سقوط بشار الأسد، الرئيس الفار والمخلوعسياسة

جمعة النصر الأولى على الطاغية، سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع سقوط الديكتاتور الفار بشار الأسد في سورية

تحديث 13 كانون الأول 2024

أنظر تغطيتنا في الأيام السابقة:

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع سقوط الديكتاتور الفار بشار الأسد في سورية

————————————

أحمد الشرع للجزيرة نت: نجمع الأدلة من أجل محاكمة الأسد

كمال أوزتورك

13/12/2024

دمشق- بعد أيام من دخولي إلى سوريا انطلاقا من الحدود التركية، تمكّنت من لقاء القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، الملقب بـ”أبو محمد الجولاني”.

زرتُ سوريا انطلاقا من الحدود التركية وصولا إلى دمشق، وقد مررت بإعزاز وعفرين وإدلب وحلب وحماة وحمص. على مدار 4 أيام، تجولت في المدن، وتحدثت مع السكان، وراقبت الشوارع، وزرت الأسواق. كنت أحاول أن أفهم كيف تأقلم الناس مع الوضع الجديد بعد 51 عاما من حكم حزب البعث و14 عاما من الحرب.

رأيت أجواء آمنة فيما عادت الحياة إلى طبيعتها في غضون 3 أو 4 أيام، وانتهت الفوضى والاضطرابات بسرعة كبيرة، وعندما وصلت، كانت هناك العديد من الأسئلة التي تدور في ذهني، خاصة حول سجن صيدنايا وغيره من السجون. لم أكن أتوقع أن أجد إجابات عن كل هذه الأسئلة هناك.

لكن الشخص الذي أجاب عن هذه الأسئلة كان القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، الذي قاد واحدة من أسرع الثورات في التاريخ، وأسقط نظام الأسد خلال 10 أيام فقط، وتمركز في دمشق.

انتظرت مع حوالي 50 إعلاميا من أوروبا والولايات المتحدة يوم 11 ديسمبر/كانون الأول في بهو أحد الفنادق، لإجراء مقابلة مع الشرع. لم يسعني إلا التفكير: كيف سيتمكن من إجراء مقابلات مع هذا العدد الكبير من الصحفيين، كلّ على حدة؟ رغم ذلك، واصلت الانتظار.

بعد 6 ساعات، أُبلغنا بأن اللقاء قد ألغي، فغادر الجميع. لكنني لم أستسلم، وفي اليوم التالي، استخدمت كل قنواتي الممكنة لإعادة ترتيب اللقاء، ونجحت في المحاولة الثانية. هذه المرة انتظرت 4 ساعات، لكنني تمكنت في النهاية من مقابلته بمفردي.

عندما رأيته لأول مرة، شعرت بالدهشة. لم يكن يرتدي زيا عسكريا كما توقعت، بل بدلة زرقاء داكنة مع قميص أبيض وسترة داخلية، في مظهر رسمي يلفت الأنظار. ربما كانت هذه أول مرة يظهر فيها ببدلة رسمية. كان برفقته وفد كبير، ولفت انتباهي بشكل خاص مستشاروه الذين أحاطوا به. رغم قصر الوقت، أتيحت لي الفرصة لطرح بعض الأسئلة والتقاط صورة معه. على الفور طرحتُ عليه الأسئلة المتعلقة بالأوضاع التي لاحظتها خلال جولتي الميدانية.

    كيف تمكنتم من السيطرة على دمشق بهذه السرعة؟ وكيف استعادت المدن حياتها الطبيعية بالسرعة ذاتها؟

شعبنا كان قد سئم من نظام الأسد. الظلم والمعاناة التي عاشوها أنهكتهم. كأنهم كانوا ينتظرون قدومنا. نظام الأسد نفسه كان قد انهار من الداخل وضعُف بشكل كبير. ولهذا، وبفضل الله، حدث هذا التغيير السريع. الآن تسود السكينة في مدننا، وشعبنا تنفس الصعداء. بعد كل تلك الحروب والصراعات، تعب الناس ولم يعودوا يريدون المزيد من الصراعات.

    يتساءل الجميع عما سيحدث وكيف سيكون شكل سوريا الجديدة؟

نتواصل مع جميع الأطراف بشكل مباشر أو غير مباشر. نحاول إيجاد أفضل طريق ممكن لمستقبل بلدنا. نحن أيضا على تواصل مع العديد من الدول. هدفنا هو إيجاد الطريق المثالي الذي يضمن أن يعيش جميع أبناء شعبنا في سلام وسعادة.

    زار رئيس جهاز المخابرات التركي إبراهيم قالن دمشق ورافقتموه إلى الجامع الأموي، ما طبيعة العلاقة مع أنقرة؟

الشعب التركي هو أقرب الأصدقاء لشعبنا. لقد استقبلوا أهلنا الذين لجؤوا إليهم وقدموا لهم كل أنواع الدعم. نحن نستفيد من خبراتهم، ونحن على يقين أنهم سيكونون بجانبنا في المستقبل أيضا. لذلك، تركيا تُعد بالنسبة لنا دولة بالغة الأهمية.

    ربما أصبح سجن صيدنايا أحد أكثر المواقع رعبا على وجه الأرض وهو مثال صارخ على مدى وحشية نظام الأسد. ما خططكم بشأنه؟

يرمز هذا السجن إلى مدى وحشية وقسوة نظام الأسد. ولذلك، نحن نجمع الأدلة من هذا المكان لمحاكمة بشار الأسد. لقد بدأنا فعلا بالعمل على تحديد الأشخاص الذين مارسوا التعذيب أو نفذوا الإعدامات هناك. سنكشف هذه الأسماء وسنحاكمهم.

نخطط لدعوة منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات المدنية المستقلة من جميع أنحاء العالم لزيارة هذا السجن. نريد للعالم أجمع أن يكون شاهدا على هذا المكان المروع والظلم الذي وقع فيه. وفي المستقبل، سنحوله إلى متحف ليكون شاهدا على هذه الفظائع، ونفتحه أمام الزوار من جميع أنحاء العالم.

فرصة للتغيير

بعد مقابلة الشرع وخلال الأيام الخمسة التي قضيتها في سوريا، لم أستطع التوقف عن التفكير في كم الألم والقمع الذي عانته هذه البلاد، وكم تم إفقارها.

الآن، حصل الشعب السوري على فرصة لتغيير مصيره. إذا استخلصوا العبر من الأخطاء التي ارتُكبت ولم يكرروها، وإذا تمكنوا من بناء نظام ودولة يشعر فيها الناس من كل العرقيات والأديان والفئات الاجتماعية بقوة الانتماء، فسيجدون طريقهم إلى السلام.

شخصيا، أُعجبت بنظرة الشرع وفريقه للأحداث. لقد منحتني رؤيتهم أملا في مستقبل سوريا. من الضروري التخلص من الأحكام المسبقة تجاه هيئة تحرير الشام ومنحهم فرصة ودعمهم. هؤلاء الناس يقولون إنهم تغيروا ويؤكدون أنهم مختلفون.

المصدر : الجزيرة

قبل اجتماع دولي بالعقبة.. بلينكن يلتقي إردوغان لبحث الوضع بسوريا

الجمعة، ١٣ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤

التقى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان الخميس وقال إنه يجب حماية المدنيين السوريين بعد أن أطاحت فصائل معارضة مدعومة من أنقرة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد.

ودام اللقاء بين بلينكن وإردوغان أكثر من ساعة، في صالة بمطار أنقرة الخميس. وتأتي هذه الزيارة ضمن جولة مكوكية لبلينكن للمنطقة والتي زار فيها الأردن لبحث الأوضاع في سوريا، التطورات الأخيرة.

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر في بيان أن بلينكن “كرر أنه من المهم أن تحترم جميع الجهات الفاعلة في سوريا حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وأن تتخذ كل الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين، بمن فيهم أفراد الأقليات”.

كما شدد بلينكن أمام الرئيس التركي على “ضرورة ضمان أن يتمكن التحالف الذي أنشئ لهزيمة تنظيم داعش من الاستمرار في أداء مهمته الحاسمة”.

من جهتها، تشدد تركيا على مخاوفها الأمنية فيما يتعلق بالوضع في سوريا، حيث تخوض مواجهة مع قوة يقودها الأكراد الذين تدعمهم واشنطن لدورهم الرئيسي في محاربة تنظيم داعش الإرهابي.

وكان بلينكن قد تحدث أمام الصحافة، قبيل مغادرته الأردن متوجها إلى تركيا، عن “مصالح أنقرة الحقيقية والواضحة” فيما يتعلق بمقاتلي حزب العمال الكردستاني. لكنه أضاف “في الوقت نفسه، نريد مرة أخرى تجنب إشعال أي نوع من الصراع الإضافي داخل سوريا”.

وأكد بلينكن أن دور مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بقيادة الأكراد “حيوي” لمنع عودة ظهور تنظيم داعش في سوريا بعد إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد.

وقال “في وقت نريد أن نرى هذا الانتقال إلى حكومة موقتة، إلى مسار أفضل لسوريا، يجب علينا أيضا ضمان عدم ظهور تنظيم الدولة الإسلامية مرة أخرى. وقوات سوريا الديمقراطية ضرورية للتأكد من عدم حدوث ذلك”.

وخلال لقاء بلينكن بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قبل زيارته لتركيا أكدا على ضرورة الحفاظ على أمن سوريا.

ودعا بلينكن إلى عملية “شاملة” لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمن حماية الأقليات بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام -المصنفة بقوائم الإرهاب الأميركية- حكم بشار الأسد المنتمي إلى الأقلية العلوية.

وأعلنت وزارة الخارجية الأردنية في بيان أن الأردن سيستضيف السبت اجتماعات حول سوريا بمشاركة بلينكن ووزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وتركيا وآخرين عرب، إضافة إلى ممثل الأمم المتحدة.

ويشارك في الاجتماعات التي ستجرى في العقبة أيضا وزراء خارجية كل من الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والإمارات والبحرين وقطر “لبحث التطورات في سوريا”.

ويعقد هؤلاء اجتماعات مع وزيري خارجية تركيا والولايات المتحدة، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى المبعوث الأممي حول سوريا.

وهذه الزيارة هي الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ السابع من أكتوبر 2023.

——————————–

في “جمعة النصر”.. السوريون يحتفلون بالحرية وسقوط نظام الأسد- (فيديوهات وصور)

13 كانون الأول 2024

دمشق: في باحة الجامع الأموي الفسيحة بدمشق القديمة، وتحت راية علم الثورة السورية ذي النجوم الثلاث، صدحت حناجر آلاف السوريين الجمعة “واحد، واحد، واحد، الشعب السوري واحد”، في مشهد لم يكن أحد ليتوقعه حتى الأمس القريب.

وفي أول يوم جمعة بعد الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، استعادت دمشق مشهدية الاحتجاجات السلمية المناوئة للسلطات التي عمت البلاد عام 2011، قبل أن تُقمع بالقوة وتتحول الى نزاع دام مزق سوريا ودمّر مقدراتها وهجّر سكانها، متسببا بمقتل أكثر من نصف مليون شخص.

إلى باحة المسجد، قدمت نور ذي الغنى (38 عاما) من حي الميدان الدمشقي. وقالت بفرح عارم: “نحن في الجامع الأموي في دمشق، نجتمع فرحين بتحرير سوريا، فرحين بتحريرنا من السجن الذي كنا نعيش فيه”.

وأضافت السيدة المجازة في الاقتصاد بحماسة: “هذه أول مرة نجتمع فيها بهذه الأعداد في مكان واحد، وأول مرة نشهد حدثا مماثلا.. لم نتوقع أن يأتي مثل هذا اليوم”.

وعمّت مشاهد الفرح والبهجة باحة المسجد الأموي ومحيطه، إلى حيث تدفق السوريون منذ ساعات الصباح، وحمل بعضهم علم الاستقلال السوري الذي رفعته المعارضة السورية منذ بدء تحركاتها المناوئة للسلطة عام 2011. ووضعه آخرون على رؤوسهم وأكتافهم.

ورفع شبان شارات النصر أمام عدسات عشرات وسائل الإعلام العربية والدولية.

وردّد المشاركون وبينهم نساء ورجال وأطفال، شعارات عدة داعية إلى وحدة السوريين ومناوئة للأسد.

في محيط الجامع، تجمّع عشرات باعة الأعلام الجديدة التي لم يكن أحد يجرؤ على حملها في دمشق أو مناطق أخرى تحت حكم الأسد. وعلى جدرانه الخارجية، عُلّقت عشرات الصور لمفقودين ومعتقلين في سجون الأسد مع أرقام هواتف، لمن يعلم عنهم شيئا، مع إعلان السلطات الجديدة إخراجها آلاف المعتقلين من السجون سيئة السمعة في أنحاء البلاد.

فُتحت الأبواب لنا

واستبق قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، الذي يقود فصيله السلطة الجديدة في دمشق، صلاة الجمعة بدعوة السوريين في مقطع فيديو على تطبيق تلغرام “للنزول إلى الميادين” احتفالا بـ”انتصار الثورة”، قبل المضي في “بناء البلد”.

من محافظة إدلب التي تعد معقل هيئة تحرير الشام في شمال غرب سوريا، وصل عمر الخالد البالغ 23 عاما إلى دمشق، للمرة الأولى في حياته.

وقال الشاب الذي يعمل خياطا: “كان حلمي أن آتي إلى دمشق، وهذه أول مرة أزورها في حياتي”.

وتابع: “لا يمكن وصف شعورنا، معنوياتنا عالية جدا ونأمل أن تتجه سوريا إلى مستقبل أفضل”، مضيفا: “كان الشعب مخنوقا.. لكن الآن فتحت الأبواب لنا”.

وتعهدت السلطة الجديدة في سوريا بإقامة “دولة قانون”، بعد انتهاء المرحلة الانتقالية التي ستمتد لثلاثة أشهر ويتخللها تجميد الدستور والبرلمان، فضلا عن تشكيل “لجنة قانونية وحقوقية من أجل النظر في الدستور وإجراء التعديلات”، وفق ما قال متحدث باسمها.

وقالت أماني زنهور (42 عاما) وهي مدرسة ومهندسة كومبيوتر: “لا شيء أسوأ مما كان. لا يمكننا أن نشعر بالخوف” من المستقبل، مبدية تأييدها لإرساء دولة مرتكزة على تعاليم الإسلام، تحترم في الوقت ذاته تقاليد المكونات الأخرى في سوريا، حيث تعيش أقليات عدة بينها المسيحية والكردية.

فور انتهاء صلاة الجمعة، تدفق الآلاف من الجامع الأموي ومساجد أخرى في دمشق باتجاه الساحات الرئيسية لا سيما ساحة الأمويين الشهيرة، وغصّت شوارع المدينة بمئات السيارات التي رفعت أعلام “الثورة”.

في سوق باب سريجة الشعبي وسط العاصمة، تحلّق عدد من الشباب بشكل دائري وتعانقوا وهم يغنون ويحتفلون “بانتصار الثورة”، بينهم نجيب عرّاج (40 عاما) الذي قال: “جئت من إدلب إلى دمشق لأحتفل مع أهل الشام بهذا النصر العظيم”.

وفي ساحة الأمويين، رفع المتظاهرون علما كبيرا على نصب السيف الدمشقي الضخم، قرب مبنى الأركان العسكرية سابقا، ومبنى دار الأوبرا.

على بعد أمتار، صرّحت أمينة معراوي (42 سنة) وهي داعية إسلامية: “دعونا لا نتحدث في تفاصيل قد تفرقنا، ونتحدث فقط عما يجمعنا” مضيفة: “ما يجمعنا اليوم هو كرهنا لبشار الأسد”.

وبدت البهجة واضحة على وجه محمّد سعد (32 عاما) الناشط سياسيا في صفوف هيئة تحرير الشام. وقال: “انتظرنا هذه اللحظة منذ 13 عاما”.

    الآلاف يؤدون صلاة “جمعة النصر” في الجامع الأموي في العاصمة السورية #دمشق في الجمعة الأولى بعد سقوط نظام #الأسد#الجزيرة_سوريا #الأخبار pic.twitter.com/jQkH0n2Sjj

    — قناة الجزيرة (@AJArabic) December 13, 2024

فرحة لا توصف

في مدينة السويداء، معقل الأقلية الدرزية في سوريا، توافد المئات منذ الصباح إلى الساحة المركزية التي كانت مسرحاً للتظاهرات المناهضة للحكومة على مدى عام ونصف العام.

وقال هيثم حديفة (54 عاما): “فرحتنا لا توصف… طالما أن الشعب السوري يسير إلى الأمام موحدا، فلن يحدث له أي شيء”.

من جانبها، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية الخميس، أنها ستستبدل العلم الكردي بالعلم الجديد الذي يرفرف فوق دمشق.

ودعا رئيس الوزراء الانتقالي محمد البشير، السوريين المقيمين في الخارج للعودة، متعهدا بضمان حقوق “كافة الطوائف”.

    السويداء في أول جمعة بعد إسقاط النظام البائد pic.twitter.com/4S5IbgVFuq

    — قتيبة ياسين (@k7ybnd99) December 13, 2024

    رئيس وزراء الحكومة الانتقالية السورية محمد البشير يصل إلى الجامع الأموي لأداء صلاة الجمعة

          pic.twitter.com/QhXnxXLeQh

    — BBC News عربي (@BBCArabic) December 13, 2024

 (أ ف ب)

———————————-

إيكونوميست: سوريا الجديدة قد تنجح أو تفشل.. لكن علينا أولاً الاحتفال بسقوط عائلة مستبدة/ إبراهيم درويش

13 كانون الأول 2024

نشرت مجلة “إيكونوميست” افتتاحية عن التغير المهم الذي شهدته سوريا، نهاية الأسبوع الماضي، وكيف ستنجح أم ستفشل.

وقالت إن عائلة الأسد، وبعد 53 عاماً من الحكم، لم تخلّف وراءها أي شيء، بل الخراب والفساد والبؤس.

ومع تقدم قوات المعارضة نحو دمشق، في 8 كانون الأول/ديسمبر، تبخر جيش النظام في الهواء، فقد استنفد كل الأسباب التي تدفعه للقتال من أجل بشار الأسد.

وفي وقت لاحق، ركض السوريون الذين أفقرهم حكمه لاهثين نحو قصوره المهجورة. وخرج الناس المحطمون من سجونه يحدّقون في ما حولهم، ولم يعد بعضهم يتذكر اسمه.

والآن وقد هرب الأسد إلى موسكو، فالسؤال: إلى أين سيقود هذا التحرير؟

وتجيب أنه في هذا الجزء من العالم الذي يعاني من العنف الإثني والصراع الديني، فإن الكثيرين يترقبون الأسوأ. فقد علمنا الربيع العربي في الفترة 2010-2012 أن البلدان التي تطيح بحكامها الدكتاتوريين غالباً ما ينتهي بها الأمر إلى أن يتنافس عليها أو يهيمن عليها رجال ليسوا أقل استبداداً.

وهذا سبب إضافي للتطلع والعمل من أجل شيء أفضل في سوريا. وتقول الصحيفة إن أحداً لا يشك في وجود العديد من القوى التي تتآمر لجرّ سوريا إلى مزيد من سفك الدماء. وهي بلد متنوع وفسيفساء من الطوائف والأديان الذي تشكل بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية. ولم تعش هذه الطوائف أبداً جنباً إلى جنب في ديمقراطية مستقرة.

وتنتمي عائلة الأسد إلى الطائفة العلوية التي تشكل نسبة تتراوح ما بين 10-15% من سكان البلاد. وفرضت العائلة ولعقود العلمانية على البلاد مع استخدام العنف.

وهناك الكثير لدى الشعب السوري من الأسباب للسعي إلى الانتقام. فبعد 13 عاماً من الحرب الأهلية في بلد يحفل بالأسلحة، ربما سعت بعض الفصائل إلى تصفية الحسابات. وربما فعل هذا بعض الرجال السيئين والخطيرين الذين تم إطلاق سراحهم للتو من السجن.

وفي ظل حكم أتباع الأسد، ومعظمهم كان من العلويين والشيعة، عانى السنة من أعمال وحشية شنيعة، بما في ذلك تعرضهم للغازات السامة مثل الكلور وغاز الأعصاب.

وقالت المجلة إن رجال القوة في سوريا ليسوا دعاة سلام. خذ على سبيل المثال، القوة الرئيسية التي تقدمت نحو دمشق، فحتى عام 2016 كانت “هيئة تحرير الشام” تُعرف باسم “جبهة النصرة”، أو الفرع السوري لتنظيم “القاعدة”. وشارك مؤسسها أحمد الشرع في محاربة الأمريكيين بالعراق كعضو في تنظيم “الدولة الإسلامية”، وباسمه الحركي أبو محمد الجولاني. وتؤكد كل من “هيئة تحرير الشام” ومؤسسها الشرع أنهم تخلّوا عن العلاقة مع القاعدة وتركوا تلك الأيام وراءهم.

وفي خضم الفوضى، تقول المجلة إن هذه الجماعة، وتلك التي تعاونت معها على الإطاحة بنظام الأسد، قد تبدأ بفرض حكم إسلامي صارم، ما سيدفع الدول الأجنبية، بما فيها الإمارات العربية المتحدة، إلى تمويل جماعات أخرى لحمل السلاح ضدها.

وتقول المجلة إن بعض القوى الأجنبية موجودة فعلياً في سوريا اليوم ومن أجل حماية مصالحها. ففي الشمال، تخوض الجماعات المدعومة من تركيا مواجهات مع الأكراد الذين يريدون الحكم الذاتي.

وفي وسط سوريا، تقصف الولايات المتحدة معسكرات تنظيم “الدولة” خوفاً من أن تعيد الجماعة نشاطاتها الجهادية. كما دمرت إسرائيل المعدات العسكرية والأسلحة الكيميائية وتوغلت في عمق مرتفعات الجولان، واحتلت المزيد من الأراضي السورية.

وفي ظل كل هذا الصراع، فلا عجب أن يحمل الكثيرون رؤية قدرية، وأن سوريا محكوم عليها بالانزلاق إلى حرب أهلية جديدة. وإذا حدث هذا، كما يحذرون، فإن سوريا ستتحول مرة أخرى إلى مصدر للاجئين والجهاديين، وتصبح مصدراً لعدم الاستقرار أبعد من الشرق الأوسط وإلى أوروبا.

وتضيف المجلة أن اليأس ليس إستراتيجية، فسقوط الأسد يظل وعلى أقل تقدير رفضاً لإيران وروسيا، اللتين تعتبران مصدراً للفوضى العالمية.

وتقول: “ما علينا إلا أن ننظر إلى البهجة التي عمّت سوريا هذا الأسبوع، فهذه الأمة المنهكة قد تختار الطريق الطويل للسلام”.

ومن هنا، ترى أن الشرط الرئيسي لاستقرار سوريا هو ظهور حكومة متسامحة وشاملة. فالدرس الصعب الذي تعلمناه من سنوات الحرب هو أنه لا يمكن لأي مجموعة واحدة أن تهيمن على البلد بدون اللجوء إلى القمع. وحتى الأغلبية السنية لا تريد في معظمها حكم الأصوليين لها.

وعليه، فالمهمة الشاقة تتمثل في صياغة تسوية سياسية جديدة في بلد ممزق، وهي المهمة التي قد تقع على عاتق الشرع. فبصفته حاكماً لإدلب، وهي محافظة ظلت بعيدة عن النظام السابق لسنوات، أدار حكومة فعالة اعترفت بالتعددية الدينية وأدارت اقتصاداً ناجحاً. ولكن على الرغم من أنه نأى بنفسه عن الجماعات الأكثر تطرفاً وتودد إلى الغرب، فقد أصبح الشرع أكثر استبداداً، ولجأ إلى تطهير المنافسين وسجن المعارضين.

وقالت إن حكومته الوطنية المؤقتة، التي أُعلن عنها هذا الأسبوع، تتكون حصرياً من الموالين لـ “هيئة تحرير الشام”. ولأنها تدعي إدارة دولة مختلة وظيفياً فستكون الكفاءة والحفاظ على النظام شرطاً في نجاحها.

ومع ذلك، إذا حاول الشرع إدارة سوريا بشكل دائم وتحويلها إلى نسخة أكبر عن إدلب، وكإقطاعية سنية تهيمن عليها “هيئة تحرير الشام”، فسوف يفشل.

وستظل سوريا مقسمة بين أمراء الحرب المتناحرين، وعدد كبير منهم ديكتاتوريون صغار. كما ستفشل سوريا لو تحولت إلى ميدان منافسة بين القوى الخارجية. ومن المحتمل أنها ستزدهر لو تُركت وشأنها، وعندما تزدهر سيعود ملايين اللاجئين إلى بيوتهم.

وهذا مهم بشكل خاص لتركيا، التي ملّت من وجود ثلاثة ملايين سوري يعيشون هناك. وباعتبارها داعمة لـ “هيئة تحرير الشام”، فإنها تأمل في الحصول على عقود في بلد مزدهر.

وينبغي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يفهم أيضاً أن أفضل طريقة لإضعاف الدعوات إلى الحكم الذاتي الكردي هي خلق سوريا حيث يكون فيها للأكراد والأقليات الأخرى صوت.

وتعلق المجلة أن العالم قد لا يحب “هيئة تحرير الشام”، ولكن تخريب جهود إنشاء حكومة مستقرة من شأنه أن يخاطر بانتشار السم إلى العراق والأردن ولبنان. لذلك، ينبغي لأمريكا والسعودية أن تقنعا إسرائيل وتركيا والإمارات العربية المتحدة بعدم تدمير فرص سوريا. وإذا برز الشرع كزعيم وطني معقول، فيتعين على الغرب أن يكون مستعداً لشطب “هيئة تحرير الشام” من قوائم الإرهاب وبسرعة.

وتضيف “إيكونوميست” أن سوريا الجديدة لديها هدية عظيمة: وهي إمكانية التخلص من روسيا وإيران اللتين أنفقتا عشرات المليارات من الدولارات لإبقاء الأسد في السلطة، لكن الطغاة في طهران وموسكو أثبتوا أنهم غير قادرين على دعم الاستبداد في بلد رفض الشعب طاغيته، وأكثر من فشل الغرب في دعم الديمقراطية في العراق وأفغانستان.

وقد فشلت روسيا في تحقيق طموحاتها الإمبراطورية، وهي الرسالة التي سيتردد صداها في القوقاز وآسيا الوسطى. ففي غضون عام واحد فقط، شهدت إيران هزيمة وكلائها في غزة ولبنان والآن سوريا. وقد تقلص نفوذها في الشرق الأوسط بشكل كبير، ما قد يفتح المجال للمفاوضات مع إدارة ترامب القادمة.

ومع ذلك، فهناك الكثير من الأمور التي قد تحيد عن مسارها في مكان مدمر مثل سوريا. ومن المؤكد أن الجهود الرامية إلى إعادة بناء البلاد ستنطوي على صراع على النفوذ، وسيحتاج رجالها الأقوياء إلى احتياطيات كبيرة من الشجاعة والبصيرة والحكمة التي لم يكشفوا عنها بعد. ولكن قبل شطب المستقبل، توقفوا للحظة وشاركوا السوريين فرحتهم بإسقاط عائلة مستبدة.

القدس العربي

————————-

 هاكان فيدان: استقرار سوريا ومنع موطئ قدم للإرهاب ضمن أولوياتنا

2024.12.13

قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن “ضمان الاستقرار في سوريا بأسرع وقت، ومنع الإرهاب من إيجاد موطئ قدم هناك، وضمان عدم سيطرة تنظيمي داعش وحزب العمال الكردستاني الإرهابيين على مناطق، ضمن أولويات تركيا”.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم الجمعة في العاصمة أنقرة، أوضح فيدان أنه تم عقد محادثات مكثفة، كان ملفا سوريا وغزة على رأس جدول أعمال الاجتماع.

وذكر فيدان أنه تباحث مع بلينكن “حول ما يمكن عمله بشأن استقرار سوريا، والمخاوف المشتركة، وسبل إيجاد حلول في هذا الصدد”، وفق ما نقلت وكالة “الأناضول” التركية.

وذكر الوزير التركي أن “ضمان الاستقرار في سوريا بأسرع وقت، ومنع الإرهاب من إيجاد موطئ قدم هناك، وضمان عدم سيطرة داعش والعمال الكردستاني على مناطق من بين أولوياتنا”، مشيراً إلى أنه “بحثنا ما يمكن فعله حيال هذه الأمور، وناقشنا بشكل مفصل المخاوف المشتركة، وما هي الحلول المشتركة المناسبة لها”.

وسبق ذلك أن التقى وزير الخارجية التركي مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وبحثا العلاقات الثنائية بين أنقرة وواشنطن، إضافة إلى المستجدات الإقليمية، لا سيما الأوضاع في سوريا، وذلك خلال لقاء جرى في مطار أسن بوغا الدولي بالعاصمة أنقرة، بعيداً عن عدسات الصحفيين.

وأفاد بيان صادر عن دائرة الاتصال في الرئاسة التركية أن الرئيس أردوغان شدد على أن بلاده تدعم منذ البداية وحدة الأراضي السورية وسلامتها، مؤكداً أن تركيا ستواصل اتخاذ كل التدابير اللازمة لضمان أمنها القومي ضد التنظيمات الإرهابية مثل حزب “العمال الكردستاني” المحظور في تركيا، و”وحدات حماية الشعب” و”داعش”.

وأضاف أردوغان أن تركيا، باعتبارها الدولة الوحيدة في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، التي خاضت مواجهة مباشرة مع “داعش”، لن تسمح لأي جهة بتحويل الأوضاع في سوريا إلى فرصة لتعزيز نفوذها، مؤكداً أن أنقرة لن تتهاون في الحرب ضد “داعش” أو أي تنظيم يهدد الأمن القومي التركي.

كما دعا الرئيس التركي المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لإحياء وإعادة بناء المؤسسات في سوريا، مشيراً إلى ضرورة التوافق على حل سياسي يحقق الاستقرار في البلاد.

تلفزيون سوريا

———————-

المحاسبة والقصاص” أبرز مطالب أسر ضحايا سجون نظام الأسد في سوريا

13 كانون الأول 2024

تتصدر المطالبات بمحاسبة المسؤولين عن أعمال العنف بحق السوريين اهتمامات الكثير من الأسر السورية حاليا، إذ لا تزال الكثير من العائلات تبحث عن ذويها المفقودين داخل السجون.

وتعهدت الحكومة الانتقالية بفتح هذا الملف سريعاً وتقديم كل المتورطين فيه للعدالة. لكن الطريق إلى ذلك يبدو صعباً في ظل غياب حصر دقيق لأعداد الضحايا، وعدم تحديد هوية الجناة حتى الآن.

تقرير سالي نبيل من دمشق.

بي بي سي

———————————–

CNN ترصد أهوالا كشفتها جثث بمشرحة مستشفى المجتهد بدمشق

نشر الجمعة، 13 ديسمبر / كانون الأول 2024

مراسلة CNN تدخل “فرع فلسطين” سيء السمعة التابع للمخابرات السورية.. شاهد ما تركه العاملون فيه قبل فرارهم

(CNN)– من الصعب النظر إلى الجثث المشوهة والمحطمة داخل مشرحة مستشفى المجتهد، وهي دليل ملموس على النظام الوحشي للديكتاتور السوري المخلوع بشار الأسد، لكن حشودًا من الأشخاص اليائسين ينتظرون رؤيتهم، على أمل الحصول أخيرًا على إجابة عما حدث لأحد أحبائهم.

سوريا.. عدسة CNN ترصد أهوالا كشفتها جثث بمشرحة مستشفى المجتهد بدمشق

“أين هم؟” تتوسل امرأة واحدة، “والدتي مفقودة منذ 14 عاما، أين هي؟ أين أخي، أين زوجي، أين هم؟”، وعُثر على 35 جثة أو نحو ذلك في مستشفى عسكري في العاصمة السورية دمشق، بعد أيام من سقوط النظام. ويعتقد أنهم من بين آخر ضحايا الأسد. إذ يشير رجل إلى ملابسهم الممزقة ويشير إلى أنهم كانوا معتقلين في سجن صيدنايا سيئ السمعة.

يتم التعرف على الجثث فقط من خلال أرقامها داخل المشرحة المضاءة “بالفلورسنت”، ولكن ليس هناك مساحة كافية، لذلك تم إنشاء منطقة مؤقتة في الخارج حيث تتجمع العائلات، باستخدام أضواء هواتفهم المحمولة للنظر إلى وجوه الموتى، بحثًا عن الملامح التي يمكنهم التعرف عليها.

لكنهم يرون أيضًا الجروح المروعة التي تبدو متسقة مع التعذيب، امرأة تبحث بين الجثث تتقيأ وهي تغادر المشرحة، واستنكر موظف في المشرحة، الدكتور أحمد عبد الله، الأشخاص الذين تركوا هذه الآثار، متهماً نظام الأسد.

وقال عبدالله لشبكة CNN: “هذه جريمة النظام الطريقة التي يعذبون بها الناس.. حتى في العصور الوسطى، لم يعذبوا الناس بهذه الطريقة”.

وفر الأسد إلى روسيا، الأحد، بعد تقدم خاطف للجماعات المتمردة السورية، وأصبح غضب السكان ضده واضحا، إذ تقول امرأة إن النظام أخذ ابنها الوحيد قبل 12 عاماً، وهي تصرخ: “أسأل الله أن يحرقه هو وأبناؤه.. أتمنى أن يحترق، كما أحرق قلبي”.

ولفترة طويلة لم تكن هناك معلومات متاحة على الإطلاق للعائلات حول أحبائهم المفقودين. الناس المجتمعون في هذه المشرحة يريدون فقط إجابات، حتى على شكل جثة.

وكانت حكومة الأسد معروفة باحتفاظها بسجلات دقيقة. وقام أحد المنشقين، الذي كان يعمل في السابق كمصور في الشرطة العسكرية السورية، بتهريب ما يقرب من 27 ألف صورة في عام 2014، تم التقاطها في مستشفى عسكري، حيث قال إنه تم جلب “المعتقلين المقتولين”. وأظهرت الجثث في الصور علامات التجويع والضرب والخنق وغيرها من أشكال التعذيب والقتل، وفقا لتقرير عن الصور التي جمعها فريق من المدعين العامين في جرائم الحرب وخبراء الطب الشرعي.

ولا تزال مجموعات وكنوز من ملفات السجناء موجودة فيما يسمى “فرع فلسطين” للمخابرات العسكرية في جنوب شرق دمشق، إذ عثرت CNN على أدلة في المنشأة تفيد بأن الضباط أحرقوا بعض المستندات ودمروا الأقراص الصلبة قبل الفرار، لكن الرعب الذي أحدثوه كان على نطاق ضخم لدرجة أن الكثير من الأدلة قد تُركت وراءهم.

وفي مقابلة لتقرير لجنة الأمم المتحدة الصادر العام الماضي، وصف معتقل سابق في فرع فلسطين الضرب المنتظم، والضرب بخرطوم المياه، والحرق بالسجائر، وفقًا لما ذكره موقع “تايمز أوف إسرائيل”، ووصف محتجزون آخرون الاعتداء الجنسي والضرب الذي جعل السجناء غير قادرين على المشي.

وذكر تقرير الأمم المتحدة أيضًا أن عشرات الآلاف من الأشخاص دفنوا في مقابر جماعية على يد النظام السوري، كما أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية أدلة في عام 2017 على بناء محرقة للجثث في سجن صيدنايا. وقدر مسؤول أمريكي في ذلك الوقت أن ما يصل إلى 50 معتقلاً يُقتلون يومياً في صيدنايا.

سوريا.. عدسة CNN ترصد أهوالا كشفتها جثث بمشرحة مستشفى المجتهد بدمشق

تدمير الأدلة والملفات والوثائق داخل فرع فلسطين قبل هروب الموظفين

وسيكون لدى المحققين الآن الملفات الرسمية لفحصها للحصول على معلومات حول ما حدث في سجون الأسد. لقد ترك المعتقلون أنفسهم أدلة خاصة بهم، محفورة في جدران الزنازين تحت الأرض، وغطت الكتابة على الجدران والأسماء جدران الزنازين في سجن سري داخل مقر المخابرات الجوية السورية، حيث عثرت شبكة CNNعلى رجل محبوس في زنزانة مهجورة.

من المحتمل أن الأشخاص المنكوبين بالزنازين كانوا يحاولون ترك علامات ليجدها شخص ما، والآن، يأمل أقاربهم أخيرًا في الحصول على بعض الإجابات.

سي ان ان

——————————–

بلينكن: هناك اتفاق واسع بين أمريكا وتركيا بشأن مستقبل سوريا

13 كانون الأول 2024

أنقرة: ذكر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، اليوم، الجمعة، أن هناك “اتفاقاً واسع النطاق” بين بلاده وتركيا بشأن ما يرغبون في رؤيته في سوريا بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد.

وأضاف بلينكن، في تصريحات مشتركة مع وزير خارجية تركيا، هاكان فيدان: “هناك اتفاق واسع النطاق حول ما نرغب أن نراه في المستقبل، بدءاً بالحكومة المؤقتة في سوريا، وهي حكومة شاملة وغير طائفية وتحمي حقوق الأقليات والنساء ولا تشكل أي نوع من التهديد لأي من جيران سوريا”.

ويواصل بلينكن الجهود الرامية إلى توحيد دول الشرق الأوسط، دعماً لانتقال سياسي سلمي في سوريا.

وكان بلينكن قد أجرى محادثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان، في محاولة لإقناع تركيا بالتوصل إلى توافق لمنع سوريا من الانزلاق إلى اضطرابات أوسع نطاقاً.

وهذه هي الزيارة الـ12 ، التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط، منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و”حماس” في غزة، العام الماضي، لكنها الأولى منذ الإطاحة بالرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.

وتشعر إدارة جو بايدن المنتهية ولايتها بقلق خاص من أن يؤدي فراغُ السلطة في سوريا إلى تفاقم التوترات المتصاعدة بالفعل في المنطقة، وتهيئة الظروف لتنظيم “الدولة الإسلامية” لاستعادة الأراضي والنفوذ.

وتؤيد أمريكا جماعة متمردة كردية هي “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، منذ سنوات، في الحملة المناهضة لتنظيم “الدولة الإسلامية”، لكن تركيا ترى أن قسد تمثل تهديداً، وحذرت مراراً من أنها يمكن أن تشن عمليات عسكرية واسعة ضدها.

(أ ب)

—————————-

الاتحاد الأوروبي يرسل طائرة مساعدات إنسانية في إطار “جسر جوي” إلى سوريا دمشق | #الأسد

الجمعة، ١٣ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤

تطورات جديدة ومتسارعة تشهدها سوريا خصوصاً مع اشتباكات تجري في شمال البلاد بين قوات “سوريا الديموقراطية” الكردية والمدعومة من واشنطن، وقوات من المعارضة السورية المسلّحة مدعومة من أنقرة.

وفي زيارته إلى تركيا بالأمس، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أنّه يجب حماية المدنيين السوريين بعد سيطرة فصائل مسلّحة مدعومة من تركيا على حكومة الرئيس السابق بشار الأسد.

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، في بيان، أنّ بلينكن “كرّر أنّه من المهم أن تحترم جميع الجهات الفاعلة في سوريا حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وأن تتّخذ كل الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين، بمن فيهم أفراد الأقليات”.

ولا تزال خبايا النظام السوري المخلوع تتكشّف تباعاً مع خروج معلومات وكواليس حول ممارسات بشار الأسد ونظامه إلى العلن، تزامناً مع حركة ديبلوماسية تشهدها دمشق في الساعات المقبلة مع وصول وفد قطري وتركي إليها.

النهار العربي

————————

صحافية أمريكية معروفة تكتب عن سجل سوريا وويلات شعبها وانتصار ثورته: “اليوم هو يوم الفرح”/ إبراهيم درويش

13 كانون الأول 2024

نشرت مجلة “فانيتي فير” مقالا للصحافية المعروفة جانين دي جيوفاني سجلت فيه أفراح سوريا ومخاوفها وهي تتجه نحو التاريخ.

ففي صباح يوم الأحد، انتهى حكم عائلة استبدادي استمر على مدى أكثر من نصف قرن و”عدت بالذاكرة إلى أحد آخر في كانون أول/ديسمبر، قبل ثمانية أعوام”. فكصحافية وأكاديمية، تقوم بتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها نظام حافظ الأسد، الذي تولى السلطة عام 1971 وابنه المستبد بنفس الدرجة بشار الأسد، الذي حكم منذ عام 2000، وعملت كمسؤولة في المفوضية السامية للاجئين في الأمم المتحدة، حيث سجلت مآزق السوريين الذين أجبروا على ترك منازلهم وكانوا يعيشون في حينه في لبنان والعراق وتركيا والأردن “سجلت شهادات عن التعذيب البشعة جدا، وكان علي أن أتأكد من الروايات مع الأطباء لمعرفة إن كانت هذه الأفعال ممكنة و(يمكن وفعلا حصلت)”.

وتقول جيوفاني: “لقد استمعت لقصص عن محامين في مجال حقوق الإنسان وناشطات نسويات وعلماء وحتى أطفال اختفوا في غرف التعذيب البائسة في نظام السجن، وتبعني عملاء أجهزة أمن الأسد، المخابرات، وطردت في النهاية من دمشق. وذهبت بعدها إلى جانب المعارضة وواصلت التوثيق وقضيت وقتا في المستشفيات التي مزقتها القنابل التي أرسلها فلاديمير بوتين عام 2015، الذي انضم إلى النزاع نيابة عن نظام الأسد. وأرسلت أحيانا تقارير عن الأطفال الذين دفنوا تحت الأنقاض لأيام في بعض الأحيان، قبل أن يتمكن متطوعو الدفاع المدني السوري، الخوذ البيضاء، من انتشالهم. كما كتبت عن الناس الذين يموتون جوعا في ظل سياسة الأسد التي أطلق عليها “الركوع أو الموت جوعا”، حيث اضطر العديد منهم إلى صنع الحساء من أوراق الشجر”.

وتضيف أنها قضت وقتا في مدينة داريا التي كان يعيش فيها 8,000 نسمة في ذلك الوقت والمعروفة بمقاومتها لقوات الحكومة، وكانت محاصرة منذ أربعة أعوام، حيث وثقت في عام 2012 مذبحة للمواطنين ارتكبتها قوات الحكومة.

و”لقد بكيت عندما طلب مني أحد الناجين، وهو قارئ نهم، أن أحاول أن أحصل له على كتب لأنه وآخرين كانوا يحاولون إنشاء مكتبة “سرية”. وفي أحد الأيام، كما كتبت في مقال في مجلة “ذا أتلانتيك”، طلب مني محمد (أحد عشاق الكتب) بخجل أن أربطه ببعض أصدقائي البوسنيين الذين عاشوا حصار سراييفو في تسعينيات القرن العشرين. وكان محمد يريد إقامة رابطة مع آخرين مروا بما مر به هو وأسرته وأصدقاؤه، على حد تعبيره “حتى نتمكن من فهم كيف نجا الشعب البوسني”. وقمت بإنشاء قناة على تطبيق واتساب، لربطهم بأهل سراييفو، الذين عرفوا كيف يتحملون الحصار والذين قدموا تلميحات منقذة للحياة حول تركيب الفوانيس والحفاظ على حس الفكاهة، حتى في الأيام الأكثر حلكة”.

وتقول إن “سقوط حلب في كانون الأول/ديسمبر 2016 الذي سبب لها الانهيار في يوم كان قاتما مثل يوم الأحد الماضي الذي كان مبهجا. وكانت حلب تموت في ذلك اليوم، حيث بدأ الأصدقاء بالفرار من المدينة سيرا على الأقدام وفي سيارات مكتظة، باتجاه تركيا وأرمينيا وأي مكان كانوا قادرين على الذهاب إليه. ونشرت تغريدة: “أشعر اليوم بالفشل، فما يقرب من 25 عاما من الكتابة عن جرائم الحرب لم تسفر عن شيء. قلنا “لن يحدث هذا أبدا”. ماذا حدث؟ #حلب”.

وقالت إنها شعرت بالألم والغضب على أصدقائها الذين عاشوا في ظل الهجمات الكيماوية لنظام الأسد، أحدهم قاسم عيد الذي استطاع النجاة، رغم توقف قلبه بسبب السم الذي ملأه وتم إنعاشه لاحقا حيث انضم للقتال ضد قوات الأسد، مع أنه لم يحمل أبدا بندقية في حياته، وكتب لاحقا كتاب “بلدي”. وتقول إنها فكرت في العديد من الأصدقاء الذين شردوا، بمن فيهم الأمهات الشابات في مخيمات اللاجئين اللاتي قتل أزواجهن في المعارك وأصبحن الآن في المنفى يتحملن مسؤولية تربية خمسة أو ستة أطفال وحيدات في بلد أجنبي. و”أتذكر أنني سألتهم جميعا عما أخذوه معهم، وما هو الشيء الذي يؤلمهم أكثر من أي شيء تركوه وراءهم. لقد فقد كل من تحدثت إليهم أفرادا من عائلاتهم. تعرض العديد منهم للوحشية والتعذيب في السجن. لقد استهلكتني لفترة من الوقت رؤى وأصوات أصدقائي في داريا، حيث، كما ذكرت، قمت بتغطية مذبحة المدنيين في عام 2012 على يد القوات الحكومية، وهو حمام دم يقدر الكونسورتيوم السوري البريطاني أن أكثر من 700 شخص أعدموا فيه دون محاكمة في ساحاتهم وغرف معيشتهم وأقبيتهم، بعضهم في ملابس النوم. قال أحد الأصدقاء إنه لم ير طماطم منذ خمس سنوات. لقد كانت تلاحقني شهادة ناشطة شابة تم جرها عند الفجر من قبل قوات الأسد، واقتيادها إلى السجن واغتصابها. وكان عنوان أول كتاب كتبه عن سوريا، “صباح اليوم الذي جاءوا من أجلنا”، وكان مستوحى من وصفها لكيفية تمزيق حياتها إلى نصفين – قبل الاختطاف، وبعده”.

وتذكرت جيوفاني أصدقاءها الذي التقتهم في المنفى وظنوا أنهم لن يعودوا أبدا، وكذا الصحافي ستيفن سوتلوف الذي أعدمه تنظيم الدولة عام 2014. وتقول جيوفاني: “أنا مراسلة حربية وأكاديمية. ولكنني كنت، وهذا هو السياق الأكثر صلة، ناشطة في مجال حقوق الإنسان” و”بعد الهجمات بالغاز ثم سقوط حلب، شعرت بالدمار. وشعرت أن كل العمل الذي قمت به أنا وزملائي وكل الألم الذي عانى منه الشعب السوري، وكل الملاحظات التي دونتها في دفاتر ملاحظاتي على أمل أن تتغير السياسة الأمريكية تجاه سوريا، لم تؤد إلى شيء. في عام 2012، أصر الرئيس باراك أوباما آنذاك على أنه إذا استخدمت القوات السورية الأسلحة الكيميائية في أي وقت، فسيكون تجاوزا للخط الأحمر الذي رسمته الولايات المتحدة. وكانت لحظة صادمة بعد عام عندما تم ضرب المدنيين بغاز السارين وقتل المئات منهم، وبينما كانت القيادة العليا الأمريكية تستعد للرد، تراجع أوباما بدلا من إصدار الأوامر بالرد”.

وتعلق أن أمريكا فقدت أعصابها وانهارت ولم تجد الآليات الدولية المختلفة، وسقطت حلب.

وفي الوقت نفسه، تم نقل المزيد من السوريين إلى السجون وقتل المزيد من الأطفال وتجويع المزيد من الناس. لقد انتصر الأسد، بمساعدة الرئيس الروسي والمرشد الأعلى لإيران. واستمرت حربهم. ثم، في هذا الأسبوع، كان بشار الأسد هو الذي فقد أعصابه. وفي تحول غير عادي للأحداث، يذكرنا بسقوط نيقولاي شاوشيسكو في رومانيا كانون الأول/ديسمبر 1989 وسقوط طالبان في تشرين الثاني/ نوفمبر 2001، انقلب التاريخ.

وعلى حد تعبير وزير الخارجية السوري، الذي يقال إنه يخطط للبقاء في منصبه في ظل النظام القادم: “صفحة جديدة تكتب في تاريخ سوريا”. وتلقت الكاتبة من زميلين في “مشروع الحساب” رسالة إلكترونية مفادها “لا نعرف ماذا سيحدث بعد ذلك ولكن اليوم هو يوم الفرحة”. وتقول جيوفاني إن السنوات التي أعقبت سقوط حلب ظلت سوريا فيها راكدة، واختفت البلاد وشعبها عن النشرات الإخبارية والأجندة الدبلوماسية مع ظهور أزمات إقليمية أخرى، واحدة تلو الأخرى.

لقد وصف البابا فرانسيس وكان محقا سوريا بأنها “مهجورة ومحبوبة”. وحاول المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، الدبلوماسي النرويجي المخضرم غير بيدرسن، مواصلة المفاوضات، لكن انتباه العالم تحول إلى صراعات أخرى. و”لقد اعتدت على نسيان الحروب بلا مبالاة بينما تنتقل دورة الأخبار إلى صراعات تعتبر أكثر أهمية لأمن الولايات المتحدة”. و”لكنني لم أستطع نسيان سوريا وشعرت بإحساس هائل بالذنب. فبعد ما يقرب من 340 هجوما بالأسلحة الكيماوية شنها الأسد على شعبه، وما يصل إلى 620,000 قتيل تم توثيق موتهم وعشرات الآلاف من الضربات الجوية، وأكثر من 5 ملايين لاجئ، وأكثر من 7 ملايين نازح داخلي، اكتسبت سوريا مستوى هائلا من الألم الجماعي والخسارة. وفي محاولة لإبقاء سوريا حاضرة في السرد، كتبت كتابين عنها، يركز أحدهما على إرهاب دولة الأسد ضد المدنيين، وهو الكتاب المذكور أعلاه “صباح اليوم الذي جاءوا من أجلنا”، و”الاختفاء”، حول محنة المسيحيين الذين يعيشون في سوريا وفي مختلف أنحاء الشرق الأوسط. وبينما كنت أتجول في المنطقة، وأملأ دفاتري بالملاحظات، وأجلس القرفصاء خلال مقابلات لا حصر لها، حاولت أن أعطي صوتا للأفراد الذين تحملوا قدرا هائلا من العذاب. واليوم، هناك الكثير من الفرح، ولكن في نفس الوقت، هناك خوف شديد”.

وأشارت إلى ما قاله الإعلامي فرانك غاردنر من بي بي سي إن ما يخشاه هو عمليات القتل الانتقامية، وهو ما شهده في اليمن. ومن الممكن أن تتعثر سوريا بسهولة. فهي دولة محطمة واقتصادها متهالك وقد تتحول إلى ما يطلق عليه البعض دولة فاشلة. وسوف تجد حشود اللاجئين المكتظة على الطريق السريع بين سوريا ولبنان انتقالا صعبا: العودة إلى ديارهم في أرض محروقة بعد سنوات من العيش خارج وطنهم.

وقالت إن هناك مظاهر قلق من أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، وقد قال حتى الآن كل الأمور الدبلوماسية الصحيحة، وأعاد تشكيل نفسه على طريقة دانيال أورتيغا، زعيم قوات العصابات النيكاراغوية الذي أصبح نفسه رئيسا. ورغم أن هذه لحظة واعدة للشعب السوري، إلا أن الجميع ينتظرون ليروا أي نوع من الحكومة سيتم تشكيلها وكيف يمكن إنشاء المؤسسات في فراغ؟ وكيف يمكن تجميع هياكل الدعم ذات المغزى، الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والحكومية والمالية، لشعب متباين إلى هذا الحد ومصاب بصدمة عميقة؟

يتعين على الجولاني أن يعمل وبسرعة على تأكيد سيادة القانون لتجنب الفوضى وإراقة الدماء الكثيرة التي حدثت في عام 2003 عندما سقط صدام حسين في العراق. و”لقد رأيت العديد من الدول التي ظهرت بعد الحرب تفشل: البوسنة والعراق وأفغانستان وليبيا. وحتى مصر، في أعقاب نشوة ميدان التحرير، أصبحت مجرد ظل لما كانت عليه في السابق. ولا ينبغي لسوريا أن تمضي على نفس الطريق الذي سلكته ليبيا”.

و”لكن ما الذي يجعلنا نحتفل؟ نعم، فبعد مرور أكثر من عقد بقليل على انتصارات الربيع العربي وإخفاقاته، شهدنا كوارث جسيمة. ولكن الحقيقة هي أن العديد من الطغاة قد رحلوا: بن علي في تونس، والقذافي في ليبيا، وصدام حسين في العراق، ومبارك في مصر، والآن الأسد في سوريا. ومرة ​​أو مرتين في العمر، تشهد أحداثا زلزالية تغير الخريطة الجيوسياسية إلى الأبد. وقد حدث ذلك في نهاية الأسبوع الماضي في دمشق. والآن أصبح المستقبل بيد الشعب السوري”.

القدس العربي

——————————-

استعادة الأموال المنهوبة لعائلة الأسد … المهمة الصعبة/ مصطفى عبد السلام

10 ديسمبر 2024

استعادة الأموال المنهوبة لعائلة الأسد ورموز نظامه وقادة المليشيات من قبل السلطة الحاكمة الجديدة في دمشق ورموز المعارضة السورية بات ضرورة ملحة مع المعاناة الشديدة التي يعاني منها أغلب السوريين، وحاجة الاقتصاد السوري إلى كل دولار، لكن المهمة ثقيلة ومعقدة نظراً للحيل التي مارسها نظام بشار وعصابته لإخفاء الأموال المنهوبة وتهريبها لبنوك خارجية وتحويلها إلى أصول داخل الدول التي تحالفت معه أو دعمته خاصة إيران وروسيا والإمارات.

وعودة للوراء، فعلى مدى نصف قرن استطاعت عائلة الأسد ورموز نظامه وتجار الحرب والأزمات مراكمة الأموال الحرام وحصد الثروات المنهوبة من جيب الشعب السوري والتي سعت العصابة وبكل الطرق لتفقيره وإذلاله معيشياً وتحقيره حياتياً وإغراقه في الأزمات اليومية والمعيشية بل والمخدرات، حيث حقق بشار ثروة هائلة وأرباح طائلة من ازدهار تجارة المخدرات في سورية، وتهريب الكبتاغون المخدر للدول المجاورة بمساعدة شقيقه ماهر، وأبناء عمومته وقادة المليشيات وكبار المستثمرين الذين أشرفوا مباشرة على إنتاج وتسويق هذا النوع من المخدرات وتهريبه للأردن وتركيا والعراق ودول الخليج.

وفي الوقت الذي كان السوريون يعانون الأمرّين في الحصول على أبسط مقومات الحياة، رغيف خبز أو أنبوبة غاز طهي أو لتر بنزين وسولار خلال فترة حكم بشار الممتدة منذ عام 2000، كان الطاغية وعصابته يحصدون مزيداً من الأموال، ويجمعون ملايين الدولارات عبر إبرام الصفقات المشبوهة والعمليات غير المشروعة، وممارسة أنشطة الرشى والفساد وغسل الأموال والسمسرة في أصول الدولة، والحصول على حصة من القروض والمساعدات الخارجية سواء المقدمة من إيران أو روسيا أو بعض دول الخليج. بل والتكسب أيضا من آلام الشعب وقهره وانهيار العملة السورية الليرة التي فقدت نحو 150% من قيمتها منذ عام 2011.

ولأن هذا النظام البائد الذي انهار خلال أيام قليلة كان يعتبر أن كل ما على الأراضي السورية هو ملك لعائلة الأسد، كان لا يفوت أي فرصة في السمسرة في ثروات الدولة وفتات الشعب والتكسب من أزماته، عبر إجراء زيادات قياسية في كل أسعار السلع بما فيها الغذائية والحياتية والوقود، والخدمات العامة من مياه وكهرباء وطرق وكباري والرسوم الحكومية، كانت حصيلتها كلها تصب في جيب العصابة الحاكمة، ثم تأخذ طريقها إلى الخارج حيث الحسابات المصرفية المتخمة في البنوك الغربية وشراء المزيد من المعادن النفيسة والعقارات الفاخرة والسيارات الفارهة وغيرها من الأصول.

كما لم يفوت بشار وعصابته الفرصة في الحصول على عمولات عن كل صفقة سلاح يقتل بها شعبه، أو سمسرة عن بيع بنك أو شركة حكومية أحوج ما يحتاج السوريون إليها وإلى منتجاتها، أو منح ترخيص شركة هاتف نقال لواحد من المقربين منه، أو لقريب من أسماء الأسد صاحبة الكلمة العليا في إدارة المشهد الاقتصادي والمالي طوال ما يقرب من ربع قرن، أو بيع موقع إنتاج فوسفات ونفط وغيرها من ثروات الدولة التي ساعد بشار المحتل في السطو عليها والتفريط بها بأبخس الأثمان.

ديون إيران وحلفاء الأسد على سورية… هل تسقطها الثورة؟

وفي الوقت الذي كان بعض السوريين يأكلون أوراق الشجر في المناطق المحررة، وكان نحو 13 مليون سوري يعانون من نقص حاد في الغذاء، وكان الأطفال يموتون من الجوع في القرى المحاصرة من قبل قواته، كان بشار وعائلته يحولون ملايين الدولارات لحساباتهم المصرفية في البنوك الغربية والعقارات الأوروبية، أو يخبئونها في جزر البهاما وغيرها من الملاذات الضريبية الخارجية، أو في العديد من الأرصدة ومحافظ العقارات والشركات والأسهم والسندات.

وفي الوقت الذي كان متوسط راتب الموظف السوري نحو 150 ألف ليرة، أي ما يعادل أقل من عشرة دولارات، حسب سعر صرف السوق غير الرسمية، فقد تمكَّن بشار من دخول نادي المليارديرات بثروة هائلة تبلغ نحو ملياري دولار، بحسب تقرير أعدَّته وزارة الخارجية الأميركية في عام 2022.

في حين تقدر مصادر أخرى الثروة بأكثر من ذلك، خاصة أن العائلة تمكنت طوال سنوات طويلة من إخفاء تلك الأموال، وأن جزءا من تلك الثروة تم تهريبه إلى روسيا ودول أخرى قبل سقوط بشار ونظامه وحزبه فجر يوم الأحد.

الفساد في أسرة الأسد متجذر وممتد لفترة تزيد عن نصف قرن من الزمان، فقد نهب حافظ وشقيقه رفعت ثروات السوريين قديماً، وتردد أنه قبض ثمن بيع هضبة الجولان للإسرائيليين، وحديثا فإن قائمة أسماء الناهبين واللصوص وغاسلي الأموال القذرة داخل نظام الأسد كثيرة.

أسماء الأسد من أبرز تلك الأسماء فقد كان لها الكلمة الأولى في إبرام الصفقات، وإدارة أموال صندوق سورية للتنمية، الذي أسسته عام 2001، وكانت تمارس نفوذاً كبيراً على اللجنة الاقتصادية التي تدير الأزمة الاقتصادية المتلاحقة في سورية؛ وكانت تقف وراء القرارات الحكومية المتعلقة بمقدار الدعم الموجه للغذاء والوقود والتجارة وقضايا العملة. ومن كل تلك المواقع كانت تحصد ملايين الدولارات.

أيضا هناك ماهر الأسد، شقيق بشار، قائد الفرقة المدرعة الرابعة والذي كان يمتلك استثمارات في أنشطة حيوية مثل المقاولات والهندسة والطاقة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات من خلال مجموعة تيلسا. وكان يدير شبكة متورطة في أنشطة مالية غير مشروعة.

طريق طويل أمام السوريين لإزالة جرائم بشار الاقتصادية

وهناك ورامي مخلوف ابن خال بشار، وأحد أغنى رجال الأعمال في النظام البائد، وكان في وقت من الأوقات يتحكم في حصة كبيرة من الاقتصاد السوري والصفقات الكبرى، وكان رجال الأعمال يخطبون وده للحصول على بعض الصفقات. وتقدر ثروته بنحو 16 مليار دولار وفق مصادر في المعارضة، وقبل سقوط الأسد بأيام أعلن عن تبرعه بنحو 50 مليار ليرة سورية للجيش، وبما يعادل 1.5 مليون دولار.

وهناك إيهاب مخلوف الأخ الأصغر لرامي، ورياض شاليش ابن عمة بشار ومدير منظمة البناء الحكومية مؤسسة الإسكان العسكري، الذي حقق ثروة كبيرة من صفقات البناء والمقاولات، وكان من أبرز الممولين لنظام بشار في قمع المحتجين على نظام الأسد خلال الثورة. وهناك ابن عم أسماء الأسد مهند الدباغ وشقيقها فراس الأخرس اللذان كانا يديرا صفقات عدة منها شركة برنامج البطاقة الذكية الإلكترونية المستخدمة لتوزيع المواد الغذائية المدعومة في الدولة.

عصابة بعضها من بعض نهبت سورية طوال نصف قرن، وتركت الشعب يواجه الفقر والبطالة والعشوائيات وتردي الخدمات العامة وغلاء الأسعار وتهاوي العملة ومستقبل غامض وتحديات صعبة تنوء بها الجبال الراسيات.

العربي الجديدة

————————–

عمالة السوريين في إسطنبول تتقلص.. أزمة تهدد إنتاج النسيج في تركيا

الجمعة، ١٣ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤

تشهد قطاعات النسيج والخدمات في إسطنبول، التي تعتمد بشكل كبير على العمالة السورية، أزمة حادة في اليد العاملة بعد عودة عدد كبير من العمال السوريين إلى بلادهم.

تأتي هذه التطورات في عقب الإطاحة بنظام الأسد يوم الأحد الماضي، ما دفع بعض السوريين للاستعداد للعودة، بينما غادر آخرون على الفور من أماكن عملهم.

في منطقة باغجلار وسط إسطنبول، يواجه أصحاب الأعمال تحديات كبيرة بسبب هذا النقص. يقول مسعود كايا، صاحب ورشة نسيج، في حديثه إلى وكالة (DHA (link is external) ) التركية: “عندما فتحنا المحل يوم الاثنين لبدء العمل، اكتشفنا أن لا أحد حضر. أدركنا أن السوريين غادروا بصمت، ووجدنا أنفسنا بلا عمال”.

وأشار كايا إلى أن هذا الوضع أجبره على تقليل الإنتاج بشكل كبير، موضحاً: “كان لدينا 8 عمال في الورشة، أما الآن فنحاول الصمود بـ 3 أو 4 فقط. غياب العمال أثر على قدرتنا في تلبية الطلبات في وقتها المحدد، ما تسبب بسلسلة من التأخيرات التي انعكست علينا وعلى عملائنا”.

وأكد كايا أن قطاع النسيج يعتمد بشكل كبير على العمالة الأجنبية، مضيفاً: “عدم وجود عمال محليين مدربين يجعل الأمور أكثر سوءاً. نأمل أن يتم تدريب عمال محليين لتجاوز هذه الأزمة، وننتظر دعماً من الدولة”.

“مشكلات الإنتاج تزداد سوءاً” من جانبه، أوضح عُمر أوز، أحد المُصنّعين في قطاع النسيج، أن النقص في العمالة يؤثر سلباً على كافة مراحل الإنتاج. وقال: “نحن نعمل في الإنتاج بالجملة، وعلينا الالتزام بمواعيد تسليم محددة للعملاء. لكن للأسف، عدم توفر العمالة يعوق قدرتنا على تسليم الطلبات في وقتها، مما يؤدي إلى مشاكل متتالية تبدأ منّا وتصل إلى العملاء والمتاجر”.

وأضاف أوز: “تقلص عدد العمال في الورش بشكل كبير، حيث انخفض عدد العاملين في بعض الورش من 20 إلى 5 فقط. هذا النقص لا يقتصر على الإنتاج فقط؛ بل يمتد أيضاً إلى المبيعات، حيث كان السوريون يلعبون دوراً مهماً بفضل مهاراتهم وإتقانهم للغات الأجنبية”.

وحذر أوز من أن “هذه الأزمة قد تؤدي إلى نقص كبير في قطاع النسيج، مما سيزيد من صعوبة الأوضاع في الأيام القادمة”.

تلفزيون سوريا

———————

ترأس سجنا بنظام الأسد.. أمريكا تعتقل سمير عثمان الشيخ وهذا ما يواجهه

نشر الجمعة، 13 ديسمبر / كانون الأول 2024

(CNN)– قالت السلطات الأمريكية، الخميس، إن سمير عثمان الشيخ، الذي أشرف على سجن عدرا سيئ السمعة في سوريا من عام 2005 إلى عام 2008 في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد، وجهت له تهم من هيئة محلفين اتحادية كبرى بالتعذيب والتآمر لارتكاب التعذيب.

واعتقل المسؤولون الفيدراليون الرجل البالغ من العمر 72 عامًا في يوليو/ تموز في مطار لوس أنجلوس الدولي بتهمة الاحتيال في مجال الهجرة، وتحديدًا أنه نفى في طلبات الحصول على التأشيرة والجنسية الأمريكية أنه اضطهد أي شخص في سوريا، وفقًا لشكوى جنائية. وكان قد اشترى تذكرة طائرة ذهابًا وإيابًا لمغادرة مطار لوس أنجلوس الدولي في 10 يوليو/تموز، في طريقه إلى بيروت، لبنان.

ومن خلال منصبه كرئيس لسجن عدرا، يُزعم أن الشيخ أمر مرؤوسيه بإلحاق الألم الجسدي والعقلي الشديد بالسجناء وشارك بشكل مباشر في إلحاق الألم الجسدي والعقلي الشديد بالسجناء، وأمر السجناء بالذهاب إلى “جناح العقاب”، حيث تعرضوا للضرب وهم معلقون في السقف وأذرعهم ممدودة، وتعرضوا لجهاز يطوي أجسادهم إلى نصفين عند الخصر، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى كسور في العمود الفقري، وفقًا لمسؤولين فيدراليين.

وقالت محاميته نينا مارينو في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني: “ينفي موكلنا بشدة هذه الاتهامات الكاذبة ذات الدوافع السياسية”، ووصفت القضية بأنها “استخدام مضلل” للموارد الحكومية من قبل وزارة العدل الأمريكية من أجل “محاكمة مواطن أجنبي بسبب جرائم مزعومة وقعت في دولة أجنبية ضد مواطنين غير أمريكيين”.

وقال مسؤولون إن الشيخ بدأ حياته المهنية بالعمل في مناصب قيادية بالشرطة قبل أن ينتقل إلى جهاز أمن الدولة السوري، الذي ركز على مكافحة المعارضة السياسية. أصبح فيما بعد رئيساً لسجن عدرا وعميداً في عام 2005. وفي عام 2011، تم تعيينه محافظاً لدير الزور، وهي منطقة شمال شرق العاصمة السورية دمشق، حيث كانت هناك حملات قمع عنيفة ضد المتظاهرين.

وتزعم لائحة الاتهام أن آل الشيخ هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 2020 وتقدم بطلب للحصول على الجنسية في عام 2023.

واتهمت السلطات الاميركية مسؤولين سوريين اثنين بإدارة سجن ومركز تعذيب في قاعدة المزة الجوية في العاصمة دمشق، وذلك في لائحة اتهام تم الكشف عنها، الاثنين، وكان من بين الضحايا سوريون وأمريكيون ومواطنون مزدوجون، من بينهم عاملة الإغاثة الأمريكية ليلى شويكاني البالغة من العمر 26 عامًا، وفقًا للمدعين العامين وفرقة العمل الطارئة السورية.

وقال المدعون الفيدراليون إنهم أصدروا أوامر اعتقال بحق المسؤولين اللذين ما زالا مطلقي السراح.

وقال المدير التنفيذي لفرقة العمل الطارئة السورية، معاذ مصطفى، ومقرها الولايات المتحدة: “إنها خطوة كبيرة نحو العدالة.. إن محاكمة سمير عثمان الشيخ ستؤكد من جديد أن الولايات المتحدة لن تسمح لمجرمي الحرب بالقدوم والعيش في الولايات المتحدة دون محاسبة، حتى لو لم يكن ضحاياهم مواطنين أمريكيين”.

ويذكر أنه وفي حالة إدانة الشيخ، فإنه يواجه عقوبة قصوى بالسجن 20 عامًا بتهمة التآمر لارتكاب التعذيب بالإضافة إلى عقوبة قصوى تصل إلى 10 سنوات في السجن لكل من تهمتي الاحتيال في الهجرة.

————————

جريدة زمان الوصل

قبور بلا شواهد.. “أم المقابر” تحتضن 6 آلاف رفات زمان الوصل زار الصحفي محمد عساكرة، المقبرة الجماعية التي تحدثت عنها زمان الوصل عام 2020، ووصفتها ب “أم المقابر”.. حيث تضم رفات 6 آلاف معتقل.. المقبرة تقع عند تحويلة “جسر بغداد” في أول طريق “المتحلق الشمالي”.. النظام أنشأ هذه المقبرة بداية العام 2014 في منطقة عسكرية خالصة، حيث تحيط بها الثكنات العسكرية من جهاتها كافة، محاذية تماماً لمدرسة الاستطلاع التي تجاورها من جهة الغرب، ومن الجنوب تحاذيها إحدى رحبات القوى الجوية.. عمل النظام على تسوير هذه المقبرة التي تبلغ مساحتها 66 دونم (6.5 هكتار) قبل البدء بالدفن فيه، ووضع عليها حراسة من “الفرقة الرابعة” و”المخابرات الجوية”، حيث يتبعون للحاجز الكبير الموجود على الطريق الدولي خلال الأعوام السابقة كانت حركة البرادات التي تنقل الجثث مرصودة ومصورة جواً

————————–

ملك البحرين يوجه رسالة إلى الجولاني ويعلن استعداد بلاده ل”التنسيق” مع سوريا. تابعوا تطورات الأحداث في سوريا في هذه التغطية المباشرة

الجمعة، ١٣ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤

بارك قائد “هيئة تحرير الشام” أحمد الشرع للشعب السوري انتصار الثورة ودعاهم إلى الميادين للتعبير عن ذلك من دون إطلاق الرصاص.

في الأثناء، أفاد بيان صادر عن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي بأن الوزير يسرائيل كاتس أصدر أمراً للقوات الإسرائيلية بالاستعداد للبقاء على جبل الشيخ، وهو موقع استراتيجي يطل على دمشق، خلال فصل الشتاء.

ومن تركيا، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن تركيا لن “تتهاون أبداً” في مكافحة تنظيم “داعش” في سوريا. وجاء في بيان صادر ليلاً عن مكتب أردوغان أن الرئيس التركي قال لبلينكن خلال زيارته لتركيا إن “تركيا لن تسمح بأي تهاون في مكافحة داعش”.

ومن بكين، ذكر تقرير إعلامي أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي قال إن بكين اتفقت مع مصر على ضرورة أن يشجع البلدان على السلام والمفاوضات لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

وقال وانغ، خلال لقائه نظيره المصري بدر عبد العاطي، اليوم، إن البلدين يشعران بقلق بالغ إزاء الوضع الحالي في سوريا، ودعا إلى احترام سيادة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها، وأضاف أن البلدين يرحبان باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان.

وأمس، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن موسكو بدأت اتصالات مباشرة مع الإدارة السياسية في “هيئة تحرير الشام” المعارضة. وذكر بوغدانوف، وفق ما نقلته وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء، أن موسكو تستهدف الإبقاء على قاعدتيها العسكريتين في سوريا لمواصلة “مكافحة الإرهاب الدولي” في البلاد. وأضاف أن الاتصالات مع هيئة تحرير الشام “تسير بشكل فعال”.

اندبندنت عربية

————————-

النهار” من باحة الجامع الأموي… آلاف السوريين يتجمعون في أول صلاة جمعة بعد سقوط الأسد

الجمعة، ١٣ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤

بعد حالة النزوح الكثيفة لشيعة سوريا من منطقة السيدة زينب، بريف دمشق، والمشاهد المتدَاولة خلال الأيام الماضية عن اقتحام مسلّحين من فصائل المعارضة هذا المقام، بما يُشكّل من رمزية للمذهب الشيعي، قابلت “النهار” أحد عناصر “هيئة تحرير الشام” التي تُسيطر على المنطقة.

وقال المُسلّح لـ”النهار”: “نُطمئن الناس أنّنا تحرّرنا من آل الأسد… نحن هنا (في مقام السيدة زينب) لحماية المؤسسات والمواطنين وليس لقتل المدنيين، ولن يتعرّض أحد لأذى”.

أضاف: “نطمئن الشعب السوري بأكمله شيعيّاً أو درزيّاً أو مسيحيّاً، وأي إنسان متواجد في الأراضي السورية. له المحبّة والودّ منّا، خاصة أهالي العاصمة دمشق”، مشيراً إلى أنّه “وصلنا من ريف حلب الغربي بالأمس لمشاركة الناس فرحتهم”.

أمّا عن الضباط السابقين في الجيش السوري، فقال هذا المُسلّح: “هناك محكمة ستتابع أمور ضباط النظام ممّن تورّطوا بجرائم مختلفة”.

وسأل مراسل “النهار” في دمشق إبراهيم الغريب العنصر في “هيئة تحرير الشام” حول تهديدات تلقّاها مواطنون سوريّون في منطقة السيدة زينب، قُبيل نزوحهم إلى لبنان، فقال: “لا علاقة لنا بها، وهناك تعليمات من القيادة العامة للعمليات العسكرية بإقفال باب مقام السيدة زينب بعد أذان المغرب”.

وختم بالقول: “رسالتنا لسكان العاصمة ولجميع المحافظات أن اطمئنوا… لن ننتقم من أحد، والمحاكم ستقوم بعملها”.

وكان مصوّر “النهار” الزميل حسام شبارو قد جال في داخل مقام السيدة زينب بالأمس، حيث عاد بعدد من الصور التي تُظهر خلوّ المقام من الزوّار، بعد نزوح عددٍ كبيرٍ من أهالي المنطقة، خاصة الشيعة إلى لبنان.

وفي السياق، نقل عدد من المتابعين إلى “النهار” عن تجاوب الأمن العام اللبناني مع ضغوط “حزب الله” لإدخال نازحين شيعة إلى لبنان، إذ إنّ بيانه عن الحالات الإنسانية، لم يأتِ من عدم، وإنّما تلبية لحركة الاتصالات الواسعة التي انهالت على قيادته، وقد سمح بإدخال مجموعات من النساء والأولاد في فترة ليلية خفّت فيها الحركة عند المعبر.

وتخوّف المتابعون من أن يكون هؤلاء دخلوا من دون التدقيق في بياناتهم، إذ إن بعضهم خرج من منزله في محيط مقام السيدة زينب من دون أوراق ثبوتية، وبالتالي فإن دخولهم إلى لبنان غير شرعي، وإقامتهم ستتحول دائمة، إذ إن عودتهم إلى بلادهم باتت صعبة حالياً، وسيتحول هؤلاء عبئاً إضافياً على الاقتصاد، إذ إن مساعدات الأمم المتحدة لا تشملهم. .

——————————

ساعات الأسد الأخيرة في سوريا.. خداع ويأس وهروب

13 كانون الأول 2024

دبي: لم يطلع بشار الأسد أحدا تقريبا على خططه للفرار من سوريا عندما كان حكمه يتداعى، بل تم خداع مساعديه ومسؤولي حكومته وحتى أقاربه أو لم يتم إعلامهم بالأمر على الإطلاق، وذلك بحسب ما قاله أكثر من 10 أشخاص على دراية بالأحداث.

فقد أكد الأسد قبل ساعات من هروبه إلى موسكو، لنحو 30 من قادة الجيش والأمن في وزارة الدفاع في اجتماع يوم السبت، أن الدعم العسكري الروسي قادم في الطريق، وحث القوات البرية على الصمود، وفقا لقائد حضر الاجتماع وطلب عدم الكشف عن هويته.

ولم يكن الموظفون المدنيون على علم بشيء أيضا.

فقد قال مساعد من دائرته المقربة إن الأسد أبلغ مدير مكتبه يوم السبت عندما انتهى من عمله بأنه سيعود إلى المنزل ولكنه توجه بدلا من ذلك إلى المطار.

وأضاف المساعد أن الأسد اتصل أيضا بمستشارته الإعلامية بثينة شعبان وطلب منها الحضور إلى منزله لكتابة كلمة له. وعندما وصلت، لم يكن هناك أحد.

وتظهر المقابلات التي أجريت مع 14 شخصا مطلعين على الأيام والساعات الأخيرة التي قضاها الأسد في السلطة، صورةً لزعيم يبحث عن مساعدة خارجية لتمديد حكمه الذي دام 24 عاما قبل أن يعتمد على الخداع والسرية للتخطيط لخروجه من سوريا في الساعات الأولى من صباح الأحد الماضي.

وطلبت أغلب المصادر التي تضم مساعدين في الدائرة الداخلية للرئيس السابق ودبلوماسيين إقليميين ومصادر أمنية ومسؤولين إيرانيين كبارا، حجب هوياتهم لمناقشة المسائل الحساسة بحرية.

(رويترز)

القدس العربي

——————–

القوات الروسية في سوريا تواصل الانسحاب إلى قاعدة حميميم

13 كانون الأول 2024

دمشق: تواصل القوات الروسية المتواجدة في سوريا، الانسحاب من العاصمة دمشق ومحافظة حمص على شكل أرتال إلى قاعدة حميميم الجوية بمحافظة اللاذقية غرب البلاد.

وذكرت مصادر محلية، الجمعة، أنه مع سقوط نظام البعث، تواصل القوات الروسية في سوريا انسحابها من دمشق وحمص، إلى قاعدة حميميم الجوية باللاذقية.

وأضافت المصادر أن الجنود الروس يتوجهون إلى قاعدة حميميم في أرتال تضم آليات عسكرية كبيرة، وبعض المدرعات بالإضافة إلى شاحنات بمقطورات.

وتضم قاعدة حميميم، التي يتمركز فيها الجنود الروس، مدارج طائرات وأنظمة دفاع جوي ومعدات عسكرية مهمة.

    القوات الروسية تنسحب من منطقة حسياء في #حمص إلى #حميميم#داماس_بوست pic.twitter.com/rYbLjlvORD

    — Damaspost داماس بوست (@Damaspost2) December 13, 2024

    الأرتال الروسية تتجمع وتتجه نحو قاعدة حميميم في الساحل السوري. pic.twitter.com/DWFhHJAA5h

    — رؤى لدراسات الحرب (@Roaastudies) December 13, 2024

(الأناضول)

————————-

الناطق باسم الجنائية الدولية لـ”القدس العربي”: يمكن لسوريا أو مجلس الأمن المطالبة بمحاكمة الأسد/ حسن سلمان

13 كانون الأول 2024

تونس – “القدس العربي”:

أكد فادي العبد الله الناطق باسم المحكمة الجنائية الدولية أنه يمكن للدولة السورية، في حال انضمامها مستقبلا للمحكمة، المطالبة بمحاكمة رئيس النظام السابق بشار الأسد أمام المحكمة.

ويواجه الأسد الذي لجأ إلى روسيا بعد سقوط نظامه بيد المعارضة المسلحة، اتهامات بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين في سوريا، ولكن عدم انضمام كل من سوريا وروسيا للمحكمة يعيق هذا الأمر، كما أن موسكو أكدت في وقت سابق أنها لا تنوي تسليم الأسد بعد منحه اللجوء الإنساني.

وقال العبد الله، في تصريح خاص لـ”القدس العربي”: “للمحكمة اختصاص على الجرائم إذا وقعت على أراضي دولة قبِلَت اختصاصها أو صادقت على نظامها، أو إذا كان المرتكب من هذه الدولة”.

وأضاف: “بما أن سوريا لم تقبل اختصاص المحكمة ولم تصادق على نظامها، فإن الجرائم المرتكبة على أراضيها من مواطني دول غير منضمة إلى نظام المحكمة لا تخضع لاختصاص المحكمة”.

واستدرك العبد الله بقوله: “الاستثناء على هذا يمكن أن يكون إما بقبول الدولة السورية مستقبلا اختصاص المحكمة بأثر رجعي، أو أن يكون هناك إحالة للملف السوري من قبل مجلس الأمن”.

وتؤكد المادة 27 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية أن “الصفة الرسمية للشخص، سواء كان رئيساً لدولة أو حكومة أو عضواً في حكومة أو برلمان أو ممثلاً منتخباً أو موظفاً حكومياً، لا تعفيه بأي حال من الأحوال من المسؤولية الجنائية بموجب هذا النظام الأساسي، كما أنها لا تشكل في حد ذاتها، سبباً لتخفيف العقوبة”.

ويجوز لدولة عضو في المحكمة أن تحيل إلى المدعي العام أية حالة يبدو فيها أن جريمة أو أكثر من الجرائم الداخلة في اختصاص المحكمة. كما يمكن لمجلس الأمن، بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، أن يحيل إلى المدعي العام إحدى الحالات التي يبدو فيها أن جريمة أو أكثر من هذه الجرائم قد ارتكبت، وفق المادتين 13 و14 من نظام روما.

———————-

سوريا: تجميد البرلمان والدستور… وثماني دول تستأنف عمل سفاراتها

13 كانون الأول 2024

دمشق ـ«القدس العربي» ـ ووكالات: أعلنت الإدارة الجديدة للبلاد، أنها ستجمد البرلمان والدستور الحاليين وستشكل لجنة خبراء لإدخال تعديلات على الدستور. وعلى ما يبدو، سيتم في هذه الفترة تحديد “ما إذا كان نظام الحكم في سوريا رئاسيا أم برلمانيا”، وفق مصادر، فيما قتل شخص وجرح 15 في إطلاق “قوات سوريا الديمقراطية” النار على محتفلين برفع علم الثورة في الرقة.

وقال مصدر مقرب من الحكومة السورية المشكلة حديثا لـ”رويترز” إن الإدارة الجديدة ستجمد البرلمان والدستور الحاليين بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وأشار المصدر أيضا إلى أن الإدارة الحاكمة الجديدة ستشكل لجنة خبراء لإدخال تعديلات على الدستور.

وبين مصدر آخر من المعارضة مطلع على مشاورات “هيئة تحرير الشام” إن جميع الطوائف السورية سيكون لها تمثيل في حكومة تصريف أعمال. وأوضح المصدر أن من الأمور التي سيتم تحديدها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة ما إذا كان ينبغي أن يكون نظام الحكم في سوريا رئاسيا أم برلمانيا.

وساور البعض القلق، من الطريقة التي اتبعتها “هيئة تحرير الشام” في تشكيل الحكومة المؤقتة الجديدة، من خلال استقدام كبار الإداريين من إدلب ينتمون لحكومة “الإنقاذ”. وقالت أربعة مصادر من المعارضة وثلاثة دبلوماسيين لـ”رويترز” إن لديهم مخاوف إزاء شمول العملية حتى الآن.

وأوضح زكريا ملاحفجي أمين عام “الحركة الوطنية السورية” والذي عمل في الماضي مستشارا سياسيا للمعارضة في حلب “أنت عم بتجيب من لون واحد، مفروض يكون في تشارك مع الآخرين. هذه الطريقة ليست صحيحة، يعني المفروض القوى السياسية العسكرية والسياسية أن تأتي كلها إلى الطاولة وترتب وتوضع حكومة انتقالية بالتشاور مع الآخرين، هذا يعطي دعم للحكومة”.

وأضاف “المجتمع السوري مجتمع متعدد الثقافات، فبصراحة هيك مقلق”.

ولفت دبلوماسي في دمشق إلى أن “هيئة تحرير الشام” هي الفصيل الوحيد الذي يجتمع مع البعثات الأجنبية. وأضاف “نحن قلقون، أين كل قادة المعارضة السياسية؟ سيكون وجودهم هنا بمثابة إشارة رئيسية، لكنهم ليسوا هنا”.

مع ذلك، فقد شكرت إدارة الشؤون السياسية التابعة لحكومة “الإنقاذ” ثماني دول بينها إيطاليا على استئناف عمل بعثاتها الدبلوماسية في دمشق.

وأوردت في بيان “نتقدم بالشكر والامتنان” لكل من مصر والعراق والسعودية والإمارات والأردن والبحرين وسلطنة عُمان وإيطاليا “على استئناف عمل بعثاتها الدبلوماسية في دمشق”.

وقالت إنها تلقت “وعوداً مباشرة” من قطر وتركيا “لإعادة افتتاح سفارتيهما في سوريا” آملة في “بناء علاقات طيبة مع كل الدول التي تحترم إرادة الشعب وسيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها”.

وقتل شخص وأصيب أكثر من 15 آخرين بجروح جراء إطلاق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الرصاص على مدنيين محتفلين في مدينة الرقة شمال شرقي سوريا أمس الخميس. وقال طبيب في مشفى الرقة الوطني إن “شابا قتل واصيب أكثر من 15 آخرين بجروح بينهم إصابات حرجة، ويعمل الأطباء في المشفى على تقديم الإسعافات وبعض المصابين يحتاجون عمليات جراحية وناشدنا الأهالي للتبرع بالدم نظرا لعدد المصابين”. وأضاف الطبيب الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن “عدد الجرحى أكثر من ذلك وتم نقل بعضهم إلى عيادات خاصة ولم ينقلوا إلى المشفى خوفاً من اعتقال عناصر قسد للجرحى من المشفى”.

وكانت الإدارة الذاتية الكردية، أعلنت أنها قررت رفع علم الاستقلال السوري الذي اعتمدته “الثورة السورية” منذ العام 2011، على كافة مؤسساتها في مناطق سيطرتها في شمال شرق البلاد، بعيد إسقاط النظام.

القدس العربي

————————–

حقوقية سورية: لدينا ملفات قوية لمحاسبة مسؤولي نظام الأسد

12 – ديسمبر – 2024

إسطنبول: قالت رئيسة رابطة عائلات قيصر، ياسمين مشعان، إن الرابطة لديها “ملفات قوية” تدعم محاسبة مسؤولين سوريين عن جرائم مرتكبة بحق المعتقلين والمفقودين إبان فترة حكم النظام السابق.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها “الأناضول” مع مشعان، فيما كشفت صور ومقاطع فيديو وحشية النظام السوري المنهار في معاملته المعتقلين، بعد سقوطه ووصول الفصائل السورية إلى معظم السجون وتوثيقهم تلك الجرائم.

ورابطة عائلات قيصر تأسست عام 2018 في برلين، وتعمل على كشف مصير المفقودين السوريين، وإطلاق سراح المعتقلين ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي تكشفت وفق صور نشرها موظف منشق عن نظام الأسد.

ويُذكر أن موظفاً منشقاً عن النظام ملقباً بـ”قيصر” نشر صوراً لنحو 11 ألف جثة لأشخاص قُتلوا تحت التعذيب في الفترة بين مايو/أيار 2011 وأغسطس/آب 2013، وقد كشفت الصور عن أساليب التعذيب التي تعرّض لها المعتقلون في معتقلات النظام.

الأولوية حالياً للتعافي

وقالت مشعان إن “كل أعضاء الرابطة هم من أهالي الضحايا الذين تعرّفوا على صور أبنائهم، وأنا أخت أحدهم، وتعرّفت عليه ضمن صور قيصر، ولديّ أربعة أشقاء آخرون استشهدوا في سوريا، بينهم واحد استشهد على يد تنظيم داعش الإرهابي”.

وأضافت: “ما زلنا بمرحلة انتقالية صغيرة بين استيعاب سقوط الأسد، وبين إخلاء السجون بشكل لم يكن منظماً لأنه لم يكن مخططاً له”.

وفي ما يتعلق بإجراءات الرابطة حيال هذا الملف، تابعت: “نحاول التواصل مع عائلات الناجين حتى نضمن أنهم حصلوا على علاج، لأنهم يحتاجون إلى كم هائل من العناية الصحية والنفسية، إضافة لمعرفة مصير معتقلين آخرين”.

وأكدت أن “الأولوية في هذه المرحلة هي التعافي، ثم التوثيق”، مشيرة إلى وجود “عائلات فقدت الأمل بخروج ذويها من معتقلات الأسد أحياء، وسط تضارب الأنباء، وعدم ضبط عمليات الإفراج”.

وبشأن محاسبة المتورطين في قتل الضحايا الذين كشف عنهم قيصر، قالت مشعان إن التواصل يجري “عن طريق مؤسسات معنية بشكل غير مباشر، مع المقربين من قيصر، منهم سامي (لم تذكر اسمه الكامل)، وأخذنا كثيراً من المعلومات التي تدعم ملف المحاسبة، ولدينا تواصل مع جهات أخرى تملك الصور، ومع شهود آخرين مثل حفار القبور”.

واعتبرت أن “الملفات التي جمعناها قبل سقوط النظام قوية وجاهزة تقريباً، ولدينا تواصل مع الآلية الدولية المحايدة IIIM، ونزودها بالأدلة والتوثيقات، وكذلك لجنة تقصي الحقائق، ومؤسسات حقوقية أخرى”.

في 21 ديسمبر/كانون الأول 2016، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار A/71/248، الذي ينص على إنشاء آلية دولية محايدة مستقلة، للمساعدة في التحقيق والملاحقة القضائية للأشخاص المسؤولين عن الجرائم الأشد خطورة وفق تصنيف القانون الدولي المرتكبة في سوريا منذ بدء الثورة في مارس/آذار 2011.

وبشأن الإنجازات المنبثقة عن هذا الحراك، قالت مشعان: “حصلنا على نتائج ملموسة، وفي محكمة العدل الدولية هناك قضية مرفوعة ضد النظام السوري لانتهاكه اتفاقية مناهضة التعذيب، وبإمكان المحكمة أن تتابع إجراءاتها وتصدر حكماً”.

وفي السياق نفسه، أضافت: “هناك مسار في فرنسا أيضاً، حيث صدرت مذكرات توقيف وإدانة بحق ضباط، بينهم جميل الحسن (ضابط سابق بالمخابرات الجوية)، وعلي مملوك (رئيس جهاز المخابرات)، وكل هؤلاء ملاحقون ومدانون، حتى لو اختفوا حالياً”.

وأوضحت أن “الرموز الكبار ملاحقون أيضاً، مثل بشار الأسد الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف فرنسية (في يونيو/حزيران الماضي)”.

مشعان لفتت إلى أن “عائلات قيصر نفسها رفعت دعوى لدى القضاء الألماني بحق عدد من المسؤولين الذين يحتمل أنهم أشرفوا على تعذيب أبنائنا في المعتقلات”.

ابنك مجرد صورة

وبشأن عائلات الضحايا، قالت مشعان إن “الأمر يكون صعباً بالنسبة إليهم وهم يبحثون عن أبنائهم بين الصور، ويترقبون معرفة مصيرهم، إنها لحظات إنسانية صعبة للغاية أن يكون ابنك مجرد صورة”.

ووفق مشعان، فإن “كل تسريب لأسماء معتقلين أو إفراجات جديدة هو جرح جديد”.

وعن تجربتها الشخصية، قالت: “كنت أحاول البحث عن شهود إلى أن توصلت لمعلومة من شاهد عمره 16 سنة، يتذكر أنه عندما كانوا يخضعونه لجلسة التعذيب، كان عقبة أخي يأتي ويربت على كتفه ويحاول يواسيه، ويقول له غداً سيأتي الثوار ويفتحون أبواب السجن”.

وأكدت أن عائلات قيصر “لم تصل إطلاقاً لبقايا جثث أبنائها، إلا أن هناك فقط معلومات من حفار القبور الذي أشار إلى مواقع الدفن، لكن إطلاقاً لم يصل أحد إلى أي جثمان جراء وقوع تلك المناطق تحت سيطرة النظام حينها”.

وأشارت إلى وجود “مرحلة جديدة بعد سقوط النظام السابق نعمل عليها مع المؤسسة المعنية بكشف مصير المفقودين، ومن المهم كشف المقابر الجماعية، واستخراج الجثامين والتعرف عليها، وتسليمها لعائلاتها”.

وأوضحت مشعان أن “صور قيصر لم تخرج إطلاقاً من سجن صيدنايا، وقد يكون أحد المعتقلين كان في سجن صيدنايا بمرحلة ما، بعد أن تم نقله، إلا أن جميع صور قيصر من مراكز محددة، منها فرع الخطيب، وفرع المزة الأمني، ومطار المزة العسكري”.

ويُعرف سجن صيدنايا العسكري بأنه المكان الذي كان يحتجز ويعذب فيه المتظاهرون المناهضون للنظام بعد اعتقالهم.

وبحسب بيانات جمعتها “الأناضول” من مصادر مفتوحة بشأن التعذيب والإعدامات التي شهدتها صيدنايا، فإن هناك مركزين للاعتقال في حرم السجن، هما “المبنى الأبيض” و”المبنى الأحمر”.

تفاعل دولي

وعن ردود فعل المجتمع الدولي، قالت: “قبل سقوط النظام، كان هناك تفاعل من الولايات المتحدة ودول في الاتحاد الأوروبي وكثير من المؤسسات الحقوقية، لكن بتلك الفترة كان هناك محور آخر داعم للنظام هو روسيا والصين، وكان يمنع أي قرار للمحاسبة لمواجهة الحراك في ألمانيا وفرنسا”.

وذكرت بأن “الولايات المتحدة مثلاً أصدرت قانون العقوبات باسم قانون قيصر”.

وصدّق الكونغرس الأمريكي على القانون في 11 ديسمبر/كانون الأول 2019، بعد ثلاث سنوات من الشدّ والجذب بين الجمهوريين والديمقراطيين، ويشمل سلسلة عقوبات اقتصادية ضد النظام السوري وحلفائه، والشركات والأفراد المرتبطين به، وكان من المقرر اتخاذ إجراءات عقابية أخرى قبل سقوط النظام.

مشعان قالت إن “لكل شهيد أربع أو خمس صور من ضمن الصور التي تسربت، تشمل الرأس ونصف الصدر، وصوراً جانبية، وصوراً بالجسد الكامل، فأحياناً تتعرف العائلة على الوجه، أو تطلب رؤية الصورة كاملة”.

وختمت بالقول: “أحياناً نطلب الصور الكاملة، فهناك عائلة على سبيل المثال، قالت هذا ليس ابني لأنه ليس لديه وشم، وبهذه الطريقة نساعد العائلات، ومع وجود مؤسسة معنية بكشف مصير المفقودين، أتصور أن الأمور تصبح أسهل من خلال مركزية طلب البحث والمعلومات بشكل عام”.

وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، سيطرت الفصائل السورية على العاصمة دمشق، بعد مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاماً من حكام نظام “حزب البعث”، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

ويقول السوريون إن زوال نظام الأسد يمثل نهاية حقبة من الرعب الذي عايشوه على مدار عقود، إذ شكّلت سجونه كوابيس لهم جراء عمليات التعذيب الممنهج، والتنكيل، والإخفاء القسري.

(الأناضول)

القدس العربي

————————-

هكذا خدع بشار الأسد الجميع في الساعات الأخيرة قبل فراره من سورية

13 ديسمبر 2024

أكد بشار الأسد قبل ساعات من هروبه أن الدعم الروسي قادم

أبلغ الأسد مدير مكتبه أنه سيعود إلى المنزل ولكنه توجه إلى المطار

اتصل بمستشارته بثينة شعبان لكتابة كلمة وعندما وصلت كان قد هرب

لم يطلع رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد أحداً تقريباً على خططه للفرار من سورية عندما كان نظامه يتداعى، بل اختار خداع مساعديه ومسؤولي حكومته وحتى أقاربه أو لم يتم إعلامهم بالأمر على الإطلاق، وذلك بحسب ما قاله أكثر من عشرة أشخاص على دراية بالأحداث لوكالة “رويترز”. فقد أكد بشار الأسد قبل ساعات من هروبه إلى موسكو، لنحو 30 من قادة الجيش والأمن في وزارة الدفاع في اجتماع يوم السبت، أن الدعم العسكري الروسي قادم في الطريق وحث القوات البرية على الصمود، وفقا لقائد حضر الاجتماع وطلب عدم الكشف عن هويته.

ولم يكن الموظفون المدنيون على علم بشيء أيضاً. فقد قال مساعد من دائرته المقربة إن الأسد أبلغ مدير مكتبه، يوم السبت، عندما انتهى من عمله بأنه سيعود إلى المنزل، ولكنه توجه بدلاً من ذلك إلى المطار قبل أن تصل إليه فصائل المعارضة السورية. وأضاف المساعد أن بشار الأسد اتصل أيضا بمستشارته الإعلامية بثينة شعبان وطلب منها الحضور إلى منزله لكتابة كلمة له. وعندما وصلت، لم يكن هناك أحد.

لاحقت أسماء الأسد الكثير من أمراء الحرب

ولم تتمكن “رويترز” من الاتصال بالأسد في موسكو التي منحته حق اللجوء السياسي هو وأفراد عائلته بقرار من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتظهر المقابلات التي أجريت مع 14 شخصاً مطلعين على الأيام والساعات الأخيرة التي قضاها الأسد قبل إسقاط نظامه وفراره من دمشق صورة شخص يبحث عن مساعدة خارجية لتمديد حكمه الذي دام 24 عاماً قبل أن يعتمد على الخداع والسرية للتخطيط لخروجه من سورية في الساعات الأولى من صباح الأحد الماضي.

وطلبت أغلب المصادر، التي تضم مساعدين في الدائرة الداخلية للرئيس السابق ودبلوماسيين إقليميين ومصادر أمنية ومسؤولين إيرانيين كباراً، حجب هوياتهم لمناقشة المسائل الحساسة بحرية.

وهرب بشار الأسد من مطار حميميم بريف مدينة اللاذقية الساحلية، غربي سورية، إلى موسكو، لينال اللجوء الإنساني، بعد ما عمله نظامه ونظام والده من قبله على نهب وتدمير ثروات البلاد وحوّل نحو نصف سكانها إلى لاجئين.

(رويترز، العربي الجديد)

العربي الجديد

—————————–

تدمير آخر الجسور على نهر الفرات شرقي سورية/ محمد كركص

13 ديسمبر 2024

تعرض جسر ترابي يربط مدينة دير الزور في بادية الشامية التي تُسيطر عليها إدارة العمليات العسكرية لـ”ردع العدوان” بالقرى السبع الواقعة في بادية الجزيرة على ضفاف نهر الفرات التي تُسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بريف دير الزور الشمالي الشرقي، يوم أمس الخميس، للتدمير وسط تضارب الأنباء عن الجهة التي فجرت الجسر.

وفيما رجحت مصادر محلية وقوف “قسد” وراء العملية لمنع فصائل المعارضة السورية من الوصول إلى مناطق سيطرتها في شرق نهر الفرات، قال آخرون إن الجسر تعرض لقصف جوي من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة التي تدعم “قوات سوريا الديمقراطية”.

وقال جاسم علاوي، وهو ناشط مدني من أبناء محافظة دير الزور، لـ”العربي الجديد”، إن “الجسر الترابي الذي تم تدميره يوم أمس الخميس أنشأه نظام بشار الأسد المخلوع بعد تفجير نظامه سابقاً جسر السياسية في عام 2014، وبعدها سيطر النظام على الضفة الثانية من نهر الفرات. كما تم إنشاء جسر حربي من قبل الروس والذي يربط بين بلدتي حطلة (بادية الجزيرة)، وحويجة صقر (بادية الشامية)”.

وأكد علاوي أنه “بعد دخول قسد إلى مدينة دير الزور عقب انسحاب قوات الأسد منها قُبيل سقوط النظام، سرقت الجسر الحربي الذي أنشأته روسيا”، مشيرا إلى أن الجسر هو الوحيد المتبقي من الجسور الثلاثة التي تربط الضفة اليمنى بالضفة اليسرى لنهر الفرات من الحدود العراقية وصولاً إلى مدينة الرقة، واعتبر أن تفجير الجسر هدفه “ترسيخ انفصالي.. من أجل فصل المنطقتين بعضهما عن بعض”، وفق تعبيره.

وبين علاوي أن “تصرفات قسد في مدينة دير الزور وريفها خلال الأيام القليلة الماضية تدل على حقد تجاه أهل المنطقة من خلال قتل المتظاهرين في مدينة دير الزور وريفها”، مؤكداً أنه “سجلنا يوم أمس الخميس مقتل الطفل زكريا العبد الحسين الطه، البالغ من العمر 12 عاماً، برصاص عناصر قسد في بلدة أبو حردوب بريف دير الزور الشرقي، فقط لأنه رفع شارة النصر بأصابعه بجانب رتل عسكري لقوات قسد”.

وأشار إلى أن “قسد تُريد أن توقع فتنة بين طوائف وقوميات المنطقة الشرقية لسورية لتنفيذ مشروع التقسيم، ونحن واعون جداً لهذا الأمر”. وأضاف علاوي “نحن بصفتنا نشطاء دير الزور ندفع باتجاه الحلول السياسية وليس المواجهات العسكرية، لأن المواجهات العسكرية دائماً ما تُفضي إلى خسائر ونحن لا نريد أي خسائر بشرية، ومعظم الأمور العالقة سيتم حلها من خلال التفاوض”. وأردف: “لدينا تنسيق مع نشطاء الحسكة والرقة، كما نسعى لتكوين اتحاد يضم كل نشطاء المنطقة الشرقية في سورية من عرب وأكراد وآشوريين وجميع القوميات والطوائف”.

بدوره، قال الناشط الإعلامي في دير الزور أبو عمر البوكمالي، لـ”العربي الجديد”، إنه “إذا كانت قسد هي التي فجرت الجسر فهي تستهدف قطع الطريق عن قوات ردع العدوان، أما إذا كان الاستهداف من قبل طيران التحالف الدولي، فهذا يعني الكثير، ويعني أن التحالف الدولي بالفعل متمسك بالبقاء في المنطقة ولن يتركها لا من خلال تفاهمات ولا غيرها، وسوف تبقى تحت سيطرة قسد بالاشتراك مع قوات التحالف”.

عنصران من “قسد” في القامشلي، 9 ديسمبر 2024 (دليل سليمان/فرانس برس)

والثلاثاء الماضي، أعلنت غرفة العمليات المشتركة لمعركة “ردع العدوان” أنها سيطرت على كامل مدينة دير الزور، التي دخلت إليها “قسد” بعد انسحاب قوات النظام السوري السابق منها. وتدعم الولايات المتحدة الأميركية منذ انطلاق الثورة “قوات سوريا الديمقراطية” الكردية، التي تصنفها أنقرة إرهابية، والتي شكّلت بالنسبة لواشنطن ذراعها العسكرية في سورية، أو “حليف الميدان” لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي. وبينما ظلّت “قسد” تسيطر منذ سنوات على ما يسمى “سورية المفيدة”، شرقاً، حيث الثروات الاقتصادية لهذا البلد، فإن أي سلطة قادرة ومتمكنة في دمشق لن يكون بإمكانها العمل وإعادة الروح لاقتصاد البلاد المتهالك دون تلك المناطق.

العربي الجديد

———————–

أسرار العدوان الإسرائيلي على سورية.. خطط معدّة منذ سنوات جرى تغييرها/ نايف زيداني

13 ديسمبر 2024

دولة الاحتلال تشعر بنشوة كبيرة بعد الضربات على سورية

حصلت تعديلات سريعة على الخطط الاسرائيلية

الاحتلال يزعم أنه رصد التحركات السريعة لهيئة تحرير الشام

تشعر دولة الاحتلال الإسرائيلي بنشوة كبيرة، بعد تدمير معظم القدرات الاستراتيجية في سورية، مستغلّة انشغال السوريين بترتيبات ما بعد إسقاط نظام بشار الأسد. ولا تقلّ عن ذلك نشوة جيشها بإعادة احتلال أراضٍ سورية، منها ما يشكّل مواقع استراتيجية، مثل جبل الشيخ.

يأتي هذا في وقت دعا فيه وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، جنود الاحتلال للاستعداد للبقاء على قمة جبل الشيخ طوال فصل الشتاء، وذلك بعد تقييم أمني أجراه أمس بمشاركة رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي. ويتطلّب البقاء في أعلى الجبل استعدادات خاصة ونصب منشآت مناسبة، بسبب الظروف الجوية الصعبة.

وزعم كاتس أنه “بسبب ما يحدث في سورية، هناك أهمية أمنية كبيرة لوجودنا في قمة جبل الشيخ، ويجب فعل كل ما يلزم لضمان استعداد الجيش الإسرائيلي في المنطقة لتمكين الجنود من البقاء في المكان في ظل الظروف الجوية الصعبة”.

قوات الاحتلال في سورية

وتعمل أربع فرق قتالية لوائية في الأراضي السورية المحتلّة، سواء المنطقة العازلة، منطقة فضّ الاشتباك، أو المناطق الأخرى التي بلغها جيش الاحتلال. وتضمّ الفرق قوات مشاة، وكوماندوز، وقوات هندسية، ومدرعات، ومظليين، وقوات استطلاع، وغيرها، وكلّها بقيادة الفرقة 210. وثمة فريق القتال اللوائي 474، في نقاط السيطرة ضمن المنطقة العازلة، بذريعة العمل ضد التهديدات على الخط الحدودي.

قوات الاحتلال الإسرائيلي في جبل الشيخ السوري، 9 ديسمبر 2024 (رويترز)

وخلال عمليات التمشيط التي تقوم بها القوات عثرت على دبابات سورية عدّة غير مستخدمة وصادرتها. وسبق أن أعلن جيش الاحتلال منذ نحو يومين أن قوات اللواء 810 ومقاتلي وحدة “شالداغ” استكملوا عملية لوائية على الجانب الذي كان تحت السيطرة السورية من جبل الشيخ، ضمن المنطقة العازلة، وصادروا أسلحة وعتاداً عسكرياً. وتعتبر “شالداغ” وحدة النخبة في سلاح الجو الإسرائيلي.

سد “الفراغ” الذي نشأ

يأتي كل ذلك في إطار ما أطلق عليه الاحتلال اسم عملية “سهم الباشان”، وفي إطارها دمّر سلاح الجوي نحو 80% من القدرات العسكرية الاستراتيجية السورية، من قبيل طائرات ومروحيات ودبابات وسفن حربية، كما سيطر على مواقع استراتيجية مهمة. وتزامن مع العملية إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو انهيار اتفاقيّة فصل القوات الموقّعة عام 1974، والتي حافظت على تفاهمات مع نظام عائلة الأسد طوال خمسة عقود. وأعلنت دولة الاحتلال أنها تخشى وصول هذه القدرات العسكرية إلى قوات المعارضة، التي لا تعرف بعد توجّهاتها. وحققت إسرائيل بذلك تفوّقاً جوياً في المنطقة، قد يفتح الطريق الجوي أمامها نحو العراق وربما إيران واليمن.

وهي المرة الأولى في العلن، منذ 50 عاماً، التي ينشر فيها جيش الاحتلال دبابات في مرتفعات جبل الشيخ، في الجزء الذي كان تحت السيطرة السورية. وتساهم في ذلك قوات المدرعات من الكتيبة 74. وتشير صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الجمعة، إلى أن قوات الكتيبة 77 التابعة للواء المدرعات السابع تقدّمت أكثر من 12 كيلومتراً ما بعد الحدود، إلى عمق الأراضي السورية. وكانت فرقة المدرعات هي من قادت المعارك في الجولان السوري المحتل قبل خمسة عقود. وتعتبر هذه أعمق نقطة تصل إليها داخل سورية منذ ذلك الوقت.

ومن السرايا التابعة للكتيبة 77 في اللواء السابع سرية “يفتاح” التي استكملت إقامتها قبل نحو شهر، في إطار زيادة كتائب المدرعات النظامية في جيش الاحتلال، لكنها تمكّنت قبل ذلك من القتال ضد حزب الله في قرية الخيام في جنوب لبنان. كما أن قادة في السريّة شاركوا في العملية البرية في قطاع غزة.

وذكرت صحيفة ماكور ريشون العبرية، اليوم، أن الهدف من عمليات الاحتلال في سورية “هو منع إطلاق النار على دولة إسرائيل من الفراغ الذي نشأ مع سقوط نظام الأسد”. ونقلت عن مسؤول كبير في جيش الاحتلال، لم تسمّه، قوله “تم إلغاء اتفاقية 1974 وقررنا الدخول قبل أن تكون هناك جهة أخرى، مثل المتمردين (فصائل المعارضة)”.

وبحسب ذات الصحيفة فقد “رصدت استخبارات الفرقة 210 (فرقة الباشان) التحركات السريعة لتنظيم هيئة تحرير الشام”، في الأيام الأخيرة، “وبدأت في تسريع الخطط العملياتية وتعزيز القوات على السياج الحدودي. لكن مثل الجميع، فوجئت الفرقة أيضاً بالسرعة غير المعقولة لانهيار نظام الأسد أمام تقدّم المتمردين”. وعملت الكتيبة على إرسال المزيد من القوات إلى المنطقة كما أخرجت خططاً مسبقة وعملت على تعزيزها.

جنود الاحتلال في المنطقة العازلة قرب مجدل شمس أول من أمس (جلاء مرعي/فرانس برس)

مساء الجمعة الماضي، رصدت مراقبات الفرقة وجنود الاستخبارات القتالية المتمركزون في المنطقة مغادرة جنود الجيش السوري الذين يخدمون في المواقع على الجانب الشرقي من السياج، دفعة واحدة. وأدرك جيش الاحتلال، وفقاً للصحيفة، أن “الجيش السوري توقف عن الوجود بشكل منظم، وأن هذا الفراغ سيملأه قريباً مسلحون جهاديون نياتهم غير معروفة”.

هكذا انطلق إجراء قتالي سريع للغاية، وفي أقل من 24 ساعة، أصدر قائد الفرقة أمر التحرك، لتدخل قوات المظليين، والمدرعات، والكوماندوز ووحدة الهندسة إلى الأراضي السورية، راجلة وبواسطة مركبات عسكرية. وتوغلت قوات الاحتلال في مرتفعات الجولان، من جنوبها وحتى جبل الشيخ. وقال مسؤول كبير في جيش الاحتلال للصحيفة “أصبنا بخيبة أمل من مستوى الأسلحة السورية هنا، كنا نتوقّع أكثر. استعددنا لسنوات… وفي النهاية دخلنا دون إطلاق رصاصة واحدة”.

تعديلات سريعة على الخطط الإسرائيلية

في صحيفة هآرتس، ذكر المحلل العسكري عاموس هارئيل اليوم أنه قبل وقت قصير من فرار بشار الأسد من سورية، بدأت عملية إسرائيلية واسعة النطاق. وأوضح أنه جرى إعداد الخطط مسبقاً، وتم جمع المعلومات الاستخباراتية على مدى عقود، لكن وتيرة الأحداث تطلبت تعديلات وتغييرات سريعة.

وشن الجيش الإسرائيلي هجوماً واسعاً على الأصول العسكرية للنظام المنهار، من مخازن أسلحة كيميائية، بطاريات دفاع جوي، صواريخ باليستية، طائرات ومروحيات، دبابات وناقلات جند مدرعة، وسفن وغواصات. وفي غضون يومين، جرت مهاجمة مئات الأهداف. ويقدر الجيش الإسرائيلي تدمير أكثر من 70% من القدرات العسكرية السورية. وتابع هارئيل أن الهدف المعلن كان منع سقوط هذه الأسلحة في أيدي نظام جديد لم يتضح بعد مدى استقراره، ولا أيديولوجيته أو موقفه من إسرائيل.

العربي الجديد

————————–

سوريو ألمانيا… حلم بالعودة وغصة على المفقودين/ شادي عاكوم

13 ديسمبر 2024

بدت الفرحة بسقوط نظام بشار الأسد واضحة على الكثير من السوريين في ألمانيا الذين احتفلوا معاً بهذه اللحظة التاريخية، وقد أعرب البعض عن رغبته بالعودة إلى بلاده

لم تكن أخبار سقوط النظام في سورية بعيدة عن المتابعات اليومية للاجئين السوريين المقيمين في ألمانيا، لكن التطورات وزخم الأحداث المتسارعة في بلدهم الأم، وما حصل خلال ساعات قليلة بدءاً من سقوط محافظات حلب وحماه وحمص حتى الإعلان عن سقوط نظام بشار الأسد في دمشق، سمح لهؤلاء بالتعبيرعن نشوة الانتصار التي انتظروها على مدى 13عاماً من ظلم الطاغية، في ظل معاناتهم وأهلهم من مسلسل الإجرام والتهجير والقتل والاعتقال وقمع ثورتهم التي انطلقت في مارس/ آذار عام 2011.

ورغم أن قصص المواطنين السوريين في ألمانيا متعددة ومعقدة إلى درجة يصعب فهمها في كثير من الأحيان بحكم تشعباتها ومآسيها، تعم أجواء الفرح مجالسهم وأخبارهم التي لم تمح من ذاكرتهم مع هذا الحدث التاريخي. وفي ظل هذه الأجواء، يقول عمار قصاب لـ “العربي الجديد”، الذي يتحدر من محافظة إدلب، إنه خلال الأيام الأخيرة، لم يكن في استطاعته النوم. كان يتابع الأخبار والمستجدات طوال الوقت سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو شاشات التلفاز، لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور في سورية مع التقدم الخاطف والسريع لفصائل المعارضة. ويلفت إلى أنه تم وضع اسمه من قبل إدارة المخابرات الجوية على لائحة المطلوبين خلال تواجده في ألمانيا للدراسة، والسبب كما أفيد حينها أنه كتب تعليقاً على موقع فيسبوك هاجم فيه نظام الأسد بعد اندلاع الثورة السورية.

يضيف أنه كان يخشى زيارة أهله رغم أنه كان في استطاعته الدخول عن طريق معبر باب الهوى. لكن كان لديه توجس من الشروط التي وضعتها المعارضة للدخول إلى مناطقها، وهي تسليم جواز السفر والإبلاغ عن تاريخ العودة. لم يغامر وأراد الحصول على جواز سفر ألماني. وتوجه قصاب في السنوات القليلة الماضية إلى لبنان وعقد قرانه على إحدى قريباته، مشيراً إلى أن ابنه الذي ولد في ألمانيا قبل ثلاث سنوات لم ير جديه بعد، ويتواصل معهما فقط عبرالفيديو. ويوضح أنه بدأ يستعد لزيارة الأهل مع زوجته خلال عطلة عيد الفطر، متوقعاً أن يكون قد تم ترتيب الأوضاع حتى ربيع العام المقبل.

أما رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، المحامي المعارض أنور البني، فلا يزال ينتظر خبراً عن رفيق دربه المحامي خليل معتوق المدافع عن حقوق الإنسان والمتحدر من قرية مشيرفة التابعة لمحافظة حمص، والذي اعتقل في أكتوبر 2012 في الميدان، آملاً أن يكون من بين الأحياء رغم أن آخر خبر عنه كان عام 2013، عندما كان محتجزاً لدى مكتب أمن الدولة في كفرسوسة. وهناك صديقه المعارض السياسي العلوي من القرداحة عبد العزيز الخير، وابنة دمسق وبطلة سورية في الشطرنج رانية العباسي، التي اعتقلت مع زوجها وأولادها الستة. ويختم حديثه قائلاً إنه اتخذ قراره بالعودة إلى سورية بعد سقوط النظام، هو الذي عانى بدوره من معتقلات عائلة الأسد.

بدوره، يتحسر أبو عمر معني لعدم تمكنه من مشاركة أبناء منطقته في حي الخالدية في محافظة حمص، وتحديداً في ساحة الساعة، فرحة الانتصار بسقوط نظام الأسد الذي أجرم بحق شعبه، مشيراً إلى أنه عانى الكثير وتهجر أولاً إلى حي الوعر ثم إلى بلدة ببنين في محافظة عكار اللبنانية، وغادر بعدما خطفت شعبة الاستخبارات السورية ثلاثة من أشقائه وإحدى زوجات إخوته عام 2015 من منزلهم ليلاً، واقتادوهم إلى جهة مجهولة، ووجدوا بعد أيام الزوجة والابن مقتولين ومرميين في الشارع. وحتى اللحظة لم يعرف مصير البقية. 

ويتابع، الآن ومع فتح السجون وكسرالقيود في سورية من قبل الثوار، يتواصل مع أحد إخوته إن كان هناك من أخبارقد تثلج القلوب والعثور على إخوته في أقبية نظام الأسد، أو أي إمكانية لمعرفة مكان دفنهم لنقلهم الى مدافن العائلة، ومردفا بأنه كان مستعدا مع ابن أحد إخوته المهاجر لدفع الأموال من أجل معرفة مصيرهم، ولكن عند محاولة التثبت من المعلومات أو الحصول على صور كان ينقطع التواصل مع الجهات الوسيطة.

أما عبد الكريم دادا من حلب، فكانت فرحته عارمة بعدما علم من عائلته أن عمه سميح (53 عاماً)، والذي اختفى قبل 12عاماً، لا يزال على قيد الحياة. وكانت العائلة قد فقدت الأمل بالعثور عليه حياً. وتبين من خلال الفيديوهات المصورة التي نشرت للمساجين الذين حرروا من سجن صيدنايا أنه على قيد الحياة. يضيف: “أعمال البناء لمنزلي مستمرة في قريتي، وعندما أنهي التشييد سأعود لأعيش مع أولادي وبين أفراد عائلتي وأعمل في أراضينا الزراعية مع إخوتي”.

أما سمير، فيروي قصة ابن عمه أيهم الأحمد (29 عاماً) الذي فقد عندما كان عائداً من جامعته في حلب عام 2015، وقيل حينها إنه كان يستقل سيارة أجرة، وهو من بين المساجين الذين حرروا من صيدنايا. ويشرح أنه شاب وحيد لوالدته من بين سبع بنات، وأن أمه كادت تفقد صوابها حتى أنها كانت تجلس يومياً أمام المنزل وتسأل المارة إن كانوا شاهدوه أو يعرفون عنه أي خبر. ويقول مجيد إنه سيترك ألمانيا التي وصل إليها قبل عامين ويعود نهائياً إلى حماة، لكنه ينتظر ليبيع سيارته وليس مهتماً بكسر إقامته في ألمانيا.                                                                                         أما أكرم أبو عاصي من محافظة السويداء، فيقول إن السوريين تحرروا من عبء حكم عائلة الأسد الذي كان يلفق الملفات لمواطنيه، لافتاً إلى أن كل عائلة لها ملف في مكاتب استخباراته. يضيف أنه يقيم مع إخوته في ألمانيا منذ عام 2015، وقد حجز له والده المتقاعد تذكرة سفر للمغادرة إلى سورية، وبات يفكر في عدم العودة والاستقرار هناك. يضيف أنه سيكون خلال عطلة أولاده المدرسية صيف عام 2025 مع عائلته وبين أهله. من جهة أخرى، تبقى هناك غصة في قلبه لأنه لم يعرف بعد أية معلومات بخصوص ابن عمه الذي كان يشارك في المواجهات العسكرية مع الثوار في الغوطة ضد عناصر النظام، ولا يوجد أي أخبارعنه منذ ذلك الوقت.

أما ابن دمشق محمد الصباغ، فيقول إنه دفع قبل فترة مبلغ 8000 آلاف دولار للحصول على إعفاء من الخدمة الإلزامية. ورغم أنه خسر مبلغاً كبيراً المال، إلا أنه لا يكترث للأمر. “الأهم أننا تخلصنا من نظام الأسد البائد، ولا رجعة إلى ابتزازات وعنتريات ودفع الرشى للملازم بغية تحصيل أي معاملة أو أوراق ثبوتية”. أما صديقه إيوان ابن القامشلي، فيقول إنه لا يمكن التعويل على هذه المجموعات التي بدلت ملابسها، مستبعداً أن تكون قد غيرت من نمط تفكيرها. ويقول إنه لا يفكر بالعودة إلى سورية، ولن يضيع ثماني سنوات من عمره قضاها في ألمانيا، وينتظر الحصول على الجنسية بعدما كان قد حصل على وظيفة. يضيف أنه لا أمل للشباب في منطقتنا مهما تحسنت. لذلك يفضل تربية أولاده في ألمانيا.

العربي الجديد

——————————-

الكاميرات تحاصر المحررين من سجون الأسد: “كيف تم تعذيبك؟“!

المدن – ميديا

الجمعة 2024/12/13

بعد الإعلان عن سقوط النظام السوري وتحرير آلاف المعتقلين السوريين من سجون الأسد، أبرزها “سجن صيدنايا العسكري” الذي اشتهر بلقب “المسلخ البشري”. خرج هؤلاء الناجون في حالات نفسية وجسدية مروعة، حيث عانى الكثير منهم من صدمات نفسية عميقة بسبب ما شهدوه خلال سنوات اعتقالهم من تعذيب جسدي ونفسي وانتهاكات لحقوق الإنسان.

ووثقت مقاطع الفيديو التي انتشرت على نطاق واسع لحظات خروج المعتقلين المحررين، حيث ظهر كثير منهم في حالة من الهزال والصدمة النفسية. بعضهم لم يصدق ما يجري، وآخرون ترددوا في الخروج من زنازينهم خوفاً من أن تكون هذه الخطوة مجرد خدعة نفسية من قبل النظام لاختبار ردود أفعالهم.

ورأى معلقون في بعض تلك التسجيلات مشكلة أخلاقية، من ناحية عدم الاهتمام تحديداً بحالة المعتقلين النفسية، فور خروجهم من السجون سيئة السمعة، بما في ذلك ما نشره ناشطون إعلاميون ومراسلون صحافيون لوسائل إعلام محلية وعربية وعائلات الضحايا أنفسهم، حيث لا يعرف أولئك ربما أساسيات التعامل الصحافي مع هذه النوعية من الأنباء الحساسة.

وانتقد ناشطون وأطباء نفسيون الطريقة التي يتم بها التعامل مع هؤلاء الناجين، حيث تم إجراء مقابلات فورية معهم رغم حالتهم النفسية الهشة، أو إحاطتهم بعشرات الأشخاص ولمس أجسادهم، والتحقيق معهم إلى حد سؤالهم على الهواء مباشرة: “أخبرنا كيف كان يتم تعذيبك؟”، وكلها كوارث في التغطية الإعلامية وفي التعامل مع قضية المعتقلين ككل التي تميزت بالفوضى. واعتبر الخبراء في شهادات عبر مواقع التواصل أن هذه التصرفات ستزيد من معاناتهم على الأغلب وتساهم في تعميق صدمتهم بدلاً من مساعدتهم على التعافي.

وهنا، انتشرت نصائح توعوية توضح الخطوات الصحيحة للتعامل مع المعتقلين المحررين. أبرزها: احترام خصوصية الناجين، وتجنب طرح أسئلة مباشرة حول تجربتهم في السجن، وتقديم الدعم النفسي واللوجستي لهم بحذر وتعاطف، حيث يعاني المحررون من سجون الأسد، مشاكل نفسية عميقة تتطلب تدخلاً فورياً من مختصين وأطباء نفسيين. ومن الضروري أن تتضافر جهود المجتمع الدولي والمحلي لتوفير بيئة آمنة لهؤلاء الأفراد ودعمهم في استعادة حياتهم الطبيعية.

واللافت هنا هو غياب دور منظمات المجتمع المدني والجمعيات والهيئات الإغاثية التي كانت تعمل سابقاً داخل سوريا وحتى خارجها، ممن كانت تقول طوال سنوات أنها دربت كوادرها من أجل اللحظة التي يخرج فيها المعتقلون من السجون لتقديم الدعم لهم.

وتساءل ناشطون عن مساهمة تلك المنظمات حالياً في توفير الدعم النفسي واللوجستي لهؤلاء الناجين؟ وكيف يتم التعامل مع المعتقلين الذين خرجوا ليجدوا أن أسرهم قد فقدت أو أن أهاليهم قد قتلوا أو هاجروا خارج البلاد؟ فيما تساءل آخرون عن سبب غيابهم عن المشهد، سواء بسبب التمويل أو بسبب ضغوط سياسية محتملة، خصوصاً أن “هيئة تحرير الشام” التي تتصدر مشهد المعارضة اليوم، حاربت لسنوات منظمات المجتمع المدني في إدلب وقامت بالتضييق عليها واعتقال واغتيال أفراد عاملين فيها أيضاً، بتهم وذرائع مختلفة بحسب تقارير حقوقية ذات صلة.

———————-

عودة أهالي نبل والزهراء… متى يعود أهالي كفريا والفوعة؟/ خالد الخطيب

الجمعة 2024/12/13

تشهد بلدتا نبل والزهراء شمال حلب، عودة مستمرة للنازحين بعدما عملت “إدارة العمليات العسكرية” على تسهيل عودتهم والتكفل بنقلهم من منطقة السفيرة، جنوب شرقي حلب، ومن منطقة السيدة زينب في العاصمة دمشق، وفرضها حالة الاستقرار في البلدتين من خلال تأمين مداخلهما بحواجز أمنية وإعادة الحركة إلى الأسواق، وتوزيع المساعدات الإنسانية على الأسر المحتاجة.

تشجيع على العودة

بعد تقدم الفصائل في معركة “ردع العدوان”، نحو حلب نهاية الشهر الماضي، شهدت بلدتا نبل والزهراء نزوحاً جماعياً للأهالي، سالكين الطرق الفرعية شمال وشرق حلب، وصولاً إلى منطقة السفيرة قرب معامل الدفاع، بعضهم أكمل طريقه نحو السيدة زينب في دمشق، وهؤلاء من أصحاب المركبات وميسوري الحال، في حين بقيت مئات الأسر الفقيرة التي أقام بعضها في مبانٍ غير مأهولة ومداجن، وبعضها الاخر استقبلهم الأهالي.

ومع وصول الفصائل إلى السفيرة، تمت طمأنت النازحين ودعوتهم للعودة إلى بلداتهم. وقالت مصادر من أهالي نبل لـ”المدن”، إنه  تم بالفعل تأمين حافلات للعائلات القليلة التي استجابت، وهؤلاء كانوا في ما بعد سبباً في زيادة أعداد العائدين، بعدما نُقل لهم واقع البلدتين في ظل سيطرة الفصائل، والتي بدأت بعد دخولها مباشرة العمل على تفعيل الخدمات العامة، وتوزيع المساعدات الإنسانية العاجلة”.

وتضيف المصادر أن “الترحيب بعودة الأهالي، وغياب المضايقات والانتهاكات، والحفاظ على ممتلكات الأهالي ومنازلهم في غيابهم، وعدم وجود مراكز إيواء بديلة، كل ذلك شجع باقي النازحين في السفيرة والسيدة زينب على العودة”.

تفعيل الخدمات وإنعاش البلدتين

عينت “إدارة العمليات العسكرية” مسؤولاً تابعاً لها لإدارة شؤون بلدتي نبل والزهراء، والذي دعا لعودة موظفي الدوائر الخدمية، كالمجلس المحلي وباقي المراكز الخدمية (الخدمات البلدية والتعليم والصحة والكهرباء والمياه والاتصالات. وقالت مصادر محلية في البلدتين، إنه “تم العمل على إصلاح شبكات التغذية الكهربائية لمحطات ضخ المياه، لتأمين مياه الشرب للأهالي، ومن المفترض أن يتم لاحقاً العمل على ترميم الشبكة الكهربائية الواصلة إلى المنازل، كما تم تفعيل عمل المركز الصحي في نبل”.

وأضافت المصادر لـ”المدن”، أن مسؤول المنطقة المنتدب من إدارة العمليات اجتمع مع موظفي الدوائر الخدمية في نبل والزهراء، وحثّهم على الإسراع في عمليات تأهيل الخدمات الضرورية للأهالي.

وأوضحت أن الاجتماعات شملت أيضاَ العاملين في التعليم، وقد تقرر عودة المدارس للعمل اعتباراً من الأحد المقبل، وتقرر أيضاَ الاعتماد على الكوادر التعليمية من أبناء البلدتين، بما فيهم الذين كانوا يعملون في سلك التعليم خارج البلدتين، هؤلاء تم تعيينهم في مدارس البلدتين أيضاَ. ومع زيادة أعداد النازحين الواصلين الى نبل والزهراء، بدأت الحياة تعود تدريجياً إلى الأسواق، والتي باتت تتوفر على مختلف أنواخ الخضار والفاكهة، والمواد الغذائية، والمحروقات ومواد التدفئة.

صفحة جديدة

بعد عودة القسم الأكبر منهم، يتبنى أهالي البلدتين خطاباً ودياً يدعوا إلى تجاوز الماضي وفتح صفحة جديدة في العلاقة مع أهالي البلدات المجاورة، وهي حريتان وحيان وبيانون وماير وعندان، والتي كانت كخط أول في المواجهة مع قوات النظام المخلوع والمليشيات الإيرانية، التي كانت تتخذ من البلدتين معقلاً لها طيلة سنوات الثورة. أهالي البلدتين من المدنيين يحمّلون شخصيات نافذة كانت مقربة من حزب الله والنظام المخلوع وإيران، مسؤولية منعهم من المشاركة في الثورة، وجرهم إلى فريق الموالاة منذ العام 2011، وجعل بلداتهم معقلاً عسكرية تنطلق منه الهجمات نحو جيرانهم.

البلدات المذكورة المحيطة بنبل والزهراء، هي اليوم شبه مدمرة بفعل القصف والمعارك طيلة السنوات الماضية، لذا لم تشهد عودة كبيرة للأهالي النازحين منها حتى الآن، وما يزالون يعيشون في المخيمات شمالي أعزاز وإدلب قرب الحدود مع تركيا.

كفريا والفوعة

لم يصدر عن “إدارة العمليات العسكرية” حتى الآن، أي معلومات بخصوص إمكانية عودة نازحي بلدتي كفريا والفوعة، في ريف إدلب، فالبلدتان اللتان هُجّر منهما سكانهما بموجب اتفاق المدن الأربعة في العام 2018، تقطنهما منذ ذلك الحين عائلات مهجرة أتت من ريفي دمشق وحمص، معظمها عائلات مقاتلي الفصائل، ومن المفترض أن تعود تلك العائلات إلى مناطقها بعدما سقط نظام الأسد، ويبدو أن الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت لتصبح البلدتان خاليتان، وحينها من المتوقع أن يتم الإعلان عن السماح بعودة الأهالي الأصليين إلى منازلهم.

تفرق أهالي بلدتي كفريا والفوعة بعد خروجهم في أكثر من محافظة، بعضهم جرى إيواؤه في أحياء حلب الشرقية (باب النيرب والمرجة والفردوس)، برعاية مليشيات إيرانية وعشائرية موالية لها، وقسم آخر جرى إيواؤه في منطقة حسياء بريف حمص، وفي مدينة اللاذقية، وبعضهم استقر في منطقة السيدة زينب، في ريف دمشق. ومع سقوط النظام، غيّر القسم الأكبر من العائلات مناطق سكنه، وبالأخص التي كانت تقطن أحياء حلب الشرقية، هؤلاء استقروا في منطقة السيدة زينب، وأحياء في مدينة حمص.

المدن

————————————

الأسد وصدّام والسادات بالملابس الداخلية: نرجسية وتوظيف سياسي/ محمد حجيري

الجمعة 2024/12/13

من بين صور آل الأسد التي انتشرت، بعد سقوط نظام الأبد في سوريا، ودخول المواطنين إلى قصر المهاجرين ومنزل الرئيس المخلوع في حي المالكي، عدا صور الرئيس الابن عارياً التي تنم عن سذاجة ما، هناك صورة الأب. بطل تشرين، وصانع الأبد، حافظ الأسد، بالسروال الأسود القصير “قَبّة سبعة”، مستعرضاً عضلاته، يقف مكشّر الوجه مثل رياضيّي كمال الأجسام. صورة تنم عن رجولته ونرجسيته. ماكرة، لشخصية شديدة التوحش والغموض. الارجح أنه كان يتصوّر لنفسه، ليري نفسه في شبابه، استعراض للعضلات من دون عضلات، وسوبرمانية ذاتية في الخفاء، كمقدمة لسوبرمانية في العلن والبطش السياسي. لهذا لم يكن مستغرباً أن يبدأ التهكم الفايسبوكي، ووضع الصورة على أغلفة مجلات “العملاق” و”سوبرمان” القديمة، ووصف رأس الرئيس الراحل بأنه مثل “سبونج بوب”…

والنافل أن الأسد الأب لم يخرج عن كونه صنماً سياسياً، بقي ضمن قواعد الحاكم الصارم، في ملابسه وصوره وسلوكياته، ومن وبعد ربع قرن على غيابه، أتت صورة بالملابس الداخلية لتخترق صنميته المرسومه في الوجدان.

إلا أن نعنى تصوير الرؤساء عراة إلا من “الكلسون”، بحسب التعبير الشعبي السوقي، يختلف، تبعاً للظروف والتوظيفات السياسية. فلم يظهر الأسد الأب في أي صورة مثيرة في حياته، ولا أعتقد أن أحداً منا اليوم كان في باله أنّ الأسد الصنمي يهوى هكذا صور، في حين يظهر الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات بالملابس الداخلية وهو يحلق ذقنه في استراحة المعمورة في الإسكندرية.

التقط فاروق إبراهيم، مصور جريدة “أخبار اليوم”، الصورة، قبل شهرين من اغتيال السادات العام 1981، وتناقلتها الصحف العالمية. وللصورة قصة، ولم تكن مجرد صورة. “أنتم ما بتفهموش حاجة.. هي دي الصحافة”، هكذا صرخ السادات في وجه زوجته جيهان وكبار مستشاريه، حينما اعترضوا على الصور التي نشرتها الجريدة تحت عنوان “يوم فى حياة الرئيس”. وقال الدكتور محمد عفيفي، رئيس قسم التاريخ في جامعة القاهرة، إنّ شخصية السادات تمتلك مقومات “الداهية السياسي”، بعكس الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي كانت شخصيته كاريزمية. وتابع أن الفارق بين شخصية الكاريزما وشخصية الداهية السياسي تتجلى في عدم وجود صور كثيرة للرئيس عبد الناصر بالمايوه، أو ملابس البحر مع أصداقائه. في حين أن الرئيس السادات، نشر صوراً له بملابسه الداخلية وهو يحلق ذقنه. وواصل أن هذه الصور للسادات لم تكن موجهة للمواطن الشرقي أو المحلي، لكنها تجذب انتباه الغرب كثيرًا، وتظهره أمامهم بمظهر الرئيس البسيط.

كان الأسد يستعرض نرجسيته في مكان بلا جمهور، وازدهرت في أيامه السجون والمعتقلات. بينما سعى السادات إلى كسب الرأي العام الغربي، أو هكذا يزعم. هو ما يذكرنا بالكاتب الأيطالي أمبرتو إيكو، الذي يعتبر أنّ الملابس ليست مجرّد قطع قماش، بل هي بمثابة نصوص يجب فكّ شيفرتها. ففي كتابه “مقدمة في البحث السيميائي”(1972)، رأى إيكو أنّ الثياب تحمل إشارات وتنقل معاني ورسائل، يمكن تفسيرها وفقاً لسياقات ثقافية واجتماعية وتاريخية مختلفة، ويمكن أن تحمل شعارات تُروّج لأفكار وقيم متنوعة.

في المقلب الآخر، استُخدمت صور الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بالملابس الداخلية، لأغراض الإهانة. فصحيفة “ذا صن” البريطانية كانت نشرت العام 2005 مجموعة من الصور التي تظهر صدام في زنزانته في العراق وهو بملابسه الداخلية، تحت عنوان “الطاغية في سرواله الداخلي”. ولم تُخفِ الصحيفة يومها أنها دفعت المال لمصدر عسكري أميركي مقابل هذه الصور. ونقلت “تلغراف” البريطانية أيضاً، عن غراهام دودمان، مدير التحرير “ذا صن” قوله آنذاك “ان مصادر عسكرية أميركية سلّمت هذه الصور أملاً في توجيه ضربة قوية للمقاومة في العراق”.

والحال إن ما فعله بشار خلال هروبه، أي ترك ألبوم صوره الكثيرة عارياً وبالملابس الداخلية، بدا كافياً لجعله سخرية العصر، بعدما كان جزّار العصر

———————–

الحكومة المؤقتة” لـ”المدن”: مع حكومة شاملة..والإعمار يبدأ الصيف المقبل

مصطفى محمد

الجمعة 2024/12/13

مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وكيفية التعامل مع هذا الملف من قبل الفصائل، وتوقيت البدء بمرحلة إعادة الإعمار، وشكل علاقة سوريا الجديدة مع إيران وتركيا، ومستقبل الوجود العسكري التركي في سوريا، هذه التساؤلات وغيرها تشغل حيزاً واسعاً من تفكير السوريين، بعد نجاحهم بإسقاط نظام بشار الأسد.

للرد عليها أجرت “المدن” مقابلة مع ياسر الحجي رئيس هيئة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في “الحكومة السورية المؤقتة”، التابعة للائتلاف السوري.

يؤكد الحجي أن الحكومة المؤقتة الموجودة في الشمال السوري، مُعترف لها دوليا، ولها غطاء سياسي. وبالنسبة لعدم المشاركة بالحكومة الانتقالية الجديدة، يوضح أن المعارضة مع حكومة انتقالية شاملة لكل السوريين، والترتيبات للأيام المقبلة.

يشدد الحجي على أن لا مشاكل مع الأكراد في سوريا، إنما مع فكر حزب “العمال” الكردستاني، مؤكداً أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لا تمثل كل الأكراد في سوريا.

ويلفت إلى أن سوريا الجديدة ستكون دولة منفتحة على الجميع، “لكن هذا لا يعني نسيان أفعال إيران في سوريا”.

وفي ما يلي نص المقابلة:

تسعى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إيجاد قنوات للتواصل مع جماعات المعارضة السورية، وفق مصادر غربية، هل تلقيتم اتصالاً من الأميركيين بعد سقوط نظام الأسد، وما هي أصداء التطورات التي شهدتها سوريا في واشنطن؟

علاقتنا لم تنقطع أبداً مع واشنطن، ولنا علاقات جيدة مع الأميركيين وواشنطن كانت ولا تزال داعمة للشعب السوري، والتواصل معها يتم بشكل مستمر، وكذلك مع الاتحاد الأوربي والكثير من دول العالم. لقد أنشأنا علاقات دولية جيدة وكذلك علاقة تنسيق وتعاون مع منظمات الأمم المتحدة وهيئاتها ومع لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا وأيضاً مع المنظمات الدولية المختصة بحقوق الانسان.

أعلنت “إدارة العمليات العسكرية” الأربعاء، عن سيطرتها على مدينة دير الزور، واللافت أن الإعلان لم يأتِ على ذكر “قسد” التي كانت تسيطر على المدينة، وإنما على النظام والميليشيات الإيرانية، بالتالي هل يعني أن الفصائل تتجنب إعلاناً مباشراً عن معركة ضد قسد”  المدعومة أميركياً، ووفق رؤيتكم كيف ستُحل المشكلة معها؟ وهي التي لا زالت تسيطر على مناطق سورية واسعة تقع شرقي نهر الفرات؟

لا مشكلة سوريّة مع المكون الكردي السوري، مشكلتنا مع الفكر “الإرهابي” العابر للحدود، أقصد فكر حزب “العمال” الكردستاني، الذي يهيمن على قرار قسد، ومشكلتنا مع مقاتلي “العمال” الإرهابيين.

الأكراد جزء من النسيج المجتمعي السوري، وقسد بقيادتها الحالية لا تُعبر عن المكون الكردي، وهذا ما تؤكده الانتهاكات التي ترتكبها ضد المدنيين في مناطق سيطرتها والظلم على العرب والأكراد معاً. إن السوريين لديهم القدرة على التحدث مع بعضهم وإيجاد الحلول بعيداً عن العناصر “الإرهابيين”. سوريا واحدة، وهذا مطلب كل السوريين.

قسد لم تُعلن عن نيتها الانفصال عن سوريا، وإنما تتحدث عن حكم “لا مركزي”، ومطالب “قومية”، تُعتبر مشروعة؟

شكل نظام الحكم في سوريا الجديدة، يحدده الشعب السوري، عبر دستور جديد ومن المفترض كتابته في المرحلة الانتقالية. أما عن المطالب الكردية، دعني أقول إن المدارس في الشمال السوري التابعة للحكومة المؤقتة، تقوم بتدريس اللغة الكردية في مدارسها في عفرين وغيرها، وفي سوريا الجديدة يجب أن تكون جميع حقوق المكونات السورية محمية دستورياً.

تم تكليف محمد البشير بتسيير حكومة تصريف الأعمال، من قبل القيادة العامة للفصائل، والملاحظ أن “المؤقتة” لم تشارك فيها، لماذا؟

حكومتنا موجودة في الشمال السوري ولها غطاء سياسي معترف به دولياً، أي الائتلاف، والخطوات والترتيبات نتركها لقادم الأيام ونحن مع حكومة انتقالية شاملة لكل السوريين.

ماذا بعد إسقاط النظام، ما هي مراحل الانتقال نحو الحكم الجديد؟

الجهود الآن تتركز على تشكيل حكومة انتقالية لكل سوريا، تشرف على كتابة دستور جديد، يجري تمريره باستفتاء شعبي، وصولاً إلى الانتخابات.

كيف تقيمون التعاطي الدولي مع المعارضة وردود الفعل على إسقاط النظام، للآن لم تُعلن إلا قطر عن نيتها افتتاح سفارتها في دمشق، ما سبب هذا “البرود” الدولي تجاه التغيير في سوريا؟

الأمر في بدايته للآن، لكن أستطيع أن أقول إن معظم دول العالم كانت مرتاحة لسقوط المجرم بشار الأسد، على سبيل المثال تلقيت على المستوى الشخصي رسائل مباركة من دبلوماسيين أوروبيين وأميركيين وحتى من صحافيين. لننتظر، لم يمضِ على هروب المجرم الأسد إلا مدة قصيرة، من المبكر باعتقادي إعطاء تقييم الآن وإذا سارت الامور كما يجب سوريا سوف تكون بخير.

للأسف فقدت المعارضة الكثير من الدعم الدولي في السنوات الأخيرة، وحاولت بعض الدول تعويم نظام المخلوع مرة أخرى، وكانت قناعتنا ثابتة باستحالة تعويم هذا النظام بجرائمه التي أثارت استياء واستغراب العالم، واعتماده على تجارة “الكبتاغون” غير المشروعة، وتهربه من الدخول في عملية سياسية.

إيران قالت إنها “حريصة” على التواصل مع المعارضة بعد سقوط نظام الأسد، ما هو رد المعارضة، وهل ستقبل سوريا الجديدة بإقامة علاقات مع طهران؟

سوريا الجديدة ستكون دولة منفتحة على الجميع، لكن هذا لا يعني نسيان أفعال إيران في سوريا، فهي التي شاركت في قتل السوريين. بعبارة أخرى، أضرت إيران كثيراً باستقرار سوريا ونكلت مع حزب الله والمليشيات الطائفية بالشعب السوري. لن نفرق في سوريا بين طائفة وأخرى، تقول إيران إنها تريد أن تضمن الطائفة الشيعية في سوريا، وتنسى طهران أن سوريا كانت ولا زالت قائمة على التنوع الديني والمذهبي والقومي.

لو لم تتدخل إيران طائفياً في سوريا، لكان النظام قد سقط منذ الشهور الأولى للثورة السورية التي شارك فيها الجميع.

في المقابل، كيف تنظرون إلى تركيا، وما مستقبل وجودها العسكري في سوريا؟

العلاقة مع تركيا لا بد أن تكون متميزة ومتوازنة وقائمة على أساس الاحترام المتبادل، لأن تركيا هي الدولة الجارة الأكبر لنا، وحدودنا معها هي الأطول، وتركيا هي الحليف الأصدق دعماً للثورة السورية والشعب السوري له مصلحة تجارية واقتصادية يمكن ان تحقق من خلال انشاء علاقة قوية وتنسيق وتعاون مع تركيا.

أما عن الوجود العسكري التركي في سوريا، فهو مرتبط أساساً بالتهديدات لأمن تركيا، وزوال هذه التهديدات يعني حكماً أن تركيا ستسحب جيشها من سوريا، ولا يجب أن يكون هناك أي تهديد لأمن تركيا مصدره سوريا، والأتراك قالوا مراراً إن ليس لديهم أي مطامع في سوريا أو في غيرها. والأمر المهم الآخر، تستضيف تركيا أكثر من 3 ملايين سوري، ونحن نشاهد كيف يعود الآلاف منهم إلى بلادهم بعد إسقاط النظام رغم الفقر.

الوضع المعيشي في سوريا في غاية الصعوبة، وغالبية المهجرين لا يستطيعون العودة إلى مدنهم بسبب الدمار، الجميع في سوريا يعتقد أن الحل لا بد أن يكون عبر الدعم الخارجي أي “إعادة الإعمار”، والسؤال هو متى ستبدأ هذه العملية؟

المجتمع الدولي يراقب الوضع في سوريا عن كثب، والمعطيات المتوفرة لدينا أو التقديرات تشير إلى أن مرحلة “إعادة الإعمار” في سوريا ستبدأ بحلول الصيف القادم، بعد تشكيل الحكومة الانتقالية. لقد عانى الشعب السوري الكثير خلال الـ13 سنة الماضية، والوقت حان حتى نفكر بالمستقبل والعمل على انشاء دولة سورية حضارية ديموقراطية وفق دستور جديد يتساوى فيه المواطنين ويحترم خصوصية الجميع.

المدن

————————

 هروب الأسد في الفسبكات: تفاؤل وتشاؤل (5)

الخميس 2024/12/12

سلوى النعيمي

لم يعرف النظام البائد من القضية الا “فرع فلسطين ” المخابراتي

أحمد بيضون

بالعنف الساحق وبالاحتلال، بوسائل العدوان المختلفة، تجتهد إسرائيل في القضاء على الجيش السوري: على ما بقي منه بالأحرى، بعد أن كان الحكم الأسديّ (وهو، بالدرجةِ الأولى، نسيج طائفيّ من أجهزة المخابرات المتراكبة والمتداخلة) قد جعله عبرةً لمن اعتبر. تجتهد إسرائيل في الإجراء العنيف لحلّ الجيش على غِرارِ ما كان الاحتلال الأميركيّ وحلفاؤه، في أوّل عهده، قد أجراه بقرارٍ إداريّ في العراق. وهو الإجراء الذي سهّل تمزيق العراق على النحو الذي كان البطش الصدّاميّ قد مهّد له السُبُل والذي لا يزال العراق يعاني نوباته إلى اليوم.

ينتظر السوريّون، بطبيعةِ الحال، وننتظرُ معهم مواجهة الحكم الجديد لهذا السَعْيِ العدواني، وهي مواجهةٌ منوطةٌ برؤيته لمستقبل سوريا ولموقعها في هذا الشرق.

رشا عمران

شيئان أحب أن أنوه لهما.

اولا: تحرير سوريا لا ينسب لفرد او لفصيل. من حرر سوريا هو تراكم نضالات السوريين منذ زمن طويل ضد الاستبداد، هم ثوار ٢٠١١ وهم الشباب الثوري الذي نقل قضية سوريا من محفل دولي لآخر. هم المنظمات السورية المدنية التي لا يعرفها أحد والتي تعمل مع الداخل منذ سنوات طوبلة. هم شهداء الثورة ومعتقلوها، هم من كتب عن الثورة ومن غتى لها ومن وثق كل أحداثها بكل أنواع الفنون. هم المنشقون عن الجيش والأمن والنظام حماية لشعبهم. هم أصدقاؤها الذين آمنو بها وبنا وظلوا معنا ومعها حتى لحظة التحرير. هم الصامدون في الداخل ممن كاتوا يعملون خفية من أجل أن لا تنتهي حكاية الثورة. هذا التراكم كله هو من حرر سوريا لا فصيل عسكري لديه في تاريخه ارتكابات بحق الثوار السوريبن لم يعتذر عنها حتى وسلمت سوريا له في مرحلة نتمنى أن تكون قصيرة كي لا يحصل ما لا يحمد عقباه.

ثانيا: هناك طابور خامس يروج ويلفق ويفبرك على السوشال ميديا أخبارا وفيديوهات وأحداثا وصورا تهدف الى شيء واحد فقط هو التحريض المتواصل والاستفزاز الطائفي يتزامن هذا مع محاولات الهيئة جعل هذا الوقت يمر بسلام(وهو ما يحسب لها) ريثما يتمكن السوريون من انجاز عقد اجتماعي جدبد أساسه العدالة الانتقالية التي تحاسب كل مرتكبي الجرائم وتطمئن الجميع. أما التطمينات التي يقوم بها شخص واحد لرجال طوائف. فهذا سلوك لا يمت لسياسة دولة حديثة بصلة. هذا سلوك زعماء عشائر وسوريا ليست عشيرة. سورية دولة لا يمثلها رجال الدين بل هم جزء منها. عاشت سوريا حرة.

ياسين الحاج صالح

بعد 54 عاماً من طغيان أسري وسلالي، حكم بالاعتقال والتعذيب والمذابح، سورية الجديدة لا يمكن ان تكون أسدية بلا أسد، أو بأسد إسلامي سني، يتبدل فيها العلم والإيديولوجية الرسمية ومظهر الحكام وألقابهم، ويبقى الناس أتباعاً بلا حقوق سياسة وحريات عامة، بما فيها حرية الاعتقاد الديني. من شأن ذلك أن يكون خيانة لسورية وكفاح السوريين خلال جيلين ونيف، ودخولاً في طريق مسدود سلفاً، نهايته الانهيار الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.

سورية مجتمع يضج بتعدديته المتعددة المستويات، والتعددية السياسية وحدها ما يمكن أن تصون وحدته.

المواطنة المتساوية والحريات العامة ونظام حكم تمثيلي وأوسع مشاركة سياسية للسوريين، هي ما افتقدنا لعقود، وهي ما نتطلع إليه اليوم مع هذا البداية الجديدة المفعمة بالتحديات.

عدنان بوريني

لكن، تمحو ما قبلها

ليس من حق أحد أن يحتكر المعاناة، ولا أن يجبر قضايا الآخرين ومعاناتهم على العبور من تحت قنطرة بابه، وإن كنا ككل لسنا آخرين بين بعضنا البعض.

لم يكن الأسد وأبيه يوما حماة لحدود فلسطين-هذا أمر لا نكتشفه اليوم-، ولا حماة لبيوت السوريين، وكلنا ندرك بيت الرعب الذي كان كائنا هناك، كنا ندركه من أول زيارة تعسر فيها دخولنا لأن صديقا معنا لديه تشابه أسماء فكان مخيرا بين مزاج الضابط (بالدخول أو العودة) أو السجن أو 50 دولاراً توضع بالجيب. وكنا ندركه من قصص الناجين واليوم نتيقنه من

قصص الذين لم يحالفهم الحظ.

من حقنا جميعاً أن نتساءل ونحلل ونقول ونتشاءم أو نتفاءل لكن.

أي عبارات استدراكية للحديث عن مستقبل سوريا مبنية على الخوف من المجهول هي مشبوهة أو تعبر عن توهان أولئك الذين يحاولون القفز برشاقة بين المراكب الصاعدة إلى الموجة الأعلى آنيا. لا يوجد أساسا مجهول أسوأ من الذي نعيشه منذ عقود..

سيف الرحبي

أضحى ما يشبه البداهة أن أنظمة الانقلابات العسكرية أكثر من غيرها بجانب سحق وتفكيك البُنى الاجتماعية والروابط الأهلية التي تشد عَصَب المجتمع ومكوناته في سياق وطني واجتماعي واحد، وإنْ كان ثمة عناصر من الخصائص والفروقات لكل جماعة في النسيج العام، وتسحق المنجزات التي سبقت الانقلابيين من اقتصادية وحدوداً معينة من حرية فكرية صحافية وعامة، بجانب هذا تأتي القضية الفلسطينية كرافعةٍ رئيس من روافع أعمدة الحكم الطغياني ليضفي إجماعها العربي الإسلامي الذي يصل في الوعي العامّ حد القداسة ليعطي النظام الجديد شرعية في نسق شعاراته الكبرى التي يتبين بالممارسة الفعلية نقيضها الفظ على طول العقود والسنين. ولا تشذ قضية الشعب الفلسطيني عن هذا السياق لهذه الأنظمة بل بمثابة المركز فيه وفي مقدمتها النظام الأسدي يتوحد بها إعلاما وخطابا ظاهريا حد التطرف ويعمل في الواقع والممارسة تدميرا وتفتيتا وتقسيما بين أطرافها ويصل لاحقا إلى الإبادة المسلحة المباشرة كما حصل في مخيم (تل الزعتر) في لبنان وما بعده الكثير الكثير.

هذا المخيم الواقع بين أحياء مسيحية في بيروت يسيطر عليها حزب الكتائب اللبنانية المنادي بترحيل الفلسطينيين من لبنان آنذاك ولم يستطع كسر إرادة مقاتلي المخيم حتى دخل الجيش الأسدي وظل أياما وأسابيع عديدة يقصف المخيم بأعتى الأسلحة والراجمات وأحدثها بحيث ارتكب إبادة كاملة الأوصاف والفظاعات. كتاب الزميل والصديق د. محمد العلي من فسطينيي لبنان بعنوان (تل الزعتر) الذي بذل فيه جهداً بحثيا واستقصائياً مضنيا عبر الوثائق وشهود العيان، يعطي صورة وافية عن تلك المجزرة. وما أعقبها حين انسحبت منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها بعد الغزو الصهيوني الشامل برا وبحرا وجوا الذي أطبق على لبنان من كل الجهات. دافع الفلسطينيون وحلفاؤهم في الحركة الوطنية اللبنانية بقيادة كمال جنبلاط ورموز الحركة ببسالة نادرة في حين أن جيش النظام لم يطلق رصاصة على ما يبدو ضمن اتفاق مسبق كالعادة مع دولة العدو رغم أن العدو حطم كل قواعده في البقاع!؟… تلك المعركة المفصلية التي وجه فيها العقيد القذافي نداء إلى كل الفلسطينيين بلبنان بأن يقاتلوا حتى آخر فرد منهم، أي انتحار جماعي هو الأكثر فداحة في التاريخ المعاصر يتبعه منطقيا انتحار لبناني حتى آخر فرد بالضرورة.

وبعد انسحاب الفلسطينيين حفاظاً على البلد الذي استضافهم من التدمير شرعت قوات النظام الساقط مع حلفائها في تدمير قواعد المنظمات وتوسيع المجازر الجماعية في المخيمات من بيروت حتى طرابلس وهذه وقائع مشهودة.

وذات فترة تسلل أربعة فدائيين عبر الجبهة السورية المتاخمة لإسرائيل وهي بمسافة أكثر طولا من كل جهات دول الطوق، كانت أعين العَسس الأسدي وكاميراته بالغة اليقظة فقُبض على الشبان وشُنقوا وعُلّقوا أياما في (ساحة المرجة) وسط دمشق عبرة لمن لا يعتبر. ولا تسل عن المؤامرات التي خاضها النظام لتفتيت عناصر الثورة الفلسطينية وزرع الفرقة والشقاق… وذات يوم إبان الغزو الصهيوني إياه كنتُ مع الصديق الناقد والمترجم الفلسطيني يوسف سامي اليوسف في مخيم اليرموك، حين دخل أخوه (أبو النور) وكان قائدا لفصيل في منظمة (فتح) كبرى المنظمات الفلسطينية عددا وعدّة، حين أخبرنا أن المخابرات السورية على الحدود لا هم لها إلا إهانة الفلسطينيين الذاهبين إلى قتال العدو بالكلام المهين الذي يصل حد الضرب وقصص أخرى منها حين يؤتى بالشهداء من لبنان لدفنهم بالمخيم يفرض الأمن طوقا على المشيعين والجنازات.

كان حافظ الأسد وفق ما يروى يقول لمقربيه من الرؤساء والحكام، إذا أردتم أن تحكموا فاتركوا قضية فلسطين على لسانكم دائما. طبعا لتعطي شرعية لمن لا شرعية له في الحكم والقيادة والتاريخ…

وهكذا مضت هذه الأنظمة في علاقتها بالقضية الفلسطينية وفي مقدمتها النظام الأسدي وذلك التبجح والتخوين الذي ينثرونه بسخاء على المختلفين معهم حين وراء الأكمة ما وراءها.

والاستخلاص الذي ليس بحاجة إلى جهد أن الأسد إثر تربّعه على سدة السلطة الكلية كأنما جاء مبرما صفقة مع قوى النفوذ العالمي والصهيوني حول تدمير القضية الفلسطينية ولبنان لاحقا عبر احتلاله وإذلاله، كل هذا معطوفاً على السحق والذبح الأساس للسوريين بشرًا تاريخًا حياةً وطبيعةً حيث جف نهر بردى والأنهار الأخرى والمنابع وتصحّرت الأرض السورية بعد محاولة تصحير النفوس والإرادات التي ظلت على وتر الحياة والحلم رغم التصفيات والأهوال.

أي كارثة سيرويها التاريخ حلّت بسوريا والمنطقة؟ بحيث صارت شعوب في المنطقة العربية تفاضل بين هذه الأنظمة كاستعمار واحتلال داخلي أكثر فتكا واستئصالا لإنسانية الإنسان من الخارجي الموصوف. يالمفارقات التاريخ وسخريته ومكره. وما دمنا في القضية الفلسطينية فلا أحد يتفوق على نظام الأسد وأشباهه العرب إلا نظام الوليّ الفقيه بإيران الذي صارت القضية الفلسطينية الأولى بالنسبة له ومصدر حيويةٍ واندفاعٍ في (تفتيت المُفَتَّت) وتمزيق المُمزَّق، خالقا ميليشياته وأنيابه التي حلَّت محل بعض الدول في بلدانها. لقد تفوق الولائيون على أشباههم العرب بشكل ساحق في تحويل قضية الشعب الفلسطيني المحقة أيما استحقاقٍ إلى بازار واستثمار خاص.

إنهم ملوك السجاد العجمي في نسيجه المتقن لهَذَر الشعارات و الخطاب.

لكن كل ذلك على ما يبدو في طريقه إلى الزوال بإذن الله.

المدن

————————–

 هروب الأسد في الفسبكات…سجن غزة أكبر من مسلخ صيدنايا(6)

المدن – ثقافة

الجمعة 2024/12/13

أحمد قعبور

سجن غزة أكبر من مسلخ صيدنايا

الاحتلال والاستبداد ينامان في سرير واحد.

مروان أبي سمرا

لم تكن دمشق عاصمة سوريا الأسد، بل صيدنايا.

جوزف عيساوي

سمعت يوماً من صديق سوري روايةً لا اعرف مدى انتشارها او صحّتها، لكنها ليست غريبة عن القسوة والبرودة في شخصيّة الرئيس حافظ الأسد والنهج الاستبداديّ الذي ادار به سوريا، وطبعاً لبنان ثلاثين عاماً. تقول الحكاية انه بعد سجنه رفيقه صلاح جديد، بقيت ابنة الأخير تزور صديقتها ابنة الأسد، وكلتاهما في سنّ الطفولة، في منزل الأخير. بعد بضع سنوات قالت زوجة السجين لابنتها: قلتِ ماما ان الرئيس الأسد يتناول الطعام معكم احياناً، اطلبي منه العفو عن بابا وقولي له اننا اشتقنا اليه كثيراً. استجمعت الصغيرة شجاعتها ذات مساء الى مائدة الطعام ونطقت جملة والدتها. لم يجب الأسد بكلمة بل راح بصمت ارعب الفتاة يطرق بالشوكة والسكّين على صحنه. ثم امرَ زوجته بعدم احضار الفتاة ثانيةً الى البيت. (صلاح جديد اعتقل خلال “الحركة التصحيحيّة” العام 1970 و”قبعَ” 23 سنة في “المزّة” حيث توفّي العام 1993).

زياد عبد الصمد

بعد سقوط نظام بشار الأسد وتكشّف الجرائم المروعة التي ارتكبها ضد شعبه، خصوصًا الإعدامات الجماعية والتعذيب الوحشي في سجن صيدنايا، تتزايد الدعوات الدولية لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. هذا السجن، الذي أُطلق عليه “المسلخ البشري”، أصبح رمزًا للقمع المنهجي. حيث تعرض الآلاف من المعتقلين للتجويع والإذلال والتعذيب، في انتهاكات وثّقتها منظمات حقوقية كبرى مثل العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش.

تتجاوز هذه الدعوات محاسبة النظام السوري، لتشمل أيضًا الجرائم المستمرة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني. ففي الحملات العسكرية الأخيرة على غزة والضفة الغربية، تصاعدت الاتهامات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع في حكومته، إلى جانب عدد من المسؤولين الإسرائيليين، بارتكاب انتهاكات قد ترقى إلى جرائم حرب. من بين هذه الجرائم، القصف العشوائي الذي استهدف المدنيين والمرافق الحيوية، والتهجير القسري، إضافة إلى الحصار المفروض على غزة منذ سنوات.

المنظمات الدولية دانت هذه الانتهاكات، واعتبرتها انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني. مؤخرًا، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الدفاع، مما يمثل خطوة مهمة نحو إنهاء سياسة الإفلات من العقاب، خاصة أن الأغلبية الساحقة من دول العالم قد تلتزم بتنفيذ هذه المذكرات.

تحقيق العدالة يتطلب محاكمة جميع المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، سواء في سوريا أو فلسطين. هذا الإجراء يمثل حجر الزاوية لإنهاء الانتهاكات وضمان السلام القائم على العدالة وحقوق الإنسان في المنطقة بأسرها.

جاكلين سلام

في زمن الأسد، كان عندي في بيتنا سهرة حلوة وعدد كبير من الأصدقاء والصديقات والاهل، واكل وشرب وكاس وطاس وعود وغناء… واتفقنا على ان السهرة القادمة ستكون في ضيافة (صديق من الحاضرين). في اليوم التالي، وصلنا خبر ان صديقنا اخذته المخابرات السورية، وثم صار في سجن صيدنايا. وبعد مدة من الزمن خرج منها.

ولم تكن المرة الاولى لدخوله السجن السوري. التهمة: علماني إنساني مدني مع الحقوق والمواطنة والعمال والمرأة والحرية لكل السوريين.

اعتقد انه الان من السعداء بزوال هذا النظام .

سلام ووردة لقلبك واسرتك يا صديقي.

حسام أبو حامد

اعترف أني كنت أكثر جرأة بالكتابة الصحافية وأنا في سوريا، لعلمي أني سأتحمّل شخصياً عواقب فعلي، قبل أن اضطر للخروج في العام 2021 بسبب مضايقات وتهديدات أمنية. لكن  جرأتي وكثافة انتاجي تراجعتا في الخارج حين خشيت أن يتحمل بعض أولادي الباقين في سوريا تبعات أي مقال أو محتوى آخر. حتى أني اضطررت في بعضها أن أغفل اسمي أو أن اكتب باسم مستعار. لا ألوم من صمتوا في سوريا تحت سلطة النظام، تفقد الشجاعة حين يتعلق التهديد بمن هم حولك.

وبصراحة النظام كان مخيفاً، وما تكشف ربما غيض من فيض. هناك أصدقاء وزملاء فرسان، استمروا ينتقدون النظام وهم تحت شبح التهديد الأمني حتى سقوطه. خصوصا في صفحات “العربي الجديد”. على سبيل المثال لا الحصر: عمار ديوب ورانيا المصطفى وعلي العبد الله.  تحية لهم ولآخرين.

المدن

————————–

سفن حربية تغادر طرطوس وطموحات موسكو تذهب مع الريح

ما مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا؟

 بي. بي. سي.

13 كانون الأول 2024

أظهرت صور الأقمار الصناعية التي اطلعت عليها بي بي سي أن سفناً حربية روسية غادرت مؤقتاً الميناء الرئيسي المخصص لها في سوريا، وسط استمرار حالة انعدام اليقين بشأن مستقبل الوجود العسكري الروسي في المنطقة بعد سقوط نظام حليف موسكو بشار الأسد.

وأظهرت صور التقطتها شركة خدمات الأقمار الصناعية ماكسار في العاشر من ديسمبر/كانون الأول أن بعض السفن الروسية غادرت قاعدة طرطوس البحرية الأحد الماضي، وهي الآن راسية قبالة السواحل في البحر الأبيض المتوسط.

في غضون ذلك، تظهر صور أخرى التقطت في نفس اليوم استمرار النشاط في القاعدة الجوية الرئيسية لروسيا في سوريا، حميميم، إذ كانت الطائرات النفاثة مرئية بوضوح على المدرج.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الاثنين الماضي، إن موسكو ستدخل في محادثات مع السلطات الجديدة بشأن مستقبل الوجود العسكري الروسي في المنطقة، مضيفاً في تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام روسية: “نبذل الآن كل ما في وسعنا للتواصل مع المعنيين بضمان الأمن، وبالطبع يتخذ جيشنا كل التدابير اللازمة”.

وحذر بيسكوف في وقت سابق من أنه “من المبكر” التكهن بمستقبل القواعد العسكرية التابعة لبلاده في سوريا.

وتابع: “بالتأكيد لم نقطع الاتصالات مع أولئك الذين يسيطرون على الوضع في سوريا في الوقت الراهن، وهذا ضروري لأن لدينا قواعد عسكرية ومكتب تمثيل دبلوماسي (سفارة) هناك، وبالتأكيد نولي ضمان سلامة وأمن منشآتنا في سوريا القدر الأكبر من الاهتمام”.

وتضم قاعدة طرطوس البحرية قطعاً من أسطول البحر الأسود، وهي المركز الوحيد للإصلاح والتجديد لروسيا في البحر الأبيض المتوسط.

وأنشأ الاتحاد السوفييتي هذه القاعدة في سبعينيات القرن العشرين، ثم قامت روسيا بتوسيعها وتحديثها في 2012 عندما بدأ الكرملين في زيادة دعمه لنظام الرئيس العزول بشار الأسد.

وتساعد هذه القاعدة السفن الروسية على البقاء في البحر الأبيض المتوسط دون الحاجة إلى العودة إلى الموانئ في البحر الأسود عبر المضايق التركية، كما أنها ميناء عميق المياه، مما يشير إلى أنه صالح لوجود غواصات من الأسطول النووي الروسي أيضاً، وفقًا للمعهد البحري الأمريكي.

وتظهر صور الأقمار الصناعية الجديدة أن موسكو أخرجت سفنها مؤقتاً على الأقل من الميناء، إذ رست اثنتان من فرقاطات الصواريخ الموجهة على بعد حوالي 13 كيلومتراً من الساحل السوري، بينما لا يزال مكان بقية قطع الأسطول الروسي التي كانت موجودة في المنطقة غير معلوم مقارنة بما تظهره

ومن غير الواضح أيضاً ما إذا كانت مغادرة تلك القطع البحرية انسحاباً دائماً من ميناء طرطوس أو مجرد وضع مؤقت، ففي الأسابيع القليلة الماضية، أظهرت صور الأقمار الصناعية عدة مرات سفناً حربية تتحرك من وإلى الميناء.

وأشار مايك بلونكيت، محلل المخابرات والدفاع والمصادر المفتوحة في منظمة جينز، إلى أن التحركات الروسية قد تكون “لضمان عدم تعرض السفن للهجوم”.

وقال بلونكيت إنه “من غير المعلوم ما إذا كانوا قلقين بشأن هجوم محتمل من قبل قوات المعارضة السورية أو بشأن الأضرار الجانبية التي قد تنتح عن أي ضربة إسرائيلية على أهداف سورية في طرطوس”.

وقال فريدريك فان لوكيرن، قائد سابق في البحرية البلجيكية ومحلل، لخدمة التحقق في بي بي سي، إنه يبدو أن السفن الروسية أصبحت الآن في وضع انتظار بينما تدرس موسكو خطوتها التالية.

وأضاف فان لوكيرن: “يحيط الغموض بتحركاتهم في الوقت الراهن، لأنهم لا يعرفون على وجه التحديد ما الذي سيحدث”.

وأكد أنه “من الواضح في ضوء تحركاتهم في المنطقة، أن روسيا ليست مستعدة لسحب جميع سفنها الحربية حتى الآن، وهو ما قد يُعد مؤشراً على أنهم يتفاوضون مع شركاء إقليميين لمعرفة أين يمكنهم إعادة نشر هذه السفن”.

ورجح محللون أنه إذا اضطرت روسيا إلى إغلاق القاعدة البحرية في طرطوس، قد تعيد نشر قطعها البحرية في طبرق في ليبيا، وهي المنطقة الخاضعة لسيطرة خليفة حفتر المدعوم من الكرملين والتي تستضيف بالفعل بعض القواعد الجوية الروسية”.

ولكن الانسحاب من طرطوس سيكون مكلفاً للغاية، وأشار فان لوكيرن إلى أن هذه الخطوة من شأنها أيضاً أن تقرب السفن الروسية من قواعد حلف شمال الأطلسي، مما يجعل تعقبها أسهل، ورجح أيضاً أنه لا يوجد في الوقت الحالي ما يشير إلى أن روسيا تحرك قطعها البحرية لإزالة المعدات من طرطوس.

في نفس الوقت، كانت قاعدة حميميم الجوية منذ عام 2015 جزءاً رئيسياً من العمليات الروسية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا، فقد استُخدمت لشن غارات جوية مدمرة على مدن في مختلف أنحاء سوريا دعماً لنظام الأسد، كما استُخدمت أيضًا لنقل المتعاقدين العسكريين إلى أفريقيا.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي راجعتها بي بي سي طائرتين كبيرتين على الأقل – حددتهما منظمة جينز على أنهما طائرتا نقل من طراز IL-76 – لا تزالان على مدرج المطار في القاعدة في العاشر من ديسمبر/كانون الأول، كما تظهر طائرات هليكوبتر في القاعدة.

ويشير تحليل جينز أيضاً إلى أن أنظمة الدفاع الجوي المنتشرة في الموقع لا يزال من الممكن رؤيتها في الزاوية الشمالية الغربية من الصورة.

وقالت دارا ماسيكوت، المحللة في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، عبر موقع التواصل الاجتماعي “إكس” الأحد الماضي، إن إخلاء القاعدة الجوية سوف يتضمن إقامة جسر جوي ضخم، ويتطلب ذلك عدداً من الطائرات أكبر بكثير من تلك التي ظهرت في صور الأقمار الصناعية، مما يشير إلى أن موسكو لا تخطط لإخلاء القاعدة في الوقت الراهن.

وأضافت في تغريدتها أنه “عندما انتشرت القوات الروسية في سوريا عام 2015، نفذت حوالي 300 طلعة جوية في أسبوعين، وكان ذلك قبل توسيع القاعدة”.

وأشارت إلى أن “التغيير الذي يستهدف الإخلاء واسع النطاق سيكون واضحا”.

ورغم حالة الترقب التي يُرجح أن القوات الروسية تعيشها، يمثل سقوط نظام الأسد ضربة قوية لطموحات الكرملين في المنطقة، وخلال زيارة لقاعدة حميميم الجوية عام 2017، أوضح الرئيس فلاديمير بوتن أنه يعتزم أن يكون وجود موسكو مشروعاً طويل الأجل.

وفي تعليقه على الوضع، حذر المدون العسكري المؤيد للكرملين ريبار على تطبيق تلغرام من أن مناورات استعراض القوة الروسية في المنطقة معرضة لخطر شديد، مرجحاً أن “الوجود العسكري الروسي في منطقة الشرق الأوسط معلق بخيط رفيع”.

ايلاف

————————–

شار الأسد «اللاجئ» يستعد لحياة مرفهة لا تشمل حضور حفلات الكرملين

مصادر تحدّثت عن صراع وقع بين جنود موالين لروسيا وآخرين لإيران بعد سقوط حلب

موسكو: رائد جبر

13 ديسمبر 2024 م

«تنحّى طوعاً»، كما تقول رواية روسية. وجّه أوامر قبل مغادرته بـ«نقل سلمي للسلطات»، ثم اتّجه إلى المطار مصطحباً معه عدداً كبيراً من أفراد عائلته، و«جيشاً» صغيراً من الحراس والخدم. ركب الطائرة، وغادر وطنه للمرة الأخيرة كما يبدو، إلى منفاه الأول موسكو.

لا يتحدث الروس كثيراً على المستوى الرسمي -حتى الآن على الأقل- حول الملابسات الدقيقة للحظات بشار الأسد الأخيرة في قصره، لكن الرواية الرسمية، ومعها كل تعليقات وسائل الإعلام المقربة من الكرملين، تصر على فكرة أنه «قدّم استقالته»، وتتجاهل تهمة «الهروب» في جنح الظلام على متن طائرة روسية كانت قد استعدت منذ وقت لحمله إلى خارج البلاد.

أهمية الفارق بين الحالتين، على المستوى القانوني، كبيرة، «استقال» و«سلّم السلطات طوعاً»، فهو إذن لن يكون مسموحاً له بأن يمارس أي نشاط سياسي في المستقبل، ولا أن يستخدم وجوده في روسيا أو في أي ملجأ آخر لشنّ عملية مضادة ضد «الانقلابيين» في بلاده.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري بشار الأسد في سوتشي 20 نوفمبر 2017 (أ.ف.ب)

أيضاً، هناك فارق كبير في الصفة المؤقتة التي منحت له، فهو «لاجئ سياسي»، وفقاً لتقييم جهات حقوقية، واستناداً إلى تأكيدات دبلوماسيين تحدثت معهم «الشرق الأوسط»، لكنه وفق بيان أصدرته الخارجية الروسية، «مُنح حق اللجوء لأسباب إنسانية». هذا الإعلان، كما يبدو، أخذ في الاعتبار أن زوجته أسماء الأسد تخضع لجولات علاج طويل ومعقد في العاصمة الروسية.

هناك فارق مهم هنا؛ لأن موسكو لم تكن على مدى السنوات التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي قد منحت لجوءاً سياسياً إلا في حالات نادرة للغاية.

    العثور على سيـارات فارهة داخل قصر بشار الأسـد في دمشق#الشرقية_نيوز pic.twitter.com/zLyM5KJ4Gh

    — AlSharqiya TV – قناة الشرقية (@alsharqiyatv) December 8, 2024

رسمياً، لم يتم بعد تحديد وضع الرئيس السوري المخلوع، لكنه قد يصبح أول صاحب حق باللجوء السياسي في روسيا منذ عام 1992، كما تُشير صحيفة «كوميرسانت». هذه الصفة تعطيه المجال لحياة طويلة في روسيا، رغم حديث بعض المصادر عن أن وجوده «مؤقت».

على مدى السنوات الـ32 الماضية، لم يحصل عليها سوى الرئيس الأول لأذربيجان، أياز مطلبوف، والمواطن الكوري الشمالي كيم ميونغ سيو، الذي كان طالباً في جامعة موسكو.

في معظم الحالات، يُمنح الأجانب الفارون إلى روسيا، حق «اللجوء المؤقت»، كما حدث مع الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، والموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية، إدوارد سنودن.

للمقارنة، كما أوضح أناتولي كوتشيرينا، محامي سنودن، فإن اللجوء السياسي يُمنح بقرار مباشر من الرئيس الروسي، في حين اللجوء الإنساني المؤقت تقرره خدمة الهجرة التابعة لوزارة الداخلية، وهو يعطي حقوقاً أقل، ويتطلب التجديد كل عام.

وفي حال منح الأسد اللجوء المؤقت، سيكون بإمكانه الحصول على بوليصة طبية وبطاقة مصرفية، وله الحق في الإقامة والعمل في روسيا وفقاً للقوانين المحلية. ويقوم حاملو هذه الصفة عادة، بإيداع جوازات سفرهم الوطنية لدى دائرة الهجرة، ويحصلون في المقابل على شهادة اللجوء المؤقت.

لكن الرئيس السوري الفار، لن يحتاج إلى كل تلك التعقيدات، إذ يكفي منحه سنداً قانونياً للإقامة فقط، وستكون أمامه حياة طويلة مرفهة وباذخة في مدينة الثلوج. وقد يقرر في الربيع والصيف، أن يقضي عطلات في منزل فاخر تقول تقارير إنه يمتلكه في منتجع سوتشي على البحر الأسود.

أسماء الأسد مع ابنها حافظ بعد مناقشة أطروحته للدكتوراه في جامعة موسكو نهاية نوفمبر (منصة لايف جورنال الإلكترونية الروسية)

ما بات معلوماً حتى الآن، أن الرئيس المخلوع يقيم حاليّاً مع زوجته وأبنائه حافظ وكريم وزين في شقة فاخرة وسط العاصمة الروسية.

ناقش حافظ، البالغ من العمر 21 عاماً، أطروحته للدكتوراه في جامعة موسكو الحكومية، نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وحضرت أسماء الأسد حفل تسليم شهادة ابنها بدعوة خاصة من رئيس الجامعة، فيكتور سادوفنيتشي. ولم تكن العائلة تتوقع أنها قد لا تعود إلى دمشق مطلقاً بعد هذه المناسبة.

وكانت معطيات قد رددتها وسائل إعلام أجنبية في حينها، أن الأسد موجود في موسكو، وقد أقام مع عائلته في فندق فور سيزونز الشهير. وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن الزيارة «خاصة» وليست سياسية.

المهم أنه مع تطور الأحداث ترك عائلته في العاصمة الروسية، وعاد سريعاً إلى دمشق، لكن بعد أيام قليلة غادر بلاده ليلاً، للمرة الأخيرة مع رهط من المرافقين.

موسكو سيتي وهو حي ضخم فيه مساكن فاخرة ومقرات شركات لدى عائلة الأسد ويعتقد أنهم يسكنون هنا

حياة مرفهة تنتظره

لا يحتاج الأسد للإقامة طويلاً في فندق، فهو يمتلك مع بعض أقاربه «رزمة» من الشقق الفارهة في أرقى مناطق موسكو. ووفقاً لتقارير كانت نشرتها في السابق وسائل إعلام غربية وروسية ومنظمة «غلوبال ويتنس» غير الحكومية لمكافحة الفساد، فإن أقارب الأسد من جهة الأم (آل مخلوف)، أصبحوا على مدار 6 سنوات يمتلكون 19 شقة في تجمع موسكو سيتي الفاخر، تبلغ قيمتها الإجمالية نحو 40 مليون دولار.

ووفق معطيات، تعود غالبية الممتلكات لأبناء عمومة الأسد (حافظ وإياد وإيهاب مخلوف، والأخت كندة مخلوف، ورزان عثمان، زوجة ابن عم آخر للرئيس السوري، ورجل الأعمال رامي مخلوف).

وتزعم منصات إعلامية روسية، أن أقارب الأسد لم يشتروا عقارات في موسكو، بل حصلوا عليها بصفتها جزءاً من الربح، مقابل استثمارات ضخمة في بناء برج نيفا للسكن والأعمال.

المعطى الجديد هنا، أن الأسد يُقيم في بعض هذه الشقق، ويسكن في بعضها أيضاً جيش من الخدم والمترجمين والسائقين وحراس الأمن الذين انتقلوا أيضاً إلى روسيا.

لكن الأسد، كما يبدو، لم ينقل معه الخدم والحراس فقط، إذ تحدثت تقارير عن نقل ما يقارب 135 مليار دولار. ويبدو الرقم مبالغاً به بشكل كبير، لكن هذا ما أكدته وسائل إعلام نقلاً عن خالد باي، ضابط المخابرات السابق، الذي يقال إنه كان مقرباً من الأسد. ونشرت هذه التفاصيل صحيفة «غازيتسي» التركية، ونقلتها عنها وسائل إعلام أوكرانية ناطقة بالروسية.

نقل الأموال

ووفق باي، فقد جرى تهريب الأموال على مراحل، لكن ضابط المخابرات لم يكشف عن تفاصيل تتعلق بآليات تحويل هذا المبلغ الكبير.

وفي الوقت نفسه، تحدث باي عن صراع وقع بين الجنود الموالين لروسيا والموالين لإيران في جيش الأسد، في الأيام الأخيرة الحاسمة، خصوصاً بعد سقوط مدينة حلب.

ووفقاً له، فقد وقعت المواجهة الأولى بين قائد حلب اللواء محمد الصفادلي واللواء سهيل حسن الموالي لروسيا، وبعد ذلك توقف تبادل المعلومات بين المخابرات العسكرية والجيش. وقال باي: «إن الهزيمة بدأت يوم سقوط حلب».

ومهما كانت درجة صحة معلومات هذا الضابط حول المبالغ المالية التي اصطحبها الأسد إلى منفاه، لكن المعلومات التي تقدرها جهات غربية بينها وزارة الخارجية الأميركية تشير إلى أن صافي ثروة عائلة الأسد يتراوح بين مليار إلى ملياري دولار، ولكن من الصعب حسابها بشكل أكثر دقة، لأن الأصول «موزعة ومخفية في عدد من الحسابات والمحافظ العقارية والشركات الخارجية».

شيخوخة مريحة

الأكيد حالياً، أن موسكو لن تسلم الرئيس السوري السابق بشار الأسد لأي طرف، حتى لو طالبت محكمة الجنايات الدولية بالتحقيق معه، وكما قال الباحث الروسي يوري ليامين: «هناك شيخوخة مشرفة تنتظره في روسيا». مشيراً إلى أن الرئيس الأوكراني السابق، فيكتور يانوكوفيتش والموظف السابق في وكالة المخابرات المركزية إدوارد سنودن «يعيشان في روسيا منذ سنوات كثيرة، برخاء، ولم تتواصل معهما أي سلطات قضائية أجنبية».

ويضيف المستشرق كيريل سيمينوف، أن وضع الأسد لم يتغير منذ سنوات، فهو عملياً كان ملاحقاً لجهات جنائية دولية، لكنه تحرّك بحرية في بلدان عدة. ووجوده في روسيا لن يُشكل عنصراً ضاغطاً عليه، باستثناء أن عليه أن ينسى أي أفكار تتعلق بالثأر، أو محاولة تأسيس حكومة في المنفى تحارب الانقلابيين، فهذا لن يحدث مطلقاً.

وأضاف: «لذلك سيحظى الأسد بحياة هادئة ومريحة في روسيا. علاوة على ذلك، وعلى حد علمنا، فهو ملياردير بالدولار، ولا يستطيع إلى حد ما أن يفعل معه أي شيء على الإطلاق». مع الإقرار بأن الأسد بطبيعة الحال «لن يظهر كثيراً في وسائل الإعلام، ولن يشارك في أي أنشطة عامة».

في هذا الصدد، وافق معلقون روس على ما نشر في وسائل إعلام غربية: «لن تكون هناك دعوات لوجبات عشاء فاخرة في الكرملين، لكن بشار الأسد ربما لن يفتقد للرفاهية، وسوف يواصل احتساء الشمبانيا وتناول الكافيار في حياته الفارهة الجديدة في المنفى».

———————————-

أكراد سوريا يبدون انفتاحاً تجاه السلطة السورية الجديدة رغم مخاوفهم

13 ديسمبر 2024 م

منذ إعلان الفصائل المعارضة إسقاط حكم الرئيس بشار الأسد، يبدي أكراد سوريا انفتاحاً متزايداً إزاء السلطة السياسية الجديدة في دمشق، رغم مخاوفهم من أن يفقدهم التغيير المتسارع، وفق محللين، مكتسبات حققوها خلال سنوات النزاع.

في بادرة حسن نية، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية، الخميس، قرارها رفع علم الاستقلال السوري، الذي رفعه السوريون منذ خروجهم في مظاهرات سلمية مناهضة لدمشق عام 2011، على جميع مقراتها ومؤسساتها، معتبرة أنه «يحق للسوريين الاحتفاء بانتصار إرادتهم في إسقاط هذا النظام الجائر».

وجاء قرار الإدارة الذاتية بعد تأكيد مظلوم عبدي، قائد «قوات سوريا الديمقراطية»، جناحها العسكري، أن «التغيير فرصة لبناء سوريا جديدة… تضمن حقوق جميع السوريين».

بعدما عانوا خلال حكم عائلة الأسد من تهميش وقمع طوال عقود، حُرموا خلالها من التحدث بلغتهم وإحياء أعيادهم، وتم سحب الجنسية من عدد كبير منهم، بنى الأكراد خلال سنوات النزاع إدارة ذاتية في شمال شرقي سوريا ومؤسسات تربوية واجتماعية وعسكرية، بعدما شكّلوا رأس حربة في قتال «تنظيم داعش».

ويخشى الأكراد اليوم، أكثر من أي وقت مضى، من خسارة مكتسباتهم.

ويقول الخبير في الشأن الكردي، موتلو جيفير أوغلو، لوكالة «فرانس برس»، إن مصير السلطات الكردية في سوريا «ما زال غير مؤكد»، على وقع «ديناميات تتغير بسرعة في الميدان».

ويواجه الأكراد كذلك «ضغطاً متزايداً من الحكومة التركية والفصائل العاملة بإمرتها»، التي شنّت في الأيام الأخيرة هجمات دامية على منطقتين ذواتي غالبية عربية في شمال سوريا، كانتا تحت سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» التي أخلت مقاتليها منهما تباعاً.

ولطالما أثار وجود قوات يقودها الأكراد في مناطق يشكل المكون العربي فيها أكثرية، حساسية. وقد سعت «قوات سوريا الديمقراطية» إلى التخفيف منها عبر تشكيل مجالس عسكرية تضم مقاتلين محليين بغالبيتها.

وشنّت الفصائل الموالية لأنقرة هذا الأسبوع هجوماً ضد مجلس منبج العسكري، التابع لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، أسفر عن مقتل نحو 220 عنصراً من الطرفين. وأعلن عبدي، الأربعاء، التوصل إلى هدنة برعاية أميركية. وقال في بيان: «هدفنا هو وقف إطلاق النار في كامل الأراضي السورية والدخول في عملية سياسية من أجل مستقبل البلاد».

لكن في الشارع، يبدي سوريون أكراد مخاوفهم، مع قيادة «هيئة تحرير الشام» («جبهة النصرة» قبل فكّ ارتباطها بـ«تنظيم القاعدة») السلطة الجديدة في دمشق.

في مدينة القامشلي، يقول علي درويش، البالغ 58 عاماً، لوكالة «فرانس برس»، باللغة الكردية: «سلبيات الفصائل الموجودة في دمشق كثيرة، فهم لا يعترفون بالأكراد، والآن يريدون تبييض صفحاتهم أمام المجتمع الدولي».

ويضيف: «لكن لدينا الأمل أن نحافظ على مناطقنا… وأن تبقى آمنة، وأن تكون هناك حلول مستقبلية إيجابية».

وتوجّه السلطة الجديدة رسائل طمأنة إلى الأقليات في سوريا، التي كان بشار الأسد قدّم نفسه حامياً لها خلال سنوات النزاع بمواجهة هجمات مجموعة متطرفة ومتشددة، كان أبرزها «تنظيم الدولة الإسلامية».

وخاضت «قوات سوريا الديمقراطية» بدعم من التحالف الدولي، بقيادة واشنطن، معارك ضارية ضد «داعش» في شمال سوريا وشرقها. وتمكنت من إسقاط خلافته ودحره من آخر مناطق سيطرته عام 2019.

وأكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، خلال زيارته لتركيا، أنّه «من الضروري» العمل ضدّ «داعش» في سوريا بعد سقوط بشار الأسد، بعدما شدّد الخميس على أن دور مقاتلي «قوات سوريا الديمقراطية» «حيوي» لمنع عودة هذا التنظيم.

وتبذل تركيا – وفق محللين – كل ما بوسعها لجعل الأكراد في موقع ضعيف في سوريا، على ضوء الأحداث الأخيرة.

ويقول جيفير أوغلو: «يواجه الأكراد السوريون تحديات كبرى، أبرزها الأعمال العدائية التركية المستمرة تجاههم».

ومنذ عام 2016، نفّذت تركيا عدة عمليات عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا وتمكنت من السيطرة على شريط حدودي واسع.

وتعدّ أنقرة الوحدات الكردية امتداداً لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه منظمة «إرهابية» ويخوض تمرداً على أراضيها منذ عقود.

كما صرّح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بعد محادثات مع بلينكن، الجمعة، أن «أولوياتنا تقضي بضمان استقرار سوريا في أسرع وقت ممكن، ومنع انتشار الإرهاب، ومنع (داعش) و(حزب العمال الكردستاني) من السيطرة»،

ويرى جيفير أوغلو أن «كل الهجمات والتهديدات التركية ضد الأكراد هي محاولة مباشرة أو غير مباشرة لتقويض الإدارة الذاتية الكردية وتوسيع السيطرة التركية في شمال سوريا».

وقد تصطدم مساعي أنقرة بمعارضة حلفائها الغربيين إذا ما عزمت على القضاء على الإدارة الذاتية الكردية وتجريد الأكراد من مكتسباتهم.

ومع تفاؤله بالإطاحة بالأسد، يقول خورشيد أبو رشو (68 عاماً) لوكالة «فرانس برس» في القامشلي: «نتمنى بناء دولة ديمقراطية، تكون فيها حقوق الأفراد والأديان كلها مصانة»، متابعاً: «نريد دولة فيدرالية، وليست ديكتاتورية».

ويضيف: «في جسدي ندبات من الحرب في هذه البلاد، ولن أقبل إلا بدولة ديمقراطية».

————————-

 من الدعم إلى الإدانة.. فنانون سوريون يغيرون مواقفهم بعد هروب الأسد

الحرة الليلة

13 ديسمبر 2024

بشار الأسد حكم سوريا لمدة 24 سنة

بشار الأسد حكم سوريا لمدة 24 سنة

ما أن سيطر مسلحو الفصائل المعارضة على العاصمة دمشق وهرب الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد إلى روسيا، حتى تحولت مواقف فنانين، لطالما عرفوا بدعمهم للنظام أو التزامهم الصمت تجاه جرائمه.

هذا التغير في المواقف، يرى البعض بأنه محاولة منهم للخروج من موقف محرج وجدوا أنفسهم فيه، بعدما برروا جرائم نظام الرئيس الأسد، التي أصبحت الآن مكشوفة وظاهرة للعالم.

الفنان السوري عبد الحكيم قطيفان من إسطنبول قال لقناة “الحرة” إن السوريين عاشوا خلال 6 عقود داخل أسوار “مملكة الرعب والصمت” لكنه استطاع أن يعارض نظام الأسد رغم تلك المخاوف وسجنه لمدة 9 سنوات.

هذه الفترة الصعبة التي مرت بها سوريا قسمت الفنانين إلى مجموعات بعضها دعمت النظام وأخرى عارضته وثالثة التزمت الصمت. قطيفان أوضح أن البلد يمر الآن بمرحلة جديدة تمنى أن تبنى على أسس ديمقراطية وعادلة لكل المواطنين.

وقال قطيفان إنه لن يتصالح على الإطلاق مع الفنانيين الذين دعموا “الإرهاب والقمع والتشريد” الذي مارسه نظام بشار الأسد، وإنه لن يسامح الذين وقفوا ضد الشعب السوري واتهموا المعارضين بالخيانة والعمالة.

وعبر الفنان قطيفان أيضا عن مخاوفه من مستقبل البلد بعد سيطرة الفصائل المعارضة التي قال إنها “تحمل إيديولوجيات يعرفها الجميع”، داعيا تلك الفصائل أن تتحول إلى أحزاب سياسية فاعلة وتحل نشاطها المسلح.

بشار الأسد.. ملصقات في دمشق

مع سقوط نظام بشار الأسد، شهدت سوريا تحولا غير مسبوق في مواقف العديد من الشخصيات السياسية والفنية والرياضية التي كانت تدعمه أو تلتزم الصمت حيال الأوضاع.

سقط نظام الأسد في سوريا وسقطت معه آراء بعض مؤيديه خصوصا في الأوساط الفنية، فقد عبّر فنانون معارضون عن فرحتهم الغامرة وأعربوا عن فخرهم بالتغيير، في حين ظل آخرون في صمت أو خجل، محاولين التبرؤ من دعمهم السابق للنظام.

أبرز هؤلاء كان الفنان أيمن زيدان، الذي اعتذر بشكل صريح للشعب السوري، مشيراً إلى أنه كان أسيرا لثقافة الخوف.

سوزان نجم الدين، المؤيدة سابقا للأسد، تراجعت أيضا واحتفت بسقوطه، قائلة “سوريا للسوريين، سوريا بتجمعنا”.

سلاف فواخرجي المشهورة بمواقفها المؤيدة للنظام، حذفت صورة تجمعها مع الأسد من صحفتها الرسمية على الإنستغرام.

أما المخرجة السورية رشا شربتجي التي اجتمعت هي ومجموعة من الفنانين السوريين مع الأسد في مارس الماضي، علقت على سقوط النظام بأن سوريا بحاجة إلى ناس تحبها.

لكن رغم تغير المواقف، يرى كثيرون أن الهوة التي تعمقت على مدى نحو 14 عاما في الوسط الفني السوري، بين فناني المنفى وفناني الداخل، قد تكون صعبة الردم، وهو ما يجعل مستقبل عودة الدراما السورية لسابق عهدها، واجتماع فنانيها باختلاف مواقفهم السياسية موضع شك، على الأقل في المستقبل القريب.

————————————

تعرف على أقراص البنزوديازيبينات آخر ما تركه الأسد على مكتبه/ د. أسامة أبو الرُّب

تصميم خاص الدواء الأخير.. تعرف على أقراص البنزوديازيبينات آخر ما تركه الأسد على مكتبه الجزيرة – ميدجورني

12/12/2024

امتلأ مكتب بشار الأسد المهجور بشرائط من أقراص “البنزوديازيبينات” (Benzodiazepines) المضادة للقلق، مما يشير إلى استخدامه في أيامه الأخيرة قبل الهرب. فما هو هذا العقار؟

ووفق صحيفة وول ستريت جورنال، امتلأ مكتب الأسد بشرائط من أقراص “البنزوديازيبينات”، وتناثرت أوراق على أرضية المكتب. وأضافت أن كتابا عن تاريخ الجيش الروسي، وخريطة شمال شرق سوريا، وسيرة ذاتية لنفسه وجدت على المكتب أيضا.

من جانبها، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه كانت هناك طاولة في أحد المكاتب، عليها فنجان قهوة نصف منته، وعشرات أعقاب السجائر، وجهاز التحكم عن بعد، وهذا يستحضر صورة الأسد وهو يدخن بعصبية بينما يشاهد أخبار تقدم الفصائل المسلحة على التلفزيون.

وقد يشير ذلك إلى أن الأسد في آخر أيامه كان يتناول عقار البنزوديازيبين مع القهوة، مدخنا بشراهة.

ما هي البنزوديازيبينات؟

والبنزوديازيبينات هي أدوية تجعل الجهاز العصبي أقل نشاطا. إن انخفاض نشاط الجهاز العصبي يجعل هذه الأدوية مفيدة لمجموعة متنوعة من الأعراض والحالات، وفقا لكليفلاند كلينيك.

تصنف العديد من البلدان، كالولايات المتحدة، البنزوديازيبينات كمواد خاضعة للرقابة. وهذا يعني أن الشخص بحاجة إلى وصفة طبية للحصول عليها.

والبنزوديازيبينات خاضعة للرقابة لأنها يمكن أن يكون لها تأثيرات خطيرة، وخاصة عند إساءة استخدامها. كما يمكن أن تكون مسببة للإدمان. وبسبب هذه العوامل، يستخدم مقدمو الرعاية الصحية البنزوديازيبينات بحذر. إذا انخفض نشاط الجهاز العصبي إلى مستوى منخفض للغاية، فقد يكون له تأثيرات خطيرة أو حتى مميتة.

كيف تعمل البنزوديازيبينات؟

يستخدم الجهاز العصبي إشارات كيميائية وكهربائية لإرسال ونقل الرسائل في جميع أنحاء الجسم. يمكن للإشارات الكيميائية، المعروفة باسم النواقل العصبية، أن ترتبط بالخلايا ذات المستقبلات الصحيحة.

تعمل النواقل العصبية والمستقبلات بشكل مشابه جدا لمفاتيح السيارة. لا يمكن للنواقل العصبية (مفتاح السيارة) أن تتلاءم إلا مع المستقبل الصحيح. إذا تلاءم، يمكن للناقل العصبي تنشيط عملية داخل الخلية (تشغيل السيارة).

تخبر البنزوديازيبينات الدماغ بإطلاق ناقل عصبي، حمض جاما أمينوبوتيريك (GABA). هذا الناقل العصبي له وظيفة محددة: فهو يجعل الجهاز العصبي أقل نشاطا. يمكن أن يكون للنشاط البطيء التأثيرات التالية:

    فقدان الذاكرة، إذ تمنع البنزوديازيبينات مؤقتا تكوين ذكريات جديدة (المعروفة باسم فقدان الذاكرة التقدمي).

    مضادة للقلق.

    التنويم، وتجعلك تشعر بالنعاس.

    مهدئ: تساعد البنزوديازيبينات الجهاز العصبي على “الاستقرار” ولها تأثير مهدئ.

طرق أخرى لتصنيف البنزوديازيبينات

هناك طريقتان رئيسيتان يصنف بهما الخبراء البنزوديازيبينات:

    القوة: بعض البنزوديازيبينات أقوى من غيرها (على الرغم من أن القوة قد تختلف من شخص لآخر لأسباب مختلفة). على سبيل المثال، 15 مليغرام (ملغ) إلى 30 ملغ من الفلورازيبام تعادل عموما 0.25 ملغ إلى 0.5 ملغ من الكلونازيبام.

    مدة التأثير: بعض البنزوديازيبينات قصيرة المفعول وتستمر لعدة ساعات فقط. بعضها طويل المفعول ويستمر لعدة أيام. أما أغلب البنزوديازيبينات طويلة المفعول فهي ليست قوية بنفس الدرجة.

قوة ومدة عمل البنزوديازيبينات مهمة في الحالات التي تعالجها. عادة ما تستحق الحالات قصيرة الأمد أو الطارئة استخدام البنزوديازيبينات الأقوى وقصيرة المفعول. الحالات المزمنة غير الطارئة يمكن علاجها عادة ببنزوديازيبينات ذات قوة أقل وطويلة المفعول.

ما هي الحالات التي تعالجها البنزوديازيبينات؟

تعالج هذه الأدوية الحالات بناء على التأثير الذي تسببه. في حين أن هناك أنواعا منفصلة لأن لها تأثيرات أولية مختلفة، إلا أن هناك الكثير من التداخل بينها. على سبيل المثال، معظم البنزوديازيبينات لها تأثير مهدئ بالإضافة إلى تأثيرها الأولي.

    فقدان الذاكرة: هذه شائعة في بداية التخدير العام قبل العمليات الجراحية والإجراءات الطبية الأخرى.

    مضادات القلق: تعالج اضطرابات القلق، مثل اضطراب القلق الاجتماعي واضطراب الهلع.

    منومة: تعالج الأرق واضطرابات النوم ذات الصلة.

    المهدئات: لهذا التأثير العديد من الاستخدامات. يمكنه علاج الحالات والأعراض المرتبطة بالتحكم في العضلات، مثل تقلصات العضلات. يمكنه أيضا علاج مشاكل أكثر شدة مثل الذهول (الذي يحدث غالبا مع حالات الصحة العقلية مثل الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب). هذه البنزوديازيبينات مهمة جدا أيضا في علاج النوبات (بما في ذلك تلك الناجمة عن الصرع) والحالة الصرعية، وهي حالة طبية طارئة مرتبطة بالنوبات.

المضاعفات المحتملة مع البنزوديازيبينات

البنزوديازيبينات مفيدة وفعالة، ولكن بعض المخاطر تأتي معها، بما في ذلك:

    هناك احتمال لسوء الاستخدام. سوء استخدام البنزوديازيبين منتشر على نطاق واسع. يقدر الخبراء أن 5 ملايين أو أكثر من الأشخاص في الولايات المتحدة أساؤوا استخدام البنزوديازيبينات في فترة 12 شهرا من عام 2014 إلى عام 2015.

    يمكن أن تكون مسببة للإدمان. يعد اضطراب استخدام البنزوديازيبين أحد المضاعفات المحتملة للاستخدام طويل الأمد أو سوء استخدام هذه الأدوية.

    هناك خطر الجرعة الزائدة. يمكن أن يكون إساءة استخدام البنزوديازيبين أمرا خطيرا لأنه يسبب تثبيطا للجهاز التنفسي، فقد يؤدي تناول جرعة زائدة إلى توقف التنفس.

    يمكن أن تتفاعل بشكل خطير مع الكحول وبعض الأدوية. يمكن أن تتفاعل البنزوديازيبينات مع أدوية مثل مسكنات الألم الأفيونية (مثل الأوكسيكودون أو الهيدروكودون) أو مع الكحول. يمكن أن تؤدي مثل هذه التفاعلات إلى تكثيف تأثيرات الأدوية و/أو الكحول، مما قد يؤدي إلى نتائج مميتة.

    يمكن أن تؤثر على القدرة على القيادة أو القيام بمهام معينة. فهي تبطئ الإشارات العصبية. يمكن للإشارات العصبية البطيئة أن تبطئ ردود الفعل، مما يجعل من الصعب أو المستحيل القيادة أو القيام بمهام معينة بأمان.

شرب القهوة مع البنزوديازيبينات

قد يعمل الكافيين على إضعاف تأثير البنزوديازيبينات، وحتى الكميات الصغيرة نسبيا قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض المرتبطة باضطرابات القلق.

التدخين مع البنزوديازيبينات

السجائر تحتوي على مواد تتداخل مع البنزوديازيبينات..

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + وول ستريت جورنال

————————————-

 “جمعة النصر”.. السوريون يملؤون الميادين في أول جمعة بعد إسقاط الأسد

2024.12.12

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته على مواقع الجيش السوري في مناطق مختلفة من البلاد، حيث نفّذ الطيران الإسرائيلي غارتين على العاصمة دمشق، فجر اليوم الجمعة، استهدفت مواقع عسكرية للجيش السوري على قمة جبل قاسيون، ومطار المزة العسكري.

وأعلن الجيش الإسرائيلي تدمير أكثر من 90 % من الصواريخ أرض – جو في سوريا، مؤكداً أن غاراته “حققت نجاحاً كبيراً بفعل تفوق القوات الجوية الإسرائيلية في المنطقة”.

وذكر بيان الجيش الإسرائيلي أنه “ألحق أضراراً بالغة بأسلحة استراتيجية أخرى في سوريا، منها صواريخ أرض – أرض، وطائرات مسيّرة وطائرات مقاتلة”.

ونقلت صحيفة “هآرتس” العبرية عن مصادر في الجيش الإسرائيلي لموقع قولها إن “تدمير أنظمة الدفاع الجوي السورية قد يُسهل ضربة مستقبلية لمنشآت نووية إيرانية”.

ورصدت كاميرا “تلفزيون سوريا” حجم الدمار في قواعد الداع الجوي بمطار دمشق الدولي، والتي تم استهداها من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق.

    كاميرا #تلفزيون_سوريا

ترصد حجم الدمار في قواعد الدفاع الجوي بمطار #دمشق الدولي والتي تم استهدافها من قبل الطائرات الإسرائيلية#نيو_ميديا_سوريا #سوريا_حرة #سقوط_الأسد pic.twitter.com/wggNoKdQSo — تلفزيون سوريا (@syr_television)

December 12, 2024

دعوات للوقوف إلى جانب الشعب السوري

في مقابل ذلك، دعت دول عربية وغربية إلى الوقوف إلى جانب الشعب السوري، ودعم عملية انتقالية سياسية جامعة، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وتلبية تطلعات شعبها في الأمن والاستقرار.

وأعربت جامعة الدول العربية عن تطلعها إلى التوصل لموقف عربي موحد داعم لسوريا في هذه المرحلة الصعبة، مؤكدة على وجود إجماع عربي على وحدة سوريا وتكامل ترابها الوطني وسيادتها، ورفض أي تغول أو اعتداء على أراضيها استغلالاً للظرف الدقيق الذي تمر به.

كما رحّب بيان بريطاني سعودي مشترك بأي خطوات تضمن سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة.

ودعا البيان المجتمع الدولي إلى الوقوف بجانب الشعب السوري، والتعاون معه، ودعم سوريا في هذه المرحلة المحورية، لمساعدتها في تجاوز معاناة شعبها المستمرة منذ سنوات.

الحوكمة واستعادة الخدمات

في السياق، شهدت الساحة السورية تصريحات ومواقف دولية تركّز على وحدة الأراضي السورية، ومعالجة قضايا الأمن والتطورات الميدانية.

وقال المتحدث باسم إدارة الشؤون السياسية في سوريا على أهمية سيطرة الحكومة على كامل البلاد، مع التركيز على الحوكمة واستعادة الخدمات.

في الوقت نفسه، أشادت وزارة الدفاع الأميركية بخطوات تأمين الأسلحة الكيماوية، بينما ربط المبعوث الأممي شطب “هيئة تحرير الشام” من قائمة الإرهاب بسلوكها المستقبلي، كما طالبت الخارجية الفرنسية جيش الاحتلال الإسرائيلي بالانسحاب من المنطقة العازلة في الجولان السوري، مشدّدة على ضرورة احترام اتفاقية فض الاشتباك وسيادة سوريا.

سوريا موحدة

شدّد المتحدث باسم إدارة الشؤون السياسية، عبيدة أرناؤوط، على ضرورة أن تبقى سوريا موحدة وعدم بقاء أي جزء منها خارج سيطرة الحكومة في دمشق.

وأضاف في تصريح للتلفزيون العربي: “لا نقبل أن يخرج أي جزء من الوطن عن سيطرة حكومة دمشق”، مردفاً: “خرجنا من عقلية التنظيم قبل تحرير دمشق إلى عقلية الحوكمة، ونركز على عودة الخدمات بأسرع وقت في عموم المناطق السورية”.

أميركا ترحّب بتصريحات الشرع

رحّبت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بتصريحات القيادي في إدارة العمليات العسكرية، أحمد الشرع، بما يخص تأمين الأسلحة الكيماوية في سوريا.

وقال المتحدث باسم “بنتاغون” إنّ الوزارة لديها وسائل لنقل الرسائل إلى “هيئة تحرير الشام” عبر قنوات خلفية، مشيراً إلى أن أولوية واشنطن هي حماية قواتها ودحر تنظيم الدولة (داعش).

من جهته اعتبر المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، أن شطب اسم “هيئة تحرير الشام” من قائمة الإرهاب لن يكون مجانياً ويعتمد على سلوكها وسلوك الجماعات الأخرى، مضيفاً: “شطب الهيئة من قائمة الإرهاب يعتمد على مدى التزامها بالانخراط في عملية سياسية تشمل الجميع، وعلى مدى التزامها بحماية المدنيين”.

المعتقلون السوريون

أفاد عضو لجنة التحقيق الدولية بشأن سوريا، هاني المجالي، بأنّ اللجنة تقدر عدد المعتقلين الذين خرجوا من سجن صيدنايا بنحو 4 آلاف معتقل.

وشدّد المجالي في حديث لـ تلفزيون سوريا على ضرورة قيام الحكومة الجديدة بحماية الأدلة في سجون الأسد والأفرع الأمنية، وأن تطلب المساعدة من الأمم المتحدة بشأن السجون.

المطالبة بحكومة شاملة

حثّت الولايات المتحدة الأميركية المعارضة السورية على تشكيل حكومة شاملة، إذ أفادت وكالة “رويترز” بأنّ “الاتصالات تجري مع هيئة تحرير الشام بالتنسيق مع حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، بما في ذلك تركيا”.

وكانت إدارة العمليات العسكرية قد كلّفت رئيس “حكومة الإنقاذ” محمد البشير، بتشكيل حكومة تشرف على إدارة المرحلة الانتقالية في سوريا، بالتزامن مع إعلان إدارة العمليات العسكرية، اقتراب انتهاء قواتها من ضبط العاصمة دمشق، وحفظ كلّ المرافق والمؤسسات والممتلكات العامة، مشيرة إلى أن الحكومة الجديدة ستبدأ أعمالها فور تشكيلها.

خرج آلاف المتظاهرين في عموم المدن السورية في أول جمعة جمعة بعد إسقاط نظام الأسد، أطلق عليها اسم “جمعة النصر”.

وعمت المظاهرات والاحتفالات مدن دمشق وحلب وحمص وحماة ودرعا والسويداء واللاذقية وإدلب ودير الزور وغيرها، حمل فيها السوريون أعلام الثورة السورية مرددين شعاراتها الأولى.

    تغطية خاصة | احـتـفـالات تـعـم #سـوريـا

فـي أول جـمـعـة بـعـد إسـقـاط الأسـد

تقديم: آلاء هاشم @AlaaHashemK – محمد دوبا @MuhammadDouba #تلفزيون_سوريا #سقوط_الأسد #سوريا_حرة https://t.co/8TZSNgoYfv — تلفزيون سوريا (@syr_television)

December 13, 2024

 —————————

الشعب الإيراني سعيد بسقوط بشار الأسد حليف النظام/ سايه رحيمي

أظهرت هزيمة “حماس” و”حزب الله” وسقوط النظام السوري عدم جدوى الدعم المالي والعسكري الذي قدمته طهران للجماعات المسلحة بالمنطقة

الجمعة 13 ديسمبر 2024

يعتقد إيرانيون أن تأثير “الدومينو” خلال هذا العام، بدءاً من اغتيال كبار قادة “حماس” و”حزب الله” إلى سقوط نظام الأسد، كان سبباً في إضعاف النظام الإيراني بشدة.

لم يكن سقوط ديكتاتورية عائلة الأسد في سوريا، التي استمرت لأكثر من نصف قرن، مهماً ومصيرياً للسوريين فحسب، بل حتى في جغرافية إيران، إذ تابع الملايين من الناس بعناية الأحداث التي أدت إلى هذا السقوط. وقدمت المجموعات الفكرية والسياسية والاجتماعية المختلفة تحليلات متنوعة ومختلفة لما حدث في سوريا، لكن جميعها تقريباً تحدثت عن تأثير سقوط بشار الأسد في مصير النظام الإيراني. هذه الورقة خصصت لدراسة الروح العامة للمجتمع الإيراني في الأيام الأخيرة.

قال معلم وهو في منتصف العمر، من سكان مدينة شيراز لـ”اندبندنت فارسية” إنه “في صباح الأحد الموافق الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، عندما انتشرت أخبار سقوط نظام بشار الأسد، تبادل عديد من الإيرانيين هذه الأخبار بسعادة مع بعضهم بعضاً. وفي كل مكان تقريباً، كان هناك ارتياح وحديث عن أن دور (المرشد الأعلى) خامنئي قد حان الآن، وأن عمر الجمهورية الإسلامية شارف على نهايته”. مضيفاً أنه “الأحد، عندما خرجت إلى العمل في إحدى المدارس في مدينة شيراز ومن ثم ذهبت إلى السوق للشراء، شاهدت الناس تتحدث بارتياح عن سقوط بشار الأسد”.

وأردف هذا المعلم الشيرازي قائلاً إنه منذ الأحد الماضي والناس تعيش حالة من الأمل، لأنه بعد سنوات من القمع والقيود الاجتماعية والمدنية العديدة، يبدو أن هناك إمكانية لإطاحة خامنئي على غرار سقوط بشار الأسد.

استئناف الاحتجاجات

وتحدث صاحب محل لبيع الملابس في مدينة أصفهان أيضاً عن تأثير سقوط الأسد في المجتمع الإيراني قائلاً إن “الناس يتحدثون بوضوح عن استئناف الاحتجاجات في إيران. وقد توصلوا إلى يقين بأن نظام الجمهورية الإسلامية، وعلى عكس ما يدعيه، هو طبل أجوف، وإطاحته ليست بالصعوبة التي نعتقدها”.

ويرى هذا المواطن الأصفهاني أن صدور قانون الحجاب الإلزامي وزيادة سعر البنزين سيكونان بمثابة “عمليتين انتحاريتين” من جانب النظام في الأشهر المقبلة، وستوفران حتماً الأرضية لـ”سقوط ديكتاتورية خامنئي”.

وتحدث مواطن إيراني آخر من سكان غرب العاصمة طهران وهو متقاعد عن العمل قائلاً إن “الإيرانيين ينظرون الآن إلى ما يحدث في سوريا والمنطقة بأمل وقلق وسعادة وعدم يقين، ومن الصعب أن يتنبأ المرء بمستقبل إيران. النظام أوصل الناس إلى حد أنهم يفضلون رحيله بأي صورة من الصور”. مضيفاً أنه بعد سقوط بشار الأسد زاد الأمل في حدوث تغييرات اجتماعية وسياسية بصورة كبيرة بين الإيرانيين.

“تأثير الدومينو”

ووفقاً لمحامٍ يعيش في العاصمة طهران أنه بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، تحفزت وتعززت مشاعر الحرية لدى كثير من الإيرانيين. وأما الذين كانوا يستبعدون حدوث أي تغيير في البنية السياسية بسبب القمع العنيف الذي تمارسه السلطات الحكومية، فاعتبروا التطورات الأخيرة مؤشراً إلى إمكانية التغيير في إيران.

وقال هذا المحامي إنه في الأيام الأخيرة التقى بعض الأشخاص الذين قالوا له إنهم سيخرجون إلى الشوارع إذا ما بدأت الاحتجاجات مرة أخرى في إيران، لأنهم أصبحوا يعتقدون أن “تأثير الدومينو” خلال هذا العام، بدءاً من اغتيال كبار قادة “حماس” و”حزب الله” إلى سقوط نظام الأسد، كان سبباً في إضعاف النظام الإيراني بشدة.

وقال طالب دكتوراه في العلوم الاجتماعية في طهران إن “الشعب الإيراني بقدر ما هو سعيد بسقوط بشار الأسد في سوريا، يأمل في سقوط نظام الجمهورية الإسلامية في إيران”، وإنه غاضب من إنفاق أموال بلاده على الجماعات والميليشيات في المنطقة وعلى بقاء الأسد في الحكم، وينتظر اليوم الذي يُحاسب فيه خامنئي وأجهزته وأتباعه على هذا الهدر المالي.

ووفقاً لهذا المواطن الإيراني فإن هزيمة “حماس” و”حزب الله” وسقوط الأسد أظهرت جلياً عدم جدوى الدعم المالي والعسكري الذي قدمه النظام لهذه الجماعات والميليشيات المسلحة في المنطقة. في حين كان بالإمكان استخدام هذه الموارد المالية داخل البلاد لتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي.

حرية الشعب الإيراني

وفي السياق نفسه، كان سقوط الأسد أحد أهم المواضيع في شبكات التواصل الاجتماعي بين الناطقين باللغة الفارسية. واعتبر عديد من المستخدمين سقوط الأسد بمثابة مقدمة لحرية الشعب الإيراني، ورحبوا بذلك من خلال إطلاق وسم “سقوط الديكتاتور”.

وربط آخرون سقوط الأسد بالاحتجاجات داخل إيران وتفاعلوا مع هذا الموضوع قائلين إن “بعد الأسد سيأتي الدور حتماً على خامنئي”. ونشر بعض المستخدمين وسوماً مثل “نهاية النفوذ الإقليمي” و”إهدار مليارات الدولارات من جيب الشعب الإيراني”. لكن جميع هؤلاء المستخدمين تقريباً ذكروا أن الدعم لبشار الأسد استمر على رغم ذروة الأزمة الاقتصادية في إيران.

في المقابل، أصبح سقوط الأسد مصدراً للفكاهة والتلميحات السياسية لدى عديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. وقارنوا وضع الأسد مع القادة الآخرين المتحالفين مع النظام الإيراني. كما اعتبر عديد من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي سقوط الأسد فرصة لإمكانية التغيير في الأنظمة الاستبدادية في المنطقة، بخاصة النظام في إيران. وسخروا من المرشد علي خامنئي بإطلاق هاشتاغ “سقوط الديكتاتور القادم”.

نقلاً عن “اندبندنت فارسية”

———————–

القضاء اللبناني يصدر مذكرة غيابية في حق الأسد ومعاونيه؟/ دنيز رحمة فخري

ديسمبر 13, 2024

تقدم حزب “القوات اللبنانية” عام 2020 بشكوى ضد “الرئيس السوري السابق بشار الأسد والدولة السورية ووزيري الداخلية والدفاع محمد خالد الرحمون ورئيس الأجهزة الأمنية علي المملوك وقيادة الجيش الممثلة برئيس الأركان علي عبدالله أيوب، وكل من يذكره التحقيق فاعلاً متدخلاً شريكاً محرضاً”، كما جاء في نصها.

أما ما تغير اليوم فبعد سقوط الأسد والرهان على تحرر القضاء اللبناني من الضغوط السياسية أو الموانع السياسية والأمنية، أعاد الحزب للمرة الثالثة تحريك الدعوى، وسط آمال كبيرة بأن تصل إلى خواتيم محقة.

في خطوة غير مسبوقة في تاريخ العلاقة بين لبنان وسوريا، الدولتين الجارتين، وربما في تاريخ العلاقات بين دمشق وعواصم عربية، تقدم حزب “القوات اللبنانية” بشكوى ضد “الرئيس السوري السابق بشار الأسد والدولة السورية ووزيري الداخلية والدفاع محمد خالد الرحمون ورئيس الأجهزة الأمنية علي المملوك وقيادة الجيش الممثلة برئيس الأركان علي عبدالله أيوب، وكل من يذكره التحقيق فاعلاً متدخلاً شريكاً محرضاً”، كما جاء في نصها.

هذه الدعوى على الأسد ومعاونيه بتهمة “خطف وتعذيب وإخفاء” تحمل الرقم 4277 ليست جديدة، وكان تقدم بها النائب السابق أنطوان زهرا باسم حزب القوات اللبنانية في اليوم نفسه الذي حصل فيه تفجير مرفأ بيروت عام 2020، لكنها بقيت في أدراج لجنة قضائية في قصر العدل في لبنان، ولم يجرؤ أي قاض على متابعتها.

ثم جرى تحريكها مرة ثانية وتقدم المشتكون بإخبار جديد في مايو (أيار) عام 2021، بعد ورود معلومات جديدة عن وجود معتقلين لبنانيين في السجون السورية.

أما ما تغير اليوم فبعد سقوط الأسد والرهان على تحرر القضاء اللبناني من الضغوط السياسية أو الموانع السياسية والأمنية، أعاد حزب القوات اللبنانية للمرة الثالثة تحريك الدعوى، فقصد النائب السابق إدي أبي اللمع رئيس حركة التغيير المحامي إيلي محفوض صباح أمس الأربعاء مكتب النيابة العامة التمييزية، وطالبوا بإصدار مذكرة توقيف غيابية في حق الأسد والمدعى عليهم الآخرين. وتوعد أصحاب الشكوى بخطوات أخرى إذا لم تصدر مذكرات التوقيف، على أن يعقد الوفد القواتي اجتماعاً السبت المقبل مع جمعية المعتقلين والمفقودين في مقرها في بيروت للاتفاق على الخطوات المستقبلية.

أعوام على الادعاء على الأسد

حزب القوات اللبنانية الذي كان من أشد المعارضين لوصاية النظام السوري على لبنان منذ الرئيس السابق حافظ الأسد، كان قدم عام 2020 الشكوى ضد بشار الأسد بتهمة الخطف والتعذيب والإخفاء أمام النيابة العامة التمييزية اللبنانية، وتضمنت الدعوى 13 اسماً من السجناء اللبنانيين المحررين من السجون السورية الذين اتخذوا صفة الادعاء الشخصي.

يوضح النائب السابق أنطوان زهرا لـ”اندبندنت عربية” أن مصادفة تقديم الشكوى مع انفجار الرابع من أغسطس حينها حال دون حصولها على الصدى المطلوب في الإعلام ولدى الرأي العام، لكن في الواقع سجلت الشكوى في النيابة العامة التمييزية آنذاك، ويتابع “استقبلنا في مكتبه نقيب المحامين حينها ملحم خلف وسألنا أين تتوقعون أن تصلوا بهذه الشكوى، وكان ردنا بأننا ندرك أننا محلياً لا يمكن أن نصل إلى مكان نظراً إلى الوضع الحالي وارتباط السلطة بالنظام السوري، لكنها بالتأكيد ستكون منصة للقضاء الدولي”.

هل تحول لبنان نقطة “ترانزيت” لمقربين من الأسد وعناصر نظامه؟

من جهته يرى النائب السابق إدي أبي اللمع أن إمكان تحريك الشكوى بصورة جدية وإخراجها من درج اللجنة القضائية بات أكثر واقعية، بعد التغيير الكبير الذي حصل في سوريا وسقوط الأسد الذي ترافق مع بروز معطيات جدية وملموسة تتعلق بأصل الشكوى المقدمة ضد الأسد، وهي التعذيب والخطف الذي أكد عبر الفيديوهات التي التقطت من داخل السجون السورية، وكذلك عبر المعتقلين الذين حرروا وما كشفوه عن وحشية السجانين ومن خلفهم النظام في دمشق، وتمنى أبي اللمع أن يتمتع القضاة اللبنانيون بالجرأة الكافية لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة.

العين على القضاء الدولي

يشرح زهرا أن محامي الدعوى جورج بيطار قدم طلباً إلى النيابة العامة بضم الملف الذي يوثق وجود 622 أسيراً في السجون السورية إلى الدعوى، والملف موجود في وزارة العدل وعملت عليه لجان وجمعيات عدة. وطلب المحامي بيطار من المدعي العام التمييزي أن يرفع باسم الدولة اللبنانية الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأكد زهرا أنه شبه مؤكد بأن بشار الأسد سيحاكم أمامها على الجرائم التي ارتكبها في سوريا وفي لبنان وفي حق الفلسطينيين. ويضيف “نأمل حالياً أن يرفع ملف الدعوى التي تقدمنا بها إلى الجنائية الدولية، وأن يحصل المحررون والأسرى الذين ماتوا تحت التعذيب بالتعويضات، وفق ما تضمنت الدعوى المقدمة”.

يذكر بأن الشكوى تضمنت دعوى جزائية وليس إخباراً بحق الأسد ووزيري الداخلية والدفاع ورئيس الأركان، وكل من يظهره التحقيق في تهمة التعذيب والخطف والإخفاء، ويأمل أن يسهم التغيير في سوريا والاهتمام الدولي بتحريك دعوى جزائية في حق الأسد ومعاونيه، وأن يتحرك النائب العام التمييزي بجدية وإلا فسنلجأ إلى الضغط عليه، يقول زهرا.

هل تنضم أحزاب أخرى؟

على رغم ابتعاده عن الأحزاب اللبنانية المناهضة للنظام السوري التي كانت تعرف بـ”14 آذار”، وتموضعه في الوسط المتناغم أحياناً مع حلفاء النظام في لبنان، لم يتخل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عن موقفه المتشدد تجاه نظام الأسد، وله عبارته الشهيرة “أجلس على ضفة النهر وأنتظر، ولا بد أن يوماً ما ستمر جثة عدوي من أمامي”.

أما وقد وصلت الجثة وبعد ما كتب جنبلاط مهنئاً سوريا بالحرية، نسأل عضو كتلة الاشتراكي النائب بلال عبدالله عن احتمال تقديم الحزب شكوى ضد الأسد كما فعل حزب القوات، فيجيب أن هكذا موضوع هو حصري لدى “البيك”، في إشارة إلى جنبلاط، والدائرة القانونية في الحزب.

ويضيف “أما رأيي الشخصي فبالتأكيد يجب أن نقدم شكوى لأن المجازر والجرائم التي ارتكبها الأسد يجب ألا تمر مرور الكرام”، معتبراً أن هكذا شكوى هي معنوية وقد لا تصل إلى الهدف في ظل التسوية الكبيرة التي حصلت، التي ظهرت في الطريقة السلمية لتسليمه الحكم وتهريبه.

في مقلب تيار المستقبل الذي اعتبر مع عدد من القوى السياسية في لبنان أن النظام السوري كان مسؤولاً عن اغتيال مؤسس التيار الأزرق رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وبقية الاغتيالات التي طاولت قيادات وشخصيات من قوى ما كان يعرف بـ”14 آذار”، لا نوايا حاسمة في مسألة تقديم شكوى ضد الأسد، واللافت أن رئيس التيار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لم يعلق على سقوط نظام الأسد والتزم الصمت. المستشار الإعلامي لتيار المستقبل عبدالسلام موسى يؤكد لـ”اندبندنت عربية” أن ملاحقة بشار الأسد والمطالبة بتوقيفه من مسؤولية الشعب السوري بالدرجة الأولى، ويضيف “مشاهد المعتقلات وآثار التعذيب ومسلسل القمع الدموي كافية لإعداد لائحة اتهامية في حق بشار الأسد ومعاونيه السياسيين والعسكريين، وعليه نحن نترقب خطوات سوريا في هذا الشأن، ولا نستعجل المبادرة والمزايدة على الأخوة السوريين، لنبني على الشيء مقتضاه”.

القضاء اللبناني سيتحرك هذه المرة

هل تسلك الشكوى المقدمة من القوات اللبنانية منذ عام 2020 طريقها القانوني هذه المرة، وتصدر مذكرات توقيف في حق الأسد ومعاونيه؟

السؤال حملناه إلى وزير العدل هنري خوري الذي رفض التعليق على الشكوى، وأكد أن الملف أمام القضاء وأمام النيابة العامة التمييزية ومحكوم بالسرية.

أما المدعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار فينقل مصدر مقرب منه أنه يتعاطى بجدية مع الملف بدليل تكليفه منذ بدء الحديث عن مفقودين في السجون السورية النيابات العامة التعاون مع اللجنة المكلفة متابعة قضية المعتقلين والمفقودين وتقديم كل التسهيلات واتخاذ الإجراءات اللازمة، ويؤكد المصدر أن هذه القضية أخذت دفعاً كبيراً بعد سقوط نظام بشار الأسد، ويعتبر القضاء اللبناني أن لا وجود لموانع قانونية وسياسية وحتى لوجستية لإتمام الإجراءات القضائية والقانونية لملاحقة هؤلاء الأشخاص. وبحسب المصدر المقرب من الحجار فإن الادعاء على الأسد بات بإمكانه اليوم أن يأخذ مساره القانوني، بعدما فقد الأسد الحصانة وبات مطلوباً من شعبه قبل أن يكون مطلوباً من دول أخرى، ومن المؤكد أن دعاوى كثيرة ضده وضد الجرائم التي ارتكبت في السجون السورية ستحرك أمام المحكمة الجنائية الدولية. وكل هذه المعطيات من شأنها أن تغير مسار القضية، وما كان لا يصح عام 2020 بات يصح الآن بعد سقوط الأسد.

سقف هذه القضية، يتابع المصدر في قصر العدل، إصدار مذكرات توقيف غيابية في حق المدعى عليهم، لكن يمكن للقضاء اللبناني في مرحلة لاحقة أن يطلب تحويلها إلى مذكرات دولية تعمم عبر الإنتربول.

—————————-

نيويورك تايمز: كيف ستعيد سوريا تشكيل الشرق الأوسط بعد إسقاط الأسد؟

13-ديسمبر-2024

لا يعني نجاح الثورة السورية مجرد إنهاء حكم بشار الأسد، ومن خلفه حزب البعث الذي استمر ستة عقود، بل تشمل تداعيات ذلك النجاح منطقة الشرق الأوسط بأكملها. وفي هذا الصدد، ترى صحيفة نيويورك تايمز أن سقوط نظام الأسد في سوريا من شأنه إعادة تشكيل موازين القوى في المنطقة، حتى في ظل ما يكتنف الوضع الحالي داخليًا من غموض. وتشير الصحيفة إلى مدى قدرة المعارضة السورية على الإمساك بزمام الأمور وتجنب السيناريو الليبي أو الأفغاني.

من المعلوم أن أطرافًا دولية عديدة شاركت في الحرب السورية بشكل فاعل عبر إرسال قواتها، وقد قامت هذه الأطراف، بمجرد سقوط نظام بشار الأسد، بإعادة ترتيب أولوياتها بين عشية وضحاها.

وعلى رأس تلك القوى تأتي إيران، حسب نائبة رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في معهد الولايات المتحدة للسلام، منى يعقوبان. فطهران “لم تدخر مالًا ولا عتادًا لدعم الأسد، وأنفقت منذ عام 2011، حين بدأت الثورة، مليارات الدولارات وأرسلت عشرات الآلاف من المقاتلين الموالين لها لدعم الجيش السوري”، وفقًا لمقال في  صحيفة “نيويورك تايمز”.

وعلى هذا الأساس، فإن سقوط بشار الأسد ونظامه يعد بمثابة “ضربة قاسية لطهران، إذ إنها فقدت حليفًا عربيًا أساسيًا وجسرًا بريًا حيويًا لحزب الله في لبنان”.

زد على ذلك أن حكام سوريا الجدد لا يُبدون أي تعاطف تجاه إيران، بل يُحملونها كما النظام مسؤولية إراقة الدم السوري طيلة سنوات الثورة. وبالتالي، من المستبعد أن تعود العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وطهران إلى مجاريها.

في المقابل، تتأهب تركيا، حسب نيويورك تايمز، لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط. وترى الصحيفة أنه “رغم تعقيد علاقاتها مع هيئة تحرير الشام في سوريا، إلا أنها تحافظ على خطوط تواصل سرية معها”.

وبالمثل، تتطلع دول الخليج إلى لعب أدوار حيوية في سوريا. فهي الأخرى ترى في سقوط بشار الأسد ونظامه، حسب نيويورك تايمز، “فرصة لاستعادة النفوذ السني في قلب الشرق الأوسط”. وأشارت الصحيفة إلى أنه “يمكن لهذه الدول تمويل إعادة إعمار سوريا والمساعدة في توجيه مسارها المستقبلي”.

وتعليقًا على هذه النقطة، يحذر متابعون من استغلال حاجة سوريا الملحة للدعم في تكريس التبعية للخارج أيًا كان. فبإمكان سوريا بناء علاقات تعتمد على التبادل المتوازن مع جميع الدول بدل أن تكون مرهونةً لطرف معين.

وعلى الصعيد الإقليمي، ترجح نيويورك تايمز أن تستغل تل أبيب “التحولات في سوريا لتعزيز تحالفاتها مع دول الخليج التي ترى في إيران تهديدًا مشتركًا”. كما ستراقب عن كثب كيفية تشكيل موازين القوى الجديدة في سوريا لضمان ألا تحكم البلاد قوة معادية لها.

وأشارت الصحيفة إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي “اتخذت بالفعل تدابير” لتعزيز ما تسميه “الأمن الإسرائيلي”. إذ تجاوز جيش الاحتلال الإسرائيلي “منطقة الجولان المحتلة العازلة وتوغل في أراضٍ سورية، وواصل شن ضربات تستهدف المنشآت العسكرية في سوريا، بما في ذلك مخازن أسلحة استراتيجية ومراكز بحوث”.

دوليًا، ترى صحيفة نيويورك تايمز أن انهيار نظام الأسد يمثل انتكاسة لروسيا، التي لطالما اعتبرت سوريا نجاحًا إستراتيجيًا لها ومركزًا لنفوذها في الشرق الأوسط. وسيؤثر ذلك على قدرتها في الاحتفاظ بقواعدها البحرية والجوية في سوريا، مما سيترك فراغًا إستراتيجيًا قد تستغله قوى أخرى، حسب نيويورك تايمز، التي أشارت إلى فاعلين إقليميين، على رأسهم تركيا ودول الخليج، فضلًا عن اللاعب الأميركي الذي يخطط للعودة بقوة إلى الشرق الأوسط، لا سيما إذا كان من بين أهدافه توجيه ضربة عسكرية إلى إيران.

فالولايات المتحدة تعتقد أن ما حدث في سوريا هو انتصار على خصومها الإيرانيين والروس. لكن في المقابل، تلفت وسائل الإعلام الأميركية الانتباه إلى التحديات التي قد تواجه الإدارة الأميركية، وأبرزها “كيفية التعامل مع القوى الجديدة في سوريا، فضلًا عن التخوف من عودة تنظيم الدولة الإسلامية”.

وكخلاصة، يمكن القول إن نظامًا إقليميًا جديدًا ينشأ في المنطقة. وإن لم تتضح معالمه بعد بالشكل الكافي، إلا أنه من غير السابق لأوانه تأكيد أن ما بعد نجاح الثورة السورية في خلع بشار الأسد سيكون مختلفًا عما قبله، سواء على الصعيد السوري أو الإقليمي.

الترا صوت

—————————–

==================

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى