سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 18 كانون الأول 2024
متابعة التغطيات السابقة
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 17 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: المصاعب والتحديات، أحداث ووقائع 16 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: مهام اليوم التالي، أحداث ووقائع 15 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 14 كانون الأول 2024
سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع سقوط الديكتاتور الفار بشار الأسد في سورية
—————————————
المقابر الجماعية… جرح آلاف العائلات السورية المفتوح/ ضياء الصحناوي
18 ديسمبر 2024
سقط نظام الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول، لتبدأ ولادة سورية الجديدة، كما بدأت تتضح الكثير من الأسرار والخفايا، فظهرت سجون سرية، وسجون تحت الأرض، وهناك أحاديث كثيرة عن مقابر جماعية.
عمل نظام الأسد المخلوع، على مدار 6 عقود، على تحويل سورية إلى سجن كبير لأصحاب الرأي والمفكرين المناهضين لجبروته وظلمه، لكن ما طالعه الناس عبر وسائل الإعلام أخيراً لم يتخيله عقل بشري، إذ لم يكن السوريين يتخيلون أنهم كانوا يسيرون فوق معتقلات تضم أحياء يعذبون، وآخرين قتلوا تحت التعذيب، ولم يكن أحدهم يتوقع أن البلاد تعج بمقابر جماعية حُفرت لتبقى شاهداً على الإجرام والقهر.
ويتواصل الكشف عن مقابر جماعية في مناطق سورية مختلفة، وبعضها تضم عشرات الجثامين لمعتقلين قتلوا إعداماً أو تحت التعذيب. وأظهرت وثائق حصل عليها المرصد السوري لحقوق الإنسان، ونشرها الثلاثاء، مقتل نحو 600 مدني تحت التعذيب في معتقلات النظام السوري السابق بطرق تعذيب وحشية.
ومنذ سقوط نظام الأسد جرى الكشف عن ست مقابر جماعية، من بينها مقبرة القطيفة التي تقع في محافظة ريف دمشق، بالقرب من مركز قيادة الفرقة الثالثة في الجيش السوري، وتشير التقارير إلى أن هذه المقبرة استخدمت لدفن أعداد كبيرة من المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب، والذين جرى نقل جثثهم إليها، بواسطة شاحنات كبيرة، لتدفن في حفر عميقة.
جرى اكتشاف مقبرة ثانية في بلدة نجها بريف دمشق، وهي عبارة عن مقبرتين، إحداهما جديدة والأخرى قديمة، إذ جرى حفر خنادق كبيرة لدفن جثث معتقلين قضوا تحت التعذيب، أو بعد تنفيذ أحكام الإعدام، وتشير معلومات المنظمات وتقارير إعلامية إلى أن شاحنات كانت تستخدم لنقل الجثث إليها.
كما نقلت جثث معتقلين ماتوا تحت التعذيب من مشفى تشرين ومشفى حرستا ومشفى 601 العسكري إلى مقبرة في مدينة حسياء الصناعية، وكانت هذه المقبرة تخضع لحراسة مشددة من قبل الأمن العسكري.
وفي جديدة الفضل، قرب حقل الرمي، حفرت قوات النظام عدداً من المقابر الجماعية، وهي شبيهة بالمقبرة التي حفرها الضابط أمجد يوسف في حي التضامن، وبمقبرة جرمانا. كما كشفت عمليات البحث والتقصي عن مقبرة بالقرب من جسر بغداد بريف دمشق، حيث تم إحصاء وجود نحو 50 جثة معبأة بأكياس خيش حتى اليوم، معظمها من معتقلي سجن صيدنايا.
تواصل منظمات حقوقية العمل على استكشاف المقابر الجماعية
وتشير الأدلة المتاحة إلى أن نظام الأسد هو المسؤول الأول عن هذه المقابر وإدارة عمليات الدفن فيها، وأنه نُقلت جثامين المعتقلين من السجون والأفرع الأمنية إلى هذه المقابر، ودُفنت سراً، وهم في الغالب معتقلون سياسيون تعرضوا للتعذيب أو الإهمال الطبي، وجرى دفنهم في هذه المقابر للتخلص من جثثهم.
وقدم العديد من العسكريين السابقين الذين فروا إلى خارج البلاد شهادات حول عمليات نقل الجثث إلى المقابر، وعن وجود مقابر كثيرة لا يعرف أحد عنها شيئاً. يقول أحد هؤلاء لـ”العربي الجديد” شريطة عدم ذكر اسمه: “كنت شاهداً على نقل الجثث بشكل جماعي على مدار أعوام، إذ كنت أخدم في سجن صيدنايا، وكنا نعبئ الشاحنات بجثث المعتقلين الذين ماتوا في الزنازين أو تحت التعذيب أو بالإعدام، وأبلغني أحد العسكريين الذين كانوا يخدمون معي بأن هناك حفراً كبيرة جهزت مسبقاً لدفنهم، وأنهم يقومون برمي الجثث من الشاحنات فيها. كنا عبيداً مأمورين، لكن مشاهدة تلك الجثث تركت في نفسي ندباً لن أنساها ما حييت”.
في 27 إبريل/نيسان 2024، نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية مشاهد لجنود تابعين لنظام الأسد يقومون بارتكاب مجزرة بحق عدد من المدنيين السوريين وقعت في بداية الثورة عام 2013، وخلفت تلك المشاهد صدمة في الرأي العام العالمي. كان الجنود يدفعون المعتقلين إلى حفرة بحي التضامن في دمشق، ثم يقومون بإطلاق النار عليهم، ومن بعدها إشعال إطارات السيارات فوق جثثهم، قبل طمر تلك الحفرة.
لكن هذه المشاهد لم تحرك ساكناً لدى المجتمع الدولي أو العربي، وتناساها كثيرون بعد أسابيع قليلة، وكأنها لم تكن، لكنها فتحت أعين السوريين على قضية المقابر الجماعية، لتبدأ جهات ومنظمات حقوقية البحث حولها، من دون أن تتكلل تلك المساعي بالنجاح، بسبب رفض النظام إفساح المجال لأية جهة حقوقية للتحقيق.
وفور سقوط النظام، ظهر معتقلون على قيد الحياة، بعد أن كان ذووهم يظنون أنهم ماتوا في المعتقلات، بينما خاب ظن آخرين بعد طول انتظار، حين اكتشفوا أن ذويهم من المعتقلين ماتوا إعداماً أو تحت التعذيب قبل سنوات.
بين أكوام التراب وبقايا العظام، يمشي علي الحسين بخطوات ثقيلة، تتفحص عيناه كل شبر من الأرض بحثاً عن أي دليل حول مصير صديقه محمد حسن الذي اختفى في سجن صيدنايا سيء الصيت قبل اثنتي عشرة سنة. وصل الحسين إلى مقبرة جماعية تضم نحو خمسين جثة، بالقرب من طريق مطار دمشق الدولي، حاملاً صورة باهتة لصديقه الذي كان شاباً حين اعتقاله.
اعتقل محمد في عام 2012، على يد عناصر من الأمن العسكري في درعا، وأودع “سجن الفرع 215″، وآخر خبر وصل عنه كان أنه شوهد في سجن صيدنايا، ثم انقطعت أخباره بشكل كامل. وكان علي يأمل أن يجد في المكان إجابة حول مصير صديقه المجهول، بعد أن يأس من إيجاده بين المحررين من سجون النظام. يقلب في المكان عسى أن يجد بين الجثامين ما يثبت أن محمداً لا يزال على قيد الحياة، أملاً في أن لا يعود إلى والدة صديقه خائباً حزيناً خالي الوفاض.
يقول الحسين لـ”العربي الجديد”: “فقدنا الكثير من الأحباب، ووصلت أوراق ووثائق إلى أهلهم تثبت وفاتهم في المعتقلات، لكن هناك آخرين ظل الأمل معلقاً أن يخرجوا أحياء، ومنهم صديقي محمد الذي ناشدتني والدته البحث عنه في سجن صيدنايا، لكني لم أجده بين الخارجين الأحياء. سمعت أن مقبرة جماعية اكتشفت على طريق المطار، فرافقت الذاهبين إلى هناك على أمل إيجاد أي خبر عن محمد، لكن لا شيء يدل على هويات أصحاب هذه الجثامين. كنت أتمنى أن أزف البشارة لوالدته وشقيقه، وأن أشاركهم فرحة العودة والتحرير التي أطفأتها مشاهد الجثث المعبأة في أكياس من الخيش، والتي ضاعت معالم أصحابها. لكني لم أوفق بإيجاده بين المحررين ولا بين الجثث المكتشفة”.
يؤكد كثيرون وجود الكثير من الجثامين في المقابر الجماعية التي يتوقع وجودها في بقع مختلفة من البلاد، والتي تضم آلاف الضحايا الذين سقطوا ضحايا العنف والحرب. كل جثة تحمل قصة، وشهادة على حجم المعاناة التي عاشها الشعب السوري، فخلف بقايا كل هيكل عظمي، هناك أسرة فقدت عزيزاً، وقلب ينزف ألماً وحسرة.
تواصلنا مع بعض الفرق والمنظمات التي بدأت العمل على استكشاف المقابر الجماعية، لكن العمل ما زال في بدايته، وهم يعتمدون على معلومات من شهود عيان، أو على المعلومات المتوافرة سابقاً، ويستعينون بجهود بعض الناشطين في المجال الإنساني.
عظام بشرية في مقبرة جسر بغداد. 16 ديسمبر 2024 (أمين سانسار/الأناضول)
وخلف اكتشاف هذه المقابر الجماعية تأثيرات عميقة في نفوس أهالي الضحايا، والمجتمع السوري بشكل عام، ويعتبر إنشاء المقابر الجماعية ودفن آلاف الأشخاص فيها جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية، وينبغي ملاحقة المسؤولين عن هذه الجرائم، وتقديمهم إلى العدالة.
كما تعتبر المقابر الجماعية السورية شاهداً إضافياً على حجم الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب السوري، ومدعاة للمجتمع الدولي لبذل مزيد من الجهود لكشف الحقيقة ومحاسبة الجناة، وضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم في المستقبل.
ويضع القانون الدولي الإنساني قيوداً صارمة على التعامل مع الجثامين في أوقات النزاع المسلح، إذ يحظر بشكل قاطع أي انتهاك لكرامة الموتى. بينما تعتبر المقابر الجماعية انتهاكاً صارخاً لهذه القوانين، خاصة عندما تكون ناتجة عن أعمال عنيفة، أو إعدامات خارج نطاق القضاء.
وتحمي اتفاقيات جنيف ضحايا الحرب، وتنص على ضرورة التعامل باحترام مع جثث القتلى ودفنهم بكرامة، وتجعل هذه الاتفاقيات من جريمة الحرب جريمة ضد الإنسانية، وتطالب بمحاكمة مرتكبيها.
ولتوثيق المقابر الجماعية أهمية قصوى في ضمان محاسبة الجناة، وتقديم الأدلة اللازمة لمحاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم، وكذا حماية حقوق وكرامة الضحايا، وتكريم ذكراهم، ومنح أهلهم الحق في معرفة مصيرهم. وتشمل أبرز التحديات التي تواجه التحقيقات في المقابر الجماعية نقص الشهادات بسبب مرور الوقت، أو تدمير الأدلة، أو خوف من كانوا شهوداً من الملاحقة والمساءلة، أو تعرضهم للتهديد.
——————-
قصره الصيفي تحول إلى متحف تعمه الفوضى.. أين هرب “الشبح” ماهر الأسد؟/ إبراهيم درويش
18 كانون الأول 2024
نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا أعده ريتشارد سبنسر وأوليفر مارسدين قالا فيه إن البحث جار عن “الشبح” شقيق بشار الأسد. وقالا إن ماهر الأسد ترك خلفه قصورا وشبكة من الأنفاق عندما هرب من سوريا. ففي مجمع الحرس الجمهوري بجديدة الشيباني كان السكان يحزمون أمتعتهم. كانت الشاحنات تُحمل بالأثاث والفراش حتى آخر مرتبة وتنقل عبر التلة. فقد كان حرس النظام السابق يحملون أمتعتهم ويرحلون باتجاه المناطق الساحلية، معاقل الطائفة العلوية. وقد وعد حكام سوريا الجدد أنهم سيحاسبون ويعتقلون فقط من تلطخت أيديهم بالدماء، لكن الكثير من الناس لا يصدقون الوعد ويهربون.
واختفى معظم المقربين من بشار الأسد، وعلى رأسهم شقيقه ماهر والذي يعتبر على رأس قائمة المطلوبين الآن في سوريا. وقاد ماهر الأسد الذي كان يعتبر القائد الفعلي للجيش عمليات القمع في المراحل الأولى للاحتجاجات المطالبة بتغيير سلمي في البلاد. وهو مقرب من إيران ويعتقد أنه مارس على شقيقه الضغوط طوال الحرب لعدم تقديم تنازلات.
وكان ماهر الأسد من بين أكثر الشخصيات فسادا في النظام، حيث كان يسحب الأموال من خزائن الدولة إلى حسابات الأسرة، ثم أشرف لاحقا على أكثر الصناعات المدرة للربح في سوريا، وهي صناعة المخدرات، وبخاصة الأمفيتامين والكبتاغون.
ونقلت الصحيفة عن حسن عيد، 32 عاما، وهو واحد من العديد من السوريين الذين جاءوا إلى منازل ماهر الأسد الفخمة الواقعة شمال دمشق بعد سقوط النظام، قوله: “ماهر يشبه الشبح الكبير المخيف”. وأضاف وهو يركل بعض صناديق ساعات أوميغا الفارغة: “اسمه يشبه قصة رعب، كان مثل مصاص دماء كبير، باستثناء أنه كان يمتص الدولارات”.
وتقول الصحيفة إن ماهر الأسد ظل في دمشق مع تقدم المقاتلين التابعين لهيئة تحرير الشام من إدلب نحو الجنوب. وبحسب روايات لم يتم التحقق منها، فقد شوهد آخر مرة في مشادة كلامية مع شقيقه بشار في مطار المزة العسكري. وكان ماهر يخطط لتنظيم دفاع أخير عن مدينة حمص، الواقعة على بعد ساعتين شمال دمشق، وفي صباح يوم 7 كانون الأول/ديسمبر أطلع شقيقه على الوضع. وعندما لم يتمكن من الوصول إلى الرئيس مرة أخرى في فترة ما بعد الظهر لحقه إلى المطار، حيث كان بشار يهم بركوب طائرة لنقله إلى القاعدة الجوية الروسية في حميميم، والتي طار منها إلى موسكو. وعندما أدرك الجيش أن الرئيس تخلى عنهم انهارت المقاومة الأخيرة.
ونفى العراق التقارير التي قالت إن ماهر هرب إلى بغداد، مع أنه يدرس ما يجب عمله مع آلاف من قوات النظام الذين عبروا الحدود من أجل الحصول على اللجوء.
وتقول الروايات الأكثر مصداقية إن ماهر، مثل أخيه، شق طريقه إلى موسكو، حيث استثمرت عائلة الأسد عشرات الملايين من الدولارات في العقارات هناك.
وتعلق الصحيفة أن ماهر وزوجته منال اعتادا على الحياة الفارهة رغم تدهور الوضع والفقر في سوريا بسبب الحرب والفساد.
وفي منزلهما الصيفي على قمة الجبل، ترك اللصوص الذين دخلوا وراءهم الفوضى، وبقايا الطعام.
وفي مكتب ماهر، كان هناك قرص دي في دي للمغنية جنيفر لوبيز على المكتب بجوار ملصق ممزق لبشار وحزمة من حبوب فيتو أندرو، وهو مكمل غذائي قوي وطبيعي 100% للصحة وتعزيز الطاقة الجنسية، وبحسب الوصف على الصندوق فهو: “يطلق العنان للحصان بداخلك”.
وفي الطابق السفلي، سلم مخفي خلف باب معدني مقفل يقود من مرآبه إلى غرف ومخازن تحت الأرض. وكان هناك مصعد سلم مزود بأزرار فضية ومقعد جلدي مبطن وزر إيقاف طوارئ أحمر، لاستخدام من لا يريدون المشي. وانتشرت في المخازن صناديق فارغة من العلامات التجارية الفاخرة، علب ساعات لونغين، وروليكس وكارتييه. وانتشرت على الأرض زجاجات فودكا محطمة. وفي أماكن أخرى كانت هناك عبوات مسدسات فارغة. ونهب السوريون الذين وصلوا أولا كل شيء عندما فر النظام.
كان غيث كمال الدين، 19 عاما، يدفع مع أصدقائه عربة باتجاه الحائط ثم يضعون صندوقا خشبيا مكسورا فوقها، ثم تسلق غيث ورفع رأسه عبر الفتحة التي كانت توجد بها فتحة التهوية، كانت الغرفة المجاورة فارغة. وقال غيث: “جئنا للزيارة، إنه أشبه بمتحف الآن”. وفي الطرف البعيد، عند مدخل فتحة كانت تقود مباشرة إلى التل، تدفق ضوء الشمس بشكل غير متوقع عند فتحها. ومن الخارج، كان من الواضح أن الفتحة كانت تقع فوق مدخل أكبر، واسع بما يكفي لمرور شاحنة. وكان هناك طريق متعرج ينزل إلى الوادي أدناه. وعلى بعد عشرة أميال في ضاحية يعفور الراقية، الشهيرة بإسطبلات الخيول والمنازل التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، كان هناك مصعد آخر يؤدي إلى المزيد من الغرف تحت مسكن زوجة ماهر، منال.
ومرة أخرى، كانت هذه الغرف مزودة أيضا بنفق يقود إلى سفح الجبل وفتحة هروب. ولكن الفارق هنا، أن صناديق المسدسات والساعات الفارغة استبدلت بصناديق ملابس نسائية. أما الملابس نفسها فقد اختفت، ولم يتبق سوى مئات الصور العائلية لمنال وأطفال الزوجين الثلاثة.
كانت زوجة ماهر، منال الجدعان، من عائلة سنية ثرية، مثل عائلة زوجة بشار الأسد، أسماء. وقد ظهر في الصور: نادي الخيول واللقاءات العائلية والرحلات إلى سي وورلد، حيث كان الأطفال يركبون الدلافين. وشاركت ابنتاها شام وبشرى في مسابقات وطنية للقفز على الحواجز، وحصدتا في معظم الأحيان جميع الجوائز. ولم يكن هناك سوى صورة واحدة لماهر نفسه.
وكان “السياح” ومعظمهم ممن عاشوا الفقر والتشرد أثناء الحرب الأهلية ينظرون بفضول، وقال أحد الرجال: “لو غادروا في عام 2012 أو حتى عام 2015، لكانوا قد غادروا بكرامة. ولكن على هذا النحو لا توجد كرامة على الإطلاق”. وفي سجل دفتر الزوار بمنزل البواب، سجلت كل مرة كانت منال وأطفالها يدخلون ويخرجون. وكانت آخر مرة دخلوا فيها في 29 تشرين الثاني/نوفمبر في الساعة التاسعة مساء. وربما كانت عائلات القادة قد غادرت إلى موسكو، عندما اتضح مستوى الأزمة التي تواجه البلاد.
ونظر لماهر، الشقيق الأصغر وباسل الأكبر في العائلة بأنهما “رجلا العائلة”. أما بشار، المثقف والعصبي، فقد ورث مملكة والده عند مقتل باسل في حادث سيارة في طريق المطار عام 1994.
وقاد ماهر الفرقة الرابعة في الجيش، التي تولت مهمة قمع الانتفاضة في عام 2011 بالقوة. ويعتقد فيما بعد أنه كان متورطا بشكل مباشر في هجمات الأسلحة الكيماوية التي شنها النظام، حيث أصدرت فرنسا بالفعل مذكرة اعتقال بحقه. والآن يعمل عدد من المحققين السوريين والغربيين على وضع خطط للملاحقة القضائية الدولية.
وإذا غادر ماهر روسيا الآمنة ولكن المحدودة، فمن المحتمل أن يواجه الاختيار بين محكمة دولية أو أي نظام عدالة يضعه حكام سوريا الجدد. وربما فضل البقاء حيث هو.
القدس العربي
—————————
تمديد الهدنة في الشمال وإعادة تشغيل مطار دمشق
18 ديسمبر 2024
تعيش سورية مرحلة انتقالية في هذه الفترة، آملة أن تنقلها إلى مرحلة الاستقرار والحفاظ على مكتسبات الثورة بعد سنوات عجاف عاشتها مع نظام بشار الأسد الاستبدادي، قبل أن يسقطه السوريون وينتهي به المطاف فاراً إلى موسكو. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية تمديد الهدنة بين تركيا و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) حول مدينة منبج، شمالي سورية، حتى نهاية هذا الأسبوع. وقالت الخارجية الأميركية: “نريد تمديد وقف إطلاق النار في منبج لأطول مدة ممكنة”. وأضافت: “نتواصل مع تركيا بشأن الوضع في شمال سورية، وعملنا على التوصل إلى وقف إطلاق النار في منبج”.
وأعيد اليوم، الأربعاء، تشغيل مطار دمشق الدولي، حيث أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بإقلاع أول طائرة مدنية من مطار دمشق إلى مطار حلب بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. يأتي ذلك بينما تحذو المزيد من الدول الغربية والجمعيات الدولية حذو واشنطن في التواصل مع القيادة السورية الجديدة، إذ قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، أمس الثلاثاء، إن التكتل سيجري اتصالات مع القيادة السورية الجديدة ويستأنف عمل بعثته هناك، بحسب ما نقلت “رويترز”.
وعلى وقع العدوان الإسرائيلي المستمر على سورية منذ سقوط نظام الأسد، طالب القائد العسكري لهيئة تحرير الشام مرهف أبو قصرة، أمس الثلاثاء، المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الغارات والتوغل الإسرائيلي، مؤكداً أن بلاده لن تكون منطلقاً لأي “عداء” تجاه أي من الدول. وفي مقابلة مع “فرانس برس” في مدينة اللاذقية الساحلية، قال أبو قصرة: “نرى أن القصف الإسرائيلي على المواقع العسكرية والتوغل الذي حصل في الجنوب السوري هو جائر.. وهذا كله تراب سوري”، وطالب “المجتمع الدولي بإيجاد حل لهذا الأمر”، مضيفاً: “نوصل رسالة إلى الجميع، وهي أن سورية لن تكون منطلقاً لأي عداء.. ومشكلات دولية أو إقليمية”.
يأتي هذا في وقت توغلت القوات الإسرائيلية بعمق تسعة كيلومترات داخل ريف درعا في جنوب سورية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد إن “القوات الإسرائيلية دخلت قرية كويا وسد الوحدة التاريخي القريب من الحدود السورية-الأردنية، وتمركزت في مواقع استراتيجية، بعد تحذيرات للسكان بتسليم السلاح في المنطقة”.
————————
الأكراد يلوحون بورقة سجون مقاتلي “تنظيم الدولة” لضمان مساعدة أمريكا ومنع النشاطات التركية ضدهم
إبراهيم درويش
18 كانون الأول 2024
أشار مسؤولون أمريكيون إلى “قنبلة موقوتة” في السجون التي يعتقل فيها أتباع تنظيم الدولة الإسلامية في مناطق يسيطر عليها أكراد سوريا.
في تقرير أعده روبي غريمر وبول ماكليري نشرته مجلة “بولتيكو” يخشى المسؤولون من محاولة المعتقلين في السجون الهروب منها. وهناك الآلاف من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وعائلاتهم المعتقلين في سجون مؤقتة، تحت حراسة قوات كردية مدعومة من الولايات المتحدة بأسلحة محدودة.
وكان من المفترض أن تكون معسكرات الاعتقال هذه مؤقتة، لكن بلدانهم الأصلية لا تريد عودتهم.
وتضيف المجلة إلى أن الوضع هو عبارة عن أزمة ظلت تغلي على بطء حتى سقوط رئيس النظام السوري بشار الأسد، الأمر الذي أدخل البلاد في مستقبل غير مؤكد.
وبحسبها فقد تتوقف عودة تنظيم الدولة الكاملة على ما إذا كانت الولايات المتحدة ومجموعة من الحلفاء الضعفاء قادرين على منع هروبهم.
وقال أحد كبار المسؤولين الأمريكيين في مكافحة الإرهاب، طلب عدم الكشف عن هويته: “عادة ما أكره هذه الكليشيهات، لكن هذا أقرب شيء إلى قنبلة موقوتة. إذا لم توقف تركيا هذه الهجمات على [قوات سوريا الديمقراطية]، فقد نواجه هروبا هائلا من السجن”.
وتأتي التطورات في سوريا في لحظة حرجة بالنسبة للمنطقة والولايات المتحدة، مع تولي إدارة جديدة على وشك تولي السلطة والتي تعد بمساعدات أجنبية أقل. وقال الجنرال المتقاعد وقائد القيادة المركزية السابق، جوزيف فوتيل “هذا بالأساس هو جيش إرهابي في السجن””.
ومع أن غالبية مقاتلي تنظيم الدولة المعتقلين هم من العراق أو سوريا، فإن عددا آخر منهم جاءوا من أوروبا وآسيا الوسطى وأمريكا الشمالية، بما فيها الولايات المتحدة.
وقد ترددت بعض الدول في إعادة السجناء، مما أدى إلى حالة من الغموض القانوني استمرت لسنوات لنحو 9,000 من مقاتلي التنظيم المتمرسين في المعارك وحوالي 50,000 شخصا آخر، بمن فيهم الزوجات والأطفال. ودعمت الولايات المتحدة الجماعات الكردية التي تطلق على نفسها “قوات سوريا الديمقراطية”، والتي تنظر إليها تركيا، عضو الناتو بالجماعات الإرهابية التي تهدد أمن أراضيها. وشنت قواتها بالوكالة في سوريا عدة هجمات واسعة ضد قوات سوريا الديمقراطية منذ أن فقد الأسد السلطة هذا الشهر.
وتقول المجلة إن التوتر الحالي أدى إلى إرهاق القوات الكردية التي تقاتل الجماعات السورية المعارضة الموالية لتركيا وبقايا تنظيم الدولة.
وترى المجلة أن هناك إمكانية للتوصل إلى صفقة، حيث تسعى قوات سوريا الديمقراطية إلى تمديد وقف إطلاق النار لكن التوصل إلى اتفاق أمر ممكن. إذ تسعى قوات سوريا الديمقراطية إلى تمديد وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرا بين مقاتليها والمقاتلين الموالين لتركيا في مدينة منبج شمال – شرقي سوريا.
وقد سافر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مؤخرا إلى أنقرة لمناقشة وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر: “إننا نواصل التواصل مع قوات سوريا الديمقراطية، ومع تركيا بشأن التقدم إلى الأمام” و “لا نريد أن نرى أي طرف يستغل الوضع غير المستقر الحالي لتعزيز مصالحه الضيقة على حساب المصلحة الوطنية السورية الأوسع”.
ونقل الموقع ما نشره قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي على موقع إكس من أن قواته تتطلع للأمام واستمرار المحادثات وتوسيع وقف إطلاق النار وإنشاء منطقة منزوعة السلاح: “مع إعادة توزيع قوات الأمن تحت إشراف ووجود الولايات المتحدة”. ويوجد حوالي 900 جنديا أمريكيا في سوريا لتدريب قوات سوريا الديمقراطية. وقال مسؤولون في البنتاغون إنه لا توجد خطة لإرسال المزيد أو تغيير مهمة أولئك الموجودين هناك الآن. لكن الولايات المتحدة قد لا ترغب في تولي زمام المبادرة في معالجة الأزمة السورية، خاصة بعد تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه الشهر المقبل.
وبحسب جيمس جيفري المبعوث الخاص السابق إلى سوريا في عهد إدارة ترامب الأولى، “نميل إلى رؤية جميع حروب مكافحة الإرهاب على أنها لا تنتهي أبدا” و “صدقني، ترامب لا يرى الأمر بهذه الطريقة”. وقال جيفري إنه يعتقد أن القوات الكردية تستطيع السيطرة على السجون في سوريا، سواء بوجود أمريكي بسوريا أو عدمه.
وصرح أن الأكراد على استعداد للعمل مع القوات المدعومة من تركيا في شمال سوريا، كما تواصلوا مع الحكومة الجديدة في دمشق، فهذه الحكومة، على الرغم من أنها تتكون من تكتل مترابط من الفصائل الإسلامية التي تلتصق ببعضها البعض في الوقت الحالي، ليست صديقة للدولة الإسلامية.
لكن الجميع في واشنطن غير متفقين، فقد انتقد حلفاء الرئيس جو بايدن في الكونغرس أنقرة لعدم منع وكلائها من شن هجمات على قوات سوريا الديمقراطية، مما أدى إلى تعقيد استجابة الإدارة الحالية. وقال السناتور الديمقراطي عن ميريلاند وعضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، كريس فان هولين: “إذا أردنا التأكد من حراسة هذه المعسكرات بشكل صحيح، فنحن في الولايات المتحدة بحاجة إلى تزويد الأكراد السوريين بضمانات بأننا سنمنع تركيا من مهاجمتهم” و “عندما تدعم تركيا هجمات الجيش الوطني السوري ضد الأكراد، فإن الفائز الأكبر هوتنظيم الدولة”.
وأكدت المجلة أن القوات الأمريكية في سوريا قد تواجه تهديدا جديدا إذا انهار النظام في المعسكرات التي يحتجز فيها مقاتلو تنظيم الدولة وعائلاتهم. وقالت كارولين روز، الخبيرة في شؤون سوريا في معهد نيو لاينز، وهو مركز أبحاث متخصص في السياسة الخارجية: “هذا أمر يمكن أن يتفكك بسرعة. إن المخاطر المحتملة لا تهدد شركاء واشنطن فحسب، بل وأيضا الجنود الأميركيين الموجودين على الأرض الذين يقومون بهذه المهمة الإرشادية والمساعدة”.
ونفذت الولايات المتحدة، خلال الأسبوع الماضي عشرات الغارات الجوية ضد مواقع قالت إنها لتنظيم الدولة مستهدفة قيادة المجموعة.
كما زار قائد القيادة المركزية الجنرال إريك كوريلا القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، سوريا والتقى بمقاتلي قوات سوريا الديمقراطية قبل أن يتوجه إلى بغداد للقاء القادة العراقيين. وقال كوريلا في بيان: “بدون شك علينا ألا نسمح لتنظيم الدولة إعادة تشكيل نفسه والاستفادة من الوضع الحالي في سوريا ويجب أن تعلم جميع المنظمات في سوريا أننا سنحاسبها إذا تعاونت مع تنظيم الدولة أو دعمته بأي شكل من الأشكال”.
القدس العربي
——————————-
بيدرسون يدعو لانتخابات “حرة وعادلة” في سورية عقب المرحلة الانتقالية
18 ديسمبر 2024
دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون، لإجراء انتخابات “حرة وعادلة”، بعد انتهاء المرحلة الانتقالية، بعد نحو ثلاثة أشهر، فيما أعلنت المفوضية الأوروبية عن توجه أوروبي لرفع بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية. ويأتي ذلك في ظل تقاطر وفود دولية إلى دمشق، بعد إسقاط النظام السوري، للاجتماع مع الإدارة السياسية الجديدة والاطلاع على خططها المستقبلية.
وقال بيدرسون، في حديث لصحافيين في دمشق اليوم الأربعاء: “نرى الآن بداية جديدة لسورية (…) التي ستتبنى دستوراً جديداً يضمن أن يكون بمثابة عقد اجتماعي جديد لجميع السوريين، وأننا سنشهد انتخابات حرة ونزيهة عندما يحين ذلك الوقت، بعد الفترة الانتقالية”، معتبراً في الوقت نفسه أن هناك “حاجة لمساعدة إنسانية فورية” في سورية تمهيداً “للتعافي الاقتصادي، ونأمل بأن نرى بداية عملية تنهي العقوبات”، كما عبّر عن أمله بالتوصل إلى “حل سياسي” مع الإدارة الذاتية الكردية.
وفي السياق، أعلن رئيس “الائتلاف الوطني السوري” هادي البحرة أنه سيعود إلى سورية وسيجري افتتاح مقر للائتلاف هناك، وذلك عقب سقوط النظام السوري. وقال البحرة، خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم في تركيا إن الائتلاف سيعود إلى سورية ويقيم مقرًا هناك، وأنه شخصيا ينوي العودة أيضًا، لافتا إلى أن ممثلي الائتلاف لم يلتقوا قائد “إدارة العمليات العسكرية”، أحمد الشرع حتى الآن، لكنهم أجروا اتصالات مع حكومة تسيير الأعمال وأطراف قريبة منه.
وشدد البحرة على أن حكومة تسيير الأعمال التي تشكلت في دمشق قبل أيام “يجب أن تكون ذات مصداقية، وألا تستبعد أي طرف سوري أو تقوم على أساس طائفي”، داعيا إلى دعم هذه الحكومة التي ستمارس عملها حتى مارس/ آذار من عام 2025، ليتم بعد ذلك تشكيل حكومة انتقالية شاملة، تضمن مشاركة جميع السوريين في تشكيل مستقبل بلدهم.
ولفت البحرة إلى المشكلات الهائلة التي تواجه سورية اليوم بعد سقوط النظام، وضرورة منح السلطات الجديدة الوقت الكافي لترتيب أمورها والتركيز على الأولويات، ودعا الإعلاميين إلى عدم تضخيم الخلافات، وأن يكونوا عاملا مساعدا لتحقيق لحمة السوريين.
واقترح رئيس الائتلاف تشكيل “جمعية تأسيسية” موسعة تكون بمثابة سلطة تشريعية في الفترة المؤقتة تتولى إصدار أو تعديل القوانين، بدل الاستناد إلى دستور وقوانين النظام السابق. كما تتولى الجمعية وضع الدستور الجديد للبلاد، يتم بموجبه إجراء الانتخابات سواء البرلمانية أم الرئاسية، “وبذلك تنتهي المرحلة الانتقالية، وننتقل إلى حكم دائم”.
واعتبر البحرة أنه بهذه الخطوات يمكن ضمان تأييد المجتمع الدولي الذي يراقب ما يجري، ما يتيح رفع العقوبات وتدفق الاستثمارات إلى البلاد.
وكانت الإدارة السورية الجديدة قد أعلنت في 10 ديسمبر/ كانون الأول الجاري عن تكليف محمد البشير برئاسة حكومة انتقالية لتسيير شؤون البلاد بعد إسقاط النظام السوري. وقال البشير إنه جرى تكليفه بتولي رئاسة حكومة انتقالية في سورية حتى أول مارس/ آذار 2025.
فون دير لاين: الاتحاد الأوروبي سيعيد النظر بشأن بعض العقوبات المفروضة على سورية
في الأثناء، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، اليوم الأربعاء، إنّ الاتحاد الأوروبي قد يفكّر في رفع بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية لتسهيل إعادة إعمار البلاد. ويشار إلى أنه إلى جانب استهداف الاتحاد الأوروبي للأفراد، فقد فرض حظراً واسعاً على الاستيراد والتصدير، كما فرض قيوداً على الخدمات المالية للضغط على النظام السوري السابق، بسبب انتهاكاته حقوق الإنسان.
وتشمل العقوبات الأوروبية فرض حظر على تصدير مجموعة واسعة من المنتجات، مثل المعدات التقنية والإلكترونية ووقود الطائرات والمعدات المستخدمة في صناعتي النفط والغاز، من التكتل إلى سورية، بالاضافة إلى حظر استيراد النفط والمنتجات البترولية السورية، وفرض قيود على القروض والتجارة. وقالت فون دير لاين لنواب البرلمان الأوروبي لدى اجتماعهم في مدينة ستراسبورغ بفرنسا إن الاتحاد الأوروبي يعتزم دعم إعادة إعمار سورية في حال أوفت القيادة السورية الجديدة بوعودها.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية استعداد دول الاتحاد للمساهمة في إعادة إعمار سوريا، من خلال نهج “خطوة بخطوة”، معتبرة أنّ سقوط نظام بشار “تحرير” بالنسبة إلى الشعب السوري. وأضافت: “رأينا الصور المفجعة من سجون الأسد. كان يجري احتجاز العديد من الأبرياء وتعذيبهم وقتلهم هناك. أبرياء كانوا يُسجنون لمدة 14 عاماً، بسبب منشور على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وتابعت: “بعض الخطوات الأولى التي اتخذتها القيادة الجديدة مشجعة، وقضايا مثل تشكيل حكومة شاملة، وحماية الأقليات، ومواصلة القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي ستكون مهمة في المستقبل”. وتطرقت فون دير لاين إلى قضية عودة اللاجئين السوريين لبلادهم، مشيرة إلى أن الظروف ليست ناضجة بما فيه الكفاية بعد. واستطردت: “بالنسبة إلى السوريين الذين قرروا العودة لديارهم، فإن أوروبا مستعدة لدعمهم في كل خطوة”. وأكملت: “سورية ملك لكل شعبها، بما في ذلك الفارون من وحشية الأسد، ومن حقهم جميعاً أن يتحكموا في مستقبل البلاد”.
العربي الجديد
—————————
معتقل سابق يروي لـ”العربي الجديد” فظائع من سجون بشار الأسد/ محمد كركص
18 ديسمبر 2024
حُرر حمدو عبد الحكيم سليمان المنحدر من مدينة كفرنبل جنوبي محافظة إدلب، في السادس من ديسمبر/ كانون الأول العام الجاري 2024، من سجن السويداء المركزي جنوبي سورية، بعد دخول مقاتلي المعارضة إلى السجن، إثر انسحاب قوات الأسد حينها من المنطقة إلى العاصمة دمشق، وذلك بعد 13 سنة وخمسة أشهر قضاها في سجون نظام بشار الأسد المخلوع، التي تعرض فيها لأنواع متعددة من التعذيب لإرغامه على الاعتراف بأشياء لم يفعلها، كما يروي قصة إعدام جماعي داخل سجن صيدنايا (سيئ السيط)، وطُرق التعذيب داخل الأفرع الأمنية في العاصمة السورية دمشق.
يقول حمدو عبد الحكيم سليمان، المنحدر من مدينة كفرنبل، شمال غربي سورية، لـ”العربي الجديد”: “تم اعتقالي من قبل قوات الأسد في السابع من يوليو/ تموز عام 2011، عند حاجز للأمن العسكري ضمن كفرنبل، وتم نقلي إلى معمل السجاد في المدينة الذي تحول إلى ثكنة عسكرية للجيش حينها، ومن هناك تم نقلي إلى فرع الأمن العسكري في مدينة إدلب (مركز المحافظة)، وبعدها جرى نقلي إلى الفرع 291، ضمن المربع الأمني في منطقة كفرسوسة التابع لشعبة المخابرات العسكرية في العاصمة السورية دمشق، ثم إلى فرع 235 (فرع فلسطين)، وبعدها إلى فرع 48 في دمشق”.
ويضيف سليمان: “لم يتم التحقيق معي في فرع فلسطين، ولكن تم التحقيق معي في فرع الأمن العسكري في مدينة إدلب، وفرع 291، وبعد ذلك تم ختم الضبط وإحالتي إلى عدة أفرع، بقيت في حالة التنقل بين الفروع هذه حوالي شهرين، ثم نُقلت إلى سجن صيدنايا حيث قضيت هناك عشرة أشهر”. وتابع: “الحمد لله، كتبت لي النجاة، وتمت إحالتي من سجن صيدنايا إلى سجن السويداء”.
وأشار سليمان، إلى أنه “في سجن صيدنايا، كانت الأوضاع سيئة للغاية. فالأهالي الذين سُمح لهم لفترة قصيرة بأن يزوروا أببناءهم في السجن، لاحظوا أن المعتقلين في حالة مزرية، حيث كانوا يعانون من سوء التغذية وآثار التعذيب والمعتقلون كانوا عبارة عن جلد وعظام فقط، فبدأ الأهالي بالاعتصام أمام السجن لمدة خمسة أو ستة أيام مطالبين بالإفراج عن أبنائهم، وكان هناك ملاحظة من الأهالي عن وجود رائحة موتى في محيط السجن في تلك الفترة، ودفن الجثث في مقابر جماعية بالقرب من السجن”.
وأوضح سليمان أن “مدير السجن السابق في تلك الفترة، طلعت محفوظ، الذي تعرض للقتل لاحقاً من قبل فصائل الجيش الحر، أخبر المعتصمين حينها أنه سوف يتم نقل المعتقلين من سجن صيدنايا إلى سجون مدنية، وبعدها بأيام تم نقلنا من صيدنايا على دفعتين إلى سجون مدنية”.
ويضيف سليمان: “خرجنا من سجن صيدنايا بسيارتين كُنا نُطلق عليها اسم (سيارات لحوم)، سيارة توجهت إلى سجن عدرا المدني تتضمن حوالي 55 معتقلا، وأنا كنت ضمن السيارة التي نُقلت إلى سجن مدينة السويداء، والتي كانت تضم 65 معتقلا، حيث كان من المخطط نقلنا حينها إلى سجن إدلب المركزي، ولكن في تلك الفترة كانت منطقة إدلب وطرقاتها تشهد معارك بين فصائل الجيش الحر وقوات الأسد”.
ولفت سليمان إلى أنه “من جرى نقلهم إلى سجن عدرا بتهمة (الإرهاب) بسبب محاكمتهم من قبل الميدانية العسكرية، تمت إعادتهم إلى سجن صيدنايا بعد رفع تقارير كيدية فيهم من ضابط يدعى نبيل الغجري، رئيس السجل المدني في سجن عدرا، بأنهم سوف ينفذون استعصاء داخل السجن، وأعادوهم إلى سجن صيدنايا وجرى إعدامهم جميعاً داخل السجن، وكان لدينا تخوف نحن المعتقلين الذين جرى نقلنا إلى سجن السويداء المركزي من إعادتنا إلى سجن صيدنايا بتهم كيدية وإعدامنا داخل السجن”. وقال سليمان: “تمت محاكمتي في المحكمة الميدانية العسكرية بالإعدام، وتم تنزيل الحكم إلى المؤبد ثلاث مرات، أي مدى الحياة”.
وعن سبب اعتقاله، أشار حمدو إلى أن “هناك شخصا كتب تقريرا كيديا للأفرع الأمنية للنظام السابق أنني رئيس منظمة مسلحة، وممول مُسلح ومشارك في الهجوم للجيش الحر في عام 2011 على مفرزة الأمن في مدينة جسر الشغور غربي محافظة إدلب، ومتهم بالحراك المُسلح في العاشر من يونيو/ حزيران 2011 في (جمعة العشائر) وبأنني منفذ هجوم على مفرزة الأمن في مدينة معرة النعمان، وُتهم بقتل عناصر من المفرزة، ولم يكن أي من ذلك صحيحاً، وبسبب ذلك قضيت إجمالاً 13 سنة وخمسة أشهر في السجن، هذه المدة الطويلة كانت تجربة صعبة للغاية”.
وعن الحالة الصحية له، قال: “كنت قد أجريت عملية جراحية لعيني قبل دخولي المعتقل، كنت أعاني من آثار العملية وكان وضعي الصحي يتدهور نتيجة الضغوط والتعذيب، ولقد تعرضت للضرب على مكان العملية، مما زاد معاناتي وفقدت عيني، ومع ذلك، حمدت الله على كل حال”.
وتابع سليمان: “أصعب موقف تعرضت له أثناء التعذيب كان في الفرع 291 بدمشق، حيث أحضروا أمامي معتقلا كانوا قد ارتكبوا بحقه فعلاً شنيعًا (وضعوه على الخازوق) وأرادوا أن يخضعوني وأجبروني على الاعتراف بجرائم لم أرتكبها، مثل القتل وأشياء أخرى، وفقًا لرغباتهم. كان الهدف إرغامي على الاعتراف بأي طريقة ممكنة”.
ولفت إلى أنهم “وضعوني على أداة تعذيب كبيرة تُسمى (بساط الريح)، وهي أداة تضغط على الأضلاع حتى تلتف عظام العمود الفقري بطريقة مرعبة. كل مرة كنت أُرغم على الجلوس عليها كانوا يبدؤون بالضرب، وهذه الأداة وحدها كفيلة بأن تخنق الإنسان”.
بالإضافة إلى ذلك، يقول سليمان: “مررت بأشكال عديدة من التعذيب، من ضمنها (الشبح)، حيث عُلقت من يدي بالسلاسل لمدة أربعة أيام. كان وضع الوقوف مؤلمًا للغاية، إذ كانت أصابع قدمي بالكاد تلمس الأرض. خلال هذه الفترة، تراكم الدم في ساقيّ حتى أصبحت قدماي غير قادرتين على الحركة”.
وعن أصعب المواقف التي مر فيها سليمان في المعتقل، يوضح، أنه “أحد المواقف التي لا يمكن نسيانها كان عندما أحضروا شخصاً آخر معتقلا وقاموا بالاعتداء عليه بطريقة وحشية أمامي، كان الهدف من هذا النوع من التعذيب الممنهج هو كسر روحنا والنيل من رجولتنا، حيث كانوا يستهدفون المناطق الحساسة من أجسادنا، بل إن كثيرين فقدوا تماماً القدرة على الإنجاب نتيجة هذا التعذيب الوحشي”، لافتاً إلى أن “التعذيب في فرع 291 كان من أشد الأنواع التي رأيتها، مقارنة بذلك، كان التعذيب في إدلب ضمن الأمن العسكري أخف وطأة، حيث كان يقتصر على الضرب دون تلك الأساليب المرعبة”.
وأشار سليمان إلى أنه “في إحدى المرات أثناء التحقيق، اعترفت تحت الضغط بأمور تتعلق بالتظاهرات، ولكنهم كانوا يبحثون عن تهم أكبر من ذلك. لم يكن الاعتراف بالتظاهرات كافياً لإرضائهم؛ كانوا يريدون تهماً خطيرة لتبرير جرائمهم بحقنا”.
العربي الجديد
—————————–
أي نداء وجّهه مكسيم خليل إلى الأكراد والمنظمات الإغاثية لتبقى سوريا حرة؟- (تدوينة)
18 كانون الأول 2024
يواصل النجم السوري مكسيم خليل مواقفه الوطنية المؤيدة لسوريا الحرة بعد سقوط نظام بشار الأسد، مثنياً على الانتصار الذي يجب أن نعرف، كما قال كيف نتعامل معه كاستحقاق لكل السوريين.
وفي أحدث تغريدة له على منصة “إكس” توجه خليل إلى الشعب الكردي في سوريا، معرباً عن محبته له، وداعياً إلى العيش معاً في سوريا، وقال: “إلى أهلنا الأكراد في سوريا، أنتم جزء لا يتجزأ من المكوّن السوري، سوريا تكتمل بوجودكم، تعالوا نعيش في سوريا واحدة، تعالوا ننسى حقبة من الفرقة لم يكن السوريون مسؤولين عنها، وسأكون كما دائماً صوتكم والمدافع الأول عن حقوقكم، وحقوق كل الشعب السوري العظيم. معاً لسوريا واحدة. كل الحب لكل أكراد سوريا”.
إلى أهلنا الأكراد في سورية
انتم جزء لا يتجزأ من المكوّن السوري..
سورية تكتمل بوجودكم ..
تعالو نعيش في سورية واحدة ..
تعالو ننسى حقبة من الفرقة لم يكن السوريون مسؤولون عنها ..
وسأكون كما دائماً ..صوتكم و المدافع الأول عن حقوقكم
وحقوق كل الشعب السوري العظيم .#معا_لسورية_واحدة
كل…
— maxim khalil (@MaximKhalil) December 16, 2024
وفي تغريدة أخرى، توجه خليل بنداء إلى سائر المنظمات الإغاثية حول ملف النازحين في المخيمات لإطلاق حملات دعم من أجل توطين العائلات في منازل بدلاً من الخيم، وأضاف “نداء إلى المنظمات الإغاثية حول ملف النازحين في المخيمات في ناس كثيرة عندها بيوت صالحة للسكن في المناطق المحررة ولكن ما يمنعها من العودة تكاليف النقل الباهظة بالنسبة إليهم. أرجو من المنظمات الإغاثية والخدمية إطلاق حملات تبرعات للنقل وتسخير جزء من الآليات المتوفرة”.
وشرح الهدف من وراء هذه الحملة “توطين العائلات في البيوت بدل الخيم، توظيف الشباب في المراكز الخدمية والأمنية التي تعاني نقصاً شديداً في الوقت الحالي”، وختم تغريدته بهاشتاغ “الشعب السوري واحد عاشت سوريا حرة أبية”.
نداء إلى المنظمات الإغاثية
حول ملف النازحين في المخيمات
في ناس كثيرة عندها بيوت صالحة للسكن بالمناطق المحررة ولكن ما يمنعها من العودة تكاليف النقل الباهظة بالنسبة الهم .
ارجوا من المنظمات الإغاثية والخدمية إطلاق حملات تبرعات للنقل وتسخير جزئ من الآليات المتوفرة .
الهدف من…
— maxim khalil (@MaximKhalil) December 15, 2024
القدس العربي
——————–
وفد دبلوماسي ألماني يلتقي الشرع في دمشق: ندرس خيارات فتح سفارتنا
18 ديسمبر 2024
برلين تدرس خيارات فتح السفارة لكن لا يمكنها “تحديد إطار زمني”
أول محادثات مباشرة في دمشق مع أحمد الشرع
التقت القيادة السورية الجديدة وفداً بريطانياً أمس
قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، اليوم الأربعاء، إن اجتماع دبلوماسيين ألمان مع أعضاء الحكومة المؤقتة في سورية “فرصة جيدة للتواصل مع الحكام الفعليين الجدد” للبلاد. وقال المتحدث: “كانت هذه أول فرصة جيدة للتواصل مع هيئة تحرير الشام والأوصياء الفعليين في دمشق”. وأضاف أن محادثات أمس الثلاثاء في دمشق ركزت على استقرار سورية، وبحثت سبل استئناف الوجود الدبلوماسي الألماني هناك. وأشار المتحدث تعليقاً على إعادة فتح السفارة في سورية: “ندرس الخيارات ولا يمكن تحديد إطار زمني”.
وأجرى دبلوماسيون ألمان، أمس الثلاثاء، أول محادثات مباشرة في العاصمة السورية دمشق مع القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. وذكرت وزارة الخارجية الألمانية أمس أن “محور المحادثات كان العملية الانتقالية السياسية، وتوقعاتنا بشأن حماية الأقليات وحقوق النساء حتى نتمكن من مواكبة التطور السلمي في سورية”.
ووفقاً لتصريحات الوزارة، شارك في المحادثات ممثل من هيئة تحرير الشام، مسؤول عن العلاقات الدولية، ووزير التعليم في الحكومة الانتقالية. بالإضافة إلى ذلك، عُقدت اجتماعات مع ممثلين عن المجتمع المدني والطوائف الدينية. كذلك تضمن جدول الأعمال “إجراء أول معاينة لمبنى السفارة الألمانية في دمشق”.
وقبل المحادثات، أكدت وزارة الخارجية الألمانية أن أنشطة هيئة تحرير الشام والحكومة الانتقالية التي تديرها تخضع لمراقبة دقيقة. وقالت الوزارة: “بقدر ما يمكن قوله في الوقت الراهن، فإنهم يتصرفون بحذر حتى الآن. وكما هو الحال مع شركائنا الدوليين، سنحكم عليهم بناءً على أفعالهم. وأي تعاون مشروط بحماية الأقليات العرقية والدينية واحترام حقوق النساء”. ويترأس الوفد الألماني توبياس تونكل، المفوض المسؤول عن شؤون الشرق الأدنى والأوسط في وزارة الخارجية الألمانية.
إلى ذلك، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، خلال كلمة أمام البرلمان اليوم الأربعاء، إن احتلال هضبة الجولان ينتهك القانون الدولي. وجاءت كلمة بيربوك بعد أن قررت الحكومة الإسرائيلية في وقت سابق من هذا الأسبوع زيادة عدد سكان إسرائيل في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين. وقالت بيربوك إنها ستوضح لتركيا خلال زيارة مقررة يوم الجمعة أنه “يجب حماية حقوق الأكراد” في شمال سورية.
ومنذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول الحالي توالت زيارات الموفدين الدوليين إلى سورية للقاء القيادة الجديدة، إذ أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن البعثة الدبلوماسية الفرنسية المرسلة إلى دمشق التقت ممثلين عينتهم السلطات الانتقالية، مضيفةً أن “البعثة الفرنسية حثت السلطات القائمة على التمسك بمبادئ ثورة 2011 من أجل انتقال سياسي شامل وحماية الأقليات”.
والاثنين، التقى الشرع وفداً دبلوماسياً بريطانياً، وطالبه برفع العقوبات عن سورية، رافضاً التوغل الإسرائيلي إلى المنطقة العازلة وما بعدها، ومعلناً التزام اتفاقية فض الاشتباك عام 1974. وأظهرت صور كبار المسؤولين، بمن فيهم الممثل الخاص للمملكة المتحدة في سورية، آن سنو، وهم يلتقون مع الشرع في دمشق.
(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)
العربي الجديد
————————-
سجال حول دور المرأة في سوريا الجديدة
الأربعاء 2024/12/18
أثارت تصريحات المتحدث الرسمي باسم الإدارة السياسية، التابعة لإدارة العمليات العسكرية في سوريا، عبيدة أرناؤوط، خلال مقابلة مع قناة “الجديد” اللبنانية، نقاشاً في وسائل التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الشعبية السورية.
في المقابلة، تناول أرناؤوط قضايا تتعلق بمكانة المرأة ودورها في النظام الجديد، وقال إن تمثيل المرأة في المناصب الوزارية والنيابية “سابق لأوانه”، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيُترك للمتخصصين لإعادة النظر في شكل الدولة السورية، مضيفاً أن طبيعة المرأة البيولوجية والنفسية تجعلها أكثر ملاءمة لمهام معينة.
وأشار إلى أن مسألة تسلّم المرأة مناصب قضائية تستدعي مزيداً من البحث والدراسة، مؤكداً أن “تكوين المرأة” لا يتناسب مع بعض المهام، مثل استخدام السلاح أو تولي مناصب قيادية عالية.
وقوبلت هذه التصريحات بكلام كثير، واعتبره معلقون تقويضاً لحقوق المرأة السورية ودورها القيادي. وأطلق ناشطون وناشطات حملات في مواقع التواصل، أبرزها حملة “صبايا ونساء سوريا” التي لاقت انتشاراً واسعاً. وأكد بيان الحملة أن المرأة السورية ليست بحاجة إلى أن تحدد مكانتها بناءً على “عقلية تقليدية تقيدها”.
وأكد ناشطون في فايسبوك أن المرأة السورية لا تنتظر “من يحدد مكانها”، بل إنها شريكة فاعلة في بناء مستقبل سوريا. واستشهدوا بأمثلة من دول العالم، حيث تولت نساء مناصب وزارية وعسكرية رفيعة، مما يعكس قدرة المرأة على القيادة في المجالات كافة.
وشارك في الحملة ناشطون وناشطات في مواقع التواصل، وكتب مظفر سلمان في فايسبوك: “تصريحات أرناؤوط ليست خطيرة فقط على المرأة السورية، بل على مستقبل الهيئة وحكومة الإنقاذ بأكملها، إذ إنها تسببت سلفاً بخسارة جزء كبير من البيئة الحاضنة لهما”.
الصحافية رويدة كنعان ذكرت بأن المرأة السورية كانت جزءاً لا يتجزأ من الثورة منذ بدايتها، وكتبت: “نحن كنا في البداية، وسنكون في النهاية. هذا الوطن لنا كما هو لكم”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تُذكّر فيه النساء السوريات بالتضحيات الكبيرة التي قدّمنها منذ بداية الثورة حيث شاركت المرأة في المظاهرات ضد النظام، وتعرضت للاعتقال والتعذيب والتهجير، وعملت في الصحافة والمجالات الأكاديمية والسياسية، وقُتلت في سبيل قضية الحرية.
وكانت “القيادة العامة” قد نشرت بياناً في وقت سابق تعهدت فيه بضمان حرية المرأة وعدم التدخل في اللباس وضمان الحريات العامة، وأن احترام حقوق الأفراد هو الأساس في بناء وطن متحضر.
المدن
———————–
الممثل السوري بسام دكاك: كهربوني وأطفأوا السجائر في جسدي
الأربعاء 2024/12/18
كشف الممثل السوري بسام دكاك، تفاصيل صادمة عاشها خلال فترة اعتقاله في سجون النظام السوري، وذلك في مقابلة مع قناة “Amman TV”، موضحاً حجم التعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرض له، ومحاولات مستمرة لإجباره على الإدلاء بمعلومات تضر بالثوار وأبناء منطقته.
وأوضح دكاك أنه كان مختاراً لمنطقة “دف الشوك” في ريف دمشق العام 2011، وعندما اندلعت الثورة السورية، طلبت منه الأجهزة الأمنية تزويدها بأسماء الثوار في المنطقة، لكنه رفض التعاون. وذكر حادثة وفاة شاب يدعى حسين جارية العام 2012 على أيدي قوات النظام، حيث تدخل لإتمام جنازته رغم الضغوط الأمنية، ما أدى إلى استهدافه لاحقاً.
في 13 مايو 2013، اعتُقل دكاك أثناء وجوده في مشفى ابن النفيس، بعدما اقتاده ضابط إلى فرع الخطيب الشهير بسوء السمعة، حيث بدأت رحلة معاناته التي استمرت عاماً وعشرة أشهر.
وروى دكاك تفاصيل التعذيب الوحشي داخل فرع الخطيب، حيث أُجبر على البصم على وثائق لا يعرف محتواها، وتعرض لحروق بالسجائر وصدمات كهربائية، وتعرض لتهديدات بإحضار والدته وزوجته لإجباره على الاعتراف، لكنه رفض تسليم أي أسماء أو معلومات.
ووصف الممثل الظروف المأسوية داخل الزنازين، من الاكتظاظ الشديد ونقص الطعام والماء إلى جانب المعاملة المهينة للمعتقلين، والتي تضمنت الوقوف في أوضاع مذلة ومشاهدة زملائه يموتون بسبب التعذيب والإهمال.
وعبّر بسام دكاك عن ألمه لفقدان عدد من أفراد عائلته وأصدقائه بسبب معارضتهم للنظام، مؤكداً أن هذه التجربة عززت إيمانه بالحرية والعدالة وضرورة التغيير في سوريا. وأوضح أن الممارسات القمعية التي شهدها لم تُثنه عن تمسكه بالأمل في مستقبل أفضل.
واتهم دكاك نقيب الفنانين السوريين السابق، زهير رمضان، بالوقوف وراء فصله من النقابة ومنعه من المشاركة في الأعمال الفنية داخل سوريا. وأكد أن استبعاده كان بتدخل مباشر من الأجهزة الأمنية، التي كانت تراقب كل الإنتاجات الفنية وتوافق عليها.
ورغم إعادة عضويته للنقابة بصفة “مُفرغ” من قِبل النقيب الحالي محسن غازي، طالب دكاك باستعادة عضويته الكاملة التي فقدها منذ العام 1985.
وانتشرت صور لدكاك مؤخراً وهو يبيع الفطائر في إحدى حدائق دمشق، وأوضح أن اضطراره للعمل على عربة فطائر جاء نتيجة تهميشه فنيًا لسنوات، مشددًا على أن “العمل ليس عيباً”.
ووجه الممثل السوري رسالة تدعو إلى المصالحة الوطنية وإنهاء الطائفية التي زرعها النظام من أجل بناء سوريا جديدة خالية من القمع والفساد. وأضاف: “سوريا الجديدة ستكون بلا طوائف أو واسطات، وسيسود فيها العدل والمساواة بين الجميع”.
المدن
–
——————————–
علاء برسيلو مديراً للتلفزيون السوري…مَن هو؟
الثلاثاء 2024/12/17
أثار تعيين علاء برسيلو مديراً عاماً لـ”الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون” في دمشق، موجة من الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، لأن الشاب (33 عاماً) كان “أدمن” لصفحة في “فايسبوك” مرتبطة بـ”هيئة تحرير الشام”.
ونقل “تلفزيون سوريا” عن مصادر خاصة نبأ تعيين برسيلو في المنصب الشاغر وسط فوضى تشهدها مؤسسات الإعلام السوري الرسمي وشبه الرسمي منذ سقوط النظام السوري قبل أسبوع.
وكان السؤال الأبرز المتداول في وسائل التواصل الاجتماعي: “من هو علاء برسيلو؟”، في إشارة إلى غموض خلفيته الإعلامية، وعبّر عدد من المعلقين عن حيرتهم إزاء تعيين شخصية غير معروفة لإدارة مؤسسة رسمية بارزة مثل “الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون”، بينما ركز آخرون على الطبيعة الإسلامية للشاب.
وعمل علاء برسيلو مديراً لمنصة “المبدعون السوريون” في إدلب، وهي منصة مقربة من “هيئة تحرير الشام”، وظهر شخصياً في مقاطع فيديو هاجم فيها مثلاً عمل النساء خارج المنزل، وغيرها من التفاصيل المُحافظة.
ورأى ناشطون أن تعيين برسيلو يأتي في سياق قرارات تكررت طوال الأسبوع وأثارت سابقاً ردود أفعال مشابهة، حيث تأتي القرارات بهذه الصيغة غير الرسمية من دون تبنيها كـ”جس نبض” للشارع قبل تثبيت الشخصيات أو التراجع عنها لاحقاً.
————————-
الغارديان: روسيا تطلّعت إلى قطعة من كعكة الاقتصاد السوري
بي. بي. سي.
18 كانون الأول 2024
قد تختلف روسيا وسوريا في العديد من الأمور منها ترتيب الحروف الهجائية، لكن قد تشتركان في “المصير”، وفقاً لتحليلات الكُتّاب في الصحف العالمية، وفي جولة عرض الصحف الأربعاء، نستعرض تأثير سقوط الأسد على سمعة روسيا داخلياً، وسبب “تخليها” عن سوريا مؤخراً، وكيف ترى روسيا انعكاس سقوط الأسد على واشنطن.
نستهل جولتنا مع صحيفة الغارديان البريطانية، حيث قدّم الكاتب نيكولاي كوزانوف تحليلاً حول تحولات السياسة الروسية في سوريا، بعنوان “في النهاية، أصبحت سوريا والأسد ساميّن للغاية، حتى بالنسبة لبوتن”.
ويرى الكاتب في سقوط نظام الأسد “نهاية فصل كبير للوجود الروسي في الشرق الأوسط”، دون أن يعني ذلك أن موسكو على وشك الانسحاب من المنطقة، وفقاً للكاتب.
بل يعتقد الكاتب أن “قرار موسكو بعدم القتال من أجل بشار الأسد ونقله جواً إلى أراضيها، يبدو كأنه محاولة لتعزيز وجودها في الشرق الأوسط من خلال التخلص من شيء سام”.
ويشير الكاتب إلى أن دعم روسيا لنظام الأسد في سوريا كان جزءاً من استراتيجية موسكو لاستعادة نفوذها في المنطقة، بعد أن خسرت خلال ما عرف بالربيع العربي “جميع شركائها الذين ورثتهم عن الاتحاد السوفييتي”.
ويوضح الكاتب أن روسيا ومن خلال أنشطتها العسكرية سواء في المنطقة أو في ضمها لجزيرة القرم، تريد إثبات أنها “لاعب مهم” ويجب على الجميع تكثيف الحوار معها.
ومع ذلك، يلمّح الكاتب إلى أن روسيا كانت تتطلع بالوصول إلى “قطعة من كعكة الاقتصاد السوري”، إلا أن سقوط الأسد أنهى هذا الطموح.
ويضيف “سيتعين على الكرملين أن ينسى أي عائد من الجهود المبذولة في سوريا، لكنه قد يحاول الاحتفاظ بقواعده العسكرية في البلاد”.
“سوريا تحوّلت من فرصة إلى عبء اقتصادي وسياسي على روسيا”، ذلك ما يظنه الكاتب حول سبب عدم مساندة روسيا للأسد مؤخراً، إضافة إلى ظهور “عوامل جديدة” لزيادة اتصال موسكو بالغرب، ومنها، دور روسيا في منظمة أوبك، وحربها مع أوكرانيا.
ويتوقع الكاتب “انهياراً وشيكاً” للاقتصاد السوري الذي تحركه إلى حد كبير تجارة المخدرات غير المشروعة والفساد، بحسب الكاتب، مؤكداً أن “اقتصاد الحرب الذي خلقه الأسد كان بمثابة بيئة سامة”.
ويقول الكاتب إن روسيا اختارت سقوط الأسد، على “تكرار مصير الاتحاد السوفييتي في أفغانستان وتحمل المسؤولية المالية والاقتصادية والعسكرية الكاملة عن سوريا الأسد”.
ويختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن “علاقات موسكو بالمنطقة أصبحت واسعة لدرجة أن خسارة سوريا لن تكون عاملاً حاسماً في قوة حضورها بالمنطقة”.
ننتقل إلى صحيفة وول ستريت جورنال، ومقال بعنوان “إذلال بوتين في سوريا يتردد صداه في روسيا”، للكاتبة آيمي نايت.
وتفتتح الكاتبة مقالها، بربط الهجوم الصاروخي الروسي على البنية الأساسية للطاقة في أوكرانيا، بعزم الكرملين على إظهار قوته العسكرية بعد “فشله” في سوريا.
وتختلف الكاتبة مع كوزانوف بشأن حضور روسيا على الساحة العالمية، وتعتبر “انهيار حكومة الأسد والخسارة المحتملة للقواعد الروسية في سوريا”، ستكون بمثابة ضربة مدمرة لصورة روسيا كلاعب رئيسي على الساحة العالمية.
وتبرز نايت، كيف يهدد الفشل العسكري الروسي في سوريا، مكانة بوتين الداخلية، فقد وعد مراراً بحماية النظام السوري، لكن يبدو أنه تراجع عن دعمه للأسد بعد أن تبين أن نظامه في خطر.
وتقول “بوتين كان قد قرر بالفعل التخلص من الأسد”، مشيرة إلى تقارير تؤكد أن “بشار الأسد زار الكرملين في 28 نوفمبر/تشرين الثاني للتوسل من أجل التدخل العسكري الروسي ضد القوات المعارضة في سوريا، لكنه تلقى رداً سلبياً”.
وتنقل الكاتبة ما صرح به “مصدر مقرب من الكرملين، بأن بوتن طالب بتفسير فشل أجهزة الاستخبارات الروسية في اكتشاف التهديد المتزايد لنظام الأسد حتى فات الأوان”.
وتناقش الكاتبة التأثيرات السلبية لهذا الفشل على بوتين داخل روسيا، حيث يمكن أن يؤدي إلى تقليص تأييد النخبة الداخلية له وزيادة الانتقادات تجاه سياسته الخارجية.
وتشير إلى “مشكلة” أخرى يواجهها بوتن، وهي منح الأسد الذي تصفه الكاتبة بـ”مجرم الحرب الدولي”، اللجوء في روسيا، مبينة أن “الزعيم السوري السابق سيحتاج إلى الكثير من الأمن، وكذلك السكان الروس”.
وتحذر الكاتبة من خطر الجماعات الإرهابية التي قد تنشط في روسيا نتيجة “لفشل روسيا في سوريا”، عازية تحذيرها إلى أن “معظم المعارضين الذي أسقطوا حكم الأسد يشتركون بكراهية عميقة للكرملين”.
وتلمح الكاتبة إلى “إمكانية حدوث شيء مماثل لما حصل في سوريا داخل روسيا”، مشبهة في ذات الوقت بين فوز بوتين الساحق في روسيا، وتصويت 13.5 مليون سوري لصالح الأسد، الذين هم ذاتهم “يدمرون آثاره وفرحون بسقوطه”.
“لا يمكن أن نستبعد اختفاء الانزعاج بين خصوم الأمس”
تناقش صحيفة “فيدوموستي” الروسية، ماذا يعني سقوط نظام بشار الأسد بالنسبة لواشنطن من وجهة نظر روسية، للكاتب رومان رومانوف.
ويطرح الكاتب تساؤلات حول قدرة الولايات المتحدة التي وصفت الأسد بأنه ديكتاتور، على استغلال أو فهم تطورات الوضع في سوريا في ضوء التغيُّرات الأخيرة، ومدى تأثيرها على استراتيجياتها في الشرق الأوسط.
ويشكك الكاتب بأهداف الوجود الأمريكي في سوريا، بقوله “إن أنشطة الأمريكيين في سوريا خلال السنوات الثمانية الأخيرة، هي إشارة إلى سياسة الولايات المتحدة.. بأنها موجودة، لكن أهدافها غير معلنة”.
ويرى الكاتب أن “الشرق الأوسط ليس أولوية بالنسبة لواشنطن”، بل إنها تعمل على إعادة توزيع الموارد الاستراتيجية نحو منطقة آسيا والمحيط الهادئ “للتنافس مع الصين”.
ويقول “إن الإطاحة بالأسد لن تعيد أمريكا إلى الشرق الأوسط، لكنها مهمة بالنسبة لها على جبهتين؛ الأولى بتقديم خبر سقوط الأسد على أنه انتصار للولايات المتحدة، أو بصورة أخرى، هزيمة لموسكو وبكين وطهران، التحالف الثلاثي المناهض للولايات المتحدة”.
ويضيف الكاتب أن الجبهة الثانية، تتمثل بـ”ضبابية” موقف واشنطن الاستراتيجي، بسبب اختفاء الأسد الذي عارضت هيئة تحرير الشام إيران لأجله، أي “لا يمكن أن نستبعد اختفاء الانزعاج بين خصوم الأمس”، فضلاً عن مصير الأكراد المتحالفين مع أمريكا، الذي لا يزال غير معروف.
ويقول الكاتب ” لا يمكن لواشنطن التأكد من أن هيئة تحرير الشام وحلفاءها لن يصبحوا مشكلة للولايات المتحدة أكثر مما كان عليه الأسد”.
ويختم الكاتب مقاله بالتأكيد على أن “إدارة بايدن لا تمتلك الوقت والموارد لتنفيذ أي تعديلات كبيرة في السياسة تجاه سوريا”.
————————
العثور على 20 جثة مجهولة في مخزن أدوية قرب السيدة زينب
18 كانون الأول 2024
إيلاف من دمشق: أعلن عضو مجلس إدارة في الدفاع المدني السوري عمار السلمو، الأربعاء أن فرق “الخوذ البيضاء” عثرت على نحو 20 جثة ورفات مجهولة الهوية في مخزن للأدوية في منطقة السيدة زينب في دمشق.
وكانت منطقة السيدة زينب الواقعة جنوب دمشق معقلا لعناصر من حزب الله اللبناني وغيره من المجموعات المدعومة من إيران منذ 2012 الذين قالوا إنهم دخلوها للدفاع عن المقام المقدّس بعد انطلاق الانتفاضة على الرئيس بشار الأسد.
وخلت المنطقة الآن تماما من عناصر حزب الله وفصائل أخرى موالية لإيران، وحل مكانهم مسلحون محليون.
وقال السلمو من المكان الذي يقع قرب مقام السيدة زينب لوكالة “فرانس برس”: “وصلنا بلاغ عن وجود جثث وهياكل عظمية وروائح كريهة في هذا المكان”.
وبحسب السلمو فإن “الأعداد الموجودة هنا لا تتجاوز 20 ضحية، لكن العظام منشورة في كل مكان، سنحاول تجميع هذه العظام ومعرفة الرقم التقديري”.
وشاهد مصور وكالة “فرانس برس” في المكان مخزنا قرب مقام السيدة زينب مباشرة، وفي داخله غرفة خزّنت فيها أدوية تحتوي على براد صغير، عثر فيه على نحو عشر جثث، بالإضافة إلى جماجم وعظام مبعثرة على الأرض.
وقامت فرق الدفاع المدني برفع الجثث والعظام ووضعها في أكياس لتجميعها من أجل البدء بعملية التعرف عليها.
وأضاف السلمو أن “المكان مخصص ليكون مستودع أدوية، لكن داخل المستودع يوجد براد، هذا البراد يحتوي على جثث متفسخة وهياكل عظمية يبدو أنها ماتت قبل سنتين أو سنة ونصف، بشكل تقريبي”.
وأوضح السلمو أن ثمة “أرقاما موجودة على تلك الأكياس التي كتب عليها حلب- حريتان، لا ندري لمن تعود هذه الجثث، سنحاول معرفة أي تفاصيل تدلنا على هويتها”.
وتابع أن “ما نستطيع أن نفعله الآن هو توثيق هذه الجثث لمعرفة أعمارها، وفيما بعد أخذ عينات لفحص الحمض النووي لمعرفة هويتها”
————————-
دعى لتأجيل شطب هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب
ترامب يحث إدارة بايدن على “قرار” بحق الجولاني
18 كانون الأول 2024
إيلاف من واشنطن: كشف مصدر مطلع لـ”سكاي نيوز” أن الإدارة الأميركية المقبلة للرئيس دونالد ترامب حثت إدارة البيت الأبيض الحالية عدم إزالة اسم “هيئة تحرير الشام” وقائدها أحمد الشرع، المعروف بأبو محمد الجولاني، من قائمة الإرهاب في السجلات الأميركية خلال الفترة القادمة.
وأشار المصدر، المتوقع أن يكون ضمن إدارة ترامب المقبلة، إلى أن الإدارة ترغب في التحقق من دقة القرار قبل اتخاذه، خاصة أن بعض دول الشرق الأوسط اقترحت على الإدارة الحالية شطب اسم الفصيل وزعيمه من القائمة، بينما حذرت دول أخرى من أن ذلك قد يؤدي إلى زعزعة استقرار الأوضاع في المنطقة.
وأضاف أن إدارة ترامب تتابع عن كثب عددا من الملفات الخارجية، من بينها ملف الشرق الأوسط، لافتا إلى أنها حثت الإدارة الحالية على تمديد “قانون قيصر لحماية المدنيين”، الذي وقّعه ترامب في عام 2019 بعد موافقة الكونغرس، ومنح مهلة مدتها خمس سنوات لإزالة العقوبات الاقتصادية.
كما لم يستبعد المصدر تصويت مجلس الشيوخ على تمديد “قانون قيصر” خلال الأيام القادمة أو العمل على تشريع قانون جديد يتماشى مع التطورات الحالية في سوريا بعد تنصيب ترامب.
وكانت حكومات أوروبية عدة أرسلت بعثات إلى دمشق، بما يمهد عودة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا تحت حكم الإدارة الجديدة، مما يعني تصالحا ضمنيا مع سلطات دمشق.
وكان وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني بات مكفادن قال، قبل أيام، إن بلاده قد تدرس رفع الحظر عن هيئة تحرير الشام، التي تقود تحالفا من الفصائل المسلحة، ساعد في الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
وردا على سؤال عما إذا كانت الحكومة البريطانية ستنظر في رفع الحظر عن هيئة تحرير الشام، قال مكفادن لشبكة “سكاي نيوز”: “سننظر في الأمر. وأعتقد أن ذلك سيعتمد جزئيا على ما سيحدث من حيث طريقة تصرف الجماعة الآن”.
وهيئة تحرير الشام، التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة، منظمة محظورة في عدة دول، بمعنى أنها مصنفة جماعة إرهابية ومن غير القانوني دعمها أو الانضمام إليها.
وردا على سؤال عما إذا كانت الحكومة البريطانية ستنظر في رفع الحظر عن هيئة تحرير الشام، قال مكفادن لشبكة “سكاي نيوز”: “سننظر في الأمر. وأعتقد أن ذلك سيعتمد جزئيا على ما سيحدث من حيث طريقة تصرف الجماعة الآن”.
وهيئة تحرير الشام، التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة، منظمة محظورة في عدة دول، بمعنى أنها مصنفة جماعة إرهابية ومن غير القانوني دعمها أو الانضمام إليها
——————–
«إدارة العمليات العسكرية» تستهدف أمراء الحرب وتطول مرتبطين بأسماء الأسد
«المرصد السوري» تحدث عن حملات أمنية في الساحل وحماة وحمص
18 ديسمبر 2024 م
يحاكَم غداً الخميس المحتجزون والأسرى الذين أودعوا سجن حماة المركزي، ممن سلموا أنفسهم لقوات العمليات العسكرية أو اعتُقلوا من قبل «العمليات» في معاركها التي سقط فيها نظام الأسد، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي قال إن مصادره أكدت أن محاكمتهم ستكون على دفعات.
وستنظر لجنة قضائية في أمور الموقوفين، وهي تتبع وزارة العدل في الحكومة المؤقتة التي شكلتها «هيئة تحرير الشام»، وفق تأكيد مدير «المرصد»، رامي عبد الرحمن، لـ«الشرق الأوسط».
وتحدث تقرير من «المرصد» عن أن «إدارة القيادة العسكرية» تنفذ حملة مداهمة واعتقالات في الساحل السوري وحماة وحمص، «ضد أمراء الحرب الذين تاجروا بدماء أبناء سوريا، مع قيادات متنفذة في النظام، من بينها شخصيات مرتبطة مع أسماء الأسد زوجة الرئيس المخلوع، ومسؤولين سابقين، ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في عهد النظام السابق».
سيدة سورية تمسك مشنقة داخل سجن صيدنايا أثناء بحثها عن أقاربها (رويترز)
الحملة تطول أيضاً الضباط والعناصر و«الشبيحة» وكل المرتبطين بالأجهزة الأمنية في «كتابة التقارير»، وارتكبوا جرائم بحق السوريين.
ومع انهيار النظام السابق واشتداد العمليات العسكرية، سلم مئات من العناصر والضباط أسلحتهم، فيما اعتُقل عدد كبير منهم سيعاملون بوصفهم أسرى حرب.
صور مفقودين معلقة على البوابة الرئيسية لسجن صيدنايا بشمال دمشق (أ.ف.ب)
وطلب «المرصد السوري» من «إدارة العمليات العسكرية» معاملة السجين «وفق ما يتضمنه القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، وتأمين اتصالهم مع ذويهم لطمأنتهم، وإخضاع الموقوفين لمحكمة مستقلة ونزيهة مشكّلة تشكيلاً قانونياً». كما طالب بـ«إعلام الأشخاص المدانين بالإجراءات القضائية المتوفرة لإنصافهم، والمدد الزمنية لكل إجراء».
فرق «الخوذ البيضاء» عثرت على نحو 20 جثة ورفات مجهول الهوية بمخزن للأدوية في منطقة السيدة زينب بدمشق (أ.ف.ب)
وكان عضو مجلس الإدارة في الدفاع المدني السوري، عمار السلمو، قد أعلن، اليوم الأربعاء، أن فرق «الخوذ البيضاء» عثرت على نحو 20 جثة ورفات مجهول الهوية في مخزن للأدوية بمنطقة السيدة زينب بدمشق.
وكانت منطقة السيدة زينب، الواقعة جنوب دمشق، منذ 2012 معقلاً لعناصر من «حزب الله» اللبناني، وغيره من المجموعات المدعومة من إيران، الذين «قالوا إنهم دخلوها للدفاع عن هذا المقام المقدّس بعد انطلاق الانتفاضة على الرئيس المخلوع، بشار الأسد».
ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد خلت المنطقة الآن تماماً من عناصر «حزب الله» وفصائل أخرى موالية لإيران، وحل مكانهم مسلحون محليون.
وقال السلمو، من مكان قرب مقام السيدة زينب، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «وصل إلينا بلاغ عن وجود جثث وهياكل عظمية وروائح كريهة في هذا المكان».
ووفق السلمو، فإن «الأعداد الموجودة هنا لا تتجاوز 20 ضحية، لكن العظام منشورة في كل مكان. سنحاول تجميع هذه العظام ومعرفة الرقم التقديري».
وشاهد مصور «وكالة الصحافة الفرنسية» في المكان مخزناً قرب مقام السيدة زينب مباشرة، «وفي داخله غرفة لتخزين الأدوية، تحتوي براداً صغيراً، عثر فيه على نحو 10 جثث، بالإضافة إلى جماجم وعظام مبعثرة على الأرض. كما تناثرت على الأرض كذلك علب طعام».
ورفعت فرق الدفاع المدني الجثث والعظام ووضعتها في أكياس لتجميعها لبدء عملية التعرف عليها.
وأضاف السلمو أن «المكان مخصص ليكون مستودع أدوية (…)، لكن داخل المستودع يوجد براد، هذا البراد يحتوي جثثاً متفسخة وهياكل عظمية يبدو أنها لأشخاص ماتوا قبل سنتين أو سنة ونصف السنة، بشكل تقريبي».
وأوضح السلمو أن ثمة «أرقاماً موجودة على تلك الأكياس التي كُتب عليها (حلب – حريتان). لا ندري لمن تعود هذه الجثث. سنحاول معرفة أي تفاصيل تدلنا على هويتها».
وتابع أن «ما نستطيع أن نفعله الآن هو توثيق هذه الجثث لمعرفة أعمارها… وفيما بعد أخذ عينات لفحص الحمض النووي» لمعرفة هويتها.
وتعذر على «وكالة الصحافة الفرنسية» التأكد بشكل منفصل من سبب وجودها أو هوية أصحابها.
وفرّ بشار الأسد من سوريا يوم 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي في أعقاب هجوم خاطف من فصائل المعارضة قادته «هيئة تحرير الشام»، بعد أكثر من 13 عاماً من قمع الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية، الذي أدى إلى اندلاع إحدى أكثر الحروب دموية في هذا القرن.
مصادر «المرصد السوري» أكدت أن القوات في «إدارة العمليات العسكرية» تشن الحملات لـ«محاكمة المجرمين، نتيجة مطالبات شعبية ووجود دلائل على تورط الملاحَقين في سفك الدماء، إضافة إلى الحفاظ على الاستقرار في مختلف المناطق، كي لا يلجأ الأفراد إلى القصاص بشكل فردي ممن عرضوهم أو أفراد من عائلاتهم للضرر في عهد النظام السابق».
ويعدّ تحقيق العدالة مطلباً أساسياً للثورة السورية «شدد عليه السوريون في هتافاتهم وخطاباتهم، وعلى ضرورة محاسبة كل من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء من القتلة والمجرمين الذين استغلوا الوضع لتحقيق مكاسب شخصية».
الشرق الوسطى
—————————————
ماذا كشف سقوط الأسد عن تجارة «الكبتاغون» في سوريا؟
18 ديسمبر 2024 م
منذ سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، تم الكشف عن منشآت تصنيع مخدر «الكبتاغون» على نطاق واسع في جميع أنحاء سوريا، والتي يقول الخبراء إنها ساعدت في ازدهار تجارة عالمية سنوية بقيمة 10 مليارات دولار.
ووفق تقرير نشرته وكالة «أسوشييتد برس»، من بين المواقع المستخدمة لتصنيع المخدرات قاعدة المزة الجوية في دمشق، وشركة تجارة سيارات في اللاذقية، ومصنع سابق لرقائق البطاطس على مشارف دمشق. وقد تم الاستيلاء على المصنع الذي كان ينتج البطاطس في ضاحية دوما تحت اسم «كابتن كورن»، من قبل القوات الحكومية في عام 2018.
وقال فراس التوت، المالك الأصلي للمصنع، للوكالة: «سيطر المتعاونون مع الأسد على هذا المكان. بعد سقوط النظام جئت إلى هنا ووجدته مشتعلاً. لقد جاءوا ليلاً وأشعلوا النار في المخدرات لكنهم لم يتمكنوا من حرق كل شيء».
وقال أبو زهاب، أحد الناشطين في «هيئة تحرير الشام»: «من هنا خرجت حبوب الكبتاغون لتقتل شعبنا».
أدت الحرب الأهلية السورية التي دامت قرابة 14 عاماً إلى تفتيت البلاد، وانهيار الاقتصاد، وخلق أرض خصبة لإنتاج المخدرات. حول كل من الميليشيات وأمراء الحرب وحكومة الأسد «الكبتاغون» من عملية صغيرة النطاق تديرها مجموعات صغيرة إلى مصدر دخل صناعي بمليارات الدولارات. وأدى سقوط الأسد إلى تعطيل هذه الشبكات، والكشف عن عملها الذي دعم سلطة الأسد في سوريا.
يقول الخبراء إن التغيير في سوريا قد يخلق فرصة لتفكيك صناعة «الكبتاغون».
كيف بنت سوريا إمبراطورية «الكبتاغون»؟
تم تطوير «الكبتاغون» لأول مرة في ألمانيا في الستينات بوصفه منشطاً طبياً لحالات مثل الخدار. تم حظره لاحقاً بسبب مشاكل القلب وخصائصه المسببة للإدمان. أدت تأثيراته الشبيهة بالأمفيتامين إلى شعبيته في الشرق الأوسط بين المقاتلين، حيث عزّز التركيز وقلّل من التعب. أدركت حكومة الأسد فرصة في المخدر الرخيص الصنع وسط الاضطرابات الاقتصادية في سوريا والعقوبات الثقيلة المفروضة عليها.
يتم إنتاج «الكبتاغون» من خلال عملية كيميائية بسيطة تتضمن خلط مشتقات الأمفيتامين مع المواد المساعدة لتشكيل أقراص، عادة في مختبرات مؤقتة. بدأ تصنيع «الكبتاغون» بين عامي 2018 – 2019، حيث استثمر نظام الأسد – والجماعات المسلحة الأخرى في سوريا – في مرافق الإنتاج والمستودعات وشبكات الاتجار.
سمح هذا لسوريا بالظهور بوصفها أكبر منتج لـ«الكبتاغون» على مستوى العالم، مع حدوث بعض الإنتاج أيضاً في لبنان. وفقاً لبيانات معهد «نيو لاينز» للأبحاث، فإن معظم شحنات «الكبتاغون» المضبوطة جاءت من سوريا. وقال التقرير الذي نشر في مايو (أيار) إن الأدلة على رعاية نظام الأسد لصناعة «الكبتاغون» قوية. وأضاف التقرير أن مكتب أمن الفرقة المدرعة الرابعة في الجيش السوري، برئاسة ماهر الأسد (شقيق بشار الأسد)، أشرف على العمليات، وأنشأ نظام إنتاج منسق.
أين وكيف تم تهريب «الكبتاغون»؟
تم تهريب «الكبتاغون» عبر الحدود باستخدام طرق مختلفة، حيث تم إخفاء الحبوب في شحنات البضائع والسلع. ويتم إخفاء بعض الشحنات في المواد الغذائية والإلكترونيات ومواد البناء لتجنب الكشف عنها. كانت طرق التهريب الأساسية هي الحدود السورية مع لبنان والأردن والعراق، ويتم توزيع المخدرات منها في جميع أنحاء المنطقة. كما تم شحن بعضها من ميناء اللاذقية.
في لبنان، ازدهرت تجارة «الكبتاغون»، وخاصة بالقرب من الحدود السورية وفي وادي البقاع. كافحت السلطات اللبنانية للحد من تدفق الحبوب من سوريا، ويقول محللون إن «حزب الله» هو الذي سهل دخولها. وبعد اكتشاف صناديق الفاكهة المعبأة بالمخدرات المخبأة بين الرمان والبرتقال، فرضت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حظراً على المنتجات الزراعية اللبنانية.
كما وجد «الكبتاغون» طريقه إلى الأسواق العالمية، حيث وصل إلى جنوب شرقي آسيا وأجزاء من أوروبا.
ما مقدار الإيرادات التي حققها لنظام الأسد؟
تقدر قيمة التجارة العالمية السنوية في «الكبتاغون» بنحو 10 مليارات دولار، حيث بلغ الربح السنوي لعائلة الأسد نحو 2.4 مليار دولار، وفقاً لكارولين روز، مديرة مشروع «تجارة الكبتاغون» في معهد «نيو لاينز» للأبحاث. وقالت روز، التي تتعقب منظمتها جميع عمليات ضبط «الكبتاغون» المسجلة علناً ومداهمات المعامل: «كان اكتشاف كثير من المرافق الصناعية التابعة للنظام صادماً ولكنه ليس مفاجئاً. كانت هناك أدلة واسعة النطاق تربط بين المقربين للنظام وأفراد عائلة الأسد بالتجارة»، مشيرة إلى أن اكتشاف المرافق أكد «العلاقة الملموسة بين تجارة الكبتاغون والنظام السابق».
لا يزال العدد الدقيق للمصانع في سوريا غير واضح، لكن الخبراء وأعضاء في «هيئة تحرير الشام» يقدرون أن هناك على الأرجح مئات المصانع المنتشرة في جميع أنحاء البلاد.
«الكبتاغون» بوصفه أداة دبلوماسية
في حين سعت الدول المجاورة منذ فترة طويلة إلى الحد من الاتجار بالمخدرات، كان تأثير ذلك على الأسد محدوداً. وفرضت المملكة العربية السعودية عقوبات صارمة على الاتجار بـ«الكبتاغون»، وعزّزت أمن حدودها، وتعاونت مع دول الخليج الأخرى لمراقبة طرق التهريب. ومع ذلك، واجهت هذه الجهود تحديات من الشبكات المعقدة العاملة في جميع أنحاء سوريا ولبنان والأردن.
وفّر «الكبتاغون» للأسد نفوذاً لإنهاء عزلته السياسية في السنوات الأخيرة، مع إعادة كثير من الدول العربية العلاقات معه، وكانت مكافحة المخدرات مطلباً رئيساً في المحادثات الرامية إلى تطبيع العلاقات.
في مايو 2023 أعيد قبول سوريا في جامعة الدول العربية، التي تم تعليق عضويتها منذ عام 2011، وتعهدت سوريا بمكافحة التهريب، مما أدى إلى تشكيل لجنة تنسيق أمنية إقليمية. وبعد وقت قصير من القمة كثف الأردن عمليات المراقبة على طول الحدود السورية.
في خطاب النصر الذي ألقاه زعيم «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع في الجامع الأموي بدمشق في الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، قال: «حوّل الأسد سوريا إلى أكبر مصنع للكبتاغون في العالم. واليوم يتم تطهير سوريا». وفي حين أن الأسد ودائرته ربما كانوا المستفيدين الأساسيين، فإن هناك أيضاً أدلة على أن جماعات المعارضة السورية كانت متورطة في تهريب المخدرات، حيث قامت الجماعات المتمردة والميليشيات المحلية وشبكات الجريمة المنظمة بتصنيع وتهريب المخدرات لتمويل عملياتها، كما يقول المحللون.
وقالت روز: «من المرجح أن نشهد انخفاضاً قصير الأمد في العرض. ومع ذلك، فإن الجهات الإجرامية مبتكرة، ومن المرجح أن تسعى إلى مواقع جديدة للمشاركة في الإنتاج والتهريب، خاصة مع بقاء مستويات الطلب مستقرة». وأشارت روز إلى أن الحكومة الانتقالية في البلاد يجب أن «تنشئ برامج للتنمية الاقتصادية من شأنها أن تحفز السوريين على المشاركة في المجال الاقتصادي الرسمي والمشروع في البلاد».
الشرق الأوسط
——————————
مسؤول إسرائيلي: ننقل رسائل إلى «هيئة تحرير الشام» عبر جهات فاعلة
18 ديسمبر 2024 م ـ
قال مسؤول إسرائيلي لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن تل أبيب ليست على اتصال مباشر مع «هيئة تحرير الشام» في سوريا، مضيفاً: «نمرر الرسائل عبر جهات فاعلة مختلفة».
وأشار المسؤول إلى أنه إذا رأت إسرائيل أن السكان الدروز في سوريا في خطر «فسوف نناقش الأمر ونتصرف وفقاً لمصالح إسرائيل».
وعن الأكراد في سوريا، قال إن مصلحة إسرائيل هي أن «يكون الأكراد أقوياء ومستقلين»، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «يتحدث مع الأميركيين حول التطورات في سوريا، بما في ذلك التطورات مع الأكراد».
————————
سوريا: مسؤول في الأمم المتحدة يدعو لزيادة الدعم الدولي «على نطاق واسع»
18 ديسمبر 2024 م
شدّد مسؤول مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر، اليوم (الأربعاء)، على ضرورة زيادة الدعم المخصص لسوريا «على نطاق واسع»، داعياً المجتمع الدولي إلى الاستجابة لـ«لحظة الأمل» التي يعيشها السوريون، بعد إطاحة بشار الأسد.
وفي مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية» على هامش زيارته سوريا، قال فليتشر: «أريد زيادة الدعم الدولي على نطاق واسع، لكن ذلك يعتمد الآن على الجهات المانحة»، وسط نقص حاد «تاريخي» في التمويل المخصص لسوريا.
وأضاف: «في جميع أنحاء البلاد، الاحتياجات هائلة، وسبعة من كل عشرة أشخاص يحتاجون إلى الدعم الآن».
ورأى أن «الشعب السوري يحاول العودة إلى وطنه، حين يكون ذلك آمناً، من أجل إعادة بناء بلدهم، وإعادة بناء مجتمعاتهم وحياتهم»، معتبراً أن «الفرصة سانحة الآن… وعلينا أن نقف إلى جانبه ونستجيب لهذه اللحظة المفعمة بالأمل».
وتابع: «أخشى أن تُغلق هذه النافذة، إن لم نفعل ذلك بسرعة».
وخلال نحو 14 عاماً من نزاع دام، اضطر نصف عدد سكان سوريا إلى ترك منازلهم والنزوح إلى مناطق أخرى أو اللجوء إلى الخارج.
ومع طول أمد الأزمة السورية بغياب تسوية سياسية للنزاع، تراجع الدعم الدولي المخصص لسوريا. وخلال العام الحالي، أطلقت الأمم المتحدة نداء تمويل بقيمة أربعة مليار دولار من أجل الاستجابة للأزمة السورية، جرى توفير ثلثها فقط.
Late night walk, Damascus Old City, fueled by baba ganoush and camaraderie with our team there.Millions have passed through these gates over centuries, seeking better life. Millions are now on move across region.Conflict is driven by hate.Coexistence is driven by hope. pic.twitter.com/nInh1U83A9
— Tom Fletcher (@UNReliefChief) December 18, 2024
وعلى هامش زيارته سوريا، التقى فليتشر ممثلين عن السلطة الجديدة التي تقود البلاد، بينهم قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع.
وقال فليتشر إن ضمان إيصال المساعدات من دون قيود وتعقيدات بيروقراطية إلى جميع المناطق في سوريا شكّل «نقطة بحث أساسية» خلال نقاشاته في دمشق، لافتاً إلى حصوله على «تطمينات قوية» بهذا الصدد.
وأوضح: «نحتاج إلى الوصول دون عوائق أو قيود إلى الأشخاص الذين نعمل لخدمتهم. نحتاج إلى فتح المعابر حتى نتمكن من إيصال كميات هائلة من المساعدات… نحتاج إلى ضمان أن يتمكن العاملون في المجال الإنساني من الوصول إلى حيث يحتاجون دون قيود وبأمان».
وتابع: «تلقيت أشد التطمينات الممكنة من أعلى الهرم في حكومة تصريف الأعمال لناحية منحنا الدعم الذي نحتاجه. وسيكون ذلك محل اختبار في الفترة المقبلة».
ولطالما فرضت دمشق قيوداً على حركة المنظمات الإنسانية وتوزيع المساعدات في المناطق التي كانت خارجة عن سيطرتها، حيث تركّز العدد الأكبر من النازحين جراء الحرب.
—————————
مع “تمجيد” الجولاني.. سوريون يحذرون من “صناعة طاغية جديد”/ رحمة حجة
18 ديسمبر 2024
“دعونا لا نمجّد شخصاً حتى لا يتكرر الخطأ نفسه”، كتبت الفنانة السورية يارا صبري يوم سقوط نظام بشار الأسد، كأنها تلخص حكاية 5 عقود مضت، وتضيء فكرة من أجل سوريا المستقبل.
وتعيش صبري، المعارضة للنظام والمدافعة عن حقوق المدنيين منذ 2012 خارج البلاد، وهي اليوم في كندا، وتنشط منذ سنوات في ملف المعتقلين والمغيبين قسرياً داخل الأراضي السورية.
بالمعنى ذاته كتب العديد من السوريين طيلة الأيام الماضية، محذرين من صناعة نموذج جديد للديكتاتور، إذا ما استمرّ الكثيرون بسرديات المديح المبالغ به لقائد هيئة تحرير الشام، المطلوب بتهم الإرهاب للولايات المتحدة، أحمد الشرع، المعروف بأبو محمد الجولاني.
داخل المنشأة كانت الأصفاد لا تزال معلقة من أنبوب كان المحققون يعلقون عليه المعتقلين (رويترز)
ملفات “الفرع 322”.. “معاجم خاصة بالتعذيب” في معتقلات الأسد
يعد “الفرع 322” في حلب واحدا من مئات المنشآت التي كانت تحتجز وتستجوب المدنيين وضباط الجيش على حد سواء، وتجنّد السكان المحليين لمراقبة جيرانهم.
توريث الصمت
والمديح ليس كل شيء، إذ يحذر آخرون من مغبّة أن يتم توريث الصمت والخوف للحقبة الجديدة في سوريا، ومن نماذج ذلك عدم انتقاد أي قرار يمس الحقوق والحريات اتخذته حكومة تصريف الأعمال بقيادة محمد البشير، التي ستستمر بعملها حتى مارس 2025.
فسقوط النظام البعثي، وهروب آخر خلفائه إلى روسيا، ليس النهاية بالنسبة للسوريين اليوم، إذ ينظر الكثير منهم لخارطة معقدة من القوى المسيطرة والولاءات المتعددة والمصالح المتناقضة.
وبينما يعيشون داخل وطنهم أو يرونه من المنافي واللجوء، يعاني من انهيار اقتصادي، بغالبية سكانية تحت خط الفقر وبنية تحتية متهالكة أو مدمرة، وحالات اعتقال وإخفاء قسري، ومقابر جماعية وألغام، وغير ذلك مما يحتاج أموالاً طائلة وجهد سنوات لتلبية الأساسيات على أقل تقدير.
بالنسبة للكثير من منتقدي شخصنة الثورة بالجولاني، يبدو الأمر طبيعياً وتعبيراً من الناس المقهورين والحالمين منذ عقود بالخلاص من نظام مستبد، عن حبهم وامتنانهم لقيادة عمليات الإطاحة به وتخليصهم من حقبة البعث.
لكن المسألة برأيهم تتجاوز هذه الدرجة من البساطة إلى صناعة نموذج سلطوي جديد إذا ما أبدوا رضاهم عن كل ما يفعله وانتقدوا أيضاً كل معترض بحجة “فلنمنحه فرصته.. ودعونا نصبر”.
من الأمثلة، ما كتبه الصحفي يامن صبور: “نحن من نمنحهم الشرعية والقوة لفعل ما يشاؤون! هل انتهينا من ديكتاتور لكي نأتي بآخر؟”
“مو وقتها”.. أضاف في إشارة للمعترضين على انتقاد السلطة الجديدة، مجيباً “لا يا سيدي وقتها ونص… ألم نتعلم ما الذي باستطاعة الطاغية المرتاح فعله؟
هذه حكومة مؤقتة وهي أتت بقوة السلاح كما جميع الحكومات الانقلابية في سوريا منذ الاستقلال ولغاية اليوم، مهمتها فقط تهيئة الأرضيات المناسبة لوضع دستور جديد وإجراء انتخابات”.
الجولاني: المختَلف المتَفق عليه
منذ اليوم الأول لبدء العمليتين العسكريتين ضد قوى النظام السابق “ردع العدوان” و”فجر الحرية”، رافق صحفيون وإعلاميون سوريون المسلحين، غير مكتفين بالتغطية المباشرة للوقائع، وإنما مشيدين بكل خطوة لـ”الجيش الوطني” المدعوم من تركيا، وهيئة تحرير الشام المرتبطة تاريخياً بتنظيم القاعدة، المصنفة للآن في قوائم إرهاب وعقوبات أميركية وأوروبية.
هؤلاء الإعلاميون مستمرون لليوم في نقل الأخبار، وبعضهم برز مع بدايات الثورة السوري، يمثلون نواة لإعلام موالٍ للسلطة الجديدة في دمشق.
وإن كانوا أفرادا متفرقين تجمعهم معارضة نظام الأسد، يوجد على الجانب الآخر عربياً ودولياً إعلام يُعد طرحه لشخص الجولاني بأنه “محاولة لتلميع صورته” وترسيخ صورة “رجل الدولة لا المتشدد الديني عنه”، وفق سوريين في مواقع التواصل.
يواجه أحمد الشرع المعروف بالجولاني معضلة رسم مستقبل سوريا وموقع الجهاديين فيها
هل يستطيع الجولاني ترويض المارد الجهادي في سوريا؟
يتساءل السوريون والمراقبون للشأن السوري عن تحديات المرحلة الانتقالية، بعد سقوط نظام بشار الأسد وإمساك سلطة جديدة بزمام الأمور في دمشق.
إذ تتمحور معظم هذه الأسئلة عن العدالة الانتقالية، وشكل الحكم القادم ووضع الأقليات ومصير الحريات الفردية، ومشكلة السلاح والوجود الأجنبي في البلد، وغيرها.
وخلال اليومين الماضيين، انتقد العديد من السوريين ما وصفوه بالمبالغة “المقصودة” في “تمجيد” الجولاني، عندما بكى إعلامي شهير في مقابلة معه، قبل أن يقدّمه للمتابعين كأنه “صحابي مبشّر في الجنة” بحسب تعبير أحد السوريين على فيسبوك، في كناية عن جماعة النبي محمد الذين يحوزون مكانة خاصة لدى المسلمين.
مشاهد “لا نراها في إدلب”
وكان بعض السوريين لفت في أول يوم بعد إسقاط النظام، إلى وجود صور للجولاني في متاجر بدمشق ومدن أخرى وقعت تحت سيطرة المعارضة، مبدين سخريتهم واستغرابهم من ذلك.
كما وضع العديد من المواطنين ملصقات لصور الجولاني على مركباتهم أو أبواب متاجرهم، تعبيراً عن المحبة والامتنان لدوره في إسقاط النظام.
هذا الأمر انتقده سوريون من إدلب نفسها التي تديرها “حكومة الإنقاذ” التابعة لهيئة تحرير الشام، وكتب أحدهم يُدعى مصطفى على منصة إكس: “10 سنين بالشمال المحرر (يقصد من نظام الأسد) ماحدا من أهل إدلب أو حلب وضع صورة الجولاني على السيارات، أو طبع صورته بالشوارع”.
“بل كانت المظاهرات شبه أسبوعية في إدلب ضد الجولاني أو أحمد الشرع. بعد يومين من دخوله لدمشق، ما ضل حدا ما حط صورته على السيارات أو أمام المحلات أو البروفايلات”، أضاف مصطفى.
واعتبر ما حدث في دمشق مظهراً من مظاهر “صناعة الطُغاة”.
اوصلوها لاحمد الشرع…
لقد بدوت بسيطا متواضعا تجلس على الارض وسيحب الناس منك ذلك
لكنه لا يتفق مع هذه المظاهر التي تثير الشك في قلوبهم
معركة كسب القلوب بهذه الطريقة ستكون خاسرة
هذه الصور تذكر بتجارب قاسية افرزت معتقل تدمر وصيدنيا فلا تثر مخاوف الشعب pic.twitter.com/6ZJErc1WLR
— Imad S.m.r (@Emaad_S_M_R) December 11, 2024
وقبل أيام، أثارت صورة لفتاة سورية مع الجولاني ضجة كبيرة على مواقع التواصل بسبب طلبه منها تغطية شعرها قبل التقاط الصورة، وتسابقت وسائل إعلام محلية للقائها من أجل أن تتحدث عن الحادثة بعد الإعجاب الكبير الذي أبداه متابعون بتصرفها وقائد هيئة تحرير الشام نفسه.
وتبذل حكومة تصريف الأعمال جهداً كبيراً لإزاحة وصمة الإرهاب عن الهيئة ورجالاتها، من خلال تحركات إقليمية ودولية.
إلا أن هناك نوعا من التناقض بين تصريحات الجولاني نفسه وتصريحات آخرين من قيادات المرحلة وممارسات الشرطة في دمشق، بخصوص قضايا الحريات والمساواة الجندرية، وغيرها من أمور.
وأحدث هذه المظاهر، تصريحات الناطق باسم الإدارة السياسية في الحكومة الانتقالية عبيدة أرناؤوط، لقناة “الجديد” اللبنانية، أحدثت موجة من الغضب بين السوريين.
وقال أرناؤوط إن طبيعة المرأة لا تمكنها من شغل بعض المناصب الهامة في الدولة، مثل وزارة الدفاع.
وفي عام 2013، صنفت الولايات المتحدة الجولاني “إرهابيا”، وقالت إن تنظيم “القاعدة” في العراق كلّفه بإطاحة حكم الأسد، وفرض الشريعة الإسلامية في سوريا، وإن “جبهة النصرة” (اسم هيئة تحرير الشام السابق) نفذت هجمات انتحارية قتلت مدنيين، وتبنت رؤية طائفية عنيفة.
وقال مساعد وزير الدفاع الأميركي الأسبق لاري كورب، في مقابلة سابقة مع “الحرة” إن الولايات المتحدة قد تضطر للتعامل مع الجولاني، من أجل تحقيق أهدافها الأمنية.
أجاب القائد العسكري لـ”هيئة تحرير الشام” على تساؤلات تخصص مستقبل سوريا ومصير الفصائل المسلحة التي أطاحت حكم الرئيس، بشار الأسد، في ظل المخاوف الحالية المتعلقة بكيفية إدارة الحكام الجدد للبلاد وعن تعاملها مع المكونات الأخرى
ما العمل؟
وفي خضّم كل ما يحدث، بوتيرة تبدو متسارعة مع الحيز الافتراضي الذي يعجّ بمنشورات عن الوضع في سوريا تأتي من مئات المصادر وآلاف الحسابات، يستغل الكثيرون ذلك للدفع بمعلومات مزيفة وأخبار كاذبة.
هنا، يجد العديد من السوريين أنفسهم بموقع المسؤولية حتى لو من بعيد لتوجيه النصح والتحذير من تراكم الأحداث دون وعي بها.
كتبت الصحفية السورية المقيمة في دمشق زينة شهلا في منشور على فيسبوك الثلاثاء: “بالنسبة إلي ولكتار (كثيرين) غيري من جيلي والأجيال الأصغر، نحنا شايفين فرصة تاريخية لنسمّع صوتنا ونبني شي بيشبهنا وبيشبه الكل”.
وقالت إن هناك الكثير من مظاهر الأمل بين السوريين اليوم مقارنة بما قبل سقوط النظام، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن يتم التحرك نحو الاعتراض وتغيير أي قرار تصدره الحكومة المؤقتة ويتعارض مع حقوق المواطنين وحرياتهم، اقتداء بما فعله أهالي إدلب سابقاً.
ومنذ الاثنين الماضي، تم تداول ما يُسمى بـ”وثيقة العهد الوطني السوري”، أعدها “ناجون وناجيات سوريات من المعتقلات السورية والمؤمنين بالمصلحة الوطنية”، كما قال الفنان فارس الحلو، وهو ممثل سوري معارض للأسد يقيم في فرنسا منذ سنوات.
وممّا تضمنته الوثيقة التي وقع عليها أكثر من 7000 شخص، أن الحریات الفردیة “تشكّل أساسا للعلاقة بین أبناء الوطن الواحد، وتكفل الدولة الحریات العامة والخاصة، بما فیھا حریة الإعلام والحصول على المعلومة، وتشكیل المنظمات غیر الحكومیة والنقابات والأحزاب السیاسیة، وحریة الاعتقاد وممارسة الشعائر، وحریة التظاهر والإضراب والاعتصام السلمي”.
الحرة
—————————-
التحركات الأوروبية في سوريا.. الأعين على اللاجئين وإعادة الإعمار
18 ديسمبر 2024
كثّفت القوى الأوروبية تحركاتها الدبلوماسية في سوريا خلال الأيام الأخيرة، في تحول عن سياستها السابقة، إذ أجرت وفود عن فرنسا وألمانيا وبريطانيا محادثات مع السلطة الجديدة في العاصمة دمشق.
ولأيام، اتسمت مواقف العواصم الأوروبية بالحذر إزاء التغيير في سوريا، إذ رغم إعرابها عن ترحيبها بسقوط نظام بشار الأسد، ظلت تترقب مؤشرات واضحة من السلطة الجديدة بشأن المرحلة المقبلة، قبل أن تباشر بفتح قنوات اتصال مباشرة مع هيئة تحرير الشام وزعيمها “أبو محمد الجولاني”، رغم استمرار تصنيفها كمنظمة إرهابية.
وفي خطوة رمزية، أعادت فرنسا، الثلاثاء، رفع علمها في دمشق للمرة الأولى منذ إغلاقها عام 2012، وصرح المبعوث الفرنسي الخاص، جان فرنسوا غييوم، بأن بلاده “تستعد للوقوف إلى جانب السوريين”. كما أجرى دبلوماسيون بريطانيون وألمان محادثات مع الجولاني للتباحث في مسار العملية الانتقالية السياسية.
وعلى مستوى الاتحاد الأوروبي، تعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بتكثيف “التعامل المباشر” مع القيادة الجديدة في سوريا، معلنة عن إعادة فتح بعثته الدبلوماسية في دمشق، مع تحديد شروط يتعين على القادة الجدد احترامها.
وتركزت المحادثات الأوروبية مع القيادة السورية الجديدة على ملفات عدة؛ أبرزها ضمان عملية انتقالية سلمية، وحماية الأقليات، وتأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية ومنع عودة تنظيم داعش الإرهابي.
3 قضايا رئيسية
ويرى خبراء في الشأن الأوروبي أن التحركات الأخيرة تحركها مصالح استراتيجية وهواجس أمنية متعددة، في مقدمتها إيجاد حل لمسألة اللاجئين السوريين ومنع موجات لجوء جديدة، وتطلعها للحصول على حصة في مشاريع إعادة الإعمار المرتقبة، فضلا عن مساعيها لتأمين موارد بديلة للطاقة.
الباحث في الشؤون الأوروبية، محمد رجائي بركات، يقول إن التحركات الأخيرة تجاه سوريا تأتي كمحاولة من الأوروبيين لإعادة تموضعهم في المنطقة، مشيراً إلى أنها مدفوعة بـ”حزمة من المصالح الاستراتيجية”.
واعتبر الباحث المقيم في بروكسيل، في تصريحات لموقع “الحرة”، أن الأهداف الأوروبية في سوريا تتمحور أساسا حول “ثلاثة قضايا رئيسية”، وهي إيجاد حل لقضية اللاجئين السوريين، والحصول على حصة من عقود إعادة الإعمار، وتأمين مصادر جديدة للطاقة كبديل للغاز الروسي.
غير أن المتحدث ذاته، يلفت إلى أن الاجتماعات الأخيرة لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل كشفت عن “تردد واضح وعدم ثقة في النظام الجديد”، قبل أن يضيف أن الهدف وراء زيارات الوفود الأوروبية التي حلت بسوريا كان “استكشاف نوايا هيئة تحرير الشام وطمأنة المسؤولين الأوروبيين بشأن مستقبل سوريا”.
وتحاول البلدان الغربية تحديد مقاربة للتعامل مع هيئة تحرير الشام المدرجة في بلدان غربية على قائمة المجموعات “الإرهابية”.
بشأن شروط الأوروبيين للتعامل مع قادة دمشق الجدد، يرى بركات أن أبرزها يبقى “الاعتراف بدولة إسرائيل، وضمان الحريات لكافة المواطنين بغض النظر عن دياناتهم، والحد من النفوذ الروسي في سوريا مستقبلا”.
ويلفت الباحث إلى أن “القرار الأوروبي يظل كذلك مرتبطا بالموقف الأميركي”، موضحاً أن “المسؤولين الأوروبيين ينتظرون قرارات الرئيس المنتخب، دونالد، ترامب بشأن سوريا، خاصة ما يتعلق برفع العقوبات عن سوريا وشروط تقديم المساعدات لإعادة الإعمار”.
وعلى جانب آخر، يشير المتحدث ذاته إلى أن أعين الأوربيين تتجه أيضا نحو موارد الغاز في المنطقة، لتمثل بديلا للإمدادات الروسية التي توقفت بسبب حرب أوكرانيا مما تسبب لها في مشاكل اقتصادية كبيرة، معتبرا أن “هذا الملف يبقى “أحد المحركات الرئيسية للتحركات الأوروبية في المنطقة”.
تعهدات ومخاوف
وتعهّدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، بتكثيف “التعامل المباشر” مع القيادة الجديدة في سوريا بعد إطاحة بشار الأسد.
وجاءت تصريحاتها بعدما وافق الاتحاد الأوروبي على إعادة فتح بعثته الدبلوماسية في دمشق وزيادة الدعم لسوريا، بينما حدد مجموعة من الشروط التي سيتعيّن على القادة الجدد احترامها.
في هذا الجانب، يؤكد المحلل السياسي المختص في الشؤون الأوروبية والهجرة، زاهي علاوي، أن النشاط الدبلوماسي الأوروبي الأخير في سوريا “مدفوعة أساسا بمخاوف من موجة لجوء جديدة ومصالح اقتصادية مرتبطة بإعادة الإعمار”.
وقال علاوي في تصريح لموقع الحرة”، إن أوروبا “تسعى لاتباع سياسة الدفاع المسبق عبر التقرب من الإدارة الجديدة وتقبلها، خاصة بعد أن استقبلت القارة أكثر من مليوني لاجئ سوري في الموجة السابقة، والتي أدت إلى صعود اليمين المتطرف في العديد من الدول الأوروبية”.
أجاب القائد العسكري لـ”هيئة تحرير الشام” على تساؤلات تخصص مستقبل سوريا ومصير الفصائل المسلحة التي أطاحت حكم الرئيس، بشار الأسد، في ظل المخاوف الحالية المتعلقة بكيفية إدارة الحكام الجدد للبلاد وعن تعاملها مع المكونات الأخرى
وتناول تقرير المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية تداعيات سقوط نظام بشار الأسد على ملف اللاجئين السوريين في أوروبا، محذراً من التسرع في إيقاف طلبات اللجوء أو الدفع باتجاه عودة فورية للاجئين.
وأشار التقرير إلى أن المواقف الأوروبية المتسرعة تأتي مدفوعة بضغوط سياسية داخلية وصعود أحزاب اليمين، رغم أن الأوضاع على الأرض في سوريا لا تزال متقلبة وغير مستقرة.
ولفت التقرير إلى أن العودة المستدامة للاجئين تتطلب أكثر من مجرد توفير الأمان، إذ يجب إعادة تأهيل البنية التحتية وتوفير فرص اقتصادية وتعليمية وصحية.
كما أشار إلى أن بعض السوريين، وخاصة الشباب الذين نشأوا في أوروبا، قد لا يرغبون في العودة مطلقا، مؤكداً أن أوروبا نفسها بحاجة لبقاء بعض السوريين، خاصة في قطاعات حيوية مثل الرعاية الصحية.
ومنذ بداية الحرب في سوريا سنة 2011، ترك أكثر من نصف السوريين ديارهم، أي 13 مليون شخص، بحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
وقصد الجزء الأكبر من اللاجئين السوريين المقدّر عددهم بنحو 6 ملايين، بلدانا مجاورة، مثل لبنان وتركيا والأردن ومصر والعراق، في حين فرّ آخرون إلى أوروبا.
في هذا السياق، يشدد التقرير على ضرورة تبني مقاربة متأنية ومدروسة لملف عودة اللاجئين، داعيا القادة الأوروبيين إلى دعم عملية انتقال سياسي شامل برعاية الأمم المتحدة، والعمل مع تركيا والدول المضيفة في المنطقة لتهيئة الظروف المناسبة للعودة الطوعية والمستدامة.
وحذر من أن فشل هذه المقاربة قد يدفع المزيد من السوريين للتوجه نحو أوروبا، خاصة في ظل الأوضاع المتوترة في المنطقة.
وفي سياق متصل، اعتبر علاوي أن “الاتحاد الأوروبي، الذي يعد الممول الأساسي لمشاريع إعادة الإعمار في مناطق النزاعات، يدرك حجم الدمار الذي لحق بالمدن والبلدات السورية”، معتبرا أن “التقارب مع الإدارة الجديدة قد يفتح المجال أمام الشركات الأوروبية للاستفادة من فرص إعادة الإعمار”.
وأشار المحلل السياسي إلى أن “إعادة بناء البنية التحتية في سوريا سيسهم في تخفيف الأعباء عن الدول الأوروبية من خلال تسهيل عودة اللاجئين الذين يشكلون عبئاً متزايداً على موازنات هذه الدول”، مؤكدا أن هذا الملف يمثل أولوية قصوى للسياسة الأوروبية في المرحلة الراهنة.
وبشأن إمكانية نجاح المساعي الأوروبية، يبرز الباحث بركات أن تحديات كبيرة تقف بوجه الأوروبيين، منها “عدم قدرته على التأثير في الوجود التركي والأميركي في سوريا”، متسائلا: “كيف يمكن للاتحاد الأوروبي أن يطالب بوحدة الأراضي السورية في ظل عجزه عن التأثير على القوى الإقليمية والدولية المتواجدة على الأرض السورية؟”.
واعتبر أن مواقف الاتحاد الأوروبي تبقى “ضعيفة وغير مؤثرة” في ظل التعقيدات الإقليمية القائمة”، مشيرا إلى أن “معظم الدول الأوروبية تكتفي بإطلاق تصريحات لتهدئة الرأي العام دون القدرة على اتخاذ مواقف حاسمة على الأرض”.
الحرة / خاص – دبي
———————-
كيف سيتم ضبط الأمن في مدينة حمص بعد استعادتها من النظام؟/ بيل ترو
في حمص، ثالث أكبر مدينة سورية، التقت بيل ترو قائد الشرطة الجديد المكلف بمهمة حفظ السلام بعد أن أطاحت القوات بقيادة “هيئة تحرير الشام” بنظام بشار الأسد. وأصبح السؤال الذي يتردد في كل مدينة في جميع أنحاء البلاد: من سيحكم وكيف؟
الأربعاء 18 ديسمبر 2024
يواجه حكام سوريا الجدد تحدي إعادة بناء الأمن والنظام بعد سقوط نظام بشار الأسد وسط انقسامات مجتمعية وأزمات إنسانية عميقة
يجلس علاء عمران وهو محاط باهتمام كبير في مقر الشرطة في حمص، في مكتب كان حتى الأسبوع الماضي يديره جهاز الاستخبارات المرعب التابع لبشار الأسد.
بعد أن كان قائداً سابقاً في شرطة النظام، تحول إلى قائد للمتمردين الإسلاميين، وتنتظره مهمة معقدة لا يحسد عليها تتمثل في إدارة عملية انتقالية محفوفة بالأخطار قوامها خمسة عقود من الحكم الوحشي لعائلة الأسد. فقد خلفت الهزيمة التي منُي بها ذلك النظام على يد خليط من المتمردين بقيادة “هيئة تحرير الشام” التي كانت في السابق متحالفة مع تنظيم “القاعدة” – فراغاً أمنياً يجب ملؤه بسرعة قياسية. بيد أن المأزق الذي يواجه كل مدينة في جميع أنحاء سوريا يتمثل في سؤال بسيط: من سيحكم وكيف؟.
يُطلق على حمص، ثالث أكبر مدينة سورية لقب “مهد الثورة”. وهي التي شهدت بعض أعنف المعارك خلال 13 عاماً من الحرب الأهلية والتي لا تزال ندوبها محفورة في كثير من الأحياء. أما المجتمع الحمصي فهو متنوع ويتألف من المسلمين السنة والمسيحيين والأقلية العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد. وتم تجنيد عمران من قبل “هيئة تحرير الشام” التي قضت أعواماً في النأي بنفسها عن ماضيها الجهادي – لقيادة قوة الشرطة التابعة لها في مدينة [إدلب] الواقعة شمال غربي البلاد قبل سقوط الأسد. حتى هو نفسه يشعر بالدهشة نوعاً ما من الهدوء الذي يسود هنا، على رغم أن الأجواء لا تزال متوترة.
وفي هذا الصدد، يعلن من مكتبه الجديد أنه “بسبب التنوع الكبير للديانات الموجودة في حمص، اعتقدنا بأنه سيكون من الصعب السيطرة عليها”، قال ذلك وهو جالس على مكتبه الجديد، بينما يتعامل أفراد شرطته – مزيج من المقاتلين المتمردين السابقين وسكان حمص النازحين سابقاً – في الطابق السفلي مع عدد لا يحصى من الشكاوى من المواطنين القلقين المتجمهرين في الخارج. ويقول: “ولكن الآن أصبح كل شيء تحت السيطرة. خلال الأسبوع الماضي، لم تسجل أي محاولات بالقتل”.
وفي سياق متصل، لا يعزو عمران نجاح الهجوم الاستثنائي ضد قوات الأسد إلى التكتيكات العسكرية والمعدات العسكرية التي تم تطويرها حديثاً فحسب – في وقت يكثر الحديث عن طائرات مسيّرة من طراز “شاهين” أو “الصقر” – بل أيضاً إلى أعوام من التخطيط لـ”اليوم التالي”.
وتضمّن التخطيط جدولاً زمنياً للانتقال كان من المفترض – وفقاً لـ”هيئة تحرير الشام” – أن يرى الجناح العسكري للجماعات المتمردة ينسحب من المدن لمصلحة قوة شرطة “مدنية” عاملة. ويزعم عمران أنهم أداروا على مدى أعوام برامج تدريبية في محافظة إدلب شمال غربي البلاد لبناء قوة شرطة قادرة على تسيير دوريات في الشوارع وإدارة مراكز يمكن فيها لأولئك الذين يرغبون في التخلي عن أسلحتهم القيام بذلك، فضلاً عن التواصل مع الأقليات والحفاظ على السلام.
ويضيف عمران: “وُضعت الخطة لتشمل جميع الدوائر الحكومية، سواء كانت خدمات صحية أو شرطة. وقمنا ببناء وحدات جاهزة للسيطرة على الأمور ولتولي الإدارة”. وعمران الذي تُعدّ مدينة حمص مسقط رأسه انشق عن نظام الأسد عام 2012 وانضم إلى جماعة “أنصار الشام” الإسلامية المسلحة. ثم عينته “هيئة تحرير الشام” في وقت لاحق لإدارة الشرطة في مدينة حارم بريف إدلب. ويؤكد عمران أنه لم يعُد ينتمي إلى القوات المسلحة ويستقبلنا مرتدياً ملابس مدنية.
يبدو أنه الاتجاه السائد اليوم: فزعيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، وهو اسمه العسكري، بات يفضل أن يعرف باسمه الحقيقي أحمد الشرع والتقى المبعوث الخاص للأمم المتحدة في دمشق مرتدياً اللباس المدني.
يتحدث عمران عن تطوير قوة الشرطة باعتباره جزءاً أساسياً من عملية الانتقال إلى الدولة المدنية السورية الجديدة.
ويقول في هذا الإطار: “تتألف غالبية هذه الوحدات من أشخاص من المدينة ممن سيتولون النظام فيها الآن والذين نزحوا قسراً إلى إدلب بسبب الحرب. أنا من حمص… أرسلوني إلى هنا لأكون القائد لأنني أعرف كثيراً من الناس، مما يجعل المرحلة التالية أسهل بكثير”. وتابع: “أصدرنا إعلان عفو عام وأنشأنا مراكز لجنود النظام لتسليم أسلحتهم ومعاملتهم كمدنيين. يحضر كثير من الأشخاص إلى هذه المراكز يومياً. بيد أن العفو لا يشمل المجرمين لأن الذين ارتكبوا الجرائم سيحاسبون ويساقون للعدالة”.
وفي هذا الإطار، يتحدث الشيخ شريح الحمصي وهو أيضاً من حمص وأحد كبار المسؤولين في “هيئة تحرير الشام” ويؤكد أن الهيئة تنسحب بالفعل من المدن لمصلحة قوات الشرطة. ويضيف أن إحدى المهمات الرئيسة ستتمثل في محاولة تحديد هوية المسؤولين عن الاعتقال التعسفي والتعذيب والقتل الميداني للمواطنين السوريين. وقال: “لقد قمنا ببناء قاعدة معلومات مرتبطة بأولئك الذين ارتكبوا الجرائم”.
ويضيف: “سيتم التعامل مع هذه المسألة أمام النظام القضائي وليس بطريقة انتقامية. لن ندع المشاعر تقودنا وتؤثر في قراراتنا لأن المحاسبة قد لا تكون دقيقة جراء ذلك”.
ليست مهمة بسط الأمن في المدن السورية والحفاظ على السلام مهمة سهلة، بل تحتاج إلى جهود جبارة. ففي الخارج، يتجمع سكان حمص عند أبواب مقر الشرطة، في انتظار المساعدة بترقب وقلق. وقالت إحدى السيدات إنها تتلقى تهديدات من شخص مجهول، فيما أبلغت اثنتان أخريان بأن سيارتيهما سُرقتا خلال الفوضى التي أعقبت انهيار النظام عندما كانت عمليات السرقة والنهب منتشرة على نطاق واسع. ويضيف شخص رابع أن ابنه اختفى في اليوم الذي سقط فيه النظام – وهو مجند سابق يحمل وشماً لوجه الأسد على رقبته – وقد شوهد آخر مرة في مستشفى محلي وهو ينقل شخصاً مصاباً.
فضلاً عن ذلك، يسود القلق أحياء العلويين، نظراً إلى أن الأقلية العلوية غالباً ما ترتبط بالنظام باعتبارها الطائفة التي تنتمي إليها عائلة الأسد. وتعج هذه الشوارع التي نجت من كثير من الدمار الذي خلفته الحرب، بمتاجر الملابس والمطاعم. هنا يشعر الناس بالقلق بصورة خاصة من التداعيات الفوضوية التي قد تترتب على سقوط النظام وإقدام المواطنين العاديين على تولي زمام الأمور بأيديهم. ويقولون إن “هيئة تحرير الشام” أو قوة الشرطة التابعة لها، إذ إن السكان غير متأكدين تماماً من ذلك، تمركزت في نقاط مختلفة في المدينة، لكنها “لا تتعاطى مع أحد”. وتنتشر سياراتهم، المغطاة بالرمال من ساحة المعركة، على طول الطرق.
وفي هذا السياق، يقول ونوس، 48 سنة: “تكمن المشكلة الأكبر في أننا لا نعرف شكل القانون الجديد. نخشى من ارتكاب الأخطاء. سمعنا أنهم سيمنعون تدخين النرجيلة واحتساء الكحول. خلال الفوضى، أقدم أحدهم على تدمير متجر للكحول. لا نعرف شيئاً بعد ونريد الحصول على صورة أكثر وضوحاً”.
كما تنتشر مخاوف في مختلف أنحاء البلاد من أن تنعكس الأيديولوجيا الإسلامية المتشددة لـ”هيئة تحرير الشام” في فرض قيود على النساء، مما كانت القيادة حريصة على دحضه. الوقت كفيل بإثبات ذلك.
——————————
صحافيو سوريا… أسماء مستعارة وطرق وعرة وغموض قائم/ اسماعيل درويش
قتل منهم 715 بينهم تسعة أجانب من مارس 2011 وحتى مايو 2023 ومخاوف من فوضى شاملة حال عدم تشكيل حكومة
الأربعاء 18 ديسمبر 2024
عمل إعلام النظام السوري على اتهام كل من لا يواليه بالمشاركة بـ”الحرب الكونية على سوريا”، وكان الصحافيون المعارضون أحد أهم الأهداف، لذلك لم يتوقف عملهم على النشاط الصحافي ونقل الأخبار بل اضطروا إلى الدفاع عن أنفسهم أو عن “الأكاذيب” التي يلفقها النظام بمعارضيه.
على رغم الفظائع التي ارتكبت في سوريا كاد الرئيس الأميركي جو بايدن يعفو عن رئيس النظام السوري السابق بشار الأسد ويرفع عنه العقوبات مقابل إطلاق سراح الصحافي الأميركي أوستن تايس.
مثل تايس هناك آلاف الصحافيين السوريين منهم من قتل أو جُرح أو هجر أو شُرد، ومنهم من دفع حياته ثمناً لإيصال صورة من السجن السوري الكبير إلى الفضاء العالمي، أما بخصوص ما يقوله الناشط الحقوقي الأميركي مالكوم إكس “وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض، لديهم القدرة على جعل المذنب بريئاً وجعل الأبرياء مذنبين، وهذه هي السلطة لأنها تتحكم في عقول الجماهير” فهذا جانب آخر من مأساة الصحافيين السوريين بعد أن عمل إعلام النظام السوري على “شيطنتهم” واتهمهم بالمشاركة بـ”الحرب الكونية” على سوريا.
أخيراً ظهر “عمر”
“عمر” اسم مستعار للناشط السوري محمود مصطفى الذي يتحدر من محافظة اللاذقية على الساحل السوري، وعلى مدار أعوام كان “عمر” يكتب باسمه المستعار ويرسل صوراً وفيديوهات من مدينة اللاذقية إلى وسائل الإعلام التي يتعامل معها بالخارج، و”عمر” مثله مثل مئات الصحافيين والناشطين السوريين ظهر باسمه الحقيقي للمرة الأولى يوم الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، خلال اليوم نفسه الذي سقط فيه النظام السوري.
يقول مصطفى في حديثه لـ “اندبندنت عربية”، “كنت كل يوم أمسح من هاتفي كل الرسائل أو أية محادثة مع أي شخص أتواصل معه خارج مناطق سيطرة النظام، لكن بعد الثامن من ديسمبر تغيرت حياتي إلى الأبد، الآن هاتفي مليء بالصور والفيديوهات من دون خوف، لقد تحطم الأسد وتحطم معه الخوف”.
ويضيف الناشط السوري “بدأت نشاطي الصحافي عام 2020، وفي هذا العام كانت الثورة السورية تعيش أحلك أيامها، وكان اليأس ينعكس من عيون كل مواطن سوري، وهذا ما كنت أشاهده في اللاذقية التي يتحدر منها الأسد فما بالك بباقي المناطق السورية، غالبية الناس هنا لم يكونوا مؤيدين للنظام بل كانوا بحكم ’الرهائن‘، وعلى رغم هذا اليأس لم يكن هناك بد من المخاطرة ولو بحياتي لإبلاغ العالم أننا مجرد ’أسرى‘ ولسنا في دولة”، وفق تعبيره.
في تقرير سابق نشرته وكالة الأناضول التركية، قُتل في سوريا 715 صحافياً بينهم تسعة أجانب خلال الفترة ما بين مارس (آذار) 2011 ومايو (أيار) 2023 بينهم 52 صحافياً قتلوا تحت التعذيب، أما الإصابات الموثقة بالاسم بلغت 1603 صحافيين فضلاً عن تعرض 1309 صحافيين للاعتقال أو الإخفاء القسري، 91 في المئة منهم على أيدي النظام السوري، والباقي على أيدي بقية أطراف النزاع.
فنون الانتهاكات
لم يكن النظام السوري وحده الذي انتهك حقوق الصحافيين، وفي هذا السياق تقول الصحافية نور الخطيب وهي أيضاً ناشطة في جمعية حقوقية إن “مختلف أطراف النزاع في سوريا تفننت في ارتكاب ممارسات تنتهك حرية الصحافة والرأي، وارتكبت أنماطاً مختلفة من الانتهاكات الجسيمة من قتل خارج نطاق القانون أو اعتقال أو إخفاء قسري أو تعذيب، أو حتى سن قوانين من شأنها تقييد حرية الصحافة”.
وتضيف الخطيب “بالطبع النظام يتحمل المسؤولية الكبرى، لكن أيضاً باقي أطراف النزاع المختلفة تتحمل ما يصل إلى 15 في المئة من الانتهاكات التي تعرض لها الصحافيون”.
وتوضح الصحافية السورية أن “جميع أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا انتهكت عديداً من قواعد وقوانين القانون الدولي لحقوق الإنسان في المناطق التي تسيطر عليها، مثل المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وعديداً من قواعد وقوانين القانون الدولي الإنساني وفي مقدمها القاعدة 34 من القانون العرفي التي توجب احترام وحماية الصحافيين في مناطق النزاع ما داموا لا يقومون بجهود مباشرة في الأعمال العدائية”.
مهام ليست صحافية
كما أسلفنا عمل إعلام النظام السوري على اتهام كل من لا يواليه بالمشاركة بـ”الحرب الكونية على سوريا”، وكان الصحافيون المعارضون أحد أهم الأهداف، لذلك لم يتوقف عملهم على النشاط الصحافي ونقل الأخبار بل اضطروا إلى الدفاع عن أنفسهم أو عن “الأكاذيب” التي يلفقها النظام بمعارضيه، مثل اتهام نساء المعارضة بـ”جهاد النكاح”، وتصنيف جميع المعارضة بأنهم “دواعش إرهابيون”، وغير ذلك من المصطلحات التي اعتادت وسائل الإعلام السورية الرسمية تداولها بصورة شبه يومية لتبرير الحرب التي يشنها النظام على السوريين.
في هذا السياق يقول الصحافي ناصر عدنان لـ “اندبندنت عربية” إن “الصحافيين السوريين أُلقيت على عاتقهم مهام أخرى ليست صحافية، فعملهم لم يكن يقتصر على نقل الصورة الحقيقية للأحداث في سوريا بل توجب عليهم مواجهة عدو آخر غير بطش النظام السوري، مثل تفنيد الأكاذيب التي ألصقتها بهم وسائل الإعلام الموالية للنظام أو وسائل إعلام محور المقاومة الإيراني”.
ويضرب عدنان مثالاً على ذلك بأن إحدى الصحف التابعة لـ”حزب الله” اتهمت المعارضة السورية في غوطة دمشق بضرب مناطق سيطرتها بالأسلحة الكيماوية، موضحاً أنه توجب “على الصحافيين السوريين الرد على هذه الادعاءات على رغم أن هذا ليس من عمل الصحافة ولكن الرد كان ضرورياً”.
التأشيرة المستحيلة
الصحافية السورية يارا إبراهيم تقول في حديثها لـ “اندبندنت عربية” إن “من أبرز العوائق التي واجهت الصحافيين السوريين منعهم من الحصول على تأشيرة للخارج وخصوصاً دول الاتحاد الأوروبي، لدرجة أن صحافيي المعارضة لا يحصلون على تأشيرة حتى للمشاركة في المؤتمرات أو الاجتماعات التي تخص سوريا، وكان النظام يرسل وفده وصحافييه بحكم أنه المعترف به دولياً بينما منع الصحافيين من خارج مناطق سيطرة النظام من المشاركة في غالب الاجتماعات التي تعلقت بالقضية السورية، ولم يشارك في هذه الاجتماعات إلا بعض صحافيي الخارج”.
وتضيف إبراهيم أن “العدد الأكبر من الصحافيين في خارج سوريا موجودون في دول الطوق السوري وعلى وجه الخصوص تركيا ولبنان، وهؤلاء لم يتم الاعتراف بهم أو بمعنى آخر لم يتم ضمهم إلى نقابات الصحافيين أو منحهم بطاقات تسهل عملهم”.
الخلاص من الأسد
من أهم الإيجابيات التي نتجت من سقوط نظام الأسد وقف القصف الجوي والمدفعي وتبييض السجون، وهذه واحدة من أكبر المآسي التي كان يواجهها السوريون بمن فيهم الصحافيون، لكن هذا لا يكفي لنقول إن سوريا اليوم أضحت ساحة حرة أو آمنة للصحافة، وليس بإمكاننا إثبات العكس، إذ لا يزال الغموض سيد الموقف في سوريا وسط مخاوف من فوضى قد تنتج في حال عدم تشكيل حكومة شاملة أو عدم وجود رغبة دولية بضرورة تحقيق الاستقرار في سوريا. لكن إذا اتجهت القيادة الجديدة لتشكيل حكومة شاملة وتشكيل لجنة لكتابة دستور ومن ثم إجراء انتخابات حرة ونزيهة، مع وجود رغبة دولية وإقليمية في تحقيق سلام شامل داخل سوريا، ففي هذه الحال ربما يستطيع الصحافيون السوريون تعويض أيام بؤسهم.
———————–
العائدون من سوريا… هاجس أمني مقلق في القاهرة بعد سقوط الأسد/ بهاء الدين عياد
لا توجد إحصاءات دقيقة عن أعداد المصريين في التنظيمات المتطرفة بسوريا و”اشتراطات أمنية جديدة” لدخول السوريين إلى البلاد
الأربعاء 18 ديسمبر 2024
يبدو أن القاهرة من خلال مواقفها منذ اندلاع الأزمة ما زالت متحفظة نتيجة للتداعيات المحتملة لسقوط النظام على المنطقة، والمطالبة بضرورة الحفاظ على مقدرات الشعب السوري، لكنها حريصة على التفاعل بصورة إيجابية مع التغيرات في سوريا
على رغم رسائل التطمين الصادرة عن قائد “هيئة تحرير الشام” أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) والإدارة الجديدة في سوريا إلى الداخل والخارج، تثير أدوار المقاتلين الأجانب في سوريا هواجس أمنية لدى دول المنطقة، خشية عودتهم لبلدانهم مجدداً، أو استقطاب مزيد من المقاتلين من تلك البلدان، فضلاً عن سيناريو “تصدير النموذج”، بخاصة في الدول التي تشهد اضطرابات وانقسامات سياسية في المنطقة مثل ليبيا والسودان.
ويؤكد مراقبون مختصون في شؤون التنظيمات الإرهابية تحدثوا لـ”اندبدنت عربية” أن هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها، ضمت خلال السنوات الأخيرة قيادات عديدة ومقاتلين من الجنسية المصرية، من بينهم إرهابيون هاربون من مصر خلال الفترة من 2011 إلى 2013، بينهم أبو الفتح الفرغلي أو يحيى طاهر الفرغلي، الذي يعد أبرز شخصيات الصراع السوري، الذي ظل الذراع اليمنى للجولاني في الهيئة حتى عام 2022، حين أعلن خروجه منها، ليعود مجدداً للظهور في دمشق بعد سقوط النظام السوري، وتثير عودته التكهنات حول موقعه الجديد.
ووسط أنباء عن فرض بعض دول المنطقة قيوداً أمنية جديدة على دخول السوريين والقادمين من سوريا إليها، شهدت اجتماعات العقبة حول سوريا السبت الماضي تشديد الدول العربية والولايات المتحدة وتركيا على “أهمية مكافحة الإرهاب والتطرف، بما في ذلك منع عودة ظهور كل المجموعات الإرهابية، والمطالبة بألا تشكل الأراضي السورية خطراً على أية دولة أو ملاذاً للإرهابيين”، مما يعكس بوضوح الهاجس الأمني الذي أسهم بطريقة أو بأخرى في إطالة عمر نظام الأسد منذ اندلاع الثورة عليه، خوفاً من تحول سوريا إلى “أفغانستان جديدة” بالشرق الأوسط والمنطقة العربية.
وطن “القاعدة” الرابع
يعتقد عمرو عبدالمنعم، الباحث في شؤون الإسلام السياسي، أن السيناريو الأخطر في سوريا من الناحية الأمنية يمثل في تحولها إلى ما يمكن تسميته “الوطن الرابع لتنظيم القاعدة”، بعدما اتخذ التنظيم معاقل له في أفغانستان والعراق وسوريا خلال الحرب، وصولاً إلى سوريا الجديدة ما بعد سقوط بشار الأسد، مما يتيح لتلك التنظيمات والحركات “فرصة نادرة” لإعادة إنتاج تصور لمرحلة جديدة من “عولمة الجهاد” تتوافق مع الواقع العالمي والعربي الجديد.
ويرى عبدالمنعم أن شخصية الجولاني ونهجه البراغماتي يمكن أن يعملان على كبح جماح الفصائل المنضوية تحت قيادة العمليات العسكرية حالياً، ويعقد التحالفات والمصالحات في ما بين التنظيمات المتحاربة، لكن من دون ضمانات على إمكان احتواء هذه التشكيلات والفصائل المسلحة في المستقبل القريب، بخاصة أن ما يصل إلى نصف عديد هذه الفصائل من العناصر الأجنبية والمقاتلين من الجنسيات المختلفة التي حاربت في سوريا خلال سنوات الحرب الأهلية، بينهم “الفرغلي” الذي كان على رأس مجموعة من الشرعيين المصريين، الذين عملوا على تدريس السياسة الشرعية للمقاتلين، وكان من المنتمين للجماعة الإسلامية، وألف كتاباً بعنوان “الطريق إلى الخلافة” خلال الحرب السورية بعد هربه من مصر عقب أحداث 2011، وكان له دور بارز في “هيئة تحرير الشام”، كما تبرز أسماء أخرى لإرهابيين يعرفون بكنيات غير معلومة الهوية، مثل أبو لؤي المصري وأبو محمد المصري.
وفي مقابل ذلك يذهب مدير المركز الوطني للدراسات بالقاهرة هاني الأعصر إلى أنه في اللحظة الراهنة لم يعد هناك مناخ مناسب ودوافع للقتال بعد التحول إلى العملية السياسية، كما أن الدول بالمنطقة لن تسمح بتحول سوريا إلى ملاذ آمن للإرهابيين، فهناك عدد من الإجراءات الأمنية الاحترازية التي تتخذ في هذا السياق، لكن الهاجس الأمني من الوضع السوري لا يزال قائماً إذا حدث تصعيد وفوضى والعودة لدائرة الصراع المسلح من جديد وهو سيناريو مرجح.
وبحسب الأعصر يشمل هذا السيناريو حدوث صراعات بين التنظيمات المسلحة وبعضها بعضاً نتيجة رفض تسليم السلاح قبل الوصول إلى اتفاق وانتقال سياسي، بينما تتجه خلايا تنظيم داعش النائمة إلى العودة، بخاصة في ظل المخاوف من استكمال عناصرها استراتيجية هدم الأسوار ومحاولاتهم للخروجهم من السجون ومخيمات الاحتجاز في الشمال السوري التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية بدعم من الولايات المتحدة.
ويتابع “في ظل هذا السيناريو من المرجح ظهور كيانات مسلحة جديدة، بخاصة في ظل انهيار المؤسسة العسكرية والأمنية في سوريا، يمكن أن تنتج تنظيمات مسلحة تقاتل على الأرض من منطلق أنهم يواجهون من اختطف الدولة، مثل تجربة سقوط النظام العراقي بعد 2003، وحل القوات المسلحة والاستخبارات، إذ أدى ذلك إلى انضمام عناصر من الجيش والأجهزة الأمنية العراقية لبعض التنظيميات والميليشيات من أجل مقاومة الاحتلال آنذاك”.
سيناريو “العائدون”
يوضح صلاح الدين حسن، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أنه لا توجد إحصاءات عن أعداد دقيقة لمصريين في تنظيمات عاملة في الحقل الجهادي في سوريا، ولا حتى عن أعداد القتلى أو السجناء منهم. مضيفاً “تقديري أن عدد المقاتلين من الجنسية المصرية في تنظيم داعش لم يتجاوز 500 عنصر في ذروة التنظيم، كما أن ذلك كان يلاحظ في قيادة التنظيم نفسه، لأن المصريين الذين شاركوا بالقتال في سوريا أكثر ميلاً لأفكار القاعدة من تنظيم داعش، لأنهم يميلون إلى وسط هذا التيار، فتوجهوا إلى تنظيم جبهة النصرة في البداية، وتوزعوا على تنظيمات تابعة للقاعدة مثل (حراس الدين)، ولم تتجاوز أعدادهم بضع مئات، بالتالي فهم ليسوا بأعداد ضخمة تهدد عودتها الأمن القومي المصري بصورة كبيرة”.
ولفت حسن إلى أن الأجهزة الأمنية والاستخبارية تعرف أسماء الموجودين في “هيئة تحرير الشام”، ومعظم ملفات العابرين من الحدود التركية – السورية موجود في يد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والولايات المتحدة ولدى الأجهزة الأمنية المعنية في بلدان عدة، بالتالي من الصعب أن تتسلل خارج سوريا، و”حتى الآن لا أحد يعرف كيف ستتعامل الهيئة مع العناصر الأجنبية بها، سواء مصريين أم غيرهم، والجولاني لن يفرط فيهم بسهولة، ومن الوارد أن يجري تجنيسهم وضمهم للجيش، أو أن يجري استغلالهم في منطقة صراع أخرى أو نقلهم إلى بؤرة مشتعلة وقريبة في المستقبل”.
“خلال سنوات الثورة برز عدد من قياديي القاعدة المصريين الذين حاولوا وضع ’جبهة النصرة‘ تحت قيادة ’القاعدة‘ في ظل وجود أيمن الظواهري في قيادة التنظيم، لكن هذه المحاولات لم تفلح، ومن بيهم أحمد سلامة مبروك (أبو الفرج المصري) قيادي القاعدة البارز في جبهة فتح الشام، الذي ذكر أنه قتل في غارة درون أميركية بريف أدلب في 2016، بعد أشهر من ظهوره في تسجيل إعلان انفصال ’جبهة النصرة‘ عن تنظيم ’القاعدة‘ وتشكيلها ’جبهة فتح الشام‘، وهناك أيضاً أبو الفتح المصري الذي كان ضمن الهيئة، قبل أن يعلن انشقاقه عنها قبل عامين. فالجولاني تخلص من هيمنة تنظيم داعش ثم القاعدة، وهذا أدى إلى انفضاض مصريين كثيرين من حوله”، بحسب المتحدث السابق.
تصدير النموذج
ووفقاً للباحث صلاح الدين حسن، فإن الملف الأشد خطراً وتهديداً من “العائدين”، هو أن تتحول سوريا إلى ملاذ آمن للإرهابيين، وهذا ما يشغل الولايات المتحدة والغرب، وقوات “هيئة تحرير الشام” من الشباب السوري في غالبهم، ومعظم المقاتلين الأجانب المهاجرين إلى سوريا انشقوا عن الجولاني، وعدد كبير منهم قتل خلال سنوات الصراع أو انتقلوا إلى تركيا، فكيف يمكن منع سوريا من التحول إلى ملاذ آمن للإرهابيين، لأن ما يخشاه الغرب أن تجذب سوريا هذه النوعية ممن يتبنون الفكر الجهادي، ويرون أنهم يمكنهم أن يعيشوا حياة عادية بعيدة من الضغوط الأمنية والملاحقات في سوريا تحت سيطرة الجولاني، وفي الوقت نفسه يكونون قريبين من ساحات صراع أخرى.
ويستكمل حسن “في ما يتعلق بدول الجوار، الأمر المثير للقلق يتعلق بتصدير النموذج، فللمرة الأولى في التاريخ الحديث للمنطقة يتصدر جهادي لحكم دولة مهمة وكبيرة وموقعها الجغرافي استراتيجي مثل سوريا، وكونه يحكم ويتقبله المجتمع الدولي تعد سابقة لم يكن أحد يتصورها، فنحن أمام قيادي في القاعدة سلفي جهادي يمكن أن يكون حاكماً أو يعد نموذجاً، أو يمثل دافعاً لجماعات أخرى أو تنظيمات أخرى في المنطقة، فإذا كان هذا النموذج مقبولاً في سوريا، فيمكن قبوله في دولة أخرى من دول الأزمات بالمنطقة، مثل ليبيا أو الصومال، وهذا بالتأكيد أمر مقلق ومخيف”.
ويشير مدير المركز الوطني للدراسات بالقاهرة إلى أنه “في ما يتعلق بموقف القيادات الحالية في سوريا من العمليات الإرهابية في مصر خلال السنوات الأخيرة، فقد ظهر الجولاني في أحد اللقاءات الإعلامية خلال الثورة السورية يصف الجماعات الإرهابية في سيناء بالأخوة المجاهدين، بالتالي هناك تساؤلات مبررة حول موقفه الراهن. وبصورة عامة من المبكر الحديث عن سيناريو العائدين حالياً في ظل انشغال المقاتلين بجني ثمار العمل الجهادي وإسقاط النظام، وفي المقابل يبدو أن القاهرة من خلال مواقفها منذ اندلاع الأزمة ما زالت متحفظة نتيجة للتداعيات المحتملة لسقوط النظام على المنطقة، والمطالبة بضرورة الحفاظ على مقدرات الشعب السوري، لكنها حريصة على التفاعل بصورة إيجابية مع التغيرات في سوريا”.
الإرهاب العابر للحدود
وفي ظل حقيقة التداخل بين التنظيمات الإرهابية وتنقل العناصر والقيادات بينها خلال السنوات الماضية، يلفت أحمد سلطان، الباحث في شؤون الحركات المتطرفة، إلى أنه “سابقاً كان لبعض القادة والمسلحين المنتمين لهيئة تحرير الشام تداخل بصورة أو بأخرى مع الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية في مصر خلال سنوات مواجهة تلك الموجة الإرهابية التي أعقبت سقوط تنظيم الإخوان عام 2013، وبعضهم عمل منسقاً لتهريب الإرهابيين من مصر إلى ليبيا والعكس، وكان بعضهم منخرطاً بصورة مباشرة مع ’جماعة أنصار الإسلام‘ و’كتائب ردع الطغاة‘ التي قادها الإرهابي عماد عبدالحميد رفيق هشام العشماوي ونفذت هجوماً على الشرطة بمنطقة الواحات البحرية في 2017”.
وتعتبر “هيئة تحرير الشام” منظمة إرهابية وفقاً لقوائم الإرهاب الأميركية والغربية، وبناء على قرارات مجلس الأمن التي تفرض عقوبات على قادتها، وتضعهم على لوائح الإرهاب الصادرة عن الأمم المتحدة. ويرى سلطان أن “الهيئة شهدت تحولات خلال السنوات الأخيرة مدفوعة برغبتها في أن يكون لها وجود سياسي في سوريا، وأن يقبل بها المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة ودول مؤثرة بالحالة السورية، مثل تركيا وغيرها، وترتب على ذلك قيام الهيئة بحملات على كثير من الجهاديين الذين يرتبطون بأجندات عابرة للحدود السورية، وقوضت مجموعة كبيرة من هذه الجماعات والتنظيمات الأصغر، وفرضت على أتباعها الإحجام عن التدخل في ساحات أخرى”.
على سبيل المثال ظهر قيادي بالهيئة يدعى أبو أحمد المصري، وهو قيادي عسكري ظهر في أحد إصدارات “الهيئة” خلال معارك الهيئة في ريف حماة، وبحسب سلطان “هذا القيادي لا يزال موجوداً، ولديه عدد من الأسماء الحركية، ومن ضمن المشار إليهم في تحقيقات قضية الهجوم على مأمورية الشرطة في منطقة الواحات في 2017، فالمتهمون أشاروا إلى دوره في تهريبهم إلى ليبيا لتلقي التدريب العسكري. والآن السؤال هل هؤلاء الإرهابيون يمارسون أدواراً وأنشطة عابرة للحدود الوطنية؟ بالتأكيد لا يزال بعضهم كذلك، لكن بصورة غير معلنة، لأن الهيئة تلتزم رسمياً بمنع النشاط الجهادي المعولم انطلاقاً من تفاهماتها مع قوى دولية وإقليمية”.
ويرى الباحث أن موقف القاهرة يصاغ بناء على رؤية سياسية شاملة يتداخل فيها عدد من العوامل أهمها مستقبل الدولة السورية، بخاصة في ظل وجود سلطة الأمر الواقع، وما زالت تتشكل ملامح النظام الجديد، “فموقف مصر سيراعي هذه المخاوف الأمنية، وسيكون هذا من ضمن المحددات التي سيجري النظر إليها في التعامل مع أية سلطة جديدة، لكن القاهرة أكثر انفتاحاً وعقلانية مما يظن بعض منهم، وعبرت بالفعل عن شواغلها، وأبرزها الحفاظ على كيان الدولة السورية ومقدراتها حتى يكون هناك عملية إعادة بناء مستقبلية للدولة”.
وبدوره يعد هاني الأعصر، مدير المركز الوطني للدراسات في القاهرة، أن دخول سوريا مرحلة الدولة الفاشلة والانقسامات بين الجماعات والتنظيمات الإرهابية يمكن أن يتيح مجالاً أمام الأنشطة الإرهابية العابرة للحدود السورية، بخاصة في ظل تقاطع الحالة السورية مع عدد من القضايا والصراعات المحيطة بالجغرافيا السورية، كما أن هذا السيناريو يمكن أن يمثل فرصة أمام الإدارة الجديدة في سوريا للتخلص من العناصر المتطرفة والمقاتلين الأجانب على حد سواء، مما يفتح الباب أمام سيناريو دعم النشاط الإرهابي العابر للحدود السورية.
———————–
المعارضة والبحث عن موطئ قدم في سوريا الجديدة/ اسماعيل درويش
الحكومة الجديدة تعهدت اتخاذ مسار التكنوقراط وستمنع وجود أية مجموعات مسلحة
الأربعاء 18 ديسمبر 2024
دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بحل الائتلاف وهيئة التفاوض في مقابل تمسك الائتلاف بمواصلة عمله وتطبيق القرار 2254، بينما تسعى دمشق الجديدة إلى تشكيل حكومة تكنوقراط.
على مدار 14 عاماً من الحرب الطاحنة في سوريا عجز المجتمع الدولي عن إيجاد حل سياسي للقضية التي شردت ملايين وقتلت مئات الآلاف، بل واقتصر دور الأمم المتحدة على تقديم المساعدات الإنسانية وتشكيل منصات التفاوض واستفاضة المتفاوضين، وكان “الائتلاف الوطني السوري” هو الممثل المعترف به دولياً للمعارضة، وانبثقت عنه لاحقاً “هيئة التفاوض السورية”، التي شاركت في اجتماعات اللجنة الدستورية والتفاوض مع النظام السابق حول العملية السياسية، لكن كل هذا لم يؤت أكله، وتمكنت المعارضة السورية من إسقاط نظام بشار الأسد عسكرياً.
وبات السؤال المهم اليوم، بما أن نظام الأسد سقط عسكرياً، فما الدور الذي بقي للائتلاف وهيئة التفاوض؟ وما مصير القرار الدولي 2254 الذي كان مبنياً على تشكيل حكومة سورية مشتركة بين النظام والمعارضة؟
ملغي قانونياً
المحامي والحقوقي السوري زيد العظم يقول في حديثه لـ”اندبندنت عربية”، إنه “من الناحية القانونية فإن القرار 2254 سقط بجوهره، وعندما يسقط أي قرار قانوناً يعتبر في حكم الملغي، لأنه بخطه العريض كان ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي مؤلفة من المعارضة والنظام، ومع سقوط بشار الأسد سقط ركن مهم بالقرار، لكن “بحسب تقديراتي فإن هناك رغبة روسية في تحقيق أجندة سياسية قد تخدم بعض مصالحها من خلال هذا القرار، وخصوصاً أن البيان المنسوب للرئيس السابق الذي صدر من موسكو لا يذكر فيه تنحيه أو استقالته، واقتصر على شرح سبب هربه”.
ويضيف العظم أن “المسألة الأخرى هي أن القرار 2254 كان ينص أيضاً على إطلاق سراح المعتقلين، وبالفعل تمكن السوريون من تحقيق ذلك، وهذا بند آخر من القرار سقط، فالإصرار على التمسك به غير منطقي وغير قانوني”.
ليست حالة طبيعية
بحسب المحامي السوري فإنه “في ما يخص الائتلاف وهيئة التفاوض، يمكننا تشبيه هذه المنصات بالقرار 2254. هذه المنصات بدأت تتأسس منذ 2012 عندما أنشئ الائتلاف الوطني السوري، وكانت مهمتها تمثيل المعارضة السورية ضد النظام، وهيئة التفاوض بالذات تشكلت لمفاوضة نظام الأسد، لكنه لم يعد موجوداً اليوم لذلك قانونياً انتهى دور المؤسسة التي كانت تفاوضه، ويمكن لهذه المنصات أن تتحول إلى أحزاب سياسية تشارك في مستقبل سوريا السياسي”.
واعتبر أن الدور الذي كان منوطاً بهذه المنصات انتهى بنهاية نظام الأسد، مضيفاً أنه “ما ينبغي الإشارة إليه أيضاً هو أن سوريا حالياً ليست في حالة سياسية طبيعية، بمعنى معارضة وموالاة، إنما تعيش حالة انتقالية، وبطبيعة الحال يجب دعوة الجميع إلى المشاركة سواء على مستوى الشخصيات بصورة فردية أو على مستوى المنصات أو الأحزاب”.
وعن دعوات حل الائتلاف يرى العظم أن “هناك بالطبع مطالبات انتشرت بصورة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بحل هيئة التفاوض والائتلاف، وبالنسبة إلي شخصياً أضم صوتي إليها لأنها تشكل عبئاً مالياً على الدولة الجديدة، والعهد الجديد في سوريا بحاجة إلى دعم أكثر، لذلك حل الائتلاف مطلب مشروع. وبالنسبة إلى الدول التي دعمت منصات المعارضة السورية مادياً فمجهودها يشكر، والأولى اليوم أن يتحول الدعم إلى الداخل السوري، لا سيما أن الوضع الاقتصادي تركه الأسد الهارب في أسوأ أحواله”.
وختم المحامي السوري حديثه بالقول إنه “على الإدارة الجديدة في سوريا أن تشكل في أقرب وقت ممكن هيئة حكم انتقالي تضم أطياف الشعب كافة، ومثل هذه الهيئة ستغلق الباب أمام أي تدخل أجنبي”.
الموقف الرسمي… حكومة تكنوقراط
المتحدث باسم إدارة الشؤون السياسية في دمشق عبيدة أرناؤوط أكد من جانبه في تصريح خاص أن “رؤية الحكومة الموقتة لإدارة سوريا بعد سقوط الأسد هي أن تكون دولة طبيعية، وأن تنسجم مع ثقافة شعبها وهويته العربية عموماً، وأن تكون دولة متنوعة الأعراق ومنسجمة مع الأمم المتحدة والجوار من دون أن تشكل تهديداً لأي من دول المنطقة”.
وقال “أما بالنسبة إلى الحكومة الجديدة فهي ستكون حكومة تكنوقراط، وستمنع وجود أية مجموعات مسلحة خارج نطاق وزارة الدفاع التابعة للحكومة الجديدة”، ولم يشر المتحدث السياسي إلى دور الائتلاف أو هيئة التفاوض في المرحلة الانتقالية.
الائتلاف يتمسك بالاستمرار
في المقابل قال رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة في تصريح خاص إن “الائتلاف لا يزال يتابع عمله بعد إسقاط النظام، والهدف هو تحقيق كامل أهداف الثورة وتطلعات الشعب السوري في العدالة والحرية والديمقراطية. أما في ما يتعلق بالقرار 2254 فبعد سقوط النظام بات تنفيذه محصوراً في مكونات قوى الثورة التي تمثل الجهات السياسية والمدنية والعسكرية من مكونات الشعب وأطيافه كافة، من دون وجود تمثيل للنظام البائد، وهذا يعني أنه لا وجود لجهة قادرة على إعاقة تنفيذه، لذلك من مصلحة الشعب السوري وقوى الثورة إنجازه”.
وذكر أنه “في المقابل نرفض أية وصاية على سوريا الحرة وشعبها، ويجب تنفيذ القرار 2254 عبر حوار داخلي من دون أن تتحكم الأمم المتحدة به، على أن يقتصر دورها على تقديم الاستشارات والخبرات والتيسير، ونحن أيضاً ندعم الحكومة الموقتة التي شكلها محمد البشير لضرورة وجود سلطة تنفيذية موقتة تشغل مؤسسات الدولة”.
ولفت الانتباه إلى أن “الالتزام بتنفيذ القرار 2254 من قوى الثورة السورية يطمئن المجتمع الدولي في شأن توجهات الدولة السورية والنظام السياسي المستقبلي، بما يضمن أنها لن تتجه نحو التطرف أو دكتاتورية جديدة، أو إقصاء أي من مكونات وأطياف الشعب. واليوم هناك ضرورة لأن تتضافر جهود القوى العسكرية والسياسية الوطنية في هذه المرحلة من أجل بناء سوريا الجديدة على أسس صحيحة تضمن الاستقرار والازدهار والرفاه للشعب السوري، وتجنب الأجيال القادمة الوقوع في تجارب مشابهة لحقبة الاستبداد البائدة”.
تفاعل مشروط
لكن الباحث في مركز جسور للدراسات وائل علوان لا يتفق مع تصريحات رئيس الائتلاف هادي البحرة، وأوضح أنه “في البداية يجب النظر إلى القرار 2254 لأنه بات اليوم نقطة خلاف، وحتى قبل سقوط الأسد كان محل إشكال، إذ لم تكن هناك آلية لتنفيذه، حتى تفاصيله ليست واضحة، وكل طرف وكل دولة كانت تفسره وفق ما يناسب مصالحها، إلا أن الأمر تغير بعد سقوط النظام، إذ فقد القرار ركناً مهماً من أركانه. ووفق وجهة نظر الإدارة السورية الجديدة فهي ترى أنها تجاوزت القرار 2254، وأن مفعوله انتهى بسقوط النظام، لأنه صدر بناء على وجود نظام ومعارضة وكان يهدف للمواءمة بينهما”.
وتابع “على ما يتضح الآن فإن الحكومة الجديدة تعطي رسائل بأنها تلتزم ببعض المفاهيم الأساسية الواردة في القرار مثل أن شكل الحكم سيكون مدنياً ديمقراطياً، وأن موضوع الدستور سيكون بمشاركة الشعب من كل أطيافه، لكن في المقابل نرى أن المجتمع الدولي غير مطمئن حتى الآن إلى أن هذا الوعد سيتحول إلى واقع، فمن حيث المبدأ ينظر المجتمع الدولي بإيجابية إلى الوعود، لكنه لا يزال يشترط أن تتحول إلى برنامج عمل واضح ملموس لكي يتفاعل مع الأمر”.
وذكر أنه “بصورة عامة إذا ما ذهبنا بعيداً من الفاعلين المحليين والخارجيين إلى الشعب السوري وقواه المجتمعية ونخبه السياسية فيبدو الحديث عن 2254 أمراً مستفزاً لأنهم لا يثقون بدهاليز الدخول في أروقة الأمم المتحدة وأن تطول القضية لسنين أخرى، وهذا أمر متفهم بحكم أن الأمم المتحدة منذ 2015 حتى 2024 لم تستطع أن تترجم أي شيء من 2254 على أرض الواقع”.
وأوضح علوان أنه “بالنسبة إلى المعارضة الخارجية من المبكر الحكم على موضوع إشراكها ضمن الإدارة الجديدة في دمشق، لكن على أرض الواقع هناك تمثيل بالفعل لهيئة التفاوض في الإدارة الجديدة، وأيضاً الائتلاف موجود، وما يجب أن أشير إليه هو أن هذه المؤسسات أو المنصات لم تعد تسمى معارضة، لأنها كانت رافضة للنظام السابق وقد زال. علاقة هذه المؤسسات بالإدارة الجديدة لم يتضح بعد، وهذا أمر طبيعي فمن المبكر الحديث عن كل هذا في ظل هذه المرحلة، لكن أعتقد أن العملية السياسية في المستقبل ستنتقل من إطار التفاوض بين فاعلين إلى إيجاد مشاركة واسعة وإنشاء عقد اجتماعي بالحوار بين مختلف القوى التي تشكل المجتمعات السورية”.
بحسب مراقبين، فإنه بعد سقوط نظام الأسد عسكرياً تنظر المعارضة السياسية إلى نفسها أنها فشلت في تحقيق أهداف الثورة في المحافل الدولية، ولم تنجح في إقناع المجتمع الدولي بإجباره الأسد على تحقيق الحل السياسي، لذلك موقفها اليوم يبدو ضعيفاً، لكن في المقابل هي معارضة معترف بها دولياً، وهذه ورقة قوتها الوحيدة، إلا أن اللاعب الميداني أقوى من العامل السياسي، فربما تتجه الإدارة الحالية في دمشق إلى تشكيل حكومة شاملة تضم بعض الشخصيات من المعارضة السياسية، وهكذا قد يكون كنوع من التوافق والخروج من هذا المأزق.
———————–
رئيس الائتلاف الوطني السوري: يتعين ألا تقصي الحكومة الانتقالية أي طرف
الشرع شدد على وجوب أن يكون هناك “عقد اجتماعي” بين الدولة وكلّ الطوائف في بلده لضمان “العدالة الاجتماعية”
18 ديسمبر ,2024
قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هادي البحرة اليوم الأربعاء إن الحكومة الانتقالية في سوريا يجب أن تكون ذات مصداقية ولا تقصي أي طرف أو تقوم على أساس طائفي.
وكان هادي البحرة قال في وقت سابق لرويترز إن سوريا يجب أن تشهد فترة انتقالية مدتها 18 شهرا لتوفير “بيئة آمنة ومحايدة وهادئة” من أجل إجراء انتخابات حرة.
وقال البحرة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إنه يتعين وصغ مسودة دستور خلال ستة أشهر، ستكون أول انتخابات تجرى بموجبه استفتاء عليه.
وأضاف البحرة “الدستور سيحدد ما إذا كانت سوريا ستتبع نظاما برلمانيا أو رئاسيا أو مختلطا، وعلى هذا الأساس ستجرى الانتخابات ويختار الشعب زعيمه”.
وقال إن المعارضة طلبت من موظفي الدولة الاستمرار في الذهاب إلى أعمالهم لحين انتقال السلطة وأكدت لهم أنهم لن يتعرضوا لأي أذى.
وجاءت الإطاحة السريعة بالأسد في أعقاب تحول في ميزان القوى في الشرق الأوسط بعد أن قتلت إسرائيل خلال الشهرين الماضيين العديد من زعماء جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران، والتي تعد العمود الفقري لقوة الأسد في ساحة المعركة. أما روسيا، الحليف الرئيسي الآخر للأسد، فهي تركز على الحرب في أوكرانيا.
وقال البحرة “الأسد قرر الرحيل نتيجة التأثير المتعاقب للأحداث. شعرت بالارتياح وكذلك بقليل من الحزن لأنه كانت تجب محاسبة الأسد على كل الجرائم التي ارتكبها (قبل فراره)”.
وقبل أيام، شدد قائد العمليات العسكرية، أحمد الشرع، على وجوب أن يكون هناك “عقد اجتماعي” بين الدولة وكلّ الطوائف في بلده لضمان “العدالة الاجتماعية”.
وقال في بيان ليل الاثنين بعد اجتماعه مع الطائفة الدرزية في سوريا “إنه يجب أن تحضر لدينا عقلية الدولة لا عقلية المعارضة، فسوريا يجب أن تبقى موحدة، ويكون بين الدولة وجميع الطوائف عقد اجتماعي لضمان العدالة الاجتماعية”.
وأضاف: “يهمنا ألا تكون هناك محاصصة ولا توجد خصوصية تؤدي إلى انفصال، فنحن ندير الأمور من منطلق مؤسساتي وقانوني، ونسعى لتحقيق الأفضل للشعب السوري”.
“حل الفصائل”
وأشار الشرع إلى أن واقع البلد متعب وحجم الدمار كبير، و”نحتاج لجهود جميع السوريين داخل وخارج البلد، فمن الضرورة العمل بروح الفريق”، مضيفا أنه سيتم حل الفصائل وتهيئة المقاتلين للانضواء تحت وزارة الدفاع وسيخضع الجميع للقانون.
كذلك قال “البلد بحاجة إلى ضبط القطاع الصناعي وإلى خطط تنموية تخدم الأمن الغذائي، فالموارد البشرية عند النظام في حدها الأدنى، وحال النظام كان مترديًا ثقافياً واجتماعيا”.
إلى ذلك، أكد الشرع أمام دبلوماسيين بريطانيين على ضرورة رفع العقوبات الدولية المفروضة على بلاده لتسهيل عودة اللاجئين الذين فرّوا بسبب الحرب.
وشدد خلال لقائه في دمشق وفدا من وزارة الخارجية البريطانية على “دور بريطانيا الهامّ دوليا وضرورة عودة العلاقات”، مؤكدا كذلك على “أهمية إنهاء كافة العقوبات المفروضة على سوريا حتى يعود النازحون السوريون في دول العالم إلى بلادهم”.
وأمس الثلاثاء، أعلن القائد العسكري لهيئة تحرير الشام، مرهف أبو قصرة، المعروف باسمه الحربي، أبو حسن الحموي، أن كل الفصائل المعارضة ستنضوي ضمن مؤسسة عسكرية جديدة، موضحا أن سيطرة السلطة الانتقالية ستشمل مناطق القوات الكردية في شمال شرقي سوريا.
وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس في أحد فنادق مدينة اللاذقية الساحلية، طالب المسؤول العسكري، وهو من أبرز قادة تحالف الفصائل الذي يتولى السلطة الجديدة في دمشق، الولايات المتحدة بحذف هيئة تحرير الشام وقائدها أحمد الشرع المعروف باسم أبو محمّد الجولاني من قائمة “الإرهاب” الخاصة بالمنظمات والأفراد.
————————-
هادي البحرة لتلفزيون سوريا: الائتلاف الوطني سيُحل فور انعقاد مؤتمر وطني شامل
2024.12.18
أكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، هادي البحرة، في مقابلة مع تلفزيون سوريا، أن الثورة السورية تواجه تحديات كبيرة مع وجود جهات تسعى لإعاقة نجاحها، وشدد على ضرورة خلق بيئة آمنة خلال المرحلة الانتقالية، تسمح بصياغة دستور جديد وتنتهي بإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وقال البحرة إن الائتلاف سيُحل فور انعقاد مؤتمر وطني ينتخب جمعية تأسيسية تمثل جميع السوريين، مشدداً على أهمية إعادة المنشقين عن النظام والاستفادة من خبراتهم في إعادة بناء الدولة.
في سايق متصل، أشار البحرة إلى أن الائتلاف سيعود إلى سوريا ويقيم مقراً له هناك، مشيراً إلى نيته العودة شخصياً، وأضاف أن هذه الخطوة تتطلب “ترتيب الأمور اللوجستية وضمان حرية التعبير”، ودعا البحرة إلى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا “ذات مصداقية” تشمل جميع الأطراف السورية، مؤكداً على ضرورة الابتعاد عن أي نهج طائفي في تأسيسها. بحسب مانقلته وكالة رويترز.
وأشار البحرة إلى أن ممثلي الائتلاف لم يعقدوا أي اجتماع مع قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، لكنه أوضح أنهم “أجروا اتصالات مع حكومة تصريف الأعمال والأطراف القريبة منه”.
وقال البحرة: “حزب العمال الكردستاني ليس منظمة سورية، ولا يمكنه استخدام الأراضي السورية لتهديد تركيا، نحن ملتزمون بعدم السماح بأن تكون سوريا مصدراً لأي تهديد أمني لتركيا”.
اقرأ أيضاً
أعرب الائتلاف الوطني السوري عن دعمه للحكومة الانتقالية برئاسة المهندس محمد البشير، التي تشكلت في دمشق بعد إسقاط نظام الأسد.
الائتلاف يدعم حكومة البشير ويوضح موقفه من القرار 2254
وأضاف البحرة أن المرحلة الانتقالية ستبدأ في غضون ثلاثة أشهر، مع تشكيل حكومة انتقالية وصياغة دستور جديد، مؤكداً أن الانتخابات قد تُجرى خلال 18 شهراً. وأوضح أن الأولوية ستكون لضمان سلامة المواطنين، وتحسين الخدمات الأساسية مثل الغذاء والوقود، مع الحفاظ على استمرارية عمل المؤسسات الحكومية.
موقف من هيئة تحرير الشام والتنظيمات المسلحة
تطرق البحرة إلى دور “هيئة تحرير الشام” التي قادت عملية “ردع العدوان” التي أطاحت بالنظام السوري السابق، مؤكداً أن أي تغيير في مواقف التنظيمات يجب أن يظهر من خلال أفعال على الأرض. وقال: “شاهدنا من قبل عمليات عسكرية لم تحترم حقوق الإنسان أو الشعب السوري”. دون الإشارة إلى عملية عسكرية بالاسم.
وشدد البحرة على أهمية توحيد الجهود لإعادة بناء سوريا بعيداً عن التدخلات الخارجية، داعياً المجتمع الدولي لدعم هذه الجهود والمساهمة في التخلص من كل أشكال ما وصفه بـ”الإرهاب” على الأراضي السورية.
————————-
10 أيام على سقوط نظام الأسد.. كيف تبدو العاصمة دمشق؟
عز الدين زكور
2024.12.18
في ساحة الأمويين في دمشق، يمكن أن يعلق المارّون لأكثر من ساعة نتيجة للاختناق المروري بالسيارات، هذا الانتظار الذي لا يبدو مملاً على الإطلاق، طالما أن صوت الشهيد عبد الباسط الساروت يضجّ في شوارعها منذ دخولك العاصمة من كل الاتجاهات، وصولاً إلى ساحة الأمويين، حيث الاحتفالات الشعبية لم تتوقف منذ اليوم الأول لإعلان هروب رأس النظام السوري المخلوع بشار الأسد.
“جنّة جنّة جنة.. جنّة يا وطنا”، “يا يمُا بثوب جديد”، إنها أغانٍ وجزءٌ من المشهد غير المألوف لسنين طويلة في عاصمة الخوف أو الرعب، تتعدد الأسماء التي تشي بوصف دمشق التي عانت الاستبداد لـ 50 عاماً، لكن الثامن من كانون الأول الجاري، شهد ولادة جديدة للعاصمة، تقول “فاطمة الخطيب” وسط زحامٍ من السيارات في ساحة الأمويين، وتردف لموقع تلفزيون سوريا: “اليوم حسينا إننا بشر من جديد.. قادرين ننزل ونشعل الأغاني اللي منحبها للشهيد البطل عبد الباسط الساروت، أغاني الثورة التي كانت محظورة وتودي بمن يسمعها إلى سجون مظلمة، صرنا نقول اللي بدنا ياه، نحن كما دمشق ولدنا من جديد”.
التجمع الشعبي في الساحة وحول السيف الدمشقي، ليس وحده من مظاهر الاحتفال، إنما شوارع دمشق اكتظت بسيارات المحتفلين بسقوط الأسد ـ رغم ارتفاع أسعار المحروقات في المدينة وشحّها: لتر المازوت بدولار ونصف ـ ويمكن أن تسمع ألبوماً واسعاً في لحظات خلال الوقوف في أي شارع، لأغانٍ وأناشيد من إنتاجات الثورة السورية تتسلل من سيّارات المارّة، وكما في ذلك في المقاهي العامة ـ أبرزها “ارفع راسك فوق.. أنت سوري حر”، ولعلّ المقاطع المصورة القادمة من دمشق بغزارة، تبيّن ذلك.
أعلام الثورة في كل مكان
في أحياء دمشق القديمة، وتحديداً في محيط المسجد الأموي، عرفت الأسواق فيها بمحال لبيع الشرقيّات والأنتيكة والهدايا المرتبطة بتاريخ المدينة وفنونها المعروفة، على الواجهات حضر علم الثورة، وكانت السرعة في انتشاره، محط استغرابٍ، إنما الطلب الشديد على العلم، ما يفسّر هذه الظاهرة، العلم الذي جاور صوراً لـ”الشهيد عبد الباسط الساروت” في تلك الأماكن، وتصدر مدخل سوق الحميدية الشهير في دمشق.
الفتى محمد، يقلّب أعلام الثورة التي يعرضها على بسطة في مدخل السوق، ولا يكاد الزوّار يتوقفون عن التقاط الصور مع العلم، وسط السوق، الذي تزيّن بأعلام كثيرة تدريجياً على امتداده الطويل.
يقول محمد لموقع تلفزيون سوريا: “كل السوريين يطلبون العلم، وهذا المكان هو واجهة دمشق ومقصد الزوّار.. الحمد لله الطلب كبير على العلم”.
أحمد الشرع، قائد إدارة عمليات تحرير سوريا، لم يغب عن المشهد الاحتفالي، فصوره أيضاً حلّت على زجاج السيارات الخلفية وفي المحالات التجارية بقصد البيع، وكان الأمر محط انتقادٍ شديد من قبل جمهور من السوريين، ربما لم يختلفوا معه، وإنما الاعتراض جاء على فكرة “التقديس” من جديد لشخصيات قيادية في سوريا، في وقتٍ يحاول فيه السوريون طيّ صفحة الاستبداد بكل تفاصيلها، الأمر الذي استدعى إدارة العمليات إلى نشر تنويه ـ نشرته حسابات مقربة من هيئة تحرير الشام والإدارة ـ أشارت فيه إلى الامتناع عن وضع صور القائد أحمد الشرع على السيارات أو المكاتب أو الجدران أو الرايات، أو داخل المكاتب الحكومية”.
وأضاف التعميم: “إن الالتزام بهذه التوجيهات بعكس احترامنا للمبادئ التي تميزنا عن أساليب تقديس الشخصية التي انتهجها النظام المخلوع”.
صرّافون أيضاً
يتداول السوريون في العاصمة دمشق، ثلاث عملات، على رأسها الليرة السورية، ومن ثم الليرة التركية، وأخيراً الدولار، وباعتبار أن جل القادمين من مناطق الشمال السوري، يحملون الليرة التركية أو الدولار، كان التحرّك لحل ملف العملة، لحظة فارقة لدى الدمشقيين، وليس ضرورةً فقط، هو تعبير عن حالةِ انعتاق من الاستبداد الطويل للنظام المخلوع، الذي حظر التعامل بالدولار الأميركي أو الليرة التركية، ورتّب عليها سنوات طويلة من السجن.
عبارة صرّاف على الورق المقوّى، بخط اليد وبتصميم متواضع، صار من الممكن أن تلاحظها في شوارع وأسواق عديدة في دمشق، بعد حظرها لسنوات طويلة، كما في محل “أبو صالح شوا” لتجارة الموالح في شارع السنجقدار قرب ساحة المرجة.
يقول صاحب المحل لموقع تلفزيون سوريا: “قبل أيام، لم نكن نجرؤ على البوح باسمه، أطلقنا عليه عدة تسميات نتداولها فيما بيننا مثل الأخضر والأول وغيرها.. في هذا الشارع سيارات الأمن لم تكن تفارقه إطلاقاً.. نحن نقطف ثمار الحرية، الحمد لله”.
ويضيف: “الطلب على العملات كلها كبير.. البعض يحمل سوري والبعض دولار والبعض تركي، والجميع بحاجة لتبديل العملة لتلبية حاجاته من السوق”.
قبلة الإعلام الدولي
في ساحة الأمويين، عربات البث تتموضع منذ اليوم الأول لسقوط نظام بشار الأسد، إعلام أجنبي وعربي، يستنفر في التغطيات ويفتتح الاستديوهات الخارجية، بعد قطيعةٍ طويلة للملف السوري، ولا يكاد يخلو سجن أو فرع مخابرات أو مكان تاريخي أو حي عريق، من مراسل يحمل المايك ويجول بحماسة بين الأماكن.
يبدي يوسف حمادة، وهو ناشط إعلامي من إدلب، زار دمشق بهدف التغطية، يبدي استغرابه لما وصفه بـ”الانقلابة السريعة لوسائل الإعلام”، ويتساءل ضمن حديث لموقع تلفزيون سوريا: “كيف كان الملف السوري مغيباً تماماً عن الشاشات خلال السنوات القليلة الماضية، ويعود اليوم بقوة لحديث الإعلام الغربي والعربي، وحتى الإعلام المطبّع مع النظام المخلوع”.
وفود محلية ودولية
لا ينفصل هذا المشهد الاجتماعي والاقتصادي الجديد للعاصمة دمشق، عن المشهد السياسي بإدارة أحمد الشرع الجديدة، التي بدأت من تقلد حكومة “الإنقاذ سابقاً” مهامها في العاشر من الشهر الجاري من حكومة النظام المخلوع.
وفي وقتٍ يرسم فيه القائد الشرع على مهلٍ وحذر، السياسات الجديدة والخطط للبلاد، تستمر الوفود الأجنبية والمحلية بالتوافد إلى دمشق، للقائه، كان آخرها الوفد الفرنسي، وقبلها البريطاني والأممي.
لحظات فارقة تعيشها العاصمة دمشق، مع حملٍ ثقيل على إدارة “الشرع” سياسياً وأمنياً واقتصادياً، في حين تبدأ الخطط الخدمية بالنضوج شيئاً فشيئاً.
———————–
سورية بعد إسقاط الأسد: الانتقال السياسي والأمني والاقتصادي وإدارة التنوع.
ديسمبر 18, 2024
انتهى حكم عائلة الأسد الذي استمرّ نصف قرنٍ، بعد قرابة 14 عامًا على اندلاع الثورة السورية في العام 2011. سورية مقبلةٌ الآن على مرحلة جديدة كليًا، ومن الصعب التكهّن بالشكل والمضمون اللذَين ستنتهي إليهما هذه المرحلة.
تثير سلطة الأمر الواقع التي فرضتها هيئة تحرير الشام تساؤلاتٍ كثيرة حول طبيعة المرحلة الآتية: هل ستكون انتقالًا سياسيًا منظمًا أم فرضًا لرؤية المنتصر على جميع السوريين؟ ما هو النموذج الأمني والعسكري الذي سيتشكّل خلال هذه الفترة؟ وما هي الأنماط الاقتصادية التي قد تظهر على المدى القريب؟ أين هي قوى الثورة السورية غير الإسلامية، وما دورها في مرحلة ما بعد الأسد؟ وما المقاربة التي ستنتهجها السلطة السياسية المقبلة لإدارة التنوع السوري؟
يعقد مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط جلسة نقاشية لمناقشة هذه التساؤلات، يوم الأربعاء الواقع فيه 18 كانون الأول/ديسمبر عند الساعة 4:00 من بعد الظهر بتوقيت بيروت، بمشاركة أرميناك توكماجيان، إضافةً إلى سلام سعيد وسوسن أبو زين الدين.
تُجرى هذه الجلسة النقاشية باللغة العربية، ويديرها خضر خضّور . يمكن للمتابعين توجيه أسئلتهم إلى المتحدّثين عبر استخدام ميزة الدردشة المباشرة على فايسبوك ويوتيوب خلال الجلسة. للحصول على المزيد من المعلومات، يُرجى التواصل مع نجوى ياسين عبر البريد الإلكتروني:
مركز مالكوم كير– كارنيغي للشرق الأوسط
=====================