سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 01 كانون الثاني 2025

لمتابعة التغطيات السابقة
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 31 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 30 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 29 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 28 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 27 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 26 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 25 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 23 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 22 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 21 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 20 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 19 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 18 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 17 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: المصاعب والتحديات، أحداث ووقائع 16 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: مهام اليوم التالي، أحداث ووقائع 15 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 14 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع سقوط الديكتاتور الفار بشار الأسد في سورية
———————————-
الشعب السوري أسقط الأسد.. حصاد عام 2024 في سوريا
ثائر المحمد
2025.01.01
لأول مرة منذ عقود، تستقبل سوريا عاماً جديداً بلا قيود، تستيقظ دمشق وقد استردت أنفاسها من قبضة نظام مخلوع فر رئيسه هارباً، إنه ليس حلماً، بل حقيقة رسمها شعب انتفض داعماً لمعركة أُعِدَّ لها وخُطِّطَ لها لسنوات، سميت بـ”ردع العدوان”، وقُدّر لها أن تحطمه وتقتلعه من جذوره، ليثبت السوريون أن الحرية ليست منّة بل حق يُنتزع بفوهة المدفع ونيران البندقية.
من إدلب وحلب مروراً بحماة وحمص إلى دمشق ودرعا والسويداء والقنيطرة، ومن اللاذقية وطرطوس إلى دير الزور والحسكة والرقة، شقت أصوات الحرية طريقها، وحُطّمت تماثيل الأسد الأب وأبنائه في ساحات سوريا، احتضنت الأم ابنها الغائب منذ سنين، وبكت العيون على أحبة غُيّبوا في مسالخ الأسد، سُكبت الدموع على التراب الذي احتضن دماء الشهداء وعرق المتعبين.
في عام التحرر وإسقاط الأسد 2024، انقلبت الموازين، وانحنت الجبال، وسقط الجدار الأخير الذي حال بين السوريين وحريتهم، بشار الأسد، الذي اعتلى عرشاً من الجماجم، هرب دون وداع، تاركاً خلفه بلداً يعيد بناء ذاته بأيادي أبنائه.
اليوم، تكتب سوريا قصتها الجديدة؛ قصة وطن وُلد بعد 14 عاماً من النضال بالكلمة والنفس والسلاح، تحولت أصوات المظلومين إلى أناشيد للنصر، وأصبح علم الثورة رمزاً للكرامة وراية للوطن، يرفرف فوق المدن والساحات، يبدأ عهد جديد، وما جرى في سوريا عام 2024 ليس فقط نهاية حقبة سوداء، بل بداية لحياة يأمل السوريون أن تليق بشعب عظيم كسر القيود وأفشل المكايد التي أُحيكت له.
حصاد سريع
في عام 2024، أُسدل الستار على عقود من القمع، فر بشار الأسد، وكُسرت قيود المعتقلين في السجون التي كانت شاهدة على أبشع الانتهاكات ضد الشعب السوري، كانت مشاهد اللقاءات بين المعتقلين وذويهم مؤثرة للغاية.
لم يكن نظام بشار الأسد يعتمد فقط على القوة العسكرية، بل كان سلاحه الأساسي تكميم الأفواه ومنع حرية التعبير، لكن مع انهيار حكمه، استعادت سوريا صوتها، وامتلأت الشوارع والساحات بالأصوات التي طالما أخمدها النظام.
مع زوال حقبة القمع، بدأت سوريا في فتح الملفات المظلمة المتعلقة بالاعتقالات التعسفية والانتهاكات داخل السجون، هناك مطالب بتشكيل لجان مختصة لجمع الشهادات ومحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم، بهدف تحقيق العدالة للضحايا.
أبرز الأحداث
كان عام 2024 شاهداً على مرحلة تاريخية في سوريا، حيث لم يقتصر الحصاد على إسقاط نظام بشار الأسد، بل امتد ليشمل إنهاء حقبة من الهيمنة الأجنبية التي أرهقت البلاد لعقود، استعاد السوريون سيادتهم بعد كفاح طويل ضد التدخلات التي فرضت واقعاً مؤلماً، من استباحة الأرض إلى التحكم بالقرار الوطني، لكن هناك بالطبع أحداث مختلفة سبقت هذه المرحلة ولا يمكن تناسيها.
معاناة النازحين والمهجرين في الخيام خلال الشتاء
واجه النازحون في مخيمات الشمال السوري شتاءً قاسياً مع بداية ونهاية 2024، حيث غمرت الأمطار الخيام، وانهارت بعضها، مما فاقم معاناتهم بسبب نقص الوقود للتدفئة وشح المساعدات الإنسانية.
كان الأطفال والنساء الأكثر تضرراً وسط تفشي الأمراض بسبب البرد القارس، ورغم نداءات الاستغاثة التي أطلقتها المنظمات الإنسانية لتوفير مواد الإغاثة، ظلت استجابة المجتمع الدولي دون التوقعات.
المظاهرات ضد الجولاني
شهدت إدلب اعتباراً من 25 شباط 2024 مظاهرات ضد زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني (قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع)، وجاءت الاحتجاجات على خلفية التضييق الأمني، والضرائب المفروضة، وسوء الأحوال المعيشية.
استمرار المظاهرات في السويداء حتى سقوط النظام
تحولت السويداء إلى رمز للإرادة الشعبية ضد نظام الأسد، حيث استمرت المظاهرات بشكل يومي حتى سقوطه، رفع المحتجون شعارات تطالب بالحرية ورحيل الأسد، وسط تنظيم سلمي استقطب تأييداً واسعاً من مختلف المناطق.
التصعيد على الشمال بالطائرات الانتحارية
عانى الشمال السوري من تصعيد عسكري خلال 2024، حيث استخدم نظام الأسد قبل سقوطه الطائرات الانتحارية في هجمات استهدفت مناطق مكتظة بالسكان والبنية التحتية، وقد خلّفت الهجمات عشرات الضحايا، بينهم نساء وأطفال، كما تسببت في موجات نزوح جديدة زادت من معاناة الأهالي.
انفتاح بعض الدول العربية على بشار الأسد ودعوته للقمم
رغم عزلته الدولية، حظي بشار الأسد قبل سقوطه بانفتاح عربي محدود، حيث دُعي لحضور قمم إقليمية، جاءت هذه الخطوات في سياق مساعٍ لإعادة الأسد إلى الحظيرة العربية، رغم الاعتراضات الشعبية والحقوقية التي واجهتها هذه المحاولات.
معركة ردع العدوان
أُطلق على العمليات العسكرية التي أدت إلى سقوط النظام السوري اسم “معركة ردع العدوان”.
بدأت المعركة بتاريخ 27 تشرين الثاني بتنسيق بين فصائل المعارضة، وشهدت انهياراً سريعاً لقوات النظام، لتنتهي بهروب الأسد وإعلان سقوط النظام.
سقوط النظام
كان سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول أبرز أحداث عام 2024، حيث فرّ بشار الأسد إلى خارج البلاد، الإعلان عن سقوط النظام أطلق مرحلة جديدة من الأمل للسوريين، مع بدء ترتيبات سياسية لإعادة بناء الدولة.
تشكيل حكومة انتقالية
في أعقاب سقوط النظام السوري، تشكلت حكومة انتقالية برئاسة محمد البشير لإدارة شؤون البلاد وإعادة الخدمات الأساسية.
خروج إيران وميليشياتها من سوريا
شهد عام 2024 خروجاً تدريجياً للميليشيات الإيرانية من سوريا عقب سقوط النظام.
التوغل الإسرائيلي
كثّفت إسرائيل عملياتها داخل سوريا عقب سقوط النظام، مستهدفة مواقع استراتيجية في محافظتي القنيطرة ودرعا.
قصف إسرائيلي بعد سقوط النظام
بعد سقوط النظام، كثّفت إسرائيل غاراتها لتدمير مستودعات الأسلحة الثقيلة المتبقية التابعة للجيش السوري.
انحسار الدور الروسي
انحسر الوجود العسكري الروسي بشكل كبير في سوريا، مع احتفاظ موسكو بقواعدها الاستراتيجية في طرطوس وحميميم.
بقاء الولايات المتحدة
واصلت الولايات المتحدة وجودها في مناطق شرق الفرات، مبررة ذلك بحماية استقرار المنطقة ومكافحة الإرهاب.
مصير معلق لقسد
تواجه “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) تحديات كبيرة بعد سقوط النظام، مع غموض حول مستقبلها السياسي والعسكري، فالضغوط التركية والتفاهمات الدولية وضعت قسد في موقف دفاعي، وسط محاولات لتأمين دور في مستقبل سوريا الجديد.
عودة سوريين من المهجر
شهدت سوريا عودة عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين من دول الجوار وأوروبا، مستفيدين من تحسن الأوضاع بعد سقوط النظام.
سيببل
انتصار الثورة السورية العظيمة
تفكيك إمبراطوريات اقتصادية وعسكرية للنظام
بسقوط النظام وهروب بشار الأسد، تم تفكيك الشبكات الاقتصادية والعسكرية التي بناها النظام المخلوع وأعوانه على مدى عقود.
توقف تهريب الكبتاغون
مع سقوط النظام، توقفت تجارة وتهريب الكبتاغون، حيث كانت أغلب شبكات التهريب مرتبطة بنظام الأسد، ونجحت سوريا في القضاء على جزء كبير من تجارة المخدرات، وسط جهود لتدمير مراكز الإنتاج والتهريب، مع اكتشاف عشرات المواقع التابعة للنظام والمختصة بصناعة حبوب الكبتاغون.
الملف الاقتصادي
يتوقع أن يشهد الاقتصاد السوري تحولاً جذرياً مع التفاؤل بعودة الاستثمارات الدولية ورفع العقوبات.
ملف المعتقلين والمحاسبة
تشدد الشبكات الحقوقية على ضرورة فتح ملف المعتقلين والمفقودين في سوريا عقب سقوط النظام، مع إنشاء لجان دولية ومحلية للتحقيق في الانتهاكات، كما تُطالب بمحاكمة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها نظام الأسد، وبذل الجهود للكشف عن مصير الآلاف من المعتقلين.
العلاقات مع الدول بعد سقوط النظام
بدأت سوريا في إعادة بناء علاقاتها مع الدول العربية والدولية بعد سقوط النظام، عُقدت اتصالات ولقاءات بين عدد من المسؤولين العرب والأجانب مع الإدارة السورية الجديدة، التي تركز على إعادة البلاد إلى الحظيرة الإقليمية والدولية وضمان الدعم لإعادة الإعمار.
تحديات الطاقة والخدمات
تواجه سوريا تحديات هائلة في قطاع الطاقة والخدمات، مع انقطاع الكهرباء والماء في مناطق عديدة، وسط مطالب للحكومة الانتقالية بالتعاون مع جهات دولية لإصلاح البنية التحتية وضمان توفير الخدمات الأساسية.
أحداث مرتبطة بسوريا
شهد العالم والإقليم عدة أحداث مرتبطة بسوريا بشكل غير مباشر خلال عام 2024، منها مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وفوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، ومقتل عدد من قادة حزب الله اللبناني على يد إسرائيل، أبرزهم الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله، وخليفته هاشم صفي الدين.
برغم الفرح العارم الذي غمر الشعب السوري، يدرك السوريون أن الطريق إلى بناء الدولة الجديدة مليء بالتحديات، فإعادة إعمار ما دمرته الحرب، وتحقيق العدالة الانتقالية، وعودة المهجرين إلى ديارهم، ليست سوى بداية لمسار طويل يتطلب التكاتف والشفافية والعمل المشترك، كما يؤكدون أن أحداث 2024 ليست نهاية المطاف، بل بداية لعهد جديد يأملون أن تسطر فيه سوريا فصلاً مشرقاً من تاريخها، تُعيد فيه بناء ذاتها كدولة تسع الجميع وتحمي كرامة كل أبنائها.
———————————-
نيويورك تايمز: بعد النصر السريع على الأسد.. حكام سوريا يواجهون تحديات إعادة البناء/ إبراهيم درويش
تجديث 01 كانون الثاني 2025
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعدته كارلوتا غال وديفيد غوتنفلدر، قالا فيه إن المعارضة المسلحة أطاحت بنظام الأسد سريعا، لكن التحدي الأكبر أمامها هو إعادة الإعمار.
ففي قاعدة عسكرية للتدريب والاستعراضات بشمال سوريا، كانت هناك أكثر من 50 دبابة وعربة عسكرية مهجورة، سيطر عليها المسلحون المعارضون لنظام بشار الأسد في هجومهم السريع.
وكان المبنى الرئيسي للقاعدة يحمل علامات انفجارين كبيرين، ولكن لم يكن هناك أي علامة على قتال عن قرب. وقال أبو محمد، وهو مقاتل من المعارضة يحرس القاعدة، إن الهجوم انتهى في يوم واحد عندما انسحب الجنود السوريون. وترك جنود الحكومة وراءهم خليطا قذرا من حياة الجيش: الملابس والبطانيات وأقنعة الغاز والخوذ وعلب الصفيح الفارغة. وكانت ظروف المعيشة بدائية، بدون نوافذ أو أبواب، وتم بدلا من ذلك، تثبيت أكياس أو قطع صفيح لسد الفتحات في الأسطح.
وتقدم هذه القاعدة فرصة للحكومة التي نشأت من خلال عملية عسكرية جهز لها بشكل جيد، وتعاونت فيها فصائل مسلحة عدة، والتي فوجئ أفرادها بالنصر السريع. ولكنها أيضا صورة عن التحديات التي تنتظر حيث يتطلع حكام سوريا لإعادة بناء البلد الذي مزقته الحرب الأهلية والجيش المحطم.
وتقول الصحيفة إن القيادة الجديدة للبلاد أعلنت في الفترة الأخيرة عن خطة لتوحيد الفصائل المقاتلة والمتعددة في ظل قيادة واحدة وتحت راية جيش واحد.
وفي مقابلات مع العشرات من المقاتلين، قال العديد منهم إنهم قبلوا بالفعل قيادة واحدة تحت قيادة أحمد الشرع وقوته المسلحة، هيئة تحرير الشام، واستفادوا من توحيد قواتهم. وقال نصر النهار (41 عاما) وهو قائد معارض كبير، إن مجموعته قد سوّت خلافاتها مع هيئة تحرير الشام: “الشيء المهم هو أن نكون معا. نحن نقاتل معا من أجل التحرير”.
ولكن من المرجح أن تستمر المرارة والانقسامات مع القوى التي تظل في المعارضة، وبخاصة الميليشيات الكردية التي تسيطر على جزء كبير من شمال شرق سوريا وتنظيم الدولة الإسلامية المتطرف، الذي يعمل في أجزاء من وسط سوريا وبقايا قوات الأمن التابعة للأسد التي أظهرت علامات المقاومة.
وفي حين تتولى المعارضة أمن البلاد وحدودها، فإنهم ورثوا بنية تحتية عسكرية مدمرة سيكون من الصعب الاستفادة منها أو إعادة بنائها.
ونشرت الصحيفة شهادات مقاتلين قالوا إنهم بدأوا العملية على اعتقاد أنهم سيسطرون على قرية واحدة وانتهوا بالسيطرة على كل سوريا، كما يقول أبو عائشة، أحد مقاتلي هيئة تحرير الشام. وكان المقاتل مع زميله أبو حمزة في متنزه حماة حيث كان يعطي بندقيته لمن يريد التقاط صور وهم يحملونها. ولكن الرجلين قالا إنهك يتدربان ويقاتلان منذ أن كانا في سن الـ15 عاما وسينضمان للجيش الوطني.
وقال أبو عائشة إنهم خاضوا أثناء الهجوم معارك حامية، وقتل فيها قائده ونائبه على تقاطع رئيسي في الأيام الأولى للمعركة، كما قتل آخرون بسبب الغارات الجوية. إلا أن المقاتلين تحدثوا عن مقاومة ضعيفة من القوات التابعة للنظام، أقل من المواجهات السابق. وكذا انخفض مستوى الدعم العسكري الروسي والإيراني أقل مما كان في الماضي. وسقطت حلب في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر بعد ثلاثة أيام من بداية الهجوم. وكان سقوط المدينة التي شهدت أعنف المعارك وأقسى الغارات الجوية الروسية والسورية منذ بداية الإنتفاضة عام 2011، صاعقا على القيادة السورية.
وقال رجل الشرطة عبد، 39 عاما: “أصبح الوضع خطيرا بعد سقوط حلب.. لم تكن هناك قيادة.. كان الصمت واضحا”. ومن حلب، انطلق المقاتلون باتجاه حماة ثم حمص ثم أصبحت العاصمة في مرمى النظر.
وفي الطريق إلى دمشق، لاحظت الصحيفة الدبابات والعربات المصفحة المحطمة أو المهجورة، ولا يظهر أن الجنود تصدوا للمقاتلين القادمين من الشمال. وكانت هناك علامات عن حالة من الفزع، حيث اصطدمت عربة مصفحة لنقل الجنود في زاوية بيت بقرية، وانقلبت دبابة عندما سقطت في خندق.
ومع تقدم قوات المقاتلين، جهز محمود (23 عاما) وشقيقه ممدور (26 عاما) اللذين كانا يخدمان في قاعدتين عسكريتين مختلفتين، خطة للهرب. وفرّ محمود عندما هاجم مقاتلو المعارضة على قاعدته في الجولان جنوبي سوريا. وهرب من خلال الغابة مع ثلاثة جنود آخرين واختبأوا ليلتين في قرية حتى علمو أن نظام الأسد سقط. أما ممدور، فقد سمع في 7 كانون الأول/ ديسمبر، أمرا وصل إلى ضابط بارز عبر اللاسلكي يدعوه للإجلاء عن القاعدة، وغيّر الجنود ملابسهم العسكرية واستبدلوها بالمدنية، وتركوا أسلحتهم وركبوا شاحنة إلى مركز المحافظة. وعند نقطة التفتيش، قام مقاتلو المعارضة بتفتيشهم للبحث عن أسلحة، وقالوا لهم “اذهبوا إلى بيوتكم.. كانوا يعرفون أن الجميع يهربون”، كما قال.
وقال الشقيقان إن الظروف الصعبة والرواتب القليلة والسخط، كلها عوامل لعبت دورا في انهيار الجيش السوري. وقال محمود: “لم يقاتلوا، لم يكن أحد يحب الأسد، لكن أحدا لم يكن قادرا على قول هذا”، وأضاف: “أجبرنا الأسد على الدخول في الجيش”، فقد كان محمود راغبا بمواصلة دراسته، لكنه أُجبر على الخدمة العسكرية وحصل على 10 دولارات في الشهر.
وأُجبر شقيقه على البقاء في الجيش لمدة خمسة أعوام ونصف. وكانا سعيدين بالعودة إلى البيت. أما عنصر الشرطة فقد كان قلقا من الجماعة التي تولت الحكم. إلا أن القائد العسكري نهار كان متفائلا من أن مقاتلي هيئة تحرير الشام يهمهم مستقبل البلد، وقال: “معظمهم من أجل سوريا واحترمهم لهذا”. وعبّر عن أمله بتوصل الإدارة الجديدة إلى اتفاق مع المقاتلين الأكراد.
وبالنسبة للعديد من الناس، فإن الوعود التي قطعت خلال حملة المعارضة العسكرية تعطي أملا بشأن إمكانيات المستقبل، مع أننا ننتظر إذا كانت الحكومة الجديدة ستفي بها.
ومن المهم بالنسبة للقيادة الجديدة، أن حملة المعارضة المسلحة كانت ناجحة لأنها تواصلت مع المجتمعات في الأجزاء التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا، وكانت على اتصال بأشخاص داخل هياكل النظام، كما قال عمار قحف، المدير التنفيذي لمركز عمران للدراسات الاستراتيجية في اسطنبول. وقال إن وعدهم بعدم إيذاء أبناء الأقليات ودعوتهم لأعضاء الأجهزة الأمنية إلقاء أسلحتهم قلل بشكل حاد من مستوى الصراع.
وفي النهاية، قال ضابط الشرطة السوري عبد، إن قبضة الأسد على البلاد كانت قوية بسبب الخوف الذي غرسه نظامه في السكان. وقال: “نكره الأسد ونحب الحياة”.
القدس العربي”
———————————
لا سقف لأحلام السوريين في العام الجديد بعد سقوط نظام الأسد/ ضياء الصحناوي و سلام حسن
31 ديسمبر 2024
تزامنت احتفالات السوريين بإسقاط الأسد مع أعياد الميلاد ورأس السنة
أبو حسون: أملي أن تتحقق العدالة ونتمتع بالمساواة من دون تمييز
خليل: نتطلع إلى سورية خالية من القمع والسجون
تزامنت احتفالات السوريين بإسقاط نظام بشار الأسد مع احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة، وتميزت بفرحة عارمة بولادة سورية الجديدة بما هي تجسيد للصمود والإصرار، وتأكيد الهوية الحقيقية التي تجمع كل الطوائف والأديان، وعبّر سوريون عن أملهم في أن تكون هذه الاحتفالات بداية لبناء بلادهم على أسس الديمقراطية والعدالة.
من محافظة الحسكة، يقول الطبيب هاكوب قرنفليان لـ”العربي الجديد”، إن “احتفالات عيد الميلاد لها طابع خاص مع زوال نظام الاستبداد، لكن الأوضاع الاقتصادية والأمنية المتدهورة في البلاد ألقت بظلالها على الأجواء، إذ تقلصت مظاهر الفرح والزينة مقارنة بأعوام ماضية، فضلاً عن معاناة النازحين من مناطق عين العرب ومنبج، والذين نأسف للظروف الصعبة التي يعيشونها، ونتمنى عودتهم سريعاً إلى ديارهم. أملي أن يشهد العام الجديد تحسناً في الأوضاع، وأن يعم السلام والأمان جميع السوريين، مسيحيين ومسلمين، ومن أي طائفة كانوا”.
بدوره، يؤكد حسين حمدو، من مدينة القامشلي في اتصال هاتفي مع “العربي الجديد”، مشاركته المسيحيين في احتفالاتهم بعيد الميلاد، وإن أثرت الظروف الصعبة بشكل كبير على أجواء العيد. ويضيف: “الحضور المكثف للمسيحيين في الكنائس صباح يوم عيد الميلاد يعكس إيمانهم العميق وتماسكهم رغم كل الصعوبات التي يواجهونها. أتمنى أن يسود الحب والأخوة بين جميع مكونات الشعب السوري، وأن يشهد العام الجديد تحسناً في كل الأوضاع”.
وتقول الصحافية منار أبو حسون، من السويداء، إن أبرز أمانيها تدور حول استقرار الأمن، وضبط الانفلات الأمني، وأن تتلاشى التوترات والمشاحنات، وتنخفض معدلات العنف والجريمة. وتتابع: “أملي أن تتحقق العدالة، ونتمتع جميعاً بالمساواة من دون تمييز ديني أو طائفي أو مناطقي أو عرقي أو قومي أو حزبي، وأن نستعيد وحدتنا الوطنية. من الضروري وجود حكومة كفؤة تمارس سلطاتها بشكل شفاف، وضرورة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة وشفافة ونزيهة تعبر عن إرادة الشعب، وتحسن الأوضاع المعيشية للمواطنين، ورفع مستوى الخدمات المقدمة لهم”.
ومن دمشق، تعرب الإعلامية عفاف جقمور لـ”العربي الجديد” عن أملها في أن يعم الأمان في كل أركان سورية، وأن يعود السوريون إلى العيش بسلام وتآخ، فضلاً عن تحقيق العدالة الناجزة، ومحاسبة جميع المجرمين الذين تسببوا في معاناة السوريين. وتكمل: “أتمنى أن نشهد في عام 2025 سورية موحدة ومتماسكة. أذكر جيداً أيام طفولتنا، حين كنا نلعب معاً، ونحتفل بأعيادنا معاً من دون أن يفرق بيننا دين أو طائفة، وأتمنى أن تعود تلك الأيام”.
من جانبه، يتطلع عمر الحفري (26 سنة)، المنحدر من مدينة درعا (جنوب)، إلى تحسن الأوضاع المعيشية والخدمية، وأن يحصل على وظيفة تضمن له عيشاً كريماً حتى لا يفكر بالاغتراب بعد أن لمس الحرية، ويطمح أيضاً في رؤية مرتكبي الجرائم بين يدي العدالة، وأن يعم الأمن والاستقرار. ويضيف: “أتمنى القصاص ممن اعتقلوا أخي، وحرمونا من رؤيته، كما أتمنى خروج القوات الإسرائيلية من الأراضي السورية التي احتلتها بعد أيام من تحررنا من النظام السابق. لقد كرهنا الحروب والدمار، ونطمح إلى السلام والاستقرار”.
ويتطلع غاندي خليل، المقيم في مدينة حمص، لعام جديد أفضل بعد أن باتت سجون الرعب خاوية، رغم الأسى الذي خلفته السجون في قلوب ونفوس السوريين. لافتاً إلى أن “الكثير من الأمهات سعدن بلقاء أبنائهنّ المعتقلين. لكن المأساة التي خلفتها السجون كبيرة. نتطلع إلى سورية خالية من القمع والسجون، وليس فيها حواجز أمنية، وأن يفرح الكل بالعيد على اختلاف طوائفهم. القبضة الأمنية هي التي نشرت الفرقة بين الناس، وأثارت مخاوفنا من بعضنا البعض، واليوم نعود إلى حالة التآخي”.
وعبرت لبنى حبيب المقيمة في مدينة حمص، لـ”العربي الجديد”، عن أملها في مستقبل أفضل بعد سقوط نظام الأسد. تقول: “بعد سنوات من الظلم والقهر والخوف، نرجو أن نعيش في سلام وأمان، وأتطلع لسورية موحدة، بلد يحتضن أبناءه بلا اعتقالات أو سجون أو ترهيب. أتطلع للتسوق في سوق حمص المسقوف بحرية من دون أعين الأمن التي كانت تلاحقنا، وإعطاء فرصة لمكونات المجتمع السوري لإعادة اللحمة بينهم، وتجاوز ما زرعه نظام الأسد”.
تضيف: “علينا العمل جميعاً لتجاوز كل الانقسامات التي حدثت بسبب النظام السابق، ونحن بحاجة إلى المحبة والتسامح، وسيكون عيد الميلاد فاتحة تحقيق هذه التطلعات والأماني. أتمنى أن ألتقي بزميلاتي في الجامعة، فبعضهن لم ألتق بهنّ منذ 12 عاما، وكنت أكلمهنّ والخوف يملأ قلبي، أما الآن فقد نجتمع من جديد لنستعيد ذكريات الماضي”.
—————————-
سياحة ما بعد سقوط النظام.. عشرات الآلاف يصلون إلى دمشق/ عبد الناصر القادري
2025.01.01
قبل قرابة شهر واحد فقط، كان معظم السوريين يخططون لشيء آخر تماماً غير زيارة سوريا، البحث عن بلد لجوء جديد، أو فرصة عمل أخرى، أو البحث عن منحة دراسية أو تعلم لغة على الإنترنت أو ما شابه، لم يكن التوجه إلى سوريا غاية أحد، بل الهروب منها هو الأساس الذي كان يشغل بال الجميع تقريباً، في ظل نظام خنق شكل الحياة وطابعها.
قبل 8 كانون الأول 2024، بعد الساعة الأولى لهروب بشار الأسد، وصل السوريون المهجرون إلى ساحة الأمويين بدمشق، ومنذ ذلك اليوم، يصل عشرات الآلاف من الزوار إلى ذلك الميدان لالتقاط الصور مع السيف الدمشقي وعلم الثورة السورية، في المكان الذي كان من بين الأكثر تشديداً أمنياً.
سياحة بنكهة الحرية
ورصد موقع تلفزيون سوريا، الوضع السياحي في دمشق وريفها بعد سقوط النظام، ورغم أن السياحة شملت معظم المحافظات السورية، فإنها تركزت في دمشق، العاصمة السورية، والثقل السياسي والرمزي والمعنوي، وخصوصاً أن ساعة نهاية حكم البعث وعائلة الأسد، دقت من هناك، فكل السوريين يريدون رؤية تلك المدينة التي تنفست الحرية وما زالت غارقة بالعتمة في ليالي الشتاء الطويلة، مع وعود من الإدارة الانتقالية بتحسينها قريباً.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ترى صور وفيديوهات من مقاه ومطاعم وحمامات سوق ومساجد قديمة وحارات ضيقة مليئة بالسوريين الذين يشاركون لحظات فرحهم وهم يرفعون علم الثورة ويغنون أغانيها وأهازيجها ويهتفون هتافاتها، في لحظة ولادة حقيقة لسوريا الجديدة، من دون الأبد والاستبداد.
دخلنا إلى سوق الحميدية، أهم وأشهر أسواق سوريا، وهو مغطًّى بالكامل بسقف من الحديد مملوء بالثقوب الصغيرة التي تنفُذ منها الشمس في النهار، ومبلَّط بحجر البازلت الأسود، وكان يعج بالناس والمارة.
كان سوق الحميدية أحد أشهر الأماكن التي يأتي إليها السياح، ويرون بائع “العرقسوس أو التمر هندي أو المعروك أو الذرة أو البوالين” ومعظمهم رجال مخابرات أو متعاونون معهم، تغيرت النظرة اليوم، وباتت البسمة هي التي تغطي وجوه الناس في فرح من الحاصل وتفاؤل بالغد، كما يقول معظم من التقينا بهم من الباعة.
يزيد الازدحام عند باب “بوظة بكداش”، أشهر محال صناعة المثلجات في سوريا وأقدمها على الإطلاق، وقد وضع على نافذة المحل علم الثورة أسوة بجميع المحال، وسعر منتجاته بالليرة السورية والليرة التركية والدولار.
وصلنا إلى الجامع الأموي بدمشق، ودلفنا إلى باحته، يتجمع الناس ويلتقطون الصور ويصلون والأطفال من حولهم يمرحون ويضحكون، ورغم أن هناك حرساً مسلحاً على بابه لا يشعر الناس بالخوف، بل يتوافدون بعشرات الآلاف يومياً وبمئات الآلاف يوم الجمعة، لرؤية أحد أهم المعالم التاريخية في سوريا، بحسب ما قال لنا أحمد عبد القادر أحد زواره.
وقال عبد القادر لتلفزيون سوريا، إنه من مدينة حمص، وقد جاء إلى الجامع الأموي لرؤيته لأول مرة، كما أنه يزور دمشق أيضاً للمرة الأولى، فهي سياحة إسقاط النظام وتعرف إلى البلد.
وأردف أن الجامع الأموي هو أهم معلم كان يريد زيارته منذ طفولته ولكن لم تتح له الفرصة، ثم اندلعت الثورة السورية وهجر إلى حي الوعر بحمص ومنها هجر مرة أخرى إلى الشمال السوري، وعندما سقط النظام عاد إلى دمشق لـ “رؤيتها بدون عائلة الأسد حرة كما كانت وستبقى”.
ودعا عبد القادر السوريين إلى العودة من جديد ورؤية بلدهم وهي حرة فعلياً، لا ينغص الفرحة سوى شيء واحد فقط، هو مشاهد السجون واختفاء المعتقلين الذين قتلهم النظام وأعوانه على مدار 14 عاماً.
جولة في التاريخ
على مقربة من الجامع الأموي، تجد مقهى النوفرة، وهو أقدم مقهى في دمشق، ويتجاوز عمره الـ 500 سنة، يطل على الجهة الخلفية الجنوبية للجامع الأموي ويتكون من صالة داخلية تبلغ مساحتها 60 متراً مربعاً. ويتكون أيضاً من صالة خارجية مساحتها 30 متراً، تقدم به المشروبات الساخنة والباردة والنرجيلة بأنواعها.
وفي السياق، قال فادي الرباط من أحفاد مؤسسي قهوة النوفرة في دمشق، إن السياحة في دمشق ليست ضمن المعهود قديماً، ولكنها جيدة إلى حد كبير، والناس هنا تأتي إلى قهوة النوفرة لرؤيتها خصوصاً من المحافظات الأخرى الذين لم يزوروا دمشق من قبل أو الذين يحنون إليها من أبناء الشام.
وأضاف الرباط لموقع تلفزيون سوريا، أن حركة السياحة نشطت قليلاً ولكن من الممكن في الأيام المقبلة أن نشهد تحسناً أكبر بما يخص عدد الزبائن ونسبتهم، خصوصاً أن ملايين السوريين يتشوقون للعودة إلى سوريا.
تخرج من النوفرة متجهاً إلى حي القيمرية ماراً بعشرات المطاعم والمقاهي التي تعج بالناس، ولكنها باتت تغلق مبكراً، رغم أن الجميع يتحدث عن وجود الأمان والهدوء وانتشار العناصر الأمنية لحماية ومراقبة المارة احتياطاً من أي خرق أمني.
طوابير طويلة من الناس تقف عند “كروسان القيمرية” أحد المعالم التي باتت مشهورة بدمشق خلال العقدين الماضيين، القطعة الواحدة بـ 8 آلاف ليرة، وهناك إقبال كبير عليها.
حمام البكري، أحد أشهر حمامات السوق في دمشق، أيضاً كان يعج بالباحثين عن الماء الساخن والمساج ثم يأخذون نفس نرجيلة وكأس شاي في شتاء دمشق البارد، وقد أخبرنا العاملون فيه، أن العراقيين والإيرانيين الذين كانوا يأتون إلى دمشق يكثرون من التوافد إلى الحمام، ورغم أنهم يدفعون الحساب فإننا كنا لا نحبذ وجودهم ولكن ليس باليد حيلة.
وأضافوا أن ضباط المخابرات أو الشبيحة كانوا يأتون أيضاً ولكنْ قسم كبير منهم لا يدفعون الحساب، وبالطبع لا نتمكن من قول أي شيء لهم، بلد كانت منهوبة وتعيش على الفساد.
وتعد الحمامات الشعبية من تراث المدن في سوريا، وبالأخص دمشق وحلب منذ القدم، حيث إن شكل الحمامات وطريقة تقديم خدماتها للزبائن قديمة ولم تتغير كثيراً في الوقت المعاصر.
“لقاء الأهل لا يعدله فرحه”
وقال عبد الله السهلي الذي كان لاجئاً في ألمانيا، وحصل على الجنسية، إنه حجز مباشرة إلى لبنان وأكمل طريقه إلى دمشق، في رحلة وصفها برحلة العمر التاريخية، “لحظة ما لح إنساها أبداً، وحتى الآن مالي مصدق إنو تحققت”.
وأضاف السهلي الذي غادر سوريا عام 2013، لموقع تلفزيون سوريا، أن “زيارة دمشق كانت ممكنة في حال دفعت بدل أو عملت تسوية، بس فشر النظام إني كنت اعمل هيك، كل ليرة أو دولار كانت ممكن تكون سبب لقتل بريء بسوريا، لهيك ما نزلت ولا شفت أهلي ولا مرة خلال هي السنوات”.
وأردف أن “لقاء الأهل لا يعدله فرحه، بس سقوط النظام كان أهم شي، وهلق الناس صار فيها تعمل سياحة على كيفها، ما في حاجز يوقفها، ولا شبيح يعتقلها، ولا بارودة تخوفها، سوريا حرة وصديق وخضراء”.
الحال لا يختلف في أحياء باب توما وباب شرقي، التي ارتدت زينة عيد الميلاد ورأس السنة، في مشهد يحكي قصة تاريخ سوريا بتنوعها وأصالتها، كما يقول جورج حداد لموقع تلفزيون سوريا.
وأوضح حداد أن “الوضع العام جيد جداً، والناس سعيدة بالتغيير ونتمنى أن يستمر الوضع على حاله وأن يشهد تغييرات كاملة تنسي الناس النظام السابق، فكما ترى المطاعم والمقاهي والبارات مليئة وحتى الفنادق فيها نزلاء، الحركة أقل من السابق بشيء طفيف، ولكن كنا نتوقع الأسوأ مع سقوط النظام، إلا أن ما جرى كان مفاجئاً وصادماً لكثيرين، وهو ما يثبت أن السوريين فعلياً شعب واحد وقادرون على بناء بلدهم من جديد بدون استبداد أو طائفية”.
ولفت إلى أن نسبة من السياح الروس كانوا يأتون إلى هنا خصوصاً بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، ولكن هذا العام انخفض عدد السياح الروس إلى الصفر تقريباً، وعاد السوريون من مناطق عدة لشغل الفنادق بالإضافة إلى السياح الأجانب وخصوصاً الصحفيين الذين جاؤوا لتغطية أحداث سقوط النظام.
بالخروج من أحياء دمشق القديمة، إلى أحياء الصالحية والحمراء والشعلان، تقل الأعداد ليلاً باعتبار أن هذه المناطق هي أسواق ألبسة وبضاعة، إلا أن بعض المطاعم يوجد عليها إقبال، في حين أن المقاهي المشهورة مثل الهافانا والروضة تعد الأكثر إقبالاً.
ويومياً تشهد هذه المقاهي والمطاعم تجمعاً لمئات الصحفيين والناشطين العاملين في الثورة السورية الذين جاؤوا من الشمال السوري وبلدان اللجوء لنقل ما يجري في دمشق إلى العالم، مع ارتفاع صوت الأغاني الثورية مؤكدة على مرحلة بدء استقلال جديد في دمشق.
—————————
جبل قاسيون.. كان محرّما على السوريين ومقرا لإنتاج البراميل المتفجرة
تجديث 01 كانون الثاني 2025
دمشق: على مدار سنوات الثورة، منع النظام السوري المخلوع المواطنين من الصعود إلى جبل قاسيون بالعاصمة دمشق، وحوّله إلى مقر لإنتاج البراميل المتفجرة التي تسببت بمجازر كبيرة بصفوف الأبرياء.
وتُعرف البراميل المتفجرة بتأثيرها التدميري الكبير وانخفاض تكلفتها المالية، وتعد من أكثر الأسلحة التي استخدمتها قوات نظام بشار الأسد أثناء الثورة.
تُملأ البراميل بمواد متفجرة ومسامير وقطع معدنية، وتُلقى من المروحيات بطريقة السقوط الحر، ما يحدث دمارا كبيرا في مساحة تتراوح بين 50 إلى 200 متر، بحسب كمية المتفجرات.
ورصدت منشأة إنتاج البراميل المتفجرة على سفوح جبل قاسيون، ويظهر عند مدخلها صورة للرئيس المخلوع بشار الأسد.
كما يمكن رؤية العديد من البراميل والمتفجرات والصواعق والمعادن المختلفة داخل المنشأة.
وبحسب تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان يغطي الفترة من يوليو/تموز 2012 إلى أبريل/ نيسان 2021 ويوثق انتهاكات حقوق الإنسان بحق المدنيين في سوريا، فإن قوات النظام استخدمت البراميل المتفجرة 81916 مرة في هجماتها على التجمعات السكنية للمدنيين.
وكانت دمشق وحلب ودرعا وإدلب المحافظات الأكثر استهدافا بالبراميل المتفجرة، فيما وقع معظم الضحايا في حلب.
(الأناضول)
————————–
احتفالات من دون رصاص بالعام الجديد
01 يناير 2025
شهدت مدن سورية مع دخول الساعات الأولى للعام الجديد 2025 احتفالات عدة، كان لافتاً فيها غياب الرصاص، الذي كان عادة يتخلل الاحتفالات في معظم المناطق. وقالت صحيفة الوطن إنّ احتفالات ليلة رأس السنة في اللاذقية كانت للمرة الأولى من “دون رصاص”. كذلك كان الحال في مدينة جبلة، ومدن أخرى.
وتزامنت احتفالات السوريين بإسقاط نظام بشار الأسد مع احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة، وتميزت بفرحة عارمة بولادة سورية الجديدة، بما هي تجسيد للصمود والإصرار، وتأكيد الهوية الحقيقية التي تجمع كل الطوائف والأديان. ويدرك السوريون أنهم سيواجهون تحديات كبيرة في المستقبل، كإعادة الإعمار، وتوحيد الصفوف، ومواجهة العقبات الاقتصادية، لكنهم يؤكدون قدرتهم على تجاوزها.
سياسياً، لا يزال الحراك الدبلوماسي يشهد الزخم ذاته، حيث أعلن وزير الخارجية السوري في حكومة تسيير الأعمال، أسعد الشيباني، مساء الثلاثاء، عن اتصال هاتفي لأول مرة مع نظيره المصري بدر عبد العاطي. وقال الشيباني، في منشور على موقع إكس: “سعدت باتصال معالي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، والذي أكد فيه أهمية دور البلدين في تحقيق الاستقرار والازدهار للمنطقة، وأن مصر وسورية يجمعهما تاريخ واحد ومستقبل واعد بإذن الله”. يأتي ذلك فيما يستمر استقبال دمشق الوفود العربية والدولية.
وأمس الثلاثاء، أعلنت القيادة العامة للجمهورية العربية السورية، المتمثلة بأحمد الشرع، تعيين اللواء مرهف أبو قصرة وزيراً للدفاع في الحكومة الجديدة. وشغل أبو قصرة، المعروف بلقب “أبو الحسن الحموي” و”أبو الحسن 600″ سابقاً، منصب قائد الجناح العسكري في هيئة تحرير الشام، وكان من قادة الصف الأول فيها. وجاء هذا التعيين بعد قرار القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، الصادر الأحد الماضي، والذي حمل الرقم (8)، بمنح عدد من القادة العسكريين المشاركين في غرفة عمليات “ردع العدوان” رتباً عسكرية. وأكد القرار الذي وقّعه الشرع أن هذه الترفيعات جاءت لتحقيق أعلى معايير الكفاءة والتنظيم في الجيش.
—————————-
خامنئي: سورية ملك لشعبها ودماء “حراس العتبات المقدسة” لن تُهدر/ صابر غل عنبري
01 يناير 2025
أكد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، اليوم الأربعاء، في كلمة بمناسبة الذكرى الخامسة لاغتيال قائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني، أن “سورية ملك لشعبها وأن أولئك الذين اعتدوا عليها سيتراجعون يوما أمام الشباب السوريين الشجعان”، على حد تعبيره، مضيفا أن القواعد الأميركية في سورية “ستسحق تحت أقدام الشباب السوريين” وسيطردون منها.
وأضاف خامنئي أن دول المنطقة “إن ارتكبت خطأ كبيرا بطرد الشباب المؤمنين من الساحة باعتبارهم عوامل الاستقرار والاقتدار ستصبح مثل سورية”، مؤكدا أن “انتصار جبهة المقاومة حتمي”، وأن لبنان واليمن “رمزان للمقاومة وسينتصران”.
وانتقد تصريحات وتحليلات تقول إن دماء “حراس العتبات المقدسة” الشيعية قد ذهبت سدى نتيجة ما حصل في سورية، قائلا إنه “إن لم تقاتل هذه الأرواح ولم يكن هناك هذا النضال لما كان اليوم أثر للعتبات المقدسة وكربلاء والنجف والزينبية”، ومؤكدا أن “هذه الدماء لن تهدر… وأولئك الذين يتنمرون اليوم اعلموا أنهم سيسحقون تحت أقدام المؤمنين يوما”.
وكان خامنئي قد أدلى بتصريحات سابقة عند سقوط النظام السوري في 8 الشهر الماضي، أثارت غضب السلطات الجديدة في سورية، حيث عزا هذا السقوط إلى “مخطط أميركي صهيوني”، على حد زعمه، مضيفا أن “جماعة شريفة قوية تظهر في سورية أيضاً”، ومؤكدا أن الشباب السوريين ليس لديهم ما يخسرونه “فجامعتهم غير آمنة ومدرستهم غير آمنة وشوارعهم غير آمنة وحياتهم كذلك أيضاً”، متهماً “أميركا والكيان الإسرائيلي بنشر الفوضى في سورية”، وقال إن “الشباب السوريين سيتصدون لهم وسيتغلبون عليهم”.
وحذر وزير الخارجية بالحكومة السورية الانتقالية أسعد حسن الشيباني، الثلاثاء الماضي، عبر حسابه بمنصة إكس، إيران من “بث الفوضى” في سورية، داعياً طهران إلى احترام إرادة الشعب وسيادة وسلامة البلاد، وقال: “نحذرهم من بث الفوضى في سورية، ونحمّلهم كذلك تداعيات التصريحات الأخيرة”.
والاثنين الماضي، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بعد لقاء مع نظيره العُماني بدر البوسعيدي في طهران، إن مواقف بلاده مشتركة مع سلطنة عمان بشأن تشكيل حكومة شاملة في سورية، مضيفاً: “نحترم سيادة الأراضي السورية وعدم التدخل في الشأن السوري”.
دعوة للانتقام من ترامب
في الأثناء، دعا نائب قائد فيلق القدس الإيراني للتنسيق، العميد إيرج مسجدي، اليوم الأربعاء، إلى محاكمة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب والانتقام منه بسبب إصداره أوامر باغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في ضربة جوية في بغداد مطلع 2020. وأضاف مسجدي بحسب التلفزيون الإيراني، أن ترامب يتحمل مسؤولية ذلك، إذ أعلن رسميا إصداره أمر الاغتيال، مؤكدا أنه “قدم أكبر خدمة للإرهابيين في العالم بذلك”.
جولة مباحثات إيرانية أوروبية
إلى ذلك، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون الحقوقية والدولية كاظم غريب أبادي، اليوم الأربعاء، لوسائل إعلام إيرانية، أن الجولة الثانية للمباحثات بين إيران والدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وألمانيا وبريطانيا، ستنعقد في 13 من الشهر الجاري.
وعقدت إيران والدول الأوروبية الثلاث فرنسا وبريطانيا وألمانيا، في 29 الشهر الماضي الجولة الأولى للمباحثات في جنيف بشأن الملفات الخلافية ذات الاهتمام المشترك من بينها الملف النووي وسط تشاؤم خيم عليها. وتشير تصريحات الطرفين وبياناتهما بعد اللقاء إلى أنه لم يحقق اختراقا في التوترات بين الطرفين، التي يتوقع أن تزداد مع تولي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، السلطة في الولايات المتحدة ابتداءً من 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
———————
الناجون من مجزرة الحولة يروون قصص معاناة فقدان أهلهم
يوم جديد يطل على الحولة دون بشار الأسد، رحل الأسد وترك في قلوب أهل الحولة بريف حمص غصة وألما يهوّنه الخلاص من نظام أمعن في التنكيل بهم
مساء 25 مايو/أيار 2012 أحلك الأيام على أهل تلدو إحدى بلدات الحولة، يقول أهل القرية إن مليشيات تابعة للنظام اقتحمت قريتهم بالعشرات وتحت غطاء ناري كثيف من جيش النظام المتمركز على التلال المحيطة بالقرية. مراسلة الجزيرة نسيبة موسى زارت مدينة الحولة بريف حمص واستمعت لشهادات من نجوا من المجزرة.
—————————–
الجيوب السورية الفارغة لا تمنع الفرحة برأس السنة/ ضياء الصحناوي
01 يناير 2025
عام الرحيل وعام الأمل.. هكذا ودّع السوريون 2024 التاريخي الذي شهد سقوط نظام بشار الأسد وهروبه، ليتقبلوا 2025 بآمال كبيرة لتحقيق الاستقرار وعودة العيش الكريم لهم بعد سنوات طويلة عصيبة تدمر خلالها الاقتصاد، وخارت القوى الشرائية، مع استنزاف ميزانيات الأسر. ولم تمنع الجيوب الفارغة التي استنزفتها سنوات الحرب منذ 2011، الكثيرين من الاحتفال في رأس السنة أملاً في “ميلاد جديد” للدولة.
وبالرغم من تأخر وتأجيل منح الرواتب للعاملين في الدولة، وما حمله هذا من خوف وقلق وحاجة لدى شريحة كبيرة من المواطنين، فإن الآمال المعقودة على الحكومة المؤقتة والنظام الجديد، وأيضاً ما صدر من وعود بزيادة الرواتب، ومنحها في وقت قريب، أبقت للتفاؤل بالمستقبل القريب والأمنيات بالأيام القادمة حيزاً من الفرح، لم يعكره سوى غلاء الأسعار، والعجز المالي الذي يعاني منه معظم السوريين.
مواطنون من العاصمة دمشق تحدثوا لـ”العربي الجديد” عن التحضيرات التي أقدموا عليها لعيد رأس السنة، كأنها حالة استثنائية في تاريخ سورية، حيث أكد الكثيرون أنه لن يتكرر، وإنهم لم يشعروا بهذا الفرح من قبل. قال فراس الحلبي: “أشعر في هذه المناسبة بأنني ولدت من جديد، وأن تاريخ عمري قد بدأ الآن، أو منذ أيام قليلة، لحظة نهاية الكابوس ورحيل نظام الأسد.. يستحق هذا الشعب أن يعيش ويفرح ويجعل من عيده هذا عيدين”.
أما محمد الجبان فقال لـ”العربي الجديد”:” كنت آمل أن أستلم راتبي الشهري قبل رأس السنة، وأن أفرح وعائلتي كما الكثير من الناس، ولكن غلاء المواد اللازمة وقف حائلاً بين العديد من الناس وبين الاستمتاع بهذا العيد الاستثنائي”.
وبالرغم من تراجع الأسعار في بعض المواد الغذائية، والاحتياجات المنزلية، فإن الاحتياجات أكبر من قدرة الكثيرين، وفق مواطنين تحدثوا مع “العربي الجديد”، فمعظم الناس بحاجة ماسة للمازوت من أجل التدفئة وهذا لم يتراجع سعره عن 14 ألف ليرة لليتر الواحد، وما زالت جرة (قنينة) الغاز تتراوح بين 250 ألف ليرة في البطاقة الإلكترونية و600 ألف ليرة لدى البيع الحر.
وأشار كثيرون إلى استمرار غياب الرقابة عن التجار. وفي الجنوب السوري حيث غابت الرقابة التموينية عن تجار المواد الغذائية والخضار والألبسة وغيرها، لأكثر من عشرة سنوات، رصدت “العربي الجديد” اختلافاً كبيراً في أسعار معظم المواد الغذائية، وغلاء يصل إلى ضعف أسعار المادة نفسها عنها في دمشق أو في محافظة أخرى.
وقال عماد الظاهر من أهالي السويداء: “استطاع تجار الجملة في المدينة، فرض الأسعار التي تناسبهم على جميع الواردات من خارج المحافظة وحتى على المنتجات المحلية، وذلك لأسباب غياب الرقابة من جهة، والجشع الذي لازم معظم التجار، ولهذا نجد الفوارق الكبيرة في أسعار جميع المواد بين السويداء والأماكن الأخرى، وكذلك فوارق كبيرة في الجودة، وهذه تبدأ من أكثر المواد استهلاكاً، مثل الألبان والأجبان، مروراً بالخضراوات والفواكه، وصولاً إلى جميع الاحتياجات والمستلزمات المنزلية”.
وأضاف الظاهر: “في أقل تقدير، نجد أن التاجر العادي في السويداء يبيع معظم المواد على أسعار الدولار، قبل أن يتراجع ثم يرفع الأسعار مع ارتفاع سعر الدولار، وهذا ينطبق على البندورة (الطماطم) والخيار فيتراوح سعرهما بين 8 و11 ألف ليرة، ضعف السعر في دمشق، كما ينطبق على أسعار المكسرات والموالح التي يزيد الكيلو منها ذو الجودة المتوسطة عن 65 ألف ليرة، وبالرغم من أن جميع أهالي المحافظة ينتظرون أعياد رأس السنة ويحضرون لها، فإن ارتفاع الأسعار يزيد من الأعباء، ويحرم الكثير من الناس من فرحة هذه المناسبة”.
بدوره، قال ماهر الحلبي، الذي التقت به “العربي الجديد” أثناء جولة ميدانية في أسواق السويداء: “أعمل موظفاً ولم أستلم راتبي الأخير لذلك لم أشتر شيئاً للاحتفال برأس السنة، ونتمنى أن تفي الحكومة الجديدة بوعودها بتحسين الراتب شرط ألا يحدث تضخم في السوق”.
لكن الموارد المالية الشحيحة لدى الكثيرين، كان لها دور في إظهار حالة من الرواج لدى أنشطة عدة في سورية، ومنها المقاهي والمطاعم. وفي اللاذقية، أعرب جورج مستو، عن أمله في حياة أفضل في سورية، متمنياً إعادة إعمار البنية الاقتصادية، وعودة النشاط إلى مختلف الأنشطة الصناعية والإنتاجية.
يحمل السوريون إرثاً بالغ الثقل من الدمار الواسع الذي خلفته حرب النظام على الثورة على مدار 14 عاماً. واقع محبط يلف الاقتصاد بجميع قطاعاته، رغم الآمال الواسعة في إزالة مخلفات هذا الدمار، وإعادة إعمار البلاد، حيث ينظر كثيرون إلى أن 2025 بداية الانطلاقة ونفض الغبار.
دور محوري لمصرف سورية المركزي في تتبع أموال النظام السابق/ دمشق/ 9ديسمبر2024(Getty)
وبلغ إجمالي الخسائر التي لحقت بالاقتصاد السوري نحو 530 مليار دولار، وفق “المركز السوري لبحوث السياسات”، بينما تقدره لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) بنحو 400 مليار دولار. وتجلي التدمير الذي لحق بالقطاع الصناعي، في تراجع الإنتاج والصادرات، وأثر في مستوى العرض بالأسواق، بعد تهديم المنشآت الصناعية، خاصة في عاصمة سورية الاقتصادية حلب، لتبلغ الخسائر في الإنتاج نحو 80 مليار دولار. كما تقدر خسائر قطاع النفط بنحو 115 مليار دولار، لتعد الأكبر والأكثر تأثيراً بسورية واقتصادها. وتشير تقارير دولية إلى أن سورية بحاجة إلى أكثر من 800 مليار دولار لإعادة الإعمار.
—————————-
تونس والإدارة السوريّة الجديدة… بين التريّث والحذر
الأربعاء، ١ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٥
في حين سارعت دول عربية وحتى غربية عديدة لمدّ قنوات الاتصال مع ما بات يعرف بالإدارة السورية الجديدة، لا زالت تونس تلزم الصمت حيال من يحكمون دمشق.
ورغم أن التطورات الأخيرة في سوريا باتت من المواضيع الرئيسية التي تشغل الأوساط السياسية والإعلامية وحتى الشعبية في تونس، خصوصاً مع ارتفاع وتيرة الحديث عن المخاوف من عودة المقاتلين التونسيين من هناك، لا موقف رسمياً بعد.
ولم تصدر تونس إلّا بيانين في خصوص ما يحدث في سوريا، الأول كان قبل إسقاط النظام بأيام ندّدت فيه بما وصفته بـ”الهجمات الإرهابية” التي استهدفت شمال البلد”، والثاني بعد يوم من إسقاط النظام دعت فيه إلى “ضرورة تأمين سلامة الشعب السوري والحفاظ على الدولة السورية دولة موحّدة كاملة السيادة بما يحميها من خطر الفوضى والتفتيت والاحتلال”.
الخارجيّة التونسيّة
وعبّرت الخارجية التونسية في بيانها، عن رفضها لأي “تدخل أجنبي في شؤون سوريا”، مذكرة “بموقفها الثابت المتعلّق بضرورة التفريق بين الدولة، من جهة، والنظام السياسي القائم داخلها، من جهة أخرى”، معتبرة أن “النظام السياسي شأن سوري خالص يختاره الشعب السوري صاحب السيادة، فهو وحده الذي له الحقّ في تقرير مصيره بنفسه بمنأى عن أي شكل من أشكال التدخل الخارجي”.
ودعت تونس “كافة الأطراف السورية إلى التلاحم وتغليب المصلحة العليا للبلاد من أجل الحفاظ على أمن الوطن واستقلاله وسلامته واستقراره وتأمين انتقال سياسي سلمي يحفظ الدولة واستمراريتها ويُلبّي تطلّعات الشعب السوري وحده”.
في المقابل، التقى وزير الخارجية التونسي محمد علي النفطي في مصر خلال الأسبوع الماضي نظيره المصري ناقشا خلاله التطورات في سوريا.
وهذا هو التحرك التونسي الوحيد في خصوص الملف السوري منذ تطور الأحداث هناك وانتهائها بإسقاط النظام.
انسجام وحذر
ويقول المتحدث الرسمي باسم حزب التيار الشعبي (قومي) محسن النابتي إن عدم مسارعة تونس للاتصال بالقيادة السورية الجديدة يأتي في إطار انسجام مواقفها، موضحاً في تصريح لـ”النهار” أن تونس لا يمكنها اليوم التسرع والتواصل والتنسيق مع من وصفتهم قبل أيام بـ”الإرهابيين”. ويتابع: “هذا ليس توصيفاً تونسياً بل هو تصنيف دولي للجماعات المقاتلة التي قادت الأحداث الأخيرة”.
ويرى النابتي أن تونس فضلت التعامل بحذر مع ما يحدث في سوريا، “لأن توجهات وسياسات الإدارة الجديدة في سوريا ليست واضحةً بالنسبة إليها وتحوم حولها الكثير من الشكوك”.
وقي تقديره فإن تونس ككل الدول العربية وخصوصاً دول شمال أفريقيا تتابع بحذر التطورات الأخيرة لأنها تخشى ارتداداتها الأمنية عليها، و”هناك المئات من التونسيين الذين انتموا إلى تنظيمات إرهابية ولا يعرف ما هو مصيرهم بعد إسقاط النظام وهذا الأمر يدعو إلى القلق والحذر”.
ويضيف: “لا نعرف بعد مدى قدرة أو رغبة الجولاني في السيطرة على التنظيمات المسلحة التي ارتكبت أعمالاً إرهابيةً بلغت ارتداداتها حتى تونس التي شهدت عمليات اغتيال ثبت تورّط هذه الجماعات فيها”.
وكان الأمين العام لحزب التيار الشعبي محمد البراهمي الذي اغتيل في تموز (يوليو) 2013 أحد ضحايا هذه العمليات أيام حكم الإسلاميين وتنامي نفوذ التيارات الإرهابية.
ووفق النابتي فإن التغيير السياسي في سوريا فجّر تنافساً بين قوى إقليمية لها أطماع في منطقة شمال أفريقيا ولها مواقف معادية لتونس، ويقول: “هذا يزيد من حذر الدولة التونسية، وهنا أتحدّث عن تركيا التي تسعى إلى توسيع نفوذها في ليبيا ولها موقف من مسار 25 تموز خصوصاً وأنه أزاح الإسلامي السياسي حليفها في المنطقة”.
ويضيف: “تركيا تلعب دوراً كبيراً في ما يحدث في سوريا وتحاول أن تكون المستفيد الأبرز منه، وهي على علاقات وطيدة مع حكومة الدبيبة التي سارعت للتواصل مع الجولاني، وهذا ما على تونس الانتباه له”.
ويرى أن تونس مدعوّة لتنسيق مواقفها مع دول المنطقة وخصوصاً الجزائر ومصر التي عاشت أحداثًا مشابهة أيام حكم الإسلاميين.
ويلفت إلى أن علاقات تونس بسوريا في العموم هي علاقات محدودة سواء على المستوى الاقتصادي أو حتى السياسي، وتونس ليست دولة جوار وقد ظلت العلاقات مقطوعة بين البلدين لأكثر من 10 سنوات، لذلك فالأهم اليوم وضع إجراءات أمنية استباقية” على حدّ تعبيره.
هواجس مشروعة
وقالت تقارير محلية إن سفير سوريا الجديد في الدوحة استقبل ممثلاً عن حركة النهضة في قطر خلال الأيام الماضية ما اعتبره بعض المراقبين مؤشراً محتملاً لموقف الإدارة السورية الجديدة من تونس.
ويقول المحلل السياسي خليل الرقيق لـ”النهار” إن ما حدث في سوريا أحيا آمال الإسلاميين في تونس وفي كلّ الدول التي مرّ منها الربيع العربي بإمكانية حدوث ربيع عربي جديد يعيدهم وأنصارهم للحكم.
ويعتبر أن هناك قلقاً وحساسية شديدة في تونس من الإسلام السياسي الذي لا زال التونسيون يستحضرون ذكريات حكمه.
ويرى في تصريح لـ”النهار” أن الموقف التونسي كان متمايزاً منذ البداية وتنبه لأن ما يحدث في سوريا ليس مجرد تغيير سياسي واستبدال لنظام الحكم بقدر ما هو زلزال قد يغير خريطة المنطقة.
وفي تقدير المتحدث فإن موقف تونس كان واضحاً “فقد اختارت النأي بنفسها عمّا يحدث هناك، معتبرة أنه شأن داخلي ما يعني أنها ليست في وارد التصادم مع أي سلطة قد تظهر، مشددة في الآن نفسه على وحدة سوريا وترابها”، لكنه يرى أن الهواجس التونسية تظل مشروعةً لأن السلطة الجديدة هي إنتاجات قوى طريدة دولياً وهذا ما يجعل من الانتظار قبل إصدار أي مواقف “موقفاً رصيناً”.
ويقول إن أغلب الدول التي سارعت للتواصل مع الإدارة الجديدة أرسلت وفوداً أمنيةً لأن هناك العديد من علامات الاستفهام حول المسؤولين الجدد ونواياهم “باستثناء تركيا وقطر، راعيتي الإسلام السياسي بكل تمظهراته العقائدية والجهادية”.
النهار العربي
——————————
مئات السوريين يستقبلون في ساحة الأمويين بدمشق العام الجديد يحدوهم “الأمل“
الأربعاء، ١ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٥
استقبل مئات السوريين في ساحة الأمويين بدمشق ليل الثلاثاء-الأربعاء، على وقع المفرقعات والأغاني الثورية، سنة 2025، يحدوهم “الأمل” بأن يحمل لهم أول عام يشهدونه منذ خمسة عقود من دون حكم آل الأسد غدا أفضل.
وعند منتصف الليل، سمع مراسل وكالة “فرانس برس” دويّ أعيرة نارية في الهواء فوق جبل قاسيون المشرف على دمشق بينما أضاءت سماء العاصمة المفرقعات والألعاب النارية.
وتحت أعلام الثورة أطلق جمع من الأطفال العنان لأصواتهم، مردّدين هتافات من بينها “تحيا سوريا، سقط الأسد”، في إشارة إلى سقوط الرئيس بشار الأسد الذي أطاح بنظامه تحالف فصائل إسلامية معارضة في 8 كانون الأول (ديسمبر).
وفي شوارع العاصمة السورية حيث أقيمت احتفالات في أجواء ودية، سيّر عناصر من قوات الأمن بالزيّ العسكري دوريات، حاملين بنادقهم على أكتافهم، وقد لوّح بعضهم بعلم الثورة.
وفي ساحة الأمويين، كانت أعلام الثورة بألوانها الأبيض والأسود والأخضر ونجومها الحمراء، ترفرف في كل مكان، ولا سيّما من السيارات التي واصلت التوافد على وسط العاصمة رغم الازدحام المروري.
وقبل شهر واحد فقط، لم يكن من الممكن تصوّر رؤية هذا العلم يرفرف في قلب العاصمة الذي كانت تسيطر عليه قوات الأسد بقبضة من حديد.
وفي ساحة الأمويين تردّدت أغنية “ارفع راسك فوق، أنت سوري حر” التي باتت أشبه بالأغنية الرسمية للثورة.
وقال للوكالة قاسم القاسم، وهو سائق سيارة أجرة يبلغ من العمر 34 عاما، “في كل عام، كنّا نكبر عشر سنوات”، في إشارة إلى الظروف المعيشية الصعبة في بلد يعاني من انهيار اقتصادي.
وأضاف: “لكن مع سقوط النظام تبدّدت كلّ مخاوفنا. الآن لدي الكثير من الأمل. كلّ ما نريده الآن هو السلام”.
وخلّفت سنوات الحرب الأهلية الـ13 في سوريا أكثر من نصف مليون قتيل.
من جانبها، قالت ليان الحجازي (22 عاما) وهي طالبة هندسة زراعية التقتها “فرانس برس” في ساحة الأمويين، “لم نكن نتوقع أن تحصل مثل هكذا معجزة. اليوم رجعت البسمة إلى وجوه السوريين”.
وأضافت: “نحن نثق بقائدنا أحمد الشرع”، قائد الإدارة الجديدة في البلاد.
وتابعت: “لقد تمكنّا من أن نحصل على حقوقنا. الآن، صار بإمكاننا أن نتكلّم. منذ ثلاثة أسابيع وأنا أنفّس عن غضبي والليلة نفّست عن غضبي. لقد أخرجتُ كلّ ما كان مكتوما بداخلي منذ 14 عاما”.
أما مصممة الأزياء إيمان زيدان (46 عاما) فقالت: “لقد بدأنا السنة بأمل واطمئنان. أنا متفائلة وواثقة بهذه الحكومة الجديدة. مهما حصل سيكون أفضل من قبل”.
————————————
انخفاض ملموس في الأسعار بدمشق وإقبال على الشراء… وارتياح شعبي
وفرة بالمواد الأساسية وسعادة لاختفاء الرشى والإتاوات
موفق محمد
31 ديسمبر 2024 م ـ
المتجول اليوم في أسواق وشوارع العاصمة السورية دمشق يَخَال أنها ليست المدينة التي كانت قبل شهر: انخفاض ملحوظ في أسعار عموم المواد الأساسية، وتوفرها بكثافة، يرافق ذلك تحسن الإقبال على الشراء، بعد أقل من شهر على انهيار نظام بشار الأسد.
واضح هو الارتياح لدى السوريين وتطلعهم إلى مزيد من التحسن في المستوى المعيشي، وكذلك لدى أصحاب المحال التجارية بعد انكماش اقتصادي طال وهدد مصادر أرزاقهم.
أمام واجهة محل لبيع الفَرّوج وساندويتشات الشاورما في حي كفر سوسة بدمشق، يتجمع عدد من الأفراد في انتظار دورهم لتسجيل طلباتهم، وهو مشهد خَفَتَ في السنوات الماضية بسبب ارتفاع الأسعار الخيالي.
يقول مالك المحل، شاهر طرابيشي: «الأوضاع أفضل الآن. الناس كان لديهم همّ وانفرج. كثير من زبائننا كانوا غادروا البلاد بسبب الوضع غير المستقر، وحالياً أرى كثيراً منهم وقد عادوا للشراء من عندنا».
ويؤكد أن حركة البيع تزداد يومياً، وأن مستلزمات الإنتاج (زيت، وفَرّوج، وغاز…) متوفرة، وأن أسعارها انخفضت. ويوضح: «قبل سقوط الأسد كنت أشتري لتر المازوت بـ22 ألف ليرة، واليوم سعره بين 14 و15 ألفاً. أسطوانة الغاز سعة 16 كيلوغراماً سعرها كان مليوناً ونصف، وحالياً 600 ألف. صفيحة الزيت 16 كيلوغراماً كان ثمنها 560 ألفاً، بينما الآن 300 ألف».
ويلفت إلى أن انخفاض تكاليف الإنتاج أدى إلى انخفاض أسعار البيع، فبات سعر الفروج المقلي 115 ألف ليرة، بعد أن كان قد وصل إلى 140 ألفاً، وسعر الفروج النيئ اليوم 55 ألفاً، بينما كان بـ80 ألفاً، يضيف: «ازدادت مبيعاتنا بأكثر من 20 في المائة»، وفق طرابيشي، الذي يأمل أن «تعود أيام زمان عندما كنا نبيع ساندويتشة الشاورما بـ25 ليرة»، في حين أن سعرها اليوم 25 ألفاً.
انخفاض الأسعار، وتحسن الإقبال على الشراء، يلمسهما المستهلك أيضاً لدى أفران صناعة خبز الصمون والكعك والكاتو، فقد انخفض سعر كيلو الخبز إلى 20 ألف ليرة، بعدما كان 30 ألفاً.
وفي ظل ازدحام الزبائن أمام مخبز في منطقة دوار باب مصلى، يصف نبيل الخجا، صاحب المخبز، لـ«الشرق الأوسط»، الأوضاع حالياً بأنها «واعدة»، فقد «وفرت لنا الإدارة الجديدة للبلاد معظم مستلزمات الإنتاج من مازوت وطحين وغيرهما. ووعدونا بتسهيلات أكبر ليصبح الوضع مريحاً أكثر، مثل توفير الكهرباء، ولكنها لم تتوفر حتى الآن، وإذا توفرت فسينخفض سعر الخبز إلى النصف؛ لأن تشغيل المولدات على المازوت يكلفنا شهرياً نحو 700 مليون ليرة، وإذا رفعوا رواتب الموظفين بنسبة 400 في المائة كما أعلنوا، فكل البلاد ستنتعش».
أكثر ما يريح الخجا هو انتهاء ظاهرة إجبار موظفي المالية والتموين والصحة أصحابَ المحال على دفع رشى وإتاوات لهم، ويقول: «الجيد بينهم، وهم قلة، كان يطلب بضعة كيلوغرامات كعك وصمون، لكن أغلبيتهم كانوا يأخذون أيضاً لأقاربهم، والمصيبة أنه كان يأتينا في اليوم 3 أو 4 من موظفي التموين والصحة، ويصر كل واحد منهم على قبض مبلغ يتراوح بين 100 ألف و200 ألف، والحمد الله هذه الظاهرة انتهت كلياً؛ لأن مسؤولين في الإدارة الجديدة نبهوا علينا الاتصال بهم فور حدوث ذلك».
ولم تمنع برودة الطقس السكان والزائرين من التجول في سوق حي الميدان العريق، المعروفة بانتشار أفخر محال صناعة أنواع الحلويات، والتزود بما يرغبون. في أرجاء أحد تلك المحال عُلّق علم الثورة (العلم الجديد) ووُضع على علب الحلويات، وقد بدا السرور على وجه صاحبه مع وجود «عجقة» زبائن لبنانيين لديه. وبعد الانتهاء من تلبية طلباتهم، قال أبو بدر لـ«الشرق الأوسط»: «سوريا ولدت من جديد، وصار إقبال على الشراء، وستعود البلاد إلى أفضل مما كانت عليه. نسبة الإقبال على الشراء ازدادت كثيراً. إخواننا في الدول العربية يأتون حالياً إلى سوريا، والمهجّرون عاد معظمهم».
انخفاض الأسعار ينسحب أيضاً على الخضراوات والفاكهة؛ إذ رصدت «الشرق الأوسط» وصول سعر الكيلوغرام الواحد من الموز إلى 12 ألف ليرة بعدما كان قبل سقوط نظام الأسد بـ30 ألفاً، والبطاطا إلى ما بين 3 آلاف و4 آلاف في حين كانت بـ12 ألفاً، والسكر وصل إلى 9 آلاف بعدما حلق إلى 15 ألفاً.
بالنسبة إلى محمد الحموي، وهو صاحب محل لبيع الخضراوات والفاكهة في بمنطقة الزاهرة، فإن «السبب الرئيسي الذي ساهم في خفض الأسعار هو إزالة حواجز نظام الأسد من الطرق؛ حيث كان عناصرها يجبرون أصحاب سيارات نقل البضائع على دفع إتاوات كبيرة جداً لهم، وهو أمر كان يرفع الأسعار بشكل جنوني».
وأكثر ما ولّد ارتياحاً لدى السكان هو انتهاء عمليات البلطجة والإذلال على الأفران للحصول على الخبز، التي كان يقوم بها شبيحة نظام الأسد. وتقول سيدة أربعينية: «صارت الناس كلها مثل بعضها. صرت آخذ حصتي بأقل من نصف ساعة، وأعامل باحترام».
الوضع الجديد في البلاد، التي كان يعيش أكثر من 90 من سكانها تحت خط الفقر بسبب سياسات النظام المخلوع، لا يروق للبعض؛ إذ يرد صاحب محل في بداية سوق حي الميدان بعد صمت استمر دقائق، لدى سؤاله من قبل مراسل «الشرق الأوسط» إن كانت الأوضاع تحسنت بعد سقوط نظام الأسد، بالدعاء بأن يبعث لي «مين يحكي».
وبعدما كان يجري الحصول على 25 لتر بنزين كل 14 يوماً، مما يجبر صاحب السيارة على شرائه من السوق السوداء بسعر مرتفع (25 ألف ليرة للتر)، باتت بسطات بيع عبوات المادة تنتشر بكثافة في معظم الشوارع الرئيسية بسعر 135 ألفاً للواحدة، ويقول الباعة إن سعتها 9 لترات، أي يبلغ سعر اللتر 15 ألفاً.
وتركت عملية السماح بالتعامل بالدولار ارتياحاً كبيراً لدى السكان، وشهد سعر صرف الليرة السورية أمامه تحسناً ملحوظاً؛ إذ سجّلت 13500 مقابل الدولار للشراء، و13635 للبيع في «مصرف سوريا المركزي»، في حين وصلت الليرة في السوق الموازية إلى 12500 لكل دولار للشراء، و13000 للبيع، وفق عدد من التطبيقات.
——————————–
وثائق “جديدة” تكشف مقتل المئات في سجون “الأسد“
الحرة – واشنطن
01 يناير 2025
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إنه حصل على وثائق جديدة تثبت وفاة 786 مواطنا تحت التعذيب والإهمال الصحي في سجون نظام بشار الأسد.
ووفقا للمرصد، فإن العدد الإجمالي للضحايا، ارتفع إلى 63411 شخصا.
واعتبر المرصد هذه الوثائق “دليلا دامغا” على إجرام ووحشية وفظاعة الانتهاكات التي تعرض لها السوريون في حقبة النظام المخلوع.
وبحسب المرصد فإن “الوثائق الرسمية المستخرجة من مراكز الاحتجاز، تبرز حجم الجرائم المروعة والانتهاكات الجسيمة التي تعرّض لها المعتقلون، مما يجعل محاسبة المسؤولين عن هذه الفظائع واجبا إنسانيا واخلاقيا، لا يقبل التأجيل”.
وبذلك، يرتفع تعداد الذين وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتلهم تحت وطأة التعذيب داخل المعتقلات الأمنية التابعة للنظام السوري خلال عام 2024، إلى 14625 شخصا.
عقب سقوط نظام بشار الأسد بسوريا في الثامن من ديسمبر الجاري، شنت السلطات الجديدة في البلاد حملة من الملاحقات الأمنية ضد العديد من الشخصيات المتهمة بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات إنسانية مما أدى إلى مقتل بعضهم واعتقال آخرين.
وفي الثامن من ديسمبر 2024، اسدل الستار على حكم آل الأسد الذي استمر لأكثر من 5 عقود، بعد أن شنت فصائل المعارضة السورية هجوما أدى إلى إسقاطه وفرار رأس النظام بشار الأسد إلى روسيا.
وبعد نزاع مدمر استمر أكثر من 13 عاما، تواجه الإدارة السورية الجديدة مهمة صعبة تتمثل بفرض الأمن وبحماية الدولة متعددة الطوائف والأعراق.
ومنذ وصولها إلى دمشق، تبنت السلطات الجديدة خطابا وصف بـ”المعتدل” لكن شكوكا كبيرة طالت هذا الخطاب، خاصة مع التاريخ الذي عرف به زعيم سوريا الجديد أحمد الشرع المعروف باسم “أبو محمد الجولاني”.
الحرة – واشن
——————————–
“محادثات إيجابية”.. أحمد الشرع يلتقي وفداً من “قسد” في دمشق
2025.01.01
التقى قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، مع وفد من “قوات سوريا الديمقراطية”، أول أمس الإثنين، في أول محادثات يجريها الشرع مع “قسد” منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول مطلع قوله إن الشرع أجرى محادثات مع وفد من قيادات “قسد”، مشيراً إلى أن “المحادثات كانت إيجابية”.
وذكر المصدر أن الاجتماع “كان لقاءً تمهيدياً لوضع أساس للحوار المستقبلي”، مضيفاً أنه “تم الاتفاق على مواصلة اللقاءات للوصول لتفاهمات مستقبلية”.
وأشار مصدر الوكالة الفرنسية إلى أن “الأجواء كانت إيجابية”، لافتاً إلى أنه “سيكون هناك لقاءات مستقبلية، مع تكثيف الحوارات والاجتماعات في المستقبل”.
والأحد الماضي، أكد أحمد الشرع أن الإدارة السورية الجديدة ستفتح مفاوضات مع “قوات سوريا الديمقراطية”، موضحاً أنها ستكون “وفقاً لشروط وضوابط”.
وقال الشرع إنه “ينبغي ان يكون السلاح بيد الدولة فقط، ومن كان مسلحاً ومؤهلاً للدخول في وزارة الدفاع سنرحب به في وزارة الدفاع”، محذراً من أنه “وفق هذه الشروط والضوابط نفتح حواراً تفاوضياً مع قسد ونترك لحالة الحوار لربما نجد حلاً مناسباً”.
من جانبه، سبق أن أكد قائد “قسد”، مظلوم عبدي، استعداد قواته لحل نفسها والاندماج في الجيش السوري الجديد، لكن بعد الاتفاق على “صيغة مناسبة”.
وفي حوار مع صحيفة “الشرق الأوسط”، قال عبدي “لا نبحث عن تقسيم سوريا، ومستعدون للعب دورنا في البناء والمشاركة في الحكومة التي ستدير البلاد”، مضيفاً أن “سوريا شهدت الكثير من إراقة الدماء، وندعو اليوم بشكل عاجل إلى حوار كامل ومباشر لتحقيق عصر من السلام والأمن حتى تتمكن سوريا من المضي قدماً وإعادة البناء”.
———————————
الأمم المتحدة تحذّر: سوريا ما تزال تواجه تهديداً ثلاثي الأبعاد
2025.01.01
حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” من أن سوريا ما تزال تواجه “تهديداً ثلاثي الأبعاد”، يتمثل في انعدام الأمن وأزمتين اقتصادية وإنسانية.
وفي تقرير له بشأن الوضع في سوريا، قال “أوتشا” إن الأعمال العدائية وانعدام الأمن ما يزالان يؤثران على مناطق في جميع أنحاء سوريا، بما في ذلك محافظات حلب ودير الزور وحماة وحمص واللاذقية والقنيطرة وريف دمشق وطرطوس.
وذكر التقرير أن هناك زيادة ملحوظة في معدل الجريمة، بما في ذلك عمليات الاختطاف، التي لوحظت في أجزاء من حلب والمناطق الساحلية خلال الأسبوع الماضي.
وأضاف أن نقاط التفتيش الجديدة في حمص قيدت الحركة، مما حد من الوصول إلى المرافق الإنسانية مثل المساحات الصديقة للأطفال.
وبسبب الوضع الأمني المتقلب، قال “أوتشا” إن العمليات الإنسانية ما تزال معلقة في مناطق من محافظات حلب ودير الزور واللاذقية وطرطوس، كما توقفت مؤقتاً شحنات المساعدات الإنسانية من دمشق إلى مدينة القامشلي في محافظة الحسكة.
أزمتان اقتصادية وإنسانية
وفضلاً عن انعدام الأمن المستمر، أشار شركاء الأمم المتحدة إلى مخاوف متزايدة بشأن السيولة المالية، وتدهور الخدمات العامة، بما في ذلك المياه والكهرباء، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والنقل.
ومع ذلك، قال “أوتشا” إن هناك انخفاضاً ملحوظاً في أسعار السلع الغذائية، على الرغم من أن توفر الخبز ما يزال منخفضاً في مدينة حلب وغربها، في حين ما تزال بعض المخابز خارج الخدمة في محافظة دير الزور.
وأشار مكتب التنسيق الأممي إلى أن المخابز في هذه المناطق تتطلب إصلاحات وصيانة عاجلة للعمل بكامل طاقتها، فضلاً عن المدخلات الأساسية مثل الدقيق لزيادة الإنتاج.
وشدد “أوتشا” على أن هناك حاجة ملحة لإعادة تأهيل البنية التحتية في سوريا، بما في ذلك الطرق والشبكات الكهربائية ومرافق الخدمة العامة في جميع أنحاء البلاد.
ولفت مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي إلى أن قرىً في جنوبي إدلب وشمالي حماة وغربي حلب تعرضت لأضرار جسيمة، نظراً لقربها من خطوط المواجهة السابقة، في حين ما يزال سد تشرين غير صالح للاستخدام، منذ تعرضه لأضرار في 10 كانون الأول بسبب الأعمال العدائية، مما أدى إلى حرمان نحو 413 ألف شخص في منبج وكوباني من المياه والكهرباء.
—————————-
السويداء: مجموعات مسلّحة تمنع الأمن العام من الدخول
الأربعاء 2025/01/01
منعت مجموعات محلية مسلّحة في السويداء، رتلاً من الأمن العام والوحدات الشرطية في الإدارة السورية الجديدة، من الدخول إلى المحافظة، وذلك في وقت تعاني منه السويداء من تفلت أمني ووجود فصائل مختلفة التبعية، بعضها كان يتبع للأفرع الأمنية على عهد النظام المخلوع.
عودة الرتل
وأفادت مصادر متابعة لـ”المدن”، بأن رتلاً ضم عشرات السيارات عاد أدراجه ليل الثلاثاء، إلى مدينة دمشق، بعدما منع مقاتلون محليون من السويداء دخوله إلى المحافظة، موضحةً أن الرتل كان يهدف إلى بسط الأمن وتفعيل الوحدات الشرطية أسوة بباقي المحافظات السورية.
وقالت شبكة “السويداء 24” إن تعميمات وصلت لغرفة العمليات المشتركة في السويداء، عن دخول رتل عسكري كبير “مجهول التبعية” إلى المحافظة، في وقت متأخر ليل الثلاثاء، مشيرةً إلى أنه أتى “من دون أي تنسيق مسبق مع الفصائل المحلية في المحافظة”، والتي استنفرت بدورها ونصبت حواجزاً على طريق دمشق- السويداء.
لكن مراسلين حربيين في إدارة العمليات العسكرية، قالوا إن الرتل قدم إلى السويداء بالتنسيق بين إدارة العمليات العسكرية وممثلين عن محافظة السويداء، إلا أن بعض الأشخاص قاموا بإيقاف الرتل المؤلف من 15 سيارة، ومنعوه من الدخول.
وعقب ذلك الإشكال، تواصلت الإدارة العسكرية مع قائد “تجمع أحرار الجبل” في السويداء، الشيخ سليمان عبد الباقي، والذي “اعتذر عن الإشكال الحاصل”، بينما تفهم الرتل ذلك وعاد أدراجه إلى دمشق، ريثما يتم تنسيق الدخول بشكل أفضل لداخل المحافظة، حسب المراسلين.
من منع الرتل؟
وقال ناشطون إن معظم الذين منعوا رتل إدارة العمليات العسكرية من الدخول، كانوا ضمن مجموعات تتبع للأجهزة الأمنية في النظام المخلوع، بينما قال آخرون إن التنسيق كان مع عبد الباقي لدخوله، دون الرجوع إلى باقي المجموعات المحلية.
إلا أن عبد الباقي نفى ذلك بشكل قاطع، وقال في بيان اليوم الأربعاء، إن مجموعات محلية من السويداء طلبت منه التواصل مع رتل إدارة العسكرية للانسحاب، للحؤول دون حصول احتكاك أو صدام معهم، وريثما يتم التنسيق للدخول على مستوى المحافظة.
وأكد عبد الباقي أن الرتل عاد “بكل احترام” و”تفهم الأمر بكل محبة”، ونقل عنهم قولهم إن “همنا تفعيل الوحدات الشرطية والضابطة العدلية وآمن واستقرار السويداء وبطلب من الأهالي”.
ومنذ إطاحة إدارة العمليات العسكرية بالنظام السوري، لم تدخل قواتها إلى السويداء، بينما زارها عدد من الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السورية، والتقوا مع عدد من الشخصيات ضمنهم الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري.
————————————
إدلب: محافظة همشها نظام الأسد طويلاً.. واحتضنت الثورة ضده!/ مصطفى الدباس
الأربعاء 2025/01/01
طوال العقد الماضي، اقتصر حضور الإعلام في محافظة إدلب على الإعلام السوري البديل والناشطين المحليين، الذين نقلوا أخبار النازحين في مخيمات اللجوء وقصف النظام الهمجي والعلاقة بين المجتمع المحلي والسلطات القائمة والفصائل المسلحة مغ غياب شبه تام للإعلام العربي والغربي. وامتد ذلك ليشمل حتى الأفراد العاديين في مناطق النظام من صحافيين ومؤثرين فرض عليهم النظام النظر إلى إدلب كثقب أسود على الخريطة بوصفها “جيباً للإرهابيين”.
وبعد سقوط النظام في كانون الأول/ديسمبر الماضي، برزت إدلب بوصفها المدينة التي تحدت النظام منذ بداية الثورة، كرمز للحرية والصمود، فيما انزاحت التغطية عنها جزئياً للحديث عن المدن الأكبر في البلاد كدمشق وحلب، ليبرز سؤال عن إمكانية استعادة المدينة التي طالما تم تهميشها وتشويهها لعقود، مكانتها المستحقة في التاريخ السوري، أم ستظل في ظلال التهميش؟
وتحت حكم حافظ وبشار الأسد، واجهت إدلب تهميشاً منهجياً، حيث تم تجاهل مشاريع البنية التحتية، ولم تستثمر في المحافظة، ووصلت الخدمات الأساسية متأخرة بعقود. على سبيل المثال، لم يتم إدخال خطوط الهاتف إلا في أوائل الألفية الجديدة. كما منع المزارعون من حفر الآبار، ما أدى إلى تضرر الزراعة، وهي العمود الفقري لاقتصاد إدلب. بالإضافة إلى ذلك، منذ العام 2012، قطع النظام الكهرباء وخدمات الاتصال والإنترنت عن المدينة كعقوبة لسكان المدينة لمشاركتهم في الثورة واحتضان فصائل المعارضة، في محاولة لزيادة عزلتها ومعاناة سكانها. كما عانى القطاع التعليمي في ريف إدلب من نقص حاد في المدارس حتى قبل الثورة، حيث كانت المدارس الثانوية محدودة للغاية، ما أجبر العديد من الطلاب على السفر لمسافات طويلة تصل إلى ساعة أو أكثر يومياً لمواصلة تعليمهم، في ظل بيئة تنعدم فيها البنية التحتية المناسبة، ومنهم من كان يضطر إلى الذهاب إلى حلب المجاورة مثلاً.
وواجه أهالي إدلب الذين انتقلوا إلى دمشق مثلاً تمييزاً منهجياً. فغالباً ما تم حرمان العائلات من حق تسجيل الوثائق المدنية محلياً، ما أجبرهم على السفر إلى إدلب للحصول على الأوراق الأساسية. ورغم أن شهادات ميلادهم كانت في دمشق، إلا أن بعضهم لم يتم تسجيله كأهالي دمشق، وكتب على هوياتهم أنهم من إدلب، وهو تمييز واضح يعكس سياسات النظام الممنهجة لإقصائهم. خلال الثورة، تضاعف هذا العزل حيث تعرض أهالي إدلب لاتهامات بالإرهاب والتطرف، وواجهوا معاملة غير إنسانية على حواجز النظام، تضمنت الإذلال اليومي وتضييقاً على حركتهم ومعيشتهم.
واستغل النظام الصراع لتغيير التركيبة السكانية في إدلب عبر عمليات التهجير القسري. ونقلت عائلات من مناطق محاصرة في سوريا إلى إدلب، بينما تم تهجير السكان الأصليين قسراً إلى أماكن أخرى. كانت هذه السياسات تهدف إلى خلق تغييرات ديموغرافية تخدم مصالح النظام السياسية والطائفية. هذه الاستراتيجية عمقت الانقسامات الاجتماعية وأثقلت كاهل الموارد المحدودة في المحافظة التي اعتبرها نظام الأسد المخلوع بأنها من المناطق غير المفيدة في خريطة سوريا المفيدة التي حددها.
ولم تولد معارضة إدلب للنظام العام 2011. خلال حكم حافظ الأسد، عرفت المحافظة بمعارضتها منذ وقت طويل، ما أدى إلى قمع وحشي في ثمانينيات القرن الماضي. واستمرت تلك المعارضة في عهد بشار، وبلغت ذروتها بدورها المحوري في الثورة. ورد النظام بالدعاية، متهماً إدلب وأهلها بالإرهاب والتخلف، ما عزز وصمة العار التي مازالت قائمة حتى اليوم. وحتى الإعلام السوري، بما في ذلك بعض الإعلاميين المحسوبين على النظام السابق، لم يسلم من هذا النهج، حيث وصفوا أهالي إدلب أحياناً بالهمجية والتخلف، في استمرارية للصور النمطية التي زرعها النظام عن سكان المحافظة.
وعلى عكس الصورة التي رسمها النظام، تتمتع إدلب بتراث ثقافي غني يجسد تاريخها العريق. كانت مدينة معرة النعمان، الواقعة في المحافظة، منارة للمعرفة والحضارة لقرون، واشتهرت بمكتباتها ومعالمها الأدبية التي تركت بصمة في الثقافة العربية والإسلامية. إلى جانب ذلك، يزخر ريف إدلب بالمواقع الأثرية التي تعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية، والتي تمثل شاهداً على عظمة هذه المنطقة عبر التاريخ.
وجبل الزاوية، على وجه الخصوص، يعد من أبرز المناطق الأثرية في المحافظة، حيث يحتوي على مدن أثرية مهجورة مثل البارة وسرجيلا، التي تضم معابد وكنائس ومنازل تعود إلى القرون الميلادية الأولى. رغم القيمة التاريخية لهذه المواقع، تعرضت للإهمال المستمر من قبل النظام، ما أدى إلى تدهور حالتها وزيادة تعرضها للتخريب والنهب. هذا التجاهل يعكس استراتيجية النظام في تهميش الهوية الثقافية للمحافظة.
ولعبت النساء في إدلب دوراً محورياً خلال الثورة، حيث قدن جهوداً إنسانية، وعملن كمسعفات ومعلمات في ظروف قاسية، كما وشاركن في نقل الحقيقة عبر الإعلام. وأصبحت المرأة رمزاً للصمود والإصرار، متحدية القيود المجتمعية وظروف الحرب القاسية. من الأمثلة البارزة على ذلك، رحاب برني، المتطوعة من جسر الشغور، التي انضمت إلى “الخوذ البيضاء” بعد أن شهدت معاناة الجرحى والعالقين تحت الأنقاض نتيجة القصف، متجاوزة التحديات المجتمعية لتقديم المساعدة للمحتاجين. كذلك، وثائقي “قصصها” ألقى الضوء على نساء مثل ملكة من حلب، التي عملت كممرضة في مستشفيات المدينة منذ العام 2007 وواجهت مخاطر الموت نتيجة القصف واستهداف المراكز الطبية.
وتأثرت الأجيال الشابة في إدلب بشكل كبير بالنزوح ونقص التعليم، حيث يعاني الأطفال من انقطاع متكرر عن الدراسة وتدهور البنية التحتية التعليمية. رغم ذلك، يبرز الشباب كأمل لمستقبل إدلب، حيث انخرطوا في مشاريع صغيرة ومبادرات تعليمية محلية لإعادة بناء مجتمعهم ولكنها لم تكن كافية لاستيعاب الكم الكبير من النازحين إليها من كل المناطق في سوريا، كحمص وريف دمشق ودرعا وغيرها من المناطق.
وجاء تحدي إدلب للنظام بتكلفة باهظة، فتم تدمير قرى بأكملها، وتفرقت الأسر. كل منزل في إدلب يحمل عبء الخسارة، سواء من خلال الموت أو الاعتقال أو النزوح. ترك القصف المتواصل للنظام ندوباً ستستغرق أجيالاً لتلتئم. وفي الوقت نفسه، يعيش عشرات الآلاف من النازحين في مخيمات تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، حيث يعانون من ظروف مأساوية تشمل نقص الغذاء والماء والرعاية الصحية. ورغم ذلك، فإن تغطية الإعلام لهذه المعاناة تكاد تكون معدومة، حيث ينصب التركيز غالباً على مدن كبرى مثل دمشق، أو على شخصيات عامة مثل الممثلين السوريين، بينما تهمش قصص هؤلاء النازحين الذين فقدوا كل شيء.
وتعبر أوضاع المخيمات في إدلب عن مأساة مستمرة، وانتشرت مئات الصور لمخيمات تغرق في مياه أمطار الشتاء وخيام تتهاوي بشكل سنوي تحت تأثير الثلوج، كان آخرها خلال العام الفائت عندما قتل رضيع تحت الثلج عندما انهارت الخيمنة على رؤؤس النائمين، لكن التغطية بخصوصهم هذا العام تكاد تكون معدومة. وتفتقر المخيمات إلى خدمات الصرف الصحي، والكهرباء، والرعاية الطبية، ما يجبر العديد من الأسر على مواجهة الفقر المدقع وحالات الزواج المبكر بين الفتيات انتشرت نتيجة للظروف الاقتصادية، ما يضيف مزيداً من الألم لهذه المجتمعات. ورغم هذه المآسي، مازالت المخيمات تتلقى اهتماماً محدوداً من الإعلام والمجتمع الدولي.
وغالباً ما يتم تجاهل قصة إدلب أو تحريفها في الإعلام، حيث رسمت دعاية النظام المخلوع صورة للمدينة كمعقل للتطرف، بينما اختزلت التغطية الدولية سرديتها إلى معاناة وصراع. حتى بعد الثورة، اقترب صانعو المحتوى من معاقل النظام من قصة تعافي إدلب بتعال، معربين عن دهشتهم من تقدمها وكأن صمود المدينة كان استثناءً.
ورغم عقود التهميش وسنوات الصراع، أظهر أهل إدلب صموداً مذهلاً. من خلال جهودهم الشعبية، بدأوا في إعادة بناء مدينتهم، وخلقوا مجتمعاً نابضاً يتحدى الصور النمطية المفروضة عليهم. وحصد صانعو المحتوى من إدلب جماهير عالمية من خلال توثيق واقعهم بصدق وشجاعة.
وبرز صحافيون مستقلون مثل جميل الحسن الذي وثق معاناة المدينة بصدق وتعاطف، مضيئاً على أصوات أولئك الذين أسكتوا. وكشفت تقاريره عن التمييز الذي واجهه مرضى السرطان من إدلب في مستشفيات النظام، مما أظهر عمق الظلم المنهجي. واحدة من أبرز القصص التي رواها الحسن كانت عن والده، الذي عانى من سرطان عضال وكان يحتاج إلى رعاية طبية مكثفة.
وأثناء تواجده مع والده في “مشفى البيروني” بدمشق، كان يشهد على إخراج بعض المرضى من من غرفهم لإفساح المجال لمريض آخر مرتبط بأشخاص نافذين في النظام، ما يعكس المحسوبية والفساد الذي استشرى حتى في القطاع الصحي. في المقابل، كان صانعو المحتوى في “تيك توك” و”يوتيوب” ومذيعون كانوا يظهرون على الشاشات الرسمية وشبه الرسمية، يزورون إدلب بعد سقوط النظام لتلميع صورتهم بدلاً من الحديث عن هموم الناس في المحافظة، مثلما يجب.
ومع عودة الإعلام العربي والغربي إلى سوريا، كانت التقارير الإعلامية الاحترافية بعيدة عن المحافظة أيضاً، بينما انتشرت وصمة اجتماعية ضد أهالي المدينة في مواقع التواصل، مدفوعة بعقود من الدعاية، حيث كرر كثيرون حديثهم عن مخاوف من أن تصبح إدلب “القرداحة الجديدة”، في إشارة إلى معقل عائلة الأسد في محافظة اللاذقية، نتيجة لدور المحافظة كمعقل للمعارضة المسلحة طيلة سنوات الثورة، بدلاً من الحديث عن المحافظة كمكان دافئ جمع ملايين السوريين من كل أنحاء سوريا طوال أكثر من عقد، كانت فيه المحافظة وأهلها بعيدين عن المناطقية والطائفية في معاملاتهم اليومية.
المدن
—————————-
أول حاكمة للمركزي السوري… بين رمزية التعيين وصعوبة المرحلة/ مهدي الحسيني
الأربعاء 2025/01/01
في تطور يُعد نقطة تحول في تاريخ مصرف سوريا المركزي، تم تعيين الدكتورة ميساء صابرين كأول امرأة تتولى منصب حاكمة مصرف سوريا المركزي. هذا التعيين لا يحمل فقط رمزية كبيرة على صعيد تمكين المرأة في المناصب السيادية، بل يأتي أيضاً في لحظة فارقة تمر بها البلاد عقب سقوط النظام السابق، وفي ظل بيئة معقدة تتطلب إدارة ماهرة وتفكيراً استراتيجياً. تتمتع صابرين بخبرة طويلة في القطاع المصرفي، حيث شغلت مناصب عدة أبرزها النائب الأول لحاكم المصرف المركزي، كما كانت ممثلة المصرف المركزي في سوق دمشق للأوراق المالية، وغيرها من المراكز.
بالتوازي مع هذا التغيير القيادي، أصدر مصرف سوريا المركزي سلسلة من القرارات التي تهدف إلى إعادة هيكلة النظام النقدي. أبرز هذه القرارات كان إلغاء المنصة الإلكترونية (القرار 1683/ل) التي كانت تُستخدم لتسجيل طلبات تمويل الاستيراد. على الرغم من أهدافها النظرية في تنظيم حركة العملات الأجنبية، فإن المنصة عانت من بيروقراطية معقدة وتأخير في الإجراءات، مما أضر بتدفق السلع إلى الأسواق وأدى إلى تصاعد النشاط في السوق الموازية. بدلاً من ذلك، تم تبني آلية جديدة تعتمد على التنسيق المباشر بين المصارف وشركات الصرافة والمستوردين، وهو نهج أكثر مرونة يُسهم في تسريع التمويل وتعزيز الشفافية.
إلى جانب هذا التغيير، تم اتخاذ خطوات لتعزيز الاحتياطي النقدي الأجنبي من خلال إلزام المصدرين والمنشآت السياحية بتحويل جزء من عائداتهم إلى النظام المصرفي (القرار 1684/ل). هذه الإجراءات، التي تتضمن عقوبات صارمة على المخالفين، تهدف إلى الحد من تهريب العملات الأجنبية وضمان استخدامها لدعم الاقتصاد الوطني.
في الوقت ذاته، اتخذ مصرف سوريا المركزي خطوة لافتة تمثلت في إلغاء بعض القرارات التنظيمية التي كانت تُثقل كاهل قطاعات اقتصادية حيوية مثل الطيران والسياحة. هذه القطاعات، التي تُعتبر من أعمدة الاقتصاد الوطني ومن أكثر القطاعات تأثراً بالأزمات المتعاقبة، شهدت تغييرات جذرية من خلال القرارات 1692/ل، 1693/ل، و1694/ل.
القيود على القطاعات
في قطاع الطيران، ألغى المصرف المركزي القيود التي كانت تفرض تنظيمًا صارمًا على إيرادات القطع الأجنبي لشركات الطيران. القرار (1693/ل) أعفى هذه الشركات من القرارات السابقة التي كانت تُلزمها بتحويل جزء كبير من إيراداتها بالعملات الأجنبية إلى المصرف المركزي. هذا الإجراء يهدف إلى تخفيف العبء المالي والتنظيمي عن هذه الشركات، مما يمنحها مرونة أكبر في إدارة عملياتها التشغيلية في ظل بيئة اقتصادية صعبة. من المتوقع أن يُسهم هذا القرار في جذب المزيد من شركات الطيران الأجنبية التي ستُشجّع على إعادة تسيير رحلاتها إلى سوريا، ما ينعكس إيجابيًا على حركة النقل والسياحة الدولية.
أما في قطاع السياحة، فقد جاء القرار (1694/ل) ليفرض إطاراً تنظيمياً جديداً يعكس توازناً بين تعزيز إيرادات الدولة ودعم المنشآت السياحية العاملة. ألزم القرار المنشآت السياحية بتحويل نسبة محددة من عائداتها بالعملات الأجنبية (50%) إلى المصرف المركزي، مع توفير تسهيلات لضمان التزامها دون أن يتسبب ذلك في إرباك أعمالها اليومية. هذه الخطوة تهدف إلى استعادة السيطرة على حركة القطع الأجنبي في هذا القطاع الذي يُعد مصدراً رئيسياً للعملات الأجنبية، خاصة في ظل التوقعات بانتعاش السياحة مع عودة الاستقرار.
القرار (1692/ل) كان بمثابة تتويج لهذا التوجه، حيث ألغى العمل بمنصة “سوا”، التي كانت تُستخدم لتمويل الاستيراد، وأعاد المسؤولية إلى المصارف وشركات الصرافة، في حين كانت منصة “سوا” تعتمد آلية تسجيل طلب التمويل عن طريق إحدى شركات الصرافة المحلية بدلاً من المصارف، ولكنها ظلت مرتبطة بالمنصة المركزية الالكترونية. الهدف هنا هو تقليل البيروقراطية، تسريع عمليات التمويل. مع الإشارة الى انه تم الغاء المنصة الالكترونية بموجب القرار (1683/ل) بسبب عدم فعاليتها في تحقيق الأهداف المرجوة منها، وهي كانت أداة مركزية أنشأها مصرف سوريا المركزي في السابق لتنظيم عمليات تمويل الاستيراد.
سعر الصرف
ومع ذلك، فإن تحديد سعر صرف رسمي قريب من السوق الموازية، رغم أهميته في تقليل الفجوة بين السوقين، يثير مخاوف جدية. مثل هذه السياسات، تتطلب من المصرف المركزي ضخ المزيد من العملة المحلية، مما يؤدي إلى زيادة المعروض النقدي واحتمالية ارتفاع التضخم. هذه الخطوة قد تنعكس سلباً على القوة الشرائية للمواطنين وتؤدي إلى تقلبات جديدة في الأسعار، خاصة في ظل غياب استراتيجية متكاملة لضبط الكتلة النقدية ودعم الاقتصاد الحقيقي.
إضافة إلى التحديات الداخلية، قد تفتح الحدود السورية مع تركيا المجال لتدفق السلع والبضائع التركية بأسعار منخفضة، مما يشكل تهديداً مباشراً للمنتجين المحليين الذين يعانون أصلاً من ارتفاع تكاليف الإنتاج. هذا الوضع يتطلب سياسات حماية للقطاعات الإنتاجية لضمان قدرتها على المنافسة في الأسواق المحلية. في الوقت نفسه، تظل موارد النفط، التي تُعتبر شرياناً اقتصادياً أساسياً، خارج سيطرة الدولة، مما يحرمها من مصدر رئيسي للعملات الأجنبية.
رغم التغيرات السياسية، لا تزال العقوبات الاقتصادية الدولية المفروضة على سوريا تشكل تحدياً كبيراً. هذه العقوبات، التي تختلف في نطاقها وجهاتها المصدرة، تتطلب مفاوضات مكثفة وإجراءات سياسية واقتصادية للتخفيف من تأثيرها واستعادة العلاقات الاقتصادية الدولية.
القرارات الأخيرة أظهرت توجهاً نحو اللامركزية، حيث أصبحت المصارف وشركات الصرافة هي المسؤولة عن الرقابة المباشرة وتنفيذ السياسات النقدية. هذه الاستراتيجية تُخفف العبء عن المصرف المركزي، لكنها تتطلب رقابة صارمة لضمان عدم إساءة استخدام هذه الصلاحيات. ومع ذلك، يظل الإطار التشريعي للسياسة النقدية بحاجة إلى تحديث يتماشى مع المتغيرات الاقتصادية، وهو ما يُشكل تحدياً أمام القيادة الجديدة.
في ظل هذه الظروف، يبقى استقطاب العملات الأجنبية من الخارج عاملاً أساسياً لتحقيق الاستقرار النقدي. تعزيز التحويلات المالية من المغتربين، وتشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر، وإعادة بناء الثقة مع المجتمع الدولي هي أدوات لا غنى عنها لضمان نجاح السياسات الاقتصادية الجديدة.
بالمحصلة، تعيين الدكتورة ميساء صابرين حاكمة للمصرف السوري المركزي يمثل بداية جديدة، لكنه يُحمّلها مسؤولية جسيمة في إدارة مرحلة انتقالية صعبة. القرارات الأخيرة تُظهر منحىً أيجابياً، لكن التنفيذ الفعّال والرقابة المستمرة سيظلان العامل الحاسم لتحقيق الأهداف المرسومة وبناء نظام اقتصادي مستقر ومستدام، في ظل التوجه نحو أقتصاد حر بحسب التصريحات الأخيرة الصادرة عن الحكومة الانتقالية.
المدن
—————————————-
مصادر “المدن”: نحو تأجيل مؤتمر الحوار الوطني السوري
الثلاثاء 2024/12/31
علمت “المدن” أن هناك اتجاهاً لتأجيل عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي كان من المقرر عقده بمشاركة 1200 شخصية سورية، يومي السبت والأحد المقبلين.
وأفادت مصادر خاصة “المدن”، أن التأجيل، يأتي على خلفية انتظار اكتمال توجيه الدعوات واختيار الوفود والممثلين وانتخاب المتحدثين عن كل محافظة ومدينة.
وكانت مصادر متابعة، قالت لـ”المدن”، في وقت سابق، إن شخصيات سياسية ستبدأ بتلقي دعوات لحضور المؤتمر الوطني الشامل، اعتباراً من الثلاثاء، موضحةً أن الدعوات ستشمل نحو 1200 شخصية، بصفتهم الشخصية، ولن يكون هناك دعوات لكيانات أو أحزاب سياسية.
وأضافت أن المؤتمر سيركز على 4 محاور رئيسية، هي:
إعطاء الشرعية لحكومة تسيير الأعمال في سوريا، وتشكيل لجان دستورية تختار لجنة تحضيرية لإعداد الدستور، إضافة لمناقشة العملية السياسية الإدارية المستقبلية في سوريا، كما سيُعلن خلاله حل الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام مع مجلس الشعب.
وأعلن الائتلاف الوطني السوري، أنه سيرفض المشاركة في المؤتمر إذ وجهت الدعوة لأعضائه كأفراد، مشدداً على أنه يريد المشاركة كمؤسسة. يأتي ذلك وسط أنباء عن زيارة رئيسه هادي البحرة سراً إلى دمشق، من دون اطلاع باقي الأعضاء.
وفي تصريحات إعلامية، مساء الاثنين، قال البحرة إنه يتفهم تصريحات الشرع بشأن التعيينات في هذه المرحلة، مشدداً على أن الجمعية التأسيسية التي ستنبثق عن المؤتمر الوطني، يجب أن تكون هي المرجع. كما شدد على أن تكون المرحلة الانتقالية بعيدة عن الطائفية.
مسؤولون أميركيون في دمشق
في غضون ذلك، كشفت سفارة واشنطن في سوريا، اليوم الثلاثاء، عن لقاء مسؤولين أميركيين التقوا مع الإدارة السورية الجديدة، في دمشق.
وقالت إن المسؤولين أكدوا، خلال اللقاء، الحاجة إلى ضمان عملية سياسية شاملة في البلاد، وتمثيل جميع السوريين فيها.
واوضحت السفارة الأميركية، في منشور، عبر حسابها على فايسبوك: “التقى مسؤولون أميركيون مع السلطات المؤقتة في دمشق، وأثاروا الحاجة إلى حماية المواطنين الأميركيين، والتأكد من مصير المواطنين الأميركيين المختفين مثل أوستن تايس ومجد كمالماز”.
وأشارت إلى أن “المسؤولين أثاروا الحاجة أيضًا إلى مواصلة القتال ضد داعش، ومنع إيران من الظهور مرة أخرى في سوريا، وتمثيل جميع السوريين بشكل كامل، وضمان عملية سياسية شاملة”.
وفي منشور آخر، قالت السفارة الأميركية إنه “من الرائع أن نلتقي في دمشق بقادة الأعمال السوريين من الصناعة والمصارف والتكنولوجيا والاستشارات، والاستماع إليهم بشأن التحديات والفرص المتاحة لتنشيط الاقتصاد السوري بعد سقوط نظام الأسد الفاسد”.
وذكر التلفزيون العربي، أن المسؤولين الأميركيين، ناقشوا مع الإدارة الجديدة ضرورة حماية الأقليات، وتشكيل حكومة تمثل الأطياف السورية كافة، وحماية القوميات والعرقيات الموجودة في البلاد ضد أي اعتداءات.
وذكر التلفزيون، أن الولايات المتحدة الأميركية، كانت قد طالبت، الإدارة الجديدة بضرورة حماية جميع الأقليات في سوريا، وتمثيلهم في أي حكومة جديدة قد يتم تشكيلها خلال المرحلة المقبلة.
المدن
———————————————
واشنطن توجه ردأَ صارما للشرع بعد “تصريح الـ4 سنوات“
دعم أميركي مشروط وتحفظات على جدول الشرع الانتقالي
تجديث 01 كانون الثاني 2025
إيلاف من واشنطن: أعربت الولايات المتحدة عن أملها في أن تبدأ سوريا العملية الديمقراطية “في أقرب وقت ممكن”، وذلك بعد أن أشار قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع إلى أن الانتقال السياسي قد يستغرق وقتا أطول مما كان متوقعا.
وقال مسؤول أميركي إن واشنطن تأمل في أن تكون انتخابات سوريا “حرة ونزيهة، وأن تجرى بطريقة شفافة وشاملة”.
وأضاف المسؤول في تصريحات لصحيفة “ذا ناشيونال”: “نأمل أن تتوفر هذه الشروط في أقرب وقت ممكن”.
وتأتي هذه التصريحات بعد أن أثار الشرع قلقا، عندما أكد أن سوريا لن تجري انتخابات قبل 4 سنوات من الآن، وقد لا تتم المصادقة على الدستور الجديد قبل 3 سنوات.
وأوضح الشرع أن هذا الجدول الزمني يعود إلى “الحاجة لإجراء تعداد شامل للسكان، وهو أمر صعب في ظل الأزمة الإنسانية والنزوح الواسع في البلاد”.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة لعام 2025 إلى أن عدد النازحين داخليا في سوريا يقدر بحوالي 7.2 مليون، في حين يوجد 6.2 مليون لاجئ سوري في الخارج.
وأوضح الشرع أن قرار مجلس الأمن الدولي 2254، الذي يشكل إطارا للانتقال السلمي في سوريا، لم يعد قابلا للتنفيذ بعد سقوط الأسد من السلطة.
ومع ذلك، أكد المسؤول الأميركي أن واشنطن تأمل في أن يتم بناء سوريا “بروح قرار مجلس الأمن 2254″، مما يعكس بعض المرونة في الموقف الأمريكي بشأن الالتزام بالقرار.
وقال: “نود أن نرى سوريا شاملة وتحترم حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع السوريين، بما في ذلك النساء والمجموعات الأقلية”.
في الوقت نفسه، لا تزال واشنطن تتعامل بحذر مع الحكومة السورية الجديدة، وتواصل تصنيف هيئة تحرير الشام، التي كان يقودها الشرع أثناء هجوم الفصائل المسلحة، كمنظمة إرهابية.
لكن هناك إشارات على تفاعل دبلوماسي أميركي إيجابي مع السلطات الجديدة في دمشق.
فقد أعلنت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى السابقة باربرا ليف، خلال زيارة إلى دمشق، أن الولايات المتحدة ألغت المكافأة البالغة 10 مليون دولار التي كانت وضعت مقابل أي معلومات تقود إلى القبض على الشرع.
—————————
الشيخ الهجري في رسالة للجولاني: من المبكّر جدا الحديث عن تسليم السلاح
“لا لتسليم السلاح لحين تشكيل الدولة وكتابة الدستور”
تجديث 01 كانون الثاني 2025
قال الزعيم الروحي للطائفة الدرزية الشيخ حكمت الهجري، الأربعاء، إن “من المبكّر جدا الحديث عن تسليم السلاح” في سوريا.
وذكر الشيخ حكمت الهجري، في حوار تلفزيوني، أن “تسليم السلاح أمر مرفوض نهائيا لحين تشكيل الدولة وكتابة الدستور لضمان حقوقنا”.
وأضاف: “من المبكّر جدا الحديث عن تسليم السلاح.. يجب أن تكون الدولة مدنية”.
وتابع: “لدينا هواجس من الوضع القائم إذا لم تتم مشاركة الجميع”.
وأوضح الشيخ حكمت الهجري: “نحن ملتزمون مع الجميع في بناء دولة تحترم خصوصيات الناس”.
وأردف قائلا: “نحن بصدد بناء دولة استقرار لا دولة آنية أو مؤقتة”.
كما أكد: “نحن بحاجة إلى مراقبة دولية لتشكيل الدولة السورية تفاديا لأي ثغرة في المستقبل تعيدنا إلى الوراء”.
———————————-
جسور إغاثة سعودية تصل سوريا برا وجوا
مركز الملك سلمان للإغاثة: بدء تسيير الجسر الإغاثي الجوي
1 يناير 2025 م
أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تسيير أولى طلائع الجسور الإغاثية السعودية المقدمة للشعب السوري من مطار الملك خالد الدولي في الرياض، وتحمل على متنها مواد غذائية وإيوائية وطبية متجهة إلى مطار دمشق الدولي للإسهام في تخفيف آثار الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب السوري حالياً.
وقال المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة، في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، إن «الجسر الإغاثي الجوي الذي انطلق اليوم (الأربعاء) سيتبعه جسر بري آخر خلال الأيام القليلة المقبلة وسيقدم الإغاثة العاجلة للأشقاء السوريين».
وأكد أن ذلك «يجسد ما تتصف به القيادة الرشيدة من شعور إنساني نبيل وحرص على مساعدة الأشقاء والأصدقاء في جميع أنحاء العالم، عملاً بما يقتضيه النهج القويم الذي دأبت عليه المملكة منذ نشأتها».
أولى طلائع الجسور الإغاثية السعودية المقدمة للشعب السوري (واس)
تأتي هذه الجهود امتداداً للدعم المتواصل المقدم من السعودية إلى سوريا، منذ اندلاع الأزمة في عام 2011 وحتى الآن، حيث كانت السعودية ممثلة بذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة من أوائل الدول التي وقفت مع الشعب السوري في محنته، عبر تقديم المنح والمساعدات الإغاثية والإنسانية إلى النازحين في الداخل وفي دول الجوار بسبب الصراع المسلح، وكذلك إلى المتضررين جراء الزلزال المدمر الذي طالت أضراره بعض المحافظات الواقعة في شمال سوريا في فبراير (شباط) 2023.
وكان إجمالي المساعدات التي قدمتها السعودية للشعب السوري منذ عام 2011 إلى نهاية عام 2024 بلغ 856 مليوناً و891 ألف دولار.
————————
المرصد السوري: مقتل مختار بلدة رأس المعرة واعتقال 30 من سكانها بريف دمشق
داهمت إدارة العمليات العسكرية في سوريا بلدة بريف دمشق وقتلت مختارها واعتقلت 30 شخصاً، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» اليوم الثلاثاء.
وقال المرصد، ومقره لندن، في بيان صحافي اليوم (الثلاثاء): «شهدت بلدة رأس المعرة في منطقة القلمون الغربي بريف دمشق، أمس، اقتحاماً نفذته مجموعات مسلحة تابعة للأمن العام في إدارة العمليات العسكرية، وسط إطلاق نار كثيف».
خلال تنظيم «كتائب خالد بن الوليد» وهي جزء من «هيئة تحرير الشام» عرضاً عسكرياً بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في دمشق يوم 27 ديسمبر 2024 (رويترز)
وأضاف: «الاقتحام أسفر عن مقتل مختار البلدة، المدعو أحمد الرفاعي، وإصابة اثنين من أبنائه بجروح خطيرة، كما قامت المجموعات المسلحة باعتقال نحو 30 من أهالي البلدة بتهمة تعاونهم السابق مع النظام».
ووفق المرصد: «يتهم القتيل بكتابة تقارير أمنية ضد معارضين من بلدته وتسليم عدد من الشبان الذين قاتلوا سابقاً في صفوف الجيش الحر».
——————————-
“دير الزور”… مدينة عريقة أهملها الأسد وأنصفها التاريخ/ اسماعيل درويش
خزان سوريا النفطي والغذائي ووجود الإنسان فيها منذ الألفية التاسعة قبل الميلاد
الأربعاء 1 يناير 2025
تغيرت أسماء دير الزور كثيراً مع مرور الزمن، سيطرت عليها حضارات وجيوش من مختلف دول العالم، وتعد ثاني أكبر محافظة سورية من حيث المساحة، والأغنى بالثروات الباطنية مثل النفط والغاز، إضافة إلى كونها مركزاً أساساً لزراعة القطن والقمح
على ضفتي الفرات، ثاني أكبر أنهار الوطن العربي، تتربع دير الرمان أو دير الشعار أو دير العصافير أو دير الزور في أحدث أسمائها، المدينة التي أقامت فيها عشتار مملكتها، أقام فيها عبدالملك بن مروان، واتخذ منها العثمانيون مركزاً أساساً، ووضع بها الفرنسيون حاشية، ثم استولى عليها حزب البعث وهمش ساكنيها وشوه تاريخها، دخلها تنظيم “داعش” فعاث في أهلها قتلاً، رد عليه التحالف الدولي فدمر ما بقي قائماً بها، سقط النظام السوري وبقيت المحافظة مشطورة، غربها لإدارة العمليات العسكرية وشرقها لقوات سوريا الديمقراطية، وأهلها ما بين لاجئ أو مغترب أو صابر على مرارة العيش في أرض رفض مغادرتها على رغم كثرة الأطراف التي تقاتلت على ضفاف نهرها.
في أقصى الشرق السوري تقع دير الزور، ثالث أكبر المحافظات السورية من حيث المساحة، يبلغ عدد سكانها ما يقارب مليون و200 ألف نسبة، الغالبية العظمى منهم من العرب، مع وجود أقلية كردية وأخرى أرمنية، في ثمانينيات القرن الماضي اكتشف وجود نفط في مساحات واسعة منها، مما جعل منها لاحقاً خزان سوريا النفطي، وأكسبها وجود النفط أهمية استراتيجية، فضلاً عن وجود مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة الصالحة للزراعة، فهي المصدر الأساس للقمح والنفط السوري.
كثير من الأسماء
تعد دير الزور واحدة من أكثر المدن التي تغير اسمها عبر التاريخ، فحملت كثيراً من الأسماء، فيقال إن أقدم اسم لها هو “شورا” أطلقه عليها السريان، وفي العصر السلجوقي أطلقوا عليها اسم “ثياكوس”، وعندما أصبحت تحت سلطة الأمويين سموها “دير البصير”، وعندما وصل إليها الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان أطلقوا عليها اسم “دير حتليف”، وهو اسم لأحد الأديرة المسيحية القريبة من المدينة، ثم أطلق عليها لاحقاً اسم “دير الرمان”، لكثرة أشجار الرمان فيها. وعندما سيطر عليها العثمانيون سموها “دير الرحبة” لوجود قرية الرحبة بقربها.
وفي القرن الـ19 سميت “دير الشعار” لكثرة الشعراء فيها، فيما سماها بعض الرحالة الأوروبيين “دير العصافير” لكثرة طيور البلابل فيها، أما سبب تسميتها “دير الزور” فقد اختلف عليه المؤرخون، إذ أطلق هذا الاسم عليها قبيل نهاية العهد العثماني، وفق بعض المصادر فإن لفظ “الزور” من لفظ الزيارة، وسميت بذلك لزيارة أهل الأرياف للدير، فيما قال آخرون، إن اسم الزور مشتق من كلمة ازورار أي “مال واعوج”، وذلك لازورار نهر الفرات عند دير الزور.
عاش الإنسان في دير الزور منذ الألفية التاسعة قبل الميلاد وفق المكتشفات الأثرية، وقامت قربها مملكة ماري الموجودة آثارها حتى اليوم منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، وكذلك استوطنها الآموريون والآشوريون باختلاف حضاراتهم، وبقي أهلها يتحدثون اللغة الآرامية حتى سنة 64 قبل الميلاد عندما دخلها الرومان، ومع ظهور الإسلام تبع أهالي المدينة تدريجاً الديانة الإسلامية، وأصبحت تابعة للعواصم الإسلامية واحدة تلو الأخرى، من الحكم الراشدي إلى الأمويين فالعباسيين والعثمانيين.
العهد الفرنسي
بعد خروج العثمانيين سنة 1918 تبعت دير الزور للمملكة العربية السورية، وكان يدير شؤونها الشريف ناصر ابن عم الأمير فيصل بن الحسين، وفي 11 يناير (كانون الثاني) 1919 احتلها الجيش البريطاني قادماً من العراق، وضمها إلى الأراضي العراقية، ثم خرج منها البريطانيون في نهاية العام ذاته بعد تحركات شعبية ضدهم.
وبعد دخول الفرنسيين إلى سوريا، وتقسيمها إلى دويلات تم إلحاق مدينة دير الزور بدولة حلب، ودخلتها القوات الفرنسية للمرة الأولى في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) 1921.
شارك أهالي المدينة في جميع أنواع الاحتجاجات والانتفاضات السورية ضد الوجود الفرنسي، كما دارت عدة معارك بين الأهالي والقوات الفرنسية، ونتيجة المقاومة الشعبية خرج الفرنسيون من دير الزور قبل أشهر عدة من خروجهم من سوريا، فكانت أول مدينة سورية تنال الاستقلال.
الجسر المعلق
عندما تذكر دير الزور لزاماً يذكر الجسر المعلق الوحيد في سوريا، ثاني جسر معلق بني في العالم بعد جسر مماثل في جنوبي فرنسا، بدأ بناؤه عام 1925، وهو أحد أهم معالم المدينة، تعهدت بناؤه الشركة الفرنسية للبناء والتعهدات، وصممته على الطراز الغربي، واستمر العمل فيه لمدة ست سنوات، ليتم افتتاحه في مارس (آذار) 1931.
الجسر عبارة عن أربع ركائز حجرية طويلة، تربطها ببعضها بعضاً قضبان فولاذية، ارتفاع كل ركيزة 36 متراً، فيما يصل طول الجسر إلى 450 متراً بعرض أربعة أمتار، وأصبح لاحقاً رمزاً سياحياً في المدينة، وأحد أهم الأماكن التي يقصدها السياح في سوريا.
وفي صباح يوم الثاني من مايو (أيار) 2013 قصفت قوات النظام السوري الجسر بالمدفعية مما تسببت في انهياره وتدميره.
البعث والنفط
بعد انقلاب حزب البعث سنة 1963، وتسلمه السلطة في سوريا، أهمل غالب المناطق الشرقية من البلاد ومنها دير الزور، وفي 1987 اكتشف كميات ضخمة من النفط والغاز بأرياف المدينة، منها حقل التيم وحقل التنك وحقل كونيكو، واستثمرت في هذه الحقول عدة شركات سورية وأجنبية.
وعلى رغم الأهمية الجديدة لدير الزور بعد أن أصبحت مصدراً للنفط السوري، فإن النظام السابق لم يهتم بالمدينة من حيث العمران أو البنية التحتية، إضافة إلى ذلك تعد جبال دير الزور أحد أهم مصادر استخراج الملح في سوريا.
الثورة السورية
في النصف الثاني من مارس (آذار) 2011، انضم أهالي دير الزور إلى المشاركين في التظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الأسد، وكان النظام خلال الأسابيع الأولى للاحتجاجات يتعامل بحذر مع أهالي دير الزور بسبب التركيبة العشائرية في المحافظة، ووجود السلاح لدى الأهالي بكثرة، لكن تدريجاً بدأ النظام باستخدام العنف وإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين.
وفي 28 يوليو (تموز) 2011 تم للمرة الأولى قصف أحياء بالمدينة بالدبابات وتم اقتحام عدد من الأحياء بالسلاح الثقيل، وقتل في ذلك اليوم 19 مدنياً، مما تسبب في انشقاق عدد من عناصر وضباط في جيش النظام المتحدرين من دير الزور.
في يونيو (حزيران) 2012، سيطر الجيش السوري الحر آنذاك على مدينة دير الزور، وبعد ذلك زادت حدة القصف بالطيران الحربي والبراميل المتفجرة مما أسفر عن تدمير غالب الأحياء بما في ذلك السوق العتيقة والأماكن التاريخية والمؤسسات الرسمية والبنى التحتية.
لكن بعد نحو عام ونصف من سيطرة الجيش السوري الحر عليها، دخل “داعش” إلى المدينة، وبعد معارك عنيفة تمكن التنظيم من السيطرة على دير الزور مطلع 2014، فكانت أول محافظة سورية يسيطر عليها “داعش” وآخر محافظة يخرج منها.
وبعد تشكيل التحالف الدولي لمحاربة “داعش”، تعرضت دير الزور لمئات الغارات الجوية مما أسفر عن حدوث دمار واسع في المدينة فوق الدمار السابق، وتم إطلاق حملتين بريتين ضد التنظيم الإرهابي، الأولى تنفذها قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بدعم من التحالف الدولي وبدأت في ريفي دير الزور الغربي والشمالي، والثانية نفذتها قوات النظام السابق بالتعاون مع الميليشيات الإيرانية ودعم الطيران الروسي.
وبعد نحو ثلاثة أعوام من المعارك المستمرة، سيطر النظام على مركز المدينة، وعدد من المدن المركزية التابعة للمحافظة مثل الميادين والبوكمال، فيما سيطرت “قسد” على أجزاء واسعة من الريفين الغربي والشمالي، وأجزاء بالريف الشرقي، وكان الفاصل بين مناطق سيطرة النظام و”قسد” هو نهر الفرات، إذ تتمركز قوات النظام غرب الفرات، و”قسد” شرق الفرات، باستثناء وجود سبع قرى شرق الفرات يسيطر عليها النظام مع الميليشيات الإيرانية.
بعد عام 2019 هدأت المعارك في عموم محافظة دير الزور، واقتصرت أسباب سقوط الضحايا على انفجار الألغام ومخلفات الحرب، أو الاشتباكات المتقطعة، فيما بقيت المحافظة طوال الأعوام الماضية مقسومة بين النظام و”قسد” حتى انطلاق عملية ردع العدوان في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.
بعد أيام من انطلاق عملية “ردع العدوان”، وطرد النظام وإيران من حلب وحماة والاتجاه نحو حمص، انسحب النظام السوري السابق من مدينة دير الزور من دون مقاومة، كما هرب المئات من عناصره إلى العراق من معبر البوكمال، فدخلت قوات “قسد” إلى المدينة، وبعد سقوط النظام في دمشق، انسحبت “قسد” من دير الزور ودخلتها قوات إدارة العمليات العسكرية، فيما بقي تمركز “قسد” شرقي نهر الفرات.
أهالي دير الزور
تبتعد مدينة دير الزور نحو 450 كيلومتراً عن العاصمة السورية دمشق، وهي ثاني أكبر المحافظات السورية من حيث المساحة بعد محافظة حمص، إذ تشكل 17.9 في المئة من إجمالي مساحة سوريا، وتبلغ مساحتها الكلية 33.06 ألف كيلومتر مربع، تعرضت مرات عدة للفيضانات قبل بناء سد الفرات عام 1973، وكان أحد أشهر الفيضانات هو الذي حصل في سنة 1967 عندما ارتفع منسوب مياه النهر لما يقارب خمسة أمتار، وغرقت حينها عدة جزر في نهر الفرات.
عرقياً غالب أهالي دير الزور هم من القبائل العربية، وجزء منهم ينحدر من اليمن والحجاز، وأكبر قبيلة في المحافظة هي قبيلة البكارة، تليها قبيلة العكيدات، ويوجد فيها أيضاً عدد من العائلات الكردية والأرمنية والسريانية، أما طائفياً فغالب الأهالي من المسلمين السنة، مع وجود أقلية مسيحية.
إضافة لوجود النفط في دير الزور، تعتمد المدينة أيضاً على الزراعة، وخصوصاً القمح والقطن، إذ تمتد أراض زراعية واسعة على طول نهر الفرات، ويزرع أهالي المدينة أيضاً الذرة والسمسم والشوندر السكري والبطيخ وغيرها، وتنتشر فيها أشجار الرمان والزيتون والمشمش، وتشتهر كذلك بتربية الحيوانات خصوصاً الأبقار والأغنام، فيما تنتشر تربية الإبل ببعض أرياف المحافظة.
في عام 1956 تم تأسيس أول مستشفى وطني في دير الزور بعدد 80 سريراً، إلى جانب مستشفى خاص آخر بطاقة 68 سريراً، ويشرف على هذين المستشفيين الوحيدين في المدينة 19 طبيباً فحسب، أما الحالات التي تتطلب علاجاً متطوراً فيتم نقلها عادة إلى حلب أو حمص، فيما تم لاحقاً بناء عدد من المستشفيات والمراكز الطبية الأخرى، فإن معظمها تعرض لأضرار بالغة خلال الفترة ما بين 2012 و2018.
أشهر الشوارع
يتوسط شارع التكايا المدينة، وهو أحد أشهر شوارعها وأقدمها، وعام 1924 تم افتتاح أول ثانوية للبنات في دير الزور في شارع التكايا، وتحوي المدينة أيضاً عدداً من الأسواق المسقوفة والأثرية، تعرض معظمها للدمار خلال الحرب السورية الأخيرة.
وأشهر مقاهي المدينة هو مقهى السرايا الذي يعود للحقبة العثمانية، ويوجد وسط دير الزور تجمع تجاري يسمى “السوق المقبى”، وهو عبارة عن سبع أسواق قديمة جداً تلتقي في مكان واحد، وهي سوق العطارين وسوق التجار وسوق الحدادين وسوق الخشابين وسوق الحبوب وسوق الحبال وسوق خلوف.
وتضم المدينة مئات المساجد وأربع كنائس، وإضافة إلى الجسر المعلق تحوي محافظة دير الزور عدداً من المعالم والمواقع الأثرية البارزة منها مملكة ماري التي تعد إحدى أهم ممالك الحضارة السومرية، وآثار دور أوربوس التي اكتشفت عام 1920 أثناء حفر الجنود البريطانيين خنادق في الصحراء، وتضم المدينة متحفين رئيسين، هما متحف دير الزور الذي يحوي نحو 25 ألف قطعة أثرية، ومتحف التقاليد الشعبية الذي تأسس عام 1957.
————————————–
باكستان تخشى عودة “الزينبيون” بعد إسقاط الأسد/ أسامة الطاف
عناصر اللواء تورطت في اغتيالات وأعمال عنف طائفية وغسل أموال داخل البلاد وأسئلة حول نيات إيران حياله
الأربعاء 1 يناير 2025
ملخص
تسعى السلطات الباكستانية على مر الأعوام إلى عدم إحراج إيران التي تعدها إسلام آباد دولة جارة وصديقة بذكرها في صدد العمليات الإرهابية أمام وسائل الإعلام، وتتجنب ربط اسمها بأعمال العنف التي تحدث داخل باكستان، لكن أنشطة لواء “الزينبيون” في السنوات الأخيرة لم تترك مجالاً للمجاملة والتستر أمام المسؤولين الباكستانيين.
عندما أعلنت إدارة مكافحة الفساد الباكستانية منتصف عام 2021 أنها ألقت القبض على مشتبه فيه بارتكاب أعمال طائفية والقيام بأعمال إرهابية بعد تلقيه تدريبات عسكرية في “دولة مجاورة” توقع الجميع أن المسؤولين الباكستانيين يلقون باللوم على خصمهم التاريخي الهند، أو ربما على أفغانستان المدمرة بالحروب، لكن المقصود بالدولة المجاورة كانت بخلاف كل التوقعات إيران.
وتسعى السلطات الباكستانية على مر الأعوام إلى عدم إحراج إيران التي تعدها إسلام آباد دولة جارة وصديقة بذكرها في صدد العمليات الإرهابية أمام وسائل الإعلام، وتتجنب ربط اسمها بأعمال العنف التي تحدث داخل باكستان، لكن أنشطة لواء “الزينبيون” في السنوات الأخيرة لم تترك مجالاً للمجاملة والتستر أمام المسؤولين الباكستانيين.
وأكد وزير الداخلية الباكستاني آنذاك رانا ثناء الله مجلس الشيوخ الباكستاني في يوليو (تموز) 2022 أن لواء “الزينبيون” ضمن المنظمات التي كانت “متورطة بصورة فعالة” في الأنشطة الإرهابية داخل باكستان بين عامي 2019 و2021.
وبعد سقوط نظام الأسد في سوريا عادت المخاوف الأمنية لدى الأجهزة الحكومية في باكستان حيال عودة مقاتلي لواء “الزينبيون” الذين جندوا من قبل إيران بصورة أساس للمشاركة في الحرب الأهلية السورية.
نداء ديني لحرب طائفية
في مطلع عام 2013 بدأ عرش نظام الأسد في سوريا يترنح أمام عواصف الربيع العربي، وكاد يذهب أدراج الرياح، في الوقت ذاته وعلى بعد آلاف الأميال من العاصمة السورية دمشق يهتف جمع من الشباب على سفوح جبال “باراتشينار” الباكستانية ويقسمون بأنهم سيقدمون أرواحهم دفاعاً عن مرقد السيدة زينب رضي الله عنها. كان ذلك نواة تشكيل لواء “الزينبيون” الذي ظهر اسمه في تلك المرحلة إلى جانب التنظيمات المسلحة التي شاركت في الحرب السورية تحت غطاء وإشراف الحرس الثوري الإيراني.
الطابع الديني العاطفي في تجنيد الشباب الباكستانيين لحرب أجنبية كان ظاهراً حتى في اسم اللواء الذي تم تشكيله، إذ كان شعاره الدفاع عن المراقد المقدسة، وبخاصة ضريح السيدة زينب، وهو الأسلوب الأكثر تأثيراً في العواطف الدينية لشيعة باكستان، بالتالي إقناعهم بالذهاب إلى ساحة قتال مستعرة بين طرفين لا تربطهما أية صلة سياسية أو عرقية بباكستان.
وبحسب مسؤول في إدارة مكافحة الفساد الباكستانية فإن عدد مقاتلي لواء “الزينبيون” بلغ 6937 بحلول عام 2017، بينما تشير التقديرات غير الرسمية إلى أعداد أكثر من ذلك. ويقول الصحافي فيض الله خان إن عدداً كبيراً من المقاتلين جندوا من منطقة “باراتشينار” الحدودية ذات الغالبية الشيعية، ومن قطاع “غيلغت” بواسطة عملاء إيران الموجودين في باكستان، ووصل هؤلاء المجندون إلى إيران ضمن الزائرين الدينيين على تأشيرات رسمية ليتلقوا تدريبات عسكرية هناك قبل أن ينقلوا إلى سوريا، حيث بُني معسكر كبير قرب مرقد السيدة زينب للمقاتلين الوافدين من باكستان وأفغانستان والعراق.
وأضاف فيض الله، “تشير التقارير إلى أن إيران لم تقم بتجنيد الشباب الباكستانيين فحسب، بل تكفلت بجميع حاجاتهم المالية، وبعضهم انتقل مع عائلته إلى إيران ومنحوا الجنسية الإيرانية”.
“الزينبيون” بعد الأسد
في هذا الصدد أشار مؤسس ومدير تحرير “The Khorasan Diary” افتخار فردوس لـ”اندبندنت عربية” إلى أن هناك 1400 عائلة باكستانية موجودة في سوريا منذ بداية عملية التجنيد عام 2013، البعض منها زحف إلى لبنان بعد سقوط نظام الأسد خشية الملاحقة، وآخرون كانوا في اللاذقية مع مجندين أفغان من لواء “الفاطميون” قبل أن ينقلوا إلى طهران بمساعدة القوات الروسية.
وأكمل فردوس، “قتل سبعة من مقاتلي (الزينبيون) وجرح تسعة آخرون في ضواحي مدينة دمشق أثناء تقدم المعارضة المسلحة قبيل فرار الأسد”.
وعن احتمالية عودتهم إلى باكستان استبعد فردوس ذلك، وقال إنه “ليست هناك بيانات دقيقة تؤكد عودة المقاتلين لباكستان خلال الأسابيع الأخيرة، وأعتقد أن طهران لن تعيد المقاتلين الشرسين من لواء (الزينبيون) إلى باكستان في أي وقت قريب، بل ستنشرهم في موقع آخر أو تستفيد من خبراتهم في إيران، كما أعرب السطات الباكستانية من جانب آخر عن قلقها من أن عودة هؤلاء المقاتلين ستزيد من الانقسامات الطائفية في باكستان”.
المخاوف التي يعبر عنها المسؤولون الباكستانيون في شأن عودة لواء “الزينبيون” ليست في غير محلها، إذ إنها أذاقت البلاد الويلات من تحريض على مؤسسات الدولة وإشعال الانقسامات الطائفية بعد انتهاء الحرب الأفغانية – السوفياتية وعودة المقاتلين منها إلى باكستان.
وخلال حديثه إلى “اندبندنت عربية” أثار الصحافي فيض الله خان مخاوف مشابهة حال عودة مقاتلي “الزينبيون” إلى باكستان، لا سيما أن السجل الإجرامي لعناصرها داخل البلاد مليء بالجرائم الفظيعة من قتل وسطو وعمليات غسل الأموال والانتظام في الصراعات الطائفية المسلحة.
“قد لا يكون عدد من مقاتلي (الزينبيون) مطلوبين لدى الأجهزة الأمنية الباكستانية، لكن من المحتمل جداً أنهم قد يتورطون في أنشطة تسبب إزعاجاً للحكومة، لذا ينبغي عليها ألا تعيد الخطأ التي ارتكبته مع المقاتلين العائدين من أفغانستان وكشمير الذين انقلبوا ضدها، وأن تعد لهم أنشطة ومسارات سلمية يفرغون طاقاتهم فيها من دون أن يتعرضوا للدولة أو لمواطنيها”.
السجل الإجرامي للواء
تأثرت باكستان بصورة مباشرة وكبيرة من الحرب السورية خلال الأعوام الأخيرة، لا سيما بعد عودة عناصر لواء “الزينبيون” لباكستان. وتحدثت البيانات الصحافية لإدارة مكافحة الفساد عن تورط خلايا اللواء في عمليات اغتيالات مستهدفة في كراتشي أكبر مدن باكستان، وعن عمليات السطو المخططة على البنوك من خلال توظيف أفرادها كحراس أمن في الفرع المستهدف للبنك والسطو عليه بعد أشهر عدة، مما دفع باكستان إلى إدراج اللواء ضمن الجماعات المحظورة.
ويتحدث افتخار فردوس عن تأثير عمليات “الزينبيون” على المستوى العالمي، إذ “تعرضت باكستان لإحراج كبير في فبراير (شباط) 2024 عندما أعلنت وزارة العدل الأميركية اعتقال أربعة باكستانيين (من عناصر الزينبيون) قبالة سواحل الصومال في بحر العرب بتهمة توريد أسلحة متطورة للحوثيين في اليمن. وقد دفع هذا إلى جانب سلسلة من عمليات القتل المستهدفة المرتبطة والخلاف الطائفي في منطقة كورام (باراتشينار) الحدودية مع أفغانستان السلطات الباكستانية إلى اتخاذ إجراءات صارمة وإعلان جماعة (الزينبيون) كمنظمة محظورة”.
وتداولت وسائل التواصل قبل أسابيع مقاطع فيديو لمنطقة “كورام” الحدودية، حيث يرفع أفراد ملثمون علم لواء “الزينبيون” محل العلم الباكستاني إثر صراعات طائفية دموية في المنطقة راح ضحيتها أكثر من 100 شخص. وبينما يعود الصراع في هذه المنطقة إلى عقود فإن الاشتباكات الطائفية الأخيرة التي شارك فيها عناصر اللواء بصورة علنية أخذت طابعاً دموياً غير مسبوق من قطع الرؤوس والتمثيل بالجثث ونهب البيوت.
—————————-
الإدارة السورية الجديدة تتعهّد بتعزيز حرية الصحافة والتعبير عن الرأي
قال العمر: “نعمل على إعادة بناء إعلام سوري حر يتصف بالموضوعية والمهنية”
01 يناير ,2025
صرح وزير الإعلام السوري الجديد، محمد العمر، لوكالة فرانس برس، بأن الإدارة السورية تعمل من أجل “بناء إعلام حر” متعهداً بضمان “حرية التعبير” في بلد عانت فيه وسائل الإعلام لعقود من التقييد في ظل حكم عائلة الأسد.
وقال العمر: “نعمل على إعادة بناء إعلام سوري حر يتصف بالموضوعية والمهنية (…)، وعلى تعزيز حرية الصحافة والتعبير عن الرأي التي كانت مقيدة بشدة في مناطق النظام المخلوع”.
وبعد 13 عاما من الحرب الأهلية، أراد العمر أيضا طمأنة مجموعة الصحافيين التي عملت خلال حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد لكنها “رفضت أن تكون أدوات للتطبيع”، ووعد بأنه “سيتم استدعاؤها لتعود إلى مواقعها”.
والعمر هو عضو في الحكومة الانتقالية التي شكلها في دمشق ائتلاف من فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام أطاحت بالأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر، ما أنهى أكثر من نصف قرن من حكم آل الأسد.
وبعد ساعات قليلة من دخول الفصائل إلى دمشق، زيّنت وسائل الإعلام الرسمية السورية التي كانت تمجد الرئيس المخلوع، بألوان “الثورة” وانتقدت “النظام المجرم”، وهي كلمات لم يكن من الممكن تصور النطق بها قبل أقل من شهر.
كان العمر وزيرا للإعلام في حكومة الإنقاذ المعلنة ذاتيا التي شكلت في 2017 في محافظة إدلب التي سيطرت عليها المعارضة في شمال غرب البلاد لتقديم الخدمات للسكان المحرومين من مؤسسات الدولة.
وعلى مدى عقود، قمع حزب البعث الحاكم وعائلة الأسد كل الحريات في سوريا وكمّوا أفواه الصحافيين وحولوا وسائل الإعلام إلى أدوات لخدمة السلطة.
“تلميع صورة السلطة”
عندما اندلعت التظاهرات المؤيدة للديموقراطية في العام 2011، تعرضت الحركة لقمع دامٍ، وسرعان ما وُصف المتمردون الذين حملوا السلاح ضد السلطة بأنهم “إرهابيون” في خطاب السلطات.
وعلق العمر في حديثه: “بالنسبة لوسائل الإعلام الرسمية، نحن لا نريد أن نستمر على نفس النهج، (أي) إعلام رسمي معني بتلميع صورة السلطة”.
وتكثّف السلطات الجديدة التصريحات واللفتات لطمأنة الأقليات في البلاد المتعددة الأعراق والأديان، والوفود الغربية والعربية التي تعيد فتح خط دبلوماسي مع دمشق.
وتابع العمر: “سنقلل من إجراءات البيروقراطية ونعمل على تيسير عمل الوفود الصحافية الأجنبية”، إذ في ظل السلطة السابقة، كانت تخضع وسائل الإعلام الأجنبية للتدقيق ولم يكن صحافيوها يتمكنون من الحصول على تأشيرات دخول بسهولة.
وأضاف: “وجهنا نداءات مباشرة منذ تحرير مناطق سوريا خصوصا بدمشق باستمرار العمل الإعلامي للعاملين في مؤسسات النظام”.
ونشرت وزارة الإعلام في 13 كانون الأول/ديسمبر بيانا أثار قلق صحافيين كانوا يعملون تحت مظلة النظام، أكدت فيه عزمها محاسبة “جميع الإعلاميين الحربيين الذين كانوا جزءاً من آلة الحرب والدعاية لنظام الأسد الساقط، وساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في الترويج لجرائمه”.
وتحدث الوزير، الثلاثاء، مع عشرات الصحافيين السوريين لمناقشة المرحلة الانتقالية.
وقال لوكالة فرانس برس :”ما نعتمد عليه في الفترة المقبلة هو الخبرة والكفاءة (…) نريد إعلاما يعبر عن الثقافات السورية المتنوعة وطموحاتها وينقل اهتماماتها ويشكل صلة وصل بين الشعب والإدارة الموجودة”.
وتسعى الإدارة السورية الجديدة إلى طمأنة مختلف الأطراف في الداخل والخارج بشأن توجهاتها في الحكم ومستقبل البلاد.
وفي هذا السياق، التقى قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، الاثنين، وفداً من قوات سوريا الديموقراطية “قسد”، الجناح العسكري للإدارة الذاتية الكردية، على ما أفاد مسؤول مطلع على الاجتماع وكالة فرانس برس، الثلاثاء، مشيرا إلى أن المحادثات كانت “إيجابية”.
وتعد هذه أول محادثات يجريها الشرع مع قادة أكراد منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في مطلع ديسمبر، وعقدت في وقت تجري معارك بين المقاتلين الأكراد وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في شمال سوريا.
وعشية رأس السنة الميلادية التقى الشرع، الثلاثاء، في دمشق، وفدا يضم مسؤولين دينيين يمثلون الكنائس المسيحية، بحسب ما أفاد مكتبه، وذلك وسط مشاعر قلق تسود الأقليات في سوريا، ومساع للحصول على ضمانات من السلطات الجديدة.
ونُشرت صور على حساب “القيادة العامة” على تطبيق “تليغرام” تظهر الشرع مرتديا بزة وربطة عنق، يجتمع بالعديد من ممثلي الكنائس المسيحية من أرثوذكس وكاثوليك وأرمن أرثوذكس وسريان أرثوذكس وبروتستانت، نقلا عن فرانس برس.
وفي مقابلة مؤخرا مع “العربية”، قال الشرع إن بعض العمليات الانتقامية الحاصلة حاليا في سوريا أقل من المتوقع مقارنة بحجم الأزمة، مضيفا أن “النظام السابق خلف انقسامات هائلة داخل المجتمع السوري”.
وأكد أنه “ليس هناك قلق في الداخل السوري، فالسوريون متعايشون”، مشددا على أن “كل مرتكبي الجرائم سينالون جزاءهم”.
وتعهد بحل الفصائل المسلحة، ومنها “هيئة تحرير الشام”، موضحا أن الإعلان عن هذا سيحدث في مؤتمر الحوار الوطني
ولفت إلى أن “السلطة الجديدة ستدير البلاد بعقلية الدولة”، وأن “سوريا لن تكون مصدر إزعاج لأحد”.
ترامب يؤكد عزمه حضور جنازة كارتر.. ويرفض التعليق على تواصله مع عائلته
أميركا
ترامب ترامب يؤكد عزمه حضور جنازة كارتر.. ويرفض التعليق على تواصله مع عائلته
إثر هجوم مباغت شنّ في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر من شمال غرب سوريا، أطاح ائتلاف فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام بالرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر.
وأدّى سقوط الأسد إلى إعادة خلط الأوراق في سوريا وإلى مخاوف من عودة تنظيم داعش، الذي بقي نشطا في العراق وسوريا حتى بعد دحره في 2019.
——————————–
4 قتلى وإصابات في اشتباكات بين حركة رجال الكرامة وقوات شيخ الكرامة في السويداء
2025.01.01
أفاد مراسل تلفزيون سوريا في السويداء بمقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين في اشتباكات بين حركة رجال الكرامة وقوات شيخ الكرامة في بلدة غربي السويداء.
وأوضح المراسل أن القرية تشهد توتراً منذ يومان بين المجموعتين، إثر خلافات تتعلق باحتجاز سيارة حكومية تتبع لشركة الاتصالات لأحد أهالي القرية، لتتطور الأحداث لاشتباكات اليوم.
وصلت خمس إصابات إلى مشفى السويداء الوطني، وحالة وفاة واحدة، بالإضافة لإصابات ووفيات وصلت إلى مشفى شهبا، بحسب شبكة السويداء 24.
وقال مراسل تلفزيون سوريا إن قوات شيخ الكرامة لديها تواصل وتنسيق مع الإدارة الجديدة في دمشق على عكس حركة رجال الكرامة.
حركة رجال الكرامة في السويداء: لمحة عامة
تأسست حركة رجال الكرامة في السويداء جنوبي سوريا عام 2014، استجابة للتوترات السياسية والاجتماعية التي شهدتها المحافظة، لحماية الطائفة الدرزية والحفاظ على خصوصيتها.
والحركة هي الفصيل الأكبر في المحافظة وتستمد شرعيتها من المرجعية الدينية في السويداء، وتتبنى مبادئ الدفاع عن كرامة وحقوق المجتمع المحلي.
أسس الحركة الشيخ وحيد البلعوس الذي اشتهر بخطابه الذي ركز على الدفاع عن أهالي السويداء ورفض الانصياع الكامل للنظام السوري أو أي طرف خارجي. قُتل البلعوس في تفجير عام 2015، مما أثار موجة من الغضب والاستنكار في المحافظة، وعزز من رمزية الحركة كحامية لمبادئ “الكرامة”.
قوات شيخ الكرامة
قوات شيخ الكرامة هي مجموعة مسلحة تشكلت في محافظة السويداء كامتداد لحركة رجال الكرامة، لكنها تطورت لتصبح كياناً منفصلاً يحمل رؤية مختلفة عن الحركة الأم. تأسست هذه القوات بعد اغتيال الشيخ وحيد البلعوس عام 2015 على يد ابنه ليث، وشهدت الحركة حينها انقسامات داخلية، حيث ظهرت قيادات جديدة تسعى لتوسيع دورها المسلح والسياسي في مواجهة التحديات الأمنية التي تشهدها السويداء.
برزت قوات شيخ الكرامة تحت قيادة مشايخ وشخصيات محلية شابة ترى ضرورة تبني نهج أكثر تشدداً في حماية السويداء. واستمدت اسمها ورمزيتها من مكانة الشيخ وحيد البلعوس كأحد أبرز المدافعين عن حقوق الدروز في سوريا، مع التركيز على المبادئ التي أرساها مثل الكرامة والعدالة.
تتخذ موقفاً واضحاً ضد النظام السوري مقارنة بحركة رجال الكرامة، خاصة فيما يتعلق بالتجنيد الإجباري والتدخل الأمني في شؤون السويداء.
لعبت القوات دوراً بارزاً في مواجهة هجمات تنظيم داعش على السويداء، خاصة خلال الهجوم الكبير في عام 2018، ووقفت مثل حركة رجال الكرامة بحزم ضد محاولات النظام تجنيد شباب السويداء للقتال في مناطق أخرى، ووفرت الحماية لمن رفضوا الانصياع لهذه القرارات.
قوات شيخ الكرامة متهمة من فصائل أخرى بارتكاب انتهاكات في المنطقة.
وتأتي هذه التطورات بعد أن منعت فصائل محلية في محافظة السويداء رتلاً عسكرياً تابعاً لإدارة العمليات العسكرية من دخول المحافظة، وأجبرته على العودة إلى دمشق.
وأفادت شبكات إخبارية محلية منها “السويداء 24″، بأن رتلاً عسكرياً يضم عشرات السيارات التابعة لإدارة العمليات وجهاز الأمن العام دخل محافظة السويداء، مما أثار استنفار الفصائل المحلية.
وذكرت أن غرفة العمليات المشتركة في السويداء طلبت من الرتل العودة إلى دمشق، وهو ما تم بالفعل بعد التواصل مع المسؤولين عنه.
وأضافت أن الرتل ضم نحو 35 سيارة عسكرية وسيارات شرطة، ودخل ليل الثلاثاء-الأربعاء متوجهاً إلى مبنى قيادة الشرطة في السويداء.
وعند وصول الرتل إلى أحد حواجز الفصائل، أوضح المسؤول عنه أن التحرك يأتي ضمن خطة لنشر قوات الأمن الداخلي والشرطة في السويداء. إلا أن الفصائل المحلية أبدت تحفظها على التحرك، معتبرة أنه جرى من دون تنسيق مسبق ويهدد بتهميش دور أبناء السويداء في إدارة الشأن الأمني.
وسبق أن عقدت فعاليات سياسية ودينية واجتماعية في السويداء اجتماعات مع حكومة تصريف الأعمال، طالبت خلالها بإسناد المهام الأمنية إلى أبناء المحافظة وتعيين قائد شرطة محلي.
وبحسب الشبكات، أكد مسؤولو الحكومة في لقاءات سابقة قبول هذه المطالب، مع التشديد على رفض تكرار تجارب النظام السابق في إدارة الشؤون الأمنية.
——————————–
شملت التربية الدينية والفلسفة والتاريخ.. تعديلات على المناهج الدراسية في سوريا
2025.01.01
أعلنت وزارة التربية في الإدارة السورية الجديدة عن إدخال تعديلات على المناهج الدراسية لجميع المراحل التعليمية، بدءاً من الصف الأول الابتدائي وصولاً إلى الثالث الثانوي.
وشملت التعديلات حذف نصوص وفقرات، إعادة صياغة عبارات، وإزالة أو تعديل صور ورسوم في عدد من الكتب المدرسية، وحذف كل ما هو متعلق بنظام الأسد، وفقرات متعلقة بالآلهة في كتب التاريخ والفلسفة.
وأشارت التعديلات إلى حذف أحاديث ضعيفة في التربية الدينية واستبدال عبارات وطنية مثل “الدفاع عن الوطن” لتصبح “في سبيل الله”
وفي الصف الثالث الثانوي العلمي، تم حذف الوحدة الكاملة المتعلقة بـ”أصل وتطور الحياة” وحذف فقرة “تطور الدماغ” بالكامل من مادة العلوم، بما في ذلك الصور والرسوم البيانية المرتبطة بها، وأما مادة اللغة العربية فقد شهدت حذف نص “حماة الديار”.
وفي الصف الثامن، وبحسب التعديلات، تم حذف الدرس الأول من الوحدة الثالثة في مادة العلوم، والتي تحمل عنوان “أصل الحياة وتطورها على الأرض” من المنهاج.
واستُبدلت في مادة التربية الدينية للصف الأول عبارات “المغضوب عليهم” و”الضالين” و”ابتعدوا عن طريق الخير” إلى “اليهود والنصارى”، واستبدلت عبارة “طريق الخير” بعبارة “طريق الإسلام”.
وإلى جانب ذلك، حُذف العديد من الأحاديث النبوية في مختلف المراحل الدراسية “بسبب إسنادها الضعيف” بحسب قرار الوزارة، وتبديل عبارة “علي كرم الله وجهه” إلى عبارة “علي رضي الله عنه”.
وأشار القرار بوجوب حذف كل الفقرات التي تتحدث عن حقبة حكم الدولة العثمانية، والتي كانت توصف في المناهج السورية على أنه “السلطة العثمانية الغاشمة”.
حذف رموز النظام السابق وإلغاء “القومية”
وفي الصف الثالث الثانوي الأدبي، تضمنت التعديلات مادة التاريخ، حيث تم حذف الفقرات المتعلقة بـ “حرب تشرين التحريرية”، بالإضافة إلى الصور والرسومات المتعلقة بها. كما أُجريت تغييرات مشابهة في نصوص أخرى ضمن الكتاب.
أما بالنسبة للصف الأول الثانوي الأدبي، فقد شملت التعديلات مادة اللغة العربية، حيث تم حذف الفقرة التي تتحدث عن “مكتبة الأسد”. وفي مادة الفلسفة، تمت إزالة عدد من النصوص بالكامل مثل “الفكر الفلسفي الصيني”، بينما شهدت النصوص المتبقية إعادة صياغة.
وخضعت مادة اللغة الإنجليزية لتعديلات شاملة في مختلف المراحل التعليمية، حيث تم حذف نصوص كاملة وإعادة صياغة أخرى.
وتضمنت التعديلات أيضاً حذف صور متعددة لرموز عائلة الأسد، مع إجراء تغييرات على العبارات التي تدل عليهم في العديد من الكتب.
وأوضح وزير التربية والتعليم نذير القادري أنه :”فيما يتعلق بعلامة مادة التربية الوطنية (القومية) سنقسم العلامة ونوزعها على مادتي التاريخ والجغرافية في شهادة التعليم الأساسي، لتصبح كل مادة درجتها ثلاثون” .
————————————
خامنئي يتوعد بـ”سحق” قواعد أميركا في سوريا
2025.01.01
توعد المرشد الإيراني علي خامنئي بـ “سحق القواعد الأميركية” في سوريا على أيدي “الشباب السوري”، مشيراً إلى أن المعتدين سيُجبرون على التراجع أمام مقاومة الشعب السوري، حسب وصفه.
وزعم خامنئي أنه إذا “أخرجت دولة ما عناصر ثباتها وقوتها عن الساحة، ستكون عرضة للاحتلال كما يحصل في سوريا، من قبل إسرائيل والولايات المتحدة وبعض الدول الإقليمية”.
ولفت إلى أن “سوريا للسوريين ومن اعتدى على أرض سوريا سيجبر من دون شك على الانسحاب أمام مقاومة الشباب السوري”، مضيفاً: “قواعد أميركا في سوريا ستسحق من دون شك تحت أقدام الشباب السوري”، حسب زعمه.
وتابع: “بعد الأحداث الأخيرة في المنطقة، تصور البعض خطأ أن الدماء التي أريقت دفاعاً عن المقدسات ذهبت سدى”.
تحذير سوري لإيران
وسبق أن حذر وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إيران من بث الفوضى في سوريا، بعد التصريحات التي أدلى بها وزير خارجيتها عباس عراقجي التي توعد فيها بتطورات مستقبلية.
وقال الشيباني في تغريدة على منصة “إكس”: “يجب على إيران احترام إرادة الشعب السوري وسيادة البلاد وسلامته، ونحذرهم من بث الفوضى في سوريا ونحملهم كذلك تداعيات التصريحات الأخيرة”.
وجاء حديث الشيباني رداً على تصريح لوزير الخارجية الإيراني، قال فيه: “من يعتقدون بتحقيق انتصارات في سوريا عليهم التمهل في الحكم فالتطورات المستقبلية كثيرة”.
—————————
واشنطن: نقف مع الشعب السوري بعد عقود من طغيان الأسد
2025.01.01
أكدت الولايات المتحدة الأميركية وقوفها إلى جانب الشعب السوري، في أول عام منذ أكثر من نصف قرن تشهده سوريا دون حكم الأسد.
وقالت صفحة “السفارة الأميركية في سوريا”: “مع دخولنا عام 2025، نقف مع الشعب السوري ونتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقاً للعام المقبل، بعد خمسة عقود من طغيان نظام الأسد، أصبح لدى السوريين فرصة نادرة لإعادة بناء بلدهم وإعادة تشكيله، وإقامة مجتمع جديد أكثر حرية وشمولاً”.
وأضافت: “الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل مع السوريين لمساعدتهم على اغتنام هذه الفرصة التاريخية. نتمنى لكم ولأحبائكم السلام والأمل والسعادة في العام المقبل”.
رسالة أميركية للإدارة الجديدة في سوريا
أكد موقع “أكسيوس” الأميركي أن مبعوث وزارة الخارجية، دانييل روبنشتاين، زار دمشق يوم الأحد الماضي، والتقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، وأعرب له عن قلقه إزاء “أعمال عنف وانتقام وترهيب ضد الأقليات”.
وقال مسؤولان أميركيان للموقع إن الولايات المتحدة أعربت عن قلقها للشيباني بشأن التقارير التي تحدثت عن “وقوع هجمات عنيفة من قبل جماعات متشددة في أرجاء البلاد خلال الأيام الأخيرة”، مشيرين إلى أن الخارجية الأميركية “على علم بمثل هذه الفيديوهات، وتنظر في تقارير عن مثل هذه الحوادث”.
وأوضح الموقع أن المبعوث الأميركي أبلغ وزير الخارجية السوري أن الولايات المتحدة “تشعر بالقلق إزاء التقارير التي تتحدث عن أعمال عنف وانتقام وترهيب ضد الأقليات، وأن مثل هذه الهجمات يجب أن تتوقف”.
وقال مسؤول أميركي إن قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، والإدارة الانتقالية، “يحاولان السيطرة على الأمور من خلال تسريح الميليشيات، ودمجها في جيش سوري جديد وموحد”.
وأكد المسؤول الأميركي أن الإدارة السورية الجديدة “بحاجة إلى السيطرة على الوضع، لأن استمرار هذه الأحداث العنيفة قد يؤدي إلى زيادة التوترات الداخلية، والسماح لعناصر تابعة لنظام الأسد أو حتى تنظيم داعش بإشعال صراع جديد في البلاد”.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة في حوار مستمر مع الإدارة الجديدة، مضيفاً أنه “لا يستطيع مناقشة المحادثات الدبلوماسية الخاصة علناً، لكنه أكد أن المناقشات حتى الآن كانت مثمرة، وتناولت قضايا محلية ودولية”.
————————-
ما الأسباب التي دفعت نقابة المحامين السورية إلى إيقاف التوكيلات القضائية؟
الترا صوت
01-يناير-2025
أصدرت نقابة المحامين المركزية في سوريا قرارًا يقضي بإيقاف تنظيم التوكيلات العامة في جميع أفرعها حتى أشعار آخر، وهو ما أثار جدلًا كبيرًا بين المحامين الذين أبدوا تساؤلهم حول طبيعة الأسباب التي أفضت إلى صدور هذا، غير أن هذه التساؤلات اصطدمت بتعليقات نقدية حملة نبرة تنمر من قبل المشرف على صفحة النقابة الرسمية على منصة “فيسبوك”، وهي الوسيلة التي اعتمدتها لإخطار المحامين بالقرار.
وجاء في القرار الممهور بتوقيع رئيس النقابة، أحمد محمد دخان، والذي نشر، أمس الثلاثاء، أنه يتم “وقف تنظيم سند التوكيل العام لحين صدور تعليمات خاصة بهذا النوع من الوكالات القضائية”، وأكد القرار على منع “تنظيم الوكالات القضائية بكافة أنواعها من قبل مندوبي الوكالات لدى كافة الفروع خارج أوقات الدوام الرسمي، بما فيها الانتقال إلى مكاتب المحامين الموكلين”.
كما أشار القرار إلى “عدم منح صورة طبق الأصل عن الوكالة القضائية، والاكتفاء بالوكالة الأصلية لحين صدور التعليمات اللازمة لذلك”، مضيفًا أنه “يجوز لمن يرغب بالحصول على وكالة تنفيذية أن يدفع قيمتها عند تنظيم الوكالة الأصلية، ويمنح الوكالة التنفيذية عنها بعد استيفاء الرسوم المتوجب أصولًا”، لافتًا إلى “ضرورة أن يبصم الموكّل بالبصمة الحية على النسختين الأصلة والمحفوظة لدى المندوب”، مشددًا على ضرورة الالتزام بتعليمات القرار “تحت طائلة المساءلة القانونية”.
وإيضاحًا لأسباب صدور القرار، قال عضو نقابة المحامين المركزية، خالد عمر، في تسجيلات صوتية متبادلة وصلت إلى شبكة “الترا صوت” نسخة منها، إنه يوجد “إرث من الفساد داخل النقابة” خلفه النظام السابق، مؤكدًا أن المحامين سيلمسون تغيّرًا إيجابيًا داخل النقابة المركزية خلال المرحلة المقبلة. ولفت عمر في التسجيلات الصوتية إلى أنه كان “هناك موجبات قوية” وراء صدور القرار، مضيفًا أنه “يمكن اليوم التلاعب بالوكالة العامة بأي شكل من الأشكال”.
وأوضح عمر أن موجبات صدور القرار ناجمة عن وجود “سرقات في العقارات”، مضيفًا أنه يمكن استخدام التوكيلات لتنفيذ مثل هذه السرقات من قبل عناصر وضباط وأشخاص مقربين من النظام السابق، وهو الأمر الذي كان سببًا لمنع العمل بالوكالات التنفيذية. وأشار عمر إلى النقابة المركزية لديها “تحفظ كبير على وضع مندوبي الوكالات”، لافتًا إلى أن النقابة على علم بأن الوكالات القضائية مصدر رزق للعديد من مندوبي الوكالات، وأنهم عملوا على إعادة الأختام إلى جميع مندوبي الوكالات، ونوه عمر إلى وجود عدد كبير من مندوبي الوكالات، ضاربًا المثل بمدينة دمشق التي يوجد فيها 159 مندوبًا. مؤكدًا أن القرار مؤقت ريثما يتم الانتهاء من ترتيب شؤون النقابة.
وحظي القرار بموجة من الانتقادات على صفحة النقابة الرسمية على منصة “فيسبوك”، وذلك لعدم إيضاح النقابة الأسباب الموجبة لصدور القرار، والتي رد عليها المشرف على الصفحة بسخرية وصلت إلى التنمر على ردود المحامين، ما دفع أحد المعلقين إلى التساؤل “لماذا ردود النقابة قاسية وغير منصفة ولا تتقبل الرأي والرأي الآخر؟”، كما تساءل تعليق آخر على القرار بالقول: “هذا القرار منطقي وعادل برأيكن بعد شهر تعطيل عن المحاكم؟ وتجميد مجالس الفروع وتعطيل توزيع حصص الإسعاف والتعاون؟”، في إشارة إلى تعطيل السلطات القضائية في أعقاب تكليف حكومة الإنقاذ بتصريف شؤون الحكومة الانتقالية السورية.
————————
======================