الناس

سوريا: فصل طلاب من معهد للفنون المسرحية.. لارتدائهم الشورت!

في كل صيف تعود قضية ارتداء الشباب السوريين للشورت إلى الواجهة بسبب القرارات الرسمية التي تصنف ذلك اللباس الطبيعي على أنه فاحش وفاضح. وهذه المرة انطلق الجدل من قرار المعهد العالي للفنون المسرحية التابع لوزارة الثقافة السورية، بفصل ثلاثة طلاب فيه بسبب مخالفتهم للقرارات الخاصة بارتداء الشورت.

وقال عميد المعهد ماهر الخولي في تصريحات لإذاعة محلية، أن قرار فصل ثلاثة طلاب أتى لمخالفتهم للقرار الخاص بعدم ارتداء الشورت في المعهد، معتبراً أن غايته تربوية وتعليمية، وأن الطلاب هم أبناؤهم وأصدقاؤهم وسيكونون زملاء لهم بعد شهرين ولا يتمنون رؤيتهم بهذا المنظر.

والحال أن القرار صادر بناء على توصية خاصة من مجلس المعهد منذ العام 2019 وينفذ بنسبة 99 بالمئة حسبما أكد الخولي. وأضاف أن إدارة المعهد تلقت شكوى من “هذا المنظر غير اللائق وهو دخول الطلاب إلى المعهد بالشورت بغض النظر عن قيمته وشكله ولونه”، لافتاً أن القرار معمم في أنحاء المعهد بما في ذلك مدخله، وأن المخالفة تستدعي العقوبة.

وفيما كرر المعلقون في “فايسبوك” و”تويتر” حديثهم عن أن الدولة السورية تعمد إلى نشر مظاهر متشددة دخيلة على المجتمع السوري، ساخرين من فكرة أن الدولة التي تدعي محاربة الإرهاب الإسلامي هي التي تعمل على نشر مظاهر التشدد في البلاد، قال آخرون أن المشهد يتوازى مع نفوذ وزارة الأوقاف المتنامي في البلاد مؤخراً، بينما أشار آخرون للنفوذ الإيراني في سوريا، بما في ذلك على المستوى الاجتماعي.

لكن الخولي أشار هنا إلى أن إدارة المعهد قبل العقوبة وجهت عشرات التنبيهات لبعض الطلاب وأحدهم عوقب مرتين العام الماضي والعام الحالي، مضيفاً بأنه “ليس لائقاً أن يدخل طالب إلى المعهد بهذا الشكل، إنما متاح له الدخول به إلى الاستديو وغرف التدريب وأقصد بهم طلاب الرقص والتمثيل، ويستطيعون أن يتدربوا بما شاؤوا من لباس لكن خارج الاستديو ومكان التدريب، وليس خارجه فهذا المنظر غير لائق، وهناك طلاب وضيوف والمعهد العالي للموسيقا بجوارنا”.

وفي العام الماضي أثار تطبيق قرار منع ارتداء “الشورت” في أحد القطارات بمدينة طرطوس السورية، غضباً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي. وعلّق موالون للنظام حينها، بمنشورات تحدثوا فيها عن أن موظفي شركة الخطوط الحديد وجهوا ملاحظات للشباب الذين ارتدوا ملابس صيفية وبناطيل قصيرة، بالقول أنها لباس فاضح، مع الإشارة لوجود قرارات رسمية تمنع ارتداء الشورت في الجامعات والدوائر الرسمية.

ويثير موضوع تعدي النظام على الحريات الشخصية كثيراً من الاستياء في السنوات الأخيرة بين الموالين. فالنظام الذي يطرح نفسه في دعايته وخطابه الدبلوماسي حامياً للقيم العلمانية، أعطى صلاحيات واسعة لوزارة الأوقاف في السنوات الأخيرة، ما أثار استياء واسعاً بالقول أن البلاد تتحول تدريجياً إلى “قندهار”، مع إطلاق تسمية “دواعش الداخل” على رجال الدين المرتبطين بالسلطة، كما يشتكي السوريون باستمرار من النفوذ الذي تمارسه إيران بشكل مواز والتي تعمل على نشر التشيع والقيم المحافظة في المجتمع السوري.

واللافت هنا أن القضية تتعلق بملابس الذكور وليس الإناث مثلما جرت العادة في القضايا المماثلة، التي تثير عادة ضجة أوسع تصل إلى حد الاعتقال بتهم مثل “نشر الدعارة”. وتبرز هنا قضية اعتقال فتاتين في اللاذقية في نيسان/أبريل 2020، كانتا تمشيان في الشارع فقط “بلباس فاضح”، ما أثار استياء واسعاً، وإن قوبل بتصفيق وتهليل من قبل الفئات الموالية المحافظة التي يستميلها النظام السوري بمثل هذا النوع من الممارسات التي تظهره مدافعاً عن “قيم المجتمع”.

المدن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى