الغبار الذي سأصيره” قصائد للشاعر الإسباني الكبير الراحل آنخل جيندا”
أنخل جيندا Ángel Guinda
ولد الشاعر الإسباني الكبير آنخل جيندا في سرقسطة، يوم السادس والعشرين من أغسطس عام 1948 وتوفي في أحد مستشفيات مدريد في التاسع والعشرين من يناير عام 2022، بعد صراع مع المرض وكما تنبأ في واحدة من قصائده الأخيرة «المتماثل للشفاء». تم إحراق جثمانه بناء على وصيته، ولعل عنوان هذه المختارات بالغ الدلالة هنا. تكتب عنه الشاعرة ترينيداد رويث مارثيان، ناشرته الأساسية: «يعتبر آنخل جيندا أحد أكثر الشعراء الذين أنتجهم الأدب الإسباني في العقود الأخيرة ضرورة وكشفا، وأحد أهم الشعراء على الساحة الشعرية. لقد عرفته وعاملته منذ خمسين عاما، وعلى مدار أربعين عاما، أقوم بنشر شعره وجمع المقالات والدراسات التي ينشرها النقّاد عنه. شخصيته مصاغة من التناقضات. تجاه الآخرين، يظهر بسيطًا وقريبًا ومباشرًا وشفافًا ومتحمسًا ومتكلمًا وعطوفًا وكريمًا ومتسامحًا ومحبًّا للمتع وداعمًا وفكاهيًّا. بينما يبدو تجاه نفسه مركّبًا ومتوحدًًا وقانعًا وحزينًا وبالغ التركيز وصارمًا ومثابرًا ومتطلبًا وناشدًا للكمال ومأساويًّا. لقد خيّم موت والدته أثناء ولادته على حياته وشعره. شعره رصين وعميق في مضمونه وواضح وحكائي في شكله».
نشر آنخل جيندا أكثر من عشرين مجموعة شعرية، كتب عنها الكثير من النقاد والشعراء، وتُرجمت قصائده إلى عدد كبير من اللغات. حاز على العديد من الجوائز والتكريمات، نذكر من بينها جائزة الآداب الأراجونية عن مجمل أعماله عام 2010. وقامت بلدية مقاطعة آراجون بإطلاق اسم آنخل جيندا على أحد ميادين عاصمتها سرقسطة، عام 2017، تكريمًا له. خلال مسيرته أيضا ترجم عدة كتب عن الفرنسية والبرتغالية ونشر مقالات عن الفن والأدب في مختلف الصحف والمجلات الإسبانية. كما أنه مؤلف لعدد من الكتب النقدية في الشعر مثل: «الشعر الضروري»، «بالضد من البيانات»، «عالم الشاعر والشاعر في العالم»، «ليوبولدو ماريّا بانيرو. خطورة العيش من جديد».
****
لقد دخنت الحياة
لقد دَخّنْتُ الحياة
كما دخنني الزمن.
انظروا إلى هذه الحنجرة، هذه القصبة الهوائية،
هذه الشعيبات الهوائية، هذه الرئة
وهي مقصوفة بالنيكوتين.
لقد دخنت على أرصفة المترو
الغازات تحت الأرضية؛
هواء مدريد الوسخ
كخيانة للضوء الأجمل؛
صقيعا من الجبس على السبّورات،
النار السوداء لأنابيب العادم،
الأوراق الجافة للماريجوانا،
الأسفلت، الضباب، الرطوبة،
البندقة الأكثر لينا للبظر،
الغبار الكثيف للشؤم
عندما كنت أهرب من ظلي،
وحياتي حطام من الغبار
والغبار الذي سأصيره
تحت الشجرة السرية للموت.
****
ردّا على شابة
على مرّ السنين كانت لوحة ألوان جويا تصير أكثر قتامة.
على مر السنين يبدأ الواحد في التخفف من حمولته:
يفقد طولا، سمعا، شَعرا، ذاكرة، اندفاعا وحتى الرغبة في الخروج إلى رحلة.
على مر السنين تكونين أقل اشتباها في الآخرين، ولا شيء تقريبا يثير استنكارك،
لا تنتظرين أية معجزة ويراودك الشك أنك أيضا ستموتين.
على مر السنين كل مرة يصير نومك أقل والهوس أكثر وخيبات الأمل
والمخاوف أكثر.
على مر السنين يتدهور كل شيء: يتداعى العالم.
لكن لا تقلقي، هذا يحدث فقط على مر السنين.
****
شطرنج
شطرنج المفاهيم الخفية. أين أنا؟ الشارع الذي يدعوني يختلج كثيفا، نصف شفاف، مقوسا. أدوس الأرضية المدهشة هذه وأطفو! حبوب لقاح، نسر أمريكي كبير، رائحة، تنفس. يتحرك كل شيء عندما أكون هادئا! كل شيء هادئ عندما أتحرك! من كثرة الاختلال أتوازن! فرن الجليد الذي هو جلدك، مكابح ريح الغياب. النجوم لا تسأل من هي أو ما أنا! أنا الرادار الذي يكشف ما لا يقوله الرعد، اختفاء لشبونة عندما ظهرت أنتِ. أنت عطش الرغبة لما يضيء، نزوح الممكن، خفاء الخفقان، ضوء الرعشة المكسور!
****
رأسي تملؤها الأصوات
رأسي تملؤها الأصوات! أصوات أشباح، أصوات جديدة، للقدر، مجهولة أو تنبؤية، أصوات من مركز الأرض، أصوات قلقة، مكممة، معدنية، من الزجاج، أصوات من الغاز، من الكلوروفورم، أصوات جوفاء من سراديب الموتى، من الروبوتات، من الأسلاك، أصوات مقطعة الأوصال. رأسي طبق رنّان، برج جرس، قرع طبول من الأصوات! أسمع أصواتا تتراكم، تدهس، تكسر سكوني، تترنح. أصوات من العطش، من الحجر، من الخشب، أصوات من الأبدية، مطمورة، أصوات من الزمن، من الهاوية، أصوات من الظلام، والزلازل والبراكين والإنذارات. رأسي مرصد أصوات مسحورة، وحيدة، أصوات من الشقق والقصور، من المخابئ، من الأكواخ، من الحانات، أصوات مفقودين، من الإنهاك، من الحرب، من النجدة، من غرقى يهدؤون الغيوم. أرى أصوات الكوابيس. ألمس أصواتا من الأكسجين، سرية، مهاجرة. أصوات تنزف، أصوات هيكل عظمي، أصوات من الزهور، من الصخور، من الحيوانات، أصوات بلا مقبرة، أصوات دون أصوات منفية. لكن دائما أسمع أصواتا، أصواتا ، أصواتا. صوتي نتاج كل الأصوات تلك.
****
صناديق
يمكن أن تقول ذلك هندية حمراء وتكون على حق.
«حياتكم منظمة في صناديق.
تولدون ويضعونكم في صندوق صغير،
بيتكم صندوق والغرف صناديق أصغر،
تصعدون إلى البيت في صندوق
وتهبطون منه في صندوق.
تسافرون في صندوق.
تنامون وتمارسون الحب فوق صندوق.
ترون العالم عبر صندوق.
تغيرون البيت: وتضعون كل شيء في صندوق.
المصارف وصناديق التوفير تجني الصندوق (1)
وعندما تموتون يدخلونكم في صندوق».
كل شيء تم من أجل أن نتصندق.
تصندقنا الحياة.
بعضنا لا يتوافق ويتفسخ.
(1) في الأصل إشارة إلى جني الأموال، باستخدام كلمة صندوق في التعبير الاسباني Hacer caja
****
الموت
الموت هو ألا تعود موجودا
في الساعة نفسها
في الأماكن نفسها،
مع البشر نفسها.
لا تظهر كل صباح
مثل ذلك الضوء الجديد العظيم
الذي يحل بين الأشياء؛
ترك العمل يتعطل،
السفر في طريق مسدود
بعيدا عن البحار والنجوم.
الموت أن تكون ساكنا، أصما
كفيفا، أبكم، في عداد المفقودين،
مقطوعا عن الجميع وعن كل شيء،
عنا أيضا؛
عدم العودة إلى البيت نهائيا.
ألا ترسل إشارات وألا تستقبلها كذلك.
الموت هو ألا تعود.
****
الساعاتي
يوما ما طرح القط أرضا ساعتي وهو يلعب
كفت آلاتها الدقيقة عن الحركة.
الساعاتي، متذمرا ومتأففا، بينما يفحص عقاربها،
غمغم، بتهكم: «الأفضل أن نشغل الزمن
بدل أن نفرغه».
تلك الكلمات، منذ ذلك الحين،
لم تدعني في سلام.
****
الخيول
تدوي في زنزانتي دعسات تتقدم إلى الأمام، تتقدم إلى الأمام.
(لعله خبب حوافر الخيل الجامحة والتي هي أفكاري
تشق لها طريقا بين الصفاء والعدوانية والاكتظاظ.)
في تلك الزنزانة ثمة العديد من التلاقي ومن الهجر، العديد من الصخب، من السيول، من العوالم؛
العديد من الفيضان ومن وابل الثلج، والتي سوف تفجر قضبانها رأسي التي هي زنزانتي.
إلى أين يحمل الفزع هذه الخيول؟
تخب وتخب الخيول متقدمة نحو البعيد، مربوطة إلى ظلها، بلا وجهة محددة، تعميها الشمس.
****
المهاجرون
المهاجرون يسيرون في الشوراع بأكفان على أكتافهم،
بشواهد قبر على أكتافهم، بالصلبان على أكتافهم،
بالدموع على أكتافهم، بقلوب في أيديهم. السماء فوق الصحراء
في نظرتهم. بعائلة وبلد مخبأين في رؤوسهم.
للمهاجرين الكثير من الأكتاف، الكثير من القلوب، الكثير من الأيدي،
الكثير من الأرجل.
يدخلون المتاجر، البنوك، محلات المكالمات الهاتفية، البارات:
بصور مؤطرة تحت ذراع وتوابيت تحت الذراع الأخرى.
لا أحد يرى تلك الأكفان، تلك الشواهد، تلك الصلبان،
تلك الدموع، تلك القلوب، تلك العائلات، تلك البلاد، تلك الصور،
تلك التوابيت ولا تلك السماوات ولا الصحارى.
إنهم لا ينظرون في عيوننا، يعرفون أننا عميان.
****
المرآة
كعش من السحاب حطّ الليل
على رأس الحبيبة.
تضع على وجهها منديلا من الضباب.
وكان شعرها يبدو عناقيد من عنب أسود.
حدقتاها تاجان من بحر بالغا اللمعة.
غيابها لا يزال مرآة مسحورة.
عندما أنظر في المرآة أراها هي.
بيضاء وزرقاء كجزيرة يونانية!
****
صحراء
أمشي
فوق مشاعل
من الصمت.
أسمع ظلالا:
إنها خطوات الشمس.
****
كشف
الماء الذي كان ينقط نارا!
****
منفى
لقد تركت كل شيء هناك.
ألقيت بنفسي داخل نفسي!
****
البساطة
نظن أنفسنا عماليق.
نحن لا شيء!
حياتنا هذه للإيجار.
نحن بسطاء، دون طيّات.
البساطة تجعل الرأس مرفوعا
والأذرع مفتوحة.
لديها أعين الحقيقة،
أجنحة العفوية.
لأن الشرف يتقدم بوجهه
فلا يحتاج أقنعة ولا حراسا شخصيين.
****
تلخيصات
لتسأل نفسك عن عظَمة عديم الشأن، لماذا
لا يعود الزمن إلى الوراء.
لتسأل نفسك ماذا كنت قبل أن تكون، إلى أين تذهب
بعد أن تكون هنا.
لماذا تضيء الشمس الأحجار المبتلة وليس ثمة
عزاء إزاء هجمة التراجيديا.
لتسأل نفسك ماذا حدث لأبهة الأجساد التي عشقتها،
عن متعة التجول في اللا جسد.
لتسأل نفسك عن تلك المناظر التي فتحت فمك
على مصراعيه، أين الليالي التي أضاءت محيط العطور.
ولتسأل نفسك لما لا تزال تسأل!.
****
فكّر في عزلة الجواهر معروضة في
فاترينة. إذا كان قلبك صندوقا من البرق.
ثمة شيء الآن سيفكر بك: نجم يدوي داخل نجم آخر؟
فكر لما تمر الأشياء بطيئة ونحن سريعا.
الشيخوخة كتالوج من الأعطال، فهرس من التصليحات.
فكر في عمى الفيروسات، في وساخة البيوت دون طاقة على الوقوف على أقدامها.
فكر ألا تفكر.
فكر فيما لا يفكر به.
فكر في خفاء الفكر!
*****
تذكر وصولك إلى هذا البيت. هذا البيت
الذي سيبقى حيّا بعدك!
انظر إلى السقف، إلى الشرفات، إلى الجدران، إلى الأرضية،
كل ركن في تلك الغرفة هو لك أكثر منك نفسك.
عَيّن تَشرُّبَ صوتك، البقع التي
لا تزال تحتفظ بسوائل جسمك، كثافة الهواء
المحمل بالوجود.
أعراسك المشتعلة. الحياة المشتعلة. الموت المشتعل.
كل شيء فيك يحترق. ها أنت محترق في كل شيء.
قريبا، هنا، عوالم جديدة ستحل محل عالمك!
****
فكر بشأن ما أردت فعله، ولم تفعله أبدا، ما فعلته
دون تفكير!
فكر بشأن شخير البحر، البحر الذي يركع
كمعبد في ابتهاله الأصغر.
فكر في دموع الرمل الكبيرة
يديرها صُلب التلال نحو طبق من عطش.
بماذا سيفكر الموتى!
ما يقوله الموتى يوخز من جديد
عذابات الأحياء.
وفكر لما الحياة تصوب على الموت. الموت
يصوب على الحياة. الموت يطلق الرصاص أولا.
****
الميت الذي أحمله حيّا قريبا سيخرج مني.
كما تخرج الغابة المسجونة في شجرة.
أبدا لا يجب على الأكبر أن يبقى داخل الأصغر.
ما يأتي يأتي كي يمر.
دائما ما يمشي الضوء إلى العمى!
****
المتماثل للشفاء
كنت أخرج من المستشفى
وأعود إلى البيت.
كان البيت صامتا وهادئا،
كان البيت منظما مقابل فوضى العالم.
كتاب مفتوح فوق المائدة ينظر إليّ،
تمنيت أن أدخل الكتاب،
كان الكتاب يقرأني بعيدا لكن على القرب
كانت كلماته الثلجية تتكلم كما لو كان الكتاب يشتعل.
شعاع من الشمس دخل من النافذة
على الزجاج قطرات من مطر جاف.
ببطء وقفتْ الكلمات على قدميها
وها أنا أحلم بالعودة إلى أشيائي،
كان كل شيء مستريحا وصامتا وهادئا.
هنا سوف أموت. فكرتُ،
بُعثتُ من جديد.
كانت تفوح رائحة الكافور واللافندر والجيجان
كان الفضاء لا يزال هادئا
وأنا أطير غائبا.
****
كاتدرائية الليل
ألا نحدد موضعي؟ نُسمى أنا!
مأخوذ بالقباب الزجاجية
حيث فم الامتثال أعمى،
الورع يتلوى
على البخار التمثيلي للأيقونوغرافيا
كاتدرائية الليل مشيدة في الغياب.
ها هي رأسي قاعة لأصوات مختلفة
في لغات عدة.
هل ثمة أجراس تقرع أم سوائل مزخرفة؟
أحيانا تُستقبل هالة المهندس المعماري،
ورئيس العمال والبنائين.
على وجه مكشوف
يحط الرسل بلا مسدس رشاش.
تكسر أوركسترا الظلام:
أراغن مشتعلة من المحيط،
تينورات من البركان، أصوات جهيرة من الرعد.
جلد أم ورنيش؟ المُرَجّح في الغيبوبة.
أنفاس تطعن الأعمدة.
قرع الطبول المتوهج لأشجار الكرز.
جنون التمثيل هذا حجاب يشتعل محنطا!
أحيانا يُسمع عرَق الحجّارين.
لماذا الآن رؤية تكهنات ملتهبة تبهرني
من جراء زجاج معشق ممحو
ونافذة وردية مغناطيسية تحترق؟
هذا الليل برواق في الأعالي
هو شجرة من الماء:
الدهشة تنفض ساعديها الزجاجيين.
سلطة ضعيفة! جحيم حيواني
بغضب في أفواه الأظافر!
أفاعي نارية من البلاهة
(بابوات، ملوك، مشاهير، حكام، أمراء)
كواجهات من الغبار ستسقط.
حصن بطولي للضعفاء!
القصيدة تنير الأجفان السماوية.
أحيانا يحيطني تضوع زيوت،
أسمال شحاذين، رعب مَسُوطين
أو أكفان قبور.
أسوف يمكنني اللحاق بك هنا، شجرة آسل بعيدة وقوطية،
بيضاء كالموت؟
الحب ميؤوس منه.
منطادا كانت كلمات كتاب حياتنا التي شيدتنا.
أهتز مهوما من رائحة البخور والشمع
دون أن يسمعني شيء ودون أن يكلمني أحد.
لماذا لا تدق الأراغن في الحال؟
أحيانا تنفتح قروح لشهداء اختُرقوا بالسهام.
الجسد محرقة تتقطع أوصاله.
العزلة لا يخصها الصراخ!
لكن يبقى السؤال، وهج في عرض البحر.
أجنحة الرغبة الأسيرة من الرخام،
أزاميل تتكسر
على التول الشفاف لتنفس متقطع.
بناء للانفصال:
الزمن لا عودة له،
الوداع ليس له من قبر.
مسمار من الضوء مغروز في الخشب!
الليل والنهار هما أيضا مهاجران.
فظاظة فوق الأهوال وكدمات من جراء السقوط.
تنبجس المعاناة.
حيث الصمت يخفي عينيه منعا للصراخ.
مرور السنين لا يعالج كل شيء.
أحيانا يقال إن روحا تعبر في الألم.
العظام حبوب والقلب من نبيذ،
مرهم استحالة القربان إلى جسد المسيح ودمه.
أنا لا أتحدث لغة أخرى إلا لغة الصمت.
بحبر من النار أكتب في الرطوبة،
بطباشير من البلغم أصحح في الإشراق.
موت في الجليد، في الهواء، في الغبار.
الحمل يحميني بثغائه من الصوف.
أنت جنازتي، يا أرملة مخفية من النهار،
انتفاضة النشوة في كل محرقة
حيث عسل الخوخ أزرق.
في الشفافية العميقة الداخلية ها أنا آراني،
خلاص بين وزرات، أفاريز، أقواس، أضرحة جماعية.
ليس ثمة ما يكفي من عواصف الظلام
حتى نغلف الشمس!
ترجمة عن الاسبانية: أحمد يماني
مجلة كيكا