سوريا حرة إلى الأبد: المصاعب والتحديات، أحداث ووقائع 16 كانون الأول 2024
متابعة التغطيات السابقة
سوريا حرة إلى الأبد: مهام اليوم التالي، أحداث ووقائع 15 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 14 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع سقوط الديكتاتور الفار بشار الأسد في سورية
ذي نيويوركر: تدافع سريع لتحديد مستقبل سوريا ومنع انزلاقها للسيناريو الليبي/ إبراهيم درويش
16 كانون الأول 2024
لندن- “القدس العربي”: نشرت مجلة “ذي نيويوركر” مقالاً للمعلقة روبن رايت، قالت فيه إن التدافع من أجل تحديد مستقبل سوريا بات سريعاً، ويهدف لتجنّب انقسامات أوسع من الصراع الذي عانت منه البلاد على مدى 13 عاماً.
وقالت إن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، كان، في 7 كانون الأول/ديسمبر، شاحب الوجه عندما التقى في العاصمة القطرية، الدوحة، مع مبعوثين من روسيا وتركيا والسعودية والأردن ومصر وقطر للتباحث في موضوع سوريا، حيث وصلت المعارضة المسلحة إلى أبواب العاصمة، بعد عشرة أيام من شنها هجوماً حاسماً وسريعاً.
وبحلول منتصف الليل، اتفق ممثلو الدول، ذات الأنظمة السياسية المتباينة والأهداف الإقليمية المتضاربة، على أن حكومة الرئيس بشار الأسد لن تنجو، ولا فرص لها للبقاء على قيد الحياة. ودعوا إلى انتقال سياسي عاجل.
وبحلول الفجر، غادر الأسد دمشق إلى روسيا، دون أن يوجّه كلمة إلى الشعب الذي حكمته عائلته، وعذبته بالغاز، وسجنته، وقتلته، لأكثر من نصف قرن.
وفي وقت لاحق، قال عراقجي للتلفزيون الإيراني: “لم يصدق أحد أن هذا يمكن أن يحدث. وكان الأمر المدهش، أولاً، عجز الجيش السوري عن مواجهة الموقف، وثانياً، الوتيرة السريعة للتطورات”.
وتعلق رايت أن سوريا، التي تشكل محوراً جيوستراتيجياً في الشرق الأوسط، انقلبت فجأة رأساً على عقب، ومعها انقلبت المنطقة.
وترى الكاتبة أن المهمة هي البحث سريعاً عن طرق لمنع التنافسات الإثنية والطائفية والسياسية من إشعال حرب أكثر انقساما من الحرب التي عانت منها سوريا على مدى 13 عاماً أو يزيد.
وأشارت إلى التنوع العرقي والديني لسكان سوريا الذين بلغ عددهم 23 مليون قبل الحرب الأهلية، فهم مسلمون بطوائف متعددة ودروز وأكراد ومسيحيون، حيث يتم الاحتفال بالأعياد الدينية من رمضان إلى عيد الفصح.
ومنذ استقلال سوريا عن الاستعمار الفرنسي عام 1946 وهي في حالة من التقلب والاضطراب، وشهدت 20 انقلاباً قبل عام 1970، عندما قام حافظ الأسد وزير الدفاع ووالد بشار بانقلاب أطاح بأعضاء حزبه، “البعث”، وأصبح بعد عام رئيساً.
وقال غير بدرسين، المبعوث الأممي إلى سوريا: “النزاع لم ينته”، مضيفاً أن اللاعبين الإقليميين يريدون أن يكونوا “إيجابيين وداعمين، لكن الكثيرين منهم يشعرون بالتوتر” إزاء الحكومة التي أنشأتها “هيئة تحرير الشام”، وهي ميليشيا قادت الحملة للإطاحة بنظام الأسد، وأقام قادتها علاقات سابقة مع تنظيم “القاعدة” وتنظيم “الدولة الإسلامية” و”هم يراقبون جماعة إسلامية تصل إلى السلطة، ويتساءلون عما إذا كانوا سيوفون حقاً بوعودهم”.
لكن الخطر الحقيقي يكمن في السيناريو الليبي، كما أشار بيدرسن، فبعد الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011، خاضت حكومتان متنافستان معارك من طرابلس وبنغازي. ولم تسر التحولات الأخرى بعد انتفاضات الربيع العربي على ما يرام أيضاً، فقد تآكلت الديمقراطية في تونس، منذ عام 2011، حيث سجن أو قمع زعماء منتخبون ديمقراطياً. وأُطيح بالحكومة المنتخبة ديمقراطياً في مصر في انقلاب عسكري في عام 2013. وانقسم اليمن بعد استيلاء الحوثيين على السلطة، في عام 2014، خلال حرب أهلية تستهدف الآن الشحن الدولي. والسؤال هو ما إذا كانت انتفاضة سوريا، التي بدأت أيضاً في عام 2011، هي الجزء الثاني من الربيع العربي. والآن تحاول 6 مجموعات سياسية وعرقية متنوعة تأكيد سيطرتها على الأراضي.
ويفكر بيدرسن قائلاً: “سيتطلب الأمر معجزة جديدة في الأيام والأسابيع المقبلة لضمان عدم حدوث خطأ في سوريا”.
وتعلّق الكاتبة أن الزعيم الجذاب لـ “هيئة تحرير الشام”، المعروف باسمه الحركي، أبو محمد الجولاني، تعهّد بعدم تكرار الأخطاء التي قادت إلى الحرب الأهلية في العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003، حيث قامت سلطات الاحتلال بحل الجيش و”حزب البعث” العراقي، وهو ما قاد إلى ظهور جماعات معارضة للأمريكيين، بمن فيها جماعة “القاعدة” التي قاتل الجولاني في صفوفها، وسجنه الأمريكيون في معسكر بوكا سيئ السمعة، عام 2005. وهناك التقى مع أبو بكر البغدادي، الزعيم القادم لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وأرسله لاحقاً لإنشاء فرع للتنظيم في سوريا.
وفي عالم الجهادية المتطور، أبعد الجولاني “هيئة تحرير الشام” عن “القاعدة” وتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وفي لفتة رمزية عاد لاستخدام اسمه الحقيقي، لكنه اعتبر سقوط الأسد “نصراً للأمة الإسلامية”، ووضعت الولايات المتحدة مكافأة بعشرة ملايين لمن يدلي بمعلومات أو يقتله، ولا تزال “هيئة تحرير الشام” منظمة إرهابية في قائمة الإرهاب الأمريكية.
وفي الدوحة وَصَفَ المبعوثون الأزمة السورية بأنها “تطورٌ خطير” للأمن الدولي. ودعوا إلى إنهاء العمليات العسكرية التي قد تنزلق إلى الفوضى.
وقال وزير الخارجية التركي حقان فيدان إن الحكومة الجديدة يجب أن تعامل جميع الأديان والأعراق على قدم المساواة، ويجب عدم التسامح مع “الانتقام”.
وباعتبارها الداعم الرئيسي لـ “هيئة تحرير الشام”، تعتبر تركيا الفائز بين المنافسين الإقليميين، تماماً كما أن إيران وروسيا، اللتين دعمتا الأسد، هما الخاسرتان.
وقالت إدارة بايدن إنها مستعدة للاعتراف بحكومة جديدة إذا كانت “موثوقة وشاملة وغير طائفية”.
إلا أن القوات التي أطاحت بالأسد كانت سورية، وعليه فمن غير الواضح مدى النفوذ الذي ستمارسه أي حكومة أجنبية على دمشق، باستثناء النفوذ الاقتصادي. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات صارمة على سوريا بسبب الإرهاب والقمع.
وكخطوة أولى عينت “هيئة تحرير الشام”، محمد البشير، المهندس الذي ترأس حكومة في إدلب.
وبالنسبة لبقية العالم، يظل قرار مجلس الأمن الدولي 2254 هو الأساس القانوني للعملية الانتقالية. فهو يدعو إلى دستور جديد، وانتخابات حرة تنظم على مدى 18 شهراً. إلا أن هذا القرار أقرّ وكتب قبل تسع سنوات، والأزمة تتحرك الآن بشكل سريع جداً، في بلد انهار اقتصاده وتشرد الملايين من سكانه، أو أجبروا على المنفى.
وتقول سوسن أبو زين الدين، التي تقود منظمة مدنية، وهي منظمة مظلة لمئتي مجموعة من منظمات المجتمع المدني السوري: “يتعين علينا أن نقبل عدم الاستقرار، لأنه جزء من العملية. نحن جميعاً نتمسك بحسن النية، ولكننا لا نستطيع أن نتمسك بحسن النية لفترة طويلة”.
وتشير رايت إلى أن عدم اليقين انتشر في كل أنحاء المنطقة، فقد أعاد تنظيم “الدولة” تجميع صفوفه، وزاد من حضوره السري في سوريا. وقامت الطائرات الأمريكية بحوالي 75 غارة جوية لمنع التنظيم من استغلال الاضطرابات في سوريا. ويزداد التوتر بين تركيا، العضو في حلف الناتو، والأكراد السوريين الذين تدعمهم الولايات المتحدة، ويسيطرون الآن على ثلث سوريا.
ومع انهيار نظام الأسد قامت الدبابات الإسرائيلية باحتلال 150 ميلاً مربعاً من المنطقة المنزوعة السلاح في مرتفعات الجولان، والتي تشرف عليها الامم المتحدة، منذ عام 1974.
كما شنت إسرائيل ما يقرب من خمسمئة غارة جوية على البحرية والجيش والقوات الجوية السورية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “ليس لدينا أي نية للتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، لكننا نعتزم، بالتأكيد، القيام بكل ما هو مطلوب لضمان أمننا” و”كما وعدت، فإننا نغير وجه الشرق الأوسط”.
وتشير الكاتبة إلى أن التحول الزلزالي في ميزان القوى كان واضحاً، عندما سحبت إيران آخر دبلوماسييها من سوريا مع انتهاء الاجتماع في الدوحة.
وفي تحرك من تحركاتهم أحرق مقاتلو المعارضة ضريح حافظ الأسد بمنطقة العلويين، وأشعلوا النار فيه.
القدس العربي
——————————–
سباق دولي للبحث عن مليارات عائلة الأسد بعد انهيار النظام
الإثنين، ١٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
خلال العقود التي أعقبت استيلاء حافظ الأسد على السلطة عام 1970 أسست عائلة الأسد شبكة واسعة من الاستثمارات والمصالح التجارية. وتشير التقارير إلى أنه خلال فترات الاستقرار استطاع الأسد ودائرته المقربة جمع ثروة تمثل نحو ثلاثة أرباع الاقتصاد السوري. وتشمل المقتنيات الدولية التي اشتراها أفراد العائلة المقربون من بشار الأسد عقارات فاخرة في روسيا وفنادق بوتيك في فيينا وطائرة خاصة في دولة خليجية، وفقاً لمسؤولين أميركيين سابقين ومحامين ومنظمات بحثية حققت في ثروات هذه العائلة الحاكمة سابقاً.
وعند جمع ثروات بشار الأسد وعائلته الممتدة تصل التقديرات إلى ما بين 60 و122 مليار دولار، وتشمل عقارات نفط وأعمالاً فنية واحتياطات نقدية. وهذه الثروة موزعة بذكاء عبر شبكة معقدة من الشركات والصناديق الاستئمانية التي تخفي الحجم الحقيقي لأصول النظام السوري. واليوم يثير الناس التساؤلات حول الثروة الهائلة التي جمعتها عائلته خلال عقود من السيطرة على البلاد.
ويعتزم محامو حقوق الإنسان تتبع مزيداً من هذه الأصول بهدف استردادها لمصلحة الشعب السوري. وقال المسؤول السابق في البيت الأبيض أندرو تابلر لصحيفة “وول ستريت جورنال”، والذي عمل على تحديد أصول أفراد عائلة الأسد عبر العقوبات الأميركية، “سيكون هناك سباق دولي لتعقب أصول النظام، لقد أتيحت لهم سنوات قبل الثورة لغسل أموالهم، لقد كانوا دائماً مستعدين بخطة بديلة، وهم الآن مجهزون جيداً للعيش في المنفى”.
وكان بشار الأسد فر من سوريا إلى روسيا في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الجاري مع تقدم سريع لقوات المعارضة نحو العاصمة دمشق، منهياً بذلك ديكتاتورية استمرت 24 عاماً، خلفت ما يقارب ثلاثة عقود من حكم والده.
وكان قد اعتمد كل من حافظ وبشار الأسد على أقارب لإخفاء ثرواتهم في الخارج، مما أسهم في إثراء أفراد العائلة، لكنه في الوقت نفسه أدى إلى توترات داخلية داخل عشيرة الأسد.
ثروة عائلة الأسد بين التقديرات والحقائق المجهولة
وفي ظل تعقيد الشبكات المالية التي استخدمتها عائلة الأسد لإخفاء ثرواتها قد تواجه الجهود الدولية تحديات كبيرة، لكن هذه العملية تعد فرصة لاستعادة حقوق الشعب السوري وإنهاء إرث استغلال الموارد الوطنية لمصلحة نظام استبدادي.
ولا يزال الحجم الحقيقي لثروة عائلة الأسد وتوزيع الأصول بين أفرادها مجهولاً. ووفقاً لتقرير صادر عن وزارة الخارجية الأميركية عام 2022، من الصعب تحديد رقم دقيق، لكن التقديرات تشير إلى أن قيمة الأعمال التجارية والأصول المرتبطة بالعائلة تراوح ما بين مليار دولار و12 مليار دولار.
ويشير التقرير إلى أن هذه الأموال جمعت غالباً من خلال احتكار الدولة لقطاعات معينة، إلى جانب تجارة المخدرات، بخاصة مادة الكبتاغون الأمفيتامين، وجزء كبير من هذه الأموال أعيد استثماره في مناطق تخضع لحماية قانونية تحول دون وصول القانون الدولي إليها.
وواصلت ثروة عائلة الأسد النمو خلال سنوات الحرب الأهلية السورية التي اندلعت عام 2011، بينما كان المواطنون السوريون يعانون تداعيات الصراع. ووفقاً لتقديرات البنك الدولي لعام 2022، يعيش نحو 70 في المئة من السكان تحت خط الفقر، مما يعكس التفاوت الكبير بين حياة السوريين اليومية وبين الامتيازات التي استمرت عائلة الأسد في التمتع بها.
ويمثل هذا التناقض الصارخ بين ثروة العائلة ومعاناة الشعب السوري جزءاً من الإرث الذي تركه النظام، إذ استمر استغلال الموارد الوطنية لتحقيق مكاسب شخصية على حساب معيشة الملايين من السوريين.
وتميز عديد من الشخصيات البارزة في نظام الأسد بطابعهم التجاري إلى جانب دورهم العسكري، وعلى رأسهم أسماء الأسد، زوجة بشار الأسد البريطانية المولد، والتي كانت تعمل مصرفية في بنك “جي بي مورغان” قبل انضمامها إلى دائرة السلطة.
وقال المحامي المتخصص في حقوق الإنسان في “غورنيكا 37 إنترناشيونال جاستس تشامبرز” بلندن توبي كادمان، والذي حقق في أصول الأسد، “كانت العائلة الحاكمة خبيرة بقدر ما في العنف الإجرامي كما كانت في الجريمة المالية”.
وقد تعذر وصول الصحيفة إلى بشار الأسد وأفراد عائلته المباشرين للحصول على تعليق.
مهمة معقدة
ومن المرجح أن يكون العثور على أصول عائلة الأسد وتجميدها مهمة معقدة، فقد نفذت الولايات المتحدة حملة عقوبات طويلة الأمد ضد النظام، دفعت القائمين على إدارة أموال الأسد إلى إخفاء ثرواتهم خارج الغرب وعبر ملاذات ضريبية، كما واجه المحققون الذين قادوا جهود تعقب المليارات المخبأة من قبل صدام حسين ومعمر القذافي تحديات كبيرة على مدى سنوات، إذ تعاملوا مع شركات وهمية ورفعوا دعاوى قضائية دولية لاستعادة الأموال، لكن النتائج كانت محدودة. فعلى سبيل المثال، من أصل أصول تقدر بـ54 مليار دولار جمعتها الحكومة الليبية السابقة، لم يتم استرداد سوى عدد قليل منها، بما في ذلك عقار في لندن قيمته 12 مليون دولار ومبلغ 100 مليون دولار نقداً في مالطا، وفقاً لما صرح به مسؤول ليبي العام الماضي.
ومع ذلك تمكنت الفرق القانونية من تأمين بعض التجميد للأصول المتعلقة بثروة عائلة الأسد. ففي عام 2019، جمدت محكمة في باريس عقارات بقيمة 90 مليون يورو (95 مليون دولار) تعود إلى رفعت الأسد، عم بشار الأسد، الذي أشرف على قمع وحشي للمعارضة عام 1982. وخلصت المحكمة إلى أن هذه الأصول حصل عليها من خلال غسل الأموال المنظم لأموال عامة مختلسة.
ويليام بورودون المحامي المتخصص في حقوق الإنسان الذي رفع القضية في باريس، أشار إلى أن الأموال الموجودة في الملاذات الضريبية مثل روسيا ستكون أصعب بكثير في استردادها. وأضاف أن المحققين يحتاجون إلى الحصول على أوامر قضائية لتجميد الأصول ثم العمل على تنفيذ استردادها، مع عدم وضوح الجهة التي ستتلقى تلك الأموال. كما تشهد الحكومة السورية حالة من الفوضى، بعد سقوط الأسد، مع محاولة الجماعات الإسلامية المسلحة ملء الفراغ السياسي.
عائلة الأسد وتكديس الثروات
كانت عائلة الأسد بدأت تكديس ثروتها بعد فترة وجيزة من استيلاء حافظ الأسد على السلطة في سوريا عقب انقلاب أبيض. وعندما تولى حافظ الأسد السلطة، عين صهره محمد مخلوف، الذي كان حينها موظفاً متواضعاً في شركة طيران، مسؤولاً عن احتكار البلاد المربح لاستيراد التبغ، وفقاً لأيمن عبدالنور، صديق بشار الأسد خلال الجامعة.
وأشار عبدالنور الذي أصبح لاحقاً مستشاراً غير مدفوع الأجر لبشار الأسد إلى أن محمد مخلوف حصل على عمولات كبيرة من قطاع البناء المزدهر. وعندما خلف بشار والده في قيادة البلاد عام 2000، نقل مخلوف إمبراطوريته التجارية إلى ابنه رامي.
تصل ثروات بشار الأسد وعائلته إلى نحو 122 مليار دولار (أ ف ب)
وقال المحامي الفرنسي ويليام بورودون الذي حقق في أصول عائلة الأسد إن عائلة مخلوف كانت متوقعة أن تجمع الأموال نيابة عن الرئيس وتمول النظام وعائلته الحاكمة عند الحاجة. وأضاف بورودون، “عائلة مخلوف هم بمثابة الحجاب لعائلة الأسد”.
وأصبح رامي مخلوف لاحقاً الممول الرئيس للنظام السوري، إذ امتلك أصولاً واسعة في قطاعات المصارف والإعلام والأسواق الحرة وشركات الطيران والاتصالات، وبلغت ثروته ما يصل إلى 10 مليارات دولار وفقاً لتقرير وزارة الخارجية الأميركية.
وكانت قد فرضت الحكومة الأميركية عقوبات على مخلوف عام 2008 بتهمة الاستفادة من الفساد العام الذي يمارسه مسؤولو النظام السوري وتقديم الدعم لهم.
عائدات تجارة الكبتاغون
ومع اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011 فتحت الأوضاع المجال أمام فرص جديدة لعائلة الأسد، فتولى ماهر الأسد، شقيق بشار الأصغر، قيادة الفرقة المدرعة الرابعة، التي تورطت في تهريب مخدر الكبتاغون إلى بقية دول الشرق الأوسط، وفقاً لوزارة الخارجية الأميركية.
وأسهمت عائدات تجارة المخدرات على مدار سنوات في تخفيف تأثير العقوبات الاقتصادية الغربية القاسية على النظام، إذ بلغت الإيرادات السنوية نحو 2.4 مليار دولار بين عامي 2020 و2022، وفقاً لمرصد الشبكات السياسية والاقتصادية، وهو منظمة بحثية سورية وعربية تتابع تجارة الكبتاغون.
وأكدت الجماعة المعارضة السابقة التي تعمل الآن على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا أنها ستمنع تهريب المخدرات، كما نشرت لقطات تظهر اكتشاف كميات صناعية من الكبتاغون بعد سقوط النظام، بعضها في منشآت كانت تحت سيطرة ماهر الأسد.
استثمارات في الخارج
وبدأ ماهر الأسد في الاستثمار خارج سوريا قبل اندلاع الحرب الأهلية، إذ شملت أصوله مزرعة في الأرجنتين، وفقاً لمسؤول استخبارات أوروبي سابق ومستشار للنظام المنحل. وقال المستشار السابق إن الأصل الأرجنتيني كان عبارة عن مزرعة شاي.
واستثمرت عائلة مخلوف في الخارج، إذ اشترت عقارات في دولة خليجية تقدر قيمتها بنحو 3.9 مليون دولار، بما في ذلك قصور، وفقاً لدراسة أجراها مركز الدراسات الدفاعية المتقدمة في واشنطن عام 2018، والذي فحص بيانات الملكية التي قدمتها مصادر سرية، كما اشترت عائلة مخلوف فنادق بوتيك بقيمة 20 مليون يورو(20 مليون دولار)، في فيينا وامتيازاً مرتبطاً بـ”بودا بار”، الصالون الفاخر الذي نشأ في باريس، وفقاً لما قاله رامي مخلوف في طلب للحصول على الجنسية النمسوية حصل عليه من قبل مشروع مكافحة الجريمة والفساد، وهي منظمة غير ربحية لمكافحة الفساد.
ووفقاً لتحقيق أجرته مجموعة “غلوبال و”إتنيس” لمكافحة الفساد عام 2019، كان أعضاء من عائلة مخلوف يمتلكون عقارات بقيمة تقارب 40 مليون دولار في ناطحات سحاب فاخرة في موسكو، فيما لم يرد الكرملين على طلب للتعليق من الصحيفة.
وفي عام 2020 بدأت العلاقة الاقتصادية التي كانت في قلب النظام السوري في التفكك، حيث قام بشار الأسد بإبعاد رامي مخلوف علناً، ولا تزال ظروف هذا الخلاف غامضة، لكن الرئيس السوري كان يشدد السيطرة على مفاتيح الاقتصاد السوري المتداعي.
اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتم وضع رامي مخلوف قيد الإقامة الجبرية، كما وضعت السلطات السورية عديداً من مصالحه التجارية تحت إشراف الدولة، وفقاً لما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقارير سابقة. وقد يكون جزءاً من سبب الصراع الظهور السيئ، ففي وقت كان يعاني فيه السوريون تبعات الحرب الأهلية، كان ابنا رامي مخلوف يتفاخران على وسائل التواصل الاجتماعي في النوادي الراقية، وكانا يقودان سيارات فيراري، ويتباهيان بزجاجات الشمبانيا، ويظهران عاريي الصدر في صالات الرياضة. وفي إعلانات مدفوعة على مواقع الإنترنت الإعلامية، قال محمد، الابن الأكبر، إنه استخدم 43 مليون دولار لتخصيص طائرة خاصة تحوي صالونين وغرفة دش ملحقة.
وقال محمد في بيان نشره الجمعة على وسائل التواصل الاجتماعي إنه تم نفيه من سوريا منذ أكثر من خمس سنوات، وإنه لم يوجه انتقادات علنية لنظام الأسد بسبب مخاوف تتعلق بوالده. وأضاف أنه لم يرَ والده منذ ست سنوات، ووصف سقوط نظام الأسد بأنه “حلم تحقق”.
ونشر والد محمد مخلوف على فيسبوك في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، قائلاً إن خسارة مدينة حلب لمصلحة قوات المعارضة كانت “مؤلمة”. وأضاف أنه عرض ملايين الدولارات على العقيد سهيل الحسن، القائد السوري الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات بسبب قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة، بما في ذلك باستخدام الغاز السام، خلال معركة السيطرة على حلب قبل 10 سنوات.
ولم تتمكن الصحيفة من تحديد مكان رامي مخلوف وماهر الأسد، اللذين لم يردا على طلبات التعليق، بعد سقوط نظام الأسد.
وبعد حملة الضغط على رامي مخلوف، تولت أسماء الأسد الإشراف على الاستيلاء على ممتلكاته داخل سوريا، والتي أصبحت تحت سيطرة شركائها، بما في ذلك السيطرة على مشغل رئيسي للاتصالات، وفقاً لمستشار للنظام المنحل ودبلوماسي أوروبي.
وفي عام 2020، فرضت وزارة الخارجية الأميركية عقوبات على أسماء الأسد، زاعمة أنها وأفراد عائلتها أصبحوا من “أكثر المستفيدين من الحرب شهرة” في سوريا.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن أسماء الأسد وعائلتها جمعوا “ثروات غير مشروعة على حساب الشعب السوري من خلال سيطرتهم على شبكة واسعة غير قانونية ذات روابط في أوروبا والخليج وأماكن أخرى”.
وأضاف بوربون، محامي حقوق الإنسان في باريس، “يجب علينا استرداد الأموال للشعب السوري”.
جمدت محكمة في باريس عقارات بـ95 مليون دولار تعود إلى رفعت الأسد (أ ف ب)
وبدأ بعض الأشخاص في أخذ زمام الأمور بأيديهم، ففي الأيام الأخيرة، قام سوريون بنهب قصر مزخرف للأسد، محملين الأثاث والأعمال الفنية. وقام البعض بتسجيل مقاطع فيديو لأنفسهم في مرأب مليء بسيارات رياضية، بما في ذلك سيارات “أستون مارتن” و”لامبورغيني”.
العقوبات الدولية
وخلال 54 عاماً من حكم عائلة الأسد، ركد الاقتصاد السوري ثم انهار بالكامل، وانكمش بأكثر من النصف، إذ ضحى رئيس البلاد بنصف مليون روح للتشبث بالسلطة.
ووفقاً للأمم المتحدة، يعيش 90 في المئة من السوريين في فقر، ولم تكن عائلة الأسد من بينهم.
وعلى رغم العقوبات الدولية، مثل تجميد بريطانيا لملايين الدولارات من أصول الأسد، فإن تأثيرها في ثروته الإجمالية كان ضئيلاً. ووفقاً لموقع “مونثلي فاينانس” صادرت الشرطة الإسبانية عام 2017، أصولاً بقيمة 740 مليون دولار لأحد أعمام بشار، بينما جمدت السلطات البريطانية أكثر من 124 مليون دولار مرتبطة بالنظام. كذلك، جمدت السلطات السويسرية 50 مليون فرنك سويسري (56 مليون دولار) مرتبطة بالأسد ومسؤوليه البارزين.
مستقبل غامض
وبينما يواصل المحققون الدوليون البحث عن الثروات المخفية لعائلة الأسد، يبرز التناقض الصارخ بين نمط حياة العائلة الباذخ والمعاناة التي يعيشها السوريون. فالمنازل الفاخرة والشقق الفارهة في موسكو ولندن، والحسابات السرية في لبنان، كلها أمثلة على استغلال العائلة لموارد سوريا لصالحها الخاص.
ومع استمرار المعاناة السورية، تظل الثروات الضخمة لعائلة الأسد رمزاً لجشع النظام وافتقاره للعدالة، مما يضيف مزيداً من الظلم إلى إرثهم الثقيل الذي ألقى بظلاله على مستقبل البلاد.
اندبندنت عربية
——————————
ألف باء الثروة الأسدية سوريا | #بشار_الأسد
الإثنين، ١٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
لسنوات، عانى ويعاني السوريون الفقر والنزوح والجوع، ولفترة مماثلة بل أكثر مارس الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وعائلته الخداع والدهاء لضمان حياة هانئة في المنفى، بحسب الإعلام الغربي. وفي تقرير صادر الخميس الفائت، كشف برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة أن الصراع هو السبب الأول للجوع على كوكب الأرض، وقد دمر سكان سوريا بثلاث طرق رئيسية: النزوح والفقر والجوع.
خلقت الحرب الأهلية الأخيرة أكبر أزمة لاجئين في التاريخ الحديث. فمنذ عام 2011، فرّ ما يقرب من 13 مليون سوري إلى البلدان المجاورة وشمال أفريقيا، في حين نزح أكثر من 7 ملايين نازح داخلياً. أدى عدم الاستقرار الذي طال أمده إلى انهيار الاقتصاد السوري. قبل الحرب، كان ثلث السوريين تقريباً يعيشون تحت خط الفقر. أما اليوم، فيعيش أكثر من 90% من السكان تحت خط الفقر – أي أقل من 2.15 دولار أمريكي في اليوم. واليوم، يعاني ما يقرب من 13 مليون سوري (أي ما يعادل عدد سكان ولاية إلينوي تقريباً) من الجوع الشديد، بحسب برنامج الأغذية العالمي.
وبعد الحديث عن فقر السوريين، نتطرق إلى ثراء آل الأسد بشكل عام وقد سلط تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأحد الضوء على هذا الأمر.
“خبأت العائلة ثروتها على مدى نصف قرن من الحكم الاستبدادي. يقود محامو حقوق الإنسان الجهود المبذولة للعثور على الأصول واستعادتها للشعب السوري. مع انهيار نظام الأسد في سوريا، بدأت عملية مطاردة عالمية للبحث عن مليارات الدولارات من الأموال والأصول التي خبأتها العائلة على مدى نصف قرن من الحكم الاستبدادي.
ومن المرجح أن تكون المطاردة طويلة، على غرار المحاولات التي استمرت لسنوات طويلة لاستعادة الثروة التي خبأها صدام حسين ومعمر القذافي في الخارج هي خير دليل على ذلك. فقد بنت عائلة الأسد شبكة واسعة من الاستثمارات والمصالح التجارية على مدى عقود منذ استيلاء حافظ الأسد على السلطة في عام 1970. ومن بين عمليات الشراء الدولية التي قام بها على مر السنين أقرباء ابنه بشار عقارات فاخرة في روسيا وفنادق بوتيك في فيينا، وفقاً لمسؤولين أميركيين سابقين ومحامين ومنظمات بحثية حققت في ثروات العشيرة الحاكمة السابقة. ويقول محامو حقوق الإنسان إنهم يخططون “لتتبع المزيد من الأصول، على أمل استعادتها للشعب السوري” وفقاً للصحيفة.
“مجهزون جيدا للمنفى”
قال أندرو تابلر، المسؤول السابق في البيت الأبيض الذي حدد أصول أفراد عائلة الأسد من خلال العمل على العقوبات الأميركية: “ستكون هناك مطاردة لأصول النظام على الصعيد الدولي. كان لديهم الكثير من الوقت قبل الثورة لغسل أموالهم. كان لديهم دائما خطة بديلة وهم الآن مجهزون جيدا للمنفى”.
فرّ الأسد من سوريا إلى روسيا في 8 كانون الأول (ديسمبر) مع تقدم ثوار المعارضة بسرعة نحو العاصمة دمشق، منهياً بذلك حكمه الديكتاتوري الذي استمر 24 عاماً، والذي جاء بعد نحو ثلاثة عقود من حكم والده. وقد استخدم كلا الزعيمين أقاربهما لإخفاء الثروة في الخارج في نظام أثرى أفراد العائلة، ولكنه تسبب أيضاً في توترات أوسع نطاقاً داخل عشيرة الأسد. لا يُعرف على وجه الدقة حجم ثروة عائلة الأسد وأي فرد من أفراد العائلة يسيطر على أي أصول. وقال تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأميركية في عام 2022 إنه من الصعب تحديد رقم محدد، لكنه قدّر أن الشركات والأصول المرتبطة بآل الأسد قد تصل قيمتها إلى 12 مليار دولار، أو قد تصل إلى مليار دولار.
وقال التقييم إن هذه الأموال غالبا ما تم الحصول عليها من خلال احتكارات الدولة وتجارة المخدرات، وخاصة الأمفيتامين كابتاغون، وأعيد استثمارها جزئيا في ولايات قضائية بعيدة عن متناول القانون الدولي.
استمرت ثروة عشيرة الأسد في النمو بينما كان السوريون العاديون يعانون من آثار الحرب الأهلية في البلاد التي بدأت في عام 2011. وقد قدر البنك الدولي أنه في عام 2022 كان ما يقرب من 70% من السكان يعيشون في فقر.
وكان العديد من الشخصيات الأكثر نفوذاً في النظام الذي كان يتسم بالعسكرة الشديدة من رجال الأعمال، لا سيما زوجة بشار الأسد البريطانية المولد، أسماء، وهي مصرفية سابقة في بنك “جي بي مورغان”، بحسب “وول ستريت جورنال”.
وقال توبي كادمان، محامي حقوق الإنسان لدى “غرنيكا 37” وهي منظمة مختصة بالقانون والعدالة الدولية، الذي حقق في أصول الأسد: “كانت الأسرة الحاكمة خبيرة في العنف الإجرامي بقدر ما كانت خبيرة في الجريمة المالية”.
يضيف التقرير، “من المرجح أن يكون العثور على الأصول وتجميدها أمرا صعبا. فقد شنت الولايات المتحدة حملة عقوبات مطولة ضد نظام الأسد، مما أجبر رجال أمواله على إخفاء ثرواتهم خارج الغرب وعبر الملاذات الضريبية. وقد أمضى المحققون الذين قادوا عملية البحث عن المليارات التي خبأها صدام حسين والقذافي سنوات في ملاحقة الأشخاص المرتبطين بالديكتاتورين، والتنقل بين الشركات الوهمية ورفع دعاوى قضائية دولية لاستعادة الأموال، لكن نجاحهم كان محدوداً. فمن أصل ما يقدر بـ54 مليار دولار من الأصول التي جمعها النظام الليبي السابق، على سبيل المثال، لم يتم استرداد سوى القليل جداً – بما في ذلك عقار في لندن بقيمة 12 مليون دولار، و100 مليون دولار نقداً في مالطا – بحسب ما قال مسؤول ليبي العام الماضي.
وقد تمكنت الفرق القانونية بالفعل من تأمين تجميد بعض الأصول المتعلقة بثروة آل الأسد. فقد جمدت محكمة في باريس في عام 2019 ممتلكات بقيمة 90 مليون يورو – أي ما يعادل 95 مليون دولار – يملكها عم بشار، رفعت الأسد، الذي أشرف على حملة قمع وحشية للمعارضة في عام 1982. وقضت المحكمة بأن الأصول تم الحصول عليها من خلال غسيل منظم للأموال العامة المختلسة.
وقال ويليام بوردون، محامي حقوق الإنسان الذي رفع القضية في باريس، إن الأموال الموجودة في الملاذات الضريبية سيكون من الصعب استردادها. ويحتاج المحققون إلى استصدار أوامر من المحكمة بتجميد الأصول ومن ثم إنفاذ استردادها، كما أنه ليس من الواضح من الذي سيحصل على الأموال. بعد سقوط الأسد، أصبحت الحكومة السورية في حالة من الفوضى، حيث يسعى المتمردون الإسلاميون إلى ملء فراغ السلطة”.
آل مخلوف
وتكمل “وول ستريت جورنال” أن “عشيرة الأسد بدأت في تجميع ثروة طائلة بعد فترة وجيزة من سيطرة حافظ الأسد على سوريا بعد انقلاب غير دموي.
قال أيمن عبد النور، وهو صديق جامعي لبشار الأسد، إن حافظ عيّن صهره محمد مخلوف، الذي كان آنذاك موظفاً متواضعاً في شركة طيران، مسؤولاً عن احتكار استيراد التبغ المربح في البلاد. وقال عبد النور، الذي كان أيضاً مستشاراً غير مدفوع الأجر لبشار الأسد في ما بعد، إن مخلوف كان يأخذ عمولات كبيرة على قطاع البناء المزدهر. وعندما خلف بشار والده كقائد في عام 2000، قام مخلوف بتمرير إمبراطورية الأعمال إلى ابنه رامي.
وكان من المتوقع أن يجني آل مخلوف الأموال نيابة عن الرئيس وأن يمولوا النظام وعائلته الحاكمة عند الحاجة، بحسب بوردون، المحامي الباريسي الذي حقق في أصول الأسد. وقال بوردون: “كان آل مخلوف هم رجال الأعمال لآل الأسد”.
وقد أصبح رامي مخلوف في ما بعد الممول الرئيسي للنظام بأصوله في القطاع المصرفي والإعلام والأسواق الحرة وشركات الطيران والاتصالات، وأصبحت قيمته تصل إلى 10 مليارات دولار، وفقا لوزارة الخارجية الأميركية. وقد فرضت الحكومة الأميركية عقوبات على مخلوف في عام 2008 بسبب استفادته من الفساد العلني لمسؤولي النظام السوري ومساعدته في ذلك.
تجارة الكبتاغون
كان اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011 إيذاناً بفرص جديدة لعشيرة الأسد. ووفقاً لوزارة الخارجية الأميركية، تولى ماهر الأسد، الشقيق الأصغر لبشار قيادة الفرقة الرابعة المدرعة في سوريا، والتي كانت تعمل في تهريب الكبتاغون.
وبحسب مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية، وهي منظمة بحثية سورية وعربية تتعقب تجارة الكبتاغون، فقد ساعدت عائدات المخدرات لسنوات النظام على تعويض العقوبات الاقتصادية الغربية القاسية التي فرضت عليه، إذ بلغت عائداتها السنوية حوالي 2.4 مليار دولار بين عامي 2020 و2022.
تقول الجماعة المتمردة السابقة التي تعمل الآن على تشكيل حكومة موقتة في سوريا إنها ستحظر هذه التجارة، وقد نشرت لقطات تكشف عن اكتشاف كميات صناعية من الكبتاغون بعد سقوط النظام، بعضها في منشآت يسيطر عليها ماهر.
بدأ ماهر بالاستثمار في الخارج قبل الحرب الأهلية وشملت ممتلكاته مزرعة في الأرجنتين، وفقا لمسؤول استخباراتي أوروبي سابق ومستشار للنظام البائد. وقال المستشار السابق إن الأصول الأرجنتينية كانت مزرعة شاي.
اشترت عائلة مخلوف أيضا فنادق بوتيك في فيينا بقيمة 20 مليون يورو، وامتيازا متصلا بـ”بوذا بار”، الصالة الراقية التي تعود أصولها إلى باريس، حسبما ذكر رامي مخلوف في طلب الحصول على الجنسية النمساوية الذي حصل عليه مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد، وهي منظمة غير ربحية لمكافحة الفساد، تضيف الصحيفة.
ووفقا لتحقيق أجرته منظمة “غلوبال ويتنس” المناهضة للفساد في عام 2019، فإن أفراد عائلة مخلوف يمتلكون أيضا عقارات في ناطحات سحاب فاخرة في موسكو بقيمة 40 مليون دولار تقريبا.
تهميش رامي مخلوف… و”حلم تحقق”
ويضيف التقرير: “في عام 2020، توترت العلاقة الاقتصادية في قلب النظام السوري. وقام بشار الأسد بتهميش رامي مخلوف علناً. ولا تزال ظروف الخلاف بينهما غامضة. لكن الرئيس السوري كان يُحكم سيطرته على مقاليد الاقتصاد السوري المنهار.
فقد وُضع مخلوف قيد الإقامة الجبرية، ووضعت السلطات السورية العديد من مصالحه التجارية تحت الحراسة القضائية للدولة، حسبما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” في وقت سابق.
ربما كان جزء من سبب الابتزاز هو سوء البصيرة: فبينما كان السوريون يعانون من تكاليف الحرب الأهلية، كان ابنا رامي مخلوف يظهران على وسائل التواصل الاجتماعي في النوادي الليلية الفاخرة. وكانا يقودان سيارات فيراري ويلوحان بزجاجات الشمبانيا”.
وقال محمد، وهو الابن الأكبر، في بيان له يوم الجمعة على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه منفي من سوريا منذ أكثر من خمس سنوات، وإنه لم ينتقد نظام الأسد علناً بسبب مخاوفه على والده. وقال محمد إنه لم ير والده منذ ست سنوات ووصف رحيل الأسد بأنه “حلم تحقق”.
خسارة “مخزية”
وقد نشر والده رامي مقطع فيديو على “فيسبوك” في 5 كانون الأول قائلاً إن خسارة مدينة حلب لصالح قوات المعارضة “مخزية”، مضيفاً أنه قدم ملايين الدولارات للعقيد سهيل الحسن، وهو قائد سوري فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه بسبب قصفه المدنيين بالبراميل المتفجرة بما في ذلك بالغازات السامة خلال معركة السيطرة على حلب قبل عقد من الزمن.
لم يكن بالإمكان تحديد مكان رامي مخلوف وماهر الأسد، الذي لم يرد على طلبات التعليق، بعد سقوط النظام.
بعد ابتزاز رامي مخلوف، أشرفت أسماء الأسد على الاستيلاء على أصوله داخل سوريا التي كان يديرها شركاؤها آنذاك، بما في ذلك السيطرة على شركة اتصالات رئيسية، وفقا لمستشار للنظام المنحل وديبلوماسي أوروبي.
وفي عام 2020، فرضت وزارة الخارجية الأميركية عقوبات عليها، زاعمة أنها وأفراد عائلتها أصبحوا من “أشهر منتفعي الحرب في سوريا”. وقالت وزارة الخارجية إن أسماء الأسد وعائلتها راكموا “ثروات غير مشروعة على حساب الشعب السوري”.
البعض يأخذون زمام الأمور بأيديهم. ففي الأيام الأخيرة، نهب سوريون قصرا مزخرفا لآل الأسد، وقاموا بنقل الأثاث والأعمال الفنية. والتقط البعض مقاطع فيديو لأنفسهم في مرآب مليء بالسيارات الرياضية.
في الختام، بينما تتساقط أوراق اللعبة السياسية والاقتصادية، تبقى الحقيقة العميقة أن ثروات الشعب السوري لابد أن تعود إليه يوماً ما، لتكون جزءاً من رحلة طويلة نحو الحرية والعدالة. ترك الأسد سوريا ولكن ثروته لم تتركه ورحل بعض السوريين عن بلدهم ولكن سوريا لم تتركهم.
النهار العربي
————————
حتى النفس الأخير.. “عذاب” مازن الحمادة في معتقلات الأسد/ أسرار شبارو
16 ديسمبر 2024
بعد سنوات قضاها داخل معتقلات نظام الرئيس السوري السابق، بشار الأسد، حيث يتحول الجسد إلى ساحة حرب يتلقى الضربات، ويصبح الإنسان مجرد رقم بين الأشلاء، خطّ الناشط السوري مازن الحمادة بدموعه شهادة حيّة عن الألم والمعاناة. لكن رحلته، التي كانت شاهدة على جرائم النظام، انتهت بموته داخل المعتقل نتيجة تعرضه لتعذيب وحشي.
عثر على جثة مازن في مستشفى حرستا بدمشق، خلال فتح فصائل المعارضة السورية معتقلات النظام، وكشفت ابنة شقيقه جود في منشور عبر حسابها على “فيسبوك” أن جثمانه بقي لأسبوع في المستشفى، حيث ودعته قائلة “لو كان بإمكانك أن تتحمل هذا الأسبوع فقط يا حبيبي… وداعاً مازن… وداعاً أيها الصادق… وداعاً أيها النبيل”.
لم يتخيل ابن مدينة دير الزور، العامل في قطاع النفط، أن تتحول حياته إلى كابوس منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، حيث كان من أوائل المنخرطين فيها، لتقوده تلك الخطوة إلى معتقلات الأسد، حيث واجه فصولاً مروعة من العذاب.
اعتقل مازن مرات متعددة، بدأ ذلك في مدينته، ومن ثم في سجون دمشق المرعبة، وبالتحديد في مقر المخابرات الجوية في حي المزة، كان ذلك عام 2012، حيث خاض تجربة تعذيب مروعة، تركته حطاماً من إنسان، قبل أن يعتقل من جديد حتى قضى داخل معتقلات الأسد.
ملامح مازن كانت تحكي قصته، جسد نحيل وعينان غارقتان تعكسان عمق الألم الذي عاشه. لم يكن مازن مجرد جسد يحمل آثار التعذيب، بل روحاً مثقلة بذكريات أليمة، تحاول الصمود رغم الأرق والكوابيس التي تلاحقه.
أما اللغز الأكبر في حياته فكان عودته في فبراير 2020 إلى سوريا، وكأنه كان يمشي نحو مصيره المحتوم، فبعد أن نجا من أنياب التعذيب، عاد من جديد إ
رحلة الموت
تستعيد جود، ابنة شقيق مازن، تفاصيل الرحلة المأساوية التي قادت عمها إلى معتقلات النظام السوري، وتروي كيف استدرج من الملجأ الآمن في هولندا، ليواجه مصيره القاسي داخل الوطن الذي كافح من أجله.
تصف جود آخر لقاء جمعها بعمها بعد خروجه من اعتقاله الثالث في عام 2014، قائلة “كان يبدو متعباً نفسياً رغم محاولته الظهور قوياً. استمر تواصلنا بصورة متقطعة بعد سفره إلى الخارج”.
وتشير إلى أن فكرة عودته إلى سوريا راودته كثيراً، إذ أطلع عائلته على نيته بذلك، مما دفعهم لمحاولة ثنيه، وتوضح: “في عام 2019، حصل مازن على جواز سفر صادر عن السفارة السورية في ألمانيا، إلا أن أحد أقاربي تعمّد إتلافه بوضعه في الغسالة، في محاولة لإبعاده عن هذه الخطوة الخطيرة. لكنه تمكن لاحقاً من الحصول على جواز سفر جديد، نتوقع أنه مزور بحيث يحمل اسماً مختلفاً، وذلك عبر السفارة نفسها”.
وتقول جود “لا نعلم كيف خُدع، ربما تعرض لتهديد يمس أفراد عائلته في سوريا أو تلقى وعوداً بإطلاق سراح أقاربه المعتقلين منذ سنوات، خاصة مع حالته النفسية الصعبة التي تفاقمت بسبب تسليط وسائل الإعلام الضوء بشكل متكرر على قصته، إذ كان مصمماً على فضح الانتهاكات التي تجري داخل معتقلات النظام السوري، وكان ذلك يحول دون نسيانه ولو جزءاً من الذكريات المؤلمة التي عاشها تحت التعذيب”.
بشجاعة نادرة، كشف مازن تفاصيل العنف الممنهج داخل المعتقلات، وروى كيف تحوّلت أضلاعه إلى حطام وكيف كافحت روحه للبقاء حيّة في مواجهة الموت.
عند وصوله إلى مطار دمشق، تواصل مازن مع شقيقته ليخبرها بأنه تعرض للخداع، معرباً عن نيته العودة على متن أول طائرة، إلا أن الاتصال انقطع سريعاً، وتقول جود “توجهت عمتي إلى المطار للاستفسار عنه، لكن الموظفين نفوا رؤيته، ومن ثم أخذها أحدهم جانباً حيث أخبرها سراً أن فرع المخابرات الجوية قد اعتقله”.
وبحسب تقارير منظمات دولية عدة، من بينها هيومن رايتس ووتش، ارتكبت حكومة بشار الأسد فظائع، وجرائم ضد الإنسانية، وانتهاكات أخرى لا حصر لها خلال رئاسته التي استمرت 24 عاماً، تشمل الاعتقالات التعسفية الواسعة والمنهجية، والتعذيب، والإخفاء القسري، والوفيات أثناء الاحتجاز، واستخدام الأسلحة الكيماوية، واستخدام التجويع كسلاح حرب، والهجمات العشوائية والمتعمدة ضد المدنيين والأعيان المدنية.
التقارير أشارت أيضاً إلى مصير عشرات الآلاف الذين قضوا تحت وطأة التعذيب، وفي ظروف احتجاز لا إنسانية، إذ تشير إحصائيات “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” إلى أن النظام السوري السابق اعتقل أكثر من 215 ألف شخص، دون الإفصاح عن أماكن احتجازهم أو أسمائهم.
وتمكنت فصائل المعارضة المسلحة من الإطاحة ببشار الأسد ونظامه في 8 ديسمبر، مما أنهى أكثر من 50 عاماً من حكم “حزب البعث” في سوريا.
رسالة إلى الأسد وسجانيه
ووفقاً لشهادة معتقلين أفرج عنهما من السجن، كان مازن يتعرض لتعذيب شديد بهدف إجباره على التراجع عن شهاداته عن جرائم المعتقلات، التي قدمها لوسائل إعلام أوروبية ومحكمة الجنايات الدولية، وتقول جود “مازن قتل تحت التعذيب قبل أسبوع من فتح سجن صيدنايا. الطبيب الشرعي أخبر والدي أن جميع عظامه وضلوعه كانت مكسورة، وكذلك جمجمته، كما وجدت براغ مثبّتة في مواضع مختلفة من جسده”.
لا تزال عائلة جود تعاني اختفاء 4 من أقاربها، وتقول “جرحنا ينزف منذ 12 عاماً. لم نعرف مصير عمي عبد العزيز، وزوج عمتي صبحي الجاسم، وكذلك أبناء عمتيَّ فهد ومحمد، فحتى بعد فتح المعتقلات من قبل فصائل المعارضة، لم نحصل على أي إجابات. وكأهالي الضحايا، نريد معرفة الحقيقة الكاملة عن مصير أحبائنا”.
وتشير إلى أنه قبل سقوط النظام في سوريا لم تكن تستطيع أن تفصح عن حزنها على تغييب أقاربها، أو حتى عن علاقتها بهم، خشية أن يتم اعتقالها، وبعد سقوط الأسد، ولحظة معرفتها بموت عمها، كانت ردة فعلها كما تقول “صراخاً وإنكاراً وغضباً”، وتوضح “تساءلت لماذا علينا أن نواجه مثل هذا الموقف الشنيع؟ خاصة أن موت مازن وفتح المعتقلات كانا بفارق أيام، بعدها بدأت أفكر في أقاربي المغيبين، وكأنني كنت أبحث عما هو أقل إيلاماً لي”.
ووري مازن الثرى، الخميس الماضي، وخلال جنازته، سجّل حدث غير مسبوق منذ حوالي النصف قرن، وفق ما تقوله جود “حيث هتف المشيّعون مطالبين بالقصاص من رموز النظام، هذه الهتافات جزء من تكريم روح مازن وتذكير بحق الشعب في التعبير والمطالبة بالعدالة، وكذلك استعادته الشوارع التي اختطفت منه”.
وتشير جود إلى أنها شعرت براحة بعد مشاهدة فيديو دفن عمها، قائلة “شعرت أن روحه ارتاحت، ومعرفة مكانه أقل إيلاماً لنا من عدم معرفة مصيره”.
وإلى سجاني عمها وبشار الأسد، توجهت جود مطالبة بما كان مازن يطالب به، وهو محاكمة الذين تورطوا في تعذيبه والمئات من الآلاف، سواء الذين أطلق سراحهم أو الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً، وتشدد “لا شيء سيردعنا عن القيام بكل ما يلزم لمحاسبة المتورطين، لينالوا العقاب العادل وفق القانون، سواء كانوا داخل سوريا أو هربوا خارجها، هذا هو الشغل الشاغل لكل أهالي الضحايا الذين فقدوا أحبائهم بهذه الطريقة الوحشية”.
وعقب انتشار الأخبار والفيديوهات المتعلقة بالمعتقلين، وصفت منظمات حقوقية وإنسانية ما حدث بأنه “جريمة ضد الإنسانية”، مشيرة إلى أن هذه الجرائم لا يمكن أن تمر دون محاسبة المسؤولين عنها.
واعتبرت منظمة العفو الدولية في تقرير صدر في 8 ديسمبر، أن “أي تدابير مقترحة لتجاوز هذا الفصل المميت من تاريخ سوريا يجب أن تكون مبنية على مبادئ العدالة، والمساءلة، وعدم التكرار”، شارحة أنه “ينبغي التحقيق مع المشتبه بارتكابهم جرائم مشمولة في القانون الدولي، وغيرها من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، وإذا اقتضى الأمر، يجب مقاضاتهم على جرائمهم في محاكمات عادلة، لا تتضمّن إمكانية فرض عقوبة الإعدام”.
وتختم جود مؤكدة أن عمّها “رحل جسداً، لكن صوته لا يزال يصدح في أرجاء العالم، شاهداً على جرائم لا تسقط مهما طال الزمن”.
أسرار شبارو
الحرة
————————
غارات إسرائيلية عنيفة على محيط مدينة طرطوس السورية
16 كانون الأول 2024
دمشق: حوّلت الغارات الإسرائيلية ليل مدينة طرطوس على الساحل السوري إلى نهار جراء الانفجارات العنيفة في المواقع التي تعرضت لقصف جوي إسرائيلي ليل الأحد/ الإثنين.
وأكد ضابط سابق في الجيش السوري يعيش في مدينة طرطوس “لأول مرة تتعرض مدينة طرطوس لقصف جوي إسرائيلي كبير حوّل ليل المدينة إلى نهار جراء الانفجارات العنيفة”.
واستهدفت الغارات قواعد دفاع جوي ومواقع عسكرية سورية، منها اللواء 23، وكتائب عسكرية قرب قرية حريصون والبلوطية والخراب، إضافة إلى عدد من المواقع الأخرى التي شوهدت النيران تندلع منها”.
#عاااجل
غارات جوية إسرائيلية على طرطوس pic.twitter.com/tPQAtU94yS
— المرصد أبو أمين 80 (@Najdat567) December 15, 2024
وقال الضابط، الذي طلب عدم ذكر اسمه “إسرائيل استخدمت صواريخ ربما تستخدم لأول مرة في القصف على الأراضي السورية، حيث سمع دوي انفجارات لمسافات تتجاوز عشرات الكيلو مترات باعتبار أن المواقع العسكرية هي في مناطق جبلية، واستهدفت بهذه النوعية من الصواريخ لتدمير الأسلحة التي هي داخل الكهوف”.
وقال سكان في مدينة طرطوس “الانفجارات تسمع في كافة المناطق المحيطة بمدينة طرطوس، وسط حالة من الرعب والهلع لدى الأهالي”.
مصادر صحفية: طائرات الاحتلال تشن غارات عنيفة على طرطوس في الساحل السوري pic.twitter.com/rqwy0rSbGn
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) December 15, 2024
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن “الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات” على مواقع عدة بينها وحدات للدفاع الجوي و”مستودعات صواريخ أرض-أرض”، واصفا إياها بأنها “الضربات الأعنف في منطقة الساحل السوري منذ بدء الغارات عام 2012”.
وشنّت إسرائيل عشرات الغارات خلال الأسبوع الجاري هي الأعنف على سوريا منذ اندلاع الأزمة، واستهدفت أغلب قطع الدفاع الجوي والطائرات.
(وكالات)
القدس العربي
———————————-
الشرع يصر على وحدة البلد وروسيا تجلي بعض دبلوماسييها
أمين حبلا، غنى الخطيب، عائشة سيد أحمد
16/12/2024
أعلنت القيادة العامة للإدارة السياسية في سوريا أن القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع أجرى مباحثات في دمشق مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، الذي وصل إلى العاصمة السورية دمشق في أول زيارة له لسوريا بعد إسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وأكد الشرع خلال اللقاء أهمية وحدة سوريا وإعادة الإعمار وإعادة تأهيل المؤسسات لبناء نظام قوي وفعال.
في غضون ذلك، واصلت إسرائيل شن غارات ضد مواقع عسكرية سورية في عدة مناطق بمحيط دمشق.
كما قالت روسيا إن طائرة خاصة أقلعت من قاعدة حميميم الجوية في سوريا وعلى متنها بعض الدبلوماسيين من روسيا وروسيا البيضاء وكوريا الشمالية.
—————————-
الشرع قائد الإدارة السياسية الجديدة في سوريا يلتقي بمبعوث الأمم المتحدة
دمشق: قالت القيادة العامة للإدارة السياسية الجديدة في سوريا اليوم الأحد، إن القائد أحمد الشرع ناقش مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ضرورة إعادة النظر في خارطة الطريق التي حددها مجلس الأمن الدولي في عام 2015.
(رويترز)
———————
القدس العربي» تدخل مصنعاً لـ«الكبتاغون» كانت تديره الفرقة الرابعة/ عماد الشدياق
16 كانون الأول 2024
على بُعد بضعة أمتار قليلة من طريق دمشق ـ بيروت، أخفت «الفرقة الرابعة» التي يرأسها ماهر الأسد، مصنعاً ضخماً لمخدّر «الكبتاغون» الشهير. اختار العقيد في الفرقة الرابعة بسيم فوزي، مبنى لـ«فيلا» ضخمة من أجل تمويه مشروعه وإبعاده عن أعين أهل المنطقة، وأشاع بينهم، حسب ما أكد شهود عيان لـ«القدس العربي» بأنّ «الفيلا» هي قاعدةٌ للحرس الثوري الإيراني، وفيها مركز يخصّهم وظيفته تطوير الأسلحة الصاروخية «فلا تقتربوا منها حرصاً من أيّ استهداف إسرائيلي محتمل».
الفيلا التي تبلغ مساحتها أكثر من 700 متر مربّع، موجودة في منطقة يعفور التي تبعد أقل من 5 كيلومترات من منطقة المصنع الحدودية بين لبنان وسوريا. تلك المنطقة تُعتبر مربعاً أمنياً لفرقة ماهر الأسد. والتي يملك فيها شقيق «الرئيس المخلوع» إلى جانب شخصيات عدّة من النظام، قصوراً ومزارع.
تلك المنطقة تعرّضت منذ سقوط النظام لضربات جوية إسرائيلية، استهدفت مستودعات أسلحة ومراكز حساسة للفرقة، وهذا يحسم بأنّ هوية الجهة التي تملك المصنع، أو أقله هوية الجهة التي تعلم به وتشرف عليه.
قرب هذا المصنع من الحدود اللبنانية ـ السورية، قد يكون سببه لوجستيّاً، ويخصّ عملية تهريب تلك الحبوب، من سوريا إلى لبنان عبر الحدود.
منذ لحظة الدخول إلى الفيلا، تفوح رائحة كريهة مصدرها مستوعبات بلاستيكية زرقاء، تحوي مادة الـFormic Acid (مصدرها ألمانيا) ومادة الـDephenhydramine Hcl المخدرة (مصدرهما الهند). وقد أخرج عناصر «هيئة تحرير الشام» تلك المستوعبات من داخل الفيلا، ووضعوها في المرآب من أجل تلفها. لكن بعد تلف جزء يسير منها، أخطرتهم وزارة الزراعة السورية بأنّ هذه المادة «مهمة» لصناعة الأدوية الطبية، ويمكن مصادرتها للاستفادة منها لاحقاً.
أمّا الشركة المستوردة لتلك المواد فهي شركة سورية اسمها MAK overseas وَينشط عملها في سوريا وتذكر على موقعها الإلكتروني أنّها تنشط في استيراد المواد الخام والبضائع من الهند والصين والإمارات العربية المتحدة. لكنّ اللافت أنّ وجهة الاستيراد المذكورة على المستوعبات هي العاصمة بيروت، وهذا يطرح العديد من الأسئلة، ربما تكون السلطات اللبنانية مطالبة بالإجابة عنها وتوضيح ملابسات وصول تلك المواد إلى سوريا.
في المرآب نفسه، وُضع كذلك خزانان معدنيان كبيران من أجل خلط تلك المادة السائلة على ما يبدو. أمّا في الجهة المقابلة من المرآب، فكان هناك خلاط كبير (يشبه جبالة الإسمنت) وذلك من أجل خلط مواد البودرة الخام.
داخل الفيلا، ثمّة باحة كبيرة وضع فيها المروجون جهاز كبس حبيبات «الكبتاغون» وأكياس كبيرة ورقية تشبه أكياب الإسمنت، فيها مادة الـLactose سكّر الحليب مصدرها بولندا. بجانبها، زُرع على الأرض عدد كبير من الحبيبات التي تشبه حبات مادة «النفتالين» التي تُستخدم كمبيد للحشرات.
تلك الحبيبات مصنوعة من مادة البلاستيك، ويمكن فتحها بالنصف ليسع بداخلها 4 حبات من «الكبتاغون» ثم تُقفل الفلقتين المتطابقتين بإحكام لتبدو كالكرة البيضاء الصغيرة، ويمكن تهريبها على أنّها حبوب من مادة «النافتالين».
أمّا في الصالة المجاورة، وهي أكبر غرفة في الفيلا، فاصطفّت برامين كارتونية من مادة «الكافيين» مصدرها مدينة مومباي الهندي (شركة (AARTI pharmalabs وتاريخ إنتاجها في شباط (فبراير) من العام 2023، مما يعني أنّها حديثة.
في الزاوية الأخرى من الصالة، ترتفع أكياس من مادة أخرى هي مادة الـ anti-histamine المضادة للتحسس، إذ يبدو أنّ المصنّعين يستخدمون تلك المادة من أجل خلطها بالحبات المخدرة منعاً لتحسّس المتعاطين من مفعول المخدّر.
يقول أحد العناصر المولجين بحراسة المبنى: «إنّ هذا المصنع يعود للفرقة الرابعة. مكتب العقيد فوزي تحت الجسر عند مفترق الطريق المؤدي إلى هنا (على بُعد 100 متر تقريباً)».
ويضيف الحارس الذي افترش الباحة الخارجية هرباً من الروائح الصادرة من تلك المواد: «هذه الحبوب كانت تُهرّب إلى الأردن ومنها إلى دول الخليج كالسعودية وقطر وغيرها من الدول الأوروبية. حوّلنا آل الأسد لأكبر دولة مصدّرة للمخدرات في العالم».
تسأل «القدس العربي» الحارس عن كيفية الوصول إلى هذا المصنع ومصادرته، فيؤكد أنّ العمال الذين كانوا يعملون من المصنع «حضروا في الصباح الباكر بعد ليلة سقوط النظام من أجل سرقة المواد الخام والحبوب المخدرة، بعد أن فرّ العقيد بسيم فوزي وعناصره المولجين بحراسة الفيلا في الليلة نفسها إلى جهة مجهولة. يقول أهل المنطقة إنّ العقيد ركب سيارته وخرج من المنطقة في الساعات الأولى من يوم الأحد، ويرجّحون أن يكون قد قصد الأراضي اللبنانية حيث الجهات التي يتعاملون معها».
يروي الحارس أنّ أهل المنطقة «تمكنوا من كشف تحركات العمال في الصباح، وقد منعوهم من الدخول إلى الفيلا». بعد ذلك تواصل شبان من منطقة يعفور ـ الديماس مع قيادة «هيئة تحرير الشام» التي «أرسلت دوريات لمعاينة المكان، فوجدوا بداخل الفيلا هذا المصنع، فعاينوه ثم نقلوا كميات كبيرة من الحبوب المخدرة إلى مكان آمنٍ، حرصاً على عدم سرقتها أو تفشيها بين المدنيين».
يؤكد الحارس أنّ «هذا السبب حافظ على المصنع سليماً وحال دون سرقة المعدات والمواد الخام» التي تبدو حديثة ومتطوّرة ويُقدّر ثمنها بمئات آلاف الدولارات، وقد استطاعت أن تدرّ على النظام السوري وحلفائه، قرابة 5 مليار دولار سنوياً حسبما تؤكد تقارير استقصائية سبقت سقوط النظام بأشهر عدّة.
القدس العربي
——————————
دول عدة تباشر التواصل مع السلطات السورية بعد أسبوع على سقوط الأسد
16 كانون الأول 2024
دمشق: تُضاعف دول عدة آثرت الحذر في بادئ الأمر، جهود فتح قنوات تواصل مع الحكومة الإسلامية الجديدة في سوريا، بعد أسبوع على سقوط بشار الأسد
في دمشق دعا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن الأحد إلى “مزيد من المساعدات الإنسانية الفورية للشعب السوري” وإلى تجنّب “أي انتقام”، وذلك بعيد وصوله إلى دمشق في أول زيارة لمسؤول كبير في الأمم المتحدة، بعد أسبوع على سقوط حكم بشار الأسد.
وقال بيدرسن “نحن بحاجة للتأكد من أن سوريا تتلقى المزيد من المساعدات الإنسانية الفورية للشعب السوري، ولجميع اللاجئين الذين يرغبون في العودة”.
إلى ذلك دعا المبعوث الأممي الخاص إلى “تحقيق العدالة والمساءلة عن الجرائم”، مضيفا “علينا أن نتأكد من أن ذلك يتم عبر نظام قضائي ذي مصداقية، ولا نرى أي انتقام”.
ليلا، التقى بيدرسن قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع الذي يقود فصيله السلطة الجديدة في سوريا، وفق ما أفاد بيان للإدارة السورية الجديدة على قناة تلغرام.
وجاء في البيان أنه جرى خلال اللقاء “بحث ومناقشة ضرورة إعادة النظر في القرار 2254 نظرًا للتغيرات التي طرأت على المشهد السياسي مما يجعل من الضروري تحديث القرار ليتلاءم مع الواقع الجديد”، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن المتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سوريا.
ورحبت دول ومنظمات عدة بسقوط الأسد، لكنها تتريث في تعاطيها مع السلطات الجديدة بانتظار رؤية نهجها في إدارة البلاد وطريقة تعاملها مع الأقليات والمرأة.
في الأثناء، أعلن لبعض منها إجراء تواصل مع السلطات السورية الجديدة.
بعد واشنطن السبت، أعلنت المملكة المتحدة الأحد أنها تجري “اتصالات دبلوماسية” مع هيئة تحرير الشام.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الأحد في تصريح لوسائل إعلام بريطانية إن هيئة تحرير الشام “تظل منظمة إرهابية محظورة (في المملكة المتحدة)، لكن يمكننا إجراء اتصالات دبلوماسية”.
من جهتها، ستوفد فرنسا بعثة دبلوماسية إلى دمشق الثلاثاء، للمرة الأولى منذ 12 عاما، حسبما أعلن وزير الخارجية جان نويل بارو في تصريحات لإذاعة “فرانس إنتر” الأحد.
وأعلنت الدوحة الأحد وصول وفد قطري إلى سوريا ولقاءه مسؤولين في الحكومة الانتقالية في البلاد، كما أعلنت “استئناف عمل سفارتها في سوريا اعتبارا من الثلاثاء”.
من جهتها، أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي موافقتها الأحد على خطة لمضاعفة عدد سكان الجولان السوري المحتل، وفق ما أعلن مكتب رئيس الوزراء.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الحكومة “وافقت بالإجماع” على خطة بقيمة 40 مليون شيكل (11 مليون دولار) “للتنمية الديموغرافية للجولان… في ضوء الحرب والجبهة الجديدة في سوريا والرغبة في مضاعفة عدد السكان”.
واحتلت إسرائيل معظم مرتفعات الجولان عام 1967 وأعلنت ضمها عام 1981 في خطوة لم تعترف بها سوى الولايات المتحدة.
إحياء قداس في دمشق
بعد هجوم خاطف استمرّ 11 يوما، تمكّنت الفصائل من دخول دمشق في الثامن من تشرين الأول/ديسمبر، وإنهاء حكم عائلة الأسد الذي استمرّ أكثر من نصف قرن والذي عُرف بالقمع الوحشي.
وفكّت هيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني الذي صار يستعمل اسمه الحقيقي أحمد الشرع، ارتباطها بتنظيم القاعدة في العام 2016، لكن دولا غربية عدة أبرزها الولايات المتحدة لا تزال تصنفها “منظمة إرهابية”.
وبعدما حكمت عائلة الأسد سوريا بلا منازع مدى 50 عاما بنهج قمعي لا هوادة فيه، تسعى السلطات الجديدة إلى طمأنة المجتمع الدولي حيالها.
وأكد رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا محمد البشير أن تحالف الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام سيضمن حقوق جميع الطوائف والمجموعات، داعيا ملايين السوريين الذين لجأوا إلى الخارج للعودة إلى وطنهم.
بعد أسبوع من الاحتفال بسقوط الأسد، بدأ السوريون يستعيدون حياتهم الطبيعية في العاصمة دمشق.
والأحد عاد عشرات من التلاميذ في العاصمة إلى المدارس للمرة الأولى منذ سقوط حكم الأسد.
وقال موظف في المدرسة الوطنية إن نسبة الحضور “لم تتجاوز ثلاثين في المئة” مشددا على أن ذلك “أمر طبيعي، ومن المتوقع أن تزداد الأعداد تدريجا”.
كذلك، فتحت الجامعات أبوابها وحضر بعض الموظفين الإداريين والأساتذة إلى مكاتبهم.
وانتشرت شرطة المرور التابعة للسلطات الجديدة السبت في شوارع العاصمة، فيما انكب عمال البلدية على تنظيف الطرق. وأعيد فتح معظم المتاجر، بما في ذلك سوق الحميدية الشهير في دمشق القديمة، حسب مراسلي وكالة فرانس برس.
كذلك تم إحياء قداس الأحد في كاتدرائية سيدة النياح، بحضور عدد من المصلين.
أبحث عن ابني
أطلقت الفصائل المسلحة سراح الآلاف من المعتقلين، مع تقدّمها نحو دمشق، لكن يُقدر أنه ما زال هناك عشرات الآلاف من المفقودين الذين بدأت عائلاتهم البحث عنهم في السجون ومراكز الاحتجاز.
ويسعى آلاف الأشخاص منذ سقوط حكم الأسد للحصول على معلومات عن أقارب لهم.
في مشرحة مستشفى المجتهد في دمشق بدأ سكان بالتقاطر بعدما أحضر عناصر في هيئة تحرير الشام جثامين 35 شخصا، بينهم 21 تعرفت عليهم عائلاتهم.
يحمل أفراد العائلات صور أحبائهم وهم يتفقدون ما تبقى من جثث.
وقالت فاطمة مركباوي وهي في الأربعينيات “أبحث عن ابني”، مضيفة “أخذوه قبل 11 أو 12 عاما. قبل تسعة سنوات كان في صيدنايا، وهو لم يعد هناك وقلبي مفطور”.
وبعد أيّام من سقوط بشار الأسد، عاد محمد درويش (34 عاما) إلى “فرع فلسطين” أحد فروع المخابرات العسكرية السورية في دمشق، حيث أوقف قيد التحقيق لأكثر من 120 يوما قبل سنوات، متحدثا عن “اليأس” الذي راوده خلف القضبان.
في الزنزانة رقم تسعة، تحدّث درويش عن البقعة الضيقة التي حجز فيها مع خمسين آخرين لإصابتهم بالسلّ. وتذكّر الشاب التركي الذي كان موقوفا معهم وأصيب بـ”الجنون” على حدّ قوله من كثرة الضرب.
تعهّدات السلطات الجديدة
على المستوى الدبلوماسي، رحبّت الكثير من الدول بسقوط الأسد الذي كان قد نبذه جزء كبير من المجتمع الدولي بعد اندلاع الحرب في العام 2011.
وفي تركيا، أعلن وزير الدفاع يشار غولر الأحد أنّ أنقرة مستعدّة لتقديم دعم عسكري للحكومة السورية الجديدة إذا طلبت ذلك، مؤكدا أنّه يجب منحها الفرصة للعمل.
وقال غولر إن الإدارة الجديدة تعهدت “احترام المؤسسات والأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى” ووعدت بالإبلاغ عن أي معلومات تتعلق بالأسلحة الكيميائية إلى المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية.
وفيما تستضيف تركيا نحو ثلاثة ملايين سوري غادروا بلدهم جراء النزاع، أعلن وزير الداخلية علي يرلي كايا في منشور على منصة إكس الأحد، أنّ 7621 سوريا “عادوا بشكل طوعي من تركيا” بين 9 و13 كانون الأول/ديسمبر.
(وكالات)
القدس العربي
————————–
ثورة جديدة في أوساط الفنانين السوريين… انتصار المعارضين و «تكويع» المؤيدين لبشار
16 كانون الأول 2024
شهد الوسط الفني في سوريا حراكا فريدا، حيث يتسابق النجوم المؤيدون للنظام البائد لإعلان تأييدهم للثوار ورجال الدولة، ومهاجمة نظام الطاغية الذين كانوا للأمس القريب يدافعون عنه.
فها هو الفنان دريد لحام ينقلب على الرئيس المخلوع بشار، بعدما كان من أكثر الفنانين المؤيدين له.
وقد صرح قائلا «نحن تفاجأنا أن بشار الأسد هرب، وبعدين لحقه أخوه، كيف بيهرب بهاللحظات الحاسمة والبلد بحاجة إلى قيادة»؟!
وتابع: «لكن بنقول لبشار الأسد كتر خيره أنه هرب وفر علينا عبء كبير من تحمله وتحمل أفعاله، بدءا من السجون، تحديدا سجن صيدنايا الذي كان أكبر سجن لأصحاب الرأي».
وأضاف في تصريحات تلفزيونية «أي بلد لازم يكون فيه رأي ورأي آخر، لكن بشار الأسد وزبانيته حولونا إلى الرأي الواحد».
منى واصف: سلاحي البقاء في الوطن
وعلقت الفنانة منى واصف، المعروفة بموقفها المناهض للنظام فقالت واصف في اتصال هاتفي مقتضب مع شبكة «سي إن إن» الإخبارية؛ إنها «تشعر بالارتياح تجاه المشهد الحالي في دمشق»، التي تشهد احتفالات واسعة بسقوط النظام بعد أكثر من 50 عاما من الحكم المستبد.
وأضافت الفنانة المعروفة بـ«السنديانة الدمشقية»، أنها تلاحظ ذلك المشهد الذي أشارت إليه «من خلال مشاهدتها لحركة الناس عبر شباك منزلها في الشام».
وذكّرت بمواقفها السابقة والواضحة التي تحدثت عنها طوال السنوات الأخيرة منذ 2011، مشيرة إلى أن «سلاحها طيلة الفترة الماضية كان البقاء في الوطن». كما ذكّرت الفنانة الشهيرة بأن ابنها عمّار معارض، وكان خارج سوريا منذ عام 2005». وأعربت أيضا عن ارتياحها لمشهد خروج المعتقلين من سجن صيدنايا سيئ السمعة، وشددت على أن التغيير لا يحدث بين يوم وليلة، بل يحتاج إلى الوقت.
وخلال الأيام الماضية، كانت مواقف الممثلين والإعلاميين والشخصيات البارزة في سوريا محط مثار للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب التقلبات السريعة في المواقف بعد انهيار النظام.
وفي حين أعرب ممثلون معارضون للنظام عن ابتهاجهم بسقوط النظام مثل عبد الحكيم قطيفان ومكسيم خليل وغيرهما، أثار آخرون عُرف عنهم التأييد للنظام جدلا واسعا؛ عقب انقلابهم إلى معارضة النظام، وتراجعهم عن مواقفهم القديمة الداعمة للأسد وحكمه.
كاريس بشار تُراقص الثوار
الفنانة كاريس بشار حرصت على التواجد مع المتظاهرين ورقصت وغنت معهم في قلب دمشق احتفالاً بالنصر وعلقت على صفحتها: «حرية للأبد».
بدور كوع الممثل وائل شرف (معتز باب الحارة) عن مواقفه السابقة وأعلن من خلال موقعه أنه يبارك للثوار انتصارهم، ووجه كلمة شكر وفخر للشعب السوري. وحرص الممثل بشار إسماعيل في حلقة خاصة عبر قناة «الحرة» على تعرية كل تاريخ بيت الأسد الذين قال عنهم إنهم ليبسوا سوريين ولا علويين، وكشف شذوذ هذه الأسرة الأخلاقي والنفسي، كما عرى المتعاونين معهم، وطالب روسيا بتسليم بشار للمحاكم السورية طالب كل الدول المساهمة بمحاكمة ما وصفه أقذر حكم يمر على هذا البلاد العظيمة.
أمل عرفة تعتذر عن موقفها
وظهرت الفنانة أمل عرفة على موقعها موجهة رسالة الى السوريين تبارك فيها هذا النصر، وأشارت إلى أن الفترة الحالية انتقالية حساسة، مشيرة إلى أنها لن تدافع عن نفسها.
وردت على التهديدات الموجهة لها والتي تتهمها بمساندتها لبشار الأسد قائلة: «أنا في بيتي في دمشق وسوريا لنا كلنا».
وكررت اعتذارها عن لوحة فنية شاركت فيها قبل سنوات، اعتبرها الجمهور استخفافا بضحايا الحرب في سوريا، وسخرية من فريق الخوذ البيضاء الإغاثي، ووصفت اللوحة بالفاشلة.
وكان عدد من النجوم أحدثوا ثورة في الوسط الفني فقد نشر عدد من الفنانين السوريين الداعمين للنظام السابق منشورات تتضمن مواقفهم من الأحداث الجارية.
سُلاف فواخرجي مصرة على رأيها
وكتبت الممثلة سُلاف فواخرجي منشورا عبر حسابها على فيسبوك أكدت فيه أنها لن تتنكر لأفكارها، سواء كانت صحيحة أم خاطئة، وقالت «تعلمت أن أتصالح مع كل مرحلة، مهما كانت.. لم أدعِ يوما أني على الحق بالمطلق، لأنه لا يوجد إنسان مهما علت مرتبته على الحق دائما».
وأضافت «في كل كلامي ولقاءاتي كنت أقول ربما أكون على صواب وربما أكون على خطأ، ودم السوري على السوري حرام».
وأشارت إلى أن بعض الأصدقاء طلبوا منها حذف صور سابقة، لكنها رفضت حذف جميع صورها ومنشوراتها «لأن تاريخ أي منّا لا نستطيع محوه متى شئنا أو طُلب إلينا»، لكنها عادت وأكدت أنها ستحذف بعض الصور بناء على طلب الأصدقاء من الطرفين، وفق المنشور.
واختتمت المنشور بنداء «عاشت سوريا وعاش السوريون موحَّدين غير مقسّمين، مسالمين آمنين، وشكرا لحقن الدماء».
باسم ياخور متذبذب!
ويعتقد متابعون على منصات التواصل الاجتماعي أن الممثل باسم ياخور، الذي التزم الصمت، مستمر في تمسكه بموقفه رغم أنه نفى انه سيغادر سوريا ولن يعود اليها، ويتهم الفنان بأنه كان من المدافعين الشرسين عن بشار الأسد وشقيقه والنظام.
في حين أكدت زوجته، كاتبة السيناريو السورية رنا الحريري، قالت «جواتي مشاعر مختلطة.. عم نعيش لحظات تاريخية.. يا رب تحمي سوريا الشعب».
وردا على تعليقات غاضبة من الجمهور عبر حساب الحريري على إنستغرام، قالت «بحياتي ما ذكرت اسم سوريا منسوبا لأي إنسان أو حيوان.. وما في شي بيضطرني نافق.. ما عندي مكاسب أو مصالح شخصية أو غايات».
ومن خلال القصص المصورة على إنستغرام أكدت الحريري أن السياسة لا تعنيها، والوطنية بالنسبة لها هي الانتماء والتعاطف مع البشر أكثر من الانتماء وحب الأرض والأماكن، ودافعها الأول في الكتابة عن أي قضية هو دافع إنساني فقط، وفق وصفها.
قصي خولي يُكوع
وكوع الممثل قصي خولي المعروف بولائه لبشار عبر إنستغرام وقال «الشعب السوري واحد لا للطائفية جميعنا أبناء هذا الوطن، جمال سورية في تنوعها المذهبي والطائفي، والعرفي، علوي، سني، درزي، مسيحي، أرمني».
ولم يعلّق عدد من الفنانين المعروفين بدعمهم المتواصل خلال السنوات الماضية لنظام بشار الأسد عن مواقفهم بعد سقوطه، ومن أبرزهم الممثلة رغدة وشكران مرتجى، التي نشرت قبل أيام عبر حسابها على إنستغرام «سلام لبلاد طعُنت من الخلف ولم تطعن».
وتوقف تصوير المسلسل السوري الجديد «تحت سابع أرض»، بطولة تيم حسن والمقرر عرضه ضمن موسم دراما رمضان المقبل، بسبب الأوضاع في البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وعلى الرغم من بدء تصوير أولى مشاهد المسلسل إلا أن تطور الأوضاع دفع صناع العمل الذي تدور أحداثه في إطار شعبي سوري على مدار 30 حلقة إلى توقف تصويره لتحديد مصير العمل. وينتظر الكثير من النجوم السوريين ما سيكون عليه مستقبل الدراما في البلاد.
القدس العربي
——————————-
بارزاني يدعم تصريحات الشرع بشأن مصير أكراد سوريا/ مشرق ريسان
16 كانون الأول 2024
بغداد ـ «القدس العربي»: اعتبر زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، أمس الأحد، تصريحات القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع التي أكد فيها أن أكراد سوريا «جزء من الوطن» أنها بداية لإنهاء الممارسات المجحفة التي كانت تُرتكب بحقهم، مرحباً في الوقت عينه بالرؤية الجديدة تجاه الشعب الكردي في سوريا.
بارزاني ذكر في بيان صحافي «لقد رأينا تصريحاً للسيد أحمد الشرع حول الشعب الكردي في سوريا، وصف فيه الشعب الكردي أنه جزءٌ من الوطن وشريكٌ في سوريا المستقبل».
وأشار إلى أن «هذه الرؤية تجاه الكرد ومستقبل سوريا موضعُ سرور وترحيب من قبلنا» معرباً عن أمله في أن «تكون بداية لتصحيح مسار التاريخ وإنهاء الممارسات الخاطئة والمجحفة التي كانت تُرتَكَب بحق الشعب الكردي في سوريا».
بزوال النظام قد يزول الظلم
وكان الشرع قد وجه رسالة مصوّرة إلى الاكراد في سوريا قائلاً: «إنهم جزء من الوطن، وتعرضوا لظلم كبير كما تعرضنا نحن، والحمد لله بزوال النظام قد يزول الظلم الذي وقع عليهم».
وتابع: «في سوريا القادمة التي أنتم جزء أساسي منها، سنعيش سوية، وكل يأخذ حقه بالقانون. ليس هناك ظلم بعد اليوم على أهلنا الكرد، وستكون هناك بوابة جديدة وتاريخ جديد لسوريا».
وبشأن المهجرين في عفرين قال: «سنسعى لإعادتهم إلى قراهم ومناطقهم».
موقف بارزاني جاء فيما تنشغل الأوساط السياسية في بغداد، بإبعاد تأثيرات الأوضاع في سوريا على الداخل العراقي.
نائب رئيس الوزراء السابق بهاء الأعرجي، دعا السياسيين إلى مؤازرة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في ضمان جبهة داخلية موحدة.
وقال الأعرجي، وهو مقرّب من السوداني، في «تدوينة» له أمس الأحد، إنه «عندما ينجح السوداني في تجنيب العراق أزمة خارجية مُحتدمة، وعدم الانجرار إلى ساحة تصفية الحسابات على الأراضي السورية، يجب على السياسيين موازاة ذلك بتحمل المسؤولية الوطنية في ايجاد وضمان جبهة داخلية موحدة».
العراق «محصّن»
في بغداد أيضاً، يسود القلق من احتمال أن تشهد الطبقة الحاكمة تكراراً للمشهد السوري، رغم تطمينات رئيس تحالف «قوى الدولة الوطنية» عمار الحكيم، من أن العراق «محصّن» من ارتدادات الاضطرابات الإقليمية.
وذكر خلال استقباله وفد «المؤسسة الأوروبية للحوار والتنمية» برئاسة علاء البهادلي، أن «العراق اليوم يختلف عن العراق قبل عشر سنوات، وأن هذه القراءة هي نتاج حالة الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني الذي يعيشه العراق ما يجعله محصنا من ارتدادات الاضطرابات الإقليمية».
وأضاف: «قلنا إن الإرهاب فقد حواضنه وبات الجميع تواقا للعيش في كنف الدولة ورعايتها، وأشرنا إلى اتفاق القوى السياسية في ائتلاف إدارة الدولة على دعم الحكومة في مسارها الدبلوماسي تجاه أزمة سوريا».
ووفق الحكيم فإن «العراق يتحرك بمسعى سياسي كبير لتطويق الأزمة في سوريا وفي ذات الوقت يرفع من جاهزيته الأمنية والعسكرية تحسبا لأي طارئ قد يحدث» داعيا إلى «مساعدة الشعب السوري بتمكينه من إدارة بلده وكتابة دستوره وحفظ سيادته، ومن المهم جدا حفظ الشعب السوري بكل أطيافه ومكوناته مع حفظ الخصوصيات والمقدسات».
وقبل ذلك، بحث مع رئيس الوزراء العراقي، الأوضاع العامة في البلاد وجهود الحكومة بتنفيذ برنامجها.
وشهد اللقاء، حسب بيان لمكتب السوداني، «التداول بشأن الأوضاع العامة في البلاد، وجهود الحكومة في تنفيذ برنامجها الحكومي، بجميع مستهدفاته التي تصبّ في تطوير الخدمات المقدمة، والارتقاء بالواقع الاقتصادي للبلد، بما يحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية».
كما تناول اللقاء «الأحداث الجارية في سوريا، والتأكيد على موقف العراق الذي يتركز على عدم التدخل في الشأن السوري، وأيضاً التأكيد على ضمّ مختلف المكونات في إدارة المرحلة الانتقالية هناك» وكذلك مناقشة «جهود الحكومة في رفع قدرات قواتنا الأمنية والعسكرية، وتعزيز حماية الحدود ضدّ أي تهديد أمني، وبما يؤمن سلامة الأراضي العراقية وحفظ أمنها».
ويشكّل الملف السوري أبرز الملفات التي تحظى بأولوية السوداني والمسؤولين العراقيين، في مباحثاتهم مع نظرائهم في المنطقة والعالم.
وتلقى السوداني، مساء السبت، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جرى خلاله بحث مستجدات الأوضاع في المنطقة، ولاسيما التطورات الحاصلة في سوريا.
وأكد رئيس مجلس الوزراء وفق بيان أهمية «تضافر جميع الجهود من أجل مساعدة السوريين لتحقيق تطلعاتهم وإعادة بناء دولتهم، وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية» مشيراً إلى ضرورة «التأسيس لمرحلة انتقالية عبر قيام عملية سياسية شاملة تضمن حقوق جميع مكونات الشعب السوري، مع التأكيد على سلامة ووحدة الأراضي السورية، الذي يعد مهماً لأمن المنطقة واستقرارها».
فيما أشار الرئيس الفرنسي إلى «التزام بلاده بأمن واستقرار العراق والوقوف إلى جنبه تجاه مختلف التحديات، خصوصًا في مكافحة الإرهاب» مؤكداً «دور العراق المحوري في المنطقة».
وتناول الاتصال، وفق البيان، «تطورات المنطقة، خصوصاً ما يتعلق بالأوضاع الإنسانية الصعبة في غزة، ووجوب بذل جهود مضاعفة في سبيل إيقاف معاناة الفلسطينيين، بجانب الحرص على إدامة وقف إطلاق النار في لبنان» طبقاً للبيان.
يحدث ذلك موازياً لطرح العراق ورقة شاملة حول خطة العمل بشأن مستقبل سوريا.
وأدلى وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، بتلك المعلومات خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع وزراء خارجية (الأردن، وتركيا، ومصر) على هامش مؤتمر العقبة، موضحاً أن «الوضع في سوريا يهم العراقيين كافة» مبينا أن «استقرار سوريا أمنيا وسياسيا له انعكاس على استقرار العراق، ولهذا طرحنا ورقة شاملة تتضمن خطة عمل لمستقبل سوريا».
وأضاف أن الاجتماع «كان للدول المؤثرة والمتأثرة في الوضع السوري، وأكدنا أننا لا نريد ليبيا ثانية في المنطقة» لافتاً إلى أن «المؤتمر أكد على العمل لخلق حالة من الاستقرار في سوريا».
رئيس الدبلوماسية العراقية شدد على وجوب أن «يكون النظام في سوريا شاملاً لجميع المكونات الموجودة في سوريا واحترام حقوق الإنسان والمرأة» معتبرا أن «العملية السياسية في سوريا يجب أن تتسم بالحفاظ على حقوق السوريين وعدم اتخاذ أي سياسة إقصائية تجاه المكونات الأخرى».
ورأى أن «من المهم خلق حالة من الاستقرار في سوريا وعودة اللاجئين إلى سوريا».
القدس العربي
———————————-
لصوص بالعشرات بينهم رجال ونساء وأطفال.. جرائم نهب وحرق للبيوت داخل مجمع سكني قرب دمشق
15 ديسمبر 2024.
انتشرت قوة مسلحة تابعة للمعارضة السورية، يوم الأحد، في قرية الحسينية جنوب شرق دمشق، في محاولة لوقف عمليات النهب التي اجتاحت مجمعاً سكنياً في المنطقة، حيث قام اللصوص، وبينهم نساء وأطفال، بسرقة محتويات الشقق السكنية وإضرام النار في بعضها.
يأتي هذا التطور بعد أسبوع من الهجوم الخاطف الذي شنته على العاصمة دمشق المعارضة المسلحة بقيادة أبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام النصرة سابقا، مما أجبر الرئيس السوري بشار الأسد على الفرار، منهياً خمسة عقود من حكم عائلته. ومع سيطرة المعارضة على دمشق، غادر المدينة العديد من مؤيدي الأسد، تاركين بعض المنازل خالية.
ورغم محاولات مقاتلي المعارضة تعزيز الأمن في العاصمة السورية حسب قولهم، إلا أن بعض المناطق شهدت حوادث نهب للممتلكات الخاصة وهجمات على مقرات أمنية وحكومية. ووفقاً لشهادات السكان، قام اللصوص بنهب الأثاث، والنوافذ، والطعام، الأسلاك النحاسية، وكل ما استطاعوا حمله وسرقته من الشقق السكنية في المجمع، الذي يضم منازل لضباط وجنود عسكريين سابقين.
مقاتلون سوريون يحتجزون رجالًا يشتبه في قيامهم بالنهب في مجمع سكني لضباط جيش بشار الأسد السابق، على مشارف دمشق، سوريا، الأحد 15 ديسمبر 2024.
مقاتلون سوريون يحتجزون رجالًا يشتبه في قيامهم بالنهب في مجمع سكني لضباط جيش بشار الأسد السابق، على مشارف دمشق، سوريا، الأحد 15 ديسمبر 2024. Leo Correa/ AP
وقال أحد السكان: “نُهبت جميع أغراضنا. منزلي الذي أملكه منذ 25 عامًا نُهب بالكامل. إن لم يكونوا ينهبون، فهم يحرقون. كما ترون، بدأوا اليوم بالأسلاك النحاسية”. وأشار إلى طفل يحمل صندوقاً يحتوي على أسلاك معدنية، محاولاً الابتعاد عن المكان.
وفي مواجهة الفوضى، أطلقت مسلحو المعارضة النار في الهواء لتفريق الحشود، وطالبت اللصوص الذين ما زالوا داخل المباني بتسليم أنفسهم. ورغم هروب بعض هؤلاء ومعهم المسروقات، تمكنت القوة من اعتقال نحو عشرة أشخاص.
————————————–
خبير نفسي: ضحايا سجون الأسد قد يحملون معهم قوقعة من الخوف والاكتئاب ترافقهم دائما/ د. أسامة أبو الرُّب، سناء جبر
16 كانون الأول 2024
مع فرار الرئيس المخلوع بشار الأسد، تمكنت المعارضة المسلحة من تحرير ما يقدّر بأنه آلاف المعتقلين من سجون النظام السوري. وظهر العديد منهم في فيديوهات وهم في حالة صدمة، ومنهم من فقد الذاكرة ومنهم من أصبح عاجزا عن النطق.
وفي ظل ذلك تُطرح أسئلة حول أبرز الأمراض النفسية التي قد تظهر لدى ضحايا سجون الأسد، والعلاج النفسي اللازم للمعتقلين الخارجين من معتقلات الأسد، وما مدة العلاج التي يحتاجها هؤلاء الأشخاص؟ وهل يمكن التعافي من الظروف النفسية التي مر بها هؤلاء الضحايا؟
يقول الدكتور وليد سرحان، مستشار أول الطب النفسي إنه “لا بد أن يكون هناك خطة نفسية واضحة للتعامل مع المحررين من السجون في سوريا بعد نجاح الثورة”.
من جهته يقول رئيس جمعية الأطباء النفسيين الأردنية والاختصاصي الأول في الطب النفسي وعلاج الإدمان الدكتور علاء الفروخ، عن مدة العلاج التي يحتاجها ضحايا سجون نظام الأسد، إنه قد يستمر لأشهر، وفي بعض الحالات لسنوات.
وقال الدكتور عامر الغضبان الأخصائي النفسي والمرشد الأسري التربوي إن ما حدث مع سجناء النظام السوري هو أمر غير مسبوق، ولذلك لا توجد دراسات علمية بحثت في شيء مشابه، فالسجناء كانوا كأنهم مسجونون عند مافيا، وليس دولة.
ما حدث في سجون الأسد غير مسبوق
وأضاف الغضبان -في حوار خاص مع الجزيرة صحة- “لذلك ما يقال عن السجين أو ما يكتب من دراسات عن حالات السجناء وغير ذلك قد لا ينطبق تماما على هذه الشريحة (من كان في سجون الأسد). هذه الشريحة لها ظروف مختلفة. حالات الحرمان أشد. حالات الاستهداف أكثر شراسة. وبالتالي يمكن أن نتوقع أن تكون الاضطرابات الناتجة أكثر شدة”.
وتابع الغضبان مستدركا “مع ذلك هذا لا يعني أن هذا الإنسان سيخرج مريضا وعاجزا، ففي بعض الحالات فإن هذه الظروف الصعبة تستثير عند الشخص مزيدا من المقاومة وتحفز عندهم آليات جديدة للتكيف مع طروف السجن الصعبة”.
وقال الغضبان -الذي سبق له أن عالج ضحايا كانوا في سجون الأسد- إن هؤلاء الأشخاص تعرضوا لما تعرض له الآخرون من عمليات الحرب والمداهمة والهروب واللجوء وغير ذلك، ثم مروا بعملية الاعتقال -وهي صدمة كبيرة بذاتها- ضمن هذه الظروف وهذه الصراعات الشرسة، وفي سوريا كان كثير من المعتقلين يمر بعملية الاعتقال لفترات طويلة.
وتابع “أيضا عملية الإفراج المفاجئ بنفسها والعيش في ظروف أيضا جديدة هو شيء يشكل أيضا نوعا من الصدمة. هذا تحدّ وصدمة جديدة. ربما تشعر بأنه عبء جديد عليه؛ يريد أن يرجع مرة أخرى ليمارس حياته في مجتمعه”.
القوقعة
وقال الدكتور الغضبان “إنه لو أردنا أن ندخل أكثر في الأمراض التي توجد عند فئة من هؤلاء المعتقلين نتحدث عن الاكتئاب وهو سيطرة المشاعر السلبية والمزاج السلبي والتوقعات السلبية عن الحياة وعدم الثقة بأن الشخص قادر على الخروج من هذه المشاعر، وحتى لو خرج منها، تبقى المشاعر السلبية ترافقه”.
وتحدث الدكتور عن أن “حالة المسجون قد تنطبق عليها رواية “القوقعة”، والتي تحدثت عن السجناء السياسيين في سوريا، حيث إن المفرج عنه يحمل معه القوقعة، هو كالحلزون الذي يبقى ضمن قوقعته. ما ترسّب عليه في حالة السجن أصبح كالمحارة التي حوله ترافقه في الخارج. هذه فكرة الرواية وهي قصة حقيقية تحدثت عن سجين كان في سجن تدمر في سوريا”.
وأضاف أن هناك سجناء يستطيعون التحرر من قوقعتهم. ولكن هذه الظاهرة يجب أن ننتبه لها.
الرعاية المطلوبة
قال الغضبان إن هناك الرعاية المختصة التي يقدمها الأطباء والتي يقدمها المختصّون النفسيون. كما أن هناك عمليات الدعم النفس والاجتماعي ويقدمها بعض المتطوعين، هذه العمليات ليست مهمة فقط للفرد، بل مهمة أيضا للمجتمع الذي يقدم الدعم، حتى يدرك المجتمع أنه أصبح قادرا على التعافي والنهوض من جديد.
وقال الغضبان “عمليات العلاج النفسي المتخصصة مهمة وعمليات الدعم مهمة لذلك نحتاج إلى جهود مكثفة وجهود مترابطة.. نحتاج مؤسسات إدارية تنسق حالة المريض الذي يكون موجودا بالمستشفى، وعندما يخرج يجب يكون موجودا عند أهل أو أصدقاء. هذا المريض يحتاج إلى المتابعة”.
وختم الغضبان بكلمة أخيرة يوجهها لمن كان له معتقل محرر من سجون الأسد: إنه “يجب علينا أن نفهمه قبل أن نطلب منه أن يفهمنا، يجب ألا نيأس من تعافي المرضى، ربما يتعافى بعض المرضى ببطء. وبعضهم يتعافى بسرعة ويشجعنا نحن أيضا على التعافي”.
**للاستخدام الداخلي فقط*** رئيس جمعية الأطباء النفسيين الأردنية واختصاصي أول الطب النفسي وعلاج الإدمان الدكتور علاء الفروخ
الدكتور علاء الفروخ: المشاكل النفسية التي من الممكن أن يتعرض لها الأسرى المحررون من سجون الأسد والذين تعرضوا للسجن الطويل والتعذيب هي مشاكل نفسية كثيرة جدا (الجزيرة)
ما أبرز الأمراض النفسية التي تصيب المعتقلين؟
سألنا رئيس جمعية الأطباء النفسيين الأردنية والاختصاصي الأول في الطب النفسي وعلاج الإدمان الدكتور علاء الفروخ، عن أبرز الأمراض النفسية التي تصيب المعتقلين، فقال إن المشاكل التي من الممكن أن يتعرض لها الأسرى المحررون من سجون الأسد والذين تعرضوا للسجن الطويل والتعذيب هي مشاكل نفسية كثيرة جدا.
وقال الفروخ -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- إنه يحدث لدى بعض الأشخاص شيء يسمى اضطراب كرب ما بعد الصدمة وهو نوع من القلق النفسي الذي يجعلهم على درجة عالية من التوتر والقلق والترقب والانتباه، ويتذكر المعتقلون لحظات التعذيب والصدمات التي عاشوها وكأنها تحدث الآن، يكون دائما لديهم شعور بالترقب. وتكون حواسهم وانتباههم دائما متيقظة وكأنه سيحصل شيء من مظاهر التعذيب التي حصلت لهم سابقا ويكون عندهم شيء من تذكر المواقف واستعادة الذكريات الصادمة باستمرار.
ويضيف الفروخ “كما قد يستعيدونها على شكل صور مرئية يشاهدونها بخيالهم أو أحيانا في الأحلام، ولذلك يكون عندهم صعوبة كبيرة في النوم، يكون عندهم أعراض التوتر وقلق دائم يصبح عندهم صعوبة في القدرة على التعامل بشكل طبيعي مع الناس لأنهم يشعرون بنوع من الانفصال عن المحيط تفقدهم القدرة على التواصل الاجتماعي الطبيعي، ويصبح عندهم نوع من التجنب لأي شيء ممكن أن يذكرهم بالحادث الصادم، فمثلا إذا رأوا مكانا يشبه السجن أو حتى وجدوا قضبانا مثلا بجانب بعضها تشبه قضبان السجن، أو أحيانا إذا شاهدوا شخصا يرتدي زيا عسكريا، فهذا يمكن أن يذكرهم بما مروا به”.
كما قد يصاب المعتقلون المحررون من سجون الأسد باضطرابات القلق العام والاكتئاب الشديد. وكذلك في بعض الحالات، ممكن أن يصبح لديهم نوع من الحالات الذهانية. ونقصد بالاضطرابات الذهانية الاضطرابات التي يكون الإنسان فيها منفصلا عن واقعه، يتوهم أشياء غير موجودة أو يصبح عنده هلاوس حسية.
ويشرح الفروخ “هؤلاء الأشخاص أحيانا يتوهمون المراقبة، أي يظنون أن هناك أشخاصا يريدون إيذاءهم، أو أن هناك أشخاصا يتبعونهم. وأحيانا يصبحون يسمعون أصواتا غير موجودة أو يرون خيالات غير موجودة. هذا نتيجة التعذيب الشديد، وخصوصا عند الناس الذين يكونون في الحبس الانفرادي لفترة طويلة دون أي تفاعل حسي مع الآخرين، فيصاب مثل هذا الشخص بالاضطراب الذهاني”.
ويقول الفروخ “طبعا، هناك اضطرابات نفسية أخرى ممكن تصيبهم، لكن هذه الثلاثة التي تم ذكرها، القلق العام، الاكتئاب الشديد، والاضطرابات الذهانية، تعد من أبرزها.”
وسألنا الدكتور الفروخ “كم يتوقع نسبة الأشخاص الذين سيصابون بأمراض نفسية بين معتقي سجون الأسد؟”، ليجيب “بناء على ما سمعنا في الأخبار عن حجم التعذيب في السجون، وللأسف، الغالبية من المعتقلين، أو يمكن القول كلهم تقريبا، تعرضوا لتعذيب شديد. أنا أتوقع أن غالبية الناس الذين خرجوا من السجون سيكون لديهم مشاكل نفسية ويحتاجون إلى تقييم نفسي دقيق”.
وقال الفروخ إن “العلاج الذي يجب تقديمه للمعتقلين المحررين يعتمد على حالاتهم، لأنه كما ذكرت، هناك اضطرابات نفسية مختلفة ومتفاوتة من شخص لآخر. ورغم أن حجم الأذى والتعذيب كان كبيرا لمعظم المعتقلين، فإنه من المنطقي أن يكون هناك مستويات مختلفة من التعذيب. ليس كل المعتقلين تعرضوا لنفس النوع من التعذيب، فذلك يعتمد على الوضع الذي كانوا فيه، نوع السجن، وطبيعة التهم الموجهة لهم”.
فقدان الذاكرة
وفي حوارنا مع الفروخ سألناه “شهدنا الكثير من الحالات لأشخاص خرجوا من سجون الأسد وهم فاقدون للذاكرة أو فاقدون للقدرة على النطق، هل يمكن عبر العلاج استعادة الذاكرة والقدرة على النطق؟”، ليجيب أنه “يحدث لبعض المعتقلين نوع من الاضطرابات النفسية المرتبطة بالتوتر والقلق الشديد، مثل فقدان الذاكرة النفسي. هذا يحدث نتيجة العذاب الشديد الذي يتعرضون له، وهو نوع من الوسائل الدفاعية النفسية”.
وأضاف الفروخ “كثير من البشر أحيانا يستخدمون وسائل دفاعية نفسية تعمل بشكل لا واع. هذه الوسائل تحدث داخل النفس ولها وظائف نفسية لحماية كيان الشخص من الانهيار. فقدان الذاكرة النفسي هو مثال على ذلك، حيث يصبح الشخص غير قادر على تحمل العذاب الشديد، فيساعده عقله على فقدان الذاكرة بشكل لا واع. هذه الحالة تسمى بالإنجليزية dissociative amnesia، (فقدان الذاكرة التفارقي)”.
وعن مدة العلاج التي يحتاجها هؤلاء الأشخاص قال الفروخ “أعتقد أن العلاج سيستمر لأشهر، وفي بعض الحالات، سيستمر لسنوات”.
وأضاف “بوجود تقنيات العلاج النفسي والعلاج السلوكي والعلاج المعرفي وحتى التحليل النفسي أحيانا، وفوائد بعض الأدوية، قد تشفى بعض الحالات بإذن الله، هناك أمل بالشفاء وعودة الشخص إلى طبيعته بإذن الله”.
العزلة
ويقول الدكتور وليد سرحان، مستشار أول الطب النفسي -في تصريحات خاصة للجزيرة صحة- “إن العزلة لسنوات طويلة في ظروف صعبة وفقدان الأمل في الخروج من السجن تجعل الإنسان يصل إلى مرحلة من فقدان التواصل والإدراك للواقع والوقت والزمان والمكان، وهذا يحتاج إلى أيام وقد يكون أسابيع أو شهورا لبعض الأشخاص ليخرجوا من العزلة بعد انتهائها الفعلي”.
ويضيف إن البقاء في السجن لفترات طويلة في ظروف صعبة والتعرض للتعذيب يؤدي للكثير من المشاكل النفسية التي ستكون ظاهرة على من يخرج من السجن. ولا بد من تقييم كل حالة على حدة ويصعب أن نعطي تشخيصا وعلاجا عاما لكل هؤلاء.
ويؤكد الدكتور سرحان أن التعامل مع المساجين الذين أفرج عنهم في سوريا يتطلب تعاونا من كل العاملين في الصحة النفسية داخل وخارج سوريا من أجل الوقوف على حاجاتهم ومشاكلهم والتعامل المهني معها بكل كفاءة وجدارة.
ويختم بالقول “أي سجين خرج من السجون السورية بعد سنوات طويلة من الناحية النفسية المسؤولية تقع على المختصين في الصحة النفسية وليس على الجمهور والمتطوعين لأن هذا عمل احترافي يتطلب خبرة ودراية كبيرة”.
المصدر : الجزيرة
—————————-
فايننشال تايمز: نظام بشار الأسد نقل لموسكو مبالغ نقدية تزن طنين
16 كانون الأول 2024
نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” عن تحليل سجلات مصرفية أن نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد نقل حوالي 250 مليون دولار نقدا إلى موسكو بين عامي 2018 و2019، بينما كانت عائلته تشتري سرا أصولا في روسيا.
وقالت فايننشال تايمز إن الأموال المنقولة إلى موسكو تم تسليمها إلى البنك الروسي للمؤسسة المالية، وإن كبار مساعدي الأسد واصلوا نقل الأصول إلى روسيا رغم العقوبات الغربية.
وكشفت الصحيفة أن نظام الأسد، الذي كان يعاني من نقص حاد في العملة الأجنبية، قام بنقل أوراق نقدية تزن حوالي طنين من فئة 100 دولار و500 يورو إلى مطار فنوكوفو في موسكو، ليتم إيداعها في بنوك روسية خاضعة للعقوبات بين عامي 2018 و2019.
أهم الوجهات
وتؤكد التحويلات غير العادية من دمشق الطريقة التي تحوّلت عبرها روسيا، الحليف الرئيسي للأسد، إلى واحدة من أهم وجهات النقد السوري بعد أن دفعته العقوبات الغربية خارج النظام المالي العالمي، حسب الصحيفة.
وفي عام 2019، أفادت صحيفة “فايننشال تايمز” أن عائلة الأسد الكبرى اشترت منذ عام 2013 ما لا يقل عن 20 شقة فاخرة في موسكو باستخدام سلسلة معقدة من الشركات وترتيبات القروض.
وقبل أيام، رجحت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية أن تنتقل عائلة الأسد إلى منطقة موسكو سيتي بعد أن منحته روسيا حق اللجوء لدواع إنسانية.
وأطلقت فصائل المعارضة السورية المسلحة في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عمليتها “ردع العدوان” انطلاقا من إدلب وحلب، ثم حماة وحمص وصولا إلى دمشق التي دخلتها -فجر الأحد الماضي- معلنة سقوط نظام الأسد.
—————————–
سوريا ما بعد الأسد.. تصريحات أردوغان تثير البلبلة فهل تتحول البلاد إلى محمية تركية؟
16 كانون الأول 2024
رأت هاآرتس أن تركيا تسعى إلى لعب دور المحرك الرئيسي في المشهد السوري الجديد، واضعة نصب أعينها هدفاً استراتيجياً يتمثل في تحويل سوريا إلى حصن معادٍ للقوات الكردية. ومع تراجع نفوذ موسكو وطهران في البلاد، تتحرك أنقرة لسد الفراغ بحسب الصحيفة بما في ذلك السيطرة على المجال الجوي السوري.
كما رأت هاآرتس أن تركيا، التي دعمت قوات المعارضة السورية المسلحة لسنوات طويلة، تسعى اليوم إلى قيادة الجهود الدولية لتطبيع العلاقات مع النظام الجديد في دمشق. كما أن لها نفوذا آخر متمثلا في سيطرتها على المعابر الحدودية الرئيسية التي تُعد شريان الحياة الاقتصادية لسوريا. وفي ظل انسحاب القوات الروسية من سوريا وتقليص الوجود الإيراني، يبدو أن تركيا تسعى إلى تجاوز دور الجار الإقليمي، لتصبح القوة المهيمنة وصاحبة القرار في الشأن السوري.
ويبدو أن أنقرة تريد تحويل سوريا إلى جدار دفاعي ضد الأكراد، الذين خاضت ضدهم معارك طاحنة لعقود. ورغم انتقادها للوجود الإسرائيلي في الأراضي السورية، فقد اتبعت حكومة أردوغان النهج ذاته في شمال غرب سوريا، حيث سيطرت بالقوة على أجزاء واسعة من المنطقة. وامتد نفوذها العسكري إلى مدينة منبج، معقل الأكراد غربي الفرات، وفي الوقت ذاته، فهي لا تُخفي نواياها للتوسع شرق الفرات، بحسب “هآرتس”.
هذه المقاربة قد تتقاطع مع تصريحات رجب أردوغان قبل يومين. فقد قال الرئيس التركي في اجتماع أمام أعضاء حزب العدالة التنمية في أنقرة “إن أولئك الذين يتساءلون عن دور تركيا في سوريا هم يجهلون التاريخ. فلو اختلفت الظروف حين تم ترسيم الحدود في منطقتنا بعد الحرب العالمية الأولى، فإن المدن التي نسميها حلب وإدلب وحماة ودمشق والرقة كانت ستكون محافظات تابعة لنا تماما مثل غازينتاب وهاتاي وأرفا. وبما أن تلك المدن أصبحت خارج حدودنا، فإننا لم نقطع تماما علاقاتنا مع أهلنا هناك.”
وفي هذا السياق، أفادت الصحيفة بأن التحركات الإسرائيلية في سوريا قد تشهد تغييرات جذرية، إذ لطالما استفادت الدولة العبرية من تنسيق عملياتها الجوية مع روسيا، التي كانت تسيطر على الأجواء السورية انطلاقا من قاعدة حميميم. لكن مع انسحاب الطائرات الروسية من سوريا وانشغال موسكو بتثبيت وجودها البحري في ميناء طرطوس، يبدو أن السيطرة على المجال الجوي السوري قد تنتقل إلى الأيادي التركية. وعليه فإن هذا التحول قد يقيّد حرية الحركة الجوية الإسرائيلية التي اعتادت التحرك بحرية شبه مطلقة في السماء السورية ما يفرض على إسرائيل التفاوض مع تركيا للحصول على هذا الامتياز حسب تعبير هاآرتس.
ورغم مغادرة معظم القوات الإيرانية لسوريا وسعي النظام الجديد لمنع أنشطة حزب الله، تظل تل أبيب قلقة بشأن إمكانية استمرار نقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان، وفقاً للصحيفة. ومع فقدان إسرائيل لشريكها الروسي في ضبط المجال الجوي، ستضطر إلى البحث عن اتفاقات جديدة مع تركيا، وهو ما قد يكلّفها أثماناً سياسية في ملفات أخرى، مثل غزة.
وقد برزت هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني كلاعب جديد في المشهد السوري. ورغم أن حكومته لم تكن منتخبة ديمقراطياً، إلا أنه نجح في تعزيز مكانته الإقليمية والدولية، مستفيداً من دبلوماسية محسوبة بعناية. وقد تلقى التهاني من قادة دول عربية كالسعودية، الإمارات، ومصر، بينما بدأت دول أوروبية في التفكير في إعادة العلاقات مع سوريا، في إشارة إلى عودة الشرعية للنظام الجديد بعد قطيعة دامت 13 عاماً.
وفي خطوة تعكس التحولات السياسية الكبرى، أعادت أنقرة فتح سفارتها في دمشق، في خطوة قد تتبعها الدوحة قريباً. وتزايدت الإشارات إلى أن العديد من الدول الأوروبية قد تفتح قنوات تواصل مع سوريا، خاصة مع اختفاء نظام الأسد وظهور نظام جديد يحاول كسب الشرعية الدولية.
هذا الدعم الدولي المتنامي للحكومة السورية الجديدة قد يتحول إلى ضغط على إسرائيل، لدفعها إلى الانسحاب من الأراضي السورية المحتلة حديثاً، بحسب “هآرتس”. فقد بات واضحاً أن سوريا، تحت قيادة جديدة، ستحاول استغلال هذا الزخم الدبلوماسي لاستعادة السيطرة على أراضيها.
غير أن الحكومة الجديدة تواجه تحديات معقدة. فعلى رئيسها، العالق بين ضغوط أنقرة ومطالب الأكراد، أن يُدير التوازن بحذر بين المصالح التركية والكردية. وهذه المعادلة الحساسة تضع النظام السوري الجديد أمام اختبار دقيق يتطلب حنكة سياسية، بهدف الحفاظ على وحدة البلاد ومنعها من السقوط في دائرة جديدة من النزاعات العرقية والطائفية
—————————-
سوريا تطوي صفحة الأسد والخدمات تعود لطبيعتها
شام مصطفى
16/12/2024
دمشق– “مثل الذي كان في عداد الموتى، وعاد إلى الحياة مجددا، بنفس جديد وأمل يتجدد”.. بهذه الكلمات عبّر الطالب العشريني مهند الحكيم عن استقباله أول أيام الدوام الرسمي في كلية الحقوق في جامعة دمشق بعد سقوط النظام السوري.
وأصبحت سوريا على نهار مُشرق، كنسَ فيه سكانها واحدة من “أكثر الحقب المظلمة في تاريخ البلاد بعد ما يزيد على 5 عقود من حكم آل الأسد” بحسب مهند.
وعادت مؤسسات الدولة إلى العمل، والموظفون إلى الدوام، والطلبة إلى مدارسهم وجامعاتهم مستبشرين خيرا بعصر جديد تسوده العدالة والمساواة، وتفنى فيه التفرقة والفساد.
وكانت رئاسة مجلس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السورية أصدرت قرارا باستئناف العملية التعليمية في المدارس والجامعات العامة والخاصة، اعتبارا من يوم الأحد 15 ديسمبر/كانون الأول، مع التأكيد على جاهزية جميع المؤسسات لضمان سير العملية التعليمية بشكل منظم.
عودة المشافي
وشهدت الكوادر الطبية في مستشفيات العاصمة دمشق، مع سقوط النظام في الثامن من الشهر الجاري، ليلة صعبة مع خروج بعض المستشفيات عن الخدمة، وغياب موظفي النظافة والطاقم التمريضي وغيرهم.
وفي استرجاع لأحداث تلك الليلة، يقول طبيب الجراحة العامة في مستشفى المجتهد محمد النجم، إن الإدارة انسحبت من المستشفى، مما دفع أطباء وموظفين وممرضين إلى الانسحاب تاركين المرضى إلى مصيرهم، ليشكل لاحقا “الأطباء الأحرار” وحدة تنسيق فيما بينهم للوقوف على احتياجات المرضى واستقبال الحالات في تلك الليلة.
ويضيف في حديث للجزيرة نت “كان هناك شح بالمواد الطبية ليلتها، واكتشفنا وجود مستودعات مليئة بالأدوية والمواد الطبية التي لم نكن نعلم بوجودها، فبدأنا باستخراجها وتزويد المرضى بها، واستقبلنا حالات حرجة جراء الاشتباكات وأجرينا أكثر من 10 عمليات جراحية، ولعب الأطباء الأحرار ليلتها دور الممرضين وعمال النقل وحراس البوابات وغيرها من الأدوار حفاظا على حياة المرضى وسير عمل المستشفى”.
وبحسب أطباء في مستشفى المجتهد -ممن تواصلت معهم الجزيرة نت- تعود المستشفى اليوم إلى جاهزيتها المعهودة مع عودة معظم الأطباء إليها، ومع توافر أدوية ومستلزمات طبية لم تكن متوافرة في السابق.
احتفالات بالجامعات
وأقام طلبة جامعة دمشق -اليوم الأحد- صلاة جماعية في حرم الجامعة احتفالا بسقوط النظام، واستئناف العملية التعليمية في أجواء من الحرية والتواصل الإيجابي بين الطلبة.
وعقب الصلاة، خرج الطلاب بمسيرة انطلقوا فيها من الجامعة، وانتقلوا إلى شوارع العاصمة رافعين أعلام الثورة السورية، ومرددين هتافاتِها وشعاراتها في أجواء من الحماسة والتفاؤل.
وقال الطالب علي المصري (19 عاما) للجزيرة نت “انظروا إلى الفرحة المرتسمة على وجه الشباب والشابات، إنها فرحة لا تقدر بثمن، ونحن لا نطالب بأكثر من ذلك، فالمستوى التعليمي جيد، ونأمل من القيادات الجديدة في سوريا أن تؤمن لنا مستقبلنا هنا في البلاد، لأنه لطالما كان حلمنا أن نعيش ونعمل في بلدنا”.
بدورها، أشارت طالبة للجزيرة نت إلى أنها شعرت بشيء جديد لم تعتد عليه، وأنهم -كطلبة- كانوا مقهورين ومقموعين لمدة تزيد عن 50 عاما، راجية الله “أن يتمم هذا النصر”.
من جهته، أكد وزير التعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عبد المنعم عبد الحافظ أن الوزارة ستعمل على رفع أجور الأساتذة والموظفين في القطاع التعليمي بشكل تدريجي خلال الأشهر القادمة، وأنه سيتم مراجعة ملفات الطلبة الذين تم فصلهم من قبل النظام السابق.
وأضاف عبد الحافظ في حديث لوسائل إعلام محلية أن الوزارة ستعمل على إعادة هيكلة اتحاد الطلبة دون ضغوط من السلطة.
عودة المدارس
جاء ذلك في وقت استؤنفت فيه العملية التعليمية في جميع مدارس العاصمة وريفها، والتحقت الكوادر التدريسية والطلبة بمدارسهم لمتابعة العملية التعليمية من حيث توقفت قبل نحو أسبوع.
وقالت مديرة مدرسة الشهيد مروان شحادة مرشه الإعدادية في العاصمة دمشق سمر قريط “إن عودة الطلاب للعملية التعليمية اليوم كانت خجولة، فالعدد لم يتجاوز 100 طالب من أصل 400، ولكن نترقب عودتهم جميعهم خلال هذا الأسبوع، إذ إن الأهالي ما زالوا متهيّبين من إرسال أولادهم إلى المدرسة”.
صور رموز سلطة النظام السابق في أرض الحرم الجامعي_الجزيرة نت
الحرم الجامعي لكلية الحقوق (الجزيرة)
وأضافت في حديثها للجزيرة نت “واقع الكهرباء ما يزال سيئا، ونحتاج إليها للتدفئة في هذا الفصل البارد، وهناك نقص بالمحروقات، والأعلام الجديدة التي يجب أن تُرفع في المدرسة”.
وأكدت على التحاق جميع الكادر التدريسي وجاهزيته الكاملة لاستئناف العملية التعليمية وفق توجيهات المسؤولين في مديرية التربية في دمشق.
وقال مدراء في مدارس دمشق وريفها -ممن تواصلت معهم الجزيرة نت- إنهم يأملون تغييرا في بعض المقررات التعليمية لتتناسب مع المرحلة الجديدة، بما في ذلك مادة “التربية الوطنية” التي تحتوي على الكثير من التمجيد لرموز النظام السابق.
المصدر : الجزيرة
————————-
لندن تجري “اتصالات دبلوماسية” مع هيئة تحرير الشام السورية
16 كانون الأول 2024
قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، اليوم الأحد، إن بلاده أجرت اتصالات دبلوماسية مع هيئة تحرير الشام، التي قادت هجوم فصائل المعارضة الذي أطاح بالرئيس بشار الأسد في سوريا قبل أسبوع.
ويأتي ذلك بعد يوم واحد من كشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن أن بلاده أجرت اتصالات مباشرة مع هيئة تحرير الشام.
وقال الوزير البريطاني، في تصريحات صحفية، إن “هيئة تحرير الشام لا تزال منظمة محظورة، لكن يمكننا إجراء اتصالات دبلوماسية، وبالتالي لدينا اتصالات دبلوماسية مثلما تتوقعون”. مضيفا أن الاتصالات “تهدف خصوصا لضمان إنشاء حكومة تمثيلية، وتأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية في سوريا”، على حد قوله.
واستطرد لامي “باستخدام جميع القنوات المتاحة لدينا، وهي القنوات الدبلوماسية وبالطبع قنوات المخابرات، نسعى للتعامل مع هيئة تحرير الشام حيثما يتعين علينا ذلك”.
مساعدات بريطانية
في الوقت نفسه، أعلنت بريطانيا، اليوم الأحد، عن حزمة مساعدات قيمتها 50 مليون جنيه إسترليني (63 مليون دولار) لمساعدة سوريا.
وحسب وكالة رويترز للأنباء، يحتاج ملايين السوريين إلى مساعدات إنسانية بعد “حرب أهلية” دامت 13 عاما، دمرت خلالها جانبا كبيرا من البنية التحتية وشردت الملايين، ويعود حاليا بعض اللاجئين من دول مجاورة.
وقالت بريطانيا، في بيان، إن 30 مليون جنيه إسترليني ستوفر “مساعدة فورية لأكثر من مليون شخص، تشمل الغذاء والمأوى والرعاية الصحية الطارئة والحماية”.
وستدعم هذه الأموال، التي ستوزع في الغالب من خلال قنوات الأمم المتحدة، “الاحتياجات الناشئة، بما في ذلك إعادة تأهيل الخدمات الأساسية مثل المياه والمستشفيات والمدارس”.
ومن المقرر تخصيص 10 ملايين جنيه إسترليني لبرنامج الأغذية العالمي في لبنان، و10 ملايين أخرى إلى الأردن عبر البرنامج نفسه، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن “سقوط نظام الأسد المرعب يوفر فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل جيل للشعب السوري. ونحن ملتزمون بدعم الشعب السوري وهو يرسم مسارا جديدا”.
المصدر : وكالات
———————–
صحيفة روسية: كيف ينبغي لنا أن نفسر ما جرى في سوريا؟
16 كانون الأول 2024
نشرت صحيفة “غازيتا” الروسية مقالا للكاتب تيموفي بورداشوف، تناول فيه كيفية تعامل روسيا مع التجربة السورية، مؤكدا أن القدرة على الاعتراف بأن الأحداث تتطور أحيانا بشكل غير مرغوب فيه بالنسبة لروسيا، كما هو الحال في سوريا، يجب أن يقترن بالاستعداد التام لمواصلة النضال والثقة في قدرات البلد الإستراتيجية.
وأشار بورداشوف إلى أن الأحداث الدرامية في سوريا أصبحت بالفعل موضوعا للتأمل العميق والتقييمات العاطفية السطحية، موضحا أن ذلك يرجع إلى أن الأمر يتعلق بالعواقب المباشرة لانهيار النظام السياسي السابق لبشار الأسد في دمشق على المواقع الروسية في الشرق الأوسط.
وذلك إلى جانب الخسائر العسكرية التي تكبدتها روسيا على مدى 10سنوات في سوريا وحجم الموارد التي استثمرت فيها، واهتمام الجمهور في روسيا بالتطورات الجارية لأهميتها.
جهد مطلوب
وأضاف الكاتب أن الانهيار المفاجئ لنظام سياسي استثمرت روسيا الكثير من الجهد والموارد في الحفاظ عليه لم يكن قضية سهلة.
وما يزيد الوضع حساسية بالنسبة للروس أن الوجود العسكري الروسي المستقبلي في شرق البحر الأبيض المتوسط غير معروف لحد الآن، وهل سيستمر أم لا.
وتابع بورداشوف أن تحديد ما سيجري يتطلب مجهودا كبيرا على أعلى المستويات الدبلوماسية والسياسية، وذلك لأن احتمال تفكك سوريا نفسها وتحولها إلى ما يشبه الفوضى الليبية، لا يضمن احترام مصالح روسيا.
وأوضح الكاتب أن الموارد الإجمالية للغرب، خصم روسيا، أكبر من موارد روسيا، ولكن لا يوجد سبب للاعتقاد بأن هذا الوضع سيستمر إلى الأبد.
وزاد أنه لا يوجد سبب للشك في أن الظرف السائد سيجبر الولايات المتحدة على وقف المقاومة والتوصل إلى نوع من “الصفقة الكبرى” مع روسيا.
الاعتراف ضرورة للانطلاق
ويؤكد الكاتب أنه مع الاعتراف بالانتكاسة التكتيكية -بالنسبة لروسيا- في الاتجاهين السوري أو الأرمني، يجب ألا يعتبر ذلك بأي حال من الأحوال سببا للتشكيك في القدرات الإستراتيجية لروسيا.
وأبرز أن الشرط الأساسي لذلك هو القدرة على الاعتراف بأن الأحداث تتطور أحيانا بشكل غير مرغوب فيه بالنسبة لروسيا. لكن يجب أن يقترن ذلك بالاستعداد التام لمواصلة النضال مع إدراك نقاط الضعف.
وأضاف الكاتب أن روسيا هنا ليست بحاجة إطلاقا إلى التركيز على تجارب الآخرين، فالتاريخ الروسي نفسه يقدم عددا كبيرا من الأمثلة التي يجب الاستفادة منها، وفي مقدمتها “النصر العظيم عام 1945 الذي هو الحلقة المركزية في تجربتنا الجماعية، التي توحد الشعب وتحدد كيف نرى دورنا في تاريخ البشرية”.
غير أن الكاتب بورداشوف استدرك قائلا: للمفارقة، إن هذه النقطة نفسها يجب التوقف عندها، مشددا على أن تصور الحرب العالمية كمثال للمواقف السياسية الخارجية الأخرى قد يكون ضارا وخطيرا.
العلَم لا يرفع دائما
وقال إن التوقع المستمر لرفع العلم الروسي “فوق الرايخستاغ”، ثم العودة بعدها بسعادة إلى العمل السلمي، يهدد نظريا بتأثير سلبي على الروح المعنوية للمجتمع، إذ لم تنته أي حروب سابقة بهذه الطريقة، وعلى الأرجح لن تنتهي الحروب الأكثر توترا في المستقبل بنفس الأسلوب.
وخلص الكاتب إلى أن روسيا دولة تشكلت أسس ثقافتها السياسية الخارجية في عصر كان فيه من المستحيل تماما التمييز بين الهزيمة والنصر، مبرزا أن لدى الروس -بهذا المعنى- قواسم مشتركة أكثر بكثير مع الأنغلوساكسون المعادين لروسيا أكثر من الأوروبيين الآخرين مثل الألمان أو الفرنسيين.
وقال بورداشوف إن روسيا يجب أن تنظر إلى أي انتصارات أو إخفاقات على الساحة العالمية وتتفاعل مع عواقبها بالاعتماد على تجربتها التاريخية الخاصة، بالواقعية اللازمة للمضي قدما في خطط حماية المصالح الروسية.
المصدر : الصحافة الروسية
———————-
أحمد الشرع، قائد السلطة الجديدة في سوريا، يتعهد بحصر السلاح بيد الدولة وحل الفصائل، وسط تأييد أممي ودعوات أوروبية لحماية الأقليات
الإثنين، ١٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
تعهد قائد السلطة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، أمس، بحصر السلاح بيد الدولة، وحل كل الفصائل، وإلغاء التجنيد الإجباري باستثناءات محددة.
وفي حين أيّد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، رفع العقوبات عن «هيئة تحرير الشام» التي تقود المعارضة، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن التكتل «لن يرفع العقوبات المفروضة على سوريا إلا إذا ضمن حكّامها الجدد عدم اضطهاد الأقليات».
ووصل بيدرسن إلى دمشق، أمس (الأحد)، في أول زيارة له بعد إسقاط نظام الأسد، معرباً عن أمله في رؤية «نهاية سريعة للعقوبات»، بينما قالت كالاس إن اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين المقرر عقده في بروكسل، اليوم (الاثنين)، الذي يتضمن سوريا على جدول أعماله، لن يتناول مسألة زيادة الدعم المالي المقدم لدمشق بخلاف ما قدمه الاتحاد الأوروبي بالفعل عبر وكالات الأمم المتحدة.
ميدانياً، قررت إسرائيل، أمس، زيادة عدد المستوطنين في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين، قائلة إن «التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة رغم (النبرة المعتدلة) لقادة قوات المعارضة».
وأدانت السعودية قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي التوسع في الاستيطان بالجولان المحتلة، ومواصلتها تخريب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها.
————————
فوضى في أجور المواصلات بدمشق
الإثنين، ١٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
تشهد العاصمة السورية، دمشق، حالة من الفوضى في قطاع النقل العام، مع غياب تنظيم واضح لتعرفة الركوب الرسمية، ما أدى إلى استياء واسع بين السكان بسبب الارتفاع الكبير في الأجور.
وقال مراسل عنب بلدي في دمشق اليوم، الاثنين 16 من كانون الأول، إن سائقي سرافيس و باصات النقل يفرضون أسعارًا عشوائية على الركاب، مستغلين الفوضى الناتجة عن سقوط النظام السوري.
وأفاد سكان محليون لعنب بلدي بارتفاع تعرفة النقل لوسائل النقل في العاصمة السورية إلى أكثر من 200%.
ووصلت تعرفة النقل إلى 4000 ليرة سورية داخل المدينة، فيما بلغت 8000 ليرة للمناطق البعيدة، مقارنة بتعرفة رسمية سابقة بلغت 1000 ليرة فقط داخل المدينة، و2000 ليرة للخطوط الطويلة قبل سقوط النظام.
وأرجع سائقو وسائل نقل سبب ارتفاع الأجور إلى أسعار المحروقات بسبب اضطرارهم لشرائها من السوق السوداء بعد انقطاع الإمدادات الرسمية من الحكومة.
كما تعاني مناطق عدة من قلة في أعداد السرافيس ، ما يؤدي إلى ازدحام شديد وصعوبة تنقل المواطنين، وفق ما ذكره المراسل.
سكان في دمشق عبّروا عن استيائهم من ارتفاع أسعار النقل، خاصة العائلات ذات الدخل المحدود، وقالت نور، وهي من سكان دمشق، إن تكلفة النقل أصبحت عبئًا كبيرًا على العائلات، ما يعوق ذهاب الطلاب إلى المدارس والجامعات وحتى الموظفين إلى أعمالهم .
وأضاف آخرون أن وسائل النقل العامة، بما فيها سيارات الأجرة، أصبحت مكلفة للغاية، ما يجعل التنقل اليومي صعبًا على أصحاب الدخل المحدود.
وكانت العاصمة دمشق ومحافظات أخرى شهدت أزمة نقل في فترة النظام السوري السابق بعد تخفيض مخصصات محروقات النقل.
وجرى إيقاف تزويد وسائل النقل الجماعي، من سرافيس و باصات الشركات الخاصة، بالمحروقات، ما أدى إلى توقفها عن العمل وازدحامات كبيرة، في فترات متقطعة.
وكانت حكومة رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد، توزع مخصصات المحروقات على المقيمين في مناطق سيطرتها بشكل مقنن، ما يجبرهم على اللجوء للسوق السوداء لتغطية احتياجاتهم منها، حيث تختلف الأسعار وفق الطلب عليها، ووجود وفرة في المواد المدعومة أو عدمه، إذ تتضاعف حين حدوث أزمات متكررة في المحروقات، بينما تعاود الانخفاض حين توفر المواد بشكل نظامي.
كما كانت معظم أسعار المواد الاستهلاكية تتأثر بزيادة أسعار المحروقات، وسط تدني القوة الشرائية للسكان وتدهور الوضع الاقتصادي، بحيث تعتمد العديد من العوائل على حوالات السوريين من ذويهم المقيمين خارج سوريا، لتأمين الحد الأدنى من متطلبات المعيشة
————————–
“الإدارة الكردية” تدعو لوقف العمليات العسكرية على “كامل الأراضي السورية“
الإثنين، ١٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
استعرضت الإدارة الذاتية الكردية، التي تسيطر على مناطق في شمال شرق سوريا، الإثنين، مبادرتها للحوار وبناء البلاد، داعية إلى وقف العمليات العسكرية، مبدية استعدادها للتعاون مع السلطات في دمشق.
وقال رئيس المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية، حسين عثمان، خلال مؤتمر صحفي في مدينة الرقة، إنها تطالب بالحفاظ “على وحدة وسيادة الأراضي السورية وحمايتها من الهجمات التي تشنها الدولة التركية ومرتزقتها”، بجانب “وقف العمليات العسكرية في كامل الأراضي السورية، للبدء بحوار وطني شامل وبنَّاء”.
ودعت الإدارة أيضا إلى عقد “اجتماع طارئ يشارك فيه القوى السياسية السورية في دمشق، لتوحيد الرؤى بشأن المرحلة الانتقالية”.
وتزامنا، شنّت فصائل مسلحة موالية لأنقرة هجوما على قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها المقاتلون الأكراد في شمال شرق البلاد.
وأعلنت تلك الفصائل، الأسبوع الماضي، سيطرتها على دير الزور ومنبج ومدينة تل رفعت الاستراتيجية.
وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، تستعدّ الفصائل المدعومة من أنقرة إلى شنّ هجوم على مدينة كوباني (عين العرب) وهي ضمن مناطق السيطرة للقوات الكردية.
وكانت تركيا التي تلعب دورا بارزا في النزاع في سوريا، أولى الدول التي أعادت فتح سفارتها في دمشق، السبت.
ومنذ عام 2016، نفذت تركيا عدة عمليات عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا، وتمكنت من السيطرة على شريط حدودي واسع.
وأكّدت الإدارة الذاتية الكردية، الإثنين، على “أنَّ الثروات والموارد الاقتصادية يجب أن يتم توزيعها بشكل عادل بين كل المناطق السورية، باعتبارها ملكاً لجميع أبناء الشعب السوري”.
وجاء قرار الإدارة الذاتية بعد تأكيد مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، جناحها العسكري، أن “التغيير فرصة لبناء سوريا جديدة.. تضمن حقوق جميع السوريين”.
وتوجه السلطة الجديدة رسائل طمأنة الى الأقليات في سوريا.
وخاضت قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، معارك ضارية ضد تنظيم داعش في شمال سوريا وشرقها. وتمكنت من إسقاط “خلافته” ودحره من آخر مناطق سيطرته عام 2019.
———————
من “أرض المنسيين” إلى الحرية… قصة تحرر سوريين من جحيم مخيم الركبان
الإثنين، ١٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
8 آلاف نازح عاشوا في أكواخ من الطين وسط الصحراء، وكابدوا أشد حصار شهدته الحرب الأهلية السورية. فقد ترك هؤلاء لمصيرهم في مخيم الركبان المعزول، الذي اعتقدوا أنهم لن يخرجوا منه أحياءً.
على مدار تسع سنوات، فرض نظام الأسد حصاراً خانقاً على إمدادات الطعام والمياه والأدوية التي يسمح بدخولها المخيم، حتى إنه أغلق جميع قنوات التهريب، فاكتسب المخيم لقب “أرض المنسيين”. وهذا على رغم أنه لا يبعد سوى كيلومترات قليلة عن قاعدة عسكرية أميركية وعن الحدود الأردنية، وفي منطقة كانت تحت السيطرة الفعلية للولايات المتحدة.
وصلت العائلات التي سكنت المخيم إليه بعد فرارها من الهجمات بالأسلحة الكيماوية ومن الحصار في مناطق أخرى من البلاد، يحدوها الأمل بالهرب عبر الحدود الأردنية التي أغلقت بصورة شبه تامة في عام 2015، فعلقت هنا. وعاشت طوال 10 سنوات تقريباً على الخبز المتعفن وحفنات من الرز، وشاهدت أطفالها يموتون من أمراض يمكن الوقاية منها، وتضرعت للبقاء على قيد الحياة في الأراضي القاحلة التي كانت مسكنهم.
آخر قافلة للأمم المتحدة سمح لها بالدخول إلى المخيم كانت في سبتمبر (أيلول) 2019. وكان الشريان الوحيد للحياة هو منظمة غير حكومية صغيرة مقرها الولايات المتحدة، “المنظمة السورية للطوارئ”، التي ناشدت الجيش الأميركي السماح لها بنقل الإمدادات من القواعد الأميركية وتهريبها إلى المخيم.
ويقول أحمد شيخ الغنمة، البالغ من العمر 27 سنة، والذي يتحدر أساساً من إحدى ضواحي دمشق الشرقية، وهو يبكي فيما يدخل مسقط رأسه للمرة الأولى منذ أكثر من 10 سنوات، “كان أقسى حصار في الحرب كلها”.
تأسس مخيم الركبان في عام 2012 لوقوعه في المنطقة الحدودية الفاصلة بين الأردن والعراق، مما سمح للعائلات الفارة من الحرب بأن تمكث فيه موقتاً قبل طلب اللجوء في الأردن (أ ب)
كان أحمد لا يزال مراهقاً في عام 2011 عند اندلاع الثورة التي سرعان ما تحولت إلى حرب أهلية، وقد انضم عندها إلى الثوار وفر إلى مخيم الركبان بعد نجاته من هجوم بغاز السارين استهدف الغوطة، وهي الضاحية الشرقية للعاصمة في أغسطس (آب) 2013 وأسفر عن مقتل 1700 شخصاً، بحسب التقديرات.
ومكث في الركبان برفقة زوجته وطفلهما الذي بقي على قيد الحياة. حين علم بفرار بشار الأسد من البلاد. قال لـ”اندبندنت” بعد دخوله دمشق، “بكيت لدرجة أنني كدت أفقد الوعي بعدما علمت بسقوط نظام الأسد. خرجنا إلى نقطة التفتيش وحررناها. كان تحررنا حلماً. في غضون ساعات، قالوا إن الأسد قد هرب”. ويضيف باكياً، “كان أصعب الأمور هو عدم وجود أطباء. أنجبت زوجتي مولودة لم تبق على قيد الحياة بسبب تأخر الجراحة. فقدت ابنتي”. وأردف، “بعض الأشخاص اختنقوا وتوفوا بسبب الأمراض والحمى مثل كورونا. لم نعرف حتى ما نوع المرض الذي أصابهم. لم يكن بإمكانك العثور على عقار باراسيتامول حتى. ما من شيء قد يعينك، حتى وإن كان الأمر هو الإصابة بالصداع”.
شكلت المنظمة السورية للطوارئ شريان الحياة الوحيد للمخيم، إذ فاوضت الجيش الأميركي كي يسمح لها بنقل الطعام عبر سلسلة معقدة من القواعد في المنطقة، بدءاً بقواعد في العراق والأردن، ووصولاً إلى قاعدة التنف في سوريا على بعد 16 كيلومتراً فقط من المخيم. ومن تلك النقطة، تعين على المنظمة أن تهرب الإمدادات عبر النقاط الخاضعة لسيطرة النظام.
كان معاذ مصطفى، مؤسس المنظمة الذي عمل في الكونغرس الأميركي مع النائب فيك سنايدر والسيناتورة بلانش لنكولن برفقة أحمد عندما دخل المدينة. وقال إن منظمته كانت على وشك الإفلاس في محاولتها توفير الإمدادات واللوازم لـ8 آلاف شخص يائس يسكنون المخيم، وكانت تشعر بالقلق خلال الأشهر التي سبقت إطاحة الأسد، إزاء المدة التي يمكنها أن تستمر فيها بالعمل.
وقال لـ”اندبندنت” بصوت باكٍ، “خاطر بعض الأشخاص في الركبان بحياتهم من أجل العودة إلى مناطق النظام بسبب وجود أمل، ولو كان واحداً في المئة، أن يتعالج أطفالهم، لكنهم أخضعوا في النهاية إلى التحقيق والتعذيب الذي قد يصح القول إنه أسوأ من الموت”. وأضاف، “لم يكن في المخيم أطباء. أحياناً كان البعض يتصلون بي كي يقولوا: توفي ولدي. لا أعلم السبب. هل يمكن أن يشخص أحدهم السبب كي أعلم إن كنت سأخسر أطفالي الباقين أيضاً؟”.
ذاع صيت هذه البقعة الصحراوية الصغيرة والمعزولة سيئة السمعة عالمياً بسبب شدة الحصار المفروض عليها على رغم قربها من قاعدة عسكرية أميركية ومن الحدود الأردنية.
في يوليو (تموز) الماضي أثارت نائب منسق الشؤون السياسية في المملكة المتحدة لورا ديكس مأساة الأشخاص العالقين في المخيم أمام مجلس الأمن الدولي، ودعت النظام السوري إلى السماح الفوري والعاجل بوصول السلع التجارية والمساعدات الإنسانية إلى المخيم.
لو استسلمنا وقلنا ‘لا يمكن الاستمرار بهذا الوضع’ كان هؤلاء الأشخاص لقوا حتفهم. اتصل بي كثر مذاك ليقولوا لي ‘شكراً أنك أطعمتنا كل تلك المدة كي يتسنى لنا العودة إلى ديارنا. وإلا كان كل شيء لينتهي’.
وفي سبتمبر (أيلول) أفادت منظمة العفو الدولية أن الأردن مستمر في سياسات “ترحيل السوريين بصورة غير قانونية” إلى الركبان على رغم ظروف المخيم غير الصالحة للعيش. واتهمت الولايات المتحدة بعدم بذل جهد كافٍ لتحسين الوضع اليائس مع أنها قادرة على ذلك، واصفة الوضع بـ”غير المفهوم”.
تأسس المخيم في هذا المكان في عام 2012 بسبب وجوده في المنطقة الواقعة بين الحدود الأردنية والعراقية، مما سمح للعائلات الهاربة من الحرب أن تحل فيه بصورة موقتة في طريقها لطلب اللجوء في الأردن.
لكن ذلك انتهى في عام 2015 حين توقفت الأردن، الذي غص بمئات آلاف اللاجئين، عن استقبال السوريين ما لم يكن بحوزتهم إقامات أردنية أو يستوفوا الشروط في حالات استثنائية محددة. وفي العام التالي، أعلنت الأردن تحول المناطق الحدودية مع سوريا والعراق إلى مناطق عسكرية مغلقة بعد مقتل ستة من جنودها عقب تفجير انتحاري في المكان.
وفي تلك الفترة تقريباً، شددت الحكومة السورية حصارها على المنطقة التي أقامت فيها نقاط تفتيش قطعت كل طرقات التهريب غير الرسمية التي اعتمد عليها سكان المخيم للحصول على الإمدادات والمستلزمات الأساسية.
في عام 2018، بدأ سكان المخيم بتشييد أكواخ من الطوب الطيني باستخدام التراب والحصى والقش والمياه التي تشكل وتجفف في الشمس. وأتت هذه الخطوة بعد غرق رضيعة عمرها ستة أشهر عند هطول أمطار غزيرة دمرت خيمة عائلتها.
وظلوا على هذه الحال حتى الأسبوع الجاري.
ويقول معاذ مصطفى لـ”اندبندنت”، “كنت أقول دائماً إنني لا أعرف كيف سنستمر في تلبية الطلب. فنحن منظمة صغيرة الحجم، فلا وجود للأمم المتحدة ولا المجتمع الدولي، فيما الحدود مغلقة وهناك حصار كامل. لم أعرف مدى استدامة الوضع، لكنني قلت، حتى لو أفلست المنظمة كلياً، فنحن الوحيدين نقدر على دخول المخيم”. وأضاف، “لو استسلمنا وقلنا ‘لا يمكن الاستمرار بهذا الوضع’ كان هؤلاء الأشخاص ليلقوا حتفهم. اتصل بي كثر منذ ذلك الحين ليقولوا لي ‘شكراً أنك أطعمتنا كل تلك المدة كي يتسنى لنا العودة إلى ديارنا. وإلا كان كل شيء قد انتهى'”.
بالنسبة إلى أحمد، كانت المرة الأولى التي يدخل فيها مسقط رأسه دمشق منذ 15 عاماً. ولم يتسن له بعد أن يرى والدته التي فرت عبر الحدود إلى لبنان. وقد وصل إليه خبر فقدان ثلاثة من أصدقائه الذين اختفوا داخل “مسلخ” سجن صيدنايا، ويرجح أنهم أعدموا. وقال، “طيلة 13 عاماً، كان أملنا الوحيد بالله. والآن لدينا أمل بالمستقبل وبالإنجازات التي حققناها بأنفسنا. أتمنى لو كان كل من ماتوا خلال الـ14 عاماً الماضية قادرين أن يكونوا معنا كي يشهدوا على هذا اليوم. نشكر الله أننا حققنا أهدافهم وآمالهم وأحلامهم”.
اندبندنت عربية
—————————–
موفد أوروبي إلى دمشق تزامناً مع اجتماع وزاري بشأن سورية
16 ديسمبر 2024
أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أن موفداً أوروبياً يزور اليوم الاثنين دمشق لإجراء اتصالات بعد سقوط نظام بشار الأسد والتحدث مع القيادة الجديدة لسورية، مشيرة في تصريح، إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيبحثون في اجتماع اليوم كيفية التعامل مع القيادة السورية الجديدة.
وفي حين لم تعلن كالاس اسم الموفد، اكتفت بوصفه بـ”الدبلوماسي الكبير”.
وبخصوص إمكانية إزالة فصائل المعارضة السورية من قائمة الاتحاد الأوروبي للإرهاب، قالت كالاس: “سنتابع من كثب ما يفعله قادة سورية بينما نبحث الخطوات التالية”.
وكانت كالاس أعلنت السبت، خلال مشاركتها في اجتماعات العقبة في الأردن، أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيعقدون اجتماعاً الاثنين (اليوم) لمناقشة الانخراط والمشاركة مع سورية، والنواحي المتعلقة بإعادة إعمارها.
وقالت المسؤولة الأوروبية، في مؤتمر صحافي من الأردن، إن سورية تواجه مستقبلاً واعداً لكن غير مؤكد، مشيرة إلى التوافق في العقبة على مبادئ مهمة هي الاستقرار، والسيادة، والسلامة الإقليمية، وأيضاً احترام الأقليات، وبناء المؤسسات، ووحدة الحكومة التي تضم كل المجموعات في سورية.
العلم الأميركي فوق مقر السفارة في دمشق، أكتوبر 2008 (لؤي بشارة/فرانس برس)
موفد فرنسي إلى سورية الثلاثاء
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أنها سترسل وفداً دبلوماسياً إلى سورية غداً الثلاثاء، للمساهمة بانتقال السلطة. وأوضحت الخارجية في بيان أن باريس تريد المساهمة في “انتقال شامل وسلمي” للسلطة بسورية بعد إطاحة نظام بشار الأسد.
وقال وزير الخارجية جان نويل بارو في تصريح لقناة “إنتر”، إنه لأول مرة منذ 12 عاماً، سيتوجه وفد دبلوماسي فرنسي إلى العاصمة دمشق. وأضاف أن الوفد سيجري أول مباحثات مع الإدارة الجديدة في سورية، وسيقيّم الاحتياجات الإنسانية العاجلة للشعب وكذلك الوضع السياسي والأمني على الأرض.
ومنذ إعلان سقوط نظام بشار الأسد، سارع العديد من الدول الأوروبية إلى تعليق طلبات لجوء السوريين، ومنها النمسا، والدنمارك، وسويسرا، والنرويج، وبريطانيا، وكرواتيا، واليونان. وتتعامل الدول الغربية والأوروبية بحذر مع التطورات في سورية بعد سقوط الأسد على يد هيئة تحرير الشام، المدرجة على لائحتي الإرهاب في الولايات المتحدة وبريطانيا، وسط ترقب لشكل الحكم المقبل في البلاد.
والتقى قائد الإدارة السورية أحمد الشرع (المعروف سابقاً بأبو محمد الجولاني)، أمس الأحد، بمبعوث الأمم المتحدة غير بيدرسون في دمشق، وفق ما أعلنه الحساب الرسمي لإدارة العمليات العسكرية في سورية. وجرى خلال اللقاء، بحث ومناقشة ضرورة إعادة النظر في القرار 2254 نظراً إلى التغيرات التي طرأت على المشهد السياسي، ما يجعل من الضروري تحديث القرار ليتلاءم مع الواقع الجديد، كما أكد الشرع أهمية التعاون السريع والفعال لمعالجة قضايا السوريين، وضرورة التركيز على وحدة أراضي سورية، وإعادة الإعمار، وتحقيق التنمية الاقتصادية.
(رويترز، الأناضول، العربي الجديد)
————————
المدينة الرياضية في حلب.. هكذا حوّلها نظام الأسد إلى ثكنة عسكرية/ إبراهيم خطيب
16 ديسمبر 2024
رصدت كاميرا “العربي الجديد” المدينة الرياضية في مدينة حلب، بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، في الثامن من شهر ديسمبر/ كانون الأول الحالي، وسلطت الضوء على كيفية تحول أحد أبرز الصروح الرياضية السورية، خلال السنوات الماضية.
وافتُتحت المدينة الرياضية في حلب عام 2007، ونُظِمَ حفل رسمي كبير حينها، نظراً لأن المشروع كلّف خزينة الدولة الكثير من الأموال، بسبب التطور الكبير في المرافق، مقارنة بالمدن الرياضية المنتشرة في المحافظات السورية، الأمر الذي جعل الجماهير الرياضية تشعر بالتفاؤل، خاصة أن مشجعي المدينة الشمالية يُعرف عنهم حبهم الكبير لكرة القدم والسلة. ويُعد ملعب حلب الدولي أكبر استادات سورية، وتبلغ سعته 54 ألف متفرج، فيما تصل الطاقة الاستيعابية لملعب الحمدانية إلى 15 ألف مشجع، وأُقيمت فيهما العديد من المباريات والبطولات، لكن كل شيء تحول إلى جحيم، مع بداية الثورة السورية عام 2011، عندما أصدر رئيس النظام السوري المخلوع، بشار الأسد، تعليماته إلى جيشه، في العام التالي، بسحق المعارضة السلمية، قبل أن تتحول إلى مسلحة.
وتحوّلت المدينة الرياضية في مدينة حلب إلى ثكنة عسكرية مرعبة، وقال حسن محمود، أحد المقيمين في منطقة صلاح الدين بجانب الملعب: “لقد كانت نقطة ارتكاز وتجمع لجيش نظام الأسد، ينطلق منها في حملاته العسكرية ضد المدنيين، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين إلى الهروب وترك منازلهم”. وتابع: “لقد أصبح الملعب مليئاً بالشاحنات والناقلات العسكرية، وانتشرت نقاط الحراسة، بالإضافة إلى استهداف سكان المنطقة، الذين نزحوا وهربوا بحثاً عن الأمان”.
ومن جهته، علق الصحافي الرياضي السوري، عروة القنواتي، على ما حدث في المدينة الرياضية بمدينة حلب، بقوله: “قام جيش الأسد بقصف الأحياء السكنية للمدنيين، بعدما تمركز في المدينة الرياضية بين عامي 2013 و2016، حتى توقف بشكل نهائي، عقب تهجير المواطنين”. وتابع: “لقد كانت هذه المنطقة تابعة لفرع الأمن العسكري، والتحقيق في قلب المدينة الرياضية، وفي حال احتاجت الأفرع الأمنية مواطناً، فإن الأمن العسكري يقوم باعتقاله، ووضعه داخل أحد الملاعب، وبعدها يرسله إلى الفرع، الذي قام بطلبه، وجيش نظام الأسد، كان يضرب بقوة الأحياء السكنية، لأن المنطقة قريبة من الأكاديمية العسكرية، بالإضافة إلى استعانة نظام الأسد المخلوع بالشبيحة، الذين تمركزوا في المغسلة بجانب الملعب، وقاموا بعمليات سلب ونهب وخطف وغيرها”.
وبعد سيطرة إدارة العمليات العسكرية على مدينة حلب،، زارت كاميرا “العربي الجديد”، المدينة الرياضية، التي أعاد نظام الأسد المخلوع افتتاحها في عام 2020، لكن الرصد يظهر الحاجة إلى العمل الكبير، من أجل إعادة تأهيل واحدة من أهم المنشآت الرياضية في سورية والشرق الأوسط، لاستعادة الروح، التي فقدتها خلال 13 عاماً، وتعود الجماهير الرياضية مرة أخرى إلى مكانها، وتهتف لمنتخب بلادها أو أنديتها.
————————
العثور على مقبرة جماعية في درعا عمرها يزيد على 10 سنوات
2024.12.16
عثر أهالي ريف درعا على مقبرة جماعية في أطراف مدينة إزرع، تعود إلى أكثر من عشر سنوات. وتقع في منطقة كانت تخضع لسيطرة ميليشيا تابعة لفرع الأمن العسكري التابع للنظام السوري.
وأفادت شبكة “درعا 24” الإخبارية المحلية أن المقبرة اكتُشفت في مزرعة تُعرف باسم “الكويتي”، التي كانت سابقاً تحت سيطرة تلك الميليشيا. وحتى الآن، تم انتشال أكثر من 20 جثة، بينما تستمر الجهود لاستخراج المزيد.
وأوضحت الجهات المسؤولة عن عمليات استخراج الجثث أن التعرف إلى هوية الضحايا أمر بالغ الصعوبة، نظراً لمرور وقت طويل على دفنهم، مع غياب أي تقديرات دقيقة بشأن العدد الإجمالي للجثث.
المقابر الجماعية في سوريا
تعد المقابر الجماعية في سوريا شاهداً مأساوياً على الانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها المدنيون خلال الـ 14 عاماً الماضية. فقد تم العثور على العديد منها في مناطق مختلفة شهدت معارك وصراعات، سواء في المناطق التي بقيت تحت سيطرة النظام السوري، أو تلك التي خرجت عن سيطرته مثل الرقة ودير الزور. في هذه المناطق، تم العثور على مقابر تضم ضحايا تنظيم “داعش”، الذين أعدموا بطرق وحشية خلال حملات ترهيب منظمة ضد السكان المحليين والمعارضين له.
من بين الأمثلة على هذه المآسي، وبعد سقوط النظام السوري، عثر مواطنون على بقايا هياكل عظمية بشرية موضوعة في أكياس وملقاة على جانب الطريق بالقرب من مطار دمشق الدولي، حيث لم تُعرف هوية أصحاب هذه الجثث.
على غرار “التضامن”.. الكشف عن مجازر مروّعة في درعا ونعوات جماعية ترفض إقامة عزاء
وفي حي التضامن في العاصمة دمشق، وبعد عودة السكان إلى مساكنهم، تم العثور على هياكل عظمية وعظام بالية تعود لمن قُتلوا في مجزرة حي التضامن، التي كُشف عنها عام 2022 بعد نشر صحيفة “الغارديان” مقاطع فيديو وثّقت إعدام 41 مدنياً بدم بارد، بينما كانوا معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي على يد قوات النظام.
عمل النظام السوري خلال السنوات الماضية على إنشاء العديد من المقابر الجماعية نتيجة القتل الممنهج، سواء بسبب تنفيذ أحكام الإعدام، أو الموت تحت التعذيب، أو الوفاة بسبب الأمراض وسوء أوضاع المعتقلات. هذا الواقع المؤلم يعكس حجم الانتهاكات التي طالت آلاف السوريين خلال الصراع.
—————————–
كيف تفوّق “كبتاغون الأسد” على إرث أساطير المخدرات؟
الإثنين، ١٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
لم يكشف سقوط نظام بشار الأسد ممارساته وانتهاكاته الوحشية بحق السوريين في المعتقلات الأمنية والمقابر الجماعية فحسب، بل أسدل الستار على مرأى العالم كله وبالجرم المشهود، عن عصابة مؤلفة من رئيس دولة وأزلام كانت تستخدم المخدرات وحبوب “الكبتاغون”، كورقة لتحصيل الإيرادات وابتزاز الدول.
منذ سنوات كان ملف “كبتاغون الأسد” محور تركيز واهتمام دول الإقليم والعالم، وطالما سلطت مراكز أبحاث محلية ودولية ووسائل إعلام، الضوء عليه من منطلق شبكات الإنتاج والتصنيع والتهريب بشتى الوسائل، التي كانت مدارة من قبل النظام ورجاله الأمنيين والعسكريين.
وبينما بقي هذا الملف يدور في إطار الاتهام والأخذ والرد والدعوات المتعلقة بضرورة كبح التهريب باتجاه دول الجوار، أكد سقوط حكم الأسد المؤكد، وكشف عن فكرة أن ما كان يجري داخل منشآته تقف وراءها “سياسة دولة” تجاوزت أنشطتها إرث أساطير المخدرات.
بدت هذه الأنشطة واضحة من الداخل وليس من الخارج هذه المرة، ووثقتها كاميرات الصحفيين الذين دخلوا، خلال الأيام الماضية، إلى معاقل رئيس النظام وشقيقه بشار الأسد والرجال المقربين منهما في العاصمة السورية دمشق وريفها.
يُظهر أحد التسجيلات من مدينة دوما أصنافا متعددة من الفواكه والخضراوات ملقاة داخل منشأة كبيرة، وإلى جانبها محركات وأنظمة جهد وديكورات خشبية وقطع أثاث، وعند فتحها سرعان ما يتبين أنها أدوات تمويه لتخزين الكبتاغون المراد تصديره إلى الخارج.
تسجيلان مصوران آخران نشرهما صحفيون من مطار المزة ومن مقرات ماهر الأسد في يعفور ومنطقة الديماس، ووثقا أيضا ورشات متكاملة الأركان تتم فيها عمليات تصنيع الحبوب المخدرة، بدءا من خلطات المواد الأولية لعملية التصنيع، وصولا إلى الحبة الصغيرة ذات الهلالين.
وبموازاة ذلك، تم الكشف أيضا وبالصور ومقاطع الفيديو، عن منشآت أخرى في محيط العاصمة السورية، أبرزها في مطار المزة العسكري وفي فرع المخابرات الجوية في دمشق، حيث كانت كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون محشوة داخل أكياس بلاستيكية، منها ما هو معد للتصدير المباشر.
ودائما كان نظام الأسد ينكر ضلوعه بعمليات إنتاج وتهريب المخدرات وحبوب “الكبتاغون”، مرجعا أسباب انتشار هذه التجارة إلى جماعات “خارجة عن سيطرته” وفي مناطق ضربها “الإرهاب” سابقا، في إشارة منه إلى البقع التي سيطرت عليها فصائل المعارضة.
لكن ما كشفته الفيديوهات التي نشرها صحفيون ومسلحون، وثقت أن عمليات إنتاج وتهريب الكبتاغون كانت تتم انطلاقا من منشآت تقع داخل حدود سيطرته الأمنية والعسكرية الخالصة. وحتى أن واحدة من هذه المنشآت كانت مملوكة ويديرها رجل الأعمال المقرب منه، عامر خيتي، الذي أُدرج اسمه سابقا على قوائم العقوبات الأميركية والبريطانية.
“إيرادات وابتزاز”
الفيديوهات التي وثقت ما كان يجري داخل منشآت الأسد لإنتاج الكبتاغون بعد سقوطه، تشير إلى أن النظام كان دائما منخرطا في إنتاج على نطاق صناعي، رغم الرواية التي كان يروجها بأنه لا يوجد أي إنتاج في المناطق التي يسيطر عليها.
كما يثبت، حسب ما تقول كبيرة الباحثين في معهد نيولاينز للدراسات في واشنطن، كارولين روز، لموقع “الحرة”، أن هذه المختبرات والمستودعات كانت ترتبط بشكل وثيق بـ”الفرقة الرابعة مدرعات، وإدارة المخابرات الجوية، وعناصر أخرى من أجهزة الأمن التابعة للأسد”.
وعملت روز على مدى السنوات الماضية على تحقيقات معمقة بالشراكة مع مدير البرنامج السوري في “مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية”، كرم شعار.
وكشف الباحثان في هذه التحقيقات، عن كامل خيوط شبكات “الكبتاغون” التي كانت تنبع من منشآت ومناطق سيطرة الأسد.
ما تم الكشف عنه سابقا أثبت لأكثر من مرة ضلوع نظام الأسد في عمليات التصنيع والتهريب، ودفع الولايات المتحدة إلى سن قانون خاص، وجاءت الدلائل البصرية لتؤكد أن ما نشر سابقا كان صحيحا، وفقا لما يضيفه شعّار لموقع “الحرة”.
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت سلسلة عقوبات في هذا الخصوص، أولها قانون “كبتاغون” بنسخته الأولى، الذي استهدف بالتحديد شخصيات من آل الأسد ضالعة في عمليات التصنيع والتهريب والاتجار.
ففي سبتمبر 2020، أقرّ مجلس النواب الأميركي قانون مكافحة اتجار الأسد بالمخدرات وتخزينها، ويختصر اسم القانون باللغة الإنكليزية بـ “كبتاغون”، بينما شهد العام الجاري إقرار قانون كبتاغون بنسخته الثانية، الذي يدعو إلى تعطيل وتفكيك شبكات المخدرات المرتبطة بنظام الأسد.
ويقول شعار: “العمل الذي يتم وتم الكشف عنه وآلية التصنيع والإنتاج مرعب ويوضح أن الأمر بمثابة سياسة دولة. دولة الأسد هي من كانت ترعى هذا الموضوع”.
ويضيف أن التسجيلات المصورة تكشف عن أسماء جديدة على صعيد عمليات الإنتاج والتهريب، مثل خيتي المدرج على قوائم العقوبات. وتكشف أيضا عن مصادر المواد الأولية، بينها الصين والهند.
والعام الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على عدد من السوريين المرتبطين بشكل وثيق بنظام الأسد، بسبب تورطهم في تجارة الكبتاغون.
وقالت الخزانة الأميركية إن “النظام السوري وحلفاءه لجأوا بشكل متزايد إلى إنتاج وتهريب الكبتاغون لتوليد العملة الصعبة، والتي يقدرها البعض بمليارات الدولارات”.
ومن بين الذين فرضت عليهم العقوبات اثنان من أبناء عم بشار الأسد وخالد قدور، وهو شريك مقرب من ماهر الأسد الذي وصف بأنه “منتج رئيسي للمخدرات ومسهل” لإنتاج الكبتاغون في سوريا.
ولا يعرف حتى الآن مكان كل من قدور وخيتي الذي ظهر اسمه على الكثير من الملصقات داخل منشأة دوما الأكبر على صعيد إنتاج “الكبتاغون”، وكذلك الأمر بالنسبة لبقية رجالات الأسد الأمنيين الآخرين، وشقيقه ماهر الأسد.
وفي عام 2023، كانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قد وضعت أيضا استراتيجية لمكافحة تجارة الكبتاغون، قائلة إن الغالبية العظمى منها “يتم إنتاجها من قبل فصائل سورية محلية مرتبطة بنظام الأسد وحزب الله”.
وأضافت إدارة بايدن في بيان سابق، أن “كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون هذه يتم شحنها من الموانئ السورية مثل اللاذقية، أو يتم تهريبها عبر الحدود الأردنية والعراقية”.
“ضعف صادرات سوريا القانونية”
ومن الصعب تحديد الأرباح التي جناها نظام الأسد من تجارة الكبتاغون، إلا أن تحقيقا أجرته مجلة “دير شبيغل” الألمانية قدّر قيمة الإيرادات التي درّها هذا المخدّر في عام 2021 بحوالى 5.7 مليارات دولار، فيما قدّرت مصادر أخرى الرقم بما يصل إلى 30 مليار دولار للعام نفسه.
وفي الواقع، بلغ الناتج القومي الإجمالي لسوريا وفقا للبنك الدولي، 8.9 مليارات دولار عام 2021، مُسجلا تراجعا كبيرا عن 60.04 مليار دولار في 2010.
ويظهر ما سبق، فقدان الدخل الذي تكبّدته حكومة الأسد سابقا جراء الصراع، والدور الكبير الذي اضطلعت به تجارة الكبتاغون في الاقتصاد، حسب ورقة بحثية لمركز “كارنيغي”.
ويوضح شعار أن موارد الكبتاغون التي صبت في خزائن نظام الأسد، “تقدر بين 1 و2 مليار دولار عندما كانت التجارة في ذروتها قبل عام”، ويقول إن “هذا المبلغ يعادل ضعفي صادرات سوريا القانونية، ويساوي تقريبا موازنة سوريا كاملة”.
وتعتقد كبيرة الباحثين في نيولاينز روز، أن الأسد “تمكن من تحقيق إيرادات تتراوح بين 2 إلى 3 مليارات دولار عندما كانت التجارة في ذروتها (2021-2022)، كبديل لمصادر الدخل في ظل العقوبات”.
روز ترى أيضا أن كشف هذه المصانع بعد سقوطه يشير إلى أن الأسد كان يستخدم “الكبتاغون” ليس فقط كمصدر بديل للإيرادات، “بل أيضا كوسيلة للضغط على نظرائه الإقليميين في المفاوضات”.
وتقول إن الفيديوهات “كشفت المواد الأولية المستخدمة في عمليات تصنيع الحبوب، وهي من إنتاج دول من بينها بريطانيا والصين والهند وسلطنة عمان والسعودية ولبنان، حسب الملصقات”.
هل تنتهي التجارة بسقوط الأسد؟
في مقابل ما سبق، تشير العديد من الدراسات إلى أن تجارة الكبتاغون ارتفعت بشكل كبير خلال العقد الماضي. وذكر “معهد الشرق الأوسط” أنه في عام 2021، تم ضبط ما يقرب من 6 مليارات دولار من الكبتاغون المصنوع في سوريا في الخارج.
وفي أبريل 2022 وحده، تم اعتراض 25 مليون حبة كبتاغون في البلدان المجاورة، بقيمة حوالي 500 مليون دولار.
بناء على هذه الأرقام، يتحدث خبراء عن تجارة لها أصدقاء وحلفاء وشركاء في بعض المساحات الدولية والإقليمية، وبينما يرجح البعض منهم انتهاء عمل شبكات التهريب، يقول آخرون إنه يجب عدم توقع أن يستسلم “حيتان التجارة” المخالفة للقانون، بعد سقوط الأسد.
وتقول روز إن سقوط الأسد “من المرجح أن يؤدي إلى انخفاض في إمدادات الكبتاغون على المدى القصير”. وتتابع حديثها بالقول: “لكن هذه التجارة لن تختفي فجأة، إذ سيحاول المهربون تنويع طرق التهريب وتوسيع نطاق التجارة خارج سوريا، خاصة أن مستويات الطلب لم تتغير”.
ومن جانبه، يشرح الباحث السوري في مركز “حرمون للدراسات المعاصرة”، نوار شعبان، أن سقوط نظام الأسد يعني “سقوط المساحة الجغرافية التي كانت تستخدم لإنتاج الكبتاغون، لكن هذا لا يعني انتهاء مورد المواد الأولية والموزع والمستهلك”.
ويقول لموقع “الحرة”، إن “شبكات الكبتاغون قد تبحث في المرحلة المقبلة عن جغرافيا بديلة أو طرق بديلة، للاستفادة مما تبقى لها في سوريا”.
“نظام الأسد كان جزءا من شبكة إجرامية، وله دوره كبير في الإنتاج والتصدير، لكنه يبقى حلقة وسطى بين حلقتين أساسيتين (بدائية ونهائية)”، وفقا للباحث.
ويرجح أن تبدأ شبكات “الكبتاغون” البحث عن طرق بديلة، بالتوازي مع اتجاهها لدراسة الخيارات المتاحة أمامها في مرحلة ما بعد سقوط الأسد.
وبدورها، أكدت الفصائل المسلحة التي دخلت إلى دمشق قبل يومين، أنها بصدد ملاحقة كامل خيوط شبكات إنتاج الكبتاغون.
وقال قائد “هيئة تحرير الشام” (المصنفة إرهابية في أميركا ودول أخرى)، أحمد الشرع الشهير بأبي محمد الجولاني، إنهم سيضعون حدا لهذه التجارة التي كان يقودها الأسد.
وفي هذا الصدد، يعتبر شعار أن “المبادئ الدينية لدى تحرير الشام واضحة، إذ ترفض موضوع المخدرات إطلاقا وهذا رأيناه في إدلب سابقا”، كما يرى أن “موضوع الكبتاغون وإنتاجه في سوريا سينتهي.. حيث أصبح مسار التجارة الآن في طور الانتهاء”.
قناة الحرة
———————-
ماهر الأسد.. إمبراطور الكبتاغون وصانع الموت في سوريا
الإثنين، ١٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
ماهر الأسد.. إمبراطور الكبتاغون وصانع الموت في سوريا ماهر الأسد الرجل الثاني في سوريا والأكثر قوة ونفوذا، وصاحب السيرة الدموية في البلاد، والرجل الخفي وظل الرئيس المخلوع بشار الأسد، امتلك القوة العسكرية الكبيرة والمال، فكان شديد التأثير في بلاده.
أعاد ماهر وبشار سيرة والدهما وعمهما، حافظ ورفعت الأسد، فالأول منهما كان الرئيس الممسك بالشأن السياسي والعسكري في البلاد، أما الثاني فكان حامي النظام في الظل، ومبيد المعارضة.
كان ماهر امتدادا لعمه رفعت الذي أنشأ الفرقة الرابعة، لكن قيادتها آلت من بعده لابن أخيه، الذي تسلمها من بعده ليكمل مسيرته في سحق وإبادة السوريين إبان ثورتهم، وفوق ذلك سيطر على تجارة مخدر الكبتاغون، وقدرت مصادر بريطانية بأن أرباح هذه التجارة سنويا كانت في حدود 50 مليار دولار.
من الطفولة إلى الفرقة الرابعة وُلد ماهر الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 1967، وهو أصغر أبناء الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد (بشرى وباسل وبشار ومجد وماهر).
ظل بعيدا عن الأضواء، وتابع تعليمه الثانوي في أكاديمية الحرية قبل أن ينتقل إلى دراسة إدارة الأعمال بجامعة دمشق، وعقب تخرجه سار على خطى شقيقه باسل الأسد بالالتحاق بالجيش السوري، حيث بدأ مسيرته العسكرية التي ستجعله أحد الشخصيات المحورية في الدولة السورية.
وعندما وقع الحادث المروري الذي أودى بحياة أخيه باسل عام 1994، برز اسم ماهر كأحد المرشحين لخلافة والده، إلا أن هذا المسار تغير، حيث وقع الاختيار على بشار الشقيق الأوسط، ليصبح خليفة حافظ الأسد.
وقد اعتُبرت شخصية ماهر ونزعته الحادة السفاكة للدماء والعنف أحد العوامل التي أثرت في استبعاده لصالح بشار، الذي كان يُنظر إليه على أنه أكثر هدوءا وقبولا في الأوساط السياسية.
وفي تلك الأثناء بدأ ماهر في ترسيخ مكانته داخل المؤسسة العسكرية عبر توليه قيادة كتيبة في الحرس الجمهوري، مما أكسبه نفوذا كبيرا داخل الدائرة العسكرية.
وعقب وفاة والده حافظ الأسد عام 2000، صعد ماهر بسرعة في الرتب العسكرية، حيث رُقي من رتبة رائد إلى عقيد، ليصبح لاحقا قائدا للحرس الجمهوري، وهو تشكيل عسكري كان يضم حوالي 10 آلاف جندي معروف بولائه الشديد، والذي يُعتقد أن ارتباطه بإيرادات حقول النفط في منطقة دير الزور لعب دورا في ضمان استمرار هذا الولاء.
نفوذ وسطوة في العام الذي تقلد فيه أخوه بشار الحكم، انتُخب ماهر عضوا في اللجنة المركزية لحزب البعث، حيث استخدم نفوذه للتأثير على أخيه بشار الأسد، خصوصا في الشهور الأولى من حكمه، وكان ماهر من أبرز الأصوات التي ساهمت في إنهاء فترة الانفتاح السياسي التي عُرفت بربيع دمشق، فقد عدَ هذا الانفتاح تهديدا لاستقرار النظام وبقائه.
كان نفوذه يزداد بمرور الأيام من خلال حسم بعض الصراعات، أحدها مع آصف شوكت صهره ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، حيث عارض ماهر زواج آصف من أخته بشرى، مما أدى إلى توترات شديدة بينهما.
كما بلغ الخلاف ذروته عندما ترددت شائعات عن إطلاق ماهر النار على آصف خلال مشادة، مما أدى إلى إصابة الأخير بجروح خطيرة، ورغم هذا، فقد قيل إن العلاقة بينهما تحسنت لاحقا، وشكل الثلاثي بشار وماهر وآصف النواة الأساسية للسلطة الاستبدادية في نظام الأسد آنذاك.
وفي عام 2005 ورد اسم ماهر الأسد وآصف شوكت في مسودة مُسربة لتقرير ميليس الذي حقق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، ووفقا لهذا التقرير فإن شاهد عيان سوري كان مقيما في لبنان أشار إلى أن ماهر إلى جانب آصف وشخصيات بارزة أخرى، كانوا جزءا من اجتماع قرار اغتيال الحريري، وذلك بعد أسابيع من صدور قرار مجلس الأمن رقم 1559 الذي دعا إلى انسحاب القوات السورية من لبنان.
وفي عام 2008 لعب ماهر دورا بارزا في قمع اضطرابات داخل سجن صيدنايا، حيث سيطر السجناء على الوضع واحتجزوا 1250 جنديا رهائن من أصل 1500، وخلال هذه الحملة، قُتل 25 سجينا من بين 10 آلاف كانوا محتجزين في السجن، بالإضافة إلى 30 من الجنود الرهائن.
وفي الفترة بين عامي 2016 و2017، ظهرت تقارير متضاربة حول رتبته العسكرية، حيث أُشيع أنه يحمل رتبة عميد، في حين أفادت مصادر أخرى بأنه قد رُقي إلى رتبة لواء، وبحلول أبريل/ نيسان 2018، أصبح ماهر قائدا للفرقة الرابعة المدرعة، وهي واحدة من أكثر الوحدات نفوذا في الجيش السوري، بعد أن كان يشغل منصب قائد الكتيبة 42 ضمن هذه الفرقة ثم قائدا للحرس الجمهوري، هذا المنصب عزز نفوذه العسكري والسياسي داخل النظام، مما جعله أحد الشخصيات الأكثر تأثيرا في سوريا.
الثورة السورية منذ اندلاع الثورة السورية في 15 مارس/آذار 2011، لعبت القوات التابعة لماهر الأسد دورا دمويا في قمع الاحتجاجات باستخدام القوة المفرطة في مناطق مثل درعا وبانياس وحمص وإدلب.
وكان لتلك القوات تأثير مباشر في تحويل الاحتجاجات السلمية إلى مواجهات دموية، بل أشارت تقارير عديدة، بما في ذلك ما نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز، إلى وجود مقاطع فيديو تُظهر شخصا يُعتقد أنه ماهر الأسد يطلق النار بنفسه على متظاهرين عُزل في حي برزة بدمشق.
كما كشف جنود منشقون كانوا تحت قيادة ماهر أنهم تلقوا أوامر صريحة باستخدام القوة القاتلة ضد المتظاهرين، حيث روى أحد القناصين الذين تركوا صفوف الجيش أنهم خلال احتجاجات درعا تلقوا أوامر واضحة بالتصويب مباشرة نحو الرأس أو القلب، مع عدم وجود قيود على عدد القتلى، حيث كان المطلوب قتل أكبر عدد ممكن لإخماد المظاهرات بأي ثمن.
هذه الروايات تسلط الضوء على التكتيكات المميتة التي اتبعتها قوات ماهر الأسد بتكليف مباشر منه، والتي شكلت جزءا أساسيا من إستراتيجية النظام السوري في مواجهة الاحتجاجات منذ بدايتها، ولاحقا فرضت عليه عقوبات عربية ودولية لدوره في قمع المظاهرات.
تعزيز النفوذ تعزز نفوذ ماهر الأسد في أعقاب تفجير مبنى الأمن القومي السوري يوم 18 يوليو/تموز 2012، وهو الهجوم الذي أودى بحياة كبار قادة النظام، بينهم وزير الدفاع داود راجحة، ونائبه آصف شوكت، ورئيس خلية إدارة الأزمة حسن تركماني، وهشام بختيار رئيس مكتب الأمن القومي.
عقب الحادثة برز دور ماهر في قيادة العمليات العسكرية، حيث قادت الفرقة الرابعة المدرعة تحت قيادته هجوما شرسا خلال حصار استمر 4 أيام (18-22 يوليو/تموز 2012)، تمكنت فيه من اجتياح 3 مناطق رئيسية كانت تحت سيطرة المعارضة في دمشق، مما عزز مكانته كأحد أبرز أذرع النظام العسكرية.
وفي يوليو/تموز 2013، ذكرت تقارير من مواقع موالية للنظام أن ماهر الأسد كان يقود العمليات العسكرية في مناطق حلب وحمص، مما أشار إلى استمرار دوره العسكري رغم الشائعات التي أثيرت حول إصابته في انفجار في العام السابق.
لكن الشكوك حول حالته الصحية تلاشت عندما نشر مذيع لبناني صورة لماهر الأسد مع المطرب جورج وسوف في يونيو/حزيران 2014، مما أكد أن ماهر لا يزال على قيد الحياة، وأنه لم يتأثر بالشائعات التي دارت حوله، وقد استمر طوال السنوات العشر التالية في أداء مهام عمله الدموية بقهر الشعب السوري، والإشراف المباشر على تجارة مخدر الكبتاغون.
إمبراطور الكبتاغون استُخدم مخدر الكبتاغون لأول مرة عام 1961 كعقار لعلاج التعب والاضطراب السلوكي، ثم سرعان ما أعطي للجنود لتمكينهم من البقاء مستيقظين لفترات طويلة لضمان تعزيز القوة والنشاط لديهم، ولكن بسبب ظهور أعراض خطيرة له أُعلن أنه مخدر خطير، وتوقفت الشركات عن إنتاجه منذ عام 1986.
في سبتمبر/أيلول الماضي 2024 كشف برنامج المتحري الذي يُعرض على منصة 360 التابعة للجزيرة في تحقيقه الاستقصائي عن تورط عائلة الأسد في تصنيع وتجارة وتوزيع مخدر الكبتاغون.
وكشف التحقيق عن أن ماهر وبشار الأسد وابن عمهما مضر رفعت الأسد هما الثلاثي الأهم والمسؤول المباشر عن تصنيع هذه المادة في مناطق مختلفة في سوريا، وكذلك تولي طرق توزيعها.
ووفقا لتسريبات صوتية لسيمان غنيجة وهو عنصر في المخابرات الجوية السورية وكان يعمل مرافقا لشحنات المخدرات، فقد كشف إحدى طرق هذه التجارة، حيث كان يبدأ من الحدود اللبنانية السورية حيث يوجد التصنيع، وينتهي في اللاذقية، ومن هناك ينطلق من ميناء المدينة “اليوغسلافي” الذي يُعد المنفذ الرئيسي لتهريب المخدرات بحرا إلى ليبيا واليونان وإيطاليا.
وقد كشف مدير برنامج سوريا في مرصد الشبكات السياسية والاقتصادية كرم الشعار أن الشريط الحدودي بين سوريا والأردن كان يضم أيضا عدة نقاط لإنتاج الكبتاغون، لكنها ذات طابع محلي، كما تناول تحول الإنتاج الضخم إلى اللاذقية، حيث تتركز مناطق التهريب البحرية، مما يتيح إنتاجا على نطاق أوسع.
وبحسب الشعار، فإن الإنتاج الكبير كان في مناطق التهريب البحرية، إضافة إلى مواقع في درعا جنوب سوريا وقرب الحدود العراقية.
كما أوضح أن عدة شركات مرتبطة بالفرقة الرابعة بقيادة ماهر ظهرت بعد عام 2011، ويسيطر عليها أشخاص مقربون من النظام وأجهزته الأمنية.
وأشار إلى أن مضر الأسد يمتلك شركات للنقل والشحن، مشددا على استحالة قيام أي نشاط مرتبط بالمخدرات دون موافقة الفرقة الرابعة الذي يرأسها ماهر الأسد، نظرا لتحكمها بمعظم الحواجز العسكرية، وهو ما يفسر دورها المحوري في تجارة المخدرات وربما حتى في الإنتاج.
ابتزاز بالمخدرات وقد كشف العديد من التقارير عن إغراق ماهر الأسد لبعض الدول بمخدر الكبتاغون منذ عام 2011، وكشف مركز كارنيغي لدراسات الشرق الأوسط في يوليو/تموز الماضي 2024 أن من أهدافه الحصول على التمويلات اللازمة لاستمرار آلة الحرب التي قادها بشار وماهر على الشعب ودفع رواتب الجنود وتمويل مصالح آل الأسد وثرائهم، إضافة إلى أنه استخدام هذه التجارة لابتزاز بعض الدول للحصول على مواقف سياسية مؤيدة لنظام الأسد.
وقد كشفت مصادر بريطانية أن تجارة الكبتاغون تدر على خزينة آل الأسد وعلى رأسهم ماهر حوالي 50 مليار دولار سنويا.
وعقب فرار بشار الأسد وأخيه ماهر، اكتشف السوريون العديد من معامل (مصانع) إنتاج الكبتاغون في دمشق وريفها وخاصة دوما، بل مناطق لتوزيع هذه المخدرات داخل دمشق نفسها، وأظهرت صور التقطتها وكالة الأناضول وجود ورشة لتعبئة المخدرات في الطابق السفلي لأحد المصانع، وتبين أن الحبوب المخدرة، التي كانت تُعد للشحن، مخبأة داخل لوحات كهربائية.
الفرار بعد 13 عاما على الثورة السورية، وعقب انطلاق عملية ردع العدوان ونجاحها في السيطرة على البلاد خلال أيام، وفي 14 ديسمبر/ كانون الأول الجاري كشفت مصادر مطلعة للجزيرة عن مصير ماهر الأسد.
فبحسب معلومات نقلتها الجزيرة نت عن مصادر أمنية عراقية، فإن ماهر هرب إلى الأراضي العراقية، ويقيم قرب العاصمة بغداد تحت إشراف مباشر من ضباط تابعين للحرس الثوري الإيراني.
ووفق هذه المصادر فقد غادر ماهر دمشق فجر الأحد الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024 برفقة ضباط إيرانيين، بعد أن سلكوا طرقا سرية في شمال شرق سوريا، كانت تُستخدم لتهريب الأسلحة والمخدرات، وهي مناطق خاضعة لسيطرة الفرقة الرابعة التي يرأسها ماهر، واستطاع في نهاية المطاف الوصول إلى العراق مخترقا الأراضي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.
الجزيرة نت
—————————
المبعوثون الأمميون لسوريا… معا على طريق الفشل/ اسماعيل درويش
خلال 13 عاماً و8 أشهر و23 يوماً من الحرب أخفق الدبلوماسيون الأربعة الكبار في التوصل إلى حل سلمي للقضية
الاثنين 16 ديسمبر 2024
منذ اليوم الأول لاندلاع ثورة الـ15 من مارس 2011 في سوريا نادت الأمم المتحدة والسياسيون من مختلف أنحاء العالم، وحتى أطراف النزاع السوري، بأن يكون الحل سياسياً، وعلى مدار 13 عاماً من الحرب الطاحنة يتكرر تصريح “لا حل عسكرياً في سوريا”، وبعد كل ما حل في البلد الشرق أوسطي انتهت النتيجة بأنه “لا حل في سوريا سوى العمل العسكري”.
ليس غريباً على الأمم المتحدة أن تبذل جهوداً شكلية أو جدية للتدخل لحل كل أزمة تندلع في كوكبنا، إذ تدور الصراعات والحروب والنزاعات، بيد أن جهود الأمم المتحدة في الغالب لا تنجح سوى بإيصال المساعدات الإنسانية، وينتهي الحل عادة إما بالسلاح والقوة، وإما بتوافق سياسي بين الأطراف، وكان الحل الأول، أي العسكري، هو ما انتهت به القضية السورية.
منذ اليوم الأول لاندلاع ثورة الـ15 من مارس (آذار) 2011 في سوريا، نادت الأمم المتحدة والسياسيون من مختلف أنحاء العالم، وحتى أطراف النزاع السوري، بأن يكون الحل سياسياً، وعلى مدار 13 عاماً من الحرب الطاحنة يتكرر تصريح “لا حل عسكرياً في سوريا”، وبعد كل ما حل في البلد الشرق أوسطي انتهت النتيجة بأنه “لا حل في سوريا سوى العمل العسكري”.
الرد الأولي لنظام الأسد على التظاهرات السلمية كان الرصاص الحي، ثم ازداد العنف تدريجاً فقادت الدول العربية جهوداً لمحاولة وقف المجازر وأرسلت بعثة مراقبين للأراضي السورية، لكن تعنت نظام الأسد وإصراره على استخدام السلاح ضد شعبه تسبب في إفشال جهود الجامعة العربية فقطعت علاقاتها مع النظام السابق وتحول الملف إلى الأمم المتحدة.
نقاط عنان المستحيلة
بعد مناقشات واسعة في مجلس الأمن الدولي عين الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة إلى سوريا، وكان ذلك في الـ23 من فبراير (شباط) 2012، قبل أسابيع من الذكرى السنوية الأولى للثورة، وأسندت إليه مهمة إنهاء الصراع السوري من طريق حل سياسي يرضي جميع الأطراف السورية.
بدأ عنان مهمته بالتواصل مع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، فأجرى اتصالات مع حكومة بشار الأسد، وأخرى مع المعارضة السورية، ومحادثات مع روسيا وإيران والولايات المتحدة والدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي، فخرج في النهاية بخطة للسلام في سوريا تتمثل بست نقاط هي:
1 – الالتزام بالعمل مع المبعوث في عملية سياسية شاملة تقودها سوريا لمعالجة التطلعات والشواغل المشروعة للشعب السوري، ولهذه الغاية يلتزم بتعيين محاور مفوض عند دعوته للقيام بذلك من قبل المبعوث.
2 – الالتزام بوقف القتال وتحقيق عاجل وفعال للأمم المتحدة لإيقاف العنف المسلح بجميع صوره من قبل جميع الأطراف لحماية المدنيين وضمان الاستقرار في البلاد، ومن أجل هذه الغاية يجب على الحكومة السورية أن تتوقف فوراً عن تحركات القوات نحو وضع حد للمجموعات الثقيلة في المراكز السكانية وإنهاء استخدامها والبدء في سحب التجمعات العسكرية من المراكز السكانية وحولها.
ومع اتخاذ هذه الإجراءات على الأرض ينبغي على الحكومة السورية أن تعمل مع المبعوث من أجل وقف العنف المسلح بكل صوره من قبل جميع الأطراف بآلية إشراف فعالة تابعة للأمم المتحدة.
وسيسعى المبعوث من المعارضة وجميع العناصر ذات الصلة إلى القيام بواجبات مماثلة لوقف القتال والعمل معه من أجل وقف العنف المسلح بكل صوره من قبل جميع الأطراف بآلية إشراف فعالة للأمم المتحدة.
3 – ضمان تقديم المساعدة الإنسانية في الوقت المناسب إلى جميع المناطق المتأثرة بالقتال، ولتحقيق هذه الغاية وكخطوات فورية يجب قبول وتنفيذ وقفة إنسانية لمدة ساعتين يومياً وتنسيق التوقيت الدقيق وطرائق التوقف اليومي من خلال آلية فعالة بما في ذلك على المستوى المحلي.
4 – تكثيف وتيرة وحجم الإفراج عن الأشخاص المحتجزين تعسفياً بمن في ذلك فئات الأشخاص الضعيفة بصورة خاصة والأشخاص المتورطون في أنشطة سياسية سلمية من دون إبطاء من خلال القنوات المناسبة قائمة بجميع الأماكن التي يتم فيها احتجاز هؤلاء الأشخاص والبدء فوراً في تنظيم الوصول إلى هذه المواقع، ومن خلال القنوات المناسبة الاستجابة الفورية لجميع الطلبات الخطية للحصول على المعلومات أو الوصول إليها، أو إطلاق سراحها في شأن هؤلاء الأشخاص.
5 – ضمان حرية التنقل في جميع أنحاء البلاد للصحافيين وسياسة التأشيرات غير التمييزية لهم.
6 – احترام حرية تكوين الجمعيات والحق في التظاهر السلمي على نحو قانوني.
خطط كوفي عنان لتحقيق وقف لإطلاق النار في سوريا على أن يبدأ بتاريخ الـ10 من أبريل (نيسان) 2012، ولاقت خطته ترحيباً دولياً، وعدت أكثر المحاولات الدولية جدية لحل الأزمة السورية.
نظرياً وافقت أطراف النزاع بصورة مبدئية على الخطة، لكن مع إعلانها ازدادت البراميل المتفجرة فوق رؤوس المدنيين، وتزامنت مع اجتياح جيش النظام السابق لمدينة دير الزور، وتخللها ارتكاب مجزرة الحولة الشهيرة بريف حمص، لكن كوفي عنان استمر ببذل جهوده في محاولة الحل قبل أن يعلن في الثاني من أغسطس (آب) 2012 استقالته من منصبه بسبب “تعنت حكومة بشار الأسد وباقي الأطراف، والجمود في مجلس الأمن لمنع حل سلمي”. وأضاف أن “عدم وجود وحدة دولية ودبلوماسية بين زعماء العالم جعل الحل السلمي في سوريا مهمة مستحيلة”، وبذلك طوي دور كوفي عنان في سوريا، تاركاً خلفه حمام دم بالكاد بدأ، وفي الـ18 من أغسطس كوفي عنان في مدينة برن بسويسرا عن عمر ناهز 80 سنة، وبقيت القضية السورية حية.
اعتذار أخير للأخضر الإبراهيمي
منتصف عام 2019 نجا الشاب السوري عماد أبو راس من معتقلات نظام الأسد، وبعد تمكنه من مغادرة سوريا روى للإعلام بعض أهوال ما شاهد في غياهب السجون، لكن اللافت في شهادته هي تعرضه مع معتقلين آخرين لأداة تعذيب تسمى “الأخضر الإبراهيمي”، وهي عبارة عن قضيب بلاستيكي سميك لونه أخضر، أطلقت عليه عناصر النظام هذا الاسم استهزاء بالمبعوث العربي والأممي إلى سوريا.
في الـ17 من أغسطس 2012 تم تعيين الدبلوماسي وزير الخارجية الجزائري السابق الأخضر الإبراهيمي كمبعوث مشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا، ومنذ الساعات الأولى لتعيينه اعترف بأن المهمة “شبه مستحيلة”، لكن عول على الدور الصيني في محاولة للضغط على نظام الأسد، فاستكمل الإبراهيمي مهمته بعد كوفي عنان، وعرض خطة حملت اسم “عملية السلام السورية” لم يستطع من خلالها إقناع النظام بوقف العنف، وبعد جهود مضنية توصل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في سوريا لمدة أربعة أيام، على أن يبدأ ذلك صباح يوم عيد الأضحى الـ26 من أكتوبر (تشرين الأول) 2012، ووافقت حكومة نظام الأسد على ذلك، كما أعلن “الجيش السوري الحر” حينها الموافقة على القتال خلال فترة الهدنة، وبالفعل توقف القتال في الصباح الباكر، لكن بعد انتهاء صلاة العيد خرجت الطائرات المروحية وألقت براميل متفجرة على عدد من الأحياء السكنية في الغوطة الشرقية، وقصف جيش النظام مناطق عدة في مختلف المدن السورية فانهار الاتفاق واستمر القتال.
بعد فشل هذه الهدنة، قرر الإبراهيمي إجراء زيارة للصين التقى خلالها وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي، الذي أبلغه أن الصين تدعم “الانتقال السياسي” لكن ذلك لم يسهم في وقف العنف الذي كان في ذروته.
مضت الأيام وازداد العنف في سوريا، وظهرت التنظيمات الراديكالية في مختلف الأراضي السورية، وحتى الآن لم يتمكن الإبراهيمي من إقناع الأطراف بوقف القتال، وبعد جهد مُضنٍ استطاع مطلع 2014 من إقناع الأطراف بعقد مؤتمر للسلام في جنيف، وكان هدف المؤتمر تحقيق انتقال سلمي للسلطة في سوريا بعد مقتل أكثر من 100 ألف مدني خلال ثلاث سنوات، لكن قبيل انعقاد المؤتمر خرج وزير المصالحة الوطنية التابع للنظام السوري علي حيدر بتصريحات قال فيها “لا تتوقعوا شيئاً من (جنيف 2)، فلن يحل (جنيف 2) أو (جنيف 3 أو 4) الأزمة السورية، الحل بدأ وسيستمر عبر الانتصار العسكري للدولة”. كان اعترافاً رسمياً بأن النظام لن يقبل بالحل السياسي، وبالفعل فشل المؤتمر في تحقيق أي خرق ملموس لوقف القتال.
في نهاية مايو (أيار) 2014 أعلن الأخضر الإبراهيمي استقالته من منصبه، وقال في خطاب الاستقالة، إن “استقالتي ليست مناسبة سعيدة لأنني أترك مهمتي وسوريا في وضع سيئ”، ثم قدم اعتذاراً للشعب السوري، وختم بيانه بالقول، “أنا على قناعة بأن الأزمة السورية ستنتهي، لكن كم شخصاً سيقتل بعد حتى تحقيق ذلك؟”، ثم أدلى بعد استقالته بتصريحات قال فيها إن “فشل تحقيق مصالحة سورية كان بسبب تعنت نظام الأسد وإصراره على الحل العسكري”.
دي ميستورا… الدبلوماسي الأرستقراطي
في الـ10 من يوليو (تموز) 2014 عين الدبلوماسي الإيطالي – السويدي ستيفان دي ميستورا مبعوثاً للأمم المتحدة إلى سوريا. لم يكن دي ميستورا أحسن حظاً من سلفيه، لكن عهده شهد تدخلاً روسياً عسكرياً في سوريا لمصلحة النظام، مما دفع معارضين سوريين لاتهام دي ميستورا بـ”التناغم” مع النظام السوري لفرض الحل من طريقه.
أبرز المنعطفات التي شهدتها القضية السورية في فترة دي ميستورا كانت موافقة مجلس الأمن الدولي على القرار 2254 من دون أن يستخدم أحد الأطراف حق الفيتو، على خلاف ما جرت العادة خلال السنوات التي سبقت إقرار 2254.
في الـ18 من ديسمبر (كانون الأول) 2015 وافق مجلس الأمن الدولي على أول قرار دولي يفرض وقف إطلاق النار في سوريا، ونص القرار رقم 2254 على مطالبة “جميع الأطراف التوقف فوراً عن شن أية هجمات ضد أهداف مدنية”، ويحث القرار جميع الدول الأعضاء على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار، ويطلب من الأمم المتحدة أن تجمع بين الطرفين للدخول في مفاوضات رسمية في أوائل يناير (كانون الثاني) 2016، على أن يتم استثناء مجموعات تعتبر “إرهابية” بما في ذلك تنظيم “داعش”، مع إنشاء آلية لمراقبة وقف إطلاق النار، ويلي ذلك إجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة في غضون 18 شهراً، ليجري التحول السياسي بقيادة سورية.
بعد صدور القرار لقي ترحيباً عربياً ودولياً، وأعلنت المعارضة السورية الموافقة عليه وطالبت بتطبيقه، كما وافق النظام السوري على القرار، لكنه ماطل في التطبيق وطالب لاحقاً بتعديل بعض بنوده، قبل أن يتم إنشاء ما يعرف بـ”مسار أستانا” برعاية روسية إيرانية تركية، وكان “مسار أستانا” بمشاركة دي ميستورا وضغوط روسية لسحب السوري من جنيف التي تعدها روسيا “غير محايدة”.
شارك دي ميستورا بـ11 جولة لـ”مسار أستانا” كان آخرها إقرار اللجنة الدستورية، التي تضم 150 عضواً مقسمة بالتساوي بين النظام والمعارضة والمجتمع المدني (لكل جهة 50 عضواً) فعقدت اللجنة بعض جلساتها ثم توقفت بسبب رفض وفد النظام المشاركة في الجولات اللاحقة لأنها تعقد في جنيف، مطالباً بعقدها في بغداد أو دمشق، وهو ما رفضته المعارضة التي طالبت بأن تعقد إما في جنيف أو العاصمة السعودية الرياض، واستمرت المشاورات حول “مكان عقد الاجتماعات” حتى سقوط النظام.
مع نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2018 أعلن ستيفان دي ميستورا استقالته من منصبه، معترفاً بفشله في تحقيق حل سياسي للقضية السورية، لكن دي مستورا على خلاف سلفيه لاقت فترته اتهامات واسعة من ناشطي المعارضة السورية بـ”التحيز الكامل للنظام”، خصوصاً أن فترته شهدت سيطرة النظام على الغوطة الشرقية وكامل ريف دمشق ودرعا ومدينة حلب، وانحسر وجود المعارضة السورية في محافظة إدلب وريف حلب.
غير بيدرسون… الخطوة بخطوة
إرث ثقيل تحمله الدبلوماسي النرويجي غير بيدرسون مع نهاية عام 2018 عندما تم تعيينه مبعوثاً أممياً إلى سوريا، فما يميز عهد بيدرسون أنه كان آخر المبعوثين، وشهدت فترته سقوط الأسد، ولكن لم يكن هذا السقوط نتيجة لجهود بيدرسون أو الحل السياسي الذي رعته الأمم المتحدة.
لم يكن بيدرسون متشائماً كأسلافه الثلاثة، بيد أنه كان يدرك صعوبة المهمة نظراً إلى تعقيد الملف السوري وإصرار كل طرف على تفسيره الخاص للقرار 2254.ورعى بيدرسون اجتماعات اللجنة الدستورية، وعول على الدور العربي في الحل، فكان يجري زيارات مكوكية إلى العواصم العربية، وعلى وجه الخصوص دول الخليج العربي والأردن.
وشهدت فترة بيدرسون جموداً غير مسبوق بالملف السوري، بعد اتفاق وقعه كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في الخامس من مارس 2020، وبقي الاتفاق ساري المفعول نسبياً حتى سقوط الأسد.
منتصف 2021 قدم الأردن مبادرة لحل الأزمة السورية، ولاقت قبولاً لدى المبعوث الأممي، وحملت المبادرة اسم “خطوة مقابل خطوة”، وعرفت أيضاً بـ”اللاورقة”، وكانت المبادرة تهدف لكسر الجمود بالملف السوري وتطبيق القرار 2254، وتقوم على تقديم كل طرف خطوة، مقابل خطوة من الطرف الآخر، بهدف “بناء الثقة”.
وكانت “اللاورقة” الأردنية تقوم على خمسة بنود هي:
1 – صياغة التوجهات الشعبية نحو حل سياسي يعتمد على مجلس الأمن رقم 2254، مما يعني إعادة هيكلة التنظيم الدولي أو تكييفه ليتناسب مع المطلقات والفلسفة اللاورقية.
2 – بناء الدعم للنهج الجديد بين الشركاء الثلاثة التنفيذيين، وهذا يتطلب موافقة أكثر على التنفيذ عبر العروض والتحفيز.
3 – مع اعتبار روسيا أكثر الفاعلين تأثيراً في الملف السوري وأسهمت في إيجاد ترتيبات تؤدي إلى التوصل إلى اتفاق مشترك في سوريا، فإن ذلك سيستلزم الاعتراف بالمصالح المشروعة لروسيا.
4 – التوافق على شراكة الحكومة السورية في تنفيذ المبادرة.
5 – التنفيذ وترجمة ما يتم التفاهم عليه على أرض الواقع.
قاد بيدرسون الجهود مع الأردن لتطبيق المبادرة على رغم رفض بعض أطراف المعارضة السورية لها، لكن وصول النزاع السوري إلى هذه المرحلة بعد 10 سنوات من الدمار والقتل جعل أطراف المعارضة يقدمون تنازلات أكثر، كما أن الاهتمام الدولي بالقضية السورية تراجع بصورة كبيرة، لذلك لقيت المبادرة قبولاً على رغم أنها غير واضحة المعالم، ولم يعلن الأردن كامل تفاصيلها، وأسهمت هذه المبادرة جزئياً في عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، وهو ما اعتبر أحد أهم مكاسب النظام التي لم يتمكن من استثمارها بسبب مماطلته في تنفيذ المطالب العربية المتعلقة بتحقيق تقدم في العملية السياسية.
نهاية “أستانا” والنظام
في السابع من ديسمبر 2024 شارك المبعوث الأممي في آخر جلسة لـ”مسار أستانا”، وبعد ساعات من هذا الاجتماع تمكنت المعارضة السورية من إطاحة نظام بشار الأسد، لكن المبعوث الأممي لحل الأزمة السورية لا يزال حتى اليوم على رأس عمله، على أن تنتهي مهمته بعد اكتمال عملية الانتقال السياسي في سوريا، وتشكيل حكومة سورية معترف بها رسمياً في الأمم المتحدة.
إذاً، خلال فترة الثورة السورية التي استمرت 13 عاماً وثمانية أشهر و23 يوماً أرسلت الأمم المتحدة أربعة مبعوثين إلى سوريا، فشلوا جميعاً في تحقيق حل سلمي للقضية.
—————————-
كيف تتأثر سوريا بطموحات القوات الفاعلة على أرضها؟
الإثنين، ١٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
في عرض الصحف اليوم، تعود بنا الصحف العالمية إلى التاريخ الذي يمكنُنّا من التنبؤ بنوايا بعض الدول الفاعلة على أرض سوريا، سواء تركيا وتاريخها العثماني، أو إسرائيل ووجودها داخل الأراضي السورية أو حتى العودة لأحداث الربيع العربي قبل أربعة عشر عاماً وقراءة نجاح وفشل الثورات السابقة.
نستهل عرض الصحف بمقال من صحيفة هام ميهان الإيرانية، للكاتب غلامعلي دهقان، بعنوان “عودة إلى التاريخ؟ حول تصريحات أردوغان بعد سقوط بشار الأسد”.
ويستعرض الكاتب سياقات تاريخية متعددة في مقاله، متعلقة بحديث أردوغان عن “تركيا ثانية” والسياسات الإقليمية التي تتبعها كل من روسيا والصين وحتى الدول الأوروبية والولايات المتحدة.
ويعلق الكاتب على تصريحات الرئيس التركي بعد التطورات الأخيرة في سوريا التي أدت إلى سقوط حكم بشار الأسد، والتي أشار خلالها أردوغان إلى أن “الانقسامات التي أعقبت الحرب العالمية الأولى حالت دون جعل حلب وحماة وحمص وإدلب جزءاً من تركيا، كما غازي عنتاب واسطنبول”.
ويرى الكاتب أن تصريحات الرئيس التركي “تفوح منها رائحة العودة إلى التاريخ وإحياء الإمبراطورية العثمانية”، ويقول “إذا سارت الأمور على ما يرام، فإن تركيا تحت قيادة أردوغان لن تمانع في ضم شمال سوريا إلى بلاده”.
وعن القيود الدولية التي قد تحول دون تحقيق ذلك، يشير الكاتب إلى أن هذه “القيود” لم تمنع روسيا من احتلال الجزء الشرقي من أوكرانيا قبل ثلاث سنوات، بتبرير من موسكو بأن هذه المناطق لها “تاريخ” مشترك مع روسيا.
ويضيف أن الصين تعتبر تايوان جزءاً لا يتجزأ من البلاد وتعدها جزءاً من “الصين الكبرى”، “ضمن سياقاتها التاريخية”.
ويبيّن الكاتب أن “الحركات السياسية اليمينية المتطرفة التي تركز على معاداة المهاجرين في الدول الأوروبية وحتى الولايات المتحدة تشير إلى نوع مختلف من “العودة إلى التاريخ”.
ويختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أهمية أن تكون “العودة إلى التاريخ” مصدراً للتقارب بين الأمم وليس سبباً للحروب والنزاعات، مضيفاً أن “إدارة مسألة العودة إلى التاريخ هي مسؤولية الحكماء والمثقفين الذين يهتمون بهويتهم التاريخية وكذلك يخشون الحروب والصراعات”.
ما هي نوايا إسرائيل تجاه سوريا؟ ننتقل إلى صحيفة معاريف الإسرائيلية ومقال بعنوان “بعد اتفاق الانفصال عام 1974، يجب على إسرائيل أن تتذكر الأمر المهم التالي”، للكاتب مايكل هراري.
ويستهل الكاتب مقاله بإيضاح أسباب انهيار حكم الأسد؛ وعزوه إلى “ضعف إيران وحزب الله نتيجة النشاط الإسرائيلي ضدهما في الأشهر الأخيرة، وتركيز روسيا على الحرب في أوكرانيا، والتآكل الداخلي في سوريا”.
ويبرر “قبول” دخول إسرائيل إلى الأراضي السورية، بـ “عدم الوضوح بشأن النظام الجديد في سوريا.. دفع إسرائيل إلى التحرك بسرعة والسيطرة على مناطق في الأراضي السورية”، معتبراً إياها “خطوة حكيمة وضرورية في الظروف الحالية”.
بالمقابل، يتحدث الكاتب عن التهديدات والمخاطر المترتبة على دخول إسرائيل للأراضي السورية، وذلك في إشارة إلى التصريحات الإسرائيلية التي تدل على أن إسرائيل تخطط للبقاء طويلاً في الأراضي السورية.
ويشدد الكاتب على أهمية الحفاظ على اتفاقية فصل القوات الموقعة بين إسرائيل وسوريا عام 1974، التي كانت تمنح إسرائيل السيطرة على مرتفعات الجولان، والتي “تخدم أهداف إسرائيل الاستراتيجية”، بحسبه.
وينوه الكاتب إلى إدانة مصر وقطر والأردن، لتدخل إسرائيل في الأراضي السورية، إذ اعتبرت هذه الدول أن ذلك يعد خرقاً للقانون الدولي، فيما دعت فرنسا وألمانيا إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وهو ما يضع ضغطاً على إسرائيل في حال كانت تخطط للبقاء في المناطق السورية لفترة طويلة.
ويرى الكاتب في ختام مقاله أن على إسرائيل “عدم استغلال الفراغ الناتج عن انهيار النظام السوري لتحقيق أهداف توسعية”.
“لقد أصبحت المنطقة ملعباً بالوكالة” وفي صحيفة الغارديان البريطانية، مقال بعنوان “قد تسوء الأمور أو تتحسن في سوريا بشكل كبير، فلنمنح شعبها التفاؤل”، للكاتبة نسرين مالك.
وتدعو الكاتبة إلى النظر بعين التفاؤل إلى الوضع بسوريا، ودعم هذا الأمل بدلاً من اليأس بسبب التجارب السابقة في المنطقة.
وفي الوقت ذاته، تعترف الكاتبة بتعقيدات الوضع في سوريا، التي تأثرت “بطموحات أطراف خارجية”، وفقاً للكاتبة، مثل روسيا وإيران اللتان دعمتا حكم الأسد، والولايات المتحدة الأمريكية التي ركزت على محاربة تنظيم الدولة، وتركيا التي تمنع ظهور حركة الحكم الذاتي الكردية، فضلاً عن إسرائيل “التي تستغل هذه اللحظة الهشة لسرقة المزيد من الأراضي في سوريا”، بحسب الكاتبة، معتبرة أن “المنطقة أصبحت ملعباً بالوكالة”.
وتقول “ترث أي حكومة جديدة في دمشق التحديات ليس فقط المتمثلة في إدارة بلد ممزق منذ سنوات، بل وأيضاً إدارة المصالح المتنافسة للمتشككين والمحتالين الخارجيين، وترسانة المقاتلين والأسلحة التي أنشؤوها”.
وتؤكد الكاتبة ضرورة أن يحدد السوريون أنفسهم مستقبلهم وأن يقرروا مصيرهم، بعيداً عن التأثيرات الخارجية، بقولها “يجب أن يكون شعبها حراً في رسم مساره الخاص بعد أن فشل العالم في إنقاذ سوريا”.
وترى الكاتبة أن “لا أحد لديه احتكار لوسائل إرساء السلام والاستقرار بعد إزالة الأنظمة الاستبدادية الراسخة، لا الغرب الذي كان له تدخلات كارثية أثناء حربه على الإرهاب، ولا الخليج الذي يهتم بتعزيز مواقفه الاقتصادية والسياسية، ولا الدول العربية الأخرى التي تعد احتجاجات الربيع العربي تهديداً دائماً يجب إحباطه باستمرار” بحسبها.
وتجدد الكاتبة في ختام مقالها على ضرورة “أن تكون البوصلة الآن مع السوريين، الذين لا ينبغي أن تختنق فرحتهم وارتياحهم على الفور بسبب المخاوف بشأن ما سيأتي بعد ذلك، وأن لا يظل مستقبل السوريين رهينة لخيبات الأمل السابقة”.
بي بي سي عربي
——————————
تركيا وروسيا تحذران إسرائيل من ضم الجولان
الإثنين، ١٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
تركيا وروسيا تحذران إسرائيل من ضم الجولان نددت تركيا اليوم الاثنين بخطة إسرائيل لمضاعفة عدد سكان الجولان السوري المحتل على اعتبارها محاولة “لتوسيع حدودها”، في حين حذرت روسيا تل أبيب من فعل ذلك.
وأدانت وزارة الخارجية التركية بشدة قرار تل أبيب توسيع المستوطنات غير الشرعية في الجولان المحتل، قائلة إن ذلك يمثل “مرحلة جديدة في إطار هدف إسرائيل توسيع حدودها من خلال الاحتلال”.
وأضافت أن “خطوات إسرائيل الحالية تقوض بشكل خطر جهود إرساء السلام والاستقرار في سوريا وتفاقم التوتر في المنطقة”، مطالبة المجتمع الدولي بالرد.
وفي روسيا، حذر سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إسرائيل من ضم الجولان السوري المحتل.
وأكد أن ضم إسرائيل للجولان المحتل “أمر غير مقبول”، وفق وصفه.
وأمس الأحد، وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة لمضاعفة عدد سكان الجولان المحتل، لكنها أشارت إلى عدم رغبتها في الدخول في نزاع مع سوريا، بعدما سيطرت على المنطقة العازلة حيث تنتشر الأمم المتحدة بأعقاب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
يذكر أن إسرائيل احتلت معظم أراضي الجولان عام 1967 وأعلنت ضمها عام 1981، في خطوة لم تعترف بها سوى الولايات المتحدة.
وفي عام 2019، أصبحت الولايات المتحدة خلال ولاية دونالد ترامب الرئاسية الأولى الدولة الوحيدة التي تعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.
إعلان
والأسبوع الماضي، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجولان سيظل إسرائيليا “إلى الأبد”.
كما أدانت دول عربية مصادقة الحكومة الإسرائيلية على خطة لتوسيع المستوطنات في الجولان السوري المحتل.
الجزيرة نت
——————————
ما واقع الخدمات في مدينة حلب
بائع في سوق حي باب جنين بمدينة حلب – 15 كانون الأول 2024 (عنب بلدي/ وليد الإدلبي)
16 كانون الأول 2024
واجهت مدينة حلب أزمة مياه استمرت خمسة أيام على التوالي، بسبب معارك بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) و”الجيش الوطني السوري” قرب سد “تشرين” بريف منبج، مع معلومات عن بداية عمليات الإصلاح، لإعادة الضخ في أسرع وقت.
وأفادت مصادر محلية لعنب بلدي أن المياه بدأت بالعودة منذ فجر السبت 14 من كانون الأول، إلى أحياء الشيخ طه وبستان الباشا والميدان والسليمانية، فيما استمر انقطاعها عن بقية أحياء حلب، وسط دعوات للتقنين في استهلاك المياه، لحين وضوح موعد ضخها من جديد.
“مؤسسة مياه حلب” أصدرت بيانًا قالت فيه إن سبب انقطاع المياه عن المدينة يعود لتضرر الشبكات الكهربائية الواردة لمحطات المعالجة في “الخفسة” ومحطة “البابيري” التي تضخ المياه لمدينة حلب، نتيجة الاشتباكات الحاصلة في المنطقة، وإن ورشات الصيانة في شركة الكهرباء تعمل جاهدة على إصلاحها بالسرعة القصوى.
وأوضحت المؤسسة أن محطات المياه لا تعاني من أي مشكلة فنية، وأنها جاهزة للعمل فور ورود التغذية الكهربائية، مشيرة إلى أنها ستعلن موعد الضخ فور إصلاح الخطوط.
ونفد مخزون المياه لدى عائلات كثيرة في مختلف الأحياء بعد أن انتهت الكميات المتوفرة لديها في الخزانات، ما دفع البعض للجوء إلى التعبئة من الصهاريج التي أصبحت عملة نادرة من الصعب الوصول إلى أصحابها.
في المقابل، دفع من حالفه الحظ بالوصول إلى صهريج مياه مبلغ 300 ألف ليرة سورية (24 دولارًا أمريكيًا) على الأقل مقابل 1000 ليتر من المياه، علمًا أن صاحب “الصهريج” يرفض التعبئة لمنزل واحد، ويطلب اتفاق أكثر من منزل في البناء الواحد لتعبئة خزاناتهم، من أجل الموافقة على القدوم إليهم.
ونجمت الأضرار التي لحقت بخطوط الكهرباء المغذية لمحطات المياه عن المعارك التي دارت بين فصائل المعارضة من جهة، و”قسد”من جهة أخرى في محيط سد “تشرين” الذي يبعد قرابة 30 كيلومترًا جنوب شرق مدينة منبج بريف حلب.
أزمة كهرباء
على صعيد الكهرباء، تراجعت ساعات الوصل في مدينة حلب عمّا كانت عليه في الأيام الأولى لخروج المدينة عن سيطرة قوات النظام النظام، وعاد وضع الكهرباء إلى ما كان عليه سابقًا، بواقع 22 ساعة قطع مقابل ساعتي وصل في معظم الأحياء.
يعتمد الأهالي على “الأمبيرات”، التي عادت بدورها إلى أسعارها السابقة التي تصل إلى 70 ألف ليرة أسبوعيًا للأمبير الواحد، ولمدة ثماني ساعات تقريبًا، كمعدل وسطي لمعظم “المولدات”.
وسادت قبل أيام حالة من التفاؤل في الشارع الحلبي بقرب التخلّص من عبء “الأمبيرات”، مع الحديث عن تغيير كلي في واقع الكهرباء، واستمرار وصول التيار على مدار 24 ساعة، وانتشار مقاطع مصورة قيل إنها لدخول محولات كهربائية إلى المدينة، لدعم الشبكة الكهربائية، ووصل التيار إلى جميع الأحياء دون تقنين.
آمال بتغيّر واقع الإنترنت
عاد الإنترنت الأرضي للعمل بشكل مستمر في مدينة حلب، بعد أن شهد انقطاعات متكررة خلال الأسبوع الماضي، فيما أعلنت “المؤسسة السورية للاتصالات” استمرارها في تحصيل الفواتير عبر الدفع الإلكتروني.
وتواجه بعض الأحياء انقطاعًا في الانترنت، حيث أشار سكان في حي جمعية الزهراء إلى انقطاع الإنترنت والاتصالات الأرضية عن مقسم حيّهم بسبب سرقة الأكبال، مطالبين المعنيين بحل مشكلتهم في أسرع وقت.
الأمر ذاته ينطبق على سكان في حي بستان القصر، حيث تعرّض الكابل الرئيس كذلك للسرقة، ما أدى إلى انقطاع الإنترنت الأرضي عن الأهالي، في ظل ارتفاع أجور باقات الإنترنت عبر شبكات الموبايل.
على الرغم من أن الواقع الخدمي في مدينة حلب لم يتحول إلى الحالة المثالية التي يطمح لها أبناؤها، فإن حالة من التفاؤل بتحسن الأوضاع تسود أجواء المدينة، التي عانت في عهد النظام المخلوع من إهمال خدمي وانتشار للرشى والمحسوبيات، مقابل الحصول على أدنى الخدمات ومقومات الحياة.
في 30 من تشرين الثاني الماضي، أعلنت فصائل المعارضة السورية السيطرة على مدينة حلب، وبدأت الحياة تعود تدريجيًا بعد حالة هدوء وخوف وترقب.
عنب بلدي
——————————–
الشبكة السورية لحقوق الإنسان تدعو إلى رفع العقوبات عن سوريا بعد سقوط الأسد
الإثنين، ١٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
دعت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا بعد إسقاط نظام الأسد، لتمكين السوريين من النهوض ببلادهم.
وقالت الشبكة في بيان اليوم الإثنين إن العقوبات التي فرضت على النظام السابق كانت بسبب الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبها، وفشل مجلس الأمن الدولي في وقفها.
وأشار البيان إلى أن الشبكة دعمت في وقت سابق استخدام العقوبات كأداة ضد نظام الأسد، لا سيما ضد الأفراد المتورطين في الانتهاكات الجسيمة، وساهمت في إدراج العشرات منهم على قوائم العقوبات.
وأضافت: “لكن التحول الكبير في المشهد السوري مع سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول 2024، ترى الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن العقوبات قد فقدت مبررها كوسيلة للردع والعقوبة، والتغيير السياسي”.
استمرار العقوبات يعيق عملية التعافي في سوريا شدد البيان على أن استمرار العقوبات، في ظل غياب النظام السابق، قد يؤدي إلى تحولها من أداة للمساءلة إلى عائق أمام جهود التعافي السوري.
وأوضحت أن البلاد “تواجه اليوم تحديات هائلة تتطلب جهوداً كبيرة لإعادة بناء البنية التحتية، واستعادة الخدمات الأساسية، وتنشيط الاقتصاد”، مشددة على أن الإبقاء على العقوبات الاقتصادية يهدد بتقويض الجهود الإنسانية، ويعيق تدفق الموارد الحيوية، مما يزيد من تعقيد مهام المنظمات المحلية والدولية في تقديم المساعدات وإعادة الإعمار.
كذلك أكد البيان أن استمرار العقوبات يمثل عقبة رئيسة أمام عودة اللاجئين والنازحين، ويعرقل جهود الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني، والشركات الخاصة، وذلك بفعل القيود المفروضة على المعاملات المالية والتجارية، والتي تحول دون تأمين المواد الأساسية أو تحويل الأموال اللازمة لدعم المتضررين.
دعوات لإبقاء رموز النظام السابق ضمن دائرة العقوبات في الوقت ذاته، دعا البيان إلى الإبقاء على العقوبات الفردية التي تستهدف نحو 300 شخصية من رموز النظام السابق، مثل بشار الأسد وأسماء الأخرس وماهر الأسد، ورامي مخلوف، وأيمن جبر، وعلي مملوك، وجميل حسن، وعبد السلام محمود، لضمان ملاحقتهم ومحاسبتهم.
كما شددت الشبكة على ضرورة أن يكون رفع العقوبات “مشروطاً بوجود آليات رقابية صارمة وشفافة لضمان عدم تسرب الأموال إلى جهات فاسدة أو متورطة في انتهاكات حقوق الإنسان”.
كذلك طالبت الشبكة بأن تلتزم الحكومة السورية الجديدة بمعايير حقوق الإنسان، وتنفيذ إصلاحات تعزز العدالة والمساواة داخل المجتمع السوري.
توصيات بشأن رفع العقوبات عن سوريا قدمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، عدة توصيات للمجتمع الدولي والحكومة السورية ومؤسسات الأمم المتحدة بخصوص رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.
وحثت الشبكة المجتمع الدولي على رفع العقوبات المفروضة على المؤسسات والبنوك السورية، مع ضمان تنفيذ إصلاحات سياسية وقانونية في مجال حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية، مع الإبقاء على العقوبات الفردية التي تستهدف الأفراد المرتبطين بانتهاكات لحقوق الإنسان.
ودعت الشبكة الحكومة السورية المستقبلية إلى تعزيز الشفافية والمساءلة من خلال تطوير نظام شفاف لإدارة الموارد العامة بما يضمن استخدام الأموال بطرق تخدم التنمية وإعادة الإعمار، ويعزز الثقة مع المجتمع الدولي والمحلي.
كما طالبتها بتنفيذ إصلاحات سياسية وقانونية تحمي حقوق الإنسان، وتضمن حرية التعبير والتجمع السلمي، وسلامة المدنيين، وبإعادة هيكلة المؤسسات المالية لتعزيز الاستقرار النقدي، وتسهيل المعاملات الدولية، وضمان الشفافية في إدارة الموارد.
ودعا البيان الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى التوسط في رفع العقوبات وتقديم الدعم الفني والاستشاري للحكومة السورية والمجتمع الدولي لضمان رفع العقوبات بطريقة فعالة، ومراقبة تنفيذ الإصلاحات، وتقديم المساعدات التقنية والمالية لدعم إعادة الإعمار وتعزيز الاستقرار السياسي، مع ربط هذه المساعدات بتقدم الحكومة في تحقيق معايير الحوكمة والشفافية.
وتوجه البيان إلى المنظمات الإغاثية والحقوقية، إذ طالبها بالتعاون مع الحكومة الجديدة من خلال المشاركة في بناء خطط مستدامة لإعادة تأهيل البنية التحتية وتقديم الخدمات الأساسية، وحثها على استمرار توثيق الانتهاكات السابقة لضمان بقاء الأدلة اللازمة للمحاسبة، والعمل على ضمان عدم عودة الأفراد أو الجهات المسؤولة عن تلك الانتهاكات إلى السلطة أو الإفلات من العقاب.
كذلك دعا البيان الدول الإقليمية إلى دعم الاستقرار الاقتصادي في سوريا من خلال تقديم الدعم المالي والفني للحكومة المستقبلية، مع ضمان عدم تسرب المساعدات إلى جهات غير شرعية أو متورطة في الفساد.
وأيضاً حثها على تعزيز التعاون الإقليمي وإنشاء شراكات لتعزيز التجارة وإعادة بناء العلاقات الاقتصادية، بما يخدم مصالح المنطقة ككل ويعزز استقرار سوريا على المدى الطويل.
تلفزيون سوريا
————————-
أمريكا تنصح مواطنيها بمغادرة سوريا: “الوضع متقلب“
16 ديسمبر / كانون الأول 2024
(CNN)– حثت السفارة الأمريكية في سوريا، الاثنين، المواطنين الأمريكيين على مغادرة سوريا بسبب الوضع “المتقلب ولا يمكن التنبؤ به” في البلاد، بحسب منشور على حسابها الرسمي على منصة “إكس”.
وقالت السفارة الأمريكية: “يظل الوضع الأمني في سوريا متقلبا وغير متوقع بسبب الصراع المسلح والإرهاب في جميع أنحاء البلاد. يجب على المواطنين الأمريكيين مغادرة سوريا إذا أمكن”.
وكانت السفارة الأمريكية علقت أنشطتها في دمشق في عام 2012. وحذرت المواطنين الأمريكيين من أنها غير قادرة على تقديم الخدمات القنصلية الطارئة في سوريا. ونصحت السفارة المواطنين الأمريكيين الراغبين في مغادرة سوريا بالاتصال بالسفارة الأمريكية الموجودة في البلد الذي يخططون لدخوله.
ووفقا للسفارة، فإن معبر نصيب- جابر الحدودي من سوريا إلى الأردن مفتوح حاليا. ونصحت المواطنين الأمريكيين الذين يحملون جوازات سفر سارية بأنه “يُسمح لهم بالعبور لساعات محدودة”. وأضافت السفارة أن غير القادرين على المغادرة يجب أن يستعدوا للاحتماء في أماكنهم “إذا تدهور الوضع”.
العربية نت
—————————-
عبر سوريا.. سقوط “الأسد” يحيي مشروع خط الغاز القطري إلى أوروبا
الإثنين، ١٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
أعاد سقوط نظام بشار الأسد الحديث عن مشروع خط غاز “قطر – تركيا”، الذي يهدف إلى نقل الغاز القطري عبر المملكة العربية السعودية والأردن وسوريا إلى تركيا ومنها إلى أوروبا، وهو المشروع الذي عارضه النظام السوري السابق، عام 2009.
ويأتي ذلك في ظل تصاعد الطلب الأوروبي والتركي على الغاز الطبيعي كبديل للطاقة التقليدية، ما يجعل المشروع محط اهتمام دولي لتحقيق مكاسب استراتيجية في سوق الطاقة العالمي.
أهمية سوريا وقطر في سوق الغاز ووصفت الباحثة التركية في وقف الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية (سيتا)، بشرى زينب أوزدمير، سوريا بأنها “محور استراتيجي” بالنسبة إلى قطر لتصدير الغاز.
وبحسب وكالة “الأناضول” التركيّة، قالت “أوزدمير” إنّ قطر، التي تمتلك ثالث أكبر احتياطي عالمي للغاز بحوالي 250 تريليون متر مكعب، تعتبر الثانية عالمياً بعد روسيا في تصدير الغاز.
وأشارت إلى أهمية مشروع خط الغاز في تقليل التكاليف وتعزيز إمدادات الغاز القطري إلى تركيا وأوروبا، خاصة مع تزايد الطلب الأوروبي والتركي على الغاز الطبيعي في ظل التوجه نحو الطاقة النظيفة.
ورغم الإمكانات الكبيرة، أكّدت الخبيرة آن-صوفي كوربو، من مركز سياسات الطاقة العالمية في جامعة كولومبيا، أن إنجاز المشروع يواجه تحديات عديدة، منها طول خط الأنابيب وتكاليفه المرتفعة، فضلاً عن عدم استقرار الأوضاع في سوريا حتى الآن.
وأوضحت أن إنجاز المشروع قد يستغرق حتى عام 2030، مع احتمال أن تواجه تركيا صعوبات في إقناع السعودية بالسماح بمرور الأنابيب عبر أراضيها.
المنافسة في سوق الغاز وأشارت “كوربو” إلى أنّ السوق الأوروبية تشهد سباقاً حاداً بين موردي الغاز الطبيعي، خاصة من الولايات المتحدة، التي تسعى إلى تعزيز صادرات الغاز المسال.
وأضافت أن التزام أوروبا بتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، يزيد من فرص الغاز الطبيعي كبديل للطاقة التقليدية، مما يعزز أهمية المشروع.
وتوقعت “أوزدمير” أنّ المشروع -إذا أُنجز في ظل استقرار سوريا- سيحظى بإقبال كبير من أوروبا التي تسعى إلى تقليل اعتمادها على الغاز الروسي، وكذلك من تركيا التي تعد ثاني أكبر مستورد للغاز في المنطقة بعد ألمانيا، مؤكّدةً أن المشروع قد يعيد تشكيل خريطة الطاقة في الشرق الأوسط وأوروبا.
——————————
هولندا: إغلاق القواعد الروسية في سوريا شرط لدعم دمشق
الإثنين، ١٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
أكد وزير خارجية هولندا، كاسبار فيلدكامب، أن إغلاق القواعد الروسية في سوريا، سيكون ضمن الشروط الأوروبية لتقديم الدعم للحكومة السورية الجديدة.
وأشار فيلدكامب في تصريح اليوم الإثنين إلى أن رفع العقوبات عن سوريا سيكون مرتبطاً بإطلاق مسار سياسي وضمان حقوق الأقليات.
وبخصوص شطب “هيئة تحرير الشام” من لوائح “المنظمات الإرهابية” في الاتحاد الأوروبي، اعتبر وزير الخارجية الهولندي أن هذا الأمر سابق لأوانه.
من جانبها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاجا كالّاس، إن أفعال النظام الجديد في سوريا خلال الأسابيع المقبلة ستحدد خطوات الاتحاد.
وأشارت كالّاس إلى أن مبعوث الاتحاد الأوروبي سيصل إلى دمشق اليوم الإثنين لبدء التواصل مع النظام الجديد، مضيفة أن أعضاء الاتحاد سيبحثون كيفية التعامل مع السلطات السورية الجديدة في اجتماع لوزراء الخارجية.
روسيا تسعى للحفاظ على قواعدها في سوريا نقلت وكالة “تاس” الروسية عن مصدر روسي أن موسكو تجري محادثات مع السلطات السورية الجديدة بشأن الحفاظ على قاعدتيها العسكريتين في سوريا.
وقال المصدر: “روسيا تجري حالياً محادثات مع السلطات الجديدة بشأن الحفاظ على وجود القواعد العسكرية الروسية في طرطوس واللاذقية، وقد حصلت روسيا على ضمانات أمنية مؤقتة، والقواعد العسكرية تعمل كالمعتاد”.
وفي التاسع من كانون الأول الجاري، فرضت إدارة العمليات العسكرية سيطرتها الكاملة على محافظتي اللاذقية وطرطوس، حيث توجد قواعد عسكرية روسية، ووفقاً لوكالة “تاس” فإن قوات “ردع العدوان” دخلت بالفعل إلى مباني القاعدتين الروسيتين في طرطوس وحميميم.
وتحتفظ روسيا بقاعدتين عسكريتين في سوريا، الأولى هي المركز اللوجستي للبحرية في مدينة طرطوس وتم إنشاؤها في عام 1971 بموجب اتفاقية ثنائية، في حين تم إنشاء الثانية في قاعدة حميميم الجوية بالقرب من مدينة جبلة في أيلول عام 2015 لدعم الرئيس المخلوع بشار الأسد.
————————
محمد حداقي: لم أكن شجاعاً بما فيه الكفاية لمعارضة الأسد |فيديو
2024.12.16
كشف الممثل السوري محمد حداقي عن حجم الضغوط والخوف الذي عاشه الشعب السوري تحت حكم عائلة الأسد، مشيراً إلى أن النظام نجح في تغيير مفاهيم الشرف إلى الكذب والفساد، ما انعكس سلباً على القيم المجتمعية وأثر بشكل عميق على حياة السوريين.
وتحدث محمد حداقي، خلال لقاء مع قناة “العربية”، بصراحة عن ثقافة الخوف التي سيطرت عليه وعلى جميع السوريين على مدى 24 عاماً، قائلاً إنه لم يجرؤ على إعلان موقفه المعارض أو التعبير عن رأيه المخالف للنظام علناً بسبب الرعب الذي زرعته الأجهزة الأمنية بقلوب السوريين.
وأشار الممثل السوري إلى أنه تردد كثيراً قبل الموافقة على إجراء هذا اللقاء بسبب تلك المخاوف التي تراكمت داخله على مر السنين.
ووصف حداقي حكم بشار الأسد بأنه قائم على “الاستعلاء” والقمع، وهو ما أدى إلى خنق الإبداع وحرية التعبير في البلاد، مؤكداً أن النظام عمد إلى مكافأة الفاسدين ومعاقبة الصادقين، ما تسبب في تشويه القيم الأخلاقية للمجتمع السوري.
كما تحدث عن محاولات النظام لاستقطابه عبر دعوات لحضور اجتماعات وزيارات رئاسية، لكنه كان يتحجج بالمرض أو الانشغال لتجنب المشاركة، قائلاً: “لم أكن أريد أن أصطف في عالم القتل، لكني أيضاً لم أكن شجاعاً بما يكفي للوقوف علناً مع المعارضة”.
مساعدة محمد حداقي لمحمد آل رشي وفارس الحلو
وخلال اللقاء، كشف محمد حداقي عن تقديمه الدعم السري لعدد من زملائه الفنانين المعارضين، من بينهم محمد آل رشي وفارس الحلو، حين وفر لهم ملاذاً آمناً في منزله في وقت كانت أسماؤهم مدرجة ضمن قوائم المطلوبين لدى أجهزة الأمن التابعة للنظام، وذلك قبل أن يساعدهم على مغادرة سوريا بأمان.
وأشاد حداقي بشجاعة الفنان محمد آل رشي، الذي سبق أن صرح بأنه لم يتمكن حتى الآن من رد الجميل لحداقي على دعمه له في تلك الفترة الصعبة، وقال: “ما قدمته كان بدافع الصداقة والمبادئ المشتركة، لكن آل رشي كان أشجع مني لأنه امتلك الجرأة ليقول ما لم أستطع قوله علناً”.
محمد حداقي: النظام شوه القيم المجتمعية
وأشار حداقي إلى أن النظام السوري لعب دوراً كبيراً في تغيير المشهد الأخلاقي في البلاد، حيث بات الكذب وسيلة لتحقيق النجاح، في حين عوقب الصدق والنزاهة، مما أضر بالنسيج المجتمعي وأفسد القيم التي تربى عليها السوريون.
واختتم محمد حداقي حديثه بالتأكيد على ضرورة وأهمية التخلص من ثقافة الخوف والاستعلاء لتحقيق التغيير في المجتمع السوري، مؤكداً أن النهضة الحقيقية تبدأ بمواجهة القمع وإعادة بناء القيم المجتمعية التي شوهها النظام.
وأضاف: “بالتأكيد الشعب السوري يحتاج إلى وقت طويل للتخلص من إرث الخوف الذي زرعه النظام فيهم لعقود.. حتى أنا الآن، أتردد كثيراً قبل أن أتكلم، لكن يجب أن نقول ما في داخلنا، ولو بعد حين”.
————————
ضغوط أميركية وفرنسية شرقي سوريا.. هل تفك “قسد” ارتباطها بـ”PKK”؟
2024.12.16
أجرى وفد من وزارتي الخارجية الفرنسية والأميركية لقاءات ومشاورات، خلال اليومين الفائتين، مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والمجلس الوطني الكردي، وذلك بهدف تفعيل الحوار الكردي – الكردي وتشكيل وفد مشترك عن مناطق شمال شرقي سوريا.
وكشف مصدر مقرب من “قسد” لـ موقع تلفزيون سوريا، أنّ “وفدي الخارجية الأميركية والخارجية الفرنسية أجريا لقاءين منفصلين مع أحزاب الوحدة الوطنية التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والمجلس الوطني الكردي المعارض” في مدينة القامشلي بريف الحسكة.
ودعا الوفدان، الأطراف الكردية إلى بدء حوار عاجل وتشكيل وفد مشترك لتمثيل الكرد السوريين في العاصمة السورية دمشق، مشيراً المصدر إلى أنّ “كل الأطراف رحّبت بالمبادرة، إلا أن المجلس الوطني الكردي اشترط بداية (فك ارتباط قسد والإدارة الذاتية بحزب العمال الكردستاني) بشكل كامل”.
وأوضح المصدر أنّ “المجلس الوطني الكردي شدّد على مغادرة قادة وعناصر وكوادر حزب العمال الكردستاني (PKK) الأراضي السورية، وحل (منظمة الشبيبة الثورية) وإعادة كلّ الأطفال والقُصّر الذين جندهم التنظيم، وضمان عدم نقلهم إلى جبال قنديل لاحقاً، قبل تشكيل أي وفد مع قسد”.
لقاء مرتقب للقوى الكردية بحضور أميركي
كشف مصدر كردي مسؤول عن لقاء قريب يجمع قائد “قسد” مظلوم عبدي، مع قيادة المجلس الوطني الكردي، وذلك بإشراف من وفدي وزراتي الخارجية الأميركية والفرنسية، موضحاً أنّ “هدف اللقاء، مناقشة النقاط الخلافية وتمهيد عقد لقاءات مع أحزاب الوحدة الوطنية بقيادة (PYD)”.
وعلّق مصدر من المجلس الوطني الكردي على بنود الشروط التي طرحها الأخير على “قسد” لاستئتاف المفاوضات بالقول: “ما نطلبه هي مطالب شعبية كردية قبل أن تكون مطالب محقة من كافة السوريين في مناطق شمالي وشرقي سوريا”.
ويرى المصدر أنّ “الكرد السوريين دفعوا ضريبة كبيرة من جرّاء تدخل حزب العمال الكردستاني في المناطق الكردية، حيث منح هذا التدخل والوجود العسكري لكوادر الحزب ذريعة كبيرة لتركيا، التي شنت عمليات عسكرية تسبّبت بنزوح الآلاف من الكرد وعموم السوريين من مناطقهم، إلى جانب استهداف البنية التحتية في المدن والبلدات الحدودية بمحافظة الحسكة”.
دير الزور
هل تملك “قسد” عوامل الاستمرار؟
وأشار المصدر إلى أنّ “كل ساعة تتعنّت فيها قسد والعمال الكردستاني بعدم الاستجابة للمطالب الشعبية بضرورة خروج الحزب من المنطقة والعمل كقوة عسكرية وطنية وسوريّة، سيتسبب بنتائج كارثية وحروب جديدة على المناطق التي تسيطر عليها قسد لا سيما المدن الكردية”.
تركيا: “لا مكان لـPKK/YPG في سوريا”
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إنّ بلاده “تريد سوريا خالية من الإرهاب”، وإنّ هدفها الاستراتيجي هو إنهاء “وحدات حماية الشعب (YPG)”، التي وضع أمامها خيارين فقط: إمّا أن تحل نفسها أو يُقضى عليها.
وأضاف “فيدان” في مقابلة تلفزيونية، ليل الجمعة-السبت، بعد ساعات قليلة من مباحثاته مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حول سوريا في العاصمة أنقرة، أنّ “تركيا وأميركا كانتا في موقفين متعارضين تماماً بخصوص التنظيم (YPG/PKK)، هذه قضية وجودية تتعلق بأمننا القومي؛ لذلك نحن دولة أخذت هذه القضية بأعلى قدر ممكن من الجدية”.
وتابع: “نعتقد أن تنظيمي (YPG/PKK) لن يكونا قادرين بعد الآن على إيجاد أرضية كبيرة في سوريا، نتيجة للخطوات التي ستتخذها الإدارة في دمشق لضمان سلامتها الوطنية والإقليمية”.
وشدّد على أنه “في المرحلة الأولى يجب أن يغادر مسلحو التنظيم الإرهي غير السوريين، سواء من قدموا من العراق أو إيران أو تركيا أو أوروبا؛ أن يغادروا سوريا. وفي المرحلة الثانية يجب على مستوى قيادة التنظيم بكامله، بمن في ذلك السوريون، مغادرة البلاد”.
يشار إلى أن أحزاب “الوحدة الوطنية الكردية” تضم 25 حزباً، أكبرها حزب “الاتحاد الديمقراطي”، في حين يتكون المجلس الوطني الكردي من 16 حزباً معارضاً، والذي يدعو إلى شراكة حقيقية من خلال حل عدة ملفات أبرزها: عودة “البيشمركة السورية”، وإلغاء التجنيد الإجباري، وفك الارتباط بين حزب “الاتحاد الديمقراطي” وحزب “العمال الكردستاني”، وتعديل العقد الاجتماعي.
—————————–
بيدرسن: الأمم المتحدة عازمة على تقديم جميع أشكال المساعدة للشعب السوري
2024.12.16
أكد المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، أن الأمم المتحدة عازمة على تقديم جميع أشكال الدعم للشعب السوري خلال المرحلة المقبلة.
جاء ذلك في بيان لبيدرسن اليوم الإثنين، بخصوص زيارته إلى دمشق ولقائه مع قائد إدارة العمليات العسكرية، أحمد الشرع، ورئيس الحكومة، محمد البشير.
وبحسب البيان فإن بيدرسن قدم خلال لقائه مع الشرع والبشير إحاطة حول مخرجات الاجتماع الدولي حول سوريا الذي عُقد في مدينة العقبة الأردنية يوم السبت الماضي.
وشدد على الحاجة إلى “انتقال سياسي شامل وذي صدقيّة بقيادة وملكية سورية ومبني على المبادئ الواردة في قرار مجلس الأمن رقم 2254”.
ووفقاً للبيان فإن بيدرسن شدد خلال البيان على نية الأمم المتحدة في تقديم جميع أشكال المساعدة للشعب السوري، كما استمع إلى أولويات الإدارة الجديدة والتحديات التي تواجهها.
الشرع يدعو لإعادة النظر بالقرار 2254 بشأن سوريا
أكد قائد إدارة العمليات العسكرية، أحمد الشرع، خلال اللقاء مع بيدرسن، على ضرورة مراجعة القرار الأممي 2254، لا سيما أن التطورات السياسية الأخيرة تفرض الحاجة إلى تحديث القرار ليواكب الواقع الجديد.
وأشار الشرع إلى أهمية التعاون السريع والفعّال لمعالجة قضايا السوريين، وضرورة التركيز على وحدة أراضي سوريا، وإعادة الإعمار، وتحقيق التنمية الاقتصادية.
كما شدد على ضرورة التعامل بحذر ودقة في مراحل الانتقال وإعادة تأهيل المؤسسات لبناء نظام قوي وفعّال، مع أهمية توفير البيئة الآمنة لعودة اللاجئين وتقديم الدعم الاقتصادي والسياسي لذلك.
كذلك أشار إلى ضرورة تنفيذ هذه الخطوات بحرص شديد ودقة عالية، من دون عجلة، وبإشراف فرق متخصصة، حتى تتحقق بأفضل شكل ممكن.
تجدر الإشارة إلى أن المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، وصل أمس الأحد إلى دمشق في أول زيارة له بعد إسقاط نظام الأسد، وبحسب البيان الصادر عنه فإنه سيجري مزيداً من الاتصالات على مدار الأيام المقبلة.
————————–
ضربات إسرائيلية على الساحل السوري، وإيران تأمل استئناف عمل سفارتها في دمشق
صورة تظهر سوريين يرفعون علم “الثورة السورية في الشارع.
16 كانون الأول 2024
استهدفت ضربات إسرائيلية مواقع عسكرية في منطقة طرطوس الساحلية السورية، في ساعة مبكرة من صباح الإثنين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ووصف المرصد الضربات الإسرائيلية بأنها “أعنف الضربات” في المنطقة منذ أكثر من عقد.
ونقلت فرانس برس عن المرصد السوري لحقوق الإنسان قوله إن “طائرات حربية إسرائيلية شنت ضربات” استهدفت سلسلة من المواقع بما في ذلك وحدات الدفاع الجوي و”مستودعات صواريخ أرض-أرض”.
في سياق متصل، قال مسؤول في ميناء اللاذقية، الميناء البحري الرئيسي في سوريا، إن الميناء يعمل بشكل طبيعي اليوم الإثنين، وإن عدداً من السفن التي كانت تنتظر منذ عدة أيام، تقوم بإفراغ حمولتها من البضائع.
وكانت الحكومة الإسرائيلية، قد أعلنت مساء الأحد عن موافقتها على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتوسيع الاستيطان في الجولان المحتل، بحسب ما ورد في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء.
تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
من جهتها، حثّت ألمانيا، اليوم الاثنين، إسرائيل على “التخلي” عن خطة لمضاعفة عدد السكان الذين يعيشون في هضبة الجولان السورية المحتلة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن “من الواضح تماماً بموجب القانون الدولي أن هذه المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل تابعة لسوريا وبالتالي فإن إسرائيل هي قوة احتلال”.
وأضاف المتحدث أن “من المهم الآن، في هذه المرحلة من الاضطرابات السياسية في سوريا، أن تأخذ جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة في الاعتبار وحدة الأراضي السورية وألا تشكك فيها”.
إيران تأمل بعودة قريبة لسفارتها في سوريا وتقول إنها تلقت “ضمانات”
أعرب السفير الإيراني في سوريا، حسين أكبري، عن أمله في أن تستأنف السفارة والقنصلية الإيرانية في دمشق عملهما في وقت قريب، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” أمس الأحد.
ونقلت الوكالة عن السفير الإيراني قوله إن الحكومة الانتقالية في سوريا قدمت “الضمانات الأمنية اللازمة للسفارة والأنشطة الأخرى”.
وأضاف أكبري أن طهران تلقت تأكيدات من حكومة تصريف الأعمال في سوريا بعدم استهداف أي إيرانيين أو أضرحة شيعية في سوريا.
من جهتها قالت الخارجية الإيرانية إن وزير الخارجية عباس عراقجي التقى السفير الإيراني، واستعرض تقريراً عن التطورات الحالية في سوريا.
وأضافت الوزارة أن عراقجي قدم للسفير توصيات بضرورة متابعة التطورات في سوريا عن كثب “لحماية المصالح الوطنية والأمن الإيراني، وحماية السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية لسوريا، والحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين”.
روسيا تجلي عدداً من موظفي بعثتها الدبلوماسية في دمشق وتؤكد استمرار عمل سفارتها
أجلت روسيا عدداً من موظفي بعثتها الدبلوماسية في دمشق عبر قاعدة حميميم الجوية في الساحل السوري، وفق ما أفادت وكالة تاس الروسية للأنباء.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن عملية الإجلاء شملت موظفين يعملون لدى البعثات الدبلوماسية لكل من بيلاروس، وكوريا الشمالية، ومنطقة أبخازيا الجورجية الانفصالية – التي تعترف كل من روسيا وسوريا بها كدولة مستقلة.
وأضافت الوزارة أن القوات الجوية الروسية سيّرت رحلة خاصة لعملية الإجلاء، وأن السفارة الروسية في سوريا ما زالت تواصل عملها.
من جهته، قال الكرملين إنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن مصير القواعد العسكرية الروسية في سوريا، وإن موسكو على اتصال مع الجهات التي تسطير على الأمور في سوريا.
الاتحاد الأوروبي: سنراقب أفعال القادة الجدد في سوريا، وألمانيا تحث إسرائيل على التخلي عن خططها بشأن الجولان
قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، اليوم الاثنين، إن مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى سوريا سيتوجه إلى دمشق لعقد محادثات مع القيادة الجديدة.
وأضافت كالاس للصحفيين قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: “سيتوجه كبير دبلوماسيينا في سوريا إلى دمشق اليوم. وسنجري الاتصالات هناك”.
وفيما يتعلق بإزالة جماعات من المعارضة السورية من قوائم الاتحاد الأوروبي للإرهاب، قالت كالاس إن الاتحاد سيراقب عن كثب أفعال القادة الجدد في سوريا بينما يناقش الخطوات المقبلة.
على صعيد متصل، قال وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني إن وزراء خارجية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا سيعقدون الثلاثاء مباحثات مشتركة بشأن الوضع في سوريا.
وأضاف تاياني خلال مؤتمر عُقد في الخارجية الإيطالية أنهم يأملون أن “تتحول الإشارات الإيجابية الأولى إلى إشارات إيجابية ملموسة” على حد تعبيره.
الإدارة الذاتية الكردية تقول إنها “تمد يدها” للسلطات في دمشق
دعت الإدارة الذاتية الكردية، التي تتولى إدارة المناطق الشمالية الشرقية في سوريا، إلى إنهاء “جميع الأعمال القتالية في البلاد”، مشيرة إلى أنها تمدّ يدها للقيادة الجديدة في دمشق.
وقالت الإدارة الكردية خلال مؤتمر صحفي، إنها تحث على إنهاء العمليات العسكرة في جميع أنحاء سوريا من أجل “بدء حوار وطني شامل وبنّاء”.
تحركات دبلوماسية
تُضاعف دول عدة آثرت الحذر في بادئ الأمر، جهود فتح قنوات تواصل مع الحكومة السورية الجديدة، بعد أسبوع على سقوط بشار الأسد.
وفي دمشق التقى قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع الذي يقود فصيله السلطة الجديدة في سوريا، الأحد المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسن، وفق ما أفاد بيان للإدارة السورية الجديدة على قناة تليغرام.
وجاء في البيان أنه جرى خلال اللقاء “بحث ومناقشة ضرورة إعادة النظر في القرار 2254 نظرا للتغيرات التي طرأت على المشهد السياسي، ما يجعل من الضروري تحديث القرار ليواكب الواقع الجديد”، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن المتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سوريا.
وذكر البيان أن الشرع شدد على “ضرورة التركيز على وحدة الأراضي السورية وإعادة الإعمار وتحقيق التنمية الاقتصادية”. وأضاف البيان أنه أثار أيضا “أهمية توفير بيئة آمنة لعودة اللاجئين وتقديم الدعم الاقتصادي والسياسي لتحقيق ذلك”.
من جهته قال مكتب المبعوث الأممي إلى سوريا إن بيدرسن أخبر قائد هيئة تحرير الشام في أحمد الشرع ورئيس حكومة تصريف الأعمال محمد البشير خلال اللقاء أن الأمم المتحدة تعتزم تقديم العون بكل أشكاله للشعب السوري.
الشرع وبيدرسون في لقاء ثنائي وكلاهما يرتديان ملابس رسمية
كما رحبت دول ومنظمات عدة بسقوط الأسد، لكنها قالت إنها تتريث في تعاطيها مع السلطات الجديدة بانتظار رؤية نهجها في إدارة البلاد وطريقة تعاملها مع الأقليات والمرأة.
وقد أعلن بعض منها إجراء تواصل مع السلطات السورية الجديدة. إذ بعد واشنطن السبت 14 ديسبمر/كانون الأول، أعلنت المملكة المتحدة الأحد أنها تجري “اتصالات دبلوماسية” مع هيئة تحرير الشام.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الأحد في تصريح لوسائل إعلام بريطانية إن هيئة تحرير الشام “تظل منظمة إرهابية محظورة (في المملكة المتحدة)، لكن يمكننا إجراء اتصالات دبلوماسية”.
وتصنف الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من الدول، هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية.
وقررت فرنسا أن ترسل بعثة دبلوماسية إلى دمشق الثلاثاء، للمرة الأولى منذ 12 عاماً، حسبما أعلن وزير الخارجية جان نويل بارو في تصريحات لإذاعة “فرانس إنتر” الأحد.
وأعلنت الدوحة أيضاً وصول وفد قطري إلى سوريا ولقائه مسؤولين في الحكومة الانتقالية في البلاد، كما أعلنت “استئناف عمل سفارتها في سوريا اعتباراً من الثلاثاء”.
وفي تركيا، أعلن وزير الدفاع يشار غولر الأحد أنّ أنقرة مستعدّة لتقديم دعم عسكري للحكومة السورية الجديدة إذا طلبت ذلك، مؤكداً أنّه يجب منحها الفرصة للعمل.
وقال غولر إن الإدارة الجديدة تعهدت “احترام المؤسسات والأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى” ووعدت بالإبلاغ عن أي معلومات تتعلق بالأسلحة الكيميائية إلى المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية.
يشار إلى أن هيئة تحرير الشام بقيادة الشرع الذي كان يعرف بلقبه “أبو محمد الجولاني”، فكت ارتباطها بتنظيم القاعدة في العام 2016.
وتسعى السلطات الجديدة إلى طمأنة المجتمع الدولي حيالها.
وأكد رئيس الحكومة الانتقالية في سوريا محمد البشير أن تحالف المعارضة المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام سيضمن حقوق جميع الطوائف والمجموعات، داعياً ملايين السوريين الذين لجأوا إلى الخارج للعودة إلى وطنهم.
————————–
صفحة “الرئاسة السورية” تنشر تصريحا منسوبا لرئيس النظام المخلوع بشار الأسد في منفاه
16 كانون الأول 2024
نشر حساب الرئاسة السورية الإثنين، عبر تطبيق التلغرام، تصريحا منسوبا لرئيس النظام المخلوع بشار الأسد حول ظروف خروجه من سوريا، أكد فيه أنه اضطر لنشره بهذه الطريقة “بعد عدة محاولات غير ناجحة لنشر هذا البيان عبر وسائل الإعلام العربية والأجنبية، كانت الطريقة الوحيدة المتاحة هي نشره على منصات التواصل الاجتماعي لرئاسة الجمهورية السابقة”.
جاء في التصريح الذي اعتبر محاولة بائسة ومتأخرة من بشار الأسد تجاه جمهوره ومؤيديه وحلفائه كأشخاص بأنه لم يفر ولم يهرب إنما ظروف قاهرة دفعته للمغادرة. جاء فيه: مع تمدد الإرهاب في سوريا، ووصوله العاصمة دمشق مساء السبت 7 كانون الأول 2024، بدأت الأسئلة تطرح عن مصير الرئيس ومكانه، وسط سيل من اللغط والروايات البعيدة عن الحقيقة وبما شكل إسناداً لعملية تنصيب الإرهاب الدولي ثورة تحرر لسورية.
في لحظة تاريخية فارقة من عمر الوطن ينبغي أن يكون فيها للحقيقة مكان، فإن ثمة ما يستدعي توضيحه عبر بيان مقتضب، لم تسمح تلك الظروف وما تلاها من انقطاع تام للتواصل لأسباب أمنية بالإدلاء به والذي لا يغني بنقاطه المختصرة عن سرد تفاصيل كل ما جرى لاحقاً، حين تسنح الفرصة.
بداية.. لم أغادر الوطن بشكل مخطط له كما أشيع، كما أنني لم أغادره خلال الساعات الأخيرة من المعارك، بل بقيت في دمشق أتابع مسؤولياتي حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد 8 كانون الأول 2024. ومع تمدد الإرهاب داخل دمشق، انتقلت بتنسيق مع الأصدقاء الروس إلى اللاذقية لمتابعة الأعمال القتالية منها، وعند الوصول إلى قاعدة حميميم صباحاً تبين انسحاب القوات من خطوط القتال كافة وسقوط آخر مواقع الجيش مع ازدياد تدهور الواقع الميداني في تلك المنطقة، وتصعيد الهجوم على القاعدة العسكرية الروسية نفسها بالطيران المسير، وفي ظل استحالة الخروج من القاعدة في أي اتجاه طلبت موسكو من قيادة القاعدة العمل على تأمين الإخلاء الفوري إلى روسيا مساء يوم الأحد 8 كانون الأول، أي في اليوم التالي لسقوط دمشق، وبعد سقوط آخر المواقع العسكرية وما تبعه من شلل باقي مؤسسات الدولة.
خلال تلك الأحداث لم يطرح موضوع اللجوء أو التنحي من قبلي أو من قبل أي شخص أو جهة، والخيار الوحيد المطروح كان استمرار القتال دفاعاً في مواجهة الهجوم الإرهابي.
في هذا السياق أؤكد على أن من رفض منذ اليوم الأول للحرب أن يقايض خلاص وطنه بخلاص شخصي، أو يساوم على شعبه بعروض وإغراءات شتى، هو ذاته من وقف مع ضباط وجنود جيشه على خطوط النار الأولى، وعلى مسافة عشرات الأمتار من الإرهابيين في أكثر بؤر الاشتباك سخونة وخطراً، وهو ذاته من لم يغادر في أصعب سنوات الحرب وبقي مع عائلته وشعبه يواجهان الإرهاب تحت القصف وخطر اقتحام الإرهابيين للعاصمة أكثر من مرة خلال أربعة عشر عاماً من الحرب. وأن من لم يتخل عن غير السوريين من مقاومة في فلسطين ولبنان، ولم يغدر بحلفائه الذين وقفوا معه، لا يمكن أن يكون هو نفس الشخص الذي يتخلى عن شعبه الذي ينتمي إليه، أو يغدر به وبجيشه.
إنني لم أكن في يوم من الأيام من الساعين للمناصب على المستوى الشخصي بل اعتبرت نفسي صاحب مشروع وطني استمد دعمه من شعب آمن به، وقد حملت اليقين بإرادة ذلك الشعب وبقدرته على صون دولته والدفاع عن مؤسساته وخياراته حتى اللحظة الأخيرة. ومع سقوط الدولة بيد الإرهاب، وفقدان القدرة على تقديم أي شيء يصبح المنصب فارغاً لا معنى له، ولا معنى لبقاء المسؤول فيه. وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال التخلي عن الانتماء الوطني الأصيل إلى سورية وشعبها، انتماء ثابتاً لا يغيره منصب أو ظرف، انتماء ملؤه الأمل في أن تعود سورية حرة مستقلة.
—————————-
سفير إيران في دمشق: سوريا لن تكون ليبيا أخرى.. وإسرائيل لا تريد حكومة قوية فيها
16 كانون الأول 2024
طهران: أكد السفير الإيراني في سوريا حسين أكبري، أن سوريا لن تصبح كما هو الحال في ليبيا لأن الظروف الجغرافية والاختلافات المناطقية لليبيا تختلف عن سوريا.
وقال أكبري في حديث نقلته وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” اليوم الإثنين: “تعود الاختلافات المناطقية في ليبيا إلى وجود مناطق لديها اختلافات واضحة مثل الشرق والجنوب والشمال، وبالتالى فإن غالبية المشاكل تعود إلى هذه الاختلافات، لكن في سوريا لا توجد مثل هذه الاختلافات الواسعة على هذا النحو، رغم أنه ستكون هناك مشاكل مماثلة في سوريا، لأن كل فئة أو منطقة تبحث عن حقوقها في الحكومة المقبلة”.
وأكد أكبري أن إحدى المشاكل التي يمكن أن تجعل سوريا أقرب إلى ظروف مشابهة لليبيا هي العلاقات الخارجية لكل مجموعة، بمعنى أن كل مجموعة من هذه المجموعات تحظى بدعم جهات خارجية.
وأوضح أن “المتغير الأهم المؤثر في هذا المشهد هو دور الكيان الصهيوني الذي لا يريد تشكيل حكومة قوية في سوريا تكون تهديدا له، كما يتم تعديل سياسات الولايات المتحدة على أساس مصالح الكيان الصهيوني. هذه العوامل تشكل تحديات جادة تواجه سوريا في الوقت الراهن”.
وقال أكبري إن “السفارة الايرانية في دمشق ستعود للعمل قريبا”، بعد أن أغلقت نتيجة الأحداث الأخيرة في هناك.
وأضاف: “لم يتوقع أحد أن تحدث هذه التطورات في سوريا بهذه السرعة، وفي مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة”، وقال إن “هذه الأحداث كان لها وقع المفاجأة على المسؤولين في الحكومة السورية، وأولئك الذين كانوا وراء كواليس هذه الأحداث وكانوا مسؤولين عن إدارتها أيضا”.
وقال أكبري: “حتى الذين بدأوا العملية لم تكن أهدافهم وشعاراتهم الأولية سوى الرد على تصرفات ما يسمى عدوهم (ردع العدوان)، حيث قصفت الطائرات السورية والروسية مقرهم قبل أيام قليلة من بدء العملية، وهم بدأوا عملياتهم بهدف الانتقام من هذا القصف”.
وأضاف: “الملفت أن هذه العملية انطلقت من نقطة بعيدة تماما عن حلب وإلى شمال هذه المدينة، حيث كان هدفهم الوحيد ضرب الجيش السوري وإعلان النجاح في عملية محدودة. لكن عندما بدأت العملية ولم يقاومهم الجيش السوري، تشجع هؤلاء على توسيع العملية من محاور مختلفة”.
وتابع: “أخيرا، سقطت مدينة حلب التي قاومت السقوط لأكثر من أربع أو خمس سنوات، خلال فترة قصيرة جدا، خلال يوم أو يومين. لقد كان هذا الحدث غير متوقع إلى درجة أنه غير كل المعادلات وأثر بشكل جذري على الوضع”.
وتابع: “لقد توقعنا هذا الوضع بالضبط. بل إنني ذكرت في مقابلة علنية أن هؤلاء (المعارضة المسلحة) لو عبروا من مدينة حمص، فإنهم بالتأكيد لن يهاجموا السفارات حين الوصول إلى دمشق، لأنهم يعتزمون تشكيل حكومة، ولن يتعرضوا للأقليات، كما لن يستهدفوا الأضرحة والإيرانيين. لقد أعلنت هذا الموضوع رسميا، بل وتنبأت بذلك في تصريح للميادين”.
وقال أكبري: “لكن قبل وصول هؤلاء إلى العاصمة، كان واضحا أن بعض الأشخاص المشبوهين والمجهولين خاصة في جنوب دمشق سيقومون بعمليات نهب، ونظرا للوضع الحالي، توقعت أن المكان الأول الذي سيتم الهجوم عليه سيكون سفارتنا ومستشاريتنا الثقافية وقنصليتنا وسفارة العراق. حدث هذا الأمر بالذات. أماكن أخرى لم تتعرض للهجوم. ولحسن الحظ، كنا نتوقع ذلك مسبقا، ولذلك كنا مستعدين له”.
وأضاف: “أنا شخصيا كنت حاضرا في السفارة مع العديد من زملائي حتى مساء السبت، اليوم التالي لسقوط دمشق. حتى أننا كانت لنا لقاءات وراقبنا الوضع عن كثب. اكتشفنا أنه تم التوصل إلى تسوية بين الطرفين وانتهى كل شيء. ولهذا أعلنت لزملائي تلك الليلة أنه لم يعد من المفيد البقاء في السفارة، لأن الجماعات المشبوهة قد تتدخل في هذه القضايا وتسعى للحصول على وثائق أو معدات أو إمكانيات خاصة”.
وأوضح أكبري: “بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين كانوا يتصرفون بغرض السرقة يمكن أن يسببوا مشاكل أيضا، ولهذا السبب قررنا إجلاء جميع الأشخاص المرتبطين بالسفارة ونقلهم إلى بيروت. ولحسن الحظ، لم يصب أحد بأذى ولم نتكبد أي خسائر. أعلن هؤلاء (المعارضة المسلحة) أنه ليست لديهم مشكلة معنا. وفي اليوم التالي، عندما وصلوا إلى دمشق، قاموا بتوفير الأمن لسفارتنا، وأقاموا حواجز ووضعوا حراسا ولم يسمحوا لأي شخص حتى بالتقاط صور للسفارة”.
وقال أكبري: “هدفنا هو استئناف أنشطة القنصلية في أسرع وقت ممكن. كما أعلن هؤلاء عن استعدادهم وقالوا إنهم سيقدمون الضمانات اللازمة لأمن السفارة والأنشطة الأخرى. كما قمنا بنقل الأفراد (أعضاء السفارة) إلى بيروت لمدة يومين أو ثلاثة أيام لضمان الأمن ومنع أي ضرر محتمل. وسوف تستأنف السفارة نشاطها قريبا”.
(د ب أ)
————————–
باحث إسرائيلي: سقوط الأسد ضربة لمحور المقاومة ويجب استغلالها لمهاجمة إيران
16 كانون الأول 2024
الناصرة- “القدس العربي”: يحذر باحث إسرائيلي من تبدد جهود جيش الاحتلال في الحرب في جبهاتها المختلفة، في ظل استمرار فقدان إستراتيجية عامة لدى إسرائيل، داعياً لمحاولة بناء علاقات مع سوريا، ولضرب إيران بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
في مقال نشره موقع معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، يقول تشاك فرايليخ، نائب مستشار الأمن القومي سابقاً: “صحيح أن سقوط النظام السوري السابق هو أمر يبعث بالدفء إلى القلب، لكن السؤال الأعمق هو: هل يخدم هذا الأمر مصالح إسرائيل؟ وكيف؟
تُفضّل إسرائيل دائماً وجود دولة مستقرة ذات سيادة على حدودها بدلاً من ميليشيات، وخصوصاً إذا ما كانت تلك الميليشيات إسلامية متطرفة، إذ حافظ النظام السوري السابق، على الأقل، على حدود هادئة لمدة 50 عاماً”.
ويرى أنه من الممكن أن يفضل المتمردون التركيز أولاً على ترسيخ حكمهم بدلاً من مواجهة إسرائيل، لكن بعضهم تحدث فعلاً عن نياتهم البعيدة المدى.
من هنا يستنتج الباحث الإسرائيلي بأنه يجب إتمام الهجوم الذي يشنه الجيش الإسرائيلي، والهادف إلى منعهم من السيطرة على المقدرات العسكرية السورية، التقليدية وغير التقليدية، والمعروفة وغير المعروفة (بما في ذلك آلاف الدبابات، والمدافع، والصواريخ، والأسلحة الكيميائية، وربما حتى مكونات برنامج نووي معاد تجديده).
ويرى فرايليخ أيضاً أنه على إسرائيل أن تعمل الآن على تجديد التعاون (بما في ذلك الطبي) الذي كان قائماً في السابق مع مجموعات متمردة معتدلة، وتعزيز التعاون مع الدروز والأكراد، باعتبارهم عوامل موازنة أمام المتمردين الإسلاميين والنفوذ التركي المتزايد في سورية.
وبالتوازي، فمن الضروري العمل على تقليص أي ارتباط مستقبلي بين سوريا وإيران و”حزب الله”.
تراجع محور المقاومة
طبقاً للباحث الإسرائيلي، المتحدث بقاموس طائفي إسرائيلي تقليدي ينم عن عقلية “فرق تسد”، أدى سقوط النظام في سوريا فعلاً إلى تراجع الوجود العسكري الإيراني و“حزب الله” على أراضيها، واستبداله بعناصر سنية “متطرفة”، وهو ما سيصعب مرور المساعدات إلى “حزب الله” في لبنان عبر سوريا.
ويضيف هنا: “مع ذلك، فسيتعين على إسرائيل الاستمرار في العمل لإحباط نقل الأسلحة، عبر وسائل عديدة، منها غارات جوية على غرار تلك التي نفذتها خلال السنوات الأخيرة، وبقدر الإمكان، عبر التعاون مع القوى الجديدة الفاعلة في سوريا”.
ويعتبر أن “انهيار محور المقاومة” سيسهل على إسرائيل العمل على تثبيت وقف إطلاق النار وضمان حدود هادئة مع لبنان، وأيضاً تشجيع إطلاق عمليات داخلية لبنانية تهدف إلى إضعاف “حزب الله”.
ووفق مزاعمه، أصبح واضحاً للجميع في لبنان أن “حزب الله”، المدعوم من إيران، لا يحمي الدولة، إنما يدمرها، ومن المتوقع أن تدفع عزلة “حزب الله”، نتيجة أحداث سوريا هناك، والضربات التي تلقّاها في الأشهر الأخيرة، إلى احترام وقف إطلاق النار.
وضمن توصياته، يقول الباحث الإسرائيلي إنه من أجل تعزيز هذه الاتجاهات، يجب على إسرائيل العمل مع الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى لتعزيز حكومة لبنان وجيشها، والتخفيف من حدة الأزمة السياسية والاقتصادية في البلد، لكن أيضاً فرض عقوبات عليها إذا لم تتعاون.
المشروع النووي الإيراني
ويقول فرايليخ إن مخاوف النظام الإيراني من امتداد الأحداث في سوريا إلى أراضيه، ومن تضرر محور المقاومة بصورة عامة، وقدوم دونالد ترامب، ربما تدفعه إلى السعي لتحقيق قدرة نووية تشغيلية.
ويضيف: “مع ذلك، فإن هذه المخاوف تشجعه أيضاً على التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع الولايات المتحدة. وتكمن الطريقة الأمثل لمنع إيران من تحقيق تقدم نووي في التوصل إلى اتفاق نووي جديد، إذ إن الاتفاق وحده يمكن أن يحقق وقفاً طويل الأمد لبرنامجها النووي، وعلى إسرائيل أن تعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة لتعزيز استعدادها لإجراء مفاوضات مع إيران بشأن اتفاق جديد، وفي الوقت ذاته، احتواء نشاطها الإقليمي الخطر”.
وحسب مزاعم فرايليخ، يشكل سقوط النظام السوري ضربة قاسية لإيران ومحور المقاومة، وهما العنصران الأساسيان اللذان يزعزعان الاستقرار في المنطقة، كما أنهما الخصمان المشتركان لنا وللدول السنية المعتدلة؛ فهذه الدول تخشى، كما نخشى نحن، أن تُحدث الأحداث في سوريا موجات ارتدادية إقليمية تهدد استقرارها الاجتماعي وأنظمتها.
ويضيف: “كما هو حالنا، فإن هذه الدول لا تملك علاقات واسعة مع المتمردين، لكنها تملك القدرة على تطوير هذه العلاقات، والاستثمار في إعادة إعمار سوريا، والعمل معنا على استقرار الجبهة الشمالية. لقد تعاونت معنا هذه الدول مرتين خلال السنة الماضية في التصدي لهجمات صاروخية إيرانية ضد إسرائيل، والآن هناك فرصة لتعميق العلاقات معها”.
نهاية الحرب
ويرى فرايليخ أن الحرب في القطاع لن تنتهي إلا باتفاق، ولن تنهيها أي خطوات عسكرية إضافية، ويعلل ترجيحه بالقول إن انهيار محور المقاومة يزيد من الضغط على حركة “حماس” للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، ويمكن من بناء بديل سلطوي في غزة بالتعاون مع الدول المعتدلة والسلطة الفلسطينية.
كما يقول إن اتفاقاً كهذا سيسمح أيضاً بإنقاذ الأسرى الذين تركتهم حكومة إسرائيل بلا حماية، وإنه لو كانت إسرائيل قد التزمت أفقاً سياسياً على الساحة الفلسطينية، لَساهم ذلك في تشكيل جبهة إقليمية ضد إيران.
ويرى أن المحافظة على العلاقات الخاصة والتنسيق مع الولايات المتحدة هو أمر مهم جداً، وخصوصاً في ما يتعلق بالقضية السورية، ومحور المقاومة بصورة عامة، فهذه العلاقة معها لا تقلّ عن كونها مصيرية، ولن يمكننا تلافي المخاطر الكامنة في انهيار سوريا إلا عبر تنسيق مكثف مع واشنطن، كما لن يمكننا، من ناحية أخرى، استغلال هذا الانهيار لكبح إيران فعلياً ومواجهة برنامجها النووي بأفضل طريقة ممكنة إلا عبر التنسيق معها.
ويرى أن هذا التنسيق سيكون بالغ الأهمية، وخصوصاً مع الرئيس الأمريكي المتقلب المزاج ترامب، والذي يبدو أن التزامه الوحيد هو مصلحته الشخصية، وليس السياسات أو الدول أو القيم.
ويخلص الباحث الإسرائيلي للقول: “صحيح أن محور المقاومة تلقى ضربة قاصمة، لكن من دون أن تكون لدينا إستراتيجيا شاملة (وليس مجرد شعارات فارغة)، فسيتبدّد الجهد الكبير الذي بذله جيش الدفاع الإسرائيلي، وسيذهب أدراج الرياح. سيذهب هذا الجهد الذي دفعنا فيه أثماناً باهظة سدى على يد قيادة سياسية فاسدة أسيرة لنزوات مسيانية غيبية. ما تبقى أمامنا هو الإطاحة بنظام آخر في المنطقة، وكلما كان ذلك أسرع، كان أفضل”.
———————-
اجتماع أميركي أوروبي الثلاثاء لبحث الأوضاع في سورية
16 ديسمبر 2024
يعقد وزراء خارجية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا محادثات، غداً الثلاثاء، بشأن التطورات في سورية، وفق ما أعلن وزير خارجية إيطاليا أنتونيو تاياني، اليوم الاثنين. وقال تاياني، خلال مؤتمر للدبلوماسيين في وزارة الخارجية الإيطالية: “نأمل في أن تتحول الإشارات الإيجابية الأولى إلى إشارات إيجابية ملموسة”، وفق فرانس برس. ويأتي هذا الاجتماع الافتراضي فيما تكثّف الدول الغربية اتصالاتها مع هيئة تحرير الشام التي تولّت السلطة بعد الإطاحة ببشار الأسد.
وأعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن موفداً أوروبياً يصل اليوم الاثنين إلى دمشق للتحدث مع القيادة الجديدة لسورية، مشيرة، في تصريح، إلى أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيبحثون في اجتماع اليوم كيفية التعامل مع القيادة السورية الجديدة. وبخصوص إمكانية إزالة فصائل المعارضة السورية من قائمة الاتحاد الأوروبي للإرهاب، قالت كالاس: “سنتابع من كثب ما يفعله قادة سورية بينما نبحث الخطوات التالية”.
كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أنها سترسل وفداً دبلوماسياً إلى سورية غداً الثلاثاء، للمساهمة بانتقال السلطة. وأوضحت الخارجية، في بيان، أن باريس تريد المساهمة في “انتقال شامل وسلمي” للسلطة. وقال وزير الخارجية جان نويل بارو، في تصريح لقناة “إنتر”، إنه لأول مرة منذ 12 عاماً سيتوجه وفد دبلوماسي فرنسي إلى العاصمة دمشق. وأضاف أن الوفد سيجري أول مباحثات مع الإدارة الجديدة في سورية، و”سيقيّم الاحتياجات الإنسانية العاجلة للشعب، وكذلك الوضع السياسي والأمني على الأرض”.
وكان قائد غرفة العمليات العسكرية لفصائل المعارضة وزعيم “هيئة تحرير الشام” أحمد الشرع، أمس الأحد، قد التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون في دمشق، وفق ما أعلنه الحساب الرسمي لإدارة العمليات العسكرية في سورية. وجرى خلال اللقاء بحث ومناقشة ضرورة إعادة النظر في القرار 2254 نظراً إلى التغيرات التي طرأت على المشهد السياسي، ما يجعل من الضروري “تحديث القرار ليتلاءم مع الواقع الجديد”، كما أكد الشرع “أهمية التعاون السريع والفعال لمعالجة قضايا السوريين، وضرورة التركيز على وحدة أراضي سورية، وإعادة الإعمار، وتحقيق التنمية الاقتصادية”.
مقاتلون من المعارضة السورية في دمشق، 15 ديسمبر 2024 (عمر حاج قدور/فرانس برس)
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، الاثنين الماضي، إن واشنطن لديها عدد من الطرق للتواصل مع مجموعات مختلفة واحدة منها تصنفها واشنطن منظمة إرهابية. وقال ميلر: “شاركنا في هذه المحادثات على مدى الأيام القليلة الماضية. وشارك الوزير نفسه في محادثات مع دول لها نفوذ داخل سورية، وسنواصل القيام بذلك”. وتسعى حكومات في مختلف أنحاء المنطقة، وكذلك في الغرب، جاهدة لفتح اتصالات مع “هيئة تحرير الشام”، فصيل قوات المعارضة الرئيسي في سورية.
(فرانس برس، العربي الجديد)
———————————
جثث مجهولة الهوية قرب نقاط عسكرية لنظام الأسد/ عبسي سميسم
16 ديسمبر 2024
كشفت فرق تابعة لمنظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) عن مئات الجثث الملقاة في أماكن متفرقة قرب ثكنات ونقاط عسكرية كانت تحت سيطرة نظام الأسد، وفي أماكن كان يُحظر على المدنيين الاقتراب منها، قبل أن تتكرر بلاغات السكان عنها بعد سقوط النظام.
يقول المسؤول عن قسم جمع الأدلة في الدفاع المدني، عبد الرحمن المواس، لـ”العربي الجديد”، إن الفرق عملت على جمع الأدلة المتعلقة بالجثث بعد تلقي بلاغات من الأهالي حول أماكن وجودها، ومن بينها جثث في منطقة الجسر الخامس على الطريق المؤدي إلى مطار دمشق الدولي. وأضاف: “تلقينا خبرًا عن وجود جثث مجهولة الهوية ألقيت على طريق المطار خلف المدينة السعيدة، من قبل شاحنة قبل بضعة أيام. كان جيش النظام يمنع دخول المدنيين إلى المنطقة، وكان لديه حاجز. اكتشفنا 17 جثة، فضلاً عن أكياس صغيرة تحتوي على عظام. وثّقنا الجثث عن طريق الصور، وأخذنا عينات من الأسنان والعظام بهدف استخراج الحمض النووي لتحديد الهوية”.
يتابع المواس: “وثقنا خلال الأيام الماضية أكثر من 476 جثة، ولا نحفر أو ننبش القبور. أغلب الجثث ترتدي لباساً عسكرياً، لكن هناك جثثاً أخرى لا يعطي لباسها أي دلالة، فمنها ما يعود لعسكريين ومدنيين. وصلنا العديد من الأخبار عن مقابر جماعية، والأولوية هي توثيق الضحايا في السجون، ثم الجثث المكشوفة، وآخر الأولويات هي المقابر الجماعية، والتي لا نملك السلطة أو الأدوات اللازمة لنبشها”.
وأكدت شهادات متطابقة من شهود عيان في المنطقة التي تضم مقبرة نجها القريبة من قصر المؤتمرات بريف دمشق، لجوء النظام المخلوع إلى دفن الجثث في مقابر على شكل طبقات في حفر بعمق يصل إلى 20 متراً، حيث يُدفن قسم من القتلى تحت التعذيب، ثم يُوضع التراب فوقهم، وعند وصول دفعة جديدة من الجثث، يتم دفنها فوقها في الحفرة ذاتها.
ويوضح أحد الشهود لـ”العربي الجديد” أن “عناصر الأمن والمخابرات الجوية قاموا باستخدام المنطقة التي كانت مكباً للقمامة في دفن الجثث. الواضح أن الردم يضم بقايا عظام بشرية، وقامت سيارات عسكرية برمي جثث في المنطقة عقب سقوط النظام”.
ويقول أحمد القاسم، وهو عامل مياومة من سكان المنطقة، لـ”العربي الجديد”: “بعد سقوط النظام تنبّهت إلى وجود أشياء غريبة في المنطقة تخلف روائح كريهة، ولم يكن مدركاً لطبيعتها، وعندما وصلت إليها شاهدت بعض الجثث، فسارعت لإبلاغ الدفاع المدني السوري عنها. كانت المنطقة محاطة بالحواجز الأمنية، ويُحظر على المدنيين دخولها، وبعد سقوط النظام تمكّن الأهالي من معرفة ما يجري فيها”.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير، أن الأهالي وجدوا جثامين نحو 12 شخصاً في منطقة الجسر الخامس، وأن بعض الجثث تم التعرف على أصحابها، ومن بينهم مدير مدرسة ابتدائية، وشقيقه الموظف، ومدرس رياضيات، وآخر يعمل في تربية المواشي، وسائق، كما عُثر على عشرات الجثث التي لم يتم التعرف على أصحابها، وجرى دفن بعضها من قبل الأهالي.
ويسلط هذا الضوء على حجم الانتهاكات التي كانت تمارسها قوات النظام السابق، وعمليات الإعدام خارج نطاق القانون بحق المعتقلين، وقد اكتشفت مقبرة عند جسر بغداد في ريف دمشق، إضافة إلى هياكل عظمية وجثث على طريق مطار دمشق الدولي، وفي محيط مستشفى حرستا العسكري.
وعثر أهالي حي التضامن في دمشق على هياكل عظمية وعظام بالية ربطوها بمن قضوا في “مجزرة التضامن” التي تم الكشف عنها في عام 2022، حين قام الضابط أمجد اليوسف بقتل مدنيين معصوبي الأيدي بإطلاق النار المباشر عليهم وإلقائهم في حفرة.
ومن دمشق، يوضح الحقوقي أيهم عبد الصمد، لـ”العربي الجديد”، أن “الكشف عن المقابر الجماعية لا يجب أن يحدث بشكل عشوائي لعدة أسباب، في مقدمتها الكشف عن هوية الجثث، كما أن قرار الكشف عن المقابر الجماعية يجب أن يتخذ من قبل الجهات الحكومية، وليس من جهات منفردة. يحق ذلك للنيابة العامة والقضاء والطب الشرعي، فضلًا عن اللجان الوطنية المختصة بالكشف عن المفقودين، وأيضاً المنظمات الدولية، مثل الصليب الأحمر الدولي، ومنظمات الأمم المتحدة”.
يتابع عبد الصمد: “من الجهات المخولة أيضاً الكشف عن المقابر الجماعية المنظمات الحقوقية غير الحكومية، والتي تعمل في توثيق ضحايا الانتهاكات، لكنها يجب أن تعمل بحضور السلطات المختصة، وأن تشارك النتائج مع تلك السلطات. اتفاقيات جنيف، والقانون الدولي الإنساني، واتفاقية حماية الأشخاص من الاختفاء القسري لعام 2006، كلها تضمن التحقيق في حالات الاختفاء القسري والكشف عن المقابر الجماعية”.
مقبرة جماعية تم العثور عليها قرب دمشق، 16 ديسمبر 2024 (أمين سنسار/الأناضول)
ويوضح: “هذه العمليات لها أيضاً إجراءات قانونية، وفي مقدمتها الإذن القضائي لضمان مشروعية العملية، إضافة إلى التوثيق والتحليل بهدف أخذ عينات من الحمض النووي من الرفات أو الجثث للتعرف عليها لاحقاً، مع ضرورة التنسيق مع منظمات دولية في بعض الأحيان لضمان الشفافية في عمليات التحقيق الخاصة بالمقابر الجماعية”.
وفي السياق، كشف “تجمع أحرار حوران” وهو تجمع لناشطين وحقوقيين في جنوب سورية، عن عثور الأهالي على مقبرة جماعية في مزرعة كانت تخضع لسيطرة الأمن العسكري التابع لنظام الأسد في شمال غربي مدينة إزرع بريف درعا، وأنه عثر فيها على أكثر من 20 جثة، بينما يواصل الأهالي عمليات البحث دون الإشارة إلى جهة مختصة تشرف على عمليات توثيق الجثث، أو أخذ عينات منها لتحديد هوياتهم في وقت لاحق.
———————————
العثور على مقبرة جماعية قرب مقر للأمن العسكري جنوبي سورية/ محمد كركص
16 ديسمبر 2024
عثر الأهالي اليوم الاثنين، على مقبرة جماعية تحتوي على رفات نساء وأطفال في مزرعة الكويتي على أطراف مدينة إزرع في الريف الأوسط من محافظة درعا، جنوبي سورية، والتي كانت تسيطر عليها قوات “الأمن العسكري”، أحد الأفرع الأمنية لنظام بشار الأسد المخلوع.
وقال الناشط والحقوقي عاصم الزعبي، عضو تجمع أحرار حوران (مؤسسة إعلامية تغطي الأحداث في مناطق جنوب سورية)، لـ”العربي الجديد”، إنه تم العثور على مقبرة جماعية تضم 15 جثة، انتُشل منها حتى الآن 12 جثة، بينهم نساء وأطفال وعناصر منشقون عن النظام المخلوع، البعض يعود تاريخ وفاتهم إلى أكثر من 10 سنوات، وذلك ضمن مزرعة الكويتي في منطقة أزرع.
وأشار الزعبي، إلى أن مزرعة الكويتي كانت مقراً للمساعد أول لدى فرع الأمن العسكري عمار القاسم، المعروف باسم “أبو جعفر”، والذي كان مسؤولاً عن قتل وتصفية عدد كبير من المعتقلين، ودفنهم ضمن مقابر جماعية، بالإضافة إلى حرقه لعدد من المعتقلين في المنطقة التي كان يسيطر عليها. ولفت الزعبي، إلى أن عمليات البحث في المنطقة لا تزال جارية، وسط تقديرات تشير إلى وجود مقابر جماعية أخرى في المنطقة نفسها، مشدداً على أن منطقة “اللواء 12” في إزرع ومحيطها تحتوي على مقابر جماعية منذ اندلاع الثورة السورية، بحسب شهادة العديد من الأشخاص.
وبيّن الزعبي أن العدد النهائي لعدد المعتقلين المدفونين ضمن هذه المقابر لا يمكن تحديده حتى يتم الكشف عن جميعها، موضحاً أنه سيتم الكشف والبحث عن مواقع أخرى يُرجح أن فيها وجود مقابر جماعية، لمعرفة عددها والجثث المدفونة فيها.
وكان نشطاء سوريون قد تداولوا على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو، قالوا إنها لـ150 مقبرة جماعية تضم نحو 75 ألف جثمان لمعتقلين سابقين في سجون نظام بشار الأسد المخلوع. وأظهر أحد المقاطع صفوفاً من القبور والحفر، قيل إنها تعود لنظام الأسد في منطقة الحسينية التي تقع خلف قصر المؤتمرات في ريف دمشق، جنوب غربي سورية.
150 مقبرة جماعية تحوي نحو 75 ألف جثمان معتقل موجودة في منطقة واحدة، هي منطقة الحسينية بريف دمشق خلف قصر المؤتمرات…
والله انهم يستحقون الاعدام مليون مرة لكل شخص منهم pic.twitter.com/hCGWO7sNtZ
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) December 14, 2024
————————————-
خطة مدتها شهر لسحب جميع القوات الروسية من سورية/ محمد كركص
16 ديسمبر 2024
روسيا سحبت خلال اليومين الماضيين 10% من قواتها العسكرية القتالية
كلّ البواخر والبوارج الروسية انسحبت من الساحل السوري إلى روسيا
سحبت روسيا معظم نقاطها العسكرية المنتشرة في المحافظات السورية
حصل “العربي الجديد” على معلومات من مصادر مقرّبة من إدارة العمليات العسكرية في سورية، تؤكّد أنّ روسيا ستسحب جميع قواتها العسكرية من سورية في غضون شهر، مشيرة إلى أن روسيا سحبت جزءاً من قواتها العسكرية القتالية من قاعدة “حميميم”، أكبر قواعدها في سورية، ضمن منطقة جبلة بريف محافظة اللاذقية، شمال غربي البلاد، إلى روسيا.
وقال “المرصد أبو أمين – 80” التابع لوحدات الرصد العاملة إلى جانب إدارة العمليات العسكرية، في حديث مع “العربي الجديد”، إن روسيا سحبت خلال اليومين الماضيين 10% من قواتها العسكرية القتالية من سورية إلى روسيا، مؤكداً أن طائرتين من طراز “إل 76 – يوشن”، وطائرة من طراز “أنتونوف إن-22” (البجعة العملاقة) تشارك على دفعتين أو ثلاث دفعات يومياً بنقل المعدات العسكرية من قاعدة “حميميم” إلى روسيا.
وأشار “أبو أمين – 80” إلى أن كلّ البواخر والبوارج الروسية انسحبت من الساحل السوري إلى روسيا، في ظل الإبقاء على قاعدة “حميميم” (الجوية) في منطقة جبلة، وقاعدة مطار القامشلي شمال شرقي محافظة الحسكة، وقاعدة طرطوس على الساحل السوري، والتي ستنسحب تباعاً إلى روسيا في مدة أقصاها شهر.
وكانت القوات الروسية قد سحبت يوم الجمعة الفائت، 7 نقاط مراقبة من ريف محافظة القنيطرة، ومن حدود منطقة الجولان السوري المحتل جنوبي سورية، عبر رتلين عسكريين إلى قاعدة “حميميم” الجوية، تزامن معها سحب رتل من مطار “التيفور” العسكري بريف حمص الشرقي، وسحب جزء من المعدات العسكرية في مطار القامشلي بريف محافظة الحسكة الشمالي الشرقي، إلى القاعدة نفسها، وذلك تحضيراً لنقلها إلى روسيا.
مبنى وزارة الخارجية الروسية في موسكو، 27 يناير 2022 (فرانس برس)
ومع بداية عملية “ردع العدوان” في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، سحبت القوات الروسية معظم نقاطها العسكرية المنتشرة في المحافظات السورية، وعملت على تجميعها ضمن قاعدة “حميميم” الجوية قبيل وصول إدارة العمليات العسكرية إلى تلك النقاط. وأشار “العربي الجديد” في تقرير سابق صدر قبل أيام، إلى أن عدد الطائرات الحربية في قاعدة “حميميم” الجوية يبلغ 22 طائرة حربية موزعة بين طائرات من طراز “سوخوي – 24″، و”سوخوي – 34″، بالإضافة إلى طائرتين حربيتين من طراز “سوخوي – 57″، وطائرتين اثنتين من طراز “إيه-50″، وطائرة من طراز “أنتونوف إن – 22″، وبينت المصادر، أن مطار القامشلي يضم 7 طائرات حربية روسية من طراز “سوخوي – 34″، وطائرة من طراز “أنتونوف إن – 22″، مشيرةً، إلى أن منظمات الدفاع الجوي الروسية من طراز “إس 400” التي كانت منتشرة في جبل الحيلوني بريف منطقة مصياف في ريف محافظة حماة الغربي، جرى سحبها إلى قاعدة “حميميم” الجوية.
وفي مطلع يوليو/ تموز 2023، أصدر “مركز جسور للدراسات” بالتعاون مع “مؤسسة إنفورماجين لتحليل البيانات” مجموعة الخرائط والرسوم التحليلية للمواقع العسكرية الخارجية، والتي بلغت 830 موقعاً عسكرياً موزعاً بين الدول التي تشكل القوى الخارجية المتحكمة بالمشهد في سورية، وهي: روسيا، والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وتركيا، وإيران.
وخلصت الورقة البحثية حينها إلى زيادة المواقع الإيرانية العسكرية في سورية التي وصل عددها إلى 570 موقعاً، وهو أكبر حجم نفوذ خارجي في الخريطة السورية، تليها تركيا بـ125 موقعاً، ثم روسيا بـ105 مواقع، وأخيراً التحالف الدولي بـ30 موقعاً. وقادت إدارة العمليات العسكرية التي يتزعّمها أحمد الشرع، هجوماً عسكرياً ضد النظام، بدأ من إدلب يوم 27 نوفمبر الماضي، وتمكنت خلال 11 يوماً من إسقاط نظام بشار الأسد في جميع أنحاء البلاد، معلنةً انتصار الثورة التي اندلعت بشكل سلمي ضد النظام عام 2011، وتحولت إلى حرب أهلية في السنوات التالية.
————————
المحامي أدوار حشوه : الشرع يطرد بيدرسون بلباقه!
حاول بيدرسون المبعوث الدولي السياحي في اجتماع العقبه ان يقنع
الوزراء العرب ان القرار ٢٢٥٤ هو الحل
بين النظام والمعارضه وان فرار الأسد لا يعني سقوط النظام الذي ما زال موجودا وبالتالي أن دوره ما يزال ضروريا!
وزراء اجتماع العقبه ارتاحوا لموضوع بيدرسون حول ان النظام ما يزال قائما وشرعيا لأنهم هم من اعترفوا بشرعية الاسد ونظامه وتجاهلوا جرائمه الأكثر وحشية في كل التاريخ الانساني!
بعد يومين جاء بيدرسون إلى دمشق يعرض بضاعته على القيادة الجديدة داعيا إلى استئناف تنفيذ القرار الدولي وأسهب في ذكر جهوده وسفرياته واتصالاته والشرع يستمع!
لم يحاوره الشرع واكتفى برد من عدة كلمات يان هذا القرار لم يعد صالحا بعد التطورات السياسية لم يعد ويحتاج إلى تعديلات تأخذ بعين الاعتبار ان النظام الوارد في القرار لم يعد موجودا وصمت !
بيدرسون فهم ان الشرع أنهى الاجتماع وأن وجوده لم يعد مقبولا و يعني (إرحل ولا ترجع ثانية فرحل !).
ليس النظام وحده رحل بل كل ما انبثق عنه من ممثلين ولجان وخطوات وسلل لأن عدم حسم النزاع بين النظام والمعارضه كان وراء ما يسمى. بالحل السياسي الذي ذهب اليه مجلس الامن في القرار٢٢٥٤.!
النزاع الذي لم يحسم واستدعى الحل السياسي بالقرار ٢٢٥٤.
حسم الشعب الحرب وسقط النظام وصار مجلس الامن امام خيار واحد هو الاعتراف بأنه لم يعد هناك حاجة لحل نزاع لم يعد احد أطرافه موجودا!
المبعوث الدولي السياحي و وزراء آخر الزمان في العقبه لم يفهموا بعد أن الساقط لا يعود !
الفيس بوك
————————-
كان مسجوناً لرفضه اقتسام المال مع ضابط مخابرات كبير/ محمد سيف
مجرم سوري خدع العالم وسي إن إن.. أتقن دور الضحية وهو الجلاد!
16 كانون الأول 2024
إيلاف من واشنطن: كان السجين الذي ساعدت شبكة سي إن إن CNN الإخبارية الأميركية في تحريره من منشأة عقابية سرية في سوريا في الواقع عنصراً سيئ السمعة في قوات بشار الأسد، ومعروف بتعذيب أولئك الذين رفضوا دفع المال له، بل يده ملطخة بالدماء، وفقًا لعملية تحقق صادمة، الأمر الذي يعني أنه أتفق دور الضحية، وخدع الإعلام العالمي، وهو في حقيقة الأمر جلاد كبير ينتمي للنظام السابق.
وقد انتشر على نطاق واسع في الأسبوع الماضي مقطع فيديو للسجين المذهول وهو يُقتاد إلى خارج السجن على يد الصحفية كلاريسا وارد، التي وصفت المشهد بأنه “واحدة من أكثر اللحظات غير العادية التي شهدتها” في مسيرتها المهنية الممتدة لعشرين عامًا.
لكن منظمة التحقق من الحقائق “المستقلة والمحايدة” Verify-Sy نشرت تقريرا مفصلا يوم الأحد قالت فيه إن السجين البريء على ما يبدو كان في الواقع سلامة محمد سلامة – وهو ضابط في مخابرات القوات السورية وله تاريخ طويل من جرائم الحرب.
هوية مزيفة وخداع
“لقد قمنا بعد ذلك بالتحقيق في خلفيته ونحن على علم بأنه ربما قدم هوية مزيفة”، هذا ما اعترفت به شبكة سي إن إن لصحيفة واشنطن بوست.
وأظهرت قصة شبكة “سي إن إن” الأسبوع الماضي وارد وطاقم تصوير، برفقة مقاتل من المتمردين، يزورون مقرا سابقا لمخابرات القوات الجوية السورية في دمشق، ويحررون الرجل الذي وجد تحت بطانية محبوسا في زنزانة بلا نوافذ.
وقال إن اسمه عادل غربال، وادعى أن السلطات الحكومية ألقت القبض عليه قبل ثلاثة أشهر، وقال إنه لم يكن لديه أي فكرة عن انهيار نظام الأسد.
ومع ذلك، أشار موقع فيريفاي-سي إلى أنه كان يبدو “مرتبا جيدا، وصحيا بدنيا، ولم تظهر عليه أي إصابات أو علامات تعذيب – وهو تصوير غير متناسب لشخص يُزعم أنه احتُجز في الحبس الانفرادي في الظلام لمدة 90 يوما”.
نظر إلى الضوء والسماء ولم يرتجف!
وقال أيضًا إنه “لم يرتجف أو يرمش حتى عندما نظر إلى السماء” على الرغم من قوله إنه لم ير ضوء الشمس لمدة ثلاثة أشهر.
ووجدت Verify-Sy المتخصصة في تدقيق صحة الوقائع، بعد ذلك أنه لا يوجد سجل لعادل غربال في المنطقة، مما قاد إلى هويته الحقيقية.
ويعرف سلامة باسم “أبو حمزة”، وكان يعمل في عدة نقاط تفتيش أمنية في حمص وكان متورطاً في السرقة والابتزاز وإجبار السكان على أن يصبحوا مخبرين للأسد، بحسب ما قاله سكان محليون لمدققي الحقائق.
كما قام بقتل مدنيين خلال الحرب الأهلية السورية في عام 2014 – ويُزعم أنه احتجز وعذب الشباب بتهم زائفة، ورفض العديد منهم دفع الرشاوى، حسبما ذكر موقع تدقيق الحقائق Verify-Sy.
محبوس بسبب نزاع مع ضابط كبير حول تقسيم الأموال
ويقول السكان المحليون إنه تم حبسه في السجن حيث تم اكتشافه لمدة تقل عن شهر بسبب نزاع مع ضابط رفيع المستوى بشأن تقاسم الأموال التي تم ابتزازها.
تم تحرير سلامة من قبل المقاتلين المتمردين، وتم إطعامه وجبة طعام، ثم تم نقله بعيدًا بواسطة فرق الطوارئ الطبية في تقرير سي إن إن CNN.
وتنفي الشبكة الإخبارية الأميركية الاتهامات بأن التقرير مفبرك.
ايلاف
——————————
وئام وهاب: بشار وماهر طارا معاً وسحبا 130 مليار دولار!/ لارا سليم
قال إن الشيعة يتوجب عليهم التطبيع مع اسرائيل
16 كانون الأول 2024
إيلاف من بيروت: كشف رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد، حمل معه مليارات الدولارات قبل مغادرة البلاد، مقدما نصيحة للاعتراف بإسرائيل وإحلال السلام معها.
وقال وهاب في مقابلة مع قناة “الجديد”، إنه ليس هناك منتصر مما يحدث في سوريا إلا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وأضاف: “كنت وسيطا أنقل رسائل من إسرائيل إلى سوريا عبر جانب غربي ثالث وقد نقلت رسائل إلى شقيق الرئيس السوري السابق بشار الأسد، ماهر الأسد لأن الغرب يعتبر أن بشار يكذب.
واعتبر وهاب أن “بشار والروس اختلفوا عندما رفض الأسد الجلوس مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”، مشيرا إلى أن “المسؤولية يتحملها بشار الأسد شخصيا”.
وقال إن “130 مليار دولار سحبها الأسد خلال الـ10 أيام الأخيرة وتم نقل الأموال خارج البلاد، قبل أن يهرب هو وشقيقه”، وكشف وهاب أن “بشار الأسد طلب مني عام 2012 أن افتعل مشكلة في الجبل مع (الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي) وليد جنبلاط وانا رفضت الدخول في فتنة”.
وذكر أن “معامل الكبتاغون غلطة كبيرة، وهي مسألة لا أخلاقية لكن لم يكن له حل مع بشار”، مضيفا “بشار وماهر غادرا سوريا بنفس الطائرة والرجلان في روسيا”.
ورأى وهاب أن “الأمة لا تريد الحرب وإذا سألوني: فلنذهب الى السلام مع اسرائيل”، كما اعتبر أن “المحور انتهى باغتيال (قائد فيلق القدس الإيراني السابق) قاسم سليماني و(الأمين العام الراحل لحزب الله) حسن نصر الله”، وقال: “أنصح الشيعة بالتطبيع والسلام مع إسرائيل”.
وإذا صحت تصريحات وهاب فإن ما حمله بشار الأسد يضاهي تقريبا نحو ثلث ثروة إيلون ماسك أغنى رجل في العالم بثروة وصلت إلى 400 مليار دولار.
—————————–
ترمب: تركيا ستملك مفتاح الأحداث في سوريا
16 ديسمبر 2024 م
قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، اليوم الاثنين، إن تركيا سيكون معها المفتاح للأحداث في سوريا، مؤكداً أن الكثير من الأمور لا تزال غير الواضحة في سوريا.
ووصف ترمب خلال مؤتمر صحافي إطاحة فصائل معارضة مسلحة بالرئيس السوري بشار الأسد بأنها «استيلاء غير ودي» نفذته تركيا حليفة الولايات المتحدة.
وأضاف ترمب «أعتقد أن تركيا ذكية للغاية… لقد قامت تركيا بعملية استيلاء غير ودية، من دون خسارة الكثير من الأرواح. أستطيع أن أقول إن الأسد كان جزاراً، وما فعله بالأطفال كان وحشياً».
————————–
قائد فصيل سوري يروي لـ«الشرق الأوسط» رحلة «ردع العدوان»
أعلن عن تشكيل «مجلس عسكري» في دوما
16 ديسمبر 2024 م
أعلن قائد أركان «جيش الإسلام»، علي عبد الباقي، من مقرّه في مدينة دوما، أكبر مدن غوطة دمشق الشرقية، عن تشكيل «مجلس عسكري» في المدينة، وذلك بعد سقوط حكم بشار الأسد وسيطرة فصائل المعارضة السورية المسلحة على البلاد.
وروى عبد الباقي المكنى بـ«أبو معروف» لـ«الشرق الأوسط»، بعض تفاصيل العملية العسكرية التي سُميت «عملية ردع العدوان» بقيادة «هيئة تحرير الشام»، وشارك جيشه فيها، قائلاً: نحن دخلنا باسم (ثوار الشام)، في غرفة (عملية ردع العدوان) وشاركنا فيها عسكرياً، وقد رتبنا تجمعاً في مناطق الباب وأعزاز وعفرين بمنطقة (غصن الزيتون) بريف حلب (شمال سوريا)، حيث جمعنا كل أهل الشام (دمشق) من (جيش الإسلام) ومن خارجه، واخترنا هذا الاسم لأننا سنقاتل عل جبهة دمشق وريفها».
معركة دمشق
وأوضح عبد الباقي أنه نسَّق مع غرفة «ردع العدوان» قبل يومين من معركة دمشق، حيث تم إسناد مهمة القتال على محور ريف دمشق ودمشق إلى «ثوار الشام»، الذين امتد خط سيرهم من بلدة عقيربات بريف حماة إلى تدمر والقريتين والبادية بريف حمص، ومن ثمّ الغوطة الشرقية، وصولاً إلى دمشق.
وذكر أن رتل «ثوار الشام» الذي قدِم من الشمال، كان يضم مقاتلين من دمشق وريفها من مكونات الثورة، يقدر عددهم بأكثر من 10 آلاف مقاتل، عدا عن مقاتلي «غرفة عمليات الجنوب»، لافتاً إلى أن مقاتلي «ثوار الشام» منتشرون حالياً في كل دمشق وريفها، بينما أرسلت «إدارة العمليات المشتركة» أرتالاً أخرى إلى دمشق وريفها، في الأيام التي تلت دخولنا إليها. وأشار عبد الباقي إلى أن هناك مقاتلين من أهل الشام من خارج «جيش الإسلام» ولا يتبعون لفصائل أخرى، انضموا إلى الرتل بشكل فردي.
ضبط الفوضى
وقال: «مع وصولنا إلى دمشق فوراً سقط النظام، وصارت فوضى، حيث حصلت عمليات سرقة وغير ذلك… فقام المقاتلون بالعمل على ضبط الأمن في المدينة، إلى أن شكلنا (المجلس العسكري) من (جيش الإسلام) و(القوة المشتركة) (التي سبق أن تشكلت في الشمال)»، موضحاً أن قيادة المجلس تضم كلاً من علي عبد الباقي من «جيش الإسلام»، وأبو خالد الأجوة من «القوة المشتركة»، وأبو صبحي طه من «أهل الشام».
النظام وحيداً
ولفت عبد الباقي إلى أنه على مدى سني الثورة كانت تساند النظام وتقاتل معه دول حليفة وميليشيات، في إشارة إلى روسيا وإيران وميليشياتها، موضحاً أن دور هذه الدول تراجع (في سوريا)، خصوصاً روسيا المشغولة بحربها في أوكرانيا، «فتقاتلنا نحن والنظام وكانت هذه أول عملية بيننا وبينه وهو وحيد بعد أن كانت ميليشيات إيران تقاتل معه».
معلومات الداخل
وذكر أنه عندما حصل الانهيار ووصلنا إلى مشارف مدينة حمص، كان هو يبث أخباراً بأنه يحشد في العاصمة وأن المعركة الكبرى ستكون بدمشق، لكن جيشه كان يهرب وفق «المعلومات التي كانت لدينا من أبنائنا في الداخل والتي تؤكد عدم تجهيز عسكري ولا شيء من هذا فعرفنا أنه سيسقط؛ إذ هرب الضباط وصف الضباط والعناصر؛ لأنهم شاهدوا المحافظات كلها كيف سقطت وهو فوراً فرّ وحده، فصار هذا السقوط دون قتال».
وأشار قائد أركان «جيش الإسلام» إلى أنه ليس لديه إحصائية للمعتقلين من أهالي دوما الذين تم تحريرهم من سجون النظام، وقال: «خرجت أعداد منهم، وقابلنا بعضهم، لكن لم يخرج ولا 5 في المائة من المعتقلين». وأضاف: «يقال إنه كان يوجد 50 ألفاً أو أكثر من أهالي دوما في المعتقلات».
دولة مدنية
وعن عدم وجود مقاتلين على مداخل دوما، قال: «نحن قررنا ألا نضع حواجز وهم منتشرون في محيط المدينة، ونحاول تخفيف المظاهر المسلحة حتى نقلب إلى دولة مدنية».
وأضاف: «نحن لا نريد إعادة الوجود العسكري داخل المدن، نريده بعيداً عن المدنيين في الجبال والصحراء ومحيط المدن، ونحاول الانتقال من الحالة الفصائلية إلى الدولة».
ويعدّ «جيش الإسلام» من أهم الفصائل التي كانت تسيطر على مساحات واسعة من غوطة دمشق الشرقية بعد خروجها عن سيطرة نظام الأسد المخلوع في السنة الثانية للثورة التي اندلعت في عام 2011، قبل أن يسيطر عليها النظام في عام 2018 ويهجر أهلها إلى الشمال السوري.
ومدينة دوما هي أكبر وأهم مدن الغوطة الشرقية ومسقط راس قائد ومؤسس «جيش الإسلام» زهران علوش الذي لقي حتفه بغارات روسية أواخر عام 2015. وتم الإعلان عن تشكيله في عام 2013 عبر اتحاد أكثر من 45 فصيلاً من «الجيش الحر»، وكان عدد مقاتليه يقدر ما بين 10 و15 ألف مقاتل.
وشارك «جيش الإسلام» في الكثير من العمليات العسكرية في مختلف المدن السورية، خصوصاً في ريف دمشق، حيث اتخذ من مدينة دوما منطلقاً لعملياته العسكرية وتمكن من توسيع رقعة عملياته والسيطرة خلال فترة قصيرة على عدد كبير من المواقع المهمة للنظام.
ويرتبط اسم الغوطة الشرقية وخصوصاً دوما بالموت؛ بسبب كثافة وشدة القصف الذي تعرضت له من قِبل النظام وحلفائه والمجازر التي تم ارتكابها فيها والحصار والتجويع الذي فرضه عليها؛ ما خلّف آلاف القتلى من المدنيين.
كما قصف النظام مدينة دوما بالأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً في أبريل (نيسان) عام 2018؛ ما أدى إلى سقوط أكثر من 100 قتيل وإصابة الآلاف، بعدما كان شن هجوماً مماثلاً على الغوطة الشرقية في 21 أغسطس (آب) 2013، وأدى إلى مقتل كان أكثر من 1400 شخص وإصابة الآلاف أيضاً.
—————————-
شروط أوروبية شاملة لـ«التطبيع» مع سوريا «الجديدة»/ ميشال أبونجم
مبعوث أوروبي في دمشق الاثنين وفرنسي الثلاثاء… ووزراء خارجية «الاتحاد» يمهدون لقمة الخميس المقبل
باريس:
16 ديسمبر 2024 م
تسعى دول الاتحاد الأوروبي للتوافق على «خريطة طريق» لكيفية تعاملها مع السلطات السورية التي تسلمت زمام الأمور في سوريا بعد السقوط السريع لنظام الرئيس السابق بشار الأسد؛ لذا عجّلت، جماعياً وفرادى، بإرسال مبعوثين إلى دمشق لتفحص الوضع والتعرف على السلطات الجديدة.
وبالتوازي، فإن الملف السوري احتل الأولوية في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد، الاثنين، في بروكسل. ويعد الاجتماع المذكور تمهيداً للقمة التي سيعقدها القادة الأوروبيون في العاصمة البلجيكية يوم 19 من الشهر الجاري، والتي سيكون فيها الملف السوري رئيساً على طاولة المباحثات.
وقالت كايا كالاس، الممثلة الجديدة للسياسة الخارجية الأوروبية، الاثنين، إنها أرسلت مبعوثاً أوروبياً إلى دمشق، في اليوم نفسه، للتشاور مع القيادة الجديدة، وسيعقبه، الثلاثاء، وفد من أربعة دبلوماسيين فرنسيين للغرض نفسه. وبانتظار أن تتوضح صورة الموقف في سوريا، فإن الأوروبيين، رغم النظرة «الإيجابية» للتحولات السورية، تنتابهم مجموعة من المخاوف، ليس فقط بالنسبة لأداء السلطات الجديدة، بل حول مستقبل سوريا نفسها. وفي أي حال، فإن الأوروبيين وضعوا مجموعة من الشروط التي يتمسكون بتوفرها من أجل التعاطي الإيجابي مع دمشق.
وتعكس التصريحات العلنية الصادرة عن وزراء خارجية الاتحاد، وأيضاً من الطرف البريطاني، تطابق الرؤية؛ ما يعني، عملياً، أن الدول الأوروبية لن تتحرك منفردة في الملف المذكور، بل إنها تعول، كما قالت مصادر فرنسية، على «مقاربة جماعية شاملة لآلية ومضمون التعاطي»؛ ما يوفر لها «ثقلاً» أكبر في التأثير على مجريات الأحداث هناك.
ستة تحديات وملفات رئيسة
ثمة ستة تحديات وملفات رئيسة تشغل الأوروبيين كما بقية العالم، يتمثل أولها بالمحافظة على وحدة سوريا وسيادتها على كامل أراضيها. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الاثنين، إنه «يتعين علينا أن نضمن وحدة الأراضي السورية، ويجب أن نتأكد من عدم وجود (أي) تدخل أجنبي». وكان بارو قد توجه السبت إلى العقبة لعقد سلسلة لقاءات مع نظرائه من السعودية والأردن ومصر وقطر وتركيا، بمناسبة الاجتماع الذي دعت إليه عمّان لإجراء سلسلة من المشاورات. كذلك اتصل بوزير الخارجية الإسرائيلي للغرض نفسه.
وتتخوف باريس، كما غيرها من العواصم الأوروبية، من المخططات الإسرائيلية والتركية، ومن تطورات الوضع السوري الداخلي، وكلها يمكن أن تفضي إلى «تقسيم» سوريا. وفي ما يشبه «ثبتاً» للمخاطر التي تحيط بالوضع السوري، قالت مصادر دبلوماسية فرنسية رفيعة المستوى، إن «التحديات تشمل كيفية الوصول إلى استقرار الوضع، وتجنب النزاعات الإقليمية والإثنية والدينية والطائفية، إضافة إلى معاودة الأعمال الإرهابية؛ ما من شأنه التذكير بما عرفه العراق وليبيا» بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين والعقيد معمر القذافي.
وذهبت هذه المصادر إلى القول إن «الدولة السورية يمكن أن تندثر»، في حال لم يتم التحرك نحو الحلول السياسية التي تحفظ وحدة سوريا ومؤسساتها. بيد أن الخطر الأكبر تمثله المخططات التركية والإسرائيلية؛ فإسرائيل سارعت إلى احتلال الشريط منزوع السلاح الفاصل بينها وبين سوريا منذ عام 1974، وتخطط لمضاعفة أعداد المستوطنين في الجولان السوري، في حين أن تركيا تؤكد لمن يريد أن يسمع أنها تريد القضاء على «الإرهابيين» على حدودها، في إشارة إلى القوات الكردية. ولا شك أنها تعول على «تفهم» الرئيس المنتخب دونالد ترمب الذي عزم، خلال ولايته الأولى، على سحب القوات الأميركية الداعمة والمتحالفة مع «قسد»، ولم يتراجع عن ذلك إلا بفعل الضغوط التي مورست عليه، وأولها من الأوروبيين.
لائحة المطالب الأوروبية
طرح الأوروبيون في الأيام الثلاثة الماضية، وخصوصاً يوم الاثنين، مجموعة من المطالب سماها بارو «الشروط التي يتعين استيفاؤها» من جانب السلطات السورية الجديدة. وجاء في حرفية ما أشار إليه: «حصول الانتقال السياسي الذي يسمح بتمثيل جميع الأقليات السورية، واحترام حقوق الإنسان، وحقوق المرأة في سوريا، ورفض الإرهاب والتطرف». وسبق له أن طلب يوم الأحد «مكافحة (داعش) والإرهاب». ووصف الوزير الإسباني خوسيه مانويل ألباريس ما سبق بأنه «خطوط حمراء» سيتحكم احترامها المسبق في رفع العقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا، وفي تقديم المساعدات الإنسانية. واعتبر بارو أنه «إذا تمت معالجة هذه المسائل بشكل صحيح من قبل السلطات الجديدة، عندها يمكننا إجراء محادثة ثانية حول العقوبات».
ويحرص الأوروبيون على القول إنهم بعيدون كل البعد عن «السذاجة»، وإنهم سمعوا تصريحات أحمد الشرع، (أبو محمد الجولاني) قائد قوات «هيئة تحرير الشام» والرجل الرئيس في النظام الجديد، والتي وصفتها المصادر الفرنسية بأنها «إيجابية»، إلا أنهم يريدون أفعالاً. وقال بارو: «فيما يتعلق بالسلطات الجديدة في دمشق، نحن لسنا ساذجين بأي حال من الأحوال، نحن على دراية بماضي بعض هذه الجماعات الإسلامية». وباختصار يريد الأوروبيون «أفعالاً وليس أقوالاً».
الأقوال لا الأفعال
يتضح مما سبق، ووفق تعبير سفير فرنسي سابق لدى المنطقة، أن الأوروبيين الذين، في أي حال، لا يستطيعون التحرك في سوريا من غير التنسيق مع الجانب الأميركي، وما تقوم به الأمم المتحدة ممثلة في مبعوثها غير بيدرسون، يطلبون من حكام سوريا الجدد إبراز «شهادة حسن سلوك»، والتي من غيرها لن يحصل أمران بالغا الأهمية، هما: من جهة رفع العقوبات المفروضة على النظام السابق منذ 12 عاماً، والاعتراف بالنظام الجديد. وتضيف باريس إلى ما سبق، الامتناع عن زعزعة الاستقرار في المحيط السوري، وتحديداً في لبنان وهو الطرف الأكثر هشاشة في الإقليم. وأكدت كالاس أن التكتل لن يرفع العقوبات المفروضة على سوريا إلا إذا ضمن حكامها الجدد عدم اضطهاد الأقليات، وحماية حقوق المرأة، تحت مظلة حكومة موحدة تنبذ التطرف الديني.
ومن جانبها، قالت المصادر الفرنسية، إن المطلوب «قيام حكومة جديدة تمثل جميع السوريين». لكنها أضافت أن الاعتراف بالنظام الجديد، رغم البعثة التي تصل إلى دمشق الثلاثاء، «ما زال بعيداً وغير مطروح اليوم». وقالت كايا كالاس، إن الاتحاد يريد «حكومة مستقرة وسلمية وشاملة للجميع». وإذ اعتبرت أن سوريا يمكن أن تحظى بـ«مستقبل متفائل وإيجابي»، رأت أنه «غير مؤكد، وعلينا أن نتأكد من أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح»، وخلاصتها: «بالنسبة لنا، لا يتعلق الأمر بالأقوال فقط، بل نريد أن نرى الأفعال»، وأن أموراً كهذه تحتاج إلى وقت طويل حتى تتحقق.
رفع العقوبات
أما ملف رفع العقوبات الذي يدفع إليه المبعوث الأممي، فثمة صعوبة «إجرائية» لهذه المسألة بسبب تداخل العقوبات الوطنية والأوروبية والدولية التي فُرضت في العقد المنقضي. وبحسب المسؤولة الأوروبية، فإن العقوبات «إحدى القضايا المطروحة»، لكن البت فيها ليس اليوم، بل ربما يُطرح لاحقاً. أما الأمر الثاني، فيتناول رفع «هيئة تحرير الشام» وجماعات المعارضة الأخرى، من لائحة المنظمات الإرهابية، وهو أمر لا يقل تعقيداً عن الأول، ويتطلب مقاربة أوروبية ودولية شاملة.
ويريد الأوروبيون التريث قبل الإقدام على خطوة من هذا النوع. والحال أن الأوروبيين الذين يتعين عليهم التعامل مع أحمد الشرع، لم ينسوا تاريخ «أبو محمد الجولاني» الذي تنقل بين تنظيم «داعش» و«النصرة». ورغم الاعتدال الذي تبرزه تصريحاته، فإن «التشكيك» في صدقيتها وفي نياته إزاء قيام «سوريا الجديدة» ما زال سيد الموقف.
ثمة شرط آخر يتمسك به الأوروبيون، عنوانه الابتعاد عن إيران وروسيا. وفي رسالة إلى السوريين، كتبت كالاس: «روسيا وإيران ليستا صديقتين لكم، ولا تساعدانكم إذا كنتم في ورطة. لقد تركوا نظام الأسد، وهذه رسالة واضحة جداً تُظهر أن أيديهم مشغولة في مكان آخر، وأنهم ضعفاء». أما وزير خارجية هولندا كاسبار فيلدكامب، فقد قال الاثنين: «في ما يتعلق بالقواعد العسكرية الروسية في سوريا، نريد خروج الروس» من هذا البلد.
ويرى الأوروبيون أن ثمة خاسرَين رئيسَين من التطورات الأخيرة هما إيران وروسيا، ورابحَين أساسيَّين هما تركيا وإسرائيل. وتمتلك هاتان الدولتان أوراق ضغط قوية في الملف السوري. وما دامت لا تتوفر إرادة دولية خصوصاً أميركية، للضغط عليهما جدياً، فإن التداخل بين العوامل الداخلية والخارجية سيضاعف، إلى جانب العوامل الأخرى، من عدم اليقين، ويترك الباب مفتوحاً أمام الكثير من السيناريوهات.
——————————–
«زنازين الابتزاز»… كيف موّلت سجون سوريا نظام الأسد؟
وفقاً لبيانات… جنى مسؤولون حكوميون ومؤيدون للنظام نحو 900 مليون دولار
16 ديسمبر 2024 م
لم تكن شبكة السجون الكبيرة التي أقامها الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد مجرد أداة لقمع معارضي حكمه فحسب، بل كذلك وسيلة لأنصاره لجني المال.
ويقول سوريون يائسون متمسكون بحلم رؤية أبنائهم وأزواجهم وأشقائهم المفقودين مرة أخرى، إنهم تعرضوا للابتزاز بشكل ممنهج لدفع رشاوى يصل مجموع قيمتها إلى مئات ملايين الدولارات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».
لكن أسوأ ما في الأمر أن هؤلاء المسؤولين على اختلاف مناصبهم والمحامين والمحتالين وأنصار الأسد الذين كانوا يطلبون الرشاوى في كثير من الأحيان لم ينقلوا أي معلومات عن المعتقلين الذين فارق عشرات الآلاف منهم الحياة، وفقاً لمراقبين معنيين بحقوق الإنسان.
«كانوا يكذبون علينا»
جاءت سناء عمر (38 عاماً) من مدينة حلب شمال سوريا إلى العاصمة دمشق سعياً للحصول على أخبار تتعلق بشقيقها محمد الذي اختفى عندما كان في الخامسة عشرة من عمره.
وقالت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» في مشرحة مستشفى المدينة حيث أودع مقاتلو المعارضة جثثاً مجهولة الهوية عُثر عليها في سجون دمشق «شقيقي مفقود منذ عام 2011. لا نعرف عنه أي شيء أو في أي سجن».
وأضافت بأسى «دفعنا لكل المحامين. كانوا يعدوننا بأنه موجود وبمعلومات» عنه، موضحة «عندما فُقد بحثنا في كل سجلات الأمن ولم نجده».
وقالت «كان أبي يذهب كل سنة إلى الشام (دمشق) يرى محامين أو ضباطاً من النظام. كنا ندفع 200 أو 300 ألف»، وتضيف «كانوا يعدوننا بعد شهر سترون ابنكم، وكنا ننتظر شهر واثنين أن يأتونا بطلب موافقة (لزيارته) وكانوا يكذبون علينا».
وأشارت إلى أن الأسرة استمرت في دفع الرشاوى لخمسة أعوام «بعدها فقدنا الأمل».
متعلقات متناثرة على الأرض داخل سجن صيدنايا الذي كان يعرف باسم «المسلخ» في عهد بشار الأسد (رويترز)
قبل عامين، وقبل الانهيار المفاجئ لحكم الأسد الأسبوع الماضي في مواجهة هجوم خاطف شنه مقاتلو المعارضة، حاولت مجموعة حقوقية تقدير المبلغ الذي دفعته عائلات المعتقلين على مر سنوات.
سجلات مهجورة
أجرت رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا مئات المقابلات لسؤال الأُسر عن المبالغ التي دفعوها مقابل وعود بمعلومات أو زيارة أو حتى إطلاق سراح أبنائهم.
ووفقاً لبيانات الرابطة جنى مسؤولون حكوميون ومؤيدون للنظام نحو 900 مليون دولار. وقد اعتقل مئات آلاف الأشخاص منذ اندلاع الاحتجاجات ضد حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد مطلع عام 2011.
وبعد مرور 13 عاماً على اندلاع النزاع في سوريا، باتت أبواب سجن صيدنايا (نحو 30 كيلومترا شمال دمشق)، هذا المبنى الكبير القاتم ذو الجدران الرمادية والمطل على وادٍ قاحل تظهر فيه بعض الفيلات الفخمة، مفتوحة.
وهذه المرة بدلاً من أن تدفع الأسر مالاً للمسؤولين أو الوسطاء مقابل فتات المعلومات، يبحث هؤلاء بشكل يائس في سجلات مهجورة عن أخبار أقاربهم المفقودين.
خيبة أمل
وقال الشاب حسن هاشم ضخم البنية الذي جاء من ريف حماة شمال سوريا، إنه جاء «للبحث عن شقيقي المعتقل في سجن صيدنايا منذ 2019»، في محاولة يائسة أخيرة لمعرفة مصيره.
وأضاف أن شقيقه الآخر كان يزور شقيقه المعتقل لكن «منذ سنة أخذوه لإعادة التحقيق إلى فرع 48، وكنا نلاحقه ودفعنا أكثر من 12 ألف دولار».
وأشار إلى وعود بأنه «سيخرج اليوم، سيخرج غداً»، مضيفاً أن شقيقه «متزوج ولديه 4 بنات واتُّهم بالإرهاب».
ويتابع هاشم أنه لدى نقل شقيقه المدان بـ«الإرهاب الدولي وحمل السلاح ضد الدولة» إلى قاعدة المزة الجوية في دمشق تم ربط الأسرة بأحد أقرباء مسؤول كبير في النظام.
ويقول «قالوا إنهم بحاجة إلى 100 ألف دولار لإخراجه. قلت لهم حتى وإن بعت قريتي كاملة لن أحصل على 100 ألف دولار. من أين لي أن أحصل على هذا المبلغ؟».
الآن يتجول المدنيون المذهولون ومقاتلو فصائل المعارضة في قاعات صيدنايا الخرسانية التي تضم الزنازين، ويركلون حصائر النوم المهجورة القذرة التي تظهر أن كل زنزانة كانت مكتظة وتضم عشرين سجيناً.
وقام رجال الإنقاذ بثقب الجدران للتحقق من شائعات حول وجود طوابق سرية تضم سجناء مفقودين، لكن آلاف الأسر يشعرون بخيبة أمل لاحتمال أن يكون أقاربهم قد ماتوا وقد لا يُعثر عليهم أبداً.
وعد عيد الأم
يقف مقاتلون وزوار في الطابق الأرضي من أحد أقسام السجن أمام مكبس هيدروليكي يقول معتقلون سابقون إنه كان يستخدم لسحق السجناء أثناء جلسات تعذيب.
وأرضية الغرفة المجاورة التي تضم معدات صناعية أكثر، وزلقة بسبب مواد شحمية ذات رائحة كريهة.
وتقول أيوش حسن (66 عاماً) التي جاءت من ريف حلب بحثاً عن ابنها بغضب لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» خارج السجن «منذ شهر طلبوا 300 ألف، وقالو إنهم طلبوا ملفه وهو موجود في صيدنايا وبخير».
وأضافت باكية «ليس هنا، إنه ليس معنا»، واصفة مشهد السجلات المحروقة بينما تجمع بعض الأشخاص لسماع قصتها ومعرفة ما يحزنها.
وقالت «نريد أولادنا أحياء أم أمواتاً. محروقين، أو رماداً، أو مدفونين جماعياً. فقط أبلغونا».
وتضيف بحرقة «كذبوا علينا. لقد كنا نعيش على الأمل لمدة 13 عاماً، معتقدين أنه سيخرج خلال شهر، أو في الشهرين المقبلين أو هذا العام أو في عيد الأم… كل هذه أكاذيب».
———————-
نداء إلى جميع الرفاق في حزب العمل الشيوعي في سوريا
إلى كتلة حزب العمل الشيوعي التاريخية
انتقلت سوريا منذ عشرة أيام من سلطة إلى سلطة. وبعد سقوط النظام الأمني الذي حكم سوريا بالحديد والنار، تبدأ صفحة جديدة تشوبها شتى المخاطر على وحدة البلد ووحدة شعبه ومصير أجياله؛ وبناءً على ذلك يدعو حزبكم حزب العمل الشيوعي كل رفاقه القدامى والجدد، وكل أبناء التجربة التي تضمخت بالفكر والنقد والنضال والتضحيات والسجون والتعذيب والشهادة؛ يدعوهم إلى ساحة العمل مع هذه الحقبة الجديدة من تاريخ وطننا، ويترك لهم صياغة هذه العلاقة الجديدة بالطريقة التي يرونها مناسبة في العمل: تنظيماً أو إعلامياً أو عملاً مدنياً أو أي شكل يرونه مناسباً لتفعيل قدراتهم الكبيرة والتي أنضجتها السنوات والمحن، ليكونوا رافداً لبلدنا في أيامه القادمة، هذه الأيام التي يطل منها رأس نظام مرتبط بالقوى الإقليمية والدولية، نظام ديني يريد – لو تمكن – من إعادة عقارب الساعة قروناً إلى الوراء، في الحين الذي حلم فيه السوريون خلال عقود الظلام من نقل سوريا الى فضاء الحرية والديمقراطية والعيش الكريم، إلى دولة عدالة، وحقوق إنسان، وتداول سلمي للسلطة، دولة حديثة حقاً، دولة مواطنة.
إن حزبكم الذي عرفتموه على مدى ثمانية وأربعين عاماً، لازال مخلصاُ لمبادئه ومواقفه: حزب ماركسي، نقدي، معارض، مستقل، مدافع دائماً عن فقراء البلد، وعماله المسحوقين بالعمل وضنك العيش، وهو الذي صغتموه على مدى أعماركم، وصغتم توجهاته وعقله وقدراته النقدية ومرونته في التحالفات، يأتيكم اليوم آملاً في فتح صفحة نضالية جديدة معكم، تبدأ بلقاء لكل الرفاق، يتم فيه التحضير لمؤتمر للحزب بأسرع وقت ممكن، وذلك لملاقاة التغيرات في البلد وانتقاله إلى نظام سياسي جديد. صفحة تبشر ببزوغ حقبة سياسية جديدة.
لنكن جميعاً كتلةً متينةً، واضحة الرؤية، راسخة النضال
مع ولادة سوريا الجديدة.
المكتب السياسي
حزب العمل الشيوعي
٢٠٢٤/١٢/١٥
————————–
ديكتاتور بلباس داخلي.. حين يسقط الطغاة تفضحهم “صورهم”/ رحمة حجة- واشنطن
15 ديسمبر 2024
ألبوم عائلي حصل عليه ناشط سوري من “غرفة نوم” بشار الأسد في القصر الجمهوري الذي بني غرب مدينة دمشق في عام 1990، بات ملء السمع والبصر مؤخراً، وأثار سيلاً من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي.
قال الناشط من تجمع “أحرار حوران” الإعلامي المعارض للنظام، قبل ساعات من اكتساح الصور التي عثر عليها منصات التواصل، إن بيته تعرض للاقتحام من قبل قوات النظام السوري عام 2011، وها هو الآن يدخل بيت الرئيس الهارب في 2024.
وعبر مقطعي فيديو شارك الرجل الذي لا نعرف اسمه، بعضاً من الصور، وهو يقلب الألبوم داخل سياراته قائلاً “شلون كان حاكمنا هاض؟”، قبل أن يغادر “قصر الشعب” ويُطلق العنان لكل صورة على حدة، فتنتشر جميعها في الفضاء الافتراضي مع تعليقات ومقاطع فيديو وميمز ساخرة.
الأسد اعتمد الخداع والسرية للتخطيط لخروجه من سوريا
خدع أقاربه ومساعديه وهرب.. تفاصيل تحركات الأسد في ساعاته الأخيرة
لم يطلع بشار الأسد أحدا تقريبا على خططه للفرار من سوريا عندما كان حكمه يتداعى، بل تم خداع مساعديه ومسؤولي حكومته وحتى أقاربه أو لم يتم إعلامهم بالأمر على الإطلاق، وذلك بحسب ما قاله أكثر من 10 أشخاص على دراية بالأحداث لرويترز.
طاغية بسروال داخلي
أثارت الصور موجة من السخرية والتهكم، وحتى الدهشة من ملامح حياة العائلة الحاكمة بدءاً بالتفاصيل الصغيرة للبيت الأول الذي عاشوا فيه قبل القصر الجمهوري، حتى تجوال بشار على دراجة في محيط القصر مرتدياً سروالاً داخلياً فقط (الكلسون باللهجة الدارجة بين الكثيرين في بلاد الشام، واستخدمت الكلمة في مواقع التواصل).
إلا أن الصور الأكثر جلبا لتعليقات، وسخرية، الآلاف من مستخدمي مواقع التواصل من داخل سوريا وخارجها، كانت صور بشار ووالده حافظ الأسد شبه عاريين، وفي أغلب صور الأول يرتدي سروالا داخلياً فقط وهو يقود دراجة في ساحة البيت، أو على يخت مع أصدقاء، أو خلال وقوفه في المطبخ، بينما ظهر الأب حافظ على ما يبدو مستعرضاً عضلاته.
وإضافة لتلك الصور، بدت ملامح حياة أسرة عادية، حيث حافظ بفانيلا وزوجته أنيسة مخلوف بثوب بيتي يجلسان على أريكة لشرب القهوة، وصورة لحافظ بـ”بيجاما” يدخن سيجارة، بينما تحتفي العائلة بعديد الصور ليوم ولادة ابن بشار البكر، حافظ، في المستشفى والبيت والشهور الأولى من عُمره، عدا عن صورة لبشار وأسماء في ويوم زفافهما.
كذلك كانت هناك صور لحفلات تنكرية -على ما يبدو- تطغى عليها أزياء متنوعة، ورجال بثياب نسائية.
تبدو حياة عادية وطبيعية مثلها مثل حياة أغلب الناس، سوى أنها لعائلة فرضت نفسها قسراً على السوريين لأكثر من خمسة عقود، وكانت بالمرصاد قتلا وتعذيبا واعتقالا وتشريدا، لكل من يعارضها.
ومن التعليقات التي تكررت بشأن هذه الصور، أنه لو تمت مفاوضة الأسد عليها قبل 14 عاماً، لكان “تنحّى” منذ البداية، في إشارة لكونها “محرجة وفاضحة” بالنسبة لجمهور السوشال ميديا الفرِح بسقوط النظام السوري.
وحدثت مقارنات عدة بين هيئة بشار في الصور وشخصيات أخرى بعضها كرتونية، أما أبرز المقارنات فكانت الرابط العجيب بين لقطة من مسلسل “بريكينغ باد” لصانع مخدّر الميثافيتامين والتر وايت بسرواله الداخلي الأبيض، وبشار بسروال مشابه، وهو الراعي وفق تقارير دولية عديدة لصناعة مخدر الكبتاغون في بلده، الذي يتم تصديره للخارج، ضمن شبكة من المليشيات برز فيها حزب الله اللبناني.
رئيس النظام السوري بشار الأسد يزور قوات من الجيش في محافظة إدلب. أرشيف
عائلة الأسد تهيمن على تجارة الكبتاغون.. وجيش النظام السوري يسهل المهمة
عزت وزارة الخزانة الأميركية، فرض عقوبات على مرتبطين بالنظام السوري شملت كيانين و6 أشخاص بينهم لبنانيان، إلى علاقة الكيانات والأشخاص هؤلاء بتجارة مخدرات تدر عوائد هائلة على النظام السوري.
ما بعد سقوط الطغاة
بالعودة إلى تاريخ الثورات، نجد دائماً شعوباً فقيرة لا يمكنها الحصول على أبسط احتياجاتها اليومية، فضلا عن حياتها في ظل القمع والاعتقال التعسفي والقتل بلا محاكمات أو على خلفية الرأي السياسي والمعارضة، وكلما طال عمر الحكومات المستبدة والطغاة، زاد معها الاحتقان الشعبي والكراهية لتلك الطبقة الحاكمة، حتى لو قوبلت بالصمت والخضوع.
وبمجرد سقوط الديكتاتور، يصبح كل ما ترك خلفه فرصة للعبث والنهب وكذلك لكل فضوليّ باحث عن الحديقة الخلفية للزعيم، من أبسط أدواته حتى ملابسه ومقتنياته واهتماماته، والصور المتروكة في جرارات وخزائن، إلى غرفة نومه والمطبخ، وربما أحدث مثال عن سخرية السوريين الذين دخلوا مخزن المونة في قصر الأسد، ليجدوا كمية كبيرة من الملوخية، فتقول امرأة “شكلو (يبدو) كان يحب الملوخية”.
وحين سقط صدام حسين سنة 2003، تعرف العالم على مقتنياته وقصوره الفخمة ويخته العائم، كما هرع الكثير من العراقيين لسرقة مقتنياته، حتى السجاجيد والأثاث، ونفس المشهد تكرر في بهو القصر الجمهوري.
وقبل مقتل القائد الليبي السابق معمر القذافي على يد الثوار الذين عثروا عليه هارباً بعد ضربة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، اقتحم آخرون مقرّه بمدينة طرابلس (مجمع سكني خاص به) في أغسطس 2011، ونهبوه.
وبين مقتنياته من بنادق وسيارات وأعمال فنية وتماثيل، كان هناك ألبوم صور، ليس له، بل لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس.
وكان الأمر غريباً إلا أنه يدلل على حديث سابق للقذافي وهو يبدي إعجابه برايس، حين قال “امرأتي الأفريقية السوداء الحبيبة”، وأيضاً “أنا أحبها كثيرا”.
وفي تقرير سابق لإذاعة “إن بي آر” الأميركية، ورد أن رايس والقذافي ليسا غريبين، فقد تقاسم الاثنان عشاءً في وقت متأخر من الليل معا قبل ثلاث سنوات من مقتله، حيث أفطر القذافي رمضان.
وكانت رايس في 2008 أول مسؤولة أميركية رفيعة المستوى تزور ليبيا منذ زيارة نائب الرئيس ريتشارد نيكسون عام 1957.
وحين سقط نيكولاي تشاوشيسكو، الزعيم الشيوعي الذي حكم رومانيا بقبضة من حديد من عام 1965 حتى سقوطه في ديسمبر 1989، عثر على العديد من الممتلكات الشخصية في قصوره الفاخرة، بما في ذلك ألبومات صور شخصية ورسمية توثق حياته ورحلاته واجتماعاته مع زعماء العالم، بالإضافة إلى صور مُنسقة بعناية تهدف إلى إظهار قوته وإنجازاته.
آنذاك، أظهرت بعض الألبومات التناقض الصارخ بين نمط حياة الديكتاتور الفاخرة، والواقع القاسي الذي واجهه الشعب الروماني، إذ رصدت الصور ولائم فاخرة وحفلات استقبال كبرى وعطلات في الخارج، في وقت كان المواطنون العاديون يعانون الفقر ونقص الغذاء والرقابة الحكومية الصارمة.
ومن أكثر الاكتشافات اللافتة للنظر كانت مجموعة الصور التي أبرزت هوس تشاوشيسكو بتنسيق الصور بطريقة تظهره مع زوجته إيلينا كقادة محبوبين، وتضمن أغلبها توثيق فعاليات عامة منظمة، وعروضا عسكرية، ومشاهد لحشود تهتف لهم.
وفي 25 ديسمبر، بعد محاكمة عسكرية سريعة، أدين الزوجان بالفساد وجرائم ضد الإنسانية وحُكم عليهما بالإعدام، الذي نُفذ في نفس اليوم، وصار قصره لاحقاً مزاراً سياحياً.
وفي عام 1986، حين سقط فرديناند وزوجته إيميلدا ماركوس بعد ثورة شعبية في الفلبين، أنهت 21 عاماً من الحكم الاستبدادي، تم اكتشاف مجموعة أحذية لإيميلدا ضمت أكثر من 3 آلاف زوج من الأحذية الموقعة من علامات تجارية باهظة الثمن.
إلى جانبها، كانت الفساتين لمصممي أزياء عالميين وحقائب ومجوهرات فاخرة، وكانت غرف مقر الرئاسة مليئة بمعاطف الفرو و الماس، وحتى الأثواب المصممة خصيصا لإيميلدا من أشهر المصممين في العالم.
مثّل ذلك بالنسبة للثائرين تناقضا تاما بين حياتهم بالفقر المدقع، وما يعيشه رئيسهم، الذي ظهر مع زوجته في ألبومات صور توثق ذكرياتهم في العشاءات الرسمية الفاخرة، والحفلات والعطلات.
كما تم العثور على أعمال فنية لا تقدر بثمن في بيته، مثل لوحات لبيكاسو و مونيه و فان جوخ، تم شراؤها في كثير من الأحيان بأموال مسروقة من الدولة، إضافة لسبائك ذهبية، وسجلات مالية مرتبطة بحسابات مصرفية خارجية، مما كشف عن ثروة الأسرة التي بلغت قيمتها مليارات من الدولارات، التي تم نهبها من خزائن الدولة.
رحمة حجة- واشنطن
——————————-
وزير الداخلية اللبناني يكشف معلومة مهمة عن بثينة شعبان
16 ديسمبر ,2024:
كشف وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، معلومة مهمة عن المستشارة الإعلامية للرئيس السوري السابق بشار الأسد.
حيث قال لـ”العربية”، اليوم الاثنين، إن بثينة شعبان دخلت الأراضي اللبنانية بطريقة شرعية وسافرت من مطار بيروت.
كما أضاف “هناك مسؤولون سوريون دخلوا لبنان بطريقة غير شرعية ونقوم بملاحقتهم”.
عائلات “مقربة” من النظام
يأتي ذلك فيما أكدت جهات رسمية لبنانية أمس لـ”العربية.نت” أن اتصالات رفيعة المستوى جرت بين مسؤولين لبنانيين، بينهم سياسيون وأمنيون، انتهت في الساعات الأخيرة، وخلصت إلى السماح بإدخال عائلات سورية إلى لبنان عن طريق معبر المصنع الحدودي بين سوريا ولبنان.
وأكثر السوريين القادمين إلى لبنان هم من المسيحيين والشيعة، ويخشون من تعرضهم لاعتداءات في أماكن سكنهم في دمشق ومناطق سورية أخرى بعد سقوط النظام.
كما أشارت معلومات حصلت عليها “العربية.نت” إلى أن مسؤولين وضباطاً في النظام السوري السابق من علويين وسنة أرسلوا عائلاتهم إلى مناطق لبنانية عدة. وعمد الميسورون منهم إلى استئجار شقق في بيروت، وفي مناطق محسوبة على حزب الله.
يذكر أن الأسد كان غادر سوريا في الثامن من ديسمبر لتعلن الفصائل في اليوم عينه سقوط النظام، عقب التقدم السريع الذي حققته “هيئة تحرير الشام” والفصائل المسلحة المتحالفة معها، وسيطرتها على أغلب المدن الكبرى في البلاد من حلب إلى حماة وحمص، وتقدمها نحو دمشق.
—————————–
سيف الدين سبيعي: لم أدعم الأسد يوماً وسأنتخب جمال سليمان
16 ديسمبر ,2024
بعد أيام من سقوط النظام في سوريا، أكد المخرج والممثل السوري سيف الدين سبيعي أنه لم يكن يوماً مناصراً لنظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وخلال تواجده ضيفاً ببرنامج “خارج الصندوق” والمذاع على قناة “العربية”، أكد أنه لم يدعم النظام السوري يوماً ولم يتفوه في لقاء تلفزيوني بلفظ “تحية للجيش السوري” على سبيل المثال.
المخرج والممثل السوري سيف الدين سبيعي: لم أؤيد #بشار_الأسد يوما.. وأدعم ترشح #جمال_سليمان للرئاسة وسأكون أول المصوتين#خارج_الصندوق #قناة_العربية pic.twitter.com/dlgSYVBygG
— العربية (@AlArabiya) December 15, 2024
كما استنكر سبيعي لقب “الشبيح” الذي وصفه به البعض، على حد قوله، وتساءل مستغرباً “متى كنت شبيحاً ومتى تصرفت هكذا تصرف”.
وحول خلافه مع شقيقه الراحل عامر، أكد سبيعي أنه أمر “عائلي” يرفض الخوض في الحديث عنه، قائلاً: “أخي عامر ذهب إلى دار الحق.. وهو الآن بالمكان الذي سيثاب فيه إن كان مصيباً وسينال جزاءه إن كان مخطئاً”.
كما نفى الفنان السوري حدوث خلاف بين الفنانين حول النظام، متطرقاً لواقعة استدعائه للتحقيق بفرع التحقيق العسكري بالجوية بسبب تواصله مع الفنان جمال سليمان.
الممثل السوري سيف الدين سبيعي: لم أكن مناصرا لنظام بشار الأسد وخلافي مع شقيقي “عائلي” لن أخوض الحديث عنه#سوريا #خارج_الصندوق #قناة_العربية pic.twitter.com/NLR7X6iiwC
— شاشة العربية (@AlArabiyaScreen) December 15, 2024
وأكد أنه حال ترشح سليمان لرئاسة سوريا سيكون أول المصوتين له، وحينها سيقول جمال سليمان رئيسي، على حد قوله.
يشار إلى أن الفنان جمال سليمان كان صرح في وقت سابق عبر “العربية” بأنه يود الترشح لرئاسة سوريا حال توافق ذلك مع رغبة الشعب ببلاده.
————————-
سقوط نظام الأسد.. هل يعيد تشكيل التوازنات بين تركيا وإيران؟
2024.12.16
تواجه العلاقات بين تركيا وإيران مرحلة دقيقة في ظل تغييرات ميدانية وسياسية كبيرة في سوريا، حيث فقدت إيران أحد أبرز حلفائها بسقوط نظام الأسد في سوريا.
التحولات الإقليمية أثارت تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين أنقرة وطهران، خاصة مع استمرار التعاون والتوتر بين البلدين.
في أول خطاب له بعد سقوط دمشق في 8 كانون الأول، ألقى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي باللوم على الولايات المتحدة وإسرائيل في الأحداث التي وقعت في سوريا، مشيراً إلى أن “القوة الرئيسية المتآمرة والمقر القيادي الأساسي هما في أمريكا والكيان الصهيوني. ولدينا أدلة لا تدع مجالًا للشك”.
وعلى الرغم من عدم ذكر تركيا بالاسم، وصف خامنئي أحد جيران سوريا بـ”المحتل”، منتقداً دوره في تغيير النظام السوري.
زيارة بولات إلى طهران وسط التوتر
في الوقت نفسه، زار وزير التجارة التركي عمر بولات طهران للمشاركة في الاجتماع الـ29 للجنة الاقتصادية المشتركة. بولات أشار عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن النقاشات مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تناولت رفع حجم التجارة إلى 30 مليار دولار، تطوير مراكز التجارة الحدودية، وفتح معابر جديدة.
هذا التزامن بين التصريحات الإيرانية وزيارة بولات أبرز التوازن المعقد في العلاقات بين البلدين، الذي يجمع بين التعاون والمنافسة في منطقة تمتد من القوقاز إلى الشرق الأوسط.
في تقييم للوضع الحالي، قال مدير مركز أبحاث الاقتصاد والسياسة الخارجية (EDAM) سنان أولغن في حديثه إلى موقع (BBC
) التركية: “لن يؤدي الوضع في سوريا إلى تغيير جذري في نماذج العلاقات بين تركيا وإيران… صراع النفوذ كان دائماً موجوداً وسيبقى كذلك”. وأضاف أن التطورات الأخيرة تشير إلى زيادة ثقل تركيا الإقليمي.
من جانبها، أشارت الدكتورة هازار فورال جاين من جامعة إسطنبول أيدن إلى أن “التطورات الأخيرة تظهر تغيرًا ملحوظًا في مسار العلاقات بين أنقرة وطهران”، مؤكدة أن إيران تدخل فترة تخسر فيها نفوذها في سوريا.
إيران تواجه تحديات متزايدة
بنافشه كينوش، الباحثة في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، رأت أن سقوط الأسد يعزز من قوة السياسة الخارجية التركية. وقالت: “هذا الوضع سيجبر إيران على التكيف مع واقع سياسة خارجية تركية أكثر قوة، لكن مدى نجاحها في ذلك لا يزال غير واضح”.
وأضافت كينوش: “النظام الإيراني يفتقر إلى القوة اللازمة لتغيير الواقع الجديد في سوريا، رغم إدراكه لحجم الضرر الذي لحق بنفوذه هناك”. كما علقت على تصريحات خامنئي بقولها: “ألمح إلى ضرورة التحرك لتقويض أهداف السياسة الخارجية التركية”.
مع اقتراب تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية مجدداً، يتوقع الخبراء تشديد الضغوط على إيران. ووفقاً لسنان أولغن، فإن “زيادة الضغط الأمريكي الذي قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية في إيران لن يكون سيناريو مفضلًا بالنسبة لتركيا”.
أما أورال توغا، الباحث في مركز الدراسات الإيرانية (إيرام)، فأكد أن إيران قد تعتمد على تركيا في حال تشديد العقوبات، بسبب العلاقات التجارية والطاقة العميقة بينهما.
التوازن بين المصالح والتوتر
رغم التوتر، يرى الخبراء أن تركيا وإيران لا تمتلكان رفاهية القطيعة. الدكتورة جاين أوضحت أن “الجارتين، اللتين تشتركان في حدود تمتد لـ560 كيلومتراً، لا يمكنهما الاستغناء عن الحوار والتواصل العالي”. وأضافت: “تاريخ الأزمات بين البلدين يظهر أن كلا الطرفين يتأثران بالأزمات التي تواجههما”.
وبحسب بيانات مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية (DEİK)، تراجع حجم التجارة بين تركيا وإيران من أكثر من 10 مليارات دولار في 2016 إلى حوالي 6 مليارات دولار في 2023، رغم إعفاءات أمريكية مكنت تركيا ودولًا أخرى من استيراد النفط الإيراني خلال تلك الفترة.
——————-
كيف ستواجه السلطات الجديدة في سوريا إرث نظام الكبتاغون؟
16-ديسمبر-2024
كشف سقوط نظام بشار الأسد عن وجود مصانع ومستودعات لإنتاج مادة الكبتاغون المخدرة التي كان النظام السوري المُطاح به يهرّبها بانتظام نحو دول الجوار والخليج وبعض الدول الأوروبية، محققًا من خلال المتاجرة بمواد محظورة عائدات مالية كانت تذهب إلى جيوب عصابة الأسد، حسب مجلة “لوبوان” الفرنسية، التي تساءلت عن حجم تلك التجارة وما الذي ستقوم به السلطة الجديدة في سوريا للتخلص من إرث نظام المخدرات الأسدي.
ترى مجلة “لوبوان” الفرنسية أنّ سقوط نظام بشار الأسد أبان عن نقاط ما أسمته “دولة المخدرات الحقيقية”، التي يعتمد “اقتصادها، المتضرر من العقوبات الدولية منذ عام 2011، على التصنيع والتصدير الصناعي، وخاصةً إلى دول الخليج، لهذا المخدر الاصطناعي الذي يأخذ شكل أقراص صغيرة صفراء أو بيضاء”.
يُشار إلى أنّ الاسم العلمي لمخدر الكبتاغون هو فينيتيلين، ومن خصائصه “تحفيز التركيز والأداء البدني، ولكنه يسبب اضطرابات شديدة في القلب والأوعية الدموية وأخرى نفسية، بالإضافة إلى هلوسة شديدة”.
كما تجدر الإشارة إلى أنّ قرص الكبتاغون الواحد يُباع بسعر “يتراوح بين 3 و7 دولارات في سوريا والعراق وليبيا، في حين قد يصل سعره في المملكة العربية السعودية إلى 25 دولارًا”.
الكبتاغون: من عملية البيع بالتجزئة إلى نظام تصنيع لدى نظام الأسد البائد
أفاد تقرير صادر عام 2022 عن معهد الأبحاث الأميركي نيولاينز إنستيتوت بأنّ إنتاج الكبتاغون “انتقل من العمليات الأصغر والتجزئة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة إلى العمليات الصناعية في المناطق الموالية للأسد”. ولفتت لوبوان إلى أنه من المفارقة أن نظام بشار الأسد كان “يتّهم ما يسميها الجماعات المتمردة بأنها المنتجة والمستهلكة لهذه المادة، حتى أُطلق عليها المخدرات الجهادية”. إلا أنّ الواقع، حسب لوبوان، “يشير إلى أن نظام بشار الأسد هو الذي أنتج جزءًا كبيرًا منها، وحوّلها إلى شريان مالي لأسرته ونظامه”.
ومع الأيام الأولى لسقوط طاغية الشام، الذي فرّ إلى إيران، انتشرت بكثرة مقاطع الفيديو التي تُظهر “اكتشاف الكبتاغون، حيث جرى حرق مئات الحبوب المعبّأة في باحة قاعدة المزة الجوية، وعُثر في مستودعات ضخمة في دوما على أثاث وأجهزة كهربائية وفواكه معدّة لإخفاء المخدرات داخلها”. وحسب مجلة لوبوان، فإنّ “أماكن الإنتاج والتخزين تعود بشكل مباشر أو غير مباشر إلى أسرة الأسد وعشيرته”.
كما أكّدت المجلة الفرنسية، نقلًا عن تقرير معهد نيولاينز إنستيتوت، أن ثمة أدلة “على أنّ مسؤولي الفرقة الرابعة يستخدمون سلسلةً من الموانئ الرسمية وغير الرسمية المملوكة للدولة في منطقتي اللاذقية وطرطوس لشحن الكبتاغون”. ونقل تقرير نيولاينز إنستيتوت عن شهود قولهم “إنّ أفراد الفرقة الرابعة استخدموا قوارب سريعة لتفريغ البضائع على سفن أكبر”. فضلًا عن ذلك، يوثّق تقرير المعهد أنّ “وحدة النخبة، تحت قيادة ماهر الأسد، الأخ الأصغر للرئيس المخلوع، لعبت دورًا مركزيًا في هذه التجارة غير القانونية والمربحة”.
عائدات ضخمة بالمليارات
يقول تقرير معهد نيولاينز إنستيتوت إن القيمة التقديرية لبيع الكبتاغون ارتفعت من 3.46 مليارات دولار عام 2020 إلى 5.7 مليارات دولار عام 2021.
ولفت التقرير إلى قيام الشرطة الإيطالية في ميناء ساليرنو عام 2020 بضبط 84 مليون حبة كبتاغون مخبّأة في التروس الصناعية والأسطوانات الورقية القادمة من ميناء اللاذقية في سوريا.
مصير صناعة الكبتاغون
تعتقد مجلة “لوبوان” أن المواقف الصادرة عن السلطات الجديدة ومقاطع الفيديو التي أثبتت بالدليل الملموس متاجرة نظام المخلوع بشار الأسد بالمخدرات تُظهر رغبة الحكام الجدد في سوريا “في تدمير صناعة المخدرات وكل إنتاج الكبتاغون”.
وتنقل لوبوان عن الصحفي المختص في شؤون الحركات الجهادية نسيم نصر قوله: “عندما يقول أحمد الشرع: أوقفوا تهريب الكبتاغون، أعتقد أنه يقول ذلك لأنه يؤمن به، ولأن ذلك أحد الأشياء التي سيتفاوض بشأنها مع دول المنطقة”.
الترا صوت
————————-
———————
===================