ألن غينسبرغ..الأميركي يعادل 20 هندياً في الخطورة على البيئة
ألن غينسبرغ..الأميركي يعادل 20 هندياً في الخطورة على البيئة حكومتنا مجنونة وستدمر الكوكب، ما لم نستعد السيطرة على أجسادنا ووعينا
ألن غينسبرغ: الوعي الثوري للشعراء والقديسين الآخرين الذين جعلوني أهتم بالتجربة السيكيديليكية مكنني من أن أدرك بأن مجتمعنا مجنون تمامًا، وبأن حكومتنا مجنونة وستدمر الكوكب ما لم نستعد السيطرة على أجسادنا ووعينا ونبدأ مرة أخرى في معاملة بعضنا البعض كبشر ونبدأ في معاملة الأرض كطبيعة أم…. هنا حوار إذاعي أجراه دوركاس سبير -ترجمه الشاعر والمترجم المغربي الحبيب الواعي، ويشكل محطة في ذاكرة ثقافة الاعتراض في العالم:
– يشارك ألن غينسبرغ في “فوكوس”، وهو مهرجان سنوي للفنون الجميلة في ولاية آيوا الأميركية، وبالطبع دُعيت بسبب عملك كشاعر. الآن، بصفتك شاعرًا، ما الذي أثر بشكل كبير في عملك الإبداعي؟
الوعي الثوري للشعراء والقديسين الآخرين الذين جعلوني أهتم بالتجربة السيكيديليكية الناتجة عن المخدرات أو من دونها، والذين مكّنوني من أن أدرك بأن مجتمعنا مجنون تمامًا، وبأن حكومتنا مجنونة وستدمر الكوكب، ما لم نستعد السيطرة على أجسادنا ووعينا ونبدأ مرة أخرى في معاملة بعضنا البعض كبشر ونبدأ في معاملة الأرض كطبيعة أم.
– حسنًا، بعض الناس يعبّرون عن هذا فقط في موسيقاهم، والبعض الآخر في أنواع أخرى من إنشغالاتهم اليومية، لكنك بشكل خاص تكمن طريقتك أو إحدى طرقك في التعبير في الكلمة المكتوبة.
في الكلمة المكتوبة، لكن في الواقع في الكلمة المنطوقة أيضًا، في التلفظ بالكلمة، لأننا أغفلنا في الخمسين عامًا الماضية حضور وتأثير الشاعر كنبيّ، كناظم، كشامان بالرغم من أن هذا كان من تقاليدنا الأميركية المتوارثة والتي عرفت مع والت ويتمان، وهو عرف قديم للشاعر يعود إلى أزمنة سابقة قبل اليونان والكتاب المقدس وأسطورة الكهف (إنه تقليد يعود إلى أشعيا عبر الأنبياء العبرانيين القدامى) والتقاليد التي كانت موجودة في ما يسمى آسيا الوسطى الآن أو بين الهنود الأميركيين، وهي شعوب لها ارتباط باللاوعي الخاص بها، والتي يمكنها أن تدرك بأن الوعي العقلاني لصانعي الحرب في البنتاغون ليس سوى خدعة…
– لم أسمع أحداً يعبّر عن هذا الأمر بهذه الطريقة، لكني سمعت أنه تم التعبير عنه من طرف عالم بيئة مسن، كان يقول إنه يأمل أن يكتشف الشاعر الجواب على هذا الوضع من قمة الجبل ويتقاسم النور ليتبعه الناس.
حسنًا، لقد اكتشفها ويليام بليك من قمة الجبل منذ فترة طويلة عندما تحدث عن إزالة “الطاحونة الشيطانية المظلمة”. هل تتذكر ذلك؟ كان ذلك في القرن الثامن عشر في بداية الثورة الصناعية عندما فطن بليك للمرة الأولى إلى أن الثورة الصناعية كانت مؤامرة شيطانية لتشويه سمعة الطبيعة الأم.
– لقد حولت الآن هذه الكلمات إلى موسيقى.
نعم. لقد قمت بتحويل “أغاني البراءة والخبرة” لويليام بليك إلى قطع موسيقية وأعد لها الآن تسجيلًا.
– صحيح، حصلت على هذه النسخة الآن، لكن، في الوقت نفسه، ربما ينبغي أن نقول هل هي حقًا صادرة للتو عن الصحافة؟ وهل هي متوافرة أم لا؟
نعم، من المحتمل أن تكون متوافرة في السوق الآن على ما أعتقد…
وهذه لألن غينسبرغ.
… التقطت للتو نسخة قبل مغادرتي.
– أوه، جيد.
إنها “أغاني البراءة والتجربة” لويليام بليك.
– حسنًا، الآن، بالطبع…
تريد مني أن أغني لك أغنية ذات توجه بيئي؟ سيكون ذلك منطقيًا بدلاً من الحديث فقط – حسنًا. إنها “مقدمة” لـ”أغاني التجربة” لبليك وهي قصيدة يعرفها العديد من الطلاب في الواقع.
(يخرج ألين الأرغن الخاص به ويؤدي إحدى ألحانه لأغنية من قصائد ويليام بليك: “اسمع صوت الشاعر!…”، “الأرضية المرصعة بالنجوم / الشاطئ الشتوي / ممنوح لك حتى يبزغ الفجر”).
هذا نداء إلى نظام بنكي مجنون متعطش للمال ومدمن على المخدرات ليتوقف عن تدمير الأرض بالحرب التي يصنعها وليعود إلى نوع من إعادة البناء البيئي المفيد للأرض والروح والجنس والحب والإنسانية، بعيدًا من دولة بوليسية بدأت حالياً تلتهم ليس فقط الولايات المتحدة، بل الكوكب بأسره.
– الابتعاد عن العنف كشكل من أشكال العدوان والتكيف؟
نعم، بعيدًا من العنف الذي تقترحه الدولة، والذي تروج له الدولة، والذي ترسله الدولة إلى المواطنين من الأعلى إلى الأسفل (بما في ذلك العنف في لاوس كما تبين الصحف اليومية والأسبوعية)، وهو عنف سري ارتكبته وكالة المخابرات المركزية، والتي تدعي أنها تعمل عبر منظمة يفترض أنها سلمية، من خلال برنامج AID، وهو أمر أُخفي عن الجمهور الأميركي، حيث ظلت حرب فيتنام حقاً سرية لسنوات عديدة من العام 1956 إلى العام 1962، عنف انتشر في أنحاء العالم، وعاد إلى الوطن من خلال تفجيرات داخل الولايات المتحدة، والعنف الذي كان مصدره الحلم المجنون للبيروقراطيين في واشنطن وأصدقائهم في الصناعة الذين يكسبون المال من الحرب مثل حفنة من الحشاشين المدمنين على اقتصاد الحرب.
– هل هذا الأمر الآن هو جزء من التهديد بالعنف الذي كنا فخورين به طوال تاريخنا حين كان البشر يستهلكون موارد العالم؟
نستهلك موارد العالم، بمعنى أننا، نعم، نستهلك – ما الذي نستهلك؟ – نستهلك 45 في المئة من المواد الخام التي يستهلكها العالم، رغم أننا نشكل ستة في المئة فقط من السكان. لذا فإن أميركي واحد أكثر خطورة على البيئة العالمية من عشرين هنديًا! العنف نفسه الذي كنا فخورين به للغاية في ما يتعلق بقتل الهنود الذين كانوا مُلّاك هذه الأرض واعتنوا بها بطريقة أحسن مما فعلنا، العنف نفسه الذي دفعنا إلى قتل خمسين مليون ثور أميركي كانت تمشي على هذه السهول.
– الآن ما هو التهديد الذي يشكله هذا في ظل المحاكمات الأخيرة في شيكاغو؟
حسنًا، كانت المحاكمات في شيكاغو محاكمات من ذاك المنظور، في الواقع، على ما أعتقد، من طرف حكومة بلدية وشرطتها الميالة للعنف كما هو موضح في التقرير الرسمي للجنة العنف والمسمى “تقرير ووكر”، باعتباره تقريراً لمجموعة من أفراد الشرطة الميالين للعنف، والذين خلقوا أعمال شغب خلال مؤتمر الديموقراطيين هناك. كانت محاكمة لأناس جاءوا للقيام باحتجاج سياسي ضد تشجيع الدولة البوليسية وتأكيد الاستبداد العسكري من خلال الحزب الديموقراطي في مؤتمر. لقد كانت محاكمة لدعاة السلام، أمثال ديف ديلينجر وهو رجل عجوز رائع ذو خلفية كاثوليكية مسالمة تقليدية، كانت تجربة لممثلين كوميديين وممثلين يلعبون أدوارًا سياسية ببراعة أكثر مما يلعب (ريتشارد) نيكسون دوره السياسي الخبيث. لذلك، في الواقع، كانت تجربة للوعي الجديد والوعي البيئي، ولسوء الحظ سُمح لهذه التجربة بالإستمرار من قبل المواطنين الصالحين والأقوياء لأن المواطنين الصالحين الأقوياء في البلاد يبدو لي في هذه المرحلة أنهم مرتبكون للغاية بشأن علاقتهم بالطبيعة، لدرجة أنهم على استعداد لشراء دولة بوليسية خوفًا من الاضطرار إلى التخلص من عاداتهم المادية. خوفًا من الاضطرار إلى التخلي عن عاداتهم المرتبطة بالثلاجة، والتخلي عن عاداتهم المرتبطة بالسيارات، وعاداتهم المرتبطة بحرق البترول و الغاز.
– كنت سأسأل كيف يؤثر هذا فيك، وكيف نخلص أنفسنا من هذه الورطة، لكن الوقت انتهى. كان ضيفنا ألن غينسبيرغ، شاعرًا، وقد شارك في مهرجان “فوكوس” الربيعي للفنون الجميلة في ولاية آيوا – شكرًا لكم.
* هاري كريشنا.
نصوص:
دموع
الآن، أنا أبكي طوال الوقت.
بكيت في جميع أنحاء الشارع عندما غادرت فناء ووبلي بسياتل.
بكيت مستمعا إلى باخ.
بكيت وأنا أنظر إلى الزهور السعيدة في فنائي الخلفي، بكيت
على حزن أشجار مُخَضرَمة.
السعادة موجودة، فأنا أشعر بها.
بكيت على نفسي، بكيت على روح العالم.
للعالم روح جميلة.
يظهر الإله كي يرى ويبكي عليه. قلب باترسن المفعم.
أُنشُودَة
وزنُ هذا العالم
هو الحبّ.
تحت وطأة
العزلة،
تحت وطأة الخيبة
الوزن،
الوزن الّذي نحمله
هو الحبّ
من عساه ينكر؟
في الأحلام
يلامسُ
الجسدَ،
في التفكير
يشيد
معجزة،
في الخيال
يوجع
إلى أن يولَد
في الإنسان—
ينظر من خلال القلب
محترقًا بصفاء–
إذ إنّ عبء الحياة
هو الحبّ،
لكننا نحمل العبء
بِضجر،
ولذلك علينا أن نرتاح
بين ذراعيّ الحبّ
في الأخير،
علينا أن نرتاح
بين ذراعيّ الحبّ.
لا راحة
بلا حبّ،
لا نوم
بلا أحلام
عن الحبّ—
سواء كنت مهووسا أو فاترا
مهووسًا بالملائكة
أو بالآلات،
مبتغاك الأخير
هو الحبّ
–كيف لكَ أن تكون لاذعا
كيف تنكرُ،
كيف تصمدُ
لو حرمت:
العبء في غاية الثّقل
–عليكَ أن تمنحَ
بلا مقابل
كما يمنح
التفكير
في العُزلة
بقمّة
فيضه.
الأجسادُ الدّافئة
تلمعُ سويًا
في العتمة،
تتحرّك اليد
نحو بؤرة
الجسد،
يرتجف الجلد
في سعادةٍ
وتأتي الرّوح
مبتهجة إلى العين—
نعم، نعم،
ذاك
مبتغاي،
أردت دومًا،
أردت دومًا،
أن أعود
إلى الجسد
الّذي وُلدتُ فيه.
كــــآبة
العقل الآن خالٍ من أي غموض
مثل سماء صافية.
حان الوقت إذن لأتّخذ
من البرية منزلا.
أيّ ذنب اقترفت سوى أنني
أهيمُ على وجهي وعيني
على الأشجار؟
لذلك أنا سأبني:
زوجة،
أسرة،
وأبحث عن جيران.
أو
سأموت من الوحدة
أو من شدة الجوع
أو من ضربة البرق أو من بطش الدب
(يجب ترويض ذكر الأيل
وارتداء الدب).
وربما أصنع صورةً
من تيهي،
صورة ًصغيرة- ضريحاً
على جانب الطريق لأدُلّ
المسافر على أنني أعيش
هنا في البرية
مُسْتيقظاً وفي المنزل
المدن