عن حديقة الروائح اللانهائيّة… لقاء مع عطّار سوري-فرنسي/ عمار المأمون
يُوصف العطار باللغة الفرنسية عادة بكلمة “أنف”، إذ يتحول جهاز الشمّ لديه، بعد تمرين وخبرة، إلى أداة فنية وتقنيّة، تستطيع التقاط الروائح وتصنيفها وإعادة إنتاجها، ناهيك عن الذاكرة الشميّة التي تتسع مساحتها لدى “الأنف”، ليصبح قادراً على تركيب العطور والروائح والنوتات الشميّة في عقله، قبل أن يضبطها في القارورة.
عن حديقة الروائح اللانهائيّة… لقاء مع عطّار سوري-فرنسي/ عمار المأمونهذه المرتبة من الاحتراف التي وصل إليها العطار حالياً، مرت بتاريخ مثير للاهتمام لا يمكن اختزاله بسهولة، إذ بدأ الأمر في المعبد لدى السومريين ثم الفراعنة، أول من صنعوا العطور بوصفها بوابة نحو العالم الآخر، فالعطار كان على علاقة وطيدة مع الآلهة والعالم الماورائي، كان كاهناً وخيميائياً يخلط العسل مع النبيذ والزبيب وغيرها من المكونات الطبيعيّة، لتعبر الروح محمولة بالعبق نحو مصيرها، والمثير للاهتمام أنه لم تنج من الوصفات العطرية الفرعونية إلا ندرة، مكتوب بعضها على جدار معبد إدفو، وكأن العطار ساحر ذو سر ضائع، سرّ قادر على أسر الألباب والقلوب.
العطار أيضاً طبيب، ابن سينا نفسه طور تقنيات استخراج الزيوت من الورود، واستخدمها لعلاج مرضاه، بالرغم من الشك في فوائدها الطبيّة حالياً، ذات الأمر مع الكندي الذي نقرأ في كتابه “الترفق في العطر” ما يقارب مئة وصفة عطريّة، والملفت أن الكتاب لم يؤلف لوزير أو والي كعادة الكتب تلك الفترة، أي لم يكن هدية، بل نصاً يخاطب العطارين والتجار والمختصين بالكيمياء والصيدلة، إذ بقيت العطور لفترة طويلة أسيرة القطاع الطبيّ- التجاري بالرغم من قيمتها التزينيّة والفنيّة.
خرجت العطور من المعبد والصيدلية مع ثورة “النظافة” في القرن التاسع عشر، وهناك، بين الناس، أصبحت علامة على اختلاف الطبقات الاجتماعيّة، فلكل فئة “عبقها”، وهذا ما نقرأه مثلاً في رواية “فيليكس هولت” لجورج أليوت، ففي بريطانيا كانت الروائح علامات على توزع الثروة، فرائحة الورد والشموع المعطرة حركت إستير ليون، بطلة الرواية، ودهشت منها بوصفها علامة على “الرخاء” الذي يعيشه فيلكيس حين زارته لأول مرة، وكأنها علمت مباشرة أنه سيصبح زوجها، بالرغم من بيته المتواضع.
تَدَخُّلُ العلم (بصورة أدق الكيمياء الشعبية) في مهنة العطار، خلق انقساماً تاريخياً ما زالت آثاره قائمة إلى الآن، فهناك الكيميائي الهاوي، وهناك العطار، هناك من يخلط ويمزج بناء على رياضيات مبتذلة ومواد صناعيّة رخيصة ، وآخر يشمّ ويتخيل، يقيس ويستخرج، كي يخلق عطره ويأسره في الزجاجة، أي هناك مركّب العطور، وهناك “الأنف”، ذاك الذي ينبش في الذاكرة الشميّة ومكونات “العالم”، كي يأخذنا عبر دفقة عطريّة في رحلة بين المخيلة والأحاسيس.
التقينا الأنف السوري -الفرنسي سعد الله ميشيل سعد، الذي هاجر من سوريا وتابع حلمه ليصبح، بعد سنوات من الكدّ والجهد، عضواً رسمياً في نقابة العطارين الفرنسين، والحائز على المركز الثالث كـ”أفضل أنف” عام 2019 في مدينة غراس الفرنسية، قبلة العطارين ومحجتهم، وقريباً سيصدر له 3 عطور بتوقيعه، ستستقبلها غاليريهات باريس الكبرى (غالاري لافاييت، لو بون مارشيه)، تحدثنا مع سعد أثناء جولة في شوارع باريس ومحلات عطارتها، اكتشفنا خلالها أسرار الروائح وتجربته الشخصية مع العطور.
ولادة “الأنف” ومساحات الذاكرة المجهولة
حدثنا سعد عن بداية علاقته مع العطور، وكيف اكتشف أو علم أنه يريد ممارسة هذه المهنة/الفن، ويبدأ حديثه بقوله: “أثناء الطفولة، لا يعي المرء ما هو قادم، لكني أذكر أني كنت مهووساً بشمّ كل ما يقع تحت يدي، مخصصاً لكل رائحة ودون أن أعلم خانة خاصة في تلافيف ذاكرتي الشميّة التي صقلتها لاحقاً لأصل ما إلى ما أنا عليه الآن”.
ترن عبارة الذاكرة الشميّة في مخيلتي حين يقولها سعد، وكأن لديه بناء خاصاً في عمران الذاكرة يختزن فيه الروائح، تلك العمارة العقلية التي ندربها/نبنيها بأشكال إرادية أو غير إرادية، لنطور القدرة على الاستعادة، لكن المثير أن احتراف فن الذاكرة مرتبط بالبلاغة لا بالروائح، أي بالكلمات لا بأثر المواد ذات الروائح، حاولت أن استعيد أثناء حديثي مع سعد روائح ظننت أني “أحفظها”، فلم أتمكن من استعادة الكثير، لم أعلم بدقة كيف استعيدها، من ذاكرة المكان، أو الشخص، من السياق أو المادة، والأهم، كيف أصفها، بأي لغة؟
سألت سعد عن هذا العجز الذي اختبرته، شكّا في أنفي وذائقتي العطرية (إن كانت موجودة)، فأجاب: “امتلاك حاسة شم قوية هو نقطة الانطلاق، تأتي بعدها الذاكرة الشميّة وبنائها، إذ يجب صقل هذين المعدنين النفيسين من خلال دراسة الكيمياء والعطور معاً، حينها حيث سيعمل الدماغ على تطوير عملية ربط لاواعية ما بين المكونات فرادى وثم مجتمعة في العطر.
وهنا يتضح الاختلاف بين العطار المحترف من العطار العادي، ما يعني أن حاسة الشم لوحدها بمعناها الفيزيائي ليست كافية، والاختلاف على المستوى الفني يتضح أيضاً في الربط الذي يقوم به مخزون الدماغ ما بين أنواع الفنون المختلفة (موسيقى ورسم وتصوير وهندسة وطبخ…) بين العطر نفسه، ما يجعل كل عطار حالة مستقلة بحد ذاته. فليس بالضرورة إذن أن يكون كل صاحب حاسة شم قوية عطاراً، ما لم يمتلك تلك الملكة في ربط دماغي وقدرة على تذوق الفنون وربطها مع العطور” .
يستطرد خاتماً: “يكفي أن تتذكر أحداثاً ربط فيها دماغك ما اختبرته مع حاسة الشم وجعل منها أولوية لكي تقول إنك تعتمد فعلاً على حاسة الشم، وبالتالي فهي قوية وأحياناً قد يكون كل ذلك فطرياً”.
بين الأنف ومُركب العطور
سألت سعد عن الاختلاف بين من يركب العطور في دكانه الصغير ويبيعها بثمن بخس، وبين الأنف الذي يعمل في دار عطور ويمتلك علامته الخاصة، خصوصاً أن مركب العطور هو الأكثر انتشاراً في العالم العربي، فأجاب: “ليس شرطاً أن يكون الواحد منا وريث بائع عطور مُركبة ليمتلك الخبرة والموهبة، خصوصاً أن مهنة مركب العطور تختلف جذرياً عن مهنة العطار، فبائع العطور التركيبية الجاهزة يتعامل مع عبوات الألمنيوم التي تحوي مركبات كيميائيّة جاهزة، تشبه إلى حد ما العطور الأصلية، لكن تراكيبها بخسة السعر، لا تتجاوز الـ10 دولارات للكيلو الواحد، ويجب خلطها بالكحول بنسبة 15% فينتج كيلو زيت عطري واحد، يكفي لحوالي 66 زجاجة عطر، وبقسمة بسيطة، أي 10 دولارات على 66 زجاجة تصبح كلفة الزجاجة الواحدة على البائع حوالي 15 سنت، فتخيل ما تحاول تعريض جسمك له من مواد أقل ما يقال عنها إنها غير مراقبة، حتى أن بعضها يستخدم في المواد الغذائية بدلاً من العطور”.
ويتابع قائلاً: “العطار يتعامل مع مواد طبيعية، يستخدم أنفه وموهبته وخبرته لصناعة العطر، لا تركيبه بصورة آلية ورياضيّة، ناهيك عن عمله مع المواد الأصلية، غالية الثمن، والتي بحاجة لحذر ودقة في تصنيعها وتركيبها، والخطأ الواحد فيها يكلف الكثير، وهذا بالضبط الاختلاف في الممارسة بين سوريا وفرنسا على سبيل المثال. العطار فنان أكثر منه بائع، يعمل لخلق ما هو جديد، لا تقليد ما هو جاهز ومتداول، وهذا الخلط بين المهنتين بالذات ما أحاول دوماً الحديث عنه وإيضاحه للناس”.
أعيد السؤال مرة أخرى على سعد، وأشير أن العطور الرخيصة منتشرة بكثرة، وتستهلكها نسبة كبيرة من الأفراد، ناهيك أن قلائل يهتمون بالمكونات، وما يهم حقيقة هو الرائحة والثمن، يرد سعد هنا بثقة قائلاً: “هذا الموضوع لا يهم العطارين المحترفين، فالعطار الأكاديمي يعمل لكبرى الشركات مثل ديور وشانيل وغيرها، والمعروف أماكن تواجدها وامتلاكها العطور الأصلية، أما موضوع العطور الرخيصة فهناك بعض الشبكات والمخابر الصغيرة التي تقوم بتصنيع مركبات تشبه الأصلية لكنها غير خاضعة لمراقبة الـifra، وتتوافر في السوق السوداء ومحلات بيع العطور التركيبة التي لا رقابة عليها”.
حاولت استفزاز سعد وسؤاله عن المنافسة مع هؤلاء المقلدين، فأجاب: “لا شك أن التلفيق منتشر بصورة كبيرة، وكما أشرت مُسبقاً الى ذلك، فإن سوق الانتحال والعطور المركبة البخسة حتى في مكوناتها يحمل العديد من أوجه الاحتيال والتلفيق، والذي قد يطال حتى إنجازات حقيقية ونسبها لغير أهلها، لذا يجب عدم الوقوف كثيراً عندها، فإنجازات العطارين المحترفين والأكاديميين هي نقطة الحكم والفصل”.
هنا يمكن أن ندرك الاختلاف بين الأنف ومركب العطور، فالأنف فنان، يعمل في مختبره ويتعامل بشكل مختلف مع من يشتري، فمنتج العطار ذو خصوصية ترتبط بتكوينه واسمه، كحالة العمل الفني نفسه، الذي يمكن استنساخه، وتداوله كنسخة في حين يبقى الأصل حكراً على فئة معينة يحميه الثمن واسم الفنان/العطار نفسه، وهنا يمكن أن نفهم لم تحتكر مثلاً شركة شانيل زراعة الزهرة التي تستخرج منها العطر رقم 5 الشهير، صحيح أن هذه الخطوة لا تمنع التقليد، لكن، مقارنة هاوية بين الاثنين “العطر الأصلي وذاك المقلد”، تكشف على المستوى الحسي الاختلاف بين الأصل وبين النسخة، بين ما صنعه الأنف، و ما ركبه صاحب الدكان.
سألت سعد عن فرنسا التي استقر بها ويحمل جنسيتها، وما الذي قدمته له كمهد للعطور، فيجيب: “تدرجت في فرنسا وعملت بجد وكفاح، إذ عملت بداية في أشغال بسيطة تكفي قوت يومي وأقساط جامعتي. حصلت على ماجستير في إدارة الأعمال من skema business school، ومن ثم درست الكيمياء الصناعية لمدة سنتين، وبعدها درست العطور في معهد ISIPCA الذي خرّج الكثير من العطارين المحترفين، مثل غيرلان وجان كيرليو وفرنسيس كيركيجيان وغيرهم، أضف الى ذلك مشاركتي في مسابقة العطور الـ 21 في يوم العطور، بحضور ممثلين عن رئيس الجمهورية الفرنسية، مجلس الشيوخ ورئيس نادي العطارين، السيد فيليب ماسيه، في هذه المسابقة نلت المركز الثالث من بين 200 متقدم، وأصبحت بعدها عضواً في نقابة العطارين الفرنسيين”.
ثلاثة عطور قادمة
سألت سعد عما يخطط له مستقبلاً، وما هي مشاريعه القادمة فأجاب: “الآن من مخبري المتواضع lpdp، وبالتعاون مع مخبر آخر فرنسي، أقوم بالتحضير لإطلاق أول ثلاثة عطور من توقيعي، بالتعاون مع واحدة من أهم دور الموضة الباريسية، التي أغفل اسمها حالياً متقصداً بانتظار الافتتاح الكبير، لكن ما يمكنني قوله إن العطور الثلاثة مستوحاة من فكرة جميلة وفنية لعناصر وأشياء موجودة في الطبيعة الأم، حاولنا بطريقة سلسة أن نسقطها على عطورنا الثلاثة، ستتوقعون عطوراً حداثية ستغير من مفهوم العطور المعتادة، لارتباط أسمائها بمحتواها وتصميم عبواتها، فمصمم المشروع ارتأى أن تلعب الهندسة المثالية دوراً في تقديم هذه العطور، ويمكن أن أخبركم أنها حداثية جمعت الشرق والغرب معاً، وللعنبر والبهارات والحمضيات دور مفصلي في هذه الثلاثية، إلى جانب مواد أولية بمختلف تخصصاتها وهي عديدة، ويمكن القول إنها نفيسة ، لأنها من أهم المخابر التي تأخذ بتوصية الـ ifra كمعايير للجودة. وبالطبع لكل عطر أثره وحكايته الخاصة التي تميزه عن غيره”.
هوية الأنف وحديقة الروائح اللانهائيّة
سألت سعد كيف تشكلت هويته كـ”أنف”، أي كيف يبني العطار ذاكرته الشميّة، فأجاب: “الأنف كما سبق وذكرت لا يتعلق بالمجتمعات، فالموضوع بالمختصر الشديد متعلق بحجم الذاكرة الشمية والمخزون الشمي الذي يمتلكه الأنف بالإضافة إلى الالتحاق بالأكاديمية لعدة سنوات، تحت إشراف عطار خبير، وشم وتخزين عن ما يقل عن 4000 مادة أولية وحفظها عن ظهر قلب وربطها مع الذاكرة الشمية، هذه المواد الأولية هي نتاح عمل المخابر والشركات الكبيرة مثل جيفودان، فيرمينيتش، اي اف اف، تاكاساغو، مان، سيمرايز، وغيرهم، وما يقوم به العطار هو أنه يختار ما يشبهه من هذه المواد وما تتناسب مع ميوله العطرية.
ويطلق على هذه المجموعة اسم الأورغ، ولحد الآن أكبر سعة لأورغ عطار أستاذ هي ألف مادة أولية، إلا أن درجة التشابه بين هذه المواد في بعض الأحيان قريب جداً، لذلك نستطيع القول إنه يمكن حفظ ال 4000 مادة أولية، لكن للتذكر فأقصى ما يمكن تذكره هو بحدود ال 1500، ولكل من هذه المواد خاصياتها الكيميائية التي تعينها الـ ifra وتقسم على النحو التالي: ألديهيدية، مسكية، خشبية، أزهار، حمضيات، جلود، فواكه، فوجير، شيبر، قاعدة، قلب، وقمة”.
ويختم بقوله: “تعتبر الروائح السابقة كنزاً ثميناً للعطار، وهي تعتبر خزان موهبته، الأمر الذي يجعل من مهارة كل عطار مختلفة عن الآخر، وهذا ما أظنه يجعلني أختلف عن أقراني وما يجعلهم أنفسهم متفردين أيضاً، ذاكرة كل إنسان وكل عطّار مختلفة عن الآخر، وهذا ما يجعل كل عطر تجربة حسية وعاطفية مميزة يصب فيها العطار من ذاته ليشارك (نفسه) مع الآخر”.
سألت سعد متحذلقاً عن مستقبل العطور في ظل جائحة كورونا، وفقدان الكثيرين لحاسة الشم، فأجابني: “لا أعتقد أن ذلك سوف يؤثر على عمل العطارين طالما أن الاحتياطات موجودة وعمليات التلقيح جارية بشكل جيد، وندعو بالشفاء العاجل لجميع المصابين”، لكن حين نقرأ المقالات والتقارير عن معاناة الذين تعافوا يكشف لنا كيف أن فقدان هذه الحاسة كان تراجيدياً، إذ يقول الكثيرون إنهم فقدوا القدرة على التذوق وتمييز الطعمات، ناهيك عن غياب الشعور بالإلفة مع الذات، هنا نستذكر بطل رواية “العطر”، جان بابتسيت غرونوي، الذي كان يشمّ كل شيء إلا نفسه، وإثر هذه الصدمة، صنع ما قاده إلى فنائه الشخصي، عطر ينقل الجميع إلى “الجنة” في حين يقوده هو ليصبح أضحية يلتهمها كل من شم العطر الذي صنعه، المثير أنه لا يوجد مؤشرات الآن عن الأثر بعيد الأمد لكوفيد، لكن لا شك أن أُثر غياب الشم قد يعني موتنا جميعاً، بل إن الأسطورة تقول إن نهاية العالم ستكون برائحة طيبة، تأخذ الأخيار فقط إلى الجنة، أما الباقون فلا يشمونها، ما يعني فناءهم ودخولهم الجحيم.
سألت سعد عن علاقة الجمهور العربي مع العطور وكيف يختلف عن الفرنسي، فأجاب :” لا أرى اختلافاً جذرياً، فالتثاقف العطري حاضر دوماً في كلا الحضارتين، ولكليهما حبه المميز للعطور وذائقته المختلفة، لكن كما ذكرت تؤدي الذاكرة الشمية دوراً هاماً، وهي ما تشكل نقطة الفصل لكي يختار الشخص، عربياً كان أو غربياً، ما يحب”، ويضيف: “بكل تأكيد لكل ثقافة وعادات وشعوب ما يداعب مشاعرهم في العطور، وفي اعتقادي فإن روائح ماء الكولونيا هي ما كانت متداولة في أوروبا وفرنسا وذلك لتوافر الليمون والخزامى وزهر البرتقال، دون ان ننسى ما جاء إلى هذه البلاد من الخارج، كالورد والياسمين من دمشق مثلاً، والتوابل من الهند والعود من ماليزيا. لا نستطيع القول إن هناك مواد غير محبذة لفرنسا أو للبلدان العربية، المواد بحد ذاتها ممكن تشكيلها لتعطي الأثر المحبب لكل بلد”.
رصيف 22