سقوط بشار الأسد، الرئيس الفار والمخلوعسياسة

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 03 كانون الثاني 2025

لمتابعة التغطيات السابقة

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 02 كانون الثاني 2025

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 01 كانون الثاني 2025

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 31 كانون الأول 2024

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 30 كانون الأول 2024

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 29 كانون الأول 2024

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 28 كانون الأول 2024

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 27 كانون الأول 2024

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 26 كانون الأول 2024

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 25 كانون الأول 2024

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 23 كانون الأول 2024

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 22 كانون الأول 2024

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 21 كانون الأول 2024

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 20 كانون الأول 2024

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 19 كانون الأول 2024

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 18 كانون الأول 2024

سوريا حرة إلى الأبد:  أحداث ووقائع 17 كانون الأول 2024

سوريا حرة إلى الأبد: المصاعب والتحديات، أحداث ووقائع 16 كانون الأول 2024

سوريا حرة إلى الأبد: مهام اليوم التالي، أحداث ووقائع 15 كانون الأول 2024

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 14 كانون الأول 2024

جمعة النصر الأولى على الطاغية، سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع سقوط الديكتاتور الفار بشار الأسد في سورية

سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع سقوط الديكتاتور الفار بشار الأسد في سورية

—————————————–

بعد انتقادات لتعديلات المنهج التعليمي… السلطات تحاول تهدئة الجدل في سوريا

2 يناير 2025 م

أثارت تعديلات أجرتها وزارة التربية في الإدارة الجديدة في سوريا، على بعض المواد التعليمية، جدلاً في أوساط ناشطين، في حين أعلن وزير التربية، نذير القادري، الخميس، أن تلك التغييرات تهدف فقط إلى حذف «ما يُمجّد النظام السابق» و«معلومات مغلوطة» في شرح آيات قرآنية، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأطلقت فصائل مسلحة، تقودها «هيئة تحرير الشام»، هجوماً مباغتاً أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، سيطرت خلاله على مدن سورية رئيسية، ودخلت دمشق فجر الثامن من ديسمبر (كانون الأول). وفرّ الرئيس السوري بشار الأسد من العاصمة، منهياً بذلك حكم عائلته، الذي تواصل لأكثر من 5 عقود.

ونشرت صفحة الوزارة على موقع «فيسبوك»، أمس، تعديلات لعدّة مواد دراسية، تضمّنت عبارات طلبت إلغاءها، وأخرى استبدالها.

وتشمل التعديلات إلغاء عبارات أو مقاطع مرتبطة بالدعاية للحكم السابق، منها على سبيل المثال «حذف نشيد النظام» من أحد كتب اللغة العربية، في إشارة إلى النشيد الوطني، وكذلك إلغاء قصائد مرتبطة بالنساء والعشق والغزل، ونص عن دار الأوبرا.

وانتقد الصحافي والناشط شيار خليل التعديلات في منشور على «فيسبوك»، عادّاً أن «التعليم المبني على أيديولوجيات متطرفة قد يؤدي إلى إنتاج أفراد يحملون أفكاراً تُهدد الأمن الإقليمي والدولي». وأضاف أن «تغيير المناهج تحت إشراف (هيئة تحرير الشام) ليس مجرد خطر تعليمي، بل تهديد طويل الأمد للنسيج الاجتماعي ومستقبل سوريا».

ووصف من جهته الصحافي زياد حيدر، في منشور على «فيسبوك»، تلك التعديلات بأنها «إعدامات تعليمية»، عادّاً أن «دولاً كثيرة ستُعيد التفكير بتعاملها مع الهيئة» على خلفيتها «لا سيما أن هناك استهدافاً لفئات دينية بعينها».

وفي ردٍّ على الانتقادات التي تعرّضت لها تلك التعديلات، أعلن وزير التربية في بيان نشر عبر تطبيق «تلغرام» أن «المناهج الدراسية في جميع مدارس سوريا ما زالت على وضعها حتى تُشَّكل لجان اختصاصية لمراجعة المناهج وتدقيقها».

وأضاف: «وجّهنا فقط بحذف ما يتعلق بما يُمجد نظام الأسد البائد، واعتمدنا صور علم الثورة السورية بدل علم النظام البائد في جميع الكتب المدرسية».

وأوضح الوزير أن «ما تم الإعلان عنه هو تعديل لبعض المعلومات المغلوطة التي اعتمدها نظام الأسد البائد في منهج مادة التربية الإسلامية، مثل شرح بعض الآيات القرآنية بطريقة مغلوطة».

بعض التعديلات

ونشرت وزارة التعليم قائمة بالتعديلات التي أجرتها على مناهج مراحل التعليم الأساسي على صفحة «فيسبوك» وتضمنت إلغاء مادة التربية الوطنية، «نظراً لما تحتويه من معلومات مغلوطة تهدف إلى تعزيز الدعاية لنظام الأسد المخلوع وترسيخ قواعد حزبه»، وتم تعويض درجاتها بمادة «التربية الدينية» الإسلامية أو المسيحية، وإعادة درجات مادة التربية الدينية إلى المجموع العام، ومجموع الشهادة الثانوية العامة بفروعها، بدلاً من طي درجات التربية الدينية من مجموع امتحانات الثانوية العامة، في المفاضلة الجامعية في سوريا.

وأثارت التعديلات عاصفة من الجدل في الأوساط السورية باعتبار عملية تغيير المناهج ليست من صلاحيات حكومة الإنقاذ أو «تسيير الأعمال» وأن ذلك يتطلب تشكيل لجان اختصاصية بعد صياغة الدستور وتحديد هوية الدولة. وطالب الناشطون السوريون باقتصار التعديلات في المرحلة الراهنة على الجمل والعبارات والصور والمواد التي تشير إلى «النظام البعثي الساقط».

ومن التعديلات التي أثارت الرأي العام حذف صور المنحوتات والتماثيل من كتب اللغة الإنجليزية، وحذف «الفكر الفلسفي الصيني» من كتاب الفلسفة في الصف الأول الثانوي، ودروس وصفحات كاملة من مقررات الفلسفة في منهاج الثانوي الأدبي. وحذف فقرتي «أصل التطور والحياة» من كتاب العلوم في الصف الثالث الثانوي، وتطور الدماغ بـ«الكامل» من أحد الدروس.

جمال باشا

كما تم حذف جملة «إعدام قادة الحركة الوطنية في السادس من مايو (أيار) 1916» من كتاب التاريخ في الصف الثالث الثانوي الأدبي، التي تشير إلى «شهداء السادس من أيار» الذين أعدمهم جمال باشا، أواخر العهد العثماني، لمشاركتهم في الثورة العربية الكبرى ضد العثمانيين، ولا تزال الساحة التي جرى إعدامهم فيها تضم نصباً تذكارياً يحمل أسماءهم.

كما جرى استبدال تعبير «الحكم العثماني» بـ«الاحتلال العثماني»، الأمر الذي عدّه البعض محاولة لاسترضاء تركيا. كما جرى حذف الإشارات إلى الآلهة وأسمائها في الميثولوجيا القديمة من كتب التاريخ المدرسية، وحذف أسماء شخصيات تاريخية مثل: زنوبيا وخولة بنت الأزور، من الشخصيات النسائية المؤثرة في التاريخ العربي، بزعم أن زنوبيا رومانية، وخولة بنت الأزور شخصية خيالية.

—————————–

من الفن إلى النضال: سوريات تحوّلن إلى رموز لمواجهة الأسد

إعلام وحريات

03 يناير 2025

لعبت العديد من النساء في سورية دوراً أساسياً عبر السنوات في النضال ضد نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وتحوّلن إلى رموز لمقارعة الاستبداد. وبدأ الشعب السوري نضاله ضد انتهاكات حقوق الإنسان والقمع الذي مارسه نظام الأسد قبل سنوات من انطلاق الثورة عام 2011. بعدها برزت شخصيات نسائية مثل فدوى سليمان، ومي سكاف، وأصالة نصري، ورزان زيتونة، وغالية الرحال، كأيقونات ورموز للنضال ضد النظام الاستبدادي.

وأسفرت الحرب عن مقتل مئات الآلاف من السوريين، وتعرض مئات الآلاف أيضاً للتعذيب على يد النظام المخلوع، بالإضافة إلى لجوء وهجرة ملايين الأشخاص. وخلال هذه الفترة، شارك العديد من الشخصيات المعارضة للنظام، وبينهم موظفون عسكريون ودبلوماسيون وأكاديميون وصحافيون، في معارضة ومقارعة الأسد بطرق مختلفة. كما شاركت النساء السوريات من فنانات وناشطات ومدافعات عن حقوق الإنسان في الاحتجاجات والمسيرات ونشر المجلات والصحف وكتابة المقالات، بالإضافة إلى إنتاج الأفلام الوثائقية، للتعبير عن اعتراضهن ومحاولة إيصال أصواتهن إلى المجتمع الدولي.

فدوى سليمان: رمز للنضال ضد النظام

برزت الممثلة وفنانة الدوبلاج فدوى سليمان بوصفها أحد أبرز الوجوه النسائية في النضال ضد نظام الأسد. ولدت سليمان في 17 مايو/ أيار 1970 في مدينة حلب شمالي سورية، وكانت في مقدمة الصفوف في الاحتجاجات ضد نظام الأسد، ما جعلها واحدة من أبرز الشخصيات النسائية المقارعة للاستبداد. بعد اشتداد الحرب، غادرت الممثلة سورية، حيث عاشت في المنفى في فرنسا، وتوفيت في 17 أغسطس/ آب 2017 في باريس عن عمر ناهز 47 عاماً، بعد إصابتها بمرض السرطان.

مي سكاف: من أوائل الفنانات الداعمات للثورة

كانت مي سكاف من أوائل الفنانات اللواتي دعمن الانتفاضة الشعبية ضد نظام الأسد، ما حوّلها إلى أحد أهم الرموز النسائية في النضال ضد الاستبداد الأسدي. ساهمت سكاف في العديد من المسلسلات التلفزيونية والمسرحيات، وشاركت في الاحتجاجات المناهضة لنظام الأسد التي بدأت عام 2011. بعد أن اعتقلت عدة مرات من قبل النظام بين عامي 2011 و2013، انتقلت للعيش في باريس، حيث واصلت دعمها قضية الشعب السوري، وأصبحت بذلك واحدة من أبرز الفنانات المعارضات للأسد، ورمزاً للنضال ضد الاستبداد، قبل أن تتوفى في باريس في 28 يوليو/ تموز 2018.

أصالة نصري: صوت داعم لنضال شعب سورية

أصالة نصري

ولدت المطربة أصالة نصري في 15 مايو/ أيار 1969 في دمشق، وبرزت ضمن الأسماء المناهضة للأسد والداعمة لنضال الشعب السوري من أجل الحرية. ومنذ اندلاع التظاهرات الشعبية عام 2011، دعمت نصري مطالب الشعب السوري، وناهضت السياسات الاستبدادية التي اتسم بها نظام الأسد، كما أظهرت مواقف إنسانية خلال الحرب الداخلية، وسلّطت الضوء على معاناة الشعب السوري، من خلال تصريحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي سبتمبر/ أيلول 2014، شاركت أصالة نصري في أنشطة وفعاليات يوم السلام العالمي الذي نظمته الأمم المتحدة في العاصمة الهولندية أمستردام، وجرى تنصيبها سفيرة للسلام بمنطقة الشرق الأوسط من قبل منظمة ماستر بيس (MasterPeace)، لمساهمتها في بناء السلام من خلال الموسيقى.

رزان زيتونة: مصير مجهول للمدافعة عن حقوق الإنسان

رزان زيتونة

عُرفت المحامية والناشطة الحقوقية رزان زيتونة بصفتها إحدى الشخصيات التي ألهمت السوريين في مسيرتهم لتحقيق العدالة لكل السوريين. في عام 2001، كانت زيتونة جزءاً من فريق المحامين المدافعين عن المعتقلين السياسيين في سورية، وأسست الجمعية السورية لحقوق الإنسان، التي وثّقت انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد. وفي عام 2013، اتهمها نظام الأسد بـ”العمالة لجهات خارجية”، وهي تهمة غالباً ما كان يطلقها نظام الأسد المخلوع على معارضيه، قبل أن يجري اختطافها ولا يزال مصيرها مجهولاً.

غالية الرحال: ناشطة مناهضة لاستبداد الأسد

الناشطة الحقوقية السورية غالية الرحال

ولدت غالية الرحال عام 1974 في مدينة الرقة، شمالي سورية، وبرزت ناشطة في مجال حقوق الإنسان ومناهضة عنيدة لاستبداد الأسد. الرحال التي طالما عرفت بجهودها في دعم النساء السوريات والمشاركة في العمل الإنساني، دعمت وبقوة الحراك الشعبي في سورية ضد نظام الأسد، من خلال أنشطة إنسانية ومؤتمرات ودورات تدريبية.

وبعد الضغوط التي تعرّضت لها، اضطرت الرحال إلى مغادرة سورية وانتقلت إلى ألمانيا، حيث واصلت دعم الشعب السوري ونضاله على طريق الحرية والتخلص من الاستبداد، وتسليط الضوء على معاناته في مختلف المحافل الدولية.

وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق، عقب السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاماً من نظام حزب البعث الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

(الأناضول)

——————————

الأمن العام السوري يلقي القبض على سارق ملفات سجن صيدنايا

2025.01.03

أفادت مصادر محلية في مدينة حمص أن جهاز الأمن العام السوري ألقى القبض على محمد نور الدين شلهوم، المتورط في تعطيل كاميرات سجن صيدنايا وسرقة الملفات من السجن قبيل وصول فصائل المعارضة عند تحرير دمشق.

ووفق المصادر، فإن محمد نور الدين شلهوم كان يعمل بإمرة قريبه قائد مجموعة “أسود الحرس الجمهوري”، المدعو حسان شلهوم، وأسهم مع آخرين في تعطيل كاميرات سجن صيدنايا وسرقة الملفات قبيل تحرير السجن.

وذكرت المصادر أن محمد وقريبه حسان، المنحدرين من بلدة تلفيتا بريف دمشق، عملا على تأمين انسحاب جميع الحواجز التابعة لنظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، المحيطة بسجن صيدنايا قبيل وصول فصائل المعارضة.

وأكدت المصادر أنه بعد ھروب العناصر العسكرية من سجن صيدنايا ومحاولة الناس الدخول للسجن أطلق أفراد من عائلة شلهوم في تلفيتا النار عليھم في محاولة لحماية السجن بدل عناصر النظام.

وأشارت المصادر إلى أن محمد وحسان شلهوم كانا يتعاونان مع عناصر من “حزب الله” اللبناني لتصنيع وترويج المخدرات في سوريا، في حين ينسب إلى خالد شلهوم، شقيق حسان، امتلاك معمل لإنتاج الكبتاغون وتجارته.

حملة أمنية في حمص لملاحقة فلول النظام السابق

يشار إلى أن وزارة الداخلية بدأت بالتعاون مع إدارة العمليات العسكرية، أمس الخميس، عملية تمشيط واسعة بعدة أحياء في مدينة حمص، بحثاً عن مجرمي حرب، ومسلحين رفضوا تسليم سلاحهم ومراجعة مراكز التسوية.

وقال مراسل “تلفزيون سوريا” إن وزارة الداخلية طلبت من الأهالي في حيي وادي الذهب وعكرمة البقاء بالمنازل، والتعاون الكامل مع قواتها، إلى حين انتهاء حملة التمشيط أو السماح لهم بالتجوال.

وأضاف المراسل أن عملية التمشيط تستهدف بالدرجة الأولى مجرمي حرب وفارين من قبضة العدالة، بالإضافة إلى ذخيرة وأسلحة مخبأة.

————————–

فورين أفيرز: أفضل طريقة تساعد فيها أمريكا سوريا الجديدة هي سحب قواتها وتخفيف العقوبات

إبراهيم درويش

تحديث 03 كانون الثاني 2025

نشرت دورية “فورين أفيرز” مقالًا مشتركًا أعده ستيفن سايمون، الزميل في معهد كوينسي، والأستاذ في كلية دارتموث وجوشوا لانديز، منسق مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، والزميل غير المقيم في معهد كوينسي، قالا فيه إن أفضل طريقة يمكن للولايات المتحدة مساعدة سوريا الجديدة هي خلق الظروف لانسحاب قواتها من الأراضي السورية. فانهيار نظام بشار الأسد المفاجئ، بعد الهجوم الذي شنته “هيئة تحرير الشام” وجماعات متحالفة معها، أدى لفرحة واحتفال السوريين الذين عانوا 13 عامًا من الحرب الأهلية.

وفي الوقت الذي تتشكل فيه الحكومة في دمشق، فإن المراقبين الأجانب والسوريين على حد سواء يشعرون بالقلق من طبيعتها وكيف ستكون حكومة شاملة وممثلة، مهما كانت إسلامية الطابع.

فالحاكم الفعلي للبلاد هو أحمد الشرع، كانت له علاقات مع تنظيم “القاعدة”، رغم تأكيده على نبذ أفكارها، في وقت لا تزال “هيئة تحرير الشام” مصنفة كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة والأمم المتحدة.

وهناك مخاوف من أن تؤدي القضايا الخلافية، التي لم تُسوَّ، بين الجماعات الدينية والعرقية إلى عرقلة جهود الشرع توحيد البلاد وتعزيز حكمه.

وعليه، فالخيارات التي ستقوم بها الولايات المتحدة على المدى القريب والمتوسط ستؤثر على قدرة النظام الجديد توسيع سلطته على سوريا وإعادة بنائها.

وفي الوقت الذي تفكر فيه واشنطن بالطرق التي يجب التعاون فيها مع حكومة دمشق، فهناك عدة أسباب تدعو لمنح الحكام الجدد، فضيلة الشك. واحد منها الوضع الاقتصادي الخطير، فنسبة 70% من سكان سوريا يعيشون تحت خط الفقر، كما انخفض الناتج المحلي السوري منذ عام 2011، من 60 مليار دولار في السنة إلى 10 مليارات. وتقدر كلفة إعادة الإعمار بحوالي 400 مليار دولار.

 السبب الثاني، هو أن الشرع أظهر قدرة على التكيف مع الأوضاع الجديدة، فبعد سيطرته على إدلب عام 2017، مضى في بناء شبه دويلة، وطهر صفوف جماعته من المقاتلين الأجانب، وتبنّى أجندة وطنية سورية، ونبذ الأجندة الأيديولوجية لـ “القاعدة” من أجل الحصول على الدعم المالي من تركيا وقطر، وهو ما ساعده للزحف نحو دمشق.

وتواصل الشرع مع الأقليات المسيحية والدرزية، ودعا لتعليم المرأة، ما سهّل وصول المساعدات الإنسانية التي أشرفت عليها منظمات غير حكومية.

أما السبب الثالث والمهم، فهو الهدف النهائي للولايات المتحدة الذي تم تحقيقه، فقد انهار نظام الأسد، وانسحبت القوات الإيرانية والروسية التي قدمت الدعم لنظامه. وبالنسبة لإيران فقد كانت الخسارة ضربة قوية لمحور المقاومة وللممر البري مع لبنان ودعم “حزب الله” بالأسلحة.

وفي الوقت نفسه عملت القوات الأمريكية في شمال- شرق سوريا مع حلفائها الأكراد على إضعاف تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا. وعليه، فلا توجد حاجة ماسة للولايات المتحدة للبقاء في سوريا، أو مواصلة العقوبات الصارمة التي فرضتها على النظام السابق للأسد. وإن أفضل ما تتطلع إليه دول الجوار السوري دولة موحدة ومتماسكة، وتستطيع التفاوض والالتزام بالاتفاقيات الدبلوماسية وتنفيذها بشكل يدعم الاستقرار الإقليمي.

والخيار الآخر هو سوريا ضعيفة تعاني من النزاعات، وهي نتيجة تحتاج لبقاء أمريكي طويل ومكلف في المنطقة، وسوريا تخلق مشاكل لتركيا، حليفة أمريكا، وتعرض عمليات إعادة الإعمار الحساسة للخطر، وتخلق بالضرورة، موجة أخرى من الهجرة السورية.

ولتجنب هذا السيناريو، يتعين على الولايات المتحدة أن تمنح الحكومة السورية الجديدة فرصة، ويتعين عليها أن تسحب قواتها من البلاد، ما يسمح لدمشق باستعادة السيطرة على المحافظات الغنية بالنفط والزراعية في شمال- شرق سوريا. إلا أن واشنطن تحتاج أولًا إلى ضمانات بأن الشرع و”هيئة تحرير الشام” لديهما القدرة والإرادة للسيطرة على تنظيم “الدولة”، وأن الحكومة الجديدة ستضمن سلامة وتدمج أكراد سوريا، حتى لو اقتضى الأمر، النأي بنفسها عن أنقرة. وباستخدام النفوذ الأمريكي المتاح، بما في ذلك الالتزام برفع العقوبات، الأمر الذي سيسمح بالاستثمار الأجنبي في سوريا، ويعطي الحكومة القدرة على الوصول إلى النظام المصرفي الدولي، تستطيع واشنطن إقناع حكومة الشرع بأن التعاون لتسهيل رحيل القوات العسكرية الأمريكية هو في مصلحتها.

ويقول الكاتبان إن على الولايات المتحدة التخطيط لسحب ما يقرب من 2,000 جندي أمريكي في سوريا. فقد حقق وجودهم عدة أهداف في بلد عانى من حرب أهلية، منها اعتراض قوافل الدعم الإيرانية لـ “حزب الله” في لبنان، وحرمان نظام الأسد من الاستفادة من منابع النفط، إلى جانب ردع تركيا والجماعات الموالية لها من ضرب الجماعات الكردية المسلحة التي تمتعت بحماية القوات الأمريكية، إلى جانب مواصلة ملاحقة تنظيم “الدولة” ومنعه من إعادة تنظيم نفسه. وهي مهمة أكد البنتاغون على تحققها في عام 2024. وساعدت هذه الجهود على نشوء منطقة حكم شبه ذاتي في شمال- شرق سوريا. وتوجد في المنطقة إلى جانب دير الزور حقول النفط والغاز، والتي سيطرت عليها الولايات المتحدة منذ عام 2019. وهي المنطقة التي يتم فيها اعتقال أكثر من 20,000 من مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية”، إلى جانب 60,000 من أبنائهم وزوجاتهم.

وبالمحصلة، فقد تحققت معظم أهداف الولايات المتحدة، مثل منع التواصل الإيراني مع لبنان عبر سوريا، وهرب الأسد إلى موسكو، وسُحقت خلافة تنظيم “الدولة”.

والمشكلة الوحيدة التي لا تزال بدون حل هي الأكراد السوريون. ولن يؤثر سحب القوات الأمريكية من سوريا الكثير لتغيير الموقف العسكري العام للولايات المتحدة، لأن الانتشار الحالي في سوريا يمثل جزءًا ضئيلًا جدًا من 614,000 جندي أمريكي في الخدمة الفعلية والاحتياط ومشاة البحرية.

وإذا كانت واشنطن تفضل رؤية سوريا ضعيفة ومنقسمة، فإن قوة قوامها 2,000 جندي هي بلا شك نهج قليل الكلفة للحفاظ عليها على هذا النحو. ولكن إذا كانت تريد أن تكون الحكومة السورية الجديدة قادرة على تخفيف الأزمة الإنسانية الحالية، والسيطرة على حدود البلاد، وبدء عملية إعادة الإعمار، فإن وجود القوات في تحدٍ لرغبات تلك الحكومة أمر غير منتج. وقد يكون الحفاظ على الوضع الراهن أكثر خطورة من الانسحاب.

 إن أي محاولة من جانب الحكومة الجديدة لتحدي الوجود الأمريكي المستمر قد تؤدي إلى مقتل جنود أمريكيين، وقد تضطر واشنطن إلى الالتزام بنشر أكبر. وقد تسعى السلطات السورية المحاصرة إلى طلب المساعدة من تركيا أو حتى روسيا، وقد يتبع ذلك تصعيد.

ولكن إذا توصلت واشنطن، بدلًا من ذلك، إلى اتفاق يشمل رحيل القوات الأمريكية، فقد تحصل على تنازلات من الحكومة السورية الجديدة، تسهم في خدمة الأهداف الأمريكية، بما في ذلك أمن الأكراد السوريين.

وقد يساعد الانسحاب الأمريكي على تعافي الاقتصاد السوري أيضًا. وسوف تستلزم هذه العملية تسليم السيطرة على حقول النفط للحكومة الجديدة، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة الإنتاج، وجني مكافآت اقتصادية فورية.

وقد تجند الولايات المتحدة والسعودية والإمارات العربية المتحدة في الجهود الرامية إلى زيادة إنتاج النفط، وهي الخطوة التي من شأنها أن تعود بالنفع على واشنطن في المفاوضات المستقبلية وتطوير الاقتصاد السوري من خلال توفير فرص عمل ثابتة في قطاع النفط والصناعات الأخرى التي تعتمد عليه، وهو ما قد يغري اللاجئين في الأردن ولبنان وتركيا بالعودة إلى وطنهم.

ويظل مصير الأكراد هو المشكلة الرئيسية في التفاوض على رحيل القوات الأمريكية من سوريا. فبعد انهيار نظام الأسد، رفع الأكراد علم الثورة السورية وطمأنهم الشرع، لكن علاقة “هيئة تحرير الشام” مع أنقرة، والعداء بين الأكراد والعرب قد تكون مصدرًا للمشاكل. ويرى المدافعون عما يُعرف بـ “قوات سوريا الديمقراطية” أن تخلّي الولايات المتحدة عنها سيكون لطخة عار لا تُمحى في سمعة واشنطن، ويضعف ثقة الحلفاء بموثوقية أمريكا، وسيشجع تركيا وبقايا تنظيم “الدولة الإسلامية”.

 ويظل الرهان الأفضل لواشنطن إقناع أكراد سوريا بالاندماج في سوريا الجديدة، كما دعا الشرع. ويحتاج صناع السياسات الأمريكيون أيضًا إلى إقناع أنقرة بقبول هذه النتيجة. فتركيا تعتبر “قوات سوريا الديمقراطية” منظمة إرهابية متحالفة مع “حزب العمال الكردستاني”، وهي جماعة مسلحة تقاتل تركيا منذ عقود، وقد صنفتها كل من تركيا والولايات المتحدة منظمة إرهابية.

وتؤكد أنقرة أن المسلحين التابعين للجماعتين في شمال سوريا يشكلون تهديدًا لأمنها، ولا يمكن تجاهل هذه المخاوف: فتركيا عضو في حلف الناتو، وبالتالي لديها الحق في المطالبة بدعم الولايات المتحدة. ولهذا فأي انسحاب للقوات الأمريكية لا بدّ أن يتضمن خطة تستفيد من المكاسب الإقليمية التي حققها الأكراد السوريون وسيطرة الولايات المتحدة على حقول النفط في مقابل وعد النظام الجديد بحماية الأكراد في البلاد من أي عمل عسكري تركي. وقد ينص الاتفاق، مثلًا، على انسحاب “قوات سوريا الديمقراطية” إلى المراكز السكانية الكردية والتعاون مع الجيش الوطني السوري، الذي لم يتم تشكيله بعد في المناطق الكردية، وهي إشارة مهمة لحسن النية. وقد تشترط الولايات المتحدة عودة حقول النفط السورية إلى الحكومة في دمشق بإظهار الشرع استعداده لحماية الأكراد السوريين من الهجمات التركية وقدرته على الدفاع عن حقول النفط من هجمات تنظيم “الدولة”. كما يتعين على أنقرة أن تطمئن إلى أن الحكومة السورية الجديدة، ربما بمساعدة جهود الرصد والتحقق المتعددة الأطراف، قادرة على منع المتشددين في أراضيها من تهديد تركيا.

 ومع ذلك فخلق الظروف لانسحاب القوات الأمريكية ليس بالمهمة الهينة، فلا تحتاج حكومة الشرع و”هيئة تحرير الشام” إلى تولي الحملة العسكرية ضد تنظيم “الدولة” والتوصل إلى حل مع الأكراد السوريين فقط، بل وربما احتاجت الحكومة الجديدة أيضًا إلى تجنب تحركات الجيران الأقوياء، فضلًا عن مطالب الفصائل المتطرفة داخل سوريا، حتى تفي بمتطلبات واشنطن.

 ولتسهيل العملية، تحتاج الولايات المتحدة إلى توفير العون لدمشق، وتخفيف أو إلغاء العقوبات المفروضة على أسرة الأسد، والتي كانت قائمة منذ عام 1979. ولكنها عاقبت السوريين العاديين، الذين يفتقرون إلى الكهرباء والمياه النظيفة وشبكة النقل والرعاية الصحية والتعليم، والقطاع الزراعي العامل والمساعدات الإنسانية في الوقت المناسب. وطالما ظلت العقوبات قائمة، فإن التنمية الاقتصادية والعمالة ستظل متوقفة، ما يقلل من فرص نجاح الحكومة السورية الجديدة ويزيد من احتمالات الاضطرابات العنيفة والتدخل الأجنبي والهجرة الإضافية. وتظل العقوبات على نظام الأسد مختلفة عن العقوبات المفروضة على “هيئة تحرير الشام”. ويجب على واشنطن تجاهل الذين ينادون بمزيد من الضغط أو استخدام العقوبات الموجودة كورقة لتحقيق تنازلات من النظام الجديد. ويعرف الشرع أهمية الدور الأمريكي، ما سيضفي من شرعية على نظامه.

 القدس العربي

 —————————–

وزير الخارجية الفرنسي يصل إلى دمشق في أول زيارة رسمية، وغارات إسرائيلية على مواقع جنوب حلب

2 يناير/ كانون الثاني 2025

استهدفت غارات إسرائيلية مواقع تابعة للجيش السوري جنوب مدينة حلب ليل الخميس، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما أفاد سكان عن سماع دوي انفجارات ضخمة.

وأفاد المرصد عن دوي “ما لا يقل عن سبعة انفجارات ضخمة ناتجة عن استهداف الطيران الإسرائيلي لمعامل الدفاع في منطقة السفيرة جنوب حلب والبحوث العلمية”، وهي مواقع تابعة للجيش السوري أخليت منذ سقوط حكم بشار الأسد.

من جهته، قال أحد سكان السفيرة لوكالة فرانس برس طالباً عدم نشر اسمه إنه سمع “ضربات قوية، تسببت بما يشبه هزة أرضية في السفيرة. الأبواب والشبابيك تفتّحت. كانت أقوى ضربات أسمعها في حياتي. لقد تحول الليل إلى نهار”.

ونفذت إسرائيل مئات الغارات الجوية على منشآت عسكرية سورية بعد أن أطاحت فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام بالأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، وبررت إسرائيل تلك الغارات برغبتها في “منع وقوع هذه المنشآت في أياد معادية لها”.

وفي 16 ديسمبر/كانون الأول 2024، استهدفت غارات إسرائيلية مكثفة مواقع عسكرية في منطقة طرطوس الساحلية السورية، متسببة بحالة هلع واسعة بين السكان، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وصحافي في وكالة فرانس برس.

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان يومها عن “18 غارة” على “مواقع استراتيجية في الساحل السوري”، واصفاً إياها بأنها “الأعنف منذ العام 2012”.

وقال المرصد إن تلك الغارات طالت “اللواء 23 للدفاع الجوي”، بالإضافة إلى “مستودعات صواريخ أرض- أرض ودفاعات جوية” و”قواعد صاروخية” ومواقع أخرى في المنطقة.

وكان قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ندد في 14 ديسمبر/كانون الأول 2024 بتوغل القوات الإسرائيلية في جنوب البلاد، مع تأكيده أن الوضع الراهن “لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة”.

وتوغلت القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة في هضبة الجولان السورية المحتلة بعيد سقوط الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، ونددت الأمم المتحدة بـ “انتهاك” اتفاق فض الاشتباك الموقع بين سوريا وإسرائيل في 1974.

وقال الشرع في تصريحات نقلتها يومها قنوات الفصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام على تلغرام إن “الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة”.

وأضاف أن “الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة”.

وصل وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو إلى دمشق، في أول زيارة على هذا المستوى منذ سقوط حكم بشار الأسد، وفقاً لوزارة الخارجية الفرنسية.

وأفادت وكالة فرانس برس بأن بارو أعرب عن أمله في أن تصبح سوريا “دولة ذات سيادة ومستقرة وهادئة”، مشيراً إلى أن “هذا الأمل حقيقي، لكنه هش”.

كما أكد دعم فرنسا لـ “تطلعات الشعب السوري نحو انتقال سياسي سلمي”. ونقلت وسائل إعلام سورية أن بارو التقى قادة الكنائس المسيحية السورية خلال زيارته إلى دمشق. وأعلن بارو من دمشق عن عودة “بعثتنا الدبلوماسية قريباً إلى سوريا”.

ومن المقرر أن يلتقي بارو ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، وفق ما أفادت فرانس برس.

من جانبها أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، في بيان قبيل زيارتها إلى دمشق، أنها تسعى لمساعدة سوريا على أن تصبح “دولة قادرة على القيام بوظائفها وتسيطر بالكامل على أراضيها.

وقالت بيربوك التي ستنضم إلى نظيرها الفرنسي في سوريا، إنه رغم “الشكوك” حيال هيئة تحرير الشام التي تقود تحالفا من فصائل معارضة أطاحت الرئيس بشار الأسد مطلع ديسمبر/ كانون الأول، “علينا ألا نضيع فرصة دعم الشعب السوري في هذا المنعطف المهم”.

وفد سوري رفيع يصل إلى الرياض

وصل وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى الرياض، في أول زيارة خارجية رسمية لوفد رفيع المستوى للإدارة السورية الجديدة، بعد الإطاحة بحكم الرئيس المعزول بشار الأسد الشهر الماضي.

في حين، بدأت السلطات الأمنية عملية في حمص بحثاً عن “مجرمي الحرب ومتورطين بجرائم رفضوا تسليم سلاحهم”، وفق وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”.

الشيباني كتب على منصة “إكس”، في ساعة متأخرة مساء الأربعاء، “وصلت منذ قليل للمملكة العربية السعودية الشقيقة برفقة وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات العامة أنس خطاب”.

وقال “من خلال هذه الزيارة الأولى في تاريخ سوريا الحرة، نطمح إلى أن نفتح صفحة جديدة ومشرقة في العلاقات السورية السعودية تليق بالتاريخ العريق المشترك بين البلدين”.

خامنئي ينتقد وجود قواعد أمريكية على الأرض السورية

وبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا) فإنّ الوفد وصل إلى العاصمة السعودية الرياض “بدعوة من وزير الخارجية السعودي”.

وقالت وزارة الخارجية السعودية إن نائب وزير الخارجية وليد الخريجي استقبل “وفداً سورياً رفيع المستوى يضم كلاً من وزير خارجية الإدارة السورية الجديدة السيد أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز الاستخبارات أنس خطاب، وذلك لدى وصولهم مطار الملك خالد الدولي”.

والشهر الماضي، التقى وفد سعودي قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع في دمشق.

والشرع الملقب بـ “أبو محمد الجولاني” يتزعم هيئة تحرير الشام التي قادت فصائل المعارضة المسلحة للإطاحة بحكم الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول.

والأسبوع الماضي، توقع الشرع في مقابلة مع قناة العربية السعودية أنّ يكون للمملكة “دور كبير جدا” في سوريا حيث يمكن أن تستفيد من “فرص استثمارية كبرى” بعد سقوط نظام الأسد.

والأربعاء، أعلنت السلطات السعودية تسيير جسر جوي إلى سوريا حاملاً مساعدات إنسانية من إمدادات طبية وغذائية وإيوائية “للتخفيف من الأوضاع الصعبة” على السوريين.

وأرسلت المملكة طائرتين إغاثيتين الأربعاء. وأعلنت الخميس إرسال طائرة ثالثة، وفق وكالة الأنباء السعودية “واس”.

وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان، عقب الإطاحة بالأسد، “وقوف المملكة إلى جانب الشعب السوري الشقيق وخياراته في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ سوريا لتدعو إلى تضافر الجهود للحفاظ على وحدة سوريا وتلاحم شعبها، بما يحميها … من الانزلاق نحو الفوضى والانقسام”.

بحث عن “مجرمي حرب”

وميدانياً، نقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن مسؤول أمني لم تسمه قوله إن “وزارة الداخلية بالتعاون مع إدارة العمليات العسكرية تبدأ عملية تمشيط واسعة بأحياء مدينة حمص، بحثاً عن مجرمي الحرب ومتورطين بجرائم رفضوا تسليم سلاحهم ومراجعة مراكز التسوية”.

وقال مسؤول أمني إن وزارة الداخلية دعت سكان أحياء وادي الذهب وعكرمة، إلى “عدم الخروج للشوارع والبقاء بالمنازل، والتعاون الكامل مع قواتنا، إلى حين انتهاء حملة التمشيط أو السماح بالتجوال من قبل قواتنا”.

“عملية التمشيط تستهدف بالدرجة الأولى مجرمي حرب وفارين من قبضة العدالة، إضافة إلى ذخيرة وأسلحة مخبأة”، وفق المسؤول.

مسؤولان لبنانيان يؤكدان هروب رفعت الأسد إلى الإمارات، والقبض على مسؤول الإعدامات الميدانية في صيدنايا

وأعلنت الإدارة السورية الجديدة عن عفو عام عن العاملين في النظام السابق.

وسمحت للجنود السابقين وضباط الشرطة والمخابرات وأي شخص كان جزءاً من القوات الموالية للأسد، التسجيل للحصول على بطاقة هوية مدنية مؤقتة وتسليم أسلحتهم.

وتلاحق السلطات الأمنية في الإدارة السورية الجديدة ما تقول إنه “فلول النظام” السابق.

————————-

التلفزيون السوري: غارة إسرائيلية تستهدف منشآت عسكرية في حلب

أفاد التلفزيون السوري بأن غارة إسرائيلية استهدفت منشآت عسكرية في بلدة السفيرة بمحافظة حلب، اليوم (الخميس).

بدوره، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن غارات إسرائيلية استهدفت مواقع تابعة للجيش السوري جنوب مدينة حلب.

وأفاد «المرصد» عن دويّ «ما لا يقلّ عن سبعة انفجارات ضخمة ناتجة عن استهداف الطيران الإسرائيلي لمعامل الدفاع في منطقة السفيرة جنوب حلب والبحوث العلمية»، وهي مواقع تابعة للجيش السوري أخليت منذ سقوط نظام بشار الأسد.

وتستهدف إسرائيل مواقع عسكرية سورية بصورة متزايدة منذ سقوط نظام الأسد الشهر الماضي.

وفي وقت سابق اليوم، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته الخاصة داهمت موقعاً تحت الأرض لصناعة الصواريخ في سوريا في سبتمبر (أيلول)، وإن المصنع كان مخصصاً لإنتاج مئات الصواريخ الدقيقة لتستخدمها جماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران ضد إسرائيل، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأوضح الجيش الذي نادراً ما يعلّق على تحركاته في سوريا، أن العملية جرت في الثامن من سبتمبر، وشارك فيها أكثر من 100 جندي من وحدات الكوماندوز، قاموا بتفكيك المنشأة الواقعة في منطقة مصياف على مقربة من شاطئ البحر المتوسط في محافظة حماة.

ولم يذكر الجيش حصيلة للعملية، بينما كان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» تحدث في حينه عن مقتل 27 شخصاً.

—————————

غارات إسرائيلية على مواقع عسكرية ومقر البحوث العلمية في حلب

سكان تحدثوا عن ضربات قوية تسببت بما يشبه هزة أرضية في منطقة السفيرة

الجمعة 3 يناير 2025

نشرت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل المداهمة التي وقعت في الثامن من سبتمبر، لكن شوشاني قال إن هذا هو أول تأكيد من جانب الجيش الذي لا يدلي عادة بتعليقات في شأن عمليات للقوات الخاصة من هذا النوع.

استهدفت غارات إسرائيلية مواقع تابعة لقوات النظام السوري السابق جنوب مدينة حلب ليل الخميس، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما أفاد سكان عن سماع دوي انفجارات ضخمة.

وأفاد المرصد عن دوي “ما لا يقل عن سبعة انفجارات ضخمة ناتجة عن استهداف الطيران الإسرائيلي معامل الدفاع في منطقة السفيرة جنوب حلب والبحوث العلمية”، وهي مواقع تابعة لقوات النظام السابق أخليت منذ سقوط بشار الأسد.

من جهته، قال أحد سكان السفيرة لوكالة الصحافة الفرنسية طالباً عدم نشر اسمه إنه سمع “ضربات قوية، تسببت في ما يشبه هزة أرضية في السفيرة. الأبواب والشبابيك تفتحت. كانت أقوى ضربات أسمعها في حياتي. لقد تحول الليل إلى نهار”.

ونفذت إسرائيل مئات الغارات الجوية على منشآت عسكرية سورية بعد سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024. وبررت إسرائيل تلك الغارات برغبتها في منع وقوع هذه المنشآت في أياد معادية لها.

وفي الـ16 من ديسمبر 2024، استهدفت غارات إسرائيلية مكثفة مواقع عسكرية في منطقة طرطوس الساحلية السورية، متسببة في حالة هلع واسعة بين السكان، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان يومها عن “18 غارة” على “مواقع استراتيجية في الساحل السوري”، واصفاً إياها بأنها “الأعنف منذ عام 2012”. وقال المرصد إن تلك الغارات طاولت “اللواء 23 للدفاع الجوي”، إضافة إلى “مستودعات صواريخ أرض-أرض ودفاعات جوية” و”قواعد صاروخية” ومواقع أخرى في المنطقة.

وكان قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ندد في الـ14 من ديسمبر 2024 بتوغل القوات الإسرائيلية في جنوب البلاد، مع تأكيده أن الوضع الراهن “لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة”.

وتوغلت القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة في هضبة الجولان السورية بعيد سقوط الأسد. ونددت الأمم المتحدة بـ”انتهاك” اتفاق فض الاشتباك الموقع بين سوريا وإسرائيل في 1974.

وقال الشرع في تصريحات نقلتها يومها قنوات الفصائل المعارضة على “تيليغرام” إن “الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة”. وأضاف أن “الوضع السوري المنهك بعد أعوام من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة”.

قوات خاصة داهمت مصنع صواريخ

وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته الخاصة داهمت موقعاً تحت الأرض لصناعة الصواريخ في سوريا في سبتمبر (أيلول) 2024، وإن المصنع كان مخصصاً لإنتاج مئات الصواريخ الدقيقة لتستخدمها جماعة “حزب الله” المدعومة من إيران ضد إسرائيل.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل نداف شوشاني للصحافيين في إفادة إن المجمع الواقع قرب مصياف في محافظة حماة على مقربة من ساحل البحر المتوسط كان “رائد جهود التصنيع الإيرانية في منطقتنا”.

وأضاف أن “هذا المرفق استهدف تصنيع مئات الصواريخ الاستراتيجية سنوياً من البداية إلى النهاية، ليستخدمها ’حزب الله‘ في هجماته الجوية على إسرائيل”.

وقال إن المصنع الذي نُحت في سفح جبل ظلت إسرائيل ترصده منذ بدء بنائه عام 2017، وكان على وشك أن يملك القدرة على تصنيع صواريخ بعيدة المدى دقيقة التوجيه يصل مدى بعضها إلى 300 كيلومتر. وأضاف أن “هذه القدرة كانت في طريقها إلى التفعيل، لذا فإننا نتحدث عن تهديد فوري”.

ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل المداهمة التي وقعت في الثامن من سبتمبر، لكن شوشاني قال إن هذا هو أول تأكيد من جانب الجيش الذي لا يدلي عادة بتعليقات في شأن عمليات للقوات الخاصة من هذا النوع.

وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعملية. وقال في بيان “كانت هذه واحدة من أهم العمليات الوقائية التي نفذناها ضد مساعي المحور الإيراني للتسلح من أجل مهاجمتنا”.

ومنذ بدء النزاع في سوريا عام 2011، شنت اسرائيل مئات الضربات الجوية على مواقع عسكرية للجيش السوري وأخرى لمجموعات موالية لطهران بينها “حزب الله” اللبناني الذي كان يحتفظ بمقرات ومخازن لا سيما في المنطقة الحدودية مع لبنان.

—————————

الحكومة المؤقتة” تضع جامعة حلب الحرة تحت تصرف الإدارة السورية الجديدة

2025.01.03

أعلنت “الحكومة السورية المؤقتة” وضع جامعة حلب الحرة والجامعات الخاصة المرخصة في شمالي سوريا تحت تصرف وتبعية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الإدارة السورية الجديدة.

وفي بيان له، قال رئيس مجلس التعليم العالي ووزير التربية والتعليم في الحكومة المؤقتة، جهاد الحجازي، إنه “مع بداية مرحلة جديدة في تاريخ سوريا الحرة واستكمالاً للمسيرة التعليمية، نعلن وضع جامعة حلب في المناطق المحررة بكافة كوادرها الأكاديمية والإدارية وطلابها وخريجيها تحت تصرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في دمشق”.

وأضاف الحجازي أن ذلك “سيوطد جهود توحيد منظومة التعليم العالي في سوريا، وتعزيز التكامل بين المؤسسات الأكاديمية، بما يساهم في تطوير التعليم العالي والبحث العلمي لمواكبة متطلبات المرحلة الجديدة وتحقيق تطلعات الشعب السوري”.

جامعات الشمال الخاصة تحت تصرف وزارة التعليم العالي في دمشق

وفي بيان آخر، أعلن وزير التربية والتعليم في الحكومة المؤقتة وضع الجامعات الخاصة المرخصة لدى الحكومة المؤقتة تحت تصرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في دمشق.

وأكد البيان أن مجلس التعليم العالي “سعى، ومنذ ترخيص الجامعات الخاصة فيه، إلى ضمان التزامها بتوفير المعايير العلمية اللازمة وفق الإمكانيات المتاحة”، مشيراً إلى أن هذه الجامعات “كانت رديفاً للجامعات الحكومية، وساهمت باستيعاب طلاب المحرر، وعملت على تخريج عدد كبير من كافة التخصصات التي ساهمت في خدمة المناطق المحررة”.

إدارات جديدة للجامعات في سوريا

وكانت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أصدرت قرارات جديدة نصت على تشكيل لجان مؤقتة لإدارة الجامعات السورية، بعد إسقاط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد.

وقررت الوزارة تكليف الدكتور فواز شيحة برئاسة لجنة تسيير أعمال جامعة حلب، إلى جانب كل من الأعضاء: نورس حسون، محمد أسامة رعدون، محمد السويد، محمد وائل الخالد، محمد رضى جلخي، مضر العكلة، مارال سركيس، لميس حربلي، محمد مرجانة، علاء الدين مهنا.

وفي جامعة دمشق، قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تشكيل لجنة لتسيير أعمال الجامعة برئاسة الدكتور زياد عبود، وعضوية كل من: عبد الحميد الخالد، محمد السويد، محمد رضا جلخي، محمد أسامة الجبان، محمد تركو.

كذلك، شكلت الوزارة لجنة لتسيير أعمال جامعة اللاذقية برئاسة الدكتور محمد أحمد الشيخ، وعضوية كل من: نوري سليمان، أنس صبوح، مصطفى حمزة إبراهيم، إياد إسماعيل فحصة، محمد معن عزيز ديوب.

———————–

الجامعة العربية تعتزم إيفاد مبعوث خاص إلى سوريا لفتح اتصال مع الإدارة الجديدة

2025.01.03

كشف دبلوماسي عربي أن جامعة الدول العربية تتجه نحو إيفاد مبعوث خاص إلى دمشق، بهدف “استكشاف الأوضاع وعقد لقاءات مع الإدارة الجديدة في سوريا، وممثلي الأطياف الأخرى في البلاد”.

ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن دبلوماسي عربي وصفته بأنه “مطلع” من دون أن تذكر اسمه، قوله إنه “في ظل التطورات الأخيرة في سوريا، هناك اتجاه داخل الجامعة العربية لإيفاد مبعوث خاص إلى سوريا، بهدف فتح قناة اتصال مع السلطات الجديدة، والاستماع لرؤيتها، ووضعها في صورة ميكانيزمات عمل الجامعة وعلاقتها بسوريا”.

وأكد أنه “لم يتم تحديد موعد الزيارة الاستكشافية بعد، لا سيما أنه لم يتم الاستقرار بعد على شكلها وطبيعتها، وإن توافقت الرؤى نحو تنفيذها”، مشدداً على أن الزيارة “لن تكون قاصرة على لقاء السلطات الجديدة في سوريا، بل ستمتد لعقد اجتماعات مع مختلف مكونات المجتمع السوري”.

وأشار الدبلوماسي العربي إلى أن “الزيارة استكشافية في الأساس، وهدفها فتح قنوات اتصال، والتأكيد على استعداد الجامعة العربية للتواصل مع الإدارة الجديدة والعمل معها”.

وذكر المصدر أن “من بين أهداف الزيارة المعتزم تنفيذها العمل على تقديم قراءة أمينة بشأن الوضع في دمشق وتصورات الإدارة الجديدة لعواصم عربية أخرى في شمالي أفريقيا خارج لجنة الاتصال المعنية بسوريا”.

وكانت لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسوريا عقدت اجتماعاً في مدينة العقبة الأردنية، في 14 كانون الأول الماضي، أكدت فيه على “الوقوف إلى جانب الشعب السوري وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الانتقالية، واحترام إرادته وخياراته”.

وشددت اللجنة عقب اجتماعها الذي ضم الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر، والأمين العام لجامعة الدول العربية، ووزراء خارجية الإمارات والبحرين الرئيس الحالي للقمة العربية ودولة قطر على “دعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية جامعة”.

وعن ذلك، قال المصدر الدبلوماسي العربي إن “الوضع مختلف الآن، بعد سقوط نظام بشار الأسد، وبالتالي فهدف اللجنة المعنية بسوريا تغير وأصبح مساعدة السوريين في الوضع الجديد وهو ما بدا واضحاً في البيان الصادر عن اجتماع العقبة”.

ويأتي إيفاد الجامعة العربية لمبعوث خاص إلى دمشق في ظل اتصالات عربية على المستوى الثنائي مع الإدارة السورية الجديدة.

ووفق الدبلوماسي العربي فإن ذلك “يعكس الاهتمام والشواغل المختلفة لأعضاء الجامعة بشأن التطورات المتسارعة في سوريا”.

———————————-

قرار جديد في مصر.. منع دخول السوريين من كافة دول العالم

03 يناير ,2025

بعد منع دخول السوريين القادمين من بعض الدول، أصدرت مصر تعليمات جديدة. فقد حظرت دخول كافة السوريين القادمين من مختلف دول العالم

وفي السياق، كشفت مصادر لـ”العربية.نت” أنه تم تنبيه شركات السفر والطيران بمنع قبول أي راكب سوري على الرحلات القادمة إلى مصر من مختلف دول العالم، عدا حاملي الإقامة المؤقتة لغير السياحة بالبلاد.

“إقامات أوروبية وأميركية”

أتى ذلك بعد أيام قليلة من صدور قرار بوقف دخول السوريين من حاملي الإقامة الأوروبية والأميركية والكندية إلى البلاد دون الحصول على الموافقة الأمنية.

كما أوضحت المصادر حينها أن القرار تضمن وقف السماح للسوريين حاملي تأشيرات شنغن بدخول مصر.

كذلك شمل منع دخول سوريين متزوجين من مصريين دون موافقة أمنية.

وكانت مصر بدأت منذ الشهر الماضي، إثر سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في الثامن من ديسمبر في تسهيل اعادة السوريين المقيمين على أراضيها إلى بلادهم. كما أكدت التزامها بتقديم كل ما يلزم من تسهيلات ودعم للسوريين حتى يتمكنوا من العودة إلى بلادهم.

—————————–

بالمصطلحات.. إليكم جمل وتغييرات التي أشعلت ضجة المناهج الدراسية بالإدارة السورية الجديدة قبل النفي الرسمي

نشر الجمعة، 03 يناير / كانون الثاني 2025

(CNN)– تواجه الحكومة السورية الجديدة المؤقتة ردود فعل عنيفة بعد إعلان عن تغييرات في المناهج المدرسية، بما في ذلك إدخال ما يقول بعض النقاد إنه توجه إسلامي في التدريس.

ل

وتشمل التغييرات، المنشورة في قائمة التعديلات على الصفحة الرسمية لوزارة التربية والتعليم على فيسبوك، تغيير عبارة “طريق الخير” إلى “طريق الإسلام”، و”أولئك الذين لُعنوا وضلّوا” إلى “اليهود والنصارى”، وهو تفسير محافظ للغاية لآية من كتاب الإسلام المقدس، القرآن.

كما أعادت التعديلات تعريف كلمة “الشهيد” من أنه الشخص الذي مات في سبيل الوطن إلى من ضحى بنفسه “في سبيل الله”، وتظهر القائمة أنه تمت إزالة بعض الفصول بالكامل، بما في ذلك فصل عن “أصول الحياة وتطورها”.

وليس من الواضح بعد ما إذا كانت التعديلات قد تم طرحها بعد، لكنها ستنطبق على جميع الطلاب من سن 6 إلى 18 عامًا، وفي حين أن بعض التغييرات التي تنبذ نظام الرئيس السابق بشار الأسد كانت موضع ترحيب من قبل أولئك الذين تفاعلوا عبر الإنترنت، إلا أن تعديلات الفصل الديني أثارت غضباً على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتساءل بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن سبب قيام الحكومة المؤقتة بإجراء تعديلات على المناهج الدراسية، بينما رفض آخرون ما اعتبروه محاولات “محو” أجزاء من تاريخ البلاد.

وعلق أحد المستخدمين على منشور الوزارة على فيسبوك، بأن “الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال وليس من حقها إجراء هذه التعديلات على المناهج.. يجب تعديل المناهج بما يتوافق مع الدستور الجديد”، وانتقد آخرون ما اعتبروه ميلا إسلاميا باللغة.

ووسط ردود الفعل العنيفة، سعت الوزارة إلى التقليل من شأن التغييرات قائلة إن “المناهج الدراسية في جميع المدارس في جميع أنحاء سوريا تبقى دون تغيير حتى يتم تشكيل لجان متخصصة لمراجعتها وتدقيقها”، إذ ورد في بيان صادر عن وزير التربية والتعليم نذير محمد القادري، إن الوزارة “أوعزت فقط بإزالة المحتوى الذي يمجد نظام الأسد المخلوع، واستبدال صور علم النظام بعلم الثورة السورية في جميع الكتب المدرسية”.

وأضافت الوزارة إن إعلانها يتعلق بتصحيح بعض “المغالطات” التي كانت موجودة في مناهج التربية الإسلامية في عهد نظام الأسد، “مثل التفسير الخاطئ لبعض الآيات القرآنية”، وكان وزير التعليم الجديد قد قال في وقت سابق إن المناهج الدراسية في سوريا لن تتغير إلا بعد إزالة الإشارات إلى حزب البعث الحاكم السابق.

وفي مقابلة مع رويترز الشهر الماضي، قال القادري إن الدينين الإسلامي والمسيحي سيستمران في تدريسهما كمواد دراسية في المدارس، وإن المدارس الابتدائية ستظل مختلطة بين البنين والبنات، مضيفا لرويترز أن التعليم الثانوي سيظل منفصلا إلى حد كبير كما كان الحال في عهد الأسد.

ومن المفترض أن تكون الحكومة التي تقودها هيئة تحرير الشام حكومة مؤقتة حتى تجري البلاد انتخابات، والتي قال أحمد الشرع في وقت سابق إنها قد تستغرق ما يصل إلى أربع سنوات لتنظيمها.

ولا يزال من غير الواضح كيف ستسلم حكومة تصريف الأعمال السلطة بعد أن قالت سابقًا إنها ستبقى في السلطة حتى مارس 2025.

وتولت وزارة التربية المعينة حديثا دورها الشهر الماضي بعد الإطاحة بالأسد على يد مقاتلي الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام، وهي جماعة انبثقت من فرع سابق لتنظيم القاعدة. وقد سعى زعيمها أحمد الشرع في الأسابيع الأخيرة إلى إبعاد هيئة تحرير الشام عن تنظيم القاعدة، مروجاً لحكومة جديدة تتغذى على التسامح والشمول.

وقبل الإطاحة به، كان الأسد يقود حزب البعث، وهو حزب علماني قومي كان يتولى السلطة في سوريا منذ انقلاب عام

————————-

إثر مناوشات بين الجيش اللبناني ومسلحين سوريين.. دمشق تفرض قيوداً على دخول اللبنانيين إلى أراضيها

تحديث 03 كانون الثاني 2025

بيروت: فرضت السلطات الجديدة في سوريا قيوداً على دخول اللبنانيين إلى أراضيها، بحسب ما أفاد مصدران أمنيان وكالة فرانس برس، الجمعة، بينما أشار مصدر عسكري الى أن الخطوة أتت إثر مناوشات بين الجيش اللبناني ومسلحين سوريين.

وأعلن الجيش اللبناني، في بيان، أن قوة منه كانت تعمل على إغلاق “معبر غير شرعي” مع سوريا في شرق لبنان، تعرّضت الى إطلاق نار من مسلحين سوريين، متحدثاً عن وقوع “اشتباك بين الجانبين” وإصابة أحد جنوده بجروح.

وقال مسؤول في الأمن العام اللبناني المشرف على المعابر الحدودية لفرانس برس إن الجهاز لم يتبلغ بأي “إجراء جديد من الجانب السوري”، لكنه “فوجئ بإغلاق الحدود” أمام اللبنانيين.

وكان يسمح للبنانيين دخول سوريا باستخدام جواز السفر أو الهوية، من دون الحاجة الى تأشيرة دخول.

وتحدث المسؤول الأمني عن “أخبار” بفرض قيود على دخول اللبنانيين، وفق مبدأ “المعاملة بالمثل، أي بنفس الشروط التي يفرضها اللبنانيون على السوريين لجهة حيازة إقامة أو حجز فندقي”.

وقال مصدر أمني آخر على معبر المصنع، وهو النقطة الحدودية الرئيسية بين البلدين، لفرانس برس “يبدو أن هناك إجراءات جديدة من الجانب السوري” تسمح فقط بعبور اللبنانيين الذين يحملون إقامة أو إذناً بدخول سوريا.

من جهته، رجّح مصدر عسكري بأن يكون الإجراء خطوة احتجاجية بعد “مناوشات بين الجيش اللبناني وعناصر مسلحة سورية على الحدود، حيث اعتقل الجيش عناصر من المسلحين ثم أخلى سبيلهم”.

وأعلن الجيش اللبناني، في بيان، الجمعة، أنه “بتاريخ 3/1 / 2025، أثناء عمل وحدة من الجيش على إغلاق معبر غير شرعي عند الحدود اللبنانية السورية في منطقة معربون- بعلبك، حاول أشخاص سوريون فتح المعبر بواسطة جرافة، فأطلقت عناصر الجيش نيرانًا تحذيرية في الهواء”.

وأضاف أنه إثر ذلك “عمد السوريون إلى إطلاق النار نحو عناصر الجيش ما أدى إلى إصابة أحدهم ووقوع اشتباك بين الجانبين”.

ويجمع بين لبنان وسوريا تاريخ طويل من العلاقات المعقدة. وهذه الحادثة هي الأولى منذ إطاحة “هيئة تحرير الشام” وفصائل حليفة بحكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، في الثامن من كانون الأول/ديسمبر.

وفي 22 كانون الأول/ديسمبر، تعهد القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع بأن بلاده لن تمارس بعد الآن نفوذاً “سلبياً” في لبنان، وستحترم سيادة هذا البلد المجاور، خلال استقباله وفداً برئاسة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط.

ودخل الجيش السوري لبنان في العام 1976 كجزء، آنذاك، من قوات عربية للمساعدة على وقف الحرب الأهلية، لكنه تحوّل إلى طرف فاعل في المعارك، قبل أن تصبح دمشق “قوة الوصاية” على الحياة السياسية اللبنانية تتحكّم بكل مفاصلها.

وفي العام 2005، خرجت القوات السورية من لبنان تحت ضغط شعبي، بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري في انفجار وجهت أصابع الاتهام فيه إليها ولاحقاً إلى حليفها “حزب الله”.

(أ ف ب)

القدس العربي

—————————

صيدنايا.. السجن السيئ السمعة أو “المسلخ البشري

تحديث 03 كانون الثاني 2025

بيروت: يشكل سجن صيدنايا، الواقع شمال دمشق، والذي زاره الجمعة وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، وصمة في تاريخ عائلة الأسد، التي حكمت سوريا بالحديد والنار، وقد وصفته منظمة العفو الدولية بأنه “مسلخ بشري”، نظراً لحجم الانتهاكات التي شهدتها أقبيته.

وشهدت قاعات سجن صيدنايا، وهو من أكبر السجون في سوريا، وكان مخصصاً أساساً لإيواء السجناء السياسيين، عمليات تعذيب وإعدامات خارج نطاق القانون وإخفاء قسري، وفق شهادات منظمات حقوقية ومعتقلين سابقين وأفراد عائلاتهم.

فور وصولها إلى دمشق، بعد هجوم مباغت خلال 11 يوماً مكّنها من إسقاط حكم الرئيس بشار الأسد، سارعت الفصائل المعارضة، بقيادة “هيئة تحرير الشام”، إلى فتح السجون، وبينها سجن صيدنايا الواقع على مسافة نحو 30 كيلومتراً من دمشق.

وأعلنت الفصائل المقاتلة إخراج الآلاف من السجون السورية في مناطق عدة، بينها صيدنايا. وكان بعضهم محتجزاً منذ الثمانينات.

وانتشرت صور المعتقلين السابقين وهم يسيرون أحراراً لكن منهكين وهزيلين، وبعضهم يحتاج إلى المساعدة حتى للوقوف، في كل أنحاء العالم كرمز لسقوط الأسد.

    كنت اليوم مع وزيرة الخارجية الألمانية @ABaerbock في صيدنايا. تعجز الكلمات عن وصف أهوال #صيدنايا، لكنها تذكرنا بأن علينا أن نتذكر الأهوال كي لا نكررها. pic.twitter.com/li1EVrM9hT

    — Stefan Schneck (@GERonSyria) January 3, 2025

أبرز ما يجب معرفته عن السجن:

تعذيب ومحرقة

يعود تاريخ بناء السجن إلى العام 1987 خلال حقبة الرئيس الراحل حافظ الأسد، وكان مخصصاً حينها لسجن المعارضين السياسيين، لا سيما من جماعة “الإخوان المسلمين” والناشطين الأكراد.

وبات اسم السجن على مرّ السنوات مرادفاً لانتهاكات جسيمة وتعذيب على نطاق واسع.

في العام 2016، ذكر محققون تابعون للأمم المتحدة أن “الحكومة مسؤولة عن أعمال تصل إلى حدّ الإبادة وترقى إلى مستوى الجريمة ضد الإنسانية” خصوصاً في سجن صيدنايا.

وعام 2017، وصفته منظمة العفو الدولية بأنه “مسلخ بشري” تُمارَس فيه “سياسة إبادة”، والسجن حيث “تذبح الدولة السورية شعبها بهدوء”.

بُعيد ذلك، تحدثت الولايات المتحدة عن وجود “محرقة جثث” في السجن تُستخدم للتخلص من رفات آلاف السجناء المقتولين.

في العام 2022، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن حوالي 30 ألف شخص كانوا محتجزين في صيدنايا، تعرض بعضهم لأبشع أنواع التعذيب، ولم يُطلق سراح سوى 6 آلاف منهم.

إعدامات وغرف ملح

تقدّر رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا أن 30 ألف شخص دخلوا السجن منذ اندلاع النزاع في العام 2011، وأُفرج عن ستة آلاف منهم فقط، فيما يُعتبر معظم الباقين في حكم المفقودين، خصوصاً أنه نادراً ما يُبلّغ الأهالي بوفاة أبنائهم، وإن تمكنوا من الحصول على شهادات وفاة لهم، فإنهم لا يتسلمون جثثهم.

ووثّقت رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا في تقرير عام 2022 وجود “غرف الملح”، وهي بمثابة قاعات لحفظ الجثث بدأ استخدامها خلال سنوات النزاع، مع ارتفاع أعداد الموتى داخل السجن.

ومع إعلان فتح أبواب السجن، هرع الآلاف إلى محيطه بانتظار معرفة خبر عن أحباء لهم معتقلين.

وبعد عمليات بحث في السجن، حيث كانت تشتبه “الخوذ البيضاء” في وجود زنازين وسراديب سرية غير مكتشفة، أعلنت المنظمة أنها لم تعثر على أي معتقلين إضافيين.

وضمّ السجن معتقلين غير سوريين، بينهم اللبناني سهيل حموي الذي أمضى 33 عاماً في سجون سوريا.

——————————

باحث أنثروبولوجي فرنسي: سقوط النظام السوري أزال الأقنعة التي اضطر المنفيون إلى ارتدائها

تحديث 03 كانون الثاني 2025

قال الباحث الفرنسي فرانك ميرمييه، هو مدير الأبحاث في CNRS، معهد البحوث متعدد التخصصات حول القضايا الاجتماعية، إنه سيكون من الصعب التعبير بالكلمات عمّا شعر به المنفيون السوريون عند الإعلان عن السقوط المفاجئ لنظام بشار الأسد، في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، إلا إذا قمنا بتسطيح كل شيء بتعميمات لا تأخذ في الاعتبار التداعيات الشخصية لسنوات الدكتاتورية والثورة والحرب والمنفى.

مشاعر ممزوجة بالابتهاج والفرح والارتياح والدهشة لا شك، لكنها أيضاً حزن وأسى على القتلى والجرحى والمفقودين، ناهيك عن الغضب على الخسائر البشرية الهائلة خلال عقد دموي (2011-2024). فهروب الدكتاتور، وغياب إراقة الدماء بعد الاستيلاء على دمشق، أعقبته مشاهد ابتهاج في عموم سوريا، تم خلالها رفع علم الثورة السورية، يوضح الكاتب.

وساد فجأة جو من التحرر، يتناقض مع مناخ الخوف والقمع الذي أسسه نظام الأسد في سوريا منذ ثلاثة وخمسين عاماً.

الشعارات الأولى التي رفعها المتظاهرون في عام 2011، “سوريا حرة” و“سوريا موحدة”، والتي تكررت مراراً وتكراراً، كانت أيضاً وسيلة بالنسبة للكثيرين لدرء مستقبل مرهون بالأعمال السابقة لأسياد دمشق الجدد.

ومهما كانت نتيجة هذه الأشهر الأولى من الفترة الانتقالية، فإن شعور الخلاص الذي انتشر بين السكان السوريين يتجسد مع إمكانية العودة إلى سوريا التي يعتقد البعض أنه فقدها إلى الأبد.

وتابع الباحث الأنثروبولوجي الفرنسي ميرمييه القول إن العيش لأكثر من عقد من الزمن تحت غطاء اسم مستعار للهوية للهروب من أجهزة مخابرات النظام، وتجنّب الأعمال الانتقامية ضد العائلة التي بقيت في سوريا، كان يتطلب التوفيق بين شخصية مزدوجة، وهوية حقيقية في بلد المنفى، وأخرى مقنعة باسم مستعار يضمن نوعاً من عدم الكشف عن هويته في التعامل مع المجتمع السوري من الداخل والخارج.

هذا الوضع عاشه بشكل رئيسي الصحفيون والناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي، مع تدرجات في الحفاظ على عدم الكشف عن هويتهم، من المجال العام السوري إلى المجال الودي والعائلي.

وأتى الإعلان عن سقوط النظام ليزيل الأقنعة التي اضطر الكثيرون إلى ارتدائها. فمن خلال إعلان أسمائهم الحقيقية على شبكات التواصل الاجتماعي أو في المقالات، فقد دخلوا، من خلال فعل الحرية الفردية هذا، في ديناميكية التحرر الجماعي.

كما كان ذلك بمثابة لفتة تحدٍ، وطريقة للاستهزاء بمؤيدي النظام الذين أخبروهم، في دوائر قريبة منهم، أنهم اتخذوا الاختيار الخاطئ والذين أدانوهم أخلاقياً.

لقد أدى استئناف الاسم الحقيقي إلى عكس وصمة العار، إذا جاز التعبير، المتمثلة في العيش في إخفاء الهوية القسرية. لقد حان دور “الموالين” الآن للابتعاد عن الأنظار، والالتفاف، بالنسبة للكثيرين، وهو ما يصبح في اللغة العربية السورية ”التفاوض على تغيير مسار”، يقول الباحث الفرنسي.

    أعيد اكتشاف الوطن. لم يعد المنفى قدراً، وأصبحت العودة خياراً، أو “نقطة انطلاق”

واعتبر فرانك ميرمييه أنه إذا كان هذا الخروج من المجهولية القسرية يجعل من الممكن إعادة دمج الجسم الاجتماعي من خلال وضع حد لانفصال الشخصية العامة، فإنه يسبب عواقب غير متوقعة على الشعور بالذات.

ويقابل رفع حجاب الاسم المستعار انحلال حالة يصفها البعض أحياناً بالفصام. لقد تطلب الأمر أشكالًا من الإخفاء، مثل التصرف بشكل مختلف والرقابة الذاتية اعتمادًا على المواقف ودرجة خطورتها، أو فتح حسابين على فيسبوك، أو الحصول على رقميْ هاتف.

تمكنت علاقة عاطفية من التشكل مع اللقب المزدوج الذي أصبح عادة عرفية انتهى بها الأمر إلى أن تشكل جزءًا من الذات، ما أدى أحيانًا إلى الحفاظ على الاسم الأول المفترض في الأوساط الحميمة. لكن إمكانية استعادة اسمه عند الولادة في تفاعلاته مع المجتمع السوري والعودة إلى سوريا، مع تزامن الأمرين، أزالت عبء الشخصية المفككة.

لقد ترسخت خفة/سهولة جديدة لدى المنفيين السابقين الذين تغيرت علاقتهم بالبلد المضيف والوطن الذي أعيد اكتشافه، حيث لم يعد المنفى قدراً، وأصبحت العودة خياراً، أو “نقطة انطلاق”. وفتحت قوة الحدث مجال الإمكانيات على المستوى الفردي والجماعي.

لقد أنتجت بالفعل، وبشكل مفاجئ، محاولات لإعادة الكتابة الغائية للثورة السورية، وهي كلها طرق لإعادة التكيف فرديًا وجماعيًا مع ذروة هذه النتيجة غير المتوقعة، يقول الباحث الأنثروبولوجي الفرنسي فرانك ميرمييه.

القدس العربي

———————-

قائد الإدارة السورية الجديدة يمتنع عن مصافحة وزيرة خارجية ألمانيا- (فيديو)

تحديث 03 كانون الثاني 2025

التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، الجمعة، وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، ونظيرها الفرنسي جان نويل بارو، ضمن زيارة غير معلنة مسبقاً، يجريانها إلى العاصمة دمشق.

وأظهر البث المباشر بدء لقاء الشرع مع بيربوك وبارو، في قصر الشعب بدمشق. وجرى تداول فيديو يظهر امتناع الشرع عن مصافحة وزيرة الخارجية الألمانية، بعد مصافحته للوزير الفرنسي. كما أظهر فيديو آخر امتناع مستقبليها في المطار عن المصافحة كذلك.

ومن المتوقع أن يدلي بيربوك وبارو بتصريحات بعد لقائهما بالشرع حول محاور الحديث وأبرز ما جاء فيه.

    الشرع يستقبل وزيري الخارجية الفرنسي والألمانية في #دمشق

    وتريند عدم مصافحة الوزيرة على الطريق 😃 pic.twitter.com/D1EkYiHR1A

    — Tarek Dughim (@tarekdughim) January 3, 2025

وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق عقب السيطرة على مدن أخرى، لينتهي بذلك 61 عاماً من نظام “حزب البعث” الدموي، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.

وفي اليوم التالي، أعلن الشرع تكليف محمد البشير، رئيس الحكومة التي كانت تدير منطقة إدلب (شمال) منذ سنوات، بتشكيل حكومة لإدارة المرحلة الانتقالية.

    وزيرة الخارجية الألمانية تصل إلى دمشق، والمستقبلون يرفضون مصافحتها لأنها امرأة.

    في الثقافة الألمانية، هذا التصرف يُعد إهانة دبلوماسية خطيرة لن تمر مرور الكرام في الإعلام.

    عندما تُرفض المصافحة، يُرفض معها الاحترام المتبادل.

    الدبلوماسية تقوم على الاحترام، لا على التمييز. pic.twitter.com/jdXna5VK1d

    — Shinwar (@shinwar_roj) January 3, 2025

(وكالات)

————————————

نيويورك تايمز: السعودية والإمارات تبحثان بحذر عن تعاون مع حكومة دمشق/ إبراهيم درويش

تحديث 03 كانون الثاني 2025

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن السعودية والإمارات تتعاملان بحذر مع قادة سوريا الجدد. وأشارت في تقرير أعده إسماعيل نار، إن القوتين في الشرق الأوسط تعملان منذ أكثر من عقد على منع وصول الإسلاميين للسلطة في المنطقة، إلا أن سيطرة المعارضة التابعة لهيئة تحرير الشام على دمشق، تعتبر امتحانا لهذا النهج.

فقد ظلت سوريا وعلى مدى عقود، حليفا قريبا لإيران في الشرق الأوسط، فيما دخلت دول الخليج في تنافس حاد مع طهران للتأثير على المنطقة. ومع سقوط نظام بشار الأسد، هُمشت إيران. وهو ما قدم فرصة لدول الخليج كي تملأ الفراغ وتطور علاقات مع الحكومة الجديدة في دمشق. إلا أن الدولتين الخليجيتين القويتين تتعاملان مع التغيير في سوريا بحذر، لأن هيئة تحرير الشام، وهي الجماعة التي قادت الفصائل المعارضة في الحملة ضد الأسد، وتسيطر على معظم سوريا، ميالة للإسلاميين، وكانت سابقا على علاقة مع تنظيم القاعدة.

وبدت القوى الخليجية واضحة في تصريحاتها بأن قادة سوريا الجدد بحاجة لإثبات أنفسهم، وأنهم سيدعمون نظاما شاملا ومتسامحا مع طوائف البلاد المختلفة، قبل أن يحصلوا على الدعم السياسي والمالي من دول الخليج.

وفي منتصف كانون الأول/ ديسمبر، قال المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي إن طبيعة الفصائل المعارضة السورية وارتباطاتها السابقة بتنظيم القاعدة تدعو للقلق. وقال: “أعتقد أن هذه كلها مؤشرات مقلقة للغاية. لقد شهدت المنطقة حلقات مثل هذه من قبل، لذا يتعين علينا أن نكون على أهبة الاستعداد”. ولطالما خافت دول الخليج من تمكن الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط، مما سيزعزع استقرار أنظمتها الديكتاتورية. وعندما اندلع الربيع العربي في 2011 انهارت عدة حكومات مستبدة، وصعد الإسلاميون في دول مثل تونس ومصر.

وقالت أنا جاكوبس، المحللة البارزة في مجموعة الأزمات الدولية ببروكسل: “لدى الإمارات تحديدا تاريخ طويل في عداء الأحزاب السياسية والحكومات المرتبطة بالإسلاميين”، مضيفة: “ولكن حتى الآن على الأقل، أرسلت الإمارات بعض الإشارات الواضحة بأنها على استعداد للعمل مع الحكومة المؤقتة من أجل الحفاظ على الاستقرار في سوريا وفي المنطقة الأوسع”.

وبعد ثورة الربيع العربي، انتخب المصريون رئيسا إسلاميا هو محمد مرسي، والذي سرعان ما أطاح به الجيش بقيادة عبد الفتاح السسيي وبدعم من الإمارات. ولا يعتبر الحذر من الإسلاميين مقتصرا فقط على دول الخليج، بل في الدول الإقليمية الأخرى بما فيها مصر. فقد  أمضى الجنرال السابق السيسي، الذي حل محل مرسي في عام 2013، السنوات الماضية في القضاء على الإخوان المسلمين في بلاده، حيث رأى في الجماعة تهديدا لسلطته.

وفي منتصف كانون الأول/ ديسمبر، ظهر السيسي بشكل نادر أمام الصحافيين، مما يشير إلى التوتر بشأن الأحداث في سوريا. وبدا أنه يرسم تباينا بينه وبين الأسد. وقال: “هناك شيئان لم أفعلهما قط، بفضل الله: لم تتلطخ يداي أبداً بدماء أحد، ولم آخذ أي شيء لم يكن لي”.

وكانت السعودية والإمارات من أكبر المعارضين لنظام الأسد بعد بداية الحرب الأهلية السورية والعقد الذي تلاها. وتحول الأسد إلى منبوذ في المنطقة والعالم بسبب العنف والوحشية التي مارسها ضد معارضيه، والتي اشتملت على استخدام السلاح الكيماوي. وأغلق البلدان سفارتيهما في دمشق عام 2012، إلا أن استعادة الأسد السيطرة على معظم المناطق التي استولت عليها المعارضة، وبدعم مهم من روسيا وإيران، غيّر مواقف دول الخليج.

ولعبت السعودية والإمارات دورا في عودة الأسد إلى الحظيرة العربية بعد عقد من العزلة. وكان التحرك مدفوعا بمحاولات مواجهة التأثير الإيراني في بقية أنحاء الشرق الأوسط. وبعد الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في أوائل عام 2023، قدمت السعودية العون الإنساني للأسد. وفي وقت لاحق من نفس العام، استُقبل الزعيم السوري في جامعة الدول العربية. وكانت عودته بمثابة قبول ضمني ببقائه، على الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلها الغرب للإطاحة به. وجاء التحول في مواقف دول الخليج، عندما كان الأسد يسيطر على معظم أنحاء سوريا، وكجزء من عمليات ترتيب في العلاقات الإقليمية قامت بها السعودية والإمارات بما في ذلك استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران.

ومع رحيل الأسد وظهور قيادة جديدة في دمشق، فإن الفرص الاقتصادية لإعادة البناء بعد الصراع ستكون جزءا من أي عملية تقييم. فسوريا التي ورثها القادة الجدد مدمرة وبدون بنية تحتية فاعلة، ولهذا ستكون هناك فرصة للسعودية والإمارات للاستفادة من جهود إعادة إعمار البلاد، بشرط التفاوض على شروط محبذة مع الحكومة في دمشق. كما أن الحصول على دور في إعادة إعمار البلاد، سيوفر فرصة للتأثير على مستقبل سوريا.

وتبدو قطر، تحديدا، منفتحة على دعم الحكومة الانتقالية في سوريا. فقد حافظت الدوحة على اتصالات مع هيئة تحرير الشام والجماعات السورية الأخرى أثناء الحرب الأهلية. وفي عام 2015، توسطت قطر في عملية تبادل أسرى بين المعارضين السوريين والجيش اللبناني.

وعندما حضر الأسد القمة العربية في جدة عام 2023، خرج أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من قاعة المؤتمر. وبعد الإطاحة بالأسد، أرسلت قطر وزير خارجيتها إلى دمشق في أواخر كانون الأول/ ديسمبر، وهو أعلى مسؤول حكومي من الخليج يلتقي الحكومة الانتقالية.

وقد تبع ذلك في وقت سابق من هذا الأسبوع، زيارة من رئيس مجلس التعاون الخليجي ووزير خارجية الكويت. وقال الشرع، إن القطريين سيحصلون على الأولوية لدعمهم السوريين على مدى العقد الماضي، ربما في إشارة إلى دور الإمارة الخليجية في مشاريع إعادة الإعمار. ورافق الوفد القطري فريق فني من الخطوط الجوية القطرية لتقديم الدعم في إعادة فتح مطار دمشق الدولي.

————————–

أحمد الشرع يستقبل وزيري خارجية فرنسا وألمانيا في دمشق

03 يناير 2025

هذا أول لقاء على هذا المستوى يعقده الشرع مع مسؤولين غربيين

عقد الوزيران اجتماعات مع فاعليات مدنية ودينية وزارا سجن صيدنايا

شولتز: نجري اتصالات مكثفة مع الإدارة السورية الجديدة

اجتمع قائد الإدارة الجديدة في سورية أحمد الشرع في دمشق، اليوم الجمعة، وزيري خارجية فرنسا جان نويل بارو وألمانيا أنالينا بيربوك، وذلك بعد اجتماعات عقدها الوزيران مع بعض الفاعليات المدنية والدينية، وزيارتهما لسجن صيدنايا، سيئ السمعة، قرب العاصمة السورية.

وأظهرت لقطات قائد الإدارة الجديدة متوسطاً الوزير الفرنسي والوزيرة الألمانية، في أول لقاء على هذا المستوى يعقده الشرع مع مسؤولين غربيين منذ أطاح تحالف فصائل معارضة تتقدمه هيئة تحرير الشام التي يتزعمها، برئيس النظام السابق بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024.

وأكد وزير الخارجية الفرنسي قبيل اللقاء مع الشرع التزام فرنسا بالوقوف إلى جانب ممثلي المجتمع المدني والمسيحيين في سورية، مشيراً إلى استمرار التواصل معهم “كما فعلت فرنسا خلال السنوات الثلاث عشر الماضية”، معرباً عن أمله في أن تكون سورية دولة ذات سيادة، مستقرة وهادئة، معتبراً أن هذا الأمل “حقيقي لكنه هش”.

وشدد بارو على ضرورة إسكات الأسلحة في كلّ أنحاء البلاد لتحقيق سورية آمنة بدون حروب واقتتال، معرباً عن صدمته من الظروف الوحشية التي كان يعيش فيها المعتقلون خلال زيارته لسجن صيدنايا، والذي كان مركزاً للقمع خلال فترة حكم بشار الأسد. ودعا بارو قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى تسليم السلاح والانخراط في الحياة السياسية، مؤكداً رفض فرنسا للإرهاب في سورية، ومعلناً عن مبادرة لإرسال خبراء لنزع الأسلحة الكيميائية الى سورية، في إطار جهود فرنسا لتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد.

وأكد بارو أنه لا يمكن تحقيق مصالحة في سورية بدون تحقيق العدالة، مشدداً على التزام فرنسا بمكافحة الإفلات من العقاب لرموز النظام السابق، لافتاً إلى عودة قريبة للبعثة الدبلوماسية الفرنسية إلى سورية، في إطار دعم باريس لتطلعات السوريين في انتقال سياسي سلمي.

ووصل بارو وبيربوك صباح اليوم الجمعة، إلى دمشق، في أول زيارة لوزيري خارجية من الاتحاد الأوروبي إلى سورية منذ سقوط نظام بشار الأسد. ونيابة عن منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، تعتزم بيربوك وبارو إجراء محادثات مع ممثلي الحكومة السورية المؤقتة. وجال وزير الخارجية الفرنسي ونظيرته الألمانية في سجن صيدنايا قرب دمشق الذي يشكّل رمزاً للقمع في ظلّ حكم بشار الأسد. وقال المتحدث باسم الحكومة السورية المؤقتة محمد الفيصل إنّ الجولة تمت برفقة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”.

شولتز: نجري اتصالات مكثفة مع الإدارة السورية الجديدة

في غضون ذلك، قال المستشار الألماني أولاف شولتز، اليوم الجمعة، إن برلين تجري اتصالات مكثفة مع الإدارة السورية الجديدة وتتواصل أيضاً مع فصائل المعارضة في البلاد، مشدداً على أهمية مشاركة الطوائف المختلفة في صياغة مستقبل سورية. وأضاف شولتز للصحافيين خلال زيارة لمصنع لرولز رويس جنوبي برلين “سننظر عن كثب في كيفية تحقيق تقدم في تعزيز اتصالاتنا، وفي الوقت نفسه جعل هذه العملية ميسرة لتحقيق مستقبل أفضل لسورية كدولة ولمواطني سورية”.

وشهدت سورية في الفترة الأخيرة حركة دبلوماسية نشطة حيث استقبلت العديد من الوفود الدبلوماسية العربية والدولية منذ سقوط الأسد، لتخرج من عزلة فرضت عليها منذ قمع الأسد التظاهرات الشعبية التي خرجت في عام 2011. وكانت فرنسا أرسلت في 17 ديسمبر/ كانون الأول مبعوثين لدى السلطات الجديدة ورفعت علمها فوق سفارتها المغلقة منذ العام 2012 في دمشق. وأرسلت ألمانيا التي أغلقت كذلك سفارتها منذ العام 2012، مبعوثين في اليوم نفسه بهدف إقامة اتصالات مع السلطات الانتقالية.

(العربي الجديد، رويترز، فرانس برس

————————-

الشيباني: نقلنا للسعودية رؤيتنا لحكومة سورية قائمة على التشاركية والكفاءة

محمد كركص

03 يناير 2025

أعلن وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني، اليوم الجمعة، أن زيارته إلى السعودية تضمنت “نقل رؤية وطنية بشأن تأسيس حكومة سورية قائمة على التشاركية والكفاءة، وتضم كافة مكونات المجتمع السوري”، وأكد، في منشور له على منصة “إكس”، أهمية “إطلاق خطة تنموية اقتصادية تسهم في جذب الاستثمارات وبناء شراكات استراتيجية، بهدف تحسين الواقع المعيشي والخدمي في البلاد”.

وشدد الشيباني على أهمية “دور سورية الإيجابي في المنطقة، وضرورة التعاون مع الدول العربية لنسج سياسات مشتركة تدعم الأمن والاستقرار الإقليميين، وتحقيق الازدهار المشترك”. وبيّن أن “المملكة العربية السعودية عبّرت عن دعمها للشعب السوري وللإدارة السورية الجديدة، وأكدت استعدادها للمساهمة في نهضة سورية، ودعم وحدتها وسلامة أراضيها”.

    نقلنا – من خلال زيارتنا – رؤيتنا الوطنية المتمثلة بتأسيس حكومة تقوم على التشاركية والكفاءة تضم كافة المكونات السورية، والعمل على إطلاق خطة تنموية اقتصادية تفسح المجال للاستثمار وتعقد الشراكات الاستراتيجية وتنهض بالواقع المعيشي والخدمي.

    — أسعد حسن الشيباني (@Asaad_Shaibani) January 3, 2025

وليد الخريجي مستقبلاً أسعد الشيباني في الرياض 1/1/2025 (الخارجية السعودية)

تقارير عربية

أول زيارة لوزيري الخارجية والدفاع السوريين إلى السعودية

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان استقبل الشيباني يوم أمس الخميس، في مقر وزارة الخارجية السعودية في الرياض، فيما عقد وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة مرهف أبو قصرة ورئيس الاستخبارات العامة أنس خطاب، اجتماعات مع المسؤولين العسكريين في المملكة.

وحطّ الوفد السوري رفيع المستوى الأربعاء في الرياض، في أول زيارة تجريها الإدارة الجديدة إلى الخارج، ما يعكس تعويل قيادة أحمد الشرع على دور سعودي نشط في مساعدة سورية على تجاوز المرحلة الصعبة بعد إسقاط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي. وفي المقابل، يشير استقبال الرياض هذا الوفد، بعد مرور أقل من شهر على سقوط نظام الأسد، إلى “هواجس ومخاوف” سعودية بعد التغيير الذي جرى في سورية، وخاصة في ما يتعلق بالقضايا الأمنية. وكانت الرياض قد أوفدت في 23 ديسمبر الفائت مستشاراً في الديوان الملكي للقاء الشرع في العاصمة السورية.

—————————————

حملة حمص الأمنية مستمرة ووزيرا خارجية فرنسا وألمانيا في دمشق

03 يناير 2025

شهدت سورية تطورات خلال الساعات القليلة الماضية، أبرزها القصف الإسرائيلي على مدينة حلب شمالاً، والذي سبقه توغل بري جديد أسفر عن احتلال سد المنطرة المائي في ريف القنيطرة، جنوبي البلاد. وفي مدينة حمص، وسط سورية، تواصل إدارة العمليات العسكرية، بالاشتراك مع إدارة الأمن العام، الحملة الأمنية في أحياء الزهراء والعباسية، في ظل اشتباكات مع فلول نظام الأسد، وفقاً لما نقلته صحيفة الوطن عن مسؤول أمني في المدينة. كما شهدت منطقة سد تشرين التابعة لمدينة منبج في ريف حلب الشرقي، شمالي سورية، تصعيداً عسكرياً، ليل أمس الخميس، أدى إلى مقتل 10 عناصر من الجيش الوطني السوري المعارض، الحليف لتركيا، جراء عملية تسلل لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

في الأثناء، وصل وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، صباح اليوم الجمعة، إلى دمشق، في أوّل زيارة مماثلة على هذا المستوى من دول غربية إلى سورية منذ سقوط نظام بشار الأسد، في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول المنصرم. وجال وزير الخارجية الفرنسي ونظيرته الألمانية في سجن صيدنايا قرب دمشق الذي يشكّل رمزاً للقمع في ظلّ حكم بشار الأسد. وقال المتحدث باسم الحكومة السورية المؤقتة محمد الفيصل إنّ الجولة تمت برفقة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”.

وشهدت سورية في الفترة الأخيرة حركة دبلوماسية نشطة حيث استقبلت العديد من الوفود الدبلوماسية العربية والدولية منذ سقوط الأسد، لتخرج من عزلة فرضت عليها منذ قمع الأسد التظاهرات الشعبية التي خرجت في العام 2011. ويترقب السوريون موعداً محدداً لمؤتمر الحوار الوطني في سورية من قبل القيادة العامة، حيث تستمر المشاورات حول تكليف لجنة للتحضير لهذا المؤتمر، وتنظيم المستلزمات والآليات الواجب إجراؤها خلال الفترة المقبلة، إذ من المتوقع أن يشهد مشاركة طيف واسع من السوريين، وسط تحديات لوجستية ودولية وتنظيمية.

———————

الشام تُزيح خمسة عقود من الرعب (2): ماذا عن حماية السجينات المغتصبات؟/ شهيرة سلوم

03 يناير 2025

عند أبواب سجون الأسد ومقرّاته الأمنية، تُذبح الإنسانية. لا شيء، أو كلام، يختصر المشهد. القمع والظلم يتكشّفان بأبشع الصور من جدران الزنازين الواسعة والانفرادية؛ في استغاثات المساجين على الجدران، والتي تنادي الله بين سطر وآخر، وتشكو الظلم والمذلّة. إذا كان للرعب والظلم رائحة ولون وصوت وشكل وملامح، فهو هناك. في الأغطية المنثورة بالمئات، والتي تدلّ على عدد المسجونين والمكدّسين في مساحة ضيقة لا تتعدّى أمتارًا معدودة. في الزنازين الانفرادية التي لا تتجاوز مترًا عرضًا وأقلّ من مترين طولًا وبارتفاع متر وثمانين، حين قسناها بأجسادنا، تتوسّطها جورة لقضاء الحاجة. في ذلك القبر كان يمكث السجين شهورًا وسنين، كيف نجا؟ أهوال السجن ووسائل التعذيب المرعبة انفضحت على مصراعيها أمام العالم، وهذه مسألة تُحسب للقيادة الجديدة، التي تُظهر حرصًا على رفع الغطاء عن جرائم النظام الساقط أمام وسائل الإعلام؛ يقول أحد الزملاء: كنّا نعرف، لكن الآن نرى؛ ورؤية الجريمة بأمّ العين مخيفة. صحيح أنّ الزنازين صارت خالية الآن، لكن ثمّة أرواحًا حاضرة لا تفارق المكان. بعد تحرير السجون، وانكشاف أحوالها المرعبة وأساليب التعذيب، حضرت المقارنة مع سجون وزارة أمن الدولة النازية شتازي، التي تحوّلت إلى متاحف. ومع هذا، فإنّ وحشة العنف الحاضرة في سجون الأسد، لن يجدها زائر زنازين برلين اليوم.

مشهد الجريمة واحدٌ، من صيدنايا إلى فرع فلسطين والمزّة والـ215، مرورًا بتدمر والمراكز الأمنية والاستخبارية. وفيما تتصدّر واجهة المشهد الزنازين غير الآدمية بكلّ تفاصيلها ووسائل التعذيب، وتلتقي مع أساليب محاكم التفتيش في تذويب الجثث والإعدامات، فإنّ جرائم صادمة ارتُكبت بحق السجينات قلّما نجدها في أقذر الأنظمة الاستبدادية، ولم تلقَ الاهتمام اللازم سوريًّا أو دوليًّا، وعلى المستويين الحقوقي والإعلامي؛ السجينات المغتصبات اليوم ضحية مجتمع يصمهن بالعار، وأهالٍ يلاحقوهنّ لـ”غسل العار”.

في سجن الفرع 215، داخل المربّع الأمني في منطقة كفرسوسة (دمشق)، عنبرٌ خاص للسجينات، وفيه دلائل الاعتداءات وقصص سجينات تحرّرن. إحداهن، اعتُقلت فتاة مراهقة وخرجت من السجن مع أربعة أطفال. سجينة ثانية ابتزّها السجّان لانتزاع اعترافات حول زوجها، عبر اغتصاب ابنتها (عشرة أعوام) المسجونة معها. تقول سناء سيف، مديرة جمعية تُعنى بالسجينات (تجمّع الناجيات)، إنّها تحاول منذ فترة التواصل مع سجينة تعرّضت للاغتصاب وأنجبت طفلين في السجن، لكن العائلة التي تحمي السجينة المحرّرة تخشى كشف مكانها، والسماح بالحديث معها، فأبوها يبحث عنها لقتلها، من يقدّم الحماية لهؤلاء الضحايا؟ قصة أخرى ترويها لنا سيف، عن سجينة اعتقلت لابتزاز زوجها؛ وهو قائد عسكري لفصيل معارض، مع أمّه وأخته. اغتُصبن جميعهنّ، لكن بعد إطلاق سراح الزوجة، انفصل عنها زوجها بسبب الاغتصاب، قبل أن يعود إليها لاحقًا. ومن دلائل هذه الجرائم في السجن، نلحظ بعض أدوية منع الحمل، المتناثرة على الأرضية بين أدوية الجرب. جرائم تدلّل، بما لا يقبل أي شكل من التسوية أو التسامح، على أنّ العدالة مطلب لا غنى عنه في أيّ مستقبل لسورية.

في الطابق الأوّل من مبنى السجن نفسه غرفةٌ واسعة تتبعثر فيها الأوراق الأمنية والمعدّات المكتبية وبقيّة ملفّات أُتلفت عن عمد، وعلى أحد المكاتب أعلام لتنظيم داعش. ماذا تفعل تلك الأعلام في مقرّات النظام الساقط؟ أمام مبنى سجن 215، تدخل امرأة رفقة أحد عناصر المعارضة، ومعها فتى يبدو وكأنّه ابنها، يبحثان عن أثر عزيز فُقد في تلك الأقبية. مشهد الأهالي الباحثين عن أفراد من عائلاتهم اختفوا في سجون النظام مألوفٌ هنا، تلتقي به أمام جميع المقرّات، ويتحدّث عنه كل أبناء سورية. في كل بيت سوري جُرح وجريمة ينتظران القصاص؛ بيوت العزاء تُنصب حين يتأكّد الأهالي من وفاة ابن أو ابنة في السجون، فيما يتمسّك البعض بأمل العثور على أحياء، هذا حال سيّدة تعمل في إحدى جامعات دمشق، علمت عائلتها بوفاة اثنين من أبنائها من خلال لوائح السجناء في صيدنايا، فيما البحث جارٍ عن اثنين آخرين، لم يخرجا مع المساجين المحرّرين. زميلة لها تقاطعها وتتحدّث عن ابن أخيها المختفي لكن ليس في سجون الأسد؛ اعتقلته قوّة من “جبهة النصرة” سابقًا، قبل أعوام في درعا، حيث كان يعمل شرطيًا لدى نظام الأسد، وقيل لهم إنّه اقتيد إلى إدلب، ولم يعرفوا عنه شيئًا مذّاك. ولنا عودة إلى إدلب وما يُحكى عن تجربتها وسجونها في مشهد لاحق.

فرع فلسطين / سورية / ديسمبر 2024 (العربي الجديد)

من داخل فرع فلسطين في دمشق، ديسمبر 2024 (العربي الجديد)

في سجن 235 (فرع فلسطين)، لا تختلف أحوال الزنازين عن سجن المخابرات في كفرسوسة، مع كثرة الانفراديات، وينفرد بنوع منها أشبه بقبر، حيث المنامة مصطبة ترتفع نصف متر، مع تنوّع أساليب التعذيب. وهنا تجد آثار أوراق وملفّات متلفة، بعدما تخلّص منها جنود النظام على عجل قبل فرارهم.

نفق الفرار من مطار المزّة؟

في منطقة مطار وسجن المزّة، يبحث أحدهم عن أثر ما لأخيه الذي اختفى قبل سنوات عند نقطة أمنية. شهدت المنطقة محطّات حافلة في تاريخ النظام السوري، فمن المطار انطلقت الصواريخ وقذائف المدفعية لقصف المناطق الثائرة في محيط العاصمة. وكانت عائلة الأسد تستخدمه مطارًا خاصًا. كما عرف حافظ الأسد المطار جيدًا، في بدايات صعوده العسكري، حين خدم ضابطًا في القوّات الجوّية، وعرف سجنه، حيث قبع لفترة بعد محاولة انقلاب نفّذها الناصريون والبعثيون في ستينيات القرن الماضي. في المدرّج حاليًا آثار قصف إسرائيلي، ودبابات للجيش السوري، وبقايا مروحية عسكرية. إلى جانب منه، مرآب فيه مروحيات. تتقدّم لمسافة قصيرة، فتجد أمام مبنى إداري كومة محروقة من حبوب الكبتاغون؛ حجمها يدلّل على “استخدام داخلي”، أكثر منه للشحن والتصدير. يقع سجن المزّة في طابق تحت الأرض، أحواله صادمة كما بقية السجون. في طابق آخر، غرف يبدو أنّها مخصصة لإقامة الجنود، ظروفها أيضًا مزرية. في مبنى آخر غير بعيد، مكتب فخم حُطمت بعض مقتنياته. يبدو مكتب المسؤول عن المطار. تتصل به غرفة نوم مؤثثة. المكتب خالٍ من الأوراق الرسمية، إلّا من بطاقة أعمال تعود لطبيب نفسيّ يعمل في دمشق.

قيل أخيرًا (بحسب ما نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية) إنّ الأسد فرّ مع نجله حافظ ليلة السابع من ديسمبر عبر نفق سرّي من قصر الشعب إلى مطار المزّة، ومن هناك انتقل بمروحية إلى قاعدة حميميم قبل السفر إلى روسيا. لم نعثر في جولتنا الطويلة داخل المطار على دلالة على وجود هذا النفق هنا؛ لكن في ظل مساحة المنطقة الواسعة وتعدّد المباني، فإنّ كلّ الاحتمالات تبقى مفتوحة، خصوصًا أنّ المطار، بحسب ما بدا لنا في الأسبوع الرابع من خلع النظام، لم يُمشّط بالكامل ولم يُدقّق في محتوياته؛ فهو خالٍ تقريبًا باستثناء بعض عناصر الحراسة على الباب، والذين اعتذروا عن مرافقتنا وإرشادنا داخل المطار، بسبب قلّة عددهم.

دولة الكبتاغون وشركاؤها

قبل أن تبلغ العاصمة، على طريق بيروت – دمشق، وتحديدًا في قمة الجبل بمنطقة يعفور في الريف، قصرٌ مسوّر، لم يكن يُسمح للسكّان المحليين بالاقتراب منه، وكان يُمنع الرعاة من رعي أغنامهم أعلى الجبل، خوفًا من كشف المنطقة أمامهم. كانت الشاحنات تعبر إليه كلّ عدّة أسابيع، بحسب ما يحكي لنا حارسٌ أمام صالة مفروشات في أسفل الطريق، لا يؤكّد هوية لوحات الشاحنات، لبنانية أم سورية، لكنه يحسم أنّ الرائحة المنبعثة من المنطقة لم تكن تُحتمل، وأنّ “الحزب” كان نافذًا وحارسًا للقصر، بدون أن يحسم من الذي يعنيه بالحزب. ولفظ “الحزب” يدلّل به أبناء المنطقة على حزب الله اللبناني، الذي يملك نفوذًا في البقاع، كما في المناطق السورية المجاورة، خصوصًا تلك التي هُجّر أهلها خلال فترة الحرب السورية، مثل الزبداني. القصر كان ملكًا لعائلة غير سورية، بحسب ما يُشير أحد مقاتلي المعارضة، بخفّة روحهم وملامحهم الشامية اليافعة؛ وهذا انطباعٌ عن هؤلاء المقاتلين سيرافقنا في كلّ محطة في جولتنا نحو المحافظات الشمالية والغربية للبلاد، متفاجئين بهم، ربّما بسبب الصورة التي رُوّجت عن معارضي النظام بأنّهم إسلاميون متطرّفون.

نعود إلى القصر. فقد استولت عليه فرقة ماهر الأسد وحوّلته إلى واحد من أكبر معامل الكبتاغون في البلد. المعمل، بكلّ محتوياته، من المواد الأوّلية مرورًا بماكينات التصنيع وصولًا إلى أدوات مخصّصة لصناعة الكبتاغون في سلع جُهزت وسائل للتهريب؛ كلّ هذا مركّز في مبنى ملاصق للقصر. أمّا القصر نفسه، فكان فارغًا، إلا من قطع أثاث معدودة لا تدلّ على سكن عائلي. الحارس من عناصر المعارضة يتردّد في السماح لنا بمعاينته، والسبب أنّه وزملاءه يجلسون ليلًا إلى جانب الموقدة، يشعلونها بخشب صناديق عتيقة طردًا لبرد شتاء جبلي، ويتناولون عشاءهم من معلّبات. الحارس ورفيقه في مقتبل العشرين، وتعابير وجهيهما تعكس خجلًا من فعلٍ يريانه غير مستحق، في ملك ليس ملكهما.

من مادة الكبتاغون المخدّرة موّل النظام السوري حربه ضدّ شعبه على مدى 14 عامًا. حتى اللحظة، لم يُعرف بعد عدد مصانع الكبتاغون في البلد، غير أنّها تتوزّع بين مراكز أساسية للتصنيع والتعليب والتجهيز والتصدير، كما هذا المصنع الذي زرناه في يعفور؛ وبين أخرى يتركّز فيها التخزين أو التصنيع أو كلاهما. تُقدّر الأرقام حجم تجارة هذا المخدّر بمئات الأطنان، بقيمة تقدّر بأكثر من ستة مليارات دولارات، صنّعها وصدّرها النظام إلى دول الجوار، حتى اكتسبت سورية سمعة دولة المخدرات، عن جدارة.

——————–

سورية تمنع دخول اللبنانيين إلا بشروط جديدة: إقامة أو حجز فندقي

راما الإبراهيم

03 يناير 2025

اتخذت السلطات السورية، الخميس، قراراً بمنع دخول اللبنانيين إلى أراضيها عبر المعابر الحدودية، باستثناء الحاصلين على إقامة رسمية في سورية. وأكدت مصادر مطلعة لـ “العربي الجديد” أن هذا القرار يعود لأسباب أمنية بحتة، دون صدور أي تعليمات سياسية أو دبلوماسية رسمية في هذا الصدد. وأفاد موقع “لبنان 24” بأن عدداً كبيراً من الفانات (الحافلات الصغيرة) المتجهة إلى سورية عبر معبر المصنع – جديدة يابوس عادت أدراجها، التزاماً بالقرار الجديد. كما انتشرت معلومات تشير إلى فرض قيود إضافية على دخول اللبنانيين، تضمنت ضرورة تقديم إثبات إقامة أو حجز فندقي مسبق.

ويأتي هذا الإجراء السوري الجديد بالتزامن مع إعادة تنظيم العمل في الدوائر الحدودية، في خطوة اعتبرها البعض رداً على إجراءات مماثلة تطبقها الحكومة اللبنانية على السوريين، تتعلق بشروط دخولهم إلى لبنان. وأشار مصدر من مديرية الجمارك السورية العامة لـ”العربي الجديد” إلى صحة القرار بمنع دخول اللبنانيين إلى سورية إلا لتقديم إقامة للحصول على الإقامة السورية وحجز فندقي مسبق، دون أي تصريح رسمي حتى اللحظة.

وأوضح أن اللبنانيين الذين دخلوا إلى سورية خلال الأيام الماضية بطريقة غير قانونية سوف يُسمح لهم بالعودة إلى أراضيهم، ولكن لن يسمح لهم مرة أخرى بالدخول إلى سورية إلا وفق الشروط الجديدة. ولفت المصدر إلى أن إدارة المعابر بدأت اليوم بالاشتراك مع إدارة الأمن العام دوريات مكثفة على الحدود اللبنانية – السورية بهدف منع الدخول عبر طرق التهريب، مُشيراً إلى أن هناك عشرات الأشخاص الذين دخلوا من لبنان إلى سورية خلال الأيام الماضية كانوا يحملون معهم عملة دولار مزورة ومجمدة بهدف تصريفها في الأسواق السورية.

من جهته، قال مسؤول في الأمن العام اللبناني المشرف على المعابر الحدودية إن الجهاز “لم يتبلغ بأي إجراء جديد من الجانب السوري”، لكنه “فوجئ بإغلاق الحدود” أمام اللبنانيين. وتحدث المسؤول الأمني عن “أخبار” بفرض قيود على دخول اللبنانيين وفق مبدأ “المعاملة بالمثل، أي بنفس الشروط التي يفرضها اللبنانيون على السوريين لجهة حيازة إقامة أو حجز فندقي. وقال مصدر أمني آخر على معبر المصنع، وهو النقطة الحدودية الرئيسية بين البلدين، لفرانس برس: “يبدو أن هناك إجراءات جديدة من الجانب السوري” تسمح فقط بعبور اللبنانيين الذين يحملون إقامة أو إذنا بدخول سورية.

ورجّح مصدر عسكري بأن يكون الإجراء خطوة احتجاجية بعد “مناوشات بين الجيش اللبناني وعناصر مسلحة سورية على الحدود، حيث اعتقل الجيش عناصر من المسلحين ثم أخلى سبيلهم”، بحسب ما أفاد المصدران الأمنيان وكالة “فرانس برس” الجمعة.

وأعلن الجيش اللبناني في بيان الجمعة أنه “بتاريخ 3/1/2025، أثناء عمل وحدة من الجيش على إغلاق معبر غير شرعي عند الحدود اللبنانية السورية في منطقة معربون – بعلبك، حاول أشخاص سوريون فتح المعبر بواسطة جرافة، فأطلقت عناصر الجيش نيراناً تحذيرية في الهواء”. وأضاف أنه إثر ذلك “عمد السوريون إلى إطلاق النار نحو عناصر الجيش، ما أدى إلى إصابة أحدهم ووقوع اشتباك بين الجانبين”.

العربي الجديد

—————————-

بارو وبيربوك في سجن صيدنايا: مطالبات بالعدالة لضحايا نظام الأسد

03 يناير 2025

زار وزيرا الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الجمعة، سجن صيدنايا سيئ السمعة في سورية، بعد حوالي أربعة أسابيع من الإطاحة بنظام بشار الأسد. ويُعتبر سجن صيدنايا من أسوأ السجون العسكرية سمعة في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد، وفي اللغة الدارجة كان يطلق عليه اسم “المسلخ”. ومنذ عام 2011، وثّق نشطاء حقوق الإنسان عمليات إعدام جماعية ممنهجة وتعذيب واختفاء لآلاف السجناء هناك.

وطالبت بيربوك خلال زيارتها للسجن، ببذل جهود دولية لمحاسبة الجناة. وقالت إنه لا يمكن إعادة ضحايا نظام الرئيس بشار الأسد الذين لقوا حتفهم في هذا السجن، للحياة، “لكن يمكننا جميعاً المساهمة كمجتمع دولي في ضمان تحقيق العدالة”. واطلعت بيربوك، برفقة بارو، على ظروف السجن القريب من العاصمة دمشق من قبل ممثلي منظمة الحماية المدنية السورية “الخوذ البيضاء”.

وذكرت بيربوك أنه من أجل ضمان العدالة وكشف الحقائق، دعمت ألمانيا وأوروبا جهات فاعلة مثل “الخوذ البيضاء” والأمم المتحدة في جمع أدلة في السنوات الأخيرة، وقالت: “هذا بالضبط ما نريد أن نستمر فيه… لذلك نحن هنا -من بين أمور أخرى- لنوضح أننا ندعم أيضاً المواطنين هنا في سورية في ما يتعلق بمسألة جمع الأدلة والعدالة والكشف عن هذه الجرائم الفظيعة”.

وأكدت الوزيرة الألمانية أنه “لا يمكن ببساطة أن نتخيل الرعب الذي شهدته بعض الأماكن… لكن الناس مروا بالجحيم هنا بالقرب من العاصمة السورية دمشق. لقد قُتلوا باستخدام أساليب لا يمكن تصورها في عالم متحضر”. واطلعت بيربوك وبارو برفقة “الخوذ البيضاء” على غرف التعذيب، من بينها غرفة الضاغط الفولاذي سيئة السمعة، التي يقال إنه كان يجري سحق أفراد بها.

وشكرت بيربوك أفراد “الخوذ البيضاء” على عملهم، مشيرة إلى أنهم أوضحوا مراراً أن “نظام الأسد هو نظام تعذيب مزدرٍ للإنسانية، ولا يمكن التطبيع معه”. بدوره، قال المبعوث الألماني الخاص إلى سورية ستيفان سيكنيك على حسابه بمنصة إكس: “كنت اليوم مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في (سجن) صيدنايا”. وأضاف: “تعجز الكلمات عن وصف أهوال صيدنايا، لكنها تذكرنا بأن علينا أن نتذكر الأهوال كي لا نكررها”.

    كنت اليوم مع وزيرة الخارجية الألمانية @ABaerbock في صيدنايا. تعجز الكلمات عن وصف أهوال #صيدنايا، لكنها تذكرنا بأن علينا أن نتذكر الأهوال كي لا نكررها. pic.twitter.com/li1EVrM9hT

    — Stefan Schneck (@GERonSyria) January 3, 2025

وتفيد تقارير دولية بأن آلاف المعتقلين قتلوا بشكل منظّم وسرّي داخل السجن، حيث نفذ النظام المنهار إعدامات جماعية دون محاكمات، وقدرت تلك التقارير أن النظام أعدم الآلاف بمعدل 50 شخصاً أسبوعياً بين عامي 2011 و2015 فقط.

(أسوشييتد برس، الأناضول)

———————————–

الحملة الأمنية في حمص وسط سورية مستمرة تتخللها اشتباكات مع مطلوبين

محمد كركص

03 يناير 2025

تواصل إدارة العمليات العسكرية بالاشتراك مع إدارة الأمن العام الحملة الأمنية في حيي الزهراء والعباسية بمدينة حمص وسط سورية، في ظل اشتباكات مع فلول نظام الأسد، وفقًا لما نقلته صحيفة الوطن عن مسؤول أمني في المدينة، اليوم الجمعة. وقال المسؤول الأمني إنّ هذه الحملة تأتي استكمالًا لعمليات التمشيط بمدينة حمص، حيث دخلت القوات إلى أحياء العباسية، والسبيل، والزهراء، والمهاجرين، وبدأت عمليات البحث والتفتيش عن عناصر مليشيات النظام السابق.

وأكدت مصادر عسكرية لـ”العربي الجديد” أنّ إدارة العمليات العسكرية تمكّنت، يوم أمس الخميس، من اعتقال الضابط زكريا أحمد عبد القادر، أحد المطلوبين البارزين، الذي كان متخفياً داخل أحياء حمص، مشيرة إلى أن عبد القادر كان يخدم سابقاً في سجن دير الزور المركزي (شرق).

كما أشارت المصادر إلى أن إدارة العمليات العسكرية، بالتعاون مع إدارة الأمن العام، ألقت القبض، أمس الخميس، على 28 عنصراً من فلول نظام الأسد، بينهم متورطون في مجزرة كرم الزيتون عام 2012، إضافة إلى القبض على محمد شلهوم، المتورط في تعطيل كاميرات سجن صيدنايا وسرقة ملفات المعتقلين منه، قبيل سقوط النظام المخلوع.

وكانت إدارة الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية السورية قد بدأت، يوم أمس الخميس، بالتعاون مع إدارة العمليات العسكرية، عملية تمشيط واسعة في أحياء مدينة حمص، بحثاً عن مجرمي الحرب والمتورطين في جرائم ممن رفضوا تسليم أسلحتهم أو مراجعة مراكز التسوية. وذكرت وكالة سانا نقلاً عن مسؤول عسكري في إدارة العمليات العسكرية أنه وردت “قبل أسابيع معلومات مؤكدة عن وجود فلول مليشيات الأسد بعدد من المواقع بأحياء مدينة حمص”. وأهابت وزارة الداخلية بالأهالي عدم الخروج للشوارع والبقاء بالمنازل، والتعاون الكامل مع قواتها، إلى حين انتهاء حملة التمشيط أو السماح بالتجوال من قبل القوات.

وتأتي هذه الحملة ضمن جهود متواصلة لملاحقة المطلوبين، بعد حملة مشابهة في الساحل السوري أسفرت عن اعتقال العشرات، من بينهم محمد عدنان طيفور، أحد ضباط قوات الحرس الجمهوري المتهم بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين.

————————————–

جوازات السفر السورية… ملف شائك على طاولة الحكومة/ يحيى موسى الصفدي

03 يناير 2025

لا يعرف الآلاف من السوريين بعد ما عليهم فعله للحصول على جوازات سفر جديدة، أو تجديد الجوازات التي يحملونها عبر إدارة الجوازات التابعة للحكومة الجديدة، وتتركّز مخاوف البعض في ما يخص ملف جوازات السفر حول مصير الجوازات التي سجلوا عليها، ودفعوا رسومها في وقتٍ سابق، إضافة إلى ملف الجوازات الخارجية التي ترتبط بشكل مباشر بإقامات وتنقلات السوريين في كثير من الدول.

وحددت حكومة النظام السابق تكاليف مختلفة لإصدار جوازات السفر، إذ كانت بالنسبة للجوازات الداخلية العادية التي تستلم خلال 45 يوماً، 320 ألف ليرة، والمستعجل خلال 21 يوماً، 440 ألف ليرة، والفوري خلال 48 ساعة مليونين و50 ألف ليرة سورية، تضاف إليها أجور الحجز والتسديد الإلكتروني التي تدفع إلى مراكز وأشخاص متفرغين لتلك المهمة بسبب انخفاض عدد الجوازات المخصصة لكل فرع هجرة، وصعوبات الحجز التي تواجه المواطنين.

أما الجوازات الخارجية فكانت تكلفة إصدارها تبلع 300 دولار أميركي للجواز العادي خلال 40 يوماً، و800 دولار للفوري خلال يوم واحد، وجرى تفعيل خدمة الحجز الإلكتروني بإضافة تكاليف تصل إلى 150 دولاراً موزعة على أجور وتكاليف شحن ونقل.

يقول خالد النادر، الموظف في مركز هجرة ريف دمشق، إنّ “مشكلة المركز الحالية سببها سرقة المحتويات، من أجهزة كمبيوتر ومعدات خاصة بإصدار الجوازات. يوجد عدد من الجوازات التي بصم عليها المتقدمون قبل 6 ديسمبر/ كانون الأول، وهي جاهزة للتسليم، ونحن بانتظار أوامر الحكومة الحالية للعودة إلى الدوام بشكل رسمي، وتحديد آلية تسليمها. نقل موظفو فرع البرامكة قرابة 3000 جواز من فرع إدارة الهجرة في منطقة الزبلطاني، والذي تضرر بشكل كبير من جراء حريق مجهول المصدر صبيحة يوم 8 ديسمبر، وسيتم العمل على تسليمها لأصحابها”.

وتؤكد حلا محروس، والتي سجلت على جواز سفر داخلي، أنّ موظفي الهجرة أبلغوها بضياع جوازها الذي بصمت على استمارته قبيل سقوط النظام بخمسة أيام، وتعهّدوا لها بأن تكون لها الأولوية فور بدء العمل وفقاً للتعليمات الجديدة. ونقلت عن مصدر في هجرة دمشق أن العمل سيتم بشكل طبيعي بعد عطلة رأس السنة الميلادية، وأنه يجرى التحضير لحل مشاكل المتقدمين، والراغبين بالتسجيل على جوازات سفر.

ولم تتحدد بعد إمكانية استمرار عمل المنصة الإلكترونية لمركز خدمة المواطن، وهي المنصة التي يتم من خلالها دفع الرسوم عبر قنوات التسديد الإلكتروني، وحجز دور لاستلام جواز السفر، علماً أنّ حكومة النظام السابق أجرت تحديثات كبيرة عليها قبل شهرين فقط.

يقول قتيبة الجمعات، العامل في مجال التسديد الإلكتروني، إنّ “المنصة متوقفة حالياً عن العمل، ولم يحدد مركز خدمة المواطن استمرار العمل عبر المنصة من عدمه، واكتفى موظفوه بإبلاغ المتصلين للاستفسار عن ذلك أن حل المشكلة سيكون قريباً”.

ويوضح الجمعات لـ”العربي الجديد” أنّ “آلية عمل المنصة الإلكترونية مقبولة من حيث المبدأ، لكن مشاكلها مرتبطة بأمرين، الأول هو كمية الحصص المحددة للإنجاز يومياً في كل فرع هجرة، والثاني يتعلق بخوادم التسديد الإلكتروني التي تتعطل أكثر من مرة في اليومي، الأمر الذي يعيق التسديد وحجز الدور للاستلام. آلية استرداد رسوم جوازات السفر أيضاً بحاجة إلى توضيح، إذ كانت حكومة النظام ترفض إعادة أي مبلغ لمن قاموا بالحجز عبر المنصة الإلكترونية مهما كان سبب الإلغاء، ما تسبب بخسائر كبيرة للمواطنين”.

بدوره، كشف مدير دائرة الوثائق والمستندات في الحكومة الجديدة، أحمد المصطفى، لـ”العربي الجديد”، أنّ “سير العمل سيبقى على وضعه الحالي إلى حين الانتهاء من الإجراءات التي تعمل عليها الحكومة، وأرجّح أنّ الفترة المتوقعة لتنفيذ الإجراءات الجديدة لن تتجاوز الشهر، وحتى حدوث ذلك لن يتم إجراء أي تغيير، ولن يتضرر أحد من المتقدمين في وقت سابق، فجميع بياناتهم محفوظة، وستتم إعادة جدولة مواعيد استلامهم حتى لا يترتب عليهم أي ضرر، أما موضوع استعادة الرسوم للراغبين بإلغاء حجز جواز السفر فهو قيد الدراسة”.

وأضاف المصطفى: “تغيير الواقع السياسي في سورية سيغير حتماً وضع جواز السفر، وكذلك ترتيبه العالمي، ما يعني قدرة حامله على دخول الدول بدون تأشيرة مسبقة، كما يجري التنسيق مع جهات دولية حول وضع الجواز الجديد بعد الانتهاء من الإجراءات الخاصة به”. مؤكداً أنه “لا يوجد تغيير حالياً على الوضع القائم فيما يخص تكاليف جواز السفر، وندرس تخفيض التكاليف، ورفع مدة الصلاحية إلى ستة أعوام لجميع السوريين”.

إلى ذلك، كشف القائم بأعمال السفارة السورية في الأردن، إحسان الرمان، عن إصدار السفارة ما يقارب من ثلاثين ألف جواز سفر منذ يوم 9 ديسمبر الماضي، وأنه جرى منح مهلة ستة أشهر لكل المتقدمين للتجديد بشكل مجاني، عملاً بالقرار الصادر عن الحكومة السورية الجديدة.

من جانبه، يشير خالد النادر إلى أن “أكبر المتضررين من تأخير حل مشكلة جوازات السفر هم المتقدمون على جوازات خارجية، إذ أرسل قسم منهم جواز السفر إلى سورية لتجديده، الأمر الذي منعهم من الاستفادة من فترة الصلاحية الاستثنائية التي أعلنتها الحكومة الجديدة، والبالغة ستة أشهر، والضرر الحاصل يتمثل بتأخرهم في تجديد الإقامات، إضافة إلى وقوعهم تحت تهديد الترحيل أو المخالفة، وما يعرف بـ (كسر الإقامة) بسبب عدم وجود جواز سفر سار، وهو أمر لا يتم قبوله لدى معظم الدول التي يقيم فيها السوريون”.

واعتبر السوري أحمد خميس، وهو مقيم في الكويت، أن “التمديد المجاني لصلاحية جوازات السفر لستة أشهر قد يفيد شريحة من السوريين، لكن غالبية المغتربين سيواجهون مشكلات في تجديد الإقامات، إذ تشترط الحكومات أن يكون جواز السفر سارياً لفترات أطول لتجديد إقامات السوريين. تواصلنا مع الحكومة الجديدة لحل هذه المشكلة، وطلبنا منح جوازاتنا صلاحية أطول من ستة أشهر، أو مخاطبة السلطات الكويتية لمنح السوريين الذين شارفت صلاحية إقامتهم على الانتهاء مهلة لحين حل المشاكل المتعلقة بتجديد جواز السفر”.

ويحتل جواز السفر السوري المرتبة 109 على مستوى العالم، وفقاً لمؤشر Guide passport Index، وهو يتيح لحامليه دخول 27 دولة من دون تأشيرة، في حين يحتاج السوريون إلى تأشيرة مسبقة لدخول 202 دولة. ويأمل السوريون أن تنتهي مشكلات جوازات سفرهم، لا سيما أنّ الحكومة الجديدة أعلنت إلغاء إلزامية التجنيد العسكري، كما أسقطت جميع الملاحقات الأمنية التي كان يفرضها الأسد على السوريين.

العربي الجديد

——————————-

بيربوك من دمشق: أوروبا لن تقدم الأموال للهياكل الإسلامية

الجمعة 2025/01/03

أكدت وزير الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، أن الاتحاد الأوروبي لن يقدم الأموال إلى ما وصفتها “الهياكل الإسلامية الجديدة في سوريا”، موضحة أن رفع العقوبات عن سوريا يعتمد على سير العملية السياسية.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي لبيربوك في دمشق، عقب لقاء مشترك جمعها ونظيرها الفرنسي جان نويل بارو، مع قائد الإدارة السياسية الجديدة في سوريا أحمد الشرع.

الأموال الأوروبية

وقالت بيربوك ِإنها أبلغت الشرع بأن أوروبا لن تقدم الأموال إلى “الهياكل الإسلامية الجديدة”، مشددةً على ضرورة إشراك جميع المجموعات العرقية في عملية إعادة إعمار سوريا.

ورداً على سؤال حول إمكانية رفع العقوبات الأوروبية المفروضة على سوريا، قالت إن ذلك يعتمد بشكل كبير على التقدم بسير العملية الانتقالية في المستقبل، مشيرة إلى وجود إشارات متباينة حول ذلك التقدم للآن.

وفيما يخص قضية المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا، اعتبرت أن “الأكراد بحاجة إلى ضمانات أمنية موثوقة”، مؤكدة على أهمية تحقيق توازن عادل وشامل يضمن استقرار المنطقة ويمنع عودة الأزمات.

وقالت الوزيرة الألمانية إن الاتحاد الأوروبي يريد مساعدة سوريا على تحقيق “انتقال شامل وسلمي للسلطة” وجهود إعادة الإعمار، واصفة الطريق نحو ذلك بـ”الوعر”.

وقدمت بيربوك إلى دمشق على متن طائرة عسكرية ألمانية وارتدت سترة مضادة للرصاص، وذلك بالتزامن مع وصول نظيرها الفرنسي جان نويل بارو إلى هناك، قبل أن يلتقيا بشكل مشترك مع الشرع، بحضور القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي في دمشق مايكل أونماخت.

نفوذ الروس

في الأثناء، قالت وكالة “بلومبرغ” إن الاتحاد الأوروبي كثّف جهوده لبناء علاقات مع الإدارة السورية الجديدة، خلال زيارة الوزيرين الاوربيين، وذلك بهدف اقناع الإدارة بتقليص النفوذ الروسي في سوريا.

وقبيل الزيارة، قالت الوزيرة في بيان، إن البداية الجديدة في سوريا، مقترنة بإعطاء المجتمع السوري الجديد “جميع السوريين، نساءً ورجالاً، بغض النظر عن الفئة العرقية أو الدينية”، مكاناً في العملية السياسية، ومنح الحقوق وتقديم الحماية.

وأضافت “نحن نعرف من أين أتت هيئة تحرير الشام أيديولوجياً، وماذا فعلت في الماضي. على الرغم من كل الشكوك، يجب ألا نضيع فرصة دعم الشعب السوري عند مفترق الطرق المهم هذا”. كما دعت روسيا للتخلي عن وجودها العسكري في سوريا.

في الأثناء، قالت مفوضة السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إن وزيري خارجية فرنسا وألمانيا بدمشق يمثلان الاتحاد وينوبان عنه، مضيفةً أن رسالة الاتحاد إلى الإدارة السورية الجديدة هي “احترام المبادئ المتفق عليها مع الجهات الإقليمية وضمان حماية جميع المدنيين والأقليات”.

العلاقات الفرنسية-السورية

من جهته، قال الوزير الفرنسي جان نويل بارو إن فرنسا تسعى لتقديم الدعم الفني والقانوني للإدارة السورية الجديدة بهدف صياغة دستور جديد للبلاد، كما كشف عن خطة لتنظيم مؤتمر دولي يهدف إلى “مرافقة الفترة الانتقالية في سوريا بالاتجاه الصحيح”، فيما أكد التزام فرنسا بتقديم الخبراء لدعم جهود تفكيك ونزع الأسلحة الكيماوية في سوريا.

ودعا الوزير الفرنسي المقاتلين الأكراد إلى إلقاء السلاح، والاندماج بالحياة السياسية، مشدداً على أن فرنسا لن تقبل بالإرهاب في سوريا.

وعلى صعيد استعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، أكد بارو أن بعثة فرنسا الدبلوماسية ستستأنف “قريباً” عملها في دمشق، كما أجرى زيارة تفقدية لمبنى السفارة الفرنسية في العاصمة دمشق، المغلق منذ سنوات طويلة. وأكد الوزير دعم باريس للسوريين، في انتقال سلمي للسلطة.

وأجرى الوزيرين خلال وجودهم في دمشق زيارة سجن صيدنايا سيء الصيت، وأكدوا على ضرورة محاسبة الجناة بنظام الأسد، على الجرائم بحق المعتقلين السوريين هناك.

المدن

———————————-

سوريا: آلية جديدة لتسليم رواتب الموظفين.. خارج النظام المصرفي

الجمعة 2025/01/03

عمّم مصرف سوريا المركزي على جميع المؤسسات المالية، توجيه الموظفين في الدوائر الحكومية لتحميل تطبيق الكتروني من أجل تسلّم رواتبهم الشهرية، تبيّن أنه مرتبط بشركة صرافة في مدينة إدلب، وذلك في ظل توقعات بعدم زيادة الرواتب كما وعدت حكومة تصريف الأعمال السورية.

تطبيق “شام كاش”

وقال عدد من الموظفين الحكوميين لـ”المدن”، إن مؤسساتهم وجّهت لهم بضرورة تحميل تطبيق “شام كاش” الالكتروني على هواتفهم المحمولة، وفتح حساب مالي عليه من أجل تسلّم رواتبهم المستحقة لهم، وذلك عوضاً عن الآلية القديمة على عهد حكومة النظام المخلوع، وهي تحويل الرواتب إلى حسابتهم المصرفية، ثم سحبها عن طريق الصرافات الآلية بواسطة البطاقات البنكية.

وأكدت الخبيرة الاقتصادية من دمشق، الدكتورة رشا سيروب أن الآلية الجديدة تتضمن عدة مشاكل، أولها أن التطبيق غير موثوق وغير مدرج على لوائح التطبيقات الموثوقة في برامج تشغيل الهواتف الذكية، ما يعني أن الموظفين “سيحملون تطبيقات تجسس على هواتفهم بطلب من الإدارة الجديدة في سوريا”.

وقالت سيروب على صفحتها الشخصية في “فايسبوك”، إنه من المفترض أن يكون التطبيق هو عبارة عن محفظة إلكترونية، والتي عادة يجب أن تأخذ الموثوقية من المصارف، لكن التطبيق موثوقيته عبارة عن شركة صرافة في إدلب، تحوّلت فيما بعد إلى مصرف “شام”، لافتةً إلى أنه غير معترف به كمصرف لا دولياً ولا محلياً، وهو خارج الجهاز المصرفي الذي يشرف عليه مصرف سوريا المركزي.

وأضافت أن المشكلة الثالثة هي أن العملتين الوحيدتين في التطبيق هي الدولار الأميركي والليرة التركية ولا وجود لخيار السحب بالعملة السورية، بينما تكمن المشكلة الرابعة أنه حتى لو دخل الراتب على هذه المحفظة، لا أحد يعلم كيف سيتم سحب الراتب منه، لأنه غير مربوط بالمنظومة المصرفية.

ولم تخرج حاكمة مصرف سوريا المركزي ميساء صابرين لتشرح الآلية الجديدة، وتوضيح أسباب الانتقال لهذه الآلية المعقدة وغير المفهومة للكثيرين.

الرواتب لم تسلم

وحتى الآن، لم يتسلّم الموظفون في سوريا لرواتبهم المستحقة بعد سقوط النظام السوري، كما لا يوجد مؤشرات على أن الزيادة التي وعدت بها حكومة تصريف الأعمال السورية بنسبة 400 في المئة ستُطبق على الرواتب المستحقة الماضية، وذلك في ظل عملية إعادة هيكلة في عدد من المؤسسات، وفصل موظفين، وإيقاف رواتب متقاعدين في قوات النظام، قبل اندلاع الثورة السورية في 2011.

وقال وزير المالية في الحكومة السورية محمد أبازيد إن رواتب الموظفين خلال الشهر الجاري ستصرف في موعدها، لكن بعد ورود اللوائح الإسمية المطلوبة من كافة مؤسسات الدولة.

وأعلن أبازيد عن تمديد السنة المالية لمدة شهر لإنهاء الأمور العالقة، لافتاً إلى أن التقييم الأولي كشف عن أن نسبة كبيرة من العاملين يتقاضون رواتب دون ممارسة عمل فعلي أو يعملون بشكل بطالة مقنعة، ما يستدعي إعادة النظر في هذا الملف وإيجاد حلول مناسبة.

وأوضح أن وزارة المالية ستبحث مع الجهات المعنية آليات صرف رواتب ومستحقات المؤقتين والمياومين في الإدارة المحلية، كما أكد أن رواتب المتقاعدين العسكريين قيد الدراسة من قبل لجنة قانونية متخصصة لمعالجة الأمر.

————————–

LAISSEZ- PASSER” لعائلة الأسد بعد إخلاء سبيلها؟/ فرح منصور

الجمعة 2025/01/03

تُواجه عائلة الأسد في بيروت تداعيات تزوير جوازات سفرها. وبعد أيامٍ على توقيف زوجة دريد الأسد وإبنته في مطار رفيق الحريري الدولي لاستخدامهما جوازات سفر مزوّرة، قرّر المحامي العام الاستئنافي في جبل لبنان، القاضي رائد أبو شقرا، إخلاء سبيلهما، إلا أنه لم يعد متاحًا أمامهما في الفترة الراهنة مغادرة العاصمة بيروت.

الهروب المفاجئ

هذا يعني أن زوجة دريد الأسد (إبن رفعت الأسد) رشا خزيم وإبنتها شمس الأسد مجبرتان على المكوث في العاصمة بيروت إلى أجل غير مُحدّد. وبعد سقوط النظام السوريّ، تفاجأت زوجات آل الأسد من سرعة تهاوي النظام، ولم تتمكن رشا خازيم من الهروب بسهولة من سوريا والسفر لبلد آخر فجوازات سفرها وإبنتها قد انتهت صلاحيّتهما. وكما ذكرت “المدن” سابقًا في تقارير لها، تلاعبت رشا وإبنتها بجوازي سفرهما، وقامتا بتزوير الصفحة المتعلقة بصلاحية جوازات السفر، ودخلتا خلسةً بالتعاون مع أحد السماسرة عبر المعابر غير الشرعيّة، فيما غادر رفعت الأسد من مطار رفيق الحريري الدوليّ قبل يومٍ واحد من سفرهما إلى مصر، متوجهًا نحو الامارات. وبحسب معلومات “المدن” فإن التلاعب جرى داخل الأراضي اللبنانيّة أي بالتنسيق مع أحد العاملين داخل السفارة السورية في العاصمة، الأمر الذي دفع إلى تعليق العمل الدبلوماسي داخل السفارة السورية في بيروت وفتح تحقيقات موسعة لملاحقة كل من ساعد بتزوير جوازات سفر عائلة الأسد. وهنا تكمن المشكلة الأساسيّة، فبعد إخلاء سبيل رشا وإبنتها، أطلق سراحهما بسندات إقامة، وبالتالي لم يعد بامكانهما السفر حاليًا والخروج من بيروت لعدم امتلاكهما جواز سفر صحيح يتيح لهما التنقل بسهولة، كما أن السفارة السورية علّقت عملها وأغلقت أبوابها في بيروت، ومن الصعب على الموقوفتين الغودة إلى سوريا في الفترة الراهنة بسبب الأوضاع الأمنية هناك، إذ تحتاجان إلى تصحيح جوازات سفرهما لتتمكنا من اجتياز المعابر الشرعيّة عند معبر المصنع الحدوديّ، وبالتالي ستضطران إلى المكوث في بيروت لحين فتح أبواب السفارة السورية.

جرم التزوير

يُذكر أن السفارة السورية ستعيد فتح أبوابها في السابع من كانون الثاني الجاري، لكن هذا لا يعني أن خازيم وإبنتها ستتمكنان من تصحيح جوازات سفرهما بسهولة، فالأمر قد يستغرق بعض الوقت، وهما بحاجة إلى جواز مرور “LAISSEZ- PASSER”، ليتمكنا من السفر مجدّدًا.

وأوضحت مصادر قضائية لـ”المدن” أن القاضي أبو شقرا قرر إخلاء سبيلهما بسندات إقامة وادعى عليهما بجرم تزوير جواز سفر واستعماله خلال السفر إلى مصر وأحالهما أمام الحاكم المنفرد الجزائيّ في بعبدا. وتابع المصدر يقول: “إن خزيم طلبت من شقيقها الموجود في الأردن مساعدتها لتسوية جوازات سفرها كي تتمكن من السفر إلى الأردن لعدم رغبتها البقاء في بيروت”.

يذكر ان القاضي أبو شقرا قد أخلى سبيلهما بسندات إقامة، والذي يعني التعهد بحضور كل جلسات التحقيق والمحاكمة، علمًا ان الجرم الذي تلاحق به خزيم وابنتها هو جنحة تتراوح عقوبتها بين ٦ اشهر  و٣ سنوات. وهذا يعني أنه يحق لهما السفر ومغادرة بيروت في حال تمكنا من تصحيح جوازات سفرهما.

———————–

الشيباني: السعودية تدعم الإدارة الجديدة.. ومستعدة للمشاركة بنهضة سوريا

الجمعة 2025/01/03

أكد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال السورية أسعد الشيباني، أن المملكة العربية السعودية أكدت دعم الإدارة الجديدة في سوريا، واستعدادها للمشاركة في نهضة سوريا، وذلك عقب الزيارة التي أجراها رفقة وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز المخابرات السورية أنس خطاب، إلى الرياض.

رؤية وطنية

وقال الشيباني في حسابه على منصة “إكس”، إنه نقل الرؤية الوطنية للإدارة الجديدة إلى الرياض، والمتمثلة بتأسيس حكومة تقوم على التشاركية والكفاءة، وتضم كافة المكونات السورية، وذلك مع العمل على إطلاق خطة تنموية اقتصادية تفسح المجال للاستثمار وتعقد الشراكات الاستراتيجية وتنهض بالواقع المعيشي والخدمي.

وعبّر الشيباني خلال الزيارة عن أهمية سوريا في لعب دور إيجابي في المنطقة، ونسج سياسات مشتركة تدعم الأمن والاستقرار وتحقق الازدهار إلى جانب الدول العربية.

وذكر الوزير السوري أن السعودية أكدت استعدادها للمشاركة في نهضة سوريا ودعم وحدة أراضيها وسلامتها، وأعربت عن دعمها للشعب السوري والإدارة السورية الجديدة.

وشكر وزراء الدفاع والخارجية ورئيس جهاز المخابرات في السعودية، “على حفاوة الاستقبال والترحيب لأول زيارة تاريخية لوفد سوريا الجديدة”.

دعم المملكة

وغادر الشيباني السعودية قبل ساعات، وذلك بعد الزيارة التي استمرت ليومين، تخللها عدة لقاءات بين الوفد السوري ونظرائهم في الحكومة السعودية. وكانت الزيارة هي الأولى للإدارة السورية الجديدة خارج البلاد، بعد الإطاحة بنظام الأسد قبل نحو شهر.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، أمس الخميس، إن الوزير فيصل بن فرحان التقى الشيباني، وناقش معه سبل دعم الكافة بما يسهم في تحقيق المستقبل الزاهر الذي يسوده الأمن والاستقرار والرخاء لسوريا وشعبها الشقيق.

وتطرق اللقاء للعديد من المواضيع الرامية إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها، وعودتها لمكانتها وموقعها الطبيعي في العالمين العربي والإسلامي، كما استعرض مستجدات الوضع الراهن في سوريا والجهود المبذولة بشأنها.

وجدّد بن فرحان لنظيره السوري تأكيد موقف المملكة الداعم لكل ما من شأنه تحقيق أمن سوريا واستقرارها بما يصون سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، حسب البيان.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع السعودية إن رئيس هيئة الأركان العامة في السعودية، الفريق الأول الركن فياض الرويلي، التقى مع وزير الدفاع في الإدارة السورية الجديدة اللواء المهندس مرهف أبو قصرة، موضحةً أن اللقاء بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وسبق اللقاء مع الرويلي، اجتماع موسّع ضم وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان وبن فرحان مع مسؤولي الوفد السوري.

الجسر الجوي

في الأثناء، وصلت طائرة إغاثية سعودية رابعة، اليوم الجمعة، إلى مطار دمشق الدولي تحمل مساعدات غذائية وطبية، وذلك ضمن الجسر الجوي الذي أعلن “مركز الملك سلمان للإغاثة” عن بدء تسييره، لمساعدة الشعب السوري بعد الإطاحة بنظام الأسد.

ومن المقرر أن يبدأ المركز بتسيير جسر بري عبر الحدود مع الأردن، يتضمن إرسال معدات طبية ثقيلة، وشاحنات مشتقات نفطية.

—————————–

عقب زيارتهما إلى سجن صيدنايا

هذا ما قاله الوزيران الفرنسي والألماني للشرع

تحديث 03 كانون الثاني 2025

إيلاف من دمشق: عقب زيارتهما إلى سجن صيدنايا سيئ الصيت في شمال العاصمة السورية، التقى وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، في أول زيارة لوزير أوروبي إلى دمشق، قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.

ففي أول لقاء على هذا المستوى مع مسؤولين غربيين، استقبل الشرع الذي بات الحاكم الفعلي حالياً للبلاد منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، الوزيرين اليوم الجمعة، في القصر الرئاسي بدمشق.

كما رافق الضيفين الأوروبيين وفداهما الدبلوماسيان.

رسائل أوروبية وشروط

وكان بارو الذي زار بوقت سابق اليوم مقر السفارة الفرنسية في دمشق، أكد دعم بلاده لتطلعات السوريين بشأن انتقال سياسي سلمي.

كما أعرب عن أمله بأن تكون سوريا “ذات سيادة ومستقرة وهادئة”. وقال “قبل أقل من شهر، بزغ أمل جديد بفضل تعبئة السوريات والسوريين… أمل حقيقي، لكنه هش”. ودعا الإدارة السورية الجديدة إلى إطلاق حوار يجمع كل مكونات الشعب.

كذلك تحدث عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة الفنية والقانونية لصياغة الدستور.

من جهتها، شددت الوزيرة الألمانية على أهمية رؤية الأفعال وليس الأقوال من أجل بناء العلاقات بين دمشق والدول الأوروبية في المستقبل.

كما أكدت أن بلادها تمد يد المساعدة إلى السوريين، مضيفة أنها “تحمل رسالة واضحة مفادها أن بداية جديدة يمكن أن تحصل فقط إذا شارك جميع السوريين بغض النظر عن إثنيتهم وديانتهم في العملية السياسية بالبلاد”.

وكان الاتحاد الأوروبي حث سابقا دمشق بإدارتها الجديدة على تشكيل حكومة جامعة وممثلة لكل أطياف المجتمع السوري، والحفاظ على حقوق النساء والأقليات أيضاً.

كما ألمح إلى أن مسألة رفع العقوبات ترتبط بالأفعال التي سيراها في المستقبل من قبل الجانب السوري.

يذكر أن الشرع، قائد “هيئة تحرير الشام”، الذي كان يُعرف سابقا باسمه الحركي أبو محمد الجولاني، شدد أكثر من مرة على سعي الإدارة الجديدة إلى مد جسور التواصل مع كافة الدول العربية والغربية.

لكن بعض المخاوف لا تزال تساور الأوساط الأوروبية التي انتقدت مرارا في السابق تاريخ “الهيئة”، على الرغم من أن الأيام الأخيرة بددت الكثير من هذا القلق.

————————–

متهم بقتل وتعذيب العديد من السجناء

القبض على “عزرائيل” سجن صيدنايا في سوريا

تحديث 03 كانون الثاني 2025

إيلاف من دمشق: تصدر اسم أوس سلوم الملقب بـ”عزرائيل صيدنايا” مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.

وتداول رواد مواقع التواصل صورا لسلوم بالإضافة إلى فيديو للمعتقل السوري مازن حمادة الذي قتل تحت التعذيب في سجون الأسد، يتحدث فيه عن السجان ذاته.

كما انتشرت صور لسلوم قيد التوقيف.

وأعلنت غرفة عمليات “ردع العدوان” لاحقا القبض على “عزرائيل صيدنايا” المتهم بقتل وتعذيب العديد من السجناء.

وأوضحت أن القبض على المتهم أتى خلال عمليات التفتيش التي جرت الخميس بحثاً عن ” فلول الأسد” في عدة مناطق بحمص.

وبدأت وزارة الداخلية بالتعاون مع إدارة العمليات العسكرية في سوريا عملية تمشيط واسعة بأحياء مدينة حمص بوسط البلاد، بحثاً عن “مجرمي حرب ومتورطين بجرائم رفضوا تسليم سلاحهم ومراجعة مراكز التسوية”.

ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا”، الخميس، عن مسؤول أمني قوله إن “وزارة الداخلية تهيب بالأهالي في أحياء وادي الذهب، وعكرمة عدم الخروج للشوارع والبقاء بالمنازل، والتعاون الكامل مع قواتنا، إلى حين انتهاء حملة التمشيط أو السماح بالتجوال من قبل قواتنا”.

————————–

توقيف أوس سلوم… ما نعرفه عن «عزرائيل صيدنايا»

3 يناير 2025 م

تصدر اسم أوس سلوم الملقب بـ«عزرائيل صيدنايا»، مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعد تداول العديد من السوريين صورا له وهو موقوف، إضافة إلى إعادة انتشار فيديو على مواقع التواصل من شهادة الناشط السوري مازن حمادة الذي قضى تحت التعذيب في السجون السورية كان يتحدث فيه عن سجان يلقب بـ«عزرائيل».

وأعلنت غرفة عمليات «ردع العدوان» القبض على «عزرائيل صيدنايا» المتهم بقتل وتعذيب العديد من السجناء.

وأوضحت أن القبض على سلوم أتى خلال عمليات التفتيش التي جرت أمس (الخميس) بحثاً عن «فلول الأسد» في عدة مناطق بحمص.

وتداول ناشطون سوريون عبر مواقع التواصل، مقاطع فيديو تظهر اعتقال شخص في مدينة حمص، قيل إنه يدعى أوس سلوم.

من أوس سلوم؟

أوس سلوم من مواليد سوريا من قرية القبو الواقعة في ريف حمص، وهي منطقة معروفة بولائها للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد خلال سنوات الثورة السورية.

التحق بالعمل الأمني ضمن صفوف النظام، حيث عُرف بوحشيته بحسب شهادات.

ولقب بـ«عزرائيل صيدنايا»، حيث أطلق المعتقلون هذا اللقب عليه بسبب أساليبه الوحشية في التعذيب والإعدام داخل سجن صيدنايا، الذي يُعرف بـ«المسلخ البشري».

ووفق ما نقلت وسائل إعلام عن شهادات الناجين، كان أوس سلوم مسؤولًا عن إعدام أكثر من 500 معتقل، بطرق وحشية، تضمنت سحق رؤوس المعتقلين باستخدام قطع الباطون.

وقال العديد من المعتقلين السابقين، وفق وسائل الإعلام، إن سلوم كان أكثر السجانين وحشية، ولم يتردد في استخدام أقسى أنواع العنف لفرض السيطرة وبث الرعب بين النزلاء.

«حكمت المحكمة الإلهية عليك بالموت»

وتداول الناشطون أيضا، مقطع فيديو سابقا للمعارض السوري مازن حمادة أثناء حديثه عن سجان يلقب «عزرائيل».

وقال حمادة في الفيديو المتداول: «كان هناك شخص يسمي نفسه عزرائيل، كان يأتي إلينا في المستشفى عند الساعة 12 ليلا وهو سكران… كان يسأل: من يريد دواء؟… وكان معنا شاب من داريا يقول لنا: لا ترفعوا أيديكم. سألته: لماذا؟ فأجاب هل تريد أن تموت؟ فرد: إذا رفعت يدك فستموت».

    #عاجـــــــــــــــــــــــلإلقاء القبض على #المجرم أوس سلوم الشهير بعزرائيل سجن صيدنايا…في أحد المرات تحدث الشهيد #مازن_حمادةعن سجان يسمي نفسه #عزرائيل #صيدناياتم القبض عليهيدعى أوس سلّوم الملقب بعزرائيل صيدنايانم يا شهيد قرير العين فقد تم اخذ حقك اليوم من… pic.twitter.com/GPUFIwjZJG

    — ردع العدوان (@3M_SI) January 2, 2025

وأضاف: «رجل من الغوطة قال له أنا، فقال (عزرائيل صيدنايا): حكمت المحكمة الإلهية عليك بالموت… وظل يضربه بعصا من حديد برأسها دبابيس إلى أن قلع رأسه».

وكان حمادة قتل تحت التعذيب في السجون السورية، وتم العثور على جثمانه في مستشفى عسكري عقب سقوط بشار الأسد.

وبعيد سقوط الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أقدمت الفصائل المعارضة المسلحة على فتح كافة السجون في البلاد وإطلاق المعتقلين، فيما تكشفت فظائع الانتهاكات التي حصلت في أقبية تلك السجون، ولعل أسوأها سجن صيدنايا. بينما لا يزال مصير آلاف المخفيين والمعتقلين مجهولاً، وسط وجود عشرات المقابر الجماعية في البلاد على مدى سنوات الحرب الماضية.

———————-

مقرب من البعث: بشار هو من قتل صهره آصف شوكت وقيادات سورية

كشف أحد الصناديق السوداء لرئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد أنه قتل صهره العماد آصف شوكت لأنه كان مطروحا للرئاسة السورية كبديل عنه، كما قتل معظم أركان نظام أبيه ونظامه دون أن يرف له جفن.

وجاء في برنامج “فوق السلطة” أنه بينما كانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” تكشف تفاصيل العلاقة السرية بين إسرائيل وبشار الأسد، كان شارل أيوب، وهو صحفي مقرب من نظام البعث السوري يصرح بأن “بشار الفار قتل صهره العماد آصف شوكت وقتل معظم أركان نظام أبيه ونظامه دون أن يرف له جفن”.

وقال أيوب -الذي ظهر في مقطع فيديو بثه برنامج “فوق السلطة”- إنه قابل مرة بشار بطلب من مستشاره الخاص، وبعد اللقاء أخبره بأن “سوريا ليست ذاهبة في طريق الخير وأنها ذاهبة نحو السقوط”، وأقسم بأنه قال هذا الكلام لبشار.

وأضاف أنه يعرف كل الأعمال التي قام بها بشار والأوامر التي كان يعطيها لتصفية خصومه، وعدّدها من قتل آصف شوكت، والذي كان نائبا لوزير الدفاع ورئيسا للاستخبارات العسكرية، إلى رئيس شعبة الأمن السياسي السابق في الجيش السوري اللواء رستم غزالة، فاللواء جامع جامع الذي كان آخر رئيس لفرع الاستخبارات العسكرية السورية في بيروت قبل مغادرة الجيش السوري لبنان في أبريل/نيسان عام 2005.

كما أكد أيوب أن بشار هو من دفع وزير داخليته غازي كنعان إلى الانتحار يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول 2005. وكشف أيضا أن بشار دفع آخرين إلى الموت قهرا أو المرض.

يذكر أنه يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت المعارضة السورية إسقاط حكم عائلة الأسد الذي استمر لأكثر من 50 عاما.

—————————–

من الصناعة إلى الشاورما.. كيف دمر الأسد علاقة سوريا بأوكرانيا؟/ صفوان جولاق

3/1/2025

أذكر جيدًا تاريخ 23 سبتمبر/ أيلول عام 2000، عندما استقللت الطائرة لأول مرة في حياتي، متوجهًا إلى أوكرانيا لبدء مشوار الدراسة الجامعية.

كانت طائرة قديمة كباص “الهوب هوب” المعروف في أوساط السوريين؛ لكن اللافت أكثر كان في لحظة دخولها، فقد كانت مقسومة إلى نصفين، المقدمة للركاب (ومعظمهم طلاب وأسر)، والمؤخرة لكميات كبيرة من الأحذية و”الشحاطات”.

رائحة لاصق “الشعلة” من تلك الأحذية كانت قوية تملأ الطائرة، وبعد نحو 3 ساعات من “الشم” على متنها نزل الركاب بين من يؤلمه رأسه ومن يشعر بالدوار والغثيان، كما لو كنا “حشاشين” بلا خبرة.

ورغم ذلك، ترك الأمر في ذهني فكرة إيجابية، فالطائرة في النهاية كانت تابعة لشركة خاصة تتحرى أرخص الأسعار، لكنها تحمل جزءًا من صادرات بلادي، وأنا أعرف أن تجارها لا يوفرون وسيلة، حتى وإن خرجت عن المألوف.

صدارة التبادل التجاري

وبالفعل، كانت أوكرانيا خلال أعوامي الأولى فيها مليئة بالبضائع السورية في شتى المجالات، وكان تجارها يعرفون جيدًا أسواق وأحياء مدن كدمشق وحلب.

ذلك كان مدعاة للفخر والسعادة، لكنه لم يطل، فالحال تغير تدريجيًا لصالح المنتجات التركية والصينية، التي غزت أسواق أوكرانيا، حتى اختفت تمامًا بضائع سوريا. السبب لم يكن في مستوى الجودة وعدم القدرة على المنافسة، بل في حجم الضرائب التي فرضت وزادت شيئًا فشيئًا على المصدرين في القطاع الخاص وشركات الطيران، حتى بات نشاطهم “بلا جدوى”.

على مستوى القطاع العام كان الوضع مختلفًا، ووصل حجم التبادل بين البلدين إلى 2 مليار دولار، وفق ما أعلنه مسؤولون أثناء زيارة أجراها بشار الأسد إلى كييف في 2-3 ديسمبر/ كانون الأول 2010، لتتصدر سوريا قائمة الدول العربية في العلاقات التجارية مع أوكرانيا عندئذ، وتتفرد بتنظيم معارض لمنتجاتها في كييف.

بداية تحول عكسية

اندلاع الثورة السورية بعد أشهر قليلة كان بداية تحول، فالخارجية الأوكرانية انتقدت “الأوغاد” الذين يمارسون العنف بحق المتظاهرين السلميين، لكنها كانت خائفة على نحو 5 آلاف من رعاياها في سوريا، فلم تصعّد خطابها أكثر.

وبالطبع كانت التجارة ضحية لبداية سوء العلاقة، الذي تفاقم كثيرًا بوصول الموالين للغرب إلى السلطة في كييف عام 2014، ومسارعة نظام الأسد إلى اعتبار أن القرم المحتلة أرض روسية، وتأييده الحراك الانفصالي الموالي لروسيا في جنوب شرق البلاد حينها أيضًا.

لكن الأسوأ من ذلك كله جاء في فبراير/ شباط 2022، بتأييد نظام الأسد لروسيا في حربها على أوكرانيا، وإرسال نحو 300 “جندي سوري متطوع” للقتال على جبهات كييف، وفق ما أعلنه الأوكرانيون آنذاك.

بطبيعة الحال، أعلنت أوكرانيا قطع العلاقات مع سوريا، وطردت بعثتها الدبلوماسية، ثم أغلقت السفارة؛ وتراجع التبادل التجاري من الصدارة إلى الصفر، ووضع السوريون لفترة وجيزة في زاوية الشك والتخوين، داخل مجتمع أوكراني لا يدرك جيدًا الفرق بين مؤيدي الأسد ومناوئيه.

النظرة إلى إمكانات ومكانة سوريا تراجعت على جبهات السياسة والاقتصاد؛ بسبب مواقف الأسد، فلم يبقَ لسوريا أي اسم في الأسواق الأوكرانية، إلا في بعض محلات وأكشاك تقدم “الشاورما السورية” على أنها ألذ وأكثر تميزًا.

لم تعد هذه المواقف على عامة السوريين بأي فائدة ملموسة تذكر، لكنها قوبلت بابتسامة رضا من روسيا في وجه بشار الأسد، الذي حمت نظامه وساعدته على صد الثورة 9 سنين.

فرحة وسخرية

وفي هذه الأيام، بعد أكثر من 13 عامًا على بداية الثورة، سقوط نظام الأسد لم يكن فرحة للسوريين فقط، فرغم الحرب المستمرة في أوكرانيا، نجد اهتمامها الإعلامي منصبًا على ما حدث وسيحدث في سوريا.

والأسد صار اليوم موضع نكات وسخرية بين الأوكرانيين؛ فهم يذكرون قوله مستهزئًا في يوم ما: “لا يهرب إلا القاتل والفاسد”، وقوله أيضًا: “أنا لست يانوكوفيتش لأهرب إلى روسيا”، ثم فر ولجأ مع أسرته وأموال طائلة إلى روسيا، تمامًا كما فعل الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش في 2014.

ربما من السابق لأوانه الحديث عن عودة العلاقات وتطويرها بين دمشق وكييف أو غيرها، لكن الأرضية باتت متوفرة بسقوط الأسد، والنوايا موجودة، والفعل لا ينقصه إلا استقرار ونهوض سوريا.

——————–

غايات غير معلنة تدفع أوكرانيا لإحياء علاقاتها مع سوريا الجديدة/ صفوان جولاق

3/1/2025

كييف- “أوكرانيا تستعد لاستئناف علاقتها الدبلوماسية مع سوريا”، تصريح يدلي به الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فيما يخص المشهد السوري الجديد، وقد لا يكون الأخير في هذا الصدد.

وما إن سقط النظام السوري وهرب رئيسه بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي حتى سارعت أوكرانيا إلى الترحيب بانتصار السوريين على “واحد من أعتى أنظمة وشخصيات القمع والاستبداد والفساد حول العالم”.

وأصدرت وزارة الخارجية الأوكرانية بيانا عبّرت من خلاله عن استعداد كييف لإعادة العلاقات إلى سابق عهدها بعد أن جُمدت في 2017 ثم قُطعت في 2022 على خلفية موقف نظام الأسد المؤيد لتدخّل روسيا وتحركاتها العسكرية في أوكرانيا.

وبعد ساعات فقط من البيان كان وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا على رأس وفد يزور دمشق ويلتقي قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ورئيس وزرائه محمد البشير، وآخرين.

ولأنه أول وزير خارجية يزور سوريا من دولة أوروبية، وقبل يومين فقط من عيد رأس السنة -الذي يعتبر الأكثر أهمية وشعبية في أوكرانيا- بدا الأمر وكأن كييف تستعجل إعادة تلك العلاقات أكثر بكثير من غيرها.

دعم ومطالب سياسية

ظاهر الأمر الذي تحدث عنه سيبيغا هو أن تعود سوريا إلى احترام القانون الدولي وتلغي اعتراف نظام الأسد بروسيّة شبه جزيرة القرم وبقية الأراضي الأوكرانية المحتلة، وأن تغير موقفها المؤيد للحرب الروسية المستمرة منذ 3 سنوات على أوكرانيا.

و”قربان” هذا المطلب -إن صح التعبير- نصف مليون طن من القمح الأوكراني مساعدة “إنسانية” أقرها الرئيس زيلينسكي “دعما لسوريا وللشعب السوري”.

أهداف لم تذكر

لكن الزيارة تخفي أهدافا ودوافع أخرى لم تُكشف للعلن، ولعلها الأهم بالنسبة لأوكرانيا وسوريا معا في فترة التحول هذه التي تشهدها الأخيرة.

وهذه الأسباب كشفها للجزيرة نت مؤسس لجنة العلاقات الأوكرانية السورية في العام 2002 الدبلوماسي السابق فولوديمير شوماكوف، وهي:

    استقرار سوريا والأمن الغذائي: فأوكرانيا منذ بداية الحرب تسوّق نفسها على أنها ضامن موثوق للأمن الغذائي العالمي، بما تزرعه وتصنعه وتصدره من حبوب ومواد غذائية وحيوانية. وبحسب شوماكوف، أوكرانيا معنية باستقرار سوريا من جميع النواحي، وهذا على رأس أولوياتها، كما أنها تعتبر دمشق “بوابة الشام” الرئيسية بين دول المنطقة والعالم العربي.

    الحد من حجم النفوذ الروسي: من خلال مساعدة السوريين في معارك التحرير، وإقناعهم إضافة إلى العرب بفظاعة ما ارتكبه الروس في سوريا وليبيا والسودان ومالي. وفي هذا الصدد، لا يخفي شوماكوف أن بلاده تستغل كل فرصة ممكنة في هذا الإطار، ويرى أن الوزير سيبيغا أحسن باستعجال زيارة سوريا، لأنه عمل سفيرا في تركيا، ويعرف كثيرا عن شؤون المنطقة.

    تبادل المرتزقة: فقد أكد شوماكوف أن بلاده أسرت بعض جنود الأسد الذين جاؤوا للقتال إلى جانب الروس خلال سنوات الحرب الماضية، وتقدّر الاستخبارات العسكرية عددهم الإجمالي بنحو 300 جندي، لكنها لم تكشف عن عدد القتلى والجرحى و”المرتزقة الأسرى” بينهم.

    أوكرانيا بديل موثوق: وهذا يتعلق تحديدا بقدرة أوكرانيا على صيانة المعدات والآليات والطائرات العسكرية التي اشترتها سوريا من الاتحاد السوفياتي ثم من روسيا، وتعتبر أساسا لقدراتها العسكرية منذ عقود، حيث يرى شوماكوف أن “المدرسة العسكرية الأوكرانية والروسية كانت واحدة، وهي أفضل بديل بالنسبة لسوريا، حتى وإن ساهمت دول كتركيا وقطر بدعم تحول سوريا نحو سلاحها الخاص أو الغربي”.

    كما يعتقد الدبلوماسي أيضا في هذا الإطار أن بلاده بخبرتها وكفاءاتها مستعدة للتعاون مع السوريين في مجال سلاح المسيّرات الذي يلعب دورا أساسيا في رسم مسارات الحروب المعاصرة.ومع ذلك، تصطدم رغبة أوكرانيا هذه بـ”عدم وضوح أحمد الشرع فيما يتعلق بإخراج الروس من بلاده رغم ما فعلوه، واعتباره أن روسيا دولة كبيرة ومهمة لا يجب قطع العلاقات معها”، وفق شوماكوف.

    سوريا أرض عبور الغاز القطري: وذلك من خلال الحديث عن إحياء مشروع نقل الغاز القطري إلى أوروبا عبر سوريا الجديدة، الأمر الذي سيضمن استقرار نظام الطاقة في أوروبا، ويمكن أن تساهم فيه أوكرانيا بقوة، وفق الدبلوماسي السابق.

الجاليات والتجارة والإعمار

وثمة أسباب تدفع أوكرانيا إلى استعجال إعادة العلاقات وتطويرها وتتعلق بتاريخ هذه العلاقات، وحجم الفائدة التي كانت تعود على الجانبين.

وفي حديث للجزيرة نت لفت رئيس الجالية السورية في أوكرانيا الدكتور محمد زيدية إلى أن “كييف تحركت بإرادة حقيقية، ومباشرة في اليوم الثاني لسقوط النظام 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وبعث مسؤولوها رسائل إلى المجتمع الدولي تدعو للاعتراف بالإدارة الجديدة لسوريا ودعمها”.

وأضاف زيدية أن “نصف مليون طن من الحبوب الأوكرانية التي أعلنت عنها كييف ما هي إلا بداية شحنات مماثلة أخرى لدعم سوريا، وفي النهاية هي جزء بسيط من حجم تعاون اقتصادي كبير كان بين البلدين قبل 2014″.

وفيما يتعلق بالأسباب التي تدفع أوكرانيا إلى ذلك فقد حددها رئيس الجالية زيدية بالآتي:

    الطلاب والجاليات: فالعلاقات قديمة وتعود إلى فترة الثمانينيات والتسعينيات عندما كانت أوكرانيا جزءا من الاتحاد السوفياتي، قبل أن تستقل في 1991.وثمة 6 آلاف سوري يعيشون في أوكرانيا ونحو 5 آلاف أوكراني يعيشون في سوريا، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن كل واحد منهم يملك عائلة فالرقم سيقدر بعشرات الآف حينها، بحسب زيدية.ونسبة كبيرة من السوريين في أوكرانيا كانت من فئة الطلاب قبل 2014 عندما كانت جامعاتها ومعاهدها قبلة رئيسية للطلاب السوريين الراغبين في إكمال مسيرتهم التعليمية، وهذا يعود بالنفع على تلك المؤسسات التعليمية واقتصاد أوكرانيا.

    التبادل التجاري: وهنا يشير زيدية إلى أن سوريا كانت وجهة رئيسية لبضائع أوكرانيا وموادها الخام قبل قطع العلاقات، كخام الحديد الذي يغذي معمل الحديد في مدينة حماة مثلا، كما ملأت بضائع سوريا الأسواق الأوكرانية، وتصدرت قائمة الدول العربية في عمليات التبادل التجاري مع أوكرانيا بحجم بلغ رسميا ملياري دولار في عام 2010.

    خدمة البنية التحتية: من خلال صيانة الجسور والطرق التي قام بعضها على أساس خبرات روسية وأوكرانية زمن الاتحاد السوفياتي، وأبرزها سد الفرات في محافظة الرقة، بحسب زيدية.وأضاف أن “ثمة شركات أوكرانية مهتمة بالمشاركة في عملية إعادة إعمار سوريا فعلا”.

    علاج لوجع واحد: يقول رئيس الجالية إن “مسؤولين في أوكرانيا عبروا عن استعداد بلادهم دعم أي تحقيق وملاحقة لرموز نظام الأسد السابق وداعميهم الروس، وفي النهاية هذا علاج واحد لجرح مشترك بين الأوكرانيين والسوريين منذ سنين”، على حد تعبيره.

المصدر : الجزيرة

————————

محافظة القنيطرة السورية.. نقطة إستراتيجية في مرمى الأطماع الإسرائيلية

3/1/202511:15

القنيطرة، محافظة سورية تقع جنوب غربي سوريا، وتعد أصغر محافظات البلاد بمساحة تبلغ نحو 1860 كيلومترا مربعا، منها 1200 كيلومتر مربع من أراضي الجولان المحتل، ومركزها مدينة القنيطرة.

عبر تاريخها، كانت المحافظة محطة لكثير من الحضارات، من البيزنطيين والرومان إلى العهد الإسلامي والعثماني، وأيضا معبرا قديما للقوافل بين دمشق وفلسطين. احتلت إسرائيل مركزها أثناء حرب يونيو/حزيران 1967، ودمرته تماما قبل انسحابها منها عام 1974.

الموقع

تقع محافظة القنيطرة جنوب غربي سوريا، وتحدها من الشمال محافظة دمشق، ومن الشرق، محافظة درعا ويتبع جزء منها لمرتفعات الجولان المحتل. ويبعد مركزها -مدينة القنيطرة- عن العاصمة دمشق نحو 67 كيلومترا.

وفي عام 1964، تشكّلت المحافظة من منطقتين إداريتين هما منطقة القنيطرة التي كانت تابعة لمحافظة دمشق وكانت تضم قرى حضر وجباتا الخشب وطرنجة وسحيتا، ومنطقة فيق التي كانت تتبع محافظة درعا وتضم ناحية البطيحة.

سبب التسمية

تعود تسمية القنيطرة إلى تصغير كلمة “قنطرة” والتي تعني في اللغة العربية الجسر أو المعبر، وتقول الروايات إن سبب التسمية يعود إلى موقعها الإستراتيجي على نهر الأردن الذي يعدّ نقطة عبور تجارية مهمة في المنطقة.

السكان

تتنوع طوائف سكان المحافظة، ففيها العرب السنة مع وجود درزي وشركسي وتركماني. وينتمي أغلب سكانها إلى عشائر عربية معروفة، منها السلاوية والفضل والنعيم.

وبعد عدوان عام 1967، ترك معظم الأهالي المنطقة وانتشروا في مختلف المحافظات السورية منها دمشق ودرعا وريفهما. وتقول روايات إن عدد سكان المحافظة لا يصل إلى 100 ألف نسمة بعد تهجيرهم منها.

الاقتصاد

يغلب النشاط الزراعي على الأنشطة الاقتصادية الأخرى لدى سكان محافظة القنيطرة، وذلك بسبب أراضيها الخصبة، ومن أبرز مزروعاتها القمح والطماطم.

واشتهرت المحافظة بإنتاج الزيوت وصناعة السجاد والألبسة، إضافة إلى إنتاج مواد البناء مثل الآجر الأحمر والإسمنت ورمل الكلس وغيرها.

وقد واجهت المحافظة التي كانت تُعرف بأنها مركز تجاري وصناعي مهم لسوريا تحديات اقتصادية كبيرة جراء احتلال إسرائيل لبعض أراضيها، ونتج عن ذلك ارتفاع معدلات البطالة، مما أدى إلى تدهور الظروف المعيشية، خاصة لدى الأسر الكبيرة التي يزيد عدد أفرادها على 6 أشخاص.

التاريخ

توالت على محافظة القنيطرة ومركزها حضارات مختلفة، فقد جعل البيزنطيون المدينة محطة لقوافلهم في طريقها بين دمشق وفلسطين، كما مرّ منها الرومان، وكانت مركزا للقوافل في العصر الإسلامي.

ولقيت مدينة القنيطرة اهتماما في عهد العثمانيين، إذ أنشأ “لا له مصطفى باشا”، والي الشام في الفترة ما بين 1563 و1567، مخفرا للدرك في مركزها وجامعا، إضافة إلى عدد من الدكاكين.

وفي عام 1893، أصبح قضاء القنيطرة يتبع لولاية دمشق، غير أنها لم تلق اهتماما من السلطة المركزية على المستوى العمراني والأمني والتعليمي.

وشهدت المنطقة تطورا كبيرا بعد هجرة العائلات من دمشق إليها، إذ عملت هذه المجموعات في التجارة، فكثر عدد سكانها وتطور عمرانها.

وفي أغسطس/آب 1964 صارت القنيطرة محافظة تتمتع باستقلال إداري.

احتل الجيش الإسرائيلي مدينة القنيطرة في حرب يونيو/حزيران 1967 بعد أن تركها الجيش السوري، فنزح كثير من أهلها إلى مختلف المحافظات السورية.

الاستيطان الزراعي على أراضي بلدة القنيطرة (الجزيرة)

استعادتها سوريا بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، تنفيذا لاتفاقية فض الاشتباك الموقعة في 31 مايو/أيار 1974 في مدينة جنيف السويسرية.

وقبل انسحاب إسرائيل من المدينة في يونيو/حزيران 1974 تعرضت المدينة لدمار هائل من الجيش الإسرائيلي، واتهمت دمشق تل أبيب بتدميرها بشكل متعمد، وأيدت الأمم المتحدة هذا الاتهام في قرارها رقم 3241.

أشارت روايات سورية وأجنبية إلى أن إعلان وزير الدفاع السوري آنذاك حافظ الأسد في 10 يونيو/حزيران 1967 سقوط القنيطرة أسهم في إشاعة الفوضى في صفوف القوات السورية التي انسحبت من المدينة تاركة الجيش الإسرائيلي يصل إليها دون عوائق.

ورفض النظام السوري إعادة إعمار المدينة قبل استرداد كل أراضي الجولان المحتل، واكتفى بتشييد مدينة صغيرة حملت اسم “البعث” في إحدى ضواحي المحافظة.

ما بعد الثورة

شاركت المحافظة في الثورة السورية عام 2014، إذ شُكلت فيها عام 2017 هيئة سياسية لأبناء القنيطرة والجولان، ضمت معارضين وناشطين أكدوا دعمهم لثوابت الثورة والمصلحة العليا لها.

وأعلنت الهيئة، ضمن برنامجها السياسي، دعمها للجيش السوري الحر، واللجنة العليا للمفاوضات، والحكومة السورية المؤقتة، وسعيها إلى إقامة دولة مدنية تسودها العدالة والمواطنة.

عقب اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان في عامي 2023 و2024، استغلت إسرائيل الأوضاع وعملت على توسيع نطاق سيطرتها على المنطقة التابعة لمحافظة القنيطرة في الجولان المحتل.

وبعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعلنت إسرائيل انهيار اتفاقية فض الاشتباك عام 1974 من جانبها، ثم توغلت في مواقع إستراتيجية بمحافظة القنيطرة.

طالب أهالي المحافظة بضرورة تدخل المجتمع الدولي لإجبار القوات الإسرائيلية على الانسحاب من المناطق التي احتلتها، بعد فرضها حصارا على عدد من القرى في الأرياف ومنع ساكنيها من التجول، وإطلاقها النار باتجاه الأشخاص الذين يحاولون الاقتراب منها.

وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول 2024، عيّنت حكومة تصريف الأعمال السورية، بعد خلع الأسد، مشهور المسالمة رئيسا لمكتب إدارة الشؤون السياسية في درعا والسويداء والقنيطرة.

المعالم

عُرفت محافظة القنيطرة بامتلاكها مقومات سياحية تشمل المواقع الأثرية والتراثية، إضافة إلى المناطق الطبيعية المتنوعة. ومن الآثار التاريخية: ينابيع الحمة وبيت صيدا وبانياس الجولان وقلعة الصبية ودير قروح وكنيسة الروم الأرثوذكس.

وتمتاز المحافظة بطبيعتها الخلابة وأشجارها الكثيفة وإطلالاتها الجبلية. ويزورها السياح بغرض الاستجمام والتمتع بالمناخ والمناطق الطبيعية وارتياد المواقع الأثرية.

المصدر : الجزيرة

———————————

هذي دمشق”.. ملامح مدينة تركها الأسد “على العظم

ضياء عودة – إسطنبول

03 يناير 2025

الزائر للعاصمة السورية دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد، سيجد نفسه أمام مدينة تحمل الكثير من المتناقضات.. الناس فيها فرحون رغم أنهم منهكون وفقراء.

الشوارع والحارات مفعمة بالحياة نهارا في “الفيحاء”.. وموحشة ليلا. أبنيتها هرمة وصدئة لكنها صامدة.. ساحرة من فوق قمة جبل قاسيون.. ومتعبة عند المشي في أزقتها وأحيائها.

قبل 11 عاما، خرجت من دمشق بعدما أتممت دراستي في كلية الإعلام، وأعود إليها بزيارة خاطفة. أرصدها بعين صحفي غطى الكثير من أخبارها خلال السنوات الماضية عن بعد (من إسطنبول)، واليوم يستعرض ما تعيشه هذه المدينة على أرض الواقع.

في اللهجة المحلية بسوريا دائما ما يتردد مصطلح “تركها على العظم” (أي بناء دون أي إكساء) وينطبق هذا التشبيه كثيرا عند بداية الدخول إلى العاصمة قدوما على الأوتوستراد الدولي الواصل من حمص.. لا غوطة بقيت هناك ولا حتى بضعة أبنية.. ولافتة “دمشق ترحب بكم” بأكوام من الخراب.

شهدتُ بداية العمليات العسكرية التي أطلقها نظام الأسد ضد مناهضيه في الغوطة الشرقية عندما خرجت عام 2013، لكن لم أكن متخيلا حجم الدمار الذي حلّ هناك بعد ذلك. الخراطيم المتفجرة وعمليات التفجير المتكررة (بزعم تفجير الذخائر) لم تترك أثرا فوق الأرض.

صورة جوية تظهر الدمار في حي العسالي بدمشق (فرانس برس)

على جنبات الطريق السريع “أوتوستراد” حرستا وصولا إلى مدخل دمشق، لا يمكن رؤية سوى أراضٍ قاحلة على اليمين وعلى اليسار، وبقايا صور للأسد المخلوع مزقتها فصائل المعارضة بالبنادق، كجزء من غريزة الانتصار.

 أكوام من القمامة على الجانبين وهياكل حديدية وبيوت مسبقة الصنع فارغة، بعدما كانت تعج بعمليات “التفييش الأمني” والاعتقالات.

الدخول إلى دمشق دائما كان له رهبة، سواء قبل سقوط نظام الأسد أو بعد هروب المخلوع، لكن عند المرور من الطريق بالقرب من “كراجات العباسيين” وصولا إلى شارع فارس خوري، سرعان ما تراود الأذهان مشاهد، وكأن الزمن قد توقف منذ بداية الحرب.

“توقف ساعة الزمن” يكاد ينطبق على بقية الأحياء والشوارع والحارات، بدءا من شارع بغداد ومرورا بشارع الثورة وحتى ساحة الأمويين التي تتوسط العاصمة، وباتت مقصدا لتنظيم احتفالات نصر الشعب السوري على الأسد.

“الفقر على كل الوجوه”

سكان العاصمة ذاتهم لكن ملامحهم تغيرت، وكذلك الأمر بالنسبة لنفوسهم المتعبة. الآن أصبح يقصدهم زوار من حلب وإدلب والحسكة والرقة ودير الزور، وهو ما تشير إليه لوحات السيارات التي تصطف بكثرة أمام الفنادق التي تتوسط دمشق، وتبدو لافتة للجميع (لكل لوحة شكل ورقم ونوع فاره لمن يشاهده لأول مرة، وعاديٌ عند سكان الشمال السوري الذين نسوا الجمركة).

كثيرة هي البيانات الأممية التي كانت توثق حالة الفقر لدى سكان العاصمة وبقية المدن السورية الخاضعة لسيطرة نظام الأسد سابقا، لكن الواقع على الأرض يبدو مضاعفا وقاتما إلى حد كبير.

تتضح هذه الحالة أكثر عند التجول في الشوارع وملاقاة المئات من المتسولين (من أطفال ونساء ورجال). كلهم عزيزو النفس كما يبدو على ملامحهم أو بناء على الطريقة التي يطلبون بها المال أو الطعام بخجل (الراتب الشهري في عهد الأسد لا يكفي لمعيشة 3 أيام، وتكملة الأيام الأخرى كان مرهونا بحجم الحوالات الأجنبية من الخارج).

لم تكن دمشق يوما مجرد عاصمة، بل كانت رمزا للثقافة والتاريخ، مصدر إلهام لكل من مر بها. هي التي عاشت فيها روحٌ عميقة من التعددية والانفتاح، وتواصل الأجيال. لكن الأسد تركها خاوية على عروشها دون أن يشمل ذلك قصره الواقع فوق قاسيون، منطلق هروبه.

تغيرت المدينة كثيرا خلال 12 عاما. تحولت من حاضرة تنبض بالحياة إلى مريضٍ ينتظر علاج ما يقضي بنزعه عن المنفسة. الأبنية فيها التي كانت تحكي قصص الماضي الجميل، صارت الآن جدرانا مهدمة وأطلالا لا تذكر سوى الحزن.

وينطبق هذا على الأبنية السكنية وعلى المؤسسات الحكومية التي تبدو من الداخل والخارج وكأنها قطع عسكرية. مغبّرة ومتسخة من الداخل والخارج وتحتاج لأطنان من مواد التنظيف لتجميلها مبدئيا. بحسب مشاهداتي تبدو هذه الأبنية وكأنها لم تحصل على ضربة فرشاة أو أي عملية ترميم وتحديث.

دائما كان الأسد يحمّل الحالة التي تعيشها مناطق سيطرته إلى العقوبات التي تفرضها عليه الدول الغربية، لكن بعد سقوطه تتكشف صورة مغايرة لذلك، وهو الأمر الذي يؤكده السكان بأنفسهم بعدما انكسر حاجز الخوف لديهم إلى الأبد.

محمد صالحاني مواطن صادفته وسط ساحة المحافظة، قال وهو يوجه اللعنات باتجاه صورة تعلو سطح بناء لفرع المصرف المركزي هناك: “تركها لنا على العظم وهرب.. سرق كل شيء ولم ينفق فلسا واحدا علينا ولا حتى على مؤسسات الوطن، الذي استغل اسمه لصالحه!”.

ويضيف حازم أبو حرب، وهو أحد سكان حي مساكن الرازي، الذي حوّله الأسد إلى (ماروتا سيتي) بعدما أخرج سكانه منه: “هذه دمشق. الأسد طبق ما أعلنه حرفيا (الأسد أو نحرق البلد).. هو حرق البلد فعليا، ثم هرب وأخذ معه خزائن البلد”.

“حتى على مستوى السجاد!”

الجامع الأموي هو أحد الوجهات التي أصبح يقصدها العائدون إلى دمشق من مختلف المحافظات. يعج يوميا بالزائرين من مختلف الجنسيات، وتحولت باحته إلى استديو تصوير بعلم الثورة وأحيانا بالسلاح.

هو معلم بارز ورمز.. ورغم ذلك، لم تكلف مؤسسات نظام الأسد قبل سقوطه نفسها بإجراء أي تطوير فيه. السجاد هناك ما زال على حالة منذ عام 2011. مهترئ بشدة كحال معظم سكان دمشق وحمص التي مررنا منها أيضا، حيث لا فسحة للسكان لإتمام الرفاهيات، فالحال يجبرهم على التفكير فقط بلقمة العيش.

في محيط “الأموي” تتموضع حارات دمشق القديمة. مازالت على حالها أيضا لكنها ومع غروب الشمس تبدو موحشة إلى حد كبير، وكذلك الأمر بالنسبة لبقية أحياء وشوارع العاصمة.

في الليل لا يضيء دمشق سوى مصابيح السيارات والأضواء المشتعلة على البطاريات المشحونة (الليدات). الكهرباء الرسمية لا تأتِ سوى ساعة واحدة، لكن هناك توقعات وأمنيات بأن يتغير الحال.

سكان دمشق وحمص أصبحت لديهم قناعة بناء على الأخبار غير الرسمية التي تنتشر بكثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. يناقشون ويحللون ويتوقعون بأن تبدأ تركيا من الشمال بوصل الكهرباء، وأن يتبع الأردن ذات الإجراء.

هؤلاء السكان يتحدثون بكثرة وفي معظم جلساتهم، عن الخدمات في المرتبة الأولى، وفي الثانية ينتظرون العديد من الأجوبة. كيف ستلتم البلد؟ وهل (قائد السلطات الجديدة) أحمد الشرع قادر على ذلك؟ هل تعود سوريا التي نعرفها؟ ومتى سنستلم الرواتب وهل ستزداد؟.

حتى الآن لم يستلم السوريون رواتبهم الشهرية بعد سقوط الأسد، لكن وزارة المالية في الحكومة الانتقالية وعدت بأن تبدأ عملية التسليم في نهاية شهر يناير، وقالت إنها ستزيد منها.

ومع ذلك، قد لا تكون الزيادة الموعودة كفيلة بتبديد جزء بسيط من حالة الفقر.

رزم الأموال السورية كثيرة وتحمل في الأكياس وتُحوّل للدولار في الشوارع، لكنها لا تفعل شئا. هي عبارة عن أوراق دون رصيد كما يقول سالم يوسف، وهو القادم من إدلب ولم يتداول بها منذ سنوات: “حمل المصاري (الأموال) مشكلة كبيرة. كل الجيوب لدي لا تتسع سوى لمئة ألف ليرة (تشتري 5 قطع من البسكويت!).

“سقوط الأسد والمحاسبة”

رغم كل ما تعيشه دمشق وكذلك الأمر بالنسبة لبقية المدن التي تركها الأسد خاوية، بينها حمص التي مررنا بها وتجولنا فيها كاملة بنصف ساعة كون قسم كبير من أحيائها أصبح مدمرا على الأرض، إلا أن نية نفض الغبار لا تزال قائمة.. وبقوة.

تنعكس هذه النية على لسان مصطفى العايد، وهو من سكان حمص، بقوله: “سقوط الأسد يكفي. البلد ستتعمر وتعود لنا وقد يكون ذلك في غضون 5 سنوات أو أكثر بقليل”.

لكن العايد لا يخفِ التحديات الضخمة على صعيد “بناء وترميم النفوس”، وهو ما يشير إليه بلال رشيد المقيم في دمشق، مضيفا من أمام حائط في حي الشاغور، لصق عليه سكان الكثير من صور المعتقلين المختفين قسريا في سجون الأسد: “من يعيد الحق لهؤلاء؟ المحاسبة والعدالة يجب أن نراها قبل كل شيء”.

ضياء عودة

————————–

الراتب “لا يطعم خبزا” في سوريا.. متى تستعيد الليرة قيمتها؟

معاذ فريحات – واشنطن

03 يناير 2025

يغطي راتب الموظف الحكومي السوري، الذي يعادل حوالي 20 دولارا شهريا، أقل من 15% من تكلفة السلة الغذائية الأساسية لعائلة مكونة من خمسة أفراد، والتي تبلغ 136 دولارا.

 أما راتب موظف القطاع الخاص في سوريا، والذي يبلغ 50 دولارا شهريا، بالكاد يغطي 37% من هذه التكلفة.

هكذا تقول البيانات الاقتصادية، لكن المواطن السوري يبسط الأمر أكثر بالقول إن “الراتب لا يطعم خبزا”. 

الآن، وبعد انهيار نظام الأسد، هل ستأتي على السوريين شهور يغطي فيها راتب الموظف تكلفة السلة الغذائية؟

التوقعات غير مبشرة، لأنها تقول إن اقتصاد سوريا يحتاج إلى 20 سنة للتعافي من آثار الحرب، حسب تقرير لصندوق النقد الدولي صدر عام 2016.

الـ 20 سنة تعد زمنا طويلا لا يقوى السوريون على تحمله، لذا يعتقد الخبير الاقتصادي السوري، مناف كومان، أن تقوية العملة المحلية “قد لا تحتاج إلى عقدين للتعافي، بل ربما نصل إلى الهدف خلال خمسة أعوام”.

وأضاف في حديث لموقع “الحرة” أن الإدارة السورية قد تتجه في خطوة أولى إلى “حذف بعض الأصفار” من العملة لتلافي التدهور الذي تعاني منه بعد فقدانها لنحو 99 في المئة من قيمتها خلال سنوات الحرب.

والمشكلة المعقدة في سوريا هي قيمة العملة المحلية التي نزلت إلى القاع، وخلقت فجوة شاسعة بين الدخل وتكاليف المعيشة التي ترتفع يوما بعد يوم.

يذكر السوريون قبل الحرب أن 50 ليرة سورية فقط كانت تمكنهم من امتلاك دولار واحد. واليوم، يحتاج السوري من 13 ألف إلى 15 ألف ليرة كي يملك نفس الدولار، وهذا يعني أن العملة المحلية فقدت 99% من قيمتها.

وقال خبراء صندوق النقد الدولي في تقرير إن اقتصاد سوريا انكمش بنسبة 55 في المئة على الأقل في السنوات الخمس الأولى من الحرب، مشيرين إلى أن التعافي الاقتصادي يحتاج 20 عاما إذا ما حققت البلاد نمو اقتصاديا سنويا بمستويات 4.5 في المئة.

واعتمد الخبراء في تقديراتهم على بيانات متوسط معدلات النمو لدول شهدت صراعات مماثلة منذ سبعينيات القرن الماضي.

خارطة الطريق

وكانت الليرة السورية سجلت ارتفاعا بعد نحو أسبوع من إطاحة الرئيس، بشار الأسد، في الثامن من ديسمبر إثر هجوم مباغت شنته فصائل معارضة بقيادة هيئة تحرير الشام.

الباحث والأكاديمي الاقتصادي السوري، فراس شعبو، يرى أنه  “لا يمكن الحديث عن تعافي الليرة السورية من دون إعادة الثقة بالمؤسسات الاقتصادية الرسمية”.

وقال لموقع “الحرة” إن تعافي أسعار الصرف لا يحتاج إلى سنوات طويلة مثل الاقتصاد، وأي أثر للأدوات النقدية قد يظهر بشكل مباشر في الأسواق.

وأضاف شعبو أن “المشاكل الهيكلية في الاقتصاد السوري على مدار سنوات الحرب، تسببت في إنهاك الموارد النقدية للبلاد”، وسيكون للمساعدات الخارجية “دور مهم في تعزيز احتياطيات العملة الأجنبية”.

تحول اقتصادي في سوريا قائم على نظام السوق الحر. أرشيفية

خسرت نصف ناتجها المحلي.. سوريا قد تجد في السوق الحر حلا

في موازاة الاستقرار السياسي الذي تسعى إليه الإدارة الجديدة في دمشق تواجه تحديات كبيرة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي أيضا، على ما يؤكد

وكان القانون السوري يجرم التعامل بغير العملة المحلية، ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات لمن يتعامل بالدولار أو العملات الأجنبية.

وطالت اعتقالات عشرات التجار ورجال الأعمال بحجة “التعامل بغير الليرة” وبينهم أسماء معروفة وتجار مخضرمون.

وكان السوريون يتحاشون لفظ كلمة الدولار في جلساتهم أو عبر الهواتف ويستخدمون كلمات أخرى خشية من توقيفهم، وهو أكده أخر وزير للاقتصاد السوري في عهد بشار الأسد، محمد ربيع قلعه جي في تصريحات لقناة “الحرة” في الثامن من ديسمبر.

وقال قلعه جي إن تجريم التعامل بالدولار كان أحد الأخطاء التي أضرت كثيرا بالاقتصاد، فضلا عن القيود التي فرضها الأسد على حركة الأموال.

وحدد شعبو جملة من القرارات التي يمكن للمصرف المركزي السوري اتخاذها على المدى القريب، أهمها ضبط الكتلة النقدية المتاحة في الأسواق، والبدء في تحديد المقومات التي يريدها أن تكون داعمة لأسعار الصرف أكان من ناحية الناتج المحلي الإجمالي.

الخبير الاقتصادي كومان يشير إلى أن المهمة ليست سهلة لإيجاد سياسات مالية ونقدية متوازنة تحد من التضخم وتضبط الأسعار وتحافظ على النمو في الاقتصاد وإعادة عجلة الإنتاج في الاقتصاد وإعادة الإعمار، وتكامل هذه الأمور هو ما سيدفع بتعافي الليرة السورية.

يلوحون بالعلم السوري بعد رحيل الأسد

وأوضح أنه يجب تحديد هدف تأهيل العملة السورية، “فهل نريد إعادتها لمستويات ما قبل 2011؟ أم سيكون هناك هدف جديد اعتمادا على النموذج الاقتصادي ومدى الالتزام بالسياسات التي سيتم وضعها”، منوها إلى أن سعر الصرف أمام العملات الأجنبية “ليس هو المهم بقدر الاستقرار في هذه الأسعار ووجود مقومات حقيقية في الاقتصاد تدعم هذا الأمر”.

وكلفت السلطات السورية النائب الأول لحاكم المصرف المركزي ميساء صابرين “بتيسير أعمال” المصرف، أواخر ديسمبر.

وصابرين هي خبيرة مصرفية سورية، شغلت منصب النائب الأول لحاكم مصرف سورية المركزي منذ العام 2018. وتوّلت كذلك عضوية مجلس إدارة سوق دمشق للأوراق المالية، ومجلس المحاسبة والتدقيق ومجلس إدارة هيئة الإشراف على التمويل العقاري ومجلس النقد والتسليف، كما لجنة إدارة مصرف سورية المركزي.

وذكر شعبو أن الإدارة الجديدة عليها فتح باب الاستيراد وإزالة القيود والعوائق المرتبطة بالتجارة، ومنع طباعة المزيد من النقد ووضع سقوف له، وعدم اتباع سياسات بزيادة الرواتب والأجور بطريقة اعتباطية، من دون تحقيق زيادات في الإنتاج الاقتصادي، والبدء بتعزيز الاحتياطات الأجنبية، واتباع سياسات لسحب الفائض من السيولة النقدية من الأسواق والذي قد يكون من خلال رفع أسعار الفائدة.

وقال كومان إن هذا لا يعني ترك الأسر السورية في مواجهة حلقة جديدة من التضخم، إذ يجب أن تترافق هذه السياسات مع برامج دعم اجتماعي لمساعدة الفئات المحتاجة خاصة وأن التقارير الدولية تشير إلى ارتفاع كبير في الفقر بين الأسر، إضافة إلى اتباع سياسات تتعلق بدعم الطاقة للقطاع الصناعي، وفرض رقابة صارمة على الأسواق.

ودمر النزاع في سوريا اقتصاد البلاد وقد أوقع أكثر من 500 ألف قتيل وشرد الملايين منذ اندلاعه في العام 2011.

من جراء النزاع بات أكثر من 90 في المئة من السوريين “تحت خط الفقر”، وفق أرقام الأمم المتحدة، مع تراجع حاد في قيمة الليرة السورية.

التعويم أم التحديد

وقال خبراء صندوق النقد إن الحرب “أعادت البلاد عقودا إلى الوراء من حيث التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية”، وهو ما تسبب بفقدان نصف الناتج المحلي الإجمالي عما كان عليه قبل بدء الحرب.

ويرى كومان أن الليرة السورية في المرحلة الحالية تحتاج إلى اتباع سياسة “التعويم” خاصة بسبب عدم توفر نقد أجنبي في المصرف المركزي، والافتقار لوجود قاعدة إنتاجية، وعدم توفر قدرات لضبط الأسواق، ما يعني ترك أسعار الصرف لقوى السوق والقطاع الخاص.

أما في على المدى المتوسط والبعيد قد يكون اتباع سياسات “هجينة” و”التعويم المرن” لأسعار الصرف، إذ يحدد المصرف المركزي أدوات نقدية يمكنه التدخل بها إذ كان هناك هبوط حاد في أسعار العملة بضخ عملة أجنبية، أو تخفيض أسعار الفائدة أو أي أدوات يمكنها دعم أسعار العملة.

وأدى التضخم وانهيار العملة الوطنية إلى ارتفاع حاد في الأسعار.

وتقول الأمم المتحدة إن 17 مليون سوري، بينهم 5.5 ملايين نازح داخل البلاد، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية هذا العام، في مقابل 15.3 مليونا احتاجوا لهذه المساعدات في العام 2023.

ولا يرى الأكاديمي الاقتصادي، شعبو أن فكرة التعويم بالمطلق قد تكون ناجحة في حالة الاقتصاد السوري، ولكن قد يكون “التعويم المدار” هو الأفضل، إذ يوجد حرية في العرض والطلب، ولكن يبقى للمصرف المركزي دورا هاما في ضبط السوق النقدية.

وقال إن الاقتصاد السوري لا يزال هشا، وفي حال السماح بالتعويم المطلق، يمكن لأفراد أو جهات التلاعب في أسعار الصرف بسهولة من خلال ضخ العملة أو سحبها من السوق.

وعند بدء الفصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام هجومها على مناطق سيطرة النظام في شمال سوريا مطلع ديسمبر الماضي، سارع تجار وأصحاب رؤوس الأموال إلى شراء الدولار والذهب، ما أدى لانخفاض سعر الليرة إلى مستويات قياسية.

ونتجت الأزمة الاقتصادية في سوريا عن الصراع، الذي استمر سنوات، والعقوبات الغربية وشح العملة لأسباب من بينها الانهيار المالي في لبنان المجاور وخسارة الحكومة السورية للأراضي المنتجة للنفط في شمال شرق البلاد.

وتعرضت صناعة النفط والصناعات التحويلية والسياحة وغيرها من القطاعات الرئيسية في سوريا إلى ضغوط كبيرة، وتعمل شرائح كثيرة من السكان في القطاع العام المتهالك ويبلغ متوسط الأجور الشهرية حوالي 300 ألف ليرة.

وتقول الحكومة السورية الجديدة إنها سترفع الأجور وتعطي أولوية لتحسين الخدمات.

العقوبات

الخبراء الاقتصاديون السوريون أكدوا لموقع “الحرة” أن تحسن الليرة السورية يرتبط بموضوع رفع العقوبات عن البلاد، إذ لا يمكن للمصرف المركزي أن يعمل ويحاول تعزيز الاحتياطيات من العملات الأجنبية من دون التعامل مع المجتمع الدولي، والمجتمع الدولي لا يزال خائفا من التعامل مع سوريا بسبب العقوبات.

وذكر مجلس الذهب العالمي أن احتياطيات سوريا من الذهب بلغت 25.8 طن في يونيو 2011، مشيرا إلى مصرف سوريا المركزي كمصدر لبياناته. وأظهرت حسابات رويترز أن تلك الكمية تساوي 2.2 مليار دولار بأسعار السوق الحالية.

ونقلت الوكالة عن مصادر أن خزائن مصرف سوريا المركزي بها نحو 26 طنا من الذهب، وهي الكمية نفسها التي كانت موجودة بها عند اندلاع الحرب الأهلية في 2011.

وقال أحد المصادر لرويترز إن احتياطيات النقد الأجنبي في المصرف تصل إلى نحو 200 مليون دولار نقدا فقط، بينما قال آخر إن احتياطيات الدولار تبلغ “مئات الملايين”.

وعلى الرغم من عدم الاحتفاظ بكل الاحتياطيات نقدا، فإن الهبوط ضخم مقارنة بفترة ما قبل الحرب. وقال صندوق النقد الدولي إن مصرف سوريا المركزي أفاد في أواخر 2011 بأنه يملك احتياطيات أجنبية تبلغ 14 مليار دولار. وأشارت تقديرات الصندوق في 2010 إلى أن الاحتياطيات في سوريا سجلت 18.5 مليار دولار.

وقال مسؤولون سوريون حاليون وسابقون لرويترز إن احتياطيات الدولار مستنفدة تقريبا لأن نظام الأسد استخدمها في الإنفاق على الأغذية والوقود وتمويل جهود الحرب.

ولا تزال الحكومة السورية الجديدة، بقيادة المعارضة السابقة، تجري جردا لأصول البلاد بعد فرار الأسد إلى روسيا.

كرم شعار، اقتصادي وباحث السوري يقدم المشورة للحكومات الغربية بشأن اقتصاد الحرب في سوريا قال إن دور الإدارة الجديدة الحالية الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي، وإلغاء العوائق أمام النشاط التجاري في البلاد.

وأضاف لموقع “الحرة” أن أولى الخطوات لتعزيز العملة، وقف التعامل بعملات غير السورية في الأسواق، خاصة العملة التركية التي أصبحت متداولة في شمال غرب سوريا، وتجنب طباعة المزيد من النقد، ومحاولة ضبط أسعار الصرف في المرحلة الحالية.

ارتياح كبير بعد سقوط نظام بشار الأسد

“أرض بحاجة لكل شيء”.. تحديات اقتصادية أمام حكومة “بلا خبرة” في سوريا

حينما تحدث رئيس الحكومة السورية المؤقتة، محمد البشير، في أول حوار صحفي بعد توليه مهام منصبه، قال إن البلاد تواجه وضعا ماليا صعبا، ما يعطي صورة لتحديات تواجه سوريا التي تخلصت من نظام بشار الأسد، لكن لم تتخلص من إرث العقوبات والوضع الاقتصادي الصعب.

منذ منتصف يونيو من 2021، بدأت السلطات المحلية في مناطق واسعة في شمال وشمال غرب سوريا، تحظى فيها أنقرة بنفوذ أو تواجد عسكري، اعتماد الليرة التركية في التداول اليومي كبديل عن الليرة السورية التي كانت قد شهدت تدهورا غير مسبوق في قيمتها آنذاك.

وأكد شعار على الدور الهام للمنح والمساعدات من الدول العربية والغربية لسوريا في الوقت الحالي، مشيرا إلى ضرورة رفع العقوبات الاقتصادية لتمكين الدول من إرسال هذه المساعدات.

وحدد مصرف سوريا المركزي سعر صرف العملة في الـ 17 من ديسمبر عند 15075 ليرة مقابل الدولار في التعاملات الرسمية وفي أي عمليات بالبنوك أو شركات الصرافة، ليخفض بذلك قيمة العملة في ثاني نشرة أسعار يصدرها رسميا منذ الإطاحة بنظام الأسد.

وحدد المصرف سعر صرف الليرة في الـ 16 من ديسمبر عند 12562 ليرة مقابل الدولار، لتكون هذه أول مرة يحدد فيها سعر الصرف منذ الإطاحة بالأسد.

واستخدمت عدة أسعار صرف رسمية خلال حكم الأسد في المعاملات الحكومية مثل حسابات الميزانية وشركات الصرافة وبالنسبة للتحويلات المالية من الخارج ولوكالات الأمم المتحدة، وكانت هناك أسعار أخرى في السوق السوداء.

وآخر مرة حدد فيها المصرف المركزي سعر الصرف في عهد الأسد كانت في الخامس من ديسمبر حين كان لا يزال هناك أسعار صرف منفصلة بواقع 13668 مقابل الدولار للبنوك والمؤسسات المالية و12562 أمام العملة الأميركية لاستخدامها في موازنة الدولة.

بعد سقوط الأسد.. تركيا تسعى لتزويد سوريا بالطاقة

نقلت صحيفة تركية عن وزير الطاقة، ألب أرسلان بيرقدار، قوله، الجمعة، إن بلاده تسعى لتزويد سوريا بالكهرباء وتعزيز بنيتها التحتية للطاقة، مضيفا أن أنقرة قد تتعاون أيضا مع القيادة السورية الجديدة في مشروعات النفط والغاز الطبيعي.

وانخفضت التدفقات الجديدة من العملات الأجنبية بسبب فقد سوريا مصدرها الرئيسي للدخل بالعملة الأجنبية، وهو النفط الخام، عندما استولى مقاتلون أكراد وجماعات مسلحة أخرى على الحقول في شرق البلاد خلال الحرب.

كما استهدفت العقوبات الغربية الصارمة سوريا، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على المصرف المركزي نفسه وأدرجت بعض حكامه في القائمة السوداء.

وطالبت الإدارة السورية الجديدة برفع العقوبات الدولية لإنعاش الاقتصاد وإعادة إعمار البلاد بعد سنوات من الحرب وتشجيع ملايين اللاجئين السوريين على العودة.

لكن مسؤولين أميركيين وأوروبيين قالوا إنهم سيضطرون إلى الانتظار لرؤية نوعية الإدارة التي سيعينها الحكام الإسلاميون الجدد في البلاد.

معاذ فريحات

—————————

 وزير خارجية فرنسا لقائد قسد: عليكم المشاركة بالمرحلة الانتقالية

03 يناير ,2025

أفاد مصدران، الأول دبلوماسي والآخر عسكري، بحصول اتصال هاتفي مباشر بين وزير الخارجية الفرنسي جان بويل بارو والقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، الذي تتصدى القوات التي يقودها لهجومٍ عسكري تشنه فصائل سورية مدعومة من تركيا منذ قرابة 4 أسابيع بالقرب من محيط سد تشرين ومدينة منبج في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة حلب.

فقد كشف المصدر الدبلوماسي من العاصمة السورية دمشق لـ”العربية.نت” أن الوزير الفرنسي أجرى اتصالاً هاتفياً، صباح اليوم الجمعة، مع قائد “قسد” عند وصوله إلى العاصمة، حيث عقد في وقتٍ لاحق مؤتمراً صحافياً قبل أن تنضم إليه نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، ويلتقيا معاً قائد الإدارة السورية الجديد أحمد الشرع ظهر اليوم.

بحثا التطورات في الشمال

ووفق المصدر الدبلوماسي، فقد تطرّق الوزير الفرنسي في مكالمته مع عبدي لآخر التطورات المتعلقة بالهجمات التي تشنها فصائل مدعومة من أنقرة على سد تشرين والتهديدات التركية المتواصلة بشأن هجومٍ وشيك قد يستهدف مدينة كوباني الكردية السورية الواقعة على الحدود مع تركيا والتي تُعرف أيضاً بـ”عين العرب”.

كما أشار المصدر إلى أن الوزير الفرنسي جدد تأكيده لقائد “قسد” بشأن ضرورة أن تلعب قواته دوراً في المرحلة الانتقالية عقب سقوط نظام بشار الأسد مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، مضيفاً أن هناك ضرورة لوقف إطلاق نارٍ “مستدام”، وفق تعبيره، بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل المدعومة من تركيا.

إلى ذلك، أكد مصدر آخر مقرّب من قائد قسد لـ”العربية.نت” أن عبدي والوزير الفرنسي تطرّقا أيضاً لجهود مكافحة تنظيم “داعش”، خاصة أن فرنسا عاودت قبل أيام شنّ ضرباتٍ جوية على أهداف للتنظيم المتطرّف في سوريا، الأحد الماضي، بعد غيابٍ دام لسنوات.

انتقال سياسي سلمي

وكان الوزير الفرنسي قد شدد في مؤتمره الصحافي، صباح اليوم، في دمشق على دعم بلاده لتطلّعات السوريين بشأن انتقالٍ سياسي سلمي، داعياً الإدارة السورية الجديدة إلى إطلاق حوار يجمع كل مكونات الشعب.

كما أعرب عن أمله بأن تكون سوريا “ذات سيادة ومستقرة وهادئة”. وقال “قبل أقل من شهر، بزغ أمل جديد بفضل تعبئة السوريات والسوريين… أمل حقيقي، لكنه هش”، على حدّ قوله.

كذلك تحدث عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة الفنية والقانونية لصياغة الدستور.

وأمام حشد من ممثلي منظمات المجتمع المدني العاملة في المناطق الكردية السورية، أشار وزير الخارجية الفرنسي إلى أن “سوريا يجب أن تكون آمنة وسيادية، وألا يترك مجال للحرب، وأن يرسى الحل السياسي عبر الاتفاق مع الحلفاء وحتى يتم إدراج الأكراد في هذا الحل السياسي”.

وأضاف: “يجب أن يكون هناك وقف إطلاق نار على كامل الأراضي السورية، وأن يكون هناك حل سياسي للأكراد لكي يدمجوا في الدولة السورية ومن ثم التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم”.

كما تابع: “لقد وقفنا دائماً ولا نزال إلى جانب الأكراد في شمال وشرق سوريا، وفي31 كانون الأول/يناير وجهنا ضربة لموقعٍ لداعش”، مشيراً إلى أن “سوريا يجب أن تكون ذات سيادة وحرة، وهذا يعني أنه لا مكان فيها للإرهاب الإسلامي”، وفق تعبيره.

“حل سياسي” مع الأكراد

إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الفرنسي، الإدارة الجديدة في سوريا إلى التوصل لـ”حل سياسي” مع الأكراد الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من شمال شرق البلاد.

وقال بارو أيضاً خلال لقائه ممثلين عن المجتمع المدني السوري “ينبغي إيجاد حل سياسي مع حلفاء فرنسا الذين هم الأكراد لكي يتم دمجهم بالكامل في العملية السياسية التي تنطلق حاليا”.

وتحظى فرنسا بعلاقاتٍ وطيدة مع قوات سوريا الديمقراطية، فقد كانت باريس من أوائل العواصم الغربية التي تستقبل كبار قادة حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو أكبر حزب كردي في سوريا ومن مؤسسي الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، في قصر الإليزيه في العام 2014، حيث استقبل الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند مرتين على الأقل صالح مسلم وآسيا العبدالله، المسؤولين الكرديين البارزين بين عامي 2014 و2017.

كما استقبل الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون أكثر من مرة كان آخرها في عام 2021، وفداً رفيعاً من مجلس سوريا الديمقراطية، الذراع السياسية لـ”قسد”.

—————————–

 هادي البحرة: الائتلاف ليس حزباً سياسياً ولا ينافس للوصول إلى السلطة

2025.01.03

أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة، الجمعة، أن الائتلاف ليس حزبا سياسيا ولا ينافس للوصول إلى السلطة.

وأضاف البحرة خلال لقاء مع تلفزيون سوريا من دمشق، أن الائتلاف وفق ميثاقه لا يسمح لأعضائه بالمشاركة في الانتخابات بعد سقوط النظام، موضحا أنه يُتاح للأحزاب المنضوية ضمنه العمل السياسي بعد حل الائتلاف.

وقال البحرة إن الائتلاف وفقا لمبادئ ميثاقه تنتهي مهمته مع انتخاب جمعية تأسيسية تمثل السوريين، ويسلمها الملفات التي عمل عليها.

وحول علاقة الائتلاف مع الإدارة السورية الجديدة، أشار إلى أنه لم يكن هناك تواصل رسمي مع الإدارة الجديدة، آملا تجاوز ذلك للاتفاق على تنسيق عمليات تسليم الملفات التي عمل عليها الائتلاف خلال السنوات الماضية.

ولفت أن الائتلاف لم يتخذ قرارا فيما يتعلق بالمؤتمر الوطني قائلا “سنتخذه عندما توجه الدعوات رسميا”.

———————-

وزير الخارجية الفرنسي: على الأكراد تسليم السلاح والانخراط في الحياة السياسية

2025.01.03

صرّح وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أن فرنسا تسعى لتقديم الدعم الفني والقانوني للإدارة السورية الجديدة بهدف صياغة دستور جديد للبلاد.

وبحسب مراسل تلفزيون سوريا، أكد بارو خلال زيارته العاصمة دمشق: “نعرض على الإدارة السورية الجديدة تقديم المعونة الفنية والقانونية لصياغة دستور للبلاد”.

وفي سياق زيارته لسجن صيدنايا، أعرب الوزير الفرنسي عن صدمته من الظروف القاسية التي عاشها المعتقلون هناك، قائلاً: “صدمنا خلال زيارتنا لسجن صيدنايا بالظروف الوحشية التي كان يعيشها المعتقلون فيه”، مشددًا على أن “لا يمكن أن تكون هناك عدالة بدون محاسبة”.

    “هناك أمل حقيقي للسوريين بدأ يتحقق”

    وزير الخارجية الفرنسي “جان نويل بارو” يؤكد دعم بلاده للعملية الانتقالية في #سوريا

ويتحدث عن آليات عودة الوجود الفرنسي في #دمشق

إعداد: هادي طاطين @hadi_tatin#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا pic.twitter.com/JYGjdUZSR2 — تلفزيون سوريا (@syr_television)

January 3, 2025

كما أعلن بارو عن خطة لتنظيم مؤتمر دولي يهدف إلى “مرافقة الفترة الانتقالية في سوريا بالاتجاه الصحيح”، مؤكداً التزام فرنسا بتقديم الخبراء لدعم جهود تفكيك ونزع الأسلحة الكيميائية في سوريا.

وعلى صعيد القضية الكردية، دعا بارو الأكراد إلى “تسليم السلاح والاندماج في الحياة السياسية”، مضيفًا: “لن نقبل بالإرهاب في سوريا”.

سياق الزيارة

وصل بارو إلى دمشق صباح الجمعة قادما من لبنان، في زيارة غير معلنة مسبقاً، رفقة نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية (دي بي أي).

وكان بارو قد أجرى محادثات الخميس في بيروت مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، تناولت الأوضاع في لبنان والمنطقة.

وتأتي زيارة بارو إلى سوريا بعد أيام من دعوة وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، الاتحاد الأوروبي إلى إعادة فتح سفاراته في دمشق، خلال لقائه القائم بأعمال الاتحاد ميخائيل أونماخت.

وقال الشيباني: “نريد تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع الاتحاد الأوروبي وفتح صفحة جديدة بعد سقوط النظام السابق”.

ويُذكر أن معظم الدول العربية والأجنبية أغلقت سفاراتها في دمشق منذ آذار 2011، احتجاجا على القمع العسكري الذي مارسه نظام الأسد ضد المحتجين في عموم البلاد.

————————-

 السمّ… بصمة روسية: هل كان بشار الأسد الهدف الأخير؟/ فاطمة عباني

أفاد تقرير لصحيفة “ذا صن”البريطانية بأن الرئيس السوري السابق بشار الأسد تعرض لمحاولة تسميم في روسيا. وبعد سقوطه في 8 كانون الأول (ديسمبر) توجّه الأسد إلى روسيا مع عائلته، حيث يعيش في موسكو منذ ذلك التاريخ.

لكن حساباً إلكترونياً -بحسب الصحيفة- يحمل اسم “General SVR”، ويفترض أنه يُدار من قبل جاسوس سابق في روسيا، قال إنه في الساعات الماضية “أصيب” الرئيس المخلوع يوم الأحد. وتزعم الصفحة أن الأسد طلب مساعدة طبية عاجلة، ثم دخل على الفور في نوبة “سعال عنيف واختناق”.

ما سبب هوس بوتين بالتسميم؟

ورد في تقرير سابق لصحيفة “واشنطن بوست” أن التسميم قد يبدو طريقة قديمة للقتل، خاصة عندما يتم قتل منتقدي الكرملين الآخرين بالرصاص. لكن الارتباك والدسائس التي تعززها هذه الطريقة قد تكون السبب في استمرار استخدامها.

يقول مارك غاليوتي، مدير شركة “ماياك إنتليجنس” ومقرها لندن: “إذا كنت نظامًا مستعدا لقتل الأعداء في الداخل والخارج، فعليك أن تقرر أولوياتك: السهولة أو الدقة أو المسرحية. بالنسبة للثاني والثالث، غالبا ما يكون السم رهانا جيدا”.

وكتبت تاتيانا ستانوفايا، وهي باحثة غير مقيمة في مركز كارنيغي في موسكو، في منشور عام على “تلغرام”: “بغض النظر عما إذا كانت محاولة قتل أو مجرد تكتيكات تخويف، فإن عمليات التسمم مرتبطة إلى حد كبير دائما بطريقة ما بالأجهزة الأمنية”.

وكتبت كارا-مورزا في مقال افتتاحي لصحيفة واشنطن بوست: “بصرف النظر عن ساديته – الألم المبرح، وفي حالة النجاة، الآثار الصحية الدائمة والطريق الطويل والصعب لإعادة التأهيل – فإن هذه الطريقة تمنح السلطات إمكانية الإنكار”.

تاريخ حافل بـ “التسميم”

على مر السنين، كان هناك العديد من الحالات البارزة التي تم فيها الاشتباه في تسميم مسؤولين أو معارضين أو أفراد آخرين على يد عملاء يُزعم أنهم مرتبطون بالسلطات الروسية. وفي ما يلي بعض الأمثلة البارزة:

من هو؟ عميل سابق في جهاز الأمن الفدرالي الروسي وناقد للكرملين.

السم المشتبه به: البولونيوم 210 (مادة مشعة).

التفاصيل: مرض ليتفينينكو في لندن بعد شرب الشاي الممزوج بالبولونيوم 210. واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإصدار الأمر بالتسميم. وخلص تحقيق بريطاني إلى أن عملية الاغتيال على الأرجح تمت بموافقة الكرملين.

2. سيرغي سكريبال ويوليا سكريبال (2018)

من هو؟ ضابط سابق في الاستخبارات العسكرية الروسية تحول إلى عميل مزدوج للمملكة المتحدة، وابنته يوليا.

السم المشتبه به: غاز الأعصاب نوفيتشوك.

التفاصيل: عُثر عليهما فاقدين للوعي في سالزبوري، المملكة المتحدة. اتهمت السلطات البريطانية عملاء روس بالهجوم، وهو ما نفته روسيا. تسبب التسمم في غضب دولي وأدى إلى طرد الديبلوماسيين الروس في جميع أنحاء العالم.

3. أليكسي نافالني (2020)

من هو؟ زعيم المعارضة الروسية والناشط المناهض للفساد.

السم المشتبه به: غاز الأعصاب نوفيتشوك.

التفاصيل: أصيب نافالني بمرض شديد على متن رحلة جوية من سيبيريا. عولج لاحقا في ألمانيا حيث أكدت المختبرات وجود غاز نوفيتشوك. اتهم نافالني الكرملين بتدبير الهجوم، وهو ما نفته روسيا.

4. فلاديمير كارا مورزا (2015 و2017)

من هو؟ صحافي روسي وناشط معارض.

السم المشتبه به: سموم غير معروفة (مرتين).

التفاصيل: عانى كارا-مورزا من مرضين كادا يوديا بحياته، وادعى أن كلاهما كانتا محاولتي تسميم بسبب أنشطته السياسية ضد الكرملين. ورجح الخبراء الطبيون حالة التسمم.

5. بيوتر فيرزيلوف (2018)

من هو؟ عضو في فرقة “بوسي رايوت”، وهي فرقة فنية احتجاجية روسية.

السم المشتبه به: مادة غير معروفة.

التفاصيل: عانى فيرزيلوف من فقدان البصر المفاجئ، والارتباك، والشلل. ورأى أنها محاولة لإسكاته بسبب نشاطه. اشتبه الأطباء الألمان في تعرضه للتسمم.

6. آنا بوليتكوفسكايا (2004)

من هي؟ صحافية استقصائية وناقدة للكرملين.

السم المشتبه به: مادة غير معروفة.

التفاصيل: أصيبت بوليتكوفسكايا بمرض شديد بعد أن شربت الشاي على متن طائرة لتغطية حصار مدرسة بيسلان. نجت من هذا الحادث لكنها اغتيلت في وقت لاحق في عام 2006.

7. يوري شيشكوشيخين (2003)

من هو؟ صحافي استقصائي ونائب في مجلس الدوما.

السم المشتبه به: مادة غير معروفة.

التفاصيل: توفي شوتشكوتشيخين فجأة في ظروف مريبة، مع ظهور أعراض تشبه التسمم. كان يحقق في قضايا فساد تورط فيها مسؤولون روس.

 وقد غذت هذه القضايا مزاعم بوجود حالات تسمم برعاية الدولة كأداة لإسكات المنتقدين والمعارضين. ومع ذلك، غالبا ما يظل الإسناد المباشر إلى عملاء روس موضع خلاف بسبب عدم وجود أدلة قاطعة في بعض الحالات أو النفي الرسمي من روسيا.

كيف يمكن لغازات الأعصاب أن تدمر الجسم في دقائق؟

استُخدمت غازات الأعصاب في الحرب الكيميائية منذ الحرب العالمية الثانية وتم ربطها ببعض الاغتيالات البارزة. هي مواد كيميائية شديدة التسمم تعمل عن طريق تعطيل ومنع الجهاز العصبي من العمل بشكل صحيح، وفقا للمركز الأميركي لمكافحة الأمراض.

وفي حين يُشار إليها عادةً باسم غازات الأعصاب، إلا أنها في شكلها النقي تكون سوائل عديمة اللون – وعديمة الرائحة في الغالب. قد يجد الأشخاص الذين يتعرضون لغازات الأعصاب صعوبة متزايدة في التنفس. وحتى التعرض لفترة وجيزة يمكن أن يقتلك في غضون دقائق. تنطوي عملية تصنيعها على تقنيات كيميائية بسيطة إلى حد ما، ولكن عادةً ما يتم تصنيعها في المختبرات نظراً لمدى فتك هذه المادة.

“فلاديمير بوتين يريدك ميتا”

وفقاً لـ “أي بي سي نيوز”، نظرا للمخاطر التي ينطوي عليها تنفيذ عملية تسميم ناجحة، قد يبدو خيارا غريبا بالنسبة لـ بوتين، خاصة عندما يكون القتلة المدربون الذين لا يرحمون على بعد مكالمة هاتفية فقط. فخلال الحرب الشيشانية الثانية، اغتال عملاء جهاز الأمن الفيدرالي الروسي عددا من المعارضين باستخدام الأساليب الأكثر تقليدية من البنادق والسيارات المفخخة.

وفي عام 2019، كان مقاتل انفصالي سابق يتجول في حديقة في برلين عندما أطلق رجل على دراجة هوائية النار على رأسه باستخدام مسدس مزود بكاتم للصوت.

ولكن يقول المطلعون على شؤون الاستخبارات إن جاذبية التسميم في مسرح المؤامرة.

وقال مسؤول استخباراتي في حلف الناتو لموقع “إنسايدر” في أعقاب تسميم نافالني في عام 2020: “على الرغم من سجله الضعيف بشكل مدهش حتى الآن، فإن نوفيتشوك هو سم فعال وقاتل وله ميزة إضافية تتمثل في أن الجميع يعلم أن فلاديمير بوتين يريدك ميتا”.

يمكن أن يكون من الصعب للغاية جمع الأدلة على التسميم، خاصة في حالة وجود مادة كيميائية عديمة الرائحة واللون يمكن أن يتم تناولها عن طريق الجلد أو الجهاز التنفسي. وقد اتُهم الكرملين بسلسلة من الاغتيالات الكيميائية، ولكن لم يكن هناك سوى عدد قليل من الإدانات لتلك التي تم تنفيذها على الصعيد الدولي.

النهار العربي

—————–

========================

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى