلّ ما هو مطلوب ممَّن خرَّشوا طبلات آذاننا بالحديث عن ضرورة وضع الخلافات بين مؤيّدي النظام ومعارضيه في الجولان جانباً وعن أهميّة وحدة الصف في مواجهة الاحتلال -إذا كانوا حقاً جادّين بإعادة وحدة الصف هذه-؛ هو التوقف الفوري والتام عن بيع نضالات أهالي الجولان وتضحياتهم لنظام الأسد الكيماوي، وحرمانه بالتالي مِن أي استثمار لها لجلد شعبنا في الداخل السوري، وكذلك مِن النفاذ إلى ساحتنا الجولانية وتخريب نسيجنا المجتمعي والوطني؛ ولو أنّ في هذا الطرح الكثير مِن الطوباوية، في ظل وجود خلطة مِن المركّبات العاطفية والدينية والاقتصادية والسياسية والمصلحية التي تربط الجولانيين مع وطنهم، والتي لا يمكن أن يسمح النظام بمرورها إلا عن طريقه. 

………….

Oct 21. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (6)  

الأجيال التي تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي استقطابها أو زجّها في مشاريع تذويب هويتها؛ لا إدماجها في ‘السيستم’ الإسرائيلي -وحذارِ الخلط بين المفهومين-، لم تكُن وُلِدت بعد، أيامَ صدور قانون ضم الجولان وإضراب الأهالي الكبير الذي جاء رداً عليه وما تخلّله وأعقبه مِن مرحلة صَخَب وطني، وقت كانت سلطات الاحتلال تقمع الحريات وتعاقب على مجرد إبداء الرأي، أو حتى مجرد عثورها على كاسيت أغانٍ وطنية في سيارة مواطن جولاني، وإنما وُلِدت هذه الأجيال ونضجت في مرحلة احتلالية يمكن وصفها ب’خمس نجوم’ بكل ما تعنيه الكلمة، قياساً بمراحل سابقة مِن عمر الاحتلال. كل ذلك، في موازاة خطاب ‘وطني’ ديماغوجي، سواء مِن النظام أو تابعيّته هنا، كانت وظيفته الأساسية تكفير هذي الأجيال بربِّ وطنها وبالوطنيّة معاً.

لاحقاً، لا سيّما بعد الثورة، لم ترَ أجيالنا تلك وتسمع عن وطنها إلا القتل والتعذيب والتهجير والتدمير! في ظل واقع صعب مركَّب كهذا؛ ‘وطن’ باع واستهتر وتخلّى مِن جهة في مقابل احتلال همّه مسخنا وتشويه هويتنا؛ أمامنا الكثير الكثير لنفعله…

………..

Oct 22. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (7)

 سؤال “ما هو البديل؟” الذي يصفعكَ بك بعض المتذاكين وأحياناً الحالمين عن طيب نيّة مِن أهلنا في الجولان المحتل، كلّما نبّهتَ مِن مخاطر الانجرار الأعمى أو الاستجابة غير المحسوبة لكل ما تُقدِّمهُ سلطات الاحتلال الإسرائيلي أو تطرحه، فيه الكثير مِن الجَكَر والتعجيز ورمي المسؤولية على غير أصحابها. أفهم أن يضع الأعداء أو المتخاصمون أندادهم أمام معادلة “إمّا هذا أو ذاك”؛ أمّا أن يحصر المرء نفسه بين خياري مَقصَلة كذَينُك، فهذا والله هو العجب بعينه! أحياناً، كما في حالتنا الجولانية هذي الأيام، الحفاظ على الراهن هو بحدِّ ذاته مكسب ما بعده مكسب، في ظل مشهد في المنطقة برمّتها أكثر ما يلفّه الغموض وانعدام وضوح الرؤية.

……….

Oct 22. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (8)  

في مسألة تصريف شؤوننا المعيشية وتسيير تعاملاتنا اليومية مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي وكل ما خصَّ تفاصيلنا الحياتية، آخر جهة على وجه الكرة الأرضية يُفتَرض أن يُعمل لها أو لرأيها حساب هي نظام العهر والإجرام والخيانة الأسدي. وَإِنْ حصل؛ ينبغي أن يكون ذلك مِن باب الشماتة والتهكم والسخرية لا أكثر. معيارنا أو وحدة قياسنا أو بوصلتنا في اتخاذ مواقفنا هنا كرامتنا الإنسانية، ولا شيء غيرها. بغير هذا، نكون مِن حيث لا نريد ولا نقصد، نعطي الشرعية لذات النظام الذي صرفنا عمراً في التصويب عليه ومقارعته!

………..

Oct 23. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (9)

في إطار التشجيع أو الترغيب أو إيجاد المبرّرات للانخراط بانتخابات المجالس المحلية في قرى الجولان السوري المحتل، أقرأ كثيراً هذي الأيام تعليقات، وآخرها قبل قليل لاسم مستعار على أحد المواقع المحلّية، تغمز في معظمها مِن قناة أن أهالي قرية الغجر رغم استلامهم الجنسية الإسرائيلية عن بكرة أبيهم وانخراطهم في الحياة المدنية لدولة الاحتلال، ظلّت “الغجَر قرية سورية أصلية وعريقة”؛ بمعنى أنّ النظام لم يتعامل مع أهلها بسويّة أقلّ مِن تلك التي عامل بها باقي أهالي القرى الأربع.

حقيقةً، مقارنة وضع القرى الجولانية الأربع بوضع قرية الغجر الخامسة لا تصحّ في هذا السياق بأي شكل مِن الأشكال؛ باعتبار أنّ تاريخهما وأسلوب تعاطيهما مع الاحتلال منذ يومه الأول مختلف كليّاً عن بعض وبشكل جوهري، وكون الحديث في هذا المضمار قد يشكّل حساسية ويوفِّر بيئة مثالية لأصحاب الضغائن والمتصيدين بالمياه العكرة لحرفه عن مراميه. هذا مِن جهة، ومِن جهة أخرى فالتمثّل بعدم تمييز النظام في التعامل ما بينهم وبين أشقائهم في القرى الأربع، قد يحمل وجهاً مِن وجوه الاعتراف بمشروعيته وبالسلطة التي خوَّلها لنفسه بمنح شهادات بالوطنية؛ في وقت يُعتبَر فيه أكثر مَن مارس الخيانة الوطنية المقصودة!

………

Oct 24. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (10)

صحيح أنّا في الجولان لسنا مَن استقدم الاحتلال إلى أرضنا، وبالتالي مسألة تحريرنا تقع على عاتق مَن باعنا أو سبّب في احتلال أرضنا، وأنّ أقصى ما هو مطلوب منا يتمثل في المحافظة على كرامتنا وأرضنا وهويتنا ونمط عيشنا، وقد قمنا بذلك على أكمل وجه. وصحيح أيضاً أن عدم توريث أجيالنا القادمة الضياع الذي نحن فيه، على أكثر مِن صعيد ومستوى، ينبغي أن يحتل سلّم أولوياتنا؛ لكن علينا ألّا ننسى أنه ليس بحوزتنا ترسانة أسلحة نووية نحارب الكون بها، وأنّ تعدادنا لا يجاوز الخمسة وعشرين ألفاً بأبعد تقدير، مع إمكانيات ومقدّرات محدودة للغاية ونحيا في حيّز جغرافي ناءٍ ومعزول عن سياقهِ السوري وكذلك العربي.

عن نفسي، سأبلغ مِن الصراحة حدّاً قد يفقأ العيون؛ فلو جرت صفقة رخيصة مستقبلية ما تعيد قرانا المحتلة إلى السيادة السورية في ظل وجود نظام الأسد المجرم، فلستُ على استعداد للبقاء هنا ثانية واحدة حتى لو ملّكوني الأرض وما فوقها وتحتها. لكن بالمقابل، وطالما أنه لا أحد يجبرنا أنْ نكون إسرائيليين، أو ننخرط في المنظومة الإسرائيلية بطريقة غير محسوبة؛ فلماذا نفعل ذلك بحق الجحيم!؟ ولِمَ يبدو بعضنا على عجلَة مِن أمرهم في وقت هناك أي مُسبِّب للعجلة!؟

……..

Oct 25. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (11)

إيه، ولأسفي الكبير، راح ظل لآخر يوم بعمري متوجِّس مِن الوقفة أو السير مع حدا موالي للنظام؛ لأنو الصراع مِن أساسو ومِن أول رصاصة “سورية” توجّهت لصدر السوريين انقَلَب إنساني وبطَّل رأي ورأي آخر، وراح يبقى؛ أقلّو ليسقط هالنظام المجرم الوسخ!

شكل الوقفة أحياناً مهمّ؛ بَس الأهم منّو هو الموقف!

………

Oct 26. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (12)  

كل ما يحصل في القرى السورية المحتلة في الجولان، هذه الأثناء وقبلها وبعدها، مِن توتّرات وصراعات وأسئلة مصيرية معلّقة الأجوبة وقلق وجودي منذ نصف قرن، هو بمثابة دفع فواتير مِن وراء نظام تسلّطَ بالقوة وخان وباع واستهتر وقتل وشرّد ودمّر.

هناك عُرف شعبي يقول، “الولَد العاق بيجيب المسبّة إلو ولأهلو”. نحن عندنا، في الجولان المحتل، الآية مقلوبة؛ بمعنى ما يُفتَرَض أنه وطن أم، هو سبب كل هذا الضياع والهَم والنكد الذي نحن فيه!

يلعن روحك!

………

Oct 30. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (13)

مرّة أُخرى، تُخطِئ أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ومراكز الرصد في توجيه دفّة القرار السياسي الإسرائيلي بتعامله مع أهالي الهضبة السورية المحتلة وتحديد بوصلة انتمائهم وقياس مزاجهم الوطني. الأولى، كانت مطلع ثمانينيات القرن المنصرم، مستغِلّةً إسرائيل عوامل ذاتية مرتبطة بذاكرة جمعية لأهالي الجولان المحتل تختزن ذكريات مريرة لتعامل النظام السوري وأجهزته الأمنية الرديء والخسيس معهم قبل اندحارهم في حرب حزيران 1967، وموضوعية تتعلق بتحييد مصر بعد اتفاقية “كامب ديفيد”، وكذلك حرفها الأنظار عن المجازر التي يرتكبها نظام الأسد بالداخل السوري ضد أهله في حماة وغير مدينة سورية، لتصدر يومها قانون ضم الجولان في 14/12/1981 الذي لاقاه الأهالي برفض مطلق.

اليوم، تعيد الكَرَّة مستفيدة مِن المَهلَكة السورية لجرّ أهالي الجولان المحتل إلى مأدبة إسرائيلية ليس فيها إلا العظام، عبر فرض انتخابات لرئاسة المجالس المحلية لا يريدها غالبية الأهالي مِن أصلها، فوق افتقارها لحد أدنى مِن المعايير الديموقراطية، ولا يعترفون بشرعيتها كامتداد لعدم اعترافهم بشرعية المحتل نفسه.

لا فرق مَن هو شيخ الكار في تفريخ الإرهاب والقمع والظلم وممارستهم وتصديرهم ومَن هو الصانع، أو ما إذا كانت إسرائيل، بِحَقّ، منبعه ونظام الأسد ذلك الطالب الذي فاق معلّمه؛ فسلطات الاحتلال الإسرائيلي تُخطِئ المرّة تلو الأخرى، في اعتقادها أنّ فائض العنف والإجرام والبغي الذي يمارسه نظام الأسد في وطنهم يجعل مِن تبريرهم لعنف إسرائيلي بحقّهم أقل منه -ولو بآلاف المرّات- أو لوجود إسرائيل مِن أساسه في أرضهم أمراً مفروغاً منه.

سلطات الاحتلال، تقمع اليوم بالرصاص المطاطي والغاز المسيّل للدموع اعتصاماً سلمياً في مجدل شمس المحتلة، رفضاً لانتخابات السلطات المحلية.

………….

Oct 30. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (14)

مع وجود نظامٍ مسخٍ عدوٍ للإنسانية ومجرم حرب في دمشق، جاوز عمرهُ أعمار سبعين بالمئة أو ربما أكثر مِن سكان الهضبة السورية المحتلة، لم تعرف عن وطنها أو تسمع عنه إلا أخبار القتل والاعتقال والإخفاء والحبس والتعذيب والتشريد والتدمير والذل وكل ما هو منافٍ للكرامة الإنسانية، يصبح نقاش بعض الشرائح الجولانية -التي صارت صورة الوطن في عقلهم ووجدانهم رديفة لصورة الوغد الذي يحكمه- في مسائل كالانتماء والهويّة مهمِّة غاية في الصعوبة. كل ما قرأتهُ وسمعتهُ مِن أولئك، حتى الآن، أو حتى لامسته عبر النقاش المباشر، ما هو إلا انعكاس لمراحل متقدّمة مِن الضياع والإحباط؛ بعضه مُبرَّر، لكن بعضه الآخر يجتاز حدود القنوط ليلامس الجَكَر أحياناً. والمشترَك بين كل درجات الضياع والإحباط تلك، هو الاستعداد الدائم للقفز في المجهول مِن دون حساب!   

……….

Oct 31. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (15)

التعلُّم مِن ديموقراطية الاحتلال الإسرائيلي وممارستها حتى بوجهه، الذي جسّده أهالي الجولان المحتل في تكتّلهم وقت الشدائد كما البارحة، رغم ما يشهده مجتمعنا مِن انقسامات حادة وعنيفة، علامة صحّة تُحسَب لهم لا عليهم. يا ليتَ قومي تعاملوا مع طاعون الأسد الذي لا يقلُّ خطراً عن الاحتلال وينخر جسد الوطن منذ نصف قرن، بمثل ما تعاملوا مع بلطجة الاحتلال أمس!

………….

Nov 1. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (16)

ليس هناك مِن طريقة لتبيان موقفك إذا لم تجهر به. مَن لديه قدرة على المَلامَة والتذمُّر والنقّ في المجالس الضيّقة غير المقرونة بجرأة على إشهار رأيه؛ صمتهُ في هذه الحالة أجدى وأكثر شرَفيّة له ونفعاً. أسمع ضجيجاً وهمساً وغمزاً ولمزاً غير قليل بعد انتهاء مخاض انتخابات السلطات المحلّية في قرانا السورية المحتلة، عن أن الأكثرية كانت مع خَيار الانتخابات، وأنّ الذي منعها هو الحرم الديني (الذي أنا ضدّه) والمضايقات الاجتماعية! عن نفسي، أحترم كل مَن أعلن تأييده لهذه الانتخابات علانيةً، بصرف النظر عن رفضي القاطع لها واعتباري لها بلفَة إسرائيلية مُبكَّلة ولومي الشديد لموقف المؤيِّدين لها. أمّا مَن لم يمتلك الشجاعة للتعبير عن رأيه بتأييدها والوقوف عنده والدفاع عنه، وكائناً ما كان نوع الضغوطات وشكلها؛ لينقع رأيه هذا ويشرب ماءه ولا يحدّثنّني ويحدِّثنّ غيري لا عن أكثرية ولا مَن يحزنون. فليس هناك مِن طريقة لقياس الرأي العام، بغير إعلان أصحابه عنه؛ ولو باستطلاع سرّي. لا بل حتى أنّ الله، بذاته، لا يسمع لساكت ولا يستجيب له!

صاحب الحق سلطان، ويُفتَرَض أنه لا يخشى في قولهِ لومة لائم. أذكر، أنه مع اندلاع الثورة السورية، أننا تعرّضنا، نحن الموقّعين على بياننا “أنتم الصوت ونحن صداه” الداعم للثورة بعد أسبوع على انطلاقتها، لضغوط دينية واجتماعية وتهديدات بالويل والثبور وعظائم الأمور مِن بعض الموتورين في مجتمعنا، بتحريض مباشر من نظام الأسد وأذرعته الأمنية، الذين صبّوا جامّ تحريضهم وأحقادهم وقَيئِهم للضغط على الهيئة الدينية يومها لرَمينا بالحرم الديني مع أهلنا وفرض القطيعة الاجتماعية علينا وحتى طردنا خارج قُرانا، ومع ذلك لم نرضخ رغم محدودية عددنا الذي لم يتجاوز المئة موقِّع. فنحن كنا يومها سلاطين بموقفنا، حقّاً وحقيقة، وما زلنا، وهكذا يتصرف كل صاحب حق!

………..

Nov 2. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (17)

مرّة جديدة، تعفي النخب السورية المُعارِضة للنظام نفسها مِن ‘الهَمّ الجولاني’ تاركةً الميدان للنظام السوري وقلاعيطة! هذا ما أثبته المخاض الأخير المتعلق بانتخابات السلطات المحلية -على أهميته وخطورته- التي فرضتها سلطات الاحتلال على الأهالي في قرى الجولان المحتل.

وباستثناء قلّة قليلة تفاعلت بكل ثقلها (صبحي حديدي نموذجاً)، فإنّ آخرين لم يتجاوز دورهم بث التحيات وإكبار موقف الأهالي الرافض للاحتلال، فيما البعض كان منبع اهتمامهم بالقضية بدافع ‘غيرة طائفية’، جاءت أقرب إلى الانفعال غير المدروس أو المستند لحد أدنى مِن المنطق أو المعرفة بمجريات الأمور على الأرض.

………

Nov 2. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (18)

نحن، في الجولان السوري المحتل، قدرنا أن نحارب على مقلبين: أولهما في وجه احتلال إسرائيلي لا يُشبعُ نَهمهُ أقلّ مِن مسخ هويتنا، وثانيهما بوجه نظام أسدي يفوقه قذارة، شغله وشاغله مسخنا إنسانياً وأخلاقياً ووطنياً. كل مَن لا يمكّنه بصرهُ أو بصيرته مِن تلمُّس حبل السرّة الذي يربط المسخَين ببعض؛ سيرى نفسه، آجلاً أم عاجلاً في حضن أحدهما. 

……….

Nov 3. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (19)  

بصرف النظر عن تعداد مَن سار بمشروع الانتخابات، ترشيحاً أو انتخاباً أو حتى دعماً معنوياً، وكذلك عن تراجُع غالبتهم الساحقة تحت تأثير الحرم الديني والضغوطات الاجتماعية؛ فهؤلاء ينبغي نقاشهم بالأسباب التي دفعتهم للسير بهكذا مشروع موبوء وإقناعهم بالحجة والمنطق، الذي لا يعدمه كثيرون مِنّا، لا إخضاعهم بالإكراه وإعدامهم اجتماعياً ووطنياً وإوصاد أبواب الرجوع لمجتمعهم في وجوههم، وإلا تحوّلوا ما يشبه رأياً عاماً كامناً سيعمد إلى تغذية نفسه بنفسه بكل أسباب التطرف والضغينة وينتقم لكيانه المقهور قسرا كلما لاح له ذلك، وساعتها لن يوفّر أحداً وقت انفجاره أو ظهوره للعلن. وفوق هذا وذاك، حضن الاحتلال سيكون بديلهم المضمون والجاهز لتلقّفهم على الدوام! بصمات نظام الأسد الملتاثة في ما جرى واضحة كالشمس، وإذا لم يتمّ تداركه بأسرع وقت، سوف يكون حصاده مرّاً، على نسيجنا المجتمعي ويضعف مناعتنا الوطنية في قادمات الأيام.

نحن قوم، رفعنا ‘العقل’ إلى مرتبة ما دون الله تماماً، وبالعقل ذاته والحوار والعدل والتخيير وبالحجة والمنطق نستطيع إدارة شؤوننا، بعيداً عن كل أشكال القمع والضغط والترهيب والإكراه. اجتماع البارحة، كما بدا، سجّل فيه العقل غياباً ملحوظاً لأبعد الحدود، وهو جاء لفرض منهج معطوب مؤداه التعامل مع النتائج لا الأسباب، والتأسيس لحقبة أحقاد وردود أفعال معاكسه وحمل مظلوميات، وحده الله مَن يعلم مداها.

…………..

Nov 3. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (20)

كثير إنو الواحد يستكثر على حالو شغلة، حتى الاحتلال مش مستكثرها عليه ولا ضاربو منّية بإنو مفضِّل عليه فيها! كثير هيك، وأكثر مِن الكثير بكثير!!!؟ يمكن قربت الحكاية مِن العبودية الطوعية؛ هاذ إذا ما كانت هيذي هي بعينها!

…………

Nov 5. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (21)

لو أردتَ أنْ تكون إسرائيلياً؛ هذا حقّكَ الذي لا ينازعك فيه أحد. حتى لو تجاوزنا مسألة الهويّة (على أهميتها) وأنّ إسرائيل محتلة لأرضنا وليست دولة محايدة، والقفز فوق حقيقة أنّ تلكَ خطيئة يصعب التكفير عنها ولا يتمنى محِّب لأخيه أن يرتضيها لنفسه، سيّما في هذا الوقت الذي لم يعد فيه هذا العرض مُغرياً بحال. في مطلق الأحوال، المواطَنة قرار وليست إكراها. لكن، ينبغي ألا تنسى أنّ هذي الأرض التي نعيش عليها وأهلها سوريون، بغضّ النظر عن قماءة ورداءة وخساسة النظام الحاكم في الوطن. هؤلاء الناس، قسم كبير منهم، ورغم كل جهود نظامهم الإرهابي لربط وطنهم باسمه ومسخ كيانه؛ مصرّون ألا يرضخوا لتلك المعادلة الجائرة القذرة، وأن يفكّكوا تلك التوأمة القسرية الملعونة بينهما. لذلك، وحتى ذلك الوقت -لا قدَّر الله- الذي تصبح فيه غالبية أهل هذه المنطقة نسخة عنك وتحمل نفس أفكارك، أنت لا تستطيع أن تمارس إسرائيليتك بهكذا مكان ومع هكذا ناس، ولا أن تفرض عليهم أو حتى تحاول إقناعهم أن يمتثلوا لإرادتك ومشتهاك. ذلك، سوف يُتعبكَ كثيراً ويتعب غيرك؛ ومِن دون نتيجة!

……………

Nov 5. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (22)

كما أنَّ الثورة السورية الكبرى كانت فعلَ حقٍّ وبطولة لكن ليست هي مَن جلب الاستقلال لأهلها؛ كون صراعات الاستقطاب وما نتج عنها في أعقاب الحرب العالمية الثانية مَن فعل ذاك. كذلك الأمر مع قانون ضم الجولان، الذي أقرّته سلطات الاحتلال الإسرائيلي نهاية عام 1981، وما تلاه مِن انتفاضة الأهل وإضرابهم الكبير الذي جاء ردّاً عليه؛ فلم تكن يومها وظيفة الأهالي ولا إضرابهم المفتوح إسقاط قانون الضم ولا كان، مِن الأصل، بمقدورهم فعل ذلك. قانون الضم، فُرِض على أهالي الجولان رغم إرادتهم، حيث انتقلوا مِن تحت سلطة الحكم العسكري إلى المَدني. لكن ردّة فعلهم آنذاك، المتمثلة بعصيانهم المدني وإضرابهم المفتوح الذي استمر أكثر مِن خمسة أشهر، أفرغت قانون الضم مِن محتواه، مبيّنة موقف الأهالي الرافض بشكل قاطع للاحتلال والضم، وكاشفةً عنف الاحتلال وزَيف ادّعائه.

هذا ينطبق تماماً على ما حصل مع انتخابات المجالس المحلية في قرانا السورية المحتلة مؤخراً. الانتخابات، وعلى خلاف ما يعتقده كثيرون، لم تفشل بالمطلق إنما الذي حصل هو تفريغ الأهالي لها مِن مضمونها وأي معنى لها بوقفتهم المشرِّفة قبل أيام. وحدها قرية مسعدة مَن أفشلتها عبر انسحاب كل المرشحين؛ لكن نجاح الانتخابات في القرى الثلاث المتبقية، ولو بشكله الهزيل والمقزِّز الذي حصل، طمس فضيلة مسعدة اليتيمة، مكرِّساً الانتخابات عُرفاً سوف يعاد إجراؤه كل خمس سنوات، إلا إذا شاءت سلطات الاحتلال خلاف ذلك.

كل ما كان بمقدور الأهالي؛ فعلوه على أكمل وجه. هم أضافوا فصلاً جديداً ناصعاً ومشرِّفاً لكتاب نضالهم المديد ضد الاحتلال، وهو جلّ المستطاع لمجموعة قليلة مهمّشة، محدودة الإمكانات ومتروكة لمصيرها منذ نصف قرن ويزيد.

التاريخ لا يُكتَب بقلم رصاص، ولسوف يحفظنّ لكلّ موقفه.  

………………

Nov 6. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (23)   

‫صحيح أنَّ نضالنا في الجولان ليس مكلفاً كما هو حال نظرائنا في وطننا المنكوب باحتلال أسدي خسيس أرعن، صار أمامه الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا خمس نجوم وربما أكثر؛ لكن هذا ليس معناه بحال أن يبخِّس المرء مِن مقدار نفسه وأن يمتثل لعرف دونيّ قانِط، مؤدّاه أن فائض العف في مكان ما يعطي مشروعية للرضوخ أو لتبرير عنف أقل منه في مكان آخر أو للتبرِّع له بشهادة خِفَّة دم. فإمّا أنّنا ضد الظلم والقهر بكافة أشكالهما وألوانهما وحيثما انوجدا، أو التوقّف عن بلف أنفسنا واحتراف صنعة أخرى غير تبنّي قضايا مِن عيار الكرامة الإنسانية والحق والعدل والحرية والتحرّر، باعتبارها كُلّاً واحداً لا يتجزأ، هو أمثل الحلول!

……………

Nov 7. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (24)  

الحل؛ وريثما يقضي الله أمراً كان مفعولاً؛ وبصرف النظر عن سفالة مقصَد مَن دَوَّن هذه العبارة الظالمة على وثائق سَفَرِنا؛ أن نبقى كما نحن (Undefined)! إننا، في مطلق الأحوال، سوريون عُذريون، ومطلَب أن يعود الأهالي سوريين بمواصفات أسَدية لا ينتمي إلا للعبيد الطوعيين مِنّا، كما أنه لا يليق بنا أن نصبح إسرائيليين منقوصي الكرامة الإنسانية بدرجة مُقيم (حقوقهُ مُصانَة)؛ بينما نحن هنا الأصليين. هذا كل شيء!

……………

Nov 7. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (25)

القول الدارج “رضينا بالبين والبين ما رضي فينا”، يُصرَف هذي الأيام في قرانا الجولانية المحتلة على شكل “صكوك غفران وطنية”، يوحي خلالها بعض قلاعيط النظام أنهم يمنِّون بها على مناصري الثورة؛ على اعتبار أنّ ‘حضن الوطن’ ليس دافئاً وحسب، إنما غفور رَؤوم رحوم!؟ 

…………

Nov 9. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (26)

عندما تمتلك الجرأة لمصارحة نفسك بالسبب الذي يكمن خلف عدم تعبيرك عن موقفك بشكل مستقل على صفحتك، والتظلل بموقف غيرك -ممّن تدركُ بقرارَة نفسك أنهم يتفوقون عليك بحيثية غير موجودة لديك-؛ عندها سينكشف لكَ سِرّ مجاهدتك بتوزيع ‘لايكاتكَ’ وإطراءاتكَ لهؤلاء يمنى ويسرى، وتتعرّف على حقيقة نفسك مِن جديد وتعرف معها ما هو حجمك وكم يساوي موقفك! أنت، يا عزيزي، ‘فايت بالحيط وما حدا مسمّي عليك؛ الشغلة واضحة وما بدها روحة، لا لعند القاضي ولا لعند معالج نفسي’!

……………

Nov 9. 2018

عن بعض شؤون الجولانيين وشجونهم (27)  

مِن أكثر الأمور التي تحزّ في نفسي، أن جُلّ الذين أعرفهم مِن أبناء قومي، مِن الذين قرّروا الاندماج في ‘السيستم’ الإسرائيلي، وبضمنهم مَن ارتأوا أن يكونوا إسرائيليين حتى الثمالة، كانت دعستهم في هذا المضمار ناقصة واختاروا دخول هذا ‘السيستم’ برجلهم اليسار؛ بمعنى أنهم استكثروا على أنفسهم حتى الحد الأدنى الذي يوفّره لهم هذا الاندماج، واستمروا يتعاملون بذهنية ذلك العربي أو البدوي، الذي مهما كان تحصيله أو حصته من هذا الاندماج متواضعاً أو حتى شحيحاً، يعتبره جيداً وأفضل بما لا يقاس مما لو كان في أي مِن البلاد العربية. ما زال أمامنا الكثير الكثير لنتعلّمه مِن محتلّينا!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى