شعر

الأحجار تُنقع في الضوء والذاكرة/ يانيس ريتسوس

ترجمة: كريم عبد الخالق

(ذاكرة)

الرائحة الدافئة بقيت أسفل إبطيّ معطفها.

المعطف على المشجب في الممر كان مثل ستار مغلق.

مهما يحدث الآن فهو في زمن آخر. الضوء قد غير الوجوه،

كلها مجهولة. وإذا دخل أحدهم البيت،

سيرفع المعطف الخالي دراعيه ببطء، بمرارة، لكي يغلق الباب مرة أخرى، بهدوء.

(مهنة الشاعر)

في الممر، المظلات، الأحذية، المرآة؛

في المرآة، النافذة أكثر هدوء؛

في النافذة، بوابة المستشفى عبر الشارع. هناك،

طابور طويل من متبرعي الدماء، نافذي الصبر

الواقفون في بداية الطابور قد شمرو أكمامهم

بينما في الغرف الداخلية خمس مُصابين موتى.

(أحجار)

الأيام تأتي، تذهب، بدون جهد، بدون مفاجآت.

الأحجار تُنقع في الضوء والذاكرة.

أحدهم يصنع وسادة من حجر.

آخر يضع حجر على ملابسه قبل السباحة لكي لا تذهب مع الرياح. آخر يستخدم حجر كمقعد.

أو ليضع علامة على أرضه، في المقبرة، في الحائط، في الغابة.

لاحقًا، بعد المغيب، حين تعود إلى البيت،

أي حصاة من الشاطيء تضعها على طاولتك

هي تمثال صغير، “نيك” صغير أو كلب “أرتميس”(1)

وهذه، حيث وقف شاب عليها بقدميه المبللتين في الظهيرة،

هي ” باتروكلوس”(2) برموش مغلقة ظليلة.

هوامش:

(1) Nike Greek: إله النصر عند الإغريق. Artemis: إلهة الحيوانات المفترسة عند الإغريق.

(2) Patroclus: صديق ورفيق “أخيل”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى