نقد ومقالات

حدودٌ متحوِّلةٌ: عن شعر النّثر/ كارين فوكمان*

ترجمها وَذَيَّل حواشيها: تحسين الخطيب

إنّهُ لأمرٌ مربك أنْ يتحتَّمَ على قصيدةِ النثر الظّهور تحت طَبَقَةٍ مثيرةٍ للجَدَل. لعلَّ غموضها هوَ المفتاحُ: أَهِيَ شكلٌ form؟ نوعٌ genre؟ وما الذي يُفرِّقُها عنِ الطَّبَقَاتِ المُبتكَرةِ حديثاً، كقصّةِ الوَمْضَةِ flash fiction (3)، وكيفَ لها، في آخرِ الأمرِ، أنْ تكونَ قصيدةً، وتفتقرُ إلى ما يبدو أنّهُ المَعْلَمُ الشّكليُّ الأساسُ للشّعرِ: التَّقطيعُ line-break.

َرْقَى قصيدةُ النّثرِ بتاريخها إلى أكثرِ من 150 عاماً، إلى الشّاعرِ أَلُوْيْسْيُوسْ بِرْتْرَانْ Aloysius Bertrand الذي يُعتبرُ كتابُهُ جَاسْبَارُ اللّيل Gaspard de la Nuit المنشورُ، أوّلَ مرّة، سنةَ 1842، إلى حدٍّ بعيدٍ، أوّلَ أعمالها الرّائدة. مُنتظِمَاً في سلسلةِ مقاطعَ، يَتشكَّلُ جَاسْبَارُ اللّيل مِن فقراتِ نثرٍ قصيرةٍ رفيعةِ التّصويرِ، تُقدِّمُ جُمَلُهَا المُحْكَمَةُ ومضاتٍ لمشاهدَ من قريةٍ هولنديّةٍ مثلما هِيَ في أحلامٍ غيرِ مُكتملةٍ صَوَّرَتْهَا رسوماتٌ زيتيّةٌ (العنوانُ الفرعيُّ للكِتابِ: شَطَحَاتٌ (4) على شَاكِلَةِ رِمْبْرَانْتَ وَكَالُوْ Fantaisies agrave; la maniegrave;re de Rembrandt et de Callot ) تَتعلَّقُ أكثرُ الفقراتِ غرابةً بقزمٍ غريبٍ يُدعَى سْكَارْبُوْ Scarbo، فيما يُنسَبُ الكِتابُ، في ذاتِهِ، كما في المُقدِّمةِ، إلى جاسبار ليلٍ مُحَدَّدٍ يَتكشَّفُ بأنّهُ ليسَ سوى الشّيطان بِعَينهِ. جَاسْبَارُ اللّيل عملٌ فريدٌ، لا يمكنُ تصنيفهُ، أَرسَى دعائمَ الاستراتيجيّاتِ الشّكليَّةِ الأساسيّةِ لقصيدةِ النّثر: جُمَلٌ موسيقيّةٌ مُحْكَمَةٌ في فقراتٍ تقومُ مقامَ المقاطعِ الشّعريّةِ وَتواترٍ نحويٍّ يمنحها قالباً وايقاعاً، مثلما قد تفعلُ التَّقْفِيَةُ والتّواتُرُ العَروضيُّ في قصيدةٍ شكليَّةٍ، كما تَكشِفُ، كذلكَ، عن طبيعتها المرنةِ الخارجةِ على أيِّ قانونٍ. مُتوازِنَةً بينَ الأنواعِ الشّعريَّةِ والنثريّةِ، تستطيعُ قصيدةُ النثرِ أنْ تُنَاغِيَ الرَّسمَ، التّاريخَ، حكايات الخياليّ وغريبِ الأطوارِ، وأيّةَ مسألةٍ تختارُ أنْ تَجذبَها إلى حدودها المُتحوِّلَةِ.

رغمَ عدمِ تحقيقهِ لأيِّ نجاحٍ جماهيريٍّ أو نقديٍّ في فرنسا، فَإنَّ جَاسْبَار الليل كانَ ذا أثرٍ عميقٍ على الشّاعرِ شارل بودلير. مأخوذاً بابتكارِ برترانَ، كتبَ بودلير سلسلةَ قصائدِ نثرٍ جُمِعَتْ، في آخرِ الأمرِ، تحتَ عنوانِ سأَمُ باريس (5) Le spleen de Paris الذي أَطلقَ عليه اسمَ قصائدُ قصيرةٌ نثراً (6) Petits Poegrave;mes en prose. مثلما هيَ في جاسبار الليل، تتراوحُ قصائدُ سأم باريس بينَ الخياليِّ والتّأمُّليّ إلى قصائدَ عنِ الحياةِ المَدِيْنِيَّةِ وانشغالِ بودلير المُمَيَّزِ بالسُّوقِيِّ والمَاجِنِ. ورغمَ أنه لم يُنشَر إِلاّ بعدَ وفاةِ الشّاعرِ، فلقد كانَ لِـ سأم باريس أثرٌ عظيمٌ على جيل الشعراءِ اللاحقِ، بما في ذلكَ آرثور رامبو وستيفان ملارمي. ثمَّةَ، بينَ أعظمِ أعمالِ رامبو، المُتتاليتانِ شديدتا الاختلافِ مِن قصائدِ النّثرِ: فصلٌ في الجحيمِ(7) Une Saison en enfer: مُتتاليةٌ من اعترافاتٍ تأمُليَّةٍ خَيَاليَّةٍ، وَمُنَمْنَمَاتٌ (8) Illuminations: شِبْهُ رُؤَىً كالاحلامِ، مُوجَزَةٌ ومُكثَّفَةٌ. يِكشِفُ هذان العملانِ- لوحدهما- عن سلسلةٍ استثنائيّةٍ من احتمالاتٍ لشكلٍ لمْ يبلغ من العُمْرِ إِلاّ عقوداً.

ثُمَّ يتبنّى- بحيويّةٍ مُجَدِّدَةٍ- سورياليُّو أوائلِ القرنِ العشرينَ قصيدةَ النّثرِ بِوَحْيٍ مِن بودلير، رامبو، والكتابات السّوداويّةِ- المُعادِ اكتشافها- لإِزيدور دُوكاس Isidore Ducasse الذي كَتَبَ باسمِ الكونتْ لُوْتْرِيَامُوْن. ولأَنّ كثيراً من شعرائها العظام قبلوها عن طيبِ خاطرٍ، فقد شكَّلتْ قصيدةُ النثرِ جزءاً مهمّاً في معيارِ الشعر الفرنسيّ، ثُمَّ انتقلَتْ، بتأثيرٍ منهم، إلى الكُتّابِ الأوروبيّين. ولكنْ، لماذا لا زالَ يُعَايَنُ الشّكلُ- في نظيرهِ الأميركيّ- كخارجٍ عن المألوف مِن قِبَلِ كثيرٍ من قُرّاءِ الشّعر الأميركيّ اليوم؟ إِنّ الإجابةَ تقعُ، على الأرجحِ، تحتَ سؤالِ تَشَكُّلِ المعيار ذاتهِ. فَبِخلافِ المُجَدِّدِينَ الفرنسيّينَ العِظامَ في القرنِ التّاسعِ عشرَ- الذينَ زادوا في الاحتمالاتِ الشّعريّةِ، ثُمَّ أَخضعوها لعمليّاتِ تَحَوُّلٍ، من أجلِ ورثتهم الأدبيّين- لمْ يَنجذبْ شعراؤُنا الرّاديكاليّونَ، في القرنِ التّاسعِ عشرَ- وُلتْ وِتْمَنْ Walt Whitman وإميلي دِيكِنْسِنْ Emily Dickinson- نحو قصيدةِ النثرِ، بلْ حَدَثَتْ ابتكاراتُهم الأساسيّةُ من خلال إعادةِ تشكيلٍ راديكاليٍّ للسَّطْرِ الشّعريّ. فَبِالاستثناءِ الوحيدِ لِجيْرْتْرُوْد سْتَايْن Gertrude Stein التي اشتَغَلَتْ، على نحوٍ واسعٍ، في شعر النّثر، فَإِنَّ مُجَدِّدِينا الحداثيّينَ قد شَقُّوا- في المقامِ الأوّلِ- أرضاً جديدةً داخلَ البيتِ والسَّطْر. ليسَ إِلاَّ إِبَّانَ فترةِ ما بعدَ الحربِ- بعد مئةِ سنةٍ من ظهورها الفرنسيّ- حتّى يَتبنَّى قصيدةَ النثرِ، بفعاليّةٍ، شعراءُ أميركيّون؛ فهيَ، حسبَ التّقليدِ الأميركيِّ في التّجديد، وافدةٌ متأخّرةٌ تعاظَمَ ازدهارُها في السّبعينيّات. قد يُفسِّرُ هذا حالةَ الارتيابِ المُتواصلة لمجتمعِ الشِّعر المُكرَّسِ واشتباهَهُ بها- بعضُ أوائلِ المُناصرينَ للنّوعِ شعراءُ تجريبيُّونَ مثلُ رُوْنْ سِيْلِمَنْRon Silliman الذي بَيَّنَ في ]مقالتهِ[ الجُمْلَةُ الجديدةُ (9) New Sentence مَقاصِدَ قصيدةِ النّثرِ بعباراتٍ ماركسيّةٍ، ورُوْزْمَارِي وَالْدْرُوْب Rosmarie Waldrop التي صاغَتْ، في الآونةِ الاخيرةِ، عبارةَ quot;بَسْتَنَةُ الفَجوةِ gap-gardeningquot; (10) لِتَصِفَ اللّحظةَ الفاصلةَ بينَ الجُمَلِ النّثريةِ التي تُحدِثُ الوثبةَ أوِ التَّحَوُّلَ مثلما قدْ يفعلُ التّقطيعُ في قصيدةٍ مُنتظِمةٍ في أبياتٍ.

رغم تَدَرُّجِ حضورها وتقبُّلها، هَا إِنَّ قصيدةَ النّثر الأميركيّة تزدهرُ أخيراً- إِنَّ عَيْنَ الالتباسِ الذي أثارَ الاسئلةَ الاساسيّةَ المُحيّرةَ، التي لا جوابَ لها، عن طبيعتها قد وَفَّرَ، كذلكَ، حقلاً خصباً من البحث الابداعيّ لزمرةٍ من الكُتّابِ الحاليّين. لقد أَنجزَ بعضُ الشعراء البارزينَ كجُون آشبيري John Ashbery، لِنْ هِيجِنْيان Lyn Hejinian، تشارلز سيميك Charles Simic وجيمز تييت James Tate أعمالاً مُهمّةً في النّوعِ ( مع شعراء شُبّان أمثال تَالْيَا فِيْلد Thalia Field، هَارِيتْ مْيُولِنْ Harryette Mullen وَإِلزابيث وِيلِسْ Elizabeth Willis) مُوَسِّعينَ مجالَهُ النَّغميَّ والبُنيويّ. ثُمَّ كانتْ قصيدةُ النّثرِ نقطةَ التقاءِ عددٍ من الأنثولوجيّاتِ: فبعدَ عشرينَ سنةٍ من أنثولوجيا مَايكل بِنيدكتْ Michael Benedikt المُهمّة قصيدةُ النّثر: أنثولوجيا عالميّة (1976) جاءَتْ أنثولوجيا ستيوارت فْرايْبيرت وديفيد يَنْغْ نماذجُ (11) الكون Models of the Universe (1995)، تَبِعَها، بعد سنواتٍ قليلةٍ، مُختارات بيتر جونسون من مجلّتهِ قصيدةُ النّثر: مجلّةٌ عالميّةٌ، ثُمَّ، في العام 2003، أنثولوجيّتان: قصائدُ نثرٍ أميركيّةٌ عظيمةٌ: مِن پُوْ إلى أيّامنا لدي?يد لِيْمَنْ Lehman وَ24 شاعر نثر أميركيّ (12) لِرَاي غُونزاليس Ray Gonzalez اللتانِ قدّمتا سلسلةً متنوعةً من الأعمال. ومع كْيُوْ Cue وَ Sentence (13) ( الجُمْلَة) اللتينِ باشرتا النشر خلال السنتين الاخيرتينِ، لا تزالُ بضعةُ مجلاّتٍ أخرى مُكرّسةٍ للنوعِ ناشطةً ومُرْضِيَة. في حينِ أنّها لا تزالُ شكلاً مُخادعاً، حافلةً بالوثباتِ والاغواءاتِ، فإنَّ قصيدةَ النثرِ تبدوْ مُتوازنةً لتأخذَ مكانها كجزءٍ من شعريّةٍ أميركيّةٍ دائمةِ التّطوِّرِ.

حواشي المترجم:

*- كارين فوكمان Karen Volkman شاعرةٌ أميركيّةٌ من مواليد مدينة ميامي سنة 1967. نشرت مجموعتين شعريتين: Crash’s Law التي اختارتها هيذَر ماكْ هيُو لسلسلة الشّعر القوميّ للعام 1995، ونشرتها دار نورتون العام 1996، وَ Spar التي نالتْ جائزة إِيَوَا الشّعريّة وجائزة جيمز لُوْلِنْ للعام 2002 التي تمنحها أكاديميّة الشعراء الأميركيين.

2- العنوان الأصلي لهذه المقالة quot; Mutable Boundaries: On Prose Poetryquot;، ويمكن مطالعتها على موقع أكاديميّة الشعراء الأميركيين، وضمن الرابط التالي: http://www.poets.org/viewmedia.php/prmMID/5910

3- تُعرَفُ، أيضاً، بالـ: sudden fiction، short-short، microfiction، short short story، micro-story، very short story، وتمتازُ بِوَجَازَتِهَا/ قِصَرِهَا brevity الشّديد، بحيث يتراوح عدد كلماتها بين 250-1000 كلمة. أحياناً يصبحُ الحدّ الفاصلُ بين قصيدةِ النّثر وقصّة الومضة غائماً جدّا حتّى يصعب التفريقُ بينهما. يحتاجُ الأمرُ إلى قارئٍ مُدرًّبٍ وذي خبرة شعريّة.

4- ليس ثمّةَ أيّ بُعْدٍ صوفيٍّ للشّطحات هنا. هي الفَنتازيّاتُ. والـ fantasy: شكلٌ شعريّ مُتصلٌ بالميثولوجيا والفولكلور، يمتدّ من ملحمة جلجامش والأوديسّة إلى بييوُولف، ومن الأساطير السّلتيّة إلى الشّعر الملحمي للكوميديا الالهيّة. يدور الأدبُ الفنتازيُّ في عوالمَ realms غير موجودةٍ مُصوِّراً مخلوقات خارقة للطبيعة. والفَنتازيّةُ: لحنٌ موسيقيٌّ مُتحرِّرٌ من قيودِ الشّكل التقليديّة.

5- يُعرف بالانجليزيّة بِـ Paris Spleen، يتكوّنُ من 50 قصيدة نثر قصيرة قال عنها بودلير، في رسالةٍ للصحفيّ والنّاقد جول تروبا Jules Troubat، بتاريخ 19 فبراير 1866: إِنّها، مرّةً أُخرى، أزهارُ الشّر، ولكنْ مع زخمٍ أكثرَ من الحريّةِ، من التَّفصيلِ، ومن السُّخريةِ. نُشِرَ سنةَ 1869.

6- لا فرقَ بين مصطلحيّ quot;قصيدةٌ بالنّثر/ القصيدةُ نثراً Poegrave;me en prosequot; وَ quot;قصيدةُ النّثر Prose Poem،quot; بل هما مصطلحان مُترادفانِ عموماً، غير أنّ بعض الأحداثِ تقتضي إيجاد فارقٍ بين ما كانَ يُكتَبُ في فرنسا وأميركا، أو ما هُوَ متعلّقٌ بدخول عبارة quot;poem in prosequot; إلى العالم النّاطق بالانجليزيّة، وذلكَ عندما يحتاجُ الشّكلُ form إلى توكيدٍ أكثر مما يحتاجه النّوع genre. أُنظر: ستيفن مونت، أسيجةٌ خفيّةٌ: شعرُ النّثر كنوعٍ في الأدبينِ الفرنسيّ والأميركيّ، 2000، ص ix.

7- تجدرُ الإشارةُ إلى أنَّ فصل في الجحيم يحوي خمسةَ قصائد موزونةٍ ومقطعين أيضاً. فبعدَ quot;خيمياء الكلمة Alchimie du verbe، ثمّة قصيدتان بدون عنوان، ثمّ مقطعٌ نثريّ فقصيدةٌ موزونةٌ بعنوان quot;أغنية البُرج الأعلى Chanson de la plus haute tourquot;، ثمّ مقطعٌ نثريّ، فقصيدةُ quot;جوع Faimquot;، ثمّ قصيدة موزونةٌ أخرى بدون عنوان، فمقطعٌ نثريّ يليه مقطع موزون، فمقطعٌ نثريّ ثمّ آخر موزون.

8- حاول بعضُ المترجمين العرب إلباسَ رامبو عباءةَ التّصوّف فترجموا Illuminations بِـ quot;الاشراقاتquot; مُتجاهلينَ أنَّ ?يرلين كتبَ في تقدمةِ الكتاب قائلاً: quot;أمّا كلمةُ Illuminations فهيَ ذاتُ أُصولٍ انجليزيّةٍ وتعني: لوحاتٌ ]صورةٌ على صفحةٍ كاملةٍ في كتابٍ[ مُلَوَّنَةٌ colored plates، وهوَ عَيْنُهُ العنوانُ الفرعيّ الذي وضعه السيّد رامبو لمخطوطهquot;. وقد أكّد الشاعر الأميركيّ روبرت بلاي Robert Bly ذلكَ حينَ قال بأنّ نوع قصيدة النّثر التي ابتكرها رامبو في Illuminations مُستلهمةٌ من الفجواتِ المُلوَّنة الجديدة المعروفة، في صناعةِ الطّباعة، بِـ illuminations. أُنظر: quot;الصّور الغميقةُ والأشياءُ: قصائدُ نثر روبرت بلايquot; من كتاب البلجيكي ميشيل دلفيل Michel Delville قصيدةُ النّثر الأميركيّة: الشّكل الشعريّ وحدود النّوع، 1998، ص 150.

9- مقالةٌ من سلسلةٍ أُخرى جُمِعَتْ تحت ذاتِ العنوان، ونُشرَتْ، في كتابٍ، سنةَ 1977. قالتْ عنها باربرا إينزغ Barbara Einzig: quot; في الحديث المُهمّ لرون سيلمَنْ عن quot;الجملةِ الجديدةquot; صار علمُ النّحو والصّرف علماً للعَروض.quot;

10- في سؤالٍ عن الفارق بين قصيدة النّثر وقصّة الومضة وجّهته لها المجّلة الالكترونيّة Double Room تُبَيِّنُ والدروب هاته العبارة قائلةً: quot; يَأْبَى البيتُ الشعريُّ أنْ يملأَ كلَّ فضاءِ الصّفحةِ. حتّى وَإِنِ احْتَفَتِ الكلماتُ بما هُوَ ]فضاءٌ[ ( غير أنّ كلماتي لمْ تَعْتَدْ فعل ذلك)، كُلُّ سطْرٍ يعترفُ بوجودِ ما ليسَ هُوَ. إِنَّهُ يُبرهِنُ على أنّكَ quot;حينَ تُبدِعُ يتوجّبُ عليكَ أنْ تعقدَ ميثاقاً مع العَدَمquot; (كلاركْ كُوليدْج). أوْ، مثلما صاغَتْها هِيْذَرْ ماكْ هْيُوْ: quot;]الشّعرُ[ فَنُّ التَّحوّلاتِ بِعَيْنِهِ، نحوَ هامشِ الصّفحةِ الأبيض، نحوَ اللاّ مُغَنَّى، نحو الفراغِ المنظُورِ، إلى اللاّ كلامٍ الذي تُصَاغُ فيه كلماتنا.quot; لِعلَّ أعظمَ تَحَدٍّ لقصيدةِ النّثرِ (كنقيضٍ لقصّةِ الومضةِ) أنْ تُعَوِّضَ غيابَ الهامش. أُحاولُ تَعْيينَ هامشي، الفراغَ داخلَ النّص. أَحرُثُ أثلاماً، ثُغَرَاً، تَحوُّلاتِ العلاقاتِ، الخ. لقد سمَّيتُ ذلك quot;بَسْتَنَةُ الفَجوةِquot;. أَدَاتِي الرئيسةُ اليها هِيَ التَّوْلِيفُ collage.

11- بالمعنى الفلسفي لكلمة نموذج: الجامعُ لصفات الجنس والنّوع المُتشركة.

12- العنوان الأصلي للانثولوجيا هو: quot; لا حدود: قصائد نثر لـ 24 شاعر اميركي.quot;

13- ضمّ العدد الثاني من مجلة Sentence (2004) ترجمتنا لقصيدة أمجد ناصر النثرية 03.03.03 من ديوانه حياةٌ كسرد مُتقطِّع.

ايلاف

Show More

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button