الأدباء قد يكتبون بغضب لكنهم ليسوا عنيفين مطلقا/ علي لفته سعيد
لا مقارنة بين الغضب والعنف في النص الأدبي.
لا يمكن أن يكون الإبداع فعلا عنيفا، فالإبداع أيّا كان لا يشجع مطلقا على العنف ولا يروّج له. أمّا ما يستشهد به البعض من إبداعات أدبية على أنها عنيفة تخوض في مواضيع صادمة ومرعبة لما فيها من عنف كبير، فإن في ذلك خللا في التسمية، حيث يمكننا أن نسم هذا النمط الأدبي بالأدب الغاضب، وهو بعيد كل البعد عن العنف.
هل بالضرورة أن يكون النص الغاضب نصا عنيفا؟ إن الإجابة عن مثل هذا السؤال هنا ربما لن تكون باتجاه مستقيم واحد، ولن يكون في وسع الأجوبة العديدة أن تسير في اتجاهات متقاربة أو وفق خطوط متجاورة. فإذا ما اعتبرنا أن النص الغاضب يرتبط بالجرأة التي تحملها فكرة النص وحكايته أيضا، ومن ثم الجرأة في عملية التدوين والإنتاج النهائي، فإن هذا لا يعني أن النص سيكون عنيفا في طروحاته، وإن اقترب من أفلام المخيلة الأكشن مثلا، تلك التي تزيد من دموية المشاهد ورعب التصوير.
الغضب في النص لا يعني العنف المجرد، لأن المنتج لهكذا نوع من العنفية في الكلمات لا يقبل الاندراج في هكذا توصيف، لكونه صانعا للجمال، والمنتج هنا يضع دائما خطوطا عريضة تحت التقسيمات الواضحة بين العنف والغضب، لأنه لا يريد إنتاج نص يعبر عن جزء من المجتمع بطريقة العنف، حتى لو كانت الفكرة المنتخبة هي فكرةٌ عنيفةٌ أو أن المجتمع كان عنيفا. كمن ينقل واقعا عن الحرب الأهلية أو جزءا من جريمة بشعة أو محاولة استنطاق المسكوت عنه في العلاقة بين السلطة والشعب، فإنه لن يلجأ إلى العنف من أجل العنف، بل من أجل تبيان العنف في المجتمع عن طريق النص الغاضب.
الغضب ليس العنف
إن العنف في الحياة لا يرتبط فقط بالجانب الاجتماعي والإجرامي أو الجريمة التي تنفذ خارج نطاق القانون، بل العنف هو الذي تقوم به الجهات السلطوية التي ترتكز أساسا على من يملك القوة في هذا المجتمع أو ذاك.
بعض الدول لها سلطةٌ واحدةٌ هي سلطة الدولة أو الحكومة حتى لو كانت دكتاتورية، وبعضها لديها أكثر من سلطة كسلطة الأحزاب، التي يمكن أن تتفرع منها الأحزاب الدينية التي تحمل دائما صفة العنف ضمن تطبيقاتها الإجرائية في الحكم، أو ما يعرف بالعنف الديني الذي صار مشهدا من مشاهد ما بعد التغييرات التي حصلت في بعض البلدان العربية، والتي أنتجت لها سلطة انتهجت عمليات العنف ضد المعارضين بطريقة أعنف من تلك التي كانت تقوم بها الحكومات الطاغية قبل التغييرات العربية.
العنف الجديد هو عنفٌ ظاهرٌ ومقصودٌ ومرعبٌ، في حين عنف الطاغية عنفٌ سادي لكنه مخفي وإجراءاته لا تتسم بالسرية، لكنها على الأقل غير مرئية، وتبقى محسوسة أكثر منها ملموسة، ولهذا فحكومات الطغاة ظلت لسنوات طويلة مخيفة لكونها تمددت بشكل سري في مفاصل المجتمعات، في حين أن العنف الديني الذي تقوم به الأحزاب هو عنفٌ ظاهريٌ ملموس.
كل ذلك جعل منتج النص يواجهه بقوة النص الغاضب، وليس النص العنيف، لكونه لا يريد أن يكون بمستوى القوة العنيفة، كردة فعل، وهو هنا يختلف إنتاج النص الغاضب عن العنف. ولكن هل يمكن القول إنه لا يوجد نص عنيف؟
النصوص العنيفة هي نصوصٌ مقصودة أو مدفوعة الثمن، لكي يبقى العنف دائرا في المجتمع، وبالتالي التأثير حتى على منتجي النص الغاضب. فالنص العنيف هو نص خارج عن أطر الجمال التدويني المرجو من النص الأدبي، وربما يدخل في خانة التأشير للمرحلة أكثر منه في خانة التأليف للنص الجمالي، حتى لو كان يتناول موضوعة عنيفة.
فلو كان المنتج يتناول حادثة عنف في المجتمع، كأن تقوم السلطات برمي أشخاص من فوق مرتفعات أو عمارات، أو تقوم بتفجير أجساد معارضين لها، أو تقوم بجر جسد رجل مشدود إلى سيارتين متعاكستين في الاتجاه، فإن النص الذي يستثمر هذه الحادثة في إنتاج أدبي، لن يكون مهتما لأن يكون نصه مرعبا، بل يريده أن يكون محملا بالغضب من هذه الحادثة بطريقة الجمال حتى لو سرب في داخل المتن السردي لهذا النص أو ذاك العديد من عبارات الرعب، فهي تأتي من أجل التوصيف والتدليل والوصول إلى الدلالة.
على العكس من منتج النص الآخر الذي تريده السلطات أن ينقل الحادثة برعبها وعنفها القويين من أجل إخافة الناس، وهو نص أقرب إلى الإعلام والصحافة منه إلى النص الأدبي.
إن النص الغاضب هو نص السببية، في حين يكون النص العنيف هو نص المسبب والقوة التي تريده السلطات. وما بين السببية والمسبب ثمة بونٌ شاسعٌ لا يقع في هوته السحيقة منتج النص ذاته، لكونه يعي الفرق بين النص العنيف والنص الغاضب والغاية من الاثنين.
إن النص الغاضب لا يتصل بعنفية التاريخ أو الصراع السياسي أو الاستعماري أو الديني، ولا يحاول أن يغضب على الروابط التي تصل ما بين التاريخ والواقع الحاضر، رغم أنه يستفاد منه في صناعة الصراع والفعل الدرامي لفكرة النص، أو زيادة غلة الحوار أو الوصف في المتن النصي من أجل زيادة جرعة التشويق، لكون النص الأدبي أكثر جمالية من النص الناقل للأحداث بروحيتها وواقعيتها أو قصديتها وأسبابها.
هناك مقولة نتذكرها ومفادها “العنف يبدأ واقعا، وينتهي نصا، ثم تأويلا، وليس العكس” وهي حقيقةٌ صادقةٌ، لأن العنف يسبق النص سواء كان أدبيا أو غير أدبي، لكن ليس كل نص يعتمد على العنف، وليس كل نص غاضب يكون نصا عنيفا.
الجدلية بين الحالتين تقع في مفصلية القبول بأن ما ينتج من نص أدبي ما بعد المتغيرات، هو نص غاضبٌ أكثر منه نصا عنيفا. فالجدلية مع النص الأدبي أنه نص صانعٌ للجمال، وليس ناقلا للواقع كما هو، لكونه، أي منتج النص، لا يقبل أن يكون مجرد مرآة ينقل ما يعرفه المتلقي، بل كي يسلط له الضوء على الأماكن التي لم يرها من قبل وسيراها من خلال النص، ولكن بطريقة المخيلة الجميلة التي تجعل المتلقي ينجذب إلى الطروحات التي يحملها النص، على اعتبار أن لا نص لا يحمل فكرة فيها الكثير من الطروحات، سواء على لسان الراوي أو الشخصيات أو الهدفية المسببة لمسبب الحالة الغاضبة.
ورغم أن الكثير من المحللين والمفكرين وحتى المفسرين يربطون العنف بالحركات الدينية في كل الأديان والطوائف أو السياسية الراديكالية الباحثة عن السلطة، فإن النص العنيف هو نص تنتجه السلطات وما يتبعها ومن يؤلفها، وهي أيضا تنتج نصوصا من أجل التأثير على المتلقي الذي لا يريدون له أن يبقى فردا، بل جمهورا ومجتمعا للسيطرة على الأفكار وحركيتها وديمومتها.. وهو ما يعني أن النص الغاضب إنتاجٌ سياسي فوقي سلطوي ديني، والنص الغاضب هو إنتاجٌ ثقافي توعويٌ معارضٌ مواجهٌ وجريء.
هوية النص العنيف
النص الغاضب يريد محاربة الفعل المشين في المجتمع النص الغاضب يريد محاربة الفعل المشين في المجتمع
ربما تكون إجابة البعض بأن هناك نصا عنيفا وخاصة في الرواية، ولديهم الكثير من الأدلة على وجود روايات من هذا النوع، فهو أمرٌ طبيعي، لأنه لا تحديد لهوية العنف في النص الأدبي، بل عدو كل نص مواجه للسلطة أو يحمل جرأته في سكب المعلومة العنيفة التي تحدث في المجتمع، على أنه نص عنيفٌ، في حين أنه نص غاضب.
وحتى حين يذكرون نماذج من هذه الروايات أو النصوص سواء السردية وحتى الشعرية فإنهم يتبعون في ذلك الوصف الأقرب إلى التحليل المنطقي لهكذا نصوص، على اعتبارها ردة فعل لعنف السلطة، التي يقع فيه منتج النص كفرد من المجتمع، خاصة وأن الغضب مرتبطٌ بالحزن أو التمرد أو المواجهة، وهو أمر طبيعي في النفس البشرية في حين يرتبط العنف بالسلوك غير السوي، وهو أمر لا يختص به المنتج الأدبي باعتباره يمتلك جمالا وروحا تواقة إلى صناعة الجمال، وعلى الرغم من الاستثناءات، فهي قليلة.
وما بين الغضب الذي يستدعي الكتابة، وبين وجود نص غاضب يستدعي الاحتكام إليه في تفسير النصوص، فإن الأمر لا يقترب من النص الأدبي لكونه نصا لا يستدعي نصوصا أخرى من أجل مناقشتها بقدر ما يستفاد من هكذا نصوص لإثارة الفكرة وصراعاتها وفعلها الدرامي، وهو أمرٌ طبيعي أيضا في معرفة أن النص لا يتحرك وفق أهواء وغرائز نفسية، بقدر ما يتحرك وفق الظرف البيئي الذي ينتج هذه الأهواء من أجل رصفها في نص.
إن الوصف الغاضب لا يقترب من الوصف العنيف في النص، لأنه لن يكون هناك جمال محتكم إلى المخيلة أو أهمية وجود منتج النص في المجتمع، وسيكون أشبه بناقل الحدث كما هو، أو ناقل العنف مثلما يراد نقله من قبل السلطات، خاصة وأن الغضب هو انعكاس لشيء حاصل في المجتمع.
وكما يقول ديكارت “إن حدوث الفعل في النفس يؤدي إلى حدوث انفعال في الجسد، والعكس صحيح”، لكن ما يراه سبينوزا غير ذلك حين عدّ “فعل النفس كصفة فكرية، يوازيه فعل جسدي كصفة امتدادية والعكس صحيح”، وما بين الفكرتين أو التعريفين أو الوصفين يقبع النص الغاضب بوصفه يحمل الاثنين معا، فإنه انفعالٌ لفعل، أي بمعنى هناك فعلٌ ستكون له ردة فعل فيتحول من كونه محسوسا إلى ملموس.
منتج النص لا يريد أن يهزمه النص ذاته أو السلطة، ويريد أن يكون في مرتبة قادرة على إنتاج نص مؤثر في محيطه، لا يخضع لاعتبارات إنتاج العنف، لأنه حينها لن يختلف عمّن يصنع العنف من أجل السلطة والحفاظ عليها أو تمرير أجنداتها، سواء كانت دينية أو سياسية، وهو بالتالي كما يقول سبينوزا من أن الإنسان محاط بوابل من القوى والمعاني التي تصطدم به كل حين، لكن رأيه بإمكان الإنسان بحسب سبينوزا أن “يحسن توجيه تلك القوى عن طريق العقل. فالعقل كقوة طبيعية أيضا، موكول له مهمة استيعاب آليات اشتغال الطبيعة وقوانينها وأسبابها. وهو ما يسمح بتقليل الانفعال السلبي وأخذه نحو الإيجاب”.
وهنا تكمن قوة النص الغاضب أكثر من قوة النص العنيف، لكون الأخير هو نص لا يحتكم إلى العقل وصناعة الجمال، بقدر ما يحتكم إلى الغايات والأهداف. ولهذا فإنه من الممكن ربط النص الغاضب بردة الفعل تجاه العنف الموجود في المجتمع سواء كان فرديا أو سلطويا جرميا أو سياسيا.
النقد المتأثر بالنص
العنف ليس من شيم الأدباء (لوحة للفنان عمران يونس) العنف ليس من شيم الأدباء (لوحة للفنان عمران يونس)
على الصعيد الآخر أو الجهة الأخرى للأدب وهو ما أعني به النقد. حيث يذهب البعض إلى وجود نقد غاضب ونقد عنيف، وهو أمر طبيعي. فما بين الاثنين هو ما بين النص الغاضب والنص العنيف. فحين يوجد النص الغاضب يوجد الناقد الغاضب، وحيث يوجد النص العنيف يوجد الناقد العنيف. فالنقد نص أيضا، له أسسٌ ومعايير، سواء كانت فكرية أو منهجية أو أكاديمية سواء كانت فطرية نقدية تأتي من خلال منتج النص، باعتباره ممارسا للعملية الإنتاجية، أو من خلال الناقد الأكاديمي.
ولكن في كلتا الحالتين ثمة نقد يريد تهشيم الأسس المجتمعية إذا ما كان تابعا للسلطة، أو أنه يزيد من جرعة النص الغاضب لتهشيم الفعل المسبب. وفي الحالتين ثمة حاضنةٌ نصية يولد من رحمها الناقد وهي إما حاضنة النص الذي ينتجه المنتج، أو النص الذي تنتجه السلطة، أي النص الغاضب والنص العنيف، وفي الحالتين يمكن معرفة القوة التي يطلق عليها البعض القوة المتوحشة بين الحالتين لتمييز النص الغاضب عن النص العنيف.
إن الناقد ملاحقٌ للنصين، ولكن الأكثر قربا للناقد الأدبي هو الأخذ بمميزات النص الغاضب على اعتبار أنه نص يواجه المتغيرات، في حين النص العنيف هو نص مسكونٌ بالرغبة المسبقة للسلطة رغم أن البعض من النقاد يعتبر النص الغاضب هو نص العنف، لكونه يسرد أو يذكر أو يتبنى موجهات النص غير المألوفة لفكرته أو حكايته أو تفاصيل ما يذكر عمّا كان، خاصة وأن الناقد كما يرى البعض أسير مدارس نقدية منهجية أو أنه متأثرٌ بما هو قادمٌ من مصطلحات ومقولات نقدية ذكرها البعض، وصارت لديه آراء قارة، حتى لو جاء آخر وفندها كما هو حاصل مع البنيوية كمثال وليس حصرا، والتي تراجع الاهتمام بها في العالم في حين ظل الكثير من النقاد العرب حتى الآن يفصلون النص على أساس هذه البنيوية.
إن السؤال الأكثر إلحاحا ربما يتولد من هذه المناقشة، هل حقا لدينا نقد غاضب ونقد عنيف؟
إن الإجابة هنا ستكون بالإيجاب، ويمكن اختصارها الشديد بعبارات مختارة. إنه حيث وجد النص وجد الناقد، وحيث وجد أي النصين الغاضب أو العنيف وجد الناقد الغاضب أو العنيف.
وممّا تقدم يمكن لنا تأشير ملامح النصين وما يمكن وضعه من بعض الاختلافات ما بين النصين التي اجتهدنا في تنسيقها، ليس بالصيغة التراتبية أو التصاعدية، بل بطريقة ضخ المعلومة لكي تسير في الاتجاه الصحيح في دواليب المعنى. ومن هذه العلامات أو الاختلافات أن النص الغاضب هو نص يريد محاربة الفعل المشين في المجتمع من خلال التأشير له. في حين النص العنيف هو نص يريد إشاعة الفعل المشين ذاته والترويج له.
كما أن النص الغاضب هو نص يريد صناعة الجمال وزيادة الوعي بأهمية الأدب، في حين النص العنيف هو نص يريد صناعة الرعب وتراجع الوعي المجتمعي.
النص الغاضب هو نصٌ يحارب الخوف من أجل إثبات وجود الإنسان وأحقيته في الحياة.. في حين النص العنيف هو نص يريد إشاعة الخوف والترهيب من أجل السلطة.
النص الغاضب هو نص يعتمد على الفعل والسبب في إنتاج مفعوله الجمال.. في حين النص العنيف هو نص يصنع الفعل ولا يقبل بوجود ردة فعل وهو تابع للمسبب.
النص الغاضب هو نص ثقافي أدبي يتبنى حيثيات الجمال من خلال ذكر حتى الفعل العنيف نفسه.. في حين أن النص العنيف هو نص يبتعد عن الثقافة ويقترب من عملية الوهم والقصدية العنفية.
النص الغاضب هو نص يريد تغليب العقل والانتصار إلى الجمال حتى لو كان في مقابلة مع القوة السلطوية.. في حين أن النص العنيف هو نصٌ يريد تغليب الفكرة السلطوية وإنها الأكثر استحكاما في الانفعالات العامة حتى لو جاءت بطريقة مقلوبة للحقائق.
النص الغاضب هو نص متخيل جمالي وإن استند على فعل واقعي أو واقعة حقيقية. في حين النص العنيف هو نص مقصودٌ ويحمل متاعه ومبيّت في تفاصيله حتى لو استخدم الخديعة في عملية زيادة الوهم المجتمعي.
النص الغاضب هو نص فردي يعتمد على قدرة المنتج في عملية التدوين، بينما النص العنيف هو نص فردي بقوة جمعية ترتبط بالسلطة لإنتاج الخوف.
النص الغاضب هو نص يفتت الغضب ويفتت العنف ذاته، في حين أن النص العنيف هو نص يزيد من كمية العنف في المجتمع وله أهدافٌ مرسومة.
النص الغاضب هو نص ما بعد الفعل والنص الواقعي، والنص العنيف هو نص يصنع الفعل ليأتي بالنص ومن ثم العمل على تثوير محتوياته من أجل مواجهة ردة الفعل.
النص الغاضب هو نص الجرأة المواجه لعنف السلطة أو المتغير غير السوي في المجتمع.. في حين أن النص العنيف هو نص يواجه الجرأة ويخيفها.
النص الغاضب هو نص يشير إلى الوحشية في المجتمع.. في حين أن النص العنيف هو نص يصنع القوة الوحشية للسيطرة على المجتمع.
النص الغاضب هو نص البديهية المخيالية الإبداعية.. في حين أن النص العنيف هو نص القصدية المبيتة التي تريد صناعة الحدث ممّا هو موجود في المجتمع بما يعرف.
النص الغاضب هو نص لا يريد أن تؤكل كتف المتلقي بل يزيده معرفة، أما العنيف فهو نص يهدف إلى أكل كتف المتلقي لإقناعه بالأسباب والقبول بالمسببات.
النص الغاضب نص لا يريد الهيمنة على المجتمع بقدر ما يريد للمجتمع أن يكون أكثر وعيا في مواجهة المصاعب مثلا، في حين أن النص العنيف هو نص يبحث عن الهيمنة الفكرية على المجتمع للسيطرة عليه.
النص الغاضب هو نص يواجه المسبب ويرفضه، بينما النص العنيف هو نص يعطي المجال للمسبب ليكون أكثر تأثيرا في المجتمع.
النص العنيف هو نص لا يحتكم إلى العقل وصناعة الجمال بقدر ما يحتكم إلى الغايات والأهداف (لوحة للفنان عمر إبراهيم) النص العنيف هو نص لا يحتكم إلى العقل وصناعة الجمال بقدر ما يحتكم إلى الغايات والأهداف (لوحة للفنان عمر إبراهيم)
كاتب عراقي
العرب