انفجار المشرق العربي من تأميم قناة السويس إلى غزو العراق 1956 – 2006 جورج قرم

إنفجار المشرق العربي-من تأميم قناة السويس إلى غزو العراق 1956- 2006

تأليف جورج قرم

هو كتاب ضخم أكثر من 860 صفحة ترجمة من الفرنسية د محمد علي مقلد المراجعة من المؤلف الناشر –دار الفارابي 2006

الكتاب

يتكون الكتاب من مدخل و أربع أجزاء

أوهام الذاكرة والإدراك

الجزء الأول –البنية المستحيلة للشرق الأوسط

الجزء الثاني–من الغليان الثوري الي النفطية 1956-1975

الجزء الثالث –من الطفرة النفطية الي تعدد النزاعات العربية

الجزء الرابع–بسط الهيمنة الامريكية والسلام المفقود

مقدمة مختصرة للطبعة العربية

صدرت الطبعة الاولي بالفرنسية عام 1983 وتم نقلها الي العربية عام 1985 و يتكون الكتاب من خمس فصول قبل السرد من تأمين قناة السويس الي غزو العراق وزد الكتاب الفصول الخمس عام 1998 ، ويتحدث الكاتب عن ما ينقص الوطن العربي هو الاستقلال الفكري المبني علي تراكم معرفي متماسك ،ويصف الكاتب صموئيل هانتنغون بالسخيف حو كتاب صراع الحضارات ، ويدعو الي تأسيس منظومة فكرية يبني عليها نظام إدراكي متماسك يسمح برؤية الوقائع والاحداث في سياقها الحقيقي لهو مهمة ملحة ، لمستقبل افضل للمنطقة

ولابد أن نتحدث بعمق عن أسباب فشل النهضة العربية ما بين 1825 الي 1956 وسيرة المجتمعات العربية نحو الانحطاط والوهن والتفرقة أمام التحديات الخارجية ،

مما لاشك فيه أننا ، كعرب نعيش حالة ضبابية فكرية وثقافية مطلقة ، اصبحنا فاقدين للهويتنا الجماعية ، هويات حضارية مهمشة واسلاموية الطابع تفرقها مواقف متباينة ومختلفة حركات جهادية وتكفيرية وأنواع اخري تنادي بالهوية الإسلامية ، مرور بعصبيات مذهبية مختلفة ، تظهر عنف في بعض الأحيان

ويذكر المؤلف أن أملة يكون كتابه صالحا لانطلاق حوار جديد ، واكثر واقعية لاستكشاف سبل الخروج من مسار الانحطاط ودينامية الفشل

عن الكتاب-أقتباسات

أوهام الذاكرة والإدراك

– أول قرار سيادي في الأقطار العربية هو تأمين الحكومة المصرية شركة قناة السويس 1956

— ظل التاريخ في المشرق العربي مادة متجددة لذاكرات متنازعة بين مختلف المجموعات الاجتماعية الثقافية ، التي لم تنجع الدول العربية الحديثة ، المتشكلة على أنقاض السلطنة العثمانية ، في صهرها داخل ذاكرة تاريخية موحدة وتوافقية نسبية ، على غرار ما حمل لدى شعوب أوروبا

–والعالم العربي لم يسيطر علي حيزه ، ولا علي محيطه منذ عصور ، والعديد من محاولات الخروج من التخلف والانحطاط خلال النصف الثاني من القرن الماضي ، وكلها باءت بالفشل

–إن تاريخ النصف الثاني من القرن الأخير ، وتاريخ الإخفاقات العربية المتكررة في الخروج من حالة التبعية الاقتصادية والعجز أن يتحول الي شريك في النظام العالمي ، يسلط الضوء علي انحطاط المشرق العربي ، لم ينجح العرب في مرحلة الاستعمار ولا الاستقلال

–إن المشرق العربي ، الموزع بين هويات متناقضة والخاضع لتأثيرات تاريخية متعددة ومتنوعة ، يبدو مجزأ ومتشظيا ، وقابلا للتفجر بفعل تراكم حالات الصراع الحادة التي لا يتحكم بها المتنازعون ،،(اعتقد الكاتب يقصد اليات الاختلاف داخل الدول)

الجزء الأول –البنية المستحيلة للشرق الأوسط

الفصل الأول البنية المستحيلة للشرق الأوسط

–يذكر الكاتب أن بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية لم يستطيع العرب القيام بنظام وقوة واضحة أمام الغرب ، ولم يظهر شخص مثل كمال أتاتورك في تركيا ، قادر علي تجميع العرب من أنقاض الإمبراطورية العثمانية وانتصر علي القوات الفرنسية والانجليزية

–إن طريقة تحديد هوية العالم الإسلامي المهيمنة حاليا في التصور الغربي كما في الادب السياسي العربي تبدو غير ملائمة ، وتخلق من المشكلات المفهومية أكثر مما يدعي لحلول لها

الفصل 2 مناهج إدراك الشرق الأدنى وتاريخه

–إن غياب أنظمة محلية لسطات سياسية متجانسة وذات شرعية وقادرة علي صياغة توافق تاريخي علي هوية المجتمعات العربية التي يتكون منها جزء أساسي من المنطقة هو الذي يديم فراغ القوة السياسية والثقافة العسكرية أيضا

–من اللافت من الاستنتاج كم كان موقف العالم المسيحي إزاء العالم الإسلامي ، كبنية سياسية إيديولوجية ، شبيها بموقف العالم الرأسمالي الغربي تجاه العالم الشيوعي ،

–إن الغزوات التي تعرضت لها المنطقة خلال تاريخها الطويل ، وبعضها كان عابرا ، ظلت حية في ذاكرة شعوب المشرق، فاستحضرت الحروب الصليبية

–مع غياب الامة ظل الشعور بالاضطهاد ، أكان هذا الشعور عائدا الي الاعتقاد بالانتماء الي القمي الإسلامي او الي أمة عربية ذات طابع علماني ، أو الي أمة عربية إسلامية ، أو الانتماء الي كيانات أقلية ، فإن معايير تحديد الهوية بالدين أو القومية أو الانتماء الي أقلية تخلق في الحقيقة شعورا مأساويا بالعجز والقهر ، وهو شعور تفاقم بفعل الحروب الأهلية ، والإرهاب والضغوط والتدخلات الخارجية

— القاعدة الأول التي ينبغي تطبيقها ، وهي القاعدة الأساس ، تقضي بقراءة الاحداث ضمن سياقها . فلا يجوز الاستمرار في قراءة الوقاع المكتوبة بصفاتها وقائع حدث من غير سياق (يقصد الاحداث التاريخية)

–علي العرب أن يتحملوا بأنفسهم عبء إعادة صياغة هويتهم والسيطرة علي منطقتهم ليعيدوا بناء المؤسسات السياسية والاقتصادية والعسكرية الكفيلة بحمايتهم ، وان يتقبلوا الحقيقة المؤلمة العودة الي الماضي أمر مستحيل والغرب واروبا علي وجه الخصوص عليه أن يكبح جموحه الي التدخل الكثيف في شؤون المشرق العربي

–إن الاستفادة من دروس التاريخ والقبول بالمنهج المقارن في الدراسات الدينية ، سيما في مجال متجانس يضم الديانات التوحيدية في حوض المتوسط كل ذلك يشكل أول خطوة في مجال عملية التحرر من تسلط المخيال الديني علي تحديد حصري للهوية

–بريطانيا مارست في الوطن العربي سياسة فرق تسد(تصبح سيد) وفرنسا في مصر وشمال أفريقيا ) بررت استعمارها لبعث الحضارة العربية(هنري لورينس)

–لقد كانت الدول الجديدة في جنوب شرقي أسيا ، وفق مثال الياباني، إدخال عالم الريف (القري) في التحديث الاقتصادي مع عالم المدينة

كان النضال السياسي ضد الهيمنة الأوروبية والإصلاح الديني حيز هموم النخبة في المجتمعات العربية ، وادي الي اهمال تام للتحديث السياسي القائم علي امتلاك العلوم والتكنولوجيا

–قد يبدو مجتمع المنطقة وكأنه عالم في طور التفكك، ولا يبقي عليه سوي ممارسة الاستبداد السياسي بشكل أكثر عنفا

–ربما مأساة الشرق الأوسط ، نظرا الي التصدعات المستمرة التي تزعزع المجتمع العربي وتمزقه هي تصدعات تتمحور حول العلاقة بالقوي العظمي ، وتاليا تركيز الأنظار في اتجاه الخارج يبقي المجال ضيقا أمام إمكان تحليل الآفات الداخلية للمجتمع ، بخاصة القصور العلمي والتقني والعسكري ، وبدورة يشكل هذا العنصر جزءا مكملا للنظام الاستبدادي الذي يتحكم بالمجتمع العربي

الأجزاء الأخري

–الشعوب العربية فغالبا ما لا ينظر إليها إلا كرمي ف يأيدي طغاتها أو مستعمريها ، وانحصر في الماضي في رفع طلبات الاسترحام الي السلاطين وتقديم العرائض للمحتلين

–ولئن تألم اشعب العربي وأسرف في التألم لموت عبد الناصر ، فلابد فقد فيه المعبر الساحر عن المشاعر الجماعية ، والترجمان الذي أبان ، طيلة سبعة عشر عاما ، من خلال منطوق خطاباته ، عن بعض الصبوات العميقة للمجتمع ، فكان وكأنه لسانها الناطق ، وبغياب البطل أنتهي فجأة ذلك المهرجان الخطابي ،والاحتفال القومي الذي ام بعرف العرب مثيلا له

–الحق أن السادات كان يتحرك بدافع حسه ، تماما كما كان يفعل عبد الناصر لقد شعر الأخير برياح الثورة تهب علي العالم الثالث ، فعمل علي تأجيجها ، وارهص بالفوائد التي يمكن اجتناؤها من الحرب الباردة بين السوفييت الامريكان

–كانت جماهير العواصم العربية في الستينيات مسيسة الي حد عال بفعل وسائل الاعلام الرسمية وانتشار الترانزستور . وراينا هذا التسيسي في خطاب استقالة عبد الناصر 1967 وعند وفاته 1970

— أن الجيش المصري هو الذي أفتتح حرب 1973، علي الرغم من تخلفه التكنولوجي ، وعبر قناة السويس ، مجترحا بذلك إنجازا حقيقيا علي الصعيد التقني العسكري كان العديد يعتقد أنه عاجز عن القيام به ، وكان هذا الحدث وحده قمينا بأن يضع أسطورة التكنولوجيا من جديد موضع تساؤل

–لم يعرف المجتمع العربي ، حتي نهاية الستينات1970 ، سوي طغيان الفقر وجاء الغني عن طريق النفط وليس ثورة صناعية ، غني نتاج الفقر والتخلف

–في 16 أكتوبر1073 كان سعر برميل البترول 5.11 دولار وفي ديسمبر 1973 وصل سعر برميل البترول 11.65بعد حرب أكتوبر كانت المنظمة عام 1960 سوي نقابة فقراء ومان —-الغرض من منظمة الاوبيك عندا أنشئت عام 1960 بمبادرة فنزويلا الحد من تدني أسعار النفط جراء تنامي وفرة الموارد المكتشفة

–هل التاريخ صاحب مزاج متقلب ؟ كلا ولكن عندما يبدوا أحيانا وكأنه يتؤأج بتواري ، يمسي عصيا علي التنبؤ به ، عندما يطالبه الانسان بحل معادلات لأحل لها او وضعت معادلات بشكل غير صحيح

–إن العجز في مواجهة إسرائيل والوحدة العربية المفتقدة هما المسماران اللذان يثبتان المجتمع العربي علي خشبة الصليب

— نوفمبر عام 1967 قرار 242 من مجلس الامن ، والقاضي بمبدأ الاستيلاء علي الأراضي الفلسطينية وعودتهم الي أراضيهم وديارهم

–كانت بلدان النفط بأساليب شتي ونقدم من 6% الي 7% من ناتجها القومي للبدان الفقيرة والغرب الغني والقوي كان يقدم0,30% للبدان الفقيرة

— يتحدث الكاتب عن لبنان بعد انتهاء الحكم العثماني ، وكيف كانت ضحيه الغرب والواقع أيضا من طبقات مختلفة ماديا ، الشيعة فقراء وما أدي الي خروج حركات للخروج من هذا الوضع بدأها السيد موسي الصدر ، الذي أنجرف الي المعارك وبعدها رجع يحاول يخفف الوضع الذي ابتدعه -وعن كمال جنبلاط وغيرهم وكيف كانت لبنان ضحيه جميع الأطراف

–أكثر ما كان يهم الغرب في بداية السبعينيات ، هو أمن المناطق النفطية واستعادة مصر وسوريا بالتنافس مع الاتحاد السوفياتي ، وليس احترام تراتبيات الطوائف علي أرض صغيرة وفقيرة بالموارد أو دعم الوجود المسيحي

الكوابح الثقافية والانحطاط

لقد أنهى المشرق العربي القرن العشرين كما بدأه ، أسيرة دومة الآلية الانحطاط ، أي أمام مستقبل ضبابي وتحت وصاية القوى الخارجية الغربية ، بما في ذلك على الصعيد العسكري . إن تاريخ نصف القرن المنصرم شاهد على الأعمال العريضة التي تولدت من مرحلة الاستقلال الوطني ومن موجة الازدهار النفطي ، المرحلتين اللتين اعقبهما مباشرة نفاقم الصراعات العربية – العربية وتنامي حالات العنف واللاإستقرار . وقد بدت محاولات الولايات المتحدة الأميركية ، في أعقاب انتصارها الكامل في حرب الخليج ، الرامية إلى خلق شرق أوسط جديد ، يضم البلدان العربية وإسرائيل وتركيا ، ضمن منطقة للتنمية والتبادل الحر ، بدت عديمة الجدوى كلية ؛ ولم نزد سياسة الحصار والخنق ضد النظام العراقي ، المستبعد من بين المجموعة الدولية ، وهي ما يسمى سياسة الاحتواء ( containment ) ، إلى أي نتيجة . إن غزر العراق في عام 2003 ، والمشاريع الأميركية الجديدة الساعية إلى حمل الشرق الأوسط الكبيرة على إجراء إصلاحات في الشأن الديموقراطي والاقتصادي ، مستهدفة تغيير الوجه المؤسف للمنطقة ، هذا الغزو فد لا يحظى بفرص نجاح أفضل من فرص الجهود المبذولة في نصف القرن المنصرم . إننا نجد أنفسنا دوما امام بناء مستحيل ، سواء كان المقصود جغرافية الشرق الأوسط أو الأدنى ، أو كما يرى الاتحاد الأوروبي الحيز الجغرافي للبحر الأبيض المتوسط . وإذا لم تكن المنطقة قد استطاعت ، في بداية القرن الماضي ، أن تعثر على شخصيتها ونقيم بناها بسبب تعدد القوي الأوروبية المهيمنة التي توزعت السيطرة ( فرنسا وانكلترا ) ، فهې اليوم ، مع بداية فرن جديد ، وبالرغم من وحدانية السيطرة الأميركية خلال العقد الأخير ، لم تستطع أن تجد إطار الاستقرار الذي من شأنه أن يوفر لها ، في النهاية ، الدخول في عصر جدید . إن مجتمعات المشرق العربي ، بالرغم مما يجمعها ، لغة وتاريخا ودينا ، اليوم أكثر من أي وقت مضى مفتتة ومشتتة في كيانات سياسية يرتاب الواحد منها غالب الأحيان بالآخر ، هذا إذا لم تكن في حالا فداه صريحة . الأنظمة السياسية تسلطية ومستنزفة تهش آخر ايامها ، من دون أن يظهر بديل ممكن من شأنه أن يشق طريقا جديدا نحو مزيد من التماسك والاستقرار . ولهذا فالمنطقة نجتاز أحدى أكثر المراحل للمة في تاريخها ، ” ول في كونها مكسر عما جيوسياسي لكل القرى الخارجية التي ترى أن لها فيها مصالح حية . إن هشاشة الأنظمة ، أبا يكن مستوی تسلطها والطبيعة العلبة البع قرى المعارف

وأيديولوجياتها المعادية للغرب ، كل ذلك بدفع القوى الخارجية إلى ممارسة وصاية ذات وطأة متزايدة على مجتمعات المنطقة ، بصورة مباشرة أو بواسطة أنظمة عميلة وسيطة . لهذه الوصاية التي حددت حرب الخليج ثم عملية السلام في مدريد شروطها المبنية على اکراه متزايد دوما ، آثار تدميرية على مستويات المعيشة . فليس لها من أثر إلا تشجيع حركات التقوقع على الهوية الضيقة وتزايد المرشحين للعمليات الانتحارية الذين يضحون بحياتهم على غرار الطيارين اليابانيين ( كامیکاز ) خلال هزيمة اليابان عام 1945 . هكذا صار المشرق العربي والغرب محبوسين في حلقة مفرغة ، أدت إلى تفاقم التعقيدات الجيوسياسية وتعميق أسس الانحطاط ذي الوتيرة المتسارعة . إن التمسك بالأمل في تحسين الوضع في المنطقة يبدو ، في السياق الذي عرضنا له داخل هذا الكتاب ، کانه ضرب من الخيال او سراب . فمن اجل تفكيك الخيوط المتشابكة في علاقات المجتمعات العربية بالغرب ، ومن أجل استكشاف الضياع المؤلم للمجتمعات العربية ، لا بد من البدء بقبول الجردة الواقعية لنصف القرن المنصرم ، كما لا بد من وضع هذه الجردة في السياق التاريخي الأشمل والعمل على تغيير الأطر المتناقضة للذاكرة والادراك . هذا ما حاولنا استعراضه في الجزء الأول من هذا الكتاب . واذا ما بقيت هذه المعطيات الأساسية لعدم الاستقرار وللعنف في المنطقة ، فإن الأمل يبقى ضئيلا بتغييرات سريعة وإيجابية ، لأن الاتجاه الانحطاطي الحالي سيتواصل وقد يتسع عمق الانقسامات السياسية والثقافية ، سيما في ترجمانها الأخلاقية والمعنوية . ومن شأن مثل هذا التطور أن يضفي صدقية أكبر على الأشكال المختلفة للخطاب العقائدي الذي يتنبا بحروب جديدة بين الحضارات ، ذلك أن تنبؤات البعض تتحقق ذاتية بصورة افضل بمقدار ما يكونون هم أنفسهم ، من خلال مواقعهم في الأجهزة الأكاديمية والإعلامية ، عناصر فاعلة في دينامية المواجهة بين الشرق المسمی مسلمة ، والغرب المسمي اليهودية مسيحية . من الصعوبة استشفاف إمكانات لتضميد الجراح الملتهبة التي تميز المجتمعات العربية وعلاقاتها بالقوى الغربية والثقافة التي تفرزها ، في ظل المناخ الراهن وفي ظل قراءة الأحداث المنطقة وفقا لأنظمة إدراك متناقضة . حتى لو تأثرت نخبة المجتمعات العربية بالمثل العليا لفلسفة الأنوار ، وذلك في غمرة انطلاقة الاستعمار التقليدي في القرن التاسع عشر ، فإن التحولات التي طرأت على الثقافة الغربية خلال نصف القرن المنصرم يمكن ، بصعوبة ، أن توفر إرضية لنيم مشتركة . إن خيبة الأمل من العلمنة وتبلور أسطورة جديدة حول وجود ينابيع العبرية العربية في اليهودية – المسيحية ، والعودة نكرارا ، منذ سنوات ، إلى أموال الحرب العالمية الثانية ، سيما المحرقة ، وتوظيف حقوق الانسان الغابات جيوسياسية ، والشعور المتنامي بطرق جذري للغنية والمتانة ما بعد الصناعية ، بالصورة المعممة

ملء افراغ القوة

إن الأفكار المعروضة هنا لا تندرج طبعا في سباق الوصفات الجيوسياسية التي آلت كلها إلى الأفلام في الشرق الأوسط ، منذ بداية القرن التاسع عشر . إن فراغ القوة الذي يعتبر السبب الأول لكل حالات العنف وعدم الاستقرار لا يمكن ملؤه ، باستمرار ، بالوصاية الخارجية على المنطقة ، ولا يمكن معالجة انحطاط المجتمعات العربية التي جلب هذا الفراغ وعمته إلا إذا وجدت المجتمعات العربية ، يوما ما ، القدرة في داخلها على كسر ديناميات الإخفاق المتحكمة بها ، وهي نابعة من تشابك عوامل داخلية وخارجية حاولنا أن نحدد ما ونصفها ، على امتداد هذا الكتاب . إن التفكير في سبل الخروج من المآزف الحالي بتطلب توجيه التأملات على مستويات عدة ومقاربات جديدة متماسكة ، والبدء هنا بقضية أضرار الاقتصاد الريعي ليس ناجما عن موقف أيديولوجي مسبق ، بل عن غياب البعد الاقتصادي ، وهو الأهم ، عن التحليلات المتعلقة بتاريخ مجتمعات المشرق العربي المعاصر ، وهو ما أشرنا إليه في الجزء الأول من الكتاب ؛ فضلا أن هذا البعد احتل المقام الأول ، في لحظة معينة ، وبغرابة ، في مساعي السلام الإسرائيلي العربي الوهمية

. الابتعاد النظرة الاقتصادية الساذجة والقضاء على أسس الاقتصاد الريعي

أدت مطالبة الغرب الملحة بإقامة علاقات اقتصادية مكلفة بين الإسرائيليين والعرب ، قبل التوصل إلى حل القضايا السياسية الأساسية بأنهاء مختلف النزاعات ، إلى منائمة التوترات الداخلية في المجتمعات العربية . لأنه بإن كانت هناك رغبة كبيرة بالسلم ، وهذاما بيناه ، فهناك أيضا العار المتراكم لدى العرب ، الذي يستحيل بناء السلام عليه . لذلك كانت مطالبة رجال الأعمال العرب والإسرائيليين بتنفيذ مشاريع اقتصادية مشتركة ، في وقت تسيل دماء عربية غزيرة في الضفة الغربية وفي جنوب لبنان ، ليست وصفة فعالة لبناء هذا السلام ” . ومن المعروف ، فضلا عن ذلك ، كم ظل الشعب المصري متأثرة بالمصير البائس الفلسطيني الضفة الغربية ولأهالي جنوب لبنان ، رافضا تطبيع العلاقات المنفصلة مع الإسرائيليين ، رغما عن مرور اكثر من ربع قرن من السلام الرسمي بين مصر وإسرائيل . وهي ليست ايضة مطالبة حكيمة في ظل وجود 200.000 مستوطن إسرائيلي احبطوا بتشجيع ومساعدة كل الحكومات الإسرائيلية المتتالية ، أكانت بقيادة حزب العمل او الليكود ، وهم أصبحوا لا يعرفون مصيرهم بعد اتفاق أوسلو فيعيشون أيضا في خوف وعدم أمان ، وتالية في العدوانية الناجمة عن هذا الوضع الهش . ويندرج اغتيال اسحق رابين ضمن هذا القلق المتنامي لدى قسم من الشعب الإسرائيلي الذي يستكمل ، من منظور الدينامية الصهيونية ، ما بداء الرواد الأوائل في بداية القرن الماضي من استيطان الأرض الميعاد . في هذا المجال ايضة ، ساهم في حجب المشكلات الحقيقية الحلم الساذج في رؤية التكنولوجيا الإسرائيلية وثروة الأثرياء العرب الجدد تتحدان لتخصيب الاقتصاد العربي الراهن والمهمش وتحريکه . فالاقتصاد الإسرائيلي ، على بلوغه مراحل من النمو متقدمة ، هو اقتصاد صغير ، وطاقته التكنولوجية محصورة ومتخصصة بالصناعات العسكرية المركزة والماس والحمضيات ، ولهذا فإن شبكات التبادل موجهة نحو الولايات المتحدة وأوروبا ، وليست إسرائيل تها للمواد الاستهلاكية المتداولة ، وتجارتها الخارجية محدودة رائل حجما بكثير من دول صغرى أخرى ، مثل سنغافورة أو هونغ كونغ ، بلجيكا أو هولندا ، واذا كان انفاق أوسلو قد أدى الى ازدهار مفاجئ وكبير وإلى حركة ملحوظة للاستثمارات الأجنبية في إسرائيل ، واذا كان ندرم جدد وفير من الكادرات العلمية الروسية ، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ، قد عزز الاقتصاد الإسرائيلي ، فينبغي أن ينظر بواقعية إلى إمكانات التكامل بين الاقتصاد الإسرائيلي والانتصارات العربية . إن عودة الانتفاضة الفلسطينية للانطلاق من جديده منذ عام 2000 ، والقمع الإسرائيلي الوحشي الذي يدفع بدوره إلى شن العمليات

الانتحارية ، قد تركت أثرا كارثيا على المستوى المعيشي للفلسطينيين ، وكذلك على النمو في إسرائيل ومستوى الاستثمارات الخارجية التي يحتاجها اقتصادها لابد ابدا من الاعتراف بان جمود الاقتصادات العربية ناجم عن نمو الإقطاعية الوراثية الطابع ، وعن تقاليد القطاع الخاص في الامتناع عن النشاط المبدع وخلق فرص العمل خارج إطار حماية جمركية عالية وامتيازات غير شرعية من الإعفاءات الضريبية المتعددة والحية الممنوحة من قبل الدولة أو القطاع العام ، إضافة إلى شبكات الفساد المتفشية في علاقات كل من القطاعين العام والخاص ، إلى رفض القطاع الخاص المخاطرة في توسيع نشاطاته وميله إلى اختيار الاستثمارات العقارية الخالية من أية مخاطرة وريادة وفي حال حصول السلام ، هناك خطر من أن تؤدي الدينامية النسبية للاقتصاد الإسرائيلي ، المستفيد أيضا من ضمانات مختلفة والمتكل على الدولة والقطاع العام ، إلى تقاسم القطاع الخاص العربي مختلف ربوع الوضع ، التي يستفيد منها أكثر مما يمكن أن تفضي إلى تحفيز الاقتصادات العربية لإخراجها من عجزها الصناعي ، كما أن الاقتصاد الإسرائيلي يسعى أيضا وراء أرباح جانبية في العلاقات التي د في إمكانه أن بينها مع الاقتصادات العربية ويحاول أن يؤدي دور الوسيط الجيري في الاستثمارات الدولية داخل العالم العربي ، غير أن توجهه الرئيسي بقي في نگامليته مع أوروبا والولايات المتحدة في بعض الميادين . أما إذا كانت البلدان العربية راغبة في الخروج من أوضاعها الهامشية اقتصادية ، فهي لا تعزرها رؤوس الأموال الجاهزة لدى أثريائها المتعددين ، ولا تفتقر إلى الكفاءات العملية والتقنية المعدة في الغرب والعاملة في أحسن الجامعات ومراكز الأبحاث والشركات المتعددة الجنسية ، والعقية الأساس الوحيدة أمام تسخير طاقتها التمويلية والبشرية الهائلة ، بصورة منتجة ، هي انهيار الشرعيات السياسية وحالة العجز العام في المجتمعات العربية . أما الاعتقاد بان الاقتصاد الإسرائيلي قادر على مداواة الركود الاقتصادي العربي ، نهر لي اعتقاده ساذجة فحسب ، بل هو منها سلبية ، لأن ذلك لا يؤدي إلا إلى التأخير في معرفة المشكلات الحقيقية في الاقتصادات العربية وعلاقتها بالأوضاع السياسية والاجتماعية الداخلية ، من الواضح أنه يتعين على الأنظمة السياسية القائمة في شبه الجزيرة العربية ، التي تعيش في رخاء ، وسط حالة من الفقر العام لدى الشعوب العربية الأخرى ، أن تنبل ، في النهاية ، التغيير السياسي وتوزيع الثروات لا يمكن شبه الجزيرة العربية أن يعيش إلى الأبد في ظل الحماية العسكرية الأميركية ، وهذه نعتبر ذاتها مصدرا لعدم الاستقرار لهده المجتمعات التي هانت مما سپبه فبضان الثروة النفطية المفاجئ عليها من تهديم بنيانها وكما تشير إليه انعكاسات احداث 11 أيلول / سبتمبر 2001 في المملكة السعودية ، لن يبقي تطبيق الإسلام المتشدد ، بتحالف وثيق مع الولايات المتحدة ، طويلا ، الوصفة السحرية للحكم . کما ليس من المؤكد أيضا أن أمن الإمدادات النفطية إلى العالم الغربي بنطلب سياسات حماية عسكرية باهظة التكلفة ، كتلك التي وضعت قيد التطبيق منذ بداية الستينيات حتى لو دفع القسم الأكبر من التكلفة المالية لهذه السياسة ، مباشرة أو عن طريق شراء دول الجزيرة العربية كميات كبيرة من الأسلحة . مثل هذه السياسات ترقى إلى القرن التاسع عشر الاستعماري وإلى الخوف من الثورات الشعبية المعادية للامبريالية في العالم الثالث التي حصلت في سياق التحرر من الاستعمار ، اکثر مما تستجيب للظروف الجديدة التي ولدتها نهاية الحرب الباردة ومرحلة عولمة الأسراق والدخول في المرحلة ما بعد العناية وقد ؟ الا وان اليوم للتحرر من هذا الإرث التاريخي لكي يتم التفكير ، في صورة مغايرة ، بعلاقات الغرب والمشرف العربي ، إن النفط والغاز هما من المواد الأولية ، ومنتجوهما من العرب الذين هم في حاجة ماسة ، أيا يكن نظامهم السياسي ، لتأمين مصادر تمويل خارجية لا پستطيع مستوى التعتيع الضعيف لديهم أن يؤمنها . لذلك من العسير علينا اليوم ، في مستهل القرن الواحد والعشرين ، أن نخال ثورة ما في بلد مصدر للنفط تحمل وقد تمتنع عن بيع النفط إلى البلدان العربية . فضلا عن ذلك يغدر منطقية ، في إطار اصلاحات اقتصادية من نمط ليبرالي وهي معتمدة بخجل في العالم العربي ، أن تتحول قطاعات المائة المحلية إلى القطاع الخاص ، واذا لم يكن احد يفكر بمثل هذا التحول ، بما في ذلك مينات التمويل الدولية كاليثك الدولي وصندوق النقد الدولي ، الحريصة أشد الحرص على المطالبة بالخصخصة في دول العالم الثالث ، فمرد ذلك إلى تصور اقتصادي تخطاه الزمن كليا . إن الازدهار الأميركي نهضة في جانب منه ، على ترك القطاع الخاص يستمر الثروة النفطية وليس الدولة . أما في وضع البلدان العربية ، ففي إمكان على الخصخصة أن تكسر احد أعمدة النظام الإقطامي الوراثي في الاقتصادات المحلية ، كما رفتاء في الفصل 22 ، وهو المسؤول عن بقاء المجتمعات العربية في حالة من التهميش الكلي داخل الاقتصاد العالمي ، بالرغم من وجود ملء الثروة النفطية ، ومن شأن هذه الخصخصة أن تودي ، حشمة ، إلى إعادة نظر تدريجية يعقيدة الولايات المتحدة القديمة المتعلقة بأمن مصادر الطاقة وإمدادائها

—

المشهد في الأراضي بات خاضعة العراق نفسه ، وكذلك في العالمين العربي والإسلامي او في أوروبا . إن استعادة الأعمال الإرهابية زخمها تبرر بدورها تعزيز الانتشار الامبرالي الأميركي وأحادية نظرته إلى إدارة شؤون العالم . وما بقدمه اليوم مشهد العراق لا يختلف قطعة الفلسطينية المحتلة . فالطيران الأميركي ، كما يفعل الطيران الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، بقصف في كل يوم المدن التي تبدي مقاومة لاحتلاله . وهكذا فإن المشرق العربي بعد خمسين عاما من انتهاء نظامي الاستعمار البريطاني والفرنسي لنظام استعماري جديد إسرائيلي – اميركي ، وهذه المنطقة هي الوحيدة في العالم التي تختبر مثل هذا التقهقر .

ولئن أصبح المشرق العربي منطقة تنتج في كل فترة لونا مختلفة من الإرهاب ، فذلك يعود إلى أن الفترات التاريخية تتعاقب من دون تغير المعطيات الأساسية لحالة افراغ القوة التي تميز هذه المنطقة من العالم . الطرفان الاستعماريان الأميركي والإسرائيلي ، الحاهران بنقلهما اليوم في قلب المشرق العربي ، ليس من شأنهما سوى زيادة حدة تفكيك المجتمعات العربية التي يسيطران عليها بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، واستنزاف استقرار الأنظمة التي باتت فاقدة للشرعية والمدنية ، لشدة ارتهانها لهما

. لقد كان التعامل مع الألمان واليابانيين بعد الحرب العالمية الثانية أكثر رحمة من التعامل مع العراقيين اليوم . في الحالة الأولى كانت حكومتا الدولتين المهزومنين قد اغرقتا العالم في النار والدم ، ما تسبب بمقتل 50 مليون نسمة وإبادة عدد هائل من يهود اوروبا . الحالة الثانية ناستولى العراقيون على مدينة نفطية مجاورة تعداد سكانها مليون نسمة . كيف يمكن تفسير هذا الاختلاف في التعامل ، بغیر اعتبار المانيا واليابان ، بصورة ضمنية ، بالرغم من بربريتهما العابرة ، جزءا لا يتجزا – في نظر الغرب – من العالم المتمدن ، في حين أن 17 مليونا من العراقيين ينتمون إلى العالمين العربي والإسلامي ليسوا أكثر من قطعان من النعاج أو الحيتان ، أو نجمع نمل يمكن إبادته براحة ضمير ؟

لا شك في أن الولايات المتحدة كانت شديدة الحماسة لمساعدة المانيا واليابان على التعافي ، من أجل مواجهة الخطر السوفياتي عام 1945. ولكن ماذا اليوم عن تعاني المشرق العربي حيث يتيسر ، خلافا لكل الشرائع الإنسانية ، تركيع شعب من غير سبب إلا راس قالده اليابس ؟ وإذا أمكن العثور على تفسير موضوعي وعقلاني نسبية للعداب الفلسطيني في غياهب التاريخ الأوروبي الذي ابتدع ، الامة الاسرائيلية ، فإن العذاب المرائي ،. من تحرير الكويت ليس له أي تبرير موضوعي ، هل يمكننا اليوم النظر إلى غزو العراق من غير ان نعتبره بمثابة . عودة للاستعمار ، الذي يعتبر أنه قد ولي ؟

—

على الصعيد الاقتصادي ، أن السوق العربية المشتركة أو على الأقل اقتصادات عربية مفتوحة بعضها على بعض ، بدل الأسواق الصغيرة المجزاة : راهنة ، تشكل على وجه الاحتمال وسيلة صالحة للتكامل الاقتصادي بين هذه البلدان ، وهي أفضل من الجهود الاقتصادية الحثيثة التي يبذلها الاتحاد الأوروبي أو المحور الأميركي – الإسرائيلي في المنطقة . وفي كل الأحوال ينبغي ، على الأقل ، أن يترافق الانفتاح بين الدول العربية مع الجهود الأوروبية او الأميركية حتي نؤتي هذه الجهود ثمارها

..

المشرق العربي هو اليوم ، أكثر من أي وقت مضى ، في وضع متفجر ومنشط وخاضع السياسات تسلط عقيمة ، نالتة من عقالها . غير أنه لم يعد ممكنا معرفة ما سيتفتق عنه هذا الوضع من عوامل جديدة في زعزعة الاستقرار والتركيبات الجديدة . المؤكد هو أن الإسرائيليين والفلسطينيين ما زالوا ينتظرون السلام الموعود والمستقبل الزاهر ، بعد انقضاء خمس عشرة سنة على مؤتمر مدريد واتفاقات أوسلو ؛ وبعد مضي سبعة عشر عاما على اتفاق الطائف ، لا يزال اللبنانيون منتظرین استعادة سيادة دولتهم وتحريرهم من أية وصاية ، عربية كانت أو غربية ؛ كما أن العراقيين ، بعد سنوات عدة من تحرير الكويت ، ليسوا في انتظار نهاية حرب الخليج وآثارها التدميرية الواسعة على الصعيد الاجتماعي ونهاية الحرمان وحسب ، بل هم ينتظرون أيضا نهاية الاحتلال الأميركي لبلدهم . ألم يحن الوقت بعد لإدخال نوع من صحة العقل إلى الشرق الأوسط ، وإلغاء هذا العازل بين ما هو افتراضي وما هو واقعي ، وأن يتم التصدي لجنون التعابير والذاكرات التاريخية الهجومية ؟ إن في ذلك الشرط الأولي للتمكن من التفكير بدروب استقرار إقليمي بطريقة متبصرة ، وللتمكن من التصدي بفعالية لمختلف أشكال العنف والإرهاب الواقعية او الفكرية ، التي يسقط كل يوم في المشرق العربي ضحايا لها بأعداد كثيرة جدا . المشرق العربي أكثر من أي وقت مضى متفجر ، وخاضع لسياسات القوى الخارجية العقيمة والتي لا ضابط لها . مع ذلك ، فمن السابق لأوانه معرفة أي عوامل جديدة ستبنى مستقبلا لنؤسس في ظلها حالة استقرار إيجابية ، أو معرفة بذور إعادة التشكيل المقبلة التي قد تنجم عن هذا الوضع

لتحميل هذا الكتاب المهم اتبع أحد الروابط التالية

انفجار المشرق العربي من تأميم قناة السويس إلى غزو العراق 1956 – 2006 جورج قرم

انفجار المشرق العربي من تأميم قناة السويس إلى غزو العراق 1956 – 2006 جورج قرم