“الإرث الاستبدادي” وتباين التوجهات السياسية في السياق السوري: عينة من مناطق سيطرة النظام/ رهف الدغلي
17 نيسان/أبريل ,2024
شارك في إعداد الدراسة بتول حديد- باحث مساعد
الملخص التنفيذي
يتناول هذا البحث موضوع “الإرث الاستبدادي وتباين التوجهات السياسية في السياق السوري”، مع التركيز على الثقافة السياسية والتنشئة الاجتماعية في ظل حكم البعث، وكيفية تأثيرها في الأحكام والمواقف السياسية للأفراد تجاه السلطة. ويُظهر البحث أن الاستبدادية في النظام السوري ترسخت من خلال رموز وطقوس، مثل التماثيل والمسيرات، استخدمها نظام البعث لفرض الولاء والامتثال. ويستعرض البحث ردود الأفعال المتنوعة تجاه هذه الممارسات، من القبول والتمثّل إلى المقاومة والانشقاق. ويُناقش دور الثقافة السياسية والتنشئة الاجتماعية في تشكيل الأحكام السياسية للأفراد، مع التركيز على كيفية قياس دعم الاختلاف والمواقف تجاه النظام والديمقراطية. ويُبرز أهمية فهم الآليات الكامنة وراء تشكيل هذه الأحكام والتأثيرات المستمرة للإرث الاستبدادي، حتى بعد سقوط النظام أو خلال محاولات التحول الديمقراطي.
في هذه الدراسة المتعمقة، حول “الإرث الاستبدادي وتأثيره في التوجهات السياسية في سورية”، نستكشف بدقة البنية التحتية للثقافة السياسية والتنشئة الاجتماعية تحت نظام البعث، وكيف أسهمت هذه العوامل في صياغة المواقف السياسية للأفراد تجاه النظام الحاكم. تستخدم الدراسة منهجية كمية تقوم على تحليل استبانات موزعة على عينة مكونة من 512 فردًا، مع تطبيق اختبارات إحصائية لفهم العلاقة بين متغيرات عدة، مثل الدخل والتعليم والانتماء الديني/ الاجتماعي، والتوجهات السياسية.
من خلال استخدام تحليلات إحصائية دقيقة واستبانات موزعة على عينة متنوعة من السكان، تُبرز الدراسة تأثير الاستبدادية في الأحكام السياسية، مع التركيز بشكل خاص على الآليات الأساسية وراء هذا التأثير ومدى استمراريته في سياق ما بعد الاستبداد. وتستعرض الدراسة بإيجاز تاريخ النظام السوري في توظيف رموز السلطة والطقوس السياسية لتعزيز الولاء والامتثال، وكيف تُستخدم هذه الطرق في ترسيخ معايير محددة حول الانتماء والهوية الوطنية. وتُقدم تحليلًا لكيفية استجابة الأفراد لهذه الإستراتيجيات، بدءًا من القبول والتمثّل إلى المعارضة أو الانشقاق.
من خلال التركيز على المتغيرات الديموغرافية، مثل الدخل والتعليم والانتماء الديني، تكشف الدراسة عن التباين في المواقف السياسية داخل المجتمع السوري. وتُشير النتائج إلى تأثير معقّد للتنشئة الاجتماعية والإرث الاستبدادي في السلوك السياسي، حيث تتنوع الردود بين التأييد والرفض للنظام، مما يُبرز تأثير هذه العوامل في تشكيل الأحكام والمواقف السياسية.
وتُقدّم هذه الدراسة تحليلًا للآليات التي تستخدمها الأنظمة الاستبدادية لتعزيز الولاء، مع التركيز على كيفية تأثير هذه الآليات في الأحكام والمواقف السياسية للأفراد. وتُشير النتائج إلى أهمية الأبحاث المستقبلية في استكشاف تأثير الثقافة السياسية والتنشئة الاجتماعية، في الانتقال الديمقراطي وفي تحديد مستقبل النظم السياسية في سياقات مماثلة.
النتائج: تكشف الدراسة عن وجود تأثير ملموس للإرث الاستبدادي والثقافة السياسية في تشكيل الأحكام السياسية للأفراد. وتُظهر النتائج تباينًا في التوجهات السياسية، بناءً على عدد من المتغيرات مثل مستوى الدخل والتعليم والانتماء الديني. وتُسلّط الضوء على دور الطقوس البعثية ورموز السلطة في تعزيز الولاء للنظام، مع وجود درجات مختلفة من القبول والمقاومة بين الأفراد.
التوصيات: تشير الدراسة إلى ضرورة إجراء مزيد من البحوث، لفهم تأثير الإرث الاستبدادي بشكل أعمق، خاصة في سياقات ما بعد الاستبداد وخلال الانتقالات الديمقراطية. وتُوصي بتطوير إستراتيجيات تعزز التحول نحو الديمقراطية، من خلال معالجة تأثيرات الثقافة السياسية الاستبدادية، وتشجيع المشاركة السياسية النشطة والواعية.
الأهمية: تُقدّم هذه الدراسة إسهامات قيّمة للحوار الأكاديمي، حول الاستبداد وتأثيره في السلوك والمواقف السياسية، مما يُعدّ أساسًا مهمًا للتخطيط السياسي وصياغة السياسات في سورية ومناطق أخرى ذات سياقات مماثلة. ومن خلال إجراء تحليل معمق للبيانات والتركيز على الآليات الكامنة وراء التأثيرات الاستبدادية، تُسلّط الدراسة الضوء على أهمية النظر في البُعد الثقافي والاجتماعي، عند محاولة فهم ديناميكيات السلطة والمواطنة في الأنظمة الاستبدادية وخلال عملية التحول الديمقراطي.
وتُسلّط الدراسة الضوء على الحاجة إلى فهم أعمق للديناميكيات، ولتأثيرات النظم الاستبدادية في السياسات والهياكل الحاكمة، وفي الوعي والتوجهات السياسية للأفراد أيضًا. من خلال التحليل الدقيق للبيانات والمتغيرات المختلفة، تُقدّم هذه الدراسة نظرة شاملة على كيفية تشكل الأحكام والمواقف في بيئة استبدادية، مشيرةً إلى التعقيدات والتحديات التي تواجه الأنظمة في مرحلة الانتقال السياسي.
أخيرًا، تقدّم الدراسة إسهامًا مهمًّا في الحوار الأكاديمي حول الاستبداد وتأثيره طويل الأمد، وتُحاول أن تقدّم أساسًا للبحوث المستقبلية التي قد تستكشف إستراتيجيات مواجهة الإرث الاستبدادي وتعزيز التحول نحو أنظمة ديمقراطية أكثر استقرارًا.
يمكنكم قراءة البحث كاملًا من خلال الضغط على علامة التحميل أدناه:
تحميل الموضوع
مركز حرمون