سقوط بشار الأسد، الرئيس الفار والمخلوعسياسة

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 14 كانون الأول 2024

تحديث 14 كانون الأول 2024

لمتابعة التغطيات السابقة

جمعة النصر الأولى على الطاغية، سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع سقوط الديكتاتور الفار بشار الأسد في سورية

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع سقوط الديكتاتور الفار بشار الأسد في سورية

—————————-

الشرع يتحدث عن انتخابات ودستور جديد وحل الفصائل

الشرع: ستشكل لجان ومجالس معنية بإعادة دراسة الدستور (الفرنسية)

14/12/2024

قال القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع إن الحكم القادم في سوريا سيتضمن إجراء انتخابات، مؤكدا أن وزارة الدفاع ستقوم بحل جميع الفصائل المسلحة في المرحلة المقبلة.

وأضاف الشرع أنه ستشكل لجان ومجالس معنية بإعادة دراسة الدستور، وأن شكل السلطة متروك لقرارات الخبراء والقانونيين والشعب السوري، كما أن الكفاءة والقدرة سيكونان أساس التقييم في الدولة القادمة.

وبشأن الفصائل المسلحة، قال الشرع إن وزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية ستقوم بحلها ولن يكون هناك سلاح خارج سلطة الدولة السورية.

وعن مكونات المجتمع السوري، قال إن الإدارة الجديدة لديها “علاقات مع المسيحيين والدروز وهم قاتلوا معنا ضمن إدارة العمليات العسكرية”، مشيرا في ذات السياق إلى أن هناك فرقا بين المجتمع الكردي وبين ما سماه تنظيم “بي كي كي” في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني.

الصراع مع إسرائيل

وبخصوص التوغل الإسرائيلي في سوريا، قال الشرع إن الإدارة الجديدة ليست “بصدد الخوض في صراع مع إسرائيل، لكن الجانب الإسرائيلي تجاوز اتفاقية وقف إطلاق النار لعام 1974”.

وأضاف أن “الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة، كما أن الحجج الإسرائيلية باتت واهية ولا تبرر تجاوزاتها الأخيرة”.

وطالب الشرع بضرورة ضبط الأوضاع في المنطقة واحترام السيادة السورية، مؤكدا أن “الحلول الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار بعيدا عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة”.

فرصة لروسيا

وأوضح القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع أن الحكومة الانتقالية تتواصل مع سفارات غربية وتجري نقاشا مع بريطانيا لإعادة تمثيلها في دمشق، مؤكدا أنه “ليست لدينا عداوات مع المجتمع الإيراني”.

وأضاف الشرع أن الإدارة السورية الجديدة أعطت روسيا فرصة لإعادة النظر في علاقتها مع الشعب السوري، كما أنها تجري نقاشا مع بريطانيا لإعادة تمثيلها في دمشق.

وبشأن الإصلاح وإعادة الإعمار، قال الشرع إن للحكومة الانتقالية خططا منهجية لعلاج التدمير الممنهج الذي مارسه نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وأن أهداف الإدارة الجديدة واضحة وخططها جاهزة للبناء والتطوير.

وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، سيطرت الفصائل السورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، وأطاحت بالأسد، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

المصدر : الجزيرة

——————————-

دعم عربي لعملية انتقالية سلمية في سوريا ومطالب بانسحاب إسرائيل

14 كانون الأول 2024

العقبة- الأردن: أكدت لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا، السبت، دعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية ـ سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية ترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية.

كما أدانت توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا، وطالبت بانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها، مطالبا أيضا مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

جاء ذلك في بيان ختامي أعقب اجتماع اللجنة في مدينة العقبة جنوبي الأردن، والتي تضم الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والأمين العام لجامعة الدول العربية، بحضور وزراء خارجية الإمارات والبحرين وقطر.

وذكر البيان أن المجتمعين بحثوا التطورات التي شهدتها سوريا على مدار الأسابيع الماضية وأكدوا “الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته”.

وأعلنوا دعمهم “عملية انتقالية سلمية سياسية سورية ـ سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبما فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية”.

تلك العملية تكون “وفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته، بما في ذلك تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته”.

وأوضح أن ذلك يكون “عبر انتخابات حرة ونزيهة تشرف عليها الأمم المتحدة، استنادا إلى دستور جديد يقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار”، وفق نص البيان.

(الأناضول)

——————————-

الوضع في دمشق «حساس» وقابل لـ «الانفجار» … ماذا سمع بلينكن في العقبة؟/ بسام البدارين

14 كانون الأول 2024

عمان- «القدس العربي»: الرسالة التي برمجتها “قوى الشارع” الأردني خلال الأيام القليلة الماضية هي على الأرجح جزء حيوي من تفاعل معقد داخلياً، مع مشهد سوري حمال أوجه ومفتوح على عدة احتمالات ويستوجب أقصى طاقات “الحذر”.

لكنها -حتى اللحظة على الأقل- بقيت متزنة ويفترض أن تبقي كذلك بعيداً عن محاولات لي ذراع السلطة الحكومية وإجبارها على اتخاذ سياسات متسرعة في دعم وإسناد الحالة التي نتجت عن “حكام سوريا الجدد” حيث منظومة “جهاديين” تسلمت زمام الأمور في دمشق وتضم عشرات من الشخصيات “الأردنية المؤثرة” في جسد المنظمات السورية الحاكمة الآن.

تتواصل المحاذير ويعبر عنها بعض الخبراء وعلى رأسهم الفريق الركن المتقاعد قاصد محمود، الذي ظهر وهو يجيب عن تساؤلات مخاطر الاستهداف العسكري الإسرائيلي للمقدرات السورية في غفلة من البهرج الاحتفالي الطاغي.

مبكراً، اقترح الباحث الأردني الدكتور وليد عبد الحي، على متابعيه وهم نخبة مثقفين، عدم الاستعجال وطرح أسئلة ينبغي أن يجيب عليها “حكام سوريا الجدد” قبل الاسترسال بالتصفيق المهرجاني لسقوط النظام السابق.

لكن التفاعل الشعبي أو الشعبوي أثبت بأن “قوى الشارع” لا تريد إلا الضغط على الدولة الأردنية للإسراع في التشبيك الإسنادي مع الثورة السورية الجديدة دون الوقوف عند محطة اللهجة التي يستعملها الخطاب الرسمي الأردني وهو يعبر عن “احترام ما يقرره الشعب السوري الشقيق”.

هنا يمكن ملاحظة أن التفاعلات النقاشية وسط الأردنيين أصبحت أكثر حدية مع مرور أول أسبوعين على “المتغير السوري”؛ لأن مجرد فكرة “ثورة يساعدها الإقليم في تسلم الحكم” خطرة للغاية بالنسبة لأطراف مهمة في الجوار والنظام الرسمي العربي، على أساس أن الأردن الرسمي أصلاً يتحرك في الفضاء الإقليمي ولاحقاً الدولي ضمن مساحة شركاء أساسيين “لن يعجبهم” بالضرورة أن تنجح ثورة الشعب السوري، حسب المحلل السياسي الإسلامي رامي العياصرة، الذي يوافق على أن “الأولوية” بعد “الحذر واجب” عموماً هي “تمكين الشعب السوري من إعادة بناء مؤسساته ودولته”.

لا يعترض العياصرة على “معادلة الحيطة والحذر” أردنياً في كل الأحوال، لكن مراقبين آخرين للمشهد يحذرون من تأثير “خصوم الثورة السورية والإسلام السياسي” من شركاء الإقليم العرب على أي حالة يقرر الأردن التموقع فيها.

لذلك، حصراً، تبدو الدولة الأردنية “حذرة جداً” وهي تبرمج خطواتها في اتجاه المستجد السوري بصيغة تخفف ضغط الشارع الشعبوي المحلي وعلى رأسه نشطاء جماعة الإخوان المسلمين، الذين طالبوا بأكثر من موقع بخطوات واسعة اعتبرتها السلطات “متسرعة” لمبايعة ثوار سوريا وحكامها الآن.

الجملة النقدية لبطء معادلة الأردن الرسمي في التفاعل مع المشهد السوري يمكن رصدها في تعبيرات وأدبيات كتلة جبهة العمل الإسلامي البرلمانية، وكذلك في العديد من الآراء المتحمسة خارج البرلمان.

في المقابل، رد المؤسسات الرسمية واضح في السياق بعيداً عن الاستعجال، ومبرمج على أساس معادلة ثنائية تظهر أولاً “حسن النوايا” العامة تجاه “خيارات الشعب السوري” مع التقدم بخطوات بيروقراطية محددة لإقناع حكام دمشق الجدد بأن الدولة “مستعدة للتعاون”، مثل تسهيل عودة اللاجئين، وإعادة فتح الحدود لنقل البضائع، وتأسيس مركز لوجستي وخلية أزمة لإرسال مساعدات.

كما تظهر المعادلة، ثانياً، الاهتمام بالتروي وتجنب الإفراط في الحماسة، ثم العمل مع المنظومتين العربية والإقليمية بمعية “الراعي الأمريكي” للثورة السورية الجديدة تحت إطار “تعريب وأقلمة” الاتجاه والخطوات.

وما قيل لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في نقاشات هوامش زيارته الأخيرة للعقبة، هي خطوة في المسار المبرمج وتلميح إلى الإصغاء للخبرة الأردنية التي تقدر بأن إعادة بناء استقرار سوريا “غير ممكن” اعتماداً فقط على عملية سريعة وخاطفة منسقة مسبقاً مع بعض الأطراف وليس كلها.

بلينكن سمع أيضاً صيغة تقترح “التصريحات الناعمة والكرنفالية” لحكام دمشق الجدد من الجيد التفاعل معها بروح إيجابية، لكنها “لا تكفي” بكل حال من دون “مراقبة الممارسات”.

وجهة نظر الأردن التي قيلت للأمريكيين تربط بين أي برمجية لاستقرار النظام السوري الجديد، والعودة إلى جذر الاشتباك بعنوان “وقف حالات الاستغلال الإسرائيلية أولاً، لأنها مربكة ومخيفة وتهدد أي عملية تمكين”، ثم “العمل وفوراً على وقف الحرب في غزة” باعتباره “المفتاح” المركزي حتى للبحث في المستقبل السوري.

لم تعرف ردة فعل الوزير بلينكن على “مقترحات الخبرة الأردنية”، لكن التفاعل الأردني معه بزيارة العقبة انتهى بما أعلن في اليوم التالي من جبهة وزير الخارجية أيمن الصفدي، آخر مسؤول عربي عملياً قابل الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.

المعلن هو “طاولة مستديرة” تستضيفها عمان، السبت، على المستوى الإقليمي بحضور وزراء خارجية كل دول الجوار العربي، مع تركيا وبلينكن، وبدون أي استثناء.

عمان في المستوى الدبلوماسي تريد أن تحتاط في المسألة السورية بخصوص كل الاحتمالات، لأنها تتصور بأن الوضع في دمشق “حساس للغاية” وقابل للانفجار في أي وقت، بصيغة تهدد المنطقة برمتها.

والمقصود في لقاء طاولة عمان ليس فقط أن تتحرك الدبلوماسية الأردنية وتتفاعل بصورة منتجة لأسباب سياسية وإقليمية وأخرى “داخلية”، لكن أيضاً لإنجاح التجربة السورية الجديدة، بمعنى تشكيل حزام إقليمي من دول الجوار يدعم استقرار سوريا ويدفع في اتجاه ضمانات بأن لا يتم العبث في ذلك الاستقرار.

قد تبقى تلك مجرد آمال عريضة، لكن الوزير الصفدي يبدو مهتماً للغاية بإظهار مرونة تجاه القدرة على التحريك، خصوصاً بعدما تبين في غرفة صناعة القرار الأردنية أن الوضع في الداخل السوري لا يختلف عن الوضع في لبنان ولا عن الوضع في الضفة الغربية.

حتى تظهر جرعة متزنة عند الشعب السوري في إسناد الاستقرار العام، يحتاج -برأي الأردنيين- إلى أموال كثيرة في ظل الحالة البائسة للإدارة السورية وضعف إمكانات الأردن في تقديم دعم حقيقي أو دفع كلفة أي صراعات داخلية جديدة يمكن أن تنشأ في الداخل السوري.

القدس العربي

—————————-

تشاتام هاوس: هكذا خسرت روسيا مكانتها وسمعتها بعد سقوط الأسد وتحرّرت من شريك صعب

14 كانون الُأول 2024

لندن: يرى المحلل السياسي نيكولاي كوزانوف أن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد ألحق ضرراً بالمصالح الروسية على نحو يتجاوز حدود سوريا.

فأولاً، يعد انهيار النظام بمثابة ضربة خطيرة لسمعة روسيا كحليف موثوق به قادر على ضمان بقاء شركائه.

وقال كوزانوف، وهو أستاذ مساعد باحث بمركز دراسات الخليج بجامعة قطر، وزميل استشاري في برنامج روسيا وأوراسيا في معهد تشاتام هاوس، إنه، منذ تدخلها العسكري في عام 2015، تضع آلة موسكو للدعاية روسيا في موقع ضامن الاستقرار وحامي للنظم (عادة الديكتاتورية)، من الضغط الخارجي والتهديدات الداخلية.

وأضاف كوزانوف، في تقرير لمعهد تشاتام هاوس (والمعروف رسمياً باسم المعهد الملكي للشؤون الدولية) أن خسارة الأسد سوف تقوّض ثقة الحلفاء المحتملين في الضمانات الروسية. وعلى الأقل، سوف يكون من الصعب بالنسبة لموسكو أن تقول “إننا لا نتخلى عن أي أحد”.

وفقدت روسيا أيضاً استثماراتها، وليس فقط القروض بملايين الدولارات التي قدمتها لنظام الأسد، بل ذهبت الجهود العسكرية والدبلوماسية للحفاظ على الأسد هباء ببساطة، ولن تجلب أي مكاسب. وكان الوجود العسكري الروسي في سوريا منذ فترة طويلة رمزاً لثقل موسكو السياسي في شؤون الشرق الأوسط. وعلاوة على ذلك، فإن الوجود العسكري لروسيا في سوريا أدى بشكل كبير إلى تحالف موسكو الحالي مع إيران.

وتابع كوزانوف أنه مع سقوط الأسد، فقدت موسكو هذا النفوذ. ولكنه قد أظهر بوضوح أن من المبكر (أو ربما فات الأوان) بالنسبة لروسيا أن تؤكد نفسها كقوة عالمية.

ورغم تصريحات بعض الخبراء الروس، لا تقع المسؤولية عن خسائر روسيا في سوريا على عاتق الولايات المتحدة، أو الرئيس المنتخب دونالد ترامب، أو الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن. وكانت إجراءات الفاعلين الإقليميين، تركيا وإسرائيل، إضافة إلى الضعف الخطير الذي أصاب إيران، هي السبب وراء هذه الخسائر.

وأخيراً، كانت طموحات روسيا في أفريقيا موضع تساؤلات أيضاً.

وكانت قاعدة حميميم في سوريا عنصراً مهماً في العملية اللوجستية العالمية لروسيا، حيث كانت تسهل نقل القوات والأسلحة الثقيلة إلى أفريقيا. وسوف تحتاج روسيا الآن بشكل عاجل إلى إعادة هيكلة طرق للدعم الذي تقدمه.

وهذا أمر ممكن، ولكنه سوف يتطلب أموالاً ووقتاً وجهداً.

غير أن خسائر روسيا ليست كارثية. وكان اقتصاد الحرب للبلاد، الذي وضعه الأسد، بيئة سامة حيث إنه حتى رجال الأعمال الروس والإيرانيون كافحوا للعمل هناك. ولم ير الأسد نفسه أيّ سبب لتبني دعوات روسية للتغيير. وكان غارقاً في مناورات سياسية داخلية، حيث كان يدمّر، أو يضعف مواقف أولئك الذين قاتلوا إلى جانبه في بداية الحرب الأهلية.

وبحلول عام 2024، أظهر الاقتصاد السوري، المدعوم بتجارة المخدرات غير المشروعة ومخططات الفساد، إشارات إلى انهيار وشيك.

ووصل الشعور باليأس بين الشعب، وغياب الدوافع بين وحدات الجيش إلى ذروته، ما حول النظام إلى دولة جوفاء. وكان هذا الوضع على النقيض تماماً مع جيوب المعارضة المدعومة من جانب تركيا، ما خلق احتمال إيجاد بديل لنظام الأسد.

وبالنسبة للروس كان هذا يعني الاختيار بين تكرار مصير الاتحاد السوفيتي في أفغانستان، وتحمّل المسؤولية المالية والاقتصادية والعسكرية الكاملة عن سوريا بقيادة الأسد، وتمويل اقتصادها بالكامل، والقتال نيابة عن الجيش السوري، أو التراجع. ومع الوضع في الاعتبار الحرب الرئيسية لبوتين في أوكرانيا، كان الخيار الأول غير واقعي.

ومكّنَ سقوط دمشق، رغم أنه ضربة لا شك فيها للطموحات الروسية في المنطقة، الكرملين من الخروج من صراع طويل لم يكن في حاجة إليه. وكان من الممكن أن يكون تغيير السلطة في سوريا أسوأ بالنسبة لموسكو. وأبدت قوات المعارضة استعداداً للتفاوض مع العالم الخارجي، وتركت آليات الدولة سليمة. وهذا أمر مهم بالنسبة لروسيا، حيث تفضّل موسكو عادة التعامل مع مؤسسات الدولة وليس مع عناصر غير حكومية.

وبصفة عامة، ربما لا يزال هناك مكان لروسيا في سوريا في حقبة ما بعد الأسد (رغم أن فرص موسكو في الاحتفاظ بالسيطرة على قاعدتي حميميم وطرطوس العسكريتين متدنية للغاية). ولا تعد صورة الروس في أعين الشعب السوري دائماً سلبية مثل صورة إيران أو حاشية الأسد. وشكّلت قوات موسكو درعاً بين الإيرانيين والنظام من جهة، والمناطق التي وقّعت اتفاقيات وقف إطلاق نار مع دمشق من جهة أخرى. وحافظت روسيا على قنوات اتصال مع قوات المعارضة السورية، وحاولت، حتى من حين لآخر، إيجاد بديل للأسد.

وفهمت قوات المعارضة السورية جيداً أن مستقبل البلاد يكتنفه الغموض، وكانت تريد أن تكون روسيا، إن لم تكن كصديق، طرفاً محايداً. ومن المحتمل أيضاً أن يكون قد تم التوصل إلى بعض الاتفاقات بين روسيا والمعارضة عشية، أو خلال، الزحف إلى دمشق.

وتصرفت السفارة الروسية في دمشق بهدوء إزاء تطور الأحداث التي كانت تتكشف، بينما أقامت موسكو علاقات دبلوماسية مع المعارضة بسرعة ملحوظة. ووافقت المعارضة على عدم المساس، في الوقت الحالي، بالقواعد الروسية في حميميم وطرطوس.

وبعد سقوط الأسد، من المرجح أن تتخذ روسيا إستراتيجية الانتظار والترقب في محاولة لفهم الطريقة التي سوف يظهر من خلالها نظام جديد في سوريا.

وسوف يكون الهدف الرئيسي لموسكو الحفاظ على أدنى مستوى على الأقل من النفوذ من خلال وجود عسكري، على سبيل المثال في قواعدها، أو من خلال اتصالات مع قوى إقليمية أخرى، مثل تركيا.

وفي نفس الوقت، سوف تسعى موسكو للتقليل إلى أدنى حدّ التكاليف، وتعيد توجيه نفسها صوب مناطق واعدة أكثر في الشرق الأوسط، مثل النظم الملكية في منطقة الخليج. وسوف تظل سوريا مهمة، ولكن لن تعد عنصراً له أولوية في الإستراتيجية الروسية في المنطقة. غير أن الوضع في سوريا ربما يكون له تأثير مهم على أوكرانيا. ويتمثّل أحد الاستنتاجات التي ربما يستخلصها الخبراء الإستراتيجيون في الكرملين في أن سقوط الأسد كان نتيجة تقديم الكثير من التنازلات للخصوم، ما يسمح بأن تصبح الحرب الأهلية نزاعاً مجمداً طويلاً، وفشل في استعادة جيوب تحت سيطرة العدو.

واختتم كوزانوف تقريره بالقول إنه في أوكرانيا، يمكن أن يتضح هذا في رفض دعوات وقف إطلاق النار أو إجراء مفاوضات. ومن المرجح أن تتخذ روسيا موقفاً أكثر تشدداً حيث تعتقد أن نهج القوة فقط وفرض شروطها يمكن أن يضمن نتائج إيجابية على المدى الطويل.

(د ب أ)

القدس العربي

———————————–

جون أفريك: عدم إنقاذ روسيا بشار الأسد يبعث برسالة سيئة لحلفاء بوتين في إفريقيا

14 كانون الأول 2024

في مقال تحت عنوان “روسيا وإفريقيا.. تداعيات سقوط الأسد على القارة”، قالت مجلة “جون أفريك” الفرنسية إن روسيا فلاديمير بوتين، الداعم الرئيسي للرئيس السوري المخلوع الفار بشار الأسد، قد تخسر مع سقوطه قاعدتين عسكريتين مهمتين، بحرية وجوية، في سوريا، كانتا سمحتا لها بالتمدد نحو أفريقيا، ولا سيما تجاه حلفائها في منطقة الساحل.

وأضافت المجلة الفرنسية القول إنه في غضون أيام قليلة، فقد فلاديمير بوتين أحد حلفائه الرئيسيين، أي بشار الأسد، الذي دعمته روسيا عسكرياً وسياسياً لعدة سنوات.. سقط أخيراً تحت ضربات الهجوم الخاطف للتحالف الذي تقوده مجموعة هيئة تحرير الشام التابعة لأحمد الشرع. وفر الرئيس السوري السابق إلى روسيا التي تقول إنها منحته حق اللجوء.

منذ هذا الحدث الدراماتيكي الذي وقع ليلة 7 إلى 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بذلت موسكو قصارى جهدها لإدارة العواقب. ووفقاً لعدد من المراقبين الروس، اتصل الكرملين بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي تعد بلاده أحد الداعمين الرئيسيين لتحالف “المتمردين”، الذي يتولى المسؤولية الآن في دمشق، تتابع “جون أفريك”.

فبعد إعلانها عن ترحيبها ببشار الأسد “لأسباب إنسانية”، أعلنت روسيا أنها تؤيد الحل السياسي في سوريا، في محاولة للظهور كمحاور ذي مصداقية “للمتمردين” الذين استولوا على السلطة. فمن الصعب حالياً تحديد معالم المرحلة الانتقالية المستقبلية التي يتعين إجراؤها في سوريا، تقول المجلة الفرنسية.

كان أحمد الشرع، رئيس هيئة تحرير الشام، يقاتل في صفوف تنظيم الدولة (داعش)، تحت اسم أبو محمد الجولاني، عندما كان التنظيم ما يزال مجرد فرع لتنظيم القاعدة في العراق. أرسله أبو بكر البغدادي إلى سوريا، وأسس جبهة النصرة هناك، ثم انفصل عن الخليفة المستقبلي لتنظيم الدولة في عام 2013. وفي السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة قد وضعت ثمناً لرأسه، إلا أنه ابتعد تدريجياً عن التطرف الإسلاموي، توضّح “جون أفريك”.

هل يوافق أحمد الشرع على الحوار مع روسيا؟

وكالة أنباء روسية، نقلت عن مصدر قوله إن موسكو حصلت من حكام سوريا الجدد على ضمانة لأمن قواعدها العسكرية وممثلياتها الدبلوماسية في سوريا. لكن على الأرض، تم الإبلاغ عن تحركات للقوات والمعدات حول الممتلكات الروسية، وهي قاعدة حميميم الجوية في منطقة اللاذقية، وقاعدة طرطوس البحرية، تُشير المجلة الفرنسية، مضيفةً أنه من الممكن أن تتخلى روسيا عن هاتين القاعدتين إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع أحمد الشرع.

تم استخدام هاتين القاعدتين، في السنوات الأخيرة، من قبل الجيش الروسي ووكلائه- فاغنر وفيلق أفريقيا- في إطار نقل المعدات والقوات إلى أفريقيا، وخاصة ليبيا ومنطقة الساحل. وكان للباليه الجوي هذه أهمية خاصة بين المطارات الروسية (لا سيما مطار تشكالوفسكي بالقرب من موسكو) وسوريا ومالي وبوركينا فاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى، تؤكد “جون أفريك”.

الجيش الروسي باتجاه بنغازي وطبرق

وكانت طائرات أنتونوف وإليوشين وتوبوليف تتنقل بانتظام بين حميميم وبنغازي وباماكو وواغادوغو وبانغي، في دائرة تسليم لحلفاء موسكو الأفارقة. وهذا النظام هو الذي يمكن أن يكون مهدداً باختفاء النفوذ الروسي في سوريا، وفق المجلة الفرنسية، موضّحة في الوقت نفسه أنه ما يزال من السابق لأوانه قياس التأثيرات المترتبة على التخلي المحتمل عن قاعدتي حميميم وطرطوس ــ والتي تعتمد أيضاً على قوى أخرى، مثل الولايات المتحدة، التي لا يمكن التنبؤ بمواقفها منذ إعادة انتخاب دونالد ترامب، وكذلك على تركيا.

ومع ذلك- تتابع “جون أفريك”- قد تكون العواقب قوية بشكل خاص في ليبيا، حيث وقفت روسيا ومجموعة فاغنر إلى جانب المشير خليفة حفتر، الرجل القوي من شرق البلاد، لسنوات. وقد يبدو ميناء طبرق كحل احتياطي، وكذلك مطار بنغازي. ويقول أحد الخبراء من مجموعة فاغنر: “يمكن لموسكو ببساطة أن تحول قدرتها على الإسقاط نحو أفريقيا، من سوريا إلى ليبيا، من خلال الاعتماد على تحالفها مع حفتر”. كما زاد نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك إيفكوروف من زياراته إلى ليبيا في عامي 2023 و2024.

وتمت مناقشة بناء القواعد الروسية، بما في ذلك ميناء المياه العميقة، مع المشير حفتر. ومنذ ذلك الحين، تمكنت موسكو من الحفاظ على منشأة بحرية في البحر الأبيض المتوسط، مع الحفاظ، مع بنغازي، على قدرات الدعم اللوجستي الجوي المقدمة لحلفائها الأفارقة.

بورتسودان، البديل الآخر المأمول

وفي الوقت نفسه، – تضيف “جون أفريك”- تفكر روسيا أيضًا في قاعدة أخرى في المياه العميقة، والتي كانت محل اهتمامها منذ عدة سنوات: بورتسودان، على شواطئ البحر الأحمر. وبحسب ما ورد تم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن في الأشهر الأخيرة مع الجنرال السوداني عبد الفتاح البرهان، المنخرط في حرب أهلية ضد متمردي الجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي.

ومع ذلك- تقول المجلة الفرنسية- قد يستغرق هذا المشروع بعض الوقت حتى يؤتي ثماره، حيث أن الحرب السودانية مستمرة الآن منذ عام ونصف. و”إذا تمكنت روسيا من فتح قواعد بحرية في بورتسودان وطبرق، فستكون قد اكتسبت في النهاية نفوذاً على المستوى البحري، من خلال وضع جيبين على جانبي قناة السويس. أما بالنسبة للمناورات الجوية للجيش الروسي، فمن الممكن أن تتم من بنغازي بلا شك”، وفق مصدر “جون أفريك” من مجموعة فاغنر.

وعلى إحدى قنوات “تيليغرام” التابعة لمجموعة فاغنر، أدلى محلل روسي بنفس الملاحظة في 9 كانون الأول/ ديسمبر، معرباً عن أسفه للخسارة المحتملة لـ”المنصة اللوجستية” حميميم، التي يمكن أن توجه ضربة قوية، ليس فقط لمواقع الروس في الشرق الأوسط، ولكن أيضا في أفريقيا. ولذلك يتعين، بحسبه، النظر في خيارات لوجستية بديلة لعمليات روسيا الأفريقية.

واعتبرت “جون أفريك” أنه على المستوى اللوجستي، تبدو موسكو قادرة على إيجاد حلول أفريقية. ومن ناحية أخرى، لا شك أن سقوط بشار الأسد سيكون له تأثير رمزي ودبلوماسي أكبر. وقد أظهرت روسيا، التي حشدتها حربها في أوكرانيا، عجزها عن تأمين نظام حليف دعمته رغم كل الصعاب منذ عام 2015.

علاوة عن الخدمات اللوجستية.. هزيمة رمزية

وتابعت المجلة الفرنسية القول إن بشار الأسد وسوريا كانا على مدى سنوات جزءًا من السرد المنتصر الذي طورته موسكو وفاغنر. ويقول المصدر المذكور سابقاً: “الروس سلطوا الضوء على تدخلهم في سوريا لإثبات فعاليتهم، وفعالية مرتزقتهم، في قتال ودعم حلفائهم. ولم يعد من الممكن الإقناع بهذا الخطاب من الآن فصاعدا”.

ففي مواجهة حركات التمرد على أراضيهم (سواء كانت إسلامية أم لا)، فإن حلفاء فلاديمير بوتين في أفريقيا- أسيمي غويتا في مالي، وإبراهيم تراوري في بوركينا فاسو، وعبد الرحمن تياني في النيجر، وفاوستين آركانج تواديرا في جمهورية أفريقيا الوسطى- تابعوا بلا شك عن كثب أحداث الأيام الأخيرة في سوريا، وفي أذهانهم فكرة وجود عملاق روسي بأقدام من الطين، بحسب “جون أفريك”.

وتنقل “جون أفريك” أيضاً عن دبلوماسي أفريقي قوله: “قبل أيام قليلة فقط، كان الجميع يتوقع أن يرسل فلاديمير بوتين قوات ومرتزقة لدعم بشار الأسد في سوريا في مواجهة التمرد. ومع ذلك، إما أنه لم يرغب في ذلك، أو أنه لم يتمكن من القيام بذلك بسبب محدودية الجيش الروسي. وفي كلتا الحالتين، فهي رسالة سيئة لحلفائها في منطقة الساحل”.

فكما فعل بشار الأسد، يقاتل عاصمي غويتا ما يعتبره تحالفاً من قوات المتمردين، بما في ذلك الحركات الجهادية.. وإذا تشكلت هذه القوات بالفعل وتقدمت نحو باماكو وهددت العاصمة، فهل سيفعل الروس الشيء نفسه الذي فعلوه في سوريا؟، يتساءل الدبلوماسي، قائلاً إن هذا السؤال لا بد أن المجلس العسكري المالي يطرح هو الآخر هذا السؤال منذ عدة أيام.

القدس العربي

——————————

ملايين السوريين احتفلوا بسقوط الأسد… وأمريكا تدعم حكومة مدنية شاملة/ هبة محمد

14 كانون الأول 2024

دمشق ـ «القدس العربي»: عمّت المظاهر الاحتفالية بالسوريين من كل المدن والمحافظات على امتداد سوريا، هاتفين لحريتهم دون خوف أو قيود، مكررين شعارات الثورة السورية التي اندلعت قبل ثلاثة عشر عاماً. وفي “جمعة النصر”، كما أطلق عليها السوريون، أكدت أمريكا دعمها لعملية سياسية تؤدي لحكومة مدنية شاملة. ونزلت حشود غفيرة إلى ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق. وامتد أكبر حشد جماهيري من ساحة المسكية أمام الجامع الأموي الشهير في دمشق لمسافة تزيد على أربعة كيلومترات عقب انتهاء صلاة الجمعة. كما وصل إلى الساحة مئات آلاف من عموم مناطق العاصمة دمشق وريفها وغص أوتوستراد المزة على رحابته بآلاف السيارات التي قدمت من مناطق أرياف دمشق الغربية والجنوبية ومناطق محافظة القنيطرة.

وأدى رئيس وزير حكومة تصريف الأعمال، محمد البشير، صلاة الجمعة في الجامع الأموي، وخطب على منبره. وردد محمد الحريري من محافظة درعا خلال وجوده في ساحة الأمويين عبر مكبر للصوت يحمله بيده أغاني تردد لأول مرة في ساحة الأمويين: “ارفع راسك فوق أنت سوري حر .

في مدينة حلب ضجت ساحة سعد الله الجابري باحتفالات حيث نزل إليها الأهالي بعد تأمين الساحة من كل جهاتها من قبل عناصر الأمن العام والجيش الوطني، حفاظاً على الأمن والسلامة. وأقيمت أكبر المظاهرات التي رددت فيها الحشود شعارات الحرية، آملين أن تكتمل حريتهم بدولة مدنية ديمقراطية تحفظ كرامة الأهالي على اختلاف تنوعهم وأطيافهم.

وفي اللاذقية، عبّر الأهالي في ساحة الشيخ ضاهر التي احتشدوا فيها من كل الطوائف للمرة الأولى عن فرحهم بزوال حقبة الأسد، مكررين الأغاني القديمة وحاملين علم الاستقلال الذي تبنته الثورة السورية علماً رسمياً للبلاد.

كما فاضت ساحة العاصي بالآلاف من الحمويين الذين رددوا بملء الحناجر وراء إبراهيم القاشوش .

وفي مدينة السويداء احتشد القادمون من كل القرى المحيطة، في ساحة الكرامة التي توحد فيها الصوت وعلت فيها الهتافات باكراً، رافعين شعارات الثورة الأولى ليعبروا عن فرحهم بيوم النصر.

في درعا حيث انطلقت شرارة الثورة، واحتفل الأهالي في ساحة المسجد العمري صاحب الرمزية الكبيرة، التي شهدت كل الاعتصامات السابقة، بينما كانت قوات النظام تقتحمها في كل مرة، لتعيث بأبناء المنطقة قتلاً واعتقالاً.

في مدينة حمص، عاصمة الثورة تدفقت الحشود البشرية من كل حدب وصوب، ليعيشوا نشوة النصر، في ساحة الساعة.

وشهدت ساحات إدلب “أم الثورة”، التي احتمى بها نازحون من كافة مناطق الثورة لسنوات طويلة، واحتضنت ملايين المهجرين والنازحين من كل المحافظات، وقدمت لهم يد العون، خرج أبناؤها أمس بالآلاف في جمعة النصر حاملين أعلام الثورة وشعاراتها، مؤكدين أن السوريين، أمسكوا بداية الطريق على أمل صناعة بلد ديمقراطي مدني تعددي. سياسياً، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، دعم واشنطن لقيام حكومة مدنية في سوريا. وقال مسؤول قطري لـ”رويترز” إن الدوحة سترسل أول وفد رسمي إلى دمشق يوم الأحد للاجتماع مع الحكومة الانتقالية السورية وبحث إعادة فتح السفارة القطرية وتحسين توصيل المساعدات الإنسانية.

كذلك أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان استئناف السفارة التركية في دمشق عملها اعتبارا من يوم السبت المقبل. قال مسؤول قطري لـ”رويترز” إن الدوحة سترسل أول وفد رسمي إلى دمشق يوم الأحد للاجتماع مع الحكومة الانتقالية السورية وبحث إعادة فتح السفارة القطرية وتحسين توصيل المساعدات الإنسانية. وأضاف “سيتخذون الخطوات اللازمة لإعادة فتح السفارة ومناقشة تحسين توصيل المساعدات”. كذلك أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان استئناف السفارة التركية في دمشق عملها اعتبارا من اليوم السبت.

—————————–

الحريري معلقاً على سقوط الأسد: هذا هو اليوم الذي انتظرته منذ تلك الساعة السوداء

14 كانون الأول 2024

رحّب رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري بسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، واصفاً إياه باليوم الذي انتظره منذ اغتيال والده رفيق الحريري في العام 2005.

وقال الحريري، الذي أُجبر والده في عهد الوصاية السورية على التمديد للرئيس إميل لحود تحت التهديد بتكسير لبنان فوق رأسه، في بيان: “سقط الأسد. ها قد اكتمل المشهد وخرج السوريون ليدفنوا حقبةً ويفتحوا أخرى. هذا هو اليوم الذي انتظرته منذ تلك الساعة السوداء”.

وأضاف: “كم أنا سعيد برؤيتكم، تصدحون بصوت الحرية في الشام بعد أن تحررت من سجنها الكبير. اليوم تكرّسون، بجميع ألوانكم ومشاربكم، عرس سوريا بسقوط دكتاتورها، الذي روّع السوريين واللبنانيين وابتزّ العرب والعالم”.

ووجه رئيس تيار المستقبل انتقادات حادة للنظام السوري قائلاً: “سقط النظام الذي تاجر بفلسطين أكثر من نصف قرن، بعدما باع الجولان رخيصاً، وباع نفسه لكل من دفع له أو دافع عنه بوجه شعبه”.

وأضاف: “سقط الأسد، وسقط القناع عن القناع، ليظهر جبنه وغدره لأقرب المقربين، فلا عجب أن يغدر بسوريا وحاضنته العربية”.

واعتبر الحريري أن “سقوط الأسد هو سقوطٌ لنهج الاستفراد بالحكم والاستقواء بالخارج. هو سقوط لتأجيج الطائفية، والظلم باسم طائفة كريمة استغلها بأبشع الصور”. محذراً من أن “سقوط الدكتاتور لا يعني شيئاً، إلا إذا تم إسقاط نهجه الذي قام على الاستقواء على الأفراد، كما الطوائف، والتعسّف في ممارسة السلطة”.

وشدد على أن “وحده دفن هذه الممارسات بعد سقوط النظام يضمن قيامة سوريا وطناً ودولةً لكل سورية وسوري”، مؤكداً أن “الثورة السورية أكبر من أن تقع بفخ نهج الأسد، وأقوى من أن تسقط بمستنقع الفتنة والفوضى، وبعيدة كل البعد عن أي شكل من أشكال التطرف”.

وأشاد الحريري بوعي الشعب السوري وقيادات الثورة، مؤكداً أنهم “أذهلوا العالم، وأعطوا نموذجاً لنبذ العنف والانتقام، وأظهروا وجه الثورة الحقيقي”، مضيفاً أن السوريين “قدموا للعالم نموذجاً بالتسامح والوعي، سيكون مفخرة العرب في تاريخهم المعاصر، وعبرة للأجيال القادمة”.

ورأى أن “العبرة الأكبر هي المحافظة على ما أُنجز، وإكمال عرس الانتقال الحضاري للسلطة”، متطلعاً إلى تحويل “سوريا الأسد الغابرة، إلى سوريا الشعب والحرية”.

واختتم بيانه قائلاً: “الواقع أنّ سوريا والحرية حكاية ألم وأمل… فهي نداء الثورة الأول، وهي حكاية نضال شعب رفع لواء الحرية فقدّم دونها دمه، ويوم الحساب حقن الدماء، في واحدة من أعظم عِبَر التاريخ وأكثرها ألقاً ومجداً”. موجهاً التحية إلى “شهداء سوريا وأبطالها”، مضيفاً: “وقد قلنا في لبنان يوماً إلى اللقاء سوريا، وها قد التقينا لنجدد العهد ونحقق الوعد من أجل أبنائنا، من أجل حاضرنا، ومن أجل المستقبل”.

القدس العربي

———————————–

أول رسالة من حكومة سورية المؤقتة إلى مجلس الأمن بشأن توغل إسرائيل

14 ديسمبر 2024

طالبت الحكومة السورية المؤقتة مجلس الأمن بالتحرّك للجم إسرائيل

هذه أول رسالة موجهة إلى الأمم المتحدة من الحكومة السورية المؤقتة

“الخوذ البيضاء”: ما تقوم به إسرائيل يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون

تتصاعد الدعوات في سورية إلى وقف العدوان الإسرائيلي على البلاد، وإجبار قوات الاحتلال على الانسحاب من المناطق التي توغلت فيها أخيراً، حيث طالبت الحكومة السورية المؤقتة، مجلس الأمن الدولي، بالتحرك لإجبار إسرائيل على الوقف الفوري لهجماتها على الأراضي السورية، والانسحاب من المناطق التي توغلت فيها، في انتهاك لاتفاق فض الاشتباك الذي تم التوصل إليه عام 1974، والذي أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الأحد الماضي أنه انهار.

وفي رسالتين متطابقتين إلى المجلس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، قال سفير سورية لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك إنه يتصرف “بناء على تعليمات من حكومتي” لتقديم المطالب. ويبدو أن هذه هي الرسالة الأولى الموجهة إلى الأمم المتحدة من الحكومة السورية المؤقتة الجديدة. وتم توجيه الرسالتين بتاريخ 9 ديسمبر/كانون الأول، بعد يوم من الإطاحة بنظام بشار الأسد. وكتب السفير الضحاك “في الوقت الذي تشهد فيه الجمهورية العربية السورية مرحلة جديدة من تاريخها، يتطلع فيها شعبها إلى إقامة دولة حرية، ومساواة، وسيادة القانون، وتحقيق آماله في الرخاء والاستقرار، توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق إضافية من الأراضي السورية، في جبل الشيخ ومحافظة القنيطرة”.

وفي السياق نفسه، طالب الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، اليوم السبت، بـ”انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي السورية المحتلة”. وقال في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، إنه “في الوقت الذي يتوق فيه السوريون إلى السلام والأمان، وكانوا ينتظرون بفارغ الصبر هذه اللحظات التاريخية منذ نحو 14 عاماً، تشن إسرائيل هجمات تضرب حلمهم في بناء دولة حرة آمنة مستقرة، وتتوغل داخل المنطقة العازلة مع سورية وفي سلسلة من المواقع المجاورة لها في محافظتي القنيطرة وريف دمشق”.

وأضاف أن “ما تقوم به إسرائيل من غارات جوية تستهدف البنية التحتية، وتروّع المدنيين، واحتلال قواتها لأرض سورية، يمثل انتهاكاً صارخاً لكل القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن، وتعدياً على سيادة سورية وحق شعبها في العيش بأمن وسلام”. ودان الدفاع المدني الهجمات والاعتداءات على الأراضي السورية، مطالباً بوقفها وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من جميع الأراضي السورية المحتلة، محذراً في الوقت نفسه “من غياب موقف دولي حازم تجاه هذه الهجمات والاعتداءات غير المبررة على الأراضي السورية، والتي تؤدي إلى مزيد من التوتر في المنطقة، ومنع عودة الاستقرار في سورية”.

وحث الدفاع المدني في سورية مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، على اتخاذ ما يلزم لضمان الوقف الفوري لهذه الاعتداءات التي تهدد سلام المنطقة وتعمّق جراحها، داعياً “أصدقاء الشعب السوري إلى الوقوف بجانب السوريين أمام هذا التصعيد، والعمل على إيجاد آلية فاعلة تضمن حماية الشعب السوري ومساعدته لإعادة الاستقرار والإعمار”.

واحتل جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق من هذا الأسبوع، المرصد السوري على سفوح جبل الشيخ الشرقية، وأصدر وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس الجمعة، أمراً لقواته بالاستعداد للبقاء على جبل الشيخ خلال فصل الشتاء، معللاً ذلك بالأهمية الأمنية البالغة للبقاء نظراً إلى ما يحدث في سورية. وكان قد سبقه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى إعلان إلغاء اتفاق “فض الاشتباك” الموقع بين سورية وإسرائيل في عام 1974 بشأن الجولان المحتل، بينما تصدر بعض التصريحات عن المسؤولين الإسرائيليين تتحدث عن حماية الأقليات في الجنوب السوري، في إشارة إلى الطائفة الدرزية من التعصب الديني الذي تتهم به قوى الثورة.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

—————————

بيانات مزورة باسم الإدارة الجديدة في سورية/ عدنان علي

14 ديسمبر 2024

بعد السقوط المفاجئ لنظام بشار الأسد في سورية، وقع فراغ في الكثير من الإدارات العامة، ومنها وسائل الإعلام، وانتشرت أخبار مفبركة تنسب إلى “إدارة العمليات العسكرية” التي قادت الفصائل المسلحة إلى دمشق، أو إلى وزارة الإعلام السورية التي باتت تقدم في الأيام الأخيرة بيانات باسم الحكومة الجديدة.

وعلى الرغم أن “قيادة العمليات العسكرية” نبهت مراراً إلى ضرورة تجاهل أي معلومات لا تصدر عن حساباتها الرسمية في منصات التواصل الاجتماعي، فإن قرارات عدة منسوبة إلى الإدارة ووزارة الإعلام انتشرت على نطاق واسع في وسائل الإعلام المختلفة، من دون أن يجري تكذيبها كلها، ومنها خبر وصول وفد تركي – قطري إلى دمشق الذي تناقلته محطات إعلامية كبيرة، بينما تريث “العربي الجديد” في نشره، وتواصل مع وزير الإعلام في حكومة تسيير الأعمال التي تشكلت قبل أيام في دمشق، للتثبت من صحة الخبر.

وقال وزير الإعلام محمد العمر، لـ”العربي الجديد”، إن منصة “وزارة الإعلام السورية” التي نشرت الخبر ليست تحت سيطرة “إدارة العمليات العسكرية”، وما زال يديرها إعلاميون من النظام السابق، وتجري مفاوضات معهم لتسلمها.

 ومن البيانات المزورة المنسوبة إلى “إدارة العمليات العسكرية” تعميم نص على أنه “يمنع منعاً باتاً التعرض للإعلاميين العاملين في التلفزيون السوري والإذاعة السورية وصفحات التواصل الاجتماعي. يُمنع توجيه أي تهديد لهم تحت أي ظرف. الحبس لمدة سنة كاملة لكل من يخالف هذا القرار”.

وجاء قرار لاحق صدر الجمعة عن “إدارة العمليات العسكرية” متناقضاً مع هذا التعميم المزعوم. وجاء في القرار الجديد: “نؤكد أن جميع الإعلاميين الحربيين الذين كانوا جزءاً من آلة الحرب والدعاية لنظام الأسد الساقط، وساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في الترويج لجرائمه ومجازره ضد الشعب السوري، سيخضعون للمحاكمة العادلة ضمن إطار العدالة الانتقالية، التي تهدف إلى تحقيق الإنصاف ومحاسبة كل من تورط في انتهاكات جسيمة بحق أبناء شعبنا”.

وهناك أيضاً جملة من البيانات المزورة المنسوبة إلى الإدارة أو وزارة الاعلام، وينشرها في الحقيقة إعلاميون سابقون لدى النظام السوري، مثل تعميم يخص الضباط المنشقين والعساكر من النظام السابق، وتحديد كمية الخبز المسموح شراؤها، وفرض حظر تجول في بعض المحافظات، وأحكام بالسجن على كل من يستحوذ على أسلحة أو مستندات الدولة ولا يسلمها للجهات المعنية.

العربي الجديد

——————————–

اعتذار “مراسلة الجثث”…هل يقبله أطفال داريا؟

المدن – ميديا

السبت 2024/12/14

تداول ناشطون وصحافيون سوريون، منشوراً منسوباً إلى مراسلة التلفزيون السوري، ميشلين عازار، تنضم فيه إلى لائحة “المكوّعين” الذين غيروا مواقفهم السياسية بسرعة، من تأييد انتهاكات النظام السوري بحق المدنيين والترويج لها، إلى الوقوف إلى جانب الثورة السورية، مع سقوط نظام الأسد، قبل أسبوع.

وعازار ليست إعلامية عادية لدى النظام السوري، بل اشتهرت منذ العام 2012 بلقب “مراسلة الجثث” عندما صوّرت تقريراً بين جثث أطفال داريا، وأجرت مقابلة على الهواء مع سيدة أصيبت بقصف النظام السوري وسألت الأطفال عن شعورهم بينما كان أهلهم مقتولون وملقيّون قربهم على الأرض.

وكتبت عازار: “انتو بسجن صغير ونحن كنا بسجن كبير سامحونا. شو هالإجرام، شو هالوحشية. المشاهد الآتية من صيدنايا وبقية السجون تحكي ما لا يُحكى عن أي نظام اجرامي كان يحكمنا. ينتهك حرمه الإنسانية في كل لحظة. ينكل بهذه الوحشية بنفوس بريئة كل ذنبها رأيها. نخجل ونأسف أننا كنا واجهة لكل هالنظام المجرم بكل ما تعني الكلمة من معنى. أعتذر عن كل خبر عاجل. كل بيان عسكري. كل حوار. كل حرف قرأته كان يملى علينا من هذا النظام المجرم”.

وباتت عازار نموذجاً لإعلاميي النظام السوري بعد ذلك، حيث تم تقليدها من قبل مراسلين وناشطين حربيين بما في ذلك مراسلة قناة “سما” شبه الرسمية حينها، كنانة علوش، التي التقطت صور “سيلفي” مع الجثث في حلب.

وذكّر ناشطون بتاريخ عازار الطويل في التشبيح للنظام السوري، وتكريمها من قبل الرئيس المخلوع بشار الأسد العام 2012 بعد مجزرة داريا. وقالوا أن اعتذارها غير مقبول لأنها كانت شريكة في الجرائم ومحرضة على مزيد من القتل والدم بشكل مباشر، علماً أن النظام السوري شعر بالإحراج منها بعد العام 2013 مع تحولها إلى رمز إعلامي للوحشية الأسدية، وتم إبعادها عن الشاشة حتى العام 2018، عندما عادت للظهور على الشاشة كمذيعة ومراسلة، مع تعويم النظام حينها فكرة انتصاره على الحرب الكونية.

———————

الهروب إلى الفشل.. كيف فرّ الجامعيون من الخدمة في جيش الأسد؟/غدير برهوم

14 ديسمبر 2024

يكشف تحقيق “العربي الجديد” الاستقصائي كيف فر آلاف الطلاب الجامعيين، ومنتسبو الدراسات العليا من جيش الأسد، عبر الرسوب العمدي للهروب من الخدمة العسكرية الإجبارية.

– يبتسم سامر علي الطالب في السنة الأخيرة بكلية الحقوق في جامعة تشرين باللاذقية (335 كيلومتراً شمال غربي دمشق) حين يتذكر تمثيله أداء الامتحانات بينما يتعمد الإجابة بعشوائية، فهو “آت ليرسب”، إذ لا يعني التخرج له ولأصدقائه بداية حياة جديدة، بل قد يصبح نهايتها، بسبب السوق للخدمة العسكرية الإلزامية المفروضة على الرجال عند بلوغهم 19 عامًا، ولمدة عامين، لذا يسعون إلى الهروب من الخطر المحدق بهم، حتى لو كان عبر خسارة سنوات عمرهم رسوباً.

علي ورفاقه ليسوا بمفردهم، إذ يكشف التحقيق عن ظاهرة الرسوب العمدي لطلاب الجامعة ومنتسبي التعليم المفتوح، ومماطلة الخريجين في إنجاز رسائل الماجستير والدكتوراه من أجل تأجيل الخدمة العسكرية الإلزامية، عبر تحليل بيانات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومقارنتها بمستويات ما قبل عام 2011، والتي كشفت عن انخفاض في نسبة الخريجين الذكور مقارنة بالإناث اللائي لا يخضعن للتجنيد الإجباري، فبينما تخرج في العام الجامعي 2009-2010، بجامعة دمشق 14 ألفاً و820 طالباً وطالبة بلغت نسبة الذكور بينهم 45% بواقع 6.700 خريج و8.120 خريجة، وانخفضت النسبة بين الذكور لتصل إلى 39% في 2020-2021، من إجمالي 16 ألفاً و642 خريجاً وخريجة، بواقع 5.803 خريجين وعشرة آلاف و839 خريجة، بحسب آخر إحصائية حصل عليها “العربي الجديد”.

كذلك في جامعة حلب انخفضت نسبة الخريجين الذكور من 53% في عام 2009-2010 لتصل إلى نحو 38% في 2020-2021، من إجمالي 6384؛ من بينهم 2433 خريجًا و3951 خريجة.

مشهد جامعي مؤطر بقواعد التجنيد

في نهاية العام الدراسي، يسأل مئات الراسبين، عبدالله يوسف عضو الهيئة الإدارية الطلابية لجامعة دمشق (تعمل تحت إشراف الاتحاد الوطني لطلبة سورية)، إن كان يحق لهم تأجيل الخدمة العسكرية، و”الظاهرة في تزايد سنوياً”، كما يقول.

لذا لم تعد الرغبة الشخصية وحاجة سوق العمل والأسباب الذاتية الأخرى، دافعاً قوياً وراء اختيار الطلاب لتخصصهم الدراسي بل انضم إلى كل ما سبق قواعد الخدمة العسكرية أيضاً، كما يقول الطالب محمد عبدالله، والذي يدرس الهندسة في جامعة حلب لـ”العربي الجديد”، مشيراً إلى أن أفضل تخصص هو ما يمنحهم المزيد من سنوات التأجيل. يضيف: “كثيرون يختارون الهندسة لاستطاعتهم التأجيل حتى عمر 27 عاماً، ثم يخدم المهندس سنة ونصف حسب آخر قرار ضابطاً لا مجنداً، عكس الكليات الأخرى كالآداب والعلوم وغيرها، فخريجوها يخدمون سنوات أطول”.

وقواعد التأجيل الدراسي يحددها المرسوم التشريعي رقم 30 الصادر في 3 مايو/أيار 2007 المتضمن قانون “خدمة العلم” والمادة العاشرة من المرسوم التشريعي 12 لسنة 2019، بـ”ألا يتجاوز عمر الطالب 24 سنة في المعاهد التي تكون مدة الدراسة فيها سنتين، و25 سنة في المعاهد التي تكون مدة الدراسة فيها ثلاث سنوات، و26 سنة في الكليات ذات الأربع سنوات، و27 سنة في الكليات ذات الخمس سنوات، و29 سنة في كلية الطب البشري، وتؤجل الخدمة لطلاب الدراسات العليا حتى عمر 28 سنة لطلاب الدبلوم التأهيلي والتخصص و37 سنة لطالب الدكتوراه الحاصل على شهادة الدراسة العامة أو التخصصية أو الفرعية”.

لكن “عادةً ما توجد تعقيدات وحالات تستوجب الرجوع للموظفين ذوي الخبرة” يقول عبد الله يوسف، ويجمل الحدود الزمنية للتأجيل بأنه: “في السنة الجامعية الأولى يعتبر مستنفداً (لا يحق له التأجيل) من يرسب عامين متتاليين، وطالب السنة الثانية يستنفذ عندما يتم أربع سنوات في الجامعة ولم يترفع للسنة الثالثة، ويستنفد طالب السنة الثالثة حين يتم خمس سنوات جامعية دون الترفع للخامسة، أما طالب السنة الرابعة فيستنفد حين يتم ثماني سنوات جامعية ولم يتخرج بعد”.

طرق أخرى للتخلص من الخدمة الإلزامية

يلجأ سوريون إلى تسجيل أنفسهم في برامج التعليم المفتوح سعياً لسنوات تأجيل أكثر، ومن بينهم كريم حسين الذي يدرس الاقتصاد في البرنامج المتاح بجامعة طرطوس إلى جانب دراسته في معهد فني صحي حتى يجد فرصة للسفر، ويتسق الأمر مع بيانات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي تؤكد تزايد عدد الطلاب الذكور المسجلين في نظام التعليم المفتوح مقابل انخفاض الخريجين؛ ففي عام 2013-2014 سجل 122 ألفاً و558 طالباً في نظام التعليم المفتوح وسجل 122 ألفاً و491 طالباً في 2014-2015 (آخر عام جامعي تم إحصاؤه) تخرج منهم فقط ثلاثة آلاف و254 شاباً، وهي زيادة كبيرة في عدد المسجلين في حال مقارنتها مع بيانات عام 2010-2011، إذ سجل 80 ألفاً و797 طالباً في التعليم المفتوح، تخرج منهم خمسة آلاف و196 شاباً.

وللسبب ذاته، يوقف طلاب تسجيلهم الجامعي مؤقتاً، من بينهم عامر سليم ويعمل حالياً مندوب مبيعات في دولة الإمارات، بعدما تخرج في كلية الهندسة الزراعية بجامعة حلب، ويقول إنه أوقف تسجيله خلال سنوات الدراسة “فلا يُحتسب ضمن سنوات الرسوب، وهكذا يصبح لديّ مرونة أكبر في التأجيل، فحسب القانون أستنفد في السنة الثالثة حين أتم خمس سنوات جامعية دون ترفع، لكنّ إيقاف التسجيل بين هاتين السنتين منحني سنة تأجيل إضافية”، وهو نهج قانوني بموجب قرار مجلس التعليم العالي الحكومي رقم 48 لعام 2006 الذي يجيز ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ إيقاف ﺗﺴﺠﻴﻠﻪ ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻃﻠبه، وتؤكد “سكينة” (اسم مستعار لموظفة في شعبة التجنيد الوسيطة في دمشق؛ المسؤولة عن إدارة وتنسيق عمليات التجنيد الإلزامي والاحتياطي) أحقية الطالب الجامعي في تأجيل لمدة عام واحد بعد إيقاف التسجيل لسنة واحدة، ويرفض طلب التأجيل إذا أوقف التسجيل سنتين متتاليتين.

الدراسات العليا باب خلفي للتأجيل

لدى طلاب الدراسات العليا مسار يتيح سنوات تأجيل أطول، وهذا هو الهدف الوحيد الذي دعا مهند محمد (25 عاماً)، لدراسة الماجستير في جامعة حلب كما يؤكد لـ”العربي الجديد” ويضيف: “بما أنّ كليتي أربع سنوات أستطيع التأجيل حتى الثلاثين، وأجلتُ في السنة الأولى مرتين؛ الأولى بشكل روتيني والثانية رسبت عمداً”.

ما سبق تؤكده دراسة “أثر الأزمة في سورية على التعليم العالي – حالة جامعة تشرين نموذجاً” للباحثين أيمن العشوش وسوزانا خضرة المنشورة في مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية مارس/آذار 2019، إذ انعكست تداعيات الأزمة السورية على عدد الأبحاث الجامعية المسجلة في مقابل تلك المنجزة “بسبب رغبة بعض الطلاب تأجيل التحاقهم بالخدمة العسكرية من خلال استكمال دراساتهم العليا”.

وتتسق نتائج الدراسة مع أخرى ميدانية للباحثين بيان خليفة وأسامة دخان وسليمان موصلي بعنوان “الماجستير في ظل الأزمة: الدوافع البارزة لطلاب جامعة دمشق للتسجيل في برنامج الدراسات العليا” نشرت في “المجلة الدولية للإدارة التربوية” (دورية بريطانية ربع سنوية) في مايو 2018 وقابل خلالها الباحثون 11 طالب ماجستير بالجامعة، ووجدوا أن الرغبة في تأجيل الخدمة العسكرية سبب رئيسي دفعهم لدراسة الماجستير.

ما توصلت إليه الدراستان يتضح عبر مقارنة بيانات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لرسائل الماجستير المنجزة في سنوات ما قبل 2011، والتي عكست تفوقاً واضحاً للذكور على الإناث بنسب 63.4% للذكور في عام 2006-2007 و65.6% لعام 2007-2008 و65.4% لعام 2008-2009، بينما عقب الأزمة انقلب ليسجل عام 2010-2011 تفوقاً للإناث بنسبة 53.2% وفي 2015-2016 وهو آخر عام تم إحصاؤه تفوقت الإناث بنسبة 50.2% من مجمل الرسائل المنجزة، ما يعني أن الذكور يسجلون الرسائل ولا يتمونها تهرباً من السوق للخدمة الإلزامية.

كيف أثرت الظاهرة على سوق العمل؟

قدرت دراسة أعدت لصالح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) في سورية أغسطس/آب 2018، الانخفاض في حجم قوة العمل في المنشآت التي شملتها الدراسة بنحو 51% من حجمها قبل الأزمة، وهي نسبة متسقة مع بيانات المكتب المركزي السوري للإحصاء (حكومي)، التي توثق تناقص نسبة المشتغلين الذكور الجامعيين في القطاعين الحكومي والخاص مقارنة بعام 2011-2012 الذي شهد توظيف 199 ألفاً و635 شاباً في القطاع الحكومي من أصل 320 ألفاً و232 وظيفة، بنسبة 62%، وهذه النسبة انخفضت في 2019-2020 إلى 51% بواقع 175 ألفاً و287 شاباً من أصل 341 ألفاً و793 وظيفة، ووصلت نسبة الذكور الجامعيين في القطاع الحكومي إلى أدنى مستوى لها بـ 43% في عام 2022-2023، وفي القطاع الخاص انخفضت نسبة الجامعيين الذكور من 80% في عام 2011-2012 إلى 67% عام 2019-2020 واستمرت النسبة في الانخفاض لتسجل 65% عام 2022.

الانخفاض هذا ألقى بظلاله على سوق العمل التي باتت تفتقر للذكور الجامعيين، كما يلاحظ محمد توفيق ويعمل مديراً لمعمل أدوية بدمشق، قائلاً لـ”العربي الجديد”: “80% من العاملين لدي في الأعمال الإدارية والمكتبية والدعائية إناث، وفي مجال كالدعاية الطبية، يوجد 9 إناث من كل 10 مندوبين، بينما كانت قبل الأزمة 6 من 10”.

ويضيف: “نعاني حتى نجد شاباً حين تتطلب طبيعة العمل ذلك، على سبيل المثال 70% من العاملين الذكور في المستودعات فوق الخمسين، بعدما كانت الأغلبية شباناً قبل 2011″، أما محمد علي وهو صاحب شركة للأدوات المنزلية في حلب، فأكد لـ”العربي الجديد” أنه لاحظ الظاهرة منذ عام 2017، إذ عمل معه ستة شبان في سنة التخرج من كليتي التمريض والهندسة، قالوا إنهم رسبوا عمداً لتوفير مبالغ مالية تمكنهم من الإنفاق على أنفسهم في حال التحاقهم بالخدمة الإجبارية، أو عدم تأمين عقد عمل خارج البلاد.

التعذيب النفسي آثاره لا يمحوها الزمن

ولا يمكن لوم الطلاب على الرسوب العمدي تأجيلا للتجنيد، فالأجدر إلقاء المسؤولية على النظام، كما يقول أفرام فؤاد، (اسم مستعار لأستاذ بجامعة حلب خوفا على سلامته) فالجامعات صارت مؤسسات أمنية وسياسية، ومن هنا “الواقع التعليمي تغير ونظرة المجتمع للرسوب تغيرت من عار ووصم إلى ذكاء وبعد نظر، ومن حفرةٍ ينبغي تجنبها إلى وسيلة لتحقيق هدف”، فيما يرجع الأستاذ المساعد في جامعة البعث بحمص وائل منير تنامي الظاهرة إلى “ضيق الأفق وانعدام الأمل من الوضع الاقتصادي المزري، فالطلاب مدفوعون برغبتهم في السفر لتحسين معيشتهم”.

العربي الجديد

—————————–

قطر الخيرية: 40 شاحنة مساعدات عبر الحدود التركية إلى سورية

14 ديسمبر 2024

أعلنت جمعية قطر الخيرية، تسيير أولى قوافل المساعدات الإنسانية المتوجهة إلى الأراضي السورية عبر الحدود التركية، لافتة إلى أن الدفعة الأولى التي انطلقت اليوم السبت تضم 40 شاحنة، محملة بكميات من الطحين الذي سيوزع على الأفران والأسر المتضررة، والسلال الغذائية التي تشتمل على المواد التموينية الأساسية، إضافة إلى حقائب الملابس الشتوية، وسلال النظافة الشخصية، والمواد غير الغذائية، والمواد والمستهلكات الطبية، وتقدر تكلفتها بنحو 4.1 ملايين ريال، ما يعادل 1.13 مليون دولار.

وقال مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع العمليات الدولية بجمعية قطر الخيرية نواف الحمادي، في كلمة خلال حفل التدشين، قرب الحدود التركية السورية، “إن مساعدات القافلة التي تنطلق أولى شاحناتها، اليوم السبت، تندرج في إطار حملة “إحياء الأمل” التي أطلقتها قطر الخيرية بالتزامن مع عودة الكثير من أبناء الشعب السوري من اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم التي اضطروا لمغادرتها قبل سنوات، وذلك لمساعدتهم على الاستقرار في ظروف طبيعية مناسبة، ودعم آمالهم بمستقبل أفضل، وتحقيق حياة كريمة تليق بهم، بعد أزمة طويلة عانوا منها”.

قطر الخيرية ملتزمة بدعم المتضررين

وبحسب بيان الجمعية، أشار الحمادي أن القافلة تؤكد التزام قطر الخيرية المتواصل بتقديم الدعم الإنساني للمتضررين من أبناء الشعب السوري بسبب الأزمة التي عانوها منذ أكثر من 13 عاماً، والإسهام في سد النقص في الاحتياجات الأساسية في مجالات الغذاء والمواد الطبية ومستلزمات النظافة الشخصية والمأوى والملابس لمواجهة برد الشتاء.

يشار إلى أنه يوم الثلاثاء الماضي، وصلت أول طائرة تابعة للقوات المسلحة القطرية إلى مدينة غازي عنتاب التركية، تحمل مواد غذائية وطبية ومستلزمات إيواء، مقدمة من صندوق قطر للتنمية، وذلك ضمن جسر جوي تسيره دولة قطر، لإغاثة السوريين، والمساهمة في معالجة أوضاعهم الإنسانية.

وتشير تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إلى وجود أكثر من 16 مليون شخص في سورية يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وأن نحو مليون شخص نزحوا من عدة مدن سورية منذ 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وحتى الآن معظمهم من النساء والأطفال.

العربي الجديد

——————————-

سورية: “قسد” تعتقل متظاهرين في الرقة وسط توتر شديد يسود المحافظة/ سلام الحسن و محمد كركص

14 ديسمبر 2024

تشهد مدينة الرقة وريفها، الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، توتراً أمنياً شديداً، في ظلّ حملة اعتقالات تشنها “قسد” بالاشتراك مع قوى الأمن الداخلي (الأسايش) تطاول المشاركين في الاحتجاجات ضدها، نتيجة ممارساتها القمعية وقتل المتظاهرين المُطالبين بالحرية، وذلك بعد يوم كامل مع قطع شبكات الاتصال والإنترنت عن المحافظة.

وقال الناشط محمود الرقاوي (اسم مستعار)، وهو أحد نشطاء مدينة الرقة، لـ”العربي الجديد”، إن “الوضع في محافظة الرقة متوتر جداً.. وهناك حالة احتقان لدى أهالي مدينة الرقة وريفها، مع توخي الحذر من الأساليب القمعية الوحشية التي تمارسها عصابات قسد”. وأكد الرقاوي أن “قسد في الوقت الحالي تتبع نهج نظام الأسد السابق (نكون أو لا نكون) لدرجة أنه بعد إعلان فرض حظر التجول الليلي أي شخص تشاهده قوات قسد في الشوارع يتم اعتقاله بشكلٍ تعسفي”.

وأشار الناشط السوري إلى أن “المظاهرات حالياً توقفت في مدينة الرقة وريفها بسبب التشديد الأمني من قبل قوات قسد بعد اعتقال عشرات المتظاهرات خلال عمليات مداهمة ليلية طاولت أحياء المدينة والقرى والبلدات المحيطة، إضافة إلى مقتل خمسة متظاهرين وجرح حوالي 40 برصاص قوات قسد خلال الأسبوع الفائت، مع نشر حواجز أمنية على معظم مفارق الطرقات بهدف منع الوصول إلى الساحات للتظاهر”.

الاحتلال يعزز قواته في الجولان السوري المحتل، 11 ديسمبر 2024 (مصطفى الخاروف/الأناضول)

ولفت الرقاوي، إلى أن “قسد قطعت يوم أمس الجمعة شبكات الاتصال والإنترنت عن كامل مدينة الرقة، بهدف منع خروج أهالي المحافظة للاحتفال بجمعة النصر، التي شارك فيها مئات آلاف السوريين في مختلف المحافظات السورية”.

في غضون ذلك، بينت أسماء، التي رفضت الكشف عن هويتها الكاملة لأسباب أمنية، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن “مطالب أهالي الرقة أن تكون سورية واحدة موحدة من دون أي تقسيم، تتبع لحكومة دمشق، مع إلغاء الحواجز والحدود الإقليمية مع باقي المحافظات، وإلغاء الكفالات للوافدين إلى المحافظة، وإلغاء الضرائب والإتاوات التي تفرضها قسد على الشعب”.

—————————–

المعارضة السورية خططت منذ عام لإطاحة نظام الأسد

14 ديسمبر 2024

نقلت صحيفة ذا غارديان البريطانية عن قيادي عسكري سوري معارض، الجمعة، قوله إن فصائل المعارضة كانت تخطط منذ عام لإطاحة الرئيس بشار الأسد. وأشار أبو حسن الحموي، القيادي في هيئة تحرير الشام والقائد السابق لجناحها العسكري، للصحيفة، إلى أنه بعد إضعاف هيئة تحرير الشام في عملية عسكرية لقوات النظام عام 2019، أدرك الفصيل العسكري أن “المشكلة الأساسية كانت غياب القيادة الموحدة والسيطرة في المعركة”.

ولتصحيح هذه الأخطاء، بدأت هيئة تحرير الشام العام الماضي، بحسب ما يقول الحموي في مقابلة مع “ذا غارديان”، بالاستعداد لعملية للرد أطلق عليها اسم “ردع العدوان” لإطاحة الأسد، إذ عززت الهيئة سيطرتها على فصائل المعارضة في شمال غرب سورية ودربت قواتها الخاصة وطورت “عقيدة عسكرية شاملة”.

وبعد ذلك، حاولت هيئة تحرير الشام توحيد المقاتلين المعارضين في جنوب سورية الذي كان تحت سيطرة الأسد على مدى السنوات الست الماضية، لإنشاء “غرفة حرب موحدة”، وفقاً لـ”ذا غارديان”. وقد جمعت “غرفة الحرب” قادة 25 فصيلاً معارضاً بإمكانهم توجيه الهجوم على الأسد من الجنوب مع تقدم هيئة تحرير الشام من الشمال، ليتم التجمع في العاصمة دمشق، معقل الأسد.

وحلّت لحظة إطلاق العملية في أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني مع تشتت قوى إيران وروسيا الحليفتين لسورية. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، نجحت الفصائل في دخول دمشق بعد سيطرتها على مدن حلب وحماة وحمص في الشمال، ما دفع الأسد إلى الفرار من البلاد وإنهاء خمسة عقود من الحكم الديكتاتوري والعنيف الذي مارسته عائلته.

وقال الحموي: “كان لدينا اقتناع مدعوم بسابقة تاريخية: إن دمشق لا يمكن أن تسقط حتى تسقط حلب”. وأضاف: “كانت قوة الثورة السورية متركزة في الشمال، واعتقدنا أنه بمجرد تحرير حلب، يمكننا التحرك جنوباً نحو دمشق”. وتضمنت الخطة أيضاً تطوير أسلحة أفضل لمواجهة الأسلحة المتطورة التي قدمتها طهران وموسكو إلى قوات النظام.

وقال الحموي: “كنا بحاجة إلى طائرات مسيّرة للاستطلاع، وأخرى هجومية وانقضاضية، مع التركيز على المدى والتحمّل”. وقد بدأ إنتاج الطائرات المسيّرة بداية عام 2019. وسمى الحموي طائرة “شاهين” المسيّرة المتفجرة أو “الانتحارية” التي تتميز بدقتها وقوتها. ووفقاً للصحيفة، فقد استُخدِمَت طائرة “شاهين” لأول مرة ضد قوات الأسد هذا الشهر، ما أدى إلى تعطيل مركبات المدفعية التابعة لها.

(فرانس برس)

———————————–

لماذا اختار الأسد روسيا وجهة للفرار.. وهل أصبح بأمان؟/ مصطفى محمد

السبت 2024/12/14

منذ لحظة ورود الأنباء الأولية عن وصول رئيس النظام المخلوع بشار الأسد إلى روسيا بعد سقوط نظامه، وموسكو تتعاطى مع الأمر بالغموض، وتحديداً لجهة نوع اللجوء الذي منحته له.

انتظرت روسيا أكثر من يوم بعد سقوط النظام، قبل أن تؤكد رسمياً على لسان نائب وزير خارجيتها سيرغي ريابكوف أن “الأسد بضيافتها”، من دون أن يستفيض المسؤول الروسي أكثر عن نوع اللجوء الذي مُنح للأسد.

لماذا اختار روسيا؟

ويؤكد المحلل السياسي المقرب من الكرملين، رامي الشاعر لـ”المدن”، أن لجوء الأسد إلى روسيا كان ضمن ترتيبات الساعات الأخيرة قبل سقوط حكمه.

ويضيف أن “روسيا اضطرت إلى أخذ قرار استثنائي باستضافة الأسد، لتجنب حدوث مواجهات عسكرية، في حال صدور أوامر منه للجيش بقتال الفصائل ومنعها من دخول العاصمة دمشق، بعد سقوط حمص”. ويقول إن “روسيا بقبولها استضافة الأسد، جنّبت البلاد إراقة الدماء، وعلى أساس ذلك تم الاتفاق على تنحي الأسد، دون أوامر للجيش بمواجهة الشعب السوري”.

وقبل سقوط النظام، بدأت الاتهامات تخرج لروسيا بـ”بيع النظام”، وعليه كانت التوقعات تصب في استبعاد الأسد خيار الذهاب إلى روسيا، خشية تكرار السيناريو ذاته.

مع ذلك، فضّل الأسد روسيا، بسبب عدم توفر خيارات أخرى أمامه، ويدعم ذلك المعلومات التي كشفتها وكالة “رويترز” حول تفضيل الأسد اللجوء إلى الإمارات، لكن الأخيرة رفضت طلبه خوفاً من ردود الفعل الدولية.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي المختص بالشأن الروسي طه عبد الواحد، أن الإمارات لا تستطيع استضافة الأسد، لأنها تحت المظلة الغربية، وهي ليست بوارد الدخول في أزمة مع الغرب، علماً أنها من المراكز الاقتصادية الدولية الهامة”.

حسابات بوتين

ويضيف عبد الواحد لـ”المدن”، أن “وقوع الخيار على روسيا لإيواء الأسد الهارب، كان مكان اتفاق كل الأطراف المعنية بالشأن السوري، بعد أن بدأت ملامح انهيار النظام تلوح مع سيطرة الفصائل على مدينة حلب”.

واستضافة الأسد في روسيا، بحسب عبد الواحد، تخلق انطباعاً بأن روسيا بقيادة فلاديمير بوتين لا تتخلى عن الحلفاء، مضيفاً “نحن أمام حسابات بوتين الدولية، بمعنى أنه يمكن الوثوق بالحليف الروسي”.

وثمة حسابات أخرى، تعود إلى مكانة روسيا الدولية، ويقول عبد الواحد: “روسيا دولة عظمى، ولديها خلافات كبيرة مع الغرب، ولن يشكل وجود الأسد عندها مشكلة كبيرة”.

هل تقايض روسيا بالأسد؟

في رده على سؤال عما إذا كانت موسكو ستسلم الأسد للمحاكمة، أشار سيرغي ريابكوف  إلى أن بلاده “ليست طرفاً في الاتفاقية التي أسست المحكمة الجنائية الدولية”، رغم أنه كان من المتوقع أن يرد بـ”لا”، ليبدو وكأن روسيا لا تريد إغلاق الباب أمام مقايضة الأسد بمصالحها في سوريا الجديدة.

قراءة يتفق معها طه عبد الواحد بقوله: “ربما مع بعض المتغيرات في الظرف الدولي، قد تغير روسيا تعاملها في مسألة حماية الأسد”.

واللافت من وجهة نظر رامي الشاعر، عدم صدور مرسوم من بوتين يحدد وضع لجوء الأسد في روسيا، ما يعني أن “وضع الأسد لا زال مؤقتاً في روسيا، واحتمال انتقاله إلى بلد آخر يبقى وارداً”.

لكن رغم المعطيات السابقة، يقلل الشاعر من وجود مخطط روسي حول “مقايضة” الأسد، مرجعاً ذلك إلى “التقاليد السياسية الروسية التي لا تلجأ إلى صفقات مقايضة في بناء علاقتها الخارجية، بل على القوانين الدولية”، على حد تأكيده.

المدن

———————–

تركيا تقرّ بالتدخل لإسقاط الأسد..وروسيا تبدأ الانسحاب من سوريا

السبت 2024/12/14

أقر وزير الخارجية التركية هاكان فيدان بتدخل بلاده في عملية إسقاط نظام الأسد، وذلك عبر إقناع روسيا وإيران بعدم التدخل عسكرياً، لصالح رئيس النظام المخلوع بشار الأسد.

يأتي ذلك فيما كشفت صور أقمار صناعية عن بدء القوات الروسية تفكيك معداتها العسكرية تمهيداً لشحنها نحو روسيا، بينما كشفت وكالة تاس” الروسية، عن حصول موسكو على “ضمانات مؤقتة” للإبقاء على قاعدتي طرطوس البحرية، وحميميم الجوية في اللاذقية، على الساحل السوري.

تدخل تركي

وقال فيدان خلال مقابلة مباشرة مع قناة “إن تي في” التركية، ليل الجمعة، إن أنقرة أقنعت روسيا وإيران بعدم التدخل عسكرياً لصالح النظام السوري، ضد هجوم الفصائل المعارضة، والذي أدى للإطاحة به، وفرار رئيسه بشار الأسد خارج البلاد.

وأضاف فيدان في تعليقه على الأيام الأخيرة التي شهدت إسقاط نظام الأسد، “أفسحنا المجال أمام ضمان انتهاء العملية دون إراقة دماء وبأدنى الخسائر البشرية، من خلال مواصلة المفاوضات مع لاعبين مهمين قادرين على استخدام القوة (روسيا وإيران)”.

وتابع أن “الأمر الأكثر أهمية قضى بالتحدث إلى الروس والإيرانيين والتأكد من أنهم لن يتدخلوا عسكرياً في المعادلة. لقد تحدثنا إلى الروس والإيرانيين وقد تفهموا (…) لقد أدركوا أن هذا الأمر لم يعُد له أي معنى”.

وأكد الوزير التركي أن الأسد لو تلقى دعماً من روسيا وإيران، “لاستغرق انتصار المعارضة وقتاً طويلاً، وكان هذا الأمر سيكون دموياً”. وأردف: “لكنّ الروس والإيرانيين أدركوا أن هذا الأمر لم يعد له أي معنى. الرجل الذي استثمروا فيه لم يعد رجلاً (يستحق) الاستثمار، كما أن الظروف في المنطقة والعالم، لم تعد هي نفسها”.

فتح السفارة التركية

وأعلن فيدان خلال المقابلة أن سفارة أنقرة في دمشق، ستستأنف العمل اعتباراً من اليوم السبت، موضحاً أن طاقم السفارة ورئيس البعثة الذي عيّن الخميس، “غادروا” الجمعة، الى دمشق.

ولفت إلى أن تركيا أبلغت إسرائيل بضرورة الابتعاد عن استفزازاتها باحتلال أراضٍ في الجولان السوري، وخطورة هذه الاستراتيجية، مضيفاً أن سوريا لديها حكومة وطنية، ولا تعترف بوحدات حماية الشعب الكردية، ولا غيرها من القوى، “وستستعيد سيادتها ووحدة ترابها”.

نقل معدات روسية

في غضون ذلك، قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن صور أقمار اصطناعية، أظهرت بدء روسيا بتفكيك معداتها العسكرية في سوريا، مضيفةً أن عمليات التفكيك شملت مروحيات ومنظومة الدفاع الجوي “إس-400″، وذلك تمهيداً لنقلها من سوريا إلى الأراضي الروسية.

بدورها، قالت وكالة الأنباء الألمانية إن روسيا تجري كافة الاستعدادات اللازمة لإخلاء قواعدها العسكرية في سوريا بشكل كامل. وأضافت الوكالة استناداً إلى مذكرة داخلية من وزارة الدفاع الألمانية، أن وحدة البحرية الروسية في البحر المتوسط غادرت بالفعل ميناء طرطوس على الساحل السوري.

ضمانات مؤقتة

في الاثناء، قالت وكالة “تاس” الروسية نقلاً عن مصدر مطلع، إن موسكو حصلت على “ضمانات مؤقتة” بالإبقاء على قاعدتي طرطوس البحرية وحميميم الجوية في اللاذقية، المطلتين على البحر الأبيض المتوسط، واستمرار عملهم بشكل اعتيادي، وذلك من خلال مفاوضات بين موسكو والسلطات الجديدة في سوريا.

وقال المصدر إن المعارضة السورية أحكمت السيطرة الكاملة على مدينتي اللاذقية وطرطوس، لكنها لم تعترض القاعدتين الجوية والبحرية، “بأي شكل من الأشكال”.

——————–

الحكومة المؤقتة تعد بمحاكمة إعلاميي الأسد الحربيين

السبت 2024/12/14

قالت وزارة الإعلام في حكومة تصريف الإعلام السورية، أن جميع الإعلاميين الحربيين الذين كانوا جزءاً من آلة الحرب والدعاية لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، سيخضعون للمحاكمة العادلة.

وذكرت الوزارة في بيان نقلته وسائل إعلام محلية، أن “جميع الإعلاميين الحربيين الذين كانوا جزءاً من آلة الحرب والدعاية لنظام الأسد، وأسهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في الترويج لجرائمه ومجازره ضد الشعب السوري، سيخضعون للمحاكمة العادلة”.

وأضافت الوزارة أن المحاكمة العادية هي ضمن إطار العدالة الانتقالية، التي تهدف إلى تحقيق الإنصاف ومحاسبة كل من تورط في انتهاكات جسيمة بحق أبناء الشعب، وذلك بعد أقل من أسبوع على سقوط النظام السوري، وهروب بشار الأسد إلى موسكو.

ومنذ انطلاق الثورة السورية العام 2011، برز إعلاميون حملوا رواية النظام السوري، وشاركوا في تغطية معارك قواته في مناطق عديدة، واتُهموا بإسهامهم في تزييف وتضليل الحقائق، والتشجيع على قتل المدنيين، والتصوير بين الجثث والتحريض على مزيد من الدماء فيما قام بعضهم بمرافقة جيش النظام وإطلاق القذائف من الدبابات والبراميل المتفجرة من الطائرات، في تقارير بثها التلفزيون الرسمي.

——————————

بدأ الاحتلال وضع اللبنة الأولى لاحتلال مفتوح لأراضٍ سورية/ محمد أمين

تستغل إسرائيل الظروف لتدمير ما تبقّى من مقدرات سورية العسكرية

دمرت الغارات الإسرائيلية سلاح البحرية السوري بشكل شبه كامل

في إطار استغلاله للأوضاع التي تمر بها سورية، وعدم قدرة إدارة العمليات العسكرية، التي تولت زمام الأمور في دمشق على الرد، سواء عسكرياً أم سياسياً، بدأ الاحتلال الإسرائيلي وضع اللبنة الأولى لاحتلال مفتوح لأراضٍ سورية، عبر تهجير أهالي قرى في ريف القنيطرة فيما نقل إعلام عبري عن أوساط الجيش قناعة جنرالاته بأن تدمير الدفاعات الجوية السورية “فرصة لمهاجمة المنشآت النووية في إيران”. وكل الجرائم الإسرائيلية في سورية، قصفاً واحتلالاً وتهجيراً، نالت دعماً أميركياً مطلقاً عبّر عنه كل من مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ووزير الخارجية أنطوني بلينكن.

وفي حين تستغل إسرائيل الظروف وغياب الاستقرار لتدمير ما تبقّى من مقدرات سورية العسكرية، ومنع قيام جيش سوري قوي مستقبلاً، فإن الأوضاع التي باتت فيها سورية بعد فرار بشار الأسد يوم الأحد الماضي، والتحديات التي تواجهها الإدارة العسكرية الجديدة التي لم تستطع حتى الآن بسط سيطرتها على كامل الأراضي السورية، هي عوامل تمنع أي رد من هذه السلطات. وتوغلت قوات الاحتلال في الجنوب السوري عدة كيلومترات، بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أيام أن اتفاق فض الاشتباك المبرم في 1974 بين سورية وإسرائيل ملغى.

تهجير قرى في القنيطرة

وذكرت مصادر متطابقة أن الجيش الإسرائيلي أجبر المدنيين على إخلاء منازلهم في بلدتي الحضر والحميدية بريف القنيطرة ما أثار حالة من الخوف والهلع بين الأهالي، ودفعهم إلى النزوح نحو المناطق المجاورة. كما ذكر “تلفزيون سوريا” أمس الخميس أن “جيش الاحتلال دخل الأطراف الغربية لبلدة جباتا الخشب بريف القنيطرة وطالب الأهالي بتسليمه ما لديهم من أسلحة”، مشيراً إلى أن “جيش الاحتلال الإسرائيلي هجّر أهالي قرية الحرية بالكامل بعد الاستيلاء عليها”. وقال مصدر إسرائيلي مطلع لوكالة الأناضول إن “قوات الجيش الإسرائيلي منتشرة في المنطقة العازلة على الحدود مع سورية، بين كيلومترين و10 كيلومترات”، غير أن المصدر رفض تحديد القرى السورية بالمنطقة العازلة وما إذا كانت تضم قرى في القنيطرة التي ينتشر فيها الجيش لـ”اعتبارات أمنية”.

الجيش الإسرائيلي أجبر المدنيين على إخلاء منازلهم في بلدتي الحضر والحميدية بريف القنيطرة

وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي كشفت، مساء أول من أمس الخميس، أن الجيش “يستعد لإقامة طويلة الأمد في الأراضي السورية” التي تم احتلالها إثر انسحاب قوات النظام السوري من مواقعها في المنطقة العازلة مع الجولان. ولفتت إلى أن “الجيش الإسرائيلي شرع بتحويل المواقع العسكرية السورية التي تم احتلالها من قبل مقاتلي كتيبة 101 من وحدة المظليين، دون أن تُطلق أي رصاصة إثر انسحاب قوات النظام السوري بعد هروب الأسد، إلى مواقع عسكرية إسرائيلية”. وأوضحت أن “الجيش الإسرائيلي بدأ بتأسيس بنية تحتية لوجستية شاملة، حيث تم إحضار حاويات تحتوي على خدمات مثل الحمامات، والمطابخ، وحتى المكاتب الخاصة بالضباط”، مرجحة أن “يتوسع النشاط ليشمل أعمدة اتصالات”. وأوضحت أن “الجيش الإسرائيلي أحكم سيطرته على المناطق الحيوية في المنطقة، واحتلال قمم التلال التي تكشف مساحات واسعة من سورية، خاصة في المناطق الحدودية، وأقام حواجز عسكرية في التقاطعات داخل القرى السورية، كالحواجز المنتشرة في الضفة الغربية”. وذكرت أنه في بعض المواقع، تجاوز الجيش الإسرائيلي المنطقة العازلة، وسيطر على مواقع في مناطق سورية قرب المنطقة الحدودية تقع خارج منطقة فض الاشتباك، يعتبر أنها “استراتيجية للتحكم والتصدي للتهديدات القادمة من الداخل السوري”.

وشدد نتنياهو، خلال اجتماع مع مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أمس الخميس، على أن إسرائيل ستواصل سيطرتها على المنطقة العازلة مع الجولان حتى “يتم تشكيل قوة فعالة تعمل على تطبيق” اتفاقية فض الاشتباك وفصل القوات الموقعة عام 1974. وقالت الحكومة الإسرائيلية، في بيان، إن “نتنياهو أكد خلال الاجتماع أن إسرائيل ستفعل كل ما يلزم لحماية أمنها من أي تهديد، ولذلك أمر الجيش الإسرائيلي بالسيطرة المؤقتة على المنطقة العازلة في سورية حتى يتم تشكيل قوة فعالة تطبق اتفاقية فصل القوات لعام 1974”. وشدد نتنياهو، بحسب البيان، “على ضرورة تقديم المساعدة للأقليات في سورية ومنع الأنشطة الإرهابية ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي السورية”.

دعم أميركي للاحتلال

وأعرب سوليفان، في مؤتمر صحافي، عن اعتقاده أن “الإجراءات الإسرائيلية في سورية ستكون مؤقتة”، معتبراً أن “ما تفعله إسرائيل في سورية هو تحديد التهديدات وتحييدها”. واعتبر سوليفان، في إطار دفاعه عما يقوم به جيش الاحتلال في سورية، أن “توغل إسرائيل في المنطقة العازلة في سورية منطقي ومتوافق مع حق الدفاع عن النفس”. كما أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دافع عن إسرائيل، معتبراً أنها تسعى لضمان عدم وقوع ترسانة الجيش السوري في “الأيدي الخطأ”. وقال بلينكن، للصحافيين قبيل مغادرته الأردن متوجهاً إلى تركيا ضمن جولته لبحث الأزمة السورية، إن “الغرض المعلن من هذه الإجراءات الإسرائيلية هو محاولة ضمان أن المعدات العسكرية التي تخلى عنها الجيش السوري لن تقع في الأيدي الخطأ، إرهابيين ومتطرفين وما إلى ذلك. لكننا سنتحدث، نتحدث فعلياً، إلى إسرائيل، ونتحدث إلى آخرين، حول سبل المضي قدماً”.

وفي مكالمة مع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، قال وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بحسب بيان للوزارة أول من أمس، إنه “بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لن تسمح دولة إسرائيل بوجود واقع يهدد حياة مواطنيها، ولذلك، ولاعتبارات أمنية، أصدرتُ ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تعليمات للجيش بالسيطرة على نقاط استراتيجية في المنطقة العازلة بسورية”. وذكرت أن كاتس ناقش مع أوستن “الهجمات التي شنها الجيش الإسرائيلي في سورية، والتي جرت على خلفية التهديد بأن الأسلحة الاستراتيجية قد تُستخدم في المستقبل ضد إسرائيل”، واتفقا على “المخاطر التي تمثلها إيران ووكلاؤها، وعلى التعاون لمنع محاولات تهريب الأسلحة من إيران إلى لبنان عبر سورية”. وقالت وزارة الدفاع الأميركية، في بيان من جهتها، إن أوستن أبلغ كاتس، خلال اتصال هاتفي بينهما، بأنه من المهم للولايات المتحدة وإسرائيل أن تكونا على تشاور وثيق بشأن الأحداث الجارية في سورية. وأضافت أنّ أوستن أبلغ كاتس بأنّ واشنطن تراقب التطورات في سورية وأنها تدعم انتقالاً سياسياً سلمياً يشمل الجميع. وذكر أوستن أنّ الولايات المتحدة ستواصل مهمتها من أجل منع تنظيم داعش من إعادة تأسيس ملاذ آمن له في سورية.

تواصل الغارات الإسرائيلية

واستهدفت غارات إسرائيلية، أمس الخميس، محيط دمشق مع تحليق طائرات حربية. وكان الطيران الإسرائيلي شن مساء أول من أمس الأربعاء هجمات جديدة على أهداف عسكرية في سورية، خصوصاً في الساحل، مستهدفاً ميناء اللاذقية ومستودعات أسلحة وصواريخ وشبكات رادار. كما شن هجمات على دير الزور في أقصى الشرق السوري، مستهدفاً مطارها العسكري. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الأربعاء الماضي، أن الطيران الإسرائيلي شن منذ الأحد الماضي أكثر من 352 غارة جوية على 13 محافظة سورية شاركت فيها مئات الطائرات في أكبر حملة جوية تقوم بها إسرائيل منذ تأسيسها.

يقدّر الجيش الإسرائيلي تدمير 85% من الدفاعات السورية

يشار إلى أنه لم تجر عمليات إحصاء لما دمره جيش الاحتلال الاسرائيلي خلال أيام من أسلحة ومراكز عسكرية، ولكن يعتقد أن الحملة طاولت مئات الطائرات الحربية والمروحيات الرابضة في المطارات. وكان جيش النظام السوري يملك عدداً كبيراً من الدبابات روسية الصنع من أنواع “تي-90″، و”تي-72″، و”تي-64″، و”تي-55″، فضلاً عن أنظمة دفاع جوي روسية من طراز “إس 200″ و”إس 300″ و”بانتسير-إس1” متوسطة المدى، وصواريخ أرض ـ أرض روسية من طراز “سكود”، يصل مداها إلى أكثر من 700 كيلومتر. ودمرت الغارات الإسرائيلية سلاح البحرية بشكل شبه كامل، وكان يضم، وفق تقارير إعلامية، غواصتين من طراز “أمور” الروسية، وفرقاطتين من طراز “بيتيا”، إضافة إلى 16 زورق صواريخ روسية الصنع من طراز “أوسا” وخمس كاسحات ألغام روسية من طراز “ييفينغنيا” وستة زوارق صواريخ “تير” إيرانية الصنع. كما دمر الطيران الإسرائيلي مستودعات سلاح وذخيرة ومراكز بحوث خاصة بالأعمال العسكرية، في عموم الجغرافية السورية.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية العامة (“كان 11”)، وإذاعة الجيش الإسرائيليّ، أمس الخميس، أن التقديرات في الجيش الإسرائيلي تشير إلى أنه دمّر خلال عدوانه على سورية 85% من أنظمة الدفاع الجويّ السورية، معتبراً أنها “فرصة لمهاجمة المنشآت النووية في إيران”. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن “مختلف الأجهزة الأمنية، بما فيها الجيش الإسرائيلي، تقوم في الوقت الراهن بعمليّة تحضيريّة بين منظمات استخباراتية وعملياتيّة واسعة النطاق، من أجل وضع القُدرات، وإمكانيّة اختيار شنّ هجوم على المنشآت النووية (في إيران) أمام المستوى السياسي”.

ويبدو أن إدارة العمليات العسكرية التي أسقطت نظام الأسد ليست بصدد الإقدام على رد عسكري على الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية براً وجواً بسبب تعقيدات الأوضاع الراهنة وعدم القدرة على هذه الخطوة في الوقت الراهن، وهو ما أدركته إسرائيل. وقال قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، في مقابلة تلفزيونية أول من أمس الثلاثاء، إن “الناس منهكة من الحرب. لذا، البلاد ليست مستعدة لحرب أخرى، وهي لن تنخرط في حرب أخرى”. ويبدو أن رئيس الحكومة الانتقالية أحمد البشير لم يرتّب أوضاع وزارة الخارجية بعد، والتي من مهامها مخاطبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن حيال الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. كما لم يستلم أي وزير دفاع جديد مهامه التي ستتمحور حول إعادة هيكلة الجيش السوري وتجميع شتاته، وهو ما يتطلب الكثير من الوقت، خصوصاً أن هذا الجيش انهار بشكل كامل مع هروب الأسد والقيادات العسكرية من البلاد مع تقدم الفصائل باتجاه العاصمة دمشق، ما أدى إلى خلو الجنوب السوري من أي وجود لهذا الجيش، ما سهّل على جيش الاحتلال التقدم بدون أي مقاومة.

ورأى الباحث ياسين جمّول، في حديث مع “العربي الجديد”، أن ما تفعله “إسرائيل اليوم من باب الاحتياط والاحتراز، لأنها لا تعرف الحكم القادم إلى سورية”، مضيفاً: “هذا صكّ براءة للثوّار من العمالة التي رمتهم بها بكل أسف كبرى القنوات العربية لأيام خلال معارك التحرير، حيث لا تريد إسرائيل أن يبقى من ترسانة سورية العسكرية أي سلاح يهدّد أمنها ومصالحها عاجلاً أو آجلاً”. واعتبر أنه “من الطبيعي ألا تكون قوى الثورة والتحرير في مستوى يسمح لها بالرد حالياً على القصف الإسرائيلي، لأنه من الجو ومن بعيد”.

وبرأيه، فإن التوغل الإسرائيلي البري في جنوب سورية يؤكد خشية تل أبيب “من سيناريو توغّل وتقدّم لقوى الثورة والتحرير كما فعلت في الانتقال من جيب صغير محاصر في الشمال وامتدّت في كامل الخريطة السورية”، مضيفاً: “إسرائيل تتوغل لتزيد حزام الأمان حولها”. ورأى أن “المسؤولية الآن تقع على الدول الحليفة لسورية ولا أقول للثورة، لأن العدوان الإسرائيلي اليوم يستهدف مقدّرات سورية بعيداً عن نظام ومعارضة”، مضيفا: “على الأشقاء العرب، مع تركيا، التصدّي لهذا العدوان والعمل على إيقافه”. وتابع: “ما قامت به إسرائيل منذ الأحد من تدمير لأغلب القدرات العسكرية في سورية يثبّت النظرة الصحيحة أنها عدو لا يمكن مجاورته والتعايش معه بحال من الأحوال”.

ضياء قدور: القصف يعكس قلق إسرائيل من النظام الجديد

من جانبه، رأى الخبير العسكري ضياء قدور، في حديث مع “العربي الجديد”، أن أمام الحكومة الانتقالية الكثير من التحديات “ولكن يمكن أن تؤكد التزامها باستخدام الوسائل الدبلوماسية والتعاون الدولي لتعزيز السلم والاستقرار في المنطقة”. وبرأيه فإن “القصف الإسرائيلي الجوي والتوغل لعدة كيلومترات داخل الأراضي السورية يعكسان القلق الإسرائيلي الواضح من النظام الجديد في دمشق، على الرغم من أن أحمد الشرع أكد أن سورية الجديدة لا تريد حرباً مع أحد، وتسعى لتجنّب الصراعات”. ورأى أن “سورية الجديدة لن تكون دولة بوليسية وأمنية، وستكون التنمية على رأس جدول الأعمال لدى الحكومة الانتقالية والحكومات القادمة لتعويض التراجع الكبير نتيجة سنوات الحرب”. وأضاف أن على الحكومة الانتقالية استخدام كل الوسائل الدبلوماسية لحماية سيادة سورية، والتواصل مع الحلفاء لتعزيز الدعم السياسي، مع التركيز على الإعلام والتوعية لكسب دعم الرأي العام العالمي.

———————

بي.بي.سي بعد تخليها عن الجمهور العربي تعود إليه من بوابة سوريا

الإذاعة التقليدية تعتبر إرثا لدى جيل من المستمعين غير المعنيين بالبث الرقمي.

السبت 2024/12/14

أثبتت التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط أن قرار راديو “بي.بي.سي” بالتخلي عن القسم العربي جعلها تخسر جمهورا عريضا في المنطقة وإمكانية التأثير وتحاول تدارك هذا الخطأ بتخصيص بث موجه لسوريا مع الاهتمام المركز عليها حاليا.

لندن – أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” إطلاق بث بعض خدماتها الإذاعية والتلفزيونية عبر موجات إذاعية موجهة إلى سوريا ودول الجوار في جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط، وذلك بعد أكثر من عامين على إغلاق إذاعة “بى.بى.سى” العربية وملايين المستمعين العرب.

وقالت الشبكة في بيان؛ إن الخدمة تبدأ اعتبارا من الجمعة 13 ديسمبر، موضحة أن هذه الخطوة تأتي “استجابة للتطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة.”

وأشارت إلى أنه يجري بث الخدمة عبر الموجة المتوسطة في فترتين يوميا، ووفقا للشبكة البريطانية، فإن الخدمة الإذاعية تشمل مجموعة من البرامج الموجهة للمشاهدين في المنطقة، بما في ذلك برنامج “غزة اليوم” إلى جانب عدد من البرامج الأخرى من تلفزيون “بي بي سي” العربي، ومجموعة مختارة من برامج الخدمة العالمية باللغة الإنجليزية.

يأتي ذلك في ظل تطورات متسارعة في المنطقة، وسقوط النظام السوري بعد دخول فصائل المعارضة المسلحة إلى العاصمة دمشق.

وتردد صوت “بي.بي.سي”، على مسامع أجيال عدّة من العرب عبر الراديو لكنها اعتبرت أن الشرق الأوسط ليس ذي أولوية لديها لتحتمل كلفة الإنتاج، فيما غالبية العاملين لديها معرضون للتسريح وإنهاء الخدمات، خاصة مع التحول الرقمي.

وكان إعلان الهيئة، وقف البث الإذاعي بعدة لغات من أبرزها اللغة العربية، قد أثار تفاعلا واسعا على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثيرون عن حزنهم لهذا الخبر، مودعين صوت “لندن” الذي رافقهم لسنوات طويلة.

بي.بي.سي خسرت جمهورا عريضا وسط الأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط يصعب تعويضه من خلال التلفاز أو الإنترنت

ويشير اهتمام “بي.بي.سي” بالاستجابة إلى التطورات في سوريا إلى أن قرار الإغلاق لم يكن موفقا بالنظر إلى أهمية الشرق الأوسط وطبيعة الأحداث فيه التي أثرت على العالم كله، كما أن الإذاعة تتمتع بجمهور كبير في عدة دول عربية أهمها السودان والعراق وعدد من دول الخليج، فيما رفض الكثيرون القول بأن زمن الإذاعة قد انتهى.

ورغم أنها حافظت على اللغة العربية عبر موقعها الإلكتروني، والاستثمار في تطوير بعض الخدمات الصوتية التي كانت تقدمها إذاعة “بي.بي.سي عربي” وتصلح للتحول إلى الإنتاج الرقمي، إلا أن الإذاعة التقليدية تعتبر إرثا لدى المستمعين لا يمكن استبداله.

ويرى متابعون أن الهيئة التي تأسست عام 1938، قررت التجديد ومواكبة العصر عبر التحول إلى “الديجيتال – الإعلام الرقمي” و”البودكاست”، لكنها تجاهلت أن قسما كبيرا من متابعيها لا يمكن الوصول إليهم عبر التقنيات الحديثة خصوصا الجيل الذي تربى على صوت “هنا لندن.”

واعتبر متابعون أن الهيئة البريطانية خسرت جمهورا عريضا وسط الأحداث المتسارعة في الشرق الأوسط إذ أن إغلاق خدمات الراديو يعني التخلي عن جمهور يقدر بالملايين من العرب الذين نشأوا على برامج الهيئة وهذا الجمهور يصعب تعويضه من خلال التلفاز أو الإنترنت أو حتى التحول إلى “الديجيتال”، ويضيف هؤلاء أن عملية التحول في خدمات الإذاعة نحو “الديجيتال” بدلاً من الراديو التقليدي، إذا بدأت في المنطقة العربية، ستؤدي إلى تغيرات جذرية في الجمهور المتابع لـ”بي.بي.سي”، والمستهدف من قبل خطة الهيئة لرقمنة الإنتاج عموماً، ليس فقط على مستوى الاهتمامات وإنما الفئات العمرية أيضاً.

وفي بيان رسمي قالت مديرة خدمة “بي.بي.سي” العالمية، ليليان لاندور، إن الهيئة لن تتخلى عن دورها في تقديم المعلومة لملايين المتابعين حول العالم. ولن تتوقف أيضاً عن الإنتاج بجميع اللغات التي تعتمدها اليوم، ولكن شكل الإنتاج وتقنياته هو ما سيتغير ليواكب التقنية التي وصل إليها الإعلام، وباتت ميدان المنافسة اليوم.

وأوضحت لاندور أن هيئة الإذاعة البريطانية حققت نجاحاً كبيراً على منصاتها الرقمية حيث باتت خدمات المنصات تصل إلى نحو 150 مليون شخص تقريباً حول العالم.

اهتمام بي.بي.سي بالاستجابة إلى التطورات في سوريا يشير إلى أن قرار إغلاق القسم العربي لم يكن موفقا بالنظر لأهمية الشرق الأوسط

وزادت حصة تلك المنصات في انتشار الهيئة عالمياً، بأكثر من الضعف منذ 2018، فصعدت من 19 في المئة إلى 43 في المئة.

وتلخصت خطوات التغيير في 9 نقاط رئيسية، تبدأ بتقليص الإنتاج التلفزيوني والإذاعي لصالح خدمات المنصات الرقمية، حيث الجمهور الذي تستهدفه الهيئة وتريد توسيع مشاركته التفاعلية.

وعملت الهيئة على إنشاء مركز واحد للإنتاج الرقمي يخدم جميع منصاتها الناطقة بغير اللغة الإنجليزية، ونقل جزء من عملياتها إلى دول تتحدث باللغات المستهدفة في عملية الانتقال الرقمي. هذا بالإضافة إلى التركيز على أنواع معينة من الإنتاج الإعلامي الجاذب للمهتمين بخدمات الصوت، “الديجيتال” و”البودكاست.”

يبدو أن كبار السن هم الفئة الأكثر تضرراً من عملية الانتقال الرقمي للهيئة في خدماتها الدولية، ليس على مستوى الجمهور العربي فقط، وإنما الموظفين في أقسام اللغات الأخرى. حيث أن العاملين وفق مفاهيم وقواعد العمل للراديو التقليدي منذ عقود، يصعب عليهم الانتقال إلى الإنتاج بأدوات “الديجيتال” و”البودكاست” المنتشرة حالياً.

وأبدت الهيئة انفتاحا على مقترحات العاملين فيها بشأن عملية الانتقال نحو الرقمنة، وهي مدركة لما قد تحمله هذه العملية من تغيرات سلبية وإيجابية، سواء على بيئة العمل، أو الجمهور المستهدف، أو حجم انتشار الخدمات الدولية للهيئة حول العالم.

ولفت عدد من العاملين في القسم العربي للهيئة، أنه قد تكون أمامهم فرصة لمواكبة التغير المنشود نحو رقمنة الإنتاج في الهيئة. وخاصة أولئك الذين يتابعون التطورات التقنية في الإعلام، ويحرصون دائماً على مجاراتها سواءً في ثقافتهم ومعرفتهم العامة، أو في مواقع عملهم الحالية.

وتشير أرقام هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن راديو “بي.بي.سي عربي” هو الأوسع حضوراً في المنطقة العربية. أما على مستوى خدماتها الرقمية فقد شهدت زيادة بنسبة 131 في المئة في انتشارها خلال العام 2020 مقارنة بالعام السابق، حيث وصلت هذه الخدمات إلى نحو 13 مليون شخص يسكنون المنطقة أو يتحدثون اللغة العربية.

وأوضحت الأرقام أن أكبر جمهور رقمي لـ”بي.بي.سي عربي” كان يتركز في مصر والسعودية. كما شهد هذا الجمهور زيادة قدرها 200 في المئة في كل من الجزائر والمغرب خلال العام 2020 مقارنة بسابقه. أما إجمالي متابعي الهيئة بمنصاتها المختلفة في المنطقة العربية فقد تجاوز عددهم 42 مليون شخص في العام المشار إليه.

وفي أواخر شهر مارس عام 2020، ومع انتشار فيروس كورونا، تزايد الطلب على مصادر موثوقة للمعلومات، حيث سجلت “بي.بي.سي” أعلى حضور لمؤسسة إعلامية دولية في العالم مع وصول عدد متابعيها إلى 310 ملايين شخص يستخدمون 42 لغة، ويتوزعون على عشرات الدول في قارات الأرض المختلفة.

—————————-

جنبلاط يتفق مع الشرع على لقاء قريب في دمشق

اتصل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بقائد «إدارة العمليات العسكرية» في سوريا أحمد الشرع (الجولاني)، لتهنئته والشعب السوري بـ«الانتصار على نظام القمع وحصوله على حريته بعد 54 عاماً من الطغيان».

وردّ الشرع بتأكيد أن «جنبلاط دفع ثمناً كبيراً بسبب ظلم النظام السوري، بدءاً من استشهاد كمال جنبلاط، وكان نصيراً دائماً لثورة الشعب السوري منذ اللحظة الأولى».

ووفق بيان للحزب الاشتراكي، شدد الطرفان على «وحدة سوريا بكافة مناطقها ورفض كل مشاريع التقسيم والعمل على بناء سوريا الجديدة الموحّدة، وإعادة بناء دولة حاضنة لجميع أبنائها»، واتفقا على «اللقاء قريباً في دمشق».

————–

الإعلام الحربي في مرمى العدالة

بيان حكومي سوري يتوعد إعلاميين روجوا لـ”جرائم الأسد”

14 كانون الأول 2024

إيلاف من دمشق: أفادت قناة وزارة الإعلام في الحكومة الانتقالية السورية على تليغرام بأنه سيتم محاكمة الإعلاميين الحربيين الذين عملوا في ظل النظام السابق.

وجاء في بيان مقتضب للوزارة: “نؤكد أن جميع الإعلاميين الحربيين الذين كانوا جزءا من آلة الحرب والدعاية لنظام الأسد الساقط، وساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في الترويج لجرائمه ومجازره ضد الشعب السوري سيخضعون للمحاكمة العادلة”.

وأضافت الوزارة أن “المحاكمة تأتي ضمن إطار العدالة الانتقالية التي تهدف إلى تحقيق الإنصاف ومحاسبة كل من تورط في انتهاكات جسيمة بحق أبناء شعبنا”.

ويعرض هذا القرار في حال تطبيقه عشرات الصحفيين الذين نشطوا على الأرض خلال عمليات الجيش السوري للمساءلة وربما الخطر.

ولاقى القرار ضجة وجدلا واسعا في الأوساط السورية خاصة في ظل ما اعتبره البعض مناقضا لوعود الجولاني بفتح صفحة جديدة في عهد سوريا وطي صفحات الماضي.

وخلال أقل من أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد، شهدت سوريا تطورات متسارعة، شملت تعيين حكومة مؤقتة وحل الأجهزة الأمنية وتعليق البرلمان والدستور.

وكانت هيئة تحرير الشام قالت إنها “لن تدع أحدا يخاف على مستقبله في سوريا، ما لم تكن يداه ملطخة بالدماء”.

وبدأت في سوريا مرحلة محفوفة بالمخاطر بعد سقوط نظام الأسد، فالتحديات كبيرة وسط آمال الشارع السوري والمُجتمعيْنِ العربي والدولي بحصول تغييرٍ حقيقي من خلال إجراء عملية انتقال شاملة تضم جميع الأطياف.

————-

كيف ستتعامل واشنطن مع مرحلة ما بعد الأسد؟

ترامب: سوريا “ليست معركتنا”.. لكن النأي عنها قد لا يكون سهلاً

14 كانون الأول 2024

بينما كان دونالد ترامب يجلس مع زعماء العالم في باريس، في نهاية الأسبوع الماضي، يتأملون بإعجاب كاتدرائية نوتردام المرممة مؤخراً، كان المقاتلون المسلحون في سوريا على متن سيارات جيب في طريقهم إلى دمشق، لإكمال إسقاط نظام حكم بشار الأسد.

في هذه اللحظة من الأخبار المتدفقة، كان الرئيس الأمريكي المنتخب، الذي يجلس في الصورة بين الرئيس الفرنسي وزوجته، لا يزال يراقب المنعطف المذهل للأحداث في الشرق الأوسط.

“سوريا في فوضى، لكنها ليست صديقتنا”، هذا ما نشره في نفس اليوم على شبكة التواصل الاجتماعي “تروث”.

وأضاف: “لا ينبغي للولايات المتحدة أن يكون لها أي علاقة بما يحدث، هذه ليست معركتنا، لندع الأمور تجري، دون أن نتدخل”.

كان منشور ترامب تذكيراً قوياً بوعوده بعدم التدخل في السياسة الخارجية، وأثار تساؤلات كبيرة حول ما سيأتي بعد ذلك.

وبالنظر للطريقة التي اجتذبت بها الحرب القوى الإقليمية والعالمية وأثرت عليها، فهل يمكن لترامب حقاً أن يكون “لا علاقة له” بسوريا الآن، بعد سقوط حكومة الرئيس بشار الأسد؟

هل يسحب ترامب القوات الأمريكية؟

هل تختلف سياسته كثيراً عن سياسة سلفه الرئيس جو بايدن؟ وإذا كان الأمر كذلك، فما الهدف من قيام البيت الأبيض بأي شيء في الأسابيع الخمسة المتبقية قبل تولي ترامب السلطة؟

وتنخرط الإدارة الحالية في جولة دبلوماسية مكثفة، رداً على سقوط نظام الأسد وصعود هيئة تحرير الشام إلى السلطة، وهي الجماعة الإسلامية السورية المسلحة، وتصنفها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.

كتبتُ هذا التقرير حين كنت على متن طائرة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، وهو يتنقل بين الأردن وتركيا في محاولة لحمل الدول العربية والإسلامية الرئيسية في المنطقة على دعم مجموعة من الشروط، التي تفرضها واشنطن للاعتراف بالحكومة السورية المستقبلية.

تقول الولايات المتحدة إنه يجب على تلك الحكومة المرتقبة أن تكون شفافة وشاملة، ويجب ألا تكون “قاعدة للإرهاب”، ولا يمكنها تهديد جيران سوريا، ويجب أن تدمر أي مخزونات من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية.

بالنسبة لمايك والتز، مرشح ترامب لمنصب مستشار الأمن القومي، هناك مبدأ توجيهي واحد لسياسته الخارجية. إذ قال لشبكة فوكس نيوز هذا الأسبوع: “انتُخب الرئيس ترامب بتفويض ساحق بعدم توريط الولايات المتحدة في أي حروب أخرى في الشرق الأوسط”.

ثم واصل الرجل سرد “المصالح الأساسية” لأمريكا هناك، فيما يتعلق بتنظيم الدولة الإسلامية المعروف أيضاً باسم “داعش”، إسرائيل، و”حلفائنا العرب في الخليج”.

كانت تعليقات والتز بمثابة ملخص أنيق لوجهة نظر ترامب بشأن سوريا، باعتبارها جزءاً صغيراً من معضلة سياسته الإقليمية الأكبر. إذ أن أهدافه هي ضمان احتواء بقايا تنظيم الدولة الإسلامية، والتأكد من أن الحكومة المستقبلية في دمشق لا تستطيع تهديد الحليف الإقليمي الأكثر أهمية لواشنطن، إسرائيل.

كما يركز ترامب على ما يراه الجائزة الأكبر: صفقة دبلوماسية وتجارية تاريخية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، والتي يعتقد أنها ستضعف إيران.

يعتقد ترامب أن المتبقي هو “فوضى” سوريا، التي يتعين حلها.

يعيد خطاب ترامب إلى الأذهان الطريقة التي تحدث بها عن سوريا خلال ولايته الأولى، عندما وصف بسخرية البلد – الذي يمتلك تاريخاً ثقافياً استثنائياً يعود إلى آلاف السنين -، بأرض “الرمال والموت”.

قال روبرت فورد، الذي شغل منصب سفير الرئيس باراك أوباما في سوريا من عام 2011 إلى 2014: “أعتقد أن دونالد ترامب نفسه لم يكن يريد أن يكون له أي علاقة بسوريا خلال إدارته الأولى”.

ويذكر أن فورد قد جادل داخل إدارة أوباما من أجل المزيد من التدخل الأمريكي في سوريا، لدعم جماعات المعارضة السورية المعتدلة لمواجهة القمع القاسي، الذي نفذه الأسد ضد شعبه.

وقال لبي بي سي: “لكن هناك أشخاصاً آخرين في دائرته (ترامب) أكثر اهتماماً بمكافحة الإرهاب”.

وتحتفظ الولايات المتحدة حاليا بنحو 900 جندي في سوريا، شرقي نهر الفرات وفي منطقة “فض الاشتباك” بطول 55 كيلومتراً على الحدود مع العراق والأردن.

ويشار إلى أن مهمتهم الرسمية هي مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية – الذي أصبح الآن ضعيفاً للغاية وينحسر في معسكرات صحراوية – وتدريب وتجهيز قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصاراً باسم “قسد”، وهم حلفاء الولايات المتحدة من الأكراد والعرب الذين يسيطرون على المنطقة.

كما تحرس قوات سوريا الديمقراطية معسكرات، تضم معتقلين من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وعائلاتهم.

وفي الواقع، تجاوز الوجود الأمريكي على الأرض ذلك، إلى المساهمة في منع طريق محتمل لنقل أسلحة إيران، التي استخدمت سوريا كممر لتزويد حليفها حزب الله بالسلاح.

ويعتقد فورد، مثل غيره من المحللين، أنه في حين تلعب غرائز ترامب الانعزالية دوراً جيداً على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الحقائق على الأرض وآراء فريقه قد تؤدي في النهاية إلى تعديل موقفه.

ويتفق وائل الزيات، المستشار السابق لشؤون سوريا في وزارة الخارجية الأمريكية، مع هذا الرأي.

وقال لبي بي سي: “إنه يستعين ببعض الأشخاص الجادين في إدارته الذين سيتولون إدارة ملف الشرق الأوسط”، مشيراً على وجه التحديد إلى أن السيناتور ماركو روبيو، المرشح لمنصب وزير الخارجية، “لاعب جاد في السياسة الخارجية”.

ووصلت التوترات ــ بين المثل الانعزالية والأهداف الإقليمية ــ إلى ذروتها خلال ولاية ترامب الأولى، عندما سحب التمويل المتبقي من وكالة المخابرات المركزية لبعض المتمردين “المعتدلين”، وأمر بانسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا في عام 2019.

وفي ذلك الوقت، وصف والتز تلك الخطوة بأنها “خطأ استراتيجي”، وخوفاً من عودة تنظيم الدولة الإسلامية، تراجع مسؤولو إدارة ترامب جزئياً عن القرار.

كما انحاز ترامب عن ميوله في عدم التدخل بالشؤون الخارجية، حين أمر بإطلاق 59 صاروخ كروز على مطار سوري، بعد أن شن نظام الأسد هجوما بالأسلحة الكيماوية، أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين في عام 2017.

وضاعف أيضاً العقوبات ضد القيادة السورية.

ولخص والتز الخطوط الضبابية لتعهد ترامب “إنها ليست معركتنا”، بقوله لشبكة فوكس نيوز “هذا لا يعني أنه غير مستعد للتدخل على الإطلاق”.

وأضاف “ليس لدى الرئيس ترامب أي مشكلة في اتخاذ إجراءات حاسمة، إذا تعرض الوطن الأمريكي للتهديد بأي شكل من الأشكال”.

ويزيد من احتمالات التوتر، شخصية رئيسية أخرى، هي تولسي غابارد، مرشحة ترامب لمنصب مدير الاستخبارات الوطنية. إذ كانت الحليفة الديمقراطية السابقة المثيرة للجدل، التي تحولت لاحقاً إلى داعمة لترامب، قد التقت بالأسد في عام 2017 في رحلة “لتقصي الحقائق”، وانتقدت في ذلك الوقت سياسات ترامب.

ومن المرجح أن يخضع ترشيحها لتدقيق شديد من قبل أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، وسط اتهامات – نفتها – بأنها مدافعة عن الأسد وروسيا.

يشار إلى أن القلق بشأن المهمة المستمرة في سوريا، والرغبة في القدرة على إنهائها، ليس حكراً على ترامب.

في يناير/كانون الثاني، قُتل ثلاثة جنود أمريكيين في قاعدة أمريكية في الأردن في غارة بطائرة بدون طيار، شنتها جماعات مدعومة من إيران تعمل في سوريا والعراق، حيث هددت الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة بالانتشار بشكل أوسع في المنطقة.

واستمر هذا الهجوم وغيره في إثارة تساؤلات لإدارة بايدن، حول مستويات القوات الأمريكية ومدى انكشافها في المنطقة.

وفي الواقع، تتطابق العديد من مواقف إدارة بايدن المنتهية ولايتها وإدارة ترامب المقبلة بشأن سوريا، أكثر مما تتباعد.

وعلى الرغم من الاختلافات الحادة في اللهجة والخطاب، يريد كل من بايدن وترامب أن تدير دمشق حكومة تتفق مع المصالح الأمريكية، وإضعاف إيران وروسيا في سوريا.

إن قول ترامب “هذه ليست معركتنا، دع الأمور تجري” يعادل قول إدارة بايدن “هذه عملية يجب أن يقودها السوريون، وليس الولايات المتحدة”.

لكن الفارق “الرئيسي” المثير لأكبر قدر من القلق بين أنصار بايدن، يكمن في نهج ترامب تجاه القوات الأمريكية على الأرض والدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية، كما قال بسام بربندي، الدبلوماسي السوري السابق في واشنطن الذي ساعد شخصيات معارضة على الفرار من نظام الأسد.

وقال “بايدن لديه تعاطف أكبر، وارتباط، وشغف تجاه (الأكراد). تاريخياً، كان أحد أوائل أعضاء مجلس الشيوخ الذين زاروا المناطق الكردية (في شمال العراق) بعد غزو صدام حسين للكويت”.

“ترامب ومؤيدوه لا يهتمون كثيراً … يأخذون في الاعتبار عدم إهمال حلفائهم، فهم يدركون ذلك، (لكن) الطريقة التي ينفذون بها الأمر مختلفة”.

ويرى بربندي، المؤيد لخطاب ترامب بعدم التدخل، أن الرئيس المنتخب سيسحب القوات الأمريكية “بالتأكيد”، ولكن على مدى إطار زمني تدريجي وبخطة واضحة.

وأضاف “لن يكون الأمر مثل أفغانستان، في غضون 24 ساعة… سيقول في غضون ستة أشهر، أو أي مدة محددة، لتكون موعداً نهائياً لذلك، ولترتيب كل شيء”.

نازحون سوريون، في واجهة الصورة سيدة تبدو كبيرة في السن ترتدي حجاباً وثوباً يبدو من الأثواب التقليدية في البلاد

قد يدور الكثير حول مناقشات ترامب مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يُعتقد أنه تربطه به علاقة وثيقة.

لكن لطالما كان الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية مصدراً للتوتر مع تركيا، التي تنظر إلى وحدات حماية الشعب (YPG) – القوة الكردية التي تشكل العمود الفقري العسكري لقوات سوريا الديمقراطية – كمنظمة إرهابية.

ونفذت تركيا منذ سقوط الأسد، غارات جوية لإجبار المقاتلين الأكراد على الخروج من المناطق الاستراتيجية، بما في ذلك مدينة منبج.

قد يرغب ترامب في إبرام صفقة مع صديقه في أنقرة تسمح له بسحب القوات الأمريكية، وربما تعزز نفوذ تركيا في سوريا بشكل أكبر.

لكن احتمال سيطرة الجماعات المدعومة من تركيا على بعض المناطق يقلق كثيرين، بمن في ذلك وائل الزيات، الخبير السابق في وزارة الخارجية الأمريكية في شؤون سوريا.

ويقول “لا يمكن أن يكون لديك مجموعات مختلفة تدير أجزاء مختلفة من البلاد، وتسيطر على موارد مختلفة”. “إما أن يكون هناك عملية سياسية (في سوريا)، والتي أعتقد أن للولايات المتحدة دوراً عليها أن تلعبه فيها، أو شيء آخر، وآمل أن يتجنبوا السيناريو الأخير”.

——————-

أنباء عن وجوده في روسيا بعد نقله للعراق في طائرة مروحية

أين يختبئ رجل الظل ماهر الأسد؟

14 كانون الأول 2024

إيلاف من دمشق: قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، السبت، إن هناك أنباء أن ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق بشار الأسد والقائد السابق لـ”الفرقة الرابعة”، موجود في روسيا، وذلك بعد نقله للعراق في طائرة مروحية.

يذكر أن بشار الأسد تبوأ كرسي الرئاسة لأكثر من عقدين، لكن شقيقه ماهر الأسد شكّل درع الحماية للنظام بوقوفه على رأس العمليات الأكثر وحشية في سوريا بصفته قائدا للفرقة الرابعة ومجموعات ما يعرف بـ”الشبيحة”.

وبعد سقوط النظام، لا يزال الشقيق الأصغر المدرج على لوائح عقوبات أميركية وأوروبية وبريطانية مجهول المكان حتى اللحظة.

هالتان من السرية والوحشية ترافقان مسيرته المرتبطة في ذاكرة السوريين بالمجازر.

فهو رجل الظل الواقف خلف العرش، والقادر على تنفيذ المهمات القذرة.. هكذا يعرف السوريون ماهر الأسد شقيق الرئيس السابق.

صراع الشقيقين

رجل ظل لكنه يمثل صلب ما عاشه السوريون من قمع ووحشية مفرطة واعتقالات لسنوات.

كان الخليفة المحتمل لوالده حافظ، لكن الأخير آثر اختيار طبيب العيون بسبب طباع ماهر الحادة.

سنواتُ صراع بين الأخوين خفف من حدتها تقسيم المهام. فالسياسة لبشار، فيما الجهاز الأمني بقبضة ماهر، ليصبح داخل الغرف الضيقة الرجل الأول في القيادة.

وحشية مفرطة

قوته كشقيقه تعكسها دائرة ضيقة من الارتباطات العشائرية والعائلية والصداقات.

أما سمعته السيئة فتعود لأكثر من 20 عاما مضت حين شارك مباشرة بقمع الانتفاضة الكردية.

لكنها وصلت حدها الأعلى حين استلامه قيادة “الفرقة الرابعة” التابعة للجيش السوري التي قمعت الاحتجاجات منذ بدايتها بعنف ووحشية.

سلطوية لم يخفها حتى في أوساط قيادات النظام، والتي قادته بإحدى المرات لإطلاق النار على نائب الرئيس فاروق الشرع وصفع مستشارته بثينة شعبان وفق تقارير غربية.

نفوذ اقتصادي.. ومكان مجهول

تاريخ دموي في القيادة العسكرية قابله استنزاف للأموال، بينها منافع عمليات ضبط المنافذ الحدودية ونهب الآثار والسيطرة على موانئ وتجارة الكبتاغون.

أما الظهور الأخير لماهر الأسد البالغ من العمر 57 عاما فسُجل أثناء إطلاقه النار على متظاهرين بداية الثورة.

فيما التكهنات حول مكانه الحالي تتأرجح بين روسيا ولبنان وحتى الاختفاء داخل مكان سري في سوريا لرفضه المغادرة. لتبقى المفارقة.. سقوط نظام دافع عنه بالدم يوم عيد ميلاده.

————————-

«حزب الله»: فقدنا طريق إمداداتنا في سوريا بعد الإطاحة بالأسد

يأمل أن تعدَّ سلطات سوريا الجديدة «إسرائيل عدواً وألا تطبع معها»

14 ديسمبر 2024 م

قال الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية نعيم قاسم، اليوم السبت، إن الجماعة فقدت طريق إمداداتها عبر سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد قبل نحو أسبوع في هجوم كاسح شنته المعارضة.

ولم يذكر قاسم، الأسد، بالاسم في خطابه الذي بثه التلفزيون، لكنه قال إن الجماعة لا تستطيع الحكم على الحكام الجدد في سوريا قبل أن تستقر الأوضاع في البلاد، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأعرب قاسم عن أمله في «ألا تطبّع» السلطات السورية الجديدة العلاقات مع إسرائيل بعد إطاحة الأسد الذي كان حليفاً للتنظيم الشيعي.

وقال في أول خطاب له منذ إطاحة الأسد: «نتمنى أن تعتبر هذه الجهة الحاكمة الجديدة إسرائيل عدواً وألا تطبّع معها».

وكانت الجماعة الموالية لإيران قد دعمت نظام الرئيس المخلوع خلال الحرب الأهلية الدامية.

———————

بلينكن: واشنطن أجرت «اتصالاً مباشراً» مع «هيئة تحرير الشام»

قال إن محادثات الأردن خلصت إلى ضرورة تشكيل حكومة سورية «جامعة وتمثيلية»

14 ديسمبر 2024 م

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم السبت، إن الولايات المتحدة أجرت «اتصالاً مباشراً» مع «هيئة تحرير الشام» التي تقود المعارضة في سوريا، والتي سيطرت على الحُكم في سوريا على الرغم من تصنيفها منظمة إرهابية.

وقال بلينكن للصحافيين بعد محادثات بشأن سوريا في الأردن: «نحن على اتصال مع (هيئة تحرير الشام) وأطراف أخرى»، دون أن يحدد كيف جرى ذلك، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأشار بلينكن إلى أن دبلوماسيين عرباً وغربيين وأتراكاً اتفقوا، السبت، في محادثات الأردن على ضرورة تشكيل حكومة «جامعة» في سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وأوضح للصحافيين أنه سيتم إصدار بيان مشترك «اتفقنا فيه على أن عملية الانتقال يجب أن يقودها السوريون، وأن يملكوا القرار فيها، وأن تنتج حكومة جامعة وتمثل» جميع مكونات سوريا.

———————–

كيف تنعكس التطورات السورية على مصالح روسيا؟

موسكو تخلي معدات من قاعدة «حميميم»… وتستعد لحوار حول مستقبل وجودها العسكري

 موسكو: رائد جبر

14 ديسمبر 2024 م

منذ ليلة انهيار النظام في سوريا، وبسط المعارضة المسلحة سيطرتها على الأوضاع في البلاد، غدا السؤال الأكثر تردداً لدى الأوساط الروسية عن مستقبل الوجود العسكري لموسكو في هذا البلد. وتزامنت الأنباء، السبت، عن بدء سحب معدات من قاعدة «حميميم» الجوية قرب اللاذقية، مع صدور تأكيدات عن مصادر روسية أن موسكو مستعدة للانسحاب بشكل كامل من الأراضي السورية في حال لم يتم التوصل إلى توافقات مع السلطة الجديدة في دمشق. لكن هذا الانسحاب ستكون له تبعات مهمة على المصالح الروسية في المنطقة عموماً، وفق تأكيد خبراء روس.

بدء الانسحاب

أكدت مصادر روسية تحدثت معها «الشرق الأوسط»، السبت، معطيات تداولتها وسائل إعلام غربية حول الشروع بسحب جزء مهم من المعدات والتقنيات العسكرية في قاعدة «حميميم»، لكنها أشارت إلى أن هذا التطور لا يعني حالياً الاستعداد لإخلاء القاعدة، وإنهاء الوجود العسكري في سوريا تماماً. وربطت الإجراء بتقليص المخاطر، وسحب المعدات التي لا حاجة إلى وجودها في هذه المرحلة استعداداً لفتح أبواب النقاش مستقبلاً مع السلطات التي ستظهر في البلاد.

وكانت معطيات أشارت إلى هبوط طائرات شحن عسكرية من طراز «اليوشين 76» تابعة لقوات الجو الروسية في قاعدة «حميميم». ونشر بعض المنصات صوراً تظهر فيها إحدى الطائرات التي تحمل العلم الروسي.

ورغم أن وزارة الدفاع لم تعلن تفاصيل حول مهمة طائرات الشحن، لكن بات معلوماً أنها قامت بتحميل معدات لم يكشف عن تفاصيلها.

وجاءت هذه الخطوة مباشرة بعد تردد معطيات عن قيام موسكو بتفكيك أنظمة صاروخية من طراز «إس 400» كانت قد نُشرت في القاعدة لحمايتها من هجمات جوية، فضلاً عن تفكيك مروحيات وآليات أخرى استعداداً لنقلها. أيضاً انسجمت هذه التحركات مع قيام موسكو بسحب وحدات ومعدات من مناطق انتشار عدة في سوريا ونقلها إلى القاعدة الجوية تمهيداً لسحبها نهائياً من البلاد.

ووفقاً لمعطيات متوافرة، فقد توصلت القوات الروسية في سوريا إلى اتفاق مع ممثلي حكومة الإنقاذ السورية لإجلاء عدد كبير من العسكريين الروس الذين وجدوا أنفسهم بعد التطورات الأخيرة مطوقين بمجموعات من المسلحين في عدد من المناطق. وفي هذا السياق، ظهرت في اليومين الأخيرين مقاطع فيديو على الإنترنت تم تصويرها في منطقة حمص، تظهر قافلة تضم أكثر من 100 آلية للجيش الروسي تتحرك باتجاه الغرب.

لكن هذه التحركات لا تعني اتخاذ القرار النهائي بالسحب الكامل للقوات من سوريا، بل جاءت كما يبدو في إطار توافقات مرحلية لضمان أمن القوات الروسية في سوريا، التي لا تعلن وزارة الدفاع رسمياً تفاصيل عن تعدادها.

كما تشمل التوافقات ضمانات بالمحافظة على أمن القواعد الروسية وعدم السماح بوقوع هجمات ضدها.

وجود دائم؟

في هذا الإطار، أطلقت موسكو نشاطاً مكثفاً في اليومين الأخيرين لتحديد الوضع المستقبلي لوجودها العسكري في سوريا، رغم تأكيدات الكرملين السابقة أن هذا الموضوع مؤجل للنقاش مع السلطات التي ستتولى شؤون البلاد بشكل مستقر لاحقاً. وكشفت وسائل إعلام عن أن روسيا «تقترب بالفعل» من التوصل إلى اتفاق مع القيادة الجديدة في سوريا للاحتفاظ بالقاعدتين العسكريتين الحيويتين في البلاد. لكن وزارة الدفاع الروسية لم تؤكد ذلك.

ومعلوم أن القاعدة الروسية الجوية في «حميميم» أنشئت بناءً على اتفاق وقّع في 26 أغسطس (آب) 2015 وشمل على وجود عسكري روسي لمدة 49 سنة قابلة للتمديد بموافقة الطرفين. ومنذ ذلك الحين غدت القاعدة مركزاً أساسياً لتحركات سلاح الجو الروسي ليس فقط في سوريا نفسها بل وفي المنطقة بشكل عام.

أما قاعدة «طرطوس البحرية» فكانت قد أنشئت في عام 1971 بموجب اتفاق بين الرئيس الأسبق حافظ الأسد، والد بشار، والاتحاد السوفياتي في ميناء طرطوس. وكانت على مدى سنوات تعد مركزاً للتزود بالوقود والصيانة والخدمات اللوجيستية للبحرية الروسية. لكن تم تحديثها بشكل كلي بعد توقيع اتفاق جديد في ديسمبر (كانون الأول) 2017، وتمت إقامة رصيف واسع قادر على استقبال السفن والبوارج العملاقة، وغدت القاعدة الروسية الدائمة الوحيدة لموسكو في منطقة المتوسط.

صورة من الأقمار الاصطناعية للفرقاطة الروسية «الأدميرال غريغوروفيتش» أمام قاعدة طرطوس السورية يوم الجمعة (شركة ماكسار تكنولوجيز – رويترز)

وقال مسؤولون عسكريون روس في وقت سابق إن مهام قاعدتي «حميميم» و«طرطوس» تجاوزتا بشكل واسع الجغرافيا السورية خصوصاً بعد تثبيت وقف إطلاق النار في هذا البلد، وباتت لهما مهام استراتيجية واسعة للتحركات العسكرية الروسية في منطقة البحر المتوسط وشمال أفريقيا. ويعكس هذا درجة الأهمية التي توليها موسكو للتوصل إلى توافقات نهائية تكرس الوجود الدائم لروسيا في هذه المنطقة، رغم أن الرئيس فلاديمير بوتين كان قد ألمح أكثر من مرة في السابق إلى أن بلاده «مستعدة لإنهاء هذا الوجود في أقصر وقت إذا دعت الحاجة لذلك».

وعلى الرغم من أن التركيز ينصب حالياً على البعد العسكري الاستراتيجي للوجود الروسي في سوريا، وخصوصاً في ظل المواجهة المتفاقمة مع الغرب، لكن خبراء في موسكو رأوا أن تبعات الانسحاب الروسي، إذا حصل، قد تمس ملفات عديدة أخرى مهمة للغاية للكرملين ولأطراف عديدة أخرى.

ووفقاً لكبير الباحثين في مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة الاقتصاد العالمي والعلوم السياسية، نيكولاي كوزانوف، فإن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا سوف يُجبر العديد من الدول على الفور على التفكير في إعادة هيكلة طرق نقل موارد الطاقة.

وقال الباحث إنه من بين جميع الجوانب الاقتصادية المرتبطة بتطورات سوريا، فإن الأكثر حساسية بالنسبة لموسكو هو «الحاجة إلى إيجاد طرق جديدة للحفاظ على الوجود الروسي في أفريقيا. والحقيقة هي أنه كان هناك تدفق للبضائع ذات الطبيعة المدنية والعسكرية التقنية عبر (حميميم). علاوة على ذلك، نحن نتحدث في المقام الأول عن شمال ووسط أفريقيا، وبشكل أكثر تحديداً عن ليبيا ومالي والنيجر والسودان وجمهورية أفريقيا الوسطى». وزاد أن هناك طرقاً بديلة تم استخدامها «لكنها صعبة للغاية. في بعض الحالات، لم نتمكن من إشراك الطيران الروسي بشكل مباشر، لأن الطرق كانت تمر عبر أراضي بلدان حيث، لأسباب سياسية، لم نتمكن من الطيران مع البضائع ذات الاستخدام المزدوج والبضائع العسكرية. كان علينا استخدام مقاولين».

ورأى أن روسيا بمجرد أن تتوقف عن استخدام الخدمات اللوجيستية التي كان يتم توفيرها بفضل الوجود في القواعد السورية ستواجه «سؤالاً كبيراً على الفور: ماذا نفعل؟ طائرات الشحن الثقيلة، على حد علمي، تجد صعوبة في الوصول إلى شمال أفريقيا دون التزود بالوقود، أو بالأحرى لا تصل على الإطلاق».

ويؤكد الخبير أهمية الشروع في التفكير في إعادة بناء الخدمات اللوجيستية، رغم أن هذا سيستغرق وقتاً ويؤدي إلى إطالة طرق التنقل والنقل.

يرى الخبير أن موسكو تراهن حالياً على إطالة أمد الوجود العسكري في سوريا بقدر المستطاع مع الشعور بأنه سيكون عليها عاجلاً أو آجلاً مغادرة الأراضي السورية.

ويؤكد أن «فقدان هذا الوجود، خصوصاً في سياق العلاقات الصعبة مع الغرب، والعمل العسكري المستمر في أوكرانيا، يشكل إضعافاً كبيراً للمواقف الروسية، ليس فقط في سوريا، ولا في منطقة الشرق الأوسط، ولكن على وجه التحديد فيما يتعلق بالاستراتيجية الروسية في أفريقيا». وزاد: «سلطت الأحداث السورية الضوء على عدد من المشاكل الدولية: من وضع العبور، ونقل البضائع عبر البحر الأبيض المتوسط، إلى تنظيم إمدادات الطاقة، وخصوصاً الغاز الطبيعي، إلى أوروبا (…) أي مشاريع بنية تحتية سيتم تنفيذها بالقرب من حدود سوريا في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة تصبح موضع شك. ومرة أخرى، يتم طرح موضوع تقسيم مناطق النفوذ الاقتصادي في شرق البحر الأبيض المتوسط».

الشرق الأوسط

————————–

 الإمارات “قلقة” من الانتماءات الإسلامية للفصائل التي أسقطت الأسد

الحرة – واشنطن

14 ديسمبر 2024

أعرب مسؤول إماراتي رفيع المستوى، السبت، عن “القلق” بشأن الانتماءات الإسلامية للفصائل السورية المسلحة التي أسقطت الرئيس بشار الأسد وتولت السلطة في دمشق وعلى رأسها هيئة تحرير الشام.

وقال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي خلال كلمة في “مؤتمر السياسات العالمية” في أبوظبي “نسمع تصريحات معقولة وعقلانية حول الوحدة، وعدم فرض نظام على جميع السوريين، لكن من ناحية أخرى، أعتقد أن طبيعة القوى الجديدة، ارتباطها بالإخوان، وارتباطها بالقاعدة، كلها مؤشرات مقلقة للغاية”.

وأضاف قرقاش “يتعين علينا أن نكون متفائلين من ناحية وأن نساعد السوريين في المهمة الصعبة اليوم، ولكن في الوقت نفسه لا يمكننا تجاهل أن المنطقة شهدت حلقات مشابهة سابقا، لذا يتعين علينا أن نكون حذرين”.

وأعلنت هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني الذي صار يستعمل اسمه الحقيقي أحمد الشرع، أنها أنهت ارتباطها مع تنظيم القاعدة عام 2016. لكن الهيئة لا تزال مصنفة “منظمة إرهابية” في العديد من الدول الغربية، وأبرزها الولايات المتحدة.

والأحد الماضي، اعتبر قرقاش، أن سوريا “ليست في مأمن بعد، وأنه وجود التشدد والإرهاب لا يزال مصدرا أساسيا للقلق.”

وعزا قرقاش سقوط الأسد إلى الفشل السياسي وقال إنه لم يستغل “شريان حياة” قدمته له عدة دول عربية من قبل.

وتابع “كان هناك فشل كبير في الأساس، بشكل جوهري في الإدارة والسياسات لأن الأسد لم يستغل حقا نوعا من شريان الحياة قدمته مختلف الدول العربية ومنها الإمارات، ولم يستغله للمضي قدما في المناقشات الدستورية التي كانت تجري”.

وكانت الإمارات أكدت الإثنين في أول تعليق رسمي على سقوط الأسد، حرصها على وحدة سوريا وسلامة الدولة الوطنية وضمان الأمن والاستقرار للشعب السوري.

وشددت على ضرورة حماية الدولة الوطنية السورية بكافة مؤسساتها، وعدم الانزلاق نحو الفوضى وعدم الاستقرار.

وكانت الإمارات تأمل في إبعاد الأسد عن إيران، ولعبت دورا قياديا في استئناف علاقاته مع دول عربية كانت قد نأت بنفسها عنه بعد أن قبل مساعدة إيران وروسيا لقمع المعارضة.

الحرة – واشنطن

—————————–

 بعد سقوط الأسد.. إسرائيل تبحث عن رفات “العميل 88

الحرة – واشنطن

14 ديسمبر 2024

تستغل السلطات الإسرائيلية سقوط نظام بشار الأسد لمحاولة العثور على مكان دفن الجاسوس الإسرائيلي الأشهر في سوريا إيلي كوهين، وفقا لمنافذ إخبارية إسرائيلية.

ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن تقارير لبنانية القول إن إسرائيل بدأت اتصالات داخل سوريا وخارجها لمحاولة العثور على معلومات حول مكان دفن الجاسوس.

يُعتبر كوهين، الذي جسّدت “نتفليكس” سيرته في مسلسل قصير لاقى نجاحا واسعا في 2019، بطلا قوميا في إسرائيل منذ أعدمته السلطات السورية شنقا في ساحة المرجة في دمشق عام 1965 بعدما نجح في اختراق أعلى مستويات النظام في هذا البلد.

في صيف 2018، أعلنت إسرائيل أنها استعادت ساعة اليد التي كان يضعها كوهين والتي كانت جزءا من “هويته العربية الزائفة” وذلك بفضل “عملية خاصة نفذها الموساد في دولة عدوّة”.

في عام 2021 أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن حكومته تبذل جهودا حثيثة للعثور على رفات كوهين، وإعادتها إلى إسرائيل.

وفي تلك الفترة سرت معلومات بشأن مفاوضات تجريها إسرائيل مع روسيا، حليفة النظام السوري، من أجل استعادة أغراض شخصية أخرى لكوهين، وصولا حتى إلى رفاته.

“العميل 88”

ولد كوهين في مدينة الإسكندرية المصرية في 26 ديسمبر عام 1924 باسم إليهو شاؤول كوهين لأسرة يهودية هاجرت إلى مصر من حلب السورية.

كان الرجل يتحدث العربية والإنكليزية والفرنسية بطلاقة، ما ساهم لاحقا في تعزيز فرص للعمل في الاستخبارات الإسرائيلية.

يقول موقع “مجموعة 73 مؤرخين” إنه انضم إلى منظمة الشباب اليهودي في الإسكندرية وبعد حرب 1948 كان يدعو مع غيره من أعضاء المنظمة لهجرة اليهود المصريين إلى إسرائيل.

وبحسب منظمة “AICE” الإسرائيلية المعنية بتعزيز العلاقات الأميركية الإسرائيلية في رواياتها عن تاريخه، فقد هاجرت عائلة كوهين إلى إسرائيل عام 1949 بسبب المضايقات التي تعرض لها اليهود في تلك الفترة بينما بقي هو لإنهاء دراسته الجامعية وممارسة نشاطاته مع الحركات الصهيونية في مصر.

كشف رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنيع، لأول مرة عن البرقية الأخيرة التي وردت من الجاسوس إيلي كوهين قبل القبض عليه في سوريا، واضعا حدا للجدل الذي أثير طيلة سنوات عن الأسباب التي أدت إلى سقوطه عام 1965.

اعتقل كوهين على خلفية هذه النشاطات لكن لم يعثر على أي دليل يدينه، وورد اسمه في عملية “سوزانا” او “فضيحة لافون” وهي عملية قام بها يهود لتفجير مؤسسات أميركية وبريطانية داخل مصر بهدف إشاعة حالة من عدم الاستقرار تدفع الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في تشجيعها بريطانيا على سحب قواتها من مصر.

التحق بأسرته عام 1955 وهاجر إلى إسرائيل وحصل على دورات عسكرية في التجسس، وعندما عاد إلى مصر في العام التالي كان موضع شك من قبل السلطات المصرية التي وضعته تحت المراقبة.

وبعد حرب السويس عام 1956 خرج من مصر ليستقر به المقام في إسرائيل في عام 1957.

عمل كوهين في مجال المحاسبة، لكنه كان يرغب في العمل لدى الاستخبارات الإسرائيلية. ونظرا لملامحه العربية وولادته في بلد عربي وإتقانه أكثر من لغة، كان مؤهلا من قبل الموساد للقيام بمهمة صعبة في سوريا.

تلقى تدريبات استخباراتية مكثفة من بينها التدريب على إتقان اللهجة السورية، وأصبح اسمه الجديد “كامل أمين ثابت”، ليسافر إلى الأرجنتين للترويج لنفسه باعتباره تاجرا عربيا ثريا.

هناك وضع لنفسه مكانة قوية في الأوساط الاجتماعية والثقافية وأقام علاقات بكبار الدبلوماسيين والملحقين العسكريين ومن بينهم أمين الحافظ الملحق العسكري في السفارة السورية ببيونس أيرس الذي سيصبح لاحقا رئيسا لسوريا.

كان يعرف في صفوف الموساد الإسرائيلي باسم “العميل 88″، حيث سافر إلى سوريا ليدعي أنه مغترب سوري مهاجر من الأرجنتين ونجح هناك في بناء سمعته كرجل أعمال ناجح متحمس لوطنه الأصلي سوريا.

وطد علاقته هناك بكبار الشخصيات في حزب البعث الذي كان قد صعد نجمه في ذلك الوقت. كان كوهين يستقبل كبار المسؤولين في منزله في سهرات خاصة، يستطيع من خلالها انتزاع المعلومات الحساسة، ثم ينقلها عبر جهاز راديو من شقته في دمشق إلى الموساد.

أصبح محل ثقة الجميع في الحكومة، ما مكنه من مرافقة كبار الضابط إلى مرتفعات الجولان الاستراتيجية، بل والتقاط صورة واقفا وهو ينظر إلى إسرائيل في الجهة المقابلة.

اعتبرت المعلومات التي حصل عليها كوهين بالغة الأهمية لاحتلال إسرائيل مرتفعات الجولان السورية في حرب 1967.

في ذلك الوقت كانت خطط دفاعات الجولان من المعلومات السرية التي لا يعلمها سوى كبار القادة العسكريين في سوريا.

تقول منظمة “AICE” إن كوهين نقل إلى الاستخبارات الإسرائيلية معلومات عن “كل بندقية سورية وخندق ورشاش في كل حصن من مرتفعات الجولان، كما تم تحديد مصائد الدبابات التي كانت مصممة لإعاقة أي هجوم إسرائيلي”.

أصبح الحافظ رئيسا وأراد ترشيح كوهين في منصب نائب وزير الدفاع، بحسب تقارير إسرائيلية، لكن لم تتم الخطة لأن الاستخبارات السورية في ذلك الوقت رفضت ذلك.

بداية النهاية

في تلك الفترة كان هناك انزعاج لدى السوريين من المعلومات الاستخباراتية التي كانت تسرب خارج البلاد.

لاحظ السوريون أن الكثير من قرارات الحكومة السورية يتم بثها في الإذاعة الإسرائيلية باللغة العربية فاستخلصوا أن “جاسوسا إسرائيليا مقربا من القيادة السورية يعمل لمصلحة إسرائيل” وبدأوا البحث عنه.

تم تحديد مصدر تسريب المعلومات، وكان منزل كوهين. وفي يناير 1965، اقتحمت الاستخبارات السورية منزله واعتقلته.

بعدها قررت محكمة عسكرية سورية إعدامه شنقا، وقادت وزارة الخارجية الإسرائيلية حملة دولية لمنع تنفيذ الحكم، لكن المحاولة فشلت حتى تم إعدامه أمام جمع غفير من الجماهير في ساحة المرجة في دمشق.

الحرة – واشنطن

—————————–

ماهر ومملوك و”النمر” و”جزار داريا”.. أين فرّ رجال الأسد؟

14 ديسمبر 2024

ماهر الأسد الذي كان يقود الفرقة الرابعة المدرعة يواجه تهما تتعلق بالقتل والتعذيب والاتجار بالمخدرات وتصنيعها على نطاق واسع

اختفى كبار قادة نظام الأسد عقب فراره السريع من سوريا. (AFP)

خلال السقوط السريع لنظام الأسد، وتهاوي أركانه، عقب الهجوم الخاطف الذي شنته فصائل المعارضة المسلحة، غاب عن الأنظار كبار معاونيه وقادة أجهزته الأمنية والعسكرية، وسط حالة من الفوضى والارتباك، ترك فيها عناصر النظام السوري مراكزهم، وتفككت كافة المؤسسات التي كانوا يديرونها.

بقي مصير أولئك المسؤولين غامضاً، ودارت تكهنات بمغادرتهم لسوريا، فيما راجت أخبار أخرى حول عودة بعضهم إلى بلداتهم ومسقط رأسهم.

وفي الساعات والأيام القليلة التي تلت السقوط المدوي لنظام الأسد، عبر الآلاف من السوريين إلى لبنان، ووصل عددهم طبقاً للأرقام التي صرحت بها

وتشير الأرقام التي حصلت عليها وكالة الأسوشيتد برس، من مصادر أمنية لبنانية وقضائية طلبت عدم الكشف عن أسمائها، إلى أن 5 آلاف مواطن سوري، مروا عبر مطار بيروت الدولي، خلال الأيام القليلة التي تلت سقوط نظام الأسد.

وزير الداخلية اللبناني، بسام مولوي، كان قد نفى دخول أي مسؤول سوري رفيع إلى أراضي بلاده، وتم تداول أخبار عن تلقي الضابط المسؤول عن معبر المصنع أمراً بالدخول في إجازة مفتوحة، بسبب الاشتباه بعلاقته الوثيقة بشقيق الأسد.

لكن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمان، يقول إن هناك مسؤولين سوريين رفيعي المستوى، نجحوا بالفعل في دخول الأراضي اللبنانية، مستخدمين هويات مزورة.

وعقب حالة الغموض التي سادت بشأن مصير بشار الأسد، أكدت موسكو أنه موجود على أراضيها، وتوجهت الأنظار إلى مصير باقي أركان نظامه.

يقول رامي عبد الرحمن، إن ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق، قد وصل فعلاً إلى روسيا. ويواجه ماهر الأسد تهماً تتعلق بالأوامر التي أصدرها بصفته قائداً لفرقة الرابعة المدرعة، التي ذاع صيتها خلال الحرب الأهلية السورية.

ماهر الأسد الذي كان يقود الفرقة الرابعة المدرعة يواجه تهما تتعلق بالقتل والتعذيب والاتجار بالمخدرات وتصنيعها على نطاق واسع

وتشمل تلك التهم التعذيب والقتل خارج إطار القانون، والابتزاز، وتصنيع المخدرات والاتجار بها على نطاق واسع.

كما يواجه ماهر الأسد سلسلة عقوبات أميركية وأوروبية، صحبة عدد من كبار الضباط السوريين، بسبب تهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب، عقب الهجمات الكيميائية ضد المناطق المدنية عام 2013.

وتضم قائمة المطلوبين المستشار الأمني والعسكري للأسد، اللواء علي مملوك. وهو مطلوب في كل من لبنان وفرنسا. إذ يتهم مملوك بالوقوف وراء التفجيرات التي شهدتها مدينة طرابلس شمال لبنان.

كما يواجه مملوك تهما جنائية في فرنسا بسبب تورطه في إيقاف وتعذيب مواطن فرنسي من أصول سورية صحبة ابنه، قتل كلاهما بسبب التعذيب الذي تعرضا له.

مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان تشير إلى أن مملوك دخل إلى الأراضي اللبنانية، لكن لا يعرف بعد ما إذا كان لازال يتمتع بحماية حزب الله، أم أنه غادر لبنان إلى وجهة أخرى.

ومن أبرز المسؤولين السابقين المطلوبين للعدالة، اللواء سهيل الحسن، والذي كان قائداً للفرقة 25 للقوات الخاصة في جيش نظام الأسد، والتي كانت تعرف بقوات النمر.

وكان الحسن قد تلقى شكرا خاصاً من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عام 2017، إثر سلسلة “النجاحات” التي حققتها فرقته خلال مواجهة المعارضة المسلحة، خصوصاً في ريف دمشق ومنطقتي حلب وإدلب شمال البلاد.

ورغم علاقات الحسن الوثيقة بروسيا، لا يزال من غير المعروف ما إذا كان قد نجح في الذهاب إلى موسكو، أم أنه لا يزال في سوريا.

ومن الوجوه غير المعروفة إعلامياً من كبار مسؤولي نظام الأسد، يبرز اللواء حسام لوقا، الذي تدرج في سلم العمل داخل أجهزة الأمن، ليصل إلى منصب رئيس شعبة المخابرات السورية.

لوقا عرف بقمعه الشديد لكل الحركات الاحتجاجية أو المعارضة السياسية، طيلة مسيرته المهنية، التي تضمنت تعيينه في منصب رئيس فرع أمن الدولة في حلب، ثم رئيسا لفرع الأمن السياسي في حمص، عام 2004.

يعتبر لوقا من المقربين من الأسد، وأشرف على ما عرف بعمليات المصالحة، في المناطق التي كانت تخضع لسيطرة المعارضة السورية.

يواجه لوقا عقوبات أميركية وبريطانية، لدوره الكبير في قمع التظاهرات والاحتجاجات، ولا توجد معلومات موثوقة حول مكان تواجده حالياً.

ومن الأجهزة الأمنية التي روعت السوريين، تبرز إدارة المخابرات الجوية، التي كان يقودها اللواء، قحطان خليل، المسؤول عن الهجوم الدامي على منطقة داريا، الذي نتج عنه مقتل المئات من المدنيينن ما جعل المراقبين ينعتون خليل بأنه “جزار داريا”.

وعقب سقوط نظام الأسد، وترك العناصر الأمنية والعسكرية لمراكزها، توارى خليل عن الأنظار، ولا يعرف مكان تواجده إلى حد الآن.

ولف الغموض كذلك مصير القائد السابق للمخابرات الجوية، اللواء جميل الحسن، الذي يواجه تهما جنائية في فرنسا في نفس القضية التي شملت المستشار الأمني والعسكري للأسد، اللواء علي مملوك.

ولايعرف إلى حد الآن مصير وزير دفاع نظام الأسد، الفريق علي عباس، ومدير مكتب الرئيس السوري السابق، الفريق بسام الحسن، الذي خدعه بشار الأسد وغادر البلاد دون إعلامه، حسب الرويات التي بدأت تظهر إلى العلن مؤخراً.

الحرة – واشنطن

—————————

هكذا تغلغلت إيران في سوريا ثقافيا واجتماعيا.. تركة تنتظر التصفية/ غزوان الميداني

14 ديسمبر 2024

مع بدء الحراك الاحتجاجي بسوريا في عام 2011، أعلنت إيران أنها تريد التدخُّل ذلك البلد العربي لحماية الأماكن المقدَّسة والمقامات الشيعية ومن أبرزها مقام السيدة زينب في ريف دمشق، ومقام السيدة رقية في دمشق القديمة، إضافةً إلى مراقد أخرى لم تكن معروفة من قِبل السوريين.

وبحسب مركز حرمون للدراسات، فإن المراقد الشيعية في سوريا لم تبق مجرد مواقع دينية، بل تحولت إلى مواقع سياسية وعسكرية بعد عام 2011، لتسوّغ وجود قوات عسكرية إيرانية أو تابعة لإيران لحمايتها والدفاع عنها، وبالتالي للحصول على شرعية دخول سوريا ودعم نظام بشار الأسد.

ثم تعدى التغلغل الإيراني في سوريا فكرة حماية المراقد والمقامات، وبات أكثر سرعة واتساعاً. وبعد أن تحولت مظاهرات السوريين السلمية إلى أعمال مسلحة، أصبح انخراط إيران في دعم نظام الأسد أكثر وضوحاً. وأخذت إيران بإرسال عسكريين وخبراء وضباط من الحرس الثوري الإيراني للقتال بشكل مباشر إلى جانب نظام الأسد.

ومع توافد مقاتلين من إيران والعراق ولبنان وأفغانستان وباكستان، بدأت إيران بتوجيه تركيزها نحو اختراق المجتمع السوري من خلال تعزيز العلاقات مع رجال الأعمال السوريين مع بداية عام 2017، وذلك حسب تقرير منظمة “أتلانتيك كاونسيل” الصادر في نوفمبر 2020.

التواجد الإيراني الواضح في سوريا جعل أمر استهدافهم من قبل إسرائيل أسهل. مما دفع إيران لإعادة تعريف وجودها في سوريا من خلال إنشاء قوات الدفاع الوطني، ودعم ألوية محددة في الجيش السوري، وإنشاء شركات أمنية خاصة في سوريا.

وحسب التقرير نفسه، بلغ عدد مقاتلين ميليشيا قوات الدفاع الوطني حوالي 40 ألف مقاتل، عدا عن الميليشيات الأخرى.

وفي عام 2018، أعادت إيران تنشيط منتدى الأعمال السوري الإيراني، والذي لعب دوراً أساسياً في نشر المشاريع الإيرانية في مختلف المناطق في سوريا، وركزت في الغالب على مشاريع توليد الطاقة.

اختراق المجتمع

كما عملت إيران مع المنظمات الخيرية للاندماج بشكل أفضل في المجتمع السوري. ومن أبرز المنظمات المدعومة من إيران منظمة جهاد البناء، التي ركزت على قضية ترميم المدارس والمراكز الصحية وخاصة في محافظتي حلب ودير الزور.

على صعيد التوعية التعليمية، وصل عدد المرافق التعليمية التي تم بناؤها من قبل الإيرانيين إلى سبعة، بالإضافة إلى المراكز الثقافية الإيرانية التي لعبت دوراً مهماً في نشر الثقافة الإيرانية في المجتمع السوري.

في عام 2019، قامت منظمة جهاد البناء بترميم ستة عشر مدرسة في دير الزور وحدها. كما قامت بتوزيع المساعدات الغذائية على المدنيين في محاولة لكسب ولاء السكان المحليين.

أما على الصعيد الديني، فقد ازداد عدد الحوزات الشيعية ليصل إلى 21 حوزة موزعة على كامل الجغرافية السورية. والحوزة هي مركز دراسات شيعية تعمل على تخريج دعاة لنشر الإسلام الشيعي.

كما تم تأسيس بعض المعاهد والجامعات، كالجامعة العالمية للعلوم الإسلامية الشيعية والتي أنشئ فرع لها داخل مقام السيدة رقية في الشام القديمة، وفرع الجامعة الإسلامية الإيرانية الحرة في العاصمة دمشق عام 2018.

ومع سقوط نظام الرئيس بشار الأسد بات الوجود العسكري الإيراني في حكم الماضي لكن التخلص من التركة الإيرانية في الجانب الاجتماعي والديني والتعليمي والديموغرافي سيكون من أبرز التحديات أمام القيادة الجديدة في سوريا.

غزوان الميداني

ماهر الأسد الذي كان يقود الفرقة الرابعة المدرعة يواجه تهما تتعلق بالقتل والتعذيب والاتجار بالمخدرات وتصنيعها على نطاق واسع

سوريا

واشنطن دعت إى حكومة جامعة في سوريا

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، السبت، إن الولايات المتحدة أجرت اتصالات مباشرة مع “هيئة تحرير الشام” التي قادت الهجوم الذي أطاح بالرئيس السوري بشار الأسد والتي تصنفها واشنطن إرهابية.

وأوضح بلينكن أن بلاده أجرت اتصالا مباشرا مع “هيئة تحرير الشام” والجماعات الأخرى من أجل إعادة الصحفي الأميركي أوستن تايس الذي فقد في سوريا منذ نحو 10 سنوات.

وأضاف وزير الخارجية الأميركي، الذي تحدث بعد اجتماع وزراء خارجية دول عربية وتركيا في الأردن، أنه تم الاتفاق على بيان مشترك يحدد المبادئ التي تريد الدول اتباعها في الانتقال السياسي في سوريا، بما في ذلك الشمول واحترام الأقليات.

واجتمع دبلوماسيون كبار من الولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي ودول عربية في الأردن لإجراء محادثات بشأن سوريا حيث أطاحت المعارضة المسلحة بالرئيس بشار الأسد.

وخلصت محادثات الأردن إلى ضرورة تشكيل حكومة سورية “جامعة وتمثيلية”، بحسب الوزير الأميركي.

وقال بلينكن إن الدبلوماسيين اتفقوا على ضرورة تشكيل حكومة “جامعة” في سوريا.

واستضاف الأردن اجتماع اليوم السبت في العقبة، ولم يوجه الدعوة إلى روسيا وإيران اللتين كانتا تدعمان الأسد.

وقال وزير الخارجية الأردني إن القوى الإقليمية لا تريد لسوريا أن تسقط في فوضى، وطالب إسرائيل بسحب قواتها من المنطقة منزوعة السلاح على الحدود مع سوريا.

من جانبه، تعهد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بعدم السماح “للإرهابيين” بالسيطرة على المرحلة الانتقالية في سوريا.

وأوضح فيدان أنه ينبغي الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية وإصلاحها.

فيما طالب وزير الخارجية العراقي بدوره إسرائيل بسحب قواتها، مشددا على أن “الأطراف الإقليمية لا ترغب في رؤية ليبيا أخرى في المنطقة”.

وشنت هيئة تحرير الشام (التي تصنفها واشنطن إرهابية) وفصائل حليفة لها، هجوما واسعا في 27 نوفمبر انطلاقا من شمال سوريا، مكنها من دخول دمشق في 8 ديسمبر وإعلان إسقاط الأسد بعد 13 عاما من نزاع دام في البلاد.

الحرة / وكالات – واشنطن

———————————

حقبة “الأسدين” ابتكرت طرقا جديدة لـ”خيانة الزوجات”/ أيمن الغبيوي

ورث النظام الأسدي عن مستعمره القديم ظاهرة المخبرين وزرع الفتنة بين أفراد وطوائف المجتمع.

السبت 14 ديسمبر 2024

ظاهرة كتابة التقارير أدت إلى تفشي ثقافة الوشاية والتجسس داخل المجتمع السوري، وهو ما أثّر سلباً على العلاقات الاجتماعية (أ ف ب)

ينسب إلى أبو الأدب الأميركي مارك توين جملة شهيرة تقول “مؤلمة هي نميمة الأصدقاء وخيانة العشاق وموتَ الأمهات وكراهية الأقارب”، وربما أن العهد “الأسدي” الديكتاتوري قد رسخ طيلة الخمسين عاماً طرقاً جديدة لخيانة الزوجات وهي الخيانة “بالتقارير” التي باتت أسهل الطرق نحو السجن سيئ السمعة “صيدنايا”.

يكشف لنا مجند سوري تابع لقوات “هيئة تحرير الشام” بعد الاستيلاء على مبنى المخابرات السورية أسماء وأسباب الإدانات التي أودت بالمساجين، ويقول وهو يتصفح حزماً من الورق والملفات “شاهدوا هذه تقارير كتبت من زوجات ضد أزواجهن”. وهذه خيانة وقعها على مارك توين لو كان بيننا أشد إيلاماً مما يؤلمه، خيانة تنطلق من حرم الأزواج الآمن ووقودها “الحبر والورق”.

الخيانة هنا وإن ظهر لها أوجه وتفسيرات، وربما وجد لها البعض نزراً من المبررات، هي في الواقع تسلط الضوء على هشاشة العلاقات الإنسانية في ظل الأنظمة القمعية، إذ إن “الحب والثقة” يصبحان ضحايا للخوف والموت نتيجة الضغوط السياسية.

قبل التفصيل في الخلفية التاريخية لثقافة “كتابة التقارير” في سوريا، بات على كاهل “بشيرها” الجديد مهمات أصعب من توفير الكهرباء للمدن الغارقة مع الظلم والجوع في الظلام، ومنها مهمة إعادة تهيئة العلاقات الإنسانية لطبيعتها الأولى، فالبلاد التي أورثها “حكم الأسدين” ثقافة الوقيعة بين الأهل والعشاق تحتاج إلى عملية شاملة للمصالحة بين مكونات المجتمع. 

أدونيس ينصح

ولهذا دعا العارف ببواطن حلب وشامها، شاعرها الكبير أدونيس إلى ضرورة “تغيير المجتمع” وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي، وقال التسعيني الذي يعيش في منفاه، فرنسا “التغيير المطلوب هو تحرير المرأة. وتأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي”.

وظاهرة ثقافة “كتابة التقارير” التي لا تنحصر على الزوجين فحسب، أسهمت في تفكك الثقة داخل الأسر وبين أفراد المجتمع، حيث بات الجميع يخشى أن يكون مراقباً أو ضحية لوشاية كاذبة. وهذا تحد جديد أمام الحقبة السورية الجديدة وحكومتها.

اعتراف مسؤول سوري

والوشاية وأساليبها لم يخفها الوزير السوري نواف الفارس الذي أعلن انشقاقه عن حزب البعث منذ بداية لهيب الثورة في تموز 2012، وهو يكشف خفايا عن الأسد ونظامه، ويقول “نحن دولة أمنية بكل المقاييس، من آذن (حارس) المدرسة إلى نائب رئيس الجمهورية، الكل يتجسس على بعضه والكل يراقب بعض وعلى هذه الأسس بنيت الدولة والحزب والجيش”. 

ويعترف الفارس في لقاء متلفز أن هذه واحدة من حيل نظام الأسد، ويروي قصة تكليفه بمهمة سماها “الفتنة” وهدفها الإيقاع بين الطائفتين العلوية والسنية.

من أين بدأت؟

ثمة سؤال يثيرنا أكثر وهو “أين بدأت وكيف نشأت هذه الثقافة؟”، يجيب التاريخ أن العائلة الأسدية ورثتها عن مستعمرها القديم، إذ تعود الظاهرة، وفقاً لوثائق مختلفة إلى حقبة الاستعمار الفرنسي لسوريا (1920 -1946)، إذ كانت كتابة التقارير وسيلة شائعة آنذاك استخدمتها سلطات الانتداب لتثبيت سيطرتها على المجتمع السوري ومواجهة أي معارضة لحكمها.

وهذه طرق بقدر ما كانت أداة استخباراتية، إلا أنها أصبحت ظاهرة اجتماعية مثيرة للجدل، لتوغلها تسلسلاً في إسقاط هرم الثقة من أقصى “درجات العصوبة” حتى بلغت خيانة الأزواج. والخيانة أحياناً يبرر لها أنها مدفوعة بالخوف والتهديد والموت. ويفسرها آخرون أنها تأتي بدافع الانتقام لا أكثر.

“فرق تسد”

يرى محللون أن سلطات الانتداب استندت في تشريعها “كتابة التقارير” إلى منطلق مصطلح شهير وهو ” فَرق تسُد” وهو المصطلح السياسي العسكري divide et impera ويعني تفريق قوة الخصم الكبيرة إلى أقسام متفرقة لتصبح أقل قوة وهي غير متحدة مع بعضها البعض مما يسهل التعامل معها. وجند الفرنسيون لنظام “رسائل الخيانة” عملاء محليين من السوريين للإبلاغ عن الأنشطة المناهضة للاستعمار أو حتى عن أفراد في المجتمع يمكن أن يمثلوا خطراً. وكانت تشمل معلومات عن الشخصيات الوطنية، الأنشطة السياسية، التحركات الاجتماعية، وصولاً لشؤون الأفراد الشخصية.

وهذه الطرق أدت إلى تفشي ثقافة الوشاية والتجسس داخل المجتمع السوري، وهو ما أثّر سلباً على العلاقات الاجتماعية وأضعف الثقة بين الأفراد حتى اليوم.

يأس الأمم المتحدة

لم تحتج الدولة التي عانت طوال خمسة عقود من نظام جمهوري ديكتاتوري سوى لـ 11 يوماً من هجوم مباغت لقوات “هيئة تحرير الشام” وهو ما مكّنها من إسقاط حكم الرئيس بشار الأسد الذي هرب إلى موسكو بعد حكم طال لـ 24 عاماً. وفور تحرير البلاد سارعت الفصائل المعارضة إلى فتح السجون وبينها سجن صيدنايا الواقع على بعد نحو 30 كيلومتراً من دمشق. وقد وصفته منظمة العفو الدولية بأنه “مسلخ بشري” نظراً لحجم الانتهاكات التي شهدتها أقبيته.

وتشير التقديرات إلى أن النظام قتل ما لا يقل عن نصف مليون من شعبه، واعتقل 130 ألف شخص آخرين وأخفى أثرهم، وترك نحو نصف السكان، أي نحو 14 مليون نسمة، مشردين. وفي النهاية توقفت الأمم المتحدة من شدة يأسها حتى عن إحصاء عدد القتلى.

—————————-

الفنان دريد لحام للعربية: فروع مخابرات الأسد كانت أكثر من المدارس في سوريا

الفنان دريد لحام يكشف لـ العربية مدى صحة العبارة المنسوبة له بعد سقوط نظام الأسد “عندما قلت أحبك كنت أقصد في داخلي أكرهك”.. هل قالها؟

14 ديسمبر ,2024

قال الفنان دريد لحام للعربية، السبت، للعربية إن فروع مخابرات الأسد كانت أكثر من المدارس في سوريا.

وأضاف لحامأن الأسد حول سوريا إلى الرأي الأوحد بلا أي معارضة.

وأردف الفنان دريد لحام أنه يريد سوريا بدون مصانع كبتاغون تابعة للسلطة، مؤكدا بأسوبه التهكمي الهادئ ” لو كنت تماديت في انتقاد بشار الأسد لاستخرجتم عظامي من سجن صيدنايا”.

وتابع الفنان يقول: نشكر بشارالأسد على هروبه، لافتا إلى أن أكبر سجن في سوريا كان لأصحاب الرأي.

وبعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا الأسبوع الماضي، والذي شكّل حلقة فاصلة في التاريخ السوري، سارع الكثيرون من الفنانين السوريين إلى الإعراب عن السعادة بمولد جديد لبلادهم.

    الفنان دريد لحام لـ العربية: فروع مخابرات الأسد كانت أكثر من المدارس في #سوريا#قناة_العربية pic.twitter.com/NrvwYjf9TJ

    — العربية عاجل (@AlArabiya_Brk) December 14, 2024

ومن ضمن النجوم، ما تقدم به الفنان القدير دريد لحّام من رسائل إلى شعب سوريا. فقد وجّه دريد لحام رسالة إلى الشعب السوري، كاشفاً عن موقفه من التغيير الكبير الذي حدث على مدار الأيام القليلة الماضية.

—————————

حتى أسرار وغراميات أَبَويه.. تخلى عنها بشار ليفرّ من سوريا/ عهد فاضل

بشار الأسد تخلى حتى عن أسرار وخصوصيات أسرته للنجاة بنفسه، فترك حتى رسائل غرامية خاصة بين أبيه وأمه، وتخلى عنها، لتأمين فراره من البلاد

العربية.نت

14 ديسمبر ,2024

سقط نظام آل الأسد في سوريا، في الثامن من الشهر الجاري، وسقطت معه كل الأسرار الاستخباراتية والأمنية التي جهد النظام على إخفائها للتستر على جرائم ارتكبها ضد الإنسانية لا سابق لها، من قتل وتعذيب وإخفاء لجثث الضحايا بآلات ضغط وكبس للجثث، حتى وقت قريب، كان يظن أنها فقط تظهر في أفلام الرعب.

وبحسب الأنباء التي رافقت هروب بشار الأسد وتحايله حتى على أقرب المقربين منه، كي يؤمن لنفسه الفرار متبعا أقصى درجات التمويه والكذب والخداع، أظهرت وثائق كشف عنها الثوار السوريون الذين اقتحموا قصوره ومقرات إقامته، بأن بشار الأسد، تخلى حتى عن أسرار وخصوصيات أسرته للنجاة بنفسه، فترك حتى رسائل غرامية خاصة بين أبيه وأمه، وتخلى عنها، لتأمين فراره من البلاد.

وعثر الثوار السوريون الذين اقتحموا أحد قصوره، على رسالتين مؤرشفتين على طريقة أرشفة المصنفات الرسمية، وهما عبارة عن رسالة من أبيه حافظ الذي سبق وحكم البلاد بالحديد والنار حتى عام 2000 سنة وفاته، ورسالة أخرى من والدته أنيسة التي أعلنت وفاتها عام 2016، يتحدثان بهما، عن خصوصيات علاقة شخصية وصلت حد التهديد والوعيد.

وبحسب الوثيقة المنشورة، تعود رسالة حافظ الأسد، إلى عام 1957، وهي سنة زواجه كما تقول بعض المصادر أو سنة 1958 كما في مصادر أخرى، فيما لا يعرف ما إذا كانت هذه الرسالة قد كتبت وزواجه قد تم بأنيسة مخلوف، أو بعد هذا التاريخ بسنة واحدة. وبحسب التهديد والوعيد الوارد فيها، فربما كانت الرسالة المذكورة قد كُتبت قبل عقد الزواج.

وتشير الرسالة التي كتبها حافظ الأسد إلى أنيسة مخلوف، إلى أنه قد سبق وقام بتهديدها بأن يمنعها من القيام بأي عمل. فيما تظهر رسالة مكتوبة بخط اليد، من أنيسة إلى حافظ، تخاطبه فيها بقولها: “حبيبي حافظ”.

وقال حافظ لأنيسة، بحسب نص الرسالة، بأنه لا يهدد لمجرد التهديد وللظفر بنتيجة ما، كما ورد، بل أكد أنه يهدد ليفعل، خاتماً رسالته بالقول: “أقطع لك عهداً على نفسي، أن هذه الرسالة ستكون آخر رسالة أكتبها لك، في حياتي. مع أنني -كما سبق وقلت لك سابقاً- سأمنعك من القيام بأي عمل”.

وبحسب ما تضمنته رسالة حافظ المؤرخة بالعاشر من شهر شباط/ فبراير عام 1957، فإن أنيسة كان سبق لها، أن أشارت إليه بأن تهديداته، لم يكن القصد منها، سوى الضغط للظفر بـ”نتيجة” ما، كما ضمّن حافظ في رسالته. إلى أن الرجل يعاود تهديده، قائلاً: “سأفعل يا أنيسة بما أهدِّد”.

ويشار إلى أن حافظ الأسد، استعمل عبارات قاسية في نص رسالته التهديدية الموجهة إلى من صارت زوجته، فقال في أحد المقاطع: “وإن كنتُ أنا أحد أولئك الذين شربوا لمدة قريبة، من هذا الماء العكر، بولاً”.

وكانت والدة بشار الأسد، بحسب الرسالة قد استغربت كيف يخاطبها حافظ بلغة الحب ويقول لها “حبيبتي أنيسة” مع ما في الرسالة من تهديد بمنعها من القيام بأي عمل، طلبت أنيسة من حافظ أن يقوم بالتراجع عنه، كما بدا في النص المكتوب بالآلة الكاتبة، وأكد حافظ أنه لن يتراجع عن هذا التهديد بقوله: “لن أسحب كلامي”.

ويقول حافظ بأنه كتب لأنيسة رسالته، بحسب النص المنشور، بواسطة الآلة الكاتبة، لا بخط يده، لأنه “استثقل” أن يكتب لها بخط يده. لأن نص الرسالة التي كتبها والد بشار الأسد لأمه، يتضمن اتهاماً لأنيسة بأن مشاعر الحب لديها، مجرد “تمثيل وتصنع”.

ويشار إلى أن مثل هذه الخصوصيات العاطفية التي تنطوي عليها مثل هذه الرسائل، والتي قام نظام الأسد بأرشفتها بصفتها أرشيفا رسمياً سرياً، كانت من جملة ما رماه بشار الأسد وطرحه بعيدا لحظة هروبه من سوريا، فتخلى عن كل شيء بما فيه أسرار أبيه وأمه العاطفية وكذلك الصور الشخصية الخاصة لوالديه بحسب ما عثر عليه الثوار ونشروه، ليؤمن لنفسه النجاة.

وقال أحد المتابعين معلقاً لـ”العربية.نت”: “إن رجلا كبشار الأسد يبيع كل شيء لينجو بنفسه حتى خصوصيات وأسرار وغراميات عائلته يمكن أن يتخلى عنها. فهو بلا كرامة ووحش بشري لم يعرف مثله من قبل”.

وسقط نظام عائلة الأسد بعد عقود من إجرامه وإرهابه بحق المواطنين السوريين، والذي لم يتورع بحسب كل التسجيلات والوثائق التي نشرت سابقا وينشر منها المزيد الآن تباعاً بعد سقوط بشار وفراره، عن ارتكاب المذابح الجماعية وإخفاء جثث القتلى بأغرب طرق وأكثرها وحشية، حيث كان سبق له، حرق جثث المعارضين في الثمانينيات، ثم ذر رمادها في أرض خلاء، أو مستنقعات مياه. إلا أن ما كشفت عنه السجون التي اقتحمها رجال الثورة السورية، إثر هروب الأسد، كان “يفوق الخيال” كما ورد في كثير من وسائل الإعلام وهي تعبر عن صدمة مراسليها، عندما عثروا على مكابس لطحن الجثث وضغطها إلى الحد الأقصى، وذلك تسهيلا لنقلها وإخفائها والتخلص منها.

————————-

 الأسد لإيران قبل خلعه: تركيا تساعد المعارضة للإطاحة بي

خامنئي في إشارة لتركيا: إحدى دول جوار سوريا كان لها دور أيضا

14 ديسمبر ,2024

قال مسؤولان إيرانيان لرويترز إن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد اشتكى لوزير الخارجية الإيراني في الأيام الأخيرة التي سبقت الإطاحة به من أن

تركيا تدعم بقوة قوات المعارضة في هجومها للإطاحة به.

وانتهت خمسة عقود من حكم عائلة الأسد يوم الأحد عندما فر الرئيس إلى موسكو، حيث منحته الحكومة اللجوء.

ودعمت إيران الأسد في الحرب الأهلية الطويلة في سوريا، وكان يُنظر إلى الإطاحة به على نطاق واسع على أنها ستكون ضربة كبيرة “لمحور المقاومة” بقيادة إيران، وهو تحالف سياسي وعسكري يعارض النفوذ الإسرائيلي والأمريكي في الشرق الأوسط.

ومع استيلاء مقاتلين من هيئة تحرير الشام، التي كانت متحالفة مع تنظيم القاعدة في السابق، على المدن الكبرى وتقدمهم نحو العاصمة، التقى الأسد بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في دمشق في الثاني من ديسمبر .

ووفقا لمسؤول إيراني كبير، عبر الأسد خلال الاجتماع عن غضبه مما قال إنها جهود مكثفة من جانب تركيا لإزاحته.

وقال المسؤول إن عراقجي أكد للأسد استمرار دعم إيران ووعد بإثارة القضية مع أنقرة.

وفي اليوم التالي، التقى عراقجي بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان للتعبير عن مخاوف طهران البالغة بشأن دعم أنقرة لتقدم المعارضة.

وقال مسؤول إيراني ثان “التوتر خيم على الاجتماع. عبرت إيران عن استيائها من انحياز تركيا للأجندات الأميركية والإسرائيلية ونقلت مخاوف الأسد”، وذلك في إشارة إلى دعم أنقرة للمعارضة السورية وتعاونها مع المصالح الغربية والإسرائيلية في استهداف حلفاء إيران في المنطقة.

وقال المسؤول إن فيدان ألقى باللوم على الأسد في الأزمة، مؤكدا أن عدم انخراطه في محادثات سلام حقيقية وسنوات حكمه القمعي هي

الأسباب الجذرية للصراع.

وقال مصدر في وزارة الخارجية التركية مطلع على محادثات الوزير إن هذه ليست التصريحات الدقيقة التي أدلى بها فيدان، وأضاف أن عراقجي لم يحمل أو ​​ينقل أي رسائل من الأسد إلى أنقرة، لكنه لم يقدم تفاصيل.

وقال فيدان للصحفيين في الدوحة يوم الأحد إن نظام الأسد كان لديه “وقت ثمين” لمعالجة المشاكل القائمة في سوريا، لكنه لم يفعل، وسمح بدلا من ذلك “بالتفكك البطيء وانهيار النظام”.

وقال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم الأربعاء إن الإطاحة بالأسد كانت نتيجة لخطة من الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأضاف أن إحدى دول جوار سوريا كان لها دور أيضا. ولم يذكر بلدا بالاسم لكن بدا أنه يشير إلى تركيا.

————————–

وثائق وأرقام تكشف جرائم الأسد ضد الفلسطينيين.. من اعتقاله “مرتبطين بحماس” إلى آلاف المعتقلين المختفين بالكامل/ مراد القوتلي

عربي بوست

2024/12/14

أظهر السقوط المدوّي لنظام بشار الأسد في سوريا مزيداً من الأسرار عن الفروع الأمنية شديدة القسوة في البلاد، وذلك مع نشر وثائق تم استخراجها من عدد من الفروع، منها وثائق تظهر اعتقال النظام لفلسطينيين وإخفاءهم، وملاحقة آخرين منهم بتهم “الارتباط بحركة حماس”، فيما لا يزال آلاف الفلسطينيين مختفين بحسب ما جمعه “عربي بوست” من بيانات وتوثيقات.

الوثائق تبيّن تناقضاً كبيراً في التصريحات السابقة للنظام عن دعمه للفلسطينيين والمقاومة، وتقدّم صورة سوداوية عما كان يتعرّض له الفلسطينيون في سوريا، لا سيّما خلال سنوات الثورة التي بدأت منتصف مارس/آذار 2011، وأفضت في النهاية إلى إسقاط نظام الأسد يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.

الوثائق المنشورة تتبع فروع مخابرات متعددة، أبرزها فرع الأمن العسكري 235، أو ما يُعرف بـ”فرع فلسطين”، والذي تصفه “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” بأنه “من أشد فروع المخابرات العسكرية قسوة”.

النظام اعتبر حركة حماس “خائنة”

من الوثائق التي انتشرت على شبكة الإنترنت من “فرع فلسطين”، وتحقق “عربي بوست” من صحتها، وثيقة يعود تاريخها إلى عام 2022، وتتضمن خطاباً من الفرع الأمني إلى النيابة العامة في “محكمة الإرهاب”، يتحدث عن معتقل فلسطيني اسمه علاء صلاح الدين الأيوبي.

يطالب الفرع من النيابة العامة تجريم المعتقل بـ”جرم الارتباط بحركة حماس والنشاط لصالحها”، وتصف الوثيقة الأمنية الحركة الفلسطينية بأنها “خائنة”.

يعود السبب في هذا التوصيف إلى أن حركة “حماس” رفضت، مع بدء الثورة، طلب النظام استخدام قدراتها وسلاحها في سوريا ضد السوريين المعارضين للنظام، وتسبب موقفها هذا في التضييق عليها، قبل أن تضطر الحركة إلى إغلاق مقارها ومغادرة الأراضي السورية عام 2012.

وعلى الرغم من أن الحركة أرسلت وفداً في عام 2022 إلى دمشق والتقى خلالها بالأسد، إلا أن موقف النظام لم يتغير تجاه الحركة.

فايز أبو عيد، مدير “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا”، التي ترصد الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون في سوريا، قال لـ”عربي بوست”، إنهم وثّقوا اعتقال النظام لما لا يقل عن 50 شخصاً “بتهمة الانتماء إلى حركة حماس” منذ 2011 وحتى تاريخ سقوط النظام.

وأشار أبو عيد أيضاً إلى أنهم وثّقوا اعتقال النظام لآخرين من حركات فلسطينية أخرى متواجدة في سوريا.

وحصل “عربي بوست” من “مجموعة العمل” على نسخ من وثائق تم استخراجها من الفروع الأمنية، بينها وثيقة من الفرع 216، تتضمن أوامر من الفرع بمراقبة عدد من الفلسطينيين واعتقالهم فور العثور عليهم، وتعود الوثائق المنشورة إلى عام 2019، وكانت تصف الفلسطينيين المطلوبين بأنهم “إرهابيون”، وفق تعبيرها.

في هذه الوثيقة، يطلب الفرع الأمني 216 وضع مواطن فلسطيني اسمه عز الدين محمد عوض “تحت المراقبة السرية والدقيقة”، وتسرد الوثيقة أيضاً أسماء 5 فلسطينيين آخرين تصفهم بـ”الإرهابيين”، وتتضمن أمراً باعتقالهم جميعاً فور مشاهدتهم.

جرائم الأسد ضد الفلسطينيين

وثيقة من الفرع 216 تتضمن أسماء فلسطينيين يعيشون في سوريا

تتضمن وثائق أخرى طلباً بإجراء “دراسة أمنية شاملة ومفصلة” عن أسماء 5 فلسطينيين، وتشير إلى الاشتباه بصلاتهم بما وصفته “مجموعات إرهابية مسلحة”، دون توضيح مزيد من التفاصيل.

جرائم الأسد ضد الفلسطينيين

آلاف الفلسطينيين المختفين في سوريا

وكحال عشرات الآلاف من المعتقلين السوريين الذين لم يتم العثور عليهم حتى الآن، لا تزال عائلات فلسطينية في سوريا تبحث عن مصير أبنائها المختفين بعد اعتقالهم في سجون النظام المخلوع.

وبحسب ما أكده مدير “مجموعة العمل”، أبو عيد لـ”عربي بوست”، فإن العدد الكلي الذي وثقته المجموعة للمختفين قسرياً من الفلسطينيين في سوريا هو 3040 شخصاً، وقال إن هناك 49 طفلاً لا يُعرف عن مصيرهم شيء حتى الآن.

وعلى الرغم من أن عدد المختفين بالآلاف، إلا أن أبو عيد أكد أن “هذا العدد قليل جداً لأن هناك عائلات كانت تخشى الإبلاغ عن اعتقال أبنائها، إضافة إلى تكتم النظام على الأسماء، وهؤلاء لا يُعرف عن مصيرهم شيء، وهم في عداد الموتى”.

في حين بلغ عدد الفلسطينيين الذين قضوا تحت التعذيب في معتقلات نظام الأسد 643 منذ عام 2011 وحتى سقوط النظام، بينهم 37 امرأة.

ويؤكد أبو عيد أنه تم التعرف على 77 فلسطينياً من خلال “صور قيصر” التي سربها عسكري سوري سابق. وأظهر جزء من “صور قيصر” (وعددها 55 ألفاً) جثامين معتقلين تمت تصفيتهم والتنكيل بجثامينهم. وعلى إثر نشر جزء من الصور عام 2014، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على نظام الأسد أصبحت تُعرف بـ”عقوبات قيصر”.

ومع تحرير فصائل المعارضة للمعتقلين من السجون، بلغ عدد الفلسطينيين الذين أُفرج عنهم 48 شخصاً، بينهم 19 رجلاً كانوا معتقلين في سجن صيدنايا، و19 في سجن حلب.

ومن بين المفرج عنهم أيضاً 8 فلسطينيين لم يكونوا من الذين عاشوا بشكل كامل في سوريا. وهؤلاء من طولكرم، وجنين، ولبنان، والأردن، ومنهم من اعتقله النظام منذ الأعوام 1977، و1981، و1982.

ومنذ عام 2011 وحتى سقوط النظام، وثقت “مجموعة العمل” أعداد الضحايا الفلسطينيين في سوريا، وتضم الحصيلة 533 امرأة، و135 لاجئاً فلسطينياً أُعدموا ميدانياً، بينهم 16 أُعدموا على يد قوات النظام في حي التضامن بدمشق.

اعتقال أجانب ولاجئين

وحصل “عربي بوست” على نسخة من وثيقة حصلت عليها “مجموعة العمل”، صادرة عن فرع المخابرات الجوية، وتظهر اعتقال النظام لعرب غير سوريين من جنسيات لبنانية، وفلسطينية، وأردنية، ووجه النظام لهم تهماً متعددة.

اطلعنا أيضاً على وثائق أخرى تظهر اعتقال نظام الأسد السابق لفلسطينيين من مواليد مدينتي صفد والخليل، وقد وُجهت لهم اتهامات متعلقة بـ”الإرهاب”.

إلى جانب فرع المخابرات الجوية، كان “فرع فلسطين” يتولى هو الآخر مسؤولية اعتقال الفلسطينيين والأجانب، بحسب ما أكدته نور الخطيب لـ”عربي بوست”، وهي مسؤولة ملف المعتقلين في “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”.

كان “فرع فلسطين” قد أُنشئ منذ البداية بهدف مراقبة المنظمات الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين في الأراضي السورية. وقالت الخطيب إن “جزءاً كبيراً من صور قيصر” تعود إلى معتقلين كانوا مسجونين في هذا الفرع الأمني.

ويعتقل “فرع فلسطين” الفلسطينيين والسوريين على حد سواء. وأشارت الخطيب إلى أنه في السنوات الأخيرة أصبح الفرع يعتقل الأجانب واللاجئين الفلسطينيين الذين عادوا إلى سوريا، بما في ذلك أولئك الذين يمتلكون جنسيات أخرى.

وأكدت الخطيب أن “الشبكة السورية” وثقت ما لا يقل عن اختفاء 189 شخصاً، بينهم 9 سيدات و12 طفلاً من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في سوريا، كانوا معتقلين في فرع فلسطين بمدينة دمشق منذ مارس/آذار 2011 وحتى يوم سقوط حكم الأسد.

وعلى الرغم من أن الفصائل العسكرية التي أطاحت بالأسد قد فتحت السجون والفروع الأمنية المعروفة، إلا أنه لا يزال هناك عشرات الآلاف من المعتقلين لم يتم العثور عليهم. وتقول الشبكة السورية إن “النظام قتل أكثر من 85 ألف مختفٍ قسرياً تحت التعذيب”.

———————–

سنة من التخطيط والسرية: كواليس خطة فصائل المعارضة السورية للإطاحة بالأسد

عربي بوست

2024/12/14

بينما تتواصل ردود الفعل على سقوط النظام السوري في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، لا تزال هناك تساؤلات عن تفاصيل الأيام والأسابيع السابقة للانهيار السريع لقوات النظام، وكيف نجحت فصائل المعارضة السورية المسلحة في الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، وما هي الاستعدادات التي اتخذتها في إطار تحضيراتها لشن هجومها الساحق الذي أنهى حكم الأسد خلال 10 أيام فقط.

وقد أشاد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بنجاح فصائل المعارضة السورية في مهمتها، وأثنى على الشجاعة الفائقة والعزيمة التي اتسمت بها العملية العسكرية التي نفذتها فصائل المعارضة ضد الرئيس المخلوع الأسد.

وأضاف فيدان، خلال مقابلة مع قناة “إن تي في” التركية، الجمعة، خلال تعليقه على الأيام التي شهدت انهيار حكم الأسد في سوريا: “أفسحنا المجال أمام ضمان انتهاء العملية دون إراقة دماء وبأدنى الخسائر البشرية، من خلال مواصلة المفاوضات مع لاعبين مهمين، روسيا وإيران”، وفق ما نقلت وكالة الأناضول.

ولكن كيف أتمت فصائل المعارضة السورية المسلحة التي تنتمي لتيارات مختلفة، وفي مقدمتها هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع، المعروف باسم الجولاني سابقاً، استعداداتها لشن عمليتها العسكرية التي بدأت في الثامن والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأطلق عليها عملية “ردع العدوان”.

استعنّا في الإجابة على هذا السؤال بما كشفته تقارير غربية وعربية عن كواليس ما جرى خلال أعوام سابقة داخل فصائل المعارضة السورية المسلحة، التي نجحت في تجميع صفوفها، وحصلت على العتاد العسكري اللازم لإطلاق عمليتها العسكرية، فضلاً عن عوامل أخرى ساهمت في تمهيد الطريق أمام الإطاحة بالأسد.

التخطيط بدأ قبل عام

وحسبما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن أبوحسن الحموي، القائد العسكري لهيئة تحرير الشام، فقد بدأت الفصائل المعارضة في التخطيط لعملية “ردع العدوان” قبل عام، في عملية محكمة تم خلالها نشر وحدة جديدة متخصصة في الطائرات بدون طيار، وكان هناك تنسيق وثيق بين جماعات المعارضة في جميع أنحاء البلاد.

ويمكن رصد أبرز ما كشف عنه الحموي في النقاط التالية:

1- إنشاء غرفة حرب موحدة:

    نجحت هيئة تحرير الشام، التي كانت متمركزة في شمال غرب البلاد، في التواصل مع فصائل المعارضة في جنوب البلاد قبل عام من بدء عملية “ردع العدوان” لإنشاء غرفة حرب موحدة بهدف تطويق دمشق في نهاية المطاف من كلا الاتجاهين.

    وبمساعدة هيئة تحرير الشام، تم تأسيس غرفة عمليات تضم قادة نحو 25 من جماعات المعارضة في ثلاث محافظات جنوب البلاد، حيث يتولى كل منهم تنسيق تحركات مقاتليه مع بعضهم البعض ومع هيئة تحرير الشام في الشمال.

    وكان قادة الفصائل يتواصلون مع بعضهم البعض عبر مجموعة واتساب، وكان يتم تمرير التعليمات إلى المستويات الأدنى حسبما تقتضيه الحاجة.

2- تطوير العقيدة العسكرية:

    منذ عام 2019، عملت هيئة تحرير الشام على تطوير عقيدة عسكرية استخدمتها لتحويل المقاتلين القادمين من جماعات المعارضة والجهادية المتفرقة وغير المنظمة إلى قوة قتالية منضبطة.

3- توحيد القيادة السياسية:

    عرضت هيئة تحرير الشام على مجموعات أخرى معارضة فرصة الاندماج معها، ومع توحيد القيادة السياسية بشكل متدرج، شرع الحموي، الذي تولى مهمة الجناح العسكري للجماعة المعارضة منذ عام 2019، في العمل على تدريب مقاتلي المعارضة، وتم إنشاء فروع عسكرية ووحدات وقوات أمنية.

غرفة عمليات الجنوب سوريا

فصائل المعارضة تتقدم نحو العاصمة السورية دمشق من الشمال والجنوب/ رويترز

4- إنشاء وحدة طائرات بدون طيار:

    بدأت هيئة تحرير الشام وفصائل المعارضة في إنتاج أسلحتها ومركباتها وذخائرها بنفسها.

    ونظراً لتفوق نظام الأسد عليها، الذي كان يمتلك قوات جوية ودعماً من روسيا وإيران، أدركت الفصائل أنها بحاجة إلى الإبداع لتحقيق أقصى استفادة من الموارد المحدودة.

    وتم إنشاء وحدة طائرات بدون طيار في عام 2019 تضم مهندسين وميكانيكيين وكيميائيين. وقال الحموي: “وحدنا معرفتهم وحددنا أهدافاً واضحة. كنا بحاجة إلى طائرات استطلاع وطائرات هجومية وطائرات انتحارية، مع التركيز على المدى والقدرة على التحمل”.

    وكان أحدث إصدار من الطائرات بدون طيار التي أنتجتها فصائل المعارضة طائرات “شاهين” التي تم نشرها لأول مرة ضد قوات النظام السوري خلال عملية “ردع العدوان”، وكانت فعالة للغاية.

5- تعزيز القدرات العسكرية: 

    عززت هيئة تحرير الشام وغيرها من فصائل المعارضة السورية قدراتها العسكرية خلال السنوات الماضية. وشمل ذلك حتى بجانب الدعم العسكري الذي تلقته تلك الفصائل من دول عربية وغربية خلال الثورة السورية في عام 2011، التصنيع المحلي.

    وفي معقلها في محافظة إدلب، تفتخر هيئة تحرير الشام بامتلاكها قيادة مركزية، ووحدات متخصصة قابلة للنشر السريع، بما في ذلك المشاة والمدفعية والعمليات الخاصة والدبابات والقناصة، وفق ما ذكر تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية. 

    وقال آرون زيلين، الخبيرفي مؤسسة واشنطن للأبحاث: “لقد تحولت هيئة تحرير الشام على مدى السنوات الأربع أو الخمس الماضية إلى جيش أولي مصقول بشكل أساسي”.

    وبحسب خبراء في الشأن العسكري، تنتج فصائل المعارضة السورية طائرات بدون طيار في ورش صغيرة متمركزة في المنازل أو المستودعات، ويعتمدون على الطابعات ثلاثية الأبعاد. 

    وخلال عمليتها العسكرية ضد قوات النظام، نجحت فصائل المعارضة في الاستيلاء على العديد من المطارات والقواعد العسكرية، والتي كانت تحتوي على معدات عسكرية متطورة غنمتها من جيش النظام السوري، بما في ذلك منظومة الدفاع الجوي الروسية بانتسير-إس 1، وهو أمر غير مسبوق بالنسبة للمعارضة.

6- إنشاء أكاديمية عسكرية:

    أنشأت هيئة تحرير الشام أكاديمية عسكرية قبل نحو عامين ونصف. ولعب المنشقين عن النظام أدواراً رئيسية في هذه الأكاديمية، وفق تقرير فايننشال تايمز.

    وقال جيروم دريفون، الخبير في مؤسسة كرايسس جروب للأبحاث، إن هيئة تحرير الشام أقنعت نحو 30 ضابطاً سابقاً في جيش النظام، ممن انشقوا وانضموا إلى جماعات معارضة أخرى، بإنشاء الأكاديمية.

    واستنسخت الأكاديمية العسكرية الخدمة العسكرية للنظام، حيث أسست نظاماً يمتد لتسعة أشهر من التدريب مقسمة إلى فترات مدتها ثلاثة أشهر من الأساسيات والمتوسطة والمتقدمة. 

7- الحماية العملياتية واستغلال عامل المفاجأة:

    أظهرت فصائل المعارضة المسلحة مستوى من الحماية العملياتية والتنسيق بين مختلف مكوناتها بشكل غير مسبوق.

    ونقل تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية عن سكوت لوكاس، المتخصص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في جامعة برمنغهام، قوله: “لطالما تمكنت إيران وروسيا من استباق هجمات المعارضين في الشمال. ولكن هذه المرة، تفاجأ حليفا بشار الأسد “.

    ورأى سكوت أن السبب في ذلك لا يعود فقط إلى أن هذين الحليفين لم يكونا مطلعين بما فيه الكفاية على الوضع في سوريا، بل لأن فصائل المعارضة تمكنت من الإبقاء على مخططاتهم تحت السرية الكاملة.

    وبمجرد انطلاق الهجوم، لم يقعوا في مواجهة ما يمكن أن يتسبب في إخفاقهم، بحسب سكوت

معيار الكفاءة يسقط عندما يتعلق بالمحجبات في فرنسا! دراسة تكشف حجم التمييز ضد المسلمين في التوظيف

عوامل أخرى ساعدت المعارضة السورية على الاطاحة بالأسد

ساعدت عوامل أخرى خارجية وداخلية فصائل المعارضة السورية على الاطاحة بنظام الأسد بعد حوالي 13 عاماً على اندلاع الثورة السورية، ومن بينها:

1- تخلفي حلفاء الأسد عنه:

    منذ بدء الثورة السورية في عام 2011، برزت إيران ثم روسيا في عام 2015 باعتبارهما أقوى حليفين للنظام السوري.

    ودعمت موسكو الأسد عسكرياً في عام 2015 بعد كان قاب قوسين من الهزيمة أمام قوات المعارضة.

    غير أن هذا الدعم العسكري، سواء من جانب إيران أو روسيا، قد تلاشى مع تقدم فصائل المعارضة وسيطرتها على مدن سورية بعد بدء عملية “ردع العدوان”.

    وقال أشخاص أجرت وكالة رويترز مقابلات معهم أنه اتضح للأسد في الأيام التي سبقت هروبه أنه لن يكون هناك إنقاذ عسكري تقدمه روسيا،  أو من حليفته الأخرى إيران، عندما سعى للحصول على المساعدة من مختلف الجهات في سباق يائس للتشبث بالسلطة وتأمين سلامته.

    وقال ثلاثة دبلوماسيين إقليميين إن الأسد زار موسكو في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد يوم من عملية “ردع العدوان”، لكن دعواته للتدخل العسكري لم تلق آذاناً في الكرملين الذي لم يكن راغباً في التدخل.

    وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، للصحفيين، الأربعاء الماضي، إن روسيا بذلت الكثير من الجهود في المساعدة على استقرار سوريا في الماضي لكن أولويتها الآن هي الصراع في أوكرانيا.

    وبعد أربعة أيام من زيارته لموسكو، التقى الأسد بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في دمشق.

    وقال دبلوماسي إيراني كبير لرويترز إن الأسد كان منزعجاً بشكل واضح خلال الاجتماع، واعترف بأن جيشه ضعيف لدرجة لا تسمح له بأي مقاومة فعالة.

2- جيش محبط وضعيف:

    مع تقدم فصائل المعارضة السورية باتجاه دمشق، لم يكن هناك أي مقاومة تذكر من قبل جيش النظام، الذي أشارت تقارير عدة إلى أنه كان جيشاً ضعيفاً ومحبطاً حتى قبل أن تبدأ فصائل المعارضة عمليتها العسكرية ضد النظام.

    ولم يكن الجنود فقط غير مستعدين لمواجهة المعارضة، بل كان رؤساؤهم كذلك أيضاً، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

    وقال الخبير في جامعة برمنغهام سكوت: “لسنوات، كان الضباط منشغلين بالبحث عن طرق أخرى لكسب المال أكثر من انشغالهم بتنظيم الدفاع عن البلاد أو النظام”.

    كما عبر جنود سوريون على مواقع التواصل عن شكواهم من قادتهم الذين يأخذون الرشاوى مقابل الإجازات، ويأمرون الجنود بالنهب، بل ويسرقون طعام جنودهم، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

    ونقلت صحيفة الغارديان عن أحد قادة المعارضة في دمشق قوله: “تلقيت 5000 مكالمة مساء السبت 7 ديسمبر/كانون الأول من جنود في جيش النظام يريدون الاستسلام، وقال العديد منهم إن عائلاتهم تحثهم على الاستسلام”.

———————-

حيتان الأعمال المقربون من الأسد.. محتكرو المال، وأقرباء الدم، والفارون رغم العقوبات

2024/12/14

لعب رجال الأعمال المقربون من النظام السوري السابق لبشار الأسد، دوراً محورياً في الحفاظ على مصالحه، وينسب إلى رجال أعمال الأسد احتكار الموارد والثروات، والحفاظ على النظام السياسي السابق رغم العقوبات الدولية، ودعم المليشيات الموالية للنظام لقمع المعارضين.

منذ بداية الثورة السورية في عام 2011، عزز رجال الأعمال المرتبطون بالنظام السوري مواقعهم الاقتصادية، مقابل دعمهم المالي والسياسي للأسد، ما ساهم في استمرار النظام، رغم العقوبات الدولية والتحديات الاقتصادية.

منذ نجاح الثورة السورية بالإطاح بنظام الأسد، في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، يُعتقد بأن رجال الأعمال المقربين من الأسد فروا إلى خارج البلاد، قبيل وصول المعارضة إلى دمشق، مع ثرواتهم ورؤوس الأموال التي يمتلكونها، ولا تتوفر معلومات دقيقة عن أماكن فرارهم حتى الآن، ومصير ثرواتهم الكبيرة.

يرصد تقرير “عربي بوست” أبرز رجال الأعمال المرتبطين بالنظام السابق، الذين يتهمهم الناشطون والمعارضون لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، بأنهم نهبوا ثروات البلاد، واحتكروها، وساهموا بتعزيز سلطة النظام، كما أن بعضهم مصنف على قوائم العقوبات الأمريكية والأوروبية.

رامي مخلوف.. حوت الاتصالات، وتهريب الأموال، ودعم المليشيات

رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، هو أحد أبرز رجال الأعمال الذين كانوا يوصفون بأنهم يشكلون عمود النظام الاقتصادي للنظام السابق، وذلك رغم الخلافات العلنية بينهما.

كان مخلوف رئيساً لشركة “سيريتل”، وهي أكبر شركة اتصالات في سوريا، كان متهماً بأنه يمثل رمزاً للفساد والاحتكار في البلاد.

تحكم مخلوف في قطاعات حيوية مثل الاتصالات، والعقارات، والبنوك، وحتى الصناعات الثقيلة.

يُدرج رامي مخلوف على قوائم العقوبات الأمريكية، في عام 2008 بسبب استفادته من الفساد العام لمسؤولي النظام السوري ومساعدتهم وتصفه الخارجية الأمريكية بأنه من أغنى وأقوى الرجال في سوريا، وكان يسيطر على حصة كبيرة من الاقتصاد السوري.

اختلف رامي مخلوف علناً مع الأسد في عام 2020 وتم وضعه قيد الإقامة الجبرية في اللاذقية، ولا يعرف بعد مكانه الحالي بعد سقوط نظام الأسد.

سبق أن أشارت تقارير إعلامية، إلى أن سلطات الأسد وضعت العديد من مصالحه التجارية تحت حراسة الدولة بعد ذلك.

تتراوح تقديرات المصادر المفتوحة لثروة مخلوف بين 5 و10 مليارات دولار، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية.

بلغت قيمة أسهمه أكثر من 130 مليون دولار في عام 2016. وأوقفت سوق دمشق للأوراق المالية التداول في أسهم شركة سيرياتل إلى أجل غير مسمى في حزيران/يونيو 2020.

بدأ الخلاف بين الأسد ومخلوف، حين أفادت وسائل إعلام محلية بأن هيئة تنظيم الاتصالات في سوريا قد طالبت شركة سيرياتل بـ180 مليون دولار من الضرائب المتأخرة في مطلع 2020.

عارض مخلوف ذلك، فوضعت هيئة تنظيم الاتصالات شركته تحت “الحجز الاحترازي”، وعلى أصوله أيضاً كـ”ضمانة للسداد”.

بعدها، نشرت وسائل إعلام النظام السوري، أنه تم عزل مخلوف من مجلس إدارة سيرياتل في تموز/يوليو 2021.

بالإضافة إلى “سيرياتل”، يمتلك رامي مخلوف 50% من أسهم شركة شام القابضة، وهي أكبر شركة قابضة سورية، لكن أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية شركة شام القابضة وغيرها من الشركات المملوكة لمخلوف على لائحة العقوبات في عام 2011.

اتهم النظام السوري، مخلوف، في عام 2020 باختلاس أموال من خلال حسابات وهمية في الخارج.

كان مخلوف قد أبرم عقودا حصرية لإدارة أسواق معفاة من الرسوم الجمركية في سوريا حتى عام 2020، عندما ألغى نظام الأسد هذه العقود، واتهمه باستخدام الشركات لـ”تهريب البضائع والأموال”.

أدار رامي مخلوف منظمة البستان الخيرية، التي زعمت أنها تدعم عائلات الموالين للنظام الذين قتلوا في الحرب، لكن تقارير عربية ودولية، أكدت أنها كانت قناة لتمويل الميليشيات الخاصة، والموالية لإيران.

لكن تولت أسماء الأسد إدارة جمعية البستان الخيرية في عام 2019، بحسب تقارير وسائل الإعلام.

مع اندلاع الثورة السورية، تحول مخلوف إلى داعم رئيس للنظام السوري، بتمويل المليشيات التابعة له.

لكنه في السنوات الأخيرة، دخل في صراع مع نظام الأسد، ما أدى إلى تجريده من أصوله وشركاته تحت ذريعة مكافحة الفساد، إلا أن الناشطين يعتقدون بأنه ما يزال يحتفظ بثروات كبيرة، لا يعرف مصيرها.

تعرّض مخلوف أيضاً لعقوبات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ما أدى إلى تجميد أصوله الخارجية، ومنع تعاملاته الدولية.

مع ذلك، ظل رمزًا للطبقة الاقتصادية التي استفادت من قربها من النظام السوري.

اقرأ أيضاً

معيار الكفاءة يسقط عندما يتعلق بالمحجبات في فرنسا! دراسة تكشف حجم التمييز ضد المسلمين في التوظيف

معيار الكفاءة يسقط عندما يتعلق بالمحجبات في فرنسا! دراسة تكشف حجم التمييز ضد المسلمين في التوظيف

يستعد لإلغاء الإعدام ودعوات للعفو عن “معتقلي الرأي”.. هل يستغل المغرب كأس العالم لتحسين مؤشره الحقوقي؟

يستعد لإلغاء الإعدام ودعوات للعفو عن “معتقلي الرأي”.. هل يستغل المغرب كأس العالم لتحسين مؤشره الحقوقي؟

خضر طاهر: حوت الشحن والوقود، وواجهة النظام الاقتصادية

يُوصف خضر طاهر، برجل الظل داخل النظام السوري، وبرز كشخصية اقتصادية، تركز نشاطه في الساحل السوري، وعلى توفير الخدمات اللوجستية للنظام، خاصة في مجالات الشحن والنقل، وذلك قبل وقوع الخلافات بينه وبين عائلة الأسد.

عُرف باسم “أبو علي خضر”، وبدوره في تمويل المليشيات المحلية المسلحة الموالية للنظام السوري، من خلال شركاته.

كما أنه استفاد من احتكار بعض القطاعات مثل تجارة الوقود، ويُعدّ أحد المقربين جداً من ماهر الأسد، إذ كان يجند مليشيات محلية لحماية مصالح الأخير التجارية.

وكان أحد أهم متعهدي حماية القوافل لمصلحة “الفرقة الرابعة”، مستعيناً بمليشيا محليّة جندها، ويرأسها صهره إيهاب الراعي، وبلغ تعدادها نحو 2000 عنصر يحملون بطاقات أمنية من “الفرقة الرابعة”.

وبعد نشاطه ذلك، شهد قطاع حماية القوافل تطوراً أنشأ على إثره شركة “القلعة للحماية والحراسة والخدمات الأمنية” في عام 2017.

واحتكر بعدها عقود حماية القوافل، لتصبح شركته الذراع التنفيذي غير الرسمي لـ “الشعبة الأمنية”، مستعيناً بالأفراد الذين استمر بتجنيدهم من مختلف قرى الساحل السوري بالتعاون مع صهره.

وكانت قناة السورية الإخبارية التابعة للنظام، نشرت لخضر صراحة، اتهامات بمسؤوليته عن فرض إتاوات على المصانع الحلبية، إلا أنها قامت بحذف ما نشرته بعدها، ما عكس حينها طبيعة علاقته القوية مع النظام.

يمتلك عشرات الشركات، وفي نهاية 2019 وحدها، قام بإنشاء 11 شركة استثمار، وفسرت تقارير إعلامية حينها ذلك، بتكليف خضر من النظام السوري، بمهمة استثمار صندوق أرباح “الشعبة الأمنية” وتبييض أمواله.

لذلك قام بإنشاء الشركات والمشاريع في قطاعات الاتصالات والمقاولات والمعادن والنقل والسياحة وتحويل الأموال والأمن، لتحقيق ذلك.

كان ينظر لخضر طاهر على أنه “رامي مخلوف الجديد”، أو البديل عنه، بعد سوء علاقة الأخير بالنظام السوري، لذلك قام بإنشاء شركة اتصالات “إيماتيل” بأمر من أسماء الأسد، زوجة رئيس النظام، بهدف خلق بديل لإمبراطورية رامي مخلوف، وكسر هيمنته لسوق الاتصالات عبر شركة “سيرياتيل موبايل”.

إلا أنه كان ينتظره المصير ذاته لرامي مخلوف، بوقوع خلاف بينه وبين النظام السوري، الذي كان يطلب من رجال الأعمال المقربين منه المساهمة بشكل أكبر في دعم السلطة، وعدم انهيارها بسبب السوء الاقتصادي والمالي في مناطقه.

وقام النظام السوري بتجميد شركاته، وتحويل جميع شركاته وممتلكاته في سوريا لصالح اللجنة الاقتصادية في “القصر الجمهوري”، ومنع المؤسسات العامة والقطاع الخاص من التعامل مع أي من مشاريعه التجارية، ووضعه تحت الإقامة الجبرية في مدينته طرطوس، على خطى رامي مخلوف.

في عام 2020، أدرج طاهر ضمن قائمة العقوبات الأمريكية، ضمن “قانون قيصر”، لتوجيهه عناصر مليشياته لتحصيل الرسوم على الحواجز والمعابر الداخلية، التي تسيطر عليها “الفرقة الرابعة”.

وكانت المعابر التي يسيطر عليها، تربط بين مناطق النظام السوري ومناطق المعارضة، بالإضافة إلى المعابر مع لبنان.

وقالت الخارجية الأمريكية حينها إن سبب العقوبات “تقديمه المساعدة المادية للحكومة السورية أو رعايتها أو تقديم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي لها. وتم أيضا إدراج شركة إيماتيل على لائحة العقوبات”.

سامر فوز: حوت أغذية وطاقة، وصعود سريع وسط الحرب

يعد واحداً من أبرز رجال الأعمال المقربين من النظام السوري، وأكثرهم سطوعاً في الفترة بين 2011 وحتى 2019، إذ شهدت هذه الفترة صعوداً سريعاً له خلال فترة الحرب، ليحقق فيها ثروة كبيرة التي تقدر بأكثر من 10 مليارات دولار.

بدأ فوز من اللاذقية، شخصية أقل شهرة بين رجال الأعمال في سوريا، لكنه سرعان ما أصبح واحداً من أبرزهم، من خلال مجموعة “أمان القابضة”، التي احتكرت مجموعة واسعة من الشركات في قطاعات الأغذية، والعقارات، والطاقة.

كما أنه شارك في مشاريع إعادة الإعمار التي أطلقها النظام السوري مع إيران، ما منحه نفوذاً كبيراً في مجال العقارات، وبات اسم شركته معروف بشكل كبير في البلاد.

وبلغت قوته في مجال العقارات، حتى أنه استطاع في عام 2018، الاستحواذ على أسهم الأمير السعودي الوليد بن طلال، في فندق الفورسيزنز في دمشق، وباتت حصته حينها معادلة لحصة وزارة السياحة السورية في الفندق الذي يعتبر أكبر وأرقى فنادق سوريا.

تنقسم شركة أمان القابضة إلى شركات: فوز للتجارة، والمهيمن للنقل والبناء وصروح للبناء.

وكانت مجموعة فوز القابضة تدير استثمارات متنوعة في مجالات استيراد المواد الغذائية وتصديرها، قبل الدخول في استثمارات عقارية عبر مشاريع في سوريا ولبنان وروسيا وأماكن أخرى.

وأسس فوز مليشيا خاصة به، موالية للنظام السوري، وكان يديرها، وتحمل اسم “درع الأمن العسكري”، في مدينة اللاذقية، مسقط رأسه، وقاتلت في مختلف المناطق في سوريا ضد المعارضة.

واجه سامر فوز اتهامات دولية بالتربح من الصراع السوري من خلال شراء أصول شركات مفلسة أو مملوكة لمعارضين.

كما ورد اسمه في تقارير تتعلق بتوريد مواد غذائية إلى المناطق المحاصرة بأسعار باهظة، كأمير حرب.

حسام قاطرجي: حوت النفط والحبوب، ورجال أعمال الأسد

يعد من أبرز حيتان الأعمال للنظام السوري والمثيرين للجدل، لا سيما أن شركاته ومليشياته تدير واحدة من أهم القطاعات الاقتصادية في سوريا، وهي آبار النفط، التي كانت تقع في المناطق الخاضعة للنظام السوري.

كان دوره مثير للجدل بسبب قيام بالتسهيلات التجارية للنفط بين النظام وتنظيم الدولة “داعش” وقسد.

تعرف عائلة قاطرجي في سوريا بقطاع النفط، ولديها علاقات وثيقة بعائلة الأسد، واستطاع حسام قاطرجي خلال فترة الثورة، من التربح من حالة الحرب، وزيادة ثروته بشكل كبير، من خلال التجارة عبر خطوط النزاع، أما على صعيد السياسة، فكان أحد أعضاء مجلس الشعب منذ عام 2019.

لعب قاطرجي دور الوسيط بين النظام السوري وتنظيم الدولة “داعش”، وحتى مع مناطق سيطرة المعارضة، لتأمين إمدادات النفط والقمح.

هذا الدور منح النظام السوري القدرة على الاستمرار اقتصادياً، رغم العقوبات الاقتصادية الكبيرة عليه دولياً وإقليمياً.

وتقع الكثير من شركات قاطرجي تحت ملكية رامي مخلوف قبل خلافه مع نظام الأسد، وسجلت باسمه، وكانت علاقتهما وثيقة.

واجه قاطرجي علاقة متوترة أيضاً مع أسماء الأسد، إذ طالبت بنسبة 40% من أملاكه عام 2014، وبعد رفضه، تم تجميد أمواله وممتلكاته.

واجه قاطرجي مع أشقائه الاثنين صاحبا النفوذ مثله، (براء، ومحمد آغا) عقوبات دولية، لكنهم استمروا في عملهم كوسيط اقتصادي بين الأطراف المختلفة.

وبدأت الأمور تنقلب ضد هذه العائلة في علاقتها مع عائلة الأسد، إثر التنافس بينها وبين رجل الأعمال محمد حمشو، الذي يعد الذراع الاستثماري لماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السابق بشار الأسد.

وذكرت تقارير أن “حمشو أراد تحميل آل قاطرجي أعباء مشروعي “ماروتا سيتي” و”أبراج دمشق”، فيما تقول الرواية الثانية، أن سبب الخلاف هو سعي ماهر الأسد عبر محمد حمشو، سلب قطاع نقل النفط من قبضة آل قاطرجي”.

محمد حمشو: حوت الصناعة والخردة، ومحب للسياسة

محمد حمشو، عضو في مجلس الشعب التابع للنظام السوري، ومن أبرز رجال الأعمال الموالين للنظام السوري، الذين دمجوا بين الاقتصاد والسياسة.

يمتلك حمشو شركات في مجالات الاتصالات، والصناعة، والتجارة.

لديه علاقة قوية بماهر الأسد، شقيق الرئيس السابق للنظام السوري، وتمكن من خلاله بالحصول على عقود حكومية كبيرة.

بعد تحرير دمشق، وجدت المعارضة في بيت محمد حمشو ما قالت إنه معمل لإنتاج الكبتاغون (مخدرات)، ما سلط الضوء على دوره في تجارة الكبتاغون، الذي يتهم به نظام الأسد.

برز دور حمشو خلال الحرب في سوريا، باحتكاره سوق الخردة والحديد الذي يسرق من بيوت المدنيين السوريين التي تصل إليها قوات النظام السوري.

تقوم بالمهمة “الفرقة الرابعة” -يقودها ماهر الأسد- التي تشرف على عمليات “التعفيش” (أي سرقة ممتلكات المدنيين)، ثم الاستيلاء على الخردة والحديد من المنازل والأحياء المدمرة، ثم شحنها إلى مصانع الصهر ثم إلى ميناء اللاذقية للتصدير.

لدى حمشو شركاء بقطاع الخردة الذي يحتكره من خلال “الفرقة الرابعة”، وهم رجلا الأعمال سامر فوز وعماد حميشو، صاحبا شركة “صروح للإنشاءات”، التي تمتلك منشأة صهر في المنطقة الصناعية في حسياء بريف حمص، وكذلك أيمن جابر، الذي يمتلك مصنعاً لدرفلة الحديد في اللاذقية.

يذكر أن محمد حمشو، رجل أعمال من دمشق، وهو ابن موظف في وزارة التربية، لمع نجمه منتصف التسعينيات، بعد أن نجح في التقرب من ماهر الأسد.

فرضت عقوبات على حمشو من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكنه استمر في لعب دوره بفضل دعمه السياسي والمالي للنظام السوري حتى سقوطه.

ولا يعلم بعد مكان حمشو، الذي كان قبل أيام قليلة من سقوط النظام، يحضر جلسات مجلس الشعب كعضو فيه.

إيهاب مخلوف: الأخ المخلص للأسد وضابط المخابرات

لا تتوفر سوى هذه الصورة المشهورة لإيهاب مخلوف على الإنترنت

لا تتوفر سوى هذه الصورة المشهورة لإيهاب مخلوف على الإنترنت

إيهاب مخلوف، شقيق رامي مخلوف، سابق الذكر، وهو أيضاً من أبرز رجال الأعمال الذين استطاعوا احتكار قطاعات اقتصادية، لكن بعيداً عن الأضواء والشهرة.

لكنه على نحو مماثل لشقيقه، عمل في قطاع الاتصالات، وكان شريكاً رئيساً له في إدارة الشركات التابعة للعائلة.

لكنه اختلف عنه من حيث الولاء لعائلة الأسد، فقد كان أكثر ولاء منه، ولبتعد عن الصراع بين شقيقه والنظام السوري، ما ساعده في الاحتفاظ بمكانته الاقتصادية حتى سقوط النظام.

عمل إيهاب مخلوف على تمويل مشاريع النظام السوري والمساهمة في مبادرات دعم الاقتصاد المحلي.

منحه النظام السوري عام 2020، عقوداً لتشغيل الأسواق الحرَّة في سوريا، مع نائب آخر في مجلس الشعب.

لكن في يوم سقوط النظام السوري، تركه الأسد ابن خاله، مع شقيقه الآخر إياد مخلوف، عندما سقطت دمشق في أيدي قوات المعارضة، حسبما قال مساعد سوري ومسؤول أمني لبناني لشبكة الجزيرة.

وحاول الأخوان إيهاب وإياد مخلوف الفرار بسيارة إلى لبنان، لكنهما وقعا في كمين على الطريق للمعارضة، الذين قالت مصادر الشبكة إنهم أطلقوا النار على إيهاب وقتلوه، وأصابوا إياد، لكن دون تأكيد رسمي بذلك حتى الآن.

مهند دباغ.. حوت “البطاقة الذكية”، ومهرّب الآثار

(لا تتوفر له صورة)

مهند دباغ، هو ابن خالة زوجة بشار الأسد، أسماء الأخرس (الأسد)، وهو ابن اللواء عدنان الدباغ، الذي كان صديقاً لعائلة الأسد، وهو يحمل الجنسية الإيرانية أيضاً.

يملك دباغ شركة “تكامل”، التي خصص النظام السوري لها إدارة مشروع “البطاقة الذكية” في سوريا واحتكارها.

منذ حصول الشركة على هذا المشروع عام 2016، حققت أرباحاً كبيرة، إذ تقاضت 330 ليرة سورية عن كل بطاقة، بالإضافة إلى فرض رسوم على كل عملية تعبئة للوقود والمواد الأخرى، الأمر الذي جعله من أبرز رجال الأعمال المتربحين من علاقتهم بأسماء الأسد.

اقتطعت الشركة 3 ليرات سورية من كل تعبئة بنزين للسيارات العامة، و5 ليرات للسيارات الخاصة من سعر الليتر الواحد، الأمر الذي جعل دباغ يمتلك ثروة طائلة، لا يعرف لها تقدير حتى الآن.

واستحوذت شركته “تكامل” على كامل البيانات الخاصة لملايين المشتركين في نظام البطاقة الذكية في سوريا، وتُعد الأضخم من نوعها قياساً بأعداد العائلات الحاصلة على البطاقات.

وكان الدباغ كذلك يدير توزيع المواد الغذائية المدعومة من حكومة النظام السوري.

بالإضافة إلى ذلك، تشير تقارير إلى أن مهند الدباغ كان من أبرز تجار تهريب الآثار قبل الحرب في سوريا، وحُكم عليه بالسجن بتهمة تهريب الآثار، لكنه خرج بوساطة من أسماء الأسد في بداية الثورة السورية، واستكمل بعدها هذا النشاط.

في يناير/كانون الثاني 2024، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مهند الدباغ، شملت تجميد أصوله المالية في الدول الأعضاء وحظر التعامل المالي معه.

ولا يعرف بعد مكانه ومصير الأموال التي كانت معه بعد سقوط النظام السوري، في حين عبر ناشطون عن اعتقادهم بأنه هرب مع عائلته إلى دولة الإمارات عبر طائرة خاصة قبيل انهيار النظام.

فراس الأخرس.. حوت الخدمات الطبية، وشريك للإمارات

هو شقيق أسماء الأخرس (زوجة بشار الأسد)، وينتمي إلى عائلة سورية تقيم في بريطانيا منذ سنوات طويلة.

شغل منصب المدير العام لـ”الشركة الوطنية للخدمات الطبية” في سوريا، حيث يمتلك حصة نسبتها 33.33% من الشركة، ويديرها مع والديه.

كما أنه شريك في ملكية شركة “تكامل” المحدودة، مع مهند دباغ، المسؤولة عن إدارة “برنامج البطاقة الذكية” الإلكتروني المستخدم منذ عام 2014، تحت إشراف وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك.

وهو صاحب شركة الخليج الهندسية للنفط في دبي، ولديه علاقات مع المسؤولين في الإمارات.

وعكست علاقته مع الإمارات، بحسب “آرمان امروز”، حالة التنافس بينها وبين إيران على ملف الإعمار والاستثمار في سوريا.

وبدأت المنافسة بينهما من خلال عائلة “مخلوف” المقربة من والدة بشار (أنيسة مخلوف) وإيران، مع عائلة “الأخرس” المقربة من زوجة بشار والإمارات، بحسب تقرير الصحيفة الإيرانية.

في 22 ديسمبر/كانون الأول 2020، فرضت واشنطن عقوبات على فراس الأخرس، باعتباره فرداً من عائلة أسماء الأسد.

وفي 22 يناير/كانون الثاني 2024، أدرج الاتحاد الأوروبي فراس الأخرس في قائمة العقوبات، مشيراً إلى أنه يستفيد من النظام السوري ويدعمه من خلال دوره في شركة “تكامل”.

ذو الهمة شاليش ورياض شاليش.. حارس الأسد ورجل أعماله السوداء

ذو الهمة شاليش ورياض شاليش، هما ابنا عمة بشار الأسد، وينحدران من اللاذقية، وشخصيتان من الدائرة المقربة منه، ولعبا أدواراً مهمة في المجالات الأمنية والاقتصادية في النظام السوري.

توفي ذو الهمة شاليش، في 15 مايو/أيار 2022، عن عمر 66 عاماً، وقد كان يشغل منصب رئيس الأمن الرئاسي برتب عميد، لكل من حافظ الأسد وبشار الأسد.

وترأس فرع العمليات في المخابرات الخارجية السورية.

اتهمته تقارير غربية عام 2004، بالعمل على إخفاء أسلحة الدمار الشامل العراقية في 3 مواقع في سوريا، وعلى إثر ذلك فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات ضده.

وتكرر اسمه في عام 2012، حين ذكرت قناة العربية أنها حصلت على وثائق تذكر مسؤوليته عن تنفيذ أوامر بشار الأسد بالوقوف وراء حريق فيلاجيو في قطر كنوع من تخفيف الضغط على النظام السوري، وإحراج قطر، ومراقبة النظام الأردني، وقتل المنشقين السوريين في المملكة، وزعزعة استقرار الأردن.

أما بما يتعلق بفترة ما بعد الثورة، وصفته المعارضة السورية كأحد أبرز التجار الذين أداروا صفقات تجارية لخدمة نظام الأسد من أجل الالتفاف على العقوبات المفروضة عليه.

وزاد نفوذه منذ انطلاق الثورة السورية، إذ ارتبط اسمه بقمع المتظاهرين، وكأحد الممولين الرئيسين للمليشيات المحلية الموالية للأسد، والمنظم لبعضها أيضاً.

في عام 2011، وضعت لجنة التنسيق العربية الخاصة بالأزمة السورية اسمه على قائمة تضم 19 شخصية لمنعها من السفر للدول العربية، وفي العام ذاته أضيف اسمه للائحة العقوبات الأوروبية، لدوره في القمع العنيف للمتظاهرين خلال الأيام الأولى من الثورة السورية.

رغم نشاطه الأمني لصالح الأسد وعائلته، كان لديه نشاطه الاقتصادي، فكان من حيتان قطاعي البناء واستيراد السيارات.

جمع ذو الهمة ثروة طائلة من صفقات البناء، وكذلك من المقاولات في سوريا التي تضمنت مشاريع واسعة النطاق، غالباً ما مولتها دول عربية وأجنبية أيضاً.

وكان يدير مشاريع شركات النفط التي كانت تتركز غالبيتها في شرقي وشمال شرقي سوريا قبل سيطرة قوات سوريا الديمقراطية عليها، وكان يدير أيضاً تعهدات الطرق الكبرى.

شريكه هو “نزار الأسعد”، وهيمنا معاً على مناقصات مشاريع النفط والطرق الأعلى قيمة في سوريا.

أما في مجال تجارة السيارات، سيطر ذو الهمة شاليش على العديد من مكاتب الوكالات ومعارض السيارات التي تنتشر عند أطراف دمشق.

وارتبط اسمه كذلك في عدد من الأنشطة غير المشروعة بما في ذلك التهريب وغسيل الأموال، وفق تقارير إعلامية.

أما شقيقه رياض شاليش، فكان الرجل الثاني في العائلة من بعده، وورث عنه كل ذلك النفوذ بعد وفاته، لكن له دور بارز قبل وفاة شقيقه أيضاً، فهو شغل منصب مدير “مؤسسة الإنشاءات العسكرية”، التي تُعد من أكبر المؤسسات المسؤولة عن تنفيذ المشاريع الكبرى في البلاد.

وهو أيضا رجل أمني مثل شقيقه، فقد عين رئيساً لسرايا الدفاع في السبعينيات برتبة عميد من قبل رفعت الأسد، شقيق حافظ الأسد.

ولكن بعد خلاف بين رفعت وشقيقه حافظ عام 1984، طُرد رياض شاليش، من مؤسسة تنفيذ التطوير العسكري، التي أشرفت على بناء غالبية مشاريع الجسور والضواحي في سوريا.

وأسس بعدها رياض شاليش مؤسسة “عمران لصناعات الأسمنت” الحكومية، واتهم بسرقة الحديد المستورد الذي كانت الجمارك تستولي عليه.

وتربط عائلة شاليش، بعائلة الأسد بشكل وثيق، بفضل زواج زعيم الأسرة “سلمان” من حسيبة علي سليمان الأسد، شقيقة حافظ الأسد.

وتولى رياض شاليش إدارة مشاريع كبيرة في سوريا، واتُهمت المؤسسة بالفساد خلال فترة إدارته.

أسماء الأسد.. مكتب سري يتحكم بالاقتصاد السوري

كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، في تحقيق سابق لها، عن مجلس كان يقود رجال الأعمال سابقي الذكر، وأطلقت عليه مسمى “المكتب السري لأسماء الأسد”.

وقالت إن هذا المجلس كانت تقوده أسماء الأسد من داخل القصر الرئاسي، ليتولى مهمة الهيمنة والتحكم باقتصاد سوريا، من خلال رجال الأعمال المقربين لعائلة الأسد.

وعمل المكتب السري على تمكين نفوذ النظام السوري اقتصادياً، إلى جانب تأمين التمويل لعملياته ومعاركه.

بحسب شهادات أجرتها الصحيفة مع 18 شخصية على دراية بآليات عمل النظام، بينهم رجال أعمال ومديرو شركات وموظفون في منظمات إغاثية ومسؤولون سابقون في مؤسسات النظام، فإن أسماء الأسد عملت على مدار سنوات طويلة لبناء شبكة محسوبيات واسعة بالاعتماد على المنظمات الخيرية وغير الحكومية التابعة لها، مثل “الأمانة السورية للتنمية”، بينما تحكمت هي شخصياً بتدفق أموال المساعدات الدولية إلى سوريا.

بالإضافة إلى ذلك، عملت أسماء الأسد على الإطاحة بجميع رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال ممن لا يدينون بالولاء لزوجها، لا سيما في عامي 2019 و2020.

وفككت، بالتعاون مع زوجها بشار وشقيقه ماهر، طبقة التجار التقليدية في سوريا، وابتكرت أساليب جديدة تسمح باستثمار الحرب اقتصادياً لتكوين ثروة شخصية، وبات اسمها رمزاً يشير إلى هذا النظام الاقتصادي قبل انهيار نظام الأسد.

رغم العقوبات الدولية، تمكن هؤلاء الأفراد من التأقلم مع الظروف واستخدام نفوذهم لدعم النظام السوري قبل سقوطه، وظلت أدوارهم وتاريخهم مثار جدل واسع، خاصة مع اختفائهم وغموض مصير ثرواتهم التي جمعوها من خلال الولاء لآل الأسد.

—————————-

ما الأهمية الاستراتيجية لمحافظة الرقة السورية؟  تستأثر بها قوات “قسد”..

عربي بوست

2024/12/14

في الوقت الذي كانت تحتفل به معظم المحافظات السورية بانتصار الثورة وسقوط نظام الأسد الذي حكم البلاد بالحديد والنار لعقود طويلة٬ واجهت التظاهرات في مدينة الرقة شمال سوريا وضعاً مختلفاً حيث قوبلت بالرصاص من قبل جنود ما يعرف بـ”الإدارة الذاتية” التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) الكردية٬ والتي تسيطر مدينة الرقة وكامل محافظتها بدعم أمريكي منذ عام 2017.

ومنذ بدء عملية “ردع العدوان”٬ شهدت مدينتي الحسكة والرقة تظاهرات واسعة للعشائر العربية -التي تشكل أغلبية السكان في المحافظتين- ضد سيطرة “قسد”، مما أدى لسقوط ضحايا مدنيين، وهو ما زاد من حالة الاحتقان الشعبي ضد “قسد” التي فرضت حظر تجول وقطعت الانترنت عن كامل المدينة.

وبعد انهيار قوات النظام السوري واستسلامها أمام التقدم السريع الذي حققته فصائل المعارضة المسلحة خلال عملية “ردع العدوان” التي انطلقت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 وجهت المعارضة تركيزها نحو المناطق التي تستحوذ عليها قوات “قسد”. وتمكنت المعارضة من السيطرة على مواقع استراتيجية مهمة، من أبرزها بلدة تل رفعت الواقعة شمال حلب على الطريق الرابط بين تركيا والمدينة، بالإضافة إلى مدينة منبج، التي تعد عقدة وصل استراتيجية بين شمال سوريا وشرقها، وكذلك مدينة دير الزور الاستراتيجية.

وتشكل (قسد) إحدى العقبات الكبرى في شمال شرق سوريا أمام التوصل إلى إدارة انتقالية شاملة في البلاد٬ بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد. ويضم التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة ليس في الرقة فحسب بل بالحسكة وبعض المناطق في دير الزور آلاف المقاتلين الأكراد المرتبطين بـ”حزب العمال الكردستاني” المصنف إرهابياً في تركيا والولايات المتحدة العديد من الدول الغربية، إلى جانب مقاتلين أكراد من جنسيات مختلفة مما يمنحه امتدادات تتجاوز الحدود السورية كالعراق وتركيا وإيران.

وتمثل محافظة الرقة، الواقعة في شمال سوريا، واحدة من أكثر المناطق السورية أهمية من الناحية الاستراتيجية والاقتصادية، وقد لعبت دوراً بارزاً في الحرب السورية منذ اندلاعها عام 2011. تعرضت المحافظة لتحولات كبيرة في السيطرة والنفوذ، وانتقلت من أيدي النظام السوري إلى جماعات المعارضة المسلحة، ومن ثم إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وأخيراً إلى “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومة أمريكياً٬ رغم أن الغالبية العظمى من سكان المحافظة هم من العشائر العربية.

يسلط هذا التقرير الضوء على تاريخ الرقة وأهميتها الاستراتيجية والاقتصادية، ولماذا تمثل نقطة ارتكاز وصراع رئيسية للجهات الفاعلة المختلفة في المشهد السوري منذ عام 2011.

بطاقة تعريفية: محافظة الرقة في نقاط

    تقع الرقة على ضفاف نهر الفرات، وتعتبر نقطة وصل بين شمال سوريا وشرقها٬ وهي رابع المحافظات السورية من حيث المساحة (10,6٪ من مساحة سوريا الإجمالية).

    للمحافظة حدود دولية مع تركيا من الشمال، وحدود مع محافظة حلب من الغرب، وحدود مع محافظتي الحسكة ودير الزور من الشرق، وحدود مع محافظتي حماة وحمص من الجنوب. وتنقسم المحافظة إلى ثلاث مناطق: الرقة والثورة وتل أبيض. وهذا ما يجعلها محوراً جغرافياً حيوياً للتحركات العسكرية.

    تبلغ مساحة محافظة الرقة حوالي 19,616 كيلومتر مربع، وهي تشكل جزءاً كبيراً من شمال سوريا. أما مساحة مدينة الرقة، وهي مركز المحافظة، فتقدر بحوالي 20 كيلومتر مربع تقريباً، وفق التقديرات.

    يقدر عدد سكان محافظة الرقة بأكثر من 900,000 نسمة قبل عام 2011، لكن هذا العدد شهد تغييرات كبيرة نتيجة الحرب السورية والنزوح٬ فيما كان عدد سكان مدينة الرقة، وهي المركز الإداري للمحافظة، يزيد على 220,000 نسمة قبل الحرب، وقد انخفض هذا العدد بشكل ملحوظ خلال فترة سيطرة تنظيم “داعش” على المدينة حتى عام 2017. ولا يعلم الآن العدد الحقيقي للسكان.

    غالبية السكان محافظة الرقة هم من العرب السنة، إضافة إلى أقلية كردية وتركمانية. لكن التركيبة السكانية تعرضت لتغييرات نتيجة الصراع المستمر، بما في ذلك النزوح الداخلي والخارجي.

    تاريخياً٬ تعد الرقة مدينة عريقة تعاقبت عليها العديد من الحضارات٬ حيث أنشئت في عام 244 قبل الميلاد. وفي العصر البيزنطي، كانت المدينة مركزاً اقتصادياً وعسكرياً. في 639 فتحتها الجيوش العربية الإسلامية وتحولت تسميتها إلى الرقة.

    كانت الرقة في العصر العباسي العاصمة الرديفة لبغداد٬ ففي عام 772م بدأ الخليفة المنصور ببناء عاصمة صيفية للدولة العباسية في الرقة٬ وأصبحت المدينة مركزاً علمياً وثقافياً هاماً٬ حتى دمرها المغول في عام 1258 كما فعلوا ببغداد.

الأهمية الاقتصادية للرقة

    يشتهر سكان الرقة بتوجههم الزراعي، حيث يعتمدون على الأراضي الخصبة القريبة من نهر الفرات. ومنذ أواسط السبعينيات يعتمد اقتصاد الرقة على سد الفرات وعلى الزراعة وعلى الحقول النفطية المجاورة.

    تتوزع مواقع النفط في محافظة الرقة على حقل الثورة النفطي، الواقع جنوب غربي محافظة الرقة الذي يزيد إنتاجه على ستة آلاف برميل نفط في اليوم٬ وحقول “الوهاب” و”الفهد” و”دبيسان” و”القصير” و”أبو القطط” و”أبو قطاش”، جنوب غربي الرقة قرب بلدة الرصافة، وهي آبار ذات إنتاج قليل بالماضي ويقدر إنتاجها حالياً مجتمعة بنحو 2000 برميل يومياً.

    بعد أن كانت جميع مواقع وآبار النفط والغاز، تتبع نظام الأسد، تبدلت خريطة السيطرة مرات عدة، منذ اندلاع الثورة في مارس/ آذار 2011، إذ سيطر الثوار على مناطق إنتاج النفط، بعد انسحاب قوات بشار الأسد عام 2012 من مناطق شمال شرق سورية، ليسيطر تنظيم “داعش” أواسط عام 2013 على مناطق إنتاج الطاقة، وليتقاسم لاحقاً السيطرة والإنتاج، مع “المليشيات الكردية” حتى سبتمبر/أيلول 2017 وقت سيطرت قوات سورية الديمقراطية “قسد” على مدن الحسكة والرقة بالكامل وشرقي دير الزور، التي تضم أكبر 11 حقلاً للنفط.

الثورة السورية والرقة.. محطات في تاريخ المحافظة 2011 – 2024

شهدت محافظة الرقة تحولات مفصلية منذ بداية الصراع السوري عام 2011. نلخص في هذا القسم المحطات الرئيسية التي مرت بها المحافظة من حيث السيطرة العسكرية والتغييرات الإدارية:

1. اندلاع الثورة السورية (2011-2012)

في بداية الثورة السورية عام 2011، لم تكن الرقة مركزاً رئيسياً للاحتجاجات الشعبية مقارنة بمحافظات مثل حمص ودرعا. مع ذلك، بدأت الاحتجاجات بالظهور تدريجياً في مناطق متعددة داخل المدينة مع توسع نطاق الثورة في عام 2012.

2. خروج الرقة عن سيطرة النظام السوري (2013)

في مارس/آذار 2013، سقطت مدينة الرقة في أيدي المعارضة المسلحة، وأصبحت أول عاصمة إقليمية تخرج عن سيطرة النظام السوري. وقادت العمليات ضد النظام فصائل مختلفة من المعارضة، بما في ذلك “جبهة النصرة” و”الجيش السوري الحر”. بعد ذلك، بدأت الخلافات بين الفصائل المعارضة، مما أدى إلى حالة من الفوضى والاقتتال الداخلي.

3. سيطرة تنظيم داعش (2014-2017)

في يناير 2014، تمكن تنظيم “داعش” من السيطرة الكاملة على مدينة الرقة بعد صراع مع فصائل المعارضة المسلحة. وأصبحت الرقة “عاصمة” التنظيم، حيث أدار منها عملياته العسكرية والإدارية. خلال هذه الفترة، عانت المدينة من قمع شديد وتدمير ممنهج للبنية التحتية، مع فرض قوانين صارمة على السكان.

4. حملة التحالف الدولي و”قسد” لتحرير الرقة من “داعش”

في منتصف عام 2017، أطلقت قوات سوريا الديمقراطية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، حملة واسعة لتحرير مدينة الرقة. استمرت معركة تحرير المدينة عدة أشهر، وتخللتها غارات جوية مكثفة خلفت دماراً كبيراً.

في أكتوبر 2017، أعلنت قوات قسد سيطرتها الكاملة على المدينة بعد هزيمة تنظيم “داعش” وقتل وأسر آلاف المقاتلين. ومنذ سيطرة “قسد” على الرقة، أصبحت المدينة تحت إدارتها٬ والتي تضم في صفوفها مزيجاً من المقاتلين الكرد والعرب، وتحظى بدعم كبير من الولايات المتحدة.

————————–

أحمد الشرع: يجب التحول من عقلية الثورة إلى عقلية الدولة لقيادة سوريا

2024.12.14

أكد القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع أن دمشق عانت ظروفًا مأساوية عند تحريرها، حيث امتد الدمار ليشمل جميع النواحي، ما يعكس حجم المعاناة التي عاشها السوريون خلال سنوات النزاع.

وفي حديثه لتلفزيون سوريا، أوضح الشرع أن رئيس النظام السابق المخلوع بشار الأسد أصدر تعليمات بحكم منصبه إلى حاكم المصرف المركزي لطباعة أوراق نقدية من دون أي غطاء مالي، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية وزيادة معاناة المواطنين السوريين.

“قيادة سوريا بعقلية الدولة”

وأشار الشرع إلى أن سوريا تواجه مأساة حقيقية تتطلب خططًا مدروسة لمعالجتها. وأكد على ضرورة جمع البيانات وتحليلها بشكل دقيق قبل اتخاذ خطوات عملية للتعامل مع القضايا الملحة.

وأوضح الشرع أنه “رغم الانتصار الذي حققته الثورة السورية، شدد الشرع على أهمية الابتعاد عن قيادة سوريا بعقلية الثورة”. وأضاف أن البلاد تحتاج إلى تأسيس دولة تقوم على القانون والمؤسسات لضمان استقرار مستدام.

كما أكد على ضرورة نقل العقلية من العمل الثوري إلى بناء الدولة، معتبرا أن مستقبل سوريا يعتمد على إرساء أسس الحوكمة والعدالة.

وفي جانب آخر أكد القائد العام أن الإدارة الجديدة “ستضع حدا لإنتاج الكبتاغون في سوريا”، وذلك بعد أن حول النظام السابق البلاد إلى مصنع للكبتاغون بحسب تقارير دولية، وهو ما تم الكشف عنه بعد سقط الأسد.

إنجاز عسكري سريع بعد تخطيط طويل

وأوضح الشرع أن إسقاط النظام السوري تم خلال 11 يوما فقط، بعد إعداد طويل استمر لسنوات. وأشار إلى أن هذا الإنجاز يعكس حجم الجهد والتخطيط المسبق الذي رافق العمليات العسكرية. لافتا أن الإدارة “سيطرت على مدن كبيرة دون أن ينزح أحد”.

واستعرض الشرع التحديات التي واجهتها الثورة السورية، فقد شهدت نزاعات داخلية، حالة فصائلية، وتدخلات دولية من عدة أطراف، مما جعلها حالة استثنائية بين ثورات العالم. وأوضح أن هذه الظروف المعقدة حالت دون الوصول إلى حلول سياسية شاملة، مما جعل الخيار العسكري هو السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف رغم ما يحمله من تعقيدات.

ودعا الشرع إلى العمل الجاد على إعادة بناء الدولة السورية وفق أسس حديثة تضمن الحقوق والعدالة لجميع السوريين، مع التحذير من الوقوع في أخطاء الماضي التي عطلت مسيرة تحقيق الاستقرار.

وأكد على أن الطيران الروسي ركز بشكل كبير على استهداف الأهداف المدنية، مع الإشارة إلى التخوف من تكرار سيناريو غزة في شمالي سوريا، ما أدى إلى تصاعد التحديات الإنسانية.

الحجج الإسرائيلية باتت واهية

صرّح الشرع لتلفزيون سوريا أن الحجج الإسرائيلية باتت واهية ولا تبرر تجاوزاتها الأخيرة، مشيرًا إلى أن الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح، مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة.

وأكد الشرع أن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة. وأضاف أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى نزاعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.

ودعا الشرع المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل وتحمل مسؤولياته تجاه هذا التصعيد، مشددًا على أهمية ضبط الأوضاع في المنطقة واحترام السيادة السورية. وأكد أن الحلول الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار، بعيدًا عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة.

الجهود المبذولة للإطاحة بالنظام السابق لم تكن فردية، بل كانت نتاجًا مشتركًا للسوريين جميعًا. وقال: “نحن أدوات سخرها الله لتحقيق النصر على النظام البائد، ولكن الجهد هو جهد كل السوريين”.

التوسع الإيراني: خطر على سوريا والمنطقة

وأشار الشرع إلى أن التوسع الإيراني في المنطقة وتحويل سوريا إلى منصة لتنفيذ أجنداته شكل خطرًا كبيرًا على البلاد وعلى دول الجوار والخليج. وأكد: “تمكنا من إنهاء الوجود الإيراني في سوريا، ولكننا لا نكن العداوة للشعب الإيراني، فمشكلتنا كانت مع السياسات التي أضرت ببلدنا”.

العلاقة مع روسيا

وأوضح الشرع أن القيادة السورية حرصت على الابتعاد عن استفزاز روسيا ومنحتها الفرصة لإعادة تقييم العلاقة مع سوريا بشكل يخدم المصالح المشتركة، مؤكدًا أن المرحلة تتطلب إدارة حذرة للعلاقات الدولية.

“النظام السابق مزرعة لا دولة”

وانتقد الشرع النظام السابق، قائلاً إنه لم يؤسس دولة حقيقية بل تعامل مع سوريا كمزرعة لتحقيق مصالحه الشخصية. وكشف أن حجم السرقات كان هائلًا، وأن الفترة المقبلة ستشهد نشر وثائق تثبت حجم هذه السرقات وانتهاكات النظام بحق مقدرات الشعب السوري.

وأكد الشرع أن المرحلة المقبلة هي مرحلة البناء والاستقرار، حيث تركز الجهود على إعادة الإعمار، وتحسين أوضاع السوريين المعيشية. وأضاف: “أولويتنا الآن هي تلبية احتياجات الشعب الأساسية والعمل على تحقيق مستقبل أكثر استقرارًا وعدالة”.

تلفزيون سوريا

——————————–

وقف إطلاق النار” يفشل بين “قسد” وتركيا

عنب بلدي أونلاين

فشل اتفاق لوقف إطلاق النار بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والسلطات التركية والقوات التي تدعمها شمالي سوريا، مع توقعات بهجوم تركي على مدينة عين العرب/ كوباني.

وكان من المقرر أن يجري وقف إطلاق النار بين “قسد” وتركيا الداعمة لـ”الجيش الوطني السوري” عبر وساطة التحالف الدولي، لكنه لم يُنفذ، وفق ما نقلته وكالة أنباء “هاوار“.

وفق الوكالة، المقربة من “قوات سوريا الديمقراطية” جرت محادثات لنقل ضريح السلطان سليمان شاه (من مؤسسي الدولة العثمانية) من قرية أشمي غربي كوباني، لكن تركيا طلبت منحها كيلومترًا من الأرض في هذه المنطقة، حيث تعتزم نشر أسلحة ثقيلة وبناء قاعدة، ما حال دون التوصل إلى اتفاق.

وبذلك، لم يدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، ومن المحتمل أن يكون هناك هجوم واسع النطاق على مدينة عين العرب، وفق ما ذكرته الوكالة اليوم، السبت 14 من كانون الأول.

قناة “روناهي“، المقربة من “الإدارة الذاتية” (المظلة السياسية لـ”قسد”)، أكدت أن اتفاقية نقل رفاة سليمان شاه بوساطة أمريكية لم تنفذ.

وأضافت أنه بحجة نقل الرفاة تسعى تركيا لإنشاء منطقة عسكرية واسعة، وبناء قاعدة عسكرية.

ولم يصدر عن تركيا أو “الجيش الوطني السوري” أي تعليق بخصوص الاتفاق.

وفي 12 من كانون الأول الحالي، أصدرت غرفة عمليات “فجر الحرية” بيان إعلان وقف إطلاق النار في منطقة منبج وريفها، حتى 16 من الشهر نفسه، لحين إتاحة الفرصة وتطبيق التفاهمات الإنسانية والأمنية، ومنها المتعلقة بنقل الضريح.

معركة “فجر الحرية” أطلقها “الجيش الوطني” في 30 من تشرين الثاني الماضي، ضد قوات النظام و”قسد”، بهدف “تحرير المناطق المغتصبة” من قبل النظام السوري، و”وحدات حماية الشعب”، و”قسد”، وسيطرت على مدن وبلدات أبرزها تل رفعت ومنبج.

ويعد سليمان شاه بن قايا ألب جد مؤسس الدولة العثمانية، عثمان الأول بن أرطغرل بن سليمان شاه، وهو أحد الزعماء الأتراك، عاش في الفترة ما بين عامي 1178 و1236 للميلاد.

وبعد غزوات المغول اضطر للفرار بقبيلته إلى سوريا، وفي أثناء عبورهم نهر “الفرات”، قرب قلعة جعبر، غرق مع عدد من رجاله، عام 1231، ما جعل رجال قبيلته يدفنونه غرب القلعة.

وبعد إنشاء سد الفرات عام 1968، وخوفًا من أن تغمر مياه بحيرة السد أجزاء من قلعة جعبر بما فيها الضريح، تقرر نقله إلى منطقة أخرى، حتى عام 1973، وبعد مفاوضات تركية سورية، أبقت تركيا على الضريح في الأراضي السورية، ولكنه نقل إلى تلة مرتفعة اسمها “قره قوزاك” في ريف حلب.

وعقب سيطرة قوات تنظيم “الدولة الإسلامية” على ريف حلب، نفذ الجيش التركي عملية أسماها “عملية نقل الضريح”، ونجح بنقله إلى قرية “أشمة” السورية على الحدود التركية.

———————

المدير المشارك لرابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا دياب سرية

https://www.facebook.com/malazoubi/videos/514338914983506

====================

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى