“الكونت” هجاء سينمائي يسخر من الدكتاتورية على مر التاريخ/ علاء حسن
المخرج التشيلي بابلو لارين يقدم فيلما سياسيا في خلطة فلسفية فانتازية.
إعادة تخيل أحد أكثر الدكتاتوريين شرا
يحفل التاريخ العالمي بالكثير من الشخصيات الدكتاتورية التي تعامل معها الفن السينمائي بطرق مختلفة وهو يستعيد سيرها. وفي هذه الاستعادة هناك جزء من الخيال عادة في ربط الأحداث أو تصوير الشخصية، غير أن المخرج التشيلي بابلو لارين ذهب أبعد من ذلك وهو يسرد قصة الدكتاتور التشيلي أوغستو بينوشيه.
صنع المخرج التشيلي بابلو لارين أفلاما شخصية للغاية وغالبا ما تم تقديمها بشكل رائع، اعتمدت بشكل فضفاض على أحداث الحياة الواقعية والسيرة الذاتية، من “جاكي” إلى “سبنسر”، ومن “نيرودا” إلى “لا”. ولكن فيلمه الأخير “الكونت”، أو “الكوندي”، لا يمثل فقط العودة إلى شواطئه التشيلية بعد الخوض في مياه هوليوود وإنما هو أيضا أكثر سخرية وسحرا في الغوص في جانب من التاريخ المظلم لبلده.
في “الكوندي”، الذي يترجم عنوانه من الإسبانية إلى “الكونت”، يشير إلى الدكتاتور بينوشيه الذي حكم تشيلي بقبضة من حديد حتى العام 1990، بعد إطاحته بالرئيس الاشتراكي سلفادور أليندي عام 1973، ويصوره كأحد مصاصي الدماء يتغذى على قلوب ضحاياه الموضوعة في الخلاط.
دكتاتور مصاص دماء
المخرج يدمج الكثير من تاريخ تشيلي الأصيل في القرن العشرين ويسرده في قصة رعب داخل منزل مظلم
إعادة تخيل أحد أكثر الدكتاتوريين شرا في التاريخ كمصاص دماء طريقة رائعة لتعرية الفاشية. يفعل لارين ذلك عن طريق السخرية بمهارة ويكشف مدى غباء الفكر الفاشي، في حين لا يتردد أبدا في فضح الجوهر الوحشي للحركة الفاشية واليمين المتطرف ومن خلال رؤية قاتمة إلى حد ما.
في فيلمه، الذي عرض في مهرجان فنيسيا في دورته الثمانين، يدمج الكثير من تاريخ تشيلي الأصيل في القرن العشرين ويسرده في قصة رعب داخل منزل مظلم تم تصويرها باللونين الأسود والأبيض، يطير مصاص الدماء (الدكتاتور بينوشيه) بأسلوب يشير فيه إلى حجم المذبحة الكبيرة التي تمثل العديد من جرائم الأنظمة الدكتاتورية. وغالبا ما يتذكر التشيليون حالات الاختفاء التي لا تعد ولا تحصى للمواطنين التشيليين والوفيات وقصص التعذيب، ناهيك عن سرقة أموال الشعب.
منذ البداية يتتبع المخرج لارين سيرة حياة مصاص الدماء أوغوستو بينوشيه البالغ من العمر 250 عاما، المعروف سابقا باسم اليتيم المولود في باريس كلود بينوش، الذي انضم إلى جيش لويس السادس عشر في فرنسا، يشهد الكونت الشاب والمتهور آنذاك إعدام ماري أنطوانيت عن قرب وتمويه كثوري فقط للعق دم شفرة مقصلة ماري أنطوانيت تحت غطاء الليل. ومن هناك يتعهد بقمع الثورات أينما ظهرت.
بعدها يمر الفيلم على بعض الأحداث السياسية الساخنة في هايتي وروسيا والجزائر، ويهبط بينوشيه في تشيلي (وصفها بأنها “ركن تافه من أميركا الجنوبية” و”أرض المزارعين اليتامى”)، ويتمكن بسرعة من الارتقاء في صفوف الجيش. وينقذ الأمة من “غزو البلشفية”، وينجح في الانقلاب على النظام في عام 1973.
الفيلم رمز أو استعارة عن الدكتاتورية الحديثة المتمثلة في صعود اليمين المتطرف في أوروبا أو أميركا اللاتينية الفيلم رمز أو استعارة عن الدكتاتورية الحديثة المتمثلة في صعود اليمين المتطرف في أوروبا أو أميركا اللاتينية
يوضح الفيلم ما يرتكبه الدكتاتور، تصفية واختفاء المنشقين السياسيين، وأعمال التعذيب التي لا توصف لمعارضيه. أُعدم آلاف المعارضين وسجن وعذب آخرون، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة التي اعتبرته حصنا ضد الشيوعية في أميركا الجنوبية. في نهاية المطاف قام بتزوير موته في عام 2006، ويعيش بينوشيه الآن في أقصى جنوب تشيلي، وهي مساحة مقفرة وأرض جرداء، يتلذذ بتناول عصائر الشرب المكونة من قلوب ضحاياه.
إذن يسرد الفيلم كيف يعاود الكونت الظهور في تشيلي في القرن العشرين مع أحلام بأن يصبح ملكا، ولكن بعد أن تتم محاصرته في نهاية المطاف بسبب جرائمه ضد الإنسانية والفساد، فإنه يتظاهر بوفاته من خلال التوقف عن تناوله للسائل البشري الحيوي الذي جعله يبدو شابا. عندما نلحق به نراه يعيش في مجمع باتاغونيا المقفر، ترافقه زوجته التي لا ترحم لوسيا (غلوريا مونشماير) وخادمه الروسي فيودور (ألفريدو كاسترو) الذي يلتقط القلوب البشرية التي يجمعها الكونت في نزواته الليلية في خلاط لذائذه.
في مقابلة مع المخرج بابلو لارين يوضح “بينوشيه وفرانكو لم يكونا عقليْن عظيمين، بل كانا أكثر شرا من الذكاء”.
“الكوندي” إذن سرد قصته في الفيلم لتوجيه هجاء اجتماعي سياسي ضد الأنظمة الدكتاتورية في العالم، وإن كانت الفكرة متكررة إلى حد ما. ولاستكمال بناء صورة مقاربة للدكتاتور، حصل لارين على مساعدة لا تضاهى من قبل الممثل خايمي فاديل، الذي حقق ما بدا مستحيلا من خلال إعطاء حركة الجسد المعنى والدافع لأفعال كائن أدمن على القتل والتلذذ بشراب دم ضحاياه.
يركز سيناريو غييرمو كالديرون ولارين على هوس عائلة بينوشيه بالمال والسلطة من خلال كوميديا سوداء خيالية وتحويل بطل الرواية إلى مصاص دماء، واستخدام الخصائص المرتبطة عادة بهذه الكائنات المظلمة. يصل الهجاء إلى ذروته عندما يستخدم السخرية لتحويل مفاهيم “الخير” و”الشر” رأسا على عقب بشكل أساسي، ويصور بينوشيه كضحية يساء فهمها من قبل العالم.
الرجل الفقير الذي قتل الآلاف من التشيليين للحفاظ على حياته الأبدية أو عمليات الاحتيال الضريبي التي لا تعد ولا تحصى حتى يتمكن من الاستمتاع بحياة الرفاهية، حتى مسألة كونه مصاص الدماء الوحيد في الأسرة وعدم الرغبة في ترك هذا “الميراث” لأي شخص تتم ملاحظتها من وجهة نظر يكون فيها الدكتاتور شهيدا. سلسلة من المقابلات مع أبنائه وبناته تجسد بشكل جميل هذا المكون السردي.
ميلودراما مرعبة
“الكوندي” فيلم ميلودراما ورعب مأساوي ساحر يمثل خلود الدكتاتوريات العالمية، والمتمثلة في الجنرال بينوشيه، في الواقع؛ كان مصاص دماء خالدا وزيف وفاته حتى يتمكن من تجنب الملاحقة القضائية ويعيش حياته في سلام في مزرعة نائية، يعيش على عصائر مغذية مصنوعة من قلوب بشرية ويجلس على الثروة الهائلة التي جمعها خلال عهده في السلطة.
بينوشيه لارين هو في الواقع فرنسي ولد لأبوين مجهولين في فرنسا في القرن الثامن عشر. من خلال مونتاج سريع، يقدم المخرج القصة الخلفية لهذا الوحش: يكرس كلود بينوش (كما هو معروف آنذاك) نفسه للملك الفرنسي. بعد أن شهد إعدام ماري أنطوانيت، يهرب برأسها المقطوع، ويذهب إلى أراض بعيدة، ويجد نفسه في نهاية المطاف نجما عسكريا صاعدا في تشيلي.
الفيلم أيضا يتضمن شيئا من ميلودراما عائلية هزلية؛ أطفال بينوشيه قلقون بشأن حالة ميراثهم. تظاهر بينوشيه بموته ويعيش، محاطًا بأتباعه وورثته الجشعين في مجمع ناءٍ كئيب. وتبدأ جرائم مصاصي الدماء من جديد، مما دفع الكنيسة الكاثوليكية إلى إرسال كارمينسيتا (باولا لوشسينغر) لحساب ثروات بينوشيه.
تصادف أيضا أن تكون كارمن طاردة الأرواح الشريرة، وهي راهبة تتظاهر بأنها محاسب، تجمع الأوراق والمستندات التي ستمكن زوجة بينوشيه وأطفاله الخمسة من العيش على الأموال المسروقة من البلاد. بابتسامة مغرية وبخداع ومكر تصل إلى الوثائق السرية للدكتاتور وأرصدته في البنوك، بعدها تستجوب أفراد عائلة بينوشيه للكشف عن جميع أفعالهم السيئة العديدة ومظالمهم حتى الصغيرة. في الحقيقة، يظهر أن الكنيسة متواطئة مع نظام بينوشيه.
يغامر المخرج لارين بالابتعاد عن الواقعية من خلال تخيل الدكتاتور أوغوستو بينوشيه كمصاص دماء. ظلال تطمس الفروق بين فيلم السيرة الذاتية وفيلم الرعب. في رواية لارين ولد بينوشيه (خايمي فاديل) كلود بينوش في فرنسا ما قبل الثورة. إن إراقة الدماء تقوده إلى لعق شفرة المقصلة بعد إعدام ماري أنطوانيت ويحتفظ برأسها المقطوع باعتباره بقايا وتذكيرًا بأنه مضاد أبدي للثورة. بمجيئه إلى تشيلي، حقق ما فشل دراكولا في تحقيقه من خلال صعوده إلى السلطة والابتهاج بالقتل والعيش على دماء الأبرياء الحالمين بالحرية بعد أن استنزفت البلاد أنهارا من الدماءً.
بينوشيه (الكوندي) لم يمت معدما أو مشنوقاً جراء جرائمه بحق الشعب الشيلي. ورداً على سؤال عن سبب اختياره تقديم بينوشيه بشكل مصاص دماء برر لارين ذلك بتأكيد أن الدكتاتور “لم يواجه العدالة قط”. وأضاف “لقد عاش ومات في الحرية”.
أعاد المخرج التشيلي إلى الذاكرة رئيسة الوزراء البريطانية (مارغريت تاتشر) والدكتاتور الجنرال أوغوستو بينوشيه إلى الحياة لكن بشكل مصاصي دماء متعطشين إلى الدم. كان بينوشيه أيضا حليفاً لمارغريت تاتشر ضد الأرجنتين خلال حرب الفوكلاند في الثمانينات. أما التعليق الذي يرافق مشاهد الفيلم الذي يروي رحلة الدكتاتور، من نشأته إلى مشكلاته مع عائلته، فهو بصوت مارغريت تاتشر، “المرأة الحديدية” البريطانية التي تولت السلطة بين عامَي 1979 و1990، والتي تظهر في الجزء الأخير من الفيلم أيضا في شكل مصاصة دماء.
فيلم ضد التطرف
في تقديمه فيلماً سياسيا – اجتماعياً، قوامه خلطة فلسفية خيالية فانتازية نرى شخصية الدكتاتور الفاشي أوغوستو بينوشيه المعروفة تاريخياً، مصّاصَ دماء عابراً للأزمنة يعيش أكثر من قرنين ويُحلّق في سماء البلد ليختار ضحاياه ممن سيقتلهم ويمتصّ دماءهم ويلتهم قلوبهم في مشاهد دموية متكرّرة ومثيرة أحياناً ومزعجة أحياناً كثيرة.
ورغم حداثة الفكرة والطرح بعض الشيء جاء الفيلم دون المستوى مُقارنة بأفلام سابقة للمخرج نفسه، خاصة أنّ الفكرة استنزفت نفسها منذ الدقائق الأولى لـ”الكونت”. المخرج بابلو لارين ليس غريبا عن دراسة التاريخ ومحاولة تقديم أفلام السيرة الذاتية بطريقة أكثر جرأة وفنية. أفلامه مثل “جاكي” و”سبنسر” هي أمثلة رئيسية على ذلك.
على الجانب الآخر يمكن للمشاهد العثور على المتعة لاسيما في استخدام التصوير السينمائي المذهل للكاميرا (إيد لاشمان)، وتذكر بعض التراكيب داخل المظهر الأسود والأبيض المزخرف بالتصاميم الكلاسيكية للسينما المبكرة، تم تصوير الفيلم بأكمله بالأبيض والأسود المذهلين.
أوضح المخرج لارين في البيان الصحفي للعرض الأول أن “الأبيض والأسود سمحا بتراكم الأفكار حيث كان على قصة بينوشيه أن تمتد 250 عاما. يمكن للمرء أن يقول إن نقص اللون يحاكي أيضا حقيقة شكل بينوشيه الحقيقي وافتقار القلب للرحمة”.
نرى في العمل أن الدكتاتور استمتع بالقتل وزوجته سرقت من الأغنياء والفقراء. وها هو يختبئ هو وزوجته في قصر متهالك وأرضياته خربة ومكسورة.
في جو مرعب يوضح الفيلم ما يرتكبه الدكتاتور من تصفية وإخفاء المعارضين وأعمال التعذيب التي لا توصف
التصوير السينمائي العام للفيلم مذهل ويرتبط بالهجاء الأساسي لعرض الحقائق عن نظام بينوشيه. في الحياة الواقعية كانت زوجته لوسيا معروفة بكونها سارقة الأموال والسلع باهظة الثمن وكذلك المجوهرات من الأغنياء والفقراء تحت ذريعة مساعدة تشيلي. وكذلك يسخر الفيلم من أطفال بينوشيه اللاهثين وراء المال ويزعمون أنهم مفلسون، في الحياة الواقعية كانوا أغنياء بشكل لا يصدق.
وتعتمد الكاميرا أخيرا على الرجل العجوز (الممثل خايمي فاديل البالغ من العمر 87 عاما)، الذي قام بدور بينوشيه ويعيش هناك مع زوجته لوسيا (غلوريا مونشماير) وفيودور (ألفريدو كاسترو) كبير الجلادين في نظامه وخادمه. استمر من الانقلاب العسكري عام 1973 حتى عام 1990.
في الواقع توفي بينوشيه بسبب قصور القلب في عام 2006 عن عمر يناهز 91 عاما، لكن لارين أٍراد تصويره كمصاص دماء لمواجهة الفاشية “التي تأتي في أشكال وأشكال مختلفة” في جميع أنحاء العالم، مع هجاء لاذع حين يظهر الدكتاتور التشيلي أوغوستو بينوشيه وهو رمز للفاشية العالمية ومصاص دماء يبلغ من العمر 250 عاما ويعيش في قصر ريفي متهدم بعد تزوير وفاته، كما يحكي الفيلم الاستعاري الذي تم تصويره بشكل جميل بالأبيض والأسود من قبل المصور السينمائي إد لاشمان.
توفي الدكتاتور إذن من دون محاكمة وعقاب. توفي أو اختفى الآلاف بسبب العنف السياسي في تشيلي، التي شهدت سابقا تاريخا طويلا من الديمقراطية، لتشهد عهدا تميز بالآلاف من عمليات الإعدام والتعذيب والسجن والمخططات المالية المختلفة من أجل تجميع الثروة الشخصية حتى أجبر على التنحي في عام 1990 بعد استفتاء وطني في عام 1988. وعلى الرغم من أنه ألقي القبض عليه في نهاية المطاف بسبب انتهاكات حقوق الإنسان والتهرب الضريبي والاختلاس، إلا أنه توفي في عام 2006 مع انتظار مئات التهم ضده بسبب الفظائع التي ارتكبها خلال فترة حكمه.
يوضح المخرج لارين “توفي بينوشيه مليونيرا وحرا بعد إفلات تام من العقاب، وبسبب ذلك، أعتقد أن شخصيته لا تزال مثل وصمة عار مظلمة على مجتمعنا تذكرنا كل يوم بمدى كسرنا ومدى انقسامنا. أدرك المشاهد منذ البداية أن استعارة مصاصي الدماء هي نقطة انطلاق مثالية لتصوير وحش يلتهم شعبه لمدة 17 عاما، ونهب ثرواته وأمر بالسجن والتعذيب وإعدام أكثر من 40000 تشيلي، بينوشيه لم يواجه العدالة أبدا والإفلات من العقاب جعله أبديا وحوله إلى مصاص دماء”.
“الكوندي” أو “الكونت” فكرة قديمة تستند إلى أخطر المفاهيم المحتملة، وهي أن شخصية مثل بينوشيه قد تكون أبدية في جانب معين. ويمكن أن يكون لذلك تفاعل مثير للاهتمام مع التصور الأدبي والرومانسي لمصاص دماء، فقد أراد المخرج لارين أن يدق جرس الإنذار حول خطورة الأنظمة الدكتاتورية وصعود اليمين المتطرف، ذلك الجزء من طيفنا السياسي الذي يمكن أن يغازل العنصرية في الكثير من الأحيان، موجود دائما لتذكيرنا بأنه يمكن أن يعود في أي لحظة.
يوضح المخرج هذه الجزئية قائلا “في الوقت الحاضر، في العديد من البلدان في أوروبا وخاصة في تشيلي، رأينا كيف يستكشف هذا اليمين السياسي طرقا جديدة لغزو الناخبين والاستيلاء على السلطة. وفي بعض الأحيان تتم إعادة قراءة برامجه (اليمين المتطرف) بطريقة يمكن أن تكون خطيرة. أنا أتحدث عما يجري، في بلدي وكذلك في أميركا وفي العديد من البلدان في أوروبا”.
ربما كان الفيلم رد فعل لصد رياح اليمين التي تهب عبر جزء كبير من العالم، وحول هذه النقطة يوضح لارين “ما أود قوله هو أن الفاشية تأتي بأشكال مختلفة. وأحيانا تصعب قراءة بعضها، لأنها تبدأ بالإغواء، ثم تنتقل إلى الخوف وتنتهي بالعنف. وهذا شيء نراه مع صعود اليمين في العديد من بلدان العالم”.
الفيلم رمز أو استعارة عن الدكتاتورية الحديثة المتمثلة في صعود اليمين المتطرف في أوروبا أو أميركا اللاتينية؛ “إنه ضروري أيضا لأن رياح اليمين المتطرف لا تهب فقط في تشيلي. إنها تهب في جميع أنحاء العالم”. ويؤكد بابلو لارين وطاقم “الكوندي” أن تصوير بينوشيه على أنه مصاص دماء “ضروري” وسط عودة الجناح اليميني العالمي.
في النهاية، يقدم الفيلم هجاءً اجتماعيا وسياسيا فعّالا ووحشيا مليئا بالتعليقات الساخرة، ويقدم سردا مسليا يقارن أبدية مصاصي الدماء مع الإفلات من العقاب على جرائم الدكتاتور التشيلي.
كاتب عراقي
العرب