أيهما أصدق: صورتك بالمرآة أم بالكاميرا، ولماذا نبدو مختلفين؟/ إبراهيم التركي
حسناً، هل سألت نفسك هذا السؤال من قبل: “لماذا تبدو مختلف في صورة الكاميرا عن صورة المرآة؟”. لماذا يعتقد أصدقاؤك أنك تبدو جيداً في الصور بينما تعتقد أنت أنك لا تبدو بأفضل حال؟، ولماذا نظهر بشكل جيد في المرآة، بينما نبدو مختلفين في صور الكاميرا ؟. هذا السؤال تسبب في حيرتنا جميعاً دون استثناء – أيهما أصدق، وما ينبغي الوثوق به أكثر؟. سنحاول أن نبحث معكم على إجابة منطقية تتقبلها عقولنا دون الخوض في معارك علوم الفيزياء والمصلطحات التقنية المعقدة: المرآة أم الكاميرا ؟.
ما الذي تراه في المرآة ؟
بغض النظر عن الأسطح الملتوية، نريد أن نصوب تركيزنا على المرآة القياسية المتواجدة في غرف النوم أو باب خزانة الملابس والجدران والمراحيض وما شابه ذلك. ما نراه في تلك المرايا هي عبارة عن صورة لأنفسنا تتكون من أشعة ضوئية منعكسة من المرآة إلى أعيننا البشرية. وما نراه حينما ننظر إلى مرآة تواجهنا مباشرة هو انعكاس لأنفسنا ينقلب على المستوى الأفقي، وكذلك يحدث نفس الأمر من الأعلى إلى الأسفل. بمعنى، إذا حاولت تحريك يدك اليسرى إلى يسارك، سيظهر انعكاسك في المرآة بأنك تحرك يدك اليمنى إلى يمينك، أليس كذلك؟، إذن يبدو أن كل شيء ينقلب أفقياً أو معكوساً. ولهذا السبب إذا حاولت قراءة كتاب من المرآة لن تستطيع، لأن النصوص ذاتها ستكون معكوسة.
ما الذي تراه في صورة الكاميرا ؟
إذا تجاهلنا الحديث عن العدسات والإضاءة والعوامل المختلفة، ووضعنا تركيزنا فقط على الأبعاد والنسب، فإن ما تراه بالكاميرا ليس انعكاس، فما تلتقطه الكاميرا هو ما يراه عائلتك والناس. على سبيل المثال، إذا كان لديك ندبة على خدك الأيمن وقمت بالتقاط صورة لنفسك بالكاميرا، فستظهر تلك الندبة بالصورة على خدك الأيمن أيضاً.
كيف تستطيع تحديد الاختلاف وأيهما أصدق ؟
لتبسيط الأمور، ما تراه في المرآة هو صورة منعكسه لك من جانب إلى آخر، فإذا وقفت أمام المرآة وحركت يدك اليمنى، ستظهر داخل المرآة بأنك تحرك يدك اليسرى وليست اليمنى، هذا بالنسبة للمرآة وليس لك. بينما ما تراه في صورة الكاميرا هو انعكاس حقيقي لنفسك. إذن، أيهما أصدق؟. يقول الخبراء أن إجابة هذا السؤال تعتمد على “من هو الذي تسأله”. فإذا كنت تسأل نفسك، فما تراه في المرآة ستكون الصورة الأكثر دقة لنفسك، لأنك تغذي عقلك بهذه الفكرة (عقلك اِعتقد أن المرآة تعكس حقيقة نفسك.) بينما يعتاد جميع أصدقاؤك وأفراد عائلتك على رؤيتك في الحياة الواقعية التي لا تنعكس من جانب إلى آخر، ونظراً لأنهم يروك بهذه الطريقة طوال الوقت، فإن ما تراه صورة الكاميرا عنك هو الأكثر دقة. ولكن كيف يفسر هذا الأمر عدم ظهورك في الكاميرا بأفضل حال ؟.
لماذا تبدو أسوأ في الكاميرا ؟
لماذا لا تبدو بأفضل حال في الكاميرا سؤال إجابته محيرة، يقول الخبراء لأنك تعودت على رؤية نفسك في المرآة فأنت تبدو طبيعياً – إلا إذا كنت ترى نفسك في الصور أكثر من المرآة، وهذا ما يطلقون عليه مصطلح الألفة، والذي يعني أنه كلما كان الشيء مألوفاً لنا، كلما زاد اعجابنا به وتعودنا عليه.
بينما ما تراه في صورة الكاميرا هو صورة جديدة لنفسك أنت لست معتاد عليها، عقلك يستطيع أن يفسر “عدم التعود” على أن هناك شيء غير صحيح في صورتك، فأنت ترى نسخة لست معتاد على رؤيتها. الأمر الآخر الأكثر أهمية هو أنك حينما تحاول أن تنظر لنفسك في المرآة تستطيع أن تستبدل وضع جسدك وتعابير وجهك لكي تبدو بشكلك المعتاد الذي تعودت عليه دوماً. بينما الكاميرا لا تسمح لك بالاعتدال واستبدال ملامح وجهك إلا بعدما تخرج لك الصورة. لذلك، تعتبر الكاميرات الرقمية أشد قسوة في حكمها على المظهر لأنها لا تتيح لك فرصة لرؤية نسخة أولية يمكنك تحسينها لكي تبدو بشكل أفضل مثلما تفعل معك المرآة. الأمر الثالث وهو أن الغالبية العظمى من البشر لا يحبون الوقوف أمام الكاميرات، خشية أن يبدون بمظهر غير جيد في الصور، وهو ما يتسبب لهم دائماً في الشعور بالارتباك والقلق، مما يؤثر على تعابير وجوههم أثناء تصويرهم.
في النهاية، ما الذي يمكنك الثقه به أكثر يعتمد على وجهة نظرك، فما تراه أقرب لحقيقتك ويعكس شكلك الواقعي بشكل أفضل فهذا هو شخصك بالفعل. ولكن يوصي بأنه من الأفضل التعود على صور الكاميرا أكثر لأنها تُظهر ما يراه عائلتك والناس عنك. وإذا أردت أن تبدو بشكل افضل في صور الكاميرات ينبغي أن تحرر نفسك من الخوف، وتكون على طبيعتك دائماً حتى تظهر بشكل أفضل في الصور وتعتاد على هذه النتائج.