سلافوي جيجك… العالم والحروب المفتوحة/ علي حسن الفواز
16 نيسان 2024
كثيرة هي أطروحات سلافوي جيجك عن «فوضى العالم» وعن علاقة هذه الفوضى بفكرة «الحروب المفتوحة» وبالانهيارات الكبرى التي بدأت تُصيبُ الأنساق الحاكمة للأيديولوجيا والبيئة والحريات، وحتى الفلسفات بوصفها مجالا لـ»صناعة المفاهيم» باتت أكثر تعرّضا للتنمر والخرق، لاسيما في خطابها المسؤول عن إثارة الأسئلة التي تخصّ تداولية الأفكار، وعلاقة هذا الخطاب بسياقات المعرفة ونقدها، لاسيما ما يخص المفاهيم المُختَلف عليها، كالحرية والهوية والدولة والجسد، والديمقراطية، وبيان مدى استجابتها لـ»الطبيعة البشرية» وقدرتها على صيانة «النظام الديمقراطي» في العالم الغربي، فهذه «الديمقراطية» فقدت كثيرا من لمعانها، وأضحت مصدرا لصناعة مركزيات جديدة، ولحروبٍ عصابية وعنصرية، مثلما دفعت إلى بروز مزيد من «الشعوبية» التي تُهدد بنية القوة العميقة للنظام الرأسمالي الصارم. عيوب هذه الديمقراطية باتت فاضحة، وربما مُقبِلة على ما يشبه «الفوضى» بعد أن فقدت كثيرا من سحرها «الثقافي» وتحوّلت قوتها المؤسسية إلى جهاز داعم للعنف، ولإنتاج مزيدٍ من المركزيات، فضلا عن دورها في دعم الحروب العبثية ومظاهر الاقتصاديات المتوحشة، فما يجري في العالم من «دمار أخلاقي» ومن خراب قيمي تبدّت أبرز مظاهره من خلال التغاير العميق في استراتيجيات الرأسمالية ذاتها، إذ تحوّلت إلى ممارسة بشعة في إدارة النظام العالمي، وفي السيطرة على أسواقه وأفكاره وحقوقه، حتى بات العالم أمام رعبٍ غرائبي، حيث أزمات المال والطاقة، وحيث فوضى الشعبويات، وتغوّل الحروب المفتوحة على أزمات التلوث البيئي المرعب، وإكراهات التضخم الاقتصادي والبطالة، مقابل هواجس مُستَفِزة لصعود اليسار بمعناه المتطرف/ الراديكالي، الذي تحوّل إلى سلطة أشباح تمارس وظيفة تخويف الغرب «اليميني» من نهاياته الأخلاقية.
كتاب جيجك «فلسفة الفوضى، هل ينقذ الدمار البشرية؟» ترجمة عماد شيحة، والصادر عن دار الساقي 2022 يحمل معه كثيرا من تلك الهواجس التي تضع الإنسان أمام أفقٍ غائم للانسدادات الكبرى، والتحديات الكبرى، التي تتمثل بمآزق مسكونة بالتحديات الاقتصادية المرعبة، واضطراب العلاقات الدولية ونشوء الحروب «السسيوجغرافية» التي قد تُهدد بتقويض معاهدة «وتسفاليا» التي أنشأت أوروبا الحديثة عام 1648، فضلا عن التحديات التي تخصّ التحكم الرقمي والتلاعبات الوراثية الحيوية، والانقسامات الأيديولوجية الحادة بين اليمين المتطرف والمؤسسات، وأخيرا تحديات اللاجئين والمهاجرين، الذين تحولوا إلى عاصفة جيوسياسية كاسحة. قد لا تكون هذه التحديات في أوروبا «قدرا» لكنها ستتحوّل إلى مُهددات يمكن أن تذهب بالبعض نحو الفنتازيا والعجائبية، والبحث عن حلولٍ أو مسكناتٍ تبغي صناعة أوهام «الاطمئنان» أو الإيهام بالخلاص، وربما سيذهب بعضٌ آخر إلى اقتراحِ نوعٍ من «حروب الترميم» تلك التي تشبه الحروب الثقافية القديمة للرأسمالية خلال مرحلة «الحرب الباردة» حيث التسويق الممنهج لصناعات مؤدلجة للاستهلاك والاحتواء والفرجة والجنس والإعلان، حيث سيُعاد إنتاج «رأسماليات مجاورة» مثل رأسمالية الجسد، ورأسمالية السينما، ورأسمالية الخيال العلمي، ورأسمالية النجوم والأزياء، فيتم تخصيص ميزانيات ضخمة لإنتاج أفلام الفنتازيا والخيال العلمي والأشباح وغيرها، فضلا عن ما سيتم توظيفه في مجال الديجيتال، حيث منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها الرقمية وبرامجها التي تكرّس فاعليات أكثر تضخما للاستهلاك والتسويق والاندماج، والإيهام بتغذية الحاجات والإشباعات الرمزية، ومشاعر الإنسان الباحث عن «القوة العظمى» لحماية كينونته المهددة من أشباح الدمار الأيديولوجي..
جيجك ونقد الديمقراطية واليسار
لا يقل نقد وسخط سلافوي جيجك لليسار القديم، عن نقده وسخطه لليسار الجديد، وأطروحات الديمقراطية والليبرالية، فهذا النقد يبدو وكأنه تسويغٌ للحديث عن توصيفات جديدة لـ»فلسفة الرثاء» ليس بمعناها العدمي، كما عند شوبنهاور، بل بدلالتها الأقرب للنيتشوية القائمة على تدمير الأنموذج الرخو، حيث يكون التعبير عن فشل الليبرالية الجديدة، تمثيلا للفشل في أنسنة العالم، وفي جعل الرأسمالية فاعلة وضاغطة في خلق الكائن العالمي كما حلم به أيمانويل كانط، وبالتالي فإن هذا العالم سيتورط أكثر بـ»الحروب المفتوحة» والمكشوفة على انهيارات كبرى قد تُهدد مراكز قواه، وسردياته وفاعلياته المتعالية، حيث يتغوّل صعود موجات التطرف والعصابية والشعبوية و»المدّ الثوري» بأطروحاته «الماوية» أو الأصولية،، وصولا إلى طرح مقاربات ملفقة ومشوهة، أكثر انغلاقا عن مفاهيم الدولة والأمة والهوية والحرية والحق والعدل. التحوّل الثوري، كما يبدو في «الخطاب اليساري» بدا وكأنه «خدعة» لأنه يضمر كثيرا من الفوضى، فقد فشلت أغلب ما تسمى بالثورات، ومنها «ثورات الربيع العربي» في صياغة «عقد اجتماعي» حقيقي، وفي صناعة نمطٍ للدولة الراشدة، إذ بات هذا الفشل رهينا بأزمات داخلية تخص العدالة الاجتماعية والحقوق والسلم الأهلي ونُظم التعليم الصحة والخدمات، مثلما هو رهين بفشل المؤسسات التي تدير العالم مثل، «مجلس الأمن الدولي» و»الأمم المتحدة» و»المحكمة الجنائية الدولية» و»صندوق النقد الدولي» وغيرها، فضلا عما بات فاضحا عبر مظاهر تضخم الأزمات السياسية والاقتصادية والأنثربولوجية، وما يُهدد العالم من الطبيعة ذاتها التي توهّم الإنسان الغربي بالسيطرة عليها، حيث بدت «الفيروسات» وكأنها قوة قاهرة ومُقوّضة للنظام المركزي العالمي، كما حدث خلال سنوات استفحال فيروس كوفيد 19/ كورونا» التي أشاعت وهددت كلّ ما هو ضد فكرة «الإنسان الكامل» أو القوة الفائقة التي سوقها «العقل الغربي» عبر أطروحات نهاية التاريخ كما استعارها فوكوياما من هيغل بعد سقوط «الاتحاد السوفييتي السابق» فكان «الزمن الكوفيدي» إعلانا سرّع بفضح التاريخ والنظام العالمي الذي تقوده الرأسمالية وسقوطه الأخلاقي والقيمي، وأظهرت فشل هذا النظام وعجزه البنيوي في التعامل مع واحدة من أخطر الأزمات الكبرى هددت الوجود الإنساني» كما تحدّث جيجك عنها في سياق أطروحاته النقدية، إذ جعلت هذه الأزمة العالم أقربَ إلى مشفى ومختبر وسجن، وهذه الإكراهات «العقابية الثلاثة بتعبير ميشيل فوكو دفعت العالم إلى التورط، بمزيدٍ من الفوضى والعنف والتطرف. تحديات الفوضى التي يقصدها جيجك لم تكن سياسية بالمعنى المجرد، بل هي أكثر من ذلك، إذ إنها اقترنت بأزمات معقدة تخصّ هشاشة القدرة على إدارة فاعليات السياسة والمال والاجتماع والأمن والعنف القومي، على مستوى صراع المصالح والأيديولوجيات والحروب الداخلية والإقليمية، وعلى مستوى سوء التعاطي مع أخطار تحديات المُناخ و»الاحتباس الحراري وحرائق الغابات، ثم بروز ظاهرة لاجئي الحروب، كما في حرب أوكرانيا أو حروب افريقيا، فضلا عن مشكلات «العولمة» وتحديات التحكم الرقمي والذكاء الصناعي والتلاعبات الوراثية الحيوية، فضلا عن المستوى العميق العالق بالانقسامات الأيديولوجية الحادة في أوروبا بين سياسات اليمين المتطرف ضد الهجرة واللجوء، مقابل صعود موجات العنف والكراهية والشعبوية ذات التطرف العنصري أو الجندري.
استعارة جيجك لمقولة ماوتسي تونغ «الوضع العالمي ممتاز، ما دامت فوضى كثيرة تسود تحت السماء» تكشف عن فكرة «صناعة الفوضى» إذ تقف السياسة والعنف والتطرف والشعبوية والاستبداد والعنصرية وراء هذه الفوضى التي تُهدد النظام العالمي بمزيد من الإخفاقات والأزمات والصراعات الناشئة حول الجغرافيا الحيوية، بتوصيف السكندر دوغين أحد أبرز مخططي استراتيجيات السيطرة الروسية على جزيرة القرم وجمهوريات إقليم الدونباس في أوكرانيا، ومن منطلق أهمية علاقة السيطرة على جغرافيا الممرات المائية بالسيطرة على إدارة السياسة والأمن. هذه الثنائية تحولت إلى مصدر رعب للغرب الرأسمالي، إذ باتت كثير من الممرات الكبرى في بحري آزوف والأسود مخانق لمرور العسكرتاريا الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي» فضلا عن صعوبة السيطرة على مضيق تايوان في الصراع التجاري مع الصين، ناهيك من ممرات مائية أخرى قابلة للتحول إلى ممرات أخرى للجحيم..
اتساع دائرة الصراعات قد يُهدد السلم الأهلي في أوروبا، مثلما سيكون المدُّ الشعبوي، وصعود تيارات اليمين المتطرف، عاملا ضاغطا «يستهدف إرثها الحضاري والتنويري، فضلا عما يُشير إليه جيجك حول تصدعات اليسار التقليدي وفشله في التعاطي مع التحديات الكبرى التي تواجه العالم، وعدم استيعابه للمتغيرات التي عصفت به، واكتفائه بحفظ الإرث الرومانسي عن «نهاية التاريخ» وعن المهيمنات المتعالية والمغرورة لمصطلحات المثقف الثوري والمثقف العضوي والمثقف الأيديولوجي..
الفوضى وأزمة المجال الحيوي
يتحدث جيجك عن البيئة بوصفها مجالا حيويا لصناعة تلك الفوضى، حيث الأخطار التي تُحدِق بجوهر توازن التعايش البايولوجي، وأخطار ما يتركه الإنسان من تدمير ممنهج، أو عشوائي لها، وبما يجعل المكاره البيئية أكثر العوامل تهديدا لهذا التوازن، بدءا من حرائق الغابات المُتعمدة والاستخدام المفرط للموارد الطبيعية وليس انتهاء بتزايد الاستخدام النووي والكاربوني، وعلى نحوٍ يجعل العالم أقل أمنا، واقل فاعلية في مواجهة هذا التحدي الذي يُهدد الجنس البشري، مثلما يهدد الكائنات الأخرى. السيطرة على المجال الحيوي أضحى مناورة مفتوحة لبرامج الاحتكارات الكبرى، لأن ما يتعرّض له هذا المجال من اختلالٍ حاد جعله أكثر عرضة للأخطار التي تمسّ جوهر منظومات الحيوية في العالم، التي ستنعكس على أنماط التوازن البيئي، وعلى طرق العيش وأنماطه، وحتى على آليات تحقق الرفاهية التي « اكتسبناها بشق الأنفس» كما يقول جيجك، حيث بدأت الرأسمالية الغربية تهمل مفهوم هذه الرفاهية في اتجاه البحث عن مركزيات إشباعية جديدة، لها تمظهراتها السياسية عبر أطروحات الليبرالية الجديدة، ولها تمظهراتها الاقتصادية عبر الغلو في السيطرة المتوحشة على الاقتصاد العالمي وأسواقه ومنافذه وثرواته، مثلما لها تمظهراتها الجغرافية عبر السيطرة على الممرات المائية، فضلا عن تمظهراتها الصحية عبر تغوّل الاستخدامات غير المسيطر عليها في مراكز البحوث الطبية والمختبرية البايولوجية، ولعل ما أثير حول المرجعيات المختبرية لـ»فيروس كورونا» كشف عن طبيعة بعض الأنساق السرية، التي تتحكم بما هو سري في الصراعات والحروب، وبطبيعة الأخطار التي تحملها، من خلال تورطها في صناعة الأسلحة البايولوجية والجرثومية التي يمكن تهريبها عن طريق مختبرات المراكز الجرثومية.
ما اثاره جيجك في المجال السياسي ليس بعيدا عن الأخطار التي يتعرّض لها المجال الحيوي للإنسان، فالمركزيات الحاكمة التي تصنع أزمات الخطاب السياسي لا تنفصل عن المركزيات التي تسيطر على نظم إدارة «الجحيم» بمفهومه النفسي والعصابي، التي ينخرط فيه كثير من الأدلجات الصاعدة، أو كما يسميها بـ»الأدلجات الفاسدة» القائمة على التعالي والكراهية والتعصب والتطرف.. مركزيات الرعب السياسي والخوف السياسي تسندها «اقتصادات الرعب» وهو مصطلح تحدثت عنه فيفيان فورستي في كتابها «الرعب الاقتصادي» الذي تتحدث فيه عن أمراض الليبرالية الجديدة، وطبائع احتكارها للسلطة والثروة، عبر أسواق البورصة و»صندوق النقد الدولي والبنك الدولي» حيث يتحول هذا الرعب إلى مجالٍ مضاد، له عناصر استبداده وتسويقه ورقابته، مثلما له عناصر إغواءته وأوهامه ووعوده التي تقوم على إسقاطات سياسية وأمنية، تتبدى من خلالها أبشع الاستغلالات الضاغطة على الاقتصادات الناشئة، والسيطرة على ثرواتها، وبهدف و«زيادة تمركز الاحتكارات» العابرة للقارات..
الفوضى والتغير
سؤال جيجك الغرائبي: «هل يكون العنف مخرجا متاحا للخروج من النفق الذي حُشر فيه عالمنا المعاصر، الذي رأى ماو في فوضاه وأزماته وضعاً ممتازاً؟» يضعنا عند عتبات مكشوفة على رعبٍ مفارق، فالفوضى بمفهوم ماو تسي تونغ لا يعني طريقا سليما لكي يتخلص الفقراء من فقرهم، لكن سيكون دافع لتتورط الولايات المتحدة والغرب بمزيدٍ من «حروب الاحتكار» والاستنزاف لكي يتغيّر نسق المتن بنسق الهامش، وهذا ما يجعله أكثر تورطا بإنتاج المزيد من الفوضى والأزمات، بما فيها أزمات الديمقراطية التي لا يحتاجها الفقراء قدر حاجتهم لحلول واقعية تخصّ معيشهم وأمنهم وسلامهم. قد تبدو آراء جيجك متطرفة، وحادة وربما «ماوية» في نظرتها الأيديولوجية لمفهوم «الثورة الدائمة» لكنها بالمقابل تكشف عن أزمة «العقل الغربي» وانهيار مركزياته الثقافية، وحتى هشاشة البنى التي توهمها صلدة لـ»الرفاهية والحرية والمساواة والحقوق» التي باتت موضع سخريته، ومجالا لاشتغاله في ميدان التحليل النفسي الذي وجده رديفا لأطروحاته الفلسفية..
جيجك وفلسطين
قد لا توجد علاقة مباشرة بين جيجك وفلسطين، لكن كراهيته للحرب جعلته ينظر إلى أيّ قضية من منطلق ما تتركه من أثر نفسي، أو أخلاقي أو وجودي، لاسيما وأنه يؤمن بأطروحات «لاكان» في التحليل النفسي، وفي النظر إلى علاقة أزمة الفرد بأزمة المجتمع، أو بالتطبيق المتوحش لـ»القانون» كما يقول، لأن هذا «القانون» وهو نوع من الأيديولوجيا، أو المركزية التي تفرضه قوى حاكمة تجعل من قوة السلطة، فاعلا قهريا في تشكيل الوجود المأزوم والوعي المأزوم. خلال مشاركته في افتتاح معرض فرانكفورت للكتاب لسنة 2024 تحدث جيجك عن العنف الموجّه للفلسطينيين، بما فيه العنف الرمزي، وعدّ قرار تأجيل تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي عن روايتها «تفصيل ثانوي» بـ»أنه مخزٍ» لاسيما وأن هذه الرواية تسرد حادثة اغتصاب فتاة وقتلها من قبل ضابط صهيوني وجنوده، وبأسلوب يفسّر العقلية الصهيونية القائمة على الجريمة وطمر شواهدها.
كراهية جيجك للشعوبية، ولتنامي ظواهر الكراهية جعلته يقول «إن إسرائيل تتحول في ظل حكومة نتنياهو إلى دولة ثيوقراطية بعد مدة طويلة من التباهي بمكانتها باعتبارها دولة ديمقراطية» على حدّ قوله.. كما عدّ جيجك أن «من السخف لوم الفلسطينيين لرفضهم التفاوض مع إسرائيل في مواجهة الالتزامات التي تؤكد يهودية الدولة». هذه الأطروحات أثارت جدلا واسعا ثقافيا وسياسيا، ليس لأنها ذات طابع أيديولوجي، بل لأنها تمثل وجهة نظر نقدية لأبرز فيلسوف معاصر، يرى في العنف تمثيلا لعقد مرضية كما يسترشد بذلك من أطروحات أستاذه لاكان، وهذا ما دفعه للقول حول ما يجري في غزة إن «الهجمات الإسرائيلية وضعت ملايين الفلسطينيين في وضع مستحيل» وهذا المستحيل طبعا سيقود إلى صناعة عنف مضاد، مثلما يدفع إلى ردود فعل تُخرج السياسة من قواعد لعبتها، وتُزيد من ممارسة التوحش، وقد دعا في هذا السياق إلى احترام وجهة نظر الفلسطينيين بالقول «يجب على المرء الاستماع إلى الفلسطينيين والنظر في خلفيتهم إذا اردنا أن نفهم الصراع».
القدس العربي