سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 22 كانون الثاني
كل الأحداث والتقارير اعتبارا من 08 كانون الأول، ملاحقة يومية دون توقف تجدها في الرابط التالي:
سقوط بشار الأسد، الرئيس الفار والمخلوع
—————————————
قسد تقصف منبج بأسلحة حارقة محرمة.. الدفاع المدني يناشد
سوريا الديموقراطية تُتهم بجرائم حرب ضد المدنيين
تحديث 22 كانون الثاني 2025
إيلاف من دمشق: بينما تتجه الأنظار لعقد لقاءٍ جديد سيجمع خلال هذا الأسبوع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بالإدارة السورية الجديدة التي يقودها أحمد الشرع، تتواصل الاشتباكات شرق البلاد.
بأسلحة حارقة
فقد أفاد الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) بأن قصفاً مدفعياً لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، استهدف منازل المدنيين في ناحية أبو قلقل في ريف منبج شرقي حلب بشمال البلاد صباح اليوم الأربعاء ، وفق “الخوذ البيضاء” .
وقال في بيان نشره على صفحته بموقع فيسبوك اليوم، إن فرقه تفقدت الأماكن التي تعرضت للقصف وتأكدت من عدم وجود إصابات.
كما أشار إلى أن هذا الاستهداف يأتي بعد ساعات من مقتل طفلتين شقيقتين، وإصابة سبعة مدنيين بجروح بينهم أربعة أطفال وامرأة، بقصف لقوات “قسد” مساء أمس استهدف منازل المدنيين في قرية تل عرش بريف منبج.
ولفت إلى أن الهجمات وفق المعطيات الأولية وشهادات الأهالي تمت بأسلحة حارقة، كما تم إسعاف المصابين من قبل الأهالي إلى مستشفى الحكمة في منبج.
كذلك نوّه إلى أن استهداف المدنيين بالأسلحة الحارقة المحرمة دوليا جريمة حرب خطيرة يجب محاسبة مرتكبيها وتحقيق العدالة للضحايا، مشددا على ضرورة منع هذه الهجمات بالأسلحة المحرمة وجميع الهجمات التي تستهدف البيئات المدنية.
معارك يومية
يشار إلى أن ريف منبج الشرقي بات يشهد معارك يومية بين قوات الجيش الوطني المدعوم من تركيا وقسد في محيط سد تشرين جنوب شرق المدينة.
وسيطرت فصائل الجيش الوطني السوري المدعومة من تركيا الشهر الماضي، على مدينة منبج بريف حلب الشرقي بعد اشتباكات مع قوات “قسد”.
يأتي هذا بينما أفادت معلومات للعربية.نت/الحدث.نت بأن مسؤولين في قسد سيلتقون بمسؤولين من الإدارة السورية الجديدة خلال هذا الأسبوع.
ومن المقرر أن يناقش الجانبان كيفية مشاركة قوات سوريا الديمقراطية في المؤتمر الوطني الذي سيعقد الشهر المقبل في دمشق.
كما ستبحث قسد مع الإدارة الجديدة في لقائهما الثاني منذ أقل من شهر، الخطوط العريضة بالنسبة إليها والتي تتمثل بالحفاظ على خصوصية مناطقها وإقرار الدستور بحقوق الأكراد وغيرهم من المكونات الكردية كالسريان والأرمن، علاوة على شكل الحكم في سوريا المستقبل وآلية توزيع ثرواتها النفطية.
————————–
مفاوضات معقّدة لحل أزمة “قسد” في شرق الفرات/ محمد أمين
21 يناير 2025
بات مصير “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في سورية واحداً من أكثر القضايا حساسية التي تلقي بظلالها على مستقبل البلاد، في ظل تلويح بعمل عسكري واسع من قِبل تركيا وحلفائها السوريين لطرد هذه القوات من مناطق سيطرتها. لكن بالتوازي مع ذلك، تجري مفاوضات مكثفة بين أطراف مختلفة للتوصل إلى اتفاق لحل أزمة “قسد” في شرق الفرات، لكن يبقى أن أي حل بحاجة لوقت طويل ولأشهر للوصول إليه، وهو ما قد يدفع الإدارة الجديدة في سورية للتحرك عسكرياً في حال شعرت بالمماطلة من قبل “قسد”. وكشفت وكالة رويترز نقلاً عن نحو عشرة مصادر أن مفاوضين دبلوماسيين وعسكريين من الولايات المتحدة وتركيا وسورية إلى جانب “قسد” منخرطون في مفاوضات لحل أزمة “قسد” في شرق الفرات، وأن هذا الأمر قد يمهد الطريق لاتفاق في الأشهر المقبلة من شأنه أن يتضمن مغادرة بعض المقاتلين الأكراد من شمال شرقي سورية، فيما يضع آخرين تحت قيادة وزارة الدفاع الجديدة. لكن المصادر قالت إن هناك العديد من القضايا الشائكة التي لا يزال يتعين حلها. ومن بين هذه القضايا كيفية دمج مقاتلي “قسد” في الإطار الأمني السوري وإدارة الأراضي الخاضعة لسيطرتهم.
وكان قائد “قسد” مظلوم عبدي قد قال في حديث تلفزيوني قبل أيام إن المطلب الأساسي لقواته هو الإدارة اللامركزية، موضحاً أن “قسد” منفتحة على ربط نفسها بوزارة الدفاع والعمل وفق قواعدها، ولكن “ككتلة عسكرية”. وكشف عبدي أنه التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، وأن الجانبين اتفقا على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لبحث كيفية دمج “قسد” مع وزارة الدفاع. ووصف الاجتماع مع الشرع بالإيجابي. لكن وزير الدفاع السوري الجديد مرهف أبو قصرة قال في مقابلة مع “رويترز”، أول من أمس الأحد، إن مقترح أن تظل “قسد” كتلة واحدة “لا يستقيم”. واتهم قادة “قسد” “بالمماطلة”، وقال إن “اندماج كل المناطق تحت الإدارة الجديدة… حق للدولة السورية”. ونقلت “رويترز” عن دبلوماسي أميركي كبير قوله إن مسؤولين أميركيين وأتراكاً يعقدون مناقشات “مكثفة للغاية” منذ الإطاحة ببشار الأسد في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وأضاف أن البلدين لديهما “وجهة نظر واحدة بشأن أين يتعيّن أن تنتهي الأمور”، بما في ذلك الاعتقاد بأن جميع المقاتلين الأجانب يجب أن يغادروا الأراضي السورية، وأشار إلى أن المفاوضين الأتراك يرون أنه يتعين تسوية الأمور “على وجه الاستعجال”.
أزمة “قسد” في شرق الفرات
لكن الدبلوماسي قال إن المحادثات “معقدة للغاية” بشأن أزمة “قسد” وستستغرق وقتاً طويلاً. ووفق “رويترز”، ذكر مسؤولون من جميع الأطراف أن محادثات تجري بالتوازي بين الولايات المتحدة وكل من “قسد” و”هيئة تحرير الشام”، ومحادثات بين تركيا و”هيئة تحرير الشام”، وأخرى بين “قسد” و”هيئة تحرير الشام”. وقال الدبلوماسي الأميركي إن الإطاحة بالأسد فتحت الباب أمام واشنطن لدراسة سحب قواتها من سورية في نهاية المطاف، إلا أن جانباً كبيراً من الأمر يعتمد على ما إذا كانت قوات موثوقة مثل حلفائها الأكراد ستظل منخرطة في الجهود الرامية إلى مواجهة أي عودة لتنظيم داعش. من جهته، قال مصدر في وزارة الخارجية التركية إن نزع سلاح الفصائل المسلحة ورحيل “المقاتلين الإرهابيين الأجانب” أمر ضروري من أجل استقرار سورية وسلامة أراضيها، وأنه كلما حدث ذلك في أقرب وقت كان أفضل. وأضاف المصدر “إننا نعبر عن هذه التوقعات بأشد العبارات خلال اتصالاتنا مع الولايات المتحدة والإدارة الجديدة في دمشق”.
ووفق “رويترز”، أفاد بعض المسؤولين السوريين والدبلوماسيين بأن “قسد” ستحتاج على الأرجح إلى التخلي عن السيطرة على مناطق واسعة وعائدات النفط التي تسيطر عليها في إطار أي تسوية سياسية. وفي المقابل، قد تُمنح الفصائل الكردية حماية للغتها وثقافتها داخل هيكل سياسي لامركزي، وفقا لبسام القوتلي، رئيس الحزب الليبرالي السوري الصغير الذي يدعم حقوق الأقليات لكنه لا يشارك في المحادثات. وأقر مصدر كردي سوري كبير بأن بعض هذه المقايضات قد تكون ضرورية على الأرجح في سياق أزمة “قسد” في شرق الفرات، لكنه لم يقدم تفاصيل. وعلى الرغم من هذه المفاوضات، تبقى إمكانية التصعيد في شمال شرقي سورية قائمة، حيث تدور مواجهات متواصلة. وبحسب مصادر إعلامية سورية، أرسلت إدارة العمليات العسكرية قوات إلى محافظة دير الزور، شرقي البلاد، وإلى محور القتال المحتدم منذ أكثر من شهر في ريف حلب الشمالي الشرقي في ريف منبج ومحيط سد تشرين على نهر الفرات، بين فصائل سورية في غرفة عمليات “فجر الحرية”، وقوات “قسد”.
ولكن هشام اسكيف، وهو قيادي في “الجيش الوطني” المنضوية فيه فصائل هذه الغرفة، أكد في حديث مع “العربي الجديد”، أن “من يقاتل على جبهة السد (تشرين) هي قوات الجيش الوطني، وهي تخوض معارك شرسة وضارية منذ أكثر من أسبوعين استطاعت من خلالها التقدم باتجاه السد وتثبيت نقاطها، وما زال التقدم مستمراً”. وتابع: “نحن في معركة مستمرة، ولكن قد تتطور بدخول أكبر للحليف التركي. نحن نخوض معركة وحدة سورية، والمؤكد أننا والحليف التركي نتشارك في الأهداف نفسها، وحدة الأراضي السورية والقضاء على التنظيمات الإرهابية”. وكانت قوات “قسد” قد تقدمت في ريف حلب الشرقي بعد أيام من سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، ووضعت يدها على عدة بلدات وقرى كانت تحت سيطرة قوات النظام المخلوع. ولم تحاول إدارة العمليات العسكرية حتى اللحظة التعامل بقوة مع أزمة “قسد” لتفسح المجال لمحاولات التوصل إلى تفاهمات سياسية تُعيد الشمال الشرقي من البلاد والذي يضم الجانب الأكبر من ثروات سورية إلى السلطة المركزية في دمشق من دون قتال.
ويستمر الجانب التركي بالتلويح بعمل عسكري واسع النطاق ضد قوات “قسد”. وفي هذا الصدد، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة الماضي، في مؤتمر لحزب العدالة والتنمية بولاية قيصري، إنه “لا يمكن لتركيا أن تشعر بالأمان التام ما دام هناك إرهابيون انفصاليون يحملون السلاح في سورية”. وكرر تهديده بسحق وحدات حماية الشعب الكردية في سورية في حال لم تُلقِ السلاح طوعاً، مضيفاً: هدفنا هو محو كل التنظيمات الإرهابية في سورية لتحقيق الأمن الدائم بالمنطقة.
الدعوة لحل سريع وحاسم
ورأى الخبير العسكري ضياء قدور، في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، أن “الوضع في شمال شرقي سورية يتطلب حلاً حاسماً وسريعاً”، معرباً عن قناعته بأن “قسد والمليشيات الأجنبية الانفصالية التابعة لها تشكل تهديداً لاستقرار المنطقة ووحدة الأراضي السورية”. واعتبر أن المفاوضات التي تجريها الإدارة الجديدة في دمشق بشأن أزمة “قسد” “خطوة إيجابية نحو تحقيق الاستقرار”، مستدركاً بالقول: ولكن يجب أن تكون هذه المفاوضات مشروطة بتفكيك قسد ودمج مقاتليها في الجيش السوري، وطرد العناصر الإرهابية الأجنبية منها خارج التراب السوري. وتابع: يجب أن تضمن هذه المفاوضات عدم وجود أي كيان مستقل داخل الأراضي السورية، وأن تكون جميع القوات تحت قيادة عسكرية واحدة في البلاد. ولم يستبعد قدور شن “العمليات العسكرية” عملية ضد قوات “قسد” في شمال شرقي البلاد “في حال فشل المفاوضات، لضمان عدم بقاء أي قوة مسلحة خارج سيطرة الدولة السورية”. وأعرب عن اعتقاده بأن “المساعي التي تبذلها الحكومة السورية الجديدة في إعادة بسط سيطرتها على كامل الأراضي السورية، بما في ذلك المناطق التي تسيطر عليها قسد، جادة وحاسمة أكثر من أي وقت مضى”، مضيفاً: “المسألة لم تعد تحتمل التأجيل والمماطلة غير المفيدة”. وبرأيه، “يجب أن تكون الأولوية لتحقيق الاستقرار ووحدة الأراضي السورية”، مضيفاً: أرى أن التعاون بين الإدارة السورية الجديدة والجيش الوطني السوري في شمال البلاد هو السبيل الأمثل لحل أزمة “قسد” في شرق الفرات.
وتسيطر “قسد”، التي شكلها التحالف الدولي ضد الإرهاب في عام 2015، على ما يُعرف اصطلاحاً بـ”شرقي الفرات”، حيث تقع أغلب مساحة محافظة الرقة وكل محافظة الحسكة تحت سيطرتها، إضافة إلى نصف محافظة دير الزور، وجانب كبير من ريف حلب الشمالي الشرقي، شرقي نهر الفرات. وتعد المنطقة التي تسيطر عليها “قسد” والتي يشكل العرب غالبية سكانها، الأكثر غنى بالثروات، فهي تضم أهم وأكبر حقول النفط والغاز تحت سيطرة “قسد”، ولعل أبرزها حقول الرميلان في محافظة الحسكة وحقلا العمر وكونيكو في ريف دير الزور، فضلاً عن الثروة الزراعية الهائلة.
—————————————
تغريدة لوزير الخارجية السوري بالكردية.. تشعل عاصفة
المرة الأولى التي يكتب فيها وزير باللغة الكردية
تحديث 22 كانون الثاني 2025
إيلاف من دمشق: بينما لا يزال موضوع “الأكراد” حساساً في سوريا، لاسيما مع رفض قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تسليم سلاحها في الوقت الحالي، رغم عزم الإدارة السورية الجديدة حل كافة الفصائل المسلحة خارج إطار الدولة، أطلق وزير الخارجية، أسعد الشيباني، رسالة طمأنة.
ففي بادرة حسن نية، حملت رسائل إيجابية إلى المكون الكردي في البلاد، أكد الشيباني بتغريدة على حسابه في منصة إكس، أمس الثلاثاء، أن “الأكراد يضيفون جمالاً وتنوعاً على المجتمع السوري”.
كما أضاف كاتبا بالكردية، أن المجتمع الكردي تعرض للظلم في سوريا خلال عهد النظام السابق، في إشارة إلى عهد الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
كذلك شدد على وجوب بناء بلد من قبل كافة الأطياف السورية، يشعر فيه الجميع بالمساواة والعدالة.
بحر من التعليقات
فيما تدفقت تعليقات السوريين على تلك التغريدة، مثنين على لفتة الوزير.
إذ اعتبر بعض المعلقين أن هذه هي المرة الأولى التي يكتب فيها وزير باللغة الكردية منذ عقود.
كما رأى بعض المعلقين الأكراد السوريين أن “المخاطبة باللغة الكردية حتى لو كانت رمزية تعني الكثير”.
بينما رأى آخرون، وإن قلة، أن تلك اللفتة غير موفقة، مذكرين بحجم السلاح بين أيدي قسد والمناطق التي تسيطر عليها في الشمال والشمال الشرقي لسوريا.
وكانت قسد التي تتخوف من هجمات تركية ضدها، أوضحت مرارا في السابق أنها لن تسلم سلاحها في الوقت الحالي، قبل توضح فكرة الحكم والدستور الجديد للبلاد، رغم أنها أكدت استعدادها للاندماج في الجيش، وفق بعض الشروط.
يشار إلى أن المكون الكردي السوري تعرض للعديد من الانتهاكات خلال حكم الأسد الابن والأب أيضاً (بشار وحافظ الأسد)، إذ منع تعليم اللغة الكردية في المدارس، وحظر عليه إلى حد بعيد التعيين في مناصب عليا أو المشاركة في مراكز القرار.
كما صعبت المركزية الخانقة العديد من العمليات الرسمية اليومية بالنسبة لشريحة واسعة من الأكراد والسوريين عامة.
لذا يطالب هذا المكون بالمشاركة في الحكم والتمثيل في الحكومة والجيش الجديد، فضلا عن إقرار اللامركزية، وإلغاء عبارة “العربية” من تسمية “الجهورية العربية السورية”.
——————————
مصير الجيش السوري ومهامه.. لقاء خاص مع العقيد عبد الجبار العكيدي
2025.01.21
استضاف تلفزيون سوريا المحلل العسكري والاستراتيجي العقيد عبد الجبار العكيدي، الذي تحدث من دمشق عن مستجدات المفاوضات بين إدارة دمشق و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مؤكداً أن الإدارة الجديدة تتبنى نهج الحوار والمفاوضات منذ انطلاق معركة “ردع العدوان”، بهدف تجنب الاقتتال وسفك الدماء، خاصة بين المدنيين.
وأوضح العكيدي أن المفاوضات مع قيادات قسد مستمرة لتجنب التصعيد العسكري، إلا أن الأخيرة ما زالت غير مستوعبة للواقع الجديد في سوريا، مشيراً إلى أن سقوط النظام وهروب بشار الأسد يعيدان تشكيل المشهد السوري، بحيث لا مجال لوجود سلاح خارج إطار الدولة.
قسد وشروطها.. تعقيدات وتحديات
وحول الشروط المطروحة من قسد، لفت العكيدي إلى مطالبها المتعلقة بتقاسم الثروات والنفط واحتفاظ مقاتليها بكتلة عسكرية داخل المؤسسة العسكرية السورية، مؤكداً أن هذه المطالب غير مقبولة في دولة تسعى لتحقيق الاستقرار. وأوضح أن دخول كتلة عسكرية بكيانها وتنظيمها إلى الجيش السوري يهدد الأمن والاستقرار، كما هو الحال مع “حزب الله” في لبنان و”الحشد الشعبي” في العراق.
وشدد العكيدي على أن إدماج العناصر من مختلف المكونات السورية، سواء كانوا عرباً أو أكراداً أو غيرهم، يجب أن يتم كأفراد ضمن الجيش السوري، وبما يتماشى مع هيكلة الدولة.
وأوضح أن قسد، بقياداتها ذات الأصول الأجنبية وأيديولوجيتها الانفصالية، لا تمثل الأكراد السوريين، بل تمثل فئة صغيرة منهم، في حين أن الأغلبية الساحقة من الأكراد السوريين هم وطنيون ومنخرطون في مؤسسات الدولة.
مفاوضات وتلويح بالعملية العسكرية
أشار العكيدي إلى أن المفاوضات بين إدارة دمشق وقسد تسير بالتوازي مع التلويح باستخدام القوة العسكرية كخيار أخير، موضحاً أن الإدارة الجديدة تستقدم تعزيزات عسكرية للضغط على قسد بهدف التوصل إلى حلول سلمية وتجنب التصعيد.
وأضاف أن القيادة السورية تأمل في حل الأزمة دون إراقة الدماء، مؤكداً أن المرحلة الحالية تتطلب وعي الجميع بأن سوريا أصبحت دولة مواطنة وقانون وعدل، لا مكان فيها للميليشيات أو السلاح الخارج عن سيطرة الدولة.
وأشار العكيدي إلى وجود تأثيرات إسرائيلية وإيرانية على قسد، بالإضافة إلى دعم بعض فلول النظام لها، مضيفاً أن بعض ضباط النظام السابقين لجؤوا إلى مناطق سيطرة قسد، مما يعقد المشهد السياسي والعسكري في سوريا.
وأكد أن تقاطع المصالح بين الأطراف المناهضة للثورة السورية، بما في ذلك إيران وإسرائيل وبقايا النظام، يجعل من تحقيق الاستقرار تحدياً كبيراً.
مستقبل الجيش السوري
وفيما يتعلق بتشكيل الجيش السوري الجديد، أوضح العكيدي أن أي جيش حديث يجب أن يمتلك خططاً دفاعية وهجومية على حد سواء، مع التركيز على حماية الوطن ومؤسساته.
وشدد على ضرورة استيعاب مقاتلي الثورة والضباط المنشقين، الذين يمتلكون خبرات ميدانية وعسكرية اكتسبوها خلال أكثر من عقد من الزمن، وأكد أن سوريا تمتلك 14 كلية عسكرية يمكن أن تستوعب هؤلاء المقاتلين وتعيد تأهيلهم عبر برامج تدريبية مكثفة.
ولفت إلى أهمية دمج الفصائل الثورية ضمن المؤسسة العسكرية بطريقة منظمة، بعيداً عن الأخطاء السابقة التي سمحت لفئات معينة بالسيطرة على الجيش، داعياً جميع الشباب الذين شاركوا في الثورة إلى الانخراط في الجيش الجديد ليكونوا حماة للوطن ومؤسساته، مما يضمن عدم عودة فلول النظام إلى السيطرة مجدداً.
وطرح العكيدي فكرة تطبيق نظام عسكري يعتمد على ألوية إقليمية، مثل لواء الشمال ولواء الجنوب، كحل لاستيعاب كل الفصائل وقادتها. وأوضح أن هذا النهج قد يساعد في تنظيم الجيش الجديد دون الإخلال بمركزية القيادة، مما يضمن قدرة أكبر على احتواء التحديات الراهنة وبناء جيش وطني موحد.
وشدد العكيدي على أهمية تغيير مفهوم الولاء داخل الجيش، بحيث يكون للوطن فقط، وليس لقادة الفصائل أو أي شخص آخر. وأكد أن بناء جيش وطني يتطلب إرادة حقيقية ووعياً متقدماً، وهو ما بدأ يظهر جلياً في أوساط الشعب السوري بعد سنوات من المعاناة والحرب.
كما أكد ضرورة احترام حقوق المقاتلين والقادة الذين أسهموا في إسقاط النظام، مع ضمان إدماجهم بشكل منظم داخل المؤسسة العسكرية.
وحول دور الجيش في المستقبل، أوضح العكيدي أن مهمته الأساسية ستكون حماية حدود الوطن ومؤسساته، بينما تُترك معالجة التمردات الداخلية أو التنظيمات الإرهابية للأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية. وأشار إلى أن دولة ديمقراطية يشارك فيها جميع السوريين ستقلل من احتمالات الانقلابات العسكرية أو التمردات، مع تركيز الجيش على مهامه الأساسية.
وتحدث العقيد العكيدي عن زيارته الأخيرة إلى دمشق وحمص، مشيراً إلى مشاعر مختلطة بين الفرح لرؤية الأمن والهدوء يعودان تدريجياً إلى بعض المناطق، والحزن العميق عند رؤية حجم الدمار، خاصة في داريا وحمص.
واختتم العكيدي حديثه برسالة للقيادات والشعب السوري بضرورة العمل بجد لضمان عدم تكرار الأخطاء السابقة، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تضافر الجهود لبناء دولة تحترم حقوق مواطنيها وتعتمد على جيش وطني قوي يعكس تطلعات الشعب السوري.
تلفزيون سوريا
—————————————
بين انفتاح وحذر وترقب.. مواقف الدول العربية من سوريا الجديدة/ إبراهيم العلبي
21/1/2025
لم تكن الدول العربية بمنأى عما جرى في سوريا من سقوط النظام وهروب الرئيس المخلوع بشار الأسد إلى روسيا، تتويجا لمعركة ردع العدوان التي بدأت من ريف حلب الغربي وصولا إلى دمشق بعد 11 يوما من انطلاقها.
وجاء سقوط الأسد ونظامه في وقت كانت فيه العديد من الدول العربية قد انخرطت في مسار لتطبيع العلاقات معه، كما جاء تسلم هيئة تحرير الشام -التي قادت الإطاحة بالنظام- وزعيمها أحمد الشرع السلطة مؤقتا، ليثير التوجس لدى هذه الدول.
في اليوم الأول من سقوط النظام السوري، سارعت السعودية وقطر إلى التعبير عن اهتمامهما وترحيبهما بالوضع الجديد، وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إن المملكة تعرب “عن ارتياحها للخطوات الإيجابية التي تم اتخاذها لتأمين سلامة الشعب السوري الشقيق وحقن الدماء والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها”.
أما وزارة الخارجية القطرية، فقد أكدت في بيان “متابعة الدوحة باهتمام بالغ تطورات الأوضاع في سوريا”، وجددت موقف قطر الداعي لإنهاء الأزمة السورية، بحسب قرارات الشرعية الدولية وقرار مجلس الأمن 2254، بما يحقق مصالح الشعب السوري.
كما أصدر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قرارا بإنشاء جسر جوي لإرسال مساعدات لتقديم الدعم للشعب السوري، وقالت الخارجية القطرية إن القرار “يأتي في إطار موقف دولة قطر الداعم لسوريا ووقوفها باستمرار إلى جانب الشعب السوري الشقيق”.
موقف موحّد في العقبة
وبعد أيام من التغيير في سوريا، اتخذت الدول العربية موقفا موحدا إزاءه في اجتماعات العقبة بالأردن التي جمعت وزراء خارجية دول مجموعة الاتصال العربية، وهي الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وشارك فيها وزراء خارجية قطر والإمارات والبحرين، ودول إقليمية وغربية.
ودعا البيان الختامي لاجتماعات العقبة -التي انعقدت في 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي- إلى مساندة الشعب السوري واحترام خياراته، والبدء بعملية انتقال سياسي شاملة وفقا للقرار الدولي 2254، وتوسيع دور الأمم المتحدة للإشراف على عملية الانتقال.
وفُسر هذا الموقف من قبل معلقين على أنه دعوة لفرض وصاية دولية على سوريا، وعرقلة عمل السلطات الجديدة.
ولكن بعد ذلك بأيام، أظهرت بعض الدول العربية نوعا من الانفتاح الدبلوماسي على الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، وأجرت اتصالات رفيعة المستوى، فيما اختارت دول أخرى إجراء اتصالات أكثر حذرا، مقرونة بتصريحات تعبّر عن هواجس بشأن الوضع الجديد في سوريا، فيما تأخرت دول بعيدة عن المشهد السوري عن الاتصال لبعض الوقت.
وفي مقدمة الدول العربية التي سارعت إلى إجراء اتصالات مع الإدارة السورية الجديدة جاءت قطر، التي كانت أول دولة تفتتح حملة الاتصالات الدبلوماسية المباشرة، تلتها السعودية التي كانت أول دولة تستقبل وفدا حكوميا سوريا إلى الخارج، والأردن التي أرسلت أول وزير خارجية عربي إلى دمشق، وتبعتها وفود رفيعة المستوى من البحرين والكويت وليبيا.
قطر
فقد استقبلت دمشق وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي في 23 ديسمبر/كانون الأول على رأس وفد في زيارة حملت دلالات رمزية، حيث وصل على متن أول طائرة تابعة للخطوط القطرية تهبط في مطار سوري بعد سقوط الأسد وبعد توقف دام 13 عاما. وخلال الزيارة، أعادت الدوحة فتح سفارتها في دمشق لأول مرة بعد إغلاقها في 2011.
وفي 5 يناير/كانون الثاني الجاري، استضافت الدوحة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في أول محطة له ضمن جولة إقليمية شملت الإمارات والأردن.
كما وصل رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، يوم الخميس الماضي، إلى دمشق في زيارة “تأتي تأكيدا على موقف دولة قطر الثابت في دعم الأشقاء في سوريا”، وفقا للمتحدث باسم الخارجية القطرية.
السعودية
وفضلت السعودية البدء باتصالاتها الدبلوماسية مع القيادة السورية الجديدة عبر وفد برئاسة مستشار في الديوان الملكي، دون الإفصاح عن اسمه، حيث زار دمشق في 23 ديسمبر/كانون الأول والتقى الشرع.
واستجابة لدعوة رسمية من المملكة، أجرى الشيباني في 3 يناير/كانون الثاني الجاري زيارة على رأس وفد حكومي رفيع، ضم وزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات إلى السعودية، في أول زيارة خارجية لوفد حكومي سوري منذ سقوط الأسد.
والتقى أعضاء الوفد السوري بنظرائهم السعوديين، في تحرك رأى فيه مراقبون رغبة متبادلة في التقارب والانفتاح بين الطرفين.
الأردن
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بدوره يعد أول وزير خارجية عربي يزور دمشق منذ سقوط الأسد.
وعبّر الصفدي خلال زيارته في 23 ديسمبر/كانون الأول عن دعم بلاده للشعب السوري في المرحلة الانتقالية، ليصل إلى مرحلة مستقبلية يكون فيها نظاما سياسيا جديدا يبنيه السوريون، ويحمي حقوق كل السوريين. وقال الوزير الأردني إنه اتفق مع أحمد الشرع على التعاون في مكافحة تهريب المخدرات والأسلحة من سوريا إلى الأردن.
الكويت
وفي 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي، تلقى وزير الخارجية السوري الجديد اتصالا هاتفيا من نظيره الكويتي عبد الله علي اليحيا، مؤكدا دعم بلاده للخطوات التي اتخذتها حكومة دمشق الجديدة، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا). وأبدى اليحيا استعداد الكويت للتعاون بما يخدم مصالح البلدين، ويصب في استقرار سوريا.
وأجرى الوزير الكويتي رفقة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، في 30 ديسمبر/كانون الأول، زيارة لدمشق، حيث التقيا بقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني ورئيس جهاز الاستخبارات أنس خطاب.
ليبيا
ولم تكن ليبيا بمعزل عن الحراك الدبلوماسي العربي تجاه دمشق، حيث تلقّى وزير الخارجية السوري اتصالا هاتفيا في 25 ديسمبر/كانون الأول من وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية الليبي وليد اللافي، نقل الأخير خلالها رسالة من رئيس حكومة الوحدة الوطنية، أكد فيها “موقف ليبيا الثابت” في دعم الشعب السوري والحكومة السورية الجديدة.
وأكد اللافي أهمية التنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والتحولات الراهنة بما يخدم المصالح المشتركة ويسهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة. وفي 28 من الشهر ذاته، زار اللافي على رأس وفد ليبي رفيع دمشق والتقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.
البحرين
وكان ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، سباقا إلى إرسال رسالة موجهة بشكل مباشر لقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع عبر سفارة المنامة في دمشق يوم 13 ديسمبر/كانون الأول، أعلن فيها استعداده للتشاور وتقديم الدعم لسوريا، فيما تدرّجت المنامة في خطوات الاتصال الدبلوماسي مع الإدارة الجديدة.
ففي 25 من الشهر نفسه، تلقى الشيباني اتصالا هاتفيا من نظيره البحريني عبد اللطيف الزياني الذي أثنى على خطوات القيادة السورية الجديدة، بحسب “سانا”. وزار وفد رفيع المستوى برئاسة رئيس جهاز الأمن الإستراتيجي الشيخ أحمد بن عبد العزيز آل خليفة دمشق في 28 ديسمبر/كانون الأول.
وفي زيارة أخرى، استقبل أحمد الشرع ووزير الخارجية الشيباني في 8 يناير/كانون الثاني الجاري وفدا من البحرين برئاسة عبد اللطيف الزياني.
اتصالات حذرة
في المقابل، لم تُخفِ بعض الدول العربية مخاوفها بشأن الوضع الجديد في سوريا، وهي مصر والعراق والإمارات ولبنان، وإن كان لكل منها مخاوفها الخاصة.
وفي حين استمرت بعض هذه الدول، مثل مصر والعراق في المحافظة على مسافة من الإدارة السورية الجديدة رغم الاتصالات المباشرة، بادر البعض الآخر، مثل الإمارات ولبنان في إبداء المزيد من الانفتاح على الوضع السوري الجديد.
الإمارات
في أول تعليق للإمارات على سقوط الأسد، قال المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش -بالتزامن مع فرار الأسد إلى روسيا- إن سوريا ليست في مأمن بعد، وإن وجود التشدد والإرهاب لا يزال مصدرا أساسيا للقلق.
وفي اليوم التالي، دعت الإمارات، في بيان لوزارة الخارجية، الأطراف السورية إلى تغليب الحكمة للخروج بما يلبي طموحات السوريين بكافة أطيافهم، وشددت على ضرورة حماية الدولة الوطنية السورية بكافة مؤسساتها، وعدم الانزلاق نحو الفوضى.
وبالتزامن مع وصول وفود عربية إلى دمشق في 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أجرى وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان اتصالا هاتفيا بنظيره السوري، ناقشا خلاله “تعزيز العلاقات الأخوية الوطيدة بين البلدين والشعبين الشقيقين”، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام). وفي محطته الثانية بجولته الإقليمية، زار الشيباني أبو ظبي والتقى نظيره الإماراتي.
مصر
وفي أول اتصال مباشر بين الجانبين، تلقى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني اتصالا من نظيره المصري بدر عبد العاطي في 31 ديسمبر/كانون الأول، أكد الأخير خلاله وقوف مصر بشكل كامل مع الشعب السوري ودعم تطلعاته المشروعة، داعيا كافة الأطراف السورية إلى إعلاء المصلحة الوطنية.
وشدد المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية أن الوزير عبد العاطي أكد كذلك على أهمية أن تتبنى العملية السياسية مقاربة شاملة وجامعة لكافة القوى الوطنية السورية، تعكس التنوع المجتمعي والديني والطائفي والعرقي داخل سوريا.
ولم ترسل مصر حتى الآن وفدا دبلوماسيا للقاء الإدارة السورية الجديدة، كما لم تستقبل وفدا سوريا في المقابل.
العراق
في تعليقها الأول على التغيير في سوريا، شددت حكومة بغداد على “ضرورة احترام الإرادة الحرّة” للسوريين، والحفاظ على وحدة أراضي سوريا. وذكر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن “ثمة حالة من القلق من طبيعة الوضع في الداخل السوري”، داعيا السلطات الجديدة إلى أن “تعطي ضمانات ومؤشرات إيجابية حول إعدادها عملية سياسية لا تقصي أحدا”.
وأوفد السوداني في 26 ديسمبر/كانون الأول رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري على رأس وفد إلى دمشق، ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن “مصدر رفيع” في بغداد، أن الإدارة السورية أبدت تفهما لمطالب العراق ومخاوفه.
وأجرى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين اتصالا هاتفيا مع الشيباني، أكد خلاله أن “استقرار وأمن البلدين مترابطان”، وأعرب عن تقديره لجهود الجانب السوري في حماية البعثة العراقية.
لبنان
بعد سقوط النظام السوري، عرف لبنان مرحلتين من التعامل مع الوضع الجديد في سوريا، فبينما ظلت الحكومة اللبنانية بمنأى عن الاتصال بالإدارة السورية الجديدة، بادر الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط على رأس وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي إلى زيارة دمشق وعقد لقاء مع الشرع في 22 ديسمبر/كانون الأول.
وبعد يومين، أجرى وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب اتصالا هاتفيا بنظيره السوري، أكد خلاله وقوف بيروت مع الحكومة السورية الجديدة، واتفق الجانبان على تكثيف الجهود لتعزيز استقرار المنطقة.
وفي 11 يناير/كانون الثاني الجاري، استقبل قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بعد أيام من اتصال هاتفي بين الشرع وميقاتي، إثر إشكال حدودي.
ورغم الاتصالات المباشرة الرفيعة بين الجانبين، ظل الترقب والقلق سيد الموقف لدى بعض مكونات الحكومة اللبنانية القريبة من حزب الله، ومع انتخاب البرلمان اللبناني لقائد الجيش جوزيف عون رئيسا للجمهورية، بعد فراغ دام أكثر من عامين، اكتسبت العلاقات السورية اللبنانية زخما، مع تحول حزب الله وحلفائه إلى صفوف المعارضة، وتكليف عون لنواف سلام المقرب من آل الحريري بتشكيل حكومة جديدة.
واعتبر عون في خطاب القسم عقب أدائه اليمين الدستورية في 9 يناير/كانون الثاني أن ثمة “فرصة تاريخية لبدء حوار جدي وندي مع الدولة السورية لمعالجة كافة المسائل العالقة معها”. وفي اليوم التالي، هنأ قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع عون في اتصال هاتفي.
اتصالات متأخرة
وبحلول نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي وبداية يناير/كانون الثاني الجاري، أجرى وزراء خارجية كل من سلطة عمان واليمن والسودان والمغرب اتصالات هاتفية هي الأولى من نوعها لبلادهم بوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.
وأكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، في اتصاله، دعم بلاده للشعب السوري وتأييده لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، مشددا على “القواسم المشتركة بين البلدين وضرورة تعزيز العلاقات الدبلوماسية بما يخدم مصالح الدولتين”.
من جهته، أكد وزير الخارجية اليمني شايع الزنداني “موقف القيادة السياسية والحكومة اليمنية إلى جانب الأشقاء في سوريا”، مشيرا إلى “وقوف الحكومة اليمنية إلى جانب الحكومة السورية الجديدة، وتهانيها للشعب السوري بمناسبة انتصاره”.
وبارك وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف للشعب السوري انتصاره، مؤكدا “دعم السودان للشعب السوري الشقيق بما يحقق الأمن والاستقرار والسلم”، وأكد على “توسيع العلاقات بين البلدين وزيادة التعاون”.
كما أكد وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد البوسعيدي، في اتصال هاتفي مع نظيره السوري، موقف بلاده “الثابت والداعم لاحترام إرادة الشعب السوري”، مؤكدا عمق “الروابط والعلاقات التاريخية المتينة بين الشعبين العُماني والسوري”.
وأتبعت عُمان الاتصال بزيارة لوفد يرأسه الشيخ عبد العزيز الهنائي المبعوث الخاص لسلطان سلطنة عمان إلى دمشق في 11 يناير/كانون الثاني الجاري.
ولم ترد أخبار عن إجراء أي من الجزائر أو تونس أو موريتانيا أيَّ اتصال بالإدارة السورية الجديدة.
المصدر : الجزيرة
——————————
مقاتلو العشائر يسيطرون على مواقع لقوات “قسد” شرق دير الزور/ محمد كركص
20 يناير 2025
سيطر مقاتلو العشائر العربية، مساء اليوم الاثنين، على بلدات في بادية الجزيرة بريف دير الزور الشرقي، شرقي سورية، بعد هجوم نفذوه على مواقع عسكرية تابعة لقوات “سوريا الديمقراطية” (قسد)، وسط توتر يسود المنطقة. وقال الناشط وسام العكيدي، من ريف محافظة دير الزور، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن مقاتلي العشائر العربية تمكنوا، مساء اليوم، من السيطرة على بلدات ذيبان، الزر، والطيانة بريف دير الزور الشرقي، بعد هجوم استهدف مواقع قوات “قسد” الواقعة على سرير نهر الفرات في بادية الجزيرة. وأكد العكيدي أن قوات “قسد” دفعت بتعزيزات عسكرية إلى ريف دير الزور الشرقي بعد فقدان السيطرة عليه، موضحاً أن هذه التعزيزات شملت أسلحة ثقيلة وطائرات مسيّرة، وسط حالة من التوتر الأمني تشهدها المنطقة.
وأضاف أن ستة مدنيين أصيبوا بجروح متفاوتة نتيجة إطلاق نار عشوائي في بلدة ذيبان، وسط تخوف الأهالي من قصف قد تشنه قوات “قسد” لاستعادة السيطرة على البلدة. وأشار العكيدي إلى تحليق مكثف للطيران الحربي الأميركي، العامل تحت مظلة قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، فوق باديتي القورية والعشارة ضمن بادية الشامية بريف دير الزور الشرقي، إلى جانب طائرات استطلاع أميركية.
مقاتلون من العشائر العربية شرق سورية (رامي السيد/Getty)
وفي سياق متصل، أرسلت إدارة العمليات العسكرية وجهاز الأمن التابع لوزارة الداخلية في الحكومة السورية الجديدة تعزيزات عسكرية وأمنية إلى منطقة معدان على الحدود الإدارية لمحافظتي دير الزور والرقة، شرقي وشمال شرقي سورية. وفي غضون ذلك، استهدفت طائرة مسيّرة تركية، مساء اليوم، موقعين عسكريين لقوات “قسد” في معسكر “كبكا” بريف الدرباسية الجنوبي، شمال شرقي سورية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات المستهدفة.
من جهة أخرى، قالت مصادر من الجيش الوطني السوري، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن فصائل الجيش العاملة ضمن غرفة عمليات “فجر الحرية” أسقطت طائرة استطلاع إيرانية الصنع أطلقتها قوات “قسد” على محاور سد تشرين، بهدف استهداف مواقع الجيش الوطني على جبهات القتال. كما استهدفت فصائل الجيش الوطني مواقع عسكرية لـ”قسد”، اليوم الاثنين، بالمدفعية الثقيلة والصواريخ جنوب مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي، شمالي سورية.
—————————-
الشرع: ترامب قادر على تحقيق السلام في الشرق الأوسط
دبي- العربية.نت
21 يناير ,2025
فيما لا يزال الغموض يلف موقف الإدارة الأميركية الجديدة تجاه سوريا بعد سقوط الرئيس السابق بشار الأسد، وجه القيادي السوري أحمد الشرع، الذي بات بمثابة الحاكم الفعلي لسوريا في الوقت الحالي، تهنئة لتنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وأعرب الشرع في بيان مساء أمس الاثنين عن ثقته في أن ترامب هو الزعيم القادر على تحقيق السلام في الشرق الأوسط، واستعادة الاستقرار بالمنطقة.
تحسين العلاقات
كما أكد أن دمشق تتطلع إلى تحسين العلاقات مع واشنطن بناء على الحوار والتفاهم.
كذلك أضاف قائلا: “لدينا ثقة في أنه مع هذه الإدارة، سوف تنتهز الولايات المتحدة وسوريا الفرصة لإقامة شراكة تعكس طموحات البلدين”.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن رفضت رفع العقوبات عن “هيئة تحرير الشام” التي يتزعمها الشرع أو على بعض القطاعات في سوريا، إلا أنها خففت جزءا من القيود، تاركة مسألة “رفعها بشكل تام” لإدارة ترامب.
فيما اعتبر ترامب سابقا أن ما يجري في سوريا لا يعني بلاده، إذ قال بعيد سقوط الأسد، “هذه حربهم وليست حربنا”.
كما رأى آنذاك أن من بات يتحكم بالمشهد السوري هي تركيا، معتبرا أن مقاتليها هم الذين باتوا يسيطرون على البلاد.
هذا، وكان ترامب من المتحمسين خلال ولايته الأولى في البيت الأبيض إلى سحب القوات الأميركية من الأراضي السورية، إلا أنه عدل عن ذلك لاحقا.
وحالياً لا يزال يتواجد ما يقارب ألفي جندي أميركي، أي أكثر من ضعف العدد الذي كانت الولايات المتحدة اعترفت به علنا في السابق وهو 900 جندي، حسب ما كشف البنتاغون في ديسمبر 2024.
يذكر أن اترامب كان أكد أكثر من مرة خلال حملاته الانتخابية أنه يسعى إلى إنهاء الحروب حول العالم لاسيما في الشرق الأوسط وتحديداً غزة، فضلا عن الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
إلا أنه كان أول رئيس أميركي في الوقت عينه يزعم أحقية إسرائيل في احتلال مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
—————————
وزير سوري: النظام المخلوع احتكر النفط لنفسه ونسعى لخلق بيئة تنافسية
تصريحات وزير النفط غياث دياب لوكالة الأنباء السورية “سانا”..
Laith Al-jna
ليث الجنيدي / الأناضول
قال وزير النفط السوري غياث دياب، الاثنين، إن نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد احتكر قطاع النفط لنفسه، مشيرا إلى إصدار مناقصات لاستجرار النفط وخلق بيئة تنافسية.
وفي تصريح لوكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، قال دياب: “أصدرنا مناقصات علنية لاستجرار النفط ومشتقاته، لتحقيق الكفاءة في الاستيراد وخلق بيئة تنافسية في سوريا”.
وأضاف: “نسعى لجعل قطاع النفط في سوريا يتحلى بالكثير من الشفافية ويكسب ثقة الجميع، بخلاف زمن النظام المخلوع الذي احتكره لنفسه”.
وفي عام 2010 مثل النفط خُمس الناتج المحلي الإجمالي لسوريا، ونصف صادراتها، وأكثر من نصف إيرادات الدولة، وكانت الدولة تنتج 390 ألف برميل نفط يوميا، قبل أن يتراجع في 2023 إلى 40 ألف برميل يوميا.
ويستخرج النفط السوري من منطقتين رئيسيتين، الشمال الشرقي خاصة في الحسكة، والشرق الممتد على طول نهر الفرات حتى الحدود العراقية قرب دير الزور، مع وجود حقول صغيرة جنوبي الرقة، بينما تتركز الموارد الغازية في المناطق الممتدة حتى تدمر وسط البلاد.
وتسعى حكومة تصريف الأعمال إلى تنفيذ العديد من الخطوات الإصلاحية في إدارات ومؤسسات الدولة المختلفة، بهدف إعادة هيكلتها وتطويرها بما يناسب تطلعاتها في إعادة بناء الدولة، بعد إسقاط نظام بشار الأسد.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري بسطت الفصائل السورية سيطرتها على العاصمة دمشق، لينتهي بذلك 61 عاما من حكم نظام حزب البعث الدموي و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وفي اليوم التالي، أعلن قائدة الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير رئيس الحكومة، التي كانت تدير إدلب (شمال غرب) منذ سنوات، بتشكيل حكومة سورية جديدة لإدارة مرحلة انتقالية.
—————————
«الشرق الأوسط» تستطلع عمل دوريات أهلية وسط دمشق لحين عودة الشرطة
مفتش اللغة الفرنسية يقود 100 متطوع في «حي الميدان» الدمشقي
دمشق: كمال شيخو
20 يناير 2025 م
بلباس مدني وأسلحة خفيفة ومجموعات من متطوعين نظموا لجاناً أمنية، قرر مفتش اللغة الفرنسية مروان هندية، ومجموعة من شبان حي الميدان أحد أعرق أحياء العاصمة دمشق، تشكيل لجنة أمنية والخروج في نوبات حراسة، في وقت لا تزال فيه سلطات الإدارة السورية الجديدة؛ تنظّم نفسها بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد.
عند مدخل سوق الجزماتية التجارية المعروفة وأزقة منطقة الغواص، أحد معالم حي الميدان مروراً بسوق أبو حبل، امتداداً إلى جسر المتحلق الجنوبي، يحرس هؤلاء المتطوعون في دوريات راجلة الممتلكات الخاصة والمحال التجارية والمطاعم المنتشرة بكثرة في الحي القديم، من السرقات والاعتداءات التي انتشرت ظاهرتها بعد سقوط الأسد.
وبحسب المفتش الهنداوي، تنسق اللجان عملها بالتعاون مع «إدارة العمليات العسكرية»، وتأخذ تعليماتها من «إدارة العمليات العسكرية» التي تقدّم لهم السلاح الفردي وتغطي عملهم أمنياً بشكل مؤقت، ريثما تعود الضابطة العدلية ونقاط الشرطة لمهامها الأمنية.
في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، يوضح موجه اللغة الفرنسية ومفتشها في مدارس الميدان، مروان هندية، كيف بدأت هذه المجموعات بالخروج في الشوارع والأحياء العامة بالميدان وغيرها من أحياء دمشق: «بعد ليلة السقوط (هروب بشار الأسد) في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024، قررنا حماية ممتلكات الأهالي والمحلات والمطاعم منعاً للسرقات والتعديات، وحفاظاً على الأمن العام والسلم المجتمعي».
تخرج هذه المجموعات بشكل تطوعي في المساء، بدءاً من الساعة الثامنة حتى السادسة صباحاً، وتكون على شكل دوريات راجلة تتنقل في أكثر من نقطة وتغطي مساحة جغرافية محددة لتحركاتها. يقول هندية: «نحن رديف أمني للجنة تنظيم الحي، وعددنا أكثر من 100 متطوع من شبان حي الميدان».
وبحسب هذا المدرس الذي قضى نحو 40 عاماً في خدمة مدارس دمشق، تتشكل المجموعات من أطباء ومحامين وطلبة جامعات ومدرسين وعمال، ليزيد: «الميزة أننا من أبناء الميدان، والشيخ عبد الحليم أبو شعر، أحد وجهاء الحي، يشرف علينا ويساعدنا في التعرف على أي شخص غريب منعاً لوقوع حوادث تخيف سكان الحي».
تنحصر مهمة هذه اللجنة في صد أي اعتداء أو سرقة محتملة على الممتلكات والأفراد، بسبب النقص الكبير لدى قوات الأمن والشرطة بعد تسلم إدارة العمليات العسكرية حكم البلاد منذ سقوط النظام في 8 ديسمبر العام الماضي، وكثير من هؤلاء الشبان والمتطوعون يمتلك خبرة في حمل السلاح، وبعضهم خضع لتدريبات سريعة تحت إشراف السلطة الجديدة، وهناك قسم آخر خدم في الجيش سابقاً بحكم التجنيد الإجباري.
ولفت المفتش إلى أن السرقات والتجاوزات خفَّت بشكل عام، بعد القبض على بعض المشتبهين وتسليمهم إلى اللجان الأمنية التابعة للسلطات السورية «والتي بدورها تحيلهم للمحاكم والسجون».
تجدر الإشارة إلى أن عمل هؤلاء المتطوعين لا يقتصر على حماية الأحياء في ساعات المساء، فقد انخرط بعضهم مع شرطة المرور لتنظيم حركة السير، وآخرون يتناوبون في أقسام الإطفائية وإدارة المدارس ومجالس البلدية. وينظر أهالي الميدان لعمل هذه اللجان بـ«إيجابية كبيرة»، كما يقول مروان وهو طالب في السنة الثالثة بكلية الصيدلة وأحد أعضاء اللجان. ويؤكد على بديهة أن كل إنسان عليه دور وواجب في مجتمعه المحلي وتجاه مؤسسات الدولة، «لا يجب أن يتوانى المواطن إذا كان قادراً على تقديم المساعدة لمجتمعه، حقيقة نعيش فرحة النصر والخلاص من نظام الأسد، وأضعف الإيمان حماية أحيائنا وأهلنا وتسيير شؤوننا حتى تفعّل مؤسسات السلطة الجديدة».
فتح الانتساب لصفوف الشرطة
يتجوّل صاحب «فرن الغواص» هشام مروة (57 عاماً) مع صديق له يدعى محيي الدين، في الأزقة الضيقة، وهما في حالة ارتياح وطمأنينة يلقيان السلام على عناصر الدورية التي عمدت إلى إخفاء السلاح الخفيف بين ملابسها، حفاظاً على السلم الأهالي وعدم إقلاق المدنيين منه.
ونقل مروة وصديقه أنهما متجاوبان مع أي نداء من هذه اللجان، منعاً لوقوع السرقات التي تستهدف المنازل والمحال والمطاعم، موضحاً: «نحن بحاجة لهم في هذا الوقت، وعلينا أن نقف يداً واحدة منعاً لوقوع المشاكل والحوادث، وحتى لا تنتشر الفوضى، لذلك نحرص على نجاح هذه اللجان ونتعاون معها».
أما فؤاد حماصنة وهو مختار حي ميدان وسطاني منذ عام 1998، فيروي كيف خلع مئات الجنود وعناصر الشرطة بزاتهم العسكرية ورموا أسلحتهم، بعد أن علموا بهروب بشار الأسد وقيادات كبيرة في البلاد ديسمبر الماضي، تاركين وراءهم سياراتهم ودراجاتهم النارية وخلت البلاد لأيام من أي حواجز أمنية أو نقاط تفتيش، ما دفع كثيراً من أبناء حي الميدان وباقي أحياء العاصمة دمشق، إلى الانتشار في أحيائهم بشكل عفوي لحمايتها.
وقال حماصنة في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «عبر تسيير الدوريات الليلية الراجلة في المواقع السكنية والشوارع التجارية، جرى الحد من وقوع الجرائم، لحين عودة رجال الشرطة وعمل المخفر». ونوه بأن عدد المتطوعين لا يكفي مقارنةً مع مساحة هذا الحي الكبير: «لكننا مستمرون في عملنا رغم الضغوط، وكثير من الشبان يتناوب في قسم الحراسة وقسم المرور وتنظيم البلدية بالوقت نفسه، ريثما نصل إلى العدد المطلوب لتحقيق الأمن والأمان».
تجدر الإشارة إلى أنه بالإضافة إلى لجان الحماية المحلية لهذه الأحياء الدمشقية، ينتشر بشكل محدود عدد من عناصر الشرطة التابعين للحكومة السورية الجديدة في نقاط رئيسية بشوارع دمشق، إضافة إلى عناصر شرطة المرور وعناصر إدارة العمليات العسكرية، لسد الفراغ الأمني الكبير.
وأعلنت وزارة الداخلية مؤخراً فتح باب التسجيل والانتساب ضمن صفوف الشرطة والالتحاق بكلية الشرطة، لإعادة بناء جهاز الضابطة العدلية والمخافر.
—————————
مصر توسّع إطار قطيعتها مع الإدارة السورية الجديدة/ العربي الجديد
21 يناير 2025
“لا يمكن القبول بأن من يحمل السلاح فقط هو الذي يفرض كلمته في سورية”، بهذا التصريح أرسل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي رسالة تحمل أبعاداً سياسية متعددة، ومع ذلك، يثير هذا التصريح تساؤلات حول مدى اتساقه مع الواقع الحالي في سورية، في وجود الإدارة السورية الجديدة التي بدأت تحظى باعتراف ودعم دوليين واسعين. ويفتح هذا الموقف باباً لتحليل أعمق للتغير التدريجي في الموقف المصري الرسمي تجاه الأزمة السورية، ففي تصريح آخر له، أكد عبد العاطي أن مصر تدعم “الحل السياسي الذي يضمن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومؤسساتها”، كما أضاف في مناسبة أخرى أن “مصر ترفض أي محاولة لإيواء أو دعم عناصر إرهابية على الأراضي السورية”، مما يعكس مخاوف مصرية في هذا الإطار. انطلاقاً من هذه المواقف السلبية الثلاثة من قبل القاهرة تجاه الإدارة السورية الجديدة في دمشق، يمكن فهم عدم زيارة أي مسؤول مصري رفيع المستوى سورية حتى الآن، هي التي زارها مسؤولون من كل العالم، والتي كانت في أحد الأيام تشكل دولة واحدة مع مصر (بين عامي 1958 و1961)، فإذ بهذه الأخيرة تقاطعها بعد مرور أكثر من شهر ونصف الشهر من سقوط نظام بشار الأسد.
خلافات مصر مع الإدارة السورية الجديدة
في السياق، أفادت مصادر دبلوماسية مصرية لـ”العربي الجديد” بأن هناك خلافات لا تزال قائمة مع الإدارة السورية الجديدة ولم تحصل القاهرة على ردود واضحة بخصوص تقارير تشير إلى وجود معسكرات في إدلب، يتدرب بها مقاتلون مصريون، بالإضافة إلى تساؤلات حول تولي مصريين مواقع قيادية في الجيش السوري، هذه القضايا الحساسة تظل حجر عثرة أمام تقدم العلاقات بين الطرفين. ويظل الموقف المصري تجاه سورية الجديدة غامضاً وغير محدد المعالم، فعلى الرغم من العلاقات التاريخية بين البلدين، فإن القاهرة لم تعلن موقفاً واضحاً تجاه الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، وهو ما يثير تساؤلات حول طبيعة الدور المصري في مستقبل سورية. وذكرت مصادر لـ”العربي الجديد”، أن القاهرة أرجأت زيارة كانت مقررة لوزير خارجيتها بدر عبد العاطي إلى دمشق، وهذا التأجيل جاء نتيجة رغبة القاهرة في رصد مواقف دول في المنطقة، قبل اتخاذ أي خطوة دبلوماسية مباشرة.
ويعكس الموقف المصري الحالي حالة من الترقب الحذر، فالقاهرة تدرك أن التحولات في سورية لن تؤثر فقط على المشهد الداخلي هناك، بل ستعيد رسم خرائط النفوذ الإقليمي. وفي هذا السياق، يبدو أن مصر تفضل الانتظار حتى تتضح مواقف اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، مثل السعودية والإمارات، قبل الإعلان عن خطوتها المقبلة. لكن التأخر في اتخاذ موقف واضح “قد يضعف الدور المصري في تشكيل مستقبل سورية” حسب ما يقوله خبراء. ففي الوقت الذي تسارع فيه دول أخرى إلى بناء علاقات مع القيادة السورية الجديدة، قد تجد القاهرة نفسها خارج دائرة التأثير الفعلي إذا استمر التردد في التحرك.
جهود مصرية في سورية
ويأتي التغير في الموقف المصري ضمن سياق إقليمي يشهد تحولات جذرية، إذ إن التقارب السعودي ـ الإيراني، على سبيل المثال، يقلل من حدة الاستقطاب الإقليمي الذي كان يؤثر بشكل مباشر على الأزمة السورية، وبالإضافة إلى ذلك، فإن انخفاض مستوى العمليات العسكرية في سورية يتيح الفرصة للحلول السياسية، ما يدفع دول المنطقة إلى تبني مواقف أكثر براغماتية. كما أن الضغوط الاقتصادية التي تواجهها دول المنطقة تُشجع على التعاون بدلاً من الصراع، مع التركيز على إعادة الاستقرار. وحسب مراقبين فمن المرجح أن تستمر مصر في لعب دور محوري في الملف السوري عبر الوساطة والدبلوماسية، خصوصاً مع دعمها لعودة سورية إلى محيطها العربي. لكن يبقى نجاح هذه الجهود مرهوناً بمدى استعداد الأطراف السورية، داخلياً وخارجياً، للتفاعل مع هذه الديناميات الجديدة.
في السياق أشار أستاذ علم الاجتماع السياسي محمد سيد أحمد، في تصريح لـ”العربي الجديد”، إلى أن الاتصالات المصرية مع الإدارة السورية الجديدة لا تعكس تغييراً جوهرياً في الموقف المصري، لكنها تهدف إلى استكشاف الأوضاع وفتح قنوات حوار من دون المساس بالثوابت المصرية. وأضاف أن “موقف مصر يستند إلى دعم وحدة الأراضي السورية، ووحدة الدولة والشعب السوري، مع احترام حق السوريين في اختيار قياداتهم ومستقبلهم”. كما أوضح سيد أحمد أن الضغوط الدولية، التي تمارسها أطراف كبرى مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، تلعب دوراً في تشكيل المشهد السوري الجديد. ومع ذلك، شدد على أهمية أن تبقى مصر متمسكة بمبادئها الثابتة، معتبراً أن “التعامل مع حكومة ذات طبيعة إرهابية لن يخدم مصالح الشعبين المصري أو السوري، ولن يسهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي”.
————————————
سورية… مخاوف من التضخم رغم وفرة المعروض
تحديث 22 كانون الثاني 2025
يحذر اقتصاديون سوريون من ارتفاع نسبة التضخم “إن رفعت الحكومة الانتقالية الأجور 400%”، ما ينعكس سلباً على المستهلكين جراء الارتفاع المتوقع لأسعار السلع والمنتجات في السوق المحلية.
وكانت بيانات مصرف سورية المركزي، قد كشفت، أول من أمس، أن نسبة التضخم سجلت مستويات مرتفعة جداً خلال الأعوام السابقة حتى نهاية عام 2024. وأكد المصرف المركزي أن معدل التضخم خلال الفترة من ديسمبر/ كانون الأول 2023 وحتى نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 وصل إلى 67.4%، وترتفع هذه النسبة عن مثيلاتها في كل من لبنان وتركيا، والتي بلغت 54.4% و60.3% على التوالي خلال ذات الفترة.
في المقابل بلغ معدل التضخم السنوي لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني، 28.8%، وهو أدنى من المعدل المسجل للفترة نفسها من عام 2023، والبالغ 146.9%، وسط تراجع في الطلب المحلي بسبب انخفاض الدخل وارتفاع الأسعار بشكل كبير.
ويقول الاقتصادي السوري، عبد القادر صبرا لـ”العربي الجديد” إن زيادة الأجور ستزيد من كتلة النقود بالعملة السورية بالسوق، ما يزيد احتمال تراجع سعر صرف الليرة أمام الدولار، بعد أن “التقطت الليرة أنفاسها بعد سقوط نظام الأسد”، مشيراً إلى أن سعر صرف العملة السورية تحسنت من نحو 14 ألف ليرة مقابل الدولار إلى نحو 12 ألف ليرة حالياً.
وحول الحلول في تحسين الأجور ومعيشة المواطنين، يضيف رئيس غرفة الملاحة البحرية السورية السابق أن زيادة الأجور “ضرورية جداً” لأن أكثر من 90% من السوريين تحت خط الفقر، ففي حين لا تصل الأجور إلى 30 دولاراً، تزيد المصاريف عن 300 دولار “بالحد الأدنى” ولكن يجب أن تأتي الزيادة على مراحل وتهيئة السوق مع إيجاد طرق لمراقبة الأسعار “لكي يستفيد المستهلك من الزيادة ولا تنعكس سلباً”.
ويشير صبرا إلى طرق أخرى يراها تنعكس على معيشة السوريين، مثل تخفيض الرسوم الجمركية الذي حدث أخيراً وكسر الأسعار بنحو 50%، وضرورة تفعيل القطاع الإنتاجي.
ويلفت الاقتصادي السوري، مسلم طالاس، إلى أن ضخ عملة من خزائن البنك المركزي في السوق لتمويل زيادة الأجور، سواء طبعت حديثاً أو منذ فترة سابقة، مع عدم دوران عجلة الإنتاج بشكل مناسب، سيسبب التضخم وتآكل أكبر للقوة الشرائية لليرة، ومن ثم تأكل الزيادة.
تراجع الأسعار في سورية “وأما إن مولت دولة قطر الزيادة فعلاً، فإن هذا يعني أن عرض العملة الأجنبية (أي طلب مماثل على الليرة السورية) سيزداد بمقدار زيادة الرواتب. أي إن عرض العملة المحلية من قبل البنك المركزي من أجل تمويل زيادة الرواتب سيتم امتصاصه بواسطة الطلب الناتج عن عرض العملة الأجنبية، وهذا يعني تعقيم أثرها والحفاظ على القوة الشرائية لليرة وجعل زيادة الرواتب حقيقية”، بحسب طالاس.
وشهدت أسعار السلع والمنتجات بالأسواق السورية انخفاضاً قدره الاقتصادي السوري، قاسم الشريف، بين 40 و50% منذ خفضت الإدارة الجديدة الرسوم الجمركية، الأسبوع الماضي، ووحدتها بين جميع المعابر السورية، كاشفاً لـ”العربي الجديد” عن نقاشات لتخفيض الرسوم على بعض السلع والمنتجات الأساسية للمستهلك.
ويرى الشريف أن ما تعانيه الأسواق السورية من تذبذب، سواء بسعر الصرف أو أسعار المنتجات، هو أمر طبيعي وارتدادات منطقية مرتبطة بالتبدلات السياسية. ويكشف الاقتصادي السوري أن سورية اليوم، مفتوحة على الأسواق المجاورة وتدخل أسواقها سلع ومنتجات كثيرة، عدا الدول التي منعت الحكومة الانتقالية الاستيراد منها “إيران، وروسيا وإسرائيل”.
ولكن، تبقى آثار قرارات النظام المخلوع، من هدم البنى الاقتصادية وتجويع السوريين، ماثلة على الأسواق، بحسب الشريف.
——————————-
قواعد جديدة جيوسياسيّة في العالم
المحلل العسكري
20 يناير 2025
يقول الخبراء إن مبدأ المعادلة الصفريّة (Zero Sum) برز مع الثورة الزراعيّة منذ أكثر من 15 ألف سنة مضت. في هذه الثورة، كانت الأرض مصدر الثروة؛ السلطة والحياة. وعليه، كانت حرب الاجتياحات، ليربح فريق أرضاً إضافيّة، ويخسر الأضعف أرضه. مع الثورة الصناعيّة، كان الإنتاج هو الأساس للثروة والقوة. شكّلت المواد الأوليّة عصب الإنتاج، كما احتاج الإنتاج إلى الأسواق، فكانت الإمبرياليّة. بشّر البعض في الخمسينات من القرن الماضي بالثورة التكنولوجية، وبأن «الداتا» والمعلومات وكيفيّة معالجتها، وسرعة هذه المعالجة لتحويلها إلى معرفة جاهزة للاستعمال، ستكون مصدر القوة والثروة. لكن الأكيد في كلّ هذه الثورات، أن الأرض لا تزال العمود الفقري بوصفها مصدراً للثروة والقوة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، كلّ «الداتا» التي تُنقل عبر العالم وبنسبة 90 في المائة، إنما هي تنقل عبر كابلات تقبع في أعماق البحار والمحيطات – الأرض.
تخلق إسرائيل مناطق عازلة في كلّ من سوريا ولبنان وحتى قطاع غزّة. أما في الضفة الغربيّة فهي تقضم الأرض بالتدريج عبر بناء وشرعنة قيام المستوطنات.
هاجمت روسيا أوكرانيا، وضمّت بمرسوم رئاسيّ 5 أقاليم أوكرانية عدّتها أرضاً روسيّة تاريخيّاً.
في مكان آخر، اقترح دونالد ترمب شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك. كما عدّ وبطريقة غير مباشرة، أن كندا قد تكون الولاية الـ51 في الولايات المتحدة الأميركيّة. أما قناة بنما، فهو يريد استردادها لعدّة أسباب؛ أهمها منع الصين من التموضع هناك، الأمر الذي يعقّد عمل البحرية الأميركيّة في انتقالها من شرق البلاد إلى غربها والعكس، كما التوجّه نحو المحيط الهادئ. أليست أميركا دولة تطلّ على محيطين؟
ارتكز القانون الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد أن رسمت الولايات المتحدة الأميركيّة النظام العالمي الجديد لمرحلة ما بعد الحرب، على أن أسسه تقوم على احترام سيادة الدول، وعدم السعي إلى تغيير حدود الدول بالقوّة العسكريّة.
ولسخرية القدر، تمّ التوافق قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية بين الدول العظمى المنتصرة في الحرب، وذلك في يالطا الواقعة بشبه جزيرة القرم، على تقسيم العالم. حالياً يعدّ العالم وحسب القانون الدولي، شبه جزيرة القرم أرضاً محتلّة.
وفي الإطار نفسه، اجتمع الحلفاء المنتصرون في الحرب العالمية الثانية عام 1945، بمدينة سان فرنسيسكو بكاليفورنيا، لكتابة «شرعة الأمم المتحدة» بوصفها أعلى مرجع دولي قانوني في العالم، الذي كان يفترض أن يكون المرجع الأساسيّ لحل النزاعات في العالم. إذ بين مؤتمر يالطا الذي قسّم العالم، وسان فرنسيسكو حيث تظّهرت مفاهيم الأمم المتحدة، تشكّلت أسس النظام العالمي الحاليّ.
نشرت مجلة «وول ستريت جورنال» مؤخراً مقالاً تحت عنوان «العصر الجديد للإمبراطورية». يذكرنا هذا المقال بما كتبه المؤرخ اليوناني توسيديدس في كتابه الشهير «حرب البيليبونيز»، الحرب التي حصلت بين أثينا وإسبرطة حين قال: «الأقوياء يفعلون ما يحلو لهم، والضعفاء يعانون كما يجب». يشدد المقال على أن القوى الكبرى والعظمى تسعى بطريقة ما إلى تغيير الحدود. تسعى الصين إلى ضم تايوان، وانتزاع شرعية سيطرتها على بحر الصين الجنوبي، مثلما تسعى روسيا في أوكرانيا، وكما لمّح الرئيس الأميركي منذ فترة.
يقول المفكّر السياسي الأميركي الراحل كينيث والتز، إنه كلما كانت هناك أسلحة نوويّة أكثر في العالم ومع الدول، كان ذلك أفضل للاستقرار العالميّ. بكلام آخر، تتجنّب الدول التي تملك السلاح النووي الحرب المباشرة مع دول أخرى لديها السلاح نفسه، لأن الدمار المتبادل سيكون النتيجة الطبيعيّة. فإلى أين تأخذنا هذه المعادلة؟ بالطبع تأخذنا إلى القتال والصراع بالوساطة بين القوى العظمى والكبرى (By Proxies)، وعلى أرض الغير، ضمنا تغيير الحدود. فمن سيدفع الثمن؟
الشرق الأوسط
———————————-
للقاء الشرع والشيباني.. نائب أردوغان في العدالة والتنمية يزور سوريا
2025.01.21
يتوجه نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي ورئيس العلاقات الخارجية ظافر صراكايا، في زيارة رسمية إلى سوريا تمتد من 22 إلى 24 كانون الثاني، يلتقي فيها قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.
وتشمل الزيارة عدة مدن سورية، حيث سيعقد سلسلة من اللقاءات المهمة مع مسؤولين محليين وممثلين عن المجتمع المدني.
وتبدأ الزيارة يوم 22 كانون الثاني في مدينة إدلب، حيث سيلتقي صراكايا مع المحافظ الجديد للمدينة لمناقشة سبل تعزيز التعاون بين الجانبين ودعم الإدارة المحلية.
وفي نفس اليوم، سينتقل إلى مدينة حلب، حيث سيزور القنصلية التركية ويلتقي بمسؤولين من المحافظة. كما تشمل أجندته اجتماعاً مع ممثلي الأقليات الدينية لمناقشة أوضاعهم واحتياجاتهم.
لقاء الشرع والشيباني في دمشق
في 23 كانون الثاني، يتوجه صراكايا إلى حماة وحمص، حيث سيركز على تعزيز التعاون مع السكان المحليين ومنظمات المجتمع المدني.
سيناقش المشاريع التنموية والاجتماعية التي تدعمها هذه المنظمات، بالإضافة إلى التعرف إلى احتياجات السكان وسبل تعزيز الاستقرار في تلك المناطق.
يختتم صراكايا زيارته يوم 24 كانون الثاني في العاصمة دمشق، حيث سيجتمع مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد شراع، ووزير الخارجية أسعد حسن الشيباني، ومحافظ دمشق ماهر مروان.
وستركز المناقشات على العلاقات التركية السورية، وسبل تعزيز الاستقرار الإقليمي، والتعاون في المجالات المشتركة. كما يتضمن البرنامج زيارات ميدانية إلى سجن صيدنايا وجبل قاسيون.
———————————
الخارجية القطرية: نعمل مع سوريا الجديدة لتجاوز العقبات الميدانية والدولية
2025.01.21
أعلنت وزارة الخارجية القطرية، اليوم الثلاثاء، أنها تتعاون مع الإدارة الجديدة في سوريا لتجاوز العقبات الميدانية والدولية.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، خلال مؤتمر صحفي، إن العمل يجري مع الإدارة الجديدة للتغلب على التحديات الميدانية، بما فيها الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى السعي لرفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا.
وأضاف أن الفترة المقبلة ستشهد تطوراً ملحوظاً في مستوى العلاقات القطرية السورية، معرباً عن ترحيبه بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الإدارة السورية الجديدة.
وقبل أيام أعلن رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن استئناف العلاقات القطرية السورية بعد قطيعة دامت 13 عاما.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقب زيارة رسمية أجراها وفد قطري برئاسة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التقى فيها بالقيادة السورية الجديدة وعلى رأسها أحمد الشرع.
وقال آل ثاني في تصريحاته: “نرحب بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الإدارة السورية الجديدة. نحن على أبواب مرحلة جديدة في تاريخ سوريا، وقطر تمد يدها للشعب السوري من أجل الشراكة”.
وأكد رئيس الوزراء القطري على ضرورة توفير الاحتياجات اللازمة لاستمرار تقديم الخدمات العامة للسوريين، مشيرًا إلى أن قطر ستعمل على تقديم الدعم الفني اللازم لإعادة تشغيل البنى التحتية المتضررة.
ولفت آل ثاني إلى أن سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني سيزور سوريا في المستقبل القريب، في إشارة إلى مرحلة جديدة من التقارب بين البلدين.
———————
ممثل سوريا بالأمم المتحدة: التبريرات الإسرائيلية مرفوضة والانسحاب مطلب فوري
2025.01.21
رفض ممثل سوريا في الأمم المتحدة، قصي الضاحك، التبريرات الإسرائيلية لانتهاك الأراضي السورية، مطالباً مجلس الأمن الدولي بالتحرك العاجل لإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري من الأراضي المحتلة.
وأكد الضاحك أن التوغل العسكري الإسرائيلي يشكل انتهاكاً لسيادة سوريا وخرقاً للقرارات الدولية ذات الصلة، مشدداً على أن هذا الأمر لا يمكن القبول به أو تبريره بأي شكل من الأشكال، وفقاً لصحيفة “الوطن”.
وشدد ممثل سوريا على أن مجلس الأمن مطالب بتحمل مسؤولياته تجاه وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي والشعب السوري، واتخاذ خطوات فورية لضمان احترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وفي وقت سابق، أكدت الأمم المتحدة أن وجود القوات الإسرائيلية وأنشطتها في بناء المواقع والتحصينات العسكرية داخل المنطقة العازلة في الجولان السوري المحتل يمثل انتهاكاً لاتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974.
جاء ذلك خلال جلسة إحاطة عقدها مجلس الأمن الدولي بشأن قوات الأمم المتحدة في لبنان والجولان السوري المحتل، حيث استمع أعضاء المجلس إلى إحاطة من اللواء باتريك جوتشات، قائد القوة الأممية في القدس المحتلة والقائم بأعمال قائد قوة حفظ السلام “الأندوف”.
الاحتلال الإسرائيلي يعلن الاستيلاء على 3300 قطعة عسكرية من سوريا
منتصف الشهر الجاري، أعلن الاحتلال الإسرائيلي الاستيلاء على أكثر من 3300 قطعة عسكرية من سوريا، تضمنت دبابات للجيش السوري وصواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون.
وأوضح جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان نشره المتحدث الرسمي باسمه للجمهور العربي أفيخاي أدرعي، أن “قوات الفرقة 210 تواصل تنفيذ مهمتها في سوريا”.
على مشارف دمشق
وفي وقت سابق، أفادت وكالة “الأناضول”، نقلاً عن سكان الجنوب السوري، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في الأراضي السورية باتت على مشارف ضواحي دمشق، على بعد نحو 20 كيلومترًا من العاصمة.
وأضافت الوكالة أن القوات الإسرائيلية، ضمن خطط توسيع احتلالها للأراضي السورية، توغلت مؤخرًا باتجاه منطقة بدعا القريبة من دمشق.
وتابعت أن قوة إسرائيلية مكونة من نحو 30 عسكرياً، وثلاث جرافات، وثلاث دبابات، توغلت خلال الأيام الماضية باتجاه بدعا الواقعة على بعد نحو 20 كيلومتراً من مطار المزة العسكري شمال شرقي جبل الشيخ على الحدود بين سوريا ولبنان.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 من كانون الأول الماضي، بدأت إسرائيل عمليات عسكرية استهدفت الأصول العسكرية السورية، وسعت إلى التوسع في احتلال الأراضي، بما في ذلك المنطقة العازلة والأجزاء المتبقية من قمة جبل الشيخ الاستراتيجية.
——————————-
غوتيريش: سوريا عند مفترق طرق ولا بد من تحقيق انتقال سياسي شامل
2025.01.21
أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ضرورة تحقيق انتقال سياسي شامل في سوريا، مشيراً إلى أهمية هذه الخطوة في تخفيف العقوبات وكسب الدعم الدولي.
وقال غوتيريش في كلمة ألقاها خلال اجتماع موسع بمجلس الأمن الدولي: “كانت سوريا لقرون طويلة مفترق طرق للحضارات، وهي الآن تقف عند مفترق طرق التاريخ بعد سقوط النظام السابق الوحشي”.
وأضاف: “لا يمكننا أن ندع شعلة الأمل تتحول إلى جحيم من الفوضى”، معرباً عن ترحيبه بالخطوات التي اتخذتها الدول لإظهار التضامن مع الشعب السوري.
وأوضح غوتيريش أنه من الضروري العمل على معالجة العقوبات، خاصة في ظل الاحتياجات الاقتصادية العاجلة للبلاد، مؤكداً أن تعزيز الانتقال السياسي الشامل هو السبيل الأكثر فعالية لضمان حصول سوريا على مزيد من الدعم.
الأمم المتحدة تدعو إلى رفع العقوبات عن سوريا
دعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا بهدف تنشيط اقتصادها وضمان توفير الخدمات الأساسية، مما يسهم في تهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
وقال المتحدث باسم المفوضية، ويليم سبيندلر، في تصريح لوكالة “الأناضول” التركية: “إذا أردنا جميعاً أن يتمكن السوريون من العودة إلى بلادهم، علينا أن نجعل الظروف الاقتصادية في سوريا مناسبة ومواتية لهذه العودة”.
وأشار سبيندلر إلى أن العقوبات التي فرضتها الحكومات على سوريا سابقاً “كانت بسبب النظام المخلوع، لكنه انتهى الآن، ولذلك ينبغي ألا يكون هناك أي سبب لاستمرار العقوبات”.
وأكد أن الظروف المناسبة لعودة السوريين لم تتوفر بعد، مشدداً على أهمية ضمان الاستقرار في البلاد قبل الشروع في عملية العودة.
وأوضح سبيندلر أن المفوضية تعمل على ضمان أن تكون عودة اللاجئين طوعية وتحترم الكرامة الإنسانية، داعياً الدول المستضيفة إلى “الانتباه والصبر” في التعامل مع هذا الملف.
كما تطرق إلى التحديات التي تواجه اللاجئين الراغبين في العودة، بما في ذلك المخاطر الأمنية والبنية التحتية المدمرة، قائلاً: “حصل الكثير من التقدم فيما يخص استقرار الوضع في سوريا، لكنه لم يتحقق بالكامل في كل مكان”.
—————————-
ضبط مستودع مخدرات ضخم تابع لـ”الفرقة الرابعة” في اللاذقية
عبد الله السعد
21 يناير 2025
تواصل إدارة مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية السورية الجديدة جهودها لمكافحة تجارة المخدرات التي تفشت بشكل كبير في البلاد في عهد النظام البائد، حيث تمكنت خلال اليومين الماضيين من ضبط مستودع ضخم يحتوي على حوالي 60 مليون حبة كبتاغون في مدينة اللاذقية، شمال غربي سورية. المستودع، بحسب التحقيقات الأولية، كان تابعًا لـ”الفرقة الرابعة” التي كان يقودها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام المخلوع.
في تصريح خاص لـ”العربي الجديد”، قال أبو ريان، وهو مسؤول ضمن إدارة الأمن العام في اللاذقية: “المستودع كان يتبع للفرقة الرابعة، وبعد بلاغات ورصد مكثف، داهمناه ووجدنا كميات هائلة من حبوب الكبتاغون والمواد المخدرة الأخرى مخبأة بطرق معقدة داخل ألعاب الأطفال، والأثاث المنزلي، وأبواب خشبية، وحتى في عوازل اللصق المركبة على الجدران. كما استخدمت إكسسوارات السيارات، مثل سنادات الظهر لإخفاء المخدرات. والكميات التي ضبطناها تقدر مبدئياً بـ60 مليون حبة، ولكن التحقيقات الدقيقة ستكشف الرقم النهائي”.
من جانبه، شدد أبو محمد، وهو صاحب محل بيع ملابس في مدينة اللاذقية، على خطورة انتشار المخدرات في المنطقة، قائلاً لـ”العربي الجديد”: “المخدرات منتشرة بشكل كبير، خاصة في اللاذقية. المروجون يلقون هذه السموم بين الأطفال والكبار، ما يتسبب في أضرار نفسية وجسدية جسيمة. وصلت الأمور إلى حد ارتكاب جرائم من قبل أشخاص فاقدي الوعي نتيجة تعاطيهم لهذه المواد”، مؤكدا على أهمية ملاحقة المسؤولين الكبار عن إدخال المخدرات إلى البلاد، قائلاً: “يجب أن نركز على القبض على الرؤوس المدبرة لهذه التجارة، وليس فقط صغار المروجين. المسؤولون عن تهريب المخدرات إلى سورية يجب أن يواجهوا أشد العقوبات لضمان حماية المجتمع من هذه الآفة”.
جهود لضبط الحدود الأردنية،17 فبراير 2022 (خليل مزرعاوي/فرانس برس)
وتعد هذه العملية من أكبر الضربات التي توجهها الأجهزة الأمنية لتجارة المخدرات في المنطقة، وسط مطالبة شعبية مستمرة بزيادة الجهود لمكافحة الظاهرة ومعاقبة المتورطين فيها بأشد العقوبات.
—————————
جبل قاسيون: السوريون إذ يصعدون ويتأمّلون دمشق/ ميار مهنا
21 يناير 2025
على قمّة جبل الأربعين، هنالك صخرةٌ حمراء، هي أداة القتل الأولى، أو بالأحرى آثار أولى الجرائم في الإنسانية. لا تزال دماء هابيل تسكن هذا الجبل، جبل قاسيون، فوق الصخرة الحمراء التي استخدمها قابيل لقتل شقيقه هابيل. هكذا تحكي المرويّات الشعبية التي حوّلت جبل الأربعين إلى مزار للسوريين، وشاهد على الشر الكامن في الطبيعة البشرية. إلا أن قاسيون الذي يحتضن الأساطير الشعبية والسرديات الدينية، هو في حد ذاته حارس دمشق ومأوى أبنائها.
في دمشق، كان للفقراء، تاريخياً، حصّة من مدينتهم، فإلى جانب المتنزهات والحدائق، كان لهم قصورٌ أيضاً، لعل أشهرها ما ورد على لسان الشاعر تاج الدين الكندي، حين قال: “إنَّ نور الدين لما أن رأى… في البساتين قصورَ الأغنياءِ/ عمَّر الربوة قصراً شاهقاً… نزهة مطلقة للفقراءِ”.
قصر الفقراء الذي يذكره الشاعر بناه نور الدين الزنكي في غوطة دمشق، وكان أصدق معبّر عن طبيعة المدينة وكيفية تناغم بعض حكّامها معها؛ فمع أن ظروف الحياة لم تكن سهلةً، دائماً لكنّ الدمشقيين امتلكوا رقةً وعطفاً بعضهم تجاه بعض، حتى يحكى أن دوابّهم التي تتقدم في العمر وتعجز عن أداء مهامها، تُنقل إلى فسحة على أطراف المدينة، وهناك تتمتع بالمراعي في أيامها الأخيرة.
سقط النظام، فُتح طريق قاسيون، وتغيرت ملامح المدينة، وكذلك فضاؤها الحيوي، وهويتها البصرية. عادت مسوّرة بالأضواء الآتية من الجبل، حيث اتجه الدمشقيون إلى معاينة مدينتهم من أعلى نقطة لها، وليجددوا شعورهم بالانعتاق.
خلال ما يطوف عن خمسة عقود، وبفعل الدكتاتوريتين المتعاقبتين، تحوّلت دمشق إلى سجنٍ كبير للفقراء ممن شهدوا وحشاً شرساً يقضم البقاع الخضراء تباعاً، ويصادر أراضيهم وبيوتهم ومدينتهم، حتى غدت الفضاءات العامة من المدينة مخصخصة لرؤوس الأموال الذين اتخذهم النظام السابق واجهةً له، في حين أقفلت أماكن التنزه، فأصبح الفقراء يجبرون على أعمال شاقّة طوال اليوم من دون أن يتّخذوا إلا من بعض المساحات الخضراء الضيقة على جانبي الأُتوسترادات المكتظة مكاناً للراحة.
لهذا السجن الرمزي، متنفّس رحب يقصده الدمشقيون، أولئك الذين لازمتهم فكرة النزهة، أو السيران (كما يحبون أن يسموها)؛ فهذا الطقس البسيط هو جزءٌ أصيلٌ من موروثهم وثقافتهم الشعبية، وحيّزٌ من ذاكرتهم الجمعية التي ينشدون فيها زمن البساطة والوداعة.
ما الذي حدث؟ وكيف خسر هؤلاء الفقراء فسحاتهم السماوية التي اعتادوا عليها؟ ربما قد نحتاج إلى استقصاء طويل حول اقتصاد السلطة وسياساتها الداخلية “الأمنية” لنجيب عن هذه التساؤلات، إلا أن سقوط الأسد سيرتبط في ذاكرة السوريين بتلك اللحظات التي بدؤوا يستعيدون فيها فضاء المدينة الواسع، اللحظات التي اختار فيها آلاف السوريين أن يصعدوا إلى قاسيون تماماً بقدر فضولهم لدخول القصر الرئاسي، الجبل الذي أغلق في وجههم منذ الأشهر الأولى من احتجاجات 2011، وهناك بالرغم من البرد القارس تأملوا مدينتهم من ذروتها، التي لم يعرفها جيلٌ كامل من السوريين.
كانت عبارت مبهمة وغير مفهومة، مثل “الضرورات الأمنية”، كفيلة بتضييق الخناق على السوريين تدريجياً، حتى بات من المحرّم عليهم الاقتراب من أماكن “السيران” المعتادة. وما إن اشتعل القتال في غوطة دمشق، حتى أصبح الخروج إليها مخيفاً، فإما أن يسقط هؤلاء ضحية لمعركة مفاجئة، أو أن يجدوا أنفسهم موضع شبهة أمنية حين يتجمعون في مكان كهذا، من دون أن يعلموا أن السر يرتبط بهذه الكلمة بالتحديد: “التجمّع”. تلك الفكرة المقلقة للنظام السوري وأي نظام سياسي دكتاتوري آخر، يتخيل أن المؤامرات تحاك في أي تجمع حتى ولو كان أسرياً غايته الترفيه بعد أيام طويلة من العمل الشاق.
لم تكن الفوارق الطبقية لتغير طبيعة “السيران”، ذلك الطقس الشعبي العام والمقدّس، المجاني الذي يستوي فيه الفقراء والأغنياء، إلا أن الخطط الاقتصادية الحديثة التي شيدت منشآت جديدة، مثل المطاعم الراقية والمولات الضخمة، بين الأكثرية الفقيرة، والسياسات الأمنية التي سدت الطريق أمام الفسحات المجانية، أبدلتا تمظهر “السيران”، فتحول إلى شكل يعكس الطبقية الفجة في المجتمع. هكذا، انخفض ضجيج العطلات من “طريق المطار” و”الجندي المجهول” و”سفح قاسيون” و”بسيمة” وغيرها من الأماكن، وأصبح يوم العطلة يشهد حركة ملحوظة للخروج من دمشق إلى “دمشق الجديدة”.
كثير من هذه العائلات كانت لا تكاد تستطيع أن تدفع رسم دخول المولات التجارية، مكتفية بالنظر فحسب، من دون أن يأكل أبناؤها أو يشربوا، وذلك بعد أن يتعرّضوا لتفتيش على بوابات قصور الترفيه، هذه ليشعروا تالياً بالنظرات المرتابة للسكيوريتي (الكلمة التي تعلّمها الفقراء حديثاً). وفي حالات أخرى كان سكان دمشق يكتفون بالذهاب إلى منطقة الربوة والتنزه على الأرصفة بجانب ما بقي من نهر بردى، قريباً من النفايات التي تسبح في مياهه، وأغاني مرحلة “الانحطاط” الفني الصادرة من المقاصف المجاورة.
ما إن أدرك السوريون أن أحداً لن يصادر فضاءات مدينتهم، خرجوا بأفواج غفيرة إلى جبل قاسيون، المطل على دمشق من ارتفاع يتجاوز 1000 متر، ومنه تأملوا مدينتهم من علٍ، وعلى الرغم من أن المكان ارتبط عادة بالصيف، كان انتظار الصيف صعباً، فارتدى الناس ما تيسر لديهم من ثياب وصعدوا إلى أبرد نقاط دمشق، ليُفاجؤوا بعشرات البسطات والأكشاك التي تقدم للزوار مستلزمات التنزه.
ونظراً إلى كم الإقبال المهول، بات الانتظار في السيارة يطول، فعلى الزوار اليوم خاصة في العطلة، أن يقفوا في طابور طويل حتى يصلوا. ومع كل هذا العناء، لا يبدو عليهم التذمر والإعياء.
من ضمن الأسرار الكثيرة التي حملها بشار الأسد معه حين هرب من سورية، سيظل سر إغلاق هذه الأماكن مغيّباً. هل يشكّل الجبل خطراً أمنياً على القصر الجمهوري كما تداول السوريون؟ أم أنه اتخذ منها منصة لإطلاق الصواريخ وفق ما يشاع؟ لا يبدو الجواب عن هذا السؤال ضرورياً للعديد من الناس، لكن الإجابات المتنوعة ستدرج أيضاً ضمن قائمة المرويات الشعبية المتعلقة بجبل دمشق المقدس.
المهم اليوم أنّهم يستطيعون التنقل بحرية في مدينتهم، ويرغبون في التقاط الصور ونشرها على صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، بدلاً من صور بائسة التُقطت ملايين المرات من على جسر الرئيس حافظ الأسد سابقاً (يعرف اليوم بجسر الحرية)، حيث يظهر فندق فورسيزنز في الخلفية، ليعطي إيحاءً مضللاً بأن دمشق تواكب الحداثة، أو كانت على درب ما أسماه بشار الأسد بمسيرة التطوير والتحديث.
حفل وصفي المعصراني في دمشق
طبيعة المدينة (وسكّانها) بدت عصية على فهم الطغاة، وظنّوا أن محاباة أغنيائها كافية، ففي دمشق نفسها جرى تقطيع أوصال حديقة المنشية، على مر سنوات طويلة، حتى باتت قطعاً مبعثرة بُنيت فوقها مرافق للأغنياء وحُرم الفقراء منها، وظلّت هذه المساحات الشاسعة تثير حماسة “المستثمرين” الذين استطاعوا، عبر فساد منظم، شراء كل ما يمكن شراؤه وتحويل النزهات إلى تذاكر دخول وزجاجات مياه معبّأة حملت أسماء ينابيع سورية. وبالرغم من حواجز الإسمنت بين السوريين وينابيعهم، ظلّت قلوبهم معلّقة هناك في وصف يشبه كثيراً ما جرى في فيلم Spirited Away للمخرج الياباني هاياو ميازاكي، حينما شعرت تشيهيرو بالألفة عند لقائها هاكو، لتدرك لاحقاً أنه لم يكن سوى روح نهر كيهاكو الذي أنقذها حين كادت أن تغرق فيه.
العربي الجديد
—————————
الشرع يوجه خطابا إلى ترامب بعد تنصيب الأخير رئيسا للولايات المتحدة
21/1/2025
وجه قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، مساء الاثنين، تهنئة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بمناسبة أدائه اليمين الدستورية رئيسا للبلاد، متطلعا لتحسين علاقات البلدين.
وقال الشرع “نيابة عن قيادة وشعب الجمهورية العربية السورية، أهنئ دونالد ترامب على تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية”، وفق بيان نشره حساب القيادة العامة بسوريا.
وأضاف “جلب العقد الماضي معاناة هائلة لسوريا، حيث أدت الصراعات إلى تدمير أمتنا وزعزعة استقرار المنطقة، نحن على ثقة بأنه القائد الذي سيجلب السلام إلى الشرق الأوسط ويعيد الاستقرار إلى المنطقة”.
وتابع “نتطلع إلى تحسين العلاقات بين بلدينا على أساس الحوار والتفاهم ولدينا إيمان بأننا الإدارتين ستستغلان الفرصة لتشكيل شراكة تعكس تطلعات كلا البلدين”.
الشرع يهنئ ترامب ويتطلع إلى تحسين العلاقات السورية الأمريكية
وفي وقت سابق الاثنين، أدّى دونالد ترامب اليمين الدستورية ليصبح الرئيس 47 للولايات المتحدة الأمريكية، خلفا للرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، فيما أدى جيمس ديفيد فانس اليمين الدستورية نائبا للرئيس.
وفي خطاب تنصيبه، قال ترامب إن “العالم كان عنيفا خلال الفترة السابقة، وإن إدارته الجديدة ستضع حدا لكل الحروب، مضيفا أن العهد الذهبي للولايات المتحدة بدأ، وسأضع أمريكا أولا”.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي ودول أخرى قد فرضت عقوبات على سوريا بعد حملة الرئيس المخلوع بشار الأسد العسكرية لقمع الثورة الديمقراطية التي اندلعت في 2011 ضد نظام حكمه والتي تحولت إلى حرب أهلية.
وفي أوائل يناير/كانون الثاني الجاري، أصدرت واشنطن إعفاء من العقوبات على المعاملات مع المؤسسات الحكومية السورية لستة أشهر في مسعى لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية. ورحبت الإدارة الجديدة في سوريا بالتحرك، لكنها حثت على رفع العقوبات بالكامل لدعم تعافيها.
المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات
————————-
المحامية جيهان أمين: محطات ومواقف غريبة في السجون السورية
أكرم قطريب
الثلاثاء 2025/01/21
أن تلتقي مع جيهان أمين صديقة الدراسة وصديقة الحياة، يعني أنك تقف أمام أبواب الذاكرة وتلك الأيام التي لا تغير معدن الكائن أو تلونه، بالوجه البشري المكافح الحقيقي الطيب والإنساني جداً، كما أنه ليس من السهل تفادي مديح هذه الصداقة بكلام عابر وقليل.
واحدة من الشهود على سير المحاكمات الميدانية التي كانت تحدث بحق مئات وآلاف السوريين، وجزء من الذاكرة الحقوقية إبان حكم الأب والابن. بدأت العمل في سلك المحاماة منتصف العام 1999 كمحامية متدربة، وكان لهذه الفترة على حد قولها فائدة كبيرة بما لا يُقاس بالفترة الدراسية النظرية. ثم في العام 2002 بدأت العمل كمحامية مستقلة، تعرّفت خلالها على المحامين الذين يشتغلون ويرافعون في محاكم أمن الدولة والمنظمات الحقوقية، وستتشكل في ما بعد المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان بمشاركة مجموعة من الحقوقيين والنشطاء، لتسليط الضوء على ملف المعتقلين وأوضاعهم والانتهاكات التي كانت تحدث في السلك القضائي أيضاً.
– متى بدأت تحضرين جلسات محكمة أمن الدولة؟
* العام 2004 بدأت حضور الجلسات في محكمة أمن الدولة، وكانت تشكلت مجموعة من المحامين منهم خليل معتوق، ميشيل شماس، أنور البني، رزان زيتونة جميعنا كنا متواجدين هناك وبحضور معتقلين من سجن صيدنايا تحديداً، غالبتهم من تيارات مختلفة: حزب العمل الشيوعي، إخوان مسلمون، المنظمة الشيوعية العربية، أحزاب كردية، بالإضافة إلى مستقلين.
رئيس المحكمة سيىء الصيت فايز النوري كان لوحده بمثابة فرع أمن وليس رئيس محكمة . ومحكمة أمن الدولة هي محكمة استثنائية وليست محكمة مقررة في الدستور. النظام كان يشكل المحاكم على مقاسه وهواه، ونحن كنا مضطرين للتواجد لأنها المحكمة الوحيدة المتاحة أمامنا للدفاع عن هذا الملف. شكّلنا لجنة الدفاع عن المعتقلين وبدأنا نحضر جميع الجلسات، مع منع المحامين من زيارة سجن صيدنايا، فقط أثناء الجلسات بإمكاننا رؤية المعتقلين في النظارة، نتحادث معهم ونطمئنهم أننا نحن محامو الدفاع عنهم. كان بعض الأهالي يقومون بزيارة السجن. تابعنا هذه الجلسات لفترة طويلة، ثم في أحد المرات حدثت مشادة بين رزان زيتونة ورئيس المحكمة مُنعت على أثرها من الدخول إلى قاعة المحكمة فيما بعد، تنتظر خارج القاعة، فيما بعد كنا نعطيها جميع أسماء السجناء الماثلين أمام المحكمة، ومن ثم كانت تقوم بتوثيقها ومن ثم ترسلها إلى المنظمات الحقوقية.
عدد المعتقلين لدى أمن الدولة كان هائلاً، وعددنا كمحامي دفاع قليل جداً، مع ذلك حاولنا جهدنا تغطية أكبر عدد منهم، والحصول على أكبر عدد من الأسماء، وقد ساعدنا في ذلك بنية الفساد في الجسم القضائي، حيث ندفع بعض المبالغ لعناصر الأمن فتم تسريب أسماء كثيرة مع التهم الموجهة إليهم. بين 2008 و 2009 انحلت محكمة أمن الدولة، وحدث تعديل للدستور المادة 8 وتم خلالها إحالة القضايا هذه إلى محاكم الجنايات العادية أمام القصر العدلي.
– على ما أذكر اعتُقل رياض سيف ومأمون الحمصي العام 2006؟
* نعم اعتقل رياض سيف من بيته، أما مأمون الحمصي فتم اعتقاله من مجلس الشعب، بسبب تقديمهما عريضة تعارض سياسة النظام، كما نوهت لقضية الفساد، ووحول أحقية الدولة في وضع يدها على مايخص قطاع الاتصالات “سيريا تيل” ومنظومة الموبايلات.
حضرتُ جلساتهما أمام الجنايات الأولى في القصر العدلي، كما حاولنا زيارتهما مع متابعة حثيثة للجلسات، لكن التعليمات الأمنية هي التي كانت تتحكم بمسار الجلسات وليس القضاء.
– ماذا عن فترة إعلان دمشق في العام نفسه؟
* تم توقيف د.فداء حوراني، رياض الترك، فائق المير، أنور البني، وشباب آخرين من قيادة الإعلان، وقد تابعنا ملفهم إلى آخر لحظة، حتى الزيارات للسجن كنا نقوم بها أيضاً. كانت المحاكم تشتغل على قدمٍ وساق، أضف إلى ذلك فترة إعلان دمشق – بيروت تم توقيف ميشيل كيلو ومحمود عيسى أمام محاكم الجنايات.
– ما هي أغرب قضية أو حادثة مرت معك خلال عملك؟
* سأذكر لك شيئاً من الحوادث التي كانت تواجهنا تحديداً بعد حادثة رزان زيتونة، مشكلة واجهها المحامي خليل معتوق مع رئيس المحكمة الذي أنّبه لكونه مسيحياً وكيف له أن يكون محامي دفاع عن معتقل من الإخوان المسلمين، ليرد معتوق عليه: “أنا محام، أقدم وكالتي وأقدم دفاعي فقط”.
حادثة ثانية: حضرتُ جلسة لدكتور جامعي من جامعة حمص اعتقل لقيامه بترجمة ونشر مقال عن التكنولوجيا، تمّ الحكم عليه بالمؤبد من قبل فائز النوري وقد أغمي عليه أثناء إطلاق الحكم.
في إحدى الجلسات، كانت هناك امرأة فلسطينية تم نقلها إلى المحكمة من فرع التحقيق ومن ثم تحولت إلى الجنايات بسبب إعطائها تصريح لمحطة إعلامية تطالب فيها بجرة غاز. بدأ القاضي رضا موسى يزمجر في القاعة موجهاً كلامه نحو المرأة: “أنتِ فلسطينية، أطعمناكِ وسقيناكِ. ولكِ مطالب..؟”، ردت عليه: “كل الذي قلته وطالبتُ به هو جرة غاز ورغيف خبز”، وجّه لها كلاماً نابياً ومن ثم طردها من المحكمة. كان الموقف سيئاً للغاية.
في 2011 تم نقل رغيد الططري من سجن صيدنايا إلى سجن عدرا، وكان ضابطاً طياراً رفض أوامر عسكرية بقصف مدينة حماه وهو معتقل منذ سنة 1981 وكان محكوماً بالمؤبد، تعرفتُ عليه هناك وطلب مني أن أكون محامية دفاع له وكان محالاً إلى المحكمة الميدانية العسكرية، وأمام هذه المحكمة لا نستطيع فعل أي شيء، ولا بإمكاننا الدفاع عن أحد، مع العلم أننا حاولنا تقديم مذكرة الدفاع عنه لوزارة الدفاع والنيابة العامة العسكرية أنه أمضى ثلاثين عاماً في السجن، لكنها قوبلت بالرفض. أمضى سنواته بين سجن عدرا والسويداء وهناك سيعاقب لاستحواذه على موبايل فتم نقله إلى سجن طرطوس.
قضية أخرى حدثت معي أمام القضاء العسكري. أنور البني كان يتابع ملف أحد الأصدقاء، التهمة أنه كان مع أصدقاء أجانب في نادي الصحافيين يشرح لهم الصور الكثيرة المعلقة على الجدران لحافظ الأسد ولبشار، يشرح ويستفيض خارج النادي وفي سيارة الأجرة. بقي الشاب أكثر من ثلاثة أشهر لدى أمن الدولة ومن ثم تم تحويله إلى القضاء العسكري. خلال هذه الفترة دخل أنور البني السجن. تابعتُ قضية الشاب وطلبتُ منه إنكار أقواله لأنه كان قد اعترف لدى الأمن، ثم أنكر أقواله، لكن السائق كان موجوداً كشاهد وكان يشتغل مع المخابرات، وقاعة المحكمة كبيرة مع حضور كبير للأهالي، بدأ يصرخ في قاعة المحكمة: “يا سيدي القاضي هذا الشاب تعرض للرئيس وأتى بكلام غير لائق على الرئيس الخالد…” خيم الرعب والوجوم على القاعة. كمحامية يحق لي أن أكون إلى جانبه. سألني رئيس المحكمة: “ماذا لديكِ؟” أجبته: “لديّ ما أدافع عنه”. وما أن نطقتُ بكلماتي حتى بدأ يصرخ عليّ: “عن ماذا تدافعين عنه؟”. قلتُ له: “أريد أن أتحدث عن النقاط القانونية التي تتعلق بالتهمة، ولا أريد التكلم بشيء آخر” كنتُ خائفة وأرتجف أيضاً. خفتُ من الاعتقال.
– أعرف أنكِ تعرضتِ للاعتقال كمحامية أكثر من مرة أنتِ مع أصدقائك؟
* في العام 2006 سافرتُ مع أصدقاء محامين إلى لندن لحضور مؤتمر بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان في سورية، بعد ثلاثة أيام من عودتي أتاني استدعاء لمراجعة الأمن السياسي، تواصلتُ مع أصدقائي بخصوص هذا الأمر، بقيت في الفرع أنتقل من غرفة إلى غرفة وكنت مرهقة جداً، في النهاية دخلتُ مكتب رئيس الفرع، وكانت حرب تموز في أوجها وقد ساعدني هذا الأمر كثيراً حين كتبتُ في نشرة الاستعلامات أننا تطرقنا في المؤتمر لحرب تموز وموضوع نزوح اللبنانيين إلى سورية. خرجتُ من المبنى لا ألوي على شيء من التعب والإعياء وقلة الحيلة.
بعد عودتي من بيروت مرة ثانية، تم استدعائي من قبل أمن الدولة، فبررتُ نشاطي بأنني مهتمة بمسألة حقوق الطفل والمرأة.
ذهبنا إلى لبنان والأردن في الفترة بين 2004 و2009 لحضور دورات تمكين في مجال حقوق الإنسان، وكوننا في سوريا استمرت النقاشات فيما بيننا هول أهم النقاط الاساسية التي يجب التركيز عليها، انضم إلينا آخرون مثل نورا غازي ودعد موسى وحسان الشحف ومهند الحسيني.. بالإضافة إلى وجود المنظمة العربية والمنظمة الوطنية وسواسية. في 2011 اعتقل مهند الحسيني بسبب مقالة على ما أذكر.
بداية هذا العام حاولتُ أن أكون متواجدة أمام القصر العدلي ونقابة المحامين أيضاً في الميدان وبرزة والقابون وداريا، وكنا نستطيع الهرب من الأمن والاختباء في الحارات وبيوت الناس . كنتُ على قناعة أنه يجب الخلاص من هذا النظام. بدأت حينها الاعتقالات وبأعداد كبيرة، وشكلنا لجنة الدفاع عن المعتقلين منها: خليل معتوق، ميشيل شماس، أنور البني كان في السجن، إحسان اسماعيل، دعد موسى، حسان الشحف، نورا غازي، حسين عيسى… كنا نتوزع على عدد من الأماكن مثل القصر العدلي، القصر العدلي المدينة، القصر العدلي الريف ، القضاء العسكري، أمام النيابات وأمام قضاء التحقيق. رزان زيتونة كانت معنا تلك الفترة. نحضر الجلسات في هذه الأماكن، نتابع الوكالات ندخل على السجل النيابي نأخذ الأسماء ونوصلها لرزان. حاولنا تغطية تكاليف الوكالات والغرامات ونسددها حتى لا يبيت أحد في السجن.
اعتقل في ما بعد حسين عيسى.
في 2012 تشكلت محكمة الإرهاب بموجب القانون 19، وكانت أسباب الاعتقال تتم بغض النظر عن أسبابها: كتابة على الفايسبوك، التظاهر، المناطق الساخنة، إجراءات أخرى ناجمة عن الانشقاقات: اعتقال أفراد الأسرة… وكانت جميعها تخضع لهذه المحكمة التي أصبحت أمراً واقعاً.
في الشهر العاشر من العام نفسه، اعتقل خليل معتوق، وهذه كانت الضربة القاصمة لنا، كان الدينامو الأساسي لمجموعتنا، ولا أنسى فضله، تعلمتُ منه الكثير. خلال الفترة ذاتها تم جلب مجموعة من مساجين صيدنايا، كان مشهداً مأسوياً: ثياب ممزقة، حفاة، جروح واضحة قروح تنز من أقدامهم، كدمات، ورائحة عفن تشبه رائحة جيفة، أخرج للحظة إلى الكوريدور من شدتها، حتى الأهالي فعلوا الشيء ذاته. رئيس المحكمة رضا موسى لم يحتمل الرائحة أيضاً.
في 2013 شاركت في لقاء شبكة المرأة السورية في بيروت كمستشارة، وكنتُ أنوّه دائماً لوضع المعتقلات في السجون السورية. منعتُ من السفر في ما بعد.
في 2014 منتصف شهر شباط، اعتُقتُ من قبل فرع الأمن العسكري – فرع المنطقة، وتوقيت الاعتقال كان مرعباً، حوالي الساعة السابعة مساءً، أربع سيارات مدججة بالسلاح أمام البناية حيث أقطن، مع صراخ عنيف وطرق عنيف على الباب، بعد تفتيش البيت أخذوا اللاب توب، والريسيفير، والسخانة، والأركيلة والموبايل والكتب وأوراق كثيرة. قيدوني ثم مروراً إلى بيت خليل معتوق فاعتقلوا ابنته رنيم، ثم إلى بيت الصديق ناصر بندق ومروان حاصباني، تم اقتيادنا إلى فرع المنطقة 227، تعرضنا لضرب شديد. بقيت في فرع الأمن العسكري لمدة شهرين وحاولوا اتهامي بحيازة وتوزيع السلاح في درعا.
حين بدأ رئيس الفرع التحقيق معي أخبرته بعدم قانونية الاعتقال، فردّ على بشراسة: “أنتِ ونقابة المحامين تحت صبّاطي”. سألني عن فائق المير وعن أسباب دفاعي عنه ، قلتُ له: “زوجته صديقتي وطلبت مني الدفاع عنه أمام المحكمة”. كما سألني عن خليل معتوق وهيثم المالح. كما هددني إن لم أعطه أسماءً سيشبحني. كانت البراميل تسقط على داريا. كنا حوالي 22 امرأة في زنزانة ضيقة. بيننا امرأة مريضة طرقت الباب للسجان أسأله عن كأس ماء لها، فصفعني صفعة قوية أردَتني أرضاً. تم نقلي إلى سجن عدرا. بادر المحامون فوراً بإعداد ملف الدفاع وزارني كل من دعد موسى وابراهيم القاسم، وقد جلبوا لي بيجاما وبعض الثياب وشامبو للقمل وبعض المستلزمات الشخصية، كان وضعنا سيئاً للغاية. 19 يوماً في سجن عدرا ثم أخذوني إلى محكمة الإرهاب وكان القاضي محمد جمعة للأمانة أفضل من كثيرين، سألني عن قضية حيازة السلاح وتوزيعه في درعا. قلت له أن المسألة غير صحيحة لقد فتشوا بيتي وحتى سرقوا بعض أغراضي. خرجتُ في اليوم نفسه مساءً. لم يكسرني السجن.
بين 2014 و2015، سافر كل من أنور البني وميشيل كيلو خارج سورية تحت الضغط والملاحقات الأمنية. كان أنور البني يساعدنا على المستوى المادي لتغطية وكالات المعتقلات. بالإضافة إلى صعوبة زيارة الأهالي المقيمين في محافظات خارج دمشق. كانت الزيارة بمثابة عمل شاق إضافة إلى ذلك سوء المعاملة.
أنا ودعد موسى كنا نقوم بالزيارات، ومن ثم نتصل بالأهالي لنطمئنهم. كثيرة هي المخاطر التي تعرضنا لها. كنا نمشي من سجن الرجال إلى سجن النساء مسافة لا يستهان بها مع عدم السماح لأي وسيلة نقل بالمرور من هناك. ما أذكره أن امرأتين: مروة سليمان وفاتن رجب التقيتُ بهما في سجن عدرا، تم سيقهما من السجن إلى جهة مجهولة، ومازال مصيرهما مفقوداً. كنا نحاول تفادي اللقاءات الإعلامية لأننا لانريد أن نتعرض للاعتقال مرة ثانية. تابعت ملف المعتقلين والمعتقلات إلى ليلة السقوط ، تلك الليلة التي فتحت فيها أبواب السجون على مصراعيها. الطريق طويلة لكن الحرية لها طعم ساحر.
المدن
———————————-
فرنسا تصدر مذكرة توقيف جديدة ضد بشار الأسد
21/1/2025
أصدر قاضيا تحقيق فرنسيان، أمس الاثنين، مذكرة توقيف جديدة ضد الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، حسب وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن مصدر وصفته بالمقرب من الملف.
وهذه مذكرة التوقيف الثانية التي يصدرها قضاة فرنسيون من قسم الجرائم ضد الإنسانية في محكمة باريس ضد بشار الأسد، وجاء إصدارها بعد طلب إضافي من النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب، وفقا للمصدر نفسه.
واستنادا لمؤيدات التحقيق، تعتبر النيابة أن بشار الأسد لم يعد يتمتع -بعد الإطاحة به وتركه منصبه كرئيس- بحصانة شخصية قد تحميه من أي ملاحقة قضائية أمام محاكم أجنبية، بناء على مقتضيات القانون الدولي.
وصدرت هذه المذكرة بعد تحقيقات أثبتت أن صلاح أبو نبوت، وهو مواطن فرنسي سوري يبلغ من العمر 59 عاما، وأستاذ سابق للغة الفرنسية، لقي مصرعه في السابع من يونيو/حزيران 2017 نتيجة قصف منزله بمروحيات الجيش السوري.
أمر وساعد
وتعتبر العدالة الفرنسية أن بشار الأسد أمر وقدم الوسائل المساعدة لتنفيذ هذا الهجوم في درعا جنوب غربي سوريا، وفقا للمصدر المقرب من الملف الذي تحدث لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفي إطار هذا التحقيق المفتوح منذ عام 2018، فإن 6 من كبار الشخصيات العسكرية السورية مستهدفون بإصدار مذكرات توقيف في حقهم بتهمة التورط في ارتكاب جرائم حرب.
وفي بيان، قال عمر -وهو ابن صلاح أبو نبوت- إن “هذه القضية تمثل تتويجا لنضال طويل من أجل العدالة، الذي آمنا به أنا وعائلتي منذ البداية”، معربا عن أمله في أن “تُعقد محاكمة ويتم القبض على الجناة ويقدموا للعدالة، أينما كانوا”.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تم إصدار مذكرة توقيف أولى ضد بشار الأسد بسبب هجمات كيميائية بغاز السارين، اتهم نظامه بتنفيذها في 5 أغسطس/آب في عدرا ودوما شمالي دمشق، وأصيب فيها نحو 450 شخصا، وأيضا في 21 أغسطس/آب 2013 في الغوطة الشرقية شمالي دمشق أيضا، حيث قُتل أكثر من ألف شخص، وفقا لمصادر أميركية.
المصدر : الفرنسية
——————–
فرنسا: جرائم نظام الأسد في صيدنايا يجب ألا تمر دون عقاب
دبي – العربية.نت
22 يناير ,2025
علق وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الثلاثاء على مذكرة الاعتقال التي صدرت بحق الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
حيث قال إن “القضاء الفرنسي أصدر مذكرة اعتقال بحق بشار الأسد: جرائم النظام، التي تمكنت من معاينة فظائعها في سجن صيدنايا، يجب ألا تمر دون عقاب”.
وشدد على أن “فرنسا حشدت جهودها، وستظل، لضمان تحقيق العدالة للسوريين”.
مذكرة التوقيف الثانية
يأتي ذلك بعدما أصدر قاضيان فرنسيان، الثلاثاء، مذكرة اعتقال بتهمة التواطؤ في جرائم حرب ضد الأسد.
وصدرت المذكرة بصفته “القائد الأعلى للقوات المسلحة” والمسؤول بالتالي عن الجرائم التي وقعت في البلاد.
كما تعد هذه مذكرة التوقيف الثانية التي يصدر ها قضاة فرنسيون من قسم الجرائم ضد الإنسانية في محكمة باريس القضائية، ضد الأسد، حيث صدرت مذكرة سابقة في يونيو 2024.
يذكر أن بشار الأسد كان غادر وأسرته إلى روسيا، حيث حصلوا على حق اللجوء الإنساني، بعدما اجتاحت المعارضة المسلحة المحافظات السورية الواحدة تلو الأخرى، وسيطروا على العاصمة دمشق وأسقطوا النظام في الثامن من ديسمبر 2024.
وسبق وأن ذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه يخطط للقاء الأسد، لكن لم يُعلن بعد عن أي لقاء بين الجانبين، في وقت تتواصل فيه موسكو مع الإدارة السورية الجديدة.
ملف المعتقلين
يشار إلى أنه ومنذ سقوط نظام الأسد، أفرجت إدارة العمليات (فصائل سورية مسلحة معارضة) عن المعتقلين في البلاد. إلا أن آلافاً من المفقودين لم يعرف مصيرهم حتى الآن.
إذ كشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن هناك ما لا يقل عن 112 ألفاً و414 شخصاً في سوريا لا يزالون مختفين قسراً.
في حين عثر على 9 مقابر جماعية منذ سقوط الأسد، احتوت على رفات 1475 ضحية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
——————————
السعودية: إدارة سوريا متعاونة ويجب تجنب الحرب
كشف عن خطة لزيارة بيروت في هذا الأسبوع
دبي – العربية.نت
21 يناير ,2025
تأكيداً على تصميم المملكة العربية السعودية على مساعدة سوريا، شدد وزير الخارجية فيصل بن فرحان، على أن هناك فرصة كبيرة لنقل البلد العربي الشقيق إلى اتجاه إيجابي.
رفع العقوبات عن سوريا
وأضاف اليوم الثلاثاء، أثناء كلمته في مؤتمر المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس المقام في سويسرا، أن لدى الإدارة السورية رغبة كبيرة للتعاون مع المجتمع الدولي.
كما لفت إلى ضرورة بذل المزيد لرفع العقوبات الدولية عن سوريا بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
كذلك رأى أن على المجتمع الدولي مساعدة سوريا في المرحلة الانتقالية.
زيارة للبنان
أما عن لبنان، فاعتبر الوزير السعودي انتخاب الرئيس جوزيف عون أمر إيجابي جدا، كاشفا عن خطة لزيارة بيروت هذا الأسبوع.
وشدد على ضرورة أن يرى العالم إصلاحات حقيقية في لبنان.
ولفت إلى أن الرياض لا تعتقد أن الإدارة الأميركية الجديدة تساهم بزيادة خطر الحرب، مشيرا إلى أنه على إيران أن تكون إيجابية تجاه وقف النار في غزة.
وأكد أن بلاده تسعى لتفادي أي حرب في المنطقة.
تغييرات كبيرة
يأتي مؤتمر دافوس الاقتصادي العالمي بعد أيام من سريان هدنة وقف النار في غزة بين إسرائيل وحماس، وساعات على وصول الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب سدة الحكم، وقبيل أيام من انتهاء مهلة الـ60 يوماً بين تل أبيب وحزب الله في لبنان.
وكانت السعودية شددت مرارا على ضرورة رفع العقوبات الأحادية والأممية المفروضة على سوريا.
وحذرت من أن استمرارها سيعرقل طموحات الشعب السوري في تحقيق التنمية وإعادة البناء.
في حين أصدرت الولايات المتحدة، قبل أيام، إعفاء من العقوبات على التحويلات المالية مع المؤسسات الحاكمة في سوريا لستة أشهر بعد انتهاء حكم الأسد، في محاولة لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية على سوريا، وكذلك أعلنت دول أوروبية أنها تدرس أمر الرفع.
————————
وزير الدفاع السوري: نحن ببداية النهاية مع قسد
دبي – العربية.نت
21 يناير ,2025
بعد تأكيد على خطأ أن يحتفظ المسلحون الأكراد بتكتل خاص داخل القوات المسلحة، عاد وزير الدفاع في الإدارة السورية الجديدة، مرهف أبو قصرة، وشدد على وجوب إلغاء الحالة الفصائلية الثورية.
بداية النهاية مع قسد
كما كشف في حوار لـ مجلة “المجلة”، اليوم الثلاثاء، عن أن الإدارة باتت تقريبا في بداية النهاية بشأن المفاوضات مع “قسد”.
وأعلن عن نيتها تأسيس جيش للشعب السوري وليس جيشا يهينه، كما كان يفعل أيام حكم الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
كذلك شدد على ضرورة أن تخضع كل الفصائل لهيكلية وزارة الدفاع وبرامجها، لافتا إلى عدم جواز بقائها ككتلة في الجيش.
وكشف أن الإدارة لا تريد الاستعجال بعقد مؤتمر الحوار الوطني، لافتاً إلى أن هناك مساعي كبيرة لإيقاف التجاوزات الإسرائيلية في سوريا.
وشدد على ضرورة أن توقف إسرائيل تجاوزاتها في أراضي بلاده.
هكذا سقط الأسد
وعن عملية السقوط، أوضح وزير الدفاع أنه بعد تحرير حلب اقتنعت إدارة العمليات العسكرية بإمكانية إسقاط الأسد، مشيرا إلى أن زوال النظام تحقق عندما انشغل حلفاؤه إيران وروسيا وحزب الله.
كما أكد أن الشيعة الموجودون في سوريا تتولى الدولة إدارتهم ونمنحهم حقوقهم، مشددا على أن السوريين لا يريدون لإيران أن تتدخل بشأنهم.
أيضا أكد أن الإدارة شرحت رؤية الدولة السورية الجديدة خلال زيارتها للسعودية، مؤكدا أن الزيارة كانت مثمرة بشكل عام.
المشكلة مع “قسد”
وجاء كلام أبو قصرة بعد أيام، من إعلان قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، عبر شاشة “العربية”، أن قواته لم تقرر تسليم السلاح ولا حل نفسها، بل أعلنت نيتها الانخراط في جيش سوريا المستقبل.
وحذّر من أن أي طريق غير التفاوض في مسألة دمج القوات بوزارة الدفاع سيؤدي إلى مشاكل كبيرة، على حد تعبيره.
كذلك طالب بضرورة اعتراف السلطات السورية الجديدة باللغة الكردية وإلغاء كلمة “العربية” من اسم سوريا الرسمي، طالما رفعت “قسد” علم الاستقلال.
وتخضع مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا لسيطرة الإدارة الذاتية التي أنشأها الأكراد بعد اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، وانسحاب القوات الحكومية آنذاك منها من دون مواجهات.
———————————–
“سد تشرين” يرسم حدود التفاوض والقتال في شمال سوريا
ضياء عودة – إسطنبول
21 يناير 2025
على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية تحول “سد تشرين”، الواقع في ريف محافظة حلب من الجهة الشرقية، إلى خط جبهة مشتعل بين “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وفصائل “الجيش الوطني السوري” المدعومة من أنقرة.
وفي وقت لا تلوح في الأفق بوادر لإيقاف القتال المتواصل، تثار تساؤلات بشأن المفاوضات بين “قسد” والإدارة الجديدة في دمشق.
ورغم أن إدارة دمشق لاتزال تراقب مجريات الميدان من بعيد، ستكون للمفاوضات التي تنخرط فيها مع القوات الكردية دور في تحديد مآلات الصراع الحاصل ومشهد مناطق شمال شرق سوريا ككل.
ويخضع سد تشرين، منذ سنوات، لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، ويغذي مناطق واسعة من حلب وغيرها من المدن بالماء والكهرباء.
وبعيدا عن هذه الصورة التي يعرف بها منذ عقود، تحول “سد تشرين” إلى جبهة تطلق القذائف والصواريخ من المناطق المحاذية لجانبيه، من الجهة الشرقية والغربية.
ويفصل الخط بين فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعوم من أنقرة، التي تحاول التقدم نحو “تشرين” من الجهة الغربية وبين “قسد” التي تشي طبيعة المواجهة التي تخوضها بأنها تحاول التمترس بالسد، لعدة اعتبارات.
ويعتقد الباحث السوري في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، أسامة شيخ علي، أن المواجهات المستمرة في محيط “سد تشرين” هي جزء من “معركة استنزاف لقسد”.
ويوضح أن القوات الكردية يهمها ملف السد من ناحية تقنية، كون المتحكم بـ”تشرين” سيكون متحكما بالماء والكهرباء في المنطقة.
وتبرز نواحٍ أخرى وراء عامل الأهمية، وبينها ما هو مرتبط بالناحية الميدانية.
ويضيف شيخ علي: “في حال وصول الفصائل المدعومة من تركيا لسد تشرين لن يبقى أمامها كثيرا للوصول إلى كوباني ومحاصرتها”.
من جانبه يرى الأكاديمي السوري المقيم في القامشلي، فريد سعدون، أن “ما يجري في محيط سد تشرين منذ أسابيع وحتى الآن هو عمليات استنزاف لا أكثر”.
ويقول لموقع “الحرة”: “الفصائل لا تستطيع تحقيق أي انتصارات عسكرية”. ويضيف سعدون: “وإذا استدعى الأمر سيحسم التحالف الدولي المعركة لصالح قسد”.
“لا معركة كبرى”
وهذه ليست المرة الأولى التي تخوض فيها فصائل “الجيش الوطني” مواجهات مع “قسد”، لكن هناك ما هو لافت الآن، كون هذه المواجهات في سد تشرين هي الأكبر من نوعها بعد سقوط نظام الأسد.
كما أنها تأتي بالتزامن مع المفاوضات التي تجريها القوات الكردية مع الإدارة الجديدة في دمشق، من أجل حل القضية المتعلقة بالانخراط ضمن “الجيش السوري الجديد”.
وللقضية أيضا عوامل لافتة أخرى، تتمثل بأن المواجهات ضد “قسد” لا تشترك فيها “إدارة العمليات العسكرية” التي تندرج ضمنها “هيئة تحرير الشام”.
على العكس، فمن يتولى القتال هناك عدة فصائل تندرج ضمن “الجيش الوطني السوري”، الذي يتلقى دعما من تركيا، وينتشر في مناطق واسعة بريف محافظة حلب.
ويوضح الباحث شيخ علي أن “تركيا ترغب بأن تبقى المناوشات العسكرية قائمة دون أن تتحول لمعركة كبرى”.
ويقول إن “الهدف من وراء ذلك يذهب باتجاه إبقاء الاهتمام موجودا”.
كما تسعى تركيا للفت انتباه الجانب الأميركي، وهو الذي يدعم “قسد” عسكريا منذ سنوات.
وتراهن أيضا على الإدارة الأميركية الجديدة التي يرأسها دونالد ترامب، بحسب شيخ علي.
“رهان”
وتسلم ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الأميركية رسميا، يوم الاثنين.
وينتظر ساكن البيت الأبيض الجديد عدة ملفات داخلية وخارجية، وقد تكون سوريا جزءا منها، كما الحال الذي حصل في أثناء ولايته السابقة قبل 4 سنوات.
قبل 4 سنوات كان ترامب قد اتخذ قرارا بالانسحاب من أجزاء من شمال سوريا.
وفتحت خطوته تلك الباب أمام تركيا لشن عملية في عام 2019، باتجاه مدينتي رأس العين وتل أبيض.
واليوم تعوّل تركيا على استنساخ ذات السيناريو.
ويتابع شيخ علي: “وتراهن أيضا على عقلية الرئيس الأميركي السابقة بأن يمنحها الضوء الأخضر”.
ماذا عن الميدان؟
وينتشر مئات الجنود الأميركيين في شمال وشرق سوريا. وهؤلاء يقدمون المشورة لـ”قسد” في إطار الحرب ضد تنظيم “داعش” ويتوزعون في عدة مواقع استراتيجية.
ولا تشمل هذه المواقع مناطق ريف حلب وسد تشرين، الذي يشهد معارك محتدمة.
ويوضح الباحث السوري في مركز “حرمون للدراسات المعاصرة”، نوار شعبان أنه “لا يمكن مهاجمة سد تشرين كونه منشأة حساسة”.
و”رغم وجود خيار تطويقه إلا أن هذا الأمر سيكون صعبا من الجهة الشرقية (بوابة الإمدادات التي تحصل عليها قسد)”، بحسب قوله.
ومن ناحية أخرى، يعتبر شعبان أن احتدام القتال في محيط السد دون تحقيق تقدم أو تراجع يرجع لطبيعة المواجهات التي تخوضها “قسد”.
ويضيف: “هي ليست كالنظام السوري. النظام كان يفتقد للعقيدة وقسد تختلف بهذا الأمر عنه”.
وتتحصن “قسد” في سد تشرين منذ سنوات.
وتم حفر في محيطه وضمن جسمه “أنفاق”، كما يقول المحلل العسكري السوري، إسماعيل أيوب.
ويضيف أيوب، لموقع “الحرة”: “ما يحصل فيه استنزاف للطرفين”.
ويتابع: “لا هدف للقتال هناك. القتلى من الجانبين يسقطون بلا ثمن.. هناك قتال بالمجان ومفاوضات!”.
بالتفاوض أم القتال؟
ووفقا لـ5 مصادر نقلت عنها وكالة “رويترز” الاثنين، فإن الأطراف المنخرطة في المفاوضات “يبدون أكبر قدر من المرونة والصبر”.
ويشمل مسار التفاوض كلا من تركيا وسوريا و”قسد”.
وفي حين أن تركيا لم تعلّق على صحة المفاوضات من عدمها كان قائد “قسد”، مظلوم عبدي قد كشف عن لقاء جمعه مع قائد الإدارة الجديدة في دمشق، أحمد الشرع.
اللقاء بين هذين الرجلين ركّز في الأساس على الخطوات المتعلقة باندماج “قسد” ضمن “الجيش السوري الجديد”.
وفي المقابل، لم تصدر حتى الآن أي مواقف أخرى على صعيد القتال المستمر في محيط “تشرين”.
ويقول شيخ علي إن “تركيا ليس لديها الصبر الكافي لكي تنتظر مسار المفاوضات بين حكومة دمشق وقسد”.
ويضيف: “ومن الواضح أن إدارة دمشق تسعى لملف شمال وشرق سوريا عبر التفاوض، بعيدا عن المواجهة العسكرية”.
وتخشى أنقرة أن لا تضمن المفاوضات مصالحها، وأن تفضي إلى قبول معين لـ”قسد”، وأن تأخذ حالة دستورية.
وفي حال اكتسبت تلك الحالة “سيكون من الصعب شن عمليات عسكرية ضدها”.
ولذلك يشير شيخ علي إلى أن “تركيا لن تقبل بحل الجيش الوطني السوري والحكومة السورية المؤقتة والائتلاف قبل أن تحصل على حل مرضي بخصوص شمال سوريا وملف قسد”.
ومن جهة أخرى، ترتبط بالميدان على نحو أكبر يوضح الباحث شعبان أن أي عمل عسكري لن يكون فعالا على محور سد تشرين لوحده.
ورغم وجود خيارات لفتح محاور أخرى، يعتقد الباحث أنها ستصطدم بـ”القوات الدولية المبعثرة في شمال وشرق سوريا، وعلى رأسها القوات الأميركية”.
ضياء عودة
الحرة
—————————
رامي الشاعر: روسيا أنقذت سورية من حرب أهلية مرتين، و في شهر ديسمبر/كانون الأول 2024، حققنا رغبة السوريين في الإطاحة بالأسد، ولا أستطيع القول أن الحكومة الجديدة إسلاميون متطرفون.
التيار العربي المستقل
تحديث 22 كانون الثاني 2025
بين أواخر شهر نوفمير / تشرين الثاني، وأوائل شهر ديسمبر/ كانون أول 2024 ؛ لم تمنع برودة الطقس في موسكو من التعاطي مع الملف السوري بسخونة تعيد للسوريين بعضاً من الدفئ الذي ناضلوا من أجله لمدة ثلاثة عشر عاماً، في الوقت الذي أصبح فيه الملف السوري المعضلة الأكثر تعقيداً، التي ألقت بظلالها على جميع القضايا الأقليمية منها والدولية. والأهم أنه لم يعد لدى السوريون طاقة على تحمل تداعياته ، خصوصاً وأن الأوضاع أخذت منحى يشير إلى ما هو أبعد وأخطر من الحسابات الاستراتيجية والسياسية، لدولة تنهار بشكل متسارع مؤسساتياً واقتصادياً ومجتمعياً، في الوقت الذي كان فيه النظام السوري البائد يضرب بعرض الحائط قرار الأمم المتحدة 2254 ، القاضي بترتيبات وقف إطلاق النار والتهدئة كمقدمة للعملية السياسية، بينما كان النظام السوري متفلتاً من جميع التزاماته، ورافضاً أية تسوية، أو جلوس مع أي طرف كان، وواصفاً – في الوقت ذاته- المعارضة السورية بكل أشكالها بالإرهابية والمتطرفة.
قبل أيام من سقوط النظام البائد، زارت وفود وشخصيات من المعارضة السورية وزارة الخارجية الروسية، وتركز الحديث – حسب تقارير إعلامية – حول تعنت نظام الأسد وعدم امتثاله للعملية السياسية المرعية بقرار مجلس الأمن الدولي، الذي أصبح حبراً على ورق المماطلة التي يبديها الأسد بين الحين والآخر.
اللقاءات ذاتها كانت تركز على ماهو أهم من الأسد، وفي مقدمتها مخاوف انهيار سورية كشعب وثقافة وتاريخ وجغرافيا، وهي الأولويات التي كانت أهم بكثير من انتظار سرديات النظام وحججه، في الوقت الذي تحول فيه الشعب السوري إلى جياع مقموعين في الداخل، ومشردين هائمين على وجوههم في الخارج، إلى درجة أصبح معها وجه كل سوري تتقاسمه ملامح الحسرة، والانكسار، وفقدان الأمل، وانتظار المجهول.
في الحالة السورية عوقب السوريون في لقمة عيشهم مرتين، الأولى بسبب العقوبات الأمريكية، والثانية، بسبب أداء وسياسات النظام السوري، الذي فشل حتى ببديهيات اقتصاد الحرب، تاركاً الاقتصاد السوري بيد المافيات السلطوية من المقربين وأمراء الحرب الذين استنزفوا السوريين في كل مرافق الحياة، ماساعد في انهيار الدولة السورية والمجتمع السوري، الذي سقط في أتون مجاعة وفقر لم يعرفها شعب في التاريخ المعاصر.
تقف سورية اليوم أمام مرحلة مفصلية من تاريخها، مرهونة بقرارها الذي أصبح لأول مرة منذ 54 سنة بيد أبنائها، وماعليها إلا أن تقرر استقلالها وسيادتها كدولة قوية وحرة وندية في علاقاتها الدولية والإقليمية، مايضعها أمام استحقاقات تقرير مصيرها في إطار لعبة الأمم التي لاترحم حالات الضعف والتبعية والانقسام، وماعلى سورية والسوريين اليوم إلا أن ينطلقوا من ثقافتهم، وعقلهم الجمعي كدولة ذات سيادة، وقوة مضافة ببعدها العربي والتاريخي، لكي تحجز لها مكاناً يستحقة السوريون في إطار علاقاتهم مع جميع دول العالم.
في هذا السياق يكشف الكاتب والدبلوماسي رامي الشاعر لأول مرة – في حوار مطول له لصحيفة “الحجج والحقائق “الروسية- عن جملة من الوقائع والحقائق التي دارت في الأيام الأخيرة لسقوط نظام بشار الأسد في أروقة صناعة القرار الروسي القريب منها، رابطاً هذا السقوط المدوي بجملة من القضايا المرتبطة بمستقبل سورية والمنطقة والعالم.
نص الحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوار
بدأت مرحلة جديدة في تاريخ سوريا. قبل أكثر من شهر بقليل، وصلت المعارضة المسلحة إلى السلطة، وترك بشار الأسد منصبه كرئيس وفر من بلاده، حيث وجد ملاذا آمنا في موسكو. منذ 9 ديسمبر/كانون الأول، أصبحت الجمهورية العربية السورية تحت قيادة حكومة انتقالية. إن الأحداث التي وقعت هي موضع نقاش ساخن في روسيا، وهو أمر مفهوم: لقد قدمت دولتنا مساهمة كبيرة في تسوية الوضع في المنطقة و لسنوات عديدة.
كيف ستبنى العلاقات بين موسكو ودمشق الآن، وكيف ستؤثر التغيرات في سورية على مصالح روسيا في الشرق الأوسط ككل؟
تحدثنا عن هذا مع أستاذ العلوم السياسية والإعلام والشخصية العامة رامي الشاعر، لا أن يعبر عن رأيه الشخصي في كافة القضايا وحسب، بل ويقدم معلومات بناءً على معطياته الخاصة.
مهمة خاصة
– ألكسندر فيدوروف: رامي، ما رأيك بموقف روسيا على الساحة السورية؟
– لقد نفذت روسيا مهمتها بكرامة، حيث منعت سفك الدماء على نطاق واسع وانهيار الدولة في سورية الصديقة. أناشد كل من يشك. اطمئنوا: لقد أنقذت روسيا سورية مرتين، قبل عشر سنوات والآن.
في عام 2015، وبوساطة من الاتحاد الروسي، تم سحب الجماعات المسلحة من دمشق إلى محافظة إدلب، بعد أن كانت الأخيرة تتجهز لشن معارك في شوارع العاصمة السورية، حيث كان من الممكن أن يكون هناك، وفقًا لتقديرات مختلفة، ما بين مليون، ومليون ونصف ضحية من المدنيين، وكان من الممكن أن تتحول المدينة القديمة إلى أنقاض. والآن، كاد أن يتكرر السيناريو مرة أخرى، فلو لم يتم تنحي بشار الأسد وتسليمه السلطة سلمياً، لكان من الممكن أن يحدث انقسام في الجيش وحرب أهلية واسعة النطاق في سورية. وكانت البلاد على شفا أزمة خطيرة، لكن كل شيء انتهى على ما يرام.
وحتى بعد ما حدث، في 26 ديسمبر/كانون الأول 2024، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلته على موقع وزارة الخارجية الروسية: “لا يمكننا أن نسمح لسوريا بالانهيار. على الرغم من أن البعض يفضل الأمر على هذا النحو.
– اتضح أن القيادة الروسية أنقذت سورية من الحرب الأهلية؟
– نعم، لقد كان هدف روسيا هو دعم نظام وقف إطلاق النار، وإنهاء الاشتباكات العسكرية بين المجموعات المختلفة والجيش، تمهيداً لعملية سياسية كانت مرعية بقرارات الأمم المتحدة والقرار 2254، ولهذا التزمت روسيا بهذا المسار الدولي، وهذه العملية كان من المقرر أن يقرر السوريون من خلالها مصير بلادهم، وانتظرنا حتى ينضج هذا العامل الداخلي السوري. وبالفعل فلقد استغرق هذا الأمر وقتا طويلا حتى ينضج. ولم يتم التأكيد نهائيا على أن الشعب يؤيد الإطاحة بالحكومة السابقة، ووصول حكومة جديدة إلا في شهر ديسمبر/كانون الأول.
ولكن دعونا نرى من ناحية أخرى ما هو الأفضل: أن تنضج هذه العملية لفترة طويلة أم أن تحدث جولة جديدة من الحرب الأهلية مع كل عواقبها ــ العنف وموت أعداد كبيرة من الناس؟ تخيلوا ماذا سيحدث لو انقسم الجيش وبدأ العسكريون باستخدام الدبابات وناقلات الجند المدرعة والطائرات والأسلحة ضد بعضهم البعض وضد السوريين الذين يعتبرونهم معادين! ولحسن الحظ أن هذا لم يحدث، إذ قامت القوات المسلحة السورية وأجهزة المخابرات بحل نفسها.
لقد جرت عمليات السلام في السنوات الأخيرة في الجمهورية العربية السورية في المقام الأول بفضل روسيا، وهي عضو في مجموعة أستانا إلى جانب تركيا وإيران. لقد كتبت كتابًا عن جهود الدول الثلاث لحل الأزمة السورية، بعنوان “سوتشي 2018: الطريق إلى السلام.
– لماذا العلاقات بين روسيا وسوريا مهمة إلى هذه الدرجة؟
– العلاقات بين بلدينا كانت ودية تاريخيا. وكان الاتحاد السوفييتي أول من اعترف باستقلال سورية عن فرنسا، وأقام علاقات دبلوماسية مع دمشق في عام 1944. من منتصف الستينيات إلى أوائل التسعينيات، نفذ الاتحاد السوفييتي حوالي 60 مشروعاً كبيراً على الأراضي السورية: بناء السدود والسكك الحديدية والمصانع المختلفة، ووضع أسس الطاقة السورية والتعدين والري.
وكان الجيش السوري مجهزًا بأسلحة سوفيتية وروسية. لقد تلقى العديد من ضباطها، مثل آلاف الشباب الآخرين من الشرق الأوسط – بما في ذلك خادمكم المتواضع- تعليمهم في الجامعات السوفييتية والروسية. لقد استفادت سورية كثيراً من التعاون بين بلدينا، وتسعى قيادتها المؤقتة إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا.
– ما هو برأيكم مصير قواعدنا العسكرية في سوريا؟
– يوجد مركز لوجستي للبحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط منذ العهد السوفيتي. كما تم نشر مجموعة طيران تابعة للقوات الجوية الفضائية الروسية في سورية منذ عام 2015. تم إنشاؤه بناء على طلب الحكومة السورية لمساعدة جيش سورية والعراق في الحرب ضد تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى. وتجري حاليا مفاوضات بشأن مصير هذه القواعد البحرية والجوية. وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتن خلال “خطه المباشر” في ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى أنه سيكون من المستحسن الحفاظ عليها إذا كانت مصالح روسيا والسلطات السورية الجديدة تتوافق على ذلك. وفي الوقت الحالي، عرضنا على دمشق استخدام هذه القواعد على الأراضي السورية لتقديم المساعدات الإنسانية.
* لقد حكموا لأكثر من نصف قرن
– كيف تقيم شخصية بشار الأسد؟
أعتقد أن تعيينه الأول في منصب رئيس الدولة كان خاطئا. وكان الاستياء من تصرفات السلطات قد بدأ يتصاعد بين الناس في عهد والده حافظ الأسد، الذي حكم سورية من عام 1971 إلى عام 2000، وقبل ذلك أيضًا رئيس الوزراء ووزير الدفاع في البلاد. حتى في ذلك الوقت، كان السوريون، الذين غالبيتهم من المسلمين السنة، غاضبين من أن بلادهم ظلت لفترة طويلة تحت حكم الطائفة العلوية (العلويون هم أحد الفروع الفارسية في الإسلام؛ وهم أقرب إلى الشيعة، الذين يرتبطون بهم ارتباطا وثيقا). (متفقون من خلال تأليه علي، صهر النبي محمد وابن عمه). (ملاحظة المحرر). وبحسب مصادر مختلفة فإن ما نسبته 11 إلى 15% فقط من سكان الجمهورية العربية السورية هم من العلويين.
لكن الجنرال حافظ الأسد، الذي كان يملك السلطة الوحيدة في الجمهورية، قرر تعيين خليفة له من عائلته. في البداية رأى أخاه رفعت في هذه الصفة، لكنه حاول الاستيلاء على السلطة بين يديه قبل أوانه، فتم طرده من البلاد. أما الخليفة التالي، وهو الابن الأكبر باسل، فقد توفي في حادث سيارة. وكان الخليفة التالي هو الابن الأصغر، بشار، الذي لم تكن لديه أي خبرة سياسية، وهو ما تسبب في المزيد من السخط. لقد توقعت أن هذا سيكون مصدرًا للمشاكل وأعربت عن هذا الرأي أكثر من مرة.
– لكن الآن وصل إلى السلطة أعضاء المنظمة العسكرية السياسية “هيئة تحرير الشام”، المصنفة كمنظمة إرهابية في روسيا وبعض البلدان الأخرى. إذاً؛ ماذا ينتظر سورية؟
– لا أستطيع أن أقول إن الأشخاص الذين وصلوا إلى السلطة في سورية هم إسلاميون متطرفون. وقد تم تصنيف منظمتهم في وقت ما كمنظمة إرهابية بسبب ارتباطاتها المبكرة بتنظيم القاعدة، لكن مؤيديها، ومعظمهم من الأجانب، تم طردهم منذ فترة طويلة من هيئة تحرير الشام.
أتمنى أن يكون مستقبل سورية دولة ديمقراطية علمانية. ولا يمكن أن يكون الأمر غير ذلك مع شعب متعلم ومتمدن كالشعب السوري. أعتقد أن حرية الدين ستكون محفوظة في البلاد، وبحلول نهاية عام 2025 ستجري انتخابات وتصويت على دستور جديد يلبي مصالح وتطلعات السوريين.
ومن المهم أيضًا أن تعود العلاقات الطبيعية بين سوريا وتركيا، نظرًا إلى أن البلدين يتقاسمان حدودًا تمتد لمسافة 900 كيلومتر. وهذا من شأنه تسهيل تنمية الاقتصاد السوري، وخاصة الزراعة، حيث كان استيراد الخضار والفواكه والمنتجات الزراعية الأخرى يذهب عادةً من سورية إلى كافة الدول العربية. وتتخذ تركيا بالفعل خطوات حقيقية لضمان عدم تعرض السوريين لانقطاع التيار الكهربائي.
ماذا يريد الأكراد؟
– هل صحيح أن تركيا ستطرد جميع اللاجئين الأكراد من أراضيها إلى سوريا؟ ولماذا يصر الأكراد على إنشاء دولتهم الخاصة؟
– الأكراد هم شعب يدور حوله الكثير من الفرضيات. على الرغم من أن مشكلتهم تحتاج حقا إلى حل. إن الظلم التاريخي هو أن حوالي 40 مليون إنسان وجدوا أنفسهم بدون دولة خاصة بهم نتيجة لاتفاقية سايكس بيكو التي تم عقدها خلف الكواليس بين حكومات بريطانيا العظمى وفرنسا والإمبراطورية الروسية في 16 مايو/أيار 1916. الاتفاقية حددت مصير الأراضي التي كانت في السابق جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، وتم تقسيمها إلى مناطق نفوذ في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى. وأعتقد أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل مائة عام لا يزال يؤثر على الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، وخاصة القضية الكردية. لقد تم حرمان الأكراد من حق إنشاء دولة مستقلة في ذلك الوقت، وهم الآن يعيشون في سورية وتركيا والعراق ودول أخرى. أعتقد أنه من الضروري التفاوض بشأن حل هذه القضية.
– هل ستتنازل الدول الأخرى فعلاً للأكراد عن جزء من أراضيها مقابل هذا؟
– لا ينبغي أن يحدث هذا إلا بالموافقة المتبادلة بين جميع الأطراف. وفي داخل العراق، نجح الأكراد بالفعل في تحقيق الحكم الذاتي في إطار الدستور العراقي الاتحادي، وهو ما يسمى بكردستان الجنوبية (أو إقليم كردستان)، التي تأسست عام 1992 وتم الاعتراف بها رسميا من قبل الحكومة العراقية عام 2005. ويبلغ عدد سكانها حسب تعداد عام 2024 نحو 6.3 مليون نسمة من مختلف الجنسيات، غالبيتهم من الأكراد. عاصمتها أربيل، ولغاتها الرسمية هي الكردية والعربية. وتعتبر المنطقة ذات الحكم الذاتي جزءًا مستقرًا ومزدهرًا من العراق.
وربما تستفيد سورية وتركيا أيضًا من هذه التجربة في إطار دساتيرها، حيث يمكن للأكراد الحفاظ على لغتهم وتقاليدهم. وهذا من شأنه أن يساعد على تخفيف التوتر. اتصل بي مؤخرا أكراد من شمال سورية وطلبوا مني تأسيس وساطة لمناقشة قضيتهم مع السلطات الجديدة. بل إنهم أبدوا استعدادهم للانضمام إلى الجيش السوري الذي تم تشكيله حديثاً. طرحهم كان مشجعاً، ولكن هذا لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يتعارض مع سيادة الدول الأخرى ووحدة أراضيها؛ ويجب على تركيا وسورية أن تتوصلا إلى مثل هذا القرار بنفسيهما.
العقوبات تدمر الاقتصاد
– لماذا توجد مثل هذه الصعوبات في التنمية الاقتصادية في سورية؟
– السبب الرئيسي برأيي هو العقوبات وضخ الأميركيين للنفط السوري. ولا حتى الفساد، الذي كان موجودا بالفعل في السلطة على نطاق واسع إلى حد ما. فرضت الولايات المتحدة عقوبات على سورية على أمل أن يؤدي ذلك إلى جعل الحياة صعبة على النظام، وأن يبدأ الناس في الاحتجاج، وأن يصل السياسيون الموالون لأميركا إلى السلطة. أولئك الذين لن يطالبوا إسرائيل بإعادة مرتفعات الجولان المحتل، ويطرحون أسئلة غير مريحة أخرى. أنشأت أميركا قاعدة لمحاربة الإرهاب في المنطقة النفطية الوحيدة تقريباً في سورية، وبدأت بالسيطرة على الموارد المتاحة هناك.
والآن أنا متأكد أن الأميركيين سيضطرون إلى مغادرة حقول النفط، وسيتم رفع العقوبات. فسورية ليست دولة غنية، لكنها تمتلك ما يكفي من الموارد للتنمية الذاتية. والسوريون شعب مجتهد ومتعلم للغاية. ومن بينهم العديد من الأطباء والمهندسين المتميزين الذين أجبروا على مغادرة بلادهم ويعملون الآن بشكل رئيسي في أوروبا. يتعين علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لإعادتهم.
– ما هي العواقب الأخرى التي ستترتب على التغييرات في سورية بالنسبة للولايات المتحدة؟
– أتمنى أنه بحلول نهاية عام 2025، أن تختفي القواعد العسكرية الأمريكية، حيث لم تعد هناك حاجة إليها رسميًا. أنا لست ضد تطوير العلاقات بين مختلف البلدان والولايات المتحدة، ولكن فقط إذا كان ذلك لا يهدد الأمن القومي للاتحاد الروسي. دعني أشرح لك ما يعنيه ذلك. انظروا إلى عدد القواعد العسكرية الأميركية الكبيرة في مختلف بلدان الشرق الأوسط! أنا على يقين من أن واشنطن بنت هذه القواعد ليس فقط للتأثير على الدول العربية، بل أيضاً لتعزيز وجودها العسكري بالقرب من الحدود الجنوبية لروسيا.
ومن أجل ذلك، عملت الولايات المتحدة في كثير من الأحيان على مواقف متناقضة لخلق حالة من التوتر فالتصعيد ، حتى تلجأ الحكومات العربية لطلب المساعدة العسكرية من الولايات المتحدة. ومن الأمثلة البارزة على ذلك الصراع بين العراق والكويت في عام 1990. كان غزو الكويت نتيجة استفزاز أميركي، حيث نجحت السفيرة الأميركية أبريل غلاسبي في إقناع صدام حسين بأن الولايات المتحدة سوف تدعم العراقيين بشكل كامل في هذا الصدد. وفي النهاية، استغرق الاستيلاء على الكويت أربعة أيام، واستمر احتلالها سبعة أشهر، ثم هزم الجيش العراقي في الكويت على يد الأميركيين أنفسهم. وبعد تحرير الكويت، طلبت المملكة العربية السعودية وبعض الدول الأخرى في الشرق الأوسط من الولايات المتحدة إنشاء قواعد أميركية في بلادها لمواجهة التهديدات الخارجية. وفي عام 2002، اعتذر صدام حسين رسميا للكويت عن الغزو والاحتلال، وما زال العراق يدفع التعويضات. وأدى ذلك أيضًا إلى إثارة التوترات بين السنة والشيعة. وتحت ذريعة أن إيران الشيعية تشكل تهديداً للدول السنية، واصل الأميركيون بناء قواعدهم العسكرية في الدول العربية. أما روسيا فلم ولن تفعل هذا أبدًا، لأنها لا تحلم بالسيطرة على العالم.
الانتقال إلى عالم متعدد الأقطاب
– كيف ترون تطورات الوضع الدولي في المرحلة المقبلة؟
الاكيد الآن أنّ العالم يتغير، ومن المستحيل عدم ملاحظة ذلك. هناك انتقال من عالم أحادي القطب إلى عالم متعدد الأقطاب. لا يمكن للولايات المتحدة إلا أن تفهم أنه لم يعد من الممكن لها أن تسيطر على الكوكب، وبدأت تفكر في مكانتها في النظام العالمي الجديد. وسوف يبدأون حتماً في تطوير علاقاتهم مع البلدان الأخرى بطريقة مختلفة، وسيتحولون أيضاً إلى حل مشاكلهم الداخلية. وسوف نشهد كيف ستغير الولايات المتحدة سياستها الخارجية.
هذه المعادلة، ستنعكس دون أدنى شك على الشرق الأوسط الذي سيشهد تغيرات إيجابية، فقد انضمت مصر وإيران والإمارات العربية المتحدة بالفعل إلى مجموعة البريكس، وتمت دعوة المملكة العربية السعودية، وأصبحت تركيا والجزائر شريكتين في هذه المجموعة. ومن المؤكد أن الأحداث في فلسطين ولبنان مثيرة للقلق للغاية. ولكنني أعتقد أن الدولة الفلسطينية المستقلة سوف تقوم قريبا وأن الحرب سوف تنتهي.
– ما هي توقعاتك لعام 2025 بالنسبة لروسيا؟
“آمل أن تتحقق أهداف العملية العسكرية الخاصة هذا العام بشكل كامل، ولن تكون هناك حاجة للمفاوضات من خلال وسطاء، وستبدأ روسيا وأوكرانيا في التواصل بشكل مباشر، حيث لا توجد دول أقرب إلى بعضها البعض مثل روسيا وأكرانيا. لقد أصبح الاتحاد الروسي أكثر استقلالية بكثير، وقد نجحت روسيا بتحويل العقوبات إلى نعمة، بعد أن أردها البعض أن تكون نقمة، وهاهي روسيا تتطور روسيا اقتصاديا بشكل جيد للغاية. لماذا، على سبيل المثال، لا يمتلك المواطنون الروس سيارات محلية جيدة حتى الآن؟ حسنًا، هذا سيحدث قريبًا. وسوف يرتفع مستوى المعيشة والمعاشات التقاعدية. إن القيادة الروسية تعمل على هذا الأمر، ويجب على المواطنين أن يثقوا بها. روسيا دولة عظيمة ولديها موارد هائلة، ولا يجوز لأحد أن يتعدى على أمنها القومي أو يتدخل في شؤونها الداخلية. فهي تستحق أن تصبح ليس فقط الدولة الرائدة بين الدول الأخرى، بل وأيضاً ضمان حق كل دولة في التنمية المستقلة والسيادة.
رامي محمد الشاعر ____________________
مواليد عام 1955 في فلسطين. هو ابن المناضل الفلسطيني المعروف محمد الشاعر. حصل على تعليمه العسكري العالي في موسكو. في عام 1975 تم إرساله إلى روسيا كملحق عسكري. من عام 1983 إلى عام 1986 كان سفير فلسطين لدى الاتحاد السوفييتي ويعتبر الممثل الشخصي لياسر عرفات. وفي عام 1992 حصل على الجنسية الروسية، لكنه احتفظ أيضاً بجنسيته الفلسطينية. بموجب مرسوم صادر عن رئيس الاتحاد الروسي، حصل على وسام الصداقة، وفي مايو 2015 حصل على وسام الشرف. يعد الشاعر من أقرب المستشارين المولجين بصناعة القرار الروسي.
المصدر: الحجج والحقائق الروسية.
ترجمة: التيار العربي المستقل.
——————————–
بعد تحقيق لتلفزيون سوريا.. شركة تصنيع الشرائح الإيرانية تحذف معلوماتها من موقعها
2025.01.22
حذفت شركة “صقا” الإيرانية، المتخصصة في تصنيع الشرائح الذكية، كافة المعلومات المتعلقة بأنشطتها وهويتها من موقعها الإلكتروني، بعد ساعات من نشر تحقيق استقصائي مشترك للصحفيين محسن المصطفى وضياء قدور على موقع تلفزيون سوريا، والذي كشف تفاصيل مثيرة حول تورط الشركة في تزويد سوريا بشرائح اتصال مصنّعة في إيران، ما أثار مخاوف حول المخاطر الأمنية المحتملة لهذه الشرائح.
وكشف التحقيق، الذي حمل عنوان “أحصنة طروادة في هواتف السوريين.. شرائح الاتصال في سوريا إيرانية الصنع”، عن اعتماد شركتي الاتصالات في سوريا، سيريتل وMTN، على شرائح اتصال إيرانية تُصنّعها شركة “صقا”، التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية. وأبرز التحقيق ارتباطات الشركة ببرامج رقابية وأمنية تهدف إلى تعزيز نفوذ إيران الاستخباراتي في سوريا.
كما أوضح التقرير أن هذه الشرائح تحتوي على تقنيات متقدمة تُتيح تحديثات برمجية عن بُعد، ما يفتح الباب أمام إمكانية استخدامها في التجسس والمراقبة.
وترافق هذا الكشف مع تسليط الضوء على تاريخ الشركة الأم “صاايران” ودورها في تصنيع معدات تُستخدم في القطاعين العسكري والمدني داخل إيران وخارجها.
وبعد حذف شركة “صقا” كافة المعلومات من موقعها الإلكتروني، بما في ذلك تفاصيل الاتصال والعروض المتعلقة بمنتجاتها تعززت الشكوك حول طبيعة أنشطتها، خصوصاً أنها تُعتبر جزءاً من مجموعة شركات تتبع وزارة الدفاع الإيرانية.
وكان التحقيق أشار إلى أن الشرائح المصدّرة إلى سوريا من طراز 128K USIM JAVA تتيح إمكانيات واسعة، من بينها تتبع المواقع واعتراض البيانات، ما يُهدد خصوصية المستخدمين السوريين. وأثار التقرير تحذيرات من احتمال استغلال هذه الشرائح لتعزيز النفوذ الاستخباراتي الإيراني في سوريا، خاصة في ظل تورط شركات الاتصالات السورية مع الجهات الإيرانية.
وأوصى التحقيق بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة من قبل وزارة الاتصالات السورية، تشمل استبدال الشرائح الإيرانية بأخرى أقل خطورة من دول حليفة أو بتصنيع محلي، إلى جانب إعادة هيكلة شاملة لشركات الاتصالات لضمان حماية خصوصية المستخدمين وأمنهم.
———————————-
وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: متفقون على إنهاء الإرهاب في سوريا وعلينا تشجيع اللاجئين على العودة
2025.01.22
أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، على أهمية “إنهاء الإرهاب” في سوريا، مشيراً إلى أهمية تشجيع اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم.
وفي تصريحات خلال جلسة حوارية على هامش منتدى دافوس الاقتصادي، قال الصفدي إن الأردن يستضيف 1.3 مليون لاجئ سوري “ولسنا في عجلة لإعادتهم إلى بلادهم، ويجب أن يعودوا طوعاً”، مضيفاً أن اللاجئين “ضحايا أزمة، ولن نجعلهم ضحايا مرة أخرى”.
كما أكد الصفدي على ضرورة “الوقوف مع سوريا وهي تدخل مرحلة جديدة بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، موضحاً أن السوريين “يعيدون بناء وطنهم الحر الموحد السيّد الذي يحفظ حقوق جميع مواطنيه”.
واعتبر وزير الخارجية الأردني أن الإدارة السورية الجديدة “وجدت نفسها مسؤولة عن بلد مدمر من جراء الحرب الطويلة، وعليها مساعدتهم”، لافتاً إلى أن رئيس الإدارة، أحمد الشرع، “يريد بناء سوريا بغض النظر عن الانتماءات، ولكن السؤال كيف سيكون ذلك”.
استقرار سوريا يعني استقرار الأردن
وكان الصفدي أشار خلال زيارة أجراها نظيره السوري، أسعد الشيباني، إلى المملكة إلى أن الأردن “يقف إلى جانب الشعب السوري، ويحترم إرادته، ويسعى لدعمه في إعادة بناء بلده”.
وأضاف وزير الخارجية الأردني أن “استقرار سوريا يعني استقرار الأردن، وأمن سوريا ينعكس إيجاباً على الأردن والقوات المسلحة تصدت لكل محاولات التهريب على الحدود على مدار السنوات الماضية، والظروف التي كانت تتيح تهريب المخدرات إلى الأردن تغيرت الآن”.
وسبق أن أكد عاهل الأردن، الملك عبد الله الثاني، أن بلاده “مستمرة بالتنسيق مع الحلفاء بشأن تطورات المنطقة، لتحقيق الاستقرار الإقليمي”، مشيراً إلى دعم بلاده لسوريا “في بناء دولة حرة مستقلة ذات سيادة كاملة”.
——————————–
رداً على الشيباني.. إلهام أحمد: حقوق الأكراد تُضمن بالدستور ودولة لا مركزية
2025.01.22
ردّت رئيسة دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، إلهام أحمد، على التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية في الحكومة السورية المؤقتة، أسعد الشيباني، والتي نشرها باللغة الكردية عبر منصة “X”.
وفي تغريدة لها، رحّبت أحمد بتصريحات الشيباني المتعلقة بحقوق الأكراد، إلا أنها شددت على أهمية تضمين حقوقهم في الدستور السوري.
وقالت: “نحترم تصريح السيد أسعد الشيباني بخصوص الكرد. عندما تُثبت حقوق الأكراد في الدستور، سيضفي الأكراد طابعهم الخاص على المجتمع السوري. يمكننا بناء سوريا جديدة، متعددة الألوان، غير مركزية، معاً”.
وأرفقت أحمد في رسالتها نصاً كردياً أكد على أهمية ضمان حقوق الكرد في الدستور، مشيرة إلى أن هذا سيكون خطوة نحو بناء سوريا متجددة ومتنوعة.
الشيباني يدعو إلى المساواة والعدالة
جاء رد أحمد بعد تصريحات لأسعد الشيباني أشار فيها إلى تعرض الأكراد لظلم كبير على يد نظام الأسد. وفي رسالته التي نشرها باللغة الكردية عبر منصة “X”، قال الشيباني: “الأكراد في سوريا يضفون جمالاً وتألقاً على تنوع الشعب السوري”.
ودعا الشيباني الأكراد إلى المشاركة في بناء سوريا، مضيفاً: “المجتمع الكردي في سوريا تعرض لظلم كبير من نظام الأسد. دعونا نبني معاً بلداً يشعر فيه الجميع بالمساواة والعدالة”.
وجاءت تغريدة وزير الخارجية السوري تزامناً مع استمرار المفاوضات بين الإدارة السورية الجديدة و”قوات سوريا الديمقراطية” بشأن دمجها في الجيش السوري الجديد.
دمج القوات الكردية في وزارة الدفاع
وسبق أن نقلت “رويترز” عن مصادر دبلوماسية قولها إن محادثات معقدة تجري بين الولايات المتحدة وتركيا وسوريا، بشأن مصير القوات الكردية في شمال شرقي سوريا، موضحة أن المفاوضات قد تؤدي إلى اتفاق خلال الأشهر المقبلة، يتضمن مغادرة بعض المقاتلين الأجانب، ومن يتبقى من المقاتلين المحليين سينضمون إلى وزارة الدفاع السورية.
وذكرت المصادر أن العديد من القضايا الشائكة لا تزال قائمة، مثل دمج مقاتلي “قسد” في الإطار الأمني السوري، وإدارة الأراضي التي تسيطر عليها، بما في ذلك حقول النفط، بالإضافة للسجون التي تضم مقاتلي تنظيم “داعش”.
————————
ماذا يعني إيقاف العمل بقبول أو تجديد الودائع بالقطع الأجنبي للمصارف في سوريا؟
2025.01.22
أثار القرار المتداول حول إيقاف قبول أو تجديد الودائع بالقطع الأجنبي للمصارف في سوريا جدلاً واسعاً بين الخبراء والمحللين الاقتصاديين، خاصة مع غياب تأكيد رسمي من مصرف سوريا المركزي.
وفي هذا السياق، علّق الخبير الاقتصادي الدكتور مخلص الناظر على الموضوع عبر منشور نشره على صفحته في “فيسبوك”، حيث قدّم قراءة تفصيلية للقرار وأبعاده المحتملة على الاقتصاد والمودعين.
أبرز ملامح القرار:
بحسب الوثيقة التي نُسبت إلى مصرف سوريا المركزي والمؤرخة بتاريخ 20 يناير 2025، فإن القرار يتضمن عدة توجيهات رئيسية:
إيقاف إصدار نشرات معدلات الفائدة على الودائع بالعملات الأجنبية:
هذا الإجراء يعني أن المصارف العاملة في سوريا لن تعود ملتزمة بتحديد أو دفع فوائد على الودائع بالعملات الأجنبية. ووفقاً للناظر، قد يكون الهدف من هذه الخطوة تقليل الضغوط على الاحتياطات الأجنبية في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.
تحويل قيمة الودائع إلى الحسابات الجارية:
وفقاً للقرار، سيتم تحويل قيمة الودائع المستحقة عند انتهاء مدتها، بما في ذلك الفوائد، إلى الحسابات الجارية للمصارف المعنية. وأشار الناظر إلى أن هذا الإجراء قد يكون وسيلة لتقليل التدفقات النقدية الخارجة بالعملات الأجنبية.
التنفيذ الفوري للتعليمات:
القرار ينص على التطبيق الفوري لهذه الإجراءات، ما يضع المصارف أمام تحديات تتعلق بآليات التنفيذ في ظل الأوضاع الاقتصادية المتوترة.
التأثيرات المحتملة للقرار:
أكد الناظر أن لهذا القرار تداعيات ملحوظة على مختلف الأطراف، موضحاً ما يلي:
على المودعين:
أبدى الناظر قلقه من احتمالية تزايد عدم الثقة لدى المودعين في القطاع المصرفي، خاصة أن العديد منهم يعتمد على الفوائد كمصدر دخل رئيسي.
على المصارف:
يخفف القرار من التزامات المصارف بالعملات الأجنبية، ما قد يساعدها على تقليل الضغط على احتياطاتها النقدية.
على الاقتصاد:
القرار يعكس ضغوطاً اقتصادية حادة يواجهها الاقتصاد السوري، مثل شح العملات الأجنبية وصعوبة الحفاظ على استقرار الليرة السورية.
الغاية من القرار:
اختتم الناظر تحليله بالقول إن القرار يبدو محاولة لحماية الاقتصاد من تداعيات أزمات السيولة الأجنبية، معتبراً أن الحكومة تسعى إلى تخفيف العبء على الاحتياطات النقدية وتجنب مزيد من التدهور في سعر صرف العملة المحلية.
غياب التأكيد الرسمي:
رغم تداول القرار على نطاق واسع، لم ينشر مصرف سوريا المركزي أي بيان رسمي حول الموضوع عبر منصاته الإعلامية، مما أثار تساؤلات حول صحة الوثيقة والأسباب الكامنة وراء اتخاذ مثل هذا الإجراء في حال ثبوت صحته.
يبقى القرار – في حال تأكيده – جزءاً من سلسلة خطوات تهدف إلى معالجة التحديات الاقتصادية التي تواجهها سوريا، ولكنه يطرح في الوقت ذاته تساؤلات حول تأثيراته المستقبلية على النظام المصرفي والمودعين.
—————————
أسعد الشيباني: الأكراد يضيفون جمالاً وتألقاً لتنوع الشعب السوري
2025.01.22
أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن الأكراد “يضيفون جمالاً وتألقاً لتنوع الشعب السوري”، مشدداً على بناء بلد “المساواة والعدالة”.
وفي تغريدة عبر منصة “إكس”، قال الشيباني إن “المجتمع الكردي في سوريا تعرض للظلم على يد نظام الأسد”، مؤكداً أنه “سنعمل سوياً على بناء بلد يشعر فيه الجميع بالمساواة والعدالة”.
يضيف الأكراد في سوريا جمالا وتألقا لتنوع الشعب السوري، لقد تعرض المجتمع الكردي في سوريا للظلم على يد نظام الأسد، سنعمل سويا على بناء بلد يشعر فيه الجميع بالمساواة والعدالة.
— أسعد حسن الشيباني (@Asaad_Shaibani)
January 21, 2025
وجاءت تغريدة وزير الخارجية السوري تزامناً مع استمرار المفاوضات بين الإدارة السورية الجديدة و”قوات سوريا الديمقراطية” بشأن دمجها في الجيش السوري الجديد.
مصير القوات الكردية في شمال شرقي سوريا
وسبق أن نقلت “رويترز” عن مصادر دبلوماسية قولها إن محادثات معقدة تجري بين الولايات المتحدة وتركيا وسوريا، بشأن مصير القوات الكردية في شمال شرقي سوريا، موضحة أن المفاوضات قد تؤدي إلى اتفاق خلال الأشهر المقبلة، يتضمن مغادرة بعض المقاتلين الأجانب، ومن يتبقى من المقاتلين المحليين سينضمون إلى وزارة الدفاع السورية.
وذكرت المصادر أن العديد من القضايا الشائكة لا تزال قائمة، مثل دمج مقاتلي “قسد” في الإطار الأمني السوري، وإدارة الأراضي التي تسيطر عليها، بما في ذلك حقول النفط، بالإضافة للسجون التي تضم مقاتلي تنظيم “داعش”.
وأكد وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، في لقاء متلفز أمس الثلاثاء، أنه “لن تقبل أي اقتراحات لدخول الفصائل بشكل مستقل أو ضمن تشكيلات خاصة، مثل فكرة إنشاء فيلق كردي داخل الجيش”، مشدداً على أن “الجسم الحقيقي لوزارة الدفاع هو جسم مؤسساتي موحد، ولا مكان للتكتلات أو الأجسام الخاصة”.
وكان قائد “قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي، كشف عن لقاء “إيجابي” جمع قيادات من “قسد” والإدارة السورية الجديدة، نهاية كانون الأول الماضي، مؤكداً على “رفض أي مشاريع تقسيم تهدد وحدة البلاد، ووجود اتفاق على وحدة وسلامة الأراضي السورية”.
—————————–
قتلى وجرحى من إدارة العمليات العسكرية بكمين لفلول النظام في جبلة
2025.01.22
قُتل عنصران من إدارة العمليات العسكرية وأُصيب آخرون بجروح، إثر هجوم نفذته مجموعة من فلول النظام المخلوع في جبلة.
وقال مراسل تلفزيون سوريا إن مسلحين من فلول النظام المخلوع هاجموا حاجز الصناعة التابع لإدارة العمليات العسكرية في مدينة جبلة بريف اللاذقية، ما أسفر عن مقتل عنصرين من إدارة العمليات وإصابة 3 آخرين.
وفي وقت سابق، قُتل عنصران من إدارة العمليات وأُصيب آخرون بجروح، كما تعرض سبعة عناصر للاختطاف، وذلك إثر كمين نفذته مجموعة من فلول النظام المخلوع في ريف اللاذقية.
وقال مدير إدارة الأمن العام في اللاذقية، المقدم مصطفى كنيفاتي، إن فلول النظام تختبئ بين منازل المدنيين في منطقة جبلة ومحيطها، وتتخذ من الجبال والأودية منطلقاً لعملياتها ضد قوات الأمن العام وإدارة العمليات العسكرية، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السورية “سانا”.
العملية الأمنية في ريف اللاذقية
أطلقت إدارة الأمن العام، بالتعاون مع إدارة العمليات العسكرية، في وقت سابق من الشهر الجاري، عملية تمشيط في منطقة جبلة بريف اللاذقية، بحثاً عن فلول النظام المخلوع.
وقال مصدر في إدارة الأمن العام حينها إن عملية التمشيط في جبلة جاءت بعد عدة حوادث وهجمات استهدفت ثكنات عسكرية ومدنيين في المنطقة.
ومنذ إسقاط نظام الأسد، تُطلق إدارة العمليات العسكرية بشكل دوري حملات أمنية في مختلف المحافظات السورية لملاحقة عناصر النظام الذين يرفضون تسليم أنفسهم وأسلحتهم وتسوية أوضاعهم.
————————
بعثة أممية تزور مدينة منبج شرقي حلب لمعالجة القضايا المتعلقة بسد تشرين
2025.01.22
أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” أن بعثة إنسانية أممية توجهت إلى مدينة منبج شرقي حلب، أول أمس الثلاثاء، وسط تصاعد الأعمال العدائية في المنطقة.
والتقت البعثة مع ممثلين من السلطات المحلية ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري والمنظمات غير الحكومية المحلية لتحديد ومعالجة القضايا المتعلقة بسد تشرين، الذي يتعرض للهجمات منذ أيام، بالإضافة إلى معالجة فجوات الأخرى.
وزار الفريق مستشفى منبج الوطني، حيث يعمل العاملون الصحيون فيه بشكل تطوعي، وبموارد محدودة، بسبب أعمال نهب سابقة شملت المعدات وسيارات الإسعاف والمولدات.
كما أنهى مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ومنظمة “اليونيسيف” مهمة مراقبة لمحطة مياه عين البيضا شرقي حلب، والتي أُُعيد تأهيلها مؤخراً بدعم من صندوق سوريا الإنساني.
وخلال الأسابيع الماضية، تحول سد تشرين في ريف حلب الشرقي إلى خط جبهة ومعارك مشتعلة بين “قوات سوريا الديمقراطية” وفصائل “الجيش الوطني السوري”.
مخاطر الألغام والمتفجرات غير المنفجرة
وأشار “أوتشا” إلى أنه “بالإضافة إلى الحوادث المرتبطة بالأعمال العدائية الجارية، يواجه المدنيون، وخاصة الأطفال، مخاطر الألغام والمتفجرات غير المنفجرة في عدة محافظات.
وسجل شركاء مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية العاملون في مجال الحماية 69 حادثة مرتبطة بالمتفجرات، خلال الأسبوعين الأولين من كانون الثاني، أسفرت عن مقتل 45 شخصاً وإصابة 60 آخرين.
ومنذ 26 تشرين الثاني، حدد الشركاء نحو 134 منطقة جديدة مليئة بمخلفات الحرب من المتفجرات في خمس محافظات، هي إدلب وحلب وحماة ودير الزور واللاذقية.
ومع استمرار حركة السكان وعودتهم إلى مجتمعاتهم، يدعو الشركاء إلى زيادة التمويل المرن لدعم جهود إزالة الألغام، بما في ذلك التوعية بالمخاطر وإزالة المتفجرات بشكل طارئ، خاصة في الطرق والجسور.
وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية على الحاجة إلى تمويل إضافي لضمان استمرار الخدمات المنقذة للحياة، بما في ذلك تلك المتعلقة بالمخيمات التي تعاني من محدودية مغادرة السكان، مشيراً إلى أنه في شمال غربي سوريا، توقفت خدمات المياه والصرف الصحي في 636 مخيماً للنازحين، بسبب نقص التمويل، مما أثر على أكثر من 635,000 شخص.
———————————-
الخارجية السويدية: سقوط نظام الأسد فرصة تاريخية للشعب السوري لرسم مستقبله
2025.01.22
قالت وزيرة الخارجية السويدية، ماريا مالمر ستينرغارد، إن سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، “يشكل فرصة تاريخية للشعب السوري لرسم مستقبله”.
وفي تصريحات خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، ووزير العدل السويدي، غونار سترومر، في العاصمة التركية أنقرة، أكدت ستينيرغارد أن “إعلان العقبة بشأن سوريا يمثل خرdطة طريق مهمة تحظى بدعم الاتحاد الأوروبي وتركيا”.
وشددت على أهمية “وجود عملية سياسية شاملة وعادلة في سوريا، وضرورة إشراك النساء والأقليات في العملية الانتقالية”، مضيفة أنه “بصفتنا جزءاً من الاتحاد الأوروبي، فإن السويد مستعدة لدعم هذه العملية بالتعاون مع تركيا والشركاء الآخرين”.
وأشارت وزير الخارجية السويدية إلى أن بلادها قدمت دعماً لسوريا خلال عام 2024 وصل إلى 25 مليون يورو، مؤكدة أن السويد ستواصل دعمها للسوريين، بما فيهم اللاجئون في الدول الأخرى.
من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي على ضرورة البدء بإعادة الإعمار بأسرع وقت ممكن في كل من غزة وسوريا، مشيراً إلى أن “المجتمع الدولي بحاجة إلى تعاون جاد من أجل رفع العقوبات عن سوريا وإيصال المساعدات الإنسانية والفنية بشكل منظم”.
وعقب سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول الماضي، قالت وزيرة الخارجية السويدية إن “نظام الأسد سقط بعد ما يقرب من 14 عاماً من الحرب الأهلية، ووحشية لا يمكن تصورها ضد الشعب السوري”.
وفي تصريحات لوسائل إعلام سويدية، أكدت ستينرغارد على أهمية “ضمان حماية السكان المدنيين، وإعادة بناء البنية التحتية، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق”.
وأشارت الوزيرة السويدية إلى أنه “لا يزال من المبكر استخلاص نتائج واضحة حول ما ستعنيه هذه التطورات والتوصل إلى استنتاجات حاسمة بشأن ما قد يعنيه هذا على المدى الطويل، سواء لسوريا أو للمنطقة”، مشددة على أهمية “ضمان انتقال منظم للسلطة في سوريا”.
——————————-
الإدارة السورية الجديدة تنهي عقد استثمار ميناء طرطوس مع شركة روسية
2025.01.22
أنهت الإدارة السورية الجديدة العقد الموقع مع شركة روسية لاستثمار ميناء طرطوس، وطالبت الشركة بمغادرة البلاد.
وقال مدير جمارك طرطوس، رياض جودي، إن “العمل بالاتفاقية الموقع مع الشركة الروسية لاستثمار مرفأ طرطوس ألغي، وأصبحت إيرادات المرفأ بالكامل لصالح الدولة السورية”.
وفي تصريحات نقلتها صحيفة “الوطن” المحلية، أوضح جودي أن الحكومة الانتقالية تعمل على إعادة هيكلة المرفأ، وتحاول إعادة تشغيل بشكل كامل، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على تخفيض الرسوم الجمركية على بعض البضائع بنسبة 60 %، لتعزيز تنافسية المرفأ مع مرافئ الدول المجاورة، مع فرض رسوم مرتفعة فقط لحماية المنتجات المحلية.
وأشار مدير جمارك طرطوس إلى أنه “بدأ إعادة العاملين إلى ملاكهم في المرفأ، وتجهيز دراسة لتأهيل وصيانة الآليات المتهالكة التي استخدمت من دون تحديث وفق بنود الاتفاقية السابقة مع الشركة الروسية، إضافة إلى تحسين البنية التحتية وتأمين العمالة اللازمة لتطوير الخدمات المرفئية”.
ونقل موقع “هاشتاغ سوريا” عن مصدر في مرفأ طرطوس تأكيده صحة إلغاء عقد الاستثمار مع الشركة الروسية المشغلة لمرفأ طرطوس، موضحاً أن ذلك تم وفق قرار رسمي صدر عن الهيئة العامة للمرفأ، أول أمس الإثنين، بانتظار صدور قرار آخر يحدد من خلاله وضع العاملين في المرفأ وفق عقد الاستثمار.
وأشار المصدر في مرفأ طرطوس إلى أن العاملين حصلوا على راتبهم لهذا الشهر بشكل طبيعي، لكن لم يصدر أي قرار يتضمن تسريحهم بشكل رسمي أو منحهم إجازة مؤقتة حتى الآن، مشيراً على أن عدد العاملين وفق العقد المبرم مع الشركات المشغلة يبلغ نحو 1000 عامل.
ما قصة اتفاقية استثمار ميناء طرطوس؟
وقع نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، عقد استثمار ميناء طرطوس البحري، لمدة 49 عاماً، مع شركة “ستروي ترانس غاز” الروسية، في عام 2019، على أن يدير الجانب الروسي الميناء ويستثمر نحو 500 مليون دولار في تحديثه.
وتضمن العقد الموقع بين الجانبين شروطاً تتضمن تشكيل مجلس مديرين من خمسة أعضاء، ثلاثة منهم ممثلون عن الشركة الروسية، بالإضافة إلى قيام الشركة الروسية بتمويل استثماراتها من أموالها الخاصة أو عن طريق الأموال المقترضة بمبلغ تقديري قدره 500 مليون دولار.
كما نص العقد على تقاسم الأرباح بحصة للشركة الروسية تصل حتى 65 % من إجمالي الأرباح، في حين تحصل حكومة نظام الأسد على 35 %، فضلاً عن مدة الاستثمار البالغة 49 عاماً، الأمر الذي تسبب بانتقادات واسعة في الشارع السوري.
وعقب لقائه مع رئيس النظام المخلوع في نيسان 2019، كشف نائب رئيس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف، أن روسيا ستستأجر ميناء طرطوس لمدة 49 عاماً مع إمكانية تجديده لـ 25 عاماً إضافية، “لاستخدامه في أغراض اقتصادية ولوجستية”، في حين ذكرت حكومة نظام الأسد أن العقد مع الشركة الروسية “استثمار وليس تأجير”.
ويعتبر ميناء طرطوس ثاني أكبر ميناء بحري في سوريا، وتبلغ طاقته الاستيعابية نحو أربعة ملايين طن سنوياً، ونحو 20 ألف حاوية كل عام، ويتضمن مركز دعم لوجستي للبحرية الروسية، تم تنظيمه عام 1971، بموجب اتفاقية ثنائية مع الاتحاد السوفييتي.
———————–
أبدت تضامنها مع تركيا.. الخارجية السورية تعزي بضحايا حريق بولو
2025.01.22
قدمت وزارة الخارجية السورية التعازي للحكومة والشعب التركي بعد مقتل العشرات من جراء حريق اندلع في فندق بولاية بولو شمال غربي البلاد.
وقالت الوزارة في بيان: “الشعب السوري يعرب عن عميق حزنه إثر المأساة التي وقعت في كارتال كايا وأدت إلى وفاة أكثر من 76 شخصاً. نقدم عزاءنا ومواساتنا للعائلات المكلومة، وندعو بالشفاء العاجل للمصابين”.
وأضافت الوزارة: “كان الشعب التركي الشقيق معنا وداعماً لنا دوماً في أشد لحظاتنا، واليوم وغداً يقف السوريون بجانب إخوتهم الأتراك في محنتهم، راجين تجاوزها بأقرب وقت”.
حريق بولو في تركيا
اندلع حريق مروع في أحد الفنادق بمنتجع كارتال كايا للتزلج بولاية بولو شمال غربي تركيا، مما أسفر عن مصرع وإصابة العشرات.
وذكر وزير الداخلية التركي، علي يرلي قايا، في تغريدة على منصة “إكس”، أن الحريق اندلع عند الساعة الثالثة والنصف فجر يوم الثلاثاء.
وأضاف يرلي قايا أن فرق الإطفاء سارعت إلى مكان الحادث لإخماد الحريق، وأن الجهود ما زالت مستمرة للسيطرة على النيران، دون توفر معلومات فورية عن سبب الحادث.
وفي وقت لاحق، أعلن وزير الداخلية انتهاء أعمال البحث والمسح في موقع الحريق، مشيراً إلى أن عدد الضحايا يتراوح بين 66 و76 شخصاً، دون الإشارة إلى حصيلة المصابين.
كما أعلن يرلي قايا عن توقيف 9 أشخاص على خلفية الحريق، وأكد أن سبب الحادث ما زال مجهولاً.
يُذكر أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن الحداد الوطني ليوم واحد تكريماً لضحايا الحريق، حيث سيتم تنكيس الأعلام فوق المباني الرسمية في تركيا وبعثاتها الدبلوماسية الخارجية اليوم الأربعاء.
————————-
بعد مرفأ اللاذقية.. ضبط مستودع كبتاغون جديد تابع لماهر الأسد بريف دمشق
2025.01.21
أعلنت وزارة الداخلية السورية، الثلاثاء، عن ضبط مستودع يحتوي على كميات كبيرة من المواد المخدرة في منطقة الصبورة بريف دمشق.
وأفادت الوزارة في بيان لها أن المستودع يتبع لماهر الأسد، شقيق رئيس النظام المخلوع بشار الأسد.
وقالت الوزارة في البيان: “إدارة مكافحة المخدرات تضبط مستودع مخدرات يتبع للمجرم ماهر الأسد في منطقة الصبورة بريف دمشق”. كما أرفقت الوزارة صوراً للمستودع والمواد التي تم ضبطها.
ويأتي هذا الإعلان بعد أيام قليلة من إعلان الداخلية السورية، الأحد الماضي، ضبط شحنات كبيرة من حبوب الكبتاغون المخدرة في مرفأ اللاذقية، كانت مجهزة للتصدير إلى دول عربية وغربية.
وأوضحت الوزارة حينها أن “الشحنات المضبوطة تعود ملكيتها للهارب المجرم ماهر الأسد”.
شبكة الكبتاغون التابعة لنظام الأسد
عثرت إدارة العمليات العسكرية منذ سقوط الأسد على عدة مواقع في مختلف أنحاء البلاد تُستخدم لإنتاج المخدرات وتجهيزها للتصدير.
وتؤكد الولايات المتحدة ودول أخرى مسؤولية نظام الأسد عن إنتاج وبيع المنشطات الشبيهة بالأمفيتامين المعروفة باسم الكبتاغون، التي أصبحت متجذرة في أنحاء الشرق الأوسط.
ويُقدّر الخبراء أن التجارة السنوية في الكبتاغون تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، وتربط الحكومات الغربية هذه التجارة غير المشروعة بماهر الأسد و”الفرقة الرابعة” التي كان يقودها.
بعد سقوط النظام.. ما الذي سيحل بإمبراطورية الكبتاغون التي أقامها الأسد؟
وقالت كارولين روز، مديرة مشروع تجارة الكبتاغون في معهد “نيو لاينز” في نيويورك، إن قيمة التجارة العالمية للكبتاغون تُقدر بنحو 10 مليارات دولار، في حين تُقدر الأرباح السنوية للنظام المخلوع بنحو 2.4 مليار دولار.
وأشارت روز إلى أنه حتى سقوط نظام الأسد، لم تُسجل أي حالة لمصادرة معمل لتصنيع الكبتاغون في الأراضي التي كانت تحت سيطرة النظام.
—————————
“الثقافة القومية” في المعاهد التقنية السورية.. إلغاء مؤقت لاعتماد محتوى جديد
2025.01.21
أصدر وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس المجلس الأعلى للتعليم التقاني الدكتور عبد المنعم عبد الحافظ، الثلاثاء، قرارا بخصوص مادة “الثقافة القومية” في امتحانات المعاهد التقنية في سوريا.
ونص القرار على عدم إجراء امتحان الثقافة الوطنية في المعاهد التقانية في امتحانات الفصل الدراسي الأول وذلك ضمن الأقسام التي تتضمن خطتها تدريس المقرر.
ونص القرار أيضا على التقدم للمقرر اعتباراً من الفصل الدراسي الثاني بعد اعتماد المحتوى الجديد وإجراء التعديلات وحذف ما يتعلق بالنظام البائد.
وقالت صحيفة الوطن المحلية إن قرار الوزارة يشمل فقط المعاهد التقانية لهذا الفصل؛ في حين ولم يصدر حتى الآن أي قرار يخص امتحان المقرر للفصل الأول في كليات جامعة دمشق؛ ليبقى الامتحان قائماً وخاصة بعد أن تم اعتماد المحذوف والمطلوب في “الثقافة الوطنية القومية” في امتحان الفصل الأول المقرر الشهر القادم ضمن مواعيد.
وأضافت الصحيفة أنّ أي فقرة ضمن المواضيع المطلوبة والتي تتعلق بالنظام والحزب البائدين تعتبر محذوفة ضمن الامتحان.
وزارة التربية تعتمد علم الثورة في المناهج
وفي سياق آخر، اعتمدت وزارة التربية والتعليم السورية علم الاستقلال (علم الثورة) في المناهج التعليمية، بدلاً من العلم القديم، مع حذف مادة “التربية الوطنية” (القومية) من جميع الصفوف الدراسية.
وأصدرت التربية في العاشر من كانون الثاني الجاري، قراراً اعتمدت بموجبه علم الثورة الذي كان معتمداً خلال مرحلة استقلال سوريا في منتصف أربعينيات القرن الماضي، بدلاً من العلم الذي اعتمده نظام “البعث” لاحقاً، أينما وجد في المناهج الدراسية.
وتضمن القرار الذي نشرت وكالة الأنباء السورية “سانا” نسخة منه، حذف مادة “التربية الوطنية” كاملة، على أن توزّع درجاتها على مادتي التاريخ والجغرافيا بالتساوي، وأن تُحذف درجتها في المرحلة الثانوية.
—————————
الصحافيون السوريون من دون نقابة تحميهم/ محمود عبد اللطيف
22 يناير 2025
سيطر نظام الأسد المخلوع على اتحاد الصحافيين في سورية طيلة عقود. وعلى الرغم من المحاولات المحدودة التي بذلها الاتحاد لحماية الصحافيين، إلا أن دوره كان محدوداً للغاية، إذ لم تكن لديه قدرة فعلية على الدفاع عن أعضائه، وكثيراً ما كان رد الاتحاد على أي استفسار حول اعتقال صحافيين يتسم بالتوبيخ أو التجاهل.
وفي إطار سياسات التضييق على الحريات، أصدر النظام ما يُعرف بـ”قانون الجريمة الإلكترونية”، وهو ما ساهم في تعزيز سياسة قمع الأصوات المعارضة. وبموجب هذا القانون، اعتقل الأمن السوري العديد من الصحافيين ووجّه إليهم تُهماً مثل “وهن عزيمة الدولة” و”التشهير”، ما جعل ممارسة الصحافة في سورية مغامرة محفوفة بالمخاطر.
في عام 2022، أطلقت مؤسسة “موج” التنموية مشروع “صوت وصورة وصدى”، الذي تضمن حملة مناصرة لتعديل القانون الداخلي لاتحاد الصحافيين. وتوضح مديرة المؤسسة أميرة مالك أن الحملة انطلقت من ضرورة تحديث القانون ليواكب السياق السوري بشكل أفضل. أشارت مالك إلى أن القانون كان مخالفاً للدستور السوري، من حيث اشتراط انتماء الصحافيين لحزب البعث. كما ركزت الحملة على بناء قاعدة مجتمعية من الصحافيين لتقود عملية التغيير، في ظل معاناة الاتحاد من البيروقراطية والترهل والتبعية السياسية.
وقالت مالك لـ”العربي الجديد”: “كان من الضروري أن يلبي القانون الداخلي حاجات الصحافيين، بما يضمن حمايتهم، ويحافظ على حقوقهم، ويوفر رواتب تقاعدية توازي تلك المقدمة في النقابات الأخرى داخل سورية وخارجها”. لكنها أشارت إلى تحديات كبيرة واجهتها الحملة، أبرزها تعدد المرجعيات السياسية والحزبية للاتحاد، وضعف تجاوب المعنيين مع مطالب التغيير.
بدورها، قالت الصحافية السورية نسرين علاء الدين لـ”العربي الجديد”: “هناك جهات قادرة على توثيق الانتهاكات بحق الصحافيين، لكن لا توجد أي جهة قادرة على حمايتهم من تلك الانتهاكات”. وأضافت أن هناك جهوداً تُبذل حالياً لتشكيل نقابة تمثل جميع الصحافيين السوريين بمختلف انتماءاتهم، بهدف تحقيق مصالح أعضائها بشكل حقيقي، بعيداً عن التجاذبات السياسية.
وأشارت علاء الدين إلى أنّ وجود جسم نقابي مستقل هو أمر ضروري لتوحيد الصحافيين السوريين وإبرام مواثيق ومعاهدات تضمن لهم الحماية وتدعم عملهم، وأكدت أن مثل هذا الكيان النقابي يمكن أن يُعزز حرية الصحافة ويُتيح مساحة أكبر للصحافيين لطرح قضاياهم بحرية بعيداً عن التهديدات والانتهاكات التي يعانون منها حالياً. وأضافت أن وجود مثل هذا الجسم النقابي سيُشكل خطوة أولى نحو تحسين بيئة العمل الصحافي، التي باتت تعاني من تضييقات غير مسبوقة.
من جهته، قال مصطفى المقداد، عضو المجلس المركزي لاتحاد الصحافيين السوريين، لـ”العربي الجديد”: “منذ تأسيسه في عام 1974، كان الاتحاد شكلياً ولم يمارس دوره النقابي بشكل فعّال”، وأكد أن دور الاتحاد اقتصر على الدفاع عن الحقوق البسيطة للصحافيين، لكنه كان أكثر حضوراً على الصعيد الإقليمي والدولي، خاصة خلال السنوات الأخيرة، عبر مشاركته في اتحادات الصحافيين العرب والدوليين.
مقابلة مع وزير الإعلام في الحكومة الانتقالية السورية محمد العمر/ العربي الجديد
وأضاف المقداد أن تشكيل نقابة شاملة للصحافيين السوريين يُعدّ أحد الأسئلة الكبرى التي تُطرح منذ سنوات، مشيراً إلى أن الاتحاد الدولي للصحافيين كان يطالب دمشق منذ عام 2017 بتأسيس اتحاد يمثل جميع الصحافيين السوريين، وأوضح أنّ الخطوة الأولى في هذا الاتجاه تتطلب تشكيل هيئة تحضيرية من الصحافيين ذوي الخبرة النقابية.
في سياق متصل، أكد مدير مكتب العلاقات العامة في وزارة الإعلام السورية علي الرفاعي، لـ”العربي الجديد”، قائلاً: “نؤمن بأهمية تنظيم العمل الصحافي بما يعزز حرية التعبير ويدعم الإعلاميين في أداء مهامهم بمهنية”، وشدد على أن أي خطوة نحو تشكيل نقابة أو أجسام إعلامية جديدة تتطلب توافقاً وطنياً ودراسة معمقة لضمان تحقيق التوازن بين حقوق الصحافيين ومتطلبات المصلحة العامة.
وأضاف الرفاعي أنّ مناقشة هذه القضايا ينبغي أن تتم بعد تشكيل الحكومة الجديدة، بحيث تُطرح في إطار شامل يضمن تحقيق الاستقرار والتقدم للمجتمع السوري، وأكد أنّ وزارة الإعلام مستعدة للمشاركة في أي نقاشات مستقبلية من شأنها أن تساهم في تطوير العمل الصحافي وتوفير الحماية اللازمة للصحافيين.
في ظل التغيرات التي تشهدها سورية، تبدو الحاجة ملحة إلى جسم نقابي يمثل الصحافيين بشكل حقيقي، بعيداً عن التبعية السياسية والهيمنة الحكومية. ويبقى الأمل معقوداً على مبادرات التغيير والمناصرة التي تقودها المؤسسات الصحافية المستقلة والصحافيون السوريون أنفسهم لتحقيق هذا الهدف.
——————————-
معلمون سوريون يرصدون أزمات التعليم بعد سقوط نظام الأسد/ سلام حسن و رامي باره
22 يناير 2025
تأجلت امتحانات الفصل الدراسي الأول في يوم سقوط نظام الأسد وتحرير العاصمة السورية دمشق، وتفاوتت مواعيد تعليق الدوام بين مدرسة وأخرى تبعاً للمنطقة الجغرافية والأوضاع الأمنية. فعلى سبيل المثال، توقّف الدوام في مدارس حلب قبل 12 يوماً من مدارس دمشق وريفها التي استمر الدوام فيها حتى 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.
بعد أيام قليلة، صدرت تعليمات من القيادة السورية الجديدة بمتابعة الدوام في المدارس، ليلتحق المعلمون بدوامهم في 12 ديسمبر، ويُستأنف الطلاب الدوام في 16 ديسمبر. لكن أصاب العملية التعليمية بعض الإرباك بسبب تغيّب قسم من التلاميذ نتيجة الظروف، والتعديلات السريعة التي أقرتها وزارة التربية على المناهج الدراسية، والتي تجلّت بإلغاء وتعديل فقرات ارتبطت بفترة حكم النظام المخلوع، وإلغاء مادة التربية الوطنية بشكل كامل.
باشرت المدارس السورية الامتحانات في 15 يناير/كانون الثاني، على أن تستمر في معظم المحافظات حتى نهاية الأسبوع الحالي. تقول كاتيا عبد النور، وهي معلمة للغة العربية بالمرحلة الثانوية في ريف طرطوس، لـ”العربي الجديد”: “لا توجد تغيرات جوهرية على سير الامتحانات، لكننا لم نستطع تغطية المنهاج الدراسي للفصل الأول كما يجب. كانت الامتحانات الفصلية تبدأ عادة في الرابع من يناير، ومع تأجيلها، سيستمر الفصل الدراسي الأول حتى 27 يناير. هناك صعوبات تتعلق بالنقل، فقد جرى تحديد فترة الامتحان في ريف طرطوس بين الساعة الحادية عشرة والواحدة ظهراً، علماً أن المعلمين لا تتوافر لهم المواصلات العامة، ناهيك عن أجور النقل الباهظة، بينما لم نقبض رواتبنا حتى الآن”.
تضيف: “لم نشعر بتغيرات كبيرة فيما يخص آلية العمل حتى الآن، لكن هناك مخاوف حول مستقبل المعلمين المؤقتين (عقود أو وكالات)، فحتى اللحظة لا معلومات واضحة حول إمكانية استمرارهم بالعمل. كان من الممكن ترك امتحانات الفصل الدراسي الأول تسير كالمعتاد، وتجنيب الطلاب الإرباك الحاصل نتيجة التعديلات على المنهاج، على أن تؤجل التعليمات والقرارات الجديدة إلى الفصل الدراسي الثاني. لا أنكر أن هناك تشديداً واضحاً من قبل الموجهين الاختصاصيين على وضع الأسئلة، ومراقبة عينات منها بهدف معرفة مواطن الضعف”.
بدورها، تؤكد ريتا ويس، وهي مديرة مدرسة إعدادية في ريف دمشق، لـ”العربي الجديد”: “حين صدرت التعليمات الجديدة الخاصة بالمناهج، كان المعلمون قد انتهوا من وضع أسئلة الامتحان، وقمنا بطباعتها بالفعل، إضافة إلى فترات العطل الطويلة التي فُرضت على المرحلة الأخيرة من الفصل الأول. مع تعديل المناهج، قمنا من جديد بإعلام الطلاب بالتغييرات، ووضع أسئلة جديدة”.
تتابع: “أهم التعديلات هي إلغاء مادة التربية الوطنية، وتوزيع درجاتها على باقي المواد الاجتماعية في المراحل الانتقالية، وإحلال مادة التربية الدينية مكان التربية الوطنية بالنسبة لشهادة التعليم الثانوي، إضافة إلى إلغاء جميع الفقرات والأقوال المرتبطة بالنظام البائد”.
ويقول أحد معلمي مادة التربية الوطنية، والذي رفض ذكر اسمه: “جرى إيقافنا عن العمل، ووضعنا مؤقتاً تحت تصرف وزارة التربية من دون توضيح كافٍ حول مستقبلنا. لم يكن عليهم إلغاء المادة بشكلٍ كامل، وكان من الممكن حذف الوحدات المتعلقة بالنظام السابق وحزب البعث، مع تعزيز الدروس المنصبة على النواحي الأخلاقية والقيمية، كحب الوطن والانتماء. لا يمكن للتربية الدينية أن تلغي التربية الوطنية أو تحل محلها، إضافة إلى أن اعتماد درجات التربية الدينية في الشهادة الثانوية سيخلق مشاكل من نوعٍ آخر، كعدم تحقيق العدالة بين الطلاب المسلمين وأقرانهم المسيحيين”.
من جانب آخر، ترى آمنة زهرة، وهي معلمة بمرحلة التعليم الأساسي في ريف دمشق، أن “هناك الكثير من التغييرات الإيجابية التي طرأت على العملية التعليمية برمتها منذ سقوط النظام. ستعيد توجيهات الإدارة الجديدة المكانة والاعتبار للمعلم، ومن ذلك تشديد عقوبات الإساءة إلى المعلم إلى حد الفصل، بعد أن كانت تقتصر على التنبيه، والتأكيد على الاحترام بين المعلم والمتعلم، بعد أن تشوّهت صورة المعلمين خلال الفترات السابقة”.
وتقول معلمة سورية، رفضت ذكر اسمها لـ”العربي الجديد”: “لا يجوز إدخال مفردات الحقد في العملية التعليمية، سواء الإساءة إلى النظام البائد أو تمجيد الوضع الراهن. ليس علينا تغيير تاريخنا نتيجة تحالفات سياسية حالية، فهل نشطب عبد الرحمن الكواكبي وشعراء اليقظة العربية من إرثنا؟ بهذا المنطق المغلوط، يمكن اعتبار كل مستعمر يحمل جانباً تنويرياً، فالاستعمار الفرنسي أدخل الطباعة إلى سورية، وهل يعني ذلك إلغاء دراسة الحركات المناهضة للاستعمار من ذاكرة أبنائنا؟”.
العربي الجديد
———————————–
اشتباكات وقتلى في ريف حمص… ومذكرة اعتقال فرنسية بحق الأسد
هبة محمد
تحديث 22 كانون الثاني 2025
تل ستة أشخاص على الأقل في اشتباكات في الريف الغربي لمحافظة حمص في وسط سوريا بين عناصر أمن من الإدارة الجديدة ومسلحين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في إطار حملة “تمشيط” أكدت السلطات، أنها بدأتها الثلاثاء، في وقت أصدر فيه القضاء الفرنسي مذكرة توقيف بحق الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن بدء “إدارة الأمن العام بالتعاون مع إدارة العمليات العسكرية عملية تمشيط واسعة في ريف حمص الغربي”.
وأشارت إلى وقوع “اشتباكات عنيفة بين إدارة الأمن العام وإدارة العمليات العسكرية مع فلول ميليشيات (الرئيس المخلوع بشار) الأسد في قرية الغور الغربية في ريف حمص الغربي” وهي منطقة محاذية للحدود مع لبنان.
وقال المرصد من جهته، إن هذه الاشتباكات أدت إلى مقتل “6 مسلحين حتى الآن” في هذه البلدة التي يقطنها سكان من الأقلية الشيعية.
وأضاف أن الاشتباكات شهدت استخدام “الأسلحة الرشاشة والثقيلة، وسط استخدام الأمن العام لدبابات إلى المنطقة لدعم عناصر القوى الأمنية”.
وأصدرت قاضيتا تحقيق فرنسيتان، مذكرة توقيف بشبهة التواطؤ في جرائم حرب في حق الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في قصف لمدينة درعا في العام 2017 أوقع قتيلا مدنيا يحمل الجنسيتين الفرنسية والسورية على ما أفاد مصدر مطلع “فرانس برس” الثلاثاء.
سياسيا، مثّل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، سوريا لأول مرة في تاريخها في منتدى الاقتصاد العالمي دافوس في سويسرا.
وقال الشيباني في تغريدة له الثلاثاء، عبر حسابه الشخصي على منصة “إكس”، سأتشرف بتمثيل سوريا لأول مرة في تاريخها في منتدى الاقتصاد العالمي دافوس في سويسرا، لافتا إلى أنه سينقل للعالم “رؤيتنا التنموية حول مستقبل سوريا وتطلعات شعبنا العظيم”.
—————————
هآرتس: بعد الإطاحة بالأسد.. علويون يستنجدون بإسرائيل ويحذرونها: سيعودون للقدس
تسفي برئيل
تحديث 22 كانون الثاني 2025
البيان الأول الذي وصل “هآرتس” في الأسبوع الماضي كان حاداً وواضحاً. “أتوجه إليك باسم ملايين أبناء الأقلية العلوية. نحن بحاجة إلى مساعدتكم، ونعرف أنكم أملنا. تعالوا إلينا، الملايين ينتظرون وسيقفون إلى جانبكم. نحن بحاجة إلى حمايتكم، لأن الإرهابيين يسيطرون على دمشق وسيهاجمون إسرائيل ذات يوم”. طلب المرسل عدم ذكر اسمه. وأشار إلى أنه من قرية جبلة، وأن سكانها يخافون من سلطة سوريا الجديدة بقيادة أحمد الشرع. بعد ذلك، سيرسل عشرات البيانات ورسائل “الواتساب” اليائسة، التي سيصف فيها رعب العلويين والتنكيل بهم على يد المليشيات التي تقول بأنها تعمل باسم النظام.
سوري آخر، نديم، الذي يعيش في السويداء، كتب للصحيفة: “جماعات جهادية سيطرت على سوريا وقامت بتحرير مقاتليها وكل المتطرفين ليذبحوا أبناء الأقليات. هم لا يخفون كراهيتهم لإسرائيل واليهود. أنتم الشعب الوحيد الذي يمكنه تفهم ما يمر بنا، لأنكم عانيتم أيضاً من المطاردة والتمييز والإبادة على مدى التاريخ”.
بعد بضعة أيام، وصلت من فادي وصوف، رئيس تنظيم اسمه “المراقب السوري لحقوق الأقليات” ورئيس حزب “استقلال ساحل سوريا” أفلام فظيعة تذكر بأيام رعب “داعش” والمذابح. يصعب معرفة متى تم تصوير هذه الأفلام. وحسب أقوال وصوف، الذي يعيش في بريطانيا، فقد تم تصويرها في حمص واللاذقية في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، بعد فترة قصيرة من إسقاط نظام الأسد على يد “هيئة تحرير الشام”.
ظهر في أحد الأفلام إعدام شخص يبدو أنه متهم بالتعاون مع نظام الأسد. قائد الحدث، مسلح ملثم، يجبر المتهم على الركوع على ركبتيه، وضربه على وجهه بسكين طويلة. وفي ثانية تلقى الضحية وابلاً من عشرات الرصاصات التي قتلته. وظهر في فيلم آخر شخص وهو مكبل بعمود وميت. ولكن عدداً من الأشخاص، بينهم أطفال ونساء، يواصلون ضربه بالعصي والحجارة. في أفلام أخرى، رفع المسلحون علم سوريا على جثة مواطن تم شنقه قبل دقائق من ذلك.
الفيلم الذي صور في قرية جبلة، عرض مشهداً مختلفاً: في لقاء في مكان مركزي، تم تجميع مئات السكان، بينهم أطفال ونساء، لسماع موعظة لمسلحين عرضوا أنهم وعاظ. أحدهم وعد بأن “جميع النساء سيرتدين الحجاب رويداً رويداً”، لأن “كل الدولة ستكون إسلامية وتسير حسب الشريعة”، وأن “عيناً موجهة نحو دمشق، وأخرى نحو غزة”. بعد ذلك، قال: “القدس، إن شاء الله، ستعود للمسلمين”.
حسب ملابس الوعاظ واللغة العربية التي يتكلمونها، يبدو أن الأمر يتعلق بمقاتلين أجانب، ليسوا سوريين، بضعة آلاف المقاتلين الذين انضموا إلى قوات “هيئة تحرير الشام” في سنوات الحرب. انضم بعضهم للقوات عندما كان اسمها “جبهة النصرة” بعد الانفصال عن القاعدة. تصفية الحساب مع الذين عملوا مع نظام الأسد ومع من تعاونوا معه كانت متوقعة. يدور الحديث عن آلاف الضباط والجنود والموظفين ورجال الأعمال، الذين استفادوا من تقربهم من النظام. اعتقل الآلاف منهم، وسيعتقل الكثيرون – إذا لم ينجحوا في الهرب من سوريا. ولكن في حالة الطائفة العلوية التي يبلغ نسبة أبنائها بين 10 – 12 % من السكان والتي تعد عائلة الأسد محسوبة عليها، يدور الحديث عن مطاردة “طائفة متهمة” يجب قمعها ومحاسبتها.
“ربما 1 في المئة من أبناء الطائفة عملوا من أجل النظام وتعاونوا معه”، قال وصوف في محادثة مع “هآرتس”. “لكن الطائفة كلها عانت من النظام مثل معظم مواطني الدولة، وهي الآن تتعرض لخطر على حياتها”. الشرع في الحقيقة سارع إلى إطلاق وعود تفيد بأن النظام الجديد، عندما يتشكل، سيحافظ على حقوق الأقليات والنساء – هو نفسه انفصل في العام 2016 عن القاعدة، لكن ليس واضحاً إذا كان، إلى جانب ارتداء الملابس الغربية بدلاً من ملابس المليشيا، قد تنازل عن أيديولوجيته الراديكالية التي تربى عليها.
العلاقات التي بدأ الشرع في إقامتها مع الدول الغربية حتى الآن لا تبدد التخوفات والتشكك في نواياه. وضمن أمور أخرى، التقى مع ممثلين ووزراء خارجية من دول أوروبية، والولايات المتحدة، والسعودية، وقطر والإمارات. وحتى إنه نشر بيانات مصالحة، التي استهدف بعضها تهدئة إسرائيل وحتى دعوة يهود سوريا للعودة إلى وطنهم. قرار تعيين عدد من رؤساء المليشيات التي شكلت “هيئة تحرير الشام” في مناصب رفيعة برتبة جنرال، يتم تفسيره في القيادة كجزء من جهود الشرع لإخضاع المليشيات إلى قيادة مركزية واحدة لمنع نشاطات مستقلة قد تفشل طموحاته إلى توحيد السلطة.
لكن حسب التقارير الواردة من الميدان، يبدو أن بعض هذه المليشيات ما زالت تعمل بشكل مستقل، وهي حتى الآن لم توافق على نزع السلاح والخضوع لتعليمات السلطة المركزية. وحسب “المراقب السوري لحقوق الإنسان”، فإن هذه المليشيات هي المسؤولة عن القتل المتوحش لحوالي 150 شخصاً علوياً، لا سيما في حمص وحماة، منذ إسقاط نظام الأسد في 8 كانون الأول. السيطرة على هذه المليشيات تعدّ أحد التحديات العسكرية الموجودة على طاولة الشرع. في هذه الأثناء، هو منشغل في إيجاد حل سياسي وعسكري لمكانة القوات الكردية في شمال سوريا، ومكانة الدروز في جنوب الدولة. الدروز والأكراد يعلنون دعمهم لـ “وحدة الدولة”، لكنهم في الوقت نفسه، يطالبون بحكم إداري وثقافي، وحتى خلق كانتونات منفصلة. بدون تفاهم واتفاق مع هذه الأقليات الإثنية، فإن الشرع قد يشاهد اندلاع حرب أهلية جديدة، هذه المرة ضده.
في الوقت الحالي، حتى الأقلية العلوية التي تعيش في معظمها في محافظات الساحل غربي سوريا، وبعضها في حمص، تطالب بإقامة كانتون للحكم الذاتي – بمساعدة إسرائيل إذا أمكن ذلك. “بعد أن حققتم اتفاق إعادة المخطوفين، عودوا لسحق حماس”، كتب للصحيفة العلوي من جبلة. “هؤلاء هم الإرهابيون أنفسهم الذين حاربونا في مخيم اليرموك للاجئين قرب دمشق، وفي أرجاء سوريا. هم مسلحو أبو محمد الجولاني، الذي يحكم سوريا الآن. هم وحماس مصنوعون من المادة نفسها. اقضوا على حماس وبعد ذلك على إخوتهم الذين يحكمون سوريا”. يبدو أن الكاتب يعرف جيداً نقطة ضعف إسرائيل. وأضاف تحذيراً: “إذا تركتمونا وحدنا فإن إيران ستمد يدها لنا. جميعنا نكره إيران. لا تسمحوا لها بنشر نفوذها هنا”.
هآرتس 21/1/2025
القدس العربي
————————
جهاد مقدسي: المعلم أيّد العنف.. والأسد كان يشتم المقداد
الأربعاء 2025/01/22
قال المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية في حكومة نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، جهاد مقدسي، إن مجزرة الحولة في ريف حمص، كانت بداية تمرده على الأسد ونظامه، مؤكداً أنه كان شاهداً على جرائم ارتكبها مسؤولون في نظامه، فيما لفت إلى أن وزيري الخارجية السابقين، وليد المعلم وفيصل المقداد، كانا من دعاة الحل الأمني ضد المتظاهرين في سوريا.
وشغل مقدسي، منصب الناطق باسم حكومة النظام لمدة عام تقريباً، من بداية 2012، وحتى انشقاقه في نهايته. وكان أول شخصية دبلوماسية يشغل ذلك المنصب المستحدث حينها، إذ لم يكن موجوداً في السابق. وتخلل فترة شغله للمنصب ارتكاب قوات النظام وميلشياته الطائفية لمجزرة الحولة في ريف حمص، في أيار/مايو من العام نفسه، راح ضحيتها نحو 54 شخصاً، بينهم أطفال، جرى ذبح بعضهم بالسكاكين.
مجزرة الجولة
وروى مقدسي في مقابلة مع “التلفزيون العربي”، كيف حاول نظام الأسد التملص من ارتكاب مجزرة الحولة، وإنكارها بطريقة ساذجة، بعد الغضب الشعبي والدولي تجاهها، لافتاً إلى أنه حاول عدم الخروج للإعلام لتبرير المجزرة حينها، ولم يكن يتوقع أن يُطلب منه الخروج لتبريرها.
وأضاف أن المجزرة كانت بداية بوادر تمرده على النظام المخلوع، ورئيسه بشار الأسد الذي لمس ذلك التمرد، لافتاً إلى أنه طلب من الأخير شخصياً، خروج أحد الشخصيات من وزارة الدفاع لنفي المجزرة، إلا أن الأسد رد بعدم وجود ناس مدربين.
وأكد مقدسي أن لا أحد من وزراء وشخصيات النظام، بما في ذلك وزير الخارجية الراحل وليد المعلم، كان يجرؤ على الخروج للإعلام لتبرير أفعال النظام، حتى التدخل الروسي، حيث تشجعت تلك الشخصيات واستشرست في الدفاع عن الأسد.
وأشار إلى أن المعلم كان من “الصقور” في الإصرار على استخدام الحل الأمني ضد المتظاهرين، على عكس ما يظهر من شخصيته، فيما لفت إلى أن خلفه فيصل المقداد، كان كذلك ايضاً، وكان الأخير يوجّه الشتائم ضد المتظاهرين من أبناء محافظته في درعا، لإظهار ولائه.
كما لفت إلى أن الأسد كان يخبره بأن المقداد هو شخص غير قابل للتطور، وشتمه في لقاء مغلق بينهما، لكن مقدسي اعتبر أن تعيين المقداد في منصب وزير الخارجية، كان بناءً على الولاء، لأنه في منظومة الأسد كان تجري التعيينات بناءً على الولاء وليس الكفاءة، حسب قول مقدسي.
شاهد على جرائم
وتحدث مقدسي خلال مقابلته، عن أنه كان شاهداً على جريمتين ارتكبها مسؤولون في نظام الأسد وأولادهم، مؤكداً أنه سيقابل النائب العام الحالي في سوريا، للإدلاء بشهادته عن ذلك، عندما يصل دمشق، لكنه رفض الإفصاح عن هوية المسؤولين، فيما لمح محاوره أنس ازرق، بأن أحد الجريمتين ارتكبها سفير سابق لدى النظام. وأوضح مقدسي أن أحد الجريمتين، ارتكبت بحق شخص اختلف بالرأي مع نجل المسؤول على “فايسبوك”.
وأشار إلى أن بيئة النظام المخلوع الأمنية والسياسية كانت “مزاودة ومنكرة للواقع”، وكانت الجرائم ترتكب من حوله، بينما يُجبر هو على الخروج لتبريرها، لافتاً إلى أن نظام الأسد حاول تحويل منصبه من منصب دبلوماسي إلى ناطق عسكري.
الأسلحة الكيماوية
ومن ضمن ما رواه مقدسي، هو كواليس مؤتمره الصحافي الشهير في تموز/يوليو2012، والذي أعلن فيه امتلاك نظام الأسد ترسانة من الأسلحة الكيماوية والجرثومية المحرمة دولياً، حيث أكد حينها أن هذا السلاح مؤمن بشكل تام، ولن يتم استخدامه إلا في حال تعرض سوريا لعدوان خارجي. وكان تلك أول مرة يعترف فيها النظام بامتلاكه لهذا النوع من الأسلحة.
وأوضح أنه تلقى حينها اتصالاً من وليد المعلم، وطلب منه بعد استدعائه ومقابلته، الخروج بمؤتمره الصحافي ليعلن ذلك، بناء على توجيهات من الأسد، وطلب من الجانب الروسي، بهدف طمأنة الولايات المتحدة.
إلا أنه وبعد انتهاء البيان، اتصل به الأسد شخصياً وكان غاضباً، ونفى أن يكون قد وجّه بذلك المؤتمر، كما وصف خطأ المعلم بأنه “لا يُرتكب من تلميذ ابتدائي”، وأكد الأسد لمقدسي بأنه “وبّخ المعلم”.
وقال مقدسي إن الأسد قاطع المعلم لنحو 20 يوماً، وكان هو صلة الوصل بينهما خلال تلك الفترة، لإيصال التوجيهات والطلبات بينهما، مؤكداً أنه لولا الحالة الراهنة بالبلاد حينها، في ظل الثورة السورية، لكان الأسد أطاح بالمعلم من منصبه.
المدن
————————————
الدفاع المدني يعتذر بعد إزالة صور المفقودين في دمشق
الأربعاء 2025/01/22
قدم مدير الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”، رائد الصالح، اعتذاره للسوريين عقب إزالة صور المعتقلين والمفقودين من ساحة المرجة بدمشق، خلال حملة “رجعنا يا شام”.
وقال الصالح: “أهلي السوريين وذوي المفقودين والمغيبين قسراً، أعتذر شديد الاعتذار باسمي وباسم الدفاع المدني السوري، من كل أب وأم وزوجة وأخ وأخت وطفل، ومن كل سوري وسورية، عن التصرف الذي حصل خلال حملة رجعنا يا شام بإزالة خاطئة وغير مناسبة أبداً لصور المفقودين والمعتقلين الملصقة على النصب التذكاري بساحة المرجة في مدينة دمشق، رغم أنها تعرضت للتلف بسبب العوامل الجوية”.
أهلي السوريين وذوي المفقودين والمغيبين قسراً، أعتذر شديد الاعتذار باسمي وباسم الدفاع المدني السوري، من كل أب وأم وزوجة وأخ وأخت وطفل، ومن كل سوريّ وسوريّة، عن التصرف الذي حصل خلال حملة رجعنا يا شام بإزالة خاطئة وغير مناسبة أبداً لصور المفقودين والمعتقلين الملصوقة على النصب…
— Raed Al Saleh ( رائد الصالح ) (@RaedAlSaleh3) January 21, 2025
وأكد الصالح، في تغريدة عبر منصة “إكس” أن “المفقودين والمختفين قسراً هم قضيتنا، هم جزء من أرواحنا ووجداننا وذاكرتنا، ولم ولن ننساهم أو نتخلى عنهم”، كما أوضح أن الدفاع المدني يعمل على تجهيز لوحات مخصصة في دمشق ومدن سورية أخرى لتخليد ذكراهم، لتكون مكاناً مناسباً لصورهم بطريقة تليق بتضحياتهم وإنسانيتهم ومكانتهم.
وأشار الصالح إلى أن الدفاع المدني مستمر بالتعاون مع المنظمات الدولية والجهات المعنية لحماية المقابر الجماعية والسجون خلال هذه المرحلة، بهدف تحويل الأرقام في المقابر الجماعية إلى أسماء، وكشف مصير المفقودين، ومحاسبة مرتكبي جرائم الاعتقال والتعذيب بحقهم.
وأثارت صور “تنظيف” ساحة المرجة وإزالة صور المعتقلين غضباً واسعاً في مواقع التواصل، حيث مازالت القضية مهمشة منذ سقوط نظام الأسد وتحرير المعتقلين في مختلف سجون البلاد سيئة السمعة.
وأطلقت 36 مؤسسة ومنظمة سورية وفريق تطوعي وفعالية اقتصادية ومحلية وناشطين، في 18 كانون الثاني/يناير الجاري، حملة في دمشق تحت شعار “رجعنا يا شام”، بهدف تنفيذ أعمال خدمية وتجميلية في المدينة، بهدف “إعادة الروح لمدينة دمشق من خلال أعمال خدمية وتجميلية، وتعزيز روح التعاون والمبادرة والعمل التطوعي في المجتمعات السورية، مع إبراز قدرة المجتمع المدني على التغيير الإيجابي، وإيصال رسالة سلام ومحبة على أمل إعادة إعمار سوريا من جديد”.
وتشمل الحملة أنشطة خدمية مثل ترحيل تجمعات القمامة من المناطق الحيوية، وفتح الطرقات المغلقة لتسهيل حركة المدنيين، وإزالة السيارات المدمرة من الشوارع، بالإضافة إلى تجميل بعض الدوارات وتنظيف بحرات المياه، وتقليم وتجميل الأشجار، وإزالة التلوث البصري، ورسم جداريات ولوحات بهوية وطنية، وزراعة الأشجار والنباتات.
المدن
———————————–
الأمن العام السوري يدخل جرمانا.. لضبط الأمن
الثلاثاء 2025/01/21
دخلت إدارة الأمن العام في وزارة الداخلية السورية، إلى مدينة جرمانا في شرق العاصمة دمشق، بعد توتر شهدته إثر خروج تظاهرة لعدد من المسلحين، ينادون بشعارات طائفية لصالح الطائفية الدرزية، وتمجّد الزعيم الروحي للطائفة الشيخ حكمت الهجري.
دخول الأمن العام
وجاء دخول الأمن العام إلى جرمانا، باتفاق تم بين جميع المكونات العائلية والأهلية بما في ذلك الهيئة الروحية للدروز، لأجل بسط الأمن والاستقرار وتفعيل عمل مديرية الناحية المتوقفة عن العمل منذ الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وأهابت الهيئة الروحية بجميع شباب المدينة ورجالها بأن يكونوا عوناً لرجال مديرية الناحية، ليقوموا بعملهم على أكمل وجه، حسبما جاء في بيان. وحذّر البيان الصادر عن مشايخ وأهالي جرمانا، من أن “كل من يخرج عن مضمون هذا البيان او يعرقل عمل المؤسسة من أي طرف كان سيتحمل مسؤولية فعله”.
والحال أن مدينة جرمانا، التابعة إداريا لريف دمشق، وتفصل دمشق عن الغوطة الشرقية، كانت عرضة للفوضى طوال الأيام التي أعقبت سقوط نظام الأسد، ذلك لانتشار مجموعات مسلحة، بعضها من كتائب “البعث”، الرديفة سابقاً لقوات النظام. ويقطن المدينة نحو مليوناً ونصف المليون شخص.
مظاهرة طائفية
وقبيل الإعلان عن دخول الأمن العام، بثّ ناشطون مشاهد مصورة لمظاهرة مسلحة لعدد من الشبان داخل أحد أحياء جرمانا، نادت بشعارات طائفية، ما أدى إلى موجة غضب عارمة في صفوف الأهالي الذين يريدون تفعيل الضابطة العدلية ومؤسسات الدولة الأمنية بإدارة السلطات الجديدة في البلاد.
لكن أهالي جرمانا أكدوا أن هؤلاء لا يمثلون سوى أنفسهم، كما كانت التظاهرة عرضة للاستنكار حتى من الدروز أنفسهم، حيث أكدوا بأنهم جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي السوري، كما أوضحوا أن جرمانا يقطنها شرائح مختلفة اجتماعية ودينية، وكلها متفقة على تفعيل الناحية والشرطة في المدينة.
واللافت في التظاهرة، أن المشاركين أكدوا أنهم ملتزمون بتعليمات الشيخ الهجري في السويداء، وذلك ما أعاد الاتهامات للهجري بشق الصف السوري، على غرار ما حدث في مدينة السويداء، وذلك عندما صدر بيان عن الهيئة الروحية يطالب باعتبار القتلى في صفوف قوات النظام من الدروز، شهداء، ما تسبب بموجة غضب عارمة في عموم سوريا، تجاه الهجري وتفرده بالقرارات، بمعزل عن نشطاء المجتمع المدني والسياسي في السويداء.
وعقب بيان الهجري، أعلنت عدة مجموعات مسلحة تأييدها لمواقف الهجري، رافضين الاعتراف بالسطات الجديدة، حتى يوجّه الهجري بذلك، فما كان من نشطاء ساحة الكرامة إلا أن خرجوا في اليوم التالي في تظاهرة أمام مجلس محافظة السويداء، لإعلان تأييدهم للإدارة الجديدة، وطالبوا بتفعيل الضابطة العدلية وكافة المؤسسات، وبسط نفوذها في المحافظة.
حوار وطني
يأتي ذلك عقب دعوة لتجمع المدني في مدينة جرمانا، إلى هيئات المجتمع الأهلي والمدني والتيارات السياسية والشخصيات الوطنية في المدينة، لأجل عقد مؤتمر حوار وطني محلي لرسم رؤية مشتركة إزاء المرحلة المقبلة.
ويضم التجمع هيئات المجتمع الأهلي والمدني والتيارات السياسية والشخصيات الوطنية في المدينة إلى عقد مؤتمر حوار وطني محلي لرسم رؤية مشتركة إزاء المرحلة المقبلة.
—————————–
أبو قصرة: قسد يجب أن تنخرط بالجيش..وتخضع لنظامه الداخلي
الثلاثاء 2025/01/21
نفى وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال السورية مرهف أبو قصرة، وجود تعليمات من الإدارة الجديدة باستخدام القوة ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مؤكداً أن المفاوضات مازالت جارية، فيما طالب إيران بالكف عن التدخل بالشؤون السورية، بينما أوضح أن العلاقات مع روسيا، قيد التفاوض.
لا قوة مع قسد
وقال أبو قصرة في مقابلة مع “التلفزيون العربي”، إن الفصائل الكردية يجب أن تنخرط في الجيش السوري ليس كجسم خاص أو كتلة واحد، إنما يجب أن تخضع للمؤسسة ونظامها الداخلي، مشيراً إلى هذا الحال ينطبق على جميع الفصائل.
وأضاف أن المفاوضات قائمة مع قسد للانضمام للمؤسسة، وتتولاها رئاسة الإدارة الجديدة، نافياً وجود تعليمات باستخدام القوة العسكرية معها حتى الآن، مؤكداً على أن القرار النهائي حيال الملف، تتخذه الرئاسة حصراً.
ولفت أبو قصرة إلى وجود أولوية لدى الإدارة لأجل نقل حالة الفصائل أو الوحدات العسكرية في كل التراب السوري باتجاه وزارة الدفاع، موضحاً أنه بأنه لم يطرح على الفصائل تسليم سلاحها، بل الانخراط في الوزارة.
كما لفت إلى أن هذا الانخراط للفصائل سيكون وفق آلية مؤسساتية وقانونية، مؤكداً على أن الفصائل تجاوبت مع ذلك.
المقاتلون الأجانب
ورداً على سؤال يتعلق بالمقاتلين الأجانب الذين مُنحوا رتباً عسكرية في الوزارة، أجاب الوزير السوري بأن أعداد هؤلاء قليلة، وقدموا تضحيات، وساهموا في إسقاط نظام الأسد، مضيفاً أنهم على درجة عالية من الوعي، والالتزام بالسياسة العامة للإدارة الجديدة.
وتعهد أبو قصرة بعمل الوزارة على مكافحة تنظيم “داعش” بكافة الوسائل المتاحة، بالتنسيق مع وزارة الداخلية، مؤكداً أن خطر التنظيم مازال قائماً. وأوضح أن جزءاً من المفاوضات الجارية مع قسد، يتضمن استلام وضبط السجون التي تحتوي على عناصر التنظيم.
ولفت إلى وجود مخاطر أمنية تواجه البلاد تم التصدي لها بشكل فعّال، مؤكداً على تسليم من يخلّ بالأمن للجهات القانونية المختصة.
الثقة بالجيش
وفيما يتعلق بالجيش السوري الجديد، لفت أبو قصرة إلى أن سبب إلغاء التجنيد الإجباري وجعله تطوعياً، هو نفور السوريين منه، بعد ارتكابه جرائم في ظل النظام المخلوع، مشدداً على ضرورة إعادة بناء الثقة بين الجيش والشعب، قبل إعادة النظر في مسألة التجنيد الاجباري في المستقبل. كما أكد أن الانضمام للجيش لن يكون حكراً على أحد في سوريا.
وأشار إلى أن البنية التحتية للقوات المسلحة مدمرة بالكامل، فيما لفت إلى وضع الوزارة هيكلية أولية للنهوض بها.
وفي السياق، أكد الوزير أن مراكز التسوية لعناصر النظام المخلوع، لا تلغي عملية المحاسبة القانونية اللاحقة، إنما هي تثبيت للوضع القائم، بهدف ضمان عدم انتشار الفوضى، كما شدد على أن كل من يثبت ارتكابه قضايا جنائية، وتعذيب للناس في السجون يجب أن يتم محاكمتهم عن طريق المؤسسات القانونية والقضائية.
سوريا لن تكون مصدر تهديد
وفيما يتعلق بالعلاقات مع الدول الإقليمية والدولية، أكد أبو قصرة أن بلاده لن تكون مصدر تهديد لأي دولة، كما ولن تشكّل خطراً على أي دولة، لافتاً إلى أن الإدارة الجديدة تسعى لبناء علاقات متوازنة مع دول الجوار والمجتمع الدولي بشكل عام.
وأضاف أن الإدارة تطمح لتحقيق الاستقرار وإفساح المجال لإعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية، وبناء القوات المسلحة بشكل جيد، وكذلك تطمح لتحقيق علاقات إيجابية تنمو وتتطور مع الدول العربية والأجنبية.
وطالب إيران بالتوقف عن التدخل بالشؤون الداخلية السورية، وبناء علاقات دبلوماسية صحيحة مع دمشق، مؤكداً أنها “شاركت في إبادة الشعب السوري”. وقال إن حماية المراقد الشيعية والمكونات الشيعية في سوريا، هي مسؤولية القيادة السورية وفقاً للقوانين.
وفيما يتعلق بروسيا، قال إن العلاقات معها قيد التفاوض، ووجودها يقتصر حالياًعلى قاعدتي حميميم وطرطوس.
ولم يأتِ أبو قصرة خلال المقابلة، على ذكر الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ سورية والتوغلات التي قامت بها قوات الاحتلال بعد سقوط الأسد. يذكر أن وزارة الدفاع السورية التزمت الصمت تجاه الاحتلال الإسرائيلي، وتركت الأمر للقيادة السياسية حيث عبّر رئيسها أحمد الشرع، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن موقف سوريا قائلاً: “الكل يجمع على خطأ التقدم الاسرائيلي في المنطقة ووجوب العودة الى ما كانت عليه قبل التقدم الأخير”، لافتاً الى أن قطر ستكون “داعمة لهذا التوجه وستستخدم كل الوسائل المتاحة لديها لممارسة الضغط على اسرائيل” للانسحاب من المواقع التي تقدمت إليها في الشهر الحالي.
————————-
مشاركة تاريخية لسوريا بدافوس.. وحضور بجلسة قطرية-سعودية
الثلاثاء 2025/01/21
أكد رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطرية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن التزام الإدارة الجديدة في سوريا، بالعمل مع كافة الأطراف، سينقل البلاد إلى مرحلة جديدة بعد الحرب، فيما لفت نظيره السعودي فيصل بن فرحان، إلى أن الإدارة ورثت دولة منهارة، يجب إعادة بناءها من الصفر.
جاء ذلك خلال مشاركة الوزيرين في جلسة عامة بعنوان “الدبلوماسية في أوقات الفوضى”، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي، المقام حالياً في مدينة دافوس في سويسرا.
مرحلة جديدة
وقال الشيخ محمد خلال الجلسة، إن رؤية نهاية هذا “النظام الشنيع”، نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، هو أعظم إيجابية، مؤكداً ضرورة المضي قدماً نحو الاستقرار في سوريا، لكنه لفت إلى أن الطريق طويلة لتحقيق ذلك.
وأعرب عن أمله وثقته في الشعب السوري بالوصول للاستقرار، مؤكداً أنه شعب نشيط ومنتج للغاية، لافتاً إلى أن السوريين أصبحوا عاملاً اساسياً في اقتصادات دول الشتات واللجوء حول العالم.
وأكد أنه في حال “تمت الأمور بالطريقة الصحيحة”، و”التزمت الإدارة الجديدة مع كافة الأطراف وشاركت الجميع”، فإن ذلك سوف يتيح لها نقل البلاد من كل “مأساة الحرب الأهلية إلى مرحلة جديدة”، بحيث “تكون فيها سوريا دولة مستقرة ومنتجة وجزءاً من الاستقرار في المنطقة”.
وشدّد الشيخ محمد على أن قطر “سمعت أموراً واعدة من الإدارة الجديدة” في سوريا. كما أكد أن الدوحة تريد أن تُعيد منطقة الشرق الأوسط إلى سابق عظمتها، فيما لفت إلى وجود فرص عديدة للعمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لأجل إرساء الاستقرار في المنطقة.
إرث ثقيل
من جهته، قال الوزير فيصل بن فرحان إن الإدارة الجديدة ورثت دولة معطلة ومنهارة ويجب أن تعيد بنائها من الصفر، مؤكداً أن تلك “العملية ليست بالسهلة”. ودعا المجتمع الدولي إلى مساعدة الشعب السوري في الوصول إلى مستقبل أفضل مزدهر، وذلك بناء على التوجهات من الإدارة الجديدة.
وأضاف أن بلاده رأت من خلال زيارة نظيره السوري أسعد الشيباني للمملكة، وخلال المؤتمر الذي عقد في الرياض بشأن سوريا، “رغبة ملحّة” للإدارة السورية الجديدة في العمل والمشاركة مع المجتمع الدولي “بطريقة مسؤولة”، مؤكداً أنهم “منفتحون لسماع التعليقات من المجتمع الدولي حتى يتجهوا في المسار الصحيح”.
وأردف: “وهنا، نحتاج إلى نتفاعل، نظهر بعض الصبر، وأن نساعد عن طريق إزالة العقوبات. هناك عقوبات كثيرة فرضت على سوريا بسبب أفعال النظام السابق، لذلك اشعر بأنه يجب أن نبذل الكثير”.
وتابع بالقول: “لدينا دولة منهارة وتحتاج أن ننتشلها، هناك مصاعب إذا ما تفاعلنا مبكراً، سنحصد فوائد ذلك مبكراً”.
مشاركة سورية تاريخية
وتشارك سوريا في منتدى دافوس الاقتصادي 2025، لأول مرة في تاريخيها، حسبما أعلن وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني. وقال في تغريدة على منصة “إكس”، إنه سيمثل سوريا في المنتدى، مضيفاً أنه سينقل للعالم “رؤيتنا (الإدارة الجديدة) التنموية حول مستقبل سوريا وتطلعات شعبنا العظيم”.
ويُعقد المنتدى من 20 إلى 24 كانون الثاني/ يناير الجاري، تحت شعار “التعاون من أجل العصر الذكي”، حيث تركز أكثر من 200 جلسة على سبل تعزيز المرونة الاجتماعية والاقتصادية واستخدام التكنولوجيا الجديدة واستعادة الرخاء، وفق أدبيات المنتدى.
—————————
عائدون إلى منازلهم المدمرة في غوطة دمشق
الأربعاء 2025/01/22
رغم الدمار الكبير الذي لحق به، عاد عمر كفوزي إلى منزله في ريف دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد، ليقيم مع أسرته في مكان يفتقد لغالبية مقومات الحياة ولا تزينه سوى شجرة زيتون يانعة ووسائد ملونة وبعض النباتات.
وقال كفوزي (74 عاماً) من منزله في الغوطة الشرقية، إحدى أبرز معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق منذ العام 2012: “منذ أن علمنا أن النظام ذهب، وبدأت الناس تعود، رتبنا أغراضنا خلال يومين وجئنا” من شمال غرب سوريا. وأضاف: “لست نادماً على عودتي، كان ينبغي أن أعود إلى بيتي وأجلس فيه بأي وسيلة”، حسبما نقلت وكالة “فرانس برس”.
وتغطي نوافذ المنزل المتصدع الواقع في بلدة حمورية بالغوطة الشرقية، شوادر بلاستيكية، ويفتقد للكهرباء والمياه الجارية ولحمام مناسب. ورغم حالته المتهالكة، يصر كفوزي على العيش فيه مع زوجته وابنه وزوجة ابنه وحفيديه. وأوضح: “رجعنا على أمل أن يكون بيتنا أفضل مما هو عليه الآن”.
وكانت حفيدته البالغة الآن 8 سنوات، “طفلة عندما أخذناها معنا” إلى شمال غرب سوريا، لكن عندما عادت، أخذت تنظر إلى منزل العائلة وتقول: “ما هذا البيت المهدم؟ لماذا عدنا إلى هنا”، حسبما روى الرجل، مضيفاً “قلت لها هذا منزلنا ويجب أن نعود إليه”.
وبعد عامين على اندلاع النزاع في 2011 وقمع الأسد الاحتجاجات السلمية المطالبة بالحرية، فرضت قواته حصاراً خانقاً على الغوطة الشرقية، في أحد أحلك فصول الصراع. والعام 2018، شنت القوات السورية هجوماً جوياً وبرياً شرساً لطرد مقاتلي الفصائل المسلحة من الغوطة، انتهى بنقل عشرات الآلاف من الأشخاص، من مقاتلين ومدنيين، إلى مناطق سيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا، بموجب اتفاقيات إجلاء بوساطة موسكو حليفة دمشق حينها.
وأتاحت سيطرة فصائل المعارضة على دمشق واطاحتها الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي بعد هجوم مباغت، للكثير من الأشخاص على غرار كفوزي، بالعودة. وعادت الأسرة قبل حوالى ثلاثة أسابيع من شمال غرب سوريا حيث أمضت وقتاً في مخيم للنازحين وعاشت تجربة زلزال مدمر مطلع العام 2023.
وفي منزل كفوزي بريف دمشق، جدار خرساني متهالك يكاد يسقط. وعلقت ملابس ملونة غسلت حديثاً فوق كومة من الأنقاض. وفي الخارج، كان الأطفال يلهون في الشارع المغبر، بينما كانت شاحنة توصل أسطوانات الغاز، ودراجات نارية تمر بين الحين والآخر. ورغم الظروف السيئة، أكد كفوزي أنه “ليس نادماً” على العودة.
وفي جوار منزله، بيت لابن شقيقه أحمد (40 عاماً) الذي عاد بدوره مع زوجته وأطفاله الأربعة، لكنهم يقيمون لدى أقاربهم بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بمنزلهم. ووقف أحمد الذي يعمل بأجر يومي، في ما كانت سابقاً غرفة نومه، وهو ينظر إلى المباني المجاورة المنهارة والمدمرة كصناديق من الكرتون الممزق. وقال أحمد: “أملنا أنه سوف تحصل إعادة إعمار، وسوف تدخل منظمات” للمساعدة، مضيفاً “لا أعتقد أن مجهوداً فردياً قادر على أن يحمل كل هذا العبء”.
وتسبب النزاع في سوريا على مدى أكثر من 13 عاماً، بمقتل نحو نصف مليون شخص ونزوح الملايين ودمار كبير بالبنى التحتية للبلاد. وقال المسؤول المحلي بيبرس الزين (46 عاماً) أنه تم تنظيم حملة لإعادة بعض أهالي حمورية إلى بلدتهم من شمال غرب سوريا، ممن لا يملكون امكانية العودة.
وروى الزين بينما وقف قرب مسجد دمرت مئذنته بشكل كبير: “أحضرنا حتى الآن 106 عائلات”، مشيراً الى أن إجمالي الراغبين في العودة الى حمورية يصل الى ألفي عائلة، مشيراً الى أن “البنية التحتية غير موجودة، صفر”، مؤكداً الحاجة الملحة لصيانة شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات وغيرها.
ومن بين العائدين أيضاً سارية الزين (47 عاماً) شقيق بيبرس، لكنه ترك زوجته وأولاده الخمسة في شمال غرب البلاد، وعاد بمفرده حالياً لترميم منزله حتى تتوافر فيه شروط الحد الأدنى للحياة. وقال سارية مشيراً الى الجدران المتضررة والمتهالكة أن “الأضرار ناتجة عن المعارك التي حصلت، وقصف النظام بالبراميل والصواريخ”.
وذكره الدمار أيضاً بمقتل ابنته التي كانت تبلغ من العمر 7 سنوات مع 33 شخصا آخرين أكثر من نصفهم أطفال، بضربة جوية العام 2015. وأضاف أن زوجته التي كانت في المنزل وقتها، نجت بأعجوبة من الإصابة بشظايا دمرت جزءاً من أحد جدران منزله.
وأقامت العائلة في منزل مستأجر بشمال غرب سوريا الى أن “هبط عند وقوع الزلزال” العام 2023، لتنتقل بعد ذلك إلى مخيم للنازحين، ومنه إلى مدينة عفرين. ويأمل سارية أن ينهي أعمال الترميم الأساسية سريعا، لكن مازال يتعين عليه القيام بإصلاحات هائلة في المنزل، خصوصاً لجدار منهار يحتاج إلى إعادة بناء كاملة.
وقال سارية أن أولاده “متحمسون جداً، يتصلون بي كل يوم، ويقولون لي إنهم يريدون العودة”. وأضاف: “متفائلون جداً، ذهب عنا الظلم، وهذا أهم ما في الأمر”.
المدن
————————————
دمشق العهد الجديد بانتظار رد ترامب
الشرع يأمل بشركة سوريّة – أميركية ناجزة
نصر المجالي
تحديث 22 كانون الثاني 2025
إيلاف من لندن: رأى مراقبون أن رسائل إيجابية بين العهد الجديد في سوريا والرئيس الأميركي ترامب في ولايته الثانية، الذي هنأه بمناسبة تنصيبه قائد الإدارة الجديدة في دمشق أحمد الشرع.
ويعتقد المراقبون أن الرد المحتمل من الرئيس الأميركي على رسالة العهد السوري الجديد سيكون “إيجابيا” على مستوى ما حملته رسالة الشرع من آمال وطموحات بولاية الرئيس الأميركي الثانية، ورأوا أن توقيت الرد سيكون عمليا ولن يطول، حيث سيكون على أجندة وزير خارجيته الجديد الكثير من العمل في الشأن السوري وبناء الدولة الجديدة.
وأكد الشرع أن ترامب هو الزعيم القادر على تحقيق السلام في الشرق الأوسط، واستعادة الاستقرار بالمنطقة. كما أكد أن دمشق تتطلع إلى تحسين العلاقات مع واشنطن بناء على الحوار والتفاهم.
شراكة
كذلك قال الشرع: “لدينا ثقة في أنه مع هذه الإدارة، سوف تنتهز الولايات المتحدة وسوريا الفرصة لإقامة شراكة تعكس طموحات البلدين”.
وأضاف وفق بيان نشره حساب القيادة العامة في سوريا: “نيابة عن قيادة وشعب الجمهورية العربية السورية، أهنئ دونالد ترامب على تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الأميركية”.
وقال الشرع: “جلب العقد الماضي معاناة هائلة لسوريا، حيث أدت الصراعات إلى تدمير أمتنا وزعزعة استقرار المنطقة، نحن على ثقة بأنه القائد الذي سيجلب السلام إلى الشرق الأوسط ويعيد الاستقرار إلى المنطقة”.
وتابع: “نتطلع إلى تحسين العلاقات بين بلدينا على أساس الحوار والتفاهم، ولدينا إيمان بأن الإدارتين ستستغل الفرصة لتشكيل شراكة تعكس تطلعات كلا البلدين”.
يشار إلى أن إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن رفضت رفع العقوبات عن “هيئة تحرير الشام” التي يتزعمها الشرع أو على بعض القطاعات في سوريا، إلا أنها خففت جزءا من القيود، تاركة مسألة “رفعها بشكل تام” لإدارة ترامب.
وكان ترامب اعتبر أن ما يجري في سوريا لا يعني بلاده، إذ قال بعد سقوط الأسد، “هذه حربهم وليست حربنا”. كما رأى آنذاك أن من بات يتحكم بالمشهد السوري هي تركيا، معتبرا أن مقاتليها هم الذين باتوا يسيطرون على البلاد.
يذكر إن ترامب كان من المتحمسين خلال ولايته الأولى في البيت الأبيض إلى سحب القوات الأميركية من الأراضي السورية، إلا أنه عدل عن ذلك لاحقا.
انسحاب من شرق سوريا
وآنذاك، حاول ترامب أن ينسحب من شرقي سوريا مقابل اتفاق يوسع نفوذ تركيا على حساب قوات سوريا الديمقراطية ذات القيادة الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تسيطر على مناطق شرقي نهر الفرات.
وإذ ذاك، سيكون هذا الملف مفتوحاً أيضا أمام ترامب في ولايته الجديدة، خصوصاً وأن الوجود العسكري في سوريا مترابط مع الوجود العسكري الأميركي في العراق المجاور، ويعود ذلك إلى أيام الحرب على تنظيم ما تُعرَف بـ”الدولة الإسلامية”، الذي يعتبر ترامب أنه هزمه ويريد طي الصفحة.
ونوهت مصادر إلى أن الرئيس الأميركي قد لا يلجأ إلى التخلي عن الحلفاء من أكراد سوريا، ولكنه سيتخذ على الأغلب قرارات تخص الوجود العسكري الأميركي في العراق وسوريا وعلاقة ذلك بإيران وهي خصم، وبتركيا وهي حليف لأميركا.
وفد اميركي
يذكر أن وفدا أميركيا كان زار دمشق يوم 20 ديسمبر 2024، برئاسة مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف.
وقالت المسؤولة الأميركية للصحافيين في دمشق “أحمد الشرع بدا في صورة رجل “عملي”، مبينة أن واشنطن ستحكم على الأفعال في سوريا وليس الأقوال.
وأضافت “الشرع تحدث عن أولوياته بسوريا وتتلخص في وضعها على طريق التعافي الاقتصادي”. كما قالت “ناقشنا الحاجة إلى ضمان ألا تشكل الجماعات الإرهابية تهديدا داخل سوريا”.
وتابعت “لن يكون لإيران دور في سوريا المستقبل ولا ينبغي لها ذلك”.
—————————–
الألغام في دير الزور.. حكايات الموت المؤجل/ بشير العباد
22/1/2025
دير الزور- في الوقت الذي تسعى فيه محافظة دير الزور (شرقي سوريا) للتعافي من آثار الحرب الطويلة التي دمرت المدينة، تظل الألغام الأرضية المنتشرة في المناطق السكنية والريفية على حد سواء تهديداً دائماً لحياة المدنيين.
وقد أودت تلك الألغام -التي زرعت خلال سنوات الثورة- بحياة الكثيرين وأصابت آخرين بجروح بليغة حيث وصل العدد إلى 14 قتيلا و28 مصابا خلال الشهر الماضي والجاري فقط حسب مصادر محلية، مما يكشف عن التحديات الكبيرة التي تواجه جهود استعادة الحياة الطبيعية في المحافظة.
قصص الضحايا
قبل انسحاب قوات النظام المخلوع والمليشيات المساندة من المحافظة قامت بزرع أعداد كبيرة من الألغام، ومنعت المدنيين من الخروج إلى باديتها لأمور اعتبرتها أمنية آنذاك.
وبعد خروج قوات النظام من المحافظة، تفاجأ سكان دير الزور بالمأساة التي تنتظرهم في ريف المحافظة وباديتها، فمع لجوء الأهالي إلى البادية من أجل الحصول على الحطب الذي يستخدم في التدفئة تكشفت حجم الكارثة بانفجار العديد من الألغام الموضوعة من قبل قوات النظام.
ويقول عبود الوكاع أحد سكان قرية الكشمة في ريف دير الزور -للجزيرة نت- إنه أصيب في قدمه اليمنى، وماتت زوجة أخيه جراء انفجار لغم كما بترت قدم أخيه اليمنى أيضا بعد انفجار لغم أرضي أثناء محاولتهم جمع الحطب في البادية القريبة من منازلهم.
ويضيف أنه لم يتمكن من الحصول على الرعاية الصحية المناسبة بسبب تدهور القطاع الصحي في المحافظة، حيث تم نقل شقيقه إلى العاصمة دمشق من أجل العلاج، مؤكدا الحاجة الماسة إلى كاسحة ألغام لإزالة الألغام التي تملأ محيط منازلهم وتسببت بمقتل العديد من سكان قريته والقرى المجاورة.
حوادث متكررة
وفي حادثة مشابهة، فقد كل من غدار وزكريا الشبلي (25 و18 عاماً) حياتهما جراء انفجار لغم في بادية دير الزور أثناء خروجهما المعتاد إلى الصحراء مؤخراً، حسب ما أفاد عمهما منسي للجزيرة نت من مجلس العزاء.
وأشار العم الشلبي إلى أن بادية المحافظة “مليئة بالألغام التي زرعتها المليشيات الإيرانية وقوات النظام السابق” محذرا الأهالي من التوجه إلى تلك المناطق مهما كانت الظروف.
بدوره، يوضح أبو صالح (إمام مسجد في قرية الكشمة) -للجزيرة نت- أن المناطق القريبة من المساكن زرعت فيها الألغام بكثافة، مؤكداً حدوث العديد من الحوادث القاتلة، وأن هناك تهورا من قبل بعض الأهالي الذين يغامرون بالخروج إلى مناطق مليئة بالألغام.
وأضاف أن “المليشيات الإيرانية وقوات النظام زرعت هذه الألغام لإغلاق الطرق أمام المدنيين، والنتيجة هي خسائر يومية في الأرواح” مطالبا الجهات المعنية بسرعة التحرك لتوفير كاسحات ألغام وتنفيذ برامج توعية للسكان.
ألغام عشوائية
تنتشر الألغام في دير الزور بشكل عشوائي نتيجة تعاقب القوى المسيطرة على المنطقة، من نظام بشار الأسد إلى تنظيم الدولة ثم المليشيات الإيرانية.
ويقول الخبير العسكري العقيد فايز الأسمر إن هذه الألغام تشمل أنواعا مختلفة، منها ما هو مضاد للأفراد أو مضاد للدروع، وبعضها صُمم ليبدو كحجارة أو ألعاب أطفال، مما يزيد من خطورتها وصعوبة اكتشافها.
وأضاف -في حديثه للجزيرة نت- أن عمليات إزالة الألغام تواجه تحديات كبيرة، أبرزها غياب الخرائط التي توضح أماكن زرع الألغام، وقلة الفرق الهندسية المختصة، وانتشار الألغام بكثافة في مناطق مثل حي الصناعة والطحطوح داخل مدينة دير الزور، إضافة إلى قرى المياذين والقورية والكشمة ودبلان وصبيخان والبوكمال في الريف الشرقي.
من جانبه، يوضح عبد الله الحسين المتطوع في الدفاع المدني ومسؤول استجابة دير الزور -في حديثه للجزيرة نت- أن فرق الدفاع المدني يقتصر عملها حالياً على وضع إشارات تحذيرية في المناطق الملوثة بالألغام وتوعية الأهالي بمخاطرها.
نقص المعدات
وأضاف الحسين أن الفرق تتلقى البلاغات من السكان عن مواقع الألغام، لكن نقص المعدات والفرق الهندسية يمنعها من التعامل معها بشكل كامل، مما يجعل هذه المهمة خطيرة ومعقدة حيث تستوجب بعض الألغام التفجير بنفس الموقع الذي توجد بداخله.
لم تقتصر مشكلة الألغام على المناطق الريفية فقط، بل امتدت إلى داخل أحياء مدينة دير الزور كحي الصناعة والجبل المطل على المدينة، وأحياء هرابش والبغيلية وعياش إضافة إلى حي الطحطوح.
وأشار أبو عبد الله (أحد سكان الحي) -للجزيرة نت- إلى وجود ألغام زرعتها قوات النظام السابق قرب المراكز الأمنية التي كانت تستخدمها نقاط تفتيش، مضيفا أن هذه الألغام تُشكل تهديداً مباشراً للسكان خاصة الأطفال.
ولفت إلى أن الجهات المختصة وضعت علامات تحذيرية في تلك المناطق، لكنه شدد على ضرورة إزالتها بشكل كامل لضمان سلامة المدنيين.
ويرى الصحفي هيثم الحنت أن بعض المنظمات المحلية حاولت إزالة بعض الألغام من القرى السبع التي كانت تحت سيطرة قوات النظام والمليشيات الإيرانية الواقعة شرق الفرات بأوامر من قوات قسد (سوريا الديمقراطية) لكن جهودها كانت محدودة للغاية.
وأضاف الحنت -في حديث للجزيرة نت- أن ناشطي المنطقة قدموا مناشدات للمنظمات الدولية والجهات المعنية لإزالة الألغام، لكن معظمها قوبل بالوعود دون أي تنفيذ فعلي بسبب نقص الدعم والمعدات.
المصدر : الجزيرة
——————–
ثروة فريدة خسرتها سوريا خلال سنوات الحرب/ علاء الدين خضر
سوق بيع لحوم العواس في دمشق
22/1/2025
دمشق– يعيش السوريون حالة كبيرة من التناقض حاليا ففي حين تمتلك بلادهم ثروات طبيعية هائلة نفطية وزراعية وبشرية وغيرها فإن نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد لم يتركهم إلا بعد أن جعل معظمهم تحت خط الفقر وأورثهم ديونا ودمارا هائلين بحاجة لسنوات للتعافي منها.
ومن الثروات التي خسرتها سوريا خلال السنوات الماضية، ثروتها الحيوانية التي كانت تمتلكها وخاصة أغنام العواس السلالة الفريدة التي كانت تشتهر بها وتصدّر أعدادا كبيرة منها سنويا.
وتعتبر أغنام العواس أو “النعيمي” التي تشتهر بها البادية السورية من أفضل أنواع الأغنام على مستوى العالم وفق المتخصصين بالثروة الحيوانية كما توصف لحومها بأنها من “أنفس” أنواع اللحوم.
لكن هذه الثروة الفريدة لم تسلم هي كذلك من تبعات الحرب المدمرة خلال السنوات الـ14 الماضية، وبعد أن كانت سوريا تمتلك قطعانا تضم الملايين من رؤوس هذا النوع المميز من المواشي، باتت اليوم تحاول الحفاظ على ما تبقى منها بعد أن تقلصت حيازتها منها لتصل إلى نحو العُشر.
أغنام العواس تضررت بالحرب في سوريا مثلما تضرر الحجر والبشر (الفرنسية)
سلالة فريدة
ويقول الطبيب البيطري المتخصص بالثروة الحيوانية عبد الله الحاج خضر إن أغنام العواس، والمعروفة أيضًا بأغنام النعيمي، هي واحدة من سلالات الأغنام المشهورة في الشرق الأوسط، وخصوصًا في بلاد الشام. وتُعتبر هذه السلالة ذات أهمية كبيرة للمربين والمزارعين نظرًا لخصائصها المميزة وفوائدها الاقتصادية.
ويضيف الحاج خضر للجزيرة نت أن أغنام العواس تُعرف بحجمها الكبير مقارنة بالسلالات الأخرى، حيث تتميز بأجسام قوية وذيل دهني. ويشتهر صوف العواس بأنه جيد ويستخدم في صناعة الملابس والأقمشة وتتميز باللون الأبيض وقد يظهر أحيانًا عليها بقع داكنة.
كما أنها تشتهر بإنتاج الحليب الغني بالفيتامينات والمعادن، وتعود جودة لحوم وحليب أغنام العواس إلى المرعى الطبيعي الذي تأكل منه حيث إنها تعيش في الغالب في البادية وتتغذى من الأعشاب والنباتات المحلية.
ومن الميزات الأساسية لأغنام العواس أنها لا تُعطى أي هرمونات أو مغذيات في أي من مراحل حياتها وإنما تعيش على الطبيعة وهو ما يجعلها مميزة وإنتاجها كذلك ويجعل سوقها مرغوبا خاصة في المنطقة ودول الخليج العربية. كما أنها تملك ميزة القدرة على العيش في الظروف المناخية الصعبة والمناطق الحارة.
استنزاف وتهجير
ورغم المكانة الكبيرة لهذه السلالة من الأغنام فإنها لم تسلم من تدمير النظام السوري وشبكات الفساد التي كان يديرها مقربون منه.
يقول معاون وزير الزراعة السوري لشؤون الثروة الحيوانية أيهم عبد القادر إنه خلال السنوات الماضية كان هنالك استنزاف للقطيع المحلي لأغنام العواس نتيجة النزوح والتهجير الذي قامت به قوات النظام للتجمعات الريفية خاصة في شمال وشرق البلاد وكذلك الاشتباكات والمعارك التي خاضتها تلك القوات والمليشيات التابعة لها مع الجيش الحر وأيضا الحملة الدولية لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف عبد القادر للجزيرة نت أن النظام استغل الفرصة وأدخل مليشيات إيرانية ومن العراق أيضا مثل زينبيون وفاطميون وغيرهما لدعمه عسكريا في المنطقة ما بين السخنة وتدمر وجنوب دير الزور ومنطقة البادية حيث تعرض فيها المربون لقتل بشكل ممنهج، وكما هو معروف أن البادية السورية هي الموطن الأساسي لأغنام العواس والمراعي التي فيها هي التي كانت تضم قطعانها لسنوات طويلة.
وأشار معاون الوزير إلى أنه في مناطق الأرياف الشرقية لمحافظات حماة وحمص وإدلب وكذلك ريفي محافظة حلب الجنوبي والشرقي كانت فيها تربية أغنام كثيفة جدا لكن نتيجة الاشتباكات وانتشار المليشيات الموالية للنظام، أصبح هنالك قتل ممنهج للرعاة وقطعان الأغنام على حد سواء، وهذا القتل كان بشكل عشوائي وعبثي وحتى غير مفهوم.
انخفاض كبير
ولفت معاون الوزير إلى أن عمل الرعاة يعتمد عادة على الترحال لكن أيضا مهم وجوده في مناطق آمنة، وأثناء القصف كان يضطر المربون لنقل قطعانهم بشكل سريع وهذا ما أجبر عددا كبيرا منهم على بيع الأغنام بشكل واسع ومفاجئ وأدى إلى انخفاض بالسعر وخسائر لم يستطيعوا تحملها.
ونتيجة حملات النظام المستمرة على المنطقة وأيضا محاولات صد تلك الحملات من قبل الجيش الحر تأثرت بشكل كبير المناطق التي تتركز فيها تربية الأغنام إضافة إلى ذلك الصعوبات الاقتصادية وعدم مناسبة أسعار الأعلاف مع سعر سوق الحليب واللحم مما أدى إلى تراجع المهنة بشكل كبير.
وأشار عبد القادر إلى أنه في آخر إحصائيات تقديرية لعدد رؤوس القطيع في شمال غرب البلاد (شمال حلب وريفها الغربي وأيضا إدلب وريفها) بلغ عدد رؤوس الأغنام ما بين 200 إلى 300 ألف رأس وإذا أخذنا قياسا للأعداد على 14 محافظة تضمها سوريا والوضع الاقتصادي فإنه يتوقع أن عدد القطيع يصل إلى 3 ملايين فقط بعد أن كان يبلغ نحو 25 مليونا عام 2010.
إحصائيات مزورة
ونوه إلى أن الإحصائيات التي كان يصدرها النظام لتعداد الثروة الحيوانية كانت أعلى من الأرقام الحقيقية لأن تلك الإحصائيات التي كانت تقوم بها الفرق الجوالة التابعة له فيها كثير من التزوير والفساد وعدم الدقة لسببين.
وعن السبب الأول أوضح عبد القادر أن مربي الأغنام كان يحصل على دعم بالمحروقات والأعلاف من الدولة فلذلك هو يقوم بتزويد الفرق الجوالة بأعداد كبيرة لقطيعه خلافا للواقع من أجل الحصول على كميات أكبر من المحروقات والأعلاف بأسعار مخفضة ويقوم بعدها ببيعها في السوق السوداء، وهذا طبعا بالتعاون مع شبكات يديرها متنفذون تابعون للنظام للحصول على فوائد اقتصادية كبيرة.
ونتيجة لذلك، والحديث لعبد القادر، كان المربي الذي يمتلك 100 رأس فقط يقوم بتسجيل أن لدية ألفا أو أكثر للحصول على كميات مضاعفة من المحروقات والأعلاف المدعومة والاستفادة من فروق الأسعار عند بيعها في السوق السوداء.
والسبب الآخر، وفقا للمسؤول، يعود لعدم دقة الأرقام التي يصدرها النظام وهو أن القطيع يتنقل في المناطق الريفية ما بين المحافظات المتجاورة مثل حمص وحماة وحلب وإدلب وكذلك المنطقة الشرقية، فتقوم الفرق الجوالة بتسجيل القطيع في حمص مثلا ومن ثم تسجيله نفسه في حماة.
ولفت معاون الوزير إلى أن العناية بالأغنام في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة الفصائل في شمال غرب سوريا كانت أفضل بكثير من وضعها في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
المصدر : الجزيرة
————————–
جميل الأسد.. إمبراطور الشبيحة وإمام جمعية المرتضى/ محمد شعبان أيوب
22/1/2025
مع انقلاب نوفمبر/تشرين الثاني 1970 أصبح حافظ الأسد وعائلته مسيطرين على الدولة السورية بقبضة من حديد؛ فالرجل الذي ارتقى من منصب وزير الدفاع ثم إلى رئاسة الجمهورية، لم يكن ليقبل إلا بتعيين أخيه رفعت الأسد ذراعا يُمنى له، وقائدا لـ”سرايا الدفاع” التي استقلت عن الجيش ليكون حصنه الحصين، وقلعته الأمامية.
ولم يكتف حافظ بترقية وترفيع المقربين منه عائليا فقط، بل أصر على هيمنة العلويين على مفاصل الدولة ليتمكن من خلالهم من إدامة حكمه، وتوريثه لأبنائه وأحفاده من بعده لتصبح سوريا بمثابة الإقطاعية الأسدية العلوية، وقد لاحظ عدد من المؤرخين والباحثين في الشأن السوري هذه الظاهرة مبكرًا.
ففي كتابه “الصراع على السلطة في سوريا”، يشير المؤرخ والدبلوماسي نيكولاس فان دام، إلى أن حافظ الأسد، بعد توليه السلطة، اعتمد بشكل رئيسي على مجموعة من الضباط الذين شغلوا مواقع إستراتيجية حساسة، وأن الغالبية العظمى منهم كانوا من الطائفة العلوية، بينما شغل الضباط المنتمون إلى طوائف أخرى مناصب عسكرية رفيعة بشكل شكلي فقط، ولم تُمنح لهم صلاحيات حقيقية تمكنهم من تهديد سلطة الأسد.
وأمام هذه الحقيقة، كان من الطبيعي أن يتصدر إخوة وأبناء وأقارب حافظ الأسد المشهد في البلاد، ولئن عرفنا حافظ ورفعت كرجلين عسكريين دمويين وصارمين في سحق المعارضة، بل واستهداف الأكثرية، فإن أخاهما الأوسط (جميلا) الأسد كان له بابه الذي وَلج منه إلى النفوذ والسطوة.
جميل الأسد
ولِد جميل علي سليمان الأسد ونشأ في بلدة القرداحة عام 1933، وعند وصول أخيه حافظ إلى السلطة بدأ نشاطه بالعمل في أروقة الدولة ومؤسساتها بحرية كبيرة، وسرعان ما حظِي بعضوية مجلس الشعب، ثم أصبح عضوًا في المؤتمر القومي الـ12 لحزب البعث العربي الاشتراكي، وبعد ذلك انتقل إلى العمل في مجال الاستيراد والتصدير، ومن هنا بدأت رحلته في الكسب غير المشروع.
ويلحظ عبد الرحمن نموس في كتابه “تاريخ سوريا الحديث” أن ظاهرة الكسب غير المشروع شملت أعدادا ضخمة من محاسيب نظام الأسد الجديد بحيث “ظهرت طبقة جديدة هي برجوازية الكسب غير المشروع التي رعتها الدولة بشكل مباشر أو غير مباشر”، وكان رفعت الأسد وجميل الأسد إخوة حافظ على رأس هذه الطبقة الجديدة.
فقد أسّس جميل الأسد شركة تخليص جمركي، وفتح لها فروعا في كافة المنافذ الحدودية البرّية والبحرية في سوريا، وبمرور الوقت تمكن من تنصيب نفسه وصيّا على التخليص الجمركي وأخذ نسبة ثابتة من التجار والمتعاملين لنفسه، فكانت تلك بوابته التي بدأ منها بناء مملكته الاقتصادية وسط إقطاعية آل الأسد، ويبدو أن جميلا كان يبحث عن الثروة السريعة لتكون أداة من أدواته للهيمنة والنفوذ السياسي في البلاد.
كان جميل الأسد ماهرًا بالتغطية على أعماله غير الشرعية بمشاريع تجارية لتبييض أمواله، وكل ذلك بتوجيهات من أخيه الرئيس الذي لم يكن يريد أن تفوح رائحة الفساد من العائلة إلى العلن، خاصة في فترة الثمانينيات التي شهدت أكبر مجازر القرن في مدينة حماة، حيث قُتل ما يقارب 40 ألفًا على يد قوات حافظ الأسد بقيادة أخيه رفعت.
أسّس جميل الأسد “شركة الساحل” للتخليص الجمركي، التي اتخذت من اللاذقية مقرًا لها، وعين هيثم شحادة مديرًا للشركة، فأصبح منذ ذلك الحين بمثابة ملك المعابر في سوريا، بالإضافة إلى ذلك، دعم جميل، شحادة ليصبح عضوًا في مجلس الشعب لدورتين متتاليتين.
ملك المعابر والموانئ
تمكن جميل الأسد من فرض سيطرته على مرفأ اللاذقية من خلال شركته “شركة الساحل”، حيث فرض على التجّار ضريبة نسبتها 2.5% من أرباحهم، مدّعيًا أن هذه الأموال تُجمع كـ”زكاة” لكونه يعتبر نفسه “الإمام” كما سنرى. إلى جانب ذلك، أجبر المخلّصين الجمركيين على دفع مبالغ شهرية وصلت إلى 50 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل أكثر من ألف دولار في تلك الفترة.
ومع مرور الوقت، توسعت هيمنته ليجعل ختم معاملات “شركة الساحل” شرطا إلزاميا لإنجاز أي معاملة جمركية في مرفأ اللاذقية، مقابل رسم قدره 1500 ليرة سورية لكل معاملة. كما فرض سلطته على العاملين في المرفأ، مهددًا بعقوبات تصل إلى الفصل من الوظيفة لأي شخص يحاول تمرير معاملة دون ختم شركته.
وفي التسعينيات، مدّ جميل الأسد نفوذه إلى مرفأ طرطوس، حيث طبّق نفس أساليبه الاحتكارية، ولم تتوقف طموحاته عند المرافئ، بل توسعت أعماله لتشمل السيطرة على المعابر الحدودية البرّية أيضا، ولهذا السبب عمل على افتتاح مكاتب عند معابر باب الهوى وباب السلامة على الحدود مع تركيا، ثم امتد نفوذه إلى معبرَي التنف واليعربية على الحدود مع العراق، وكذلك معبر نصيب على الحدود مع الأردن، ليُحكم قبضته على المعابر الرئيسية لسوريا.
ورغم سطوته المطلقة هذه، كان هناك تحدّ كبير يواجهه، وهو تدخل باسل الأسد، ابن أخيه حافظ الأسد في شؤونه، حيث عمل على اقتسام الأرباح معه في تلك الفترة، وبعد وفاة باسل توسعت أعمال جميل بشكل أكبر، ليصبح شريكه الأبرز هو بشار الأسد، الذي ورث النفوذ بعد شقيقه باسل.
جميل الأسد وجمعية “الإمام المرتضى”
في عام 1981 أطلق جميل الأسد على نفسه لقب “الإمام المرتضى” في إشارة إلى دوره كمؤسس لأول جمعية شيعية كبرى وتحت رعاية السلطة في سوريا، كما أطلق على نفسه “قائد المسار” ليوازي به لقب شقيقه حافظ الأسد “قائد المسيرة”، ورغم انتماء جميل إلى الطائفة العلوية، وليس الطائفة الشيعية، فقد أنشأ جميل الأسد “جمعية المرتضى”، التي اعتُبرت الأولى من نوعها في البلاد.
ووفقا للباحث والكاتب السوري عبد الرحمن الحاج في كتابه “البعث الشيعي في سوريا”، فقد انضم آلاف السوريين إلى الجمعية رغم نفور الوسط السني من أفكارها؛ إذ كان الدافع الرئيسي وراء ذلك يتمثل في الخوف من القمع الدموي الذي مورس خلال تلك الفترة ولا سيما بعد مذابح جسر الشغور وحماة وتدمر وغيرها.
وإلى جانب ذلك، الإغراءات التي قدمتها الجمعية، فقد كان من بينها تسليح أعضاء الجمعية البارزين وتزويدهم بسيارات حماية مقدمة من سرايا الدفاع، مما يكشف عن وجود علاقة وثيقة بين الجمعية ورفعت الأسد، قائد سرايا الدفاع.
ويبدو أن تأسيسها في عام 1981 كان انعكاسا للحظة السياسية وقتها؛ فقد قطع حافظ الأسد العلاقات مع صدام حسين والعراق، وقرر تأييد إيران وإمام الثورة الخميني في الحرب العراقية الإيرانية وقتها، وقد تزامن ذلك مع تقارب اقتصادي وديني بين دمشق وطهران وقتها.
فقد اتفق الجانبان على منح سوريا البترول الإيراني بأسعار تفضيلية مع تسهيل السياحة الدينية للقادمين من شيعة إيران لزيارة المقامات في سوريا وعلى رأسها مقام السيدة زينب، فكانت مسارعة جميل الأسد لإنشاء جمعية “الإمام المرتضى” جزءا من هذه اللحظة التاريخية والسياسية وانعكاسًا للتقارب بين الجانبين.
وقد لعبت جمعية “الإمام المرتضى” خلال ثمانينيات القرن العشرين دورا موازيا للجناح العسكري المعروف بـ”سرايا الدفاع” بقيادة أخيه رفعت الأسد، الشقيق الأصغر لحافظ الأسد، فكان الهدف الأساسي للجمعية توسيع نفوذ النظام السوري والمتحالفين معه عبر نشر المذهب الشيعي في مناطق مختلفة من البلاد.
وركزت الجمعية على استقطاب القبائل في درعا، وسكان منطقة الجزيرة، والأكراد في القامشلي، بالإضافة إلى المناطق العلوية في اللاذقية وريفها، ومناطق الإسماعيليين في السلمية ومصياف.
انضم آلاف المواطنين من المدن والأرياف السورية إلى الجمعية، مدفوعين بالخوف من المجازر الطائفية التي طالت مدينة حماة، ونتيجة للإغراءات التي قدمتها الجمعية، مثل الحماية الأمنية وفرص التوظيف في مؤسسات الدولة، على غرار الامتيازات التي يتمتع بها أعضاء حزب البعث الحاكم.
وفي هذا الإطار عملت جمعية “الإمام المرتضى” بشكل علني، ونظمت ندوات واحتفالات ومهرجانات في مختلف أنحاء سوريا، وفي تلك الفترة، قاد الشيخ الكردي أبو الحسن الميقري أنشطة الجمعية هناك، وتميزت الجمعية بانتساب عدد كبير من المسؤولين العلويين داخل النظام السوري، إضافة إلى بعض كبار التجار وزعماء العشائر الذين كانت السلطة تمثل عامل جذب لهم.
يُوضح عبد الرحمن الحاج في كتابه السابق أن الهدف الأساسي من تأسيس جمعية “المرتضى” لم يكن دينيًّا صرفًا، بل كان يحمل في جوهره أبعادا سياسية واضحة، فرغم أن جميل الأسد لم يكن شخصا متدينا بالمعنى التقليدي، فإنه كان أقل ميولا نحو العلمانية مقارنة بأخويه حافظ ورفعت.
ويشير الحاج إلى أن النزعة الطائفية لجميل الأسد هي التي دفعته للتفكير في إنشاء جمعية دينية تمكّنه من توسيع نفوذه السياسي تحت غطاء ديني.
ركزت “جمعية المرتضى” على تنظيم الفعاليات والندوات وإحياء الاحتفالات في مختلف أنحاء البلاد، كما أصدرت شهادات عضوية لمنتسبيها. ومن خلال هذه الجمعية، نجح جميل الأسد في بناء شبكة واسعة من المؤيدين والأتباع.
يُشير عبد الرحمن الحاج أيضا إلى أن جميل الأسد أقام بسرعة علاقات قوية مع الإيرانيين وحصل على دعمهم، لكن السلطات الرسمية في طهران تجنّبت تقديم دعم علني له بسبب حرص حافظ الأسد على ضبط حدود العلاقة مع إيران.
وقد تلقّى جميل دعمًا ماليا ومعنويا من المرجعيات الشيعية في العراق وإيران كما يرصد الحاج، مما مكّنه من افتتاح عشرات الحسينيات في مدن مثل اللاذقية وطرطوس.
ويبدو أن حافظ الأسد استفاد من جمعية “المرتضى” لتوثيق علاقته بإيران آنذاك، والتغلغل في المجتمع الشيعي العراقي خاصة وأن خلافاته مع صدام حسين كانت وصلت إلى حد الاتهام والسباب العلني، مما دفعه لغضّ الطرف عنها.
لكن الخلاف بين حافظ ورفعت الأسد أثّر على الجمعية بصورة سلبية، ففي عام 1983، تعرض حافظ الأسد لأزمة قلبية حادة أدت إلى حجزه في المستشفى لعدة أشهر، وفي تلك الأثناء أعلن جميل دعمه لأخيهما رفعت كبديل لحافظ في قيادة سوريا، وحشد أتباعه أمام قصر الضيافة للمطالبة بتنصيب رفعت رئيسا، غير أن تعافي حافظ أدّى إلى انتقامه من المتورطين فيما اعتبرها مؤامرة عليه، فتم حلّ الجمعية واعتقال عدد من أعضائها.
إمبراطور الشبّيحة والنهاية
في كتابه “سوريا: سقوط مملكة الأسد”، يرصد الأكاديمي الأميركي ديفيد ليش نشوء ظاهرة الشبيحة في البلاد، فيرى أنهم في الأصل مجموعات إجرامية غير نظامية كانت تعمل في المناطق الساحلية السورية، وخاصة في اللاذقية وطرطوس، كانت هذه المجموعات مرتبطة بعائلات وقوى محلية ولديها تاريخ في التهريب والأنشطة غير القانونية، استغلها بيت الأسد باحترافية شديدة لمصالحهم الخاصة منذ فترة مبكرة، وقد كان جميل الأسد الأب الشرعي لهذا التنظيم.
فعلى إثر خسارته جمعية “الإمام المرتضى” اتجه جميل إلى الانخراط الكلي في العمل التجاري، حيث استغل نفوذه ونفوذ العائلة الحاكمة في نشاطات مثل التهريب والتجارة غير المشروعة وعلى رأسها المخدرات.
وفي مقابلة حصرية لبرنامج المتحرّي على شبكة الجزيرة استضاف في تحقيقه العميد نبيل الدندل رئيس فرع الأمن السياسي في محافظة اللاذقية بين عامي 2003 و2007، حيث قدّم معلومات مهمة عن دور عائلة الأسد في تجارة المخدرات، وكشف أن جميل الأسد كان يسيطر على ميناء اللاذقية لهذا الغرض.
كما حافظَ جميل على اتصالاته ببعض أعضاء الجمعية، وشاركوا في أنشطة شملت التهريب والمخدرات والمعاملات الجمركية، ومن بين هذه الشبكات السرية نشأت مجموعات “الشبيحة”، التي تكونت في بداياتها من أتباع جميل الأسد.
ويرجع سبب تسمية “الشبيحة” إلى سيارات “المرسيدس الشبح” التي كانت تُستخدم في موكب جميل الأسد، حيث كان موكبه يضم دائما عددا من هذه السيارات، كان أصحابها يتمتعون بأولوية المرور في أي وقت وتحت أي ظرف، مما جعلها معروفة بين الناس في المناطق التي تمر بها. وبمرور الزمن، ارتبط هذا التعبير بالبلطجية الذين عملوا تحت إمرة جميل الأسد، وأصبح يُطلق عليهم اسم “الشبِّيحة”.
في مقال نشرته بمجلة تايم إن الأسترالية، تطرقت الكاتبة الأسترالية ذات الأصول اللبنانية، رانيا أبو زيد، إلى جذور ظاهرة الشبيحة، وأرجعتها إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، عندما حكم حافظ الأسد سوريا بمساندة شقيقه رفعت، الذي كان يؤدي دورا محوريا في إدارة الأجهزة الأمنية، بينما انشغل شقيقهما الثالث جميل بصفقات تجارية مشبوهة شملت تهريب الأسلحة والاتجار بالمخدرات، وفقا لما أورده المعارض السوري رضوان زيادة.
وتؤكد أبو زيد أن “عصابات الشبيحة، التي انبثقت عن عائلة الأسد الممتدة وانتمت للطائفة العلوية، لطالما وُصفت بأنها الذراع التنفيذية للمافيا في البلاد”.
أما الكاتب السوري ياسين الحاج صالح، فقد تناول موضوع الشبيحة في تقرير نشر في إحدى الدوريات الألمانية، حيث أشار إلى أن مصدر دخلهم الرئيسي كان يتمثل في أنشطة التهريب، بما في ذلك السلع، التبغ، المخدرات، الكحول، وحتى الآثار. كما وصفهم بـ”وحشيتهم وقسوتهم المطلقة”، إلى جانب “تفانيهم الأعمى في خدمة قادتهم”.
ومع اندلاع الثورة السورية في عام 2011، لجأ النظام إلى التكثيف من تجنيد هذه المجموعات وتحويلها إلى أداة فعالة لقمع الناس، مما حوّلها من عصابات إجرامية إلى مليشيات مسلحة موالية للنظام.
ويلفت ليش في كتابه السابق إلى أن الشبيحة لعبوا دورا محوريا في قمع المتظاهرين السلميين خلال المراحل الأولى من الثورة، حيث عملت هذه المجموعات خارج الإطار القانوني، مما أتاح للنظام تفادي المساءلة الدولية المباشرة. كما تم توظيف الشبيحة في تنفيذ هجمات عنيفة ضد المدنيين، شملت عمليات قتل واعتقالات تعسفية وترهيبا ممنهجا، بهدف إخافة السكان وإحباط أي محاولات للمشاركة في الثورة.
ويؤكد ليش أن الشبيحة كانت تعمل بتوجيهات مباشرة من أجهزة الأمن السورية والنظام السياسي بصورة مباشرة، حيث شكلت هذه المجموعات “ذراعا غير رسمية” للنظام، مكّنته من تنفيذ عمليات قمع دون تحمّل المسؤولية المباشرة عن الانتهاكات التي ارتكبتها.
وبعد عقود قضاها جميل الأسد في إنشاء مملكته الخاصة التي قامت على استغلال الدين والاقتصاد لمصالحه الخاصة أولا، ومصالح العائلة الأسدية الحاكمة ثانيا توفي في 15 ديسمبر/كانون الأول عام 2004 في فرنسا، تاركا خلفه ثروة طائلة تُقدَّر بمليارات الدولارات أدت إلى اندلاع خلافات حادة بين الورثة.
بَيد أنه ترك أيضا إدارة إمبراطورية الشبيحة لابنه فواز جميل الأسد الذي استمر في تجارة المخدرات المحلية والدولية وفرض الإتاوات، وزعامة وتحريك الشبيحة في قمع الثورة السورية، حتى وافته المنية في مارس/آذار 2015 إثر تليف شديد في الكبد ناتج عن إدمانه للخمر.
المصدر : الجزيرة
—————————-
وزير الدفاع السوري: الرؤية غير واضحة مع “قسد” حتى اليوم
أبوقصرة قال إن السلطات الجديدة تتفاوض مع القوات الكردية لكنها جاهزة لـ”استخدام القوة” إذا لزم الأمر
أ ف ب
الأربعاء 22 يناير 2025
أكد وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة أنه “لا يمكن أن تدخل ’قسد‘ كجسم في وزارة الدفاع لأن ذلك لا يحقق المصلحة العامة”، مشدداً على وجوب أن “تنتقل كل الفصائل للحالة المؤسساتية بما فيها ’هيئة تحرير الشام‘”.
أكد وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة اليوم الأربعاء أن السلطات الجديدة التي تعهدت حل الفصائل المسلحة ودمجها في إطار جيش موحد، تفاوض القوات الكردية لكنها مستعدة للجوء إلى “القوة” إذا لزم الأمر.
وعقب إطاحة فصائل معارضة تقودها “هيئة تحرير الشام” الرئيس بشار الأسد خلال الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024، أعلنت السلطات الجديدة في الشهر ذاته التوصل إلى اتفاق مع “جميع الفصائل المسلحة” يهدف إلى حلها ودمجها تحت مظلة وزارة الدفاع.
غير أن الاتفاق لا يشمل قوات سوريا الديمقراطية (المعروفة بقسد) التي يشكل الأكراد عمودها الفقري، وهي مدعومة من الولايات المتحدة وتسيطر على مناطق واسعة شمال شرقي البلاد.
وقال أبو قصرة في لقاء مع صحافيين داخل دمشق إن “باب التفاوض مع ’قسد‘ في الوقت الحاضر قائم وإذا اضطررنا للقوة سنكون جاهزين”، وأشار إلى أن “الرؤية غير واضحة في التفاوض مع ’قسد‘ حتى اليوم”.
والتقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع أواخر الشهر الماضي وفداً من قوات سوريا الديمقراطية، وفق ما أفاد مسؤول مطلع على الاجتماع، مشيراً إلى أن المحادثات كانت “إيجابية”.
وأضاف أن الاجتماع كان “لقاء تمهيدياً لوضع أساس للحوار المستقبلي”، لافتاً إلى أنه “تم الاتفاق على مواصلة اللقاءات للوصول إلى تفاهمات مستقبلية”.
وأكد الشرع في مقابلة مع قناة العربية أواخر ديسمبر 2024 أن على قوات سوريا الديمقراطية الاندماج في الجيش السوري الجديد.
وأكد أبو قصرة في تصريحاته اليوم أنه “لا يمكن أن تدخل ’قسد‘ كجسم في وزارة الدفاع لأن ذلك لا يحقق المصلحة العامة”، مشدداً على وجوب أن “تنتقل كل الفصائل للحالة المؤسساتية بما فيها ’هيئة تحرير الشام‘”.
وقوات سوريا الديمقراطية هي الذراع العسكرية للإدارة الذاتية التي أنشأها الأكراد بعد اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، وانسحاب القوات الحكومية منها دون مواجهات.
وكان قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي أكد أخيراً الاتفاق مع السلطة الجديدة في دمشق على رفض “أية مشاريع انقسام” تهدد وحدة البلاد.
———————–
الأمم المتحدة: خطر تقسيم سوريا لا يزال قائماً
دبي – العربية.نت
22 يناير ,2025
على الرغم من سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد الشهر الماضي، جددت الأمم المتحدة على مخاوفها من خطر التقسيم.
خطر التقسيم مازال موجوداً
فقد شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الأربعاء، على أن خطر الانقسام في سوريا ما زال قائما.
وتابع أثناء كلمته في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أن تقسيم سوريا لا يزال أمراً وارداً، خصوصا مع وجود قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على مناطق شمال شرقي البلاد، والتدخلات التركية، وكذلك التوغلات الإسرائيلية.
كذلك رأى أن تنامي التطرف ممكن في البلاد.
وعن إيران رأى أن طهران لا بد أن تتخذ خطوة نحو تحسين العلاقات مع دول المنطقة والولايات المتحدة من خلال توضيح أنها لا تهدف إلى تطوير أسلحة نووية.
وقال”المسألة الأكثر أهمية هي إيران والعلاقات بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة”.
كما أضاف معرباً عن أمله في أن يدرك الإيرانيون أن من المهم أن يوضحوا تماما عزمهم نبذ امتلاك أسلحة نووية، في نفس الوقت الذي ينخرطون فيه بشكل بناء مع الدول الأخرى في المنطقة، وفق تعبيره.
أيضاً شدد على أن هناك خطرا بأن تشعر إسرائيل أن هذه اللحظة المناسبة لضم الضفة الغربية، في إشارة منه إلى التوترات الأخيرة بفعل العملية التي بدأتها تل أبيب هناك بعد سريان وقف النار في قطاع غزة.
تقسيم سوريا إلى كانتونات
يشار إلى أن تقريراً إسرائيلياً كان ذكر أن مجلس الوزراء الإسرائيلي كان عقد اجتماعاً سرياً خصص لمناقشة اليوم التالي في سوريا، وانتهى باقتراح عقد مؤتمر دولي لتقسيم سوريا إلى كانتونات، وفقا لصحيفة “يسرائيل هيوم”.
وقال التقرير إن محصلة الاجتماع السري رفيع المستوى الذي ترأسه وزير الدفاع يسرائيل كاتس، قدمت لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي سيعقد بدوره في الأيام المقبلة، اجتماعا خاصا للنظر في الأمر، خاصة مع التركيز على تورط تركيا في سوريا، المهدد لإسرائيل.
وكشف أن الدعوة لتقسيم سوريا لمقاطعات أو كانتونات، سبق وناقشها مسؤولون سياسيون وأمنيون إسرائيليون كبار جدا منذ سقوط نظام الأسد، بدعوى ضمان أمن وحقوق جميع المجموعات العرقية في سوريا، ولم يتم الكشف عن ذلك، إلا الآن.
—————————-
بيدرسون: تشكيل جيش وطني واحد هو ما يضمن استقرار سوريا
دبي – العربية.نت
22 يناير ,2025
بعد لقاء مع قائد العملية الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، أكد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، اليوم الأربعاء، أن المناقشات التي أجراها مع الإدارة الجديدة كانت جيدة.
توحيد الفصائل وشجب اعتداءات إسرائيل
وأضاف في مؤتمر صحافي من العاصمة السورية دمشق، أن الأمم المتحدة تعمل مع المجتمع الدولي لتقديم الدعم للإدارة السورية الجديدة، لافتا إلى ضرورة أن تعيد الدول النظر في العقوبات المفروضة على النظام السابق.
كما أكد على أن يكون هناك انتقال سياسي شامل، مع ضرورة الإعداد الجيد لمؤتمر الحوار الوطني في سوريا.
وتابع أنه بحث مع الشرع توحيد الفصائل ضمن وزارة الدفاع، مشدداً على وجوب تشكيل جيش وطني واحد في سوريا لتحقيق الاستقرار.
أما عن الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا فرأى بيدرسون أنها غير مقبولة، معتبرا ألا عذر أو مبرر لتلك الأفعال.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت مرارا أنها عازمة على تقديم جميع أشكال المساعدة للشعب السوري.
قوات مسلحة تحمي الشعب لا تذله
يشار إلى أنه ومنذ سقوط نظام الأسد، بدأت عدة دول السعى إلى التواصل مع القيادة السورية الجديدة، التي شكلت حكومة انتقالية من أجل تسيير شؤون البلاد حتى مارس من العام المقبل.
وكان بيدرسون لفت سابقاً إلى أن المجتمع الدولي جاهز للعمل مع الإدارة السورية الحالية والهيئة الانتقالية، وذلك بعد تلقيه ضمانات بأن تضم الهيئة الانتقالية كل المكونات السورية.
يأتي هذا في حين تواصل الإدارة الجديدة في سوريا ضبط الأمن في البلاد وإعادة بناء المؤسسات، والجيش وحل الفصائل المسلحة، منعاً لاندلاع حرب أهلية.
كما تشدد على أنها عازمة على بناء جيش جديد، وحل كافة الفصائل المسلحة، وضمها تحت إمرة وزارة الدفاع.
كما أوضحت أنها ستبني قوات مسلحة مهمتها حماية الشعب ومصالح البلاد، وليس إذلال السوريين كما يحصل في ظل النظام السابق.
——————————
وزير الخارجية السوري: نعتزم خصخصة الاقتصاد وإصلاحه وندعو للاستثمار الأجنبي
2025.01.22
كشف وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن الإدارة السورية الجديدة تعتزم خصخصة الموانئ والمصانع المملوكة للدولة، ودعوة الاستثمار الأجنبي، وتعزيز التجارة الدولية، في إطار إصلاح اقتصادي يهدف إلى إنهاء عقود من الزمن في سوريا “كدولة منبوذة”.
وفي مقابلة مع صحيفة “فايننشال تايمز”، قال الشيباني إن رؤية رئيس النظام المخلوع، بشار الأسد، “كانت تتلخص في دولة أمنية، أما رؤيتنا فهي التنمية الاقتصادية”، مضيفاً أنه “لابد من وجود قانون ورسائل واضحة لفتح الطريق أمام المستثمرين الأجانب، وتشجيع المستثمرين السوريين على العودة إلى سوريا”.
ما الأضرار التي سببها نظام الأسد للاقتصاد السوري؟
وذكر وزير الخارجية السوري أن “التكنوقراط والموظفون الحكوميون السابقون في عهد الأسد، عملوا منذ ذلك الحين على الكشف عن الأضرار التي لحقت بالبلاد وخزائنها بسبب النظام المخلوع”.
ووفق الشيباني، فإن هذه التحديات والأضرار تشمل اكتشاف ديون بقيمة 30 مليار دولار لإيران وروسيا، واحتياطيات أجنبية غير موجودة في البنك المركزي، وتضخم رواتب القطاع العام، وانحدار قطاعات الإنتاج مثل الزراعة والتصنيع، التي أهملتها وقوضتها سياسات عهد الأسد الفاسدة.
وأشار الشيباني إلى أن “التحديات المقبلة هائلة، وسوف تستغرق سنوات لمعالجتها”، موضحاً أن الحكومة الجديدة “تعمل على تشكيل لجنة لدراسة الوضع الاقتصادي والبنية الأساسية في سوريا، وستركز على جهود الخصخصة، بما في ذلك مصانع الزيوت والقطن والأثاث”.
التعافي هو الأولوية الفورية
وقال وزير الخارجية السوري إن الحكومة الجديدة “سوف تستكشف الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتشجيع الاستثمار في المطارات والسكك الحديدية والطرق”، مشيراً في الوقت نفسه على أن “التحدي يتمثل في إيجاد مشترين للكيانات التي كانت في حالة من التدهور لسنوات، في بلد ممزق مقطوع عن الاستثمار الأجنبي”.
وأكد الشيباني على أن “التعافي هو الأولوية الفورية، بما في ذلك تأمين القدر الكافي من الخبز والمياه والكهرباء والوقود لشعب دفعه حكم الأسد والحرب والعقوبات إلى حافة الفقر”.
وشدد الوزير السوري على أنه “نحن لا نريد أن نعيش على المساعدات الإنسانية، ولا نريد من الدول أن تعطينا أموالا وكأنها ترمي استثماراتها في البحر”.
تخفيف العقوبات هو المفتاح
وقال الشيباني إن “المفتاح في ذلك هو تخفيف العقوبات الأميركية والأوروبية على سوريا وعلى هيئة تحرير الشام”، مشيراً إلى أن مشاركته في منتدى دافوس الاقتصادي “سوف يستخدم لتجديد الدعوات لرفع العقوبات التي فرضت في عهد الأسد”.
واعتبر الشيباني أن العقوبات على سوريا “تمنع التعافي الاقتصادي، وتحبط الاستعداد الواضع للدول الأخرى للاستثمار”، مشيراً إلى أن الإعفاءات المحدودة التي أصدرتها الولايات المتحدة الأميركية من العقوبات، “ليست كافية، ويجب فتح الباب أمام الدول للبدء في العمل”.
سوريا لن تشكل تهديداً
من جانب آخر، قال وزير الخارجية السوري إن الإدارة السورية الجديدة “تعمل على طمأنة المسؤولين الخليجيين والغربيين بأن البلاد لن تشكل تهديداً”، موضحاً أن الحكومة الجديدة “لا تخطط لتصدير الثورة، أو التدخل في شؤون الدول الأخرى”.
وأكد أن “أولوية الحكومة الجديدة ليست تشكيل تهديد للآخرين، بل بناء تحالفات إقليمية تمهد الطريق للازدهار السوري”.
وعن العلاقة مع تركيا، وصفها الشيباني بأنها “علاقة خاصة”، موضحاً أن تركيا “الداعم الأكثر نشاطاً للمعارضة السورية، وستسمح للبلاد بالاستفادة من التكنولوجيا التركية وثقلها الإقليمي وعلاقاتها الأوروبية”.
وعن “قوات سوريا الديمقراطية”، قال الشيباني إن “المناقشات جارية مع قسد”، مؤكداً استعداد الإدارة السورية الجديدة لإدارة السجون التي تضم آلاف المقاتلين من تنظيم “داعش”.
وشدد وزير الخارجية السوري على أن “وجود قوات قسد لم يعد له مبرر”، مشيراً إلى أن السلطات “تعهدت بضمان حقوق الأكراد في الدستور الجديد، وضمان تمثيلهم في الحكومة الجديدة”.
——————————
“لم تعد بوقاً لنظام الأسد”.. وكالة الأنباء السورية الرسمية تدخل حقبة جديدة
ربى خدام الجامع
2025.01.22
وأخيراً عثر زياد محاميد على الوظيفة التي يحلم بها، إذ خلال الدور الذي لعبه في السابق ضمن الفريق الإعلامي لهيئة تحرير الشام، كان يفكر معظم الوقت بوكالة الأنباء السورية الرسمية، التي كانت بوقاً لنظام الأسد الذي يعتبره معارضاً له، وما الذي بوسعه أن يقدمه لو شغل منصب الإدارة في تلك الوكالة، وها هو الآن قد شغل هذا المنصب، لكنه بوصفه معيّناً من طرف حكومة تصريف الأعمال، فإن منصبه يعتبر منصباً مؤقتاً، غير أن ما خططه لوكالة الأنباء العربية السورية يصل إلى مرحلة بعيدة مستقبلاً.
يعلق محاميد على ذلك بقوله: “إن الهدف على المدى القصير الآن هو الاحتفاظ بالصحفيين وتوظيف كوادر محترفة حقاً، أما الهدف البعيد فهو تحويل سانا إلى وكالة أنباء دولية تليق بالبلد، ويمكن لها أن تكون وكالة حكومية، لكن بكل تأكيد لن تكون بوقاً للنظام”.
إن هذا الشاب البالغ من العمر 32 عاماً والذي برع في إنتاج فيديوهات المسيرات، ووثائقيات في إدلب التي كانت بيد الثوار، صُدم عندما وصل إلى دمشق واكتشف أن وكالة سانا ما تزال تستخدم حواسيب يعود عمر البرمجيات فيها لعقود خلت، ويخبرنا بأنه لا يوجد لدى مكتب دمشق سوى كاميرتي فيديو عتيقتين، ولهذا فإنه يسعى لتغيير الأمور على جناح السرعة.
حرية التعبير بين التأكيد والنفي
ولكن الشك ما يزال يحيط بهذه الوكالة التي أعيد تشغيلها وهل بوسعها في نهاية المطاف أن تنشر محتوى يشتمل على انتقاد للحكومة الجديدة في سوريا والتي تترأسها هيئة تحرير الشام أم لا، وعن ذلك يعلق محاميد وهو يبتسم ابتسامة غامضة ويقول: “لا نعرف بعد، إذ ليس بوسعنا أن نؤكد أو أن ننفي”.
وصف أحد الصحفيين القدامى في سانا، واسمه مازن عيون، مدير قسمه الذي بقي يشغل هذا المنصب طوال عقدين بقوله: “كان لساناً للحكومة”، إذ برع نظام الأسد في هذه البروباغاندا، فإلى جانب أبواق النظام وعلى رأسها سانا والقنوات التلفزيونية التي وصفت المعارضين بالإرهابيين، سعى النظام الديكتاتوري البائد للتعامل مع المؤثرين وأصحاب المدونات المتعاطفين معه من أجل تصدير صورة حسنة عنه للناس.
بعد شهر من هروب بشار الأسد من البلد الذي حكمته عائلته لأكثر من نصف قرن، تحولت مكاتب صحيفة البعث التابعة للدولة ولحزب البعث إلى بناء مغبرّ، بعد أن استخدم كمقر لوزارة الإعلام الجديدة في سوريا. وقد عيّنت الحكومة الانتقالية شخصيات مثل محاميد لرئاسة بعض الأجهزة التي كانت تبث دعاية النظام والتي سبق أن وصمتهم بأنهم إرهابيون، في حين تحيط الشكوك بمن عملوا هناك في السابق، والذين باتوا يخشون من جملة من العواقب، تبدأ باتهامهم بالوقوف إلى صف نظام الأسد وطردهم من وظائفهم، وصولاً إلى تعرضهم للملاحقة القضائية بسبب انحيازهم إلى قوات النظام طوال فترة الحرب.
كانت سنوات حكم آل الأسد محملة بالمصائب بالنسبة للصحفيين، إذ وثقت منظمة مراسلون بلا حدود وقوع 181 حالة قتل لصحفيين على أيدي النظام وحلفائه منذ بداية الثورة السورية في عام 2011، ناهيك عن اختفاء أعداد أكبر من الصحفيين في السجون.
لحظة عز بعد الحزن والعار
يصف لنا الإعلامي حسام حجازي الذي أذاع نبأ انتهاء حقبة الأسد عبر التلفزيون الرسمي أن تلك اللحظة كانت أكثر لحظة أحس فيها بالفخر والاعتزاز في حياته، إذ وصل إلى المكان الذي عمل فيه طوال عقود قبل سويعات من هروب الأسد، وقدم النشرة التي كتبها قادة الثوار، من دون أن يضيف عليها سوى بعض التصويبات اللغوية.
ويخبرنا بأن بشار الأسد نفسه الذي يصفه اليوم بالقاتل، والذي أجبر نفسه على مقاومة رغبته في ضربه أثناء بث مباشر غطّى مسيرة مؤيدة شائنة في عام 2012، قد رحل أخيراً، ويعلق على ذلك بقوله: “كنت أحس بالحزن في بعض الأحيان، وبالخزي والعار في أحيان أخرى، لأني كنت أعرف أن الأخبار التي نبثها كاذبة”.
وبصوته الإذاعي الجهوري، سرد حجازي الأحداث التي وقعت في ذلك الصباح عندما أعلن أن: “الحرية تشرق على سوريا في الوقت الذي تشرق الشمس على البلد في ذلك الصباح”، وأخذ المعارضون السوريون يفردون العلم الأخضر فوق مكتبه، كما ذكر أنه تأكد قبل أن يخرج على الهواء أن عناصر مخابرات النظام قد رحلوا، خشية عودة ضباط الجيش الذين ينقلون بث القناة عبر الهواء كل يوم وقيامهم باعتقاله، أما المهندس الذي صاغ العنوان الذي يعلن نهاية نظام الأسد فقد أخذت يداه ترتجفان في أثناء كتابة تلك العبارة على حد قول حجازي.
هل سينطلق التلفزيون السوري الرسمي من جديد؟
يخبرنا حجازي الذي أعلن أنه كان معارضاً لحكم الأسد، بأنه لا يدري ما الذي سيحدث له بعد الآن، فقد عرضت حكومة تصريف الأعمال على موظفي الدولة العاملين في التلفزيون أن يعملوا في قناة خاصة تابعة للمعارضة موجودة في تركيا، لكنهم رفضوا ذلك، ولذلك تقلقه فكرة انقطاعه عن البث المباشر والطرد من العمل، هو وأربعة آلاف موظف غيره عملوا في التلفزيون السوري، وأضحوا اليوم بلا أي راتب، ويعلق على ذلك بقوله: “لا يمكنهم طرد كل هذا العدد من موظفي الدولة بلا سبب، لكن في ذلك تحدٍّ كبير، لأن الوافدين ليسوا بأصحاب خبرة في مجال العمل بالتلفزيون، بما أن كل خبراتهم تقتصر على وسائل التواصل الاجتماعي”، وأعرب عن خشيته من احتمال رفض الحكومة الجديدة إعادة إطلاق التلفزيون الرسمي.
في هذه الأثناء، ومع تنامي قطاع الإعلام السوري المستقل الذي عانى من وحشية النظام السابق ومراقبته، أصبح هذا القطاع يرغب في الوصول إلى حرية صحافة حقيقية، فقد طالب تحالف للقنوات التلفزيونية السورية بإلغاء وزارة الإعلام، وفرض حماية قانونية على حرية الكلام، ومحاكمة كل من لاحقوا الصحفيين في ظل حكم الأسد.
“بانتظار الأفعال لا الأقوال”
يخبرنا عيون وحجازي بأنهما يستبعدان أمر ملاحقتها قضائياً بسبب مزاولتهما لعملها، ولكن في الوقت الذي سمعا فيه وعوداً بقيام صحافة حرة، لم يتحقق منها سوى النزر القليل حتى الآن، وهذا ما دفع حجازي إلى القول: “إننا بانتظار الأفعال، لا الأقوال”.
أما محاميد فيقول: “سيشهد الشعب السوري حرية في التعبير، لكنهم بحاجة إلى الوقت حتى يتمكنوا من ممارستها”.
يخبرنا عيون الذي كان عمله في سانا يقوم على إعادة صياغة البيانات الصادرة عن رئاسة الجمهورية بأنه يتطلع للخروج من تكرار ما سمّاه “اللغة الخشبية” التي سادت طوال عقود لتصفَ النجاحات المزعومة للنظام البائد، ويخبرنا كيف تشاجر مع أحد المحررين بسبب طريقة وصفه للمتظاهرين المناهضين للنظام السابق، لكنه خشي أن يتفوه بأي شيء عمن استهدفهم الأسد.
عاد عيون إلى مزاولة عمله بعد أسبوع من سقوط الأسد وذلك إثر مكالمة وصلت إليه من مديره أخبره فيها بأن عليه الأمان وبأنه بوسعه العودة إلى عمله، وفي اليوم الأول بعد العودة، ألفى عيون نفسه وحيداً في المكتب، فجلس إلى طاولته وفتح أحد الحواسيب التي نجت من بعض النهب الذي طال المكان، وأخذ يسأل نفسه: ماذا عساه أن يفعل الآن”.
يروي لنا هذا الرجل وبكل فخر أولَ عمل احترافي حرّ له، وهو تغيير شعار قنوات وسائل التواصل الاجتماعي التابعة للوكالة ليحمل علم الثورة التي أسقطت بشار الأسد.
تلفزيون سوريا
—————————-
قوات كردية سورية تعارض تسليم سجون الجهاديين للإدارة الجديدة
تقول قوات كردية تحرس مقاتلين من تنظيم “داعش” في سجن بشمال سوريا إنها تعارض تسليم المنشأة للحكام الإسلاميين الجدد في دمشق بينما تتأهب القوات لهجمات من جانب الجماعة المتشددة وتراقب محاولاتها للظهور من جديد.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، وهي قوة يقودها الأكراد وتسيطر على ربع مساحة سوريا، إن تنظيم “داعش” حاول بالفعل تنفيذ هجومين على سجون في محاولة لتهريب أتباعه منذ الإطاحة ببشار الأسد من السلطة في الثامن من كانون الأول/ديسمبر، إذ يسعى التنظيم إلى استغلال الاضطرابات.
وفي سجن بمدينة الحسكة، حيث يحتجز نحو 4500 من مقاتلي تنظيم “داعش” بما في ذلك الكثير من الأجانب، توقع ضابط كردي أن تقوم الجماعة المعروفة باسم “داعش” بمحاولة أخرى.
وقال الضابط الذي أخفى وجهه بقناع تزلج لرويترز: “عندما سقط النظام السوري استنفرت قواتنا العسكرية.. حينها داعش استفادت كثيرا ووسعت من مناطق نفوذها.. وجهزت قواتنا نفسها لمواجهة هجمات داعش”.
وتمكنت رويترز من الوصول إلى السجن المحصن بشدة يوم السبت، حيث تحدثت إلى ثلاثة معتقلين، بريطاني وروسي، وألماني من أصل تونسي.
النهار
————————-
إدارة ترامب وسورية: مقاربة مختلفة أم توجس مستمر؟/ محمد أمين
تحديث 22 كانون الثاني 2025
تأمل الإدارة السورية الجديدة بمقاربة مختلفة من قبل الولايات المتحدة حيال الملف السوري، تتضمن رفع العقوبات التي فُرضت على سورية إبّان حكم نظام بشار الأسد المخلوع، لمواجهة الأزمات الاقتصادية المستعصية والتي ما زالت تضغط على السوريين منذ سنوات. وأبدت الإدارة الجديدة في دمشق انفتاحاً من أجل التأسيس لعلاقة “تشاركية” مع الولايات المتحدة، تجلى في التهنئة التي وجهها أحمد الشرع، قائد هذه الإدارة التي تولت مقاليد الأمور في البلاد منذ الثامن من ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، للرئيس الأميركي دونالد ترامب بمناسبة تنصيبه رئيساً، أول من أمس الاثنين. يأتي ذلك وسط ملفات عدة سيكون على إدارة ترامب وسورية معالجتها، من بينها العقوبات و”محاربة الإرهاب” إلى جانب العلاقة مع دول المنطقة.
ونشرت القيادة الجديدة رسالة باللغة الإنكليزية، مساء الاثنين، جاء فيها “باسم قيادة وشعب الجمهورية العربية السورية، أهنئ السيد دونالد ترامب على تنصيبه الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأميركية”. وأمِل الشرع في التهنئة بـ”شراكة” بين الولايات المتحدة وسورية “تعكس تطلعات كلا البلدين”، مشيراً إلى أن “العقد الماضي جلب معاناة هائلة لسورية، حيث أدت الحرب إلى تدمير أمتنا وزعزعة استقرار المنطقة، ونحن على ثقة من أنه الزعيم القادر على جلب السلام إلى الشرق الأوسط واستعادة الاستقرار في المنطقة”.
مرت العلاقة الأميركية السورية بمنعرجات عدة منذ انطلاق الثورة ضد النظام المخلوع في عام 2011، إذ مارست واشنطن خلال فترة الرئيس الأسبق باراك أوباما سياسة الضغط على النظام لـ”تغيير سلوكه” من خلال فرض عقوبات اقتصادية في وقت مبكر من عمر الثورة السورية. وشملت العقوبات شخصيات النظام الرئيسية والمؤسسات المرتبطة به، وتجميد كافة الأصول السورية الحكومية. واتُهمت الإدارة الأميركية خلال فترة أوباما باتّباع سياسة “مهادنة” مع النظام، إذ اكتفت في عام 2013 بعقد صفقة مع الجانب الروسي تتضمن تسليم النظام الأسلحة الكيميائية عقب ارتكابه مجزرة بهذه الأسلحة المحرمة دولياً (مجزرة الغوطة بريف دمشق). وصرفت إدارة أوباما جهدها كله على محاربة تنظيم داعش، لذا أقامت العديد من القواعد العسكرية في سورية لهذه الغاية لا تزال موجودة حتى اللحظة.
ترامب وسورية قبل الأسد وبعده
ومع تسلم ولايته الأولى في عام 2017، أولى ترامب الملف السوري اهتماماً أكبر، إذ ضيّق على نظام الأسد أكثر، ولم يتردد في استخدام القوة عندما أمر في ربيع ذلك العام بتوجيه ضربات عسكرية لمطار الشعيرات (شرق محافظة حمص)، الذي انطلقت منه طائرات استخدمت غاز الأعصاب في قصف الشمال الغربي من سورية. وأُقرّ خلال ولاية ترامب الأولى قانون العقوبات الأشهر والأقسى على نظام الأسد والمعروف بـ”قانون قيصر” رداً على مجازر النظام بحق السوريين في المعتقلات، إذ أظهرت صور مسربة بشاعة ما كان يجري فيها. ودخل القانون حيّز التنفيذ الفعلي في منتصف عام 2020، عندما فرضت الإدارة الأميركية عقوبات مشددة على الأجانب المتورطين ببعض المعاملات المالية أو التقنية لمؤسسات حكومة النظام السوري حينها والمتعاقدين العسكريين والمرتزقة الذين يحاربون بالنيابة عن الحكومة السورية أو روسيا أو إيران. كما فرضت عقوبات على المسؤولين لجهة انتهاكات حقوق الإنسان ضد المدنيين أو أفراد عائلاتهم، ومنهم بشار الأسد، وأبرز أركان حكمه من سياسيين وعسكريين وأمنيين.
وبانتظار أن تتوضح العلاقة بين إدارة ترامب وسورية على المدى المنظور، تأمل الإدارة الجديدة في سورية خلال ولايته الثانية بإلغاء “قانون قيصر” وقرارات العقوبات التي سبقته، خصوصاً بعد انتفاء الأسباب، وهو ما سيساعدها على مواجهة الأزمات الخانقة المتلاحقة التي عانت منها البلاد لسنوات. وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت في يناير/ كانون الثاني الحالي، أن بعض الأنشطة في سورية ستكون معفية من العقوبات خلال الأشهر الـستة المقبلة، لتسهيل الوصول إلى الخدمات الأساسية. لكن حكومة تسيير الأعمال السورية المؤقتة تريد رفعاً كاملاً لكل العقوبات المفروضة على سورية من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والتي تُثقل كاهن السوريين.
كما تريد الإدارة الجديدة في دمشق من الولايات المتحدة إلغاء قرار تصنيف “هيئة تحرير الشام” التي كان لها الدور الأكبر في إسقاط نظام الأسد من قوائم الإرهاب الأميركية. ومن المتوقع أن تتريّث إدارة ترامب في إسقاط التصنيف، فالأمر مرهون ربما بتحقيق تقدم على صعيد تشكيل حكومة انتقالية من الأطراف السورية كافة. ولم تتضح بعد ملامح السياسة التي ستنتهجها الإدارة الأميركية الجديدة حيال الملف السوري عقب سقوط نظام الأسد، خصوصاً لجهة رفع العقوبات المفروضة وفق “قانون قيصر”، ولجهة الوجود الأميركي العسكري، خصوصاً في شمال شرقي سورية. وكان ترامب قد صرّح بعد سقوط نظام الأسد بأن “سورية ليست معركتنا”، وهو ما يدفع للاعتقاد بأن واشنطن ليست بصدد التدخل بشكل مباشر في تشكيل النظام المقبل في سورية.
أحمد القربي: واشنطن تريد معالجة ملف المقاتلين الأجانب في سورية بشكل يبدد الهواجس الإقليمية
هواجس واشنطن
حول الملفات التي ستحكم العلاقة بين إدارة ترامب وسورية وشكلها، رأى الباحث السياسي أحمد القربي، في حديث مع “العربي الجديد”، أن الملف الأمني “هو هاجس واشنطن الأكبر، خصوصاً محاربة تنظيم داعش في سورية”، مضيفاً أن “واشنطن تريد معالجة ملف المقاتلين الأجانب في سورية بشكل يبدد الهواجس الإقليمية”. من جهة أخرى، هناك ملفات متعلقة بخرائط السيطرة الميدانية تهم إدارة ترامب وسورية بمختلف مكوناتها على حد سواء. في هذا السياق، أشار القربي إلى أن ملف “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) من الملفات المهمة، وبرأيه أن “واشنطن تريد مقاربة تضمن حقوق هذه القوات”، لافتاً إلى أنه “ربما يكون هذا الأمر محل خلاف، خصوصاً أن الرؤية الأميركية حيال مصير هذه القوات والإدارة الذاتية غير واضحة”.
وباعتقاد القربي، فإن “واشنطن ستركز أيضاً على مسألة الحكومة الانتقالية وتمثيل الأقليات”، مشيراً إلى أن الإدارة الجديدة في سورية “تريد شرعنة وجودها وتسليمها مقعد سورية في الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية. والحد من النفوذ الروسي وعدم عودة النفوذ الإيراني إلى سورية مصلحة مشتركة بين واشنطن ودمشق”. ورأى أن هناك مصالح مشتركة أخرى بين إدارة ترامب وسورية بإدارتها الجديدة “مثل محاربة تنظيم داعش”، مضيفاً: “أعتقد أن الإدارة الجديدة في دمشق ستبدي تعاوناً في هذا المجال”، مشيراً إلى أن بعض القضايا ربما “تشهد خلافاً”. أما عن التسوية المحتملة بين إدارة ترامب وسورية، فرأى القربي أن “إدارة ترامب تريد تسوية تشمل مختلف المكونات السورية، في حين أن الإدارة الجديدة في دمشق ربما تميل أكثر في المرحلة الحالية لحصر السلطة بهيئة تحرير الشام. ربما هذه المسألة ستكون محل تجاذب”. وتوقّع أن تكون العلاقة “حذرة” بين إدارة ترامب وسورية خلال الفترة المقبلة، معرباً عن اعتقاده بأنه “لن يكون هناك انفتاح كامل من الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه لن يكون هناك عداء أميركي للإدارة الجديدة في سورية”. وقال: “أعتقد أن تخفيف العقوبات الذي جرى خلال إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن جاء نتيجة محافظة هيئة تحرير الشام على مؤسسات الدولة وعدم ارتكاب مجازر”.
بسام السليمان: الموقف من إسرائيل يمكن أن يكون محدداً رئيساً في العلاقة مع إدارة ترامب
من جهته، رأى المحلل السياسي بسام السليمان، في حديث مع “العربي الجديد”، أن الإدارة الأميركية الجديدة “ستولي الملفات الداخلية اهتماماً أكبر من الملفات الخارجية”، معتبراً أن هذا الأمر “سيفتح باباً للدول الإقليمية مثل تركيا والسعودية لتعزيز وجودها الإقليمي (وهما دولتان منفتحتان على دمشق)”. وتوقع “من إدارة ترامب أن تعمل على استكمال اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل وإنهاء النزاعات في الشرق الأوسط، ولهذا فإنّ موقف الإدارة السورية الجديدة من إسرائيل وجهوزيتها للدخول في اتفاقات سلام معها يمكن أن يكون محدداً رئيساً في علاقة إدارة الرئيس دونالد ترامب بالإدارة السورية”.
ورأى أن هناك محدداً آخر سيحكم العلاقة بين إدارة ترامب وسورية خلال الفترة المقبلة، مرتبط بالمحدد الأول إلى حد بعيد “وهو مدى قابلية وقدرة الإدارة الجديدة في سورية على الانخراط في منظومة الأمن الإقليمي، وإنهاء النزاعات التي تحد من قضايا الهجرة والأمن”. وبرأيه، فإن هناك عوامل أخرى يمكن أن تنعكس إيجاباً على العلاقة بين الطرفين “أبرزها الجالية السورية الفاعلة في الولايات المتحدة”، مشيراً إلى أنه “كما يبدو هناك حالة من الرضا من قبل الجالية على الإدارة الجديدة في دمشق، وهو ما سيدفعها للعمل على تحسين علاقتها بإدارة ترامب”.
العربي الجديد
————————-
كيف تبدو دمشق بعد رحيل النظام المخلوع عن السلطة؟
Rania Mustafa
———————-
========================