سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 17 كانون الأول 2024
ت
متابعة التغطيات السابقة
سوريا حرة إلى الأبد: المصاعب والتحديات، أحداث ووقائع 16 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: مهام اليوم التالي، أحداث ووقائع 15 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 14 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع سقوط الديكتاتور الفار بشار الأسد في سورية
مسؤول حقوقي: مقبرة جماعية في سوريا تحوي 100 ألف جثة على الأقل
17 كانون الأول 2024
واشنطن: أفاد رئيس منظمة حقوقية سورية مقرها الولايات المتحدة بأن مقبرة جماعية خارج العاصمة دمشق تحوي ما لا يقل عن 100 ألف جثة لأشخاص قتلتهم حكومة الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وقال معاذ مصطفى رئيس المنظمة السورية للطوارئ في مقابلة هاتفية مع رويترز من دمشق إن الموقع في القطيفة على بعد 40 كيلومترا شمال العاصمة السورية كان واحدا من خمس مقابر جماعية حددها على مر السنين.
وأضاف “مئة ألف هو التقدير الأكثر تحفظا” لعدد الجثث المدفونة في الموقع. إنه تقدير متحفظ للغاية وغير عادل تقريبا”.
وقال مصطفى إنه متأكد من وجود مقابر جماعية أكثر من المواقع الخمسة، وإن القتلى السوريين من بينهم مواطنون أمريكيون وبريطانيون وأجانب آخرون.
ولم تتمكن رويترز من تأكيد مزاعم مصطفى.
وتشير التقديرات إلى مقتل مئات الآلاف من السوريين منذ 2011، عندما تحولت حملة الأسد على الاحتجاجات المناهضة لحكمه إلى حرب أهلية شاملة.
ويتهم سوريون وجماعات بمجال حقوق الإنسان وحكومات الأسد ووالده حافظ، الذي سبقه في الرئاسة وتوفي عام 2000، بارتكاب عمليات قتل واسعة النطاق خارج نطاق القانون، تشمل وقائع إعدام جماعي داخل نظام السجون السيئ السمعة في سوريا.
ونفى الأسد مرارا أن تكون حكومته قد ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان، ووصف منتقديه بالمتطرفين.
ولم يردّ سفير سوريا لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك بعد على طلب التعليق. وقد تولى المنصب في يناير/ كانون الثاني بينما كان الأسد لا يزال في السلطة، لكنه قال للصحافيين الأسبوع الماضي إنه ينتظر تعليمات من السلطات الجديدة، وسيواصل “الدفاع عن الشعب السوري والعمل من أجله”.
ووصل مصطفى إلى سوريا بعد أن فرّ الأسد إلى روسيا وانهارت حكومته في مواجهة هجوم خاطف شنته المعارضة، فأنهى حكم عائلته الذي دام أكثر من 50 عاما.
وتحدث إلى رويترز بعد مقابلة أجراها معه برنامج (تشانيل 4 نيوز) البريطاني في الموقع بالقطيفة لإعداد تقرير عن المقبرة الجماعية المزعومة هناك.
وقال إن فرع المخابرات في القوات الجوية السورية كان “مسؤولا عن نقل الجثث من المستشفيات العسكرية، حيث جمعت بعد تعرض أصحابها للتعذيب حتى الموت، إلى فروع مخابرات مختلفة، قبل إرسالها إلى موقع المقبرة الجماعية”.
وأضاف أن الجثث نُقلت أيضا إلى المواقع بواسطة مكتب الجنازات البلدي في دمشق الذي ساعد موظفوه في نقلها من شاحنات مبردة.
وقال مصطفى “تمكنا من التحدث إلى الأشخاص الذين عملوا في هذه المقابر الجماعية الذين فرّوا من سوريا بمفردهم أو ساعدناهم على الفرار”.
وأضاف أن جماعته تحدثت إلى سائقي جرافات أٌجبروا على حفر القبور و “في كثير من الأحيان، وبناء على الأوامر، سحق الجثث قبل أن يهيلوا عليها التراب”.
وأعرب مصطفى عن قلقه إزاء عدم تأمين مواقع المقابر الجماعية، وقال إنه يتعيّن الحفاظ عليها لحماية الأدلة للتحقيقات.
(رويترز)
القدس العربي
————————
دمشق… «صندوق باندورا» انفتح لأبنائه والعالم/ بيسان الشيخ
الحياة تسير بانتظام كاستراحة بين شوطين
17 ديسمبر 2024 م
لا يسع زائر العاصمة السورية دمشق اليوم إلا التوقف دهشة من نبض المدينة المتسارع. ازدحام سير عند المداخل ومفترقات الشوارع الرئيسة والأسواق، مشهد تلامذة المدارس يتقافزون خلف ذويهم متخففين من حقائبهم عند انتهاء اليوم المدرسي، وتفاصيل كثيرة تبث شيئاً من الألفة وتقول إن الحياة اليومية لم تتعطل أمام الحدث الجلل.
سيارات بصفائح تدلل على قدومها من مختلف المناطق السورية ازدحمت عند تقاطعات الطرق وإشارات المرور الضوئية التي تعمل بشكل طبيعي. هنا سيارة من الرقة وأخريان من حمص وإدلب وسط سيل من سيارات دمشق. «هذا مشهد جديد علينا» يقول محدثي. لم نكن نرى هذه السيارات قبلاً. ووسط الزحام ومحاولة كل سائق شق طريق لنفسه قال ممازحاً: «إشارة إدلب على السيارة صارت تعني (حكومي)… يجب أن نفسح الطريق».
الغياب الكبير لعناصر شرطة المرور لا يعوضه وجود بضعة عناصر من «هيئة تحرير الشام» الذين حضروا إلى مفاصل رئيسة وسط المدينة لمحاولة تنظيم المرور، لكن يبدو أن الناس يتدبرون أمرهم بدفع ذاتي أيضاً.
لا يكاد يخلو محل تجاري من علامة تحتفي بالمرحلة الجديدة ولو على شكل تخفيض 50% (الشرق الأوسط)
وبالكاد هبط المساء حتى امتلأت الحدائق العامة والمقاهي بالعائلات والشباب والصبايا وغص بهم شارع الشعلان ومتفرعاته، متنقلين بين محال العصائر الطازجة والسندويشات ومقاهي النراجيل وقد اتخذت بغالبيتها أسماء أجنبية أو مطعَّمة بالإنجليزية.
«سرعة التأقلم» التي يوصف بها الدمشقيون تُلمس في تفاصيل صغيرة بعضها شكلي وبعضها الآخر إجرائي، كقبول التعامل فجأة بكل العملات الأجنبية والعربية، أو كمعاودة جمع النفايات واستئناف عمال النظافة أعمالهم بسرعة قياسية، أو حتى تحديث شروط شراء شريحة هاتف لغير السوريين على سبيل المثال. فالإجراء السابق كان يقضي بتسجيل الأجنبي ضمن سجل خاص مترافق مع صورة لختم دخوله إلى الأراضي السورية وعنوان إقامته. أما اليوم، والحدود البرية من الجهة السورية متروكة لحالها، ولا أختام دخول أو خروج (بعد)، وحيث ضبط حركة الوافدين والمغادرين ملقاة على عاتق الجانب اللبناني وحده، فلم ترم الإجراءات كلياً ولم تعم فوضى الأرقام الهاتفية، وإنما تمت الاستعاضة عنها بإجراءات بديلة عملية تحفظ هوية صاحب الخط الهاتفي من جهة، ولا تعيق حصوله على شريحة من جهة أخرى.
إلى ذلك، فقد انتشر «علم الثورة» على السيارات الخاصة وسيارات الأجرة ومداخل المحال التجارية، مترافقاً مع عروض لتخفيضات خاصة على الملابس والأحذية وغيرهما «احتفالاً بالنصر». كذلك كثر الباعة المتجولون الذين يعرضون العَلم الجديد بإصرار مريب، وهم يحثونك على الشراء بكلمات المباركة والتهليل. وقد يصعب التمييز بدقة من استبدل بمظاهر الولاء الجديدة المظاهر القديمة عن قناعة أو تقية، خصوصاً بين الأفراد وأبناء المدينة من أصحاب المصالح الصغيرة، لكن المؤكد أن المساحات العامة والمشتركة طوت صفحة «الأبد». فعلى طول الطريق من الحدود اللبنانية وحتى آخر زقاق في دمشق شُطبت كل عبارة تمجد الأسد الأب والابن أو «الأبد» الذي سلّط على رقاب السوريين لعقود.
كذلك انتشرت في الساحات العامة، وخصوصاً ساحة الأمويين، ملصقات وشاشات إعلانية تفيد بأن «سوريا لكل السوريين»، وأنه «حان وقت العمل لبناء مستقبل أفضل»، وغير ذلك من عبارات التطمين ومد اليد والتطلع إلى «غدٍ جامع لكل أبناء الوطن». ولم يمكن متاحاً التأكد إن كانت هذه الملصقات جزءاً من حملة إعلامية صريحة لـ«هيئة تحرير الشام»، أم أنها أيضاً لحظة ارتجال سياسي.
ولعل ساحة الأمويين التي تحولت «مزاراً ثورياً» تؤمّه الجموع ليلاً ونهاراً لالتقاط صور تذكارية قرب النصب التاريخي وفوق تمثال حافظ الأسد المتروك على الأرض، تقول الكثير مما لم يحكَ بعد. فبالإضافة إلى كونها المَعلَم الأول لمدينة دمشق، هي اليوم بوابة سوريا إلى العالم، ليس فقط عبر سوريين سارعوا إليها من داخل البلاد وخارجها وملأوا الفضاء الإلكتروني بصورهم وفرحتهم، بل أيضاً عبر مراسلين صحافيين وقنوات تلفزة عالمية وفرق بث بالمئات وبلغات مختلفة، جعلت الوضع كله أقرب إلى فتح «صندوق باندورا» بحلوه ومرّه.
الصحافيون هؤلاء المرابطون في الساحة وتصادفهم لاحقاً في المطاعم الشعبية الصغيرة وردهات الفنادق، يعيدونك مرغماً إلى بغداد ما بعد 2003… مشهد آخر لعاصمة أمام مفترق تاريخي وطوفان من البشر والمشاعر.
وكما في بغداد ذات يوم، هنا أيضاً تعج ردهات الفنادق بكل التناقضات الممكنة، وليس الصحافيون على اختلاف مشاربهم إلا حلقة صغيرة فيها.
هنا في هذه القاعات الكبيرة، وحول فناجين القهوة والشاي، يتجاور صناع القرار من الوفود الدبلوماسية، وأعضاء البعثات الأممية ومترجميهم، كما التجار والمقاولون الذين تهافتوا ليقتنصوا فرصاً اقتصادية يعلمون جدواها مسبقاً. فصحيح أن دمشق نفسها لم تتغير معالمها كثيراً، لكن حاجتها إلى مختلف أنواع الخدمات وأولها الكهرباء كبيرة جداً، كما وأن أحياء كاملة سُويت بالأرض وشهدت تهجيراً قسرياً وتجويعاً وترويعاً تجاور فقاعة العاصمة وفنادقها ومطاعمها حتى تكاد تلامسها.
هنا أيضاً، في هذه الفنادق التي تحولت مطبخاً مصغراً للمجتمع السوري الكبير، يلتقي الدمشقيون للمرة الأولى أبناء بلدهم من قادة الفصائل والمسلحين القادمين من الشمال الذين لم تسمح ظروف حياتهم وأعمار كثير منهم بالتعرف على عاصمتهم أو دخول فندق أصلاً. شعورهم العارم بالنصر والإنجاز لا يخفي إرباكاً في نظراتهم وسلوكياتهم الصغيرة. كأن تصادف أحدهم في المصعد فيحتار أن يخرج أم يبقى، ثم يرد التحية بأفضل منها ويغض الطرف.
بدلاتهم العسكرية بمختلف تلاوينها وسلاحهم وذخيرتهم الظاهرة للعيان ولحاهم الطويلة، غير معدّة لهذه الفنادق العريقة وفخامة خزفياتها وأدبيات الموظفين فيها وكلماتهم المنمقة، كما وتعاكس دماثة دمشقيين «عاديين» اعتادوا زيارة مقاهي الفنادق ومطاعمها مساءً لا لشيء إلا لأن ذلك متاح ويمنحهم بعض الهدوء والخصوصية. هذه الهوة يردمها المسلّحون بالوقار والعبوس والتوجس الأمني الذي لا ينفك يتهاوى عند أول مزاح من صديق أو شخص مقرب.
أما الدمشقيون فيشعرون بأن «فقاعتهم» قد كُسرت وشكل حياتهم المتوارث قد تغير إلى غير رجعة، لكنهم شبه مجمعين على أن شيئاً لن يكون أسوأ أو أطول مما كان.
الشرق الأوسط
—————————–
طريق بيروت – دمشق معبّد بالعتاد العسكري المتروك… وبكثير من الحذر/ ثائر عباس
المنطقة العازلة مع لبنان ملاذ الخائفين من «التغيير»
17 ديسمبر 2024 م
الطريق من بيروت إلى دمشق محفوف بالمشاهد غير المألوفة. أيام قليلة غيّرت كل شيء بالنسبة للمتوجه إلى العاصمة السورية من لبنان براً. الطريق الذي كان «رئة» دمشق الاقتصادية، يعج بالزوار من السوريين واللبنانيين، وأكثر بالشاحنات الكبيرة التي تحمل البضائع من مرفأ بيروت إليها، بعد أن حتّمت العقوبات الدولية على سوريا سلوك هذا المسار.
الطريق إلى دمشق عبر الحدود اللبنانية، يبدأ بنقطة المصنع التي شهدت في أول أيام التغيير السوري زحمة غير مسبوقة صعوداً، عادت إلى طبيعتها، بل أقل، ذهاباً، فيما استعادت حيويتها، إياباً، حيث اصطفت مئات العائلات السورية التي تأمل بـ«استثناء إنساني» يسمح لها بدخول لبنان. غير أن تدفق القادمين إلى لبنان أقفل الطريق بوجه الجميع. فمن «يحق له» الدخول بات عاجزاً عن الوصول إلى نقطة الحدود لإثبات أحقيته بالدخول. وبات الطريق شبه مقفل لأيام قبل أن تتدخل السلطات اللبنانية لفتحه، ومعها تصاعدت شكوى السوريين من تجاوزات على الحدود دفعت برئيس جهاز الأمن العام اللواء إلياس البيسري، إلى تشكيل لجنة تحقيق في «التجاوزات والتعسف»، تلتها إجراءات لافتة قللت العدد إلى بضع مئات، بعضهم يغادر بعد أن يفشل في الدخول، ثم ما يلبث آخرون أن يصلوا، وبين المجموعتين بعض من السوريين الذي يتمسكون بأمل ما يفتح أمامهم أبواب الدخول إلى لبنان الذي زاد تشدده في منع دخول السوريين، إلا من يثبت أنه مسافر إلى الخارج مروراً بالمطار، أو بأصحاب الإقامات الرسمية في لبنان أو غيره.
في السيارات، يبيت أطفال ونساء، الرجال في الخارج يتحلقون حول النار. يقول أيمن، رجل خمسيني من سكان ريف دمشق إنه ينتظر أن يتأمن دخوله إلى لبنان، رغم رفض الحاجز إدخاله. يلمح أيمن إلى وعدٍ تلقاه بالعمل على قضيته، للسماح بالدخول: «نحن في خطر، ولن أُعيد أولادي إلى الموت». يرفض الحديث عن ماهية الخطر، متشبثاً بأنه «سيبقى هنا في المنطقة العازلة إلى الأبد إن هو اضطر إلى ذلك. ورغم عدم الإبلاغ عن حوادث التعرض لمؤيدي النظام السابق من المدنيين، أو من أبناء الأقليات الدينية، وتحديداً الشيعة، فإن الخوف يسيطر على الكثير من هؤلاء. ويقول بلال، وهو سوري من بلدة الزهراء الشيعية بالقرب من حلب، إن أحد أقاربه قتل هناك، وإن اسمه هو أيضاً موجود على لائحة المطلوب القبض عليهم، ولهذا لن يعود أبداً.
الصورة نفسها تتكرر بعد أول حاجز لمسلحي المعارضة، مقابل مقر الجوازات السوري الخالي من موظفيه. العبور سهل، ولا يتطلب حتى بطاقة الهوية للبنانيين كما كان الحال سابقاً. تحية مرفقة بابتسامة من الحاجز المسلح تكفي، يرد عليه: بـ«الله محيي الشباب… تفضلوا»، ويؤشر بيده للذهاب نحو سوريا التي كان يحكم الدخول إليها أكثر من سبعة حواجز عسكرية. بعضها كان مخصصاً لتلقي «الرشوات الصغيرة» من السائقين، كربطة الخبز وعلبة الدخان الأجنبية التي تعدّ السلعة الأغلى، وأحياناً مبالغ مالية تُدفع على كل من هذه الحواجز.
الأمور تغيرت راهناً، فقد بات الدخول إلى سوريا عبر الحدود البرية، كما الخروج منها، متاحاً للجميع، دون أوراق ثبوتية ولا أسئلة، ولا حتى تفتيش.
على مقربة من قوس للنصر، المرفوع على الطريق، تظلله صورتان للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، ووالده الرئيس الراحل حافظ الأسد، يقف شاب بلحية خفيفة، ووجه لوحته الشمس، وقرب سيارته القديمة الطراز، تجلس زوجته وأولاده الثلاثة الذين لم يبلغ أكبرهم عشر سنوات. بتردد يقترب من أحد القادمين من لبنان يسأله عن إمكانية دخوله بسيارته هذه إلى لبنان رغم عدم امتلاكه «الدفتر الأصفر» الذي كانت تعطيه السلطات السورية للسائقين قبل الخروج، بعد أن رده عناصر الحاجز السوري على أعقابه، قائلين له إنه لا إمكانية لدخوله، وإن اللبنانيين يمكن أن يصادروا سيارته. الشاب الذي يتحدر من قرية الفوعة الشيعية قرب إدلب، مُصرّ على الذهاب إلى لبنان. يقول: «اتفقت على عمل مع شخص لبناني، ولا بد لي من الذهاب في أسرع وقت ممكن». تردده يوحي بالخوف الذي لا يبوح به، مؤكداً أن «أحداً لم يتعرض لنا، لكنني مضطر لأنْ أذهب للعمل».
صورتا الأسد ووالده، نجتا بالكاد على ما يبدو من التمزيق بسبب ارتفاعهما، لكن الصور التي كانت بالمتناول، إما مُزّقت، وإما أزيلت ووضعت أرضاً للدوس عليها. أما الحواجز العسكرية فقد تعرضت للتكسير والتخريب.
بقايا عربات ونقاط عسكرية
السيارات المتروكة على جانب الطريق، تكاد تكون علامة فارقة، إحداها كانت لا تزال تحترق، فيما أزيل من السيارات الأخرى كل ما هو قابل للبيع؛ الدواليب والإكسسوارات الأخرى. أما العلامة الأخرى فهي كمّ السيارات والآليات العسكرية والدبابات المتروكة بكامل ذخيرتها وحيدة في الشوارع بدءاً من الحدود، تحكي حكاية نظام عسكري انهار، ونظام آخر لا يزال يتلمس طريقه إلى النور.
وبين السيارات المدنية والعسكرية، كانت آليات مدمرة بصواريخ إسرائيل التي هاجمت أنظمة السلاح التابعة للجيش السوري، ومنها أنظمة صواريخ مضادة للطائرات محمولة على عربات عسكرية.
يمتد صف الآليات المهجورة على طول الطريق من الحدود السورية حتى مدخل دمشق. هذه الآليات كان مقرراً لها أن تحمي العاصمة، قبل أن ينهار كل شيء وتعجز عن حماية نفسها، أو مقاتليها الذين تركوا خلفهم ثيابهم العسكرية مرمية على جوانب الطريق، مغادرين إلى منازلهم، فيما بقي العلم السوري القديم مرمياً ممزقاً على الأرض في أكثر من مكان، من دون أن يجرؤ أحد – أو يرغب – على رفعه من مكانه.
الشرق الأوسط
—————————
الجميّل يتحدث ل”الحرة” عن “الأسد” و”المفاوضات” مع إسرائيل
الثلاثاء، ١٧ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
عبر رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل، عن “ارتياح” بلاده لسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وطالب بمنح الشعب السوري فرصة لتمرير المرحلة الانتقالية.
وفي مقابلة مع برنامج “المشهد اللبناني” على قناة “الحرة” قال الجميّل إن “أول ما فكر به عند سقوط نظام الأسد، شقيقه بيار الجميل الذي اغتاله النظام المخلوع”.
لم يستغرب الجميّل بشأن هروب الأسد من سوريا: “هذا النوع من الناس جبناء، وعادة ما يهربون”.
لكنه تفاجأ بحسب قوله بشأن الفرقة الرابعة التي تعتبر الدرع الأساسي لنظام الأسد، حيث لم تدافع عنه.
أما عن مشاهد السجون في سوريا، أكد الجميّل وجود سجون أخرى: “ليس فقط ما رأيناه على الشاشات”.
وتحدث عن وجود 12 جهاز أمني سوري: “كل جهاز لديه سجن في كلّ محافظات سوريا. كميّة السجون كبيرة جداً وهذا سيأخذ وقتا”.
ورغم رؤيته بأن الشعب السوري غير قادر على تحمّل أيديولوجية دينية إقصائيّة على رأس الدولة، فإنه اعتبر أن “الإشارات الآتية من سوريا منذ بدء هذه التحركات، مطمئنة حتى الآن”.
وإذ نفى أي تواصل مع أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) “قائد هيئة تحرير الشام”، قال الجميّل: أفضل أن يكون التعاطي مع سوريا من دولة لدولة، فلا نعود إلى عاداتنا القديمة من خلال فتح خطوط فرديّة، كي لا نعيد التجارب السيئة.
لبنان في معركة سيادة واستقلال
أما عن الداخل، فقال: “معركتنا هي معركة سيادة واستقلال، مواجهة لكل من يسعى للسيطرة على القرار اللبناني باستخدام السلاح، كما يفعل حزب الله في محاولته فرض مستقبله على لبنان.”
وأضاف: “يجب أن نستمر في استعادة السيادة من خلال تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، وضمان وضع جميع الأسلحة تحت سيطرة الجيش اللبناني””.
وقال الجميّل إن “بسط سلطة الدولة وحصر السلاح بيد الجيش، هو الطريق الوحيد”.
وأثار رئيس حزب الكتائب اللبنانية، شكوكه بشأن “التزام” إيران وتخليها عن الإصرار على إبقاء موقع عسكري لها على البحر الأبيض المتوسط في لبنان.
وقال: “الإيرانيون عندما يقولون إنهم وافقوا على الاتفاق، فإن ذلك يعني نظريا موافقتهم على تفكيك منظومتهم العسكرية في لبنان. لكن عمليا، نرى مماطلة وتلاعبا ومحاولات لربح الوقت وتأجيل التنفيذ”.
“الإيرانيون يبعثون برسائل متناقضة” قال الجميّل الذي أكد أن الإيرانيين يحاولون تهيئة جمهورهم لانتقال سلس، أو أنهم يناورون للالتفاف على الاتفاق. في كلتا الحالتين، سيواجهون اللبنانيين والمجتمع الدولي، والأسوأ من ذلك، قد يصطدمون بإسرائيل، على حد قوله.
وإذ نفى أي تواصل مع حزب الله، قال: “نحن في نظام ديمقراطي، ومن حق حزب الله أن يُعبّر عن رأيه، وأن يكون له مشروعه وحزبه، لا أحد يمكن أن يمنع أحد من ممارسة حياته الديمقراطية.ً مشكلتنا مع حزب الله هي مع سلاحه والانتماء إلى الخارج”.
وتمنى الجميّل أن “يكون حزب الله قد استوعب أن لا خيار أمامه إلاّ اللبنانيين، ورغم كل ما فعلوه بنا نرفض أن يُبنى البلد من دونهم، كما حصل بالمسيحيين وبُني البلد بعد التسعين من دوننا”.
وقال: “دائما ما كانت يد الشراكة ممدودة لحزب الله ولكن من دون سلاح، لا شراكة مع سلاح، ولا شراكة في ظلّ الاستقواء والتخوين. فنكون كلنا متساويين، لكي نفتح معهم صفحة جديدة، ومن هنا نطرح فكرة مؤتمر المصالحة والمصارحة، والهدف منه أن يُحكى كل شيء، ويعبر الجميع عن شعورهم”.
وعن الأصوات الداعية لاتفاق سلام مع إسرائيل قال الجميّل: “الخطوة الأولى هي أن تبدأ الدولة اللبنانية مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل من أجل معالجة مشاكلها معها”.
رئيس للجمهورية
وعبر عن تفاؤله بانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة التاسع من يناير المقبل، وأكد أن نواب حزب الكتائب سيجضرون الجلسة.
وقال: “من حقّ كل مرشح الوصول إلى الرئاسة، وعلينا الالتزام باللعبة الديمقراطية. علينا القبول بنتائج الانتخابات كما سيفرزها المجلس النيابي”.
ورغم تأكيده بأنه ليس مرشحا لرئاسة الجمهورية، فإنه أبقى الباب مفتوحا قائلا: “إذا كانت المعطيات تقضي بالتوجه نحو هذا الاتجاه، نذهب إليه”.
ولم يستبعد الجميّل التصويت لرئيس حزب القوّات اللبنانية سمير جعجع: “المهم أن يكون المرشح من الخطّ الذي يؤكد على سيادة الدولة”.
أما عن قائد الجيش العماد جوزيف عون، فاعتبر الجميّل أنه “لعب دوراً استثنائيّاً في هذه الحرب، وهناك حكمة كبيرة في طريقة تعاطيه، وتمكن من فرض نفسه على جميع المستويات، وعلاقتنا معه ممتازة، ولا مانع أبداً بوصوله إلى رئاسة الجمهورية”.
وردّاً على سؤال عن لقائه بمستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشرق الأوسط، مسعد بولس قال الجميّل: “بولس شخص هادئ جداً وأرتاح كثيراً بالتواصل معه، رأسه على كتفيه، وليس متطفّلاً أبداً، أو يحاول أو يمرّر أجندته، هو لبناني صادَفَ أنه في فريق أساسي في الولايات المتحدة، وهو يحاول أن يساهم بمصلحة لبنان”.
الحرة
—————————-
روسيا تدعو لحوار شامل في سوريا: القرار بيد شعبها الأسد | #المعارضة
الثلاثاء، ١٧ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
أعلنت وزارة الخارجية الروسية الإثنين أن السوريين هم من يجب أن يقرّروا مستقبلهم، ودعت إلى تشكيل حكومة “شاملة” تأخذ في الاعتبار المصالح العرقية والدينية المتنوّعة في البلاد.
وأضافت الوزارة في بيان أن موسكو تراقب عن كثب الوضع بعد مرور أكثر من أسبوع على سقوط الرئيس بشار الأسد، الذي دعمته موسكو لفترة طويلة، ومع إحكام رئيس الإدارة الجديدة في سوريا القائد أحمد الشرع قبضته على السلطة.
وجاء في البيان “نعتقد أن الطريق إلى تطبيع الوضع في سوريا على نحو مستدام يكمن في إتاحة حوار شامل بين السوريين على أساس تحقيق الوفاق الوطني والمضي قدماً في العملية المعقّدة للتسوية السياسية”.
وتابعت: “بالنسبة لروسيا، من المهم أن يحدّد السوريون أنفسهم مستقبل بلادهم. ونعتقد أن علاقات الصداقة والاحترام المتبادل بين شعبي بلدينا على مدى عقود ستستمر في التطور بشكل بناء”.
وأشارت الوزارة إلى أن المسلمين عاشوا جنباً إلى جنب في سوريا لقرون مع المسيحيين، بمن فيهم التابعون لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس ومقرّها دمشق، والتي تربطها علاقات وثيقة بالكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
ولفت الكرملين الإثنين إلى أنّه لم تُتخذ بعد أي قرارات نهائية بشأن مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا وعلى اتّصال بالمسؤولين عن البلاد.
وأفاد 4 مسؤولين سوريين لـ”رويترز” في مطلع الأسبوع بأن روسيا تسحب قوّاتها من الخطوط الأمامية في شمال سوريا ومن مواقع في جبال العلويين على الساحل السوري لكنّها لن تغادر قاعدتيها الرئيسيتين.
وأصدر الأسد، الذي حصل على حق اللجوء في روسيا، أول بيان منذ الإطاحة به من السلطة، قائلاً إنه نُقل إلى موسكو من قاعدة حميميم في الثامن من كانون الأول (ديسمبر) عند تعرّضها لهجوم بطائرات مسيّرة، بعد أن كان قد غادر دمشق في صباح ذلك اليوم مع اقتراب مقاتلي المعارضة.
: ماهر الأسد ليس بالعراق والاتحاد الأوروبي: لا مكان للتطرف وإيران وروسيا في سوريا… “النهار” في تغطية مباشرة
النهار العربي
————————————-
العثور على بقايا عظام بشرية قرب حفرة مجزرة التضامن بدمشق
الثلاثاء، ١٧ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
العثور على بقايا عظام بشرية قرب حفرة مجزرة التضامن بدمشق عثر على عظام بشرية قرب الحفرة التي شهدت مجزرة حي التضامن بالعاصمة السورية دمشق والتي ارتكبها عناصر في مخابرات نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد. اقرأ المزيد ومع مرور الوقت، يعثر السوريون على مزيد من المقابر الجماعية لتتكشف تفاصيل المجازر التي ارتكبها النظام المخلوع.
تقرير : ماجد عبد الهادي
الجزيرة نت
————————-
«ائتلاف النصر» الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي يطلق «مبادرة الرافدين» لدعم ومساندة الشعب السوري
الثلاثاء، ١٧ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
أطلق «ائتلاف النصر»، الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي، الاثنين، «مبادرة الرافدين» لدعم ومساندة الشعب السوري في المجالات الإنسانية والسياسية في ظل الأوضاع الراهنة وبعد تمكن فصائل المعارضة السورية من إطاحة نظام بشار الأسد.
كان العبادي من بين أول المبادرين من الزعماء السياسيين الشيعة من داخل قوى «الإطار التنسيقي» الذي يقود الحكومة، إلى تهنئة الشعب السوري بعد إطاحة الأسد. وقال تعليقاً على ذلك: «كما لا يمكن للاستبداد أن يستمر، فلا يمكن للإرهاب أو الفوضى أو الاحتراب أن تنجح».
وقال «ائتلاف النصر»، في بيان، إن «المبادرة تشمل شقين رئيسيين: الأول إنساني لتقديم الدعم الإغاثي لسوريا، والآخر سياسي لدعم التحوّل الديمقراطي في البلاد».
وفي المبادرة الإغاثية، يطالب البيان بـ«إرسال شحنات من المواد الأساسية إلى الشعب السوري، بما في ذلك، شحنات من وقود التدفئة، وشحنات من الأدوية الأساسية، وشحنات من المواد الغذائية الأساسية».
أما على المستوى السياسي، فتقترح المبادرة إنشاء «إطار سياسي واقتصادي يدعم التحوّل الديمقراطي السلمي في سوريا، ويعزز من وحدة واستقرار الدولة السورية».
وأشار بيان الائتلاف إلى أن المبادرة السياسية تهدف إلى «تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة عبر التعاون مع دول الجوار العراقي، إضافةً إلى مصر والإمارات».
تأتي مبادرة «ائتلاف النصر» في سياق رغبة بعض الاتجاهات السياسية والشعبية العراقية في الدخول بشكل إيجابي في الحدث السوري والمساعدة في ضمان الأمن والاستقرار في سوريا، على أمل أن ينعكس ذلك على شكل علاقات بنّاءة مع العهد الجديد في دمشق بالنظر إلى الروابط الجغرافية والاجتماعية والتاريخية بين البلدين الشقيقين والجارين.
ورغم التأكيدات المتواصلة التي تصدر عن حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بـ«وقوف العراق مع وحدة الأراضي السورية، والحفاظ على السلم الأهلي، وحقوق الأقليات، والتنوع الاجتماعي والثقافي والإثني، وعدم التدخل في الشأن الداخلي، ومساعدة السوريين على تخطي هذه المرحلة الصعبة»، فإن جهداً رسمياً لتقديم المساعدات الإغاثية إلى سوريا ما زال غير واضح أو موجود.
ويعتقد «ائتلاف النصر» أن العراق بموقعه وأهميته «يجب أن يتخذ مبادرة إيجابية للتفاعل مع الأحداث الإقليمية، وأن اللامبالاة تشكل موقفاً سلبياً قد تملأه قوى أخرى». وشدد الائتلاف على أن «المبادرات الإيجابية تبني السلام وتعزز التفاهم بين الشعوب، فيما تقطع الطريق أمام الأجندات المغرضة، كما تسهم في تعزيز مكانة العراق الإقليمية والدولية مركزاً فاعلاً للاستقرار والسلام».
بدورها، أدانت وزارة الخارجية العراقية، الأحد، قرار الحكومة الإسرائيلية التوسع في سياستها الاستيطانية في الجولان السوري المحتل.
وقالت في بيان إنها «تُعرب عن إدانتها واستنكارها الشديدين لقرار حكومة الكيان الصهيوني التوسع في سياستها الاستيطانية في الجولان السوري المحتل»، عادّةً ذلك «انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية».
وأكدت «موقف العراق الثابت والداعم لحقوق الجمهورية العربية السورية في استعادة سيادتها الكاملة على أراضيها، وأن الجولان أرض سورية محتلة، وأي إجراءات تهدف إلى تغيير وضعه القانوني والديمغرافي تُعدّ باطلة وغير مشروعة».
ودعت الوزارة «المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم لإدانة انتهاكات الكيان الصهيوني المستمرة والعمل الجاد لحماية وحدة وسيادة الأراضي السورية وضمان تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة».
صحيفة الشرق الأوسط
—————————
الشرع يتعهد بحلّ الفصائل المسلّحة و انضواء مقاتليها في الجيش السوري
الثلاثاء، ١٧ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
دمشق: تعهّد أبو محمد الجولاني، قائد هيئة تحرير الشام التي تولّت السلطة في سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، أن يتمّ حلّ الفصائل المسلّحة و انضواء مقاتليها في الجيش السوري الجديد.
وفي بيان باسم تحالف الفصائل المسلّحة التي تقودها الهيئة، قال الجولاني الذي بات يستخدم اسمه الأصلي وهو أحمد الشرع، إنّه يجب أن تحضر لدينا عقلية الدولة لا عقلية المعارضة، وسيتمّ حلّ الفصائل وتهيئة المقاتلين للانضواء تحت وزارة الدفاع، وسيخضع الجميع للقانون .
(أ ف ب)
—————————-
الشرع يلتقي وفداً من أهالي السويداء في دمشق
الثلاثاء، ١٧ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
التقى قائد إدارة العمليات العسكرية، أحمد الشرع، وفداً من أهالي محافظة السويداء لبحث التطورات في سوريا والخطوات المستقبلية.
وبحسب بيان صادر عن إدارة العمليات العسكرية، فإن الشرع تحدث خلال اللقاء عن أهمية حضور عقلية الدولة بدلاً من عقلية المعارضة، وضرورة بقاء سوريا موحدة، ووجود عقد اجتماعي بين الدولة وجميع الطوائف لضمان العدالة الاجتماعية.
وشدد على ضرورة عدم وجود محاصصة أو خصوصية تؤدي إلى انفصال، مضيفاً: “نحن ندير الأمور من منطلق مؤسساتي وقانوني، ونسعى لتحقيق الأفضل للشعب السوري”.
وأشار إلى أن سوريا بحاجة إلى ضبط القطاع الصناعي، وإلى خطط تنموية تخدم الأمن الغذائي، خاصة أن الموارد البشرية في النظام السابق كانت في حدها الأدنى، وحالة النظام كانت متردية ثقافيّاً واجتماعيّاً.
من جانبها، ذكرت شبكة “الراصد” المحلية أن وفد محافظة السويداء ضم الشيخ سليمان عبد الباقي قائد “تجمع أحرار جبل العرب”، وسلمان نجل الشيخ حكمت الهجري الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، مشيرة إلى أن أجواء اللقاء كانت إيجابية.
بدوره، أشار عبد الباقي في منشور على صفحته على موقع “فيسبوك” إلى أن البند الرئيسي الذي تم مناقشته خلال الاجتماع هو إقامة “دولة مدنية ديمقراطية عادلة، دون تمييز حزبي أو عنصري أو طائفي أو مناطقي، ودون احتكار السلطة على أساس الدين لله والوطن للجميع”.
الشرع يلتقي وفوداً سورية وأجنبية التقى قائد إدارة العمليات العسكرية خلال الأيام القليلة الماضية عدة وفود سورية وعربية وأجنبية في دمشق، بهدف مناقشة التطورات في سوريا وتقديم تصور عن الخطط المستقبلية بعد إسقاط نظام الأسد.
وتنوعت الوفود التي التقاها الشرع بين الفعاليات الإعلامية والمدنية والعسكرية في سوريا، إضافة إلى ممثلين عن دول أوروبية، ووفد من الأمم المتحدة برئاسة المبعوث الخاص إلى سوريا غير بيدرسن.
وأكد الشرع في تلك اللقاءات على ضرورة تكاتف السوريين لبناء دولة جديدة، وطالب بدعم المجتمع الدولي سياسياً واقتصادياً، وبرفع العقوبات عن سوريا لتمكين السوريين من النهوض مجدداً.
تلفزيون سوريا
————————-
انهيار اتفاق الهدنة بين “قسد” و”الجيش الوطني” شمالي سورية
الثلاثاء، ١٧ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
عاد التوتر إلى مناطق شمال سورية مع إعلان قوات سورية الديمقراطية (قسد) فشل الوساطة التي تقوم بها الولايات المتحدة لإعلان هدنة دائمة في منطقتي منبج وعين العرب (كوباني) في حلب.
وقالت “قسد” في منشورٍ لها عبر قناتها في تليغرام: “لم تتوصل جهود الوساطة الأميركية للإعلان عن هدنة دائمة في منطقتي منبج وكوباني بسبب النهج التركي في التعاطي مع جهود الوساطة والمراوغة في قبول نقاطها الأساسية”. وأضافت أن النقاط الأساسية للهدنة تركزت على نقل ما تبقى من مقاتلي مجلس منبج العسكري والمدنيين العالقين في مدينة منبج والراغبين بالانتقال إلى مناطق آمنة في شمال وشرق سورية، وكذلك حل مسألة نقل رفات سليمان شاه إلى مكانه السابق. وأشارت إلى أنه على الرغم من المساهمة الأميركية لوقف الحرب والتهدئة، إلا أن تركيا وفصائل الجيش الوطني السوري الموالية لها واصلت خلال الفترة الماضية التصعيد ضد تلك المناطق.
وبالتزامن مع انهيار المفاوضات، قال النقيب أمين، وهو قائد بغرفة عمليات “فجر الحرية” (تضم فصائل في الجيش الوطني)، لـ”العربي الجديد”، إن الجيش التركي حشد آليات ثقيلة مقابل مدينة عين العرب وسط تحليق مكثف للطيران الحربي والاستطلاع، واستعداد فصائل “الجيش الوطني” للمعركة.
وأضاف أن غرفة عمليات “فجر الحرية” قد تطلق معركة خلال الساعات القليلة القادمة للسيطرة على مدينة عين العرب وربط منطقة جرابلس بعين العرب في مرحلة أولى، مضيفا أن الخطوة التالية هي السيطرة على كامل المنطقة الشرقية وطرد “قسد” بعد رفضها المفاوضات ودخول قوات “ردع العدوان” إلى الرقة ودير الزور تمهيدا، فيما بعد، لدمج فصائل الجيش الوطني (فجر الحرية) مع “ردع العدوان” بوزارة الدفاع. وأكد القيادي وجود انشقاقات في قوات “قسد” خاصة في منطقة الرقة.
وكانت فصائل الجيش الوطني أطلقت عملية عسكرية قبل أيام، وسيطرت على مدينة منبج شرقي حلب، قبل أن تتوقف المعركة لأجل التوصل إلى اتفاق برعاية أميركية – تركية.
وتدعم الولايات المتحدة قوات “قسد” المنتشرة في شمال وشرق سورية، وتعتبرها شريكا رئيسيا في قتال تنظيم “داعش”، بينما تدعم تركيا فصائل “الجيش الوطني السوري” وتعتبر “قسد” تهديدا مباشرا لأمنها القومي على حدودها.
العربي الجديد
———————–
فشل وساطة أميركية لوقف إطلاق النار في منبج سوريا | #قسد
الثلاثاء، ١٧ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٤
أعلن مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديموقراطية الكردية، المدعومة من واشنطن، فرهاد شامي الإثنين أن جهود الوساطة الأميركية فشلت في التوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار مع المعارضة في مدينتي منبج وعين العرب شمال البلاد.
وأنحى شامي باللائمة في انهيار الوساطة على “النهج التركي في التعاطي مع جهود الوساطة والمراوغة في قبول نقاطها الأساسية”.
وذكر مصدر في المعارضة السورية لـ”رويترز” أن الأتراك غير راضين عن اتّفاق وقف إطلاق النار، وتفضّل أنقرة مواصلة الضغط على قوات سوريا الديموقراطية.
ولفتت قوّات سوريا الديموقراطية (قسد) الأسبوع الماضي إلى أنّها توصّلت إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار مع المعارضة المدعومة من تركيا في منبج من خلال وساطة أميركية لضمان سلامة المدنيين وأمنهم.
– الإدارة الذاتية الكردية: لوقف العمليات العسكرية على كامل الأراضي السورية
——————–
جمال سليمان يجهز مسلسلا عن «سجن صيدنايا» ويكشف خشية بعض الممثلين من المشاركة
17 كانون الأول 2024
دمشق – «القدس العربي»: كشف النجم السوري جمال سليمان عن تحضيرات تجري حاليا لتناول كواليس أحد السجون السورية الأكثر وحشية ورعبا واجراما على المستوى الدولي، والتي تردد اسمها خلال الأيام الماضية في مسلسل تليفزيوني.
وقال: «نحن في صدد تحضيرات لمسلسل عن سجن صيدنايا، ومؤلف العمل أنجز كتابة المسلسل منذ 3 أشهر، واستغرقت الكتابة أكثر من سنة».
وأضاف: «كان عندنا مشكلة في الكاستنغ، في ممثلين سوريين كتير كانوا خايفين يشاركوا، وكانت الفكرة التصوير في الأردن لعدم إمكانية التصوير في سوريا».
وتابع: العمل جريء ويحكي كيف استخدام بشار الأسد وأسرته السجن لإرغاب والسيطرة على الناس، وكيف كان يدير السجون بطرق جهنمية وحياة السجناء، وإن شاء الله يشارك به نخبة من الفنانين السوريين، ونرجع نجتمع كلنا في عمل يحكي الحقيقة.
ومن غير المعروف إذا كان العمل سيتم تصويره في سوريا وفي السجن سيء الصيت نفسه الآن.
وتعليقا على الأوضاع في بلاده، وهو المقيم في مصر قال: «كنت أتمنى أن تستمر الحكومة السابقة في ممارسة أعمالها، ويجب أن تقوم مكانها هيئة حكم انتقالي تضم كل أطياف الشعب السوري، ولا ندخل في فكرة سلطة الأمر الواقع وحكومة من لون واحد، ريثما يتم صياغة دستور جديد للبلاد، ونذهب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية».
وأضاف: «كلنا سعداء بسقوط هذا النظام، وهذه الفرحة تكتمل عندما نرى أننا ذاهبون إلى مستقبل مختلف، وليس اللون الواحد كما في الماضي، وتحسن الأوضاع المعيشية والاقتصادية في سوريا يحتاج حكومة معترفا بها دوليا، ومن الدول المانحة لسوريا».
——————————-
نظرة فاحصة.. ما أهمية هضبة الجولان؟
17 كانون الأول 2024
القدس: قررت الحكومة الإسرائيلية، أمس الأحد، مضاعفة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين، وقالت إن التهديدات من سوريا مستمرة على الرغم من اللهجة المعتدلة التي يتحدث بها قادة المعارضة الذين أطاحوا بالرئيس السابق بشار الأسد.
كانت هضبة الجولان جزءا من سوريا حتى عام 1967 حين احتلت إسرائيل معظم المنطقة في حرب الأيام الستة ثم ضمتها عام 1981.
وبعد فرار الأسد يوم الأحد وانتهاء حكم عائلته الذي استمر أكثر من 50 عاما، اقتحمت قوات إسرائيلية المنطقة المنزوعة السلاح التي أقيمت داخل الأراضي السورية، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، واستولت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.
وتصف إسرائيل التوغل بأنه إجراء مؤقت لضمان أمن الحدود.
فيما يلي دليل سريع عن هضبة الجولان التي تبلغ مساحتها 1200 كيلومتر مربع وتطل أيضا على لبنان وتتاخم الأردن.
ما السبب في الخلاف على المنطقة؟
أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 2019 خلال ولايته الرئاسية الأولى اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان. ولا تعترف غالبية دول العالم بضم الجولان. وتطالب سوريا بانسحاب إسرائيل لكن إسرائيل ترفض ذلك، متعللة بمخاوف أمنية.
وحاولت سوريا استرداد هضبة الجولان في حرب عام 1973 لكن دون جدوى. ووقعت إسرائيل وسوريا اتفاق هدنة عام 1974 ومنذ ذلك الحين يسود الجولان الهدوء النسبي.
وفي عام 2000 أجرت إسرائيل وسوريا أرفع محادثات بينهما بشأن احتمال عودة الجولان وتوقيع اتفاق سلام. لكن المفاوضات انهارت وفشلت المحادثات التي تلتها.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأحد إنه تحدث يوم السبت مع ترامب الذي سيعود إلى الرئاسة في 20 يناير كانون الثاني. وذكر نتنياهو أن بلاده لا مصلحة لها في خوض صراع مع سوريا.
لماذا تريد إسرائيل الجولان؟
كانت إسرائيل تقول خلال الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من عقد في سوريا إنها تظهر الحاجة إلى الاحتفاظ بالجولان لتكون منطقة عازلة بين البلدات الإسرائيلية والاضطرابات في جارتها.
كما عبرت الحكومة الإسرائيلية عن مخاوفها من أن إيران حليفة حكومة الأسد لفترة طويلة تسعى إلى وجود دائم على الجانب السوري من الحدود لتشن هجمات على إسرائيل. وشنت إسرائيل غارات جوية متكررة على أهداف عسكرية يشتبه بأنها إيرانية في سوريا في السنوات التي سبقت الإطاحة بالأسد.
ويطمع الجانبان بشدة في الموارد المائية والتربة الخصبة في مرتفعات الجولان.
من يعيش هناك؟
يعيش نحو 55 ألف شخص في الجولان التي تحتلها إسرائيل، نحو 24 ألفا منهم دروز. والدروز أقلية عربية تستمد عقيدتها من أحد الفروع الطائفية المنبثقة عن الإسلام، وفقا للمحلل إفراهام ليفين من مؤسسة ألما البحثية الإسرائيلية المتخصصة في التحديات الأمنية التي تواجه إسرائيل على حدودها الشمالية. وكان الكثيرون من الدروز في سوريا موالين لحكومة الأسد منذ فترة طويلة. وينقسم الكثير من العائلات على جانبي الخط الفاصل.
وبعد أن ضمت الجولان منحت إسرائيل الدروز خيار الحصول على الجنسية لكن معظمهم رفضوا وما زالوا يحملون الجنسية السورية. ويعيش هناك أيضا قرابة 31 ألف مستوطن إسرائيلي ويعمل كثير منهم بالزراعة والسياحة، وفقا للمحلل ليفين.
من يسيطر على الجانب السوري من الجولان؟
قبل اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 كان هناك توتر بين القوات الإسرائيلية والسورية.
لكن في عام 2014 اجتاح مقاتلون إسلاميون يسعون للإطاحة بالأسد محافظة القنيطرة على الجانب السوري. وأجبر المقاتلون القوات السورية الحكومية على الانسحاب وكذلك فرضوا على قوات الأمم المتحدة في المنطقة الانسحاب من بعض مواقعها.
وظلت المنطقة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة حتى صيف عام 2018 حين عادت القوات السورية الحكومية إلى مدينة القنيطرة والمنطقة المحيطة التي كان معظمها مدمرا بعد حملة دعمتها روسيا واتفاق سمح لمقاتلي المعارضة بالانسحاب.
ما الذي يفصل الجانبين في الجولان؟
تتمركز قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في معسكرات ونقاط مراقبة في الجولان يدعمها مراقبون عسكريون من هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة.
هناك “منطقة فصل” يطلق عليها عادة المنطقة منزوعة السلاح بين الجيشين الإسرائيلي والسوري وتبلغ مساحتها 400 كيلومتر مربع ولا يسمح لقوات الجانبين بدخولها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وبموجب اتفاقية فك الاشتباك الموقعة في 31 مايو أيار 1974 استُحدث الخط ألفا إلى الغرب من منطقة الفصل ويجب أن تبقى القوات الإسرائيلية خلفه، وخط برافو إلى الشرق الذي يجب أن تظل القوات السورية وراءه.
وهناك منطقة تمتد لمسافة 25 كيلومترا خلف “منطقة الفصل” على الجانبين تخضع لقيود على عدد القوات وكم ونوعية الأسلحة التي يمكن أن يمتلكها الجانبان هناك.
وهناك معبر وحيد بين الجانبين الإسرائيلي والسوري وكان استخدامه حتى تفجرت الحرب السورية عام 2011 مقتصرا في معظم الأحيان على قوات الأمم المتحدة وعدد محدود من المدنيين الدروز بالإضافة إلى نقل المنتجات الزراعية.
ماذا يحدث منذ الإطاحة بالأسد؟
وافقت حكومة نتنياهو بالإجماع على خطة بأكثر من 40 مليون شيقل (11 مليون دولار) أمس الأحد لتشجيع النمو السكاني في الجولان.
وذكرت أن نتنياهو قدم الخطة للحكومة “في ضوء الحرب والجبهة الجديدة التي تواجه سوريا، ورغبة في مضاعفة عدد سكان الجولان”.
ونددت قطر والسعودية والإمارات بقرار إسرائيل، ووصفته الإمارات التي طبّعت العلاقات مع إسرائيل في عام 2020 بأنه “إمعان في تكريس الاحتلال وخرق وانتهاك للقوانين الدولية”.
وتقول إسرائيل إنها تنفذ مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية في سوريا لمنع المعارضة التي أطاحت بالأسد من استخدامها. ونشأت بعض فصائل المعارضة من حركات مرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية.
وقال أحمد الشرع القائد الفعلي لسوريا يوم السبت إن إسرائيل تستخدم ذرائع واهية لتبرير هجماتها على سوريا، لكنه غير مهتم بالانخراط في صراعات جديدة وسط تركيز بلاده على إعادة الإعمار.
ويقود الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، إدارة العمليات العسكرية التي أطاحت بالأسد في الثامن من ديسمبر كانون الأول منهية بذلك حكم العائلة الذي دام خمسة عقود.
وقال إن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار “بعيدا عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة”.
وقال يسرائيل كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي في بيان أمس إن التطورات الأخيرة في سوريا تزيد من التهديد لإسرائيل “على الرغم من الصورة المعتدلة التي يظهرها زعماء المعارضة”.
(رويترز)
—————————-
سوريا: مقاتلو الفصائل تلقوا تعليمات بالابتعاد عن القوات الروسية
الإثنين 2024/12/16
تلقّت الفصائل المسلحة التي تقودها هيئة تحرير الشام، تعليمات بـ”الابتعاد” عن القوات الروسية العاملة في ميناء طرطوس، على الساحل السوري، وفق ما أفاد مقاتل وكالة فرانس برس الاثنين.
وشرحت “فرانس برس” أن قوات روسية وضعت حمولة في شاحنة عند مدخل ميناء طرطوس، بينما كان مسلحون يقفون عند أحد الحواجز القريبة.
وقال مقاتل من ائتلاف الفصائل التي تقود السلطة الحالية في سوريا: “تلقينا تعليمات بالابتعاد عنهم في الوقت الحالي”.
ويتولى المقاتل وزملاؤه مهمة حراسة مدخل ميناء طرطوس الذي أنشئت فيه قاعدة عام 1971، بموجب اتفاق بين الرئيس السابق حافظ الأسد والاتحاد السوفياتي، وهي القاعدة الروسية الدائمة الوحيدة لموسكو في منطقة المتوسط. ولا يزال العلم الروسي يرفرف فوق القاعدة.
وشاهد مراسلو “فرانس برس” الذين طلب منهم المقاتلون عدم الاقتراب كثيرا، ما يزيد عن 12 شاحنة وآلية مدرعة مطلية بألوان العلم الروسي، تقف خلف بعضها البعض.
ويشوب العداء علاقة الفصائل بالقوات الروسية التي ساهم تدخلها العسكري الجوي منذ العام 2016، بترجيح كفة الميدان لصالح قوات النظام السوري على جبهات عدة.
وقبل إطاحة الفصائل نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، شكّلت روسيا أحد أبرز داعميه دبلوماسياً وسياسياً وعسكرياً.
وقال مقاتلو هيئة تحرير الشام، إن وفداً رفيع المستوى ضم أربعة أشخاص من السلطة الجديدة، التقى القوات الروسية قبل يومين، برفقة مترجم ومسؤول الميناء التابع لنظام الأسد.
ولم تصطدم القوات الروسية مع مقاتلي الفصائل المعارضة رغم وجودهم على مسافة قريبة من بعضهم البعض.
وأوضح الكرملين الاثنين أن مصير قواعده المتبقية في سوريا غير واضح. وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف للصحافيين: “لا يوجد قرار نهائي بشأن ذلك”، موضحاً أن موسكو “على اتصال مع ممثلي السلطات الجديدة التي تسيطر على الوضع في البلاد”.
وتُعتبر قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية، النقطتان العسكريتان الوحيدتان لروسيا، خارج حدود الاتحاد السوفياتي السابق. وقالت روسيا الأحد، إنها أجلت “قسما” من موظفيها الدبلوماسيين من سوريا.
————————-
هروب الأسد في الفسبكات: الوصاية، الجولاني، لبنان (9)
المدن – ثقافة
الإثنين 2024/12/16
ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي بسقوط بشار الأسد وهروبه. هنا بعض الفسبكات والتغريدات حول الحدث وأهميته في التاريخ الحديث، بعد الجزء الأول، والثاني، والثالث، والرابع، والخامس، والسادس، والسابع، والثامن، هنا الجزء التاسع:
برهان غليون
عقد اجتماع لجنة الاتصال حول سورية في “العقبة” بحضور عديد الدول التي لم تخف دعمها لنظام الأسد بدلاً من عقده في دمشق الحرة بمشاركة السوريين لا يبشر بخير ولا يطمئن حول نوايا اللجنة. إنه يوحي بالأحرى بإرادة فرض الوصاية، ويظهر كمؤامرة أكثر بكثير من رغبة في التضامن وتقديم الدعم للسوريين. نتمنى من أخوتنا العرب ان يدركوا ان التحديات التي يواجهها تحرير سورية من نظام الطاغية وحلفائه اكبر بكثير من مخاوفهم السياسية، وان سورية حرة ومستقلة وسيدة ستكون أكبر دعم لمنظومة دول الجامعة العربية والدفاع عن استقلال وسيادة جميع دولها.
نواف القديمي
لضرورات الجغرافيا، يُقال دائماً: يجب أن تكون علاقة من يحكم غزة بمصر جيدة أياً كان من يحكم مصر، ويجب أن تكون علاقة من يحكم لبنان بسوريا جيدة أياً كان من يحكم سوريا. لذلك، حين أصبح سعد الحريري رئيساً للحكومة كان مضطراً لزيارة قاتل والده في دمشق.. لكن يبدو أن من يحكمون لبنان اليوم لم يستوعبوا بعد التغير السريع والمُربك لنظام الحكم في سوريا، الأمر الذي سينعكس بالضرورة على الداخل اللبناني وتوازنات السلطة فيه. لذا فقيام بعضهم بجعل لبنان ملاذاً آمناً لمُجرمي نظام الأسد، سينعكس بالضرورة سلباً على لبنان الذي لا يتحمّل مزيداً من الأزمات.
مروان أبي سمرا
“المسيحية عبيروت والعلوية بالتابوت”: هذا هو الشعار الذي كان الأسد وزعماء ميليشياته وشبيحته يروجون له منذ سنوات لترهيب الأقليات وتخويفهَا من سقوط نظام التوحش والإجرام. لحسن الحظ، برهن السوريون أن النبوءة الأسدية ليست إلا من باب الأكاذيب. لكن لسوء الحظ تمكن الأسد من الهرب إلى موسكو، ويبدو أن كثراً من كبار مجرميه تمكنوا من الهرب إلى بيروت. فهل ستكون بيروت ملاذا آمناً للقتلة والمجرمين الأسديين أم ستقوم السلطات اللبنانية بواجبها فتعتقلهم وتسلمهم إلى سوريا ليمثلوا أمام العدالة ويحاسبوا على ما ارتكبوه من جرائم لا تغتفر ولا تسقط بالتقادم؟
حسن عباس
ليس سراً أن الوضع في سوريا “الجديدة” شديد الحساسية، والمستقبل غير معلوم ومليء مليء مليء بالتحديات، حتى لو أراد البعض تأجيل الأسئلة الصعبة لعدم تعكير الفرحة الحالية بإسقاط النظام الديكتاتوري. تجاوز إرث الأسديْن ونظامهما عملية صعبة، عليها عبور مطبّات كثيرة وإيجاد حلول لمسائل شائكة.
في مجتمع متنوّع كالمجتمع السوري لا يمكن تجاوز الانقسامات بين الجماعات المكوّنة لـ”الشعب السوري” بإنكارها واعتبارها أمراً مصطنعاً كما يذهب كثيرون، بينهم أحمد الشرع ومحافظ دمشق المؤقت محمد ياسر غزال حلبي، وناشطون كثيرون من خلفيات مختلفة، وهو منطق يقوم على أن المسألة الطائفية صنعها الأسد الابن بعد العام 2011 وقبلها كان السلام والوئام والغرام من طبائع العلاقة بين المجموعات السورية، وبالتالي فإن سقوطه سيجعل هذه المشاكل تحلّ نفسها بنفسها…
وفي مقابل هذا المنطق التبسيطي يظهر لدى البعض منطق يبالغ في صناعة التعقيدات، ويخلص مسبقاً إلى استحالة العيش المشترك بين المجموعات السورية المتنوّعة، وكأنّ حتمية التقاتل هي في جوهر كل مجتمع متنوّع إثنياً ودينياً ومذهبياً.
المنطقان المذكوران كلاهما يذهب إلى الحلول السهلة، حتى ولو كان تبنّيها أو العيش في ظلها مستحيل، فالمنطق الأول يتأسس على غضّ النظر عن حقوق الجماعات السورية غير العربية وغير السنّية، والمنطق الثاني يريد أن يسوق سوريا بالـ”سلبطة” نحو التقسيم، على أساس أنه الخاتمة المنطقية للأمور، مهما تأخرت.
في ظل كل هذه التعقيدات والتشظّيات في تقييم الحالة السورية، وفي ظل صعوبة تصوّر الحلول الأنسب، وفي ظل صعوبة تطبيق الحلول المتصوَّرة بسبب موازين القوى على أرض الواقع، سيفكّر السوريون بمستقبلهم وسيصيبون حيناً وسيخطئون أحياناً إلى أن يصلوا، كما أتمنى لهم، إلى صيغة تضمن لهم أفضل عيش ممكن.
أما نحن، المهتمين بسوريا، وهذا ينطبق أيضاً على السوريين، فعلينا التروّي في إطلاق الأحكام والوصفات، والأهم علينا التفكير مرات قبل أي كلمة نكتبها عن حال المجتمع السوري كي لا نقوم، عن علم أو عن جهل، في النفخ في بوق التحريض، وهو بوق يكثر النافخون فيه ولا يحتاج إلى زيادة عدد “المنافخ”.
حبيب عبد الرب
حتى لا نخلط: عدد ضحايا نظام الأسد وجرائمه كان الأكبر فعلاً. لا مجال لمقارنته بكل الأنظمة الدموية الفتاكة في العقود الأخيرة، مثل نظام صدام، داعش…(إذا استثنينا فقط نظام بول بوت في كمبوديا). طوبى لكل من تجرأ على مقاومته قولا وكتابة وفعلا، لكل من عبّر عن رفضه الدائم له، دون توقف. أعطى بذلك لحياته معنى وقيمة، وهذا الأهم والأخلد.
النظام الحالي في سوريا ليس نهاية التاريخ طبعاً. مجرد مرحلة انتقالية عابرة، على طريق الحرية والمجتمع المدنيّ المتطور الحر، كما أتمنى. يلزم التعامل معها على نحو بناء، لكن بروح نقدية صارمة لا تهادن. على أمل أن تفتح الحرية والديمقراطية والمدنية في سوريا القادمة آفاقا وآمالا ودحرجات جذرية جديدة في كل البلدان العربية، وفي طهران أيضاً، منبع نصف كوارث مجتمعاتنا.
يزن الحاج
لطمتنا حالات تبرئة نفس من العلم بوجود سجن مثل صيدنايا في سوريا ممن كانوا حتى أمس مطبّلين لعبقرية القائد. هذا كذب بكل بساطة، جميع السوريين يعرفون بوجود سجون مرعبة، ويعرفون معنى قبضة الأمن التي تخنق البلاد. هل كنا نتخيل مدى السوء؟ هذه مسألة أخرى، بخاصة أن صيدنايا كان يُعرَف – حتى إغلاق سجن المزة عام 2000 – بكونه “سجن 5 نجوم”، بالمقارنة مع جحيم تدمر والمزة.
دشَّن بشار الأسد حُكمه بـ”ربيع” لم يستمر أكثر من أشهر، أغلق فيه سجن المزة في بادرة حسن نية وانفتاح نحو الشعب. ربما لم يكن ليفعلها لولا أن والده كان قد سُجن هناك أيام الانفصال. حينها درجَ ترتيب جديد للسجون في سوريا: تدمر أولاً، كونه الجحيم الذي يكاد لا ينجو منه أحد، ثم صيدنايا بوصفه السجن الذي يضمّ السياسيين الأقل خطراً، أو الذين أكلوا نصيبهم في تدمر وآن أوان التخفيف عنهم قليلاً، ثم سجن عدرا الذي كان المتنفَّس الأخير قبل أن يمنّ الله على المعتقلين بموت سريع، أو يمنّ بشار بعفو رئاسيّ، أيهما أسرع.
المدن
——————————–
قرويون في الجولان السوري يثيرون الجدل بفعلتهم/ دريد شبلي
سوريون يسلمون أسلحة “جيش سوريا” لإسرائيل!
17 كانون الأول 2024
إيلاف من القدس: قام سكان قرى الجولان السوري بنقل أسلحة الجيش السوري إلى جيش الدفاع الإسرائيلي، وفقاً لما نشره موقع قناة N12 الإسرائيلي، مما يمثل تحولاً رمزياً كبيراً في المواقف والعلاقات، قد يكون له تأثيره في الفترات المقبلة.
ويقوم قرويون سوريون ومتمردون بالقرب من المنطقة العازلة بتسليم مخبأ الأسلحة السابق لنظام الأسد – بما في ذلك المواد المستخدمة في الحرب الكيميائية – إلى جيش الدفاع الإسرائيلي، مما يمثل تحولا كبيرا في الديناميكيات الإقليمية.
فقد كشفت قناة N12 في لقطات حصرية الاثنين أن عناصر قروية من الجولان السوري وحول المنطقة العازلة ينقلون أسلحة من النظام السابق إلى جيش الدفاع الإسرائيلي لنقلها إلى إسرائيل.
ويظهر في اللقطات سكان القرى السورية والمتمردين وهم يقومون بتحميل شاحنات بمئات الصناديق من الذخيرة وقذائف الهاون والقنابل والقنابل اليدوية ونقلها إلى جيش الدفاع الإسرائيلي.
مواد حربية كيميائية
وقال جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي لـ N12 إنهم عثروا على عدة أسلحة مليئة بمواد حربية كيميائية.
وأوضح الجنود :”يمكنكم رؤية قنابل رخيصة الثمن مليئة بالمواد الكيميائية، ويحتاجون إلى إضافة آلية لتفعيلها”.
“هناك صناديق مليئة بالقنابل اليدوية التي تحتوي على مواد كيميائية تسبب تهيجا ويجب عدم لمسها بشكل مباشر.”
لقد استخدم الرئيس السوري السابق بشار الأسد الأسلحة الكيميائية في قتال قوات المتمردين لسنوات، والآن بعد أن سيطر المتمردون على مخزونات هذه الأسلحة، يتم نقلها إلى جيش الدفاع الإسرائيلي ثم إلى إسرائيل.
وبحسب موقع N12، أصدر وزير الدفاع يسرائيل كاتس تعليماته للجيش الإسرائيلي بالاستعداد للحفاظ على وجوده في المنطقة العازلة السورية على الأقل حتى استقرار النظام الجديد في سوريا.
ايلاف
———————————-
الشرع يدعو إلى «عقد اجتماعي» بين الدولة والطوائف
17 ديسمبر 2024 م
شدّد أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، قائد “هيئة تحرير الشام” التي تولّت السلطة في سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، على وجوب أن يكون هناك “عقد اجتماعي” بين الدولة وكلّ الطوائف في بلده لضمان “العدالة الاجتماعية”.
وفي بيان أصدره ليل الإثنين-الثلاثاء تحالف الفصائل المسلّحة التي تقودها الهيئة، قال الجولاني الذي بات يستخدم اسمه الأصلي وهو أحمد الشرع، إنّ “سوريا يجب أن تبقى موحّدة، وأن يكون بين الدولة وجميع الطوائف عقد اجتماعي لضمان العدالة الاجتماعية”.
كما تعهّد الشرع بأن يتمّ “حلّ الفصائل” المسلّحة و”انضواء” مقاتليها في الجيش السوري الجديد. وفي البيان نفسه، قال إنّه “يجب أن تحضر لدينا عقلية الدولة لا عقلية المعارضة (…) سيتمّ حلّ الفصائل وتهيئة المقاتلين للانضواء تحت وزارة الدفاع وسيخضع الجميع للقانون”.
وشدّد خلال لقائه في دمشق وفدا من وزارة الخارجية البريطانية على “دور بريطانيا المهم دوليا وضرورة عودة العلاقات”، مؤكدا كذلك على “أهمية إنهاء كافة العقوبات المفروضة على سوريا حتى يعود النازحون السوريون في دول العالم إلى بلادهم”.
———————–
العراق: قلّ “كبتاغون” الأسد وبقي “كريستال” إيران
ازاد دلو – أربيل
17 ديسمبر 2024
بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، انخفضت نسبة مادة “الكبتاغون” المخدرة التي تدخل الأراضي العراقية من الحدود السورية.
على مدى السنوات الأخيرة، تورط نظام الأسد بصناعة “الكبتاغون” باعتبارها “مورد الدخل الوحيد” الذي اعتمد عليه بعد العقوبات الدولية التي فرضت نتيجة “قمع الثورة” الشعبية عام 2011.
ودائما ما تعلن السلطات العراقية، ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة التي تدخل من حدوده الغربية مع سوريا.
لم تسجل السلطات العراقية خلال الأيام التي أعقبت سقوط نظام الأسد، أي عملية تهريب من الأراضي السورية، وفقا لعضو الفريق الوطني لمكافحة المخدرات في مستشارية الأمن القومي العراقي حيدر القريشي.
قال خلال مقابلة مع موقع “الحرة” إن “الكبتاغون الذي دخل من سوريا، يشكل نحو 90% من الكميات المتداولة في العراق”.
وكشف القريشي وجود سياسيين “متنفذين” و”عصابات” مسلحة، تدير عمليات تهريب المخدرات وتوزيعها في العراق وتصديرها إلى تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي.
وتحدث عضو الفريق الوطني عن “ثغرات” في الحدود مع سوريا من جهة قضاء سنجار بمحافظة نينوى، وعن عمليات “تهريب” للمخدرات في مساحات حدودية أخرى.
ودخلت العراق وفقا للقريشي، 18 مليون حبة “كبتاغون” في النصف الأول من العام الحالي، واعتقال أكثر من 6 آلاف تاجر ومهرب وناقل للمادة.
وفي أكتوبر الماضي ضبط جهاز الأمن الوطني العراقي، أكثر من 500 ألف حبة “كبتاغون” قادمة من سوريا، مخبئة في شحنة خضار.
وفي مناسبات عدة، أنكر نظام الأسد المعلومات التي تفيد بصناعته “الكبتاغون”، لكن مقاطع فيديو عديدة كشفت بعد سقوطه، وجود مصانع تصنيع كانت تعمل بإشراف شقيقه ماهر الأسد.
تُعبر إيناس كريم، وهي رئيسة منظمة (نقاهة) لمعالجة إدمان المخدرات، عن أملها بـ”توقف” دخول المواد المخدرة لاسيما “الكبتاغون” عبر سوريا إلى العراق.
ووصفت كريم المخدرات في العراق بأنها “الإرهاب الصامت”.
ولرئيس منظمة (نقاهة) تجربة في معالجة أكثر من 6 آلاف مدمن هذا العام، بينهم أطفال وشباب من الجنسين، تتراوح أعمارهم بين 15-45 سنة.
وتسعى وزارة الصحة العراقية إلى فتح مراكز جديدة لمعالجة وتأهيل مدمني المخدرات في جميع المحافظات، لما لها من تأثير كبير على الحياة العامة، خاصة، وأن العديد من الجرائم يرتكبها مدمنون.
قال الخبير الأمني جمال الطائي خلال مقابلة مع موقع “الحرة” إن “سقوط نظام الأسد، كشف الكثير من خفايا ملف تجارة المخدرات من سوريا وإيران وأنشطتهما غير المشروعة في العراق ودول عربية وإقليمية”.
وتفيد تقارير المركز الأوربي لمراقبة المخدرات والإدمان، بتورط بعض الفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق بعمليات تهريب المخدرات.
ودعا الناشط الحقوقي في محافظة البصرة علي العبادي الحكومة إلى فتح تحقيق مع المسؤولين والجهات المتورطة بتجارة “الكبتاغون” القادم من سوريا، وفقا لقوله خلال مقابلة مع موقع “الحرة”.
محافظة البصرة تعد من أكثر المحافظات التي تضم تجار المخدرات
كريستال إيران
ليس “الكبتاغون” فحسب، بل هناك أنواع أخرى من المخدرات تدخل العراق، خاصة مادة “الكريستال” القادمة من إيران.
و”الكريستال” التي تعرف أيضاً بالميثامفيتامين، هي نوع من المخدرات المنبهة التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي. تُستخدم عادةً في شكل بلورات شفافة تشبه الكريستال، لذا أُطلق عليها هذا الاسم.
دخلت العراق من إيران بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت تشكل تهديداً متزايداً على الصحة العامة للعراقيين.
ووفقا لعضو الفريق الوطني لمكافحة المخدرات في مستشارية الأمن القومي العراقي حيدر القريشي، فإن إيران أحد أبرز منافذ دخول “الكريستال” والحشيش إلى البلاد.
قال القريشي إن “محافظات بغداد والبصرة وميسان وواسط وديالى والسليمانية، هي الأكثر تأثرا بالكريستال والحشيش المهرب من إيران”.
وتتأثر بـ”الكبتاغون” محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين القريبة من الحدود السورية، وفقا لعضو الفريق الوطني.
وبالنسبة لمحافظة البصرة، فإنها تضررت كثيرا من تجارة المخدرات الإيرانية، وفقا للناشط الحقوقي علي العبادي.
قال العبادي إن “إيران تعمل على سياسة إغراق العراق بالمخدرات لأغراضها السياسية التوسعية”.
ازاد دلو
———————-
الائتلاف يدعم حكومة البشير ويوضح موقفه من القرار 2254
2024.12.17
أعرب الائتلاف الوطني السوري دعمه للحكومة الانتقالية برئاسة المهندس محمد البشير، التي تشكلت في دمشق بعد إسقاط نظام الأسد.
وقال الائتلاف الوطني في بيان إنه بعد سقوط نظام الأسد عسكرياً، أصبح تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 محصوراً في مكونات قوى الثورة التي تمثل الجهات السياسية والمدنية والعسكرية، دون وجود تمثيل للنظام السابق بحكم زواله.
وأشار البيان إلى أنه بعد سقوط النظام لم يعد هناك وجود لجهة قادرة على إعاقة تنفيذ القرار، مضيفاً أنه من مصلحة الشعب السوري وقوى الثورة إنجازه في أقصر وقت ممكن.
ورفض الائتلاف أي وصاية على سوريا وشعبها، موضحاً أن “تنفيذ القرار 2254 وفق نصه، يتم عبر عملية سياسية بملكية السوريين وقيادتهم، وعبر الحوار السوري، ولا تتحكم بها الأمم المتحدة بأي شكل من الأشكال، ولا يمنح القرار المنظمة الدولية حق الوصاية على العملية السياسية، حيث ينحصر دورها في التيسير وتقديم الخدمات الاستشارية والخبرات في حالة الحاجة إليها وطلبها من السوريين”.
وأضاف: “يدعم الائتلاف الوطني الحكومة المؤقتة التي شكّلها محمد البشير عقب الإسقاط العسكري للنظام، وذلك لضرورة وجود سلطة تنفيذية مؤقتة تشغّل مؤسسات الدولة وتقدّم الخدمات للشعب حتى بداية آذار المقبل، كما ورد في بيان تشكيلها”.
وأشار البيان إلى أن قرار مجلس الأمن “يحدد معايير تشكيل هيئة الحكم الانتقالي (الحكومة الانتقالية)، وأي هيئة أو مجلس أو جمعية تأسيسية تُشكل خلال المرحلة الانتقالية يجب أن تكون شاملة لأطياف ومكونات الشعب السوري، وذات مصداقية، ولا تقوم على الطائفية”.
مهام هيئة الحكم الانتقالية
لفت الائتلاف إلى أن القرار 2254 حدد المهام التي يتوجب أن تنجزها هيئة الحكم الانتقالي، بما في ذلك صياغة مشروع الدستور الجديد، من خلال تيسير انتخاب أو تشكيل جمعية تأسيسية لصياغة دستور جديد، وتحقيق البيئة الآمنة والمحايدة لإجراء الانتخابات، والاستفتاء على الدستور من قبل الشعب.
ومن ضمن تلك المهام، تيسير انتخابات حرة ونزيهة ليختار الشعب ممثليه في البرلمان ورئيس البلاد وفق ما سيحدده الدستور الجديد. وأشار الائتلاف إلى أن القرار نص على أن الفترة الزمنية للحكم الانتقالي يجب ألا تزيد على 18 شهراً.
وشدد الائتلاف على أن المعايير الدولية تنص على أنه لا يمكن للجنة صياغة الدستور أن تتبع للسلطة التنفيذية الممسكة بزمام الحكم ومفاصله، وإنما تكون تبعيتها للجمعية التأسيسية، ويكون صاحب القرار في قبول الدستور أو رفضه هو الشعب السوري عبر الاستفتاء العام.
الائتلاف يدعو للإسراع بتطبيق القرار 2254
دعا الائتلاف في بيانه إلى الإسراع في تطبيق القرار 2254، كونه يسهم في منح الشرعية الدولية للحكومة الجديدة، ومن شأنه أن يرفع العقوبات عن سوريا.
وقال الائتلاف إن تحقيق إنجازات في عملية إتمام خطوات الانتقال السياسي بما يتوافق مع القرار 2254، يُسهم في تيسير وتسريع مسألة القبول الدولي للحكومة الانتقالية في سوريا، ويتيح رفع العقوبات عنها ومنحها المساعدات الاقتصادية والاستثمارات.
وتابع: “إن الإعلان عن الالتزام بتنفيذ القرار 2254 من قبل قوى الثورة السورية يطمئن المجتمع الدولي بشأن توجهات الدولة السورية والنظام السياسي المستقبلي، بما يضمن أنها لن تتجه نحو التطرف، أو نحو دكتاتورية جديدة، أو إقصاء أي من مكونات وأطياف الشعب السوري”.
كذلك شدد الائتلاف على أن “تضافر جهود القوى العسكرية والسياسية الوطنية في هذه المرحلة ضرورة، من أجل بناء سوريا الجديدة على أسس صحيحة تضمن الاستقرار والازدهار والرفاه للشعب السوري، وتجنب الأجيال القادمة الوقوع في تجارب مشابهة لحقبة الاستبداد البائدة، وتجنب تضحيات جديدة قد تُفرض نتيجة التغاضي أو التقصير عن أي إجراء يسمح بإعادة إنتاج النظام القديم أو ما يشبهه”.
———————————-
رويترز: مصرف سوريا المركزي يحتفظ بـ26 طن من الذهب و200 مليون دولار أميركي
2024.12.16
قالت أربعة مصادر مطلعة لوكالة رويترز، الإثنين، إن خزائن مصرف سوريا المركزي بها نحو 26 طنا من الذهب، و200 مليون دولار أميركي.
وذكرت المصادر أن كمية الذهب هي نفسها التي كانت موجودة عند بدء الثورة السورية في عام 2011، حتى بعد الإطاحة برئيس النظام المخلوع بشار الأسد.
وأضافت المصادر أن مصرف سوريا المركزي يحتفظ أيضا باحتياطيات تقدر بنحو 200 مليون دولار أميركي في خزائنه.
“أوراق نقدية بالليرة السورية فقط”
وكان رئيس الحكومة الانتقالية محمد البشير أفاد مؤخراً أن خزائن المصرف تحتوي فقط على أوراق نقدية بالليرة السورية “دون أصول”، وأضاف أن الحكومة تجمع بيانات حول القروض والسندات لتقييم الوضع الاقتصادي.
من جانب آخر، شهدت الليرة السورية ارتفاعاً أمام الدولار بنسبة 20% خلال اليومين الماضيين، مدفوعة بتدفق السوريين من دول الجوار، لترتفع قيمتها الإجمالية 50% منذ سقوط نظام بشار الأسد.
تتزامن هذه التطورات مع وعود حكومية بإصلاحات اقتصادية واسعة، أبرزها تحسين أوضاع المعيشة وإعادة بناء البنية التحتية، وفق ما أعلنه القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع في لقاء موسع مع الإعلاميين.
وأكد الشرع أنه سيتم إصدار عملة جديدة في سوريا بعد استقرار وتحسن قيمة العملة الحالية. وتحدث في تصريحات صحافية عن تفاقم الأزمة الاقتصادية في بلاده، وزيادة معاناة المواطنين، كاشفاً عن رفع الرواتب بنسبة 400%.
—————————-
سوريا.. الحكومة تخطط لإصلاح المؤسسة الأمنية
قالت وزارة الداخلية في حكومة تسيير الأعمال السورية، إن الحكومة لديها خطة لإصلاح المؤسسة الأمنية بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وفي حديثه لـ”التلفزيون العربي” اليوم، الاثنين 16 من كانون الأول، أشار وزير الداخلية في الحكومة، محمد عبد الرحمن، إلى أن تجربتهم السابقة في إدلب مكنت الوزراء من وضع خطط مدروسة لتفعيل الإدارة في باقي المدن.
ولدى الحكومة خطة جاهزة لإصلاح المؤسسة الأمنية وحل الفروع الأمنية السابقة، وسيعاد تأهيل كافة الأبنية التابعة للمؤسسة الأمنية، وفق عبد الرحمن.
حاليًا، تجهز وزارة الداخلية كوادر تتلقى تدريبات خاصة قبل تسلمها مهامها في ظل “خطة كاملة لضمان الوصول إلى مجتمع آمن”.
وذكر عبد الرحمن أنه ستتم إعادة المنشقين عن النظام السابق إلى وظائفهم، والعمل على تأمين وحماية كافة أطياف المجتمع السوري.
ضباط النظام السابق أحرقوا الكثير من الأبنية “لإخفاء الأدلة على جرائمهم بعد فرارهم من وزارة الداخلية”، وفق عبد الرحمن.
وتوعد عبد الرحمن بمحاسبة “كل من تلطخت أيديهم بدماء الشعب” أمام القضاء.
وكان القائد في “إدارة العمليات العسكرية”، أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، أكد أن “إدارة العمليات” لن تتوانى عن محاسبة المجرمين والقتلة وضباط الأمن والجيش المتورطين في تعذيب الشعب السوري.
ومن المقرر أن تعلن “إدارة العمليات العسكرية” عن القائمة “رقم 1″، التي تتضمن أسماء كبار المتورطين في تعذيب الشعب السوري.
وستقدم “الإدارة” مكافآت لمن يدلي بمعلومات عن كبار ضباط الجيش والأمن المتورطين في جرائم حرب، مؤكدة التزامها بالتسامح مع من لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري.
وفي 8 من كانون الأول الحالي، استطاعت فصائل المعارضة إسقاط نظام بشار الأسد بعد 11 يومًا من إطلاق عملية “ردع العدوان”.
وبعد السيطرة على المدن، دخلت الوحدات الشرطية والأمنية لحكومة “الإنقاذ” العاملة سابقًا في إدلب، وعملت على تأمين المباني الحكومية والمرافق العامة والخاصة، إضافة إلى تسيير دوريات لضبط الأمن.
“القيادة العامة” في سوريا كلفت محمد البشير، في 10 من كانون الأول، رئيسًا لحكومة تسيير أعمال، وذلك لفترة مؤقتة حتى 1 من آذار 2025.
كان البشير رئيسًا لحكومة “الإنقاذ” التي كانت تعمل في إدلب، منذ كانون الثاني الماضي.
وبدأت حكومة البشير رغم عدم استكمال حقائبها مراجعة عمل الوزارات، أحدثها مراجعة آليات نشر المعلومات في الوسائل الإعلامية التي كانت تعتبر رسمية.
—————————-
اللبناني-الأميركي نزار زكا يتولى البحث عن الصحافي المفقود أوستن تايس
15 ديسمبر 2024
يخشى المعتقل السابق نزار زكا الذي يقود جهودا للعثور على الصحافي الأميركي أوستن تايس وتحريره، أن يكون الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد يخفيه لاستخدامه كوسيلة ضغط لضمان مستقبله.
ويقود زكا الذي سجن في إيران بين العامين 2015 و2019 بتهم التجسس، منظمة “هوستيدج إيد وورلد وايد” غير الربحية التي تعمل مع ذوي مخطوفين للمساعدة على تحريرهم.
أتى زكا هذا الأسبوع إلى سوريا بعد سقوط حكم بشار الأسد مباشرة.
وترجح منظمة زكا والحكومة الأميركية أن يكون بشار الأسد وراء احتجاز تايس، الصحافي البالغ من العمر 43 عاما الذي خطف في سوريا في آب/أغسطس من العام 2012.
وسمح سقوط حكم آل الأسد للآلاف من المعتقلين السوريين وأميركي واحد، بالهروب من السجون السيئة السمعة، لكن كثرا لا يزالون في عداد المفقودين على غرار تايس.
وكان تايس يعمل مع وكالة فرانس برس وصحيفة واشنطن بوست وغيرها من وسائل الإعلام عند اعتقاله عند نقطة تفتيش في داريا الواقعة في ضواحي دمشق.
ويقوم زكا الذي يتواصل مع الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة هيئة تحرير الشام، بتفتيش السجون التي حرر نزلاؤها بحثا عن خيوط توصله إلى الأميركي المفقود.
– هروب بالمروحية –
ويعتقد زكا أن أفرادا من عائلة الأسد أو مسؤولين سابقين لا يزالون يحتجزونه، على أمل أن يشكّل ورقة ضغط للحصول على فدية أو حماية قانونية.
وقبل سقوط الأسد، كان لزكا فكرة واضحة عن المكان الذي قد يكون تايس محتجزا فيه.
ويقول اللبناني الأميركي لوكالة فرانس برس من دمشق “المعلومات التي لدينا حتى مطلع كانون الثاني/يناير 2024 كانت أنه كان في أماكن معينة”.
ويضيف “نحن نتعقبه منذ البداية. كانت لدينا معلومات عن مكان وجوده هذا التاريخ وذاك وفي أي سجن ومن هو حارسه”.
لكن هذه المعلومات الآن لن توصل المنظمة إلى مكان بعد السقوط السريع لنظام الأسد والفوضى التي أحدثها ذلك في مراكز الاحتجاز السورية.
ويعتقد زكا أن مسؤولا بارزا في النظام مثل الشقيق الأصغر لبشار، ماهر الأسد، ربما رتب لإبقاء تايس داخل سوريا أو تهريبه خارج البلاد.
وقال مسؤول سابق في الحكومة المخلوعة لوكالة فرانس برس إن ماهر الأسد علم بفرار شقيقه بعد حدوثه، فاستقل مروحية إلى العاصمة العراقية بغداد ربما.
– حملة رسائل نصية –
ويرجح زكا فرضية أن يكون تايس محتجزا في مخبأ آمن في مكان ما داخل دمشق أو قربها.
يشرح زكا “لا أعتقد أن النظام يثق بأي أحد لإعطائه تايس…لا يمكن أن يأخذوه إلى روسيا معهم لأنني على يقين أن الحكومة الروسية لن تقبل ذلك”.
ويضيف كذلك، “لا أعتقد أنهم سيثقون بالايرانيين…لذلك أعتقد أنه في مكان ما هنا”.
لذلك، تواصل منظمة زكا حملتها للعثور على تايس في سوريا، حيث أرسلت مليون رسالة نصية قصيرة إلى المواطنين تطلب معلومات وتبث نداءات متلفزة للحصول على معلومات.
وأتت الحملة بثمار غير متوقعة، فقد اتصل مدنيون عثروا على معتقل أميركي هارب لم تكن الحكومة الأميركية تعلم بوجوده في سوريا، بالخط الساخن الخاص بتايس على الفور.
وهذا الأميركي هو ترافيس تيمرمان البالغ 29 عاما الذي أفيد باختفائه في بودابست، لكن عثر عليه يسير حافي القدمين في أحد ضواحي دمشق، بعد فتح أبواب “فرع فلسطين” الذي كان محتجزا فيه.
وبفضل حملة البحث عن تايس، عرف مدنيون سوريون عثروا عليه بمن يتصلوا، ما أعطى زكا أملا بالعثور على تايس.
ويقول زكا “لم نفشل مرة، وهذه المرة أيضا، لن نفشل، وقد أعطيت والدته وعدا بأنني سأعيد أوستن إلى دياره”.
————————-
وول ستريت جورنال: مسؤولون أمريكيون يتحدثون عن عملية تركية وشيكة في سوريا.. والأكراد يستنجدون بترامب/ إبراهيم درويش
17 كانون الأول 2024
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا أعدته لارا سيلغمان وألكسندر وورد، قالا فيه إن الولايات المتحدة تخشى من أن تكون الحشود العسكرية التركية هي تحضير لتوغل في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين بارزين، قولهم إن تركيا وحلفاءها من جماعات المعارضة السورية يحشدون قوات على طول الحدود التركية مع سوريا، مما دق ناقوس الخطر من أن أنقرة تستعد لتوغل واسع النطاق في الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد السوريون الذين تدعمهم الولايات المتحدة. وقال المسؤولون إن القوات تشمل مقاتلين من فصائل المعارضة، وقوات كوماندوز تركية ومدفعية بأعداد كبيرة تتركز بالقرب من كوباني، وهي مدينة ذات أغلبية كردية في سوريا على الحدود الشمالية مع تركيا.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن عملية تركية عبر الحدود قد تكون وشيكة. ويبدو أن الحشد الذي بدأ بعد سقوط نظام بشار الأسد، مشابه للتحركات العسكرية التركية قبل غزوها لشمال شرق سوريا عام 2019. وقال مسؤول أمريكي آخر: “نحن نركز على ذلك ونضغط من أجل ضبط النفس”.
وقالت إلهام أحمد، وهي مسؤولة بالمنطقة الكردية السورية، في رسالة أرسلتها للرئيس المنتخب دونالد ترامب يوم الإثنين، إن العملية العسكرية التركية تبدو محتملة، وحثّته على الضغط على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لعدم إرسال قوات عبر الحدود.
وفي الرسالة التي اطلعت عليها صحيفة “وول ستريت جورنال” قالت أحمد: “هدف تركيا هو فرض سيطرة فعلية على أرضنا قبل توليك منصبك، وإجبارك على التعامل معهم كحكام لأراضينا”. وأضاف: “إذا مضت تركيا في غزوها، فإن العواقب ستكون كارثية”.
ولم يستجب المتحدث باسم السفارة التركية في واشنطن على الفور لطلبات التعليق.
وتعلق الصحيفة أن التهديد من تركيا ترك قوات سوريا الديمقراطية التي يسيطر عليها الأكراد، والتي انضمت إلى القوات الأمريكية في شمال- شرق سوريا لمطاردة بقايا تنظيم الدولة الإسلامية، تركها في موقف ضعيف قبل أسابيع من مغادرة إدارة بايدن للبيت الأبيض.
وزار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن تركيا الأسبوع الماضي لمناقشة مستقبل سوريا مع أردوغان والسعي للحصول على تأكيدات بأن أنقرة ستحد من العمليات ضد المقاتلين الأكراد.
وكانت محادثات وقف إطلاق النار التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين الأكراد السوريين والجماعات السورية المعارضة التي تدعمها تركيا في كوباني قد انهارت يوم الإثنين دون التوصل إلى اتفاق، وذلك حسب المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية.
وقال المتحدث إن قوات سوريا الديمقراطية تراقب الآن “حشودا عسكرية كبيرة” شرق وغرب كوباني.
وفي رسالتها إلى ترامب، قالت أحمد: “من عبر الحدود، يمكننا رؤية الحشود التركية، ويعيش المدنيون في خوف دائم من الموت والدمار القريب”.
ووضعت الإطاحة ببشار الأسد من قبل الجماعات المعارضة التي قادتها هيئة تحرير الشام، مستقبل البلاد في حالة من عدم اليقين. وأدت إلى تجدد القتال بين الأكراد السوريين والجماعات المعارضة المدعومة من تركيا. كما أدى سقوط الأسد إلى تكثيف العمليات التركية ضد قوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور.
وألمح ترامب يوم الإثنين إلى أن تركيا دبرت استيلاء هيئة تحرير الشام على سوريا، وقال للصحافيين من مقر إقامته في فلوريدا إن “تركيا قامت بعملية استيلاء غير ودية دون خسارة الكثير من الأرواح”.
وفي رسالتها، حذرت أحمد ترامب من أن الغزو التركي من شأنه أن يشرد أكثر من 200,000 كردي في كوباني وحدها، إلى جانب العديد من المجتمعات المسيحية.
وخلال فترة ولايته الأولى، سحب ترامب جزئيا القوات الأمريكية من شمال- شرق سوريا، مما مهد الطريق لغزو تركي واسع النطاق أدى إلى مقتل ونزوح مئات الآلاف من السوريين. وفي نهاية المطاف، ساعدت إدارة ترامب في التوسط بوقف إطلاق النار مقابل تنازل الأكراد عن أميال من الأراضي الحدودية للأتراك.
ومع أن ترامب لن يتولى المنصب إلا بعد مغادرة جو بايدن في 20 كانون الثاني/ يناير، إلا أن أحمد حثت الرئيس المنتخب على استخدام “نهجه الفريد في الدبلوماسية” وإقناع أردوغان بوقف أي عملية مخطط لها. وأشارت إلى اجتماع سابق مع ترامب، مذكرة إياه بأن الرئيس آنذاك وعد “بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن الأكراد”.
وأضافت: “نعتقد أنك تمتلك القوة لمنع هذه الكارثة. لقد استمع الرئيس أردوغان إليك من قبل، ونحن نثق في أنه سيستجيب لدعوتك مرة أخرى” و”إن قيادتك الحاسمة قادرة على وقف هذا الغزو والحفاظ على كرامة وسلامة أولئك الذين وقفوا كحلفاء ثابتين في النضال من أجل السلام والأمن”.
القدس العربي
———————————-
الغارديان: روسيا قررت التخلي عن بشار الأسد لأنه تحول إلى عبء عليها ولم يعد مصدر قوة/ إبراهيم درويش
17 كانون الأول 2024
في النهاية لم يعد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قادرا على تحمل الرئيس السوري الهارب، بشار الأسد، بعد تحوله إلى رصيد سام، كما يقول نيقولاي كوجانوف، الأستاذ المشارك بمركز دراسات الخليج بجامعة قطر والزميل غير المقيم في برنامج روسيا وأوراسيا في تشاتام هاوس في لندن. وقال كوجانوف في مقال نشرته صحيفة “الغارديان” إن انهيار نظام الأسد يمثل نهاية فصل كبير من الوجود الروسي في الشرق الأوسط، وهذا لا يعني أن موسكو على وشك الانسحاب من المنطقة.
إلا أن قرارها عدم الدفاع عن نظام الأسد، ونقله عوضا عن ذلك جوا إلى موسكو، حيث يبدو أنه سيظل هناك الآن، لم يكن إلا محاولة لتعزيز وجودها في الشرق الأوسط من خلال التخلص من رصيد سام.
فقد كان نشر القوات الروسية في سوريا عام 2015، علامة فارقة في تاريخ العلاقات الروسية مع الشرق الأوسط. فمن خلال الدفاع العسكري عن نظام دمشق في حينه، أعلنت موسكو وبصوت عال عودتها إلى السياسة في الشرق الأوسط، حيث ضعف وجودها إلى حد كبير بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. وللمرة الأولى منذ عام 1991، تنفذ موسكو عملية عسكرية كبرى في المنطقة. وهي لم تنقذ النظام الصديق من سقوط محتوم فحسب، بل أظهرت أيضا استعدادها للعب دور نشط في تشكيل النشاطات الإقليمية خارج سوريا.
وبهذه المثابة، أصبحت التجربة السورية بمثابة مقدمة ضرورية لتدخل موسكو ونشاطاتها الواسعة في ليبيا والسودان ودول الساحل والصحراء الأفريقية؛ ذلك أن روسيا خسرت في فترة الربيع العربي، ما بين 2010 – 2012 كل شركائها المتبقين من فترة الحرب الباردة بالمنطقة والذين ورثتهم عن الاتحاد السوفييتي السابق. ولم يعمل التدخل العسكري الروسي في سوريا على إنقاذ حليف موال لموسكو في دمشق وتعزيز علاقات موسكو مع طهران فحسب، بل وأجبرت العملية العسكرية دولا أخرى في الشرق الأوسط على التعامل مع روسيا كلاعب مهم في شؤون المنطقة.
وبالتالي، أصبح الوجود العسكري الروسي في سوريا أحد العوامل التي أدت إلى تكثيف حوار موسكو مع دول الخليج العربية وبناء فصول جديدة في العلاقات الروسية مع تركيا ومصر والعراق.
وقد وضعت موسكو نفسها، ومنذ التدخل العسكري كضامن لاستقرار وحماية الأنظمة الموالية، ومعظمها ديكتاتورية والدفاع عنها من التهديدات الخارجية والداخلية. وأكثر من هذا حاولت آلة الدعاية الروسية رسم أوجه تشابه بين الأسد ومصير حسني مبارك في مصر، بحجة أن موسكو هي داعم أفضل وأكثر موثوقية من الولايات المتحدة.
ومن جهة أخرى، فتح النشاط الروسي في المنطقة نقطة اتصال مع الولايات المتحدة والغرب بشكل عام، وذلك بعد الحد من الاتصالات مع موسكو بعد ضم شبه جزيرة القرم عام 2014. وكانت رسالة الكرملين بسيطة: رضيتم أم أبيتم، روسيا لاعب مهم ويجب على الغرب التحدث معها على الأقل لإنشاء آليات لتجنب المواجهات العرضية بين القوات الروسية والأمريكية في سوريا.
وأخيرا، كان الكرملين يعتمد أيضا على حقيقة أن جهوده، وجهود عدد من الأوليغارش الروس كيفغيني بريغوجين، زعيم مجموعة فاغنر السابق، لإنقاذ الأسد ستؤدي عاجلا أم آجلا إلى ثمار كبيرة من “الكعكة الاقتصادية”. لكن سقوط الأسد ألغى كل هذه الخطط إلى الأبد.
ويشرح الكاتب سبب قرار بوتين بالتخلي عن الأسد، وأنه ليس بالضرورة بسبب الحرب في أوكرانيا، ولكن لأنه أصبح عبئا على موسكو.
وقال كوجانوف إنه وبعد وقت قصير من بدء هجوم المعارضة على حلب في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، قررت روسيا بوضوح وبشكل متعمد عدم إنقاذ الأسد.
ولتفسير هذا الموقف، يميل المحللون لربطه بالإشارة إلى حرب موسكو في أوكرانيا والتي لم تسمح لروسيا بالرد في الوقت المناسب وبطريقة فعالة على الهجوم الجديد الذي شنته قوات المعارضة السورية.
كما لم يكن الأمر يتعلق فقط بقلة عدد الجنود، بل وبتراجع الكفاءة، ذلك أن سوريا تحولت إلى مكب للتخلص من القادة أصحاب الرتب العسكرية العليا الذين فقدوا ثقة القيادة في موسكو أو الضباط الذين كانوا يبحثون عن مهرب من الحرب في أوكرانيا.
إلى جانب هذا، فقد عانى الحلفاء الرئيسيون لروسيا والأسد ــ إيران ووكلاؤها- من الضعف بسبب مواجهة طهران لإسرائيل.
وتظل هذه التفسيرات صحيحة في الأعم الأغلب، لكنها تتجاهل عاملا مهما آخر، وهو العبء الذي باتت سوريا تفرضه على موسكو، وبحلول عام 2024، تحولت سوريا من فرصة إلى عبء اقتصادي وسياسي على الكرملين. ولم تعد سوريا مهمة كرصيد في محاولات توسيع النفوذ الروسي بالمنطقة.
وقد ظهرت خلال الـ 8 سنوات من التدخل الروسي في سوريا، مجموعة من العوامل الجديدة ــ الأكثر أهمية ــ التي شكلت علاقات الكرملين بالمنطقة.
وتشمل هذه العوامل الدور الذي تلعبه روسيا داخل منظمة أوبك وزيادة التجارة والدبلوماسية المكثفة. كما فقدت سوريا أهميتها السابقة كعنصر من عناصر الاتصال مع الغرب: فقد أدت الحرب في أوكرانيا إلى تقليص الاتصالات وأصبحت الموضوع الرئيسي للنقاش مع روسيا.
وظهر لاحقا أن “اقتصاد الحرب” الذي انتهجه الأسد، أدى إلى خلق بيئة سامة، لدرجة أن رجال الأعمال الروس الذين تعودوا على مواجهة العديد من التحديات لم يتمكنوا من ممارسة الأعمال التجارية فيها. وفي الوقت نفسه، أصبح نظام الأسد شريكا صعبا نظرا لعناد الأسد السياسي ورفضه التسوية مع المعارضة المحلية والجيران الإقليميين والعمل المتوازن المستمر بين موسكو وطهران. وفي الوقت نفسه، بدأ الاقتصاد السوري، الذي تحركه إلى حد كبير تجارة المخدرات غير المشروعة ومخططات الفساد، يظهر علامات متزايدة على الانهيار الوشيك. وبلغ اليأس بين السكان وتراجع الدافعية ومعنويات الجيش وقيام أجهزة المخابرات بخدمة نفسها، إلى أدنى مستوياته، مما حول النظام إلى دولة “جوفاء” محرومة من قاعدة دعم صلبة.
وبحول شهر كانون الأول/ديسمبر 2024 واجهت موسكو خيارا: إما تكرار خطأ الاتحاد السوفييتي في أفغانستان وتحمل المسؤولية المالية والاقتصادية والعسكرية الكاملة عن سوريا الأسد (وهو أمر يكاد يكون مستحيلا في ضوء الجهود الحربية الروسية في أوكرانيا)، أو التراجع. وقررت روسيا تبني الخيار الثاني، فسقوط الأسد، مهما بدا مؤلما يفتح الطريق أمام موسكو للخروج من صراع بلا نهاية ولم يعد مربحا أو مجديا.
وسيجد الكرملين نفسه أمام خيار تناسي أي عائد من استثماراته التي استثمرها في سوريا الأسد، لكنه قد يحاول الاحتفاظ بقواعده العسكرية هناك.
وقد أوضحت السلطات السورية الجديدة أنها مستعدة للتحدث مع الكرملين وأنها ليست في عجلة من أمرها لطرد القوات الروسية من أراضيها. كل هذا يعطي صورة أن خسارة الكرملين لسوريا، مهما كانت مزعجة، لن تؤثر على مكانة وأجندة روسيا الإقليمية وأنها لم تعد عاملا حاسما في قوتها بالمنطقة.
القدس العربي
————————
خامنئي يؤكد أن “المقاومة” لم تنهار مع سقوط نظام الأسد
17 كانون الأول 2024
طهران: أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الثلاثاء أن إسرائيل والولايات المتحدة “مخطئتان تماما” في تصورهما أن محور المقاومة المدعوم من طهران انهار مع إطاحة حكم بشار الأسد في سوريا.
وقال آية الله علي خامنئي في كلمة متلفزة “مع التطورات في سوريا والجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني والجرائم التي ترتكبها أمريكا والمساعدة التي يقدمها البعض لهم، ظنوا أن المقاومة انتهت”. وأضاف “إنهم مخطئون تماما”.
في 8 كانون الأول/ديسمبر فر الرئيس السوري بشار الأسد من البلاد مع دخول فصائل المعارضة المسلحة العاصمة السورية دمشق بعد هجوم خاطف.
كذلك تكبدت كل من حركة حماس وحزب الله المدعومين من إيران خسائر فادحة أيضا منذ هاجمت الحركة الفلسطينية إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما أدى إلى اندلاع حرب في غزة ثم في لبنان.
منذ سقوط الأسد، سعت إيران إلى أن تنأى بنفسها عن الرئيس المخلوع وأكدت على تاريخ الصداقة بين البلدين.
كذلك، شدد خامنئي على أن إطاحة الأسد لن تضعف إيران.
وقال خامنئي الثلاثاء إن “الكيان الصهيوني يتصور أن بإمكانه تطويق قوات حزب الله والقضاء عليها من خلال سوريا، لكن من سيتم القضاء عليه هو إسرائيل”.
(أ ف ب)
————————–
ما الذريعة الجديدة لدى إسرائيل لمواصلة هجومها على سوريا… حماية الأكراد؟
17 كانون الأول 2024
صديقي الكردي القديم من سكان أربيل، وهو واحد من المستشارين القدامى لرئيس كردستان العراقية نيجيرفان بارزاني، بعث لي أمس برسالة قال فيها “الجولاني، الحاكم الجديد في سوريا، وإن أطلق رسالة مصالحة أمام الكاميرات تفيد بأن الأكراد جزء منا، فأنا قلق جداً. اجتزنا مصاعب مثلهم تماماً، وإن شاء الله نجتمع في سوريا الجديدة دون تمييز بين السكان، بمن فيهم الأكراد”.
غير أن الإعلام ليس كافياً ولا يهدئ الأكراد، وهم يتوجهون الآن للاستنجاد بإسرائيل، وشرح صديقي الكردي بأن الحكم الجديد في سوريا يتشاور مع الأكراد، ويتعاون معهم ولا ينجح في التحرر من عناق اردوغان. بالتوازي مع التحول الدراماتيكي في سوريا، تعمق قوات الجيش التركي القتال في أراضي كردستان. ومدينة كوباني هي الآن تحت هجوم كردي شديد، والأكراد يخشون من السقوط.
تركيا، التي تدعم الثوار الذين أسقطوا الرئيس الأسد في 11 يوماً من القتال، هي المنتصرة الأكبر وهي أول من فتح سفارة في دمشق، بعد 12 سنة من الغياب.
القصة الجديدة في سوريا ثمرة تعاون طويل من خلف الكواليس. تركيا أدارت اتصالات دائمة مع كل المؤيدين للمعارضة السورية، ومنحت الثوار في الخفاء سلاحاً ومعسكرات تدريب. توزيع واضح للمهام: مساعدة عسكرية من تركيا وإسناد مالي من قطر. والآن، يعلن وزير الدفاع التركي، يشار غولر، بأن سوريا إذا كانت “معنية”، فستتعاون تركيا مع الجيش السوري الجديد.
بعد أن فر بشار إلى روسيا، يشعر اردوغان بالنصر. يريد اردوغان سيطرة لدى الجارة من الجنوب، ويطالب بألا يزعجه أحد في محاسبة الأكراد، الذين يستولون على ثلث أراضي سوريا مع تواصل إقليمي مع أراضي العراق.
رئيس تركيا يدرك أن الـ 3.6 مليون لاجئ سوري في بلاده لا يريدون كلهم العودة – حتى الآن، 1.847 فقط اجتازوا الحدود عائدين. سوريا بحاجة إلى ترميم جذري بعد 13 سنة من الحرب الأهلية. ثمة حاجة لكثير من الآمال، والمساعدة الإنسانية، وجسم قوي يحرص على احتياجات السكان الأساسية. فهل الحاكم الجديد، أحمد الشرع (الجولاني)، قادر؟ سنرى.
لئن حصل الأسد على قوته من إيران وروسيا، فقد تدحرجت الكرة دفعة واحدة إلى أنقرة، وهي كرة قد تشوش علاقات تركيا مع طهران وموسكو. كلتاهما أخرجتا المستشارين العسكريين، وسقط السلاح في أيدي من استولى على الحكم في دمشق. ستكون أنقرة من الآن فصاعداً هي الحامية لأسلحة الجو والبحرية الروسية في مدن الشاطئ.
وبنبرة إيجابية: في أول خطاب ومقابلة تلفزيونية في سوريا، تحدث الجولاني مباشرة عن أن إسرائيل لم تخرج أيديها وأرجلها من سوريا بعد. ركز الجولاني على مطلب خروج طائرات سلاح الجو من أراضي سوريا، وأوضح بأن “ليس لنا خطط للدخول في نزاع مع إسرائيل”. وسارع رئيس الأركان، هرتسي هليفي، إلى الرد فقال إننا “لا نتدخل بما يجري في سوريا”. لا تغيير في هذه الأثناء، وإسرائيل تواصل الهجوم. السؤال الذي ينبغي إعطاء الرأي فيه هو: ما الذي بقي لنا لنبحث عنه في سوريا بعد خروج إيران وحزب الله؟
سمدار بيري
يديعوت أحرونوت 17/12/2024
———————-
فرار الأسد «أرق» الأردن 10 أيام: «انتهازية إسرائيل» … وذباب «الثورة» الإلكتروني أبرز التحديات/ بسام البدارين
17 كانون الأول 2024
عمان- «القدس العربي»: يتجنب الأردن الرسمي بوضوح شديد قول كل ما لديه أو في جعبته بخصوص الثورة السورية وتداعياتها.
ويتجول في التوقيت ذاته وسط الألغام باحثاً عن الوقوف في مكان آمن آو في منتصف المسافة على أمل الإحاطة بمجمل التداعيات والنتائج وتجنب الانزلاق.
هذا التموقع الأردني حتى الآن يعتبره بعض المراقبين “حمال أوجه”، لكنه تعبير مباشر عن مستوى الارتباك الذي شهدته دول الجوار، ليس لأن التغيير حصل وبسرعة شديدة في سوريا المجاورة وسط زحام تعقيدات المصالح والتوازن، ولكن لأن ما حصل بسرعة خاطفة ومذهلة وصدم أوساط القرار الأردني بصورة مرجحة هو تنحي ثم فرار الرئيس السوري بشار الأسد، والأسئلة التي سبقت ذلك الفرار العجيب، وبقيت تتردد عشرة أيام في أروقة القرار الأردني بعنوان: “لماذا انسحب الجيش السوري أصلاً ولم يقاتل؟
السؤال الأخير لن تتوفر له إجابة واضحة قبل مضي وقت كبير. لكن ما تخطط له المؤسسات الأردنية اليوم هو حالة تحمي البلاد ومصالحها من تحويل الأسئلة السورية إلى أردنية، حيث تحكم الجغرافيا وسط خيارين حاسمين:
الأول بعنوان الاستثمار والتوظيف في اللحظة، مع الحرص على مقاربة تحمي مصالح الأردن وفقاً للرأي الذي برز على هامش نقاش لـ “القدس العربي” مع رئيس الوزراء الأسبق المخضرم علي أبو الراغب.
والخيار الثاني قد يكون له علاقة بكلفة البقاء مطولاً على رصيف الانتظار بدلاً من الجلوس التكتيكي في منتصف المسافات، لأن السؤال حول انسحاب الجيش السوري وقرار رئيس النظام المخلوع في دمشق بالمغادرة هو قرار يطرحه اليوم غالبية نخب عمان، بما فيها تلك التي بقيت طوال الوقت تتبنى منهجية المؤامرة على سوريا منذ عام 2011. الدكتور ممدوح العبادي، وهو سياسي ومتابع رفيع المستوى، أقر في عدة نقاشات مع “القدس العربي” بأن بعض ما حصل في سوريا غير مفهوم، لا بل مرهق في ظل الأسئلة العالقة.
لكن التعقيدات الأردنية يبدو أنها لا تقف عند حدود اختيار المكان الأفضل للتموقع وفقاً لقاعدة “لن نجازف بمستقبل الأردن”، وهي قاعدة قيلت في مواجهة حالة السيولة الإستراتيجية في المنطقة بعد غزة ولبنان، وقبل المتغير السوري الضخم والمؤرق. وبالنتيجة، يصبح الأدعى أردنياً التمسك أكثر بقواعد تجنب المجازفات.
ظاهرتان صعدتا إلى سطح الحدث السوري في الأردن بشكل استثنائي خلال الساعات القليلة الماضية. أولاهما بهيئة إقحام إعلامي مدروس من جهات غامضة إما عبر مؤسسات غربية عريضة أو عبر إعلام المنصات الثوري والذباب الإلكتروني.. وهنا رصد منهجي لمحاولة إقحام الأردن في زوايا ضيقة بالمسألة السورية المعقدة.
ومن هنا أيضاً ولدت تلك الرواية المسربة عن رسائل في اللحظات الأخيرة بعد حلب، أرسلت لمناصرة الرئيس بشار في رواية لا يمكن تصديقها؛ لأن خطر تهريب المخدرات السورية على الأردنيين ومنذ أعوام، أكبر بكثير من خطر الجماعات والفصائل المسلحة المعارضة.
على أي حال، ثمة جهات منظمة فيما يبدو اجتهدت في الزج بالأردن الرسمي في المعمعان السوري متعدد الاحتمالات والمليء بالتعقيدات، وثمة تشويه مقصود برز يتلقفه فوراً بعض النشطاء على منصات الأردنيين أنفسهم بعنوان الإيحاء بأن الموقف الرسمي الأردني العميق هو ضد حكام دمشق الجدد، فيما الأصح والأدق قد يكون ضد المغامرات التي يمكن أن ينتهي إليها المشهد السوري بما يؤذي الخاصرة الشمالية للبلاد.
الظاهرة الثانية التي برزت في غضون يومين فقط، لها علاقة بمجسات تتلقف مجدداً ما يسربه ويروج له حصراً إعلام اليمين الإسرائيلي بعنوان أنه قلق وخائف على الأردن، وبعنوان أن حكام تل أبيب معنيون فجأة بدرء أي مخاطر يمكن أن تحصل للأردن جراء انتقال عدوى التحولات السورية.
تلك أيضاً على الأرجح لعبة جديدة فيها قدر معهود من الخبث اليميني الإسرائيلي، وما لا يريد بعض الذين ركزوا من الأردنيين على هذا الموضوع تحديداً الانتباه له هو سعي إعلام اليمين الإسرائيلي لتبرير إقامة جدار أمني عند الحدود مع فلسطين المحتلة ثم شرعنه ضم الأغوار.
الشبكة الإسرائيلية الإعلامية هنا يسقط فيها بعض المثقفين الأردنيين وهم يحاولون الإيحاء بأن عمان وتل أبيب معاً في التصدي لزحف محتمل للثورة السورية دون أدنى انتباه، لأن وزير الخارجية أيمن الصفدي قد يكون الوحيد بين النظراء العرب الذي حذر علناً من انتهازية إسرائيل واستغلال الظرف السوري للتوسع.
صحيح أن عمان لديها تحفظات وسعت إلى وضع قيود قدر الإمكان تجاه تطورات المشهد السوري. لكن صحيح بالمقابل، أن الاتصال منعدم مع اليمين الإسرائيلي، والثقة غير موجودة إطلاقاً، وبوصلة القرار الأردني تستشعر كيف يحاول الذباب الإلكتروني الإسرائيلي تمرير قصة المخاوف على الأردن ودولته ونظامه للعبور بالترتيبات الأمنية والعسكرية الجديدة في منطقة الأغوار.
التسريبات هنا كثيرة وكثيفة وبالجملة، ومن يتلقفونها بين الأردنيين لا ينتبهون إلى أن إيران التي يقول الإسرائيلي إنها تحاول فتح جبهة جديدة في الأردن أصبحت أبعد بالجغرافيا عن الأردنيين بعد سقوط النظام السوري، وأن التحفظ الأردني الرسمي حتى اللحظة على ثوار دمشق الذين أصبحوا حكامها الآن مرده الأعمق هو استغلال إسرائيل للحظة الراهنة وفرض معادلات على الإقليم.
ما يمكن فهمه من تموقع الأردن في مسافة أمان حتى اللحظة هو أن الأسباب التي تدفع باتجاه التحفظ على الثورة الجديدة في سوريا مرتبطة بمعلومات ومعطيات المنظومة الأمنية الأردنية المفصلة عن المعارضين سابقاً والذين يحكمون اليوم دمشق بالتعاون مع المنظومة التركية.
المعنى هنا أن الأردن في مسألة إسناد الثورة السورية يقف في منتصف المسافة ويتجول بين الألغام بسب تقديراته الذاتية والمصلحية، وخوفه الأساسي كان ولا يزال من تطلعات اليمين الإسرائيلي ومن نهاية غير مستقرة للوضع العام في دمشق.
القدس العربي
———————————
وفود غربية إلى دمشق وانهيار الهدنة في الشمال
17 ديسمبر 2024
لا تزال سورية في مخاض المرحلة الانتقالية للوصول بالبلاد إلى الاستقرار، والحفاظ على مكتسبات الثورة التي أسقطت نظام بشار الأسد الاستبدادي. وترسل دول غربية وفوداً لعقد لقاءات مع قادة المعارضة في زيارات استكشافية. ووصل وفد فرنسي دبلوماسي، صباح اليوم الثلاثاء، إلى سورية حيث زار مقر السفارة في دمشق المغلق منذ أكثر من عقد، وفق ما شاهد مراسلو وكالة فرانس برس. وبدورها، قالت وزارة الخارجية الألمانية إنّ دبلوماسيين من ألمانيا سيجرون أول محادثات مع ممثلين لهيئة تحرير الشام في دمشق، اليوم الثلاثاء، مع التركيز على عملية انتقالية في سورية وحماية الأقليات.
وطالب القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع برفع العقوبات عن سورية، رافضاً خلال لقائه وفداً دبلوماسياً بريطانياً، أمس الاثنين، التوغل الإسرائيلي إلى المنطقة العازلة وما بعدها. وخلال اجتماع مع عدد من أبناء الطائفة الدرزية في سورية، تعهّد الشرع الذي كان يُعرب باسم أبو محمد الجولاني، قائد “هيئة تحرير الشام”، بـ”حلّ الفصائل” المسلّحة في البلاد، داعياً إلى “عقد اجتماعي” بين الدولة وكل الطوائف.
في الأثناء، عاد التوتر إلى مناطق شمال سورية مع إعلان “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) فشل الوساطة التي تقوم بها الولايات المتحدة لإعلان هدنة دائمة في منطقتي منبج وعين العرب (كوباني) في حلب. وقالت “قسد” في منشورٍ لها عبر قناتها في “تليغرام”: “لم تتوصل جهود الوساطة الأميركية للإعلان عن هدنة دائمة في منطقتي منبج وكوباني بسبب النهج التركي في التعاطي مع جهود الوساطة والمراوغة في قبول نقاطها الأساسية”. وبالتزامن مع انهيار المفاوضات، قال النقيب أمين، وهو قائد بغرفة عمليات “فجر الحرية” (تضم فصائل في الجيش الوطني)، لـ”العربي الجديد”، إنّ الجيش التركي حشد آليات ثقيلة مقابل مدينة عين العرب وسط تحليق مكثف للطيران الحربي والاستطلاع، واستعداد فصائل “الجيش الوطني” للمعركة.
من جهة أخرى، شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، ليل الاثنين – الثلاثاء، غارات جوية استهدفت قطعاً عسكرية في ريف محافظتي حمص وحماة، وسط سورية، وريف محافظة القنيطرة وريف العاصمة دمشق، جنوب غربي البلاد، فيما قالت مصادر خاصة لـ”العربي الجديد”، إن قوات إسرائيلية توغلت اليوم الثلاثاء، ضمن منطقة صيدا الجولان التابعة لمحافظة القنيطرة، على طريق محافظة درعا، جنوبي سورية.
————————
الأمم المتحدة تأمل إرسال فريق إلى سورية لجمع أدلة تدين مسؤولين بنظام الأسد
17 ديسمبر 2024
جدد سقوط نظام الأسد الآمال بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة
تحقق اللجنة في أخطر الجرائم المرتكبة في سورية منذ 2011
رئيس اللجنة: فُقدت بعض الأدلة في سورية خلال العملية الانتقالية
قال رئيس لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إنه بعث برسالة إلى السلطات السورية الجديدة للتعبير عن استعداده للتعامل معها، والسفر إلى سورية للحصول على أدلة قد تدين كبار المسؤولين في إدارة الرئيس المخلوع بشار الأسد. وأطاحت المعارضة السورية الأسد هذا الشهر، قبل أن تفتح عدة سجون ومقرات حكومية، وهي تطورات جددت الآمال في محاسبة المسؤولين عن جرائم ارتكبت خلال الحرب السورية التي استمرت أكثر من 13 عاماً.
وقال رئيس الآلية الدولية المحايدة المستقلة التي أنشأتها الأمم المتحدة روبير بوتي، خلال مؤتمر صحافي في جنيف: “ستكون أولويتنا القصوى هي الذهاب ومحاولة تحديد حجم المشكلة، ومعرفة ما هو متاح بالضبط من حيث الوصول (للأدلة)، والأدلة المحتملة، ثم معرفة أفضل السبل للمساعدة في الحفاظ عليها”. وأضاف: “أصبحت هناك الآن إمكانية للوصول إلى أدلة بحوزة أعلى مستويات النظام”.
وتأسست الآلية الدولية المحايدة المستقلة في 2016، للتحقيق في أخطر الجرائم المرتكبة في سورية منذ 2011، والمساعدة على ملاحقة مرتكبيها قضائياً. وجمعت بالفعل بيانات يصل حجمها إلى 283 تيرابايت، كما تتعاون مع المدعين العامين في دول، منها بلجيكا، وفرنسا، والولايات المتحدة، بشأن التحقيقات في سورية. وذكر بوتي أن بعض الأدلة فُقدت في سورية خلال العملية الانتقالية، لكن من السابق لأوانه تحديد حجم الخسائر. وقال: “لاحظنا بأمل حالة من الوعي لدى السلطات الانتقالية والجهات الفاعلة في المجتمع المدني السوري، بشأن ضرورة الحفاظ على الأدلة”.
وفي سياق منفصل، أعرب مسؤول المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر، اليوم الثلاثاء، عن شعور “مشجّع” بعد اجتماعات عقدها في دمشق مع السلطات الجديدة، مشيراً إلى وجود “أساسٍ لزيادة الدعم الإنساني الحيوي”. وأرسل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، فليتشر إلى دمشق، أمس الاثنين، لإجراء محادثات مع القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، ورئيس الحكومة الانتقالية محمد البشير. وقال فليتشر على منصة إكس إن هناك “لحظة أمل حذر في سورية”. وأضاف: “لدي شعور مشجّع بعد اجتماعاتي في دمشق، بما في ذلك مناقشات بنّاءة مع قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع. لدينا أساس لزيادة طموحة للدعم الإنساني الحيوي”.
ورحّب غوتيريس في وقت سابق بـ”التزام الحكومة المؤقتة حماية المدنيين”، والعاملين في المجال الإنساني. وأضاف في بيان: “أرحّب بالاتفاق على منح الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية عبر كل المعابر الحدودية، واختصار البيروقراطية بشأن التصاريح والتأشيرات للعاملين في المجال الإنساني وضمان استمرارية الخدمات الحكومية الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والاضطلاع في حوار حقيقي وعملي، مع المجتمع الإنساني الأوسع”.
(رويترز، فرانس برس)
——————————
أردوغان وفون ديرلاين: متفقون على ضرورة إنشاء إدارة تشاركية في سورية
17 ديسمبر 2024
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن “تركيا هي الدولة الوحيدة والحليف الوحيد في حلف شمال الأطلسي الذي هزم تنظيمي “حزب العمال الكردستاني” و”داعش” الإرهابيين على الأرض”.
وتطرق أردوغان في مؤتمر صحافي مشترك، اليوم الثلاثاء، مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين في المجمع الرئاسي التركي بالعاصمة أنقرة، إلى الملف السوري قائلاً: “نتفق مع رئيسة المفوضية الأوروبية على ضرورة إنشاء إدارة تشاركية في سورية، خاصة للحفاظ على وحدة أراضيها”. وعن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، قال الرئيس التركي: “لا ينبغي لمصالحنا المشتركة أن تكون رهينة خطط عقيمة لبعض أعضاء الاتحاد”.
وأعرب أردوغان عن أمله في أن يتم اتخاذ قرارات في قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة بشأن تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي، وتسريع عمليات منح تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك، إلى أن يتم تحقيق الإعفاء الكامل. وأضاف: “هناك حاجة إلى علاقة مؤسساتية أقوى بين تركيا والاتحاد الأوروبي أكثر من أي وقت مضى، ونحن بصفتنا دولة مرشحة لدينا هذه الإرادة”.
بدورها، قالت فون ديرلاين إنه ينبغي للاتحاد الأوروبي “تكثيف” علاقاته مع هيئة تحرير الشام التي تتولى السلطة في سورية منذ إطاحة بشار الأسد، مشددة على أنه “علينا الآن تكثيف تعاملنا المباشر مع هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى”، معتبرة أيضاً أن الاتحاد الأوروبي وحلفاءه “لا يمكنهم السماح بعودة” تنظيم داعش في سورية.
وفي سياق آخر، أعلنت فون ديرلاين أن الاتحاد الأوروبي سيمنح تركيا تمويلاً إضافياً بقيمة مليار يورو، مخصصاً لرعاية شؤون اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم. وصرحت “مليار يورو إضافية لعام 2024 في الطريق”، موضحة أن ذلك المبلغ “سيساهم في إدارة الهجرة والحدود، والعودة الطوعية للاجئين السوريين”. وأضافت “بناءً على التطورات على الأرض، سنكون قادرين على تكييف هذا المليار مع الاحتياجات الجديدة التي قد تظهر في سورية”.
وخصّص الاتحاد الأوروبي “حوالي 10 مليارات يورو” لدعم أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ موجودين على الأراضي التركية، غالبيتهم من السوريين، بحسب ما أشارت إليه رئيسة المفوضية الأوروبية. وفي العام 2016، أبرمت أنقرة والاتحاد الأوروبي اتفاقاً مثيراً للجدل بشأن الهجرة، تعهّدت بموجبه السلطات التركية بمكافحة الهجرة غير الشرعية، مقابل مساعدات مالية من بين أمور أخرى. وتأمل السلطات التركية التي تواجه شعوراً متنامياً معادياً للسوريين، في أن يتيح سقوط بشار الأسد عودة عدد كبير من اللاجئين إلى سورية.
(الأناضول، فرانس برس)
———————-
وثائق جديدة: نظام الأسد سلّم أطفال المعتقلين لدور رعاية
17 ديسمبر 2024
أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، حصوله على وثائق مسربة من بعض مراكز رعاية الطفولة، كشفت عن واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق.
وقال المرصد، ومقره لندن، في بيان صحافي اليوم، أظهرت الوثائق، أن العديد من الأطفال الذين دخلوا هذه المراكز كانوا قد خرجوا من السجون بعد اعتقال أهاليهم (الأب والأم)، الذين تعرضوا للتعذيب والقتل داخل المعتقلات، بينما سُلم الأطفال لاحقاً من قبل المسؤولين عن السجون إلى مراكز الرعاية عن طريق الشؤون الاجتماعية، تحت ذريعة أنهم “أطفال مشردون” من دون الاعتراف بمصير ذويهم.
ونقل المرصد الحقوقي، شهادات من موظفين داخل هذه المراكز، أن الأجهزة الأمنية للنظام السابق كانت تعتقل عائلات بأكملها، بما في ذلك أطفالهم، وبعد موت الأب أو الأم تحت التعذيب في السجون، يتم تسليم الأطفال إلى مراكز الرعاية الرسمية التابعة للدولة، هؤلاء الأطفال دُمجوا لاحقاً مع أطفال مشردين أو مجهولي النسب، بهدف طمس هويتهم الحقيقية وإخفاء الجريمة.
ووفقاً للمصدر نفسه، فإن المعلومات الأخيرة تشير إلى أن هناك محاولات من بعض المتعاونين مع الأجهزة الأمنية السابقة، يسعون الآن للتسلل إلى هذه المراكز وإتلاف الوثائق التي تثبت تورط النظام السابق في هذه الجرائم. الهدف من هذه المحاولات هو التخلص من الأدلة التي قد تُستخدم في محاكمات مستقبلية لمحاسبة المتورطين في هذه الجرائم الإنسانية.
ونقل المرصد شهادة أم سورية تم اعتقال زوجها وأطفالها معاً قبل سنوات، وبعد فترة، تلقت خبر مقتل زوجها داخل المعتقل، الأم بقيت لسنوات تبحث عن أطفالها، وكانت الأجهزة الأمنية تنكر معرفتها بمكانهم، لكن بعد سقوط النظام، تمكنت الأم قبل يومين فقط من استعادة أطفالها من مركز رعاية في دمشق، ليتبين أن الأجهزة الأمنية كانت قد سلمت أطفالها لهذا المركز بعد مقتل والدهم.
وأكد المرصد الحقوقي، أن الوثائق المسربة لم تقتصر على كشف جرائم النظام السوري بحق الأطفال السوريين فقط، بل تشير إلى وجود أطفال من أصول روسية، أمهاتهم معتقلات في السجون، كما تضمنت الوثائق ملفات متعلقة بمحكمة الإرهاب. موضحاً، أن هذه الوثائق تعدّ أدلة دامغة قد تساعد في محاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية. لكن الخطر الحقيقي يكمن في محاولات إخفاء هذه الوثائق وتدميرها من قبل أطراف كانت جزءاً من المنظومة الأمنية السابقة، والتي تحاول الآن التستر على جرائمها بادعاء الانحياز إلى الثورة السورية.
وطالب المرصد السوري المنظمات الحقوقية المحلية والدولية والإدارة الحالية بالإسراع في فتح هذا الملف الحساس والعمل على حماية الوثائق المسربة من التلاعب، كما دعا إلى مراقبة مراكز الرعاية والتحقيق في هوية الأطفال الذين لا يزالون موجودين داخلها.
استشهاد 600 مدني تحت التعذيب
وفي سياق متصل، حصل المرصد على وثائق تكشف عن استشهاد 600 مدني تحت التعذيب في معتقلات النظام السوري السابق. وقال المرصد الحقوقي الذي يوثق الأحداث في سورية، إن “الوثائق تكشف يومياً عن أعداد كبيرة من المعتقلين الذين قضوا تحت وطأة التعذيب في سجون النظام بطرق تعذيب وحشية”. غير أنه لم يوضح الرقم في أي فترة أو داخل أي فرع أمني.
العربي الجديد
————————
تسريبات من أرشيف المخابرات السورية تقلق ساسة العراق/ محمد علي
17 ديسمبر 2024
تصدّرت العاصمة السورية دمشق، منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي، المشهد السياسي والحكومي في العراق، حيث كانت معقلاً رئيساً لكل معارضي نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، إذ احتضن رئيس النظام السوري السابق حافظ الأسد، شخصيات عراقية من مشارب إسلامية شيعية مختلفة مُعارضة أو مطلوبة داخل العراق، أبرزها قيادات بحزب الدعوة، والمجلس الأعلى.
ومثّل الفرع 235 التابع لجهاز المخابرات السوري، إلى جانب شعبة الأمن السياسي، واحدة من أبرز المؤسسات الأمنية السورية المكلفة بالعمل مع “المعارضة العراقية”، آنذاك والتي تتولى فعلياً السلطة في العراق منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003.
شهد اليومان الماضيان تسريب ما قيل إنّها وثائق ومعلومات من مقرات وفروع المخابرات السورية، ونشرها مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي، لشخصيات مثل نوري المالكي، وعزت الشابندر، وآخرين، تُظهر تعاملهم مع المخابرات السورية، في تقديم إفادات متعلقة بالشأن العراقي، لكن لا يوجد حتى الآن أي دليل على صحة هذه الوثائق أو بكونها فعلاً عثر عليها في أقبية فروع جهاز مخابرات النظام السوري، كما لم يصدر عن تلك الشخصيات أي تعليق حتى الآن.
يرافق هذا حديث عن معلومات أخرى شاعت بالعراق حول مصادرة السلطات السورية الجديدة قصورا وفنادق وأملاكا لشخصيات عراقية حليفة لنظام الأسد، لكن تبقى مثل هذه الأخبار ضمن التداول على مواقع التواصل ودون أي تأكيد من المصادر المعنية في دمشق.
وكان يقيم في دمشق ما لا يقل عن 200 شخصية عراقية غالبيتها إسلامية، بوصفهم معارضين لصدام حسين، بين عامي 1980 و2003، وشهدت العاصمة تنظيم فعاليات وأنشطة مختلفة برعاية نظام الأسد الأب والابن، من خلال جهاز المخابرات الذي كان معنياً بملف المعارضة العراقية ودعمها.
لكن الأمر يتعدى حقبة الاحتلال الأميركي للعراق، ويمتد إلى ما بعدها، حيث كان هناك دور سوري في مسألة عبور “المتشددين” إلى العراق قادمين من دول مختلفة، إذ كانت الأراضي السورية الممر الرئيس لهم. وحرصت الشخصيات التي كانت تعمل في دمشق بتلك الفترة، على التأكيد طوال السنوات الماضية من خلال لقاءات وتصريحات لها، بأن عملهم لم يكن يمس بالأمن العراقي، وأنه كان ضد صدام حسين، حيث انخرط نظام حافظ الأسد بموقف داعم لطهران في حرب العراق ـ إيران 1980 ولغاية 1988. غير أن بعض الوثائق المُسربة باليومين الماضيين، والتي لم تبت أي مصادر موثوقة حتى الآن بصحتها، تظهر غير ذلك بطبيعة الحال.
العثور على وثيقة تحمل إسم” نوري كامل محمد حسن
المالكي القريضاوي” الذي تم تجنيده في جهاز
المخابرات السوري شعبة الامن السياسي
بتاريخ 1998/9/1 !
ماشاء الله كلهم عملاء اما لسوريا اما لإيران . pic.twitter.com/MGT0bl61Yw
— Tamara Alkhazraji 🍓 (@Tamarakhop) December 10, 2024
الخبير بالشأن العراقي، أحمد النعيمي اعتبر وجود وثائق متعلقة بشخصيات سياسية عراقية عند المخابرات السورية “أمرا طبيعيا”، مضيفاً أن نشرها “قد يُمثل إحراجاً لهم بالوقت الحالي من جهة التعامل معهم مجندين أو عملاء، وليسوا شخصيات معارضة محترمة”، وفقاً لقوله، مبيناً في حديث مع “العربي الجديد”، أن “الوثائق قد تكشف عن عمليات تخريب وتفجيرات حصلت بالعراق خلال سنوات الثمانينات والتسعينات، وكذلك تجيب عن معلومات وحوادث مختلفة”، متحدثاً عن أهمية “أن تتولى الدولة السورية أرشفة هذه الوثائق وعدم جعلها بيد العامة والناشطين حتى لا تستخدم للابتزاز السياسي أو المالي”. كما تداول مغردون وثيقة تُظهر إفادات لما قيل إنها للسياسي العراقي عزت الشابندر.
|قنـاة الحـوزة النـاطقة|#وثيقة_متداولة تـؤكد أن عزت الشـابندر كان ” مجندًا ” لدى المخابرات السورية ويقدم لهم الـتقارير عن تحرك قطعـات الجيش العراقي وعرض خدماته لتجنيد العراقيين في دمشق ..
————————— pic.twitter.com/WZ0ylLfkSx
— غدير العراقي (@hsnalmyahy181) December 15, 2024
بالسياق ذاته، علّق مشعان الجبوري السياسي وعضو البرلمان السابق وأحد المقربين من رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، على تسريبات مصادرة قصره في دمشق بالقول: “للذين ينسجون الحكايات عن مصادرة قصري في دمشق، أود أن أوضح أنه لم تجرِ أي عمليات استيلاء على الممتلكات الخاصة، بما في ذلك بيوت أقطاب النظام، إذ تم تجنب السلوكيات التي صاحبت إسقاط نظام صدام حسين وما بعد تغيير النظام عام 2003″، مضيفاً: “أما قصري في دمشق، والذي تتداول الأخبار عن مصادرته، فأود أن أبيّن أنني بعت القصر للحاج براء قاطرجي في عام 2019، وبنيت أجمل منه وأكبر في إربيل. ولم أزر سورية منذ ذلك العام”.
للذين ينسجون الحكايات عن مصادرة قصري في دمشق، أود أن أوضح أنه لم تجرِ أي عمليات استيلاء على الممتلكات الخاصة، بما في ذلك بيوت أقطاب النظام، إذ تم تجنب السلوكيات التي صاحبت إسقاط نظام صدام حسين وما بعد تغيير النظام عام 2003.
أما قصري في دمشق، والذي تتداول الاخبار عن مصادرته، فأود… pic.twitter.com/f2vcP9F3Kn
— مشعان الجبوري (@mashanaljabouri) December 16, 2024
واعتبر الباحث بالشأن العراقي، إياد الدليمي، أن وجود معارضين عراقيين في الثمانينات والتسعينات داخل سورية، لم يكن “لدواع إنسانية، إنما للاستفادة منهم”، مضيفاً لـ”العربي الجديد”، أن “النظام السوري السابق كان نظاماً بوليسيا قمعياً ومعروف أيضاً أنه كان في حالة عداء كبيرة مع النظام العراقي السابق، من هنا يمكن القول إن العديد من هؤلاء المعارضين العراقيين السابقين كانوا يعملون لصالح أجهزة النظام السوري والوثائق التي تم الكشف عنها مؤخراً في أقبية المخابرات السورية أكدت ذلك”.
وأكد أن “هناك اليوم مخاوف لدى ساسة العراق ليس فقط بسبب كشف تلك الوثائق وإنما بسبب حساسية عمل هؤلاء الساسة وطبيعة هذا العمل، ومن ذلك أنهم كانوا يكتبون التقارير ضد بعضهم البعض بقصد إقصائهم والوشاية بهم لدى النظام الأسدي، أعتقد أننا سنشهد الكثير من الفضائح المتعلقة بعمل ساسة العراق لدى أجهزة النظام الأسدي السابق”.
العربي الجديد
————————–
رئيس الحكومة السورية المؤقتة: احتياطي النقد الأجنبي منخفض للغاية
17 ديسمبر 2024
قال رئيس الحكومة السورية المؤقتة، محمد البشير، اليوم الثلاثاء، إن احتياطي النقد الأجنبي في سورية منخفض للغاية. وقال مسؤولون سوريون حاليون وسابقون لوكالة رويترز إن احتياطيات الدولار استنفدت تقريبا، لأن حكومة بشار الأسد استخدمتها بشكل متزايد لتمويل الغذاء والوقود والمجهود الحربي.
وأضاف أحد المصادر أن احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي تبلغ نحو 200 مليون دولار نقدا فقط، بينما ذكر آخر أن احتياطيات الدولار تقدر “بمئات الملايين”. وعلى الرغم من عدم الاحتفاظ بكل الاحتياطيات نقدا، فإن الهبوط ضخم مقارنة بفترة ما قبل الحرب. وقال صندوق النقد الدولي إن مصرف سورية المركزي أفاد في أواخر 2011 بأنه يملك 14 مليار دولار من احتياطي النقد الأجنبي. وأشارت تقديرات الصندوق في 2010 إلى أن الاحتياطيات في سورية سجلت 18.5 مليار دولار.
وتوقفت سورية عن مشاركة المعلومات المالية مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسات دولية أخرى بعد فترة وجيزة من قمع نظام الأسد الثوار الذين طالبوا بالديمقراطية في 2011 خلال حملة أدت إلى اندلاع الحرب الأهلية.
ولا تزال الحكومة السورية الجديدة، بقيادة المعارضة السابقة، تجري جردا لأصول البلاد بعد فرار الأسد إلى روسيا في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول. وتمكن لصوص لفترة وجيزة من الوصول إلى أجزاء من البنك المركزي ونهبوا نقودا بالليرة السورية، لكنهم لم يخترقوا الخزينة الرئيسية، لكن مسؤولين من الحكومة الجديدة أكدوا استعادة بعض مما سُرق.
الأسد وبوتين وزوجتاهما في موسكو (سيرجي شيريكوف/ فرانس برس)
وقال أحد المصادر إن الخزينة مقاومة للقنابل وتحتاج لثلاثة مفاتيح، كل منها يحمله شخص مختلف، ورمز مركب لفتحها. وقال مصدران إن أعضاء الإدارة السورية الجديدة قاموا بتفتيش الخزينة الأسبوع الماضي، بعد أيام من سيطرة المعارضة على العاصمة دمشق في هجوم خاطف أنهى حكم عائلة الأسد الذي استمر لأكثر من 50 عاما.
ولم يرد ممثلون إعلاميون للإدارة السورية الجديدة أو مصرف سورية المركزي على طلبات للتعليق فيما يتعلق بحجم احتياطي النقد الأجنبي في المصرف المركزي.
26 طناً من الذهب
ونقلت “رويترز” عن مصادر، أمس الاثنين، قولها إن خزائن مصرف سورية المركزي بها نحو 26 طنا من الذهب، وهي الكمية نفسها التي كانت موجودة بها عند اندلاع الحرب الأهلية في 2011، حتى بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد. لكنهم أضافوا أن دمشق تملك مبلغا نقديا صغيرا من احتياطيات العملة الأجنبية.
وذكر مجلس الذهب العالمي أن احتياطيات سورية من الذهب بلغت 25.8 طنا في يونيو/ حزيران 2011. وأشار المجلس إلى أن مصرف سورية المركزي مصدر لبياناته. وتلك الكمية تساوي 2.2 مليار دولار بأسعار السوق الحالية. لكن المصادر المطلعة على الوضع قالت إن الذهب لم يتم تسييله قط من أجل الاحتفاظ بضمانات كافية لليرة السورية المتداولة في السوق.
عودة مصرف سورية المركزي إلى العمل بشكل كامل
عاد مصرف سورية المركزي، وهو مبنى أبيض عريض في وسط دمشق، إلى العمل بشكل كامل أول من أمس الأحد، أول يوم عمل في الأسبوع في البلاد. وعج المصرف بالموظفين وبأشخاص راغبين في الحصول على دولارات، وكذلك بأشخاص يحملون أجولة مليئة بالليرات السورية.
أحد أسواق مدينة حلب، 11 مارس 2024 (فرانس برس)
وقال مصدر إن المصرف المركزي يستطيع حاليا الاعتماد على الليرات السورية الموجودة في احتياطياته وتساوي عدة مئات من ملايين الدولارات، وذلك بالإضافة إلى احتياطياته الضئيلة من الدولار.
وانخفضت التدفقات الجديدة من العملات الأجنبية، بسبب فقد سورية مصدرها الرئيسي للدخل بالعملة الأجنبية، وهو النفط الخام، عندما استولت فصائل كردية مسلحة وجماعات أخرى على الحقول في شرق البلاد خلال الحرب. كما استهدفت العقوبات الغربية الصارمة سورية، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على المصرف المركزي نفسه، وأدرجت بعض حكامه في القائمة السوداء.
وطالبت الإدارة السورية الجديدة برفع العقوبات الدولية لإنعاش الاقتصاد وإعادة إعمار البلاد، بعد سنوات من الحرب، وتشجيع ملايين اللاجئين السوريين على العودة. لكن مسؤولين أميركيين وأوروبيين قالوا إنهم سيضطرون إلى الانتظار لرؤية نوعية الإدارة التي سيعيّنها الحكام الإسلاميون الجدد في البلاد.
(رويترز، العربي الجديد)
—————————–
لماذا طلبت واشنطن من رعاياها مغادرة سوريا؟/ مصطفى محمد
الثلاثاء 2024/12/17
بعثت دعوة الخارجية الأميركية مواطنيها إلى مغادرة سوريا، اليوم الاثنين، برسائل “مقلقة” تهدد الدولة التي لم تكد تلتقط أنفاسها بعد إسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وفي بيان، فسّرت الخارجية الأميركية طلبها من رعاياها المغادرة، بـ”الوضع الأمني الذي لا يزال متقلباً وغير قابل للتنبؤ به مع وجود صراع مسلح وإرهاب في جميع أنحاء البلاد”.
وقالت الخارجية: “يجب على المواطنين الأميركيين مغادرة سوريا إذا أمكن، ويجب على المواطنين الأميركيين غير القادرين على المغادرة إعداد خطط طوارئ والاستعداد للاحتماء في أماكنهم لفترات طويلة”.
ويؤشر البيان إلى تغير اللهجة الأميركية في سوريا، وذلك بعد يومين من الاتصال الأول والمباشر بين واشنطن و”هيئة تحرير الشام” التي نجحت مع الفصائل بإسقاط نظام الأسد.
وكان وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، قد أكد السبت، أن الولايات المتحدة أجرت اتصالات “مباشرة” مع هيئة تحرير الشام، التي تسيطر على البلاد، مضيفاً أن بلاده “تتشارك في المبادئ المتوقعة من الحكومة السورية الجديدة، وهي احترام حقوق جميع السوريين، وعدم تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب، ووجوب إيصال المساعدات الإنسانية، وأن يتم تأمين مخزونات الأسلحة الكيماوية وتدميرها بشكل آمن”.
ويضاف إلى “المبادئ” التي تحدث عنها بلينكن، وهي بطبيعة الحال “المطالب” التي أوصلتها أميركا للقيادة السورية الجديدة، مصير قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ليبدو وكأن أميركا تريد زيادة الضغط على الفصائل السورية.
واليوم الاثنين، نقلت وكالة “رويترز” عن وزار الخارجية الأميركية، قولها: “تواصلنا أكثر من مرة مع هيئة تحرير الشام خلال الأيام القليلة الماضية”. وأوضحت أن “أهم النقاط التي بحثتها واشنطن مع هيئة تحرير الشام، هي المساعدة في العثور مواطن أميركي ومبادئ الانتقال”. وتابعت: “سنتخذ قرارنا بشأن العقوبات على سوريا والاعتراف بالحكم الجديد بناء على سلوك السلطات الجديدة”.
احتواء الحالة السورية الجديدة
ويدرج الكاتب والمحلل السياسي المقيم في أميركا صالح مبارك، كل الإشارات التي تصدر عن الولايات المتحدة بخصوص سوريا بعد إسقاط النظام، في خانة تكتيك “الاحتواء والامتصاص” الذي يمارسه سياسيو البيت الأبيض. ويقول لـ”المدن”: “في الغالب تتعامل واشنطن بهذا الأسلوب مع كل التطورات المفاجئة، بهدف توظيفها لمصلحتها”.
ويضيف “من الواضح أن الولايات المتحدة لم تخطط لإسقاط النظام، والآن تريد توظيف ذلك في أكثر من ملف ضاغط، من قسد، إلى إسرائيل، خصوصاً أن الأعباء كثيرة على حكومة دمشق الجديدة، بالتالي كل ذلك يجعل الفرصة مواتية أمام واشنطن”.
وبحسب مبارك، فإن سوريا لم تسجل وضعاً أمنياً خطيراً بعد سقوط الأسد يستوجب الطلب من الأميركيين المغادرة.
واللافت هو تزامن الطلب الأميركي “المفاجئ” من رعاياها مغادرة سوريا، مع السماح برفع علم الثورة السورية على مبنى السفارة السورية في واشنطن، ما يوحي بأن الأخيرة تستخدم الترغيب والترهيب في تعاملها مع دمشق المختلفة عن السابق.
تقدير أمني
على النقيض، يشير الباحث في “المركز العربي” بواشنطن، رضوان زيادة، إلى أن سوريا لا زالت مصنفة على اللائحة الحمراء الأميركية المتعلقة بوجهات السفر. ويقول لـ”المدن”: “بالتالي المطلب من الأميركيين مغادرة سوريا لا يعكس موقفاً سياسياً، بل تقديرات أمنية وسياسية”.
ويتفق مع زيادة، رئيس “المجلس السوري الأميركي” فاروق بلال في اعتبار الطلب الأميركي من الرعايا مغادرة سوريا، بـ”الإجراء الطبيعي”، نظراً للأوضاع غير المستقرة في سوريا.
ويقول لـ”المدن”: “أساساً لا توجد سفارة أميركية في سوريا للتنسيق مع المواطنين الأميركيين في حال ارتفاع منسوب الخطر على حياتهم، وبذلك الإجراء روتيني ولا يحمل إشارات سياسية”.
——————-
سورية تضرب بيدرسون بحذائها: “بعد شو إجيتو؟“
الثلاثاء 2024/12/17
انتشر مقطع فيديو يظهر انفعال سيدة سورية على وفد الأمم المتحدة الذي زار سجن صيدنايا العسكري، بعد يوم من لقاء قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع المعروف سابقاً بلقب “أبو محمد الجولاني”.
وأظهر الفيديو، السيدة الغاضبة وهي ترفع حذاءها تجاه مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا غير بيدرسون، ثم قذفت الحذاء تجاهه أثناء مغادرته بسيارته، تعبيراً عن غضبها من تجاهل المنظمة الدولية لمعاناة السوريين منذ سنوات، تحديداً ما يخص قضية المعتقلين والتعذيب في البلاد.
وصرحت السيدة في وجه الوفد الأممي: “بعد شو إجيتو”، في إشارة للمأساة التي أفضت إلى مقتل عشرات الآلاف تحت التعذيب منذ العام 2011 واختفاء آخرين، فيما كان التعذيب حاضراً في البلاد ضمن معتقلات النظام سيئة السمعة منذ سبعينيات القرن الماضي.
ووجه مدير “الدفاع المدني السوري” رائد الصالح، شكره لبيدرسون ونائبته نجاة رشدي، على زيارتهما سجن صيدنايا ووصفه بأنه المسلخ البشري الأكثر رعباً في العالم. واعتبر الصالح الزيارة متأخرة سنوات، وأضاف: “آلاف العائلات من ذوي المعتقلين والمختفين قسرياً ينتظرون أجوبة عن مصير أبنائهم، إن الأولوية اليوم يجب أن تكون لهذا الملف الإنساني بكشف مصير عشرات آلاف المعتقلين والمختفين قسرياً في سجون نظام الأسد البائد والذين لم يعرف مصيرهم حتى الآن”.
ومنذ سنوات يتهم السوريون الأمم المتحدة بمحاولة التطبيع مع نظام الأسد المخلوع، بما في ذلك نشر مقاطع فيديو تروج للحياة الآمنة في سوريا وتعاون المنظمة مع منظمات رسمية مثل اتحاد الطلبة الذي كان يشرف على اعتقال وتعذيب الطلاب المعارضين، وصولاً إلى رفض الأمم المتحدة إعطاء تصريحات لوسائل إعلام معارضة مثل “تلفزيون سوريا” ووضعها عقبات أمام التعاون في مشروعات إعلامية مع وسائل إعلام معارضة أيضاً، حتى في فترة جائحة “كوفيد 19”.
———————-
فوضى تحرير المعتقلين بسوريا:أخبار زائفة…ووثائق تضيع أو تُحرق للتدفئة!/ محمد كساح
الثلاثاء 2024/12/17
منذ سقوط نظام الأسد قبل أسبوع، كانت قضية المعتقلين في السجون ومراكز التعذيب فوق الأرض وتحتها، هي القصة الإنسانية الأكثر تأثيراً، مع فيضان من الصور ومقاطع الفيديو وفوضى في التعامل مع ملف حساس خصوصاً في ما يتعلق بنشر المعلومات الكاذبة وإتلاف الأدلة، فيما نشط مدونون وصحافيون وأعضاء في المنظمات الإنسانية تسليط الضوء على هذا الملف، وفرز ما يصح من المعلومات عن ركام من الشائعات التي مازالت قيد التداول.
والسجال المستمر في مواقع التواصل، والأخذ والرد حول سجن صيدنايا العسكري تحديداً، له ما يبرره لدى السوريين الذين تجمع الآلاف منهم عشية هروب الأسد المخلوع حول “المسلخ البشري” في وقت تكاثرت فيه المعلومات المزيفة حول السجون السرية والطوابق تحت الأرض للسجن، رغم محاولة ناشطين حقوقيين ومن بينهم دياب سرية الناشط في “رابطة معتقلي صيدنايا” توضيح أن المعتقلين المتبقين في السجن، تحرروا كلهم منذ يوم الأحد الماضي، لكن الصدمة بأن ما تبقى من المعتقلين لا يتجاوز بضعة آلاف فقط كانت وراء عدم تصديق كثيرين ليتشبثوا بوهم إيجاد أحبائهم المغيبين قسراً منذ سنوات.
ما أشيع عن سجون سرية أو طوابق أرضية لم تكتشف في سجن صيدنايا، يدخل ضمن استمرارية المأساة التي طاولت أهالي المعتقلين، مع عدم استبعاد وجود أيادٍ تحركها فلول النظام السابق ومحور الممانعة تلعب بمشاعر السوريين، من خلال ضخ الشائعات والمعلومات المزيفة والصور والفيديوهات غير الدقيقة التي تم بثها بدءاً من ليلة سقوط النظام وحتى الآن.
وهنا، لاحظت الصحافية هيفا ياسين أن “ساحة القتال الوحيدة المتبقية لأزلام النظام السابق هي الساحة الإلكترونية”، وأوضحت عبر صفحتها في “فايسبوك” أن نشر بعض الوثائق التي قد تحوي ثغرة ما ستكتشف لاحقاً يهدف إلى ضرب مصداقية كل الوثائق المماثلة، كما لاحظت وجود “مغالطات كبيرة في أسماء ومواقع السجون ضمن كثير من فيديوهات تحرير المعتقلين التي تنتشر من داخلها” مستندة إلى أن “التضليل والأخبار الزائفة سلاح قوي في حرب المعلومات، وسلاح قادر على قلب المعادلات وتمييع المسائل الملحّة، وقد نجح النظام السابق في استخدامه لسنوات”.
والحال أن الأسد قام على مدار الأعوام السابقة بقتل النسبة الأكبر من المعتقلين وهم آلاف مؤلفة تم إعدامهم ببرود ووحشية شديدين، وربما يكون قد قام بعمليات إعدام موسعة خلال الأيام أو الساعات التي سبقت هروبه، ما يجعل العدد الأخير للمعتقلين الذين وجدوا على قيد الحياة لا يتجاوز سوى آلاف قليلة، ويتجلى ذلك في اليومين الماضيين بالعثور على مقابر جماعية في محيط دمشق وريفها.
وسارع مدونون وصحافيون سوريون إلى نشر المقاطع والصور المؤكدة حول سجن صيدنايا، مثل الصحافية زينة ارحيم التي نشرت مقاطع فيديو عن القسم الأحمر من السجن عبر حسابها في منصة “إكس”، بينما حاول آخرون تسليط الضوء على ما يحتاجه المعتقلون حالياً من رعاية نفسية وصحية، وما يتوجب على المعنيين من سلطة ومنظمات وناشطين، القيام به من أجل الحفاظ على وثائق السجون وأدوات التعذيب ومشاهد الزنازين على وضعها الحالي، كشاهد على إجرام النظام الذي فاق كل التوصيفات.
After over 10 hours of work! The doors of the “Red” prison of Sednaya are finally broken! New waves of detainees are being liberated!
The man filming is looking for his family while documenting this. “How could we believe this is happening”. #Syria
pic.twitter.com/cuUGC659Vq
— Zaina Erhaim 🪬 (@ZainaErhaim) December 8, 2024
وأشارت الناشطة ربى بلال عبر حسابها في “فايسبوك” إلى أهمية وضخامة قضية المعتقلين في سوريا، فيما لم يكن أداء إدارة العمليات العسكرية والمنظمات الحقوقية ملائماً لهذا الملف الملتصق بالسلم الأهلي وبناء البلد، داعية إلى إنشاء وزارة للمعتقلين وعائلاتهم. وتساءلت بلال عن غياب معظم الناشطين الحقوقيين ومراكز الدراسات عن المشهد ومنظمات المجتمع المدني التي تم تأسيسها منذ العام 2011، خصوصاً أن تلك المنظمات كانت تعمل على توثيق السجون والمعتقلين والمغيبين قسرياً وتدربت من أجل اللحظة التي يسقط فيها النظام للقيام بعمل ممنهج.
والمؤكد حتى الآن هو خروج جميع المعتقلين من كافة السجون، وهو ما تم الإعلان عنه منذ اليوم الأول لسقوط النظام، فمثلاً أصدرت “رابطة معتقلي سجن صيدنايا” التي يمكن اعتبارها المرجع الأول لخفايا السجن وتوثيق معتقليه ووسائل التعذيب المستخدمة فيه، بيانات عديدة حول تلك الحقيقة، لكنها جوبهت بآلاف الانتقادات والشائعات في مواقع التواصل، مع انتشار معلومات زائفة مضادة.
المدن
——————————
ترامب: مفتاح سوريا في يد تركيا/ محمد سيف
أكد اعجابه الشديد بأردوغان وجيشه القوي
17 كانون الأول 2024
إيلاف من واشنطن: قال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب يوم الاثنين إن تركيا “ستحمل المفتاح” لما يحدث في سوريا، حيث أطاح المتمردون المدعومون من أنقرة بحكومة بشار الأسد في وقت سابق من هذا الشهر.
وفي أول تعليق له على رؤيته لدور حليف الناتو في سوريا بعد الصراع، أشاد ترامب بما وصفه بـ “القوة العسكرية الرئيسية” لتركيا.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي في مقر إقامته في بالم بيتش بولاية فلوريدا، إنه من خلال دعم المتمردين، “قامت تركيا بعملية استيلاء غير ودية دون خسارة الكثير من الأرواح”.
قال ترامب: “في الوقت الحالي، هناك الكثير من الأمور غير المحددة … أعتقد أن تركيا ستحمل مفتاح سوريا”.
وكانت تركيا، التي تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي في شمال سوريا بعد عدة توغلات عبر الحدود ضد ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية السورية، الداعم الرئيسي لجماعات المعارضة التي تهدف إلى الإطاحة بالأسد، الذي دعمته إيران وروسيا، منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011.
تواصل تركي أميركي
منذ الإطاحة بالأسد، عقدت واشنطن وأنقرة محادثات بشأن مواجهة أي عودة لمتشددي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، واحتفظت واشنطن بنحو 900 جندي في شرق سوريا كتحوط ضد المتشددين.
وعندما سئل عما سيفعله بهذه القوات، كان ترامب غامضًا، مشيرًا بدلاً من ذلك إلى قوة الجيش التركي وسلط الضوء على علاقته بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال ترامب :”أردوغان هو شخص أتفق معه بشكل رائع … لقد بنى جيشًا قويًا للغاية”.
وفي إشارة إلى الماضي العثماني لتركيا، الذي شمل السيطرة على سوريا الحديثة، أضاف ترامب: “لقد أرادوا ذلك لآلاف السنين، وقد حصلوا عليه، وأولئك الذين دخلوا يخضعون لسيطرة تركيا، وهذا أمر جيد”.
ايلاف
————————-
مستشار سابق بهيئة التفاوض: الأسد خرج محملاً بثروة من الذهب والآثار
17 كانون الأول 2024
إيلاف من دمشق: لا تزال الأنباء تتوالى عن ارتكابات النظام السوري السابق، والذي أعلن سقوطه في الثامن من الشهر الجاري، بعد سيطرة الفصائل المعارضة على جميع المناطق التي كانت تحت سيطرته، ثم فرار بشار الأسد خارج البلاد، تاركاً وراءه بلاداً مَلأها بالقتل الجماعي والقتل تحت التعذيب وجرائم الحرب ومختلف الجرائم ضد الإنسانية.
وعلى الرغم من الحرب التي شنها على معارضيه منذ عام 2011، والتي أدت إلى مقتل وإصابة مئات الآلاف، وتهجير الملايين من السوريين، بعد رفضه كل الحلول السياسية المقدمة على جميع الصعد المحلية والعربية والدولية، بمساعدة مباشرة من حليفيه روسيا وإيران، إلا أنه تمكّن من الفرار خارج البلاد، في الثامن من الجاري، دون أن يدلي ببيان تنحّ، ودون أن يصدر منه أي إعلان رسمي بالتنازل عن السلطة.
رفض إعلان التنحي لتدمير ما تبقى من سوريا
ووصف المحامي عيسى إبراهيم، المستشار الدستوري السابق لهيئة التفاوض السورية، خروج بشار الأسد من السلطة “هارباً بهذه الطريقة، ودون أن ينقل سلطاته لأي طرف محلي أو ثوري أو محايد” بأنه “إمعان جرميٌّ منه لإكمال تدمير البلاد”، موضحاً أن سبب رفض الأسد إعلان تنحيه، يعود إلى “شخصيته التي تتسم بالعناد والمكابرة”، وأن أهم سبب لعدم خروجه ببيان تنحٍّ هو رغبته “بالتدمير على قاعدة الأسد أو نحرق البلد”، وذلك لوجود “نية مقصودة لديه لتدمير ما تبقى من سوريا” كما قال.
هرب خارج البلاد محملاً بالذهب والآثار
وقال إبراهيم الذي يعمل حالياً مستشاراً لـ”حركة الشغل المدني”، وهي تنظيم سياسي ينشط في مناطق الساحل السوري، وتأسست عام 2012، في تصريحات لموقع “العربية.نت” إن الأسد خرج من سوريا محملاً “بكميات هائلة من الثروة السورية، كالنقود، والذهب، والآثار” بعدما “رهن البلاد لعقود باتفاقيات مع روسيا وإيران”.
وفي المقابل، رأى إبراهيم أن خروج الأسد ما كان ليتم لولا “المساعدة الروسية” وما وصفه بـ”التبني” الروسي له، كشخص لا كرئيس، على حد قوله. كاشفاً أن طبيعة العلاقة بين بشار الأسد والرئيس الروسي، لم تكن “علاقة بين دولتين” بل “علاقة بين شخصين، وحسب، الأسد وبوتين”.
ضرورة محاكمة رموز النظام
ودعا إبراهيم، في تصريحات لموقع “العربية.نت” إلى محاكمة رموز نظام الأسد، مشدداً على ضرورة محاكمة “رجال الأمن” بصفة خاصة، إضافة إلى جميع “مجرمي الحرب من أي طرف كانوا، وتحت أي راية مارسوا جرائمهم تلك” على حد قوله، مطالباً بوجوب إجراء المحاكمات لدى “جهة مختصة ومستقلة” وذلك من أجل ضمان “تحقيق العدالة وتطبيق العقوبات على المرتكبين” كما قال.
لا ضمانة للعلويين إلا بتطبيق القانون
ويشار إلى أن المحامي عيسى إبراهيم ينحدر من الطائفة العلوية، وتنشط حركته المعروفة بـ”الشغل المدني” التي يديرها الآن، في مناطق الساحل السوري. وقال في هذا السياق، إن أفراد الطائفة العلوية “كغيرهم، لا ضمانة أساسية لهم إلا في تطبيق القانون، من خلال سلطة منبثقة بشكل شرعي ومجتمعي”، مطالباً بأن يتم “الاعتراف بالطائفة العلوية رسمياً، كبقية الطوائف السورية الأخرى” وذلك من خلال “إحداث محكمة روحية دينية تتبع المذهب الإسلامي العلوي الجعفري، في معاملات الأحوال الشخصية”.
وأكد إبراهيم على ضرورة ما وصفه بـ”تنظيم العمل الديني الإسلامي العلوي” وذلك من خلال “مجلس علوي” يهتم بالشأن الروحي لأبناء الطائفة، مشدداً على ضرورة “ألا يكون لهذا المجلس أي نشاط يجعله يتدخل بالسياسة أو ممارسة التحشيد السياسي”، موضحاً لـ”العربية.نت” أن “الاعتقاد العلوي” بحد وصفه، لا يسمح لرجل الدين “التدخل بالسياسة والتحزب والتحشيد”.
لا مركزية تستوعب التنوع
أما عن رؤيته لنظام الحكم في البلاد، بعد سقوط الأسد، فهي تتمثل باعتماد “المواطنة” عبر مبدأ “فصل السلطات الثلاث” من خلال تبني نظام “علماني ديمقراطي، يحترم حرية الاعتقاد” بحسب تصريحاته والتي رأى فيها ضرورة وجود “مفهوم جديد للبرلمان” من خلال التمثيل بغرفتين، هما مجلس النواب، ومجلس الشيوخ، كما قال.
وأوضح المستشار الدستوري السابق لهيئة التفاوض السورية، أن بناء البلاد، في صيغة لا مركزية، عبر مفهوم “المحافظات الموسعة أو الإقليم” قد يكون هو “الصيغة السياسية الأمثل، لضبط التنوع السوري” بحسب وصفه، مؤكداً على بقاء مركزية دمشق كحاضن “أساسي للوزارات السيادية” التي تشمل الجميع، وأنها تشكل “غطاء سيادياً” للتنوع السوري من أجل ما وصفها بـ”حماية ودعم اللامركزية”، على حد تعبيره.
ايلاف
————————
الموقف الأوروبي من «سوريا الجديدة» بين الترغيب والتحذير/ ميشال أبونجم
17 ديسمبر 2024 م
رغم رغبة دول الاتحاد الأوروبي في التزام الحذر والامتناع عن التسرع وحتى الإسراع باتخاذ تدابير أساسية إزاء السلطات السورية الجديدة ممثَّلةً في «هيئة تحرير الشام»، بانتظار أن تتحول الأقوال والوعود الصادرة عن قائدها أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) إلى أفعال، فإنها لا تريد أن تتأخر في العودة إلى المشهد السوري، خصوصاً أن الولايات المتحدة وبريطانيا سبقتاها إلى دمشق.
وبعد يوم حافل بالمناقشات في بروكسل، حيث برزت بعض الفروقات في المواقف بين الأعضاء الأوروبيين، فإن كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في التكتل الأوروبي سارعت إلى الإعلان، الثلاثاء، عن عودة الاتحاد الأوروبي الرسمية إلى سوريا، وذلك بعد يوم واحد من الزيارة التي قام بها الدبلوماسي ميخائيل أونماخت إلى دمشق.
وقالت كالاس، في كلمة لها أمام البرلمان الأوروبي المجتمِع في مدينة ستراسبورغ الفرنسية: «نحن مستعدّون لإعادة فتح بعثتنا، وهي السفارة الأوروبية، ونريدها أن تعود إلى الخدمة بكامل طاقتها»، مضيفةً أنها طلبت من رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي الذهاب إلى دمشق، الاثنين، للتواصل مع القيادة الجديدة في سوريا والجماعات المختلفة الأخرى.
واستبقت ذلك بتغريدة على منصة «إكس» جاء فيها: «لا يمكننا أن نترك فراغاً في سوريا. ينبغي أن يكون للاتحاد الأوروبي حضور» في سوريا، ملمحةً إلى التزامه «الحذر» في حواره مع السلطات الجديدة.
We can’t leave a vacuum in Syria.The EU must be present.We have already started with a process to engage cautiously with the new leadership and the civil society.We will also reopen the EU delegation in Syria to have constructive engagement and get input from the ground. pic.twitter.com/QjEK4QE1qw
— Kaja Kallas (@kajakallas) December 17, 2024
وللتقليل من مغزى وأهمية البادرة الجديدة، ذكَّرت كالاس بأن السفارة الأوروبية لم تغلَق أبداً بشكل رسمي، وأن التغير الرئيسي الذي حصل أن سفيرها المعتمَد انتقل إلى بيروت ولم يعد إلى دمشق.
تخوُّف من عودة الإرهاب
ينطلق الاتحاد الأوروبي من مبدأ رئيسي عبَّرت عنه المسؤولة الأوروبية، الاثنين، بمناسبة اجتماع بروكسل، حيث أكدت أنه «لا يتعين علينا أن نكرر الأخطاء التي ارتُكبت في ليبيا وأفغانستان، حيث أفسحنا المجال للفراغ، ولذا يتعين أن نكون حاضرين حول طاولة (المحادثات) للتحضير لإعادة إعمار البلاد بالتشارك مع الدول العربية».
ونقلت صحيفة «لو موند» الفرنسية المستقلة، في عددها ليوم الثلاثاء، أنه «يبدو أن الجميع يرى ويتفهم الحاجة إلى إقامة اتصالات مع النظام الجديد».
من جانبها، أكدت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية من أنقره، عقب اجتماعها مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الثلاثاء، أنه «علينا الآن تكثيف تعاملنا المباشر مع هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى».
إجماع أوروبي
واضحٌ أن هناك «إجماعاً» أوروبياً، على المستويين الجمعي والفردي، على التعامل بجدية مع التطورات المتسارعة في سوريا. فالكل يعي أهمية التحديات المطروحة وتأثيراتها ليس فقط إقليمياً ولكن أيضاً على أوروبا نفسها. بيد أن المقاربات بين الأعضاء تبين وجود «تمايزات» حول كيفية التعاطي وسرعة الاستجابة. ولعل أفضل مثال على ذلك ملف الهجرات، حيث إن ما يقل عن ستة دول، من بينها إيطاليا والنمسا واليونان وقبرص… تدفع باتجاه الإسراع بالانفتاح على النظام الجديد رغبةً منها في التبكير بإعادة اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها إلى بلادهم.
لكنَّ فون دير لاين ذكَّرت من أنقرة بشروط عودة اللاجئين، وهو الموقف الأوروبي التقليدي المتمسك بالعودة الطوعية والكريمة والآمنة.
من جانب آخر، تتخوف هذه الدول، ومعها الاتحاد بوصفها مجموعة، من أن تدهور الأوضاع مجدداً في سوريا والعودة إلى القتال سيعنيان مزيداً من الهجرات باتجاه أوروبا، وهو ما من شأنه أن يفاقم التصعيد السياسي الداخلي لهذه الدول وإعطاء دفعة لليمين المتطرف الذي يبني سياساته ودعايته الانتخابية على رفض الهجرات.
بيد أن التخوف الأوروبي الثاني مردّه عودة الإرهاب ممثلاً بالدرجة الأولى في تنظيم «داعش»، ليس فقط إلى سوريا ولكن أيضاً وخصوصاً إلى البلدان الأوروبية نفسها. وليس من حاجة إلى التذكير بما عانى منه كثير من الدول الأوروبية من الإرهاب أكانت فرنسا أو إسبانيا أو ألمانيا… والحال أن «داعش» ما زال حاضراً في البادية السورية رغم الضربات التي تشنها القوات الأميركية المتمركزة إنْ في سوريا أو في العراق. لذا، فإن أحد المطالب الرئيسية للأوروبيين ولغيرهم يتناول موضوع الإرهاب والحصول على ضمانات من السلطات الجديدة لجهة التزامها محاربة «داعش» بحيث تكون رئيسية على أجندتها.
ماضي «الجولاني»
ووفق كالاس، فإن الأوروبيين «لا يريدون بروز أي تطرف أو راديكالية في سوريا»، في تلميحٍ إلى ماضي «هيئة تحرير الشام» وأبو محمد الجولاني نفسه، الذي يريد من خلال تصريحاته المتلاحقة التخلص من صورة ماضيه المتقلب.
وتتعين الإشارة إلى أن الجولاني (أو أحمد الشرع)، «يحظى (حتى اليوم) بتقبل غربي» وإن كان متحفظاً. وذهبت كالاس إلى القول، يوم الاثنين، إن هيئة تحرير الشام «تقول الأشياء الصحيحة». لكن ما ينتظره الأوروبيون، حقيقةً، هو الأفعال. وبالتوازي تتخوف أوروبا من الفوضى في الداخل السوري ومن تبعاتها على دول الجوار وأبعد منها. كذلك تريد التأكد، هذه المرة وبشكل نهائي، من أن سوريا قد تخلصت من سلاحها الكيماوي إلى غير رجعة وذلك بالتعاون وتحت إشراف المنظمة الدولية لتحريم الأسلحة الكيماوية.
الخطوط الحمراء
ما سبق يعد غيضاً من فيض مضبطة المطالب الأوروبية والدولية من النظام الجديد. ولا حاجة للتذكير بـ«الخطوط الحمراء» الأوروبية من حيث المصالحة والانتقال السياسي وتمثيل جميع الأقليات، واحترام حقوق الإنسان، وحقوق المرأة والتعددية، ناهيك بالتخلص من النفوذين الروسي والإيراني… وهذه المطالب يرفعها الأوروبيون لدى كل حديث عن سوريا. لكنَّ السؤال المطروح يتناول الأوراق التي يمتلكها الأوروبيون للضغط على النظام الجديد.
حقيقة الأمر أنها كثيرة ولأن السلطات الجديدة تحتاج إلى كل شيء وليس فقط إلى المساعدات الإنسانية، فـ«هيئة تحرير الشام» موجودة على قائمة المنظمات الإرهابية وهي راغبة في رفعها منها. وما دامت لم تُرفع سيصعب على الأوروبيين الاعتراف بالنظام الجديد. وسوريا خاضعة لعقوبات أوروبية ودولية متعددة الأشكال والأنواع ولا يمكن لها أن تخرج من أزماتها الاقتصادية والمالية ما دامت العقوبات موجودة. أما الحاجة الكبرى فتتمثل في إعادة الإعمار التي لن تتم من غير مساهمات عربية وأوروبية ودولية.
من هنا، ترى مصادر فرنسية أنه «لا خيار» للنظام الجديد، إذا أراد أن يبتعد عن النموذج الأفغاني أو الليبي، إلا أن يستمع لما تريده أوروبا وأن يتعاون ويعجل بتوفير البراهين على المطابقة بين أقواله ووعوده وأفعاله. ومقابل «الخطوات الإيجابية» المطلوبة من النظام الجديد، تُبدي أوروبا، وفق تصريحات أعلى مسؤوليها، الاستعداد لمواكبتها. لكنَّ الإعلان عن النيات شيء وتحقيقها على أرض الواضع شيء آخر.
ولتحصل هذه الأمور، من الضروري استقرار الوضع وتوافر إرادة دولية تمنع تشظي سوريا. والحال أن ما تخطط له تركيا وما تقوم به إسرائيل غير مشجع ويبين أن خططاً مختلفة تماماً تُهيَّأ لسوريا وللمنطقة بشكل عام.
الشرق الأوسط
—————————
الأمم المتحدة: إنهاء العقوبات على سوريا سيساعد في تلبية احتياجات هائلة
17 ديسمبر 2024 م
قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا جير بيدرسن لمجلس الأمن اليوم الثلاثاء إن التحرك الملموس نحو انتقال سياسي شامل في سوريا سيكون مهما لضمان حصول البلاد على الدعم الاقتصادي الذي تحتاجه.
ووفقا لـ«رويترز»، أضاف بيدرسن: «هناك استعداد دولي واضح للمشاركة. الاحتياجات هائلة ولا يمكن معالجتها إلا بدعم واسع النطاق، بما في ذلك إنهاء سلس للعقوبات، واتخاذ إجراءات ملائمة بشأن تصنيف (الجماعات) أيضا، وإعادة الإعمار الكامل».
كما حذّر من أن «النزاع لم ينته بعد» رغم مغادرة الرئيس السابق بشار الأسد، وذلك في إشارة إلى المواجهات بين الفصائل المدعومة من تركيا والمقاتلين الأكراد في الشمال.
وقال بيدرسن: «وقعت مواجهات كبيرة خلال الأسبوعين الماضيين، قبل أن تجري وساطة لوقف إطلاق النار… انقضت مهلة وقف لإطلاق النار مدته خمسة أيام الآن وأشعر بقلق بالغ حيال التقارير عن تصعيد عسكري… من شأن تصعيد كهذا أن يكون كارثيا».
—————————–
“توغلات” إسرائيلية جديدة بالأراضي السورية.. ما الهدف؟
17 ديسمبر 2024
تواصل القوات الإسرائيلية توغلاتها في مناطق كانت تحت سيطرة الرئيس السوري السابق، بشار الأسد، بعد تقارير عن سيطرة إسرائيل على قرى جديدة محاذية للخط الفاصل مع الجولان، وهو ما يزيد من نطاق المناطق التي تشهد نشاطا عسكريا إسرائيليا منذ سقوط الأسد في الثامن من ديسمبر.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء، بتوغل دبابات إسرائيلية في قرية صيدا الجولان، عند الحدود الإدارية بين محافظتي درعا والقنيطرة في جنوب غرب سوريا، وهي منطقة محاذية لهضبة الجولان التي تسيطر عليها إسرائيل.
ومنذ اليوم الأول لسقوط النظام السوري، عززت إسرائيل انتشارها في المنطقة العازلة التي تخضع لإشراف قوات من الأمم المتحدة، وهو ما اعتبرته المنظمة الدولية خرقا لاتفاقية فض الاشتباك الموقعة بين البلدين عام 1974قبل أن يعلن بنيامين نتانياهو، هذا الشهر، نهايتها.
وشن الطيران الإسرائيلي سلسلة هجمات على عشرات الأهداف الإستراتيجية في المناطق السورية. وتقول إسرائيل إنها تسعى إلى استهداف مخزونات الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية في سوريا لمنع المعارضة التي أطاحت الأسد من استخدامها.
هضبة الجولان- أرشيف
مسلحو المعارضة يسيطرون على غالبية الجانب السوري من الجولان
بات مقاتلون سوريون معارضون بينهم عناصر جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، يسيطرون على غالبية الجانب السوري من هضبة الجولان
ووافقت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع على خطة لنتانياهو، الأحد، لتوسيع المستوطنات في الجولان في “ضوء الحرب والجبهة الجديدة مع سوريا”، و”لتشجيع النمو الديمغرافي في مستوطنات الجولان بتكلفة إجمالية تزيد عن 40 مليون شيكل (11مليار دولار)”. وأضافت أن الهدف الرئيسي هو مضاعفة عدد السكان الإسرائيليين في المنطقة.
واليوم الثلاثاء، قال المرصد السوري إن “القوات الإسرائيلية فتشت ثكنة عسكرية لقوات النظام السابق في محيط قرية المقرز، القريبة من قرية صيدا الجولان، بحثاَ عن أسلحة وذخائر بعد أن أطلقوا النار في الهواء لمنع اقتراب أي شخص من مواقع التفتيش”.
وأشار المرصد، ومقره لندن، إلى أن القوات الإسرائيلية كانت طلبت من الأهالي في المناطق التي توغلت إليها حديثاً بالقرب من الجولان بتسليم السلاح.
وكانت المنظمة أفادت، الاثنين، بأن قوة عسكرية إسرائيلية مؤلفة من 3 سيارات وصلت إلى قرية في منطقة حوض اليرموك بالريف الغربي من محافظة درعا، حيث تمركزت القوات في شوارع القرية وتجولت داخلها، بالإضافة إلى تفتيش بعض المواطنين. وحاولت القوات الإسرائيلية التقدم نحو قرية عابدين المجاورة، إلا أن الأهالي تصدوا لها ومنعوها من دخول القرية.
ولم يتسن لموقع الحرة التأكد من هذه المعلومات من مصادر إسرائيلية رسمية.
وتوضح خريطة أدناه المناطق الأخيرة التي قال المرصد إن القوات الإسرائيلية وصلت إليها، وهي تقع بين درعا والقنيطرة في جنوب غرب سوريا (يمين الخريطة) وهضبة الجولان غربا. ويظهر بوضوح الخط الفاصل شرق هضبة الجولان الذي يقع إلى محاذاة هذه المناطق.
“جبهة جديدة”
وفي تصريح لموقع الحرة، قال المحلل السياسي والأمني الإسرائيلي، إيلي نيسان، إن التحركات العسكرية الأخيرة في الأراضي السورية تعني أن إسرائيل وضعت خطة طوارئ لاحتمال قيام فصائل بعمليات ضد إسرائيل، لذلك فإنه حفاظا على التجمعات السكنية في الجولان التي تقع تحت سيادة إسرائيل، تحركت إسرائيل في هذا الاتجاه حتى لا تفتح جبهة جديدة في الحرب.
ويشير إلى أن اجتماعا عقده، الأحد، نتانياهو مع رئيس الأركان، ورئيس الأمن العام في جبل الشيخ، الذي احتلته إسرائيل بعد صول المتمردين دمشق وسقوط الأسد، يؤكد أن إسرائيل تولي اهتماما كبيرا بمسألة منع حدوث عمليات من هذه الجبهة.
وأفاد مراسل الحرة بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي أجرى إحاطة في جبل الشيخ، رفقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس أركان الجيش، هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الأمن العام، رونين بار. واستعرض نتانياهو انتشار قوات الجيش الإسرائيلي ووضع قواعد الاستمرار، بحسب بيان صادر عن مكتبه.
وقبل اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 كان هناك توتر محدود بين القوات الإسرائيلية والسورية، لكن في عام 2014 اجتاح مسلحون إسلاميون يسعون لإطاحة الأسد محافظة القنيطرة على الجانب السوري.
وأجبر المسلحون القوات السورية الحكومية على الانسحاب، وكذلك فرضوا على قوات الأمم المتحدة في المنطقة الانسحاب من بعض مواقعها.
وظلت المنطقة تحت سيطرة مسلحي المعارضة، حتى صيف عام 2018 حين عادت القوات السورية الحكومية إلى مدينة القنيطرة والمنطقة المحيطة التي كان معظمها مدمرا بعد حملة دعمتها روسيا واتفاق سمح لمقاتلي المعارضة بالانسحاب.
ومع عودة هؤلاء إلى المنطقة، تعمقت مخاوف إسرائيل.
وقال أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، قائد “هيئة تحرير الشام” التي قادت فصائل المعارضة في إسقط الأسد، إن إسرائيل تستخدم ذرائع واهية لتبرير هجماتها على سوريا، بينما هو غير مهتم بالانخراط في صراعات جديدة وسط تركيز بلاده على إعادة الإعمار.
وقال الشرع إن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار “بعيدا عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة”.
لكن يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، قال في بيان إن التطورات الأخيرة في سوريا تزيد من التهديد لإسرائيل “على الرغم من الصورة المعتدلة التي يظهرها زعماء المعارضة”.
ويؤكد نيسان لموقع الحرة أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة “مؤقتة حتى يتبين أين تتجه الريح في سوريا، وعما إذا كان النظام الجديد بقيادة الجولاني سيقيم علاقات جوار مع إسرائيل، وإذا تحقق ذلك، ستنسحب إسرائيل من كل الأراضي التي دخلتها”.
الحرة / خاص – واشنطن
الحرة
———————
ديون الأسد “الكريهة”.. ماذا تعني؟ وما مصيرها؟/ ضياء عودة
17 ديسمبر 2024
يشكّل سقوط النظام السوري، وهروب رئيسه بشار الأسد خارج البلاد ضربة مزدوجة بالنسبة لروسيا وإيران، ليس فقط على صعيد النفوذ السياسي والعسكري، بل أيضا على مستوى صنابير الاقتصاد التي فتحت له على الملأ منذ بداية تدخل هاتين الدولتين في سوريا، من أجل تثبيته على كرسي الحكم.
كما تذهب آثار الضربة التي تلقتها كل من إيران وروسيا باتجاه آخر أيضا تثار الكثير من التساؤلات حوله الآن، ويتعلق على نحو محدد بمصير الاتفاقيات التي تم إبرامها مع حكومة نظام الأسد المخلوع في المرحلة المقبلة، وما إذا كانت ستظل على حالها أم ستكون في حلٍ كامل.
وبعدما ضمنت كلا الدولتين الحليفتين للأسد عدم سقوطه بعد عام 2017 اتجهتا لتحويل نفوذهما العسكري والسياسي إلى واقع ملموس على صعيد الاقتصاد والمال، واعتمدتا في تحقيق ذلك على مسار تدريجي قام على توقيع الاتفاقيات طويلة الأمد ومذكرات التفاهم.
ورغم أن هذه الاتفاقيات شملت عدة قطاعات ومرافق خاصة بالدولة السورية اختلفت من حيث الشكل والمضمون والعائدات ما بين الجانب الروسي والإيراني.
وكانت روسيا حصلت على استثمارات ضخمة في قطاع الفوسفات والنفط، كما استحوذت على معمل البتروكيماويات في مدينة حمص وسط البلاد، وكان لها استثمار بارز لمرفأ طرطوس، بشقين مدني وعسكري، فضلا عن الاستثمارات الخاصة بالنفط، وأبرزها في البلوكين البحريين (عقد عمريت، البلوك رقم 1).
في المقابل وقعت إيران سلسلة اتفاقيات طويلة الأمد ومذكرات تفاهم مع حكومة نظام الأسد سابقا، واستهدفت بها إلى جانب قطاع الفوسفات مرافق أخرى مثل الكهرباء والأسواق والقطاع المالي. ولم تصل في غالبيتها إلى نقطة التنفيذ الفعلي.
وعلاوة على ذلك، لعبت طهران دورا في دعم حكومة الأسد على صعيد الخطوط الائتمانية والتي تصدرتها شحنات النفط، ووفقا لوسائل إعلام إيرانية فقد قدمت نحو 60 ألف برميل من النفط يوميا إلى سوريا بسعر يقدر بنحو 50 دولارا أميركيا للبرميل أو مليار دولار أميركي سنويا، أو ربما حوالي 14 مليار دولار أميركي، وذلك خلال الفترة الممتدة من 2011 إلى 2024.
هل الاتفاقيات شرعية أم لا؟
ولا تعرف حتى الآن السياسة التي ستعتمدها القيادة الجديدة في سوريا بشأن العلاقة مع روسيا وإيران، وكذلك الأمر بالنسبة لطبيعة عمل الحكومة في سوريا التي سيتم تشكيلها بعد مارس المقبل، وما إذا كانت ستحظى بشرعية إقليمية ودولية أم لا.
ويرى المحامي السوري، غزوان قرنفل أن الحكومة الجديدة لن تكون بحل من الاتفاقيات السابقة مع روسيا وإيران بشكل مباشر وكامل في المرحلة المقبلة.
ويشرح في حديثه لموقع “الحرة” أن هذه الحكومة يجب أن ترسخ شرعيتها في المرحلة المقبلة ومن ثم تحصل على اعتراف دولي وإقليمي يتيح لها فيما بعد مراجعة كامل الاتفاقيات، عبر مؤسساتها السيادية.
ويقول قرنفل إن الاتفاقيات التي أبرمت مع إيران وروسيا في عهد الأسد المخلوع “لا تتسم بالمشروعية، لأنها لم تتم وفق الآليات القانونية المعتمدة للتعاقدات، سواء الداخلية أو الدولية”.
ويضيف أنها “تنطوي على انتهاك بحقوق السوريين، سواء من خلال المدى الزمنية الطويلة المحددة لها أو على صعيد المردود المادي الذي يجب أن يصب في صالح الشعب السوري”.
“الثروات ليست مِلكاً للسلطة، بل هي ملك السوريين وبالتالي سيكون هناك خلل في التعاقد في حال لم يكن هناك أي أثر إيجابي على السوريين”، بحسب المحامي.
ويوضح أنه “يمكن إبطال مثل هذه الاتفاقيات، خاصة أن السلطة التي أبرمتها كانت في حالة صراع مسلح مع المجتمع السوري نفسه وطلبت الدعم من الدول التي تعاقدت معها (إيران وروسيا) وكأنها تكافئها على موقفها السياسي والعسكري الداعم لها”.
القانوني السوري، المعتصم الكيلاني ومن جهته يشير في حديثه لموقع “الحرة” إلى أن إلغاء العقود والاتفاقيات الاقتصادية التي وقّعتها حكومة نظام الأسد مع روسيا وإيران، بالإضافة إلى معالجة الديون المتراكمة، يعتمد على عوامل قانونية، سياسية، واقتصادية معقدة.
من الناحية القانونية، يقول الكيلاني إن “العقود الدولية تخضع للقانون الدولي والمعاهدات الثنائية، ولإلغائها قد تحتاج الحكومة السورية الجديدة إلى إثبات أن العقود غير شرعية أو وُقّعت في ظروف غير متكافئة”.
ولإثبات عدم شرعية العقود يستعرض القانون السوري عدة مسارات، بينها:
• الإكراه أو الضغط السياسي: إذا تمكنت الحكومة الجديدة من إثبات أن العقود وُقّعت تحت الإكراه أو لتحقيق مصالح شخصية ضيقة للنظام السابق.
• الإضرار بمصلحة الدولة: حيث يمكن الطعن في العقود إذا كانت تُحمّل سوريا أعباءً غير متكافئة أو تضر بمصالح الشعب السوري.
ماذا عن الديون؟
في مايو 2020، وفي تصريح هو الأول من نوعه والوحيد قال النائب، حشمت الله فلاحت بيشه، من لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية إن بلاده أنفقت ما بين 20 مليارا و30 مليار دولار في سوريا لدعم بشار الأسد، مضيفا: “يجب على إيران أن تستعيد هذه الأموال”.
وعاد فلاحت بيشه ليثير ذات القضية المتعلقة بحجم الديون، خلال الأيام الماضية، التي تبعت سقوط نظام الأسد، وتفاعلت معه الخارجية الإيرانية رسميا، صباح يوم الثلاثاء.
وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الثلاثاء، إن بلاده تعتقد أن الاتفاقيات التي وقعتها مع نظام الأسد سوف تستمر مع الإدارة السياسة الجديدة، مشيرا إلى أن “الأرقام المتداولة مثل 50 مليار دولار كديون لسوريا لصالح إيران هي أرقام مبالغ فيها للغاية”.
وأضاف بقائي أن الاتفاقيات والمعاهدات ومذكرات التفاهم المبرمة بين البلدين هي التزامات ثنائية بين الدولتين، وليست اتفاقيات مؤقتة بين مجموعات أو حكومات عابرة.
وتابع أنه بموجب مبدأ خلافة الدول، وهو مبدأ معترف به في القانون الدولي، فإن الالتزامات والحقوق بين الدول تظل قائمة وتنتقل إلى أي نظام أو حكومة جديدة تأتي إلى السلطة.
أما على صعيد موسكو فلم يصدر أي تعليق من جانبها بشأن الاتفاقيات التي أبرمتها مع حكومة نظام الأسد ومصيرها، أو حتى على حجم الديون الخاصة بها في سوريا.
ويرى المحامي السوري قرنفل أن الحكومة الجديدة في سوريا يمكن أن تستند على فكرة “عامل الإكراه”، فيما يتعلق بالديون المترتبة سواء لإيران وروسيا.
ويوضح أن هذا العامل موجود في القانون الدولي، وينص أن السلطة الحالية وبعد اكتسابها الشرعية الداخلية والدولية يمكنها أن تمتنع عن أداء الديون بزعم أنها “كريهة”، وأنها أعطيت إلى سلطة تخوض نزاع مسلح مع شعبها.
ما مصطلح الديون “الكريهة”؟
وظهر مصطلح “الديون الكريهة” لأول مرة في عام 1927 من قبل الوزير الروسي السابق وأستاذ القانون في باريس، ألكسندر ناحوم ساك.
وبحسب قانون ساك، فإن “أي نظام استبدادي حصل على قرض، ولم يكن الهدف منه تلبية حاجات ومصالح الدولة، وإنما تقوية هذا النظام الاستبدادي وقمع السكان الذين يحاربون هذا الاستبداد، فإن هذا الدين يعتبر كريها، وهو غير ملزم للدولة، إنما هو محسوب على النظام المستبد باعتبارها ديونا شخصية وبالتالي فهي تسقط بسقوطه”.
ويشير القانون إلى أنّه يمكن لحكومة أن تتخلى على التزامات سابقتها، لأن هذه الديون لا تستوفي واحدة من الشروط التي تحدد شرعية الديون في كون أن المبالغ المقترضة باسم الدولة يجب أن تستخدم في تلبية حاجات ومصالح الدولة.
ويعتقد قرنفل أنه “ليس أمام السوريين وأي سلطة انتقالية قادمة من سبيل إلا تصنيف تلك الديون (الخاصة بروسيا وإيران) على أنها ديون كريهة ورفض سدادها أو أداء خدمتها للدول الدائنة”.
ويؤكد أن ما سبق “مذهب معروف في القانون الدولي وثمة سوابق مشابهة لجأت إليها دول عدة في هذا السياق”.
——————————-
“الوريث الغبي المجرم”.. حلفاء الأسد اللبنانيون كيف انقلبوا عليه؟/ أسرار شبارو
17 ديسمبر 2024
بعد سنوات من الحرب والأزمات والاعتقالات، طويت صفحة نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر، لتبرز سلسلة من التغيرات السياسية داخل وخارج سوريا.
لبنان، الذي تأثر لعقود بسياسات هذا النظام، لم يكن بمنأى عن هذه التحولات، إذ بدأت تظهر مواقف جديدة ومفاجئة من قبل عدد من السياسيين والإعلاميين اللبنانيين، الذين كانوا حتى وقت قريب يعتبرون من أبرز حلفاء الأسد.
فمع انهيار النظام السوري، وجد حلفاؤه اللبنانيون أنفسهم أمام مأزق سياسي حرج. بعضهم بدأ بتغيير مواقفه ومهاجمة الأسد في محاولة لإعادة التموضع ضمن الخارطة السياسية الجديدة.
وكانت المعارضة السورية المسلحة أسقطت بشار الأسد بعد معارك انطلقت من ريف حلب وصولاً إلى العاصمة دمشق، منهية حقبة آل الأسد بعد حكم دام لنحو خمسة عقود.
تنصل وانتقادات
من أبرز الشخصيات التي انقلبت على النظام السوري بعد سنوات من دعمه، رئيس حزب التوحيد العربي، الوزير السابق، وئام وهاب، ففي مقابلة له على تلفزيون الجديد في 12 ديسمبر، وجّه وهاب انتقادات حادة إلى الأسد، متّهماً إياه بالهروب إلى روسيا دون أي مقاومة تذكر.
كما أشار إلى انتشار معامل تصنيع الكبتاغون في سوريا، واصفاً ذلك بأنه “غلطة كبيرة” ومسألة “لا أخلاقية”، مؤكداً أن الحل لم يكن ممكناً في ظل حكم الأسد.
وهاب اعتبر أن محور الممانعة انتهى فعلياً مع اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وأمين عام حزب الله حسن نصر الله، موجهاً نصيحة للشيعة بالدخول في مسار التطبيع والسلام مع إسرائيل، قبل أن يتراجع عما قاله في تغريدة عبر صفحته على منصة “إكس”، جاء فيها “لم أتحدث عن التطبيع، بل قلت بأن الشيعة أعطوا فلسطين أغلى ما يملكون وفي طليعتهم السيد، فرد الإخوان وتركيا بإسقاط سوريا لقطع الطريق لذا قلت ان الأمة لا تريد ان تقاتل فرتبوا أموركم حتى لا تستمروا في دفع الثمن”.
ثلاثة أمور يجب توضيحها لمن لا يفهم ماذا يسمع
١- لم أتحدث عن التطبيع بل قلت بأن الشيعة أعطوا فلسطين أغلى ما يملكون وفي طليعتهم السيد فرد الإخوان وتركيا بإسقاط سوريا لقطع الطريق لذا قلت ان الأمة لا تريد ان تقاتل فرتبوا أموركم حتى لا تستمروا في دفع الثمن
— Wiam Wahhab (@wiamwahhab) December 17, 2024
من جهة أخرى، النائب جميل السيد، المعروف بعلاقاته الوثيقة بالنظام السوري وببشار الأسد شخصياً، وصف الأسد بعد سقوطه بالمجرم في تغريدة قال فيها “من سخرية القدر أن قادة ميليشيات لبنانية خطفوا وقتلوا وذبحوا واعتقلوا وعذبوا وهجّروا الآلاف.. يخرجون اليوم مستنكرين جرائم النظام في سوريا. عندما ينتقد مجرمٌ مجرماً آخر، فهذا لا يجعله بريئاً، بل يجعلهما متساويين في الإجرام”.
عندما يزايد المجرمون على بعض…
من سخرية القدر أنّ قادة ميليشيات لبنانية خَطفوا وقتَلوا وذَبحوا وإعتقلوا وعَذّبوا وفجّروا وهجّروا الآلاف من طوائفهم وطوائف أخرى،
ثمّ دمّروا لبنان بكامله خلال الحرب الأهلية وتقاسموا بعدها الدولة وأفسدوها وأفلسوا الشعب اللبناني،
من سخرية القدَر أنْ…
— اللواء جميل السيّد (@jamil_el_sayyed) December 12, 2024
وفي تغريدة أخرى، قال السيد “انتهت الحرب وانتصر المعارضون، بينما الخاسرون أطلقوا تصريحات إيجابية نحو النظام الجديد (..) وكأنها لعبة كرة قدم، مع فارق أن الكرة هنا بشرية. رحم الله من مات شهيداً أو قتيلاً، وإلى مباريات أخرى”.
إنتهت الحرب في سوريا،
قُتِل خلالها آلاف البشر، ونزح وهُجِّر الملايين، ودُمِّرت مدُنٌ وقُرى بكاملها،
إنتهت الحرب وإنتصر المعارضون وسقط النظام وخسرَ حلفاؤه…
الخاسرون أطلقوا بالأمس تصريحات إيجابية نحو النظام الجديد يدعونه فيها إلى التعاون والإنفتاح، وكان ينقص تبادل التهنئة،
كأنّها…
— اللواء جميل السيّد (@jamil_el_sayyed) December 15, 2024
أما رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، طلال أرسلان، المعروف بعلاقته الوثيقة مع النظام السوري، فقد شدّد في حديث صحفي على احترامه “قرار وإرادة الشعب السوري وطموحه للتغيير”، مؤكداً أن ما يهمّه وحدة الأراضي السورية، ومنع الانزلاق إلى الفوضى أو التقسيم، مع الدعوة إلى تحرير سوريا من الجيوش الإقليمية والدولية المتصارعة.
وعلى صعيد الإعلام، شهدت الساحة اللبنانية تغييرات ملحوظة في مواقف بعض الإعلاميين. الصحفية غدي فرنسيس، على سبيل المثال، وصفت بشار الأسد في تغريدة بـ”الوريث الغبي المجرم”، وقالت “الأسد أو نحرق البلد… نفذ هذا الشعار بحذافيره، أحرق البلد وكذب على الجميع: الإمارات، السعودية، إيران، روسيا، والمقاومة”.
كان “الأسد او نحرق البلد” قولاً واحداً وحيداً نفذه هذا الوريث الغبي المجرم
فهو لم يقبل إلا بحرق البلد
لا سلم احد ولا قَبِلَ بأحد
نصحه حليفه والسند
اختار ان يسلم سوريا … وأحرق البلد..
كذب على الامارات والسعودية وايران وروسي وعلى المقاومة وفلسطين والشعب
صدق فقط في هذه، الأسد
— Ghadi Francis | غدي فرنسيس (@ghadifrancis) December 11, 2024
من جانبه عبّر الإعلامي سالم زهران عن موقفه بتهكم في حديث إعلامي، قائلاً “إذا كان بشار الجعفري ورئيس الحكومة ووزير العدل ووزير الأوقاف سعداء، فلماذا أحزن أنا؟”
أما الإعلامي فادي بودية، فقال في مقابلة “بدأ الناس يلقون باللوم على حزب الله وإيران وروسيا، أي حلفاء النظام السوري، رغم أن هؤلاء الحلفاء لا يقاتلون عن النظام إلا عند الضرورة، عدا عن أن الشعب السوري كان يستقبل هذا التغيير، والجيش السوري لم يقاتل، والقيادة السورية التزمت الصمت المريب”.
من جانبه، انقلب إمام وخطيب جامع “الإمام علي بن أبي طالب” الشيخ حسن مرعب، المعروف بدعمه السابق لـ”حزب الله” على الحزب بعد سقوط الأسد، قائلاً في تغريدة: “حزب الله ناكر للجميل فبالأمس كنت “إماماً وشيخاً ومرجعاً سنياً”، أما اليوم فصرت بالنسبة لهم شيطاناً رجيماً بسبب مواقفي من سوريا وأنا تحملت كثيراً نتيجة مواقفي المؤيدة لهم”.
ووصف الأسد بالمجرم السفاح الهارب قائلاً “لعنة عليه وعلى والده وعلى نظامه وزبانيته ومن والاهم وأيدهم ونصرهم “.
أسس هشّة
يستحق النظام السوري انقلاب بعض المسؤولين عليه، كما يقول الباحث في الشأن السياسي، نضال السبع، موضحاً أنه “أرسى تحالفاته على شخصيات مثل وئام وهاب. فلو لم يكن لهذا النظام دور مركزي في لبنان، لما تمكن وهاب من الوصول إلى موقع وزير ورئيس حزب”.
ويشدد: “الهزيمة يتيمة والنصر له مئة أب وأم. اليوم، الكثيرون يتنصلون من النظام السوري لأنه فعلياً انتهى، لكن اللبنانيين يدركون من استفاد منه، سواء عبر المناصب الوزارية أو شبكات التهريب عبر الحدود، هذا الأمر محفور في الذاكرة اللبنانية، حتى وإن حاول البعض إنكار تورطهم”.
وعلى مدار سنوات طويلة، اتسم النظام السوري، كما يقول السبع “بنهج مزاجي في تعامله مع الملف اللبناني، مع غياب واضح لقراءة دقيقة للواقع السياسي في هذا البلد. هذه السياسة أفضت إلى سلسلة من الإخفاقات التي انعكست على الساحة اللبنانية”.
ويشير السبع إلى الفوارق الجوهرية بين نهج الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وابنه بشار الأسد في التعامل مع الساحة اللبنانية، وفقاً له، “كان حافظ الأسد من أكثر القادة إلماماً بتوازنات القوى في لبنان وفهماً لقيمة وحضور الأطراف السياسية. ورغم التحولات السياسية المعقدة، حافظ على زعامة كلٍّ من وليد جنبلاط وسليمان فرنجية، مدركاً أهميتهما في المعادلة اللبنانية”.
في المقابل، “تبنى بشار الأسد مقاربة مغايرة أثارت العديد من التوترات. فقد عادى جنبلاط، الذي يمثل شريحة درزية واسعة ويجسد الضمير والوجدان الدرزي، وفضّل التعاون مع وئام وهاب. إلا أن وهاب، كان أول السياسيين المنقلبين فعلياً على النظام السوري”.
ويرى الباحث في الشأن السياسي أن الفرق الأساسي بين حافظ وبشار يكمن في طريقة وصول كل منهما إلى السلطة: “حافظ تولى الحكم عبر انقلاب عسكري وأرسى استقراراً في سوريا بعد فترة طويلة من الانقلابات، ليحوّلها إلى لاعب إقليمي مؤثر. أما بشار، فانتقلت إليه السلطة بالوراثة، وأحدث تغييرات جذرية في بنية النظام، حيث استبعد قيادات بارزة كانت جزءاً من استقرار الحقبة السابقة، مثل غازي كنعان وعبد الحليم خدام وفاروق الشرع، حيث استبدلهم بضباط ناشئين”.
يذكر أن السفارة السورية في بيروت، رفعت الثلاثاء الماضي، علم الثورة السورية الأخضر المزين بثلاث نجمات، بدلاً من العلم الذي كان يعتمده نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وفيما يتعلق بإمكانية وصول رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية (مرشح حزب الله) إلى رئاسة الجمهورية في ظل تغيّر المشهد السوري، يشير السبع إلى أن “بشار الأسد اعترض في عام 2004 على وصوله إلى رئاسة الجمهورية، وأصر على انتخاب الرئيس إميل لحود، وهو ما ساهم في تأجيج الوضع وصولاً إلى انسحاب الجيش السوري من لبنان عام 2005 وخسارة النظام السوري لورقة لبنان”.
ومع ذلك، يوضح السبع أن “آل فرنجية يتمتعون بحضور سياسي في لبنان منذ عام 1929، أي قبل حكم آل الأسد في سوريا”، ويقول “رغم العلاقة العلنية بين فرنجية والأسد، إلا أن الأخير لم يقدّم دعماً ملموساً له، خاصة خلال فترة ترشحه للرئاسة”.
ويشدد “كان بإمكان بشار الأسد التواصل مع دول كالسعودية أو الإمارات لدعم فرنجية في الانتخابات الحالية، لكنه لم يفعل. في المقابل، استفادت أطراف لبنانية أخرى بملايين الدولارات من علاقتها بالنظام. فالحليف الحقيقي للأسد هو من استفاد مالياً، وليس من يكتفي بالعلاقات الدبلوماسية فقط”.
كما أن الحليف الحقيقي للأسد من حارب لعدم سقوطه كونه يستفيد من طرق الإمداد بالسلاح عبر سوريا أي حزب الله الذي لم يذكر أمينه العام نعيم قاسم، الأسد بالاسم في خطابه الأخير، قائلاً إن الحزب لا يستطيع الحكم على الحكام الجدد في سوريا قبل أن تستقر الأوضاع في البلاد، معرباً عن أمله في أن “يحدث تنسيق بين الشعبين السوري واللبناني وحكومتي البلدين”.
وسط هذه التطورات، يطرح السؤال عن مدى انعكاس هذه التغيرات على المشهد السياسي اللبناني، هل هي بداية لمرحلة جديدة من العلاقات الإقليمية أم مجرد حسابات شخصية وسياسية مرتبطة بتغير موازين القوى في المنطقة؟
أسرار شبارو
الحرة
—————————–
تواصل واسع مع السلطات الجديدة في سوريا “بحذر” ومطالب بـ”إدارة شاملة“
2024.12.17
أعلن الاتحاد الأوروبي إعادة فتح بعثته في سوريا واستئناف عملها، مشيرًا إلى إمكانية تخفيف العقوبات إذا أظهرت القيادة الجديدة “خطوات إيجابية”. كما زادت المفوضية الأوروبية المساعدات الإنسانية لسوريا، محذرة من عودة تنظيم الدولة. في الوقت نفسه، استأنفت بريطانيا وفرنسا وألمانيا اتصالاتها مع السلطات السورية الجديدة، بينما رفعت فرنسا علمها فوق سفارتها في دمشق بعد 12 عامًا.
ورحبت الأمم المتحدة بتعاون الحكومة السورية المؤقتة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، مع توقع المفوضية السامية عودة مليون لاجئ في 2025. في المقابل، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتأسيس إدارة شاملة في سوريا، مع التأكيد على ضرورة عودة اللاجئين السوريين ورفض وجود التنظيمات الإرهابية في المنطقة.
وأكدت روسيا أن مستقبل سوريا يجب أن “يقرره السوريون أنفسهم”، مشددة على ضرورة تشكيل “حكومة شاملة” تراعي التنوع العرقي والديني. واتسم الموقف الأميركي بالغموض، حيث لم يحدد الرئيس المنتخب دونالد ترامب موقفًا واضحًا بشأن مستقبل القوات الأميركية هناك بينما أشاد ترامب بالقوة العسكرية التركية ودورها في دعم المعارضة السورية، معتبرا أن تركيا ستتحكم في الأوضاع داخل سوريا. كما أجرت واشنطن اتصالات مع هيئة تحرير الشام وواصلت محادثاتها مع أنقرة لمكافحة أي عودة لتنظيم الدولة، رغم فشل جهود الوساطة الأميركية في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار بين المعارضة وقسد في شمال سوريا.
الاتحاد الأوروبي:
أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن الاتحاد الأوروبي سيعيد فتح بعثته في سوريا. وذكرت أن البعثة لم تُغلق رسميًا أبدًا، ولكن لم يكن هناك سفير معتمد في دمشق خلال الحرب. وأكدت على ضرورة استئناف البعثة العمل بكامل طاقتها.
أشارت كالاس إلى أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون مستعدًا لتخفيف العقوبات عن سوريا إذا اتخذت القيادة الجديدة “خطوات إيجابية” لتشكيل حكومة شاملة واحترام حقوق المرأة والأقليات. كما ذكرت أن العديد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يرون أن سوريا يجب أن تتخلص من النفوذ الروسي.
أكدت كالاس أن الاتحاد الأوروبي باشر “بحذر” حوارا مع السلطة الجديدة في سوريا والمجتمع المدني، وشددت على أنه لا يمكن ترك فراغ في سوريا وينبغي أن يكون للاتحاد الأوروبي حضور.
أوضحت أن الاتحاد الأوروبي سيراقب هيئة تحرير الشام عن كثب، وأن الحكم على المجموعة سيكون بناءً على أفعالها وليس أقوالها.
أشارت كالاس إلى أنها سألت وزراء الاتحاد الأوروبي عما إذا كانوا مستعدين لتعديل إجراءات العقوبات إذا رأوا “خطوات إيجابية، وليس كلمات، بل خطوات وأفعال” من القيادة الجديدة.
صرحت كالاس بأن الاتحاد “مستعدّ” لإعادة فتح سفارته في دمشق.
المفوضية الأوروبية:
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن الاتحاد الأوروبي سيزيد المساعدات الإنسانية لسوريا.
حذرت فون دير لاين من خطر عودة متشددي تنظيم الدولة ، وأكدت أنه لا ينبغي السماح بحدوث ذلك.
أكدت فون دير لاين على ضرورة احترام وحدة الأمة السورية وحماية الأقليات.
أعلنت أنه ينبغي للاتحاد الأوروبي “تكثيف” علاقاته مع هيئة تحرير الشام.
الأمم المتحدة:
رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالتزام الحكومة المؤقتة في سوريا بحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.
أعرب غوتيريش عن ترحيبه بموافقة الحكومة المؤقتة على إتاحة الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية عبر جميع المعابر الحدودية، وتجاوز البيروقراطية بشأن التصاريح والتأشيرات للعاملين في المجال الإنساني، وضمان استمرار الخدمات الحكومية الأساسية.
دعا غوتيريش المجتمع الدولي إلى دعم الشعب السوري في “اغتنام الفرصة لبناء مستقبل أفضل”.
أشار مسؤول المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، إلى إمكانية تزويد سوريا بالمزيد من المساعدات بعد لقائه مع أحمد الشرع، قائد الإدارة السورية الجديدة.
أكد فليتشر أن لديه “شعور مشجع” بعد اجتماعاته في دمشق، بما في ذلك “مناقشات بناءة” مع أحمد الشرع.
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين:
تتوقع المفوضية عودة حوالي مليون لاجئ سوري إلى بلادهم في الأشهر الستة الأولى من عام 2025.
دعت المفوضية الدول إلى الامتناع عن إعادة اللاجئين السوريين قسرًا.
الآلية الدولية المحايدة المستقلة للتحقيق في الجرائم في سوريا:
أرسل رئيس الآلية الدولية المحايدة المستقلة، روبير بوتي، رسالة إلى السلطات السورية الجديدة للتعبير عن استعداده للتعامل معها والسفر إلى سوريا للحصول على أدلة قد تدين كبار المسؤولين في إدارة الرئيس المخلوع بشار الأسد.
أكد بوتي أن أولويتهم القصوى هي الذهاب إلى سوريا ومحاولة تحديد حجم المشكلة ومعرفة ما هو متاح من حيث الوصول للأدلة.
أشار بوتي إلى أن هناك الآن إمكانية للوصول إلى أدلة بحوزة أعلى مستويات النظام.
جمعت الآلية بالفعل بيانات يصل حجمها إلى 283 تيرابايت، وتتعاون مع المدعين العامين في دول منها بلجيكا وفرنسا والولايات المتحدة بشأن التحقيقات في سوريا.
ذكر بوتي أن بعض الأدلة فُقدت في سوريا خلال العملية الانتقالية، لكن من السابق لأوانه تحديد حجم الخسائر.
تركيا:
يرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه من الضروري تأسيس إدارة شاملة في سوريا.
دعا أردوغان الاتحاد الأوروبي إلى دعم عودة السوريين الذين فروا خلال الحرب إلى بلدهم.
أكد أردوغان أنه لا مكان للتنظيمات الإرهابية في المنطقة، مشيرًا إلى تنظيم الدولة الإسلامية وقسد.
الولايات المتحدة:
موقف غير واضح بشأن مستقبل القوات: عندما سُئل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عما سيفعله بخصوص هذه القوات، لم تكن الإجابة واضحة، وأشار بدلاً من ذلك إلى قوة الجيش التركي وعلاقته بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
تركيا لها السيطرة: قال ترامب إن تركيا سيكون لها السيطرة على ما سيحدث في سوريا، مشيدًا بـ “القوة العسكرية الكبيرة” في تركيا. وأشار ترامب إلى أن تركيا قامت بعملية “استيلاء غير ودية” دون خسائر كبيرة في الأرواح عبر دعمها للمعارضة. كما أضاف أن “هؤلاء الناس الذين دخلوا تسيطر عليهم تركيا، ولا بأس بذلك”.
أجرت الحكومة الأمريكية أكثر من اتصال مع هيئة تحرير الشام خلال الأسبوع الماضي.
أشارت وكالة رويترز إلى أن جهود الوساطة الأميركية فشلت في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار مع المعارضة في مدينتي منبج وعين العرب شمال البلاد.
بريطانيا:
أرسلت بريطانيا وفدًا من كبار المسؤولين البريطانيين إلى دمشق لعقد اجتماعات مع السلطات السورية المؤقتة الجديدة وأعضاء من جماعات المجتمع المدني في سوريا.
التقى دبلوماسيون بريطانيون بقائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، في دمشق.
أكد الشرع خلال لقائه بالوفد البريطاني على ضرورة استعادة العلاقات ورفع العقوبات عن سوريا لتمكين اللاجئين السوريين من العودة.
أكد الشرع على ضرورة بناء دولة القانون والمؤسسات وإرساء الأمن، وأشار إلى “دور بريطانيا الهام دوليا وضرورة عودة العلاقات”.
ألمانيا:
تعتزم ألمانيا إجراء محادثات مع ممثلين عن هيئة تحرير الشام في دمشق، مع التركيز على عملية انتقالية في سوريا وحماية الأقليات.
تستكشف ألمانيا إمكانية وجود دبلوماسي في دمشق.
تراقب برلين هيئة تحرير الشام عن كثب بالنظر إلى أن جذورها تعود لأيديولوجية تنظيم القاعدة.
أشارت إلى أن هيئة تحرير الشام “تتصرف بحكمة حتى الآن”.
تتواصل ألمانيا بشكل وثيق مع شركائها، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ودول عربية، بشأن سوريا.
فرنسا:
أرسلت فرنسا بعثة دبلوماسية إلى دمشق لأول مرة منذ 12 عامًا، ورفع العلم الفرنسي فوق السفارة.
أكد المبعوث الفرنسي الخاص جان فرنسوا غييوم أن “فرنسا تستعدّ لتكون إلى جانب السوريين” خلال المرحلة الانتقالية.
أشار غييوم إلى أنه قصد دمشق “لإجراء اتصالات مع سلطات الأمر الواقع”، معربا عن أمله في أن تكون “الفترة الانتقالية سلمية”.
إيطاليا:
ترحب إيطاليا بسقوط نظام بشار الأسد.
أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عن استعدادها للتحاور مع حكام البلاد الجدد، لكنها دعت إلى توخي “أقصى درجات الحذر” في التعامل مع هيئة تحرير الشام.
أشارت ميلوني إلى أن المؤشرات الأولية مشجعة، ولكن هناك حاجة لأقصى درجات الحذر.
أكدت ميلوني على “ضرورة إقران الأقوال بالأفعال” والحكم على السلطات السورية الجديدة بناءً على أفعالها.
اعتبرت ميلوني أن “العنصر الحاسم سيكون الموقف إزاء الأقليات الإثنية والدينية”، وخصت بالذكر المسيحيين.
روسيا:
أقر البرلمان الروسي قانونًا يسمح بتعليق حظر التنظيمات التي تصنفها موسكو إرهابية، مما يمهد الطريق أمام تطبيع العلاقات مع حركة طالبان بأفغانستان وربما مع الحكام الجدد في سوريا.
دعا رئيس جمهورية الشيشان الروسية رمضان قديروف إلى رفع هيئة تحرير الشام من القائمة الروسية للتنظيمات الإرهابية المحظورة.
قالت وزارة الخارجية الروسية إن السوريين هم من يجب أن يقرروا مستقبلهم، ودعت إلى تشكيل حكومة “شاملة” تأخذ في الاعتبار المصالح العرقية والدينية المتنوعة في البلاد.
أكدت روسيا على أهمية الحوار الشامل بين السوريين لتحقيق الوفاق الوطني والمضي قدمًا في التسوية السياسية.
لم تُتخذ بعد أي قرارات نهائية بشأن مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا، وأنها على اتصال بالمسؤولين عن البلاد.
—————————-
الهروب الجماعي.. أين اختبأت قيادات الأسد بعد فراره من دمشق؟
2024.12.17
أدى فرار بشار الأسد المفاجئ من سوريا باتجاه روسيا إلى حالة من الإرباك بين قيادات أجهزته الأمنية والمؤسسة العسكرية التابعة لجيشه، مما دفعهم إلى اتخاذ قرارات سريعة ضمن الخيارات المتاحة للحفاظ على سلامتهم، بالتوازي مع وصول فصائل عملية “ردع العدوان” إلى العاصمة دمشق في 7 كانون الأول/ديسمبر الجاري.
وأفادت مصادر أمنية خاصة لموقع تلفزيون سوريا بأن الأسد لم يبلغ القيادات الأمنية المقربة منه بنيته الهروب، بمن فيهم اللواء كفاح ملحم مدير الأمن الوطني، حيث حاولت هذه القيادات التواصل معه عندما دخلت الفصائل إلى دمشق، لكنها لم تتمكن من الوصول إليه.
وفقاً للمصادر، فإن العديد من القيادات الأمنية، مثل كفاح ملحم وحسام لوقا، وقيادات بارزة في الجيش، فضلوا الهروب إلى لبنان فور تأكدهم من انهيار جيش النظام، معتمدين على علاقاتهم مع بعض الجهات الأمنية اللبنانية وما تبقى من نفوذ حزب الله اللبناني.
ومن غير المستبعد أن تبقى شخصيات أمنية مؤثرة في الأراضي اللبنانية، خاصة في ظل وجود توجه روسي لزيادة نفوذها عبر تأسيس شركات أمنية. وبالتالي، من المحتمل أن تلعب هذه الشخصيات أدواراً لصالح روسيا، وتحافظ في الوقت ذاته على وجودها بالقرب من سوريا.
اللجوء إلى حفتر
علم موقع تلفزيون سوريا من مصادر أمنية في الحكومة الليبية الوطنية أن العشرات من الضباط التابعين للحرس الجمهوري والفرقة الرابعة والفرقة 25، بمن فيهم قائد الفرقة سهيل الحسن، وصلوا في 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري إلى قاعدة بنينا شرقي ليبيا، الخاضعة لسيطرة قوات خليفة حفتر. يتمركز في القاعدة طائرات روسية وقوة من الفيلق الإفريقي التابع لوزارة الدفاع الروسية، حيث وصلوا على متن طائرة روسية أقلعت من قاعدة حميميم بريف اللاذقية.
وبحسب المصادر، فإن هذه القاعدة كانت على مدار السنوات الماضية معسكراً تدريبياً لقوات من الفرقة 25، ومنطلقاً لهم باتجاه إفريقيا وأوكرانيا لدعم القوات الروسية في مهماتها.
وترجح المصادر أن تستمر روسيا في الاعتماد على هؤلاء الضباط في مهمات داخل ليبيا أو إفريقيا، خاصة وأن قوات حفتر تحتاج إلى مزيد من التدريب والتنظيم، كما أن موسكو بحاجة إلى العنصر البشري لاستكمال بناء الفيلق الإفريقي الذي حل مكان شركة فاغنر بعد مقتل زعيمها.
وحتى قبل سقوط نظام الأسد، تولى مستشاره للشؤون الأمنية علي مملوك مهمة التنسيق بين جيش النظام السوري وقوات حفتر، بتكليف مباشر من روسيا. هذا التنسيق منح مملوك امتيازات إضافية أدت في بعض الأحيان إلى توتر علاقته مع الأسد. استقر مملوك لفترة من الزمن في ليبيا منتصف العام الجاري، قبل أن يعود إلى سوريا مجدداً. وعلى الأرجح، فإن مملوك موجود حالياً في بغداد، وسيتنقل بينها وبين بنغازي.
إقامة مؤقتة في العراق
مع تساقط المناطق المختلفة بيد فصائل “ردع العدوان” وقوات الجيش الوطني السوري، وجدت العديد من القيادات العسكرية والأمنية في العراق خياراً وحيداً، خاصة تلك المنتشرة شرق سوريا، أو المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.
وفي صباح 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري، وصل أكثر من 1500 ضابط ومجند من قوات النظام السوري إلى الأنبار العراقية، على رأسهم ماهر الأسد، القائد الفعلي للفرقة الرابعة المرتبطة بإيران. استقر هناك إلى منتصف الشهر ذاته قبل أن يغادر إلى موسكو، بموجب تنسيق بين الحكومة العراقية التي تحاول عدم استفزاز القيادة الجديدة من خلال استضافة شقيق الأسد.
ولا يزال المئات من ضباط الفرقة الرابعة والاستخبارات، وبالأخص المنتسبون للمخابرات العسكرية، موجودين في العراق، حيث يقيمون في مخيم مؤقت إلى حين إيجاد مخرج لهم، سواء عبر تسوية أوضاعهم في سوريا، أو انتقالهم إلى وجهة جديدة، مثل ليبيا أو دول إفريقية أخرى كما يتم التخطيط لذلك.
من جهة أخرى، فضل الآلاف من منتسبي الأجهزة الأمنية والجيش من الرتب الصغيرة والمتوسطة البقاء في سوريا، سواء في مناطق الساحل، أو في بعض مناطق العاصمة دمشق، مع التزامهم بالبقاء في منازلهم بعد حصولهم على تطمينات روسية بالتواصل مع الجهات الدولية الفاعلة في سوريا لضمان عدم حدوث أعمال انتقامية بحقهم.
——————————–
بروكسل: يجب تفهم المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا في سوريا
2024.12.17
أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ضرورة تفهم المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا في سوريا، مشيرة إلى تهديدات تنظيم حزب العمال الكردستاني (PKK).
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، يوم الثلاثاء.
وقالت فون دير لاين: “يجب تفهم المخاوف المشروعة لتركيا في سوريا”. وأضافت أن الاتحاد الأوروبي، باعتباره “أكبر مانح لسوريا، يحتاج إلى إعادة هيكلة هذا الدعم خلال الفترة المقبلة لضمان فعاليته”.
وشدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن بلاده هي الدولة الوحيدة التي تمكنت من هزيمة تنظيمي “PKK” و”داعش” الإرهابيين على الأرض، مشيراً إلى دور تركيا كحليف رئيسي في الناتو.
وفي حديثه عن الملف السوري، أكد أردوغان اتفاقه مع فون دير لاين على أهمية إيجاد “إدارة تشاركية في سوريا للحفاظ على وحدة أراضيها”.
أردوغان: نتفق مع الأوروبيين على إنشاء إدارة شاملة في سوريا
العلاقات التركية الأوروبية
وعن العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، قال أردوغان: “لا ينبغي أن تكون مصالحنا المشتركة رهينة خطط عقيمة لبعض أعضاء الاتحاد الأوروبي”.
وأعرب عن أمله في اتخاذ خطوات ملموسة خلال القمة الأوروبية المقبلة بشأن تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي وتسريع إجراءات منح التأشيرات للمواطنين الأتراك وصولاً إلى تحقيق الإعفاء الكامل.
كما أكد الرئيس التركي أن هناك حاجة ملحة لتعزيز العلاقات المؤسساتية بين الطرفين، قائلاً: “نحن كدولة مرشحة لدينا الإرادة لبناء علاقة أقوى مع الاتحاد الأوروبي أكثر من أي وقت مضى”.
——————
مساعدات أوروبية تصل إلى سوريا قريبًا/ مجد الويّو
17 كانون الأول 2024
قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن من المتوقع أن تصل أول دفعة للمساعدات إلى سوريا خلال الأسبوع الحالي، عبر الجسر الجوي الذي أطلقته المفوضية قبل أيام.
ووفق ما نقلته وكالة “الأناضول” التركية عن فون دير لاين، فإن أوروبا هي المانحة الأكبر لسوريا، وإن مساعداتها سوف تستمر، وسيتم التركيز على إعادة الإعمار.
جاء حديث المسؤولة الأوروبية عقب اجتماع عقدته مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في أنقرة اليوم، الثلاثاء 17 من كانون الأول.
وأضافت أن عودة اللاجئين ستكون طوعية نظرًا إلى حالة عدم الاستقرار المرافقة لهذه المرحلة، وأن المفوضية الأوروبية تتابع انتشار عناصر تنظيم “الدولة” شرقي سوريا و”لن تسمح للإرهاب بالعودة”.
كما أشارت إلى أنه سيتم بدء حوار من أجل رفع العقوبات عن سوريا بعد تحقيق انتقال سلمي على الأرض.
وتأتي هذه التصريحات من المسؤولة الأوروبية بالتزامن مع بدء وصول وفود غربية إلى دمشق، إذ وصل وفد دبلوماسي فرنسي اليوم، الثلاثاء، إلى دمشق للمرة الأولى منذ 12 عامًا.
وزار وفد من الخارجية البريطانية دمشق، الاثنين، والتقى قائد “إدارة العمليات العسكرية”، أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني).
كما أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أنها ستجري محادثات مع ممثلين عن “هيئة تحرير الشام” في دمشق، لتنضم بذلك إلى الولايات المتحدة وبريطانيا في الاتصال مع الهيئة.
من جانبها، عبرت رئيسة الحكومة الإيطالية، جيورجيا ميلوني، عن استعدادها للحوار مع السلطة السورية الجديدة، مؤكدة ضرورة توخي الحذر في التعامل مع “هيئة تحرير الشام”.
وأعلنت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن مقر بعثة الاتحاد الأوروبي في سوريا يستأنف عمله بشكل كامل، وإن بعثة الاتحاد الأوروبي لم تغلق رسميًا.
ووفقًا لتقرير أعدته منظمة “هيومن رايتس واتش”، كان أكثر من 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، بحلول منتصف 2023.
ولم يتمكن 12 مليون شخص على الأقل من الحصول على ما يكفي من الغذاء الجيد أو تحمل تكلفته، واحتاج 15 مليون شخص على الأقل إلى أحد أشكال المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
—————————–
إيران: الحكومة السورية الجديدة ستدفع ديون الأسد
17 كانون الأول 2024
قالت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم، الثلاثاء 17 من كانون الأول، إن ديون طهران لدى نظام الأسد ستدفعها الحكومة السورية الجديدة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحفي، إن الديون الإيرانية التي كانت مترتبة على نظام الأسد، سيتحملها النظام السياسي الجديد في سوريا، وفقًا لاتفاقيات ومعاهدات تستند إلى مبدأ “خلافة الدول”، وهو مبدأ معتمد في القانون الدولي.
وأضاف بقائي إن الحديث عن وجود ديون لإيران على سوريا بحوالي 50 مليار دولار، هي “أرقام مبالغ فيها حقًا”، دون أن يفصح عن حجم الديون الحقيقي.
وحول الوجود الإيراني في سوريا، قالت الخارجية الإيرانية، إن “وجودنا في سوريا كان استشاريًا ولم ندعم أو ندافع أبدًا عن أي شخص أو جماعة أو حزب معين في هذا البلد، وما كان مهمًا بالنسبة لنا في سوريا هو المساعدة في الحفاظ على أمن وسلامة أراضي سوريا كدولة مهمة في المنطقة لأننا نعتقد بأن الأمن والاستقرار في كل دولة في المنطقة سيضمن الأمن والاستقرار في غرب آسيا”.
وقال الخبير في القانون الدولي، إبراهيم العلبي، لعنب بلدي، إنه يمكن للحكومة السورية الجديدة أن تقول إنها لم تعد ملزمة بالاتفاقيات الإيرانية أو الديون في سوريا، عندها قد تقوم إيران برفع دعوى قضائية ضدها في محكمة دولية.
وفي حال لمست المحكمة أن إحدى تلك الاتفاقيات أو الديون فيه فعل قاهر (يضر بالأمن القومي أو بمصلحة الشعب السوري)، قد تقرر بطلانها أو عدم وجوب سدادها، وفق العلبي.
في نهاية نيسان الماضي، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر وصفتها بالمتابعة في دمشق قولها، إن إيران كانت تحاول الضغط على حكومة النظام السوري المخلوع لاسترداد ديونها منذ أحدث زيارة أجراها الرئيس الإيراني السابق، إبراهيم رئيسي، إلى دمشق في أيار 2023.
وأضافت المصادر أن إيران تضغط على النظام لاسترداد الديون البالغة 50 مليار دولار أمريكي عبر الحصول على مشاريع استثمارية، خاصة بعد توقيع الطرفين “مذكرة تفاهم للتعاون الاستراتيجي” في أثناء زيارة رئيسي الأخيرة.
خلال السنوات الماضية، حصلت إيران على العديد من العقود الاستثمارية في مختلف القطاعات، كالاتصالات والصحة والتعليم والطاقة والمصارف والبناء والزراعة والثروة الحيوانية والكهرباء.
وقع النظام السوري مع إيران بين عامي 2011 و2024 ما لا يقل عن 126 اتفاقية في مختلف القطاعات، مثل الطاقة والتجارة والصحة والتعليم والزراعة والصناعة والاتصالات والتمويل وغيرها، وفق مركز “جسور للدراسات”.
ومن بين الاتفاقيات الكلية الـ126، تم تنفيذ 43 اتفاقية، بينما لا تزال 47 قيد التنفيذ، وبلغ عدد الاتفاقيات تحت التنفيذ الجزئي أو المتقطع 25 اتفاقية، أما الاتفاقيات التي لم يتم تنفيذها فهي 4 اتفاقيات، بينما بلغ عدد الاتفاقيات غير المعروف مصيرها 7 اتفاقيات.
——————————
الخارجية الأميركية توضح موقف واشنطن من “تحرير الشام” وأولوياتها بسوريا .. المصدر : الحرة .نت
17 كانون الأول 2024
أكد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية، مايكل ميتشل، الثلاثاء، أن موقف الولايات المتحدة من “هيئة تحرير الشام” سيعتمد على سلوكياتها وأفعالها على الأرض، مشيرا إلى تصريحات الرئيس جو بايدن، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن في هذا الصدد.
وأوضح ميتشل في مقابلة مع قناة الحرة، أن الإدارة الأميركية تريد أن ترى حكومة سورية جديدة شاملة وتمثيلية تحترم جميع المواطنين السوريين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والعرقية، مضيفاً أن منع عودة ظهور تنظيم داعش يُعد من الأولويات القصوى لإدارة بايدن في المرحلة الراهنة.
وفيما يتعلق باحتمال رفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب، قال ميتشل إنه من المبكر جدا مناقشة هذه التفاصيل، خاصة وأن سقوط نظام الأسد حدث قبل أسبوع فقط.
وبشأن الموقف من الحكومة الانتقالية الحالية التي يرأسها محمد البشير، أشار المتحدث الإقليمي إلى أن زيارة بلينكن الأخيرة أكدت استعداد الولايات المتحدة لدعم الإجراءات السياسية والدبلوماسية والأمنية خلال الفترة الانتقالية.
وأكد أن الولايات المتحدة تريد أن تكون شريكا فاعلاً لأي حكومة سورية شاملة ومسؤولة، قائلا: “سوف نتكيف مع الظروف المتغيرة على الأرض في المستقبل القريب. بالتأكيد هذه الأمور تحت الدراسة ولكن ليس لدينا حتى الآن أي سياسة جديدة بهذا الشأن”.
وفيما يتعلق بمستقبلها، أوضح ميتشل أنه من المستحيل التكهن بأي خطة زمنية محددة في الوقت الراهن، مشيرا إلى تعقيد الملف السوري.
وأضاف المتحدث الأميركي، أن بلاده تسعى لتأسيس قنوات تعاون وتنسيق مع الشركاء الإقليميين وكافة أطياف المجتمع السوري، معتبرا ذلك أساسا لأي تعاون في المراحل المقبلة.
وفيما يخص إمكانية إجراء انتخابات في سوريا، أوضح ميتشل أن التركيز الحالي لإدارة بايدن ينصب على معالجة المخاوف الأمنية، وخاصة تأمين والتخلص الآمن من الأسلحة الكيميائية.
وأضاف أن الأولويات تشمل استئناف الخدمات الأساسية في جميع أنحاء سوريا ومنع ظهور أي تنظيمات إرهابية قد تؤدي إلى مزيد من الفوضى والطائفية في البلاد.
والسبت، قال وزير الخارجية الأميركي، إن الولايات المتحدة أجرت “اتصالا مباشرا” مع هيئة تحرير الشام الإسلامية التي سيطرت على الوضع في سوريا على الرغم من تصنيفها منظمة إرهابية، وذلك في إطار السعي الدولي المشترك لانتقال سلمي للسلطة في هذا البلد.
وصرح بلينكن للصحفيين بعد محادثات بشأن سوريا في مدينة العقبة الساحلية، أقصى جنوب الأردن، حضرها وزراء ثماني دول عربية، بالإضافة الى وزراء خارجية فرنسا وتركيا والاتحاد الأوروبي ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا “نحن على اتصال مع هيئة تحرير الشام وأطراف أخرى”.
ولم يذكر الوزير تفاصيل عن كيفية إجراء الاتصال، ولكن عندما سئل عما إذا كانت الولايات المتحدة تواصلت معهم بشكل مباشر، أجاب “اتصال مباشر – نعم”.
وأوضح أن الاتصال كان جزءا من الجهود المبذولة لتحديد مكان أوستن تايس، الصحفي الأميركي الذي اختطف في سوريا عام 2012 بعد اندلاع الحرب الأهلية.
وأضاف بلينكن “لقد ضغطنا على كل من كان على اتصال بنا بشأن أهمية المساعدة في العثور على أوستن تايس وإعادته إلى الوطن”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة منفتحة على تخفيف العقوبات عن سوريا، ولكن ليس بعد.
وفي إشارة الى مواقف هيئة تحرير الشام منذ توليها السلطة، قال “نقدر بعض الكلمات الايجابية التي سمعناها في الأيام الأخيرة، لكن المهم هو العمل والعمل المستدام”.
وأوضح أنه في حال مضت العملية الانتقالية قدما، “سننظر من جانبنا في عقوبات مختلفة وإجراءات أخرى سبق أن اتخذناها ونرد بالمثل”.
الحرة
———————–
أنقرة تستعد للسيطرة على عين العرب بعد فشل وساطة مع «قسد»….المصدر :الشرق الاوسط
17 كانون الأول 2024
أكد الاتحاد الأوروبي وتركيا ضرورة عدم السماح للتنظيمات الإرهابية أن تجد لها مكاناً في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، وأنه يجب العمل على ضمان الوحدة الوطنية وحماية الأقليات واحترام حقوقها وضمان العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين. وبالموازاة تجمعت بوادر على تحضير تركيا وفصائل «الجيش الوطني السوري»، الموالي لها، لعملية للسيطرة على مدينة عين العرب (كوباني) في شرق الفرات.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن بلاده باعتبارها دولة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) لا يمكن أن تقبل ببقاء المنظمات الإرهابية في سوريا سواء «داعش» أو «العمال الكردستاني» وذراعه السورية (وحدات حماية الشعب الكردية)، وإنه من الضروري أن نخرج سوريا من وحل الإرهابيين لتصل إلى مرحلة الاستقرار.
وأضاف إردوغان، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية، إرسولا فون دير لاين، عقب مباحثاتهما في أنقرة الثلاثاء: «تباحثنا حول معظم المواضيع المتعلقة بسيادة سوريا ووحدة أراضيها، واتفقنا على ضرورة نقل سوريا إلى (مرحلة النور بعد مرحلة الظلام) التي استمرت 61 عاماً ونحن قمنا بالمرحلة الأولى لتطوير الاستقرار في سوريا وأعدنا فتح سفارتنا في دمشق، وستواصل تركيا الوقوف إلى جانب أشقائها السوريين».
وأكد الرئيس التركي أنه لا يمكن للشعب السوري أن يتحمل وحده هذا العبء الثقيل، مضيفا: «للأسف، لم يقدم المجتمع الدولي الدعم الكافي للشعب السوري منذ 13 عاماً والتعويض يجب أن يكون دعم بناء وتطوير سوريا».
دعم دولي لبلد مفلس
وتابع: «نحن أمام مشهد مروع في سوريا، بعد إفلاس وسقوط نظام البعث، الذي قتل مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري، ولا يمكن أن تنهض سوريا من هذا الوضع إلا بدعم كامل من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية».
وتابع: «ناقشنا إمكانيات التعاون بين الاتحاد الأوروبي وتركيا لدعم (سوريا الجديدة) في المرحلة المقبلة»، لافتاً إلى أن تركيا عملت، بشكل دؤوب، في شمال سوريا إلى جانب الشعب السوري، ومستعدة لتوسيع دعمها له.
بدورها، أكدت فون دير لاين أن انهيار نظام الأسد يعطي أملاً للشعب السوري، لكن لا تزال هناك مخاطر ولا يزال الوضع الأمني متقلباً، مشددة على أن «الوحدة الوطنية في سوريا يجب أن تحترم ويجب أن يتم ضمان حماية الأقليات، كما يجب أن نقوم بدورنا في دعم سوريا في هذا المفترق الحرج».
وقالت إن «الدبلوماسيين الأوروبيين سوف يعودون إلى دمشق، وسبق أن حافظنا على حضورنا في سوريا لدعم من كان بحاجة لدعمنا هناك، ولكن دون تواصل أو تنسيق مع نظام الأسد، والآن يجب أن ندعم البنية التحتية السورية. وقد أطلقنا جسراً جوياً للمساعدات، ونتوقع أن تصل أولى الشحنات إلى سوريا هذا الأسبوع».
إعادة الإعمار واللاجئين
ولفتت دير لاين إلى أن «أوروبا من أكثر الداعمين لسوريا، وسنركز على إعادة الإعمار، وسنبدأ حواراً حول تخفيف العقوبات، ولكن هذا لن يتم إلا عندما نرى انتقالاً سلمياً في الميدان». وأكدت أن عودة اللاجئين السوريين يجب أن تكون بشكل طوعي وآمن، لافتة إلى أن المفوضية الأوروبية تنسق مع مفوضية شؤون اللاجئين بالأمم المتحدة في هذا الأمر.
وذكرت أن تركيا استقبلت أعداداً كبيرة من اللاجئين من سوريا، وأن الاتحاد الأوروبي دعم تركيا في هذا الملف، ومنذ عام 2011 قدم لتركيا أكثر من 11 مليار يورو لدعم اللاجئين.
وأضافت أن «الرئيس إردوغان ساهم بالاستقرار في سوريا، وأن المخاوف الأمنية التركية يجب أن تؤخذ بالاعتبار، ولا يجب أن تسيطر المنظمات الإرهابية على مناطق في سوريا». وزادت: «نتابع انتشار عناصر (داعش) في شرق سوريا، ولن نسمح بوجود الإرهاب».
تحرك في عين العرب
في الأثناء، تجمعت بوادر على تحضير تركيا وفصائل «الجيش الوطني السوري»، الموالي لها، لعملية للسيطرة على مدينة عين العرب (كوباني) في شرق الفرات.
ودفعت تركيا تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة الحدودية المحاذية للمدينة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية غالبية قوامها، تضمنت أسلحة ثقيلة وعربات مصفحة، وتم رفع حالة التأهب في الوحدات العسكرية المتمركزة بالمنطقة.
فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج شمال شرقي سوريا (إعلام تركي)
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بانتهاء الهدنة المؤقتة بين «الجيش الوطني»، الموالي لتركيا، و«قسد» التي كانت قد أقرت بوساطة أميركية، دون التوصل لاتفاق تسوية شامل في شرق حلب، إذ رفض «الجيش الوطني» نقل الأسرى ومقاتلي «مجلس منبج العسكري»، التابع لـ«قسد»، والمدنيين في مدينة منبج الرافضين للبقاء، إلى مناطق آمنة. وكذلك حل مسألة نقل ضريح «سليمان شاه» (جد مؤسس الدولة العثمانية السلطان عثمان الأول بن أرطغرول) ورفاته إلى مكانه السابق، الذي نقل منه عام 2016 إلى بلدة آشمه في غرب عين العرب.
مراسم عسكرية أثناء نقل الجيش التركي ضريح سليمان شاه إلى آشمه في 2015 (الدفاع التركية- أرشيفية)
وأكد قائد «قسد»، مظلوم عبدي، الاثنين، الالتزام بإعادة الضريح إلى موقعه القديم، قرب جسر قوره قوزاق جنوب عين العرب، وإبقاء الطريق إلى موقعه مفتوحاً وتقديم جميع التسهيلات لعبور الجسر، استناداً إلى الاتفاقيات الدولية.
ولفت عبدي من قبل إلى أنه «خلال التهديد الذي شكله تنظيم «داعش» عام 2015، ساهمنا في حماية رفات سليمان شاه عبر تسهيل نقله إلى منطقة آشمه، من منطلق الالتزام بالحفاظ على المواقع التاريخية مع الاستعداد للتنسيق مع جميع الأطراف المعنية لتيسير إعادة رفاته إلى موقع المزار الأصلي، بما يتماشى مع الاتفاقيات الدولية السابقة وباحترام كامل للتراث الثقافي».
هذا وتنقل ضريح سليمان شاه بين 3 مواقع مختلفة، إذ كان بالأصل قرب قلعة جعبر في الرقة حتى عام 1973 عندما تم نقله إلى ضفاف نهر الفرات في محافظة حلب، على بعد 27 كيلومتراً من الحدود التركية، لتجنب الفيضانات. ثم قامت الحكومة التركية بنقل الضريح إلى آشمه غرب مدينة عين العرب على الحدود السورية التركية في عام 2015.
فشل الوساطة الأميركية
في شأن آخر، ذكر المرصد السوري أن الفصائل الموالية لتركيا رفضت دخول قوافل تابعة للهلال الأحمر الكردي و«الإدارة الذاتية»، لإجلاء الرافضين بالبقاء في منبج والأسرى وجثامين القتلى، وفق اتفاق وقف إطلاق النار بين القوات التركية والفصائل الموالية لتركيا من جهة، و«قسد» من جهة أخرى، بوساطة أميركية حيث اجتمعت مع وفد من الفصائل الموالية لتركيا، الاثنين، دون التوصل لحل، وبخاصة مع إلحاح تركيا على إنشاء قاعدة تركية في سد قره قوزاق الواقع بين مدينتي عين العرب (كوباني) ومنبج شرق حلب، التي سيطرت عليها الفصائل الموالية لتركيا مؤخراً ضمن عملية «فجر الحرية».
ومن ضمن بنود الهدنة، انسحاب من تبقى من عناصر قوات سوريا الديمقراطية من مدينة منبج وريفها برفقة عائلاتهم، وتسليم منطقة ضريح سليمان شاه للقوات التركية، بالإضافة إلى استمرار خدمات توزيع الكهرباء بشكل منتظم من سد تشرين وانسحاب القوات من الطرفين، والالتزام ببنود الاتفاق من قبل الجانبين.
وقامت القوات الأميركية، الأحد، برفع علم الولايات المتحدة في مدينة عين العرب (كوباني)، لضمان عدم السماح للفصائل الموالية لتركيا بشن أي عملية عسكرية.
وإلى جانب الخلافات حول القاعدة التركية، فشلت المفاوضات بشأن نقل ضريح «سليمان شاه» بوساطة أميركية.
وحمل مدير المركز الإعلامي لـ«قسد»، فرهاد شامي، فشل جهود الوساطة الأميركية في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار مع فصائل الجيش الوطني المعارضة في مدينتي منبج وعين العرب إلى النهج التركي والمراوغة في قبول نقاط الاتفاق الأساسية.
في السياق ذاته، نفت مصادر محلية لوسائل إعلام كردية ما نشرته حسابات وصفحات إخبارية عبر منصات التواصل الاجتماعي عن قيام القوات التركية بإزالة جزء من الجدار الأسمنتي الحدودي عند عين العرب، تمهيداً للتوغل البري فيها.
قواعد روسية
وكانت روسيا أعلنت، في أغسطس (آب) الماضي، إنشاء قاعدة لها في منطقة عين العرب شمال شرقي حلب، قرب الحدود التركية بالاشتراك مع جيش نظام بشار الأسد قبل سقوطه، بهدف «الرقابة على نظام وقف العمليات القتالية بين الأطراف المتنازعة».
وأضيفت هذه القاعدة إلى قاعدتين أقامتهما القوات الروسية في قريتي بير حسو وجبل الإذاعة غرب عين العرب، في يونيو (حزيران) الماضي، وأقيمت ضمن مناطق سيطرة «قسد» التي أبرمت مع الجانب الروسي أواخر عام 2019 اتفاقاً عسكرياً يسمح للجانب الروسي بإقامة قواعد في شرق نهر الفرات، وذلك في خضم عملية «نبع السلام» التي نفذتها تركيا في أكتوبر (تشرين الأول) من ذلك العام، وسيطرت خلالها على منطقتي تل أبيض في ريف الرقة الشمالي ورأس العين في شمال غربي الحسكة.
واضطرت «قسد» في حينه لتقديم تنازلات ميدانية للروس وقوات النظام السوري لإيقاف العملية العسكرية التركية عند حدود معينة، خصوصاً أن الجانب الأميركي وهو الداعم الرئيس لـ«قسد» أعطى أنقرة الضوء الأخضر للتوغل على حسابها ولكن بعيداً عن منابع النفط والغاز.
موقف واشنطن
في الإطار ذاته، أفاد مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، في إحاطة صحافية ليل الاثنين – الثلاثاء، بأن «لدى تركيا مخاوف مشروعة بشأن الإرهابيين، هناك تهديد إرهابي على الحدود السورية، والمواطنون الأتراك ضحايا للأنشطة الإرهابية هذه، ولا يمكن لوم أنقرة على قلقها من هذا التهديد».
وشدد كيربي، في الوقت ذاته، على أن أولوية أميركا في سوريا هي منع عودة تنظيم «داعش» الإرهابي، وأنها تحتفظ بعلاقات مع «قسد» لتحقيق هذا الهدف، لافتاً إلى أن تركيز واشنطن و«قسد» يجب أن يبقى منصباً على «داعش»، مع استمرار الحوار مع تركيا بشأن النقاط الخلافية في هذا الخصوص.
أميركا تتمسك بدعم قسد حليفاً في الحرب على «داعش» (إعلام تركي)
بالتوازي، أعلن القيادي في حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق، مراد كارايلان، أن الحزب، (المصنف منظمة إرهابية لدى تركيا وحلفائها الغربيين)، لا علافة له بالمناطق التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب الكردية» في سوريا.
وقال كارايلان لوسائل إعلام ناطقة باسم الحزب: «لا وجود لنا في منطقة روج آفا (وتعني منطقة غرب كردستان) التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، وليست لدينا روابط عضوية أو صلة مع أي قوة أو منظمة في المنطقة».
ونقلت وسائل إعلام تركية ما ورد في حديث كارايلان الذي قال: «من المعروف متى دخل حزب (العمال الكردستاني) روج آفا، ومتى خرج منها».
————————
وزير الإعلام السوري محمد العمر: شعارنا دعم حرية الصحافة والتعبير عن الرأي
عبسي سميسم
ديسمبر 17, 2024
عقوداً طويلة بقي المشهد الإعلامي السوري حبيس النظام وأجهزته الأمنية، سواء الإعلام المرئي أو المكتوب، إلى جانب فرض النظام المخلوع رقابة حديدية على المحتوى الإلكتروني في السنوات التي تلت اندلاع الثورة عام 2011. وحاول بشار الأسد مع أجهزته الأمنية تطويع مختلف القوانين لمحاصرة الفضاء الإعلامي، سواء من خلال تشديد العقوبات على صنّاع المحتوى أو من خلال ملاحقة واعتقال الصحافيين وسجنهم من دون محاكمات. اليوم وبعد إسقاط النظام تبدو إعادة بناء المشهد الإعلامي، والتأسيس لمرحلة جديدة في التعامل مع الصحافة وحريتها، ركناً أساسياً من أركان “سورية الجديدة” مهمّة صعبة وطويلة، خصوصاً في ظل ترهّل المؤسسات وانعدام أي هامش من هوامش الحرية أو العمل المهني أكثر من خمسة عقود. ويتحدّث وزير الإعلام في حكومة الإنقاذ محمد العمر في مقابلة مع “العربي الجديد” في مكتبه في وزارة الإعلام، عن كل هذه التحديات وتصوّره للمشهد الإعلامي الجديد، وشدّد فيها على التمسك بحرية الصحافة والتعبير عن الرأي.
بعد إسقاط النظام، وسقوط المنظومة الإعلامية التي رافقته 13 عاماً، يبدو مستقبل الإعلام الحكومي ضبابياً، هل لديكم تصور واضح عمّا سيحل بالإعلاميين الذين يعملون في الإعلام الرسمي؟ وهل هناك إمكانية للعمل مع الفريق نفسه الذي قاد الإعلام طوال هذه السنوات؟
منذ تحرير مناطق سورية من خلال عملية ردع العدوان، وجدنا أن وسائل إعلام عديدة عاملة لدى النظام المجرم سُخّرت لتحسين صورة النظام ورئيسه أمام الشعب السوري، إذ وجدنا ما يزيد عن 20 مؤسسة إعلامية يعمل فيها أكثر من عشرة آلاف عامل بين صحافي وإداري وتقني… أسس النظام المخلوع هذه المؤسسات على أساس طائفي، وبناءً على المحسوبيات، وعلى المنفعة الشخصية؛ لذا وجهنا منذ بداية “ردع العدوان” نداءات للعاملين في هذه المؤسسات للعودة إلى مواقعهم، ومتابعة عملهم واستمرارهم في أداء واجباتهم، بالتوازي مع باقي المؤسسات. لكن للأسف المنظومة مبنية بشكل متهالك سواء لناحية التجهيزات القديمة أو لناحية الخبرات الضعيفة والترهل الإداري. انطلاقاً من هذا الواقع، سنعيد تقييم هذه الخبرات والكفاءات، ونعيد تموضع كل شخصية في مكانها بناء على خبرتها وكفاءتها، وسنبدأ صفحة جديدة في تاريخ سورية نعيد فيها ملكية وسائل الإعلام السورية إلى السوريين، لتكون وسيلة لإيصال صوتهم، إلى الجهات العاملة على خدمتهم، في الحكومة وغيرها.
قالت وزارة الإعلام قبل أيام إن المراسلين الحربيين، الذي رافقوا جيش النظام خلال سنوات الثورة في عملياته ومجازره، سيتلقون محاكمات عادلة، ما معنى ذلك وكيف ستتم تلك المحاكمات، وهل ستنجح في الابتعاد عن المنطق الانتقامي؟
هناك إعلاميون رافقوا جيش النظام في إجرامه بحق الشعب السوري، وتلطخت أيديهم بالدماء، ما قصدناه في التصريح الذي صدر عن وزارة الإعلام هم هؤلاء الذين ثبت إجرامهم بشكل واضح للعلن وهناك إدانات ثابتة بحقهم، في مشاركتهم الإجرام بحق السوريين بحسب القانون، وبطبيعة الحال نحن نسعى لإقامة دولة قانون، والقضاء هو من يبت في هذه القضية التي تخص المراسلين الحربيين.
الإعلام السوري بعد سقوط النظام: عندما ضاع الخطاب
في ما يخص المشهد الإعلامي الجديد هل سيكون مفتوحاً للإعلام السوري الخاص، ولوسائل الإعلام الأجنبية، وهل من قيود أو شروط معينة؟ أم سيبقى المشهد كما كان، على أن تكون الأولوية لتمكين الإعلام الحكومي؟
منذ انطلاق عملنا في وزارة الإعلام في شمال غرب سورية، وضعنا نصب أعيننا التركيز على دعم حرية الإعلام والتعبير عن الرأي، وحاولنا إيجاد وتأمين السبل المختلفة التي من شأنها تأمين الدعم للعاملين في المجال الإعلامي من أجل ممارسة عملهم وأداء واجباتهم، بأسهل الطرق والوسائل. وقدمنا الدعم والمساندة لوسائل الإعلام في شمال غرب سورية في هذا السياق، وسعينا إلى إيصال المعلومة من مصدرها، ونحن مستمرّون على هذا النهج في عموم سورية، وسنعمل على إيجاد بيئة عمل محفزة للإعلاميين. فقد استقبلنا منذ تحرير سورية أكثر من 700 وفد إعلامي دخلوا من مختلف معابر سورية، غطوا الأحداث بكل حرية، تدخلنا الوحيد تنسيق دخولهم لتأمين سلامتهم، كما استقبلنا في فترات سابقة مئات الوفود الإعلامية والصحافية في شمال غرب سورية، ووجهنا دعوات مباشرة إلى مختلف وسائل الإعلام على مستوى العالم للحضور إلى مناطق شمال غرب البلاد وتغطية ما يجري هناك، وسنستمر أيضاً في سورية اليوم بتيسير هذه الإجراءات لممارسة العمل الصحافي بشكل مرن وسلس.
في المستقبل، نطمح طبعاً إلى تهيئة بيئة عمل إعلامي أفضل من البيئة الحالية، بالتأكيد الأمور الآن غير مرتبة كما يجب، ولكن شعارنا هو دعم حرية الصحافة والتعبير عن الرأي، التي نعتبرها جزءاً مهماً من آليات الرقابة المجتمعية على عمل الجهات الحكومة، سواء من خلال الإشارة إلى الخطأ من أجل تصويبه، أو التنبيه إلى طرق أفضل للعمل.
القابات والاتحادات والجمعيات، نعتبرها من مؤسّسات المجتمع المدني وهي جهات راعية لمصالح وحقوق العاملين في المهنة، لن نتدخل في ترتيب هذه الأجسام
هل ستعتمدون خطاباً إعلامياً موحداً، وسيتم إلزام وسائل الإعلام به كما كان سائداً في سورية؟ كيف ستتعاطون مع الإعلام المعارض لتوجهاتكم، بمعنى هل سيتاح له المجال للتعبير عن رأيه، أم ستفرض رقابة على المحتوى المعارض لسياساتكم؟
خلال مسيرة عملنا في ما سبق، لم نصدر أي توجيه إلزامي لأي إعلامي أو جهة إعلامية تعمل في مناطقنا باعتماد أي خطاب للالتزام به بوصفها رسائل عامة، وإنما على العكس تماماً، حصلت مظاهرات واحتجاجات عديدة في مناطق شرق سورية ضد حكومة الإنقاذ في شمال غرب سورية قبل التحرير، ومارس الإعلاميون عملهم بشكل حرّ، بل رافقنا الوفود الصحافية والإعلامية، وكان لنا حضور بصفتنا وزارة إعلام مع المتظاهرين لتأكيد عدم التعرض للصحافيين، وعدم التعرض لأي نشاط في سياق حرية الرأي. عملنا هو دعم نشاط وسائل الإعلام وتيسير عملها، ولا نفرض أي أجندات أو رسائل على وسيلة أو شخصية إعلامية نشطة في المناطق السورية.
يعمل الصحافيون السوريون في أوضاع سيئة جداً سواء لوجستياً أو من ناحية الرواتب والوضع الاقتصادي والتأمينات. وهناك عشرات الصحافيين المختطفين لدى جهات مختلفة، سواء الذين اعتقلهم نظام الأسد وأخفاهم، أو الذين اختطفهم تنظيم داعش وتنظيمات أخرى، هل هناك خطوات اتخذت أو ستتخذ للكشف عن مصيرهم؟
وثقنا في الوزارة أسماء جميع المفقودين من الزملاء الإعلاميين في الفترة السابقة، كما وثقنا كل الشهداء الذين قتلتهم جهات مختلفة في البلاد، وسنولي في الوزارة أولوية وأهمية خاصة لهذا الملف، وسنبذل قصارى جهدنا للوصول إلى معلومات عن مصير الصحافيين المفقودين، وبالفعل بدأنا عملية البحث في سجون النظام المجرم، نواصل البحث عن أي أدلة قد تفيد في التعرف على مصيرهم.
كذلك يجب ألّا ننسى من تركوا عملهم الصحافي في بداية الثورة وانشقوا عن النظام ورفضوا أن يكونوا أدوات للتضليل الإعلامي، الذي مارسه النظام، ورفضوا المشاركة في سياسته بقمع السوريين رغم التهديدات التي تلقوها، هؤلاء بالتأكيد سنشكرهم في مبادرات خاصة، وستوجه إليهم دعوات أيضاً للعودة إلى مواقعهم التي كانوا يعملون فيها قبل بدء الثورة، فمكانهم محفوظ وسيتم الاستعانة بهم في أقرب وقت ممكن، للمشاركة في إرساء المشهد الإعلامي الجديد.
العربي الجديد
—————-
وزير الإعلام السوري محمد العمر: شعارنا دعم حرية الصحافة والتعبير عن الرأي
عبسي سميسم
ديسمبر 17, 2024
عقوداً طويلة بقي المشهد الإعلامي السوري حبيس النظام وأجهزته الأمنية، سواء الإعلام المرئي أو المكتوب، إلى جانب فرض النظام المخلوع رقابة حديدية على المحتوى الإلكتروني في السنوات التي تلت اندلاع الثورة عام 2011. وحاول بشار الأسد مع أجهزته الأمنية تطويع مختلف القوانين لمحاصرة الفضاء الإعلامي، سواء من خلال تشديد العقوبات على صنّاع المحتوى أو من خلال ملاحقة واعتقال الصحافيين وسجنهم من دون محاكمات. اليوم وبعد إسقاط النظام تبدو إعادة بناء المشهد الإعلامي، والتأسيس لمرحلة جديدة في التعامل مع الصحافة وحريتها، ركناً أساسياً من أركان “سورية الجديدة” مهمّة صعبة وطويلة، خصوصاً في ظل ترهّل المؤسسات وانعدام أي هامش من هوامش الحرية أو العمل المهني أكثر من خمسة عقود. ويتحدّث وزير الإعلام في حكومة الإنقاذ محمد العمر في مقابلة مع “العربي الجديد” في مكتبه في وزارة الإعلام، عن كل هذه التحديات وتصوّره للمشهد الإعلامي الجديد، وشدّد فيها على التمسك بحرية الصحافة والتعبير عن الرأي.
بعد إسقاط النظام، وسقوط المنظومة الإعلامية التي رافقته 13 عاماً، يبدو مستقبل الإعلام الحكومي ضبابياً، هل لديكم تصور واضح عمّا سيحل بالإعلاميين الذين يعملون في الإعلام الرسمي؟ وهل هناك إمكانية للعمل مع الفريق نفسه الذي قاد الإعلام طوال هذه السنوات؟
منذ تحرير مناطق سورية من خلال عملية ردع العدوان، وجدنا أن وسائل إعلام عديدة عاملة لدى النظام المجرم سُخّرت لتحسين صورة النظام ورئيسه أمام الشعب السوري، إذ وجدنا ما يزيد عن 20 مؤسسة إعلامية يعمل فيها أكثر من عشرة آلاف عامل بين صحافي وإداري وتقني… أسس النظام المخلوع هذه المؤسسات على أساس طائفي، وبناءً على المحسوبيات، وعلى المنفعة الشخصية؛ لذا وجهنا منذ بداية “ردع العدوان” نداءات للعاملين في هذه المؤسسات للعودة إلى مواقعهم، ومتابعة عملهم واستمرارهم في أداء واجباتهم، بالتوازي مع باقي المؤسسات. لكن للأسف المنظومة مبنية بشكل متهالك سواء لناحية التجهيزات القديمة أو لناحية الخبرات الضعيفة والترهل الإداري. انطلاقاً من هذا الواقع، سنعيد تقييم هذه الخبرات والكفاءات، ونعيد تموضع كل شخصية في مكانها بناء على خبرتها وكفاءتها، وسنبدأ صفحة جديدة في تاريخ سورية نعيد فيها ملكية وسائل الإعلام السورية إلى السوريين، لتكون وسيلة لإيصال صوتهم، إلى الجهات العاملة على خدمتهم، في الحكومة وغيرها.
قالت وزارة الإعلام قبل أيام إن المراسلين الحربيين، الذي رافقوا جيش النظام خلال سنوات الثورة في عملياته ومجازره، سيتلقون محاكمات عادلة، ما معنى ذلك وكيف ستتم تلك المحاكمات، وهل ستنجح في الابتعاد عن المنطق الانتقامي؟
هناك إعلاميون رافقوا جيش النظام في إجرامه بحق الشعب السوري، وتلطخت أيديهم بالدماء، ما قصدناه في التصريح الذي صدر عن وزارة الإعلام هم هؤلاء الذين ثبت إجرامهم بشكل واضح للعلن وهناك إدانات ثابتة بحقهم، في مشاركتهم الإجرام بحق السوريين بحسب القانون، وبطبيعة الحال نحن نسعى لإقامة دولة قانون، والقضاء هو من يبت في هذه القضية التي تخص المراسلين الحربيين.
الإعلام السوري بعد سقوط النظام: عندما ضاع الخطاب
في ما يخص المشهد الإعلامي الجديد هل سيكون مفتوحاً للإعلام السوري الخاص، ولوسائل الإعلام الأجنبية، وهل من قيود أو شروط معينة؟ أم سيبقى المشهد كما كان، على أن تكون الأولوية لتمكين الإعلام الحكومي؟
منذ انطلاق عملنا في وزارة الإعلام في شمال غرب سورية، وضعنا نصب أعيننا التركيز على دعم حرية الإعلام والتعبير عن الرأي، وحاولنا إيجاد وتأمين السبل المختلفة التي من شأنها تأمين الدعم للعاملين في المجال الإعلامي من أجل ممارسة عملهم وأداء واجباتهم، بأسهل الطرق والوسائل. وقدمنا الدعم والمساندة لوسائل الإعلام في شمال غرب سورية في هذا السياق، وسعينا إلى إيصال المعلومة من مصدرها، ونحن مستمرّون على هذا النهج في عموم سورية، وسنعمل على إيجاد بيئة عمل محفزة للإعلاميين. فقد استقبلنا منذ تحرير سورية أكثر من 700 وفد إعلامي دخلوا من مختلف معابر سورية، غطوا الأحداث بكل حرية، تدخلنا الوحيد تنسيق دخولهم لتأمين سلامتهم، كما استقبلنا في فترات سابقة مئات الوفود الإعلامية والصحافية في شمال غرب سورية، ووجهنا دعوات مباشرة إلى مختلف وسائل الإعلام على مستوى العالم للحضور إلى مناطق شمال غرب البلاد وتغطية ما يجري هناك، وسنستمر أيضاً في سورية اليوم بتيسير هذه الإجراءات لممارسة العمل الصحافي بشكل مرن وسلس.
في المستقبل، نطمح طبعاً إلى تهيئة بيئة عمل إعلامي أفضل من البيئة الحالية، بالتأكيد الأمور الآن غير مرتبة كما يجب، ولكن شعارنا هو دعم حرية الصحافة والتعبير عن الرأي، التي نعتبرها جزءاً مهماً من آليات الرقابة المجتمعية على عمل الجهات الحكومة، سواء من خلال الإشارة إلى الخطأ من أجل تصويبه، أو التنبيه إلى طرق أفضل للعمل.
القابات والاتحادات والجمعيات، نعتبرها من مؤسّسات المجتمع المدني وهي جهات راعية لمصالح وحقوق العاملين في المهنة، لن نتدخل في ترتيب هذه الأجسام
هل ستعتمدون خطاباً إعلامياً موحداً، وسيتم إلزام وسائل الإعلام به كما كان سائداً في سورية؟ كيف ستتعاطون مع الإعلام المعارض لتوجهاتكم، بمعنى هل سيتاح له المجال للتعبير عن رأيه، أم ستفرض رقابة على المحتوى المعارض لسياساتكم؟
خلال مسيرة عملنا في ما سبق، لم نصدر أي توجيه إلزامي لأي إعلامي أو جهة إعلامية تعمل في مناطقنا باعتماد أي خطاب للالتزام به بوصفها رسائل عامة، وإنما على العكس تماماً، حصلت مظاهرات واحتجاجات عديدة في مناطق شرق سورية ضد حكومة الإنقاذ في شمال غرب سورية قبل التحرير، ومارس الإعلاميون عملهم بشكل حرّ، بل رافقنا الوفود الصحافية والإعلامية، وكان لنا حضور بصفتنا وزارة إعلام مع المتظاهرين لتأكيد عدم التعرض للصحافيين، وعدم التعرض لأي نشاط في سياق حرية الرأي. عملنا هو دعم نشاط وسائل الإعلام وتيسير عملها، ولا نفرض أي أجندات أو رسائل على وسيلة أو شخصية إعلامية نشطة في المناطق السورية.
يعمل الصحافيون السوريون في أوضاع سيئة جداً سواء لوجستياً أو من ناحية الرواتب والوضع الاقتصادي والتأمينات. وهناك عشرات الصحافيين المختطفين لدى جهات مختلفة، سواء الذين اعتقلهم نظام الأسد وأخفاهم، أو الذين اختطفهم تنظيم داعش وتنظيمات أخرى، هل هناك خطوات اتخذت أو ستتخذ للكشف عن مصيرهم؟
وثقنا في الوزارة أسماء جميع المفقودين من الزملاء الإعلاميين في الفترة السابقة، كما وثقنا كل الشهداء الذين قتلتهم جهات مختلفة في البلاد، وسنولي في الوزارة أولوية وأهمية خاصة لهذا الملف، وسنبذل قصارى جهدنا للوصول إلى معلومات عن مصير الصحافيين المفقودين، وبالفعل بدأنا عملية البحث في سجون النظام المجرم، نواصل البحث عن أي أدلة قد تفيد في التعرف على مصيرهم.
كذلك يجب ألّا ننسى من تركوا عملهم الصحافي في بداية الثورة وانشقوا عن النظام ورفضوا أن يكونوا أدوات للتضليل الإعلامي، الذي مارسه النظام، ورفضوا المشاركة في سياسته بقمع السوريين رغم التهديدات التي تلقوها، هؤلاء بالتأكيد سنشكرهم في مبادرات خاصة، وستوجه إليهم دعوات أيضاً للعودة إلى مواقعهم التي كانوا يعملون فيها قبل بدء الثورة، فمكانهم محفوظ وسيتم الاستعانة بهم في أقرب وقت ممكن، للمشاركة في إرساء المشهد الإعلامي الجديد.
العربي الجديد
—————————
وزير الخارجية الايراني لـ”النهار”: الأسد لم يظهر مرونة وسنبدأ مباحثات مع السلطات…
لا نتوقع تغييراً في موقعنا في المنطقة وهذه رؤيتنا لحزب الله القاهرة – ياسر خليل المصدر: النهار
17 كانون الأول 2024
كشف وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي نقل طهران عن معلومات موثوقة عن تحركات واتصالات مكثفة تمت في عواصم الدول المجاورة لكسب تأييدها ودعمها لإسقاط النظام في سوريا. واتهم نظام الرئيس السوري بشار الأسد بمسؤولية في ما حصل، قائلاً: “كان من المتوقع أن تظهر الحكومة السورية مرونة تجاه المبادرات والاقتراحات الدبلوماسية الرامية إلى إشراك المعارضة في السلطة، وهو ما لم يحدث”.
وفي حديث حصري لـ”النهار”، تحدث عراقجي عن تأثير التحولات في سوريا على نفوذ طهران في المنطقة ومسار العلاقة المتوقعة مع الحكام الجدد لسوريا والعلاقة مع تركيا و”حزب الله” واحتمالات المساهمة في إعادة اعمار لبنان. كذلك، تطرق إلى تأثير التطورات الإقليمية على تنظيم العلاقات بين دول المنطقة والمسار المحتمل للعلاقات بين طهران والادارة الاميركية الجديدة. وهنا نص الحوار:
منطقة الشرق الأوسط شهدت منذ السابع من أكتوبر 2023 تطورات سريعة ومعقدة للغاية، وكان سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا نقطة تحول بارزة فيها. كيف حدث هذا السقوط السريع لأحد أهم الحلفاء الإقليميين لإيران؟
خلافاً للاجواء الإعلامية، لم أرَ شخصياً تطورات سوريا أمراً غير متوقع. السبب وراء السقوط السريع يحتاج إلى دراسة عناصر الأرض، والزمان، والأرضية. الأحداث التي بدت ظاهرياً مفاجئة وسريعة كانت لها، في الواقع، جذور وأرضيات حقيقية تعود على الأقل إلى عشر أو اثني عشر عاماً. خلال الأشهر الأربعة عشر الأخيرة، استهدفت الهجمات المستمرة التي شنها الكيان الصهيوني البنية التحتية الدفاعية لسوريا بهدف إضعاف الحكومة السورية. وتعدد الأطراف الخارجية، ذات الأهداف المتقاطعة وأحيانًا المتناقضة – والتي كان قاسمها المشترك إسقاط النظام القائم – أدى في النهاية إلى التطورات السريعة التي شهدناها.
منذ مدة طويلة، ومن خلال مراقبة تحركات إسرائيل الإقليمية، خصوصاً بعد السابع من أكتوبر، توصلنا إلى تقييم مفاده أن الأوضاع ستصبح صعبة على الحكومة السورية، وأن استمرار الحكم سيواجه تحديات كبيرة.
نقلنا هذه الرؤية بوضوح إلى رئيس الجمهورية في سوريا في سبتمبر الماضي. المسألة أن التخطيط كان يتم خارج المنطقة. كانت لدينا معلومات موثقة وعديدة عن التحركات والاتصالات المكثفة التي تمت في عواصم الدول المجاورة لكسب تأييد هذه الدول ودعمها. السياسة الأميركية القائمة على التهديد والإغراء لدفع دول المنطقة نحو صراع واسع بهدف إنقاذ إسرائيل لم تكن خافية حتى على وسائل الإعلام.
كان من المتوقع أن تظهر الحكومة السورية مرونة تجاه المبادرات والاقتراحات الدبلوماسية الرامية إلى إشراك المعارضة في السلطة، وهو ما لم يحدث. منذ انطلاق مسار أستانا، كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائما داعمة للمفاوضات الثلاثية مع تركيا وروسيا، كما أجرت اتصالات مباشرة مع وفود المعارضة السورية، حيث جرت ساعات طويلة من المناقشات وتبادل وجهات النظر معهم. وفي كل مرة، كنا نقدم مقترحات المعارضة اضافة إلى ملاحظاتنا إلى السلطات العليا في دمشق فضلا عن نقل ما جرى في مباحثات أستانا.
دعم إيران كان عاملاً رئيسياً في صمود النظام السوري السابق في مواجهة الانتفاضة ضده عام 2011. فلماذا لم تدعم طهران هذا النظام في مواجهة تحرير الشام؟
-دعمنا لسوريا كان دعما لدولة بناءً على طلب رسمي من حكومتها الشرعية، بهدف منع سيطرة الإرهاب والتطرف الوحشي والعنيف لداعش. هذا التدخل كان يهدف إلى حماية دولة مهمة في المنطقة من الوقوع في الفوضى والقتل والجرائم والتحول إلى “دولة فاشلة”، وكذلك للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، والذي نعتبره دائما جزءاً لا يتجزأ من أمننا القومي.
علينا أن نتذكر أن سوريا كانت تواجه تهديداً وجودياً لوحدة أراضيها نتيجة صعود إرهاب داعش الجامح. كانت خطوطنا الحمراء واضحة، كما أكدتُ قبل زيارتي الأخيرة إلى سوريا في مطار طهران، وهي الحفاظ على الحدود السياسية والسيادة الوطنية لدول المنطقة.
أثبتنا هذا الموقف خلال الأزمة التي واجهتها تركيا في 15 يوليو 2016؛ إذ كانت إيران أول دولة وقفت ضد الانقلاب الذي هدد سيادة تركيا الوطنية.
كنتُ في ذلك الوقت نائب وزير الخارجية، وكنتُ حاضراً في غرفة الأزمة التي شُكّلت، وكنتُ شاهدا على الاتصالات الهاتفية المستمرة والطويلة بين المسؤولين الإيرانيين، وكذلك على التنسيق المتعدد بين عسكريينا ونظرائهم الأتراك. لذا، كما أن حماية السيادة الوطنية التركية وحدودها تُعد أولوية بالنسبة لنا، فإن لدينا نفس الرؤية تجاه سوريا وجميع الدول المجاورة والمنطقة. ومن الطبيعي أننا لسنا مُلزمين بالقتال بدلاً من جيش دولة أخرى، ولكننا سنبدي تعاونا في مواجهة التهديدات الموجهة للأمن القومي لجيراننا من قِبل القوات الأجنبية، أو التيارات الإرهابية والانفصالية، وذلك بعد تلقي طلب منهم. هذا الأمر يُعد موضوعا مقبولا وفقا للقانون الدولي.
على عكس أميركا التي تحتل جزءاً مهما من سوريا دون أي إذن أو أساس قانوني، لم نتوجه أبدا إلى هناك بدون طلب وإذن من الحكومة السورية. راجعوا تاريخ إيران فيما يتعلق بعُمان؛ حيث حدث هذا مرتين في القرنين التاسع عشر والعشرين بناءً على طلب حكومات ذلك البلد. واليوم، تُعد سلطنة عُمان أقرب جيراننا من حيث التبادلات المختلفة في منطقة الخليج، فهي تمتلك الاستقلال والسيادة ووحدة أراضيها، ونحن نفخر بذلك. وبالنسبة لسوريا، فإن نظرتنا هي ذاتها. ومع ذلك، يجب أن أعترف أنه قد تم ظلم السياسة الإقليمية لإيران بسبب الحملة الإعلامية، وذلك ناتج من تقصيرنا من ناحية، ومن موجة التشويه الإعلامي العالمي من ناحية أخرى، التي بدأت مع الثورة الإيرانية. لقد تحوّل بناء صورة خاطئة عن إيران إلى عمل يمتد الآن إلى العالم الإسلامي، حيث يستفيد الكثيرون يومياً من ظاهرة الإسلاموفوبيا.
ماذا حدث في لقائكم الأخير مع الرئيس السوري في دمشق قبل عدة ايام من السقوط، هناك مواضيع كثيرة نشرت بهذا الشأن؟ هل نستطيع أن نسمع بشكل خاص من معاليكم انه ماذا جرى بالتحديد وهل أوصيتم الرئيس السوري بأن لا يقاوم؟
من المؤكد أن البروتوكولات الدبلوماسية لا تسمح لدولة بأن تقدم توصيات مباشرة إلى دولة أخرى، لكن مستوى التعاون والمشاورات بيننا وبين سوريا، والذي تطور خلال سنوات من التعاون الاقتصادي والصناعي والثقافي والسياسي، كان عاليا جدا فلذلك في جميع المشاورات كنا نتحدث بصراحة شفافية فيما بيننا. في ذلك اللقاء الأخير، كان حديثي مع الرئيس السوري مقسما إلى قسمين: عام وخاص. في كلا القسمين كنت صريحًا ودقيقًا، وأوضحت له الظروف وأكدت أن إيران تدعم بقوة وحدة الأراضي السورية وسعادة شعبها واستقرار مؤسساتها الحكومية ونحن ندعم هذه المبادئ الثلاثة التي تعتبر مجموعة مبادئ في تنظيم العلاقات الثنائية. منذ عام 2011، كنا دائما نقترح على الحكومة السورية ضرورة بدء حوار سياسي مع تلك المعارضة التي لا تُنسب إلى الإرهاب.
كيف ترى إيران تأثير هذه التطورات على دورها الإقليمي؟
الجيوسياسية والعمق الاستراتيجي لكل دولة يعتمد على موقعها الجغرافي من النواحي الطبيعية والبشرية والسياسية. طالما لم تتغير الحدود أو يتم تهجير السكان أو تبدل المعطيات السياسية، فإننا لا نتوقع تغيراً في موقعنا. إيران كانت ولا تزال شريكًا موثوقًا به لجيرانها، دون أن تكون لها أطماع في أراضيهم، بل تعمل على تسهيل التبادل التجاري.
أهم ما يميز إيران هو مقاومتها المستمرة لعدة عقود ضد أهداف الكيان الصهيوني، مما يبرز التزامها بالقضية المركزية للعالم الإسلامي ومواجهة الخطر الأكبر على أمن واستقرار غرب آسيا.
ما هو المسار الذي تفضلونه للحوار مع الحكومة القائمة في سوريا؟
القنوات الرسمية والدبلوماسية هي خيارنا المفضل، وهذا يعود إلى وجود التنسيق والضمانات اللازمة وفقًا لاتفاقية فيينا، لحضور الوفد الفني لوزارة الخارجية برفقة الدبلوماسيين المُعينين. سيتم تحديد الأضرار وتقديم تقرير بها إلى المسؤولين السوريين، وكذلك سيتم تجهيز السفارة في دمشق والقنصلية العامة في حلب لتقديم الخدمات من خلال الوفد الفني. وفي الوقت نفسه، ستبدأ المباحثات والتقييمات السياسية من قِبل الدبلوماسيين مع المسؤولين المطلعين وفقًا لمهامهم المعتادة.
ما هو شكل الحكومة الجديدة في سوريا الذي تفضله إيران؟
مثل أي بلد، يجب أن تكون الحكومة انعكاسًا لإرادة الشعب، وشاملة لجميع الفئات المؤهلة لتمثيل المجتمع السوري. يجب أن تسهم في تمهيد الطريق لحوار وطني يضمن وحدة سوريا داخل حدودها السياسية.
اعتقد أن الحكومةً التي تجعل من صون الحدود وممارسة السيادة مع الرضا الاجتماعي على الأراضي السورية أمرًا ممكنًا، فتحصل على عنصرين داخليين أساسيين، كما أن الحكومة التي تسعى لحسن الجوار مع الحفاظ على استقلال القرار في تنظيم العلاقات الدولية فتحصل على عنصرين خارجيين ضروريين للنظام المثالي والشامل الذي يمكن أن ينقذ سوريا.
ما اقتراحكم للبدء في مسار ناجح للخروج من الأزمة وعودة السلام والاستقرار إلى سوريا وإقامة حكومة وطنية؟
في رأيي، هناك عدة خطوات ومراحل يجب مراعاتها:
اولًا؛ على المستوى الداخلي، يجب البدء بحوار وطني سوري ـ سوري بحيث يشعر جميع الشرائح المختلفة والمتنوعة من أبناء الشعب السوري بالمشاركة. وبالتزامن مع هذه الحوارات، يجب التركيز على مساعدة عودة اللاجئين.
ثانيًا؛ على المستوى الدولي، ينبغي عقد مؤتمر بمشاركة جميع الدول المساهمة لإعادة إعمار سوريا وتسوية ديونها، بحيث تساهم جميع الدول التي لها مستحقات لدى سوريا في دعم مستقبل هذا البلد. وفي هذا المؤتمر يتم تحديد الديون وجدولتها، كما تُحدد المساعدات والتعهدات اللازمة. من المهم للغاية أن يتم التركيز بالتزامن مع التقدم نحو الاستقرار السياسي الداخلي على تثبيت الاقتصاد السوري بشكل عاجل وفوري.
الخطوة الأخرى التي يجب اتخاذها لضمان نجاح هذين الإجراءين، هي تفعيل دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن لفرض الالتزام بتحرير الأراضي السورية وإعادتها إلى الشعب السوري. ويجب احترام وحدة الأراضي السورية.
آية الله علي خامنئي، قائد الجمهورية الإسلامية، اتهم دولة أخرى بالسعي لتغيير نظام الأسد، هل كان يقصد تركيا؟ وهل هناك اتصالات بين طهران وأنقرة بشأن مستقبل سوريا؟
إنّ المشاورات بين الدولتين الجارتين، إيران وتركيا، بشأن القضايا الإقليمية كانت ولا تزال قائمة طوال التاريخ الطويل للعلاقات بين البلدين. إنّ زيارتي من دمشق إلى أنقرة تُظهر مقاربة واضحة تعكس مستوى عالٍ من التعاون والمشاورات المستمرة حتى في ظل اختلاف وجهات النظر وتباين التوجهات. هذه المشاورات كانت قائمة طوال السنوات الأخيرة التي بلغت فيها الأزمة السورية ذروتها، من خلال آلية أستانا الثلاثية أو عبر اتصالات المسؤولين في البلدين. لقد شاركنا مخاوفنا خلال العديد من اللقاءات بشأن تأثير التطورات السورية مع نظرائنا الأتراك، ونعتقد أنه لا توجد دولة في جوارها يمكن أن تستغني عن الأخرى، فالأمن بين الجارتين مترابط.
وفيما يتعلق بتصريحات سماحة القائد، أود أن ألفت انتباهكم إلى النص الكامل لكلامه، حيث أكّد على أن “ما يحدث في سوريا هو خطة أميركية ـ إسرائيلية تلعب فيه دولة أخرى دورا واضحا”. ثم أوضح بشكل صريح أن “العامل الرئيسي المُتآمر والمخطط الأساسي وغرفة القيادة موجودة في أمريكا والكيان الصهيوني”.
برأيي، يجب الاستناد إلى النص الكامل لعبارات سماحته لفهم المعنى بدقة، وإلا سنقع في النظرة التبسيطية ونحكم بشكل خاطئ على الرؤية الاستراتيجية لإيران. من المهم ملاحظة أن سماحته أكد على “العبارة الرئيسية” ثلاث مرات. وبالتالي، أعتقد أن التصور الوارد في سؤالكم لا يستند إلى النص الصريح لكلام سماحته.
حول لبنان، أود أن أطرح عليكم سؤالاً يتكرر طرحه خلال الحرب الأخيرة: هل تعتبر إيران فعلاً حزب الله موضوعاً للتفاوض والاتفاق؟
استغربت قليلاً من سؤالكم، لأنكم تعرفون حزب الله أكثر مني. حزب الله كان دائماً جزءاً لا يتجزأ من المجتمع اللبناني، ولعب دوراً حاسماً في التحولات التاريخية للبنان خلال العقود الثلاثة الماضية. كذلك، رؤيتنا لحزب الله كانت ولا تزال مبنية على الإدراك الذي حمله قائده الشهيد ورفاقه. واليوم، مع القيادة الجديدة التي تتولى دفة حزب الله، لا تزال تلك الرؤية حاضرة لدينا.
حزب الله بالنسبة لنا دائماً كان قوة اجتماعية مؤثرة، وقوة عسكرية مدافعة، وحركة سياسية فعالة تسهم في الحفاظ على التماسك الوطني، واستتباب الأمن، ودعم البنية الدفاعية، وتوجيه سفينة لبنان في بحر الأحداث بالتعاون مع بقية اللبنانيين. هذا هو الأساس الذي تنطلق منه رؤيتنا لحزب الله.
بالإضافة إلى ذلك، لعب حزب الله دوراً محورياً بجانب الشعوب المسلمة والقوى العربية في الدفاع عن أرض فلسطين ومقاومة التوسع العدواني وبلا حدود لإسرائيل. هذا هو ما يجمعنا معه. وأعتقد أن جميع شعوب المنطقة مدينة لحزب الله وشعب لبنان على تضحياتهم.
إيران تقف إلى جانب جميع قوى المقاومة في الجبهة المناهضة للصهيونية، وهي بالتأكيد تدعم كافة القوى الإسلامية والعربية التي تنتمي إلى هذا المحور. وأكرر مرة أخرى أن المقاومة ضد الاحتلال والتوسع المستمر لإسرائيل ليست مجرد قضية عقائدية، بل هي واقع مهم وأهم أداة للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة بأسرها.
يوفر اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل مجالا للتحرك لإسرائيل، كيف تقيمون هذا الاتفاق؟
أولا أعتقد أن إسرائيل وافقت على هذا الاتفاق لأنها لم تكن قادرة على تحمل الحرب والمواجهة المباشرة. منذ أكثر من عام، يستهدف الجيش الإسرائيلي الرجال والنساء العزل والأبرياء في غزة بمن فيهم الأطفال والمسنين المرضى والعجزة بأقوى الضربات الممكنة – وهي كارثة القرن المعاصر- وحوّلهم إلى هدفه الرئيسي ويرتكب إبادة جماعية حقيقية. ماذا حققت هذه الوحشية؟ توسيع رقعة الحرب إلى لبنان واليوم إلى سوريا؟ ما هي القيمة المضافة التي خلقتها هذه الهجمات لإسرائيل؟ فسوى “‘إثارة كراهية عامة في العالم” وكشف الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني باعتباره كياناً يرتكب “الإبادة الجماعية” ومجرم حرب ملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية ومدانا من قبل محكمة العدل الدولية، ما هي النتائج التي حققها؟ هذا ثمن باهظ وطويل الأمد يدفعه يهود أصبحوا في أسر فكرة الصهيونية. إن الصهيونة بالأمس متمثلة في غولدا ماير وشارون واليوم متمثلة نتنياهو أساءت استغلال عنصرين هما دين النبي موسى كليم الله والهوية العرقية لليهود. بالنسبة لي، تقديري هو أن نتنياهو الذي ينتهك اتفاق 21 مايو 1974 وقرار مجلس الأمن رقم 360 بشأن وقف الصراع مع سوريا، ولا يعتبر نفسه ملتزماً بأي مبدأ، لن يلتزم بوقف إطلاق النار. لهذا السبب، نعتقد أنه ينبغي للدول أن تقف موحدة وقوية في مواجهة هذه القوة المدمرة والشيطانية، بالاعتماد على مقدراتها الوطنية وقوة شبابها المتحمسین.
هل تساعد إيران على إعادة الإعمار في لبنان؟
أثبتت إيران أنها تساعد لبنان في أصعب الظروف. لقد أظهرت إيران إرادتها الثابتة عندما كانت أزمة الوقود في لبنان قد وضعت اقتصاد البلاد على حافة الإفلاس والانهيار. لا شك في أن الشهيد نصر الله لعب دورا فعالا في تلك الحالة بالذات، لكن بغض النظر عن ذلك فإن الروابط التاريخية والتفاعلات الثقافية بين شعبي إيران ولبنان، على الرغم من المسافة الجغرافية، شكلت أساس تعاطف التاريخي بينهما. منذ ثمانية قرون رسم سعدي الشيرازي، الشاعر الإيراني الذي كان ينشد أشعاره باللغتين الفارسية والعربية، مسار شعبنا بعناية إذ قال:
إن كنت لا تبالي بمحن الاخرين فلا تستحق أن تُسمَّى إنسانا
اتخذت إيران خطوات كبيرة نحو المصالحة مع دول شبه الجزيرة العربية. هل هناك جهود لتطبيع العلاقات مع مصر كذلك؟ وهل التطورات الجديدة لها تأثير عليها؟
إن تأثير التطورات الإقليمية على تنظيم العلاقات بين دول المنطقة واضح، خاصة أن جميع دول المنطقة مرت بتجارب مريرة من التطورات الناجمة عن تدخلات قوى من خارج المنطقة. الأمن والمصير المشتركين لدول المنطقة يحتمان على الحكومات اتخاذ خطوات أساسية في تنظيم علاقات مستقرة و مستدامة. على مدار عقود عديدة، شهدنا أن تطبيق سياسة “فرق تسد” التي انتهجها الاستعمار في القرن التاسع عشر والقوى العالمية في القرن العشرين، ترك تأثيراً مدمراً على التكامل الإقليمي. بعد ذلك، في فترات معينة، كان الفهم المشترك لدينا هو أن تعميق مستوى التعاون البناء يؤدي إلى تحسين مستوى العلاقات الرسمية، مما سيكون له على المدى المتوسط تأثير بناء على التبادلات الاجتماعية لدول المنطقة. من هذا المنطلق، تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض التهديدات داخل المنطقة يمكن أن يؤدي تجاهلها إلى إلحاق أضرار كثيرة بالاستقرار ومسار التنمية لجيراننا الذين جعلوا البرامج الاقتصادية المهمة محور خططهم. ممارسات الجماعات الإرهابية والانفصالية، والمخدرات، والهجرة غير الشرعية، والمشاكل البيئية هي أمثلة واضحة على قضايا لا يمكن لأي دولة حلها بمفردها ودون رفع مستوى الاتصالات السياسية. الآن نشهد أحداثاً مهمة في سوريا. عنصر مدمر في المنطقة، وهو الكيان الصهيوني، يطبق منذ أكثر من عام علناً ودون توقف مشروع “المحو الاستعماري” – وهو تسمية استخدمتها المقررة الأممية المعنية بحالة حقوق الإنسان لوصف تلك الممارسات – فضلاً عن تدمير كافة البنى التحتية الأساسية للحياة في غزة. اليوم، في ظل الأحداث في سوريا، انتهك هذا الكيان اتفاقيات وقرارات مجلس الأمن ويعتدي على سوريا. إن مهاجمة قدرات سوريا الدفاعية والعلمية والتنموية وتدمير المدن والموانئ وخطوط المواصلات وقتل العزل أصبح إجراء روتينيا من قبل هذا الكيان في هذه الأيام وذلك بهدف تصدير مشاكل سوريا إلى دول الجوار والمنطقة. لا يمكن إنكار الأثر المدمر لمثل هذه التصرفات على المصير المشترك لدول غرب آسيا وشمال أفريقيا الكبيرة منها والصغيرة، لذلك، من الحكمة أن تعمل دول المنطقة على تحسين مستوى التعاون وتعميق العلاقات بين الحكومات والشعوب.
يعتقد البعض أن الحكومة الحالية في إيران لديها توجه إصلاحي. تحاول بلادكم تحسين علاقاتها مع الغرب وهي تهتم أيضا بإعادة تفعيل الاتفاق النووي. ما رأيك في هذا الأمر؟
جعلت الحكومة الإيرانية الحالية مبدأ واحداً أساس سياستها الداخلية: “الوفاق الوطني”، وأظهرت أنه بغض النظر عن التنوع في التوجهات السياسية والفروق المذهبية والعرقية، فإنه يمكن تشكيل حكومة موحدة ومتكاملة ودعوة مختلف شرائح المواطنين إلى التعاون في تحديد مصير البلاد. هذا هو نموذج للسيادة الشاملة والذي نطبقه الآن في إيران، وهو نفس النموذج الذي اعتمدناه كأساس لتقديم مشاوراتنا مع البيئة المجاورة، من أفغانستان إلى العراق وسوريا وجميع بلدان غرب آسيا. في امتداد السياسة الداخلية، يلقي هذا الوفاق بظلاله على الدبلوماسية وتنفيذ برنامج سياستنا الخارجية. لذلك، في برنامجنا النووي السلمي، تصرفنا بطريقة ملتزمة ومتعاطفة فيما يتعلق بالقوانين المقبولة، وإذا لم تحدث ممارسات خاطئة فلا نعتزم تغيير سياستنا. حتى عندما تم الاتفاق على خطة العمل الشاملة المشتركة كبرنامج مشترك بيننا وبين مجموعة 5+1، خطونا خطوات كبيرة استناداً إلى روح تلك الخطة والتي كانت قائمة على الإجماع والوفاق. اليوم، لا تزال قلما توجد شكوك في نوايانا. لكن نموذج الوفاق العالمي هذا تضرر عندما قررت الولايات المتحدة الانسحاب منه. حتى الآن ورغم كل الصعوبات حاولنا نحن وبعض الأعضاء الآخرين الحفاظ عليه. من وجهة نظر الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إن إحياء الاتفاق النووي والحفاظ على روح الثقة والوفاق بين كل أعضاء مجموعة 5+1 هو الحل المناسب لبدء مرحلة جديدة وتحقيق نتائج مثمرة.
هل لديكم فكرة عن شكل العلاقات بين طهران وواشنطن عندما يدخل الرئيس الجديد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الشهر المقبل؟
ليس من عادتي أن أحكم على الأمور في فضاء الخيال، بل أهتم بالمؤشرات المنطقية وتحليلها للتقييم والتنبؤ. بشكل عام، علينا أن ننتظر المزيد من المؤشرات حول الولاية الجديدة لترامب. إن مبدأ التغيير والتحول في السلطة في الولايات المتحدة، والذي يطبق من خلال انتخابات كل أربع سنوات، يسمح دائما للإدارات الأميركية بمراجعة سياسات قد تكون ناجحة أحياناً وغير فعالة أحياناً أخرى، وهذا أمر جيد بشكل عام أن يتمكن حكام أي بلد من التخلص من بعض السياسات التي اختارتها أو التوجهات التي فُرضت عليها. من وجهة نظري فإن توجيه علاقات الولايات المتحدة مع إيران طوال العصر الحديث تم على يد سوّاق ورّطوا الركاب باستمرار في تقلبات ومنحدرات. وبالمناسبة، في بعض الأحيان تخلق لعبة أو تجربة غير مكتملة وعياً أكبر يوفر فرصة لاتخاذ قرار شجاع بالتخلي عن نهج ما، ورمي الكرة داخل الحفرة بتسديدة دقيقة. أرى أن القيادة الأميركية في الولاية الرئاسية الـ47 هي استمرار للسير على نفس الطريق الذي سارت عليه منظومة صنع السياسة الأميركية التقليدية، لكن فيما يتعلق بالفترة المقبلة نجد بعض التصريحات والقرارات ينبغي الانتباه إليها في التقييم. على سبيل المثال، عندما يسمع مراقب أنه من المفترض اعتماد الكفاءة في تنفيذ البرامج الحكومية، يسأل نفسه: ما هو شرط الكفاءة؟ هل من المفترض أن تؤخذ الأرباح والخسائر بعين الاعتبار عند تنفيذ البرامج؟ إذا كان الأمر كذلك حقاً، وتم حساب خسائر الولايات المتحدة من المواجهة مع إيران والأخذ في الاعتبار بدقة فائدة تصحيح السياسة، فهو كأن سائق سيارة العلاقات الثنائية يفكر في تغيير الطريق واختيار مسار جديد. وحتى لو كان الطريق الجديد أطول من الطريق القديم الحافل بالتقلبات والمنحدرات، فهو يسمح بتسريع وتيرة الأمور وإيصال المسافرين المتعبين والقلقين إلى وجهتهم بسلام. لكن برأيي علينا أن ننتظر بدقة التحركات العملية، وننتظر الإجابة على سؤال ما إذا كانت الولاية الـ47 للرئاسة الأميركية ستشكل حقبة مميزة في تاريخ هذا البلد؟
اليوم تحظى التطورات الداخلية الإيرانية باهتمام كبير في المنطقة العربية. على سبيل المثال، أمور مثل الحجاب تثير ضجة كبيرة على المواقع الإلكترونية وتهتم وسائل التواصل الاجتماعي بكل ما يحدث في إيران وترصدها، ما رأيك في الأوضاع داخل إيران؟
أنا أنظر إلى القضايا بعناية من داخل هذا المجتمع. عندما أفكر بعمق في أن أفراد المجتمع ينظرون بمسؤولية إلى رسم مصير مستقبلهم ومستقبل أبنائهم؛ أو عندما يشاركون في بناء الخطاب الوطني من خلال طرح آرائهم ووجهات نظرهم المتنوعة، أشعر بالأمل. إنها ديناميكية المجتمع أن يطرح ويبين فيه معظم الناس أراءهم المختلفة فيما بينهم. ومن الطبيعي أن المشرّعين الذين يُنتخبون بشكل مباشر من قبل الشعب، والحكومة التي تشكلت على أساس أصوات أغلبية أبناء البلاد، يقومون بمهامهم في إطار الدستور. ما هي الصورة التي تصنعها قضايا مثل الحجاب، وقبول حالات عدم التوازن القائمة، ونموذج الحكم الناجح، والتمسك بالقيم الأصيلة للثورة، بما في ذلك الحرية والاستقلال، والاهتمام بالقيم الوطنية والدينية، والعديد من القضايا الأخرى التي يتم مناقشتها في المجتمع الإيراني بحيوية؟ أليس الأمر أن مجتمعاً ينوي رسم مسار المستقبل من خلال توظيف تجاربه والمقارنة بين حالات النجاح والفشل لدى شعوب العالم الأخرى؟ لذلك، رغم كل الأخبار الكبيرة والصغيرة، عندما أنظر إلى ديناميكية هذه الحركة، فإنني كوزير الخارجية أشعر بالفخر.
هل هناك رسالة أخيرة تود توجيهها لمنطقة الشرق الأوسط والعالم في ظل التغيرات التي نشهدها؟ إلى من ستوجهها؟ وما فحواها؟
مصير منطقة غرب آسيا يُصنَع من تصرفات وسلوكيات كل دولة في المنطقة؛ ونحن جميعاً نتحمل المسؤولية بشأن منع انزلاق سوريا نحو مصير مرير باختيارات خاطئة في الوضع الصعب الذي يعيشه هذا البلد. هناك قوة مدمرة “تستهدف” سكان هذه المنطقة بوحشية منذ أكثر من عام؛ وقد وضعت تدمير القدرات الدفاعية لدول المنطقة على “جدول أعماله”، ورسمت مهمة لنفسها هي تدمير البنى التحتية العلمية والتعليمية والمواصلاتية والصناعية والرأسمالية، وجعلت انتهاك سيادة الدول «استراتيجية» لنفسها. هذه الممارسات بدأت في غزة، امتدت إلى لبنان، واستهدفت إيران، وفي وقت يجب أن ينعم فيه الشعب السوري بالهدوء ليقوم باختياراته المصيرية، تواصل تطبيق خطتها الخبيثة في الأراضي السورية. إسرائيل تقف بوجهنا جميعا وبوجه جميع شعوب المنطقة. وبغض النظر عما إذا كنا في طهران والقاهرة وبيروت والرياض وأنقرة وأبو ظبي والدوحة وبغداد، يجب أن نعرف أننا مجموعة تاريخية متنوعة ذات لغات متنوعة مثل الفارسية والعربية والتركية والكردية والقبطية والآرامية وعلينا بناء حوار مع بعضنا البعض. لم تعد لغة هذا الحوار مهمة، لكن يجب أن نبحث عن “أساسيات هذا الحوار”. أما بالنسبة للعالم، إن شعوبنا في كل دولة من دول المنطقة تريد السلام والتعاون وتأمل أن تفهم الدول الكبرى هذه الرسالة وتتصرف بمسؤولية بشأن ماضيها. لذلك، أوجه رسالة إلى العالم كما طلبتم، وأقول: “من منظورنا، فإن التعويض عن الماضي هو فرصة يمنحها المستقبل القريب للعالم
النهار العربي
——————————–
================