سقوط بشار الأسد، الرئيس الفار والمخلوعصفحات الحوار

حوار مع الكاتب ياسين الحاج صالح: “فلسطِين تكسَب ولا تَخسَر من مُجتمع سُوري أكثر حرّية وعدَالَة”

ياسين النابلي  

2025-01-03

في صباح الأحد، 08 ديسمبر 2024، تناقَلَت وسائل إعلامية عربية ودولية خبر هروب الرئيس السوري السابق بشّار الأسد إلى العاصمة الروسية موسكو. ومع هُروبه تهاوَى شعار “الأسد إلى الأبد” الذي هَيكلَ مرحلة سياسية امتدّت لعقود في تاريخ سورية المعاصرة، احتكَرَت فيها عائلة الأسد السلطة والموارد والكلام، وكلّ ما يَمتّ بصلة للحياة العامة. لذلك يُشكّل 08 ديسمبر تحوّلّا هائلًا في تاريخ سورية والسوريين يَفتح على الخروج من ظلام الحكم الأسدي، وبنفس القدر يطرَح الكثير من ملامح الترقب والانتظار والأمل والخوف. كما أن ما بعد 08 ديسمبر لديه أسئلته الكثيرة حول المصير والوطن والحرية والعدالة والاستعمار والطائفية والإسلام السياسي والديمقراطية، إلخ. وقد حاولت المفكرة القانونية في هذا الحوار الذي أجرته مع ياسين الحاج صالح الإضاءة على جزء من هذه الأسئلة والهواجس.

 ياسين الحاج صالح هو كَاتب سوري ومعتقل سياسي سابق، قضّى 16 سنة في سجون حافظ الأسد، من مؤسّسي فريق “الجمهورية. نت”، زوج سميرة الخليل المعتقلة السياسية السابقة، المغيبة منذ أكثر من عشر سنوات على يد تنظيم سلفي مسلّح. ونفس المصير لقيَه أيضا شقيقه فراس على يد تنظيم “داعش”.         

المفكرة القانونية: في مقدّمة كتابك “الثورة المستحيلة” قُلتَ إن “الدولة الأسديّة انبَنَت على أن تَستحيل الثورة ويمتنع التغيير ويسود الأبد”. وبهروب بشّار الأسد واندحار “الأبد الأسَدِي”، ماذا يقول ياسين الحاج صالح؟

ياسين الحاج صالح: أعتقد أننا رأينا نهاية الأبد، وبدأنَا ندخل التاريخ؛ تاريخاً عاصفاً وعراً، كثير التحدّيات، واعداً بالأزمات والصراعات، حاملاً لمخاطر متنوّعة. لكن النهاية كانت واجبة، كانت “أمراً قطعياً”. واليوم لدينا بداية، وهي مثل كل البدايات صعبة ومتعثّرة، لكنها يُمكن أن تكون مُحَرِّرَة.

عملية تحطيم أجهزة القتل الأسديّة؛ المخابرات والتشكيلات العسكرية ذات الوظيفة الأمنية مثل الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري لم تُنجز بعد. فَرَطَ جمعهم، لكن لم يُعتقل قادتهم، بعضهم هربوا إلى لبنان وربما العراق، وأُقدّرُ أن بعضهم متوارُون داخل سورية، وأخشى أن يتحوّلَ بعضهم إلى عصابات شبّيحة، أو حتى ضرب من دواعش علويين. لا ننسَى أن الجذر الاجتماعية لـ”داعش” هو قاعدة نظام صدام حسين الاجتماعية، السنية أساساً، وقد خَسرَت السلطة وجرَى تجريمها، فـ”تردكَلَت” وتشدّدَت، وتحوّلَت من قومية عربية بمخيّلة إمبراطورية إلى سلفية جهادية بمخيّلة إمبراطورية.

أخشى أكثر من ذلك تشابكاً بين فلول النظام ورعاة خارجيين، أقواهم قلباً في الشرّ هي الإمارات، ثم ربّما نظام السيسي. الأبد انتَهَى، لكن المخاطر كبيرة من الداخل والخارج.

المفكرة: سورية “ما بعد الأسد” ما زال يُنظَر إليها بريبة وتحفّظ، على الأقل في وسط قطاعات لا بأس بها من الرأي العام العربي، وبدأت تسود نزعة تقول بأن الوضع ذاهب نحو المزيد من الانقسام الدّاخلي والهيمَنة الخارجية، وكأن سوريا الديمقراطية- المستقلة ممتنعة. برأيك هل لدى هذه النزعة مبرراتها الفعلية أم أنها تعكس بنية مُضلّلة لحقيقة ما يَجري في سورية؟

الحاج صالح: “لسّه ما دِفي تحت” سورية ما بعد الأسد حتى يُنظر إليها بريبة وتحفّظ وسط قطاعات لا بأس بها من الرأي العام العربي. أخشى أن بعض هذه القطاعات على الأقل يُريد أن يقول للسوريين لن تنجَحُوا فيما فشلنا نحن فيه. وهذا شحّ في النفس مؤسف. صديقي فاروق مردَم بيك اقترح على هؤلاء الآسفِين على نظام قَتلَ نصف مليون من السوريين على الأقلّ أن يُنشِئوا رابطة باسم “رابطة محبّي سجن صيدنايا”، على أن يُقيمُوا قيادة قطرية للرابطة في كل قطر من أقطارهم.

وللجد، لديّ ملاحظَة متواترَة منذ سنوات عن أن كثيراً من أشقائنا لا يستطيعون قول جملة واحدة مفيدة عن سورية، تتعدّى ما يُمكن اعتبارها منعكسات شرطية بافلُوفية، لا تحتاج إلى اطلاع وتعاطف وتدبّر وفهم. وأرجو أني لا أتجاوز حَدّي كثيراً بالقول إنّي أشك أن من لم يتمكّنوا من قول جملة مفيدة بخصوص سورية طوال سنوات (كتبوا مقالات مؤخراً، تُظهر عجزهم عن فهم أيّ شيء) هُم غالباً من لا يستطيعون قول بضع جمل مفيدة فعلاً بخصوص مجتمعاتهم. هناك منهج مُجرّب لارتكاب الأخطاء واتّخاذ المواقف الخاطئة دوماً، وهو منهج مقاطَعة الوقائع لمصلحة الانطباعات، ونَبذ المعطيات لمصلحة الهوى والتذكّر المشوّش، ومقاطَعة البشر وسِيرهم وقصصهم لصالح تجريدات خاوية، وأخلاقيا لا تَشغل الحرية ولا المساواة ولا العدالة مكانة مركزية فيها. وهذا رهيب بخصوص بلد مثل سورية وقَعَت فيه في العشرية الأخيرة ثورة في التمثيل المعرفي على يد سوريين أساساً، وأثّرت على كيفية الكتابة عن سورية في كل مكان (عدا خبراء الشرق الأوسط المُعاندين من ذوي التكوين الاستعماري). وعن أيّ “مزيد من الانقسام الداخلي والهيمنة الخارجية” يتكلم هؤلاء؟ لقد كنّا حتى قبل أيام الانقسام الداخلي شخصياً والهيمنة الخارجية بعينها. قبل قليل كانت لدينا إيران وميليشياتها السوبر طائفية من لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان، وقبل قليل كان لدينا الكثير من روسيا (اليوم أقل، الحمدلله). لا زالت أميركا هنا، وإسرائيل بالطبع التي أظهرت أنها استمرار للأسديّة بوسائل أخرى حين استهدفت يوم فرار بشار، أي يوم توقّف القصف الأسدي، استهدفت بالقصف مواقع سورية واحتلّت أراضي سورية إضافية في الجولان. ولا تزال لدينا تركيا، ولعلها أقوى مكَانة اليوم. لكن إن أمكن قول شيء واحد عن الهيمنة الخارجية فهو أنّها أقل اليوم بعض الشيء، أما الانقسام الداخلي فهو أقل بكثير.

وأخيرا أميل إلى أن الأمر لا يتعلّق بتضليل، ولا بمجرد قلّة معرفة أو جهل، بل بما هو أسوأ: ما قُلتَه للتو من نموذج للثقافة والمعرفة بائِت وبائِد، بلا وقائع، بلا تجارب حية، غير مسكون بالبشر (ومتوائِم جدا مع نظم حكم طاردة للبشر من السياسية)، وغير متحرّر أو منشغل بالحرية كقيمَة القيم. ويُعَزّز هذا كلّه بتفكير كسول يرى سورية قطاعاً عربياً عاماً، يمكن لأيّ من “المواطنين العرب” أن يقول ما يشاء عنه، لكن ليس للسوريين الحقّ ذاته في بلدهم. طوال سنوات قبل سقوط النظام وربما إلى اليوم هناك من يتكلّم جاداً عن سورية كخطوط إمداد لحزب الله، كأنّما ليس هناك مجتمع وتاريخ وكيان وحقوق للسوريين في بلدهم الذي ليس لهم غيره، دون أن يتبيّنَ المعنيون كم أنّ هذا منطق استعماري. فكأننا حيال الإمبراطورية البريطانية تضع يدها على قناة السويس و”تضطرّ” إلى احتلال مصر لحماية ممتلكاتها في الهند. آسف، لكن هناك تفاهة وقلّة إحساس عند عدد غير قليل من مثقفي بني قومِنا، بمن فيهم من يدرِّسون في جامعات غربية.

المفكرة: يرتبط الوضع السوري بشكل مُعَقّد بالوضع في بلدان المنطقة، وبخاصة بعد جرائم الإبادة التي اقترفها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني منذ 7 أكتوبر 2023. وقد استثمر الاحتلال الإسرائيلي الأحداث الأخيرة في سورية ليُدمّر منشآت ومواقع وتجهيزات عسكرية سورية. برأيك كيف تتصور مستقبل الوضع في سورية في ظل تشابك الأوضاع بينها وبين فلسطين ولبنان وباقي دول المنطقة؟ وهل بالإمكان إنتاج معانٍ سياسية جديدة تربط شعوب المنطقة بمصير جديد مشترك؟

الحاج صالح: طوال سنوات كنت أقول إن الحكم الأسدي استمرار للكولونيالية بوسائل وأيدٍ محلية، وفي مقابلة هنا قبل شهور تكلّمت على فلَسطَنة السوريين وأسرَلَة النظام. ما حَاولتُه عبر ذلك هو نقلة في البراديغم من النموذج القومي العربي التقليدي الذي يُصَادِر مجتمعاتنا وفاعليّتنا السياسية لمصلحة معركة كبرى يُفترَض أن أمثال بشار الأسد وحزب الله وما شَابَهَ يخوضونها ضد العدو الماهوي الأبدي الأوحد، إلى القول إن العدو هو من يَسرقك ويقتلك ويميّز ضدّك ويكذب عليك طوال الوقت، ثم يَجمع ملايينه ويهرب من البلد، من دون أن يخاطِبك أنت الموالي له بالذات. وعلى هذا تُبنَى سياسة جديدة وتفكير سياسي مغاير: الحقوق والحريات والعدالة في بلداننا، التحول من التمركز الكاذب حول إسرائيل إلى مركزية المجتمع في تفكيرنا السياسي. والمجتمع تجريد أجوف دون دولة اجتماعية تَعمل على النهوض بِه وتطوير التعليم والنظام الصحي والتقدم في العدالة الاجتماعية وقَمع الطائفية. أدونيس يخبئ انحيازه لنظام الأبد حين يتكلّم عن أن تغيّر المجتمع هو المهمّ وليس تغيير السلطة. دون سلطة مسؤولة، بل وبِسلطة استعمارية وطائفية تَعمل وفق منطق فرّق تسد، لا تَخسر السياسة وحدها ولا القانون وحده، بل نخسر اجتماعية المجتمع أو مدنيّته، أو سياسيّته، بمعنى قُدرته على إنتاج القوى والمنظّمَات السياسية. المجتمع لا يكُون مدنياً من تلقاء ذاته، يصير مدنياً بالدولة وكيانَها ومؤسساتها ونواظمها. في سورية جَرى نزع مدنية المجتمع السوري المحدودة عبر تحطيم المنظمات السياسية المستقلة وتقييد أي أنشطة اجتماعية مستقلة كذلك، ليس ليُرَدَّ إلى مجتمع أهلي، بل ليصير مجتمعا أهليا مسيساً، أي مجتمع طوائف. ألا يَعرف إخواننا المثقّفون العرب شيئا عن ذلك فلا بأس، لكن مثابرتهم على رفض التعلّم هي البأس كله.

فلسطين تكَسب ولا تخسر من مجتمع سوريّ أكثر حرية وعدالة، بل من مجتمع يستعيد اجتماعيته. وهذا ليس رهناً بإيديولوجية الممانعة الكاذبة أو “محور المقاومة” الذي هو في واقع الأمر محور سلطة، بل محور سلطات عاتية معادية للانتفاضات الاجتماعية مثلما رأينا في لبنان والعراق في العام 2019، وطوال الوقت في إيران، وبالطبع في سورية. سورية لا تستَطيع الدفاع عسكرياً عن نفسها من اليوم، وربّما طوال عقود. وعليها أن تعتمد سياسية الضعفاء: الاعتناء بالنفس ورعاية النسيج الاجتماعي المحلي، وتأمين فرص عيش وتعلّم واستشفاء كريمة، والعمل على توسيع مساحات الحماية الممكنة من قبل القانون والمؤسسات الدولية.

المفكرة: واجَهَت الثورة السورية في 2011، كغَيرها من ثورات الربيع العربي، معضلة صعود الإسلام السياسي، وبخاصة المليشيات الجهادية المسلحة. وسقوط عائلة الأسد اليوم تقف وراءه تنظيمات مسلحة مرتبطة بالإسلام السياسي بشكل أو بآخر. باعتقادك هل يمكن الحديث عن مستقبل ديمقراطي في سورية في ظلّ أدوار متقدمة قد تلعبها هذه القوى في الحكم؟

الحاج صالح: الأمر صعب جداً. الإسلاميون يُقِيمون نظام حُكم إسلامياً وليس ديمقراطياً، وفي أحسن الأحوال نظام حكم وطني محافظ. لكن الأمر لا يتعلّق بهم حصرا. يتعلّق بشيئين آخرين على الأقل: بأطياف سورية متنوعة تَنفر من نموذج حكم إسلامي يتعارض من جهة مع تكوّن سورية كدولة وطنية حديثة أخذت بالظهور إثر الحرب العالمية الأولى، ومع ميول وحساسيات وأذواق الطبقة الوسطى المدينية، بما في ذلك المسلمة السنية. ويتعلق من جهة أخرى بمحيط إقليمي ودولي معادٍ للإسلاميين، ومعادٍ أكثر للديمقراطية سَدّاً للذرائع. ربما تسير الأمور باتجاه نظام حكم عاقل، ليس مجنوناً مثل السلفية الجهادية مثلما عرفناها لسنوات بعد العام 2013، ومثل الجنون الأسدي الذي نعرفه نحن السوريون وحدنا، جنون الأبد، و”الأسد أو لا أحد” و”الأسد أو نحرق البلد”. إننا نَخرج من جنونين مطبقَين إلى بعض العقل، وإن في صورة محافظة، شيء طيّب الآن وربّمَا لسنوات قادمة.

بخصوص هيئة تحرير الشام، يُمكِن وصفهم بأنهم إسلاميّو ما بعد التغوّل أو ما بعد الجنون. لا يتعلّق الأمر بديناميكية أنسَنَة بعد تغوّل وتوحّش، بل بضرب من نهج إسلامي محافظ عاقل، لا يبدو مغلَقاً من دون أنشطة قطاعات متنوّعة من السوريين الاجتماعية والسياسية.       

المفكرة: ملايين السوريين هُجِّروا قسرًا من وطنهم، في ظروف ومسارات مختلفة لم تكن هينة في معظم الأحيان، وأنت واحد منهم، تَمّت دعوتهم من رئيس الحكومة الانتقالية محمد البشير إلى العودة لسورية. برأيك هل آن الأوان للحديث عن عودة جماعية؟ وكيف تتطلع إلى الدور الذي ستلعبه هذه العودة، بخاصة وأن منافي السوريات والسوريين شهدت طيلة السنوات الفارطة صخبا ثقافيا وسياسيا وفكريا؟

الحاج صالح: حدثَت عودة جماعية فورية من مخيّمات اللاجئين في الشمال السوري، ومن البلدان القريبة مثل لبنان وتركيا والأردن. ويُخطّط شبّان سوريون لعودة جماعية من أوروبا، قد يتعلّق الأمر بعشرات أو مئات، لكن الميل العام اليوم هو العودة المؤقتة أو الدائمة. وأقدّر أن الأمر يُحسَم لعودة أطول أمدًا أو دائمة من أوربا وأميركا إذا لم تكن البيئة العامة في سوريّة طاردة، سياسيا أو مهنيا أو اجتماعياً. والأنسب لسورية على المدى الأطول هو أن يحافظ السوريون في بلدان الغرب على حرية الحركة نحو سورية، على الزيارة المتكررة والمشاركات المتكررة في سورية.

المسألة في النهاية هي امتلاك حق العودة الكريمة. وفُرَص ذلك مُتاحَة اليوم لأول مرة منذ عام 2011، وفي بعض الحالات للاجئين قدماء منذ عقود. صديقي فاروق مردم بيك الذي ذكرته فوق لم يَرَ سورية منذ 49 عاماً، وكان جوازه السوري قد سُحِبَ منذ عام 1976 لأنه كان من بين مثقفين سوريين احتجّوا على التدخّل السوري في لبنان آنذاك.

المفكرة: أنتَ على المستوى الشخصي كنت ضحية لنظام الأسد الذي قضيت في سجونه 16 سنة. وفي العام 2013 تم تغييب زوجتك سميرة الخليل (المعتقلة السياسية السابقة أيضا) على يد تنظيم سلفي مسلّح، ونفس المصير لقيه شقيقك فراس. آلاف السوريين من أجيال وأعمار ومناطق مختلفة كانوا ضحايا لنظام الأسد، وجزء منهم ضحايا لتنظيمات جهادية مسلحة بعد 2011. وربما أنت كنت ضحية الاثنين، على الصعيد الشخصي كيف تنشد تحقيق العدالة في المرحلة المقبلة؟ 

الحاج صالح: لا أفكّر بنفسي كضحية لأيّ من قُوَّتيْ الجنون أو الغُولين اللذين فتكَا بحياتي وحياة ما لا يُحصَى من السوريين. لكن لسنوات كان لدي صراعَان معروفان وعدوّان: النظام الأسدي والإسلاميين السلفيين. سقط الأول وأرجو أن يُجتَثّ ما بقي منه وأن يتقادَم عهده سريعاً، وتَغيّرَ العدو الثاني بقدر لافت وتغايَرت أوجهه. أعدائي المباشرين في جيش الإسلام عادوا إلى دُومَا، وهم قوة شرّ مؤذية، لا يَبعد أن تكون لها سيرة غير سارّة قريباً.

سأعمل على بناء قضية قانونية ضد المشتبه بهم قريباً أمام القضاء السوري. وأرجو أن أرى قدراً من العدالة يتحقق.

وفضلاً عن كوني زوج امرأة مغيبة وأخ رجل مُغيب وصديقين مغيبين آخرين، فإني كاتب. وأجد في الوضع الحالي تحدياً صعباً: تحدّي إعادة اختراع النفس، واستئناف الكتابة والتفكير النقدي في شروط جديدة وفي مواجهة خصوم جدد، والعمل على ألا نخسر ما تحقّقَ. كان الله في عوننا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى