صفحات الحوار

مقابلة خاصة| الخوذ البيضاء: المدنيون كانوا لنا أكبر نصير

حمزة عامر

يغصّ اليوم شمال غربي سوريا بآلام ونكبات مركبة، تؤوي المنطقة ما يقارب 5.5 مليون إنسان في مساحةٍ لا تتجاوز 12.5 ألف كيلومتر مربّع موزّعةً بين إدلب وريفها وأرياف حلب، والنسبة الأكبر منهم من النازحين من مختلف أنحاء سوريا، وفقاً لآخر إحصائية أصدرتها الحكومة السورية المؤقتّة.

وتتعرّض المنطقة منذ خروجها عن سيطرة النظام السوري إلى قصفٍ مستمرٍ على يد قوات نظام الأسد والقوات الروسية، مما أزهق أرواح عشرات الآلاف من المدنيين، كما أدّى إلى تدمير البنية التحتية في تلك المناطق إلى حدٍّ كبير.

جاء زلزال 6 شباط/ فبراير تحت ظروفٍ مناخيةٍ قاسيةٍ في المنطقة المنهكة أصلاً من القصف والنزاع المستمر، ليعمّق جراح السوريين ومعاناتهم. وأسفر الزلزال عن مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين، وتشريد الكثيرين غيرهم، وتدمير ما تبقّى من البنية التحتية المتهالكة في المنطقة.

كان الدفاع المدني السوري، المعروف باسم الخوذ البيضاء، في واجهة الاستجابة للزلزال على الرغم من فداحة الكارثة وتواضع الإمكانيات المتاحة من جهة، وتخاذل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من جهةٍ أخرى، رغم أن الدفاع المدني أعلن عن أن منطقة شمال غرب سوريا هي منطقة منكوبة منذ صباح يوم الزلزال.

للوقوف على الوضع في الشمال السوري بعد أكثر من أسبوع على الكارثة، أجرى موقع “ألترا صوت” مقابلةً مع نائب مدير الدفاع المدني السوري للشؤون الإنسانية منير المصطفى. وتناولت المقابلة عدة محاور، من الواقع على الأرض في الشمال السوري، إلى أهم احتياجات الدفاع المدني والاستجابة الدولية. ونحاول في “ألترا صوت” من خلال هذه المقابلة أن نقدّم جانباً من المأساة الجارية حالياً في ذاك المكان المنسي من العالم، وإيصال صوت ونبل جهود الفرق الإنسانية العاملة هناك.

وفيما يأتي نصّ المقابلة:

ألترا صوت: أستاذ منير، بدايةً لا تكفي الكلمات لتعبّر عن مقدار إجلالنا واحترامنا لما قدمتموه من جهود وسطّرتموه من بطولات وتضحيّات في إنقاذ أرواح الشعب السوري، ولملمة جراحه. ومن ذلك فإننا ممتنون لكم أيما امتنان على وقتكم الذي اقتطعتموه للإجابة على هذه الأسئلة.

    سنبدأ من فضلكم ببعض الأرقام والتقديرات، ما هو تقديركم لعدد الضحايا من وفيات والإصابات في الشمال السوري منذ حدوث الزلزال، صباح يوم الإثنين الفائت، 6 شباط/ فبراير؟

في البداية نشكر لكم جزيل الشكر جهودكم.  طبعاً من الطبيعي في الكوارث والزلازل ألا تصل الأرقام الحقيقية أو الواقعية مباشرةً، وخاصةً في منطقة مثل شمال غربي سوريا، الذي لا توجد فيه سلطة واحدة -لا تُوجد فيها دولة إن صحّ التعبير- ولا يُوجد قدرة. فمن الطبيعي أن يكون هناك تغيير دائم.

نحن في الدفاع المدني كنا يوميًا نُصدر الإحصائيات التي تزداد ضمن آلية توثيق محدّدة. ولكن في كل إحصاءاتنا نضيف عبارة “استجابت لها”، أي أنها تتعلّق بموضوع الاستجابة وليس بشيء آخر.

بالأمس [13 شباط/فبراير] قاطعنا معلوماتنا مع مديريات الصحة، ومع أغلب الجهات الطبية باستثناء ربما مستشفى أو مستشفيين. والمحصّلة التي نملكها الآن هي 2274 ضحية وأكثر من 12 ألف مصاباً منذ بداية الزلزال حتى الآن، والعدد قابل للارتفاع مع استمرار عمليات البحث.  لا نملك القدرة على توقّع العدد كاملاً، ولكن لحد الآن، لا زالت ترد بلاغات من المدنيين عن وجود جثامين في بعض المناطق.

    ألترا صوت: هل لديكم تقديرات لحجم الدمار في المباني والبنية التحتية؟

لدينا تقارير مبدئية تتعلّق باستجابتنا وليس بالعملية التوثيقية. بدأنا الآن بالعملية التوثيقية، ووثّقنا حتى الآن 500 منزل طابقي، أي 2 أو 3 أو 4 طوابق أكثر، دُمِّروا بشكلٍ كامل، و1500 منزل تقريباً دمّرت بشكلٍ شبه كامل. وهناك عشرات آلاف المباني المتصدّعة، أغلب هذه المباني غير صالحة للسكن الآن للآسف. كما تعرّض ما يقارب 40% من المدارس في شمال غرب سوريا للدمار، ولو أن ليس جميع هذه المدارس مستخدمًا لقرب بعضها من خطوط التماس مع قوات النظام.

وتعرّض ما يقارب 30 مستشفى للدمار، إضافةً إلى أضرار بالمرافق ومراكز الدفاع المدني، والنقاط النسائية، ومحطات المياه، وهذا وضع طبيعي كون أن الزلزال لا يميّز بين منطقة وأخرى.

    ألترا صوت: ما هو عدد الأشخاص الذين تمّ إنقاذهم من تحت الأنقاض؟

يُوجد تقريباً 2995 شخص قمنا بإنقاذهم وأسعفناهم، أيّ أن هذا الرقم يضمّ من قمنا بإنقاذهم من تحت الأنقاض أو من أسعفناهم.

    ألترا صوت: هل تملكون تقديرًا لعدد الذين لا يزالون عالقين تحت الأنقاض؟

للأسف لا يمكن تقدير عدد العالقين تحت الأنقاض.

    ألترا صوت: هل من الممكن إعطاء لمحة عن أكثر الأماكن تضرّراً في الشمال السوري؟

هناك نوعان من المناطق التي تضرّرت بشكلٍ كبير في الزلزال، ولا شكّ أن عامل قوة الزلزال وقرب المنطقة من سطح الأرض وقرب المنطقة من [مركز الزلزال] هو عامل مهم جدًا، ولكن هناك عوامل أخرى. ويمكن القول إن هناك عاملان أساسيان. الأول مرتبط بقصف قوات النظام وروسيا، وعامل آخر مرتبط بغياب ضوابط البناء، أيّ يتعلّق بمعايير الأبنية ومدى مقاومتها للزلازل.

بخصوص العامل الأول: كان لقصف قوات النظام وروسيا والحرب المستمرة منذ 12 عاماً تأثيرات كبيرة ضاعفت من آثار الزلزال، ولو كان السؤال كيف كان ذلك؟ فقد كان هناك الكثير من الأبنية المتضرّرة بسبب القصف، انهارت مباشرةً بعد وقوع الزلزال، وخاصةً في مناطق حارم وسلقين وعزمارين وبسامس وأرمناز ومعرة مصرين وزردنة. وشهدت هذه المناطق انهياراً مباشراً للأبنية، كما أن الكثير من الأبنية المتصدّعة تصدّع بدرجةٍ أكبر.

العامل الثاني، مرتبط بغياب ضوابط البناء، فمثلاً هناك الكثير من الأبنية المنهارة يخلو من الحديد، أو ربما لا يُوجد في بنيته سوى قضيب حديد واحد. فقد تمّ بناء هذه الأبنية دون أي التزام بمعايير وضوابط البناء ومعايير مقاومة الزلزال، هذه الأبنية مبنية أصلاً في مناطق يُمنع البناء فيها، سواء منذ 50 عاماً أو منذ بداية الثورة، أي أن ذلك لم يرتبط فقط بوجود النظام الذي حاول كثيراً أن يحفّز أو يدعّم أو يُوجد حالة من المدن العشوائية، وترافق مع ذلك غياب سلطة قادرة على معرفة هذه الأمور.

ما يلي أكثر المناطق تضرّراً:

1- جنديرس [حلب] هي أكثر منطقة شهدت دمار أبنية: 500 بناء دُمّر بشكلٍ شبه كلي، و200 بناء بشكلٍ كلي، وكل هذه الأبنية غير قابلة للسكن.

2- سلقين [إدلب]: 300 بناءً تدمّر بشكلٍ شبه كلي، و50 بناءً بشكلٍ كلي.

3- حارم [إدلب]: 50 بناءً تدمّر بشكلٍ شبه كلي، و22 بناءً بشكلٍ كلي.

4- أرمناز [إدلب]: 15 بناءً تدمّر بشكلٍ شبه كلي، و30 بناءً بشكلٍ كلي.

5- منطقة الزوف في جسر الشغور [إدلب]: 25 بناءً تدمّر بشكلٍ شبه كلي، و20 بناءً بشكلٍ كلي.

    ألترا صوت: يهمّنا معرفة الضحايا والإصابات بين صفوف الدفاع المدني؟

فقدنا أربعة متطوّعين، ثلاثة متطوّعين ذكور، وامرأة متطوّعة. المتطوّعون الثلاث الذين تُوفّوا كانوا في منطقة حارم، والمتطوّعة التي تُوفيّت كانت في منطقة جنديرس.  بالإضافة إلى ذلك، هناك أيضاً 15 إصابةً ناتجةً عن طبيعة العمل، وهذه الإصابات طبيعية.

    ألترا صوت: هل يمكنك أن تعطينا تصوّراً عن حجم فريق الدفاع المدني. كم يبلغ عدد المتطوّعين العاملين حالياً على الأرض في مختلف أنحاء الشمال السوري؟

العدد [عدد الضحايا والإصابات بين صفوف الدفاع المدني] لم يكن كبيراً مقارنةً بعدد المتطوّعين والمتطوّعات الذي بلغ تقريباً 3300 متطوّع، شارك منهم 2900 متطوّع بشكلٍ مباشر على الأرض، والبقية كانت مهامه متعلّقة بالإمداد اللوجستي والمحروقات وتأمين لوجستي بشكلٍ عام.

ويوجد لدينا عدة برامج. هناك البحث والإنقاذ والإطفاء مجموعين في برنامجٍ واحد، وبرنامج الإسعاف، وبرنامج التعافي المبكّر من ضمنه فرق الاستجابة للمواد الخطرة، وهناك فرق التوعية التي تشكّل برنامجاً منفصلاً.

    ألترا صوت: ما هي أولوياتكم في هذه المرحلة بعد مرور أسبوع من حدوث الزلزال؟

الأولويات بالدرجة الأولى هي الاستمرار في عمليات البحث لتضميد جراح الناس، ربما نستطيع تخفيف مصاب الناس لو حصلوا على جثامين ضحاياهم، ونرى في ذلك واجباً كبيراً علينا.

والأولويات حالياً أيضاً هي رفع الأنقاض وفتح الطرق في كامل المناطق المتضرّرة، وهذه هي المرحلة التالية، وذلك يحتاج إلى جهدٍ ووقتٍ كبيرين، بسبب العدد الهائل من الأبنية المتضرّرة مقارنةً بمساحة منطقة شمال غربي سوريا.

    ألترا صوت: هل ما زلتم تبحثون عن العالقين تحت الأنقاض؟

ليس بحث، وإنما نعتمد حالياً، في اليوم التاسع منذ وقوع الزلزال، على آلية الإبلاغ من المدنيين لأقربائهم، وفي الوقت نفسه نحاول إحصاء أعداد المفقودين.

    ألترا صوت: هل هناك تقدير لعدد الآليات التي تملكها فرق الدفاع المدني؟

الآليات متنوّعة، منها الثقيلة والخفيفة. هناك آليات “البوبكات”، وسيارات الإسعاف والخدمة والإنقاذ، فالعدد كبير. هناك مثلاً ما يقارب 200 آلية أعطاها لنا المدنيين إضافةً إلى آلياتنا، واستأجرنا 50 آلية أخرى.

    ألترا صوت: هل تستطيعون تفصيل أهم احتياجاتكم من آليات ومعدات، ومهارات، وموارد مالية؟

أهم احتياجاتنا بالدرجة الأولى هي المحروقات بالتأكيد. للأسف خلال الشهرين الماضيين، قبل الزلزال كنا نستخدم احتياطي المحروقات الموجود لدينا، وكان هذا الاحتياطي سينتهي في أيّ لحظة في وقت الزلزال، بسبب الاستهلاك الهائل للمحروقات مع عدد الآليات الكبير المستخدمة.

ونحن بحاجة إلى كافة أنواع المعدات، سواءً “البوبكات” [جرافة صغيرة]، أو الجرافات العادية والجرافات ذات السلاسل [الجنزير]، والرافعات الثقيلة ذات الأذرع الهيدروليكية الطويلة، هذا على مستوى المعدات الثقيلة.

أمّا، على مستوى المعدات الخفيفة، نحتاج إلى سيارات إنقاذ وسيارات إسعاف. ونحن بحاجة أيضاً إلى الكاميرات الحرارية، وهذه لها دورٌ كبيرٌ جداً، والدرونز [طائرات التصوير] المزوّدة بكاميرات حرارية، وهي مهمة جداً في الكشف عن الضحايا.

وهناك أيضاً الكلاب البوليسية، على الرغم من بساطة ذلك، ولكنه فعّال جداً، وللأسف نحن نفتقده لغياب الخبرات، ونتمنّى وجود خبرات الكلاب البوليسية التي تتمتّع بحاسة شم قوية، وهو ما يساعد كثيراً.

كما نحتاج إلى معدات خفيفة أخرى مثل الضوابط الهيدروليكية التي تُستخدم لرفع الردم وحفر الأنفاق، إضافةً إلى الوسائد الهوائية المهمة جداً، وسلالم الرفع وهي مهمة أيضاً.

    ألترا صوت: هل أنتم بحاجة إلى متطوّعين أكثر؟ هل قدوم السوريين من الخارج إلى الشمال للتطوّع وتقديم المساعدة هو أمر يساعدكم بغض النظر عن امتلاكهم للخبرة أو المهارات؟

أيّ إنسان مرحّب فيه، لكن حقيقةً الحاجة الأكبر كانت للمعدات وليس للأشخاص. المدنيون في شمال غرب سوريا ساعدونا بشكلٍ كبيرٍ، ولولا مجهود المدنيين وتضافرهم، كان من المستحيل أن ننجح.

كان الأمر يحتاج إلى جهود عظيمة، ولكن وجدنا حالةً من التلاحم الشعبي، ولنسمّها ملحمةً أو حالةً من التكافل الكبير بيننا وبين المدنيين الذين ساعدونا بشكلٍ هائل، فأعطونا آلياتهم، وتشكّلت فرق تطوّعية من المدنيين، وقمنا بتوزيعهم على فرقنا، فكنا نُلحق مدنيين أو ثلاثة مع كل فريق من فرقنا. وهذا ما ساعدنا، فكنا نستطيع نحن قيادة العمليات على الأرض، مع مساعدة الناس لنا.

وكان لذلك أثر كبير على صعيد تسريع عمليات البحث والإنقاذ بشكلٍ هائل. ولهذا السبب استغرقت عمليات إنقاذ الأحياء أول ثلاثة أيام فقط، ونعتقد أن السبب الأكبر في ذلك هو دور المدنيين الذين نفتخر بدعمهم ومساعدتهم لنا.

    ألترا صوت: ما رأيكم باستجابة الأمم المتحدة والاستجابة الدولية للكارثة؟

للأسف لم تصل الاستجابة أبداً لمستوى الكارثة، لقد كان هناك خذلان للسوريين، ونائب الأمين العام للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أقرّ بهذه الأخطاء، ونحن ننتظر الآن ونرى، ونتمنّى أن تكون المساعدات غير مسيّسة وغير منحازة بشكلٍ عام، فالعمل الإنساني يجب أن يرقى ويترفّع عن التجاذبات، ولكن للأسف هذه التجاذبات موجودة.

    ألترا صوت: أين كانت أهم مواطن الضعف في الاستجابة؟

أهم مواطن الضعف كانت مرتبطةً بغياب الآليات الثقيلة والكاميرات الحرارية، ونحن نعتبر هذه ثغرة كبيرة جداً واستهلاك لجهود المتطوّعين وخبراتهم. كان يجب أن يكون هناك قدرة على تأمين هذه المعدات التي كانت ستسرّع أي عملية بحث.

    ألترا صوت: برأيكم أنتم ما هي الأسباب الفعلية لتأخّر وصول المساعدات والدعم للشمال السوري؟

نعتقد أن ذلك مرتبط بعدة أسباب، وهي ليست أسباب لوجستية. الأمم المتحدة لديها آلية ولديها قدرة لتفعيل آلية لإدخال المساعدات بشكل عاجل دون انتظار إذن من مجلس الأمن ولا من الدولة المضيفة أو الدولة التي ستدخل إليها المساعدات. وهذا الكلام وارد في النصوص القانونية وليس كلامنا نحن، كان بإمكان الأمم المتحدة تفعيل آلية الكوارث، أو أن تطلب تدخّل الآلية المتعلّقة بفرق الإنقاذ، ولكن لم تقم الأمم المتحدة بذلك.

    ألترا صوت: ما هي الفرق الدولية أو الأجنبية الموجودة الآن في الشمال السوري، وما هي تخصّصاتها (طبية، إنقاذ، إلخ…)؟

يوجد فرق تطوّعية، لكن لم يكن هناك فرق إنقاذ كثيرة وإنما كانوا فعلياً على شكل أفراد، ولم تكن الأعداد كبيرة، وكذلك الأمر للفرق الطبية، ولكن بدأ المتطوّعون بالدخول.

بالنهاية هذا هو الوضع في سوريا، لا يمكن لأي فريق أو جهة أن تخاطر، ولا يمكننا الكشف عن أسماء. لقد دخل فريق مصري، ولم يكن بالضرورة وفدًا حكومي، فقد قالوا لنا “نحن إخوانكم من مصر”، وسألونا إن كان هناك ما يمكن المساعدة به، وكانوا قد أتوا دون أي مساعدات لوجستية.

    ألترا صوت: هل لديكم أي تصوّر لما ستؤول إليه الأوضاع من ناحية الاحتياجات الإنسانية بعد وقوع الزلزال؟

بالتأكيد سيكون هناك انفجار في موضوع الاحتياجات لأن هناك أكثر من 40 ألف عائلة تشرّدت بعد تدمّر منازلهم بشكلٍ كلي أو جزئي، أو إصابة المنازل بالتضعضع وبالتالي أصبحت غير قابلة للسكن، وهذه إشكالية كبيرة جداً.

في أول أربع أو خمس أيام، نامت عشرات العائلات بالعراء تحت أغصان الزيتون على الرغم من أن درجات الحرارة كانت تحت الصفر. كما أن موضوع المياه سيكون مشكلةً أخرى، فقد تضرّرت شبكات المياه والصرف الصحي بشكلٍ كبير، وهناك تفشّي للكوليرا في المنطقة، وسيكون في ذلك خطر كبير على حياة الناس.

    ألترا صوت: هل هناك رسالة تريدون إيصالها أولاً للشعب السوري في الشمال السوري، ومن ثم للسوريين في الخارج؟ وماذا تريدون أن تقولوا للدول المعنية بالشأن السوري، للأمم المتحدة والمجتمع الدولي ولشعوب العالم؟

الرسالة الأهم التي نريد إيصالها هي أن دعم المدنيين ومساندتهم كان له الدور الأكبر، هؤلاء الناس هم أهلنا ونفتخر بالتلاحم الذي حصل بيننا، ونفتخر بمحبتهم لنا ودفاعهم عنا، ولا يمكن أن تتخيّل الحالة الملحمية التي عايشناها خلال هذه الفترة.

بالنسبة للدول المعنية بالشأن السوري والأمم المتحدة، نحن نطالبهم بعدم تسييس المساعدات وعدم الانحياز، والالتزام بمبادئ العمل الإنساني وفق القانون الإنساني الدولي، والابتعاد عن أيّ محاولة لتسييس هذه المساعدات، لأن هذه المساعدات في النهاية حقّ للناس في منطقة منكوبة وتمرّ بكارثة.

الترا صوت

Show More

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button