الباحثة الأمريكية آنا ليرن تُحاور جوخة الحارثي ومارلين بوث حول ترجمة “نارنجة” إلى الإنجليزية | عاطف الحاج
الصورة: المترجمة مارلين بوث مع الروائية جوخة الحارثي
2022-06-13 116
أجرت الحوار الباحثة الأمريكية آنا ليرن ونشر بموقع (electricliterature.com) بتاريخ 12 مايو 2022م
تتسم رواية “نارنجة” التي صدرتْ حديثًا للكاتبة العمانية جوخة الحارثي، والتي ترجمتها مارلين بوث، بحزن جميل، فالرواية يتم تسريدها على لسان زهور، الشابة العمانية التي تدرس الجامعة في صقيع إنجلترا. تصارع زهور وجعًا داخليًا لا يوصف. ورغم أن وجعها يمكن أن يحمل أسماء عديدة: الاكتئاب، والحنين إلى الماضي، والحنين إلى الوطن، والوحدة، أو الندم، إلا أنه لا يمكن أبدًا استيعابه بالكامل في إطار تشخيص واحد. وسعياً للتأقلم مع هذا الوجع الذي لا يُغَالبْ، تعْلَق زهور في أحبولة من الذكريات الحالمة، مما يتيح لماضيها أن يسوّد صفحة حاضرها. خلال فصول الرواية، التي تلتقط صوراً للحظاتٍ من حياة زهور، تعود الرَاوّية إلى طفولتها عبر مشاهد متخيلة من زمن جدتها فتستدعي مشاهد محددة: رجلٌ يصفع الأرز من يد ابنه، ايماءةٌ تحملها أظافر سوداء ملتوية، عقدٌ نسائي يرتجف مع موت قادم. تلتصق الكلمات بدقة، بفضل إبداع جوخة الحارثي ومترجمتها مارلين بوث، على كل صفحة من الرواية لاستدعاء هذه اللحظات.
تُشَكّل جوخة الحارثي مع مارلين بوث ثنائياً أدبيًا مذهلاً حيث أبهرا القراء في جميع أنحاء العالم عندما نُشِرَتْ الترجمة الإنجليزية لرواية “سيدات القمر” في العام 2019م، وهي رواية أجيال تتناول حياة أسرة عمانية مع التركيز على المرأة في هذه الأسرة. حصلت الرواية على جائزة مان بوكر الدولية، وأصبحت بذلك من أكثر الكتب مبيعًا على مستوى العالم، وبفضلها أصبحت الحارثي أول مؤلفة عمانية تُتَرجم إلى اللغة الإنجليزية، وأصبحت روايتها “سيدات القمر” أول كتاب مكتوب باللغة العربية يفوز بالجائزة، ليبدو تعاون جوخة وبوث، ضمن الادب العربي المعاصر، جريئًا ومثيرًا نظراً لأن المشهد الأدبي العالمي وضع التركيز لفترة طويلة على المؤلفين الذكور الذين يكتبون باللغة الإنجليزية.
آنا ليرن: في رواية “نارنجة”، تنتقل الحكاية بين اللحظة الراهنة للرَاوّية في لندن وبين ذكريات طفولتها في عمان وذكريات جدتها والنساء الأخريات في عائلتها. جوخة، لماذا تميلين إلى استخدام هذا النوع من السرد المائع وغير الخطي؟
جوخة الحارثي: لست متأكدةً في الواقع من أنني قمت باختيار هذا النوع من السرد، انها فقط طريقتي في التفكير. عندما أفكر في الوقت، لا أستطيع التفكير فيه بطريقة خطية. بالنسبة لي، الوقت مفتوح أمام الاحتمالات. فالماضي مفتوح على الاحتمالات والمستقبل كذلك. نحن ننظر إلى الماضي بشكل مختلف في كل مرة نفكر فيه، أو في بعض الأحيان نكتشف معلومات جديدة ومختلفة لم نكن نعرفها من قبل، لذلك نبدأ في النظر إلى الماضي بشكل مختلف. أو نكبر، أو تحدث أشياء. إذاً نحن ننفتح على الماضي بطرق مختلفة وفي أوقات مختلفة. أنا مهتمة دائمًا بالقفز ذهابًا وإيابًا، ورؤية زوايا مختلفة للحدث، ورؤية الماضي من مواقع متباينة.
آنا ليرن: مارلين، ما الذي أثار انتباهك من الناحية الاسلوبية في رواية “نارنجة” ورغبتي بإبرازه في ترجمتك لها، وما التحديات الرئيسية التي واجهتك أثناء الترجمة؟
مارلين بوث: الشخصيات الأصغر سنًا في الرواية هي شابة عمانية وشابة باكستانية وشاب باكستاني يدرسون جميعًا في المملكة المتحدة. كان التعامل مع أصواتهم كشباب من مختلف أنحاء العالم أمرًا صعبًا للغاية، ومع ذلك فإن هذه الشخصيات تنتمي لأماكن معينة. ظللت أسأل نفسي، “كيف لي أن أصوّر تماماً عالمية من هذا النوع؟” وأيضًا أنا بلغت عمراً معينًا. أتذكر أني فكرت عدة مرات “حسنًا، أتساءل عما إذا كان من الأفضل أن يقوم بالترجمة شخص أصغر سنًا؟”. لا أعتقد أن أصوات الشباب في “نارنجة” كانت شديدة الحدة، فقد استخدمتْ أصواتهم في نص الرواية باللغة العربية لغة معيارية تمامًا؛ فهم لا يستخدمون أي نوع من لغة الشباب العامية أو أي شيء من هذا القبيل. لكنني كنت قلقة ما إذا كنت “من أبناء جيلي” إلى حد ما لفهم الأمر بشكل صحيح. وهذا تحدٍ لا نفكر فيه كثيرًا. نفكر في، “أوه، هل أعرف هذا المجتمع بما فيه الكفاية؟ هل لدي أنواع الحساسيات والخلفيات اللازمة [لترجمة نص]؟ ” لكني أعتقد أننا لا نفكر في مسألة المجايلة بشكل كافٍ.
آنا ليرن: في كثير من الأحيان لا تتم مناقشة مسألة فرق الأجيال بين المترجم والمؤلف أو الشخصيات! ما هي القضايا الأخرى التي تبدت لك خلال الترجمة؟
مارلين بوث: تمتاز كتابات جوخة الحارثي بميزة أخرى قوية شكلت أيضًا تحديًا في الترجمة وهي أسلوبها في الكتابة. لديها هذا النوع من الكتابة الجامدة أو المختصرة وشبه التهكمية. إنها تكتب بوضوح ولا تضيع الكلمات. وأحيانًا، تقارن جملة مع أخرى، وعلى القارئ أن يجتهد قليلاً ليرى العلاقة بين الجملتين، وثمة افراط في ذلك. وأنا أحب هذه الطريقة حقًا، إنها سمة من سمات كتاباتها، وأعتقد أنها فعالة جدًا. ومع ذلك، شعر الناشر أنه في بعض الأحيان ثمة عدد كبير جدًا من عمليات التجاور، وأن المعنى لم يكن واضحًا بما يكفي للقارئ. حالياً نختلف، جوخة وشخصي، مع الناشر في هذا الشأن. لم أكن أرغب التخفيف من تأثير أسلوبها من خلال الإضافة إليه [بهدف “توضيحه”]. بالطبع، أي نوع من الكتابة ينطوي على تفاوض ومساومة … لكن الأمر كان محبطًا لي بعض الشيء لأنني شعرت بأن الرغبة في تخفيف هذا الجانب من أسلوب جوخة ستكون حقًا شيء خاطئ وغير ضروري. أعتقد أن هذا يحدث كثيرًا في الترجمة. في بعض الأحيان، يريد المحررون مستوى من التفسير لا يطلبونه عادة ًفي نص تمت كتابته في الأصل بلغة النشر، لذلك قد يكون الأمر محبطًا للغاية بالنسبة للمترجم.
آنا ليرن: هل فكرتِ في كتابة مقدمة أو وضع ملاحظات المترجم لتأطير الكتاب لجمهور قراء اللغة الإنجليزية؟ أنا أسأل لأنه في عملك الأكاديمي، مارلين، كنتِ قد كتبت أيضًا عن الاتجاه الاختزالي في “تحديد السير الذاتية” بهدف تسويق الروايات التي كتبنها مسلمات ناطقات باللغة العربية في الترجمة الإنجليزية. بالنظر إلى أن “نارنجة” كتبت بضمير المتكلم، وأنها تتبنى (بشكل أساسي) أسلوبًا واقعيًا في السرد، هل تقلقين من أن يتم تصنيفها في اللغة الإنجليزية على أنها نوع من السيرة الذاتية، مما يؤدي إلى اسكات كفاءة جوخة الحارثي التخيلية بوصفها كاتبةً؟
مارلين بوث: حسنًا، هذا سؤال مثير للاهتمام حقًا. أعتقد أنني لو كنت قد قررت كتابة نص موازٍ، لركزت أكثر على عُمان وعلى التاريخ العماني … شعوري كمترجم هو أنني لست مسؤولاً عن الكيفية التي يفسر بها القراء كتابا ما. إذا اختار شخص ما قراءة الرواية بوصفها سيرة ذاتية أو قصة ذاتية، فهذا شأنه. كل ما يمكننا فعله هو أن نكتب على الغلاف هذه رواية. ثم إذا اختار الناس قراءتها بشكل مختلف عن ذلك، فهذا أمر يخصهم … أولاً وقبل كل شيء، هذا يدفعني للجنون حقًا عندما يفعل الناس ذلك، لأنه يبدو كما لو أنه بطريقة ما لا يُسمح للنساء العربيات أو المسلمات بكتابة الروايات. إنه مثل أي شيء يكتبنه يتم تلقيه بأنه مستلهم من سيرتهن الذاتية. وأنا حقًا، حقًا، أعترض على ذلك. ولكن أيضًا، هذه ظاهرة متكررة للغاية وعابرة للثقافات، أليس كذلك؟ غالبًا ما يُنظر إلى روايات النساء بشكل عام، عبر الثقافات، على أنها نصوص سيرة ذاتية، كما لو كان من المفترض بطريقة ما أن تفسر رواياتهن حياتهن. لذا يبدو الأمر كما لو أنه لا يُسمح للكاتبات بأن يكن، كما تعلمون، روائيات للخيال.
جوخة الحارثي: باستثناء أن تكتب رواية عن الجريمة.
آنا ليرن: أريد أن أتحدث عن الثقل الذي يلقي على الكلمات المفردة في هذه الرواية. تفكر زهور، الرّاوِية، بصورة منتظمة في حمولة الكلمات، فهي تتشبث بمعاني كلمات مثل “تجاهل” أو “اكتئاب” أو “ندم” أو، على وجه خاص، “انكسار”، وتصف هذه الكلمات كما لو كانت أشياء مادية. مثلاً، ترتبط كلمة “تجاهل” بالظفر الأسود لجدة زهور، الذي مثّل حضورًا مظلمًا ينمو بمرور الوقت. كلاكما، جوخة ومارلين، أكد على أهمية الدقة في اللغة بالنسبة لكما وفي كتاباتكما. هل كانت هناك أي كلمات من رواية “نارنجة” التصقت بك حقًا، أو أردت التأكيد عليها، أو فكرت فيها كثيرًا؟ هل كانت “تجاهل” واحدة من تلك الكلمات؟
مارلين بوث: أعتقد أن المشكلة بالنسبة للمترجم تكمن في أن الكلمة في اللغة العربية هي على الدوام أكثر ثراءً مما يمكنك تضمينه في كلمة واحدة عند الترجمة. أعني، في أي لغة تترجم منها، وهذه هي المسألة. بالنسبة لكلمة “تجاهل”، أعتقد أنها كانت الكلمة الصحيحة في سياق رواية “نارنجة”، لكنني أردت أيضًا أن أتمكن من استخدام مفردتي “تجاهل” و “إهمال”، وهما ليسا نفس الشيء تمامًا، لكنهما جزء مما يحدث في هذه القصة. لقد قررت بالفعل استخدام مفردة “تجاهل” على وجه التحديد لأنني أردتُ التأكيد على أن تجاهل زهور لجدتها كان عملاً اختيارياً، وأن تجاهل زهور لم يكن من ذلك النوع العفوي الذي لم تكن تدركه. لا يوجد نفس التركيز على إرادة الفعل في مفردة “إهمال” التي أعتقد أنها تشير ضمنيًا إلى مفهوم “التجاهل”.
جوخة الحارثي: تذكرت للتو مشهدًا في بداية الرواية عندما كانت زهور تتمنى أن تكون للكلمات أوتارا، فهي تقول “لماذا لا تتعلق بالكلمات خيوط لنجذبها إلينا ونعيدها إلى جوفنا؟” التفكير في هذا الأمر يجعلني أعتقد أن العالم كله مصنوع من كلمات.
مارلين بوث: كما أن مسألة التكرار تمثل ميزة أخرى لهذه الرواية بشأن اختيار الكلمات. من الواضح أن كلمة مثل “تجاهل” تعتبر مهمة في النسخة العربية من الرواية، ويجب أن تكون موجودة وأن تتكرر في النسخة الإنجليزية تمامًا كما تكررت مرارًا وتكرارًا في النسخة العربية. على الرغم من أن التكرار يبدو مناسباً في النسخة العربية، إلا أنه يبدو أحياناً أخرقا بعض الشيء في الإنجليزية. لذلك عليك أن تراوح في الأمر أحياناً. لدي بعض الخلافات مع المحررين حيث قلت لهم “انظروا، هذا التكرار يجب أن يبقى في مكانه. إنه مهم جداً”، يقول لك المحررون، وكأنما المسألة تتعلق بالأسلوب، “أوه، حسنًا، لا، سيكون من الأفضل إذا قمت بتغيير المفردات”. حسنًا، لا، هناك فائدة من التكرار. الكاتبة لا تكرر كلمة لأنها لا تملك كلمات أخرى، فهي إذا أرادت استخدام كلمات أخرى، فستستخدمها. التكرار في هذه الرواية يؤدي وظيفة.
جوخة الحارثي: أنا أتفق تمامًا مع مارلين بشأن مسألة التكرار هذه. أعتقد أن هذا الإصرار على تجنب التكرار جاء، وأنا آسفة على قول ذلك، من دورات الكتابة الإبداعية (تضحك). لا ينبغي للطلاب في هذه الدورات استخدام نفس الكلمة مرتين في نفس الصفحة. لكن عندما تقرأ الأدب الكلاسيكي، ترى أن هؤلاء المؤلفين الكلاسيكيين العظماء لم يترددوا، عندما تقتضي الضرورة، في استخدام نفس الكلمة مرارًا وتكرارًا. وبالنسبة لكلمةٍ مثل تجاهل إنها كلمة مهمة جدًا في رواية “نارنجة”، كما تفضلت بالقول، آنا. ويعد استخدامها أكثر من مرة أمرًا أساسيًا للرواية، لأن أحساس الرَاوّية زهور بالذنب لتجاهلها جدتها هو مصدر معاناتها، وهو مرتبط بشعورها بأنها تقاتل. ومن المهم لها، كما نقول بالعربية تقليب احتمالات الكلمة …
مارلين بوث: [تشرح عبارة جوخة] أن تقلب وتراجع وأن تفكر في معنى كلمة ما، وأن تتيح لهذه الكلمة أن تتحول وتولد معاني جديدة …
آنا ليرن: نعم، إن للكلمات والأسماء قوة كبيرة في هذه الرواية. تؤثر تسمية شخص ما أو كيفية تسميته على كيفية معاملته من قبل الآخرين والفرص المتاحة له. وغالبًا ما يرتبط فعل التسمية في رواية “نارنجة” ارتباطًا وثيقًا بالعنف. تكاد التسمية تصبح شكلاً من أشكال العنف في حد ذاتها. على سبيل المثال، هناك مشهد في فصل بعنوان “المرأة الغجرية” حيث تتذكر زهور أن المرأة التي جاءت تتسول على بابهم كانت تسميها أمها “الغجرية القذرة”. ولأن المرأة وصفت بهذه الطريقة، فقد عاملها المجتمع بشكل سيء للغاية، مما جعلها تنتهي بالقتل (وفقاً لقراءتي لنص الرواية). مارلين، أنا مهتمة حقًا باختيارك لكيفية نقل كلمة غجرية، التي تتسم بحمولة عالية، في ترجمتك.
مارلين بوث: حسنًا، كان هذا مثيرًا للاهتمام حقًا لأنني، بصراحة، بدأت باستخدام كلمة ” gypsy” في ترجمتي لكلمة الغجرية. لقد فعلت ذلك لأن ” gypsy” تعتبر الآن كلمةً مهينةً. فقد حسبت أن ” gypsy” هي الكلمة التي يجب استخدامها على وجه التحديد لأنها مشحونةً جداً وليس محايدةً على الإطلاق. لكن المحرر كان قلقًا جدًا بشأن هذا الاستخدام. فهم يستخدمونها بطريقة ازدرائية [في النسخة العربية من الرواية]، العنصر المهين في الكلمة هو بيت القصيد. لكن بعد ذلك تلاعبت بها قليلاً، وحاولت استخدام اللغة العربية أكثر قليلاً. إنها أيضًا كلمة صعبة الصوت في اللغة العربية. لذلك اعتقدت أن [الترجمة الصوتية للكلمة العربية إلى الإنجليزية] ستكون أفضل طريقة لمعالجة الأمر. ولكن من المفارقات أن المحرر كان يقول، “حسنًا، لا يمكنك استخدام هذه الكلمة”gypsy” لأنها مهينة. وأنا أعلم أنه يتم استخدامها في الرواية بمعنى الازدراء!”. إذا كان شخص ما يتحدث باحترام، فربما استخدمت كلمة “رحالة”، أو أي كلمة أخرى. كان هذا مثالًا مثيرًا للاهتمام للحظة أثرتُ خلالها قلق المحرر بسبب اختياري الطريقة المناسبة لنقل هذا الموقف عبر اسم ما.
جوخة الحارثي: نعم، أتذكر هذا النقاش حول “الغجرية” فقد جعلني أشعر بالتوتر أيضًا بسبب أن [الاستخدام المهين للكلمة] يُقصد به أن يكون على هذا النحو. ويجعلني هذا الأمر أفكر في رواية أنهيت قراءتها للتو. قبل ساعات قليلة انتهيت من قراءة رواية (Shuggie Bain) لدوغلاس ستيوارت، واعجبتني، إنها رواية ممتعة للغاية. لكن النقطة التي أريد أن أوضحها هي أنه، في تلك الرواية، ثمة الكثير من الكلمات التي يجب حذفها إذا تم التعامل معها بمنطق [أن يتغاضى المؤلف عن استخدام الكلمات المهينة]. على سبيل المثال ، في رواية (Shuggie Bain)، ينادي الكاثوليك والبروتستانت، وهم جيران، بعضهم البعض بكلمات مهينة. وهذه الكلمات المهينة مدرجة عمداً في نص الرواية. بطلة الرواية تفكر في الأمر، في الأشخاص الذين يختلفون عنها، وهي تستخدم هذه الكلمات لوصفهم، لذلك فهو استخدام مناسب تمامًا. لا يمكن أن يكون لديك شخصيات في رواية تؤمن جميعها بالكلمات الحديثة المقبولة وتستخدمها دون غيرها. أعني، الشيء الطبيعي هو أن لدينا أناسًا مختلفين في العالم. بعضهم ينظر بازدراء إلى الآخرين. ويطلقون عليهم أسماء معينة. وهذا الأمر يحدث طوال الوقت، وفي جميع الثقافات، كما أوضحت للتو عبر رواية (Shuggie Bain).
مارلين بوث: وهو أمر صعب لأنني أعني، من الواضح ومن المفهوم أن الناس لديهم حساسيات تجاه استخدام كلمات معينة. لكن نعم، الشخصية الروائية لها منظور معين وتعبر عنه من خلال استخدام المفردات.
عاطف الحاج سعيد: روائي سوداني
خاص قناص