سقوط بشار الأسد، الرئيس الفار والمخلوعسياسة

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 19 كانون الأول 2024

لمتابعة التغطيات السابقة

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 18 كانون الأول 2024

سوريا حرة إلى الأبد:  أحداث ووقائع 17 كانون الأول 2024

سوريا حرة إلى الأبد: المصاعب والتحديات، أحداث ووقائع 16 كانون الأول 2024

سوريا حرة إلى الأبد: مهام اليوم التالي، أحداث ووقائع 15 كانون الأول 2024

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 14 كانون الأول 2024

جمعة النصر الأولى على الطاغية، سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع سقوط الديكتاتور الفار بشار الأسد في سورية

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع سقوط الديكتاتور الفار بشار الأسد في سورية

——————————————————-

الدين لله والوطن للجميع”.. مظاهرة في دمشق تطالب بدولة مدنية ديمقراطية

2024.12.19

شهدت ساحة الأمويين في دمشق، اليوم الخميس، مظاهرة نظمها “تجمع الشباب المدني”، رفعت شعارات تطالب بدولة ديمقراطية مدنية، “بعيدة عن أي حكم عسكري أو ديني”.

ووفق مصادر محلية، فإن المظاهرة، التي تُعد الأولى من نوعها بعد سقوط نظام الأسد، جاءت كجزء من الحراك الشعبي المستمر لبناء سوريا جديدة تقوم على أسس المواطنة وحرية التعبير.

شعارات مدنية ووحدة وطنية

ردد المشاركون شعارات تؤكد على وحدة الشعب السوري وضرورة الحفاظ على مكتسبات الثورة، مثل: “واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد”، و”الدين لله والوطن للجميع”.

ولاقت هذه الشعارات ردود فعل متباينة، بينما رأى منظمو المظاهرة أنها تعكس طموحات السوريين في بناء وطن يتسع للجميع دون تمييز.

حرية التعبير بدون خوف

بحسب ناشطين، ما يميز هذه المظاهرة هو غياب الأجهزة الأمنية التي كانت تُلاحق المتظاهرين وتستخدم القوة لقمعهم.

ووقف المشاركون بحرية في ساحة الأمويين دون خوف من الرصاص أو الاعتقال، وهو ما اعتبره كثيرون نقطة تحول في المشهد السوري.

قال أحد المشاركين: “تجمع الشباب المدني هو أحد أشكال الحراك المدني في سوريا، بدأ في عام 2011 لكنه واجه تحديات كبيرة، إذ استغل النظام الوضع حينها وجعلنا غير قادرين على الاستمرار. عادت الفرصة مؤخراً لإحياء الحراك المدني السلمي تعبيراً عن تطلعاتنا للتغيير”.

نيويورك تايمز: لا موسيقا في مقاهي سوريا لكن مياه الشرب وصلت إلى البيوت

وأضاف: “في أول تجربة لنا، نظمنا تجمعاً في ساحة الأمويين دون طلب تصريح رسمي، كخطوة رمزية تعبر عن رغبتنا في سوريا للجميع. الهدف من التجمع ليس تجربة فقط، بل سعياً لجمع السوريين تحت رؤية موحدة لسوريا مدنية، حيث يمكننا الحوار والتفاهم دون خوف”.

وأشار إلى أن مطالب تجمع الشباب المدني واضحة: “نسعى لسوريا مدنية تضم كل أطياف المجتمع. لا ندعي الوقوف مع أو ضد جهة محددة، بل هدفنا البناء والوقوف ضد أي أخطاء قد تصدر من أي حكومة مستقبلية”.

“جزء من صنع القرار”

قال متظاهر آخر خلال لقاء مع تلفزيون سوريا: “نسعى اليوم أن نكون جزءاً فعالاً من صنع القرار في المستقبل السوري، سواء عبر الدستور أو القوانين أو حتى تعيين الشخصيات القيادية”.

وأضافت فتاة مشاركة: “نريد أن نكون جزءاً من صياغة دستور يعكس تطلعاتنا كمجتمع، ويضمن الشفافية في كل الخطوات، بما في ذلك تعديل المناهج التعليمية، وتشريعات القوانين، وآليات الرقابة على المؤسسات”.

وأردف متظاهر آخر: “نشعر بالمسؤولية تجاه توفير مساحة للجميع للتعبير عن آرائهم. كسوريين، بكل تنوعنا واختلافاتنا، شبعنا من الشخص الواحد والفكر الواحد. نحن هنا اليوم لنقول إننا نريد دولة ديمقراطية ودستوراً يضمن حقوق جميع مكونات الشعب السوري دون تمييز”.

وأكد المتظاهرون رفضهم لأي نوع من الحكم القائم على “أسس دينية ضيقة”، فالتعدد الثقافي والاختلاف الفكري في سوريا يجعل الحكم الإسلامي أمراً غير ممكن، وفق وصفهم، لذلك طالبوا بدولة مدنية تتسع لكل الثقافات والأطياف، مع تأكيد أهمية الرقابة على المؤسسات والمناهج لضمان مستقبل مشترك للجميع.

 ———————————–

المئات في دمشق يطالبون بنظام مدني وإشراك النساء في الحياة العامة/ يمان السيد

19 ديسمبر 2024

تجمع مئات السوريين في ساحة الأمويين بدمشق للمطالبة بسوريا حرة ومدنية لكافة السوريين دون تفرقة.

وضم التجمع عددا من ممثلي التيار العلماني للمطالبة بتعزيز دور المرأة في المرحلة المستقلبة في البلاد، مؤكدين أهمية هذا الدور في المجتمع السوري، رافضين أية محاولات لإقصائها.

وأكدوا أن المرأة سورية متساوية في النضال مع الرجل من أجل سوريا أكثر استقرارا وديمقراطية تحفظ الحقوق والحريات.

وردّد المتظاهرون شعارات مثل “سوريا حرة مدنية” و”نريد ديموقراطية وليس دينوقراطية” (تيوقراطية)، رافعين لافتات كتب عليها “نحو دولة قانون ومواطنة” و”لا وطن حرّا دون نساء أحرار”.

وقالت الموظفة المتقاعدة ماجدة مدرس خلال التظاهرة لفرانس برس “موجودة هنا لأننا نشعر بأن كل نساء ورجال سوريا يجب أن يكونوا موجودين، لأننا نشعر للمرة الأولى بأن لدينا وجودا ونتكلم ونعبر ونسمع بعضنا”.

وأضافت “سوريا الجديدة يجب أن تكون للجميع وهذا حقنا…المرأة لها دور كبير في العمل السياسي واشجع كل امرأة على أن تعبر عن رأيها”.

وتابعت “أي موقف يسيء حاليا للمرأة سنكون له بالمرصاد ولن نقبل به، انتهى العهد الذي سكتنا فيه”.

يأتي هذا التحرّك بعد أكثر من عشرة أيام من وصول هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها إلى السلطة في دمشق والإطاحة ببشار الأسد نتيجة هجوم مباغت شنّته تلك الفصائل من معقلها في شمال غرب سوريا.

وقبل فكّ ارتباطها عن تنظيم القاعدة، كانت هيئة تحرير الشام تعرف بجبهة النصرة وتتبّع فكرا جهاديا متطرفا، ولا تزال تصنّف “إرهابية” من قبل عدد من الدول الغربية.

لكنّ الهيئة تسعى إلى طمأنة الأقليات الدينية في البلاد واعتماد خطاب أكثر اعتدالا.

وعيّنت حكومة تصريف أعمال تدير المرحلة الانتقالية في البلاد حتى الأول من مارس.

يمان السيد

————————————

روسيا نقلت أسلحة متطورة من سوريا إلى ليبيا.. مجرد محطة أم تعزيز لحفتر؟/ إبراهيم درويش

19 كانون الأول 2024

نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا أعده بينوا فوكون ولارا سيلغمان أكدا فيه أن روسيا سحبت انظمة دفاع جوية وأسلحة متقدمة من سوريا ونقلتها إلى ليبيا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وليبيين قولهم إن روسيا تسحب أنظمة دفاع جوي متقدمة وأسلحة متطورة أخرى من قواعد في سوريا وتنقلها إلى ليبيا، في وقت تحاول فيه موسكو جاهدة للحفاظ على وجود عسكري في الشرق الأوسط بعد انهيار نظام الأسد في دمشق.

وقال المسؤولون إن طائرات الشحن الروسية نقلت معدات دفاع جوي، بما في ذلك رادارات لأنظمة إس-400 وإس-300، من سوريا إلى قواعد في شرق ليبيا يسيطر عليها أمير الحرب الليبي المدعوم من موسكو خليفة حفتر.

 كما ونقلت روسيا قوات وطائرات عسكرية وأسلحة من سوريا في تخفيض كبير لوجودها هناك.

 وتقول الصحيفة إن موسكو أدارت ولسنوات قواعد بحرية وجوية مهمة في مقابل الدعم الذي قدمته لدعم بشار الأسد، الديكتاتور السوري الذي فر إلى موسكو الأسبوع الماضي.

وكانت القواعد السورية حجر الزاوية لاستعراض موسكو  قوتها في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث كانت بمثابة مركز لنقل القوات والمرتزقة والأسلحة. وكانت القاعدة البحرية في طرطوس هي نقطة التزويد والإصلاح الوحيدة للبحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط.

ويبدو الآن، أن روسيا تسعى إلى استخدام شريك قديم آخر في ليبيا كوسيلة للاحتفاظ بنفوذها في المنطقة ودعم الوجود البحري في المنطقة، حيث توجد قواعد وسفن حربية للولايات المتحدة وأعضاء آخرون في حلف الناتو. ولم يرد المتحدث باسم الكرملين على أسئلة الصحيفة للتعليق.

وقال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف إن موسكو في تواصل مع  القيادة السياسية لهيئة تحرير الشام، المجموعة التي قادت الهجوم للإطاحة بالأسد ومناقشة مستقبل القواعد العسكرية في سوريا.

وتتمتع روسيا بحضور في ليبيا، بما في ذلك مجموعة فاغنر شبه العسكرية، التي تربطها علاقات وثيقة بحفتر، الذي يسيطر على ما يسمى الجيش الوطني الليبي التابع له على شرق البلاد التي مزقتها الحرب. واستخدم مقاتلو فاغنر والتي غير اسمها إلى الفيلق الأفريقي المرافق التابعة لجيش حفتر، بما فيها قاعدة جوية، كمركز عبور إلى دول أفريقية أخرى.

وتقول الصحيفة إن مسؤولين بارزين افي روسيا لتقوا في العام الماضي مع حفتر لمناقشة حق رسو السفن العسكرية الروسية، ولمدة طويلة في  ميناءي بنغازي أو طبرق، وكلاهما يقع على بعد أقل من 400 ميل من اليونان وإيطاليا. ويقول أحد المسؤولين الأمريكيين إن موسكو تدرس ما إذا كانت ستطور المنشآت البحرية في  ميناء طبرق، لكي يكون قادرا على استقبال السفن الحربية الروسية.

وتضيف الصحيفة أن حفتر طلب من روسيا ومن عدة سنوات تزويده بأنظمة دفاع جوي لتعزيز قبضته على الدولة المنقسمة، التي تعاني من الاضطرابات والانقسامات منذ الثورة التي أطاحت بمعمر القذافي في عام 2011.

وقد تنافست الجماعات المسلحة والقوى الأجنبية على السلطة منذ ذلك الحين، مع اندلاع حرب أهلية في عام 2019. ولا تزال البلاد منقسمة بين الفصائل في الشرق والغرب، حيث يوفر وجود روسيا لحفتر الحماية من الجماعات المدعومة من تركيا المتمركزة في غرب ليبيا.

وسيواجه حفتر، على الأرجح، ضغوطا من الغرب لعدم السماح لروسيا بتوسيع وجودها في ليبيا. فيما حذرت الولايات المتحدة، وبخاصة أثناء زيارة مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز العام الماضي، حفتر وطلبت منه أكثر من مرة طرد القوات الروسية، ولكن بدون جدوى.

وقال مسؤول أمريكي إنه ليس من الواضح ما إذا كانت أنظمة الأسلحة، بما في ذلك مكونات إس-400، ستبقى في ليبيا أم سيتم نقلها جوا إلى روسيا.

ويرى المحللون العسكريون أن القواعد البحرية والجوية في ليبيا لن تعوض خسارة موسكو في سوريا. فتحول ليبيا  إلى محطة للتزود بالوقود في الطريق إلى إفريقيا، سيحد من  حجم المعدات التي يمكن لموسكو نقلها، على حد قول ضابط القوات الجوية الروسية السابق غليب إيريسوف، الذي خدم مرة في قاعدة حميميم الروسية في سوريا.

وفي الوقت الحالي، يبدو أن الطائرات الروسية تقوم بتوقف منتظم في ليبيا.

وفي 16 كانون الأول/ديسمبر توقفت طائرة شحن مملوكة لوزارة الطوارئ الروسية، التي تشارك في مهام عسكرية وإنسانية، في شرق ليبيا في طريقها من روسيا إلى مالي وللمرة الثانية في أسبوع، حسب موقع تتبع الطائرات “إيرناف رادار” ولا يعرف ما هي حمولة الطائرة. كما وحلقت شحن مملوكة من روبيستر، وهي طائرة تقول الولايات المتحدة إنها نقلت أفرادا ومروحيات روسية إلى أفريقيا، وبدأت رحلتها من مينسك في بيلاروسيا، وذلك حسب موقع تتبع الرحلات الجوية “فلايت رادار 24”. وقال المسؤولون الليبيون إن الطائرة نقلت معدات لوجستية مثل المركبات ومعدات الاتصالات. ومن المرجح أيضا أن تكون قد سلمت ذخيرة، حسب المجموعة الحقوقية ذي سينتري.

القدس العربي”

—————————

ديلي ميل: هل تعاون الأسد مع الإسرائيليين قبل هروبه من سوريا؟/ إبراهيم درويش

19 كانون الأول 2024

نشرت صحيفة “ديلي ميل” تقريرا زعمت فيه أن الديكتاتور السوري بشار الأسد، حدد للإسرائيليين أماكن مخازن الأسلحة وأنظمة الصواريخ، مقابل السماح له بالهروب من سوريا، وهو ما سمح للجيش الإسرائيلي القيام بسلسلة من الغارات الجوية على الأرصدة العسكرية في سوريا.

وفي تقرير أعده ديفيد أفيرير وإيلينا سالفوني، قالا فيه: “يُزعم أن الرئيس السوري السابق بشار الأسد سلّم أسرارا عسكرية وتفاصيل واسعة عن أرصدة ثمينة جدا إلى إسرائيل لضمان خروجه الآمن من البلاد”.  كما يُزعم أن الحاكم المستبد الذي أخرجته قوات المعارضة المسلحة من السلطة بعد 24 عاما في الحكم، “قدم مواقع مخازن الأسلحة ومواقع إطلاق الصواريخ والقواعد العسكرية والبنى التحتية الرئيسية الأخرى إلى مسؤولين إسرائيليين”.

وتزعم الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي وافق مقابل ذلك “على ضمان عدم تعرض طائرته الرئاسية للتهديد أثناء توجه الأسد إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية بالقرب من اللاذقية. ثم فرّ من البلاد على متن طائرة عسكرية روسية عندما أعلنت هيئة تحرير الشام السيطرة على دمشق”.

وبعد ساعات من وصول الأسد إلى موسكو، شنت إسرائيل حملة قصف واسعة النطاق، ووجهت ضربات دقيقة لمئات الأهداف العسكرية السورية، على حد زعم الصحيفة.

وتقول إن “هذه المزاعم المذهلة حول الفعل الجبان الأخير الذي ارتكبه الأسد، جاءت على لسان الصحافي التركي البارز عبد القادر سيلفي، الذي زعم في مقال له بصحيفة “حريت” التركية أن “مصدراً موثوقاً” قدم تفاصيل عن اتصالات الأسد مع إسرائيل. ويأتي هذا بعد يوم واحد من إصدار الزعيم المخلوع أول تصريح له منذ طلبه اللجوء إلى موسكو”.

وفي منشور نشره الأسد على قناة تيلغرام التابعة للرئاسية السورية قال إنه كان يتصدى لـ”سيل من المعلومات المضللة والروايات البعيدة كل البعد عن الحقيقة”. وأضاف: “لم يكن خروجي من سوريا مخططا له، ولا في الساعات الأخيرة من المعارك كما يدعي البعض. بقيت في دمشق أمارس مهامي حتى الساعات الأولى من يوم الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024”.

وكانت آخر محاولات الأسد الأخيرة للخروج هي على متن طائرة خاصة انطلقت من قاعدة حميميم الجوية باستخدام خدعة جهاز الإرسال والاستقبال. وسجّل موقع تتبع الرحلات الجوية “فلايت رادار 24″، كيف غادرت الطائرة الرئاسية التي يعتقد أنها كانت تقل الأسد مطار دمشق في الساعات الأولى من صباح 8 كانون الأول/ ديسمبر، وتوجهت الطائرة نحو البحر الأبيض المتوسط ​​قبل أن تستدير وتختفي من عن الخريطة، ربما لأن الطيارين أوقفوا جهاز الإرسال والاستقبال الذي يتتبع الرحلات ويبلغ عن موقعها إلى مراقبة الحركة الجوية.

وهبطت الطائرة في القاعدة الجوية الروسية في حميميم، ونُقل الأسد على جناح السرعة إلى طائرة عسكرية روسية، وترك البلد الذي مزقته الحرب إلى المنفى في موسكو.

تأتي الأخبار عن اتصالات الأسد المزعومة مع مسؤولين إسرائيليين، بعد أن أعلن مدعي عام جرائم الحرب الدولية أن الأدلة التي تم استخراجها من مواقع المقابر الجماعية في سوريا، كشفت عن “آلة موت” تديرها الدولة في عهد الزعيم المخلوع.

وقال السفير الأمريكي السابق لجرائم الحرب، ستيفن راب لرويترز، بعد زيارة مقبرتين جماعيتين قرب دمشق: “لدينا بالتأكيد أكثر من 100,000 شخص اختفوا وتعرضوا للتعذيب حتى الموت”.

——————————

ساحة حافظ الأسد في حلب تحولت إلى “سوق البسطاء”/ أسامة سعد الدين

18 ديسمبر 2024

تحوّلت ساحة “الرئيس حافظ الأسد”، التي تتوسط مدينة حلب السورية، إلى ساحة “الأحرار”، بعد إزالة تمثال نُصب للأسد الأب، الذي حكم سورية نحو 30 عاماً، ثم ورثه ابنه بشار عام 2000، ليفر خارج البلاد، يوم 8 ديسمبر/كانون الأول الحالي، وتدخلها قوات إدارة العمليات العسكرية، التي قادت عملية “ردع العدوان”، لتبدأ سورية عهداً جديداً لبناء دولة لكل السوريين الطامحين إلى جمهورية تحقق العدالة وحقوق الإنسان.

من يقترب من الساحة، وسط النهار، يرى حشوداً من الناس، يخال أنهم في عرس، ألوان وأشكال، نساء ورجال وحتى أطفال مع ذويهم، ويسمع أصواتاً متداخلة، تقترب أكثر لتكتشف أن الساحة تحوّلت إلى سوق شعبي في الهواء الطلق، “سوق البسطاء” كما سماه أحد الباعة. بائعون يفرشون بسطات على الأرض، تعرض منتجات متنوعة، بعضها جديد ومعظمها قديم لملبوسات وخردوات، ومواد غذائية من بسكويت وحلويات، ومستلزمات المطبخ من كؤوس وفناجين قهوة ومعدات طعام، حتى بائعو الفلافل والذرة “بليلة”، وينادي البائعون “تعال ثلاثة بمية”، بأصواتهم واستعانوا بمكبرات صوت.

رغم فوضوية المشهد، واختلاط الحابل بالنابل، تستشف من أعين المارة والبائعين نشوة الفرح، وحسب إحدى الحلبيات، ميادة عنجريني، هذا “فرح بقدوم عهد جديد، ورحيل سلطة لم نَرَ منها، طيلة ربع قرن، إلا المذلة، والحرمان والتجويع”، مضيفة: “نخرج كل يوم إلى ساحات حلب وحدائقها وشوارعها، نتذوق طعم الحرية”. وتقول لـ”العربي الجديد” إنه “قبل سقوط نظام الأسد، لم نكن نأمن على أرواحنا عند خروجنا من المنزل للضرورة، ومع انتشار حواجز الفرقة الرابعة التابعة للحرس الجمهوري، وحواجز أجهزة الأمن الكثيرة، يزداد الخوف والرعب”. وتوضح أنه “منذ اليوم الأول لتحرير حلب مطلع هذا الشهر، تغيرت الأحوال، وعاد الأمان وذهبت دولة الرعب”، ولفتت إلى أنها لم تكن تجرؤ على المرور من هذه الساحة، وتحول طريقها، رغم موقعها الاستراتيجي وسط المدينة.

حرية ما بعد الأسد

يقول بائع الملبوسات والأحذية، محمد هاني الجبلاق، إنه كان إذا أراد أن يفرش بسطته قرب “باب جنين”، تُطلَب منه أتاوات مقابل ذلك، ورغم الدفع، غالباً ما تصادَر بضاعته عبر شرطة البلدية، وأحياناً دوريات أمنية. وأشار أيضاً إلى أنه لم يكن يفكر على الإطلاق أن يأتي اليوم الذي يقف فيه في ساحة “الرئيس” ويعرض بضاعته، وأضاف: “أصبحت بعد رحيل نظام الأسد ساحة الأحرار”.

ويقول مواطنون في حلب لـ”العربي الجديد” إنهم يتطلّعون إلى المستقبل بتفاؤل جمّ، ويرون في سورية المستقبل دولة عصرية تحفظ كرامة المواطن، وتضمن له عيشاً كريماً، دون محسوبيات أو تجاوزات على الأنظمة والقوانين، ويأملون بعودة الكهرباء ومياه الشرب التي تنقطع عن بيوتهم لساعات طويلة، ويدركون أن الأمر يحتاج للوقت، ولديهم القدرة على التحمل.

العربي الجديد

—————————–

بوتين يؤكد أنه لم يلتق الأسد في روسيا لكنه “عازم” على مقابلته.. ويعرب عن استعداده لقاء ترامب “في أيّ وقت

19 كانون الأول 2024

موسكو: أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس أنه لم يلتق رئيس النظام السوري المخلوع بشّار الأسد منذ لجوئه إلى روسيا بعد الإطاحة به في مطلع كانون الأول/ ديسمبر الجاري، لكنه قال إنه “عازم” على مقابلته.

وصرّح خلال مؤتمره الصحافي السنوي الكبير في موسكو ردا على سؤال من صحافي أمريكي “لم ألتق الرئيس الأسد بعد منذ وصوله إلى موسكو، لكنني عازم على أن أفعل. سأتحدث معه بالتأكيد”.

وأشار بوتين إلى أنه سيسأل الأسد عن مصير الصحافي الأمريكي أوستن تايس المفقود في سوريا منذ 12 عاما.

وجعلت إدارة بايدن من أولوياتها العثور على تايس.

وأضاف بوتين “يمكننا أيضا أن نوجه السؤال إلى الأشخاص الذين يسيطرون على الوضع على الأرض في سوريا”.

بوتين: أجلينا 4 آلاف مقاتل موالٍ لإيران إلى طهران عبر مطار حميميم

وقال بوتين إن قوات بلاده أجلت أربعة آلاف مقاتل موالٍ لإيران إلى طهران عبر مطار حميميم السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وأضاف بوتين أن 350 مقاتلا من المعارضة دخلوا حلب فيما انسحب 30 ألف جندي من قوات الحكومة والقوات الموالية لإيران دون قتال.

وأشار بوتين إلى أن” روسيا لم تهزم في سوريا”، مبيناً إنهم دخلوا سوريا قبل 10 سنوات “للقضاء على الجماعات الإرهابية”.

وأردف :”بشكل عام، حققنا هدفنا، حتى الفصائل التي كانت تحارب قوات نظام الأسد تغيرت”.

وتابع: “الدول الأوروبية والولايات المتحدة تريد إقامة علاقات مع هذه الفصائل. إذا كانت هذه الجماعات منظمات إرهابية، لماذا تريدون أن تقيموا علاقات معها؟ هذا يعني أنهم تغيروا، وأن الأهداف تحققت”.

بوتين يريد الإبقاء على قواعد عسكرية روسية في سوريا

أكد الرئيس الروسي، الخميس، على اهتمام بلاده بالإبقاء على قواعدها العسكرية في سوريا حتى بعد الإطاحة ببشار الأسد.

وقال بوتين في موسكو، خلال جلسة الأسئلة والأجوبة السنوية التي بثها التلفزيون الروسي، إنه يجب إجراء مناقشات مع تلك القوى التي تسيطر الآن على البلاد.

وأضاف بوتين “يجب أن تتوافق مصالحنا”، مشيرا على سبيل المثال إلى أن روسيا اقترحت استخدام قاعدة حميميم الجوية القاعدة البحرية في طرطوس لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا.

وقال بوتين خلال، مؤتمره الصحافي، إن روسيا تحافظ على الاتصال مع جميع الجماعات في سوريا والدول في المنطقة، والتي لدى غالبيتها مصلحة في ضمان بقاء القواعد الروسية في سوريا.

وفي هذا السياق، لم يعلق بوتين على تقارير حول نقل مزعوم للقوات الروسية من القواعد السورية إلى ليبيا.

وأعرب الرئيس الروسي عن استعداده لقاء الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب “في أيّ وقت”، في ظلّ تكهّنات كثيرة عن مفاوضات محتملة للسلام في أوكرانيا.

وصرّح بوتين “لا أعلم متى سأراه. فهو لم يقل شيئا في هذا الخصوص. ولم أكالمه منذ أكثر من أربع سنوات. وأنا مستعدّ لذلك، في أيّ وقت”.

وتابع بوتين “إذا ما التقينا يوما ما بالرئيس المنتخب ترامب، فأنا أكيد من أنه سيكون لنا الكثير لنتناقشه”.

والإثنين، قال دونالد ترامب إنه يريد التحدّث مع فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإنهاء “مجزرة” النزاع المسلّح في أوكرانيا.

وتعهّد ترامب الذي يتولّى مهامه رسميا في كانون الثاني/ يناير، خلال حملته الانتخابية، بوضع حدّ بسرعة للحرب في أوكرانيا. وقد سبق له أن دعا إلى “وقف فوري لإطلاق النار” وإلى محادثات، بحيث يخشى كلّ من الأوكرانيين والأوروبيين أن يدفع كييف إلى تقديم تنازلات كبيرة ويمنح الكرملين نصرا جيوسياسيا.

وصرّح الرئيس الأميركي المنتخب إنه ينبغي لأوكرانيا أن تتوقّع “على الأرجح” مساعدات أقلّ من واشنطن وأعرب عن معارضته استخدام كييف صواريخ غربية لضرب أوكرانيا.

أما فلاديمير بوتين، فهو قال في أكثر من مناسبة إنه مستعدّ لمناقشات مع أوكرانيا، شريطة أن تستند إلى “وقائع الميدان” حيث تتقدّم القوّات الروسية منذ بداية السنة.

وتطالب روسيا خصوصا أن تتخلّى أوكرانيا عن أربع مناطق تحتلّها جزئيا، هي دونتسك ولوغانسك في الشرق وزابوريجيا وخيرسون في الجنوب، فضلا عن شبه جزيرة القرم التي ضمّتها بقرار أحادي إلى أراضيها في 2014. وتشترط أيضا أن تتخلّى كييف عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

ولطالما اعترض فولوديمير زيلينسكي بشدّة على تقديم أيّ تنازلات، لكنّه ليّن موقفه في الأشهر الأخيرة في ظلّ الصعوبات التي يواجهها جيشه على الجبهة والمخاوف من تراجع المساعدة الغربية.

ودعا الأوروبيين من بروكسل إلى عدم التخلّي عن بلده ورصّ الصفوف، بما فيه مع الولايات المتحدة، وذلك قبل بضعة أسابيع من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

(وكالات)

القدس العربي”

———————-

سورية: الحكومة الانتقالية تعيّن دبلوماسيين وتستعد لمحاكمة مرتكبي الانتهاكات/ عدنان علي

18 ديسمبر 2024

أعلنت “إدارة الشؤون السياسية” التابعة للحكومة الانتقالية السورية تعيين ثلاثة أشخاص مسؤولين عن الملف الدبلوماسي وعمل السفارات داخل سورية. وذكرت الإدارة في منشور لها على “تليغرام” اليوم الأربعاء أن هذه الخطوة تستهدف “تعزيز كفاءة العمل الدبلوماسي، وتسهيل عمل السفارات العاملة داخل الأراضي السورية، والعناية المباشرة بالسفراء”.

والأشخاص المسؤولون عن الملف الدبلوماسي الذين تم تعيينهم هم محمد عبد الله الغار، ومحسن محمد مهباش، ومحمد قناطري.

و”إدارة الشؤون السياسية” هي هيئة كانت تتبع لحكومة “الإنقاذ” في إدلب، وهي مختصة بإدارة التوجه والخطاب السياسي الداخلي والخارجي، لكنها صارت اليوم مصدرًا للخطابات الموجهة للخارج في الحكومة الانتقالية التي تشكلت قبل أيام في دمشق، من دون أن تضم وزارة للخارجية.

من جهة أخرى، ذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن المحتجزين والأسرى الذين تم إيداعهم في سجن حماة المركزي، ستجري محاكمتهم على دفعات يوم غد الخميس.

ووفق المرصد، فإن لجنة قضائية ستنظر في أمور الموقوفين، لمحاسبة عادلة لكل من تلطخت يديه بالدماء، والإفراج عن الذين لم تثبت مشاركتهم بالقتل لتحقيق العدالة الانتقالية. ومع انهيار النظام السابق واشتداد العمليات العسكرية سلم المئات من العناصر والضباط أسلحتهم، فيما اعتقل عدد كبير من قوات النظام السابق ليتم معاملتهم كأسرى حرب.

 وقال المرصد في منشور آخر، إن إدارة القيادة العسكرية، تقوم بحملة مداهمة واعتقالات في الساحل السوري وحماة وحمص “ضد أمراء الحرب الذين تاجروا بدماء أبناء سورية، مع قيادات متنفذة في النظام من بينها شخصيات مرتبطة مع أسماء الأسد ورؤوس الإجرام الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في عهد النظام السابق، إضافة إلى الضباط والعناصر والشبيحة والمرتبطين مع الأجهزة الأمنية الذين ارتكبوا الجرائم بحق أبناء سورية، لاعتقالهم وتقديمهم إلى المحاكم”.

وأوضح المرصد أن هذه الاعتقالات تأتي نتيجة مطالب شعبية ووجود دلائل على تورط المعتقلين في سفك الدم، إضافة إلى الحفاظ على الاستقرار في تلك المناطق.

وأعلنت “إدارة العمليات العسكرية” خلال الأيام الماضية افتتاح العديد من المراكز لتسوية أوضاع عناصر نظام الأسد في العديد من المحافظات السورية، حيث يحصل المستهدفون على بطاقة تسوية مقابل تسليم الوثائق والمعدات والعهد الموجودة لديهم، تحت طائلة الملاحقة القضائية في حال التخلف أو تقديم معلومات مغلوطة أو ناقصة.

العربي الجديد

—————————-

جثث في «مخزن أدوية» قرب دمشق… وسفير أمريكي سابق: المقابر الجماعية كشفت «آلة الموت»

19 كانون الأول 2024

 دمشق – وكالات: عثرت فرق ” الخوذ البيضاء” على نحو 20 جثة ورفات مجهولة الهوية في مخزن للأدوية في منطقة السيدة زينب في دمشق، حسب ما ذكر عضو مجلس إدارة في الدفاع المدني السوري عمار السلمو، أمس الأربعاء، وفيما دعا رئيس “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، هادي البحرة، لقيام حكومة انتقالية في سوريا لا تقصي أي طرف، طالب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن بتنظيم انتخابات “حرة وعادلة” مع انتهاء المرحلة الانتقالية.

وقال السلمو من المكان الذي يقع قرب مقام السيدة زينب لوكالة “فرانس برس”: “وصلنا بلاغ عن وجود جثث وهياكل عظمية وروائح كريهة في هذا المكان”. وحسب قوله فإن “الأعداد الموجودة هنا لا تتجاوز 20 ضحية، لكن العظام منتشرة في كل مكان، سنحاول تجميع هذه العظام ومعرفة الرقم التقديري”.

وشاهد مصور وكالة “فرانس برس” في المكان مخزناً قرب مقام السيدة زينب مباشرة، وفي داخله غرفة خزّنت فيها أدوية تحتوي على براد صغير، عثر فيه على نحو عشر جثث، بالإضافة إلى جماجم وعظام مبعثرة على الأرض. كما تناثرت على الأرض كذلك علب لتخزين الطعام.

في الموازاة، زار السفير الأمريكي السابق لقضايا جرائم الحرب ستيفن راب، موقعين لمقابر جماعية في بلدتي القطيفة ونجها قرب دمشق. وقال إن الأدلة التي ظهرت من مواقع المقابر الجماعية في سوريا كشفت عن “آلة الموت” التي أدارتها الدولة في عهد الرئيس بشار الأسد الذي أطاحت به المعارضة المسلحة.

وتشير تقديرات راب الذي يعمل في مكتب العدالة الجنائية العالمية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، إلى أن ما يزيد على 100 ألف شخص تعرضوا للتعذيب والقتل منذ 2013. وأوضح لـ”رويترز” “لدينا بالتأكيد أكثر من 100 ألف شخص تعرضوا للإخفاء والتعذيب حتى الموت في هذه الآلة”. وأضاف “لا يوجد لدي شك كبير بشأن هذه الأرقام بالنظر إلى ما رأيناه في هذه المقابر الجماعية”. وقال راب “لم نشهد شيئاً كهذا تماماً منذ عهد النازيين”.

سياسياً، قال البحرة، إن الحكومة الانتقالية في سوريا يجب أن تكون ذات مصداقية ولا تقصي أي طرف أو تقوم على أساس طائفي. وأوضح خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول “الائتلاف لم يجتمع مع قائد غرفة العمليات العسكرية أحمد الشرع، لكن جرى بعض التواصل مع أطراف في إدارة الحكومة وأطراف مقربة”. وبيّن أن الائتلاف سيعود إلى البلاد وينشئ مقراً فيها، مضيفاً أنه ينوي العودة أيضاً.

كما طالب بـ”عقد مؤتمر وطني واسع يضم ممثلين من كل المحافظات السورية (14 محافظة)، وأي مؤسسة نقوم بإنشائها ضمن فتره الحكم الانتقالي يجب أن تكون شاملة للجميع”.

كذلك، دعا بيدرسون من دمشق، إلى تنظيم انتخابات “حرة وعادلة” مع انتهاء المرحلة الانتقالية في البلاد بعد حوالي ثلاثة أشهر، آملاً في الوقت نفسه “بحلّ سياسي” مع الإدارة الذاتية الكردية.

وقال في حديث لصحافيين من أمام فندق “فور سيزنز” في دمشق “نرى الآن بداية جديدة لسوريا التي، بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254، ستتبنى دستوراً جديداً يضمن أن يكون بمثابة عقد اجتماعي جديد لجميع السوريين، وأننا سنشهد انتخابات حرة ونزيهة عندما يحين ذلك الوقت، بعد الفترة الانتقالية”.

—————————

العثور على بقايا جثث بمستودع للأدوية في دمشق

19 كانون الأول 2024

دمشق: عُثر على بقايا جثث في مستودع للأدوية بمنطقة السيدة زينب في العاصمة السورية دمشق.

ومنذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، ما زالت تكتشف مقابر جماعية وجثث في مناطق مختلفة من البلاد.

وتم العثور على بقايا جثث يعتقد أنها تعود لأكثر من 20 شخصا، بينهم أطفال، في مستودع بمنطقة السيدة زينب.

وقال عضو مجلس الدفاع المدني السوري عمار سلمو، إنهم باشروا بفحص مستودع الأدوية.

وأضاف: “هذا المكان يعد مستودعا للأدوية، لكننا وجدنا مخزنا للتبريد بداخله، ورأينا أن المستودع تحول إلى منطقة لتخزين الجثث المتعفنة والهياكل العظمية”.

وأردف: “تحاول فرقنا توثيق الجثث. نجمع الهياكل العظمية ونحاول تحديد عدد الضحايا”.

وأشار إلى أنه سيتم إجراء فحص الحمض النووي على الجثث لاحقا.

وأوضح أن منطقة السيدة زينب كانت مقرا لميليشيات إيرانية قبل انهيار النظام.

———————————–

تركيا تنفي أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع “قسد”: زلّة لسان أميركية

19 ديسمبر 2024

قال مسؤول في وزارة الدفاع التركية، اليوم الخميس، إنه لا يوجد حديث عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة في شمال سورية، على عكس إعلان أميركي بشأن هذه المسألة. ويأتي ذلك تعقيبا على تعليقات للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، قال فيها إن وقف إطلاق النار بين تركيا وقوات “قسد” في محيط منبج، شمالي سورية، جرى تمديده حتى نهاية الأسبوع.

وقال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، للصحافيين: “بالنسبة لتركيا، من غير الوارد أن نجري محادثات مع أي منظمة إرهابية. لا بد أن التعليقات (الأميركية) كانت زلة لسان”. وتوسطت واشنطن في وقف مؤقت لإطلاق نار بين فصائل مدعومة من تركيا في المعارضة السورية المسلحة وقوات “قسد” الأسبوع الماضي، بعد اندلاع مواجهات في وقت سابق من الشهر الجاري مع سيطرة المعارضة على دمشق وإطاحة بشار الأسد.

وتشارك قوات “قسد” في تحالف أميركي ضد مسلحي تنظيم “داعش”. وتقود القوات وحدات حماية الشعب الكردية، وهي مجموعة تعتبرها أنقرة امتدادا لمسلحي حزب العمال الكردستاني الذين يقاتلون الدولة التركية منذ 40 عاما. وتصنف تركيا حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية وقوات “قسد” تنظيمات إرهابية، بينما تصنف الولايات المتحدة وحلفاء تركيا الغربيون حزب العمال الكردستاني فقط منظمة إرهابية.

عناصر الجيش الوطني السوري يتوجهون إلى منبج، 3 ديسمبر 2024 (Getty)

وردا على سؤال عما إذا كانت أنقرة تدرس القيام بعملية برية جديدة في شمال سورية، قال المسؤول إن “تركيا لا تزال ترى تهديدا لحدودها من تلك المنطقة”. وقال: “سنواصل استعداداتنا واحتياطاتنا في إطار مكافحة الإرهاب حتى يُلقي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب السلاح ويغادر مقاتلوهم الأجانب سورية”.

وشنت تركيا منذ 2016 أربع عمليات عسكرية في شمال سورية، وأرجعتها إلى تهديدات للأمن القومي. وذكر المسؤول أن أنقرة ترى أن قوات الجيش الوطني السوري المدعومة من تركيا “ستحرر” المناطق التي يحتلها حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في شمال سورية، ما يشير إلى أن أنقرة لا تخطط لعملية وشيكة يقوم بها جيشها في المنطقة. ولدى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) علاقات وطيدة بدول غربية، منها الولايات المتحدة وفرنسا. وقالت باريس في وقت سابق إن قوات “قسد” يجب أن يكون لها دور في الانتقال السياسي في سورية.

وأول من أمس الثلاثاء، أكدت الخارجية الأميركية أنها تجري محادثات مع تركيا بشأن المضي قدماً في سورية، كما أوضحت أنها “تتفهم بواعث القلق التركي المشروع بشأن سورية”. وجاء الإعلان الأميركي عن “تمديد الهدنة” بين تركيا وقوات “قسد” بالتزامن مع اجتماعات عقدها ممثلون عن الجيش الأميركي مع قائد قوات “قسد” مظلوم عبدي ووجهاء في دير الزور والرقة.

(رويترز، العربي الجديد)

——————————-

حراك دولي مستمر وأنقرة تدعو لحل مشكلة القوات الكردية

19 ديسمبر 2024

يتواصل الحراك الدولي بشأن سورية لبحث عديد من الملفات المتعلقة بشكل الحكم والعلاقة مع الخارج وكيفية تحقيق الاستقرار المستدام بعد إسقاط نظام بشار الأسد الذي حكم البلاد لعقود. ووصلت عدة وفود غربية إلى دمشق في الأيام الأخيرة لبحث فتح علاقات مع الإدارة الجديدة للبلاد.

ميدانياً، لا يزال الشمال السوري على صفيح ساخن في ظل تهديد الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا بشن عملية لاستعادة مدن من قبضة تنظيم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الذي يشهد موجة احتجاجات شعبية ضد وجوده في مدن كبرى مثل الرقة.

تطورات الأوضاع في سورية يتابعها “العربي الجديد” أولاً بأول..

وفد وزاري من حكومة دمشق في السويداء

زار وفد وزاري من الحكومة السورية المؤقتة في دمشق، أمس الأربعاء، محافظة السويداء جنوبي سورية، والتقى فاعليات مدنية روحية. وضم الوفد كلاً من وزير الزراعة محمد الأحمد، ووزير الشؤون الاجتماعية إبراهيم القاسم، ووزير الداخلية محمد عبد الرحمن، ووزير التجارة الداخلية ماهر المحسن، وممثلين عن وزارات الصحة والاتصالات والكهرباء، من أجل الاطلاع على الواقع الخدمي والأمني في المحافظة، فيما أكملت وفود أخرى جولاتها اليوم الخميس في السويداء.

قُتل مدني وطفل سوريان بعد منتصف ليل الأربعاء جراء استهداف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) قرية في ريف مدينة منبج شرقي محافظة حلب، شمالي سورية، في خرق للهدنة المعلنة في المدينة بساعاتها الأخيرة. ويأتي ذلك مع تمركز حشود عسكرية لفصائل الجيش الوطني السوري المدعومة من تركيا على أطراف مدينة عين العرب (كوباني)، فيما أكدت أنقرة تواصل استعدادات الجيش التركي على الحدود مع سورية.

———————-

الآلاف يتظاهرون في القامشلي في شمال شرق سوريا دعما للإدارة الذاتية الكردية

19 كانون الأول 2024

القامشلي- سوريا: تظاهر الآلاف الخميس في مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا دعما لقوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد وتنديدا بالتدخّل التركي، بعد أكثر من أسبوع على إطاحة فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام بشار الأسد.

ورفع المتظاهرون لأول مرة علم الانتفاضة المنادية بالديمقراطية التي انطلقت في 2011، وتتوسطه ثلاث نجوم، إلى جانب أعلام الإدارة الذاتية التي تسيطر على مناطق في شمال شرق البلاد، وقوات سوريا الديمقراطية.

وردّد المتظاهرون هتافات مثل “لتعش مقاومة قسد” (قوات سوريا الديمقراطية)، و”الشعب السوري واحد” و”لا للحرب ونعم للسلام في سوريا المستقبل”. كما هتف بعضهم “لا للحرب على مناطقنا، لا للهجوم التركي على روجآفا”، وهو الاسم الذي يطلقه الأكراد على الإدارة الذاتية في المنطقة.

وقال مظلوم أحمد (39 عاما) أحد سكان مدينة القامشلي خلال التظاهرة”خرجنا اليوم لنساند قواتنا”.

وأضاف الرجل “في سوريا الجديدة يجب(…)أن تصان حقوقنا لأننا ومنذ آلاف السنين أبناء هذه الأرض(…)يجب أن نأخذ حقوقنا في دستور سوريا الجديد”.

يأتي ذلك غداة إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط 21 مقاتلا من الفصائل الموالية لتركيا بعدما هاجموا موقعا يسيطر عليه الأكراد قرب مدينة منبج في شمال البلاد رغم تمديد وقف لإطلاق النار برعاية الولايات المتحدة في المنطقة.

وجاء التمديد في ظل المخاوف من هجوم تركي على بلدة كوباني المعروفة أيضا باسم عين العرب الحدودية الخاضعة للسيطرة الكردية والواقعة على بعد حوالى 50 كيلومترا شمال شرق منبج، في وقت اتهمت قوات سوريا الديمقراطية في بيان الخميس تركيا بعدم الالتزام بوقف إطلاق النار.

وأكّدت أنها لن تتردد “في التصدي لأي هجوم أو استهداف لشعبنا ومناطقنا”. وثمّنت إصرار سكان كوباني “على المشاركة بفعالية في المقاومة وحمل السلاح ضد الاحتلال”.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية الخميس أن استعدادات الجيش التركي “ستتواصل” عند الحدود التركية السورية إلى أن يقوم المقاتلون الأكراد في شمال سوريا بـ”إلقاء السلاح”.

وبعدما عانى الأكراد خلال حكم عائلة الأسد من تهميش وقمع طيلة عقود حُرموا خلالها من التحدث بلغتهم وإحياء أعيادهم وتم سحب الجنسية من عدد كبير منهم، أقاموا خلال سنوات النزاع إدارة ذاتية في شمال شرق سوريا ومؤسسات تربوية واجتماعية وعسكرية، في حين شكلوا رأس حربة في قتال تنظيم “الدولة”.

و قال القائد العسكري لهيئة تحرير الشام أبو حسن الحموي إن مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في شمال شرق البلاد “ستُضّم” إلى الإدارة الجديدة للبلاد، مؤكدا رفض وجود أي فيدرالية.

وخلال التظاهرة، قالت صالحة كلش (50 عاما) “يجب أن يكون الشعب السوري شعبا واحدا وأن نناضل من أجل حماية ترابنا وتراب سوريا”.

وأضافت “نريد أن تكون سوريا ديمقراطية وأن يكون لكل شخص حقه… وقد آن الأوان كي يكون لنا مكان في سوريا ديمقراطية حيث العدالة والمساواة”.

(وكالات)

—————————–

 العراق يباشر بإعادة الجنود السوريين الهاربين إلى بلادهم

الخميس 2024/12/19

باشر العراق اليوم الخميس، بإعادة الجنود السوريين الذين فروا إلى العراق، بعد عملية الإطاحة بالرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، قبل نحو أسبوعين.

وقال العميد مقداد ميري الناطق بإسم وزارة الداخلية وخلية الإعلام الأمني، في بيان، إن “الجهات العراقية المختصة تباشر اليوم بإعادة الجنود السوريين إلى بلادهم، بعد أن عملت على تنسيق العمل مع الجهات السورية المعنية في هذا المجال عبر منفذ القائم الحدودي”.

وكان العراق قد سمح، قبل ساعات من سقوط الأسد، بدخول نحو ألفَي جندي سوري بينهم جرحى بعد فرارهم من الجبهة.

ونقلت وكالة “فرانس برس” عن مسؤول أمني عراقي، أن “حافلات توجهت منذ يوم أمس الأربعاء، إلى الحدود من أجل نقل الجنود السوريين إلى داخل سوريا وإعادتهم”، لافتاً إلى أن “منظمات دولية ستُشرف” على العملية.

وخضع هؤلاء الجنود بعد دخولهم العراق لـ”جرد دقيق لأسمائهم ومعداتهم وأسلحتهم”، حسبما أكّد نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن قيس المحمداوي لوسائل إعلامية محلية الأربعاء. وذكّر بأن “الحدود محصّنة تماما”، متابعاً: “لن نسمح بدخول الإرهابيين”.

انتشار على البوكمال

وكان التلفزيون العراقي قد أعلن في وقت سابق، أن السلطات السورية نشرت لأول مرة قوات عسكرية نظامية معززة بمجاميع من المسلحين، في منفذ البوكمال السوري، المقابل لمنفذ القائم العراقي، في محافظة الأنبار.

وأفاد تلفزيون العراقية، في تغطية من منفذ القائم الحدودي العراقي، بـ”انتشار قوات عسكرية سورية يرتدي عناصرها الزي العسكري النظامي الموحد والقبعات الحمراء، وعناصر أخرى من المسلحين ترتدي زي الجماعات المسلحة، لأول مرة في منفذ البوكمال السوري منذ الإطاحة ببشار الاسد”.

وأوضح أن عدد القوات داخل الحدود السورية يتراوح بين 100 إلى 200 عسكري ومسلح يحملون بنادق عسكرية، فيما تواجدت قوات عسكرية عراقية تتقدمها دبابتان عند مدخل منفذ القائم الحدودي العراقي.

وذكر أنه لم تحدث أية حالات تماس بين القوات العراقية والسورية، مشيراً إلى أنه شوهدت وسط هذا الانتشار العسكري السوري خروج عدد من العوائل السورية من الجانب العراقي، التي غادرت طوعاً من العراق.

عوائل عائدة

يذكر أن عشرات العوائل السورية التي كانت تقطن العراق غادرت إلى بلادها بعد الإطاحة بالأسد، كما استقبل العراق أعداداً كبيرة من العراقيين قادمين من الأراضي السورية، وهذا الأمر يشمل أيضاً عدداً من الشاحنات في كلا الجانبين.

وكان العراق نشر آلافاً من القوات العسكرية والأمنية والحشد الشعبي على طول الشريط الحدودي مع سوريا الذي يبلغ أكثر من 620 كيلومتراً، معززة بإجراءات أَمنية وحواجز اسمنتية وأسلاك شائكة وخندق أمني كبير وحماية من القوات الجوية والكاميرات الحرارية.

————————

 وزير الإعلام في الحكومة السورية المؤقتة: ملتزمون بحرية الصحافة

الخميس 2024/12/19

أكد وزير الإعلام في الحكومة السورية المؤقتة محمد العمر، على صيانة حرية التعبير في سوريا، معرباً عن تفاجئه بتراجع القطاع الإعلامي السوري من حيث الإمكانيات والخبرات.

وظهر العمر في عدة لقاءات تلفزيونية خلال الأسبوع، تحدث فيها عن حرية الصحافة، مضيفاً أن وزارة الإعلام ستعيد بناء مؤسسات الإعلام الرسمي. متعهداً بدعم وتوفير بيئة ملائمة لحرية الصحافة. وشدد في الوقت نفسه أن الأولوية اليوم لإعادة الأمن في البلاد.

ورأى العمر أن “المؤسسات الإعلامية السورية ملك للشعب وسيعاد بناؤها من جديد، بعدما أضحت متهالكة. وسنعمل على إعادة تقييم الخبرات والكفاءات على أساس مهني”. وقال إن “الإعلام السوري كان منحازاً لخدمة النظام السابق”، فيما ستتم محاكمة الإعلاميين المتورطين بالتحريض على قتل السوريين، وفق القضاء السوري.

وعن سقف الحريات في الإعلام في ظل القيادة الجديدة في سوريا، لفت العمر في حديثه مع “الجزيرة”، إلى أن المعارضة ركزت خلال تجربتها السابقة في شمال غربي سوريا على دعم حرية الصحافة والتعبير عن الرأي، وتم إنشاء وزارة الإعلام العام 2023، وكان هدفها الرئيسي توفير بيئة عمل مناسبة وملائمة لممارسة العمل الصحافي وتيسير عمل الوفود الصحافية التي كانت تزور المنطقة.

لكن الانتهاكات بحق الإعلام بقيت حاضرة في كافة عموم سوريا، حيث قامت فصائل المعارضة بملاحقة الصحافيين والناشطين وإسكاتهم ومنعهم من العمل من دون ترخيص، فيما تم اغتيال آخرين على يد “هيئة تحرير الشام” مثل الناشط والصحافي البارز رائد الفارس.

وقال العمر إن حوالى 700 وفد إعلامي زاروا سوريا بعد تحريرها من نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، حيث انتشروا في مختلف المحافظات، وغطوا فرحة السوريين ونقلوا الأحداث التي تعيشها البلاد في هذه المرحلة.

وفي 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى مع انهيار جيش النظام وانسحابه من الثكنات والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاماً من حكم نظام حزب “البعث” و54 سنة من حكم عائلة الأسد.

——————————

 هكذا تلقى “الجولاني” أولى ضرباته أميركياً/ جواد الصايغ

19 كانون الأول 2024

لا يبدو أنَّ أمور زعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، المعروف بأبي محمد الجولاني، سالكة في العاصمة الأميركية، واشنطن، بعد أقل من أسبوعين على الإطاحة برأس النظام السوري، بشار الأسد.

وبالرغم من الظهور المتكرر للجولاني مستقبِلًا وفودًا شعبية ودينية محلية ولبنانية، ورسمية أوروبية، ومحاولته إظهار المشهد على أنه اعترافٌ بموقع الرجل وإدارته للشأن السوري، إلا أن الصور المتداولة لا تعكس حقيقة الواقع الدولي.

ومنذ استلامه السلطة رسميًّا يوم الأحد في السابع من كانون الأول (ديسمبر)، أصبح هناك تسابق أوروبي وأميركي حول العلاقة مع حكام سوريا الجدد، فهيئة تحرير الشام موضوعة على لوائح الإرهاب، وزعيمها يتنقل وعلى رأسه مكافأة قدرها 10 ملايين دولار.

وإذا كان الموقف الأوروبي يميل نحو إزالة صفة الإرهاب عن الهيئة وقائدها، فإنَّ الأجواء الضبابية التي كانت سائدة في واشنطن حيال هذا الملف بدأت بالانقشاع لصالح الفريق الداعي إلى عدم تكرار خطأ إزالة الحوثيين عن لوائح العقوبات عام 2021.

وانقسمت واشنطن في الأيام الأخيرة بين فريقين؛ فريق رأى أن هناك ما يحتم التواصل المباشر مع هيئة التحرير وزعيمها لمعرفة رؤيته المستقبلية لحكم سوريا، وضمان أمن الأقليات والدول المجاورة لإسرائيل، وبالتالي يجب إزالتها من لائحة الإرهاب لتسهيل التواصل. وفريق ثانٍ عمل على خطين مع الإدارة الحالية والإدارة المنتخبة القادمة، مطالبًا بالتأني وعدم التسرع في تخفيف الضغط عن الجولاني، وانتظار تصرفاته وقراراته ليُبنى على الشيء مقتضاه.

حتى اللحظة، أسهمت تحركات الجولاني وقراراته في ترجيح كفة الفريق الثاني الذي وجد نفسه في موقف قوي على خلفية الانتقال السياسي الذي يشرف عليه أحمد الشرع، تحديدًا تكليف حكومة إدلب بإدارة شؤون سوريا لفترة مؤقتة مع تغييب الأقليات، والتعيينات الأخيرة التي أعلن عنها، ومحاولة القيام بما كان يفعله النظام مع السوريين عبر مقايضة الخدمات (الوقود، الماء، الكهرباء) بالابتعاد عن السياسة، وتغييب مؤسسات سورية معترف بها كجهة معارضة عن المشهد. كل هذه الأمور فتحت باب التساؤلات بشكل كبير حول الصفة التي يتحدث بها.

عدم استماع زعيم هيئة تحرير الشام لنصائح وُجهت إليه من قبل معارضين سوريين في واشنطن، لديهم خبرات قانونية وسياسية وعلاقات مع السياسيين الأميركيين حول كيفية التعاطي مع الفترة الانتقالية، أسهم أكثر في تقوية موقف الفريق الداعي إلى عدم سحبه والهيئة من لوائح الإرهاب. كما أن عملية الانتقال السلسة القائمة في واشنطن بين إدارتي بايدن وترامب، وطلب الأخيرة عدم التسرع بخصوص الهيئة، بحسب ما نُقل، رسمت الموقف الأميركي كما هو عليه.

الإشارات الأميركية الصادرة توحي بأن واشنطن ليست بصدد تخفيف الضغوط عن الجولاني وهيئة تحرير الشام. وأولى الإشارات كانت يوم الإثنين الفائت، حيث كان مقررًا رفع العلم السوري الجديد على مبنى السفارة في العاصمة الأميركية كخطوة رمزية، ولكن الخارجية ألغت الحدث، ولم يُرفع العلم.

وجاءت الإشارة الثانية مع إعلان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن المكافأة التي أعلنتها الولايات المتحدة بقيمة 10 ملايين دولار لمن يدلي بأي معلومات عن قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا، أحمد الشرع، المعروف بأبي محمد الجولاني، الذي تصنفه “إرهابيًا عالميًا”، “لا تزال قائمة”. وصحيح أن أميركا، كما الجميع، تعلم مكان الجولاني، لكن التصريح هدف إلى رفع مستوى الضغط على حاكم دمشق الجديد، والتأكيد بأن الرؤية الأميركية لما تريده في سوريا لا تزال قائمة: المشاركة وحماية الأقليات وضمان أمن الدول.

ومع الإعلان اليوم عن أن الإدارة الأميركية المقبلة للرئيس المنتخب دونالد ترامب حثت إدارة البيت الأبيض الحالية على عدم إزالة اسم “هيئة تحرير الشام” وقائدها أحمد الشرع، المعروف بأبي محمد الجولاني، من قائمة الإرهاب في السجلات الأميركية خلال الفترة القادمة، بدا جليًّا أن آمال الجولاني بكسب اعتراف أميركي عبر إزالته من لوائح الإرهاب تواجه مطبات كثيرة. فإما القيام بمراجعة سريعة لتصحيح الأمور، أو الاستمرار في بناء قصور على الرمال.

—————————-

هنا قلعة ماهر الأسد الحصينة لـ”الكبتاغون”/ نصر المجالي

بعد سقوط النظام هناك الكثير مما يمكن توثيقه

    19 كانون الأول 2024

إيلاف من لندن: الآن بعد رحيل بشار الأسد، هناك الكثير مما يمكن رؤيته وتصويره في سوريا والذي كان من المستحيل توثيقه من قبل.

على سبيل المثال، كان مدى تورط النظام في تجارة الكبتاغون، وهو عقار أمفيتاميني سريع المفعول انتشر خارج سوريا وعبر الشرق الأوسط، معروفًا على نطاق واسع ولكن من المستحيل تصويره، باستثناء المخابئ التي تم اكتشافها في الجمارك أو انتشاره في مشهد الحفلات الخليجية.

الآن استولى الحرس الجديد في سوريا، هيئة تحرير الشام، على الفيلات والمصانع التي كانت مملوكة لأمراء المخدرات في البلاد وهم أكثر من سعداء بإظهار الصحفيين كيف تم إنتاج الكبتاجون ومن قبل من.

رائحة نفاذة

نزور موقعين، أحدهما فيلا خاصة بالقرب من الحدود اللبنانية والآخر مصنع للكبتاجون في ضاحية خارج دمشق. ما يضربك أولاً هو الرائحة. إنها نفاذة ومعدنية وتلتصق في أنفك.

يقول الحراس في الفيلا، التي تبدو وكأنها مسرح تم إعداده لمسلسل Breaking Bad، إنها تسبب لهم الصداع. لقد أحرقوا مخزون حبوب الكبتاغون الذي اكتشفوه لكنهم احتفظوا بالمواد الخام – براميل الكافيين، وأكياس مكدسة مما يشبه الطحين قليلاً، والكحول. يقولون إنهم نصحوا بأنه قد يكون مفيدًا للأدوية.

“في إدلب، كما تعلمون، كنا منفصلين”، كما يقول أبو بكر، وهو جندي من هيئة تحرير الشام يسعد بإرشادي في المكان. “كل من يشارك في مثل هذه الأنشطة سيتم طرده من المدينة. لكن بالطبع كنا نعرف ما كان يحدث في بقية سوريا ومع النظام. كان النظام مفلسًا. كان الاقتصاد ميتًا. “لذا فقد مولوا أنفسهم بأموال المخدرات”.

الفرقة الرابعة

كانت الفيلات في هذا الحي مملوكة لضباط من الفرقة المدرعة الرابعة في سوريا والتي كان يديرها شقيق الأسد المعروف بوحشيته، ماهر. كانت الفيلا التي نحن فيها مملوكة لرجل يطلق عليه حراس هيئة تحرير الشام العقيد باسم.

يقول أبو بلال، وهو مزارع يعيش في الجوار: “كان باسم الرجل الكبير هنا في هذه المنطقة وكان يبث الخوف في كل من يعيش هنا، وكان كل شيء محظورًا”.

ويتابع أنه أُمر بمغادرة منزله عندما بدأ بناء الفيلا ولم يجرؤ على العودة إلا عندما سقط النظام.

ويقول: “لقد صدمت بصراحة عندما علمت بالمخدرات هنا، وعن هذه العمليات المخيفة التي كانت تدمر البلاد. لم نكن نعرف أي شيء عن هذا المخدر”.

لقد حذر جيران سوريا منذ فترة طويلة من الآثار الضارة على أراضيهم من الكبتاغون الذي يتم تهريبه.

عقوبات غربية

كان العديد من أمراء المخدرات التابعين للنظام خاضعين لعقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. كان الحد من صادرات الكبتاغون غير المشروعة في سوريا بمثابة ورقة مساومة في محاولات الأسد لتطبيع العلاقات مع الدول العربية الأخرى.

وفقًا للبنك الدولي، كان القطاع الأكثر قيمة في الاقتصاد السوري المدمر بسبب الحرب، بقيمة تتراوح بين 1.9 مليار دولار أمريكي (1.5 مليار جنيه إسترليني) و5.6 مليار دولار أمريكي (4.4 مليار جنيه إسترليني)، مع تقدير الناتج المحلي الإجمالي السوري بما لا يزيد عن ذلك بكثير – 6.2 مليار دولار أمريكي (4.9 مليار جنيه إسترليني) في عام 2023.

كان المصنع ينتج الشوكولاتة ورقائق البطاطس فوق الأرض، والمخدرات تحتها. كانت الحبوب مخبأة داخل أنظمة التبديل الكهربائية، وحتى الفاكهة البلاستيكية. كانت تفرش الأرضيات.

أكوام ضخمة من حبوب الكبتاغون، بقيمة تتراوح بين 2 دولار إلى 20 دولارًا لكل منها، اعتمادًا على “حول مكان بيعها. “هربت من الحرب إلى مصر في عام 2014،” يقول صاحب المصنع محمد التوت، الذي عاد للتو إلى سوريا بعد عقد من الزمان.

ويضيف صاحب المصنع: “اكتشفت أثناء وجودي هناك أن عامر خيتي استولى على مصنعي تحت سلطة ماهر الأسد الإرهابي، وبجانب بشار الأسد وعصاباته. لقد حولوا منشأة إنتاج المواد الغذائية الخاصة بي إلى عملية مخدرات. ذهبت إلى السلطات المعنية للمطالبة باستعادة مصنعي ولكن لم يساعدني أحد.”

قد تكون الفرقة الرابعة قد اختفت، لكن تجارة الكبتاغون تنطوي على العديد من الجهات الفاعلة المختلفة. كان انتقال سوريا إلى دولة المخدرات سريعًا نسبيًا. قد لا يحدث الانتقال مرة أخرى بهذه السرعة.

* أعدت هذه من موقع قناة (سكاي نيوز) البريطانية على الرابط:

https://news.sky.com/story/syria-inside-the-drug-factories-that-bankrolled-assads-narco-state-132752

ايلاف

————————–

كوباني نقطة الفصل.. شرط من تركيا وتهديد من قسد

قوات سوريا الديمقراطية تدعو لحمل السلاح ضد تركيا

19 كانون الأول 2024

إيلاف من دمشق: أعلنت وزارة الدفاع التركية، الخميس، أن استعدادات الجيش التركي “ستتواصل” عند الحدود التركية السورية إلى أن يقوم المقاتلون الأكراد في شمال سوريا بـ”إلقاء السلاح”.

وقال زكي أكتورك الناطق باسم الوزارة إن “التهديد على حدودنا متواصل. وستتواصل الاستعدادات والتدابير المتّخذة في إطار مكافحة الإرهاب إلى أن تقوم المنظمة الإرهابية حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب الكردي بإلقاء السلاح ويغادر مقاتلوها الأجانب سوريا”.

وتابع: “نرى أن الإدارة السورية الجديدة والجيش الوطني السوري، وهو فصيل موال لتركيا والشعب السوري سيحرّرون المناطق المحتلّة”، في إشارة إلى معاقل حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي اللذين تعتبرهما أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني في تركيا.

من جانبها، أكدت قوات سوريا الديمقراطية على أهمية “وقف التصعيد ووقف جميع العمليات العسكرية وحل جميع المواضيع العالقة عبر الحوار”.

ودعت أهالي كوباني إلى حمل السلاح، مؤكدة أنها ستقاتل تركيا والفصائل التي تدعمها في مدينة كوباني بالشمال.

وتابعت: “تركيا والفصائل المدعومة منها لم تلتزم بقرار إعلان وقف إطلاق النار في منبج والمناطق الشمالية”.

ومنذ العام 1984، يخوض حزب العمال الكردستاني، وهو مجموعة مسلّحة تصنّفها أنقرة وحلفاؤها الغربيون في عداد المنظمات الإرهابية، تمرّدا على الدولة التركية التي تسعى قدر المستطاع إلى إبعاد المقاتلين الأكراد عن أراضيها وحدودها.

ويفيد مراقبون بأن أنقرة تهدّد مع المجموعات الموالية لها بشنّ هجوم على مدينة كوباني السورية الحدودية مع تركيا والخاضعة لسيطرة الأكراد.

وبين 2016 و2019، أطلقت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ثلاث عمليات واسعة النطاق في شمال سوريا استهدفت تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب الكردي على السواء.

ومنذ تلك العمليات، نشرت تركيا جنودها في تلك المناطق ويقدّر عددهم اليوم بما بين 16 و18 ألف عنصر، بحسب ما أفاد الثلاثاء عمر جليك الناطق باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم للرئيس رجب طيب أردوغان.

————————–

إسرائيل لاستغلال «فرصة تحصل مرة كل 100 سنة» في سوريا/ نظير مجلي

تثبيت الاحتلال ومنع تركيا من تحويل الجوار إلى «إسلامي» واستقلال الدروز والأكراد

19 ديسمبر 2024 م

لا يبدو ادعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن الاحتلال الجديد للأراضي السورية «إجراء مؤقت» لغرض حماية أمن الدولة العبرية من هجمات المتطرفين، صادقاً، وخصوصاً بعدما قام جيشه بتدمير القدرات الدفاعية وإلحاق أضرار جوهرية في سلاح الجو السوري وسلاح البحرية وأرتال الدبابات. وفي عهد الصواريخ والطائرات المسيّرة، الأرض لا تكفي لأغراض الدفاع، حتى لو كانت قمم جبال مرتفعة؛ ولذلك فإن هناك أهدافاً أخرى لهذا الاحتلال.

هذه الأغراض ليست واضحة بعد؛ لأن إسرائيل مثل بقية الفرقاء والمتابعين في العالم والمنطقة، لم يتوقعوا انهيار نظام بشار الأسد بهذه السرعة، ولم يتخيلوا أنها تستطيع إلحاق الدمار في جيشه من دون أن تتعرض لطلقة واحدة، ولم يتصوروا أن يكون نفوذ تركيا بهذا العمق، وأن تكون قدراتها العسكرية بهذا النجاح في السيطرة على سوريا.

مدرعات إسرائيلية تقوم بمناورة في المنطقة العازلة بعد عبور السياج الأمني ​​قرب الخط الفاصل بين مرتفعات الجولان المحتلة وسوريا (أ.ب)

ومع أن الأدراج الإسرائيلية مليئة بالخطط الحربية الاحتلالية، فإن الأحداث المفاجئة جعلت كل هذه الخطط تبدو «صغيرة» أمام الواقع؛ لذا راح الإسرائيليون يعدون خططاً بديلة، جوهرها فرض حضور قوي يؤهل تل أبيب للفوز بحصة كبيرة من «الكعكة الشامية». وكما يقول الرئيس الأسبق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، تسفي هاوزر، فإن هذه «فرصة لا تحصل إلا مرة واحدة في كل مائة سنة، والاستيلاء المؤقت على المنطقة العازلة في هضبة الجولان، وكذا السيطرة في جنوب جبل الشيخ؛ خطوات تكتيكية لا تشكل جواباً استراتيجياً مناسباً فيه ما يحقق الفرصة الكبرى التي وقعت في طريقنا».

ويدرس مجلس الأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية، وكذلك العديد من الباحثين في الأمن القومي، كيف يمكن تحويل هذه «الفرصة التاريخية النادرة» لانهيار سوريا، إلى «تحقيق إنجازات كبرى في مدى زمني قصير، بخلاف العادة التي يمكن فيها تحقيق إنجازات صغيرة في فترة زمنية طويلة».

وترى إسرائيل أن من تواجهه اليوم في سوريا، ليس السوريين، بل تركيا. وهي لا تريد أن ترى في حدودها الشرقية دولة، تستبدل فيها السطوة التركية بالسطوة الإيرانية. ومع أن أنقرة تختلف عن طهران؛ كونها عضواً في حلف «الناتو» وتقيم اتصالات مباشرة مع إسرائيل، وكان رئيس المخابرات الإسرائيلية رونين بار، في زيارة لتركيا في 18 نوفمبر (تشرين الثاني)، وجرى إطلاعه على الهجوم على نظام الأسد… فإن تل أبيب تشعر بأن الرئيس رجب طيب إردوغان استطاع «تتويه» الجميع، وهي بينهم. وقد فاجأها بخططه الاستراتيجية، فقررت التصدي لهذه الخطط، ما دام يتعامل مع سوريا على أنها مسلوبة الإرادة، وينوي تثبيت احتلاله في الشمال السوري، وتحويل بقية سوريا إلى دولة للتنظيمات الإسلامية الخاضعة له واستخدامها أداة لـ«تحقيق هدفه القومي بتصفية القضية الكردية».

مساندة أكراد سوريا

تل أبيب تتصدى لذلك من خلال استعراض قوة كبير؛ أولاً بتدمير الجيش السوري تماماً بعملية حربية ضخمة لم يحدث مثيل لها في تاريخ سلاح الجو الإسرائيلي، وتنفيذ غارات على طول سوريا وعرضها، بما في ذلك مناطق خاضعة للسيطرة التركية حالياً مثل إدلب وحلب، وباحتلال أراضٍ سورية في الجنوب مثلما تحتل تركيا أراضي في الشمال. كذلك، مساندة الأكراد، خصوم تركيا، وعرض الأسلحة عليهم. وقد أبلغتهم إسرائيل استعدادها لمنحهم الأسلحة والعتاد والذخائر التي غنمتها من لبنان وغزة وأسلحة أخرى، لمواجهة الطائرات التركية المسيّرة، ثم توجهت للسوريين الدروز في الجنوب وقدمت لهم عرضاً شبيهاً وأكثر؛ إذ سيطرت على مناطق يمكن أن تنطلق منها قوى المعارضة لمهاجمتهم.

إسقاط حدود «سايكس – بيكو»

ولا تخفي إسرائيل رغبتها في تغيير الجغرافيا السورية وإسقاط نتائج اتفاقيات «سايكس – بيكو» التي رسمت حدود سوريا الحالية، لتصبح أربع دول: واحدة لأتباع تركيا في الشمال، وأخرى للأكراد، وثالثة للدروز، والبقية دولة دمشق الضعيفة. وفي هذه الحالة تقتطع إسرائيل كل مرتفعات الجولان، لتطل من علٍ على الدولتين المجاورتين؛ دولة الدروز ودولة دمشق، وتقطع دابر التأثير الإيراني، وتحد من التأثير التركي.

وبحسب هاوزر الذي شغل منصب سكرتير حكومة نتنياهو في عام 2009، فإنه «على إسرائيل أن تتصرف كقوة عظمى إقليمية، وأن تعمل بشكل نشط، وأن تفكر بالأمور الكبيرة، وأن تثبت حقائق حتى قبل أن يثبتها الآخرون نيابة عنها… تفكير تكتيكي محدود لإنجازات عسكرية مركزة، أو جلوس على الجدار، ميز إسرائيل في العقود الأخيرة، سيبتلع في تغيير واقع استراتيجي تمليه قوى عظمى إقليمية أخرى، وعلى رأسها تركيا. إن عمل إسرائيل في المجال السوري لا ينبغي أن يختبر حيال واقع الأمس، بل حيال واقع الغد».

وفي هذا السياق، حذر خبراء إسرائيليون آخرون من خطر احتكاك عسكري مع تركيا على أرض سوريا، مؤكدين أن تصرفات الجيش على الأرض يجب أن تلائم تطورات محتملة كهذه. فإذا فهمت تركيا أن الجيش الإسرائيلي موجود بقوة في سوريا، وأنه مستعد فعلاً للقتال ولا يتهرب، كما كان يفعل قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، سترتدع.

لهذا، فإن الممارسات الإسرائيلية في سوريا ليست مؤقتة، بل تستهدف البقاء طويلاً حتى تتضح تماماً صورة الوضع هناك، أو تتوصل إلى تفاهمات مع تركيا، حول تقاسم النفوذ. فهي تراها فرصة تاريخية من ذلك النوع الذي لا يحدث سوى مرة واحدة في كل 100 سنة؛ ما يعني أنه لا يجوز إضاعتها. وفي الشهر القادم، عندما يدخل دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، سيحاول نتنياهو الدخول في سباق على قلبه، مع إردوغان، حتى يضمن كل منهما دعمه وتأييد مخططاته.

الشرق الأوسط

———————————

غوتيريش: الضربات الإسرائيلية «انتهاك» لسيادة سوريا و«لا بدّ من أن تتوقّف»

الأمم المتحدة تركز على تسهيل انتقال سياسي «شامل وموثوق به وسلمي»

19 ديسمبر 2024

عدّ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تصريحات، اليوم (الخميس)، أن الضربات الإسرائيلية على المنشآت العسكرية السورية تشكّل «انتهاكاً لسيادة البلد».

ووفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال غوتيريش، قبل اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يترأسه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن «الضربات الجوية الإسرائيلية الواسعة النطاق تتواصل. وهي انتهاك لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، ولا بدّ من أن تتوقّف».

وشنَّت إسرائيل مئات الغارات الجوية التي تقول إنها تهدف إلى تدمير الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية في سوريا، منذ أن أطاحت المعارضة بالرئيس بشار الأسد، في هجوم خاطف، هذا الشهر.

وقال غوتيريش للصحافيين: «يجب استعادة سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها بالكامل، ولا بد من وضع حد على الفور لكل أعمال العدوان».

وحرّكت إسرائيل قواتها إلى داخل منطقة منزوعة السلاح بين سوريا وهضبة الجولان المحتلة. وتحددت هذه المنطقة بعد حرب عام 1973، وتعمل قوات تابعة للأمم المتحدة على حفظ السلام فيها.

ووصف مسؤولون إسرائيليون هذه الخطوة بأنها إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن حدود إسرائيل، لكنهم لم يشيروا إلى موعد سحب القوات.

وأضاف غوتيريش: «دعوني أكُن واضحاً: لا ينبغي أن تكون هناك قوات عسكرية في المنطقة العازلة بخلاف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. يتعين على إسرائيل وسوريا الالتزام ببنود اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، التي لا تزال سارية تماماً».

وذكر أن الأمم المتحدة تركز على تسهيل انتقال سياسي «شامل وموثوق به وسلمي» في سوريا وعلى تحريك المساعدات لمكافحة واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.

وقال: «إنها لحظة حاسمة، لحظة تاريخية تبعث على الأمل، لكنها أيضاً لحظة من الضبابية الشديدة». وأضاف أن بعض اللاعبين قد يحاولون استغلال الوضع لتحقيق أهدافهم الخاصة.

ومضى قائلاً: «لكن من واجب المجتمع الدولي الوقوف مع الشعب السوري الذي عانى كثيراً. مستقبل سوريا يجب ألا يشكله إلا شعبها، ومن أجل شعبها، بدعم منا جميعاً».

وعيّن غوتيريش المحامية المكسيكية كارلا كوينتانا لرئاسة المؤسسة المستقلة لشؤون المفقودين في سوريا، وقال إنه يجب السماح لفريق المؤسسة بتنفيذ مهامه بالكامل.

وقالت اللجنة الدولية المعنية بشؤون المفقودين في لاهاي إنها تلقت بيانات تشير إلى احتمال وجود ما يصل إلى 66 موقعاً، لم يتم التحقق منها بعد، لمقابر جماعية في سوريا.

وأضافت أن منظمات دولية وسورية، من بينها الأمم المتحدة والشبكة السورية لحقوق الإنسان، تعد أكثر من 150 ألف شخص في عداد المفقودين.

الشرق ألوسط

——————–

التأهّب التركي – الكردي على أشده في شمال شرقي سوريا/ سعيد عبد الرازق

مقتل 21 شخصاً من الفصائل المدعومة تركياً… أنقرة تنفي إقرار هدنة… و«قسد» تتوعد بالقتال بقوة

التأهّب التركي – الكردي على أشده في شمال شرقي سوريا

19 ديسمبر 2024 م

بلغ التأهُّب التركي – الكردي أشده، في شمال شرقي سوريا، استعداداً لتصعيد عسكري بين قوات تمثل الجانبين، وفي حين نفت أنقرة ما أعلنته واشنطن عن اتفاق لهدنة بين قوات كردية مدعومة أميركياً وفصائل موالية لأنقرة، أعلنت وزارة الدفاع التركية، الخميس، أن استعدادات الجيش «ستتواصل» عند الحدود التركية – السورية، إلى أن يقوم المقاتلون الأكراد في شمال سوريا بـ«إلقاء السلاح».

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، باندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات «مجلس منبج العسكري» التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأكراد، المدعومة أميركياً، وفصائل «الجيش الوطني السوري»، الموالي لتركيا، بعد منتصف ليل الأربعاء بريف منبج؛ ما أسفر عن مقتل 21 شخصاً من الفصائل و«قوات سوريا الديمقراطية» تقودها «وحدات حماية الشعب»، التي تعتبرها تركيا امتداداً لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يقاتل مسلحوه الدولة التركية منذ 40 عاماً.

ونفت تركيا ما أعلنته أميركا بشأن اتفاق هدنة أو وقف لإطلاق النار مع «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» في منبج، معتبرة أن ذلك قد يكون «زلة لسان» من جانب واشنطن.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع التركية، رداً على سؤال حول إعلان وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، تمديد هدنة أعلنتها، الأسبوع الماضي، بين تركيا وقوات «قسد»، إنه «من غير الوارد بالنسبة لنا أن نتوافق مع أي منظمة إرهابية. نعتقد أن ذلك مجرد زلة لسان».

وأضاف المسؤول العسكري، خلال إفادة صحافية أسبوعية لوزارة الدفاع التركية، الخميس: «تركيا لا يمكن أن تكون مخاطبة مع أي منظمات إرهابية أو طرفاً في اتفاقات من أي نوع معها، ونؤكد أننا سنواصل اتخاذ الإجراءات الوقائية والمدمرة ضد المنظمات الإرهابية، وسنتعاون مع الإدارة الجديدة في سوريا في مكافحة الإرهاب».

الحرب على «الوحدات» الكردية

المسؤول العسكري التركي قال كذلك: «ستستمر استعداداتنا وإجراءاتنا في نطاق الحرب ضد الإرهاب، حتى تُلقى منظمة حزب العمال الكردستاني وذراعها السورية (وحدات حماية الشعب الكردية) أسلحتها، ويغادر مقاتلوها الأجانب سوريا».

وقال المسؤول العسكري التركي: «نعتقد أن الإدارة الجديدة في سوريا وجيشها (الجيش الوطني السوري)، الموالي لأنقرة، بالتعاون مع الشعب السوري، سوف يحررون المناطق التي تحتلها وحدات حماية الشعب الكردية (الإرهابية)».

جاءت تصريحات المسؤول بعد ساعات من إعلان «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات «مجلس منبج العسكري»، وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا، بعد منتصف ليل الأربعاء – الخميس، في محيط سد تشرين، بريف منبج، شرق حلب، استُخدمت خلالها الأسلحة المتوسطة والثقيلة.

وتزامنت الاشتباكات مع حركة نزوح كبيرة للمدنيين من المنطقة باتجاه المناطق الأكثر أمناً.

وأشار «المرصد» إلى مقتل ما لا يقل عن 21 عنصراً من فصائل «الجيش الوطني»، وإصابة اثنين آخرين بنيران قوات مجلس منبج العسكري، في هجوم للفصائل على مساكن في سد تشرين قرب مدينة عين العرب (كوباني)، بدعم جوي من طيران الاستطلاع التركي على سد تشرين، جنوب شرقي منبج، أعقبه اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة.

وقال المرصد إن قوات «مجلس منبج العسكري» أفشلت الهجوم، وقامت بتمشيط محيط منطقة سد تشرين، وأسقطت طائرة مسيَّرة تركية من نوع «بيرقدار» كانت تحلق في أجواء المنطقة.

«قسد تتوعد»

من جهتها، تعهَّدت «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» بقتال تركيا والجماعات التي تدعمها في مدينة كوباني بشمال سوريا.

قصف بالمسيرات التركية في محيط سد تشرين بمنبج (إكس)

وقالت «قسد»، في بيان الخميس: «إننا في (قوات سوريا الديمقراطية) نؤكد على أهمية وقف التصعيد ووقف جميع العمليات العسكرية وحل كافة المواضيع العالقة عبر الحوار. لكننا لن نتردد في التصدي لأي هجوم أو استهداف لشعبنا ومناطقنا». وأضافت: «ستحارب قواتنا بمشاركة أهالي كوباني بكل ما أوتيت من قوة».

مساع للتفاهم

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، أعلن، مساء الثلاثاء، أنه تم تمديد اتفاق وقف إطلاق النار المبدئي الذي تم التوصل إليه، الأسبوع الماضي، بين تركيا و«قسد»، حول مدينة منبج، حتى نهاية الأسبوع الحالي. لكن أنقرة عادت ونفت، الخميس، الإعلان الأميركي عن هدنة.

وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إن بلاده تعمل على التوصل إلى تفاهم بين تركيا والأكراد في شمال شرقي سوريا، وإنه يجب أن يكون الأكراد جزءاً من أي عملية انتقال سياسي في سوريا.

وأضاف أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أوضح هذه النقطة للرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، عندما تحدثا هاتفياً، الأربعاء.

بدوره، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إنه «لا سبب قد يدفع بلاده لشنّ هجوم ضد الوحدات الكردية في سوريا، إذا عالجت السلطات السورية الجديدة (بالطريقة الصحيحة) وضع هذه المجموعات التي تصنفها أنقرة (إرهابية)».

وأكد فيدان، في مقابلة تلفزيونية، مساء الأربعاء، ما سبق أن أعلنه، بشأن «(تصفية الوحدات الكردية)، وضرورة مغادرة المقاتلين الأجانب المنخرطين فيها وتسليم المقاتلين السوريين أسلحتهم».

تصفية قيادية كردية

وفي سياق قريب، قالت مصادر أمنية تركية، الخميس، إن المخابرات التركية قتلت القيادية في تنظيم «بجاك»، الذي يُعدّ ذراع «حزب العمال الكردستاني»، في إيران، يايلا كيزل كايا، في عملية نوعية نفذتها في منطقة القامشلي بمحافظة الحسكة، شمال شرقي سوريا.

وقالت المصادر إن كيزل كايا انضمت إلى صفوف «العمال الكردستاني»، منذ كان عمرها 14 عاماً، ونشطت في «أعمال إرهابية مسلحة» نفذها التنظيم في تركيا والعراق وسوريا.

من ناحية أخرى، قال المسؤول العسكري التركي إن قرار إسرائيل توسيع المستوطنات غير القانونية في مرتفعات الجولان، التي تحتلها منذ عام 1967، يلقى إدانة شديدة.

وأضاف أن إسرائيل تواصل أعمالها غير القانونية واحتلالها للأراضي السورية، ومن الضروري إعلان وقف إطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن، وضمان الاستقرار الإقليمي.

————————————-

قصة السجين السوري.. هل انخدعت “كلاريسا وارد” أم تعمّدت تزييف الحقيقة؟/ نهاد ذكي

19/12/2024

“شخص صُوِّر بواسطة (سي إن إن) أثناء تحريره من قِبَل الثوار السوريين كان ضابطَ مخابرات سابقا تابعا للنظام السوري المخلوع” بهذه العبارة الفضفاضة يبدأ النص الذي نشرته “سي إن إن” على موقعها للتراجع عن التقرير المصوَّر الذي ادَّعت فيه إحدى صحفيات هذه الشبكة الإخبارية الأميركية أنها عثرت على معتقل سوري منسيّ في أحد مقرات الاحتجاز التابعة لنظام الأسد.

ولم تعتذر “سي إن إن” ولم تعتذر صحفيتها (كلاريسا وارد كبيرة المراسلين الدوليين بالشبكة) عن تضليل المشاهدين وعما وصفه متابعون بأنه إضرار بقضية المعتقلين السوريين الذين يعانون وأهاليهم منذ سنوات طويلة.

ولم يكن هذا هو “الخطأ” المهنيّ الأول لكلاريسا، ولم يكن البيان محاولة الاعتذار الأولى عن أخطائها، لكن لا الصحفية ولا “سي إن إن” استخدما ألفاظا توحي بالندم أو الاعتذار. وأما تتبع سيرة كلاريسا في تغطية شؤون المنطقة، فيطرح الكثير من علامات الاستفهام حول “براءة الخطأ المهني” الذي وقعت فيه، فهي ذاتها من ظهر في مقطع درامي على الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي شنته فصائل المقاومة على الأراضي المحتلة العام الماضي. حينها ظهرت الصحفية وكأنها تحتمي من صواريخ أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية على الأراضي المحتلة.

لكن -وبتحليل بسيط للدقائق السبع التي شكّلت تقريرها- لا يمكنك أن تسمع صوت صاروخ واحد فضلا عن “وابل الصواريخ” بحسب الرواية التي ادّعتها كلاريسا، ولا يمكنك أن تلحظ في المقطع المرئي سوى اتساق ما تحكيه كلاريسا مع الرواية الإسرائيلية. وهو ما دفع الصحفية المصرية الشابة رحمة زين في وقت لاحق لمواجهتها، قائلة لها “أنت مجرد دمية”.

كما أن كلاريسا هي من ادّعت في وقت سابق من هذا العام اختطافها في دارفور من قبل “مليشيات مسلحة” دون وجود دليل واحد على صحة روايتها، وهي ذاتها التي ظهرت على “سي إن إن” مرتدية الحجاب من وسط العاصمة الأفغانية بعد سيطرة طالبان على الحكم هناك عام 2021. فما قصة كلاريسا؟ وهل أخطأت حقا في عرض قصة السجين السوري، أم أن هذا “الخطأ” يأتي ضمن سلسلة من الأحداث والوقائع المتصلة التي تبرز وجها آخر تحاول كلاريسا التستّر وراءه.

صناعة “اللحظة الاستثنائية”

هكذا وصفت كبيرة المراسلين الدوليين في “سي إن إن” اللحظة الصادمة التي وثَّقتها أثناء تجولها بأحد السجون السرية داخل مقر المخابرات الجوية في العاصمة دمشق، وذلك بعدما عثروا على أحد المعتقلين المحتجزين في زنزانة مُحكَمة الغلق، وقد تُرك لأيام بلا طعام أو شراب. حينذاك اضطر فريق الشبكة الأميركية لإغلاق الكاميرات أثناء قيام المسلح التابع لقوات المعارضة بإطلاق النار على الباب الحديدي بهدف إطلاق هذا المعتقل.

ونكتشف فيما بعد أن هذا السجين كان يجهل طوال الأيام الفائتة خبر الإطاحة بنظام الأسد، وهو ما وثَّقته المراسلة الأميركية بمقطع مصوَّر نشرته “سي إن إن” بتاريخ 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري على موقعها الرسمي ومنصة “يوتيوب” ليتخطى مليونيّ مشاهدة في غضون أيام.

    In nearly twenty years as a journalist, this was one of the most extraordinary moments I have witnessed. https://t.co/rG3WmhKh7X

    — Clarissa Ward (@clarissaward) December 11, 2024

 وتقول كلاريسا إنها ذهبت وفريقها إلى هناك بحثا عن أي أثر للصحفي الأميركي أوستن تايس الذي اعتقله نظام الأسد عام 2012، لكنهم عوضا عن ذلك وجدوا “عادل غربال” الذي اعتُقل -بحسب الرواية التي ظهرت أمام الكاميرا قبل 3 أشهر من مدينة حمص– وكان قد تنقَّل خلال ذلك بين السجون حتى انتهى به الحال كما شاهدناه بمقر المخابرات الجوية.

وفي المقطع المصوَّر، ظهر هذا السجين يشد على يد مراسلة “سي إن إن” والمسلح الذي رافقها، فكان يرتجف تارة، وينظر للسماء تارة أخرى، وعندما قدَّموا له الطعام بدا وكأنه عاجز عن البلع، فأجلسوه على كرسي خارج أسوار السجن في انتظار وصول المسعفين، وأثناء ذلك كان يُدلي بشهادته عما تعرَّض له من قِبَل أجهزة المخابرات مدعيا أنهم فتشوا هاتفه واستجوبوه وضربوه.

وإحدى المشكلات التي ظهرت في “اللحظة الاستثنائية” التي وثَّقتها كلاريسا كانت عدم وجود أية معلومات متوفرة في السجلات الرسمية عن “غربال” السجين المنسيّ.

ومع انتشار التقرير، تصاعدت الأصوات المُشكِّكة -بين السوريين وغيرهم- مطالبين بالتحقق من مصداقية الصحفية، والحدث نفسه. ولا يبدو من خلال تتبع مسار الأحداث أن “سي إن إن” ولا الصحفية قد التفتا لهذه الدعوات. لكن بعد 3 أيام، نشرت منصة “تأكد” السورية للتحقق من الأخبار أن المعتقل المنسيّ في الحقيقة هو “سلامة محمد سلامة” ضابط بأجهزة الأمن، وأنه سُجن لفساده ضمن المنظومة القمعية السورية، وليس معتقلا مدنيا بريئا كما ادَّعت “سي إن إن”.

الحقيقة وراء فيديو “سي إن إن”

بعد الإطاحة بنظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري، انتشرت عشرات المقاطع المصوَّرة لقوات المعارضة التي وثَّقت لحظات اقتحام السجون وتحرير المعتقلين. وكان المُحرَّرون يغمرون الشوارع وتختلط لديهم مشاعر الفرح بالبكاء. أما السجون التي مثَّلت أبشع أدوات القمع والتعذيب لدى النظام البائد، فقد كانت شاهدة على أبشع الفظائع، كما رواها الناجون من سجون بشار.

وعلى العكس من ذلك، نجد التقرير الذي نشرته شبكة “سي إن إن” -عن تحرير المعتقل المنسيّ- يعج بعدد من التناقضات.

فقد ظهر السجن فارغا ومهجورا، وكانت أبواب الزنازين كلها مفتوحة دون وجود أي أثر لمعتقلين بداخله، وهو بالفعل أحد مراكز الاحتجاز المحررة منذ عدة أيام من قِبَل قوات المعارضة، وجابته مئات العائلات من أبناء الشعب في محاولة للبحث عن ذويهم المغيّبين بمعتقلات الأسد، وتجوَّلت داخله كاميرات الجزيرة يوم 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري موثقة أهواله والفظائع التي ارتُكبت داخله بوصفه أحد أبشع سجون الأسد، الأمر الذي دفع مشاهدي التقرير للتساؤل عن الكيفية التي غفل بها كل هؤلاء عن هذا السجين الوحيد لحين وصول مراسلة “سي إن إن” لتحرره؟

أضف إلى ذلك أن هذا الشخص -الذي من المفترض أنه احتُجز 3 أشهر دون التعرض للشمس، وتعرض للتعذيب، وقضى الأيام الأربعة الأخيرة بلا طعام أو ماء- لم ترمش عيناه عند رؤيته للشمس، بل ظهر في الفيديو مهندما حليق الذقن بأظافر نظيفة وصحة جيدة، وبلا أي كدمات أو آثار للتعذيب. وهذه التفاصيل المريبة التي تتناقض مع ادعائه بأنه كان محتجزا بالحبس الانفرادي مدة 90 يوما في الظلام، مما جعل الكثيرين يشككون فيما إذا كان سجينا من الأساس.

أما المفاجأة الكبرى فقد كشف عنها تقرير منصة “تأكد”. فبعد أن تتبَّع فريق التحقق من الأخبار تاريخ غربال -الذي ظهر بمقطع “سي إن إن” المصوَّر- تبيَّن أنه ضابط برتبة مساعد أول في المخابرات الجوية التابعة لنظام الأسد، وقد كان مسؤولا عن تعذيب واعتقال العديد من شباب مدينة حمص.

    منصة “تأكد” تكشف صورة جديدة تُظهر سلامة محمد سلامة، المساعد الأول في المخابرات الجوية، بزيه العسكري داخل مكتبه، مما يعزز الأدلة حول نشاطه السابق بعد ظهوره في تقرير CNN كمعتقل وبشخصية مزيفة.

    القصة الكاملة: https://t.co/NNVMDxM1eQ pic.twitter.com/Zy8YiHYL7l

    — تَـأكّـدْ (@VeSyria) December 16, 2024

وقد تعرَّف أهل منطقة البياضة في حمص على غربال من صورته، وأكدوا أن اسمه الحقيقي سلامة ويشتهر بـ”أبو حمزة” وكان مسؤولا بحكم عمله عن عدة حواجز أمنية بالمدينة. ووفقا لشهادات أهالي الشهداء والناجين من المعتقل -كما نقلته منصة “تأكد”- فإنه كان “ظالما استغل منصبه في فرض الإتاوات والسرقة وتجنيد المخبرين قسرا لجمع المعلومات لصالحه” كما تورط في قتل المدنيين بعدة عمليات عسكرية شارك بها عام 2014، كما نقلت المنصة السورية.

وبالحديث مع الصحفي أحمد بريمو (مدير منصة تأكد) قال إن من ملابسات المقطع نفسه وجود هذا السجين وحيدا في وضَح النهار داخل سجن تم التحقق من الموجودين فيه سابقا فترات المساء، كما أن ملابسه وأظافره ومظهره العام لا يدل على أنه بقي وحيدا في زنزانة لأيام. وأضاف بريمو للجزيرة نت أن “ما شاهدنا يعبر عن سذاجة صحفية ومسرحية لا ترقى أن تُعرض على قناة “الدنيا” التابعة لنظام الأسد، فضلا أنه يُعرض في قناة بحجم “سي إن إن” بحسب تعبيره.

ويؤكد بريمو أنهم ما زالوا يتتبعون قصة الضابط سلامة، كما يسعون لمعرفة من هو المسلح الذي رافق الصحفية الأميركية أثناء دخولها الزنزانة في محاولة لاستخلاص المزيد من المعلومات حول هذه الواقعة.

هل وقعت “سي إن إن” بالفخ أم أوقعت المشاهدين؟

مساء الاثنين 16 ديسمبر/كانون الأول الجاري، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن شبكة “سي إن إن” قولها إن فريقها بقيادة كبيرة المراسلين الدوليين كلاريسا، وبرفقتهم الحارس الذي كان أحد عناصر قوات المعارضة، قد تعرضا للخداع أمام الكاميرات من قِبَل المدعو سلامة، وإن الشبكة تواصل حاليا التحقيقات لجمع المعلومات عن خلفية هذا الشخص الذي عرَّف نفسه بهوية مزيفة.

وقد برَّرت شبكة “سي إن إن” موقفها قائلة إن تداول هذا المقطع المصوَّر على مواقع التواصل كان المراد به فتح نافذة جديدة لفهم الشعب السوري للحرية المكتسبة بعد عقود من الاستبداد، لكنهم تعرضوا للتضليل، وقد وضعت الشبكة تحذيرا نهاية الفيديو على موقعها الرسمي تتنصل فيه مما جاء في التقرير.

وكان المتحدث الرسمي باسم “سي إن إن” قد صرح لأحد المواقع الإخبارية الأميركية أن الشبكة قامت ببث الحدث فور وقوعه كما شاهدناه بالمقطع المصوَّر، مشيرا إلى أنها أذاعت شهادة السجين كما رواها، فضلا عن أن أحدا لم يكن يعلم بخطط كلاريسا لزيارة السجن ذلك اليوم بخلاف الفريق الصحفي للشبكة. أضف إلى ذلك أن اتخاذ قرار إطلاق السجين جاء من قِبَل الحارس التابع لحركة المعارضة، وليس طاقم الشبكة، وذلك وفق بيان “سي إن إن” عن الواقعة.

وكانت “سي إن إن” قد خرجت عن صمتها في تقرير ضعيف نشرته على موقعها الرسمي، أفادت فيه أنها حصلت على صورة من أحد سكان حي البياضة بحمص توضح الهوية الحقيقية لهذا المحتال الذي ظهر في المقطع المصوَّر تحت اسم “غربال” مدعيا أنه شخص مدني كان معتقلا منسيا في سجون الأسد.

وكان غربال في الصورة يجلس على مكتب حكومي مرتديا زيًّا عسكريا، وقد أظهرت برامج التعرف على الوجه تطابقا بنسبة 99% مع ملامح السجين المحرر الذي ظهر بالفيديو. ووفق شهادات أهالي حمص، تبيَّن أن اسمه الحقيقي سلامة، وكان يعمل ضابطا في جهاز المخابرات الجوية التابع لنظام الرئيس المخلوع.

وأشارت الشبكة الأميركية إلى أنها حاولت الاتصال بالسجين المحرر الذي ظهر بالفيديو، لكن ليس هناك أي معلومات تدل على مكان وجوده الحالي، فقد كان آخر ظهور له من خلال صورة نشرتها منظمة الهلال الأحمر السوري في وقت سابق على مواقع التواصل، حيث أعلنت فيها أنهم قاموا بإعادة هذا السجين إلى أقاربه في دمشق. وقالت “سي إن إن” إن فريقها يسعى في جهود مستمرة لجمع بيانات عن “أبو حمزة” وكيف انتهى به الحال داخل أحد سجون دمشق، لافتة إلى أن هناك دعاوى تشير إلى أنه سُجن نتيجة خلاف مع ضابط أعلى رتبة على تقاسم الأموال المُبتزة، لكن الشبكة الأميركية لم تستطع التأكد من هذه المعلومات.

وبالعودة إلى بريمو وحديثه للجزيرة نت، فهو يقول إن رأيه الشخصي -الذي لا يعبّر عن المنصة التي يعمل بها (تأكد)- أن كلاريسا جاءت إلى سوريا بعد سقوط الأسد وخروج المعتقلين، وهما القضيتان اللتان حازتا الزخم الأكبر من الاهتمام العالمي. وبحسب رأيه الذي أدلى به للجزيرة نت، فإن هذا التأخر ربما دفع كلاريسا لمحاولة صناعة زخم عبر صناعة مشهد إعلامي متصل بقضية المحتجزين. أما ما يدعم هذا الرأي بحسب بريمو، فهي سوابق كلاريسا نفسها التي صنعت مشهدا زائفا في حرب غزة.

ويضيف للجزيرة نت أنه “في حال صدّقنا رواية” (سي إن إن) بانخداع المراسلة، فإن هذا لا يقل فداحة عن خطأ صناعة الحدث، فالصحفي يجب أن يمتلك حسا نقديا يميز من خلاله ما هو حقيقي أو مزيف. ووضّح بريمو أنه وقبل أن تُبيّن منصة تأكد حقيقة ما جرى، ومنذ اللحظات الأولى لنشر التقرير، فقد ضجّت مواقع التواصل بسيل من الانتقادات التي توضح هزلية المشهد، وأن هناك أحد أمرين: إما أن المشهد كان مفبركا، أو أن السجين كان ممثلا. وهما فرضيتان تفطّن لهما مشاهدون عاديون، فما ظنّك بمراسلة في أحد أكبر القنوات العالمية ولها خبرة تزيد على 20 عاما بالمجال الصحفي.

إنها تقدم ما يُعجب الرجل الأبيض

وصف موقع “ذا غراي زون” الإخباري المقطع المصوَّر الذي أعدَّته “سي إن إن” بالعرض المسرحي، مشيرا إلى اللقطات التي تُظهِر لحظة التحرير التاريخي للسجين المفترض، التي تكشف عن عملية احتيال فاضحة، ورغم كشف أكاذيبها فإن الشبكة ما زالت تبث هذه المقاطع، وتدافع عن مراسلتها بدعوى أنها تعرضت للاحتيال.

وكانت “واشنطن بوست” قد دافعت عن كلاريسا -في تقريرها سابق الذكر- قائلة إنها مراسلة بارعة وتُعد وجه “سي إن إن” لتغطية الصراعات حول العالم، لافتة إلى أن الكثير من الصحفيين حاولوا تقديم الدعم لها في أزمتها الأخيرة، حيث أرفقت تصريح كبير مراسلي شبكة “فوكس نيوز” الأميركية تري ينجست الذي قال عنها إنها صحفية “محترفة ونزيهة” مضيفا أن الهجوم الذي تعرضت له كلاريسا سخيف ولا أساس له من الصحة.

وطوال الأيام الفائتة، تصدَّر اسم كلاريسا منصات التواصل بطريقة ساخرة، حيث اتهمها الصحفي الأميركي ماكس بلومنتال عبر حسابه الرسمي بمنصة “إكس” بعدم احترام المعايير التحريرية لمهنة الصحافة، واصفا إياها بـ”الممثلة الإخبارية” في حين علَّق متابعون آخرون بأن أداءها التمثيلي يستحق جائزة الأوسكار.

    This is an obviously staged and fake scene by one of the biggest regime change frauds in corporate media. This prison had already been cleared out by HTS goon squads days earlier, then civilians scoured its cells for relatives. But somehow Clarissa Ward, the news actress who once… https://t.co/V0XQZSDmOY pic.twitter.com/TwtFMfIqWo

    — Max Blumenthal (@MaxBlumenthal) December 12, 2024

فيقول بلومنتال إن هذه لم تكن المرة الأولى التي تُتهم فيها مراسلة “سي إن إن” باختلاق قصة خبرية وإخراج مشاهد مفبركة أمام الكاميرات، ففي أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ظهرت كلاريسا في مقطع مصوَّر ادَّعت فيه أنها اضطرت للاختباء داخل حفرة قرب حدود إسرائيل مع القطاع الفلسطيني لتحتمي من هجوم بالصواريخ شنَّته حركة المقاومة الفلسطينية (حماس).

وتبيَّن للمشاهدين فيما بعد أن تلك اللقطة لا تزيد على كونها مشهدا تمثيليا، شاركت كلاريسا في إخراجه وتصويره للتظاهر بالخطر أمام الكاميرات، مما عرَّضها لسخرية واسعة على مواقع التواصل.

وفي واقعة أخرى، ظهرت كلاريسا بأحد المقاطع المصوَّرة التي انتشرت على نطاق واسع بمنصات التواصل، وذلك بعد أن وبَّختها الصحفية المصرية رحمة زين، قائلة لها “أنت مجرد دمية”.

وكان ذلك أثناء تغطية الأحداث في الجانب المصري من معبر رفح الواقع على الحدود مع القطاع غزة، وقد انتقدت الصحفية الشابة كلاريسا لتغطيتها المضللة للحرب على غزة وتحيزها للخطاب الدعائي الإسرائيلي بحسب وصفها، داعية إياها لنقل حقيقة ما يحدث على الجانب الفلسطيني من قتل وذبح وتهجير دون الالتفاف إلى الوقائع وتغيير السردية لتتوافق مع التوجهات الأميركية والغربية الداعمة لحرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني المحاصر.

وتُتهم كلاريسا بالتحيز الشديد، والتضليل المتعمد أثناء تغطيتها للمناطق في الدول العربية والإسلامية، وقد ارتدت حجابا متعسفا أثناء تغطيتها للأخبار في كابل بعد انسحاب القوات الأميركية وعودة طالبان للسلطة بأفغانستان، في إشارة إلى إجبار النساء على ارتداء أزياء معينة. وأثناء تغطيتها للحرب بالسودان، قبل شهرين، في أكتوبر/تشرين الأول 2024، ادَّعت كلاريسا أنها وفريقها اختُطفوا ليومين من قِبَل مليشيات مسلحة. وتعالت الاتهامات بأنها فبركت عملية اختطافها، فقط لجذب المزيد من الانتباه.

وفي معظم تغطياتها التي تتناول المنطقة، تبدو كلاريسا معنية بتجسيد الصورة التي يتوقعها الرجل الأبيض، أكثر من استعدادها لنقل الحقيقة بما هي عليه. وهذا ما فعلته في غزة، وسوريا، والسودان، وأفغانستان، فالذي يتوقعه المواطن الأبيض، الذي لا يرى سوى الدعاية الإسرائيلية، أن يرى صواريخ تهبط على رؤوس المدنيين العُزل في إسرائيل، وهذا ما قدمته كلاريسا. وفي سوريا، سيكون الرجل الأبيض سعيدا بأن تُنقذ امرأة بيضاء شخصا أسمر نسيه جلّادوه في زنزانته ولم يلتفت إليه الثوار. وفي أفغانستان، سيتعجب الرجل الأبيض إن رأى امرأة بلباس غربي وسط كابل، لقد خلفت الدعاية الغربية والمستشرقون ووسائل الإعلام صورة المنطقة التي تريد للأبيض أن يراها، وبغض النظر عن مصداقيتها أو مهنيتها أو الاتهامات ضدها، لم تدخر كلاريسا جهدا في تثبيت هذه الصورة المضللة.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + وكالات

———————————-

قوات سوريا الديمقراطية” تختار المواجهة وتدعو لحمل السلاح بعين العرب

1 – قوات سوريا الديمقراطية دعت قوات النظام إلى مساندتها ضد هجوم تركي محتمل وحماية الحدود السورية الشمالية

19/12/2024

دعت ما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) سكان عين العرب (كوباني) شمال سوريا، إلى حمل السلاح، مؤكدة أنها ستقاتل تركيا والمعارضة السورية التي تحاول السيطرة على المدينة.

وفي بيان أصدرته اليوم الخميس، اتهمت قسد تركيا بعدم الالتزام بوقف إطلاق النار الذي أعلنت واشنطن تمديده بين الطرفين حتى نهاية الأسبوع.

وجاء التمديد في ظل تقارير عن استعداد فصائل سورية معارضة مقربة من تركيا لشن هجوم على عين العرب الحدودية الخاضعة للسيطرة الكردية والواقعة على بعد نحو 50 كيلومترا شمال شرق منبج التي سيطرت عليها المعارضة قبل أيام.

واعتبرت قسد التي تمثل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، أن تركيا وحلفاءها لم يلتزموا بهذا القرار (وقف النار) ويستمرون في هجماتهم على الجبهة الجنوبية لعين العرب. وأكّدت أنها لن تتردد في التصدي لأي هجوم أو استهداف للمنطقة.

تمديد هدنة

وأعلنت الولايات المتحدة -أول أمس الثلاثاء- تمديد هدنة بين فصائل سورية مقربة من تركيا وقوات (قسد) المدعومة من واشنطن حول مدينة منبج.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إنه تم تمديد اتفاق وقف إطلاق النار بين تركيا وقوات “قسد” حول مدينة منبج حتى نهاية هذا الأسبوع.

وأضاف ميلر أن واشنطن توسطت في اتفاق وقف إطلاق نار مبدئي -الأسبوع الماضي- لكن سريانه انتهى، مضيفا أن واشنطن ترغب في تمديد وقف إطلاق النار لأطول فترة ممكنة.

وخلال الأيام الماضية، دفعت قوات المعارضة السورية التابعة للجيش الوطني بأرتالها باتجاه مدينة منبج في 7 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وشنّت في اليوم التالي هجوما منسقا تحت مظلة غرفة عمليات “فجر الحرية” بهدف استعادة السيطرة على المدينة بعد نجاحها في السيطرة على تل رفعت، وذلك بالتزامن مع إسقاط فصائل أخرى، نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في دمشق.

استعدادات تركية

وأعلنت وزارة الدفاع التركية -اليوم الخميس- أن استعدادات الجيش التركي “ستتواصل” عند الحدود التركية السورية إلى أن يقوم المقاتلون الأكراد في شمال سوريا بـ”إلقاء السلاح”.

وقالت وزارة الدفاع في بيان إن الإدارة الجديدة في دمشق ستحرر المناطق التي تحتلها وحدات حماية الشعب شمال سوريا، مؤكدة أن أنقرة لا تفاوض “أي منظمة إرهابية”.

وتصنف تركيا وحلفاؤها الغربيون حزب العمال الكردستاني “منظمة إرهابية” وكذلك ذراعها في سوريا (قسد)، ويخوض الحزب تمردا ضد الدولة التركية منذ عام 1984. ويقبع زعيمه عبد الله أوجلان في الحبس الانفرادي في سجن بإحدى الجزر التركية منذ عام 1999.

وحرصت الإدارة السورية الجديدة بعد إسقاط نظام بشار الأسد إلى إرسال تطمينات للأكراد ودعوتهم للانسحاب من المناطق التي يسيطرون عليها في شمال وشرق سوريا والانضواء تحت لواء الحكومة الجديدة وذلك حقنا للدماء.

المصدر : الجزيرة + وكالات

——————————–

الدفاع المدني السوري: حريق ملعب حلب مفتعل ومتعمد

حريق في ملعب حلب الدولي بحي الحمدانية في مدينة حلب- المصدر الدفاع المدني السوري على X

19/12/2024

قال مدير الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” رائد الصالح -اليوم الخميس- إن الحريق الذي اندلع الليلة الماضية في ملعب حلب الدولي بحي الحمدانية بمحافظة حلب شمالي سوريا، كان مفتعلا ومتعمدا.

وأضاف الصالح في بيان أن هناك عدة قرائن مجتمعة ترقى للدليل تثبت أن الحريق كان مدبرا، وهي أن التحضيرات كانت جارية لمباراة ودية يوم الجمعة، وهي مباراة تحمل رمزية كبيرة بعودة الأنشطة الرياضية، وجاء الحريق ليوقف هذه الأنشطة.

وأشار إلى أن فرق الخوذ البيضاء تلقت بلاغين عن حريقين بالسكري والكلاسة في مدينة حلب في نفس توقيت بلاغ حريق الملعب، وعندما وصلت الفرق لمكان الحريق تبين عدم وجود أي حرائق في الحيين، وكان الهدف من البلاغات إشغال الفرق.

    أخمدت فرقنا حريقاً ضخماً اندلع في استاد حلب الدولي بحي الحمدانية في مدينة #حلب، مساء اليوم الأربعاء 18 كانون الأول، وتعمل على تبريد المكان بالكامل. #الخوذ_البيضاء #سوريا #حلب pic.twitter.com/GHB3mVv0oA

    — الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) December 18, 2024

واعتبر مدير الدفاع المدني السوري هذا العبث والاستهتار بأرواح المدنيين وتدمير المرافق العامة نهجا خطيرا وجرائم الهدف منها زعزعة الاستقرار، محذرا من هذا النهج وخطورته، ومطالبا بضرورة محاسبة كل من تورط في هذه الأفعال.

وشدد الصالح على أن هذه الجرائم والأفعال المرفوضة من السوريين لن تمنع من إعادة الحياة والأمل لكل سوريا، ونقف جميعا صفا في وجه هؤلاء العابثين وجرائمهم.

وأظهرت مشاهد متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، تضرر أجزاء كبيرة من ملعب حلب الدولي- هو من أكبر ملاعب كرة القدم في سوريا- جراء الحريق، وسط تصاعد أعمدة الدخان الكثيفة.

يُذكر أن ملعب حلب افتتح في أبريل/نيسان عام 2007 بمباراة ودية جمعت بين ناديي فنربخشه التركي والاتحاد السوري.

المصدر : وكالات

———————————–

صحف عالمية: سقوط نظام الأسد كشف تفككه داخليا وسمح للاجئين المنسيين بالعودة

19/12/2024

أعادت صحف عالمية التأكيد على ضرورة دعم الدول الانتقال السياسي في سوريا ونبذ المصالح الضيقة، مشيرة إلى أن الكثير من الأمور تغيرت منذ سقوط بشار الأسد، فقد تحدثت مجلة “ناشونال إنترست” عن أن نهاية نظام بشار الأسد أظهرت مدى ارتباكه الداخلي وتفككه العميق وبعده عن المجتمع السوري.

وأكدت المجلة في مقالها الافتتاحي أن “لدى السوريين فرصة نادرة لإعادة بناء بلدهم”، لكنها شددت على ضرورة أن تكون هذه العملية بقيادة سورية، وأن “تدعم دول الإقليم تطلعات السوريين، وأن تنبذ المصالح الضيقة وقصيرة النظر”.

وفي معرض حديثها عن التحول الحاصل في سوريا، قالت صحيفة “تايمز” البريطانية إن اللاجئين السوريين -الذين وصفتهم بالمنسيين في مخيم الركبان على الحدود الأردنية- سارعوا للعودة إلى بلادهم فور سقوط النظام.

ووفقا للصحيفة، فقد تراجعت أعداد هؤلاء اللاجئين من 60 ألفا إلى 10 آلاف بعد انهيار نظام الأسد.

وفي سياق متصل، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين وليبيين أن موسكو بدأت سحب أنظمة دفاعها الجوي المتقدمة وأسلحتها المتطورة من سوريا إلى شرق ليبيا.

وترى الصحيفة أن روسيا تحاول استغلال علاقتها مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر للإبقاء على نفوذها في الشرق الأوسط وقارة أفريقيا.

مخاوف إسرائيلية

وفيما يتعلق بالتوغل العسكري الإسرائيلي في الأراضي السورية، قالت صحيفة “هآرتس” إن كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين أعربوا عن قلقهم من تصريحات بعض الوزراء بشأن البقاء في سوريا لفترة طويلة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء المسؤولين عبّروا عن خشيتهم من أن تفسر هذه التصريحات على أنها تحدٍ لأطراف مختلفة في سوريا، فضلا عن أنها “قد تضر بالهدف الأساسي المتمثل في منع وصول الأسلحة التي تخلى عنها جيش الأسد في يد جهات معادية”.

أما موقع “ذا هيل” فنقل عن كارولين روز مديرة مشروع تعقب الكبتاغون في معهد نيو لاينز أن قيمة التجارة العالمية السنوية لهذا المخدر تقدر بما يصل إلى 10 مليارات دولار.

ووفقا للمتحدثة، فقد بلغت أرباح عائلة الأسد السنوية من هذه التجارة نحو مليارين و400 مليون دولار، مع توقعات بوجود مئات المصانع في أنحاء سوريا.

وفي تعليق على الحرب في قطاع غزة، قال مايك كيسي -الذي استقال من منصبه كنائب للمستشار السياسي لشؤون غزة في وزارة الخارجية الأميركية- إنه “تعب من الكتابة عن الأطفال القتلى في القطاع”.

وأضاف كيسي -في مقابلة مع غارديان البريطانية- أن الولايات المتحدة “تفعل فقط ما تريد منها إسرائيل فعله”، مؤكدا أنه “شعر بالإحباط من تجاهل تقاريره وإغفال المعاناة الإنسانية من أجل مصالح سياسية”.

المصدر : الجزيرة

——————–

 للتخلص من “إرث الأسد”.. مساعٍ وعقبات أمام العمل التطوعي في سوريا

19 ديسمبر 2024

حكومة تصريف الأعمال على أمل بعودة البعثات الدبلوماسية لدمشق

معدات بسيطة حملوها ونزلوا إلى الشوارع.. فبالتنظيف والترميم وإزالة صور وشعارات النظام البائد، يحاول سوريون جاهدين خلق صورة ومستقبل أفضل لبلادهم.

وبتبرعات ومساهمات فردية، انطلقت مبادرات شبابية في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، لإعادة الرونق لبلد أنهكته الحرب الأهلية، لكن هذه المبادرات تحتاج إلى جهود أكبر لتتحول من مجرد جهود فردية، إلى تحركات تحظى بتخطيط وتنظيم وتمويل على نطاق واسع.

وقال المدير التنفيذي لمؤسسة بنفسج للإغاثة والتنمية، هشام ديراني، إن الواقع في المناطق التي كان يسيطر عليها النظام “مزري جدا، والخدمات والبنية التحتية في حالة سيئة، سواء خدمات المياه أو الكهرباء أو الصحة، وغيرها”.

وأوضح في حديثه لقناة “الحرة”، أن الشباب السوريين في منظمته، يعملون على “تغيير الصورة البصرية بالمحافظات، في محاولة للخروج من الأوضاع النفسية السيئة التي تجسدها تلك الصور والمعالم، سواء في المدارس أو الأبنية الحكومية أو الشوارع”.

وأشار ديراني إلى أن منظمات إنسانية عديدة عملت في المناطق التي خرجت من سيطرة نظام الأسد في الشمال، لكنها لم تكن قادرة على العمل في مناطق النظام السابق، “حيث كان يتم اتهام أعضائها بالعمالة والإرهاب”.

وأضاف أن منظمته التي عملت في شمال غرب سوريا، “نجحت وأصبح لديها أكثر من 100 فريق تطوعي”، مؤكدا أنه أصبحت هناك منظمات “تلعب دورا قياديا داخل مجتمعاتها”.

وأعرب عن أمله بتوسيع تلك التجربة في كافة الأراضي السورية، “حيث كان النظام يفتت أي تنظيم أو عمل مجتمعي”.

وكان المسؤول بمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، قد شدد، الأربعاء، على ضرورة زيادة الدعم المخصص لسوريا “على نطاق واسع”، داعيا المجتمع الدولي إلى الاستجابة لـ”لحظة الأمل” التي يعيشها السوريون، بعد إطاحة الأسد، وفق فرانس برس.

التحركات الأوروبية في سوريا.. الأعين على اللاجئين وإعادة الإعمار

كثّفت القوى الأوروبية تحركاتها الدبلوماسية في سوريا، خلال الأيام الأخيرة، في تحول عن سياستها السابقة، وأجرت وفود عن فرنسا وألمانيا وبريطانيا محادثات مع السلطة الجديدة في العاصمة دمشق.

وبعد نحو 14 عاما من نزاع مزّق البلاد ودمّر مقدراتها وشرد أهلها، يحتاج 7 من إجمالي 10 سوريين حاليا إلى المساعدة من أجل تلبية احتياجاتهم الرئيسية، وفق الأمم المتحدة.

واستطرد فليتشر في مقابلة على هامش زيارته إلى سوريا: “أريد زيادة الدعم الدولي على نطاق واسع، لكن ذلك يعتمد الآن على الجهات المانحة”، وسط نقص حاد “تاريخي” يشوب التمويل المخصص لسوريا.

وتبدو الاحتياجات “هائلة” في أنحاء سوريا، وفق فليتشر، الذي قال إنه لمس خلال محادثاته في دمشق وحلب وحمص “حاجة حقيقية إلى ضمان حماية حقوق النساء والفتيات”.

ولفت إلى أن السوريين يحتاجون بالدرجة الأولى إلى الخدمات الأساسية من كهرباء وطعام ومأوى، وإلى الخدمات الحكومية من تعليم واستشفاء، عدا عن احتياجات إعادة الإعمار والتنمية”.

وفي هذا الصدد، واصل ديراني حديثه للحرة بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة “تحتاج إلى هدوء الأوضاع والتنسيق مع الحكومة المؤقتة”.

وفيما يتعلق بالدعم الدولي، قال: “لم يتم اتخاذ موقف إيجابي بشأن التحرك داخل سوريا، مما يعيق وصول موارد لنا كمنظمات محلية، لذا فإننا نعمل حاليا بتبرعات فردية”.

ودعا مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، إلى تنفيذ عملية سياسية “جامعة ويقودها السوريون”، مشددا أيضا على وجوب تميكن الشعب السوري من أن “يحدّد مستقبله”.

وتحاول البلدان الغربية تحديد مقاربة للتعامل مع “هيئة تحرير الشام”، التنظيم الإسلامي الذي قاد بقية فصائل المعارضة في إطاحتها بالأسد، والمدرج في الغرب على قائمة التنظيمات “الإرهابية”.

ووسط هذه الصعوبات بشأن الدعم الخارجي، قال ديراني إن منظمته “عملت على كسر الحاجز مع سكان مناطق سيطرة النظام السابق، بعدما كانوا يحملون أفكارا مختلفة عنهم”، مستطردا: “ساهم وجودنا عن قرب في معرفة الناس بنا كمؤسسات إنسانية وأبناء لهذا المجتمع، وزادت طلبات التطوع بمجمل المحافظات السورية”.

الحرة / خاص – دبي

—————————-

مقابر جماعية في كل مكان وتحذيرات من “الخطأ الأكبر

ضياء عودة – إسطنبول

19 ديسمبر 2024

منذ عام 2013 تعلّق الشاب السوري محمد نور بخيطٍ من الأمل لازمه في سوريا بعد اعتقال والده على يد مخابرات نظام الأسد وبعدما انتقل إلى تركيا مع شقيقته الوحيدة أيضا. كان على يقين بأنه على قيد الحياة لكن هذا الأمل سرعان ما انتهى بعد فشل جميع محاولات البحث في قوائم الوفيات أو الناجين، التي تبعثرت من السجون بعد سقوط نظام الأسد.

استمر الشاب السوري في عملية الكشف عن مصير والده المعتقل عشرة أيام دون أن يتوصل إلى أي خبر أو نتائج، مما دفعه، يوم الأربعاء، لاتخاذ قرار صعب ومليء بالآلام، تمثل بنشره رسالة عبر مواقع التواصل نعى فيها والده الخمسيني ودعا له بالرحمة والمغفرة.

يقول محمد نور لموقع “الحرة” حيث يقيم في مدينة إسطنبول: “ربما قتل تحت التعذيب بعد أيام قليلة من اعتقاله.. وربما عانى لسنوات في الزنازين قبل أن ينهوا حياته”، ويعتقد أن جثمان والده قد يكون واحدا من بين عشرات آلاف الجثامين التي طمسها نظام الأسد في مقابر جماعية.

هذه المقابر تسلطت أضواء الحقوقيون والإعلاميون عليها كثيرا خلال اليومين الماضيين، وجاء ذلك بعدما اكتشفت في مواقع متفرقة من البلاد، وخاصة في محيط العاصمة السورية دمشق.

ويعتقد أن المقابر الجماعية التي كان يلجأ إليها نظام الأسد وأفرعه الأمنية لطمس الجرائم تضم عشرات آلاف الجثث، وقد تكون موزعة ليس في محيط دمشق فحسب، بل في عموم المدن التي كانت تحت السيطرة الأمنية والعسكرية للأسد، بحسب ما قال خبراء وقانونيون لموقع “الحرة”.

كانت كاميرات الصحفيين تنتقل من مقبرة جماعية إلى أخرى وفي مقابل ذلك تتالت الأخبار المتعلقة بأرقام الجثامين المدفونة، الأمر الذي دفع حقوقيون لدق ناقوس تحذيرات كبيرة، طالبوا من خلالها بالابتعاد عن مسارح الجريمة هذه، حرصا على حماية الأدلة، ولاعتبارات تفرضها آليات دقيقة ومعقدة، سواء عند التجهيز أو عند الشروع بعملية التحليل وفحص العينات.

كما أكد الحقوقيون أن العبث بهذه المقابر أو حتى الاقتراب منها وإجراء الفحوصات بيد خبراء وفرق غير مختصة قد يؤثر بالسلب على أمل وحقوق عشرات آلاف العائلات التي ما تزال تبحث عن أبنائها المختفين قسريا والمفقودين.

وكان السفير الأميركي السابق لقضايا جرائم الحرب، ستيفن راب وصل الثلاثاء إلى مكان إحدى المقابر الجماعية بريف العاصمة السورية، وقال لوكالة رويترز: “لم نشهد شيئا كهذا تماما منذ عهد النازيين”.

راب أضاف أيضا أن الأدلة التي ظهرت من مواقع المقابر الجماعية في سوريا كشفت عن “آلة الموت” التي أدارتها الدولة في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد، وأوضح أن تقديراته تشير إلى أن ما يزيد على 100 ألف شخص تعرضوا للتعذيب والقتل منذ 2013.

وتابع السفير الأميركي السابق، بعد زيارة موقعين لمقابر جماعية في القطيفة ونجها قرب دمشق، “لدينا بالتأكيد أكثر من 100 ألف شخص تعرضوا للإخفاء والتعذيب حتى الموت في هذه الآلة”.

“تتجاوز حروب البلقان”

لا يوجد حتى الآن بيانات وإحصائيات عن عدد المقابر الجماعية في سوريا، سواء في دمشق أو غيرها من المدن السورية، حسبما يقول مدير مركز العدالة والمساءلة في واشنطن، محمد العبد الله، لكنه يوضح لموقع “الحرة” أن المنظمات الحقوقية تعرف بعضها مثل نجها والقطيفة وأخرى تقع قرب جسر بغداد بدمشق.

كما يشير العبد الله إلى وجود عشرات المقابر الصغيرة، بينها مقبرة حي التضامن، التي تضم رفات أشخاص قتلوا بطريقة الإعدام الميداني على يد أحد الضباط الأمنيين في نظام الأسد، ويدعى أمجد يوسف.

الحقوقي السوري يشرح أن “إحصاء المقابر الجماعية يتم عادة عند الكشف عليها”، ويضيف: “من الواضح أن العدد غير معروف لكنه يبدو كبيرا. هناك استخدام لفكرة المقابر الجماعية من قبل نظام الأسد، وعلى الأغلب تضم ضحايا الإعدامات الميدانية”.

وتقول اللجنة الدولية المعنية بالأشخاص المفقودين في لاهاي إنها تلقت بيانات تشير إلى احتمال وجود ما يصل إلى 66 موقعا لمقابر جماعية في سوريا لم يتسن التحقق منها بعد، وإن عدد المفقودين الذين تلقت بلاغات بشأنهم تجاوز 150 ألفا.

وأوضحت المديرة العامة للجنة، كاثرين بومبرجر لرويترز أن الموقع الإلكتروني المخصص للإبلاغ عن المفقودين يستقبل خلال هذه الفترة عددا “هائلا” من البلاغات الجديدة من أسر المفقودين. وللمقارنة، بلغ عدد المفقودين خلال حروب البلقان في التسعينات زهاء 40 ألفا.

في حديثها لموقع “الحرة” عبّرت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، سهير زقوت عن قلقها من المشاهد التي تبث يوميا على الشاشات، والتي نرى فيها بعض أماكن الدفن الموجودة في سوريا، بعدما تم اكتشافها.

وقالت زقوت لموقع “الحرة” إن منظمتها تحث الجميع من مسؤولين وأهالي وكل الأطراف المعنية على أن أماكن المقابر الجماعية يجب تعليمها والحفاظ عليها، وعدم فتحها والبحث فيها إلا بوجود خطة كاملة.

وتؤكد أن “التعامل مع الرفات والبقايا البشرية يجب أن يكون باحترام وبطريقة علمية وممنهجة”، مع ضمان “عدم إتلاف الوثائق الموجودة في أماكن الدفن لأنها مهمة في التعرف عليهم”.

وأكدت زقوت أيضا على “عدم استخدام الآليات الثقيلة لأن هذه العملية تقعد عملية الطب الشرعي عندما يبدأ الخبراء المختصين فيه بتحديد هوية الرفات البشرية”.

ماذا لو فتحت المقابر الجماعية؟

تشكّل المقابر الجماعية في سوريا أكثر القضايا الحقوقية حساسية، سواء على صعيد مسار المحاسبة والعدالة والانتقالية أو حتى على مستوى ضمان الكشف الدقيق عن مصير المفقودين والمختفين قسريا وتوثيق الجريمة بكامل أركانها.

وبناء على ما سبق صدرت عدة تحذيرات خلال الأيام الماضية، وجهت لوسائل الإعلام والفرق غير المختصة، بشأن عدم دخول مسرح الجريمة أو حتى العبث والنبش في المقابر، التي يعتقد أنها تضم الكثير من الجثامين وليس جثمانا واحدا.

يوضح الحقوقي السوري العبد الله أن السلطة الحاكمة الآن هي المسؤولة عن حماية المقابر الجماعية، ويقول إنهم لاحظوا عمليات تخريب وعبث ونبش خلال الأيام الماضية.

كما يضيف أنه “يجب وضع حماية دائمة ومسلحة على مدار الساعة، من أجل منع وصول أو اقتراب أي شخص سواء بحسن نية أو غير ذلك”.

ومن شأن عمليات العبث أو حتى دخول المقابر أن يدمر الأدلة، ويخرّب عملية الاستخراج في مرحلة لاحقة، ويحرم هذا الانتهاك أيضا أصحاب الاختصاص بعد ذلك من التعرف على هوية الضحايا بسهولة، بحسب الحقوقي السوري.

ويشير عضو مجلس إدارة “الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء)، أحمد يازجي إلى أن “آلاف العائلات السورية لم تعرف مصير أبنائها المختفين قسريا والمعتقلين حتى الآن”، ويتابع: “كل شخص مفقود تعيش عائلته حالة من الحسرة والفقدان بسبب عدم معرفة المصير”.

سيكون لحالة عدم معرفة المصير تداعيات نفسية واجتماعية وقانونية كبيرة، وستستمر لفترات طويلة، وفق يازجي، واستنادا لذلك يشرح أن “المقابر والرفات تعتبر من أهم المصادر لمعرفة آلاف المفقودين والمختفين قسريا”.

يركز “الدفاع المدني” وهو فريق بحث وإنقاذ إنساني في الوقت الحالي على 3 أنشطة رئيسية، بعد توسع عمل فرقه من إدلب إلى حلب وحماة ومناطق الساحل والعاصمة السورية دمشق.

النشاط الأول هو تحديد المواقع وإجراء تقييم أولي، دون المساس بتاتا بالمقابر الجماعية المعروفة، ويشدد يازجي أن “الخطأ الأكبر هو المساس بهذه المقابر. هناك أشياء كارثية على الإعلام وفي الواقع، ورأينا تعامل لا أخلاقي ولا مهني من قبل وسائل الإعلام في هذا الملف”.

ويقول إنه “يجب عدم الاقتراب من المقابر”، وإن “هذه العملية تحتاج لجهود منظمات ودول، ولاسيما فيما يتعلق بالتحليل الجنائي وقضايا كثيرة أخرى”.

أما النشاط الثاني الخاص بـ”الخوذ البيضاء” فيرتبط بالتعامل مع الرفات البشرية الموجودة بأماكن مكشوفة، ويتابع يازجي: “هناك رفات موجودة بالردم وفي أماكن مكشوفة، ونحن نستجيب للبلاغات ونعود ونوثق الجثامين بطريقة احترافية ومهنية قبل أن يعاد دفتها بشكل منظم للتعرف عليها لاحقا”.

ويتمثل نشاط الفريق الإنساني الثالث بتلقي البلاغات عن وجود جثامين في أماكن متفرقة من الأراضي السورية، وكشف يازجي أنهم انتشلوا خلال الأيام الماضية أكثر من 300 جثة مجهولة الهوية.

وأوضح أنهم “وثقوا هذه الجثامين بطريقة احترافية، ودفنوها بعد ذلك بطريقة لائقة وكريمة وفي مكان مخصص يمكن التعرف عليها لاحقا”.

كيف تبدأ عملية البحث؟

أمام أسر المفقودين في سوريا طريق طويل وشاق للتحقق من مصير ذويهم، وقالت المديرة العامة للجنة الدولية المعنية بالأشخاص المفقودين في لاهاي بومبرجر إن مطابقة الحمض النووي تتطلب أن يتقدم ثلاثة على الأقل من أقارب كل مفقود بعينات يمكن الرجوع إليها، فضلا عن أخذ عينات مماثلة من كل بقايا الهياكل العظمية الموجودة في القبور.

ويشرح الحقوقي السوري العبد الله أنه وعند استخراج المقبرة يتم مسحها بطبقات، ويضيف: “مثلا: كل 5 سنتمتر من التربة يتم استخراجها وتصويرها ورسمها على خرائط أخرى”.

وبموازاة ما سبق يتم العمل على “محاولة فصل العظام عن بعضها، وخاصة إذا كانت الجثث متراكمة فوق بعضها البعض”.

الهدف من هذه العملية محاولة فهم سياق المقبرة من عدد الجثث وجنسها ومعرفة ما إذا كانت المقبرة لمرة واحدة أم استخدمت أكثر من مرة، كما يتم العمل على فحص لون التربة ومدى جفافها على الطبقات، بحسب العبد الله.

ولا تقتصر الخطوات على ما سبق فحسب، بل يتم دراسة العظام، وما إذا كانت عليها آثار تعذيب وضربات، وفي حال تبين أن هناك كسر بالعنق يكون هذا الأمر متوافقا مع الإعدام أو حتى التعرض لطلق ناري.

ويشير العبد الله إلى خطوات أخرى تشمل أخذ العينات وفحصها وتحديد العمر التقريبي للدفن بناء على درجة تحلل الجثة، وعادة ما يتم توثيق الجثة أيضا من علامات فارقة كالأسنان.

ويؤكد الحقوقي السوري أن “فتح المقابر ونقلها دون وجود فريق تقني يدمر هذه المقابر وعلى الأغلب يتم خلط العظام، خاصة أن الدفن يتم بآليات”.

ويوضح أن الجهة الموكلة بالمعاينة يجب أن تكون ممثلة بلجنة وطنية تتبع لوزارة العدل أو وزارة حقوق الإنسان ووزارة المفقودين في حال تم إنشاؤها في الحكومة المقبلة، مؤكدا على سياق هام يتعلق بضرورة أن “يكون العمل مركزيا”.

ومن جانبه يؤكد الخبير الجنائي المحلف السوري الدكتور محمد كحيل على “ضرورة عدم العبث في مسرح الجريمة”، موضحا لموقع “الحرة” أن المقابر الجماعية والرفات الموجودة فيها “يجب أن يكون التعامل معها بطريقة تشابه التعامل مع الأماكن الأثرية”.

ويقول: “الآليات الثقيلة لا تستخدم هنا ولا حتى أدوات الحفر المعروفة. توجد أدوات صغيرة من فراشي وغيرها حتى نضمن عدم اختلاط الجثث مع بعضها البعض”.

كما يضيف كحيل أن “كشف المقابر يحتاج لخبرات وتعامل خاص.. وإلا ستضيع الأدلة وتكون شبه واهية وغير قطعية”.

ولا تقع المسؤولية على جهة واحدة لأن المقابر الآن عددها كبير وتحتوي على أعداد كبيرة من الجثامين.

ويتابع الخبير الجنائي الذي كان مديرا للطبابة الشرعية في حلب: “يجب أن يكون هناك تعاون وتعاضض من المؤسسات ومن الجهات المعنية بحقوق الإنسان ومن الجهات المعنية بالتوثيق”.

وتؤكد الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، سهير زقوت على حديث الخبير الجنائي، وتقول إن “استخدام الآليات الثقيلة في المقابر الجماعية وبمرحلة لاحقة من شأنه أن يخلط الرفات مع بعضها البعض”.

وتوضح أن الصليب الأحمر لديه فرق تعمل في سوريا منذ ثماني سنوات مع الطب الشرعي في كل أنحاء البلاد، وذلك من أجل بناء القدرات المتعلقة بعمله، ولكي “يتم تعزيز قدرة هذا المجال والبحث الجنائي وصولا إلى تحديد هوية الرفات البشرية”.

ولا يوجد حتى اللحظة أرقام دقيقة عن أعداد المفقودين في سوريا، بحسب زقوت.

وتضيف أن “هذه المدافن التي تم الكشف عنها (المقابر الجماعية) ستوفر آلاف الإجابات لعائلات انتظرت طويلا لتحصل على إجابة”، مشددة بقولها: “من الهام جدا الآن تعليم هذه الأماكن وتحديد مواقعها وعدم النبش بها وعدم استخراج الجثامين إلا بوجود خطة للتعامل مع الرفات البشرية”.

هل من تجارب سابقة؟

المقابر الجماعية الخاصة بنظام الأسد والتي تتسلط الأضواء عليها الآن سبق وأن اكتشفت في مواقع أخرى من سوريا، وخاصة في مدن وأرياف الرقة ودير الزور، التي سيطر عليها تنظيم داعش في أوج سيطرته.

ويقول الحقوقي السوري العبد الله إن “مجلس الرقة المدني” سبق وأن استعجل في فتح المقابر الجماعية، وأنشأ بعد خروج داعش من الرقة فريقا حمل اسم “فريق الاستجابة الأولية”.

وبعدما كان الهدف هو نقل الجثث من مكان إلى آخر تابعت المنظمة التي يديرها العبد الله الأمر وحولت الاهتمام وباتجاه الحفاظ على المقابر وحمايتها وإجراء تحقيقات لفهم سياق حفرها ودفن الجثث فيها.

لا تشمل المقابر الجماعية في الرقة أهالي المدينة فقط، وينطبق هذا الأمر على دمشق وبقية المدن السورية، ويضيف الحقوقي السوري: “الجثث الموجودة في المقابر تعود لأشخاص من كل مناطق سوريا”.

ويوضح عضو مجلس إدارة “الدفاع المدني”، يازجي أن “التعامل مع المقابر الجماعية يحتاج إلى ولاية قضائية وجنائية وإلى فرق مختصة وتفويض قانوني، بالإضافة إلى وجود تقنيين مختصين ومختبرات متخصصة لضمان التعامل مع الرفات بشكل علمي”.

ويؤكد يازجي أن “التدخلات غير المهنية التي تتعرض لها المقابر الجماعية من قبل غير مختصين يجب أن تتوقف وتمثل انتهاكا لكرامة الضحايا وحقوقهم وحقوق عائلاتهم”، ويقول إنها “تؤدي إلى إلحاق ضرر بالغ بمسرح الجريمة والأدلة الجنائية التي يمكن أن تساعد في كشف مصير المفقودين والمتورطين في جرائم اختفائهم ومحاسبة مرتكبي تلك الجرائم”.

ضياء عودة

——————————————

الجنرال” يعود إلى سوريا بعد سقوط الأسد

الحرة – واشنطن

19 ديسمبر 2024

سقط نظام الأسد في 8 ديسمبر بعد 13 عاما من الثورة

عاد النجم السوري، مكسيم خليل، إلى وطنه، ليحتفل بسقوط الرئيس المخلوع، بشار الأسد، وينهي بذلك غيابا قسريا استمر 12 عاما بسبب معارضته السياسية للنظام الحاكم وقتها.

وعبّر خليل، الذي لعب دور بشار الأسد في مسلسل “ابتسم أيها الجنرال”، عن سعادته في مقطع فيديو تداوله مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي يوثق لحظة وصوله إلى سوريا، ووجه تهنئة إلى الشعب السوري قائلاً: “مبروك لكم أنتم، مبروك”، وفي الخلفية يمكن سماع أغنية الفنانة أصالة “ارفع صوتك فوق إنت سوري حرّ”.

ومقطع الفيديو نشره الصحافي هادي العبدالله، مرفقا بتعليق: “عاد الجنرال مبتسماً… مكسيم خليل في دمشق بعد غياب 12 عاماً”، وظهر فيه وهو يمزح مع مكسيم قائلا “تفضّل سيادة الرئيس”، في إشارة إلى تجسيده شخصية الأسد في مسلسل “ابتسم أيها الجنرال”.

    “مبروك إلكن كلكن..”

    عاد الجنرال مبتسماً ❤️

    مكسيم خليل في دمشق بعد غياب 12 سنة pic.twitter.com/Ox2mmxVh9I

    — هادي العبدالله Hadi (@HadiAlabdallah) December 19, 2024

ومسلسل “ابتسم أيها الجنرال” الذي عُرض للمرة الأولى في رمضان ٢٠٢٣، جرى تصويره في تركيا وكان غالبية الممثلين من معارضي نظام الأسد في سوريا.

وتمحور المسلسل المؤلّف من 30 حلقة، ومن كتابة سامر رضوان، حول الصراع على السلطة بين الرئيس وشقيقه الأصغر عاصي، قائد أركان الجيش. وسلط الضوء  على مؤامرات داخل أروقة القصر، والتدخّل في سياسة بلد صغير مجاور، عدا عن اعتقال المعارضين واستخدام الإسلاميين، وكلّها تفاصيل تحاكي أداء عائلة الأسد التي كانت تحكم البلاد بقبضة من حديد.

وجسّد الممثّل السوري مكسيم خليل، الذي كان مقيما في المنفى ومعارضا للنظام، شخصية فرات، رئيس الدولة، متقمّصاً ملامح وإيماءات الرئيس السابق بشار الأسد. وعلى غرار الأخير، يخلف فرات والده في الرئاسة رغم صغر سنّه.

وبعد وفاة الرئيس الأسبق حافظ الأسد عام 2000، تمّ تعديل الدستور لخفض الحدّ الأدنى لسنّ رئيس الجمهورية من أربعين إلى 34 عاماً.

وفي حين سمح هذا التعديل لبشار الأسد بأن يخلف والده ويتسلّم السلطة بطريقة سلمية وسلسة، فإنّ وصول فرات إلى السلطة كان معمّداً بالدم، إذ يجسّد مشهد كيف يقتل بدم بارد قائداً عسكرياً رفيعاً داخل مسجد بعدما رفض الانصياع لطلبه الإيعاز لمجلس الشعب بتعديل الدستور.

وقال المخرج عروة محمّد لفرانس برس “إنّه عمل درامي وليس وثائقياً”.

وأضاف “تكمن أهميته في فهم آلية عمل الديكتاتوريات وأساليب التسلّط والاستبداد وكواليس سلب الحكم بالسلاح والانقلاب على القانون والدستور، ومن خلال ذلك، يستطيع المشاهد العربي بشكل عام إسقاط شخصيات المسلسل أو حتى تغيير الأسماء لتتماشى مع أيّ نظام استبدادي يراه”.

وأوضح “يحيلنا المسلسل إلى النظام السوري السابق والحالي عبر دمج مرحلتين: مرحلة حافظ الأسد وشقيقه رفعت، ومرحلة بشّار الأسد وشقيقه ماهر”.

    مكسيم خليل في داريا بورشة النجارة @MaximKhalil

    أخدتنا غدر جنرال 📷 pic.twitter.com/dfk3Gxxq0Z

    — معتز مراد‎ (@motazmorad78) December 19, 2024

 والصراع مستوحىً من حرب لا هوادة فيها دارت في الثمانينات بين حافظ الأسد وشقيقه الأصغر رفعت، الذي انتهى به المطاف منفياً في أوروبا. ويحاكي المسلسل كذلك المنافسة بين بشّار الأسد وشقيقه الأصغر ماهر، قائد الفرقة الرابعة، وحدة النخبة في الجيش السوري، كما يشرح المخرج.

وأدي الممثّل عبد الحكيم قطيفان، المعارض الذي اعتُقل لتسع سنوات في عهد الأسد الأب وكان يعيش في المنفى خلال السنوات الماضية، دور مدير الاستخبارات النافذ والعقل المدبّر في الرئاسة.

وتجسّد الممثلة سوسن إرشيد شخصية سامية، شقيقة الرئيس المتمرّدة، في تشابه مع شخصية بُشرى الأسد، التي انتقلت إلى دبي بعد مقتل زوجها آصف شوكت، أحد أربعة مسؤولين عسكريين سوريين كبار قضوا بتفجير استهدف مقرّ الأمن القومي في دمشق عام 2012.

وتَظهر في المسلسل شخصيات عدّة تحاكي شخصيات حقيقية، على غرار زوجة الرئيس التي تلعب دوراً متنامياً، في إشارة ضمنية إلى أسماء الأسد.

وقارن متابعون للمسلسل بين شخصية رجل أعمال نافذ وفاسد وبين رامي مخلوف، ابن خال الرئيس الأسد الذي تمّ تقليص نفوذه وأعماله خلال السنوات الأخيرة لصالح رجال أعمال مقربين من السيّدة الأولى وعائلتها.

الحرة – واشنطن

———————————-

هل يسلم لبنان إلى سوريا مطلوبين سوريين وأجانب؟

يقول النائب مارك ضو في مقابلة صوتية مع “اندبندنت عربية” إن تبادل المطلوبين أمر متفق عليه في الاتفاقات الموقعة بين البلدين

“اندبندنت عربية”

الثلاثاء 17 ديسمبر

كان النائب مارك ضو قد نصح مقاتلي “حزب الله” الذين شاركوا في حرب سنوات خلال السنوات الماضية أن يغادروا لبنان (اندبندنت عربية)

ملخص

ضمن الملفات التي حازت اهتماماً إعلامياً كبيراً في الأيام القليلة الماضية ضمن الملف السوري وسقوط بشار الأسد، ما تم الإعلان عنه بأنه يحق للحكم الجديد في سوريا أن يطالب لبنان بتسليم مطلوبين أو محكومين، سوريين أو أجانب، وذلك وفق الاتفاقات المشتركة بين دمشق وبيروت.

تتكشف يومياً تأثيرات سقوط النظام السوري في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الجاري على الداخل السوري، وكذلك على الدول المجاورة، ومن ضمنها لبنان، وتأثير انتهاء حكم آل الأسد في دمشق على جملة ملفات قد يطوى بعضها، وقد يفتح البعض الآخر.

ومن ضمن الملفات التي حازت اهتماماً إعلامياً كبيراً في الأيام القليلة الماضية، ما تم الإعلان عنه بأنه يحق للحكم الجديد في سوريا أن يطالب لبنان بتسليم مطلوبين أو محكومين، سوريين أو أجانب، وذلك وفق الاتفاقات المشتركة بين دمشق وبيروت.

يقول النائب في البرلمان اللبناني مارك ضو في مقابلة صوتية مع “اندبندنت عربية” إنه ضمن الاتفاقات الموقعة بين لبنان وسوريا يحق للبلدين تبادل المطلوبين، واليوم ومع الحكم الجديد في سوريا، إن اعتبر هذا الحكم أن كل من قاتل في الحرب السورية من مقاتلين سوريين أو أجانب، أو من شارك منهم في جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية، فقد تتم محكمتهم غيابياً في سوريا، بخاصة أن هناك كثيراً من الأدلة، وتم توثيق مشاركتهم بالأسماء والصور، وقد انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي”. ويضيف النائب ضو أنه ممكن للحكم الجديد في دمشق أن يدين أعداداً كبيرة ممكن شاركوا في الأعمال القتالية في سوريا، ولذلك قد تطلب الدولة السورية من الدولة اللبنانية تسليم هؤلاء، سوريين أو أجانب، بعد صدور أحكام في حقهم من قبل المحاكم السورية ولبنان سيكون ملزماً بتسليمهم إن كانوا موجودين على أراضيه بخاصة إذا وصلت استنابات قضائية إلى لبنان.

ويؤكد ضو أن هذا الأمر يسير بالاتجاهين بين الدولتين، أي يحق للبنان أن يطالب بتسليم الدولة السورية المحكومين في لبنان من التابعية السورية أو من أية جنسية أخرى، إن كانوا موجودين في سوريا.

ويختم مشدداً على أنه اليوم وبعد سقوط نظام بشار الأسد ووصول حكومة ضد المسار الذي كان قائماً في السابق، من الممكن أن تعتمد هذه المقاربة للمطالبة بمن تعدهم دمشق مجرمي حرب، أو حتى لتطالب بتسليم شخصيات قيادية من النظام السابق، ضباط أو غيرهم، فروا إلى لبنان مع سقوط النظام في دمشق قبل أيام.

وكان النائب مارك ضو قد نصح قبل ساعات في مقابلة إعلامية، وفي السياق نفسه، مقاتلي “حزب الله” الذين شاركوا في حرب سنوات خلال السنوات الماضية أن يغادروا لبنان، لأن النظام السوري الجديد قادر على مطالبة الدولة اللبنانية بتسليمهم.

——————————

الشرع تحت أنظار الداخل والخارج يقف أمام امتحان الديمقراطية/ مصطفى رستم

تتخوف جهات سورية عدة من ما بعد حكم الأسد على المستوى السياسي

الخميس 19 ديسمبر 2024

في وقت يطالب فريق من السوريين بمنح الإسلاميين فرصة ثلاثة أشهر في إدارة شؤون البلاد بعدما حكم الأسد لنصف قرن، تسيطر على فريق المعارضة فكرة تلاشي الديمقراطية في واقع يبدو أنه لا يعترف بأصوات تهتف للحرية والديمقراطية على رغم أنها بحت حناجرها منذ انطلاق تظاهرات الحراك الشعبي ضد نظام الأسد في عام 2011 وكانت بداية شرارتها في درعا وامتدت إلى بقية المحافظات السورية.

“الجدران لها آذان” العبارة الأكثر تداولاً بين السوريين على مدار عقود طويلة استمرت لأكثر من نصف قرن، لا سيما حين تدور أحاديث جانبية في البيوت والغرف الضيقة بأصوات خافتة تتناول حكم عائلة الأسد وتجاوزات أفرادها، ومن شدة الخوف المعشش في نفوس الناس كان الجميع يحرص ألا يعلو صوته، وإن حدث ذلك ينبه بعضهم بعضاً بخفض الصوت لأدنى مستوياته لكثرة المخبرين والوشاة، بل تخطى الأمر ذلك أحياناً باستحضار لغة الإشارة والإيماءات السائدة في حواراتهم عن الحكم في سوريا.

ونجحت القبضة الأمنية عبر بث الرعب، في خنق الأصوات العالية وكم الأفواه، وحجز حرية التعبير وشطب الديمقراطية من قواميس المجتمعات، وأدلجة الأحزاب بحسب رؤية الحاكم، وتراجعت الصحافة والإعلام وكل ذلك أفضى إلى كبت تفجر منذ أول يوم تنحى به رئيس النظام السوري بشار الأسد واتجه برحلة لجوء إلى روسيا في الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، في مشهد لا يُمحى من تاريخ سوريا.

حرية التعبير على المحك

وإذا ما كانت قريحة السوريين تفجرت بسيل عارم من الانتقادات لعائلة الأسد الحاكمة لمدة ناهزت نصف قرن من تاريخ البلاد، وارتفعت الأصوات تحكي فيضاً من قصص تجاوزات النظام وانتهاكاته، فإن حرية التعبير تبدو على المحك في الأيام المقبلة، حيث ترتفع الأصوات حيال ما يسود دمشق من مشهد ضبابي أخذ يخيم على أجواء السياسة الداخلية، في حين يواجه زعيم “هيئة تحرير الشام”، أحمد الشرع الملقب بـ “أبو محمد الجولاني” انتقادات واتهامات بتحويل حكم البلاد نحو اللون الواحد في ظل خشية أوساط سياسية من تمدد الإسلاميين وفرض قوانين صارمة تحد من حريات الناس الدينية والاجتماعية على اختلاف مشاربهم وطوائفهم ومللهم.

من جهته، تحدث المحامي والناشط في شؤون الحريات العامة، قتيبة عواد عن “ارتفاع مستوى الحريات العامة والتعبير عن الرأي خلال هذه الفترة”، ويقصد بها إزاحة الأسد عن السلطة بعدما نجحت الثورة السورية بتحقيق أهدافها، وتمكن الثوار من انتزاع الحكم، بيد أنه يعرج إلى “وجود تخوف من ما بعد حكم الأسد على المستوى السياسي”. ويتابع “كل المؤشرات تدل على خوف الناس من القادم، وإن كان الاقتصاد هاجسهم الأول بعد عقد كامل من العقوبات الاقتصادية، لكن ما يدور في فلك طريقة الحكم الجديد بدأ يخيفهم شيئاً فشيئاً، لا سيما في ما يخص الديمقراطية التي سعى إليها الثوريون والمعارضون والتي يتمنى الجمهور المحايد تحقيقها، بل أن كل السوريين يحتاجونها، فأين هي في بيانات الهيئة وأحاديث ولقاءات الجولاني؟ من الواضح أن الاستئثار بالسلطة غير مقبول ولا بد من إعادة تشكيل حكومة تضم كل المكونات، وتنتج أعمالاً وقرارات مفيدة لكل البلد”.

عدم الإقصاء

في المقابل كشف رئيس “الإئتلاف الوطني السوري”، هادي البحرة عن عدم الاجتماع مع قائد غرفة العمليات العسكرية، أحمد الشرع، لكنه قال إن تواصلاً جرى مع “أطراف في إدارة الحكومة وأطراف مقربة”. وأضاف البحرة خلال مؤتمر صحافي عقده في إسطنبول يوم الأربعاء 18 ديسمبر الجاري، أن الائتلاف سيعود إلى البلاد وسينشئ مقراً هناك، مضيفاً أنه ينوي شخصياً العودة أيضاً. وأشار إلى أنه ينبغي العمل على ترتيب الأمور اللوجستية وضمان حرية التعبير.

واعتبر البحرة أن “حكومة تصريف الأعمال في سوريا يجب أن تكون ذات مصداقية ولا تقصي أي طرف، ولا تقوم على أساس طائفي”، بينما لم يتوقف زعيم الهيئة، أحمد الشرع عن بث تطميناته للسوريين عن استتباب الأوضاع لا سيما الأمنية، وعدم المساس بالمكونات السورية، والحفاظ على العادات والتقاليد.

دعوة إلى التريث

في المقابل، يطالب فريق من الشارع السوري بالتريث لمعرفة توجهات النظام الجديد، ويرى الناشط المعارض، المهندس بسام عرب أنه “من الضروري عدم الانجرار للخوف بل طمأنة الناس إلى الإدارة الجديدة والتعاون مع بعضنا البعض للعمل في كل القطاعات”.

وفي وقت يطالب فريق من السوريين بمنح الإسلاميين فرصة ثلاثة أشهر في إدارة شؤون البلاد بعدما حكم الأسد لنصف قرن، تسيطر على فريق المعارضة فكرة تلاشي الديمقراطية في واقع يبدو أنه لا يعترف بأصوات تهتف للحرية والديمقراطية على رغم أنها بحت حناجرها منذ انطلاق تظاهرات الحراك الشعبي ضد نظام الأسد في عام 2011 وكانت بداية شرارتها في درعا وامتدت إلى بقية المحافظات السورية.

ترقب عربي ودولي

في موازاة ذلك، ذلك يستقبل زعيم “هيئة تحرير الشام” وفوداً دولية ومحلية، ومنها المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، وسط صمت وترقب من قبل المحيط العربي والدولي عما تضمره إدارة البلاد الجديدة، بخاصة ما تحمله من فكر إسلامي متشدد وسلفي، ما يثير جملة تحديات بالاعتراف الدولي ورفع العقوبات مستقبلاً، علاوةً عن مطالبة الأمم المتحدة بتطبيق القرار 2254 الدولي وما يلوح من بوادر اختلاف بين بقية المعارضين من “الإئتلاف” والجولاني، الذي قال في رد على سؤال طُرح عليه حول إذا ما يرغب بالترشح للرئاسة، إنه قد يقدم على هذه الخطوة “إذا طُلب منه ذلك”.

جمعية تأسيسية

وفي الأثناء، طالب مؤسس “تيار مدني” حديث العهد في سوريا، أمجد حسن بدران في بيان أول صادر في 16 ديسمبر الجاري، الأمم المتحدة بتشكيل “لجنة قانونية تضع قانوناً انتخابياً في سوريا لانتخاب جمعية تأسيسية أو هيئة انتقالية تتمثل فيها القوى السورية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدستوري والدولي وآراء فقهاء القانون، من دون الاعتداد بمن يملك سلاحاً أكثر، لأن السلطة الحالية على الأرض إقصائية غير جامعة للسوريين، ولا يحق لها التفرد بصياغة قوانين انتخابية. كما أن قوانين النظام السابق غير صالحة”. وأضاف أنه يجب “تسمية ممثلي الفكر المدني وفق العدد المطلوب بالتعاون مع جميع التيارات المدنية لخوض الانتخابات ككتلة مدنية واحدة”.

—————————–

حكومة سوريا الجديدة… خصام “سوشيال” وصلح دولي/ أمينة خيري

“هيئة تحرير الشام” والجولاني يقعان في أزمة السوابق الإرهابية عبر منصات التواصل الاجتماعي وشرعية التواصل مع العالم

الخميس 19 ديسمبر 2024

سقوط النظام في سوريا قبل أيام على يد “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) المولودة من رحم تنظيم “القاعدة” والمتصلة في مراحل مختلفة بـ”داعش” لم ينجم عنه استنفار عالمي جراء وصول جماعة الأمس المسلحة إلى الحكم، أو ارتعاد لأوصال منظمات أممية صنفت وما زالت الهيئة المنتصرة “إرهابية” على قوائم مجلس الأمن التابع للكيانات الإرهابية.

تتصالح المصالح، ويصبح أعداء الأمس الألداء أصدقاء الغد الأعزاء وتتغير الأيديولوجيات، وتتحور المظاهر وتتبدل القناعات، كل شيء وارد في عوالم السياسة والاقتصاد، وعلى من يندهش من تأرجح التوازنات وتقلب المقاربات وتذبذب المعادلات أن يراجع معلوماته. فالسياسة ليست علماً ثابتاً لا يتغير بقدر ما هي فن مرن يتلون ويتحور.

سقوط النظام في سوريا قبل أيام على يد “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) المولودة من رحم تنظيم “القاعدة” والمتصلة في مراحل مختلفة بـ”داعش” لم ينجم عنه استنفار عالمي جراء وصول جماعة الأمس المسلحة إلى الحكم، أو ارتعاد لأوصال منظمات أممية صنفت وما زالت الهيئة المنتصرة “إرهابية” على قوائم مجلس الأمن التابع للكيانات الإرهابية، وذلك عملاً بالقرارات 1267 الصادر عام 1999 والقرار 1989 الصادر عام 2011 والقرار 2253 الصادر عام 2015، ناهيك بزعيم الهيئة أحمد الجولاني المدرج (بالاسم) في قوائم الإرهاب من قبل مجلس الأمن.

وبحسب تفسير الأمم المتحدة نفسها خلال الـ12 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري تخضع هيئة تحرير الشام لثلاثة تدابير للعقوبات هي تجميد الأرصدة والحظر على السفر وحظر التسلح، مما يعني أن على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الامتثال لهذه التدابير.

تعي الأمم المتحدة أن المصالح تتصالح أو أن “ما محبة إلا بعد عداوة” أو أن قرارات الأمس قد تحال إلى التقاعد بعد غد لأسباب عدة، لذلك تشرح المنظمة الأممية أنه في الإمكان إزالة “هيئة تحرير الشام” من قائمة المنظمات الإرهابية وذلك بتقدم إحدى الدول الأعضاء بطلب في هذا الشأن، يُرسل إلى لجنة مجلس الأمن المعنية والمكونة من ممثلي أعضاء المجلس الـ15 لاتخاذ قرار موافقة بالإجماع، ويتوقع أن يحدث هذا خلال المستقبل القريب جداً.

القواعد صارمة لكن المعايير زلقة

موسوعة “القواعد والمعايير القانونية” تفرق بين القواعد وهي الأوامر القانونية التي تميز السلوك القانوني من غير القانوني وتحددها نصوص واضحة وصريحة وبين المعايير وسمتها الضبابية وعدم الوضوح، وتتطلب اتخاذ قرارات قضائية للبت فيها وهي متغيرة بحسب الظروف والتفسيرات.

الظروف في سوريا بسقوط نظام بشار الأسد على يد “هيئة تحرير الشام” تفرض تفسيرات جديدة لما هو إرهاب، ولما يجب الإبلاغ عنه ومنعه وتعقبه على منصات الـ”سوشيال ميديا”.

لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن في الأمم المتحدة دأبت على التحذير من أن “التكنولوجيات الجديدة والناشئة، لا سيما تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثل شبكة الإنترنت والتواصل الاجتماعي وتطبيقات الاتصالات الأخرى، يستخدمها غالب الناس للاتصالات الاجتماعية والتجارة الرقمية ولأغراض معلوماتية، إلا أنها أيضاً أداة مفضلة لدى الإرهابيين مثل تنظيمي ’داعش‘ و’القاعدة‘ والجماعات المنتسبة إليهما والمنظمات الإرهابية الأخرى”.

ظلت هيئات ولجان الأمم المتحدة تحذر من أن “هذه الجهات الفاعلة” أي المصنفة “إرهابية” تستغل التكنولوجيات الجديدة والناشئة كوسيلة للحفاظ على تحفيز أعضائها، ولتيسير القيام بمجموعة واسعة من الأنشطة الإرهابية بما في ذلك التحريض على التطرف العنيف المفضي إلى الإرهاب والتجنيد والتدريب والتخطيط، وكذلك إقامة الشبكات وتأمين الدعم اللوجيستي والحصول على الأسلحة ومكوناتها وجمع الأموال وتنفيذ العمليات الإرهابية”.

ووصل الأمر إلى تدشين “مبادرة تسخير التكنولوجيا لمكافحة الإرهاب” وهي شراكة بين القطاعين العام والخاص خلال عام 2017، بهدف دعم قطاع التكنولوجيا لوضع نهج أكثر فاعلية ومسؤولية للتصدي لاستخدام الإرهابيين الإنترنت مع احترام حقوق الإنسان.

أنشطة مكافحة الإرهاب على الإنترنت سارت متزامنة مع تصاعد الإرهاب ومتصاعدة مع تصاعد نشاط الجماعات المصنفة “إرهابية”، ومراكز عربية عدة دُشنت أيضاً لمكافحة الفكر المتطرف والأيديولوجيا التي تقدم نفسها باعتبارها دينية على رغم أنها اجتهاد من قبل من اعتنقوا الفكر “الجهادي” العنيف المسلح، وملايين المحتوى المتطرف وجهود تجنيد مزيد من المقاتلين عبر دغدغة المشاعر الإيمانية وغسل الأدمغة أيديولوجياً، إضافة إلى استهداف الباحثين عن الحسنيين (مكانة مجاهد مؤمن يقتل باسم الدين، ويحصل على قدر معقول من المال).

اللافت أن جهود عديد من هذه المراكز ظلت نشطة وراصدة للمحتوى العنيف ومكافحة له حتى أيام قليلة مضت، وتجدر الإشارة إلى أنه رُصد نشاط رقمي دعائي محموم على “تيليغرام” لثلاثة تنظيمات إرهابية هي “القاعدة” و”داعش” و”هيئة تحرير الشام” وكثير منها يرتكز على فكر “تنظيم القاعدة الإرهابي”.

من الترحيل إلى القبول

خلال أغسطس (آب) الماضي وعقب قيام لاجئ سوري شاب بتنفيذ هجوم بسكين في مهرجان داخل زولينغن (غرب ألمانيا) أدى إلى وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز أنه سيجري العمل على ترحيل اللاجئين المخالفين.

وقبلها بشهرين تحدث شولتز عن خطط لتغيير القوانين المعمول بها من أجل السماح بترحيل مقيمين في ألمانيا إلى دول أبرزها سوريا وأفغانستان، وذلك في أعقاب حادثة طعن أدى إلى وفيات وإصابات قام بها “إسلامي” ضد مشاركين في تظاهرة مناهضة للإسلام.

وعلى مدار الأيام القليلة الماضية ومنذ سقوط النظام في سوريا على يد “هيئة تحرير الشام” تتواتر التقارير في الإعلام الألماني حول هل وكيف ومتى يرفع اسم “هيئة تحرير الشام” وقائدها من قوائم الإرهاب، وذلك لتسهيل تواصلها الدولي.

مثل هذه الأسئلة والطروحات تدور كذلك على أثير “السوشيال ميديا” في مشارق الأرض ومغاربها. كتابة كلمة “القاعدة” على خاصية البحث في “فيسبوك” تؤدي إلى هذه الرسالة التحذيرية “هل أنت متأكد من أنك تريد الاستمرار؟ المفرد الذي تبحث عنه يتصل أحياناً بأنشطة يقوم بها أشخاص ومنظمات خطرة، وهذا غير مسموح على ’فيسبوك‘”، والرسالة التحذيرية نفسها تظهر للباحث عن “جبهة النصرة” أما “هيئة تحرير الشام” فلا غبار عليها أو تحذير منها.

الوضع يسري على بقية منصات الـ”سوشيال ميديا” وما زال المستخدمون يتحسسون طريقهم في الكتابة عن (ا ل ق ا ع د ة) وكذلك (ج ب ه ة ا ل ن ص ر ة)، أما “هيئة تحرير الشام” والجولاني المتحول بصورة مكثفة وسريعة ليكون الشرع فملء السمع والبصر والتحليل والتدوين والكتابة والـ”لايك” والـ”شير”.

تظل الهيئة المتداولة أخبارها والقابلة تحركاتها للنقاش والجدل والمسموح بالاحتفاء بقدومها أو التشكك في ما هو آت مثاراً للشك عبر الأثير، بسبب مواقفها من “المقاومة الفلسطينية” ووجودها وإسرائيل وتوغلها أو نياتها في ما يختص بالتعددية والمرأة والديمقراطية والحكم المدني وغيرها من الجوانب التي تسعد أنصار الجماعات الدينية وتقلق منام غيرهم دون حجب بعد.

الفترة الانتقالية

ضبابية الموقف من الهيئة ليست على الأرض داخل سوريا فحسب بل عبر أثير الـ”سوشيال ميديا”، مع وجود فوضى في التعامل مع توقعات المستقبل والتباس الرؤى بين “سوريا تتحرر” و”سوريا أفغانستان الجديدة”، وتراوح المواقف ما بين فريق مؤيد لنظام الحكم الجديد وآخر معارض وثالث متخوف ورابع يشد الرحال للعودة وخامس يستعد للرحيل، وسادس يتهم الغرب بازدواجية المعايير بين أمس مندد بالجماعات الجهادية والسلفية والإسلامية وحاضر مؤيد ومستعل لمد الأيدي وربما ما هو أكثر، وسابع شاكر للغرب حسن تعاونه وجميل صنعه، والأثير فاتح أبوابه لكل الأطياف على اختلافها وذلك بصفة موقتة.

المتوقع أن يظل الأثير مفتوحاً حتى تتجلى ملامح “التعاون” بين النظام الجديد في سوريا أو ما ستؤول إليه الأوضاع داخل سوريا من جهة وبين الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى، فإن جرى الاتفاق وساد الوئام وعم التفاهم فسينعكس ذلك على رحابة الأثير وسعة صدره في التعامل مع فريق من الجماعات الدينية المسلحة باعتبارها كيانات سياسية تتمتع بحق التعبير والمشاركة والحكم.

أما إذا حدث العكس وأتت سفن الاتفاقات وإرساء الأسس وتوزيع المهام الأولية بما لا تشتهيه القوى الكبرى أو بما لا يتناسب وتصورها لسوريا والمنطقة، فسينعكس ذلك أيضاً ضيقاً لسعة صدر المنصات وتقييداً لكل ما يتعلق بسوريا ما بعد سقوط النظام، ونشاطاً لتقنيات وأدوات المنع والحجب والتقييد. وستزدهر حركة الـ”شادو بان” الذراع القمعية لمنصات “السوشيال ميديا” والتي يجري استخدامها خلسة لحجب المحتوى الذي تعتبره منافياً أو مناقضاً لقواعدها، التي تقول إن الغرض منها درء خطر الإرهاب ومنع الإرهابيين من بث سمومهم عبر أثيرها.

ووارد أن يجري استخدام تقنيات مثل “شادو بان” في كلا السيناريوهين المتناقضين، إذ يمكن استخدامها لحجب المحتوى الذي يحذر من نظام الحكم في سوريا ما بعد سقوط الأسد، باعتباره محتوى يناهض الديمقراطية ويفرض سطوته على اختيار الغالبية.

وعلى رغم ما تبدو عليه المرحلة الانتقالية في “السوشيال ميديا” من تناقض انتظاراً لما ستسفر عنه الأيام القليلة المقبلة من تواؤم المجتمع الدولي وتصالحه وإضفاء صفة الملائكية واعترافه بـ”هيئة تحرير الشام” قوة وطنية تتحدث باسم سوريا، أو تنافر وعداوة وشيطنة الهيئة، فإن القاعدة العريضة من مستخدمي “السوشيال ميديا” اجتازت مرحلة الدهشة أو الصدمة.

يلوح بعض الخبثاء إلى أنه خلال العام الماضي وتحديداً منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 واندلاع حرب القطاع وما تبعها من مجريات، اعتاد كثر مبدأ المعايير المزدوجة في تفنيد المقاومة ووصف الإرهاب وشرح الإبادة وتداخل خطوط الدفاع عن النفس والقضاء على الآخرين، لذلك لا تبدو المرحلة الانتقالية عبر الأثير بضبابيتها ومعرفة شبه يقينية بأن تحديد القواعد الجديدة ينتظر قرارات الساسة ونصوص الاتفاقات والتسويات والتفاهمات الجارية خلف الأبواب المغلقة.

نشوة سقوط الأسد وشهوة فتح صفحة جديدة طال انتظارها وبهجة تحطيم التماثيل وتصوير السجون وتعرية سوءات نظام سقط، تطغى على الاهتمام بتطويع استخدامات الذكاء الاصطناعي وتكهنات المعايير المجتمعية الجديدة وقيود التدوين والتغريد بعد التعديل، والخطوط الفاصلة المحدثة بين الإرهاب والإرهابيين من جهة والسياسة والساسة من جهة أخرى.

الخوارزميات ليست أبدية

ولأن الخوارزميات والروبوتات وتحليل المحتوى والخروج بكلمات دالة وعبارات مفتاحية أدوات تقنية يجري توجيهها بحسب المطلوب، فإن تغيير عقيدتها أو تغيير طبيعة أو توجه المحتوى المراد رصده أمر سهل.

الخطوات التقنية والإجرائية الكبيرة التي شهدتها منصات “السوشيال ميديا” وغيرها من المحتوى على شبكة الإنترنت خلال الأعوام القليلة الماضية لتقفي أثر المحتوى “الإرهابي” أو الذي “يحض على الإرهاب”، جاء مدفوعاً بقوانين ولوائح وضعتها دول وكيانات سياسية مثل الاتحاد الأوروبي، ومنها إلزام هذه الشركات بإزالة “المحتوى الإرهابي” حال تلقي أمر بذلك من إحدى السلطات الوطنية المتخصصة تحت مظلة الاتحاد الأوروبي، وذلك خلال ساعة زمنية.

وهذه القوانين ليست أبدية أو جامدة بل قابلة للتعديل والتغيير ومعها تتغير قواعد الحجب ودوافع الإزالة، والخوارزميات التي تم “تدريبها” لتتمكن من تتبع ورصد وتحديد المحتوى الذي ربما يتصل بالإرهاب أو يحض عليه ولو بصورة غير مباشرة، يمكن تعديل تدريبها وإعادة توجيهه في مسارات مختلفة.

يشار إلى أن كلاً من الخوارزميات وآليات رصد المحتوى المتعلق بالإرهاب من جهة و”الإرهابيين” من جهة أخرى يلعبان لعبة القط والفأر باستمرار، إذ يلجأ “الإرهابيون” إلى استخدام كلمات وعبارات ومعان جديدة أو يستخدمون أخرى قديمة بطريقة ساخرة أو رمزية أو ملتوية لتوصيل أفكار معينة، فيجري تطوير الخوارزميات لتلحق بالتحديث.

وهذا يؤكد أن الخوارزميات تنتظر ما ستسفر عنه قرارات وتوجهات التعاملات الدولية مع الوضع الجديد في سوريا فإما بقيت الخوارزميات على حالها أو وجب تحديثها، بما في ذلك الجزئية المتعلقة بإحالة بعض المحتوى لمراجعة بشرية.المراجعات البشرية التي يجريها موظفون في شركات “السوشيال ميديا” هي الأخرى ليست جامدة أو أبدية، ويفترض أن المراجعين البشريين للمحتوى ليسوا مسيسين، وإن كانوا فإنهم يخلعون أيديولوجياتهم وانحيازاتهم قبل الوصول إلى أجهزتهم، حتى ما كان يسبب للمراجعين البشريين ضغوطاً نفسية وعصبية هائلة من محتوى عنف مرئي أو مسموع أو مكتوب بالأمس القريب، ربما يكون محتوى عادياً غداً بحسب القواعد المجتمعية الجديدة وفي ضوء المجريات السياسية والاستراتيجية المستحدثة داخل سوريا الجديدة.

——————————

أنصار الأسد غارقون في المرارة: لا نساوي شيئا

أم ثكلى في طرطوس تستعيد ألم فقدان ابنها في الحرب وجنود خاب أملهم بعد فرار الرئيس المخلوع

 أ ف ب

الخميس 19 ديسمبر 2024

على رغم ألمها، لا تزال فخورة بابنها الذي قتل بينما كان عمره 22 سنة، بعد تمديد خدمته الإجبارية وقتاله ضد فصائل المعارضة التي أصبحت الآن في الحك،. لكنها لا تعلق صورة له بزيه العسكري، ولا تبكيه باعتباره قتيل حرب، وتفضل بدل ذلك أن تتذكره مراهقاً سعيداً يستعد لبدء عمله الخاص.

في القرى المشرفة على مدينة طرطوس الساحلية، لطالما احتفى الأهالي بأبنائهم الذين قضوا أثناء القتال في صفوف الجيش السوري، لكن الأمهات يترددن اليوم بعرض صور أولادهن ولا يخفين مرارتهن تجاه بشار الأسد الذي ضحين من أجله بأغلى ما يملكن.

وتقول جميلة جبر (60 سنة) لوكالة الصحافة الفرنسية “صحيح، خسرت ابني همام الذي قتل خلال المعارك عام 2012، لكن المهم أن بشار الأسد رحل بعدما قضى علينا وعلى مستقبل أولادنا، وجوّعنا”.

مراهق سعيد يتأهب

وتعيش الأم الثكلى التي تبدو ملامح الإرهاق على عينيها في قرية بيت المرج، الواقعة على قمة تلة في محافظة طرطوس غرب سوريا، وهي قرية فقيرة محاطة ببساتين واسعة مزروعة بالفاكهة وأشجار الزيتون.

ويقطن القرية علويّون، وهي الأقلية الدينية التي ينتمي إليها بشار الأسد وعائلته، التي حكمت سوريا لأكثر من 50 عاماً قبل هربه الأسبوع الماضي إلى موسكو، بعد سيطرة فصائل معارضة على الحكم في دمشق.

لكن في هذه المنطقة التي كانت تعتبر معقلاً لداعميه، لم يعد للعلويين، الذين فقدوا أبناءهم وهم يقاتلون لحماية العائلة الحاكمة المترفة، أية ذكريات طيبة عنه.

لكنهم في الوقت نفسه، يشعرون بالقلق من أن تحاول السلطة الجديدة فرض الشريعة الإسلامية السنية على قراهم الهادئة.

على رغم ألمها، لا تزال جبر فخورة بابنها الذي قتل بينما كان عمره 22 سنة، بعد تمديد خدمته الإجبارية وقتاله ضد فصائل المعارضة التي أصبحت الآن في الحكم.

لكنها لا تعلق صورة له بزيه العسكري، ولا تبكيه باعتباره قتيل حرب، وتفضل بدل ذلك أن تتذكره مراهقاً سعيداً يستعد لبدء عمله الخاص.

حزن شجرة برتقال

تقول الأم الثكلى، “كنت أدخل إلى صالة الجلوس، أنظر إلى صورته وأتكلم معه، لكن ذلك يفطر قلبي الآن”، على حد تعبيرها.

وتتوسط صورته مرتدياً قميصاً مدنياً جداراً داخل منزلها المتواضع، الذي نمت قربه شجرة برتقال أوشكت ثمارها على النضوج.

وخلال 13 عاماً من النزاع، لم تتعرض قرية “بيت المرج” لضرر مادي ملحوظ.

لكن هذا الأسبوع، وبعد سقوط الأسد، قصفت الطائرات الإسرائيلية موقعاً عسكرياً قريباً، مما أدى إلى اهتزاز نوافذ منازل الأقليات التي تقطن في القرى المجاورة من علويين ومسيحيين وإسماعيليين، من دون أن تحدث ضرراً.

لكن الكلفة البشرية أشد قسوة على أبناء هذه القرى، فمعظم الأسر تعرف شخصاً فقد حياته في القتال، وكثر منها فقدوا أبناء.

أما المجندون العلويون الذين نجوا من الموت في القتال، فلا يخفون حال الاستياء التي يعيشونها اليوم.

في مدينة طرطوس، المطلة على البحر الأبيض المتوسط، حيث حامية بحرية لروسيا، حليفة الأسد، تبدلت الأوضاع بين ليلة وضحاها.

يجلس مقاتلون سابقون من فصائل المعارضة بلحى طويلة ومن دون شوارب خلف طاولات في مبنى المحافظة، بينما يصدرون بطاقات هوية موقتة للمئات من عناصر الجيش والشرطة السابقين وأعضاء حزب البعث الحاكم الذين يقفون في طوابير.

ويحتاج الجنود المسرّحون من الجيش الذين تخلوا عن بزاتهم العسكرية، إلى تلك البطاقات للحفاظ على سلامتهم والتنقل أو البحث عن عمل في سوريا الجديدة، ويتسلمون من مسؤولين في “هيئة تحرير الشام” بطاقات جديدة.

ويأمل بعضهم في الحصول على وظائف جديدة مع الحكومة الموقتة، التي تقودها الآن “هيئة تحرير الشام”، المجموعة نفسها التي كانوا يتصدون لها في الأسابيع الأخيرة، ويتساءل بعضهم عما إذا كان سيتم الإيفاء بمعاشات التقاعد للعسكريين السابقين.

لا نساوي شيئاً

وقال المسؤول في الهيئة خالد موسى (44 سنة) للصحافة الفرنسية إن الأمور تسير بصورة جيدة، والهويات الجديدة ستدوم ثلاثة أشهر في وقت يجري فيه التأسيس للمرحلة الجديدة والحكومة الجديدة.

وعلى رغم أن الأمور تسير بسلاسة، لكن العلويين في طرطوس يشعرون بالقلق من قادة البلاد الجدد الذين يسيّرون شؤونهم اليوم والوافدين من محافظة إدلب (شمال غرب) ذات الغالبية السنية.

وتشعر عايدة علي (41 سنة) بخيبة أمل بعد خسارة وظيفتها، وتقول المرأة التي كانت إدارية في الجيش “في النهاية، نحن موجودون في سوريا من أجل أن نخدم الوطن لا لنخدم شخصاً معيناً”.

يشاطرها محمّد بدر (30 سنة) شعور خيبة الأمل، ويقول “شباب ذهب عمرهم هكذا، قدموا أرواحهم سدى، من أجل شخص لم يكن يستحق هذا الأمر، ولا حقّ له في أن يحكم البلد”.

ويضيف الشاب بينما جلس خارج مركز التسريح بملابسه المدنية، أنه علم بهرب بشار الأسد من الأخبار.

ويروي أنه استقل مع رفاق آخرين له سيارة عابرة من ثكناتهم في دمشق إلى طرطوس، ليكتشفوا أن حكم عائلة الأسد قد انهار في كل أنحاء البلاد.

ويقول للصحافة الفرنسية “منذ بداية الأزمة نشاهد الشباب يُقتلون، لكن لا تستطيع أن تقول شيئاً فالجدران لها آذان”.

ويكمل “بالنهاية تبيّن لنا أننا لا نساوي شيئاً، دمنا كله ذهب هدراً، سدى، وكأن هذا الشعب لم يقدم شيئاً”.

——————————

 فيدان: إدارة دمشق شريك شرعي والهيئة قطعت صلاتها بالإرهاب

2024.12.19

أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن وجود تركيا في سوريا يهدف إلى منع المزيد من الهجرة ومكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أنه “عندما نرى زوال هذين القلقين الأساسيين، لن يبقى لدينا أي سبب للبقاء في سوريا. ونرى حالياً أن الخطوات الصحيحة تُتخذ في الاتجاه الصحيح”. وأضاف فيدان: “أعتقد أن هيئة تحرير الشام قد خطت خطوات كبيرة في فصل نفسها عن القاعدة وداعش والعناصر الراديكالية الأخرى”.

وتحدث فيدان إلى قناة (الجزيرة)، متناولاً التطورات في الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا. ورداً على سؤال حول تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بشأن دور تركيا في تغيير السلطة في سوريا، قال فيدان: “نحن لا نسمي ذلك استيلاءً، لأن تقديم ما يحدث في سوريا بهذه الطريقة سيكون خطأً كبيراً. بالنسبة للشعب السوري، هذا ليس استيلاءً. وأعتقد أنه إذا كان هناك استيلاء، فهو استيلاء لإرادة الشعب السوري”.

“تضامننا مع الشعب السوري لا يجب أن يُفسَّر وكأننا ندير سوريا”

وعند سؤاله: “ألا يمكن القول إن القوة التي ستدير سوريا هي تركيا؟”، أجاب فيدان: “أعتقد أن هذا سيكون آخر ما نرغب في رؤيته، لأننا تعلمنا دروساً كبيرة مما حدث في منطقتنا. ثقافة الهيمنة دمرت منطقتنا. ولذلك، ليس الهيمنة التركية، ولا الهيمنة الإيرانية، ولا الهيمنة العربية هي الحل. يجب أن يكون التعاون هو الأساس. تضامننا مع الشعب السوري لا يجب أن يُفسَّر أو يُوصَف وكأننا ندير سوريا. أعتقد أن ذلك سيكون خطأً”.

وأشار فيدان إلى أن الامتداد السوري لتنظيم حزب العمال الكردستاني (PKK)، وهو وحدات حماية الشعب (YPG)، يمثل تهديداً كبيراً لتركيا، مؤكداً أن (YPG) يسعى للحفاظ على وجوده وسيطرته في المناطق التي يسيطر عليها. وقال: “الدور الذي يلعبه YPG هو الحفاظ على وجوده وسيطرته في المناطق التي يحتلها. يُظهرون أنفسهم كجماعة تساعد الغرب في محاربة داعش، لكنني أعتقد أن هذا يعكس هويتهم الحقيقية بشكل خاطئ. إنهم يتواجدون هناك كتنظيم إرهابي. إذا كنا سنصنف كل جماعة تحارب داعش، فعلينا أن نأخذ في الاعتبار بعض الدول والجماعات الأخرى في المنطقة. كل جهة فاعلة في المنطقة حاربت داعش لأسباب مختلفة. ولكن، كما تعلمون، فإن YPG هو امتداد لـ PKK، ويملؤون صفوفهم بأشخاص قادمين من تركيا وإيران والعراق وبعض الدول الأوروبية”.

“هذه القضية أصبحت الآن شأن الإدارة الجديدة في دمشق”

ورداً على سؤال حول احتمال قيام تركيا بعملية عسكرية في سوريا، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: “هناك الآن إدارة جديدة في دمشق. أعتقد أن هذه القضية أصبحت شأنهم في المقام الأول. لذلك، إذا تعاملوا مع هذه المسألة بشكل صحيح، فلا أعتقد أن هناك حاجة لتدخلنا”.

وفيما يتعلق بسؤال حول إمكانية وجود منطقة أو كيان كردي مستقل في سوريا وكيف تنظر تركيا إلى ذلك، أجاب فيدان:

“ليس من الصواب الحديث باسم الشعب السوري. هذا قرار يعود إلى الشعب السوري. لكن ما يمكنني قوله من منظور تركيا ورغباتها وسياستها هو أننا نرغب في أن يعيش الشعب الكردي المدني، والشعب العربي، والشعب التركماني في أماكنهم. يجب ألا يُجبروا على ترك ديارهم وقراهم قسراً، ومن اضطر إلى الهجرة إلى أماكن أخرى يجب أن يكون قادراً على العودة. باختصار، يجب أن يتمكن الأكراد، وخاصة المدنيين منهم، من العيش حيث هم”.

“عندما تزول مخاوفنا الأساسية، لن يبقى لدينا أي سبب للبقاء في سوريا”

ورداً على سؤال حول ما إذا كان نجاح الحكومة المؤقتة أو المسؤولين الذين سيتولون الإدارة في دمشق في استعادة السيطرة على جميع الأراضي التي تسيطر عليها حالياً القوات الكردية السورية يعني انسحاب القوات التركية من سوريا، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: “وجود تركيا في سوريا يستند إلى هدفين أساسيين. الأول هو منع المزيد من الهجرة الجماعية إلى تركيا، حيث لا يزال هناك حوالي 5 ملايين شخص يعيشون تحت سيطرة المعارضة. الثاني هو مكافحة الإرهاب، وهو أمر ذو أهمية قصوى بالنسبة لنا. عندما نرى أن هذين القلقين الأساسيين قد زالا، لن يبقى لدينا أي سبب للبقاء في سوريا. ونحن نرى حالياً أن الخطوات الصحيحة تُتخذ في الاتجاه الصحيح”.

“نعترف بالإدارة الجديدة كشريك شرعي”

وعن موقف تركيا تجاه الحكومة المؤقتة في سوريا، أوضح فيدان: “نحن نعترف بالإدارة الجديدة كشريك شرعي لتركيا وللأطراف الدولية. لهذا السبب بدأنا التواصل معهم. أعدنا فتح سفارتنا وأصدرنا تعليمات لسفيرنا بالبقاء على تواصل مع المسؤولين المحليين والمركزيين”.

أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في إجابته عن سؤال حول إعادة اللاجئين السوريين، أنهم لن يُجبَروا على العودة، وقال: “إذا أرادوا العودة طوعاً وبأمان بعد تقييمهم للظروف الجديدة، فنأمل أن يعودوا. رغبتهم في العودة ستكون بالتأكيد محل ترحيب”.

وأضاف: “نلاحظ زيادة تدريجية في أعداد العائدين. ومع تحقيق المزيد من الاستقرار والأمن، أعتقد أن المزيد من الأشخاص سيعودون في نهاية المطاف، لكن بالنسبة لكثيرين، لا يزال الوقت مبكراً لذلك”.

“تواصل مباشر مع دمشق ومتابعة هيئة تحرير الشام”

وعند سؤاله عن التواصل المباشر مع المسؤولين في دمشق، ورأي تركيا في هيئة تحرير الشام ومدى قطعها صلاتها بالماضي، أوضح فيدان: “إدلب كانت على حدودنا مباشرة، ولذلك كنا نتابع عن كثب الأنشطة الإرهابية والمرتبطة بالإرهاب. أعتقد أن هيئة تحرير الشام قد قطعت خطوات كبيرة في فصل نفسها عن القاعدة وداعش والعناصر المتطرفة الأخرى”.

ورداً على سؤال حول لقائه مع وزيري الخارجية الروسي والإيراني في الدوحة، وما إذا كان هذا يعني إقناعهم بعدم محاولة إنقاذ نظام الأسد، قال فيدان: “تواصلنا معهم وأوصلنا رسائلنا”. وأردف: “ناقشنا معهم بصراحة ووضوح. نحن نناقش كل شيء على الطاولة. الروس والإيرانيون يعملون في سوريا منذ فترة طويلة وشهدوا التدهور السلبي للنظام السوري. هم على دراية كبيرة بمشكلات نظام الأسد. لذلك، أعتقد أنه في مرحلة ما سيصلون إلى قناعة بصحة رسائلنا”.

—————————-

رحلة محفوفة بالمخاطر.. “قسد” حجر عثرة أمام المدنيين بين حلب وريفها الشمالي/ ثائر المحمد

2024.12.19

بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية، ضمن “إدارة العمليات العسكرية”، منذ أسابيع على مدينة حلب عقب معارك مع قوات نظام الأسد، ما زالت عدة أحياء في المدينة تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مما يشكل عائقاً كبيراً أمام المدنيين الراغبين في التنقل بين حلب وريفها الشمالي.

تتمركز “قسد” ضمن عدة أحياء، أبرزها الشيخ مقصود والأشرفية، والتي تقع في شمال غربي المدينة، ما يعطل حركة المدنيين، حيث يعاني السكان من مخاطر القنص المستمر الذي يستهدف المارة على الطريق الدولي حلب – غازي عنتاب، خصوصاً عند دوار الليرمون، الأمر الذي دفع فصائل المعارضة إلى إغلاق الطريق وتنبيه المدنيين بضرورة عدم المرور منه، وسلك طرق أخرى غير رئيسية بغية الوصول إلى مدينة حلب، تجنباً للخطر المحتمل الناجم عن عمليات القنص والاستهداف المتكرر.

ورصد موقع تلفزيون سوريا لجوء المدنيين إلى استخدام طرق فرعية، بعضها ترابية غير مؤهلة للسير، مثل الطريق الترابي المار عبر بلدة كفرحمرة باتجاه جمعية الزهراء في مدينة حلب، إذ أصبح خياراً رئيسياً للسكان رغم صعوبته وافتقاره إلى مقومات السلامة.

وتوجد بدائل أخرى تتمثل في التوجه من بلدة كفرحمرة إلى طريق دارة عزة – المنصورة، لكن هذه الخيارات تُجبر المدنيين على قطع مسافات طويلة تستنزف الوقت والجهد، وتزيد من تكاليف التنقل.

معاناة مستمرة

قال أحمد، أحد سكان ريف حلب الشمالي، وهو رب أسرة مكونة من خمسة أفراد، إنّ “التنقل بين حلب وريفها الشمالي أصبح كابوساً حقيقياً لنا، الطريق الرئيسي مغلق عند دوار الليرمون بسبب قناصي قسد، وأي محاولة لعبوره تعني المخاطرة بحياتنا، اضطررتُ أكثر من مرة لاستخدام طريق كفرحمرة الترابي، وأيضاً طريق دارة عزة – المنصورة، لكنه طويل ومرهق ومليء بالحفر”.

وأضاف أحمد: “الوضع لا يمكن أن يستمر هكذا، نريد طريقاً آمناً يتيح لنا العودة لحياتنا الطبيعية، وأفضل حل يكمن في تأمين طريق حلب – غازي عنتاب عند دوار الليرمون، دون أن نكون هدفاً للقنص أو ضحايا لمخلفات الحرب، وهذا يتطلب إخراج قسد من المنطقة”.

من جهته، يتحدث خالد، وهو سائق شاحنة يعمل في نقل البضائع بين ريف حلب الشمالي ومدينة حلب، عن معاناته اليومية قائلاً: “عملنا أصبح أشبه بالمغامرة، الطرق الرئيسية التي من المفترض أن نعتمد عليها أصبحت مغلقة بسبب قناصي قسد، ونحن مضطرون لاستخدام طرق فرعية خطيرة (خاصة ليلاً) وغير مهيأة”.

ووفق حديث خالد مع موقع تلفزيون سوريا، فإن الطريق يسبب أضراراً للشاحنة في كل رحلة، ومع ارتفاع أسعار قطع الغيار أصبحت التكاليف كبيرة.

وأضاف: “المشكلة ليست فقط في الطرق، بل أيضاً في الوقت الضائع، الشحنات التي كانت تصل في ساعات قليلة باتت تحتاج إلى وقت مضاعف بسبب الالتفافات الكثيرة”.

مطالب بإيجاد حلول

قال محمود، المنحدر من مدينة اعزاز، إنّ “الوضع لم يعد يُحتمل، نحن المدنيون ندفع الثمن الأكبر بسبب سيطرة قسد على بعض أحياء حلب، ووجودهم أصبح عقبة حقيقية أمام حياتنا اليومية، فالتنقل إلى المدينة أصبح مغامرة محفوفة بالخطر، ومدخل المدينة تحت رحمة قناصاتهم، والطرق البديلة طويلة ومرهقة وتستنزف وقتنا وأموالنا”.

وطالب محمود إدارة العمليات العسكرية باتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء هذا الوضع، مشيراً إلى أنه “يجب وضع حد لقسد وطردها من الأحياء التي تحتلها في حلب، فاستمرار سيطرتهم يعني استمرار معاناة مئات العائلات، ويعرقل جهود إعادة الحياة الطبيعية إلى المدينة، خاصة أن الحلول الجزئية لم تعد مجدية، نحن بحاجة إلى حل جذري”.

وتعاني العائلات من صعوبات اقتصادية تجعل من التنقل عبر هذه الطرق عبئاً إضافياً، فتكلفة الوقود المرتفعة وتدهور السيارات بسبب الطرق الترابية تزيد من التكاليف اليومية.

ووسط غياب أي حلول ملموسة من الجهات الفاعلة على الأرض، تبقى معاناة المدنيين مستمرة، حيث يعلقون بين خطر القنص الذي تفرضه قسد وبين معاناة التنقل عبر طرق طويلة ووعرة، الأمر الذي يستدعي تدخلاً عاجلاً من الجهات العسكرية المسؤولة عن إدارة المنطقة.

توترات بين تركيا وقسد

في سياق منفصل، نفى مسؤول في وزارة الدفاع التركية وجود أي اتفاق لوقف إطلاق النار بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة في شمالي سوريا، على عكس ما أعلنته واشنطن حول هذه المسألة.

جاء ذلك في تصريح أدلى به مسؤول في وزارة الدفاع التركية إلى وكالة (رويترز) يوم الخميس، حيث شدد على أن “تركيا لم تبرم أي اتفاق مع الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة”.

وأكد المسؤول أن “التهديدات التي تواجهها أنقرة من شمالي سوريا ما زالت مستمرة”، مضيفاً أن بلاده ستواصل استعداداتها العسكرية حتى “تتخلى الميليشيات عن أسلحتها ويغادر المقاتلون الأجانب الأراضي السورية”.

وأشار إلى أن قوات الجيش الوطني السوري المدعومة من تركيا “لديها القدرة على تحرير المناطق التي تحتلها ميليشيات حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب”، التي تدرجها أنقرة على لوائح الإرهاب التركية.

——————-

خدمات منهارة وواقع جديد: دمشق تواجه مرحلة ما بعد الأسد/ خالد حمزة

2024.12.19

بعد أكثر من عشرة أيام على سقوط نظام الأسد، بدأت ملامح الواقع الجديد تتكشف في العاصمة دمشق، المدينة التي لطالما كانت تعاني من شلل شبه كامل في الخدمات الأساسية تحت سيطرة النظام السوري وخاصة في السنوات الأخيرة.

اليوم، وبعد الانهيار المفاجئ للنظام، تواجه دمشق تحديات ضخمة تتمثل في استعادة أدنى مقومات الحياة اليومية، فقد انعكس انهيار المنظومة الإدارية والاقتصادية على قطاعات حيوية كانت تعاني الترهل كالمحروقات، والكهرباء، والرعاية الصحية، والنقل، والتعليم.

وما يزال الحصول على الاحتياجات اليومية في دمشق يشكل تحدياً مستمراً للأهالي، بدءاً من ارتفاع أسعار المحروقات، مروراً بأزمات الكهرباء وتراجع الخدمات الصحية، وصولاً إلى ارتفاع تكاليف النقل والخبز.

يسلط هذا التقرير الضوء على أبرز التغيرات الخدمية التي شهدتها دمشق بعد سقوط النظام، مستعرضاً التحديات اليومية التي يواجهها السكان في مجال الخدمات الأساسية، وذلك استنادا إلى لقاءات أجراها موقع تلفزيون سوريا مع سكان في أحياء متفرقة بالعاصمة.

المازوت والبنزين بالدولار

عند البدء بالنظر إلى وضع المحروقات في دمشق بعد سقوط النظام السوري والذي كان يشهد أزمات دائمة في ظل سيطرة حكومة النظام السوري؛ أفاد السكان في تصريحات لموقع تلفزيون سوريا بأن المازوت والبنزين متوفران حاليا، إلا أن بعض المناطق لا تزال تعاني من نقص في الإمدادات.

وأشاروا إلى أن البيع لم يعد يتم عبر نظام “البطاقة الذكية”، الذي يبدو أنه ألغي بشكل كامل، في حين أن أسعار المحروقات لم تشهد تغييرات كبيرة بالنسبة للفئة غير المشمولة بالدعم، والتي تمثل الشريحة الأكبر من المواطنين.

كما أكد بعض السكان وجود محطات وقود تقبل الدفع بالدولار الأميركي بدلاً من الليرة السورية، وهو تطور كان يعتبر مستحيلاً في عهد النظام السابق، خاصة بعد اندلاع الثورة السورية في عام 2011.

وكان السكان قد اعتادوا في السابق على وجود حد شهري للتعبئة، إذ لم يكن يسمح لهم بتجاوز كمية محددة من الليترات من المازوت أو البنزين. أما الآن، فأصبح بإمكانهم شراء المحروقات من محطات الوقود من دون أي قيود على الكميات.

وما يزال المازوت والبنزين يباعان على البسطات المنتشرة على الأرصفة، ويبلغ سعر اللتر نحو 22 ألف ليرة سورية ( ما يعادل 1.46 دولار أميركي).

في حين حدد ثمن تبديل إسطوانة الغاز بـ180 ألف ليرة إلا أنّ السعر يصل عند بعض المعتمدين إلى أكثر من 200 ألف ليرة سورية.

سقوط النظام يسقط الخطوط الذهبية

في الأيام الأولى التي أعقبت سقوط النظام، شهدت العاصمة تحسناً ملحوظاً في واقع الكهرباء، لكن سرعان ما عادت الأمور إلى ما كانت عليه، فقد أعيد تطبيق برامج التقنين المعتادة، مع تكرار الوعود بتحسين الأوضاع قريباً بمجرد وصول شحنات الفيول اللازمة لتشغيل محطات التوليد.

في المقابل، تغيب الكهرباء بشكل كامل عن بعض أحياء دمشق بسبب تعرض الأكبال الرئيسية للسرقة.

وكانت مناطق في أحياء العاصمة، تحظى بتغذية كهربائية مستمرة عبر الخطوط الذهبية، إلا أنها انضمت بعد سقوط النظام السوري إلى برنامج التقنين العام.

ويعزو سكان في هذه الأحياء التقوا تلفزيون سوريا سبب تراجع الكهرباء في تلك الأحياء إلى أنها كان يقيم فيها مسؤولون نافذون في النظام السابق، ويستغلون نفوذهم للضغط على شركة الكهرباء لتزويد مناطقهم بالطاقة بشكل مستمر. ومع انهيار النظام، فقدت هذه المناطق امتيازها لتصبح خاضعة لجدول التقنين كبقية الأحياء.

وفي الوقت ذاته، يؤكد معظم سكان العاصمة والمناطق المحيطة بها أن وضع الكهرباء تدهور بشكل أكبر بعد سقوط النظام، إذ باتت ساعات التقنين أطول وأعطال الشبكة أكثر تكراراً، ما أثقل كاهل الأهالي وزاد من اعتمادهم على وسائل بديلة باهظة الثمن لتأمين احتياجاتهم الأساسية من الطاقة.

متطوعون يدعمون المشافي الحكومية

على الرغم من التوتر الذي حصل ليلة سقوط النظام، إلا أن جميع المستشفيات الخاصة في دمشق استمرت في تقديم خدماتها دون توقف.

أما المستشفيات العامة، فكانت الخدمات سيئة بشكل واضح طوال السنوات الماضية إلا أنها تعرضت لانهيار مفاجئ ليلة سقوط النظام، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات في الساعات الأولى بعد سقوط النظام، تدعو أصحاب التخصصات الطبية للتوجه إلى المستشفيات لسد هذا العجز الكبير. حيث قدم أطباء أسنان وطالبات مدرسة التمريض، دعماً حيوياً للمشافي الحكومية.

كما أسهمت جمعيات المجتمع الأهلي ومتطوعون مدربون على الإسعافات الأولية في سد الفجوة. إضافة إلى ذلك، تطوع طلاب الدراسات الطبية للعمل كصيادلة لتلبية احتياجات المرضى.

وكان المدير الطبي لمشفى المواساة الجامعي الدكتور عمار الراعي قال إنّ انقطاع الاتصال وانتشار الفوضى في العاصمة أدى إلى تراجع عدد الممرضات في المستشفى إلى 10 فقط من أصل 800، مما شكل تحدياً كبيراً في تقديم الخدمات الصحية الأساسية.

وأفاد الراعي في تصريحات لموقع تلفزيون سوريا أن الأسبوع التالي لسقوط النظام شهد تحسناً ملحوظاً بعودة نحو 60% من الكادر التمريضي و90% من الإداريين.

إلى جانب نقص الكوادر، تواجه المستشفيات العامة عجزاً حاداً في المعدات الطبية، فضلاً عن انقطاع خدمات الطعام المقدمة للكوادر الطبية. لذا أطلق الأهالي مبادرات تمثلت في إعداد الطعام في المنازل ونقله إلى المستشفيات لدعم الأطباء والعاملين في الأيام الأولى التي أعقبت انهيار النظام.

كما كان لـ”لجنة الاستجابة الطارئة”، دور بارز في تأمين المواد الطبية وتنظيم دوام الأطباء، مما ساعد على استعادة النظام تدريجياً داخل المشافي.

رفع سعر المحروقات يرفع أجور المواصلات

توقفت حركة المواصلات بشكل كامل في اليوم الأول لسقوط النظام السوري، نتيجة لفقدان المازوت من محطات الوقود وتوقف عمليات نقل المخصصات إضافة إلى تخوف الأهالي من التحرك داخل العاصمة في ظل انتشار عمليات السرقة.

وخلال الأيام القليلة الماضية، عادت وسائل النقل تدريجياً إلى العمل بفضل توفر المحروقات في المحطات. ومع ذلك، شهدت أجور النقل ارتفاعاً كبيراً، فقد ارتفعت كلفة ركوب الحافلة الصغيرة (الميكروباص) من ألف ليرة إلى ما بين 4 و5 آلاف ليرة سورية. ويعود هذا الارتفاع إلى إيقاف جميع المخصصات المرتبطة بوسائل النقل.

لكن ارتفاع أجور النقل أدى في المقابل إلى تحفيز السائقين للعودة إلى العمل، نظراً للجدوى الاقتصادية الجديدة التي جعلت عملهم أكثر ربحية.

ووفقاً لرواية أحد السائقين العاملين على خط ميكروباص داخل دمشق لموقع تلفزيون سوريا، كانت حكومة النظام السابق تفرض قيوداً تسعيرية تقلل من أرباحهم، وهو ما تغير بعد سقوط النظام.

رفع أجور المواصلات بنسبة تصل إلى 350% أثّر بشكل كبير على الأهالي، فقد زادت كلفة التنقل اليومية بشكل يفوق قدرة العديد من الأسر، ما زاد من أعبائهم المعيشية في ظل ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأخرى.

هذا الارتفاع الحاد أجبر البعض على تقليص استخدام وسائل النقل العامة أو البحث عن بدائل أقل كلفة.

رفع سعر الخبز في دمشق

أكد عدد من سكان العاصمة دمشق لموقع تلفزيون سوريا أن مادة الخبز، التي تشكل أساس وجبات السوريين، أصبحت متوفرة بشكل طبيعي في الأفران الحكومية.

وكان الخبز يباع سابقاً عبر “البطاقة الذكية” بمخصصات محددة لكل عائلة، ما أجبر كثيراً من الأسر على اللجوء إلى شراء الخبز من مصادر أخرى بأسعار مرتفعة عندما لا تكفيهم الكميات المخصصة.

ومع سقوط النظام، تخلص سكان دمشق من مشهد الطوابير الطويلة أمام الأفران، وذلك بفضل توفر الطحين الذي مكن الأفران من العمل لساعات أطول.

وفي حال حدوث تجمع للحصول على الخبز، بات من الملاحظ أن الأهالي يصطفون في طوابير منظمة للحصول على احتياجاتهم، وهو مشهد نادر الحدوث في الفترات السابقة، بسبب شح المادة وعشوائية تشغيل الأفران.

أما أسعار الخبز، فقد كانت ربطة الخبز تباع عبر البطاقة الذكية بـ400 ليرة سورية (7 أرغفة)، لكن مع سحب النظام السابق الدعم عن معظم السوريين، كان يضطر السكان إلى شراء الربطة بسعر 3000 ليرة خارج نطاق الدعم (وتشكل الفئة غير المدعومة الغالبية العظمى من السكان).

حالياً، ارتفع سعر الربطة إلى 4000 ليرة، مع زيادة عدد الأرغفة، ما يعني ارتفاع السعر بألف ليرة مقابل زيادة ملحوظة في الكمية.

عودة حذرة إلى المدارس

توقف التعليم في جميع المدن السورية لمدة أسبوع عقب سقوط النظام، قبل أن يستأنف الدوام يوم الأحد الماضي، لكن سجلت نسبة غياب مرتفعة بين الطلاب في اليوم الأول، وسرعان ما بدأت تتحسن تدريجياً، وفقاً لما قاله مدرسون في مدارس ابتدائية في العاصمة دمشق لموقع تلفزيون سوريا.

ورغم استئناف العملية التعليمية، لا يزال الخوف على الأطفال من تداعيات الوضع الأمني يشكل هاجساً كبيراً لدى الأهالي، خاصة بعد انتشار أعمال سرقة وتجاوزات في العاصمة.

وفيما يتعلق بالمعاهد الخاصة، قرر العديد من الطلاب التوقف عن متابعة الدروس وسحبوا أموالهم المدفوعة. وأكد مدرسون في معاهد خاصة بدمشق لموقع تلفزيون سوريا أن التوتر في البلاد كان عاملاً أساسياً وراء هذا التراجع في الإقبال على التعليم الخاص والاحتفاظ بالأموال للاحتياجات الأكثر أهمية.

بالنسبة للإنترنت، شكلت خدمات الشبكة في دمشق مفاجأة غير سارة للسوريين الذين كانوا يقيمون خارج مناطق نظام الأسد وعادوا إلى العاصمة بعد سقوط النظام. فقد لمس هؤلاء العائدون فرقاً كبيراً في جودة الإنترنت، حيث كانوا في إدلب يعتمدون على خدمات “سيريا فون”، العاملة تحت إشراف حكومة الإنقاذ السورية، وقدموا خدمة إنترنت مقبولة نوعاً ما مقارنة بمعايير دمشق.

في العاصمة، الوضع مختلف تماماً، حيث يعتمد السكان على خدمات شركتي “سيريتل” و”إم تي إن”، والتي وصفها العائدون بأنها سيئة للغاية، خاصة إنترنت الهواتف المحمولة. وتعاني الشبكة من بطء شديد وتقطعات متكررة، مما يجعلها غير قادرة على تلبية احتياجات الأهالي.

وتتفاقم مشكلة الإنترنت بشكل خاص في أطراف دمشق، حيث تحدث سكان من تلك المناطق لموقع تلفزيون سوريا عن انعدام شبه كامل لتغطية الإنترنت في بعض الأحياء.

الصرافات في دمشق تعود للعمل

بعد توقف دام أكثر من أسبوع، عادت الصرافات الآلية للعمل في سوريا، فقد أعلن مصرف سوريا المركزي عن إعادة تشغيلها، مع إدخال خدمات الدفع الإلكتروني كجزء من التحديثات.

وأكد المصرف في بيان على فيس بوك أن الإجراءات المتبعة حالياً في إدارة العمليات المصرفية هي تدابير مؤقتة، تهدف إلى تيسير الخدمات في هذه المرحلة الانتقالية، موضحا أن هذه الإجراءات سترفع تدريجياً مع العمل على تطوير نظام خدمات مصرفية متكامل يلبي احتياجات العملاء بشكل أفضل في المستقبل.

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد توثق ازدحامات كبيرة على الصرافات من قبل الأهالي في محاولة لسحب أجزاء من مدخراتهم التي بقيت لأكثر من أسبوع حبيسة البنوك من دون القدرة على سحبها.

وفي النهاية، تبدو معظم الخدمات الأساسية في دمشق وغيرها من المدن التي كان يسيطر عليها نظام الأسد، في حالة متدهورة وتحتاج إلى جهود حثيثة لإعادة تأهيلها.

ومعظم سكان دمشق الذين التقاهم موقع تلفزيون سوريا أكدوا أنهم اعتادوا على الأزمات التي كانت تعصف بالعاصمة دمشق خلال سنوات سيطرة النظام، فقد أصبح التعايش مع نقص الخدمات والارتفاع المستمر في الأسعار جزءاً من حياتهم اليومية.

ومع ذلك، فإنهم يعربون عن أملهم في أن تكون هذه المرحلة الانتقالية بداية لنهاية هذه الأزمات، على أن يحصل السكان مبدئياً على الحد الأدنى من الخدمات الأساسية بشكل جيد. ويرى السكان أن تحسن الأوضاع مرهون بتحقيق استقرار سياسي شامل في البلاد، مما قد يفتح الباب أمام إعادة الإعمار وتحسين الظروف المعيشية على المدى الطويل.

—————————–

نيويورك تايمز: لا موسيقا في مقاهي سوريا لكن مياه الشرب وصلت إلى البيوت/ ربى خدام الجامع

2024.12.19

في الطابق الثاني من مقهى شبابيك المطل على ساحة برج الساعة بإدلب، كان الطرف المخصص للرجال خاوياً إلا من شابين أخذا يحتسيان القهوة التركية، أما قسم العائلات، حيث يُسمح للنساء بالجلوس، فقد كان ممتلئاً عن آخره.

لا وجود للموسيقا في هذا المكان، ولهذا لا تسمع سوى هسيس ماكينة الإسبريسو وقرع الفناجين، بخلاف ما تراه في المقاهي الموجودة في مناطق أخرى من سوريا، كما لم يكن دخان النرجيلة يملأ الأجواء، ويرجع ذلك إلى الاتفاق الذي أبرمه صاحب المقهى مع هيئة تحرير الشام التي حكمت محافظة إدلب طوال سنين، وأصبحت اليوم تسيطر على معظم أنحاء سوريا مع غيرها من فصائل الثوار.

يقول مالك المقهى، يحيى النعيمي: “منذ البداية منعوا النرجيلة والموسيقى” وذكر بأن المنع جعل مشروعه التجاري يخسر لأن معظم من اعتادوا على ارتياد المقهى الذي يديره يأتون من أجل تدخين النرجيلة على وجه الخصوص، ويعلق على ذلك بقوله: “إن لم نتمكن من تقديمها لهم، فإنهم سوف يضجرون ويبحثون عنها في مكان آخر”.

تحايلت مقاه أخرى في إدلب على هذا القانون عبر تقديم النارجيلة في مكان سري خلف أبواب موصدة، لكن النعيمي لا يرغب بالمخاطرة والخوض في مشكلات مع حكام المنطقة.

أتى تحريم النارجيلة والموسيقى في المقاهي ضمن حملة فرض قوانين الشريعة الإسلامية على محافظة إدلب وذلك على يد هيئة تحرير الشام عند توليها لمقاليد السلطة هناك في عام 2017، وقد شمل ذلك محاولات لفرض قيود أشد على ملابس النساء إلى جانب تحريم بيع الخمور وشرائها.

حكمت هذه الجماعة إدلب بيد الاستبداد، فحبست بعض من انتقدوها وعذبتهم بحسب ما ذكره سكان تلك المناطق ومنظمات حقوقية. إلا أن حتى هؤلاء الذين تبرموا من حكم الهيئة صاروا يصفونها بالبراغماتية والمرونة.

فرضت الهيئة النظام والقانون على منطقة مدمرة، وتراجعت عن فرض بعض القوانين بعد انتقادات لاذعة طالتها من الأهالي، ففي بداية حكمها مثلاً كانت شرطة الأخلاق تجوب الشوارع والمؤسسات الحكومية، إلا أن هذه الممارسات اختفت فيما بعد.

لم تتبن الهيئة أيضاً الأساليب الوحشية التي انتهجتها جماعات متطرفة أخرى مثل تنظيم الدولة الإسلامية الذي عاقب في بعض الأحيان أشخاصاً عبر إعدامهم على رؤوس الأشهاد، بل عمدت إلى فرض غرامات على من يخالفون القانون. كما سعت الهيئة جاهدة للتخلص من الصورة التي ارتبطت بها عندما كانت تابعة لتنظيم القاعدة، وعلى الرغم من كل ذلك، وبالرغم من محاولاتها لكسب شرعية دولية، ماتزال الهيئة تصنف ضمن التنظيمات الإرهابية لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة.

إنجازات لافتة للهيئة في إدلب

في إدلب، حرصت الهيئة على كسب قلوب الناس وعقولهم، وأثبتت جدارتها في الحكم عند توليها مهام الأشغال العامة وتنفيذها لها، حيث عبدت الطرق، ووفرت الماء والكهرباء للناس، وأصلحت ما دمرته الحرب، أي أنها قامت بكل تلك الأمور التي ما تزال بقية المناطق في سوريا تفتقر إليها.

يتولى ضباط شرطة المرور توجيه الناس عند التقاطعات والدوارات المزدحمة في حين يحافظ عمال النظافة على نظافة الشوارع والطرقات، كما جرى ترقيم البيوت والشقق بل حتى خيام النازحين بسبب الحرب وذلك ضمن مشروع يسعى لتأمين سكن وعنوان لملايين السكان.

وإلى جانب أرقام العناوين التي خُطت على الجدران علقت عدادات الكهرباء بلونها الأخضر الزاهي، بعد أن وصلت الكهرباء من تركيا، في صورة مختلفة كلياً عما نراه في المناطق السورية التي بقيت حتى فترة قريبة تحت سيطرة النظام البائد، حيث يعتمد الأهالي على مولدات الكهرباء.

بعد تعزيز سلطتها في محافظة إدلب وذلك عبر شن هجمات على فصائل ثورية أخرى، نشرت هيئة تحرير الشام النظام في منطقة غارقة بالفوضى، حيث اشتهرت بابتعادها عن الفساد، وهذا ما جعل كثيرين يتنفسون الصعداء في بلد كانت الرشى والعلاقات والواسطات أساس عمل المؤسسات الحكومية.

وحالياً، ثمة حماس كبير ممزوج بشيء من الرهبة تجاه ما يمكن أن يحدث، إذ حتى بعض منتقدي الهيئة صاروا بحالة انتظار وترقب لتطورها في مجال إدارة بلد بأكمله يتسم بتنوع أكبر وتزمت أقل من إدلب.

في واجهة مقهى شبابيك نلمح شيئاً جديداً معروضاً، ألا وهو كعكة مغطاة بالكراميل مع طبقة من المثلجات التي تحمل ألوان علم سوريا الجديد، إذ بات هذا العلم اليوم يزين معظم أنحاء هذه المدينة، إلى جانب كل ما يُذكّر الأهالي بمن قدم لهم الخدمات العامة حتى تلك اللحظة.

ويوم الجمعة بعد الصلاة، نزل الأهالي برفقة الشبان الذين يرتدون زياً مموهاً، وبعضهم يحمل بنادق كلاشينكوف، نحو الساحة المركزية للاحتفال بطرد نظام الأسد.

وفي حديقة صغيرة تقع وسط المدينة، نصبت حكومة هيئة تحرير الشام لوحة كبيرة كتب عليها: “تجديد دوار السبع بحرات والمنطقة المحيطة -2021”.

قبل شهور قليلة، شهد هذا الدوار نفسه مظاهرات ضد إدارة الهيئة شارك فيها المئات من الأهالي، فكانت تلك الموجة من إحدى الموجات الاحتجاجية الكثيرة التي خرجت في عموم أنحاء محافظة إدلب.

انتهاكات الهيئة في إدلب

خرج الناس للاحتجاج على سجن الهيئة لمعارضيها وتعذيبهم، إلى جانب فرضها لضرائب مرهقة على أغلب السكان، وذلك بحسب منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة وهي منظمة تعنى بمناصرة حقوق الإنسان.

يخبرنا محمد علي باشا، وهو مقاتل من الثوار عمره 30 عاماً من أهالي بنش التابعة لإدلب بأنه شارك في بعض تلك المظاهرات الاحتجاجية، فيقول: “رأينا كيف بدأ سلوكهم يصبح مشابهاً لسلوك نظام الأسد وأسلوب قوات الأمن لديه”، وأضاف بأن هيئة تحرير الشام وذراعها الأمنية أصبحت تداهم البيوت من دون سابق إنذار.

في بيت محمد حيث أدلى بما قاله، ثمة خزانة بجواره وضع عليها ثلاث قطع من الأسلحة، بندقيتان من طراز AK-47 إلى جانب مسدس فردي، وفوقها علم سوريا وزينة من الفراشات ذات اللون الذهبي التي جعلت المكان يبدو كمقام لأحد الأولياء.

في بعض الحالات، كانت هيئة تحرير الشام ترد على المظاهرات بالقوة بحسب ما ذكرته منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، غير أنها أنكرت ردها بشكل قاس على أهالي إدلب خلال المظاهرات، إذ قال أحمد الشرع قائد الفصيل الذي يعرف باسم أبي محمد الجولاني، في لقاء أجرته معه صحيفة نيويورك تايمز: “عندما يقول الناس بأن هنالك رد عنيف، فإن هذا لا يعني عدم وجود رد عنيف، بل هنالك رد على بعض الأشخاص الذين أخذوا يدمرون ممتلكات الناس”.

واعترف الرجل بمشروعية بعض المطالب التي رفعت في المظاهرات، بما أن بعض القوانين أصبحت تفرض ضغطاً اقتصادياً غير مبرر على الأهالي، فقال: “عالجنا تلك الأمور واسترضينا شريحة كبيرة من السكان”، وهكذا أُسقطت ضريبة الجمارك التي تفرض على القادمين من مناطق سورية أخرى بحسب ما ذكره الأهالي.

كما ذكر السكان ومنظمات حقوقية بأن قمع المعارضين قد تراجع خلال الشهور القليلة الماضية بعد خروج المظاهرات.

تعبر التجارب التي عاشتها منى أرمنازي، وهي مديرة مدرسة خاصة عمرها 63 عاماً من مدينة إدلب، عن مشاعر مختلطة يحملها كثير من الأهالي تجاه هيئة تحرير الشام، إذ في شارع سكني، خرجت منى يوم السبت الماضي لتشرف على أعمال الترميم وإعادة البناء التي يقوم بها العمال للجدران والصفوف الدراسية التي دمرتها إحدى الغارات الجوية التي شنها نظام الأسد قبل رحيله، وقد أسفرت تلك الغارات عن مقتل شخصين بحسب ما ذكرت منى.

بعد أيام على الغارة، توجهت منى إلى وزارة الأشغال العامة بمدينة إدلب لتطلب المساعدة في مجال إعادة بناء مدرستها وترميمها، فطُلب منها إحضار إيصالات بخصوص الأضرار، لتقوم الحكومة بتغطية كل تلك النفقات، وعن ذلك تقول: “إن المؤسسات تعمل على أكمل وجه”، حتى بعد أن انتابها السخط في بعض الأحيان تجاه البطء في تنفيذ الأمور، لكنها تقول: “إن الخدمات الاجتماعية التي يقدمونها جيدة، ولكن، في البداية، أي عندما أتوا في بداية الأمر، كانت الفوضى منتشرة”.

A woman and a man in the courtyard of a school building surrounded by tools.

منى أرمنازي تشرف على ترميم مدرستها

تغيرات هائلة

تخبرنا منى عن التوجه الديني المتشدد الذي أبدته الهيئة في بداية الأمر ثم تخلت عنه لاحقاً، وهذا ما دفع رجالها لفرض الخمار على النساء.

بيد أن منى مسلمة ملتزمة ترتدي حجاباً أبيض اللون من دون أن تغطي وجهها بالخمار، كما ترتدي عند خروجها من بيتها ثوباً يصل لكاحليها، ومع ذلك لم تكن ثيابها محتشمة بما فيه الكفاية بالنسبة لعناصر الهيئة بحسب ما أخبرتنا، إذ في مرة من المرات، صادفها أحد مقاتلي الهيئة أثناء سيرها في الشارع، فوبخها بسبب ما تلبسه قائلاً: “اتق الله يا أختي!” فما كان منها إلا أن ردت عليه بكل تحد قائلة: “أنت من يجب أن يتق الله ويغض بصره ويتابع سيره”، ما جعله يلتزم الصمت.

قبل أن تُحل شرطة الأخلاق قبل بضع سنوات، لم تكتف بمضايقة النساء، بل صارت تضايق الرجال الذين تظهر أوشام على أجسامهم، بحسب ما ذكرته سلوى جبان، 51 عاماً، وهي صحفية تعمل لدى وسائل إعلامية محلية متعددة، من بينها قناة حلب اليوم التلفزيونية، وتضيف قائلة: “كانوا يتدخلون بكل تفصيل من تفاصيل حياتنا” ولهذا شاركت سلوى في المظاهرات التي خرجت ضد إدارة الهيئة.

قبل فترة، بذل بعض الناس جهداً لإحياء عمل شرطة الأخلاق بحسب ما ذكرته سلوى، ولكن تلك الجهود ذهبت سدى بعد معارضة النساء للأمر، ثم بدأت الهيئة بالتطور، والآن تخبرنا سلوى بأنها ترى مزيداً من التطور الهائل من قبل الهيئة ومن قبل قائدها الشرع نفسه، وذلك في خضم سعيه للحصول على شرعية دولية أكبر، وهذا ما دفعها للقول: “لقد تغيرت الأمور كثيراً على مدار السنوات القليلة الماضية”.

المصدر: The New York Times

تلفزيون سوريا

————————

 أربعة أعضاء يستقيلون من هيئة التفاوض السورية

2024.12.19

استقال أربعة أعضاء من هيئة التفاوض السورية، بالتزامن مع التطورات السياسية التي تشهدها سوريا بعد إسقاط نظام الأسد.

وأفادت مصادر في هيئة التفاوض، بأن الأعضاء المستقيلين هم العميد عوض العلي، والعميد عبدالله الحريري، والعميد إبراهيم الجباوي، والعقيد عبد الجبار العكيدي.

وتأتي هذه الخطوة لتفتح باب التساؤلات حول مستقبل الهيئة ودورها في المشهد السياسي السوري بعد إسقاط النظام.

وأكد العقيد عبد الجبار العكيدي، في تصريح لموقع “تلفزيون سوريا”، صحة خبر الاستقالات من هيئة التفاوض السورية.

الجباوي يوضح سبب قراره

أصدر العميد إبراهيم الجباوي بياناً للرأي العام أعلن فيه استقالته واعتزاله العمل في الشأن العام، مرجعاً قراره إلى رغبته في الراحة بعد سنوات طويلة من العمل الثوري.

وقال الجباوي في بيانه: “بعد أن أنعم الله على سوريا والسوريين بانتصار ثورتهم المباركة وسقوط النظام المجرم، ومع تقدمي في العمر وحاجتي للراحة الجسدية والنفسية، أعلن اعتزالي العمل الثوري والعام، سأخصص وقتي للاهتمام بصحتي، ولم أعد أرغب بممارسة أي عمل ثوري أو غيره”.

وأكد الجباوي أنه قد بذل جهوده خلال سنوات الثورة لتحقيق طموحات السوريين، موجهاً تهنئته للشعب السوري على انتصار ثورتهم التي وصفها بالعظيمة والفريدة في التاريخ الحديث.

مصدر من الهيئة يبرر

في تعليق لمصدر داخل هيئة التفاوض لموقع “تلفزيون سوريا”، أشار إلى أن الأعضاء المستقيلين هم ضباط منشقون عن النظام السوري، وربما لديهم نية للعودة إلى مؤسسات الدولة السورية.

وأضاف المصدر: “لقد طالبنا في جلسة مجلس الأمن بعودة جميع المنشقين إلى وظائفهم، وتعويضهم عن مستحقاتهم، تكريماً لمواقفهم الشجاعة بالانشقاق ورفضهم الوقوف إلى جانب النظام”.

هيئة التفاوض تدعم جهود الشرع

وفي وقت سابق، أكّد رئيس هيئة التفاوض السورية، بدر جاموس، دعم قيادة المرحلة الجديدة في سوريا، الممثّلة حالياً بأحمد الشرع، قائد إدارة العمليات العسكرية، ومحمد البشير، رئيس حكومة تصريف الأعمال.

وقال جاموس في لقاء على تلفزيون سوريا، إنّ هيئة التفاوض السوريّة تدعم جهود “الشرع والبشير” في بناء دولة لجميع السوريين.

ودعا جاموس إلى تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع أطياف الشعب السوري، مؤكداً على ضرورة إجراء مؤتمر وطني شامل، وبدء حوار تحت إشراف أممي.

————————

مبعوث فرنسا يلتقي ناشطي المجتمع المدني السوري في دمشق |صور

حنين عمران

2024.12.17

التقى المبعوث الفرنسي الخاص إلى سوريا، جان فرانسوا جيوم، اليوم الثلاثاء، بناشطين سوريين ومنظمات المجتمع المدني داخل سوريا وخارجها والفعاليات المحلية، في العاصمة دمشق.

ويأتي هذا اللقاء في أعقاب سقوط نظام الأسد، وبعد افتتاح السفارة الفرنسية في دمشق، بعد قرابة 12 عاماً من إغلاقها، وقد جرى اللقاء في مركز “Study Zone” بمنطقة باب شرقي، بتنظيم من مؤسسة “l’Œuvre d’Orient” (عمل المشرق) الممولة للمركز.

وحضر موقع تلفزيون سوريا اللقاء، الذي تخللته نقاشات بين الناشطين ومنظمات المجتمع المدني حول بناء سوريا الجديدة والخطط المقترحة، وحوار مع المبعوث الفرنسي أجاب فيه عن العديد من التساؤلات.

فرنسا داعمة للمرحلة الانتقالية

عبّر المبعوث الفرنسي الخاص إلى سوريا، جان فرانسوا جيوم، عن استعداد فرنسا لدعم المنظمات المحلية والحقوقية والسوريين بمختلف توجهاتهم من أجل بناء سوريا الجديدة، لكن من دون التدخل في الشؤون الداخلية؛ أي أنها ستكون مساندة من مبدأ الصداقة لا بصفة المانح أو المتحكم.

مركز Study Zone

وأعرب “جيوم” عن سعادته باجتماعه مع السوريين في قلب العاصمة دمشق، مُذكراً إياهم بدعم فرنسا الدائم للثورة السورية ضد النظام السابق، خلال السنوات الفائتة، وبدعابة، طمأن الحضور بدوام الدعم الفرنسي لكن دون استخدام “إلى الأبد” لوصف هذا الدعم؛ في تلميح لما كان النظام يسوّقه لنفسه بأنّ حكمه “أبدي”.

وأشار “جيوم” إلى ضرورة تمسّك السوريين بمسار تحقيق العدالة حتى لا يفلت النظام السابق وأتباعه من العقاب، بعد كل الجرائم التي ارتكبوها بحقّ الشعب السوري.

وبسؤاله عن أهداف ومآلات اجتماع العقبة في الأردن، أوضح أنّ “الغاية الأولى كانت البحث في سبل دعم السوريين خلال المرحلة الانتقالية التي تعيشها سوريا، ومعرفة تطلعاتهم وما الذي يستطيع الاتحاد الأوروبي وفرنسا تقديمه لهم”، مشيراً إلى أنَّ “الطريق طويل نحو تحقيق الديمقراطية شرط أن تمثل هذه المرحلة الحفاظ على التنوع والتعددية في المجتمع السوري”.

وكان أهم ما أجاب عنه “جيوم”، هو حال السوريين اللاجئين في فرنسا إذا ما قرّروا زيارة بلادهم؛ فقد أكّد عزم بلاده على تمكين السوريين في فرنسا من زيارة بلدهم، من دون إسقاط صفة اللجوء عنهم.

نقاشات طويلة والآمال كبيرة

حضر اللقاء سوريون من مختلف الانتماءات الدينية والمذهبية والقومية والعشائرية؛ الأمر الذي حوّل اللقاء إلى تعبير صريح عن تنوع المجتمع السوري وتآلفه بعد سنوات الحرب الطويلة.

ودارات نقاشات بين الحاضرين الذي عبروا عن آرائهم وآمالهم وخططهم للمرحلة القادمة؛ والتي كانت جميعها تحت عنوان “لأبدأ من نفسي”، حثّاً على العمل الجاد دون التعويل على جهة دولية أو حكومة داخلية إن أمكن ذلك.

سنا علي مصطفى -ناشطة وابنة معتقل مُغيب قسراً منذ 12 عاماً (علي محمد مصطفى)- أشارت إلى ضرورة حفظ الوثائق والأدلة الموجودة في المعتقلات والسجون، وبناء أرشيف خاص منها لعلّه يكون طرف الخيط في عملية البحث عن المعتقلين، الذين ما يزالوا مجهولي المصير حتى الآن، أو يكون الدليل الدامغ على جرائم النظام لمعاقبته بأسرع ما يمكن.

وأوضحت في حديثها لـ موقع تلفزيون سوريا أنها وصلت إلى سوريا قبل 5 أيام قادمة من أميركا، في رحلة متعبة من البحث عن أبيها في أقبية الفروع الأمنية، عازمة على الاستمرار في البحث دون كلل أو ملل حتى تجده أو تتحقق العدالة بمعاقبة مجرمي النظام.

وقد عتب عدد كبير من الحضور على الحكومة الجديدة التي لم تبذل جهوداً حقيقية للحفاظ على الأدلة أو حماية الوثائق والملفات التي جرى العبث بها بالحرق والإتلاف والسرقة، في محاولة من “مجهولين” لطمس آخر الأدلة على إجرام النظام وتنكيله بالسوريين.

بدوره أكّد رضوان الأطرش -قدم من إدلب- على ضرورة تبني مبدأ السلم الأهلي حقناً للدماء وطيّاً لصفحة سوداء في تاريخ سوريا استمرت لأكثر من خمسة عقود، فيما أوضحت لارا عيزوقي -صحفية من طرطوس كانت ملاحقة من مخابرات النظام السابق- أنَّ تفعيل دور الإعلام هو حجر الأساس في صرح حرية التعبير والانتقاد.

بدورها، أمِلت الكاتبة والسينارست كوليت بهنا بوضع أساس لفكرة المواطنة في سوريا الجديدة، مع ضمان حرية الكتابة والرأي، وتجاوز عبارات “الأقلية” و”الأكثرية”.

قضية المخيمات في الشمال السوري

وحضر اللقاء أيضاً، أعضاء منظمة “بلا قيود” الحقوقية، وعبّروا عن أسفهم وحزنهم العميق لإهمال ملف المعتقلين، لا سيما بإتلاف الأدلة، كما أكّدوا على أهمية تقديم الرعاية الصحية والدعم النفسي الاجتماعي للمعتقلين المحررين مؤخراً.

ولم ينسَ الحاضرون قضية “أهل الخيام” في الشمال السوري ووجوب الالتفات إلى أحوالهم من أجل نقلهم إلى حياة كريمة تليق بإنسانيتهم.

شهد اللقاء مداخلات من قبل الطلاب الذين يدرسون في قاعات مركز “Study Zone”، إذ أدلوا برأيهم حول المرحلة الانتقالية ورغبتهم في المشاركة الفاعلة وفق اختصاصاتهم الدراسية والمهنية إن أمكن ذلك.

عبد الله بلالي -طالب في قسم الإرشاد النفسي بجامعة دمشق- لفت انتباه الحاضرين إلى ضرورة تبنّي خطط حقيقية لمساعدة المتضررين نفسياً بعد سنوات الحرب الطويلة، لا سيما أولئك الذين تعرضوا للاعتقال والنزوح وظروف الحياة القاسية.

قال مدير مشروع “Study Zone” سليم إبراهيم لـ موقع تلفزيون سوريا،  إنّ فكرة المشروع بدأت، عام 2013، على يد الدكتور سفير سليم وفريدي يوسف في حلب، وبتمويل من مؤسسة “l’Œuvre d’Orient” ووزارة الخارجية الفرنسية.

وتقوم فكرة المشروع على تأمين المقومات اللازمة للدراسة والتحصيل العلمي للطلاب السوريين، في ظل الظروف القاسية التي فرضها النظام السابق، خلال سنوات حكمه الأخيرة؛ من انقطاع الكهرباء، وانقطاع الإنترنت، فضلاً عن عدم وجود أماكن ملائمة للدراسة بالنسبة للطلاب الذين هجروا من بيوتهم.

وبحسب “سليم”، نجح المشروع في تحقيق غايته بـ”تأمين الجو المناسب والكهرباء والإنترنت والتدفئة والتكييف للطلاب، وبرسوم رمزية جداً”، مشيراً إلى أنّ عدد مراكزهم وصل إلى 14 مركزاً موزعين بين 5 محافظات: دمشق، حمص، اللاذقية، طرطوس، حلب، كما لفت إلى أنّ المشروع يتبع لـ منظمة “Christian Hope Centre”، وهو تحت رعاية مطرانية اللاتين في سوريا.

—————————-

 شرق سوريا بين الأكراد والأميركيّين: منطقة نفطيّة وباب تجاري جاد/ جاد ح. فياض

ديسمبر 19, 2024

ما بين الوجود الكردي شمال شرق سوريا، وقاعدة التنف الأميركية جنوب شرق البلاد، ومعبر البوكمال بينهما، منطقة شرقية استراتيجية تحد سوريا مع تركيا والعراق والأردن، تزاحمت عليها القوى الدولية لبسط سيطرة سياسية وعسكرية تمنحها أفضلية في منطقة الشرق الأوسط، كون هذا الخط الحدودي يفصل ما بين الخليجين العربي والفارسي، وبلاد الشام شاطئ البحر الأبيض المتوسط.

 يتصدّر الأكراد المشهد الشرقي، وتُسيطر الإدارة الذاتية لشمال سوريا وشرقها، وذراعها العسكرية قوات سوريا الديموقراطية “قسد”، بدعم أميركي، على الحسكة التي تحد تركيا والعراق، وكانت تبسط سلطتها على دير الزور التي سيطرت على جنوبها إدارة العمليات العسكرية قبل أيام. الشمال الشرقي السوري منطقة غنية بالنفط، كان الأكراد قد خاضوا معارك مهمة ضد “داعش” فيها قبل سنوات.

يولي الأكراد أهمية قصوى لهذه المناطق الغنية بالثروات الطبيعية، كونها امتداداً جغرافياً طبيعياً لوجودهم في إقليم كردستان في شمال العراق، وجزءاً من مشروعهم الأوسع كدولة كردية في المثلث الواقع بين تركيا وسوريا والعراق، وقد تدخّل الأميركيون ووطّدوا علاقاتهم مع الأكراد بتحالف دولي لمواجهة “داعش” لإرساء موطئ قدم في منطقة نفطية ذات منافع اقتصادية وسياسية.

لم يتوصّل الأكراد إلى تسوية سياسية مع إدارة العمليات العسكرية بعد، والعلاقة “ضبابية” بين الطرفين، وفق ما يقول نورهات حسن، المقيم في إقليم كردستان في العراق، والذي يُشير إلى أن الإدارة الذاتية في شمال سوريا وشرقها لم تُشكّل وفداً بعد لزيارة القيادة السياسية في دمشق، لكنه يتحدّث عن “نوع من الإيجابية”.

هذه الإيجابية ناتجة من إشارات يلفت إليها حسن في حديثه مع “النهار”، إذ يقول إن الإدارة الذاتية تعتبر أن قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع “لا يكنّ العداء” للأكراد “على عكس بعض الفصائل المقرّبة من تركيا” في شمال حلب، ثم إن الإدارة الذاتية لشمال سوريا وشرقها كان لها سلسلة تصريحات بشأن “دعم وحدة الأراضي السورية وجهوزية التفاوض مع الشرع”.

وإذ يُراود حلم الدولة المستقلة الأكراد، وتظهر استطلاعات رأي إقليم كردستان العراقي تقدّم دعاة الانفصال، إلّا أن قوام الكيان الكردي المستقل مع شمال شرق سوريا غير متوافر دولياً، وهو ما يوافق عليه حسن الذي أقام في المنطقة ولم يرصد “نزعات انفصالية، بل توجهات نحو دعم وحدة الأراضي السورية والاستعداد لمفاوضات الحكومات، منذ زمن نظام بشّار الأسد حتى اليوم”.

جنوباً نحو محافظتي حمص ودمشق، فإن المنطقتين تخضعان لإدارة العمليات العسكرية بنسبة كبيرة. في حمص موقعان استراتيجيان، الأول هو قاعدة التنف الأميركية الواقعة في حمص عند الحدود بين سوريا والأردن والعراق، والثاني هو معبر البوكمال مع العراق الذي سيطرت عليه فصائل مقرّبة من إيران قبل سقوط النظام السابق، لأنه كان ممر السلاح الرئيسي من العراق نحو سوريا ولبنان.

قاعدة التنف العسكرية الأميركية الموجودة في سوريا هي امتداد لقاعدة التنف في شمال الأردن، كان الهدف منها ترسيخ وجود أميركي عند الحدود الشرقية الجنوبية لمواجهة تحرّكات الجماعات المقرّبة من إيران، علماً أن الهدف المُعلن كان مواجهة تنظيم “داعش” الذي نشط خلال مرحلة زمنية في شرق سوريا قبل أن تتراجع رقعة سيطرته بعد مواجهات مع “قسد”.

أما معبر البوكمال، فهو الممر الاستراتيجي من الخليج والعراق نحو سوريا ولبنان والبحر المتوسّط. تمركزت الجماعات المقرّبة من إيران عند هذه النقطة واستغلته كمعبر إمداد سلاح، وتعرّض للقصف الإسرائيلي مراراً. وبعد سقوط الأسد، انسحبت الفصائل الإيرانية، وحسب حسن، “سيطر جيش سوريا الحرّة المقرّب من التحالف الدولي والولايات المتحدة” عليه.

الاستراتيجية الاقتصادية لا تغيب عن منطقة شرق سوريا، من شمالها نحو جنوبها، وإضافة إلى حقول النفط الموجودة في الشرق الشمالي، فإن نهر الفرات الذي يقسم دير الزور مصدر مائي مهم جداً. جنوباً، فإن المعابر مع العراق والأردن تشكّل منافد سوريا نحو الخليجين الفارسي والعربي، وبالتالي نقاط تبادل تجاري ونفطي وترانزيت.

في المحصّلة، فإن منطقة شرق سوريا استراتيجية من ناحية موقعها الجغرافي، ومن ناحية النفوذ الأميركي القوي، ومن المرتقب أن يكون لها دور كبير في إنماء سوريا اقتصادياً إذا استقر الوضع السياسي، لكنها قد تشهد صراعات في شمالها بين القوات الكردية التي قد تسعى للحفاظ على هامش استقلاليتها من جهة، والحكومة الجديدة التي تُريد فرض سيطرتها على كل الأراضي السورية من جهة أخرى.

النهار العربي

—————————

بلينكن ينصح “هيئة تحرير الشام” بالوفاء بوعودها لتجنّب عزلة “طالبان” ومصير الأسد

المصدر: أ ف ب

قال وزير الخارجية الأميركي إن هيئة تحرير الشام يمكنها أيضا أن تتعلم دروسا من بشار الأسد ‏بشأن ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية مع الجماعات الأخرى

19-12-2024

دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء هيئة تحرير الشام التي أطاحت بشار الأسد ‏وتولت السلطة في سوريا، إلى الوفاء بوعودها بالاعتدال إذا كانت تريد تجنب العزلة المفروضة ‏على حركة “طالبان” الأفغانية‎.‎

وهيئة تحرير الشام التي قادت هجوم فصائل المعارضة المسلّحة لإسقاط الأسد والتي فكّت ‏ارتباطها مع تنظيم “القاعدة” عام 2016، ما زالت مدرجة في قائمة المنظمات “الإرهابية” ‏لعواصم غربية عدة، لا سيما واشنطن‎.‎

وقال بلينكن في مداخلة ألقاها أمام مركز “كاونسل أون فورين ريليشنز” للبحوث في نيويورك ‏‏”أظهرت حركة طالبان وجها أكثر اعتدالا، أو على الأقل حاولت ذلك، عندما سيطرت على ‏أفغانستان، ثم ظهر وجهها الحقيقي. وكانت النتيجة أنها بقيت معزولة إلى حد كبير” على الصعيد ‏الدولي‎.‎

وأضاف “لذلك، إذا كنتم لا تريدون هذه العزلة، فهناك أمور معينة ينبغي أن تقوموا بها لدفع ‏البلاد إلى الأمام”. ‏

وعادت حركة “طالبان” إلى السلطة عام 2021 بعد وقت قصير من انسحاب القوات الأميركية ‏من أفغانستان. وبعد بعض الانفتاح تجاه الغرب، أعادت حكومة “طالبان” فرض تفسير صارم ‏للشريعة الإسلامية وزيادة التدابير التقييدية ضد النساء‎.‎

ولم تعترف أي دولة بـ”طالبان” كحكومة شرعية رغم أن الصين والإمارات قبلتا أوراق اعتماد ‏السفيرين اللذين عينتهما “طالبان”‎.‎

كذلك، دعا بلينكن إلى تشكيل حكومة سورية “غير طائفية” تحمي الأقليات وتعالج المخاوف ‏الأمنية، بما في ذلك مواصلة القتال ضد تنظيم “داعش” وإزالة مخزونات الأسلحة الكيميائية ‏المتبقية‎.‎

وقال وزير الخارجية الأميركي إن هيئة تحرير الشام يمكنها أيضا أن تتعلم دروسا من الأسد ‏بشأن ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية مع الجماعات الأخرى، موضحا أن “رفض الأسد ‏المطلق الانخراط في أي شكل من العملية السياسية هو أحد الأشياء التي أدّت إلى سقوطه”. ‏

——————————–

==========================

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى