سوريا حرة إلى الأبد: أحداث ووقائع 06 شباط 2025
كل الأحداث والتقارير اعتبارا من 08 كانون الأول 2024، ملاحقة يومية دون توقف تجدها في الرابط التالي:
سقوط بشار الأسد، الرئيس الفار والمخلوع
————————————-
اجتماع روابط الناجين والناجيات وأهالي المعتقلين والمعتقلات مع السيد أحمد الشرع رئيس سوريا خلال المرحلة الانتقالية.
حضر اللقاء مدير برامج رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا الزميل شادي هارون ممثل عن الرابطة.
بيان حول اجتماعنا بشأن قضية المعتقلين والمفقودين
نحن روابط الناجين/ات وعائلات الضحايا من ميثاق الحقيقة والعدالة ومجموعة من عائلات المعتقلين/ات والمفقودين/ات والناجين/ات المستقلين/ات، عقدنا اليوم اجتماعاً رسمياً مع رئيس المرحلة الانتقالية السيد أحمد الشرع ووزير الخارجية السيد أسعد الشيباني، مطالبين بإجراءات فورية وجادة لكشف مصير المفقودين/ات ومعرفة حقيقة ماجرى في المعتقلات وأماكن الاحتجاز، باعتبار أن هذه القضية هي قضية وطنية تمسّ جميع السوريين/ات، وحجر الأساس لتحقيق العدالة والسلم الأهلي في سوريا.
من خلال لقائنا أكدنا أن كشف الحقيقة حول عشرات آلاف المفقودين/ات ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات هو حقٌ غير قابل للمساومة وشرط أساسي لتحقيق العدالة. وشددنا على أن العدالة الانتقالية لا تقتصر على شقها الجنائي بل تشمل أيضاً إصلاح المؤسسات وتخليد الذكرى.
وشملت مطالبنا العاجلة:
– ضمان عدم تكرار الانتهاكات، خاصة التعذيب والإخفاء القسري.
– ضمان وصول العائلات إلى المعلومات المتوفرة حول أبنائهم المفقودين، لأن الحقيقة حق لهم.
– الحفاظ على الأدلة في السجون ومقرات الأمن، وحماية المقابر الجماعية ووقف أي عمليات نهب أو تخريب أو استباحة قد تمس بالحقيقة.
– ضمان دور مركزي للضحايا وعائلاتهم عبر إشراكهم إلى جانب المنظمات الحقوقية السورية في جميع الجهود المبذولة لتحقيق العدالة الانتقالية.
– التعاون مع المؤسسات الأممية والدولية المختصة بملف المفقودين، نظراً لتعقيد الملف وضخامة عدد الضحايا، مما يستدعي جهوداً جماعية.
خلال الاجتماع، شدد الرئيس على التزام الحكومة بإعطاء قضية المفقودين أولوية قصوى، مؤكداً العمل على إنشاء جهة متخصصة في شؤون المفقودين وعدم تكرار الانتهاكات السابقة. كما عبّر عن حرص الحكومة على التواصل المستمر مع عائلات المفقودين وروابط الضحايا، مشدداً على ضرورة عدم اعتبار المخفيين قسراً متوفين دون أدلة ملموسة.
سنواصل متابعة تنفيذ هذه الالتزامات عن كثب، وسنمارس الضغوط اللازمة لضمان ترجمتها إلى إجراءات واضحة، لأن العدالة لا تُبنى على الوعود، بل تتحقق بالأفعال.
نظرًا لتعقيد هذا الملف، فإن معالجته تتطلب تعاونًا جادًا بين الحكومة، الضحايا وعائلاتهم، والمنظمات السورية والدولية لضمان حلول عادلة وفعالة.
لا استقرار ولا عملية سياسية ذات مصداقية دون معالجة هذا الملف بجدية وشفافية وبناء الثقة
———————————-
العلاقات التركية السورية: تحالف دفاعي وقواعد عسكرية وتدريب الجيش/ محمد كركص و جابر عمر
06 فبراير 2025
برزت تصريحات الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، عقب محادثاتهما بالمجمع الرئاسي في أنقرة أول من أمس الأول الثلاثاء، بـ”العمل معاً على ملفات استراتيجية كبرى على رأسها بناء استراتيجية مشتركة لمواجهة التهديدات الأمنية”، بحسب ما أوردته وسائل إعلام غربية سبقت الزيارة، ومعلومات سابقة لـ”العربي الجديد” حول مضي البلدين، في إطار العلاقات التركية السورية بإبرام اتفاقات دفاعية، يتخللها نشر قواعد تركية ضخمة في الأراضي السورية.
وأكدت مصادر تركية دبلوماسية مطلعة، لـ”العربي الجديد”، أمس، أن المواضيع الأمنية والدفاعية هي التي سيطرت على المحادثات بين أردوغان والشرع، وأخذت حيزاً كبيراً من المناقشات بشأن العلاقات التركية السورية وتم الاتفاق على إنشاء قاعدة عسكرية تركية في الوقت الحالي وسط سورية مستفيدة من قاعدة التيفور القريبة من مدينة تدمر وسط البادية السورية. كما شملت المحادثات مسألة تدريب وتأهيل وتدريب قوات الجيش السوري الجديد، ومواضيع إعادة الإعمار، والأوضاع شرق الفرات. ولفتت المصادر إلى أن هناك توافقاً في وجهات النظر في القضايا الأمنية والدفاعية، دون تقديم تفاصيل أكثر.
وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت الثلاثاء الماضي عن أربعة مصادر مطلعة قولها إن أردوغان سيناقش مع الشرع، خلال الزيارة، إمكانية إنشاء قاعدتين عسكريتين تركيتين ومنظومات دفاع جوي في مطاري تدمر والتيفور، مشيرة إلى أن المناقشات تشمل السماح لتركيا باستخدام المجال الجوي السوري لأغراض عسكرية وتولي دور قيادي في تدريب الجيش السوري الجديد.
وكانت مصادر عسكرية سورية قد أشارت، لـ”العربي الجديد” في وقت سابق، إلى إمكانية نشر قوات تركية في مناطق جديدة وسط وجنوب سورية خلال الفترة المقبلة، مؤكدة أن القوات التركية المنتشرة في منطقة إدلب، التي تضم أجزاء من ريف حلب وريف حماة وريف اللاذقية شمال غرب سورية، كانت تستعد لنقل جزء من نقاطها العسكرية إلى ريف حمص وسط سورية، وريفي دمشق والقنيطرة غرب وجنوب سورية، وأن هذه النقاط ستحل مكان نقاط المراقبة العسكرية الروسية السابقة قبل سقوط نظام بشار الأسد.
ولفتت المصادر إلى أن هذه النقاط ستنتشر في بادية تدمر بريف حمص الشرقي، وفي محافظة القنيطرة المتاخمة للجولان السوري المحتل، إضافة إلى ريف دمشق. وأوضحت أن القوات التركية ستعيد توزيع نقاط مراقبتها على خطوط التماس مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شمال وشمال شرق سورية، نظراً لتراجع أهمية بعض النقاط في إدلب، بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في مارس/ آذار 2020.
وفي منطقة إدلب شمال غرب سورية، والتي تضم أجزاء واسعة من ريفي حماة وحلب واللاذقية (منطقة خفض التصعيد الرابعة سابقاً)، 81 نقطة مراقبة عسكرية تركية، معظمها في منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب، وكانت تنتشر على خطوط التماس مع قوات نظام الأسد. وتُعتبر نقطتا معسكر المسطومة بريف إدلب الجنوبي الغربي، ومطار تفتناز بريف إدلب الشمالي الشرقي، من أهم النقاط العسكرية التركية في شمال غرب سورية، حيث تشرفان على إدارة جميع النقاط التركية في المنطقة.
وفي إطار تطوير العلاقات التركية السورية قال أردوغان خلال المؤتمر الصحافي إن بلاده ستواصل دعمها الكامل للشعب السوري، واصفاً زيارة الشرع تركيا بأنها “تاريخية”. ولفت إلى أنه ناقش مع الشرع الخطوات التي يتعين اتخاذها ضد المسلحين الأكراد في “قسد” شمال شرق سورية. وقال إن تركيا مستعدة لمساعدة القيادة السورية الجديدة في المعركة ضد تنظيم “داعش” والمسلحين الأكراد. وشدد على أن تركيا “مستعدة لتقديم الدعم اللازم لإعادة إعمار سورية”، وأن العقوبات الدولية عائق أمام نهوض البلاد. وقال، في هذا الصدد: “من المهم تقديم الدول العربية والإسلامية الدعم للإدارة الجديدة في سورية”.
تحويل العلاقات التركية السورية إلى شراكات
من جهته، شدد الشرع على تحويل العلاقات التركية السورية التاريخية إلى شراكات استراتيجية في كل المجالات. وأضاف أنه ناقش مع أردوغان ضرورة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من المنطقة العازلة في جنوب سورية، مردفاً: “نعمل معاً على ملفات استراتيجية كبرى على رأسها بناء استراتيجية مشتركة لمواجهة التهديدات الأمنية بما يضمن أمننا”.
ويوم أمس الأربعاء، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن الشرع لديه موقف واضح تماماً تجاه تنظيم حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، وهذا الموقف يلبي الاحتياجات الأمنية لأنقرة. وأوضح أن الدولة السورية ستعمل على إعادة جميع أعضاء تنظيم “العمال الكردستاني” الذين جاؤوا من بلدان مختلفة، أو القضاء عليهم لضمان وحدتها الوطنية. وفي ما يتعلق بمكافحة تنظيم “داعش”، أعلن فيدان عن مبادرات إقليمية مشتركة بين تركيا والعراق وسورية والأردن تهدف إلى إنشاء آلية تنسيق لمكافحة التنظيم.
أميركا تخطط للانسحاب من سورية
ونقلت شبكة “أن بي سي نيوز”، أمس الأربعاء، عن مسؤولين في وزارة الدفاع (البنتاغون)، قولهما إن واشنطن تستعد لسحب قواتها من سورية. وأشار المسؤولان إلى أن الرئيس دونالد ترامب ومسؤولين مقربين منه أبدوا أخيراً اهتماماً بسحب القوات الأميركية من سورية، وفي هذا الصدد، بدأ مسؤولو البنتاغون وضع خطط للانسحاب الكامل للقوات الأميركية خلال 30 أو 60 أو 90 يوماً. في المقابل، قال المتحدث باسم “قسد” فرهاد شامي، لوكالة رويترز أمس، إن “قوات سوريا الديمقراطية” لم تتلق أي خطط لانسحاب القوات الأميركية من البلاد، معتبراً أن “داعش والقوى الخبيثة الأخرى تنتظر فرصة الانسحاب الأميركي لإعادة النشاط والوصول إلى حالة 2014″، في إشارة إلى سيطرة التنظيم على مناطق واسعة في سورية والعراق وقتها.
وسائل إعلام تركية، لا سيما صحيفة “خبر”، أشارت إلى أن الإدارة السورية تعمل على تجديد هيكل النظام وعقيدته العسكرية والأمنية بشكل كامل، وأنها تقدمت بسلسلة من المطالب في ما يتصل بأمن الحدود، فضلاً عن إعادة هيكلة الجيش. وأشارت الصحيفة إلى بنود أخرى تتعلق باتفاق دفاعي محتمل، تتضمن نشر تركيا 50 طائرة مقاتلة من طراز “إف-16” في هذه القواعد لمنع أي هجوم قد يستهدف سيادة البلاد، حتى اكتمال بناء القوات الجوية السورية. ولفتت وسائل الإعلام التركية إلى أن الحصول على طائرات بدون طيار مطلب أساسي للحكومة السورية من أنقرة، بالإضافة إلى نشر المزيد من الرادارات وأنظمة الحرب الإلكترونية وأنظمة الأمن المتكاملة على طول الحدود، خاصة من أجل السيطرة على الممر الحدودي مع إسرائيل.
ونقلت صحيفة “خبر” عن مصدر سوري قوله إن “تكنولوجيا الدفاع الجوي التركية تتمتع بأهمية كبيرة في القضاء على تهديد منظمة العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب الإرهابية وضد عمليات التسلل الإرهابية المحتملة التي قد تحدث بعد ذلك، وكذلك ضد الاحتلال الإسرائيلي والانتهاكات. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الطائرات بدون طيار التركية، التي تحظى قدراتها وتفوقها الميداني بالتقدير في جميع أنحاء العالم، ستضمن أمن حدودنا ضد تجارة المخدرات، التي كانت سياسة الدخل الوطني للنظام السابق على الحدود الأردنية، وتهديد حزب الله الذي قد يأتي من لبنان”.
وفي إطار العلاقات التركية السورية كشف المصدر للصحيفة، عن زيارة أحد القادة العسكريين الأتراك سورية، ومناقشة العديد من التفاصيل التقنية، وأين وكيف سيتم نشر التكنولوجيا التركية. وأكد المسؤول السوري أن “بعض الدول الغربية على وجه الخصوص منزعجة من هذا التعاون”. وقال: “لقد اتخذنا خيارنا”، موضحاً أن “الأخبار التي تتداولها وسائل الإعلام الغربية بهدف التخريب لا تعكس الحقيقة”.
تعاون كبير بين البلدين
ورأى المحلل العسكري والاستراتيجي العميد فايز الأسمر، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن المرحلة المقبلة في العلاقات التركية السورية “ستشهد تعاوناً كبيراً بين تركيا وسورية، في ضوء زيارة الشرع أنقرة ولقائه أردوغان، ما يمهد لبناء تحالفات استراتيجية قد تشمل تحالفاً دفاعياً يضم البلدين”. وأوضح أن “تركيا تعتمد على الجغرافية السورية باعتبارها عمقاً استراتيجياً لها، والعكس صحيح، إذ تسعى لتثبيت وجودها في سورية من خلال إنشاء قواعد عسكرية، مستفيدة من ضعف الدولة السورية الحالية وعجزها عن حماية حدودها، وهو ما يتجلى في تقدم إسرائيل وسيطرتها على عشرات الكيلومترات من المنطقة العازلة وتجاهلها اتفاقية عام 1974 (فض الاشتباك)”.
وأضاف الأسمر أن “إقامة نقاط عسكرية تركية جديدة في سورية أمر وارد جداً، كما هو الحال مع النقاط الموجودة في الشمال السوري، مع احتمالية توسع هذه النقاط لتصل إلى وسط البلاد، وإنشاء قواعد عسكرية قد تشمل وسائط دفاع جوي. وهذا التطور يعكس شرعنة الإدارة السورية الجديدة للوجود العسكري التركي، الذي كان يُعتبر في عهد نظام بشار الأسد احتلالاً تركياً”. وأشار إلى أن “المباحثات بين الرئيسين تناولت في إطار العلاقات التركية السورية التركيز على القضايا الأمنية ومكافحة الإرهاب، وتأسيس تحالف عسكري استراتيجي يشمل تسليح الجيش السوري وتدريبه. ومن المتوقع أن يتغير مصدر تسليح الجيش السوري مستقبلاً ليبتعد عن السلاح الشرقي، مع احتمال أن تلعب تركيا دوراً محورياً في عمليات التسليح والتدريب، ما قد يعزز ولاءات مستقبلية للإدارة التركية نتيجة لهذا التقارب السوري-التركي”.
من جهته، رأى الصحافي والمحلل السياسي التركي هشام غوناي، أنه من الطبيعي أن يكون في إطار العلاقات التركية السورية تعاون بين الإدارة السورية الجديدة وتركيا، لا سيما أن أنقرة دعمت المعارضة السورية منذ البداية، لافتا، في حديث لـ”العربي الجديد”، إلى أنه من الطبيعي أن يشمل ذلك التعاون العسكري. وأضاف غوناي: “ترغب الإدارة السورية الحالية باستخدام الأدوات العسكرية المستخدمة في المؤسسة العسكرية التركية، والتي تعتمد أنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في الإعداد والحرب، وهذا يشير إلى أن الإدارة السورية تريد المضي باستراتيجية عسكرية مختلفة عن الاستراتيجية السابقة في عهد النظام المخلوع، الذي كان يعتمد نظام التجهيز والحرب الروسية”.
وأعرب غوناي عن اعتقاده أنه “سيكون لتركيا دور في تغيير مفهوم العقيدة القتالية، من خلال عمليات التدريب والتجهيز والبناء للجيش السوري”، مشيراً إلى أن “هناك تحديات أمنية مشتركة لكل من سورية وتركيا، ما سيدفع إدارتي البلدين للتعاون المشترك في مكافحة التنظيمات الإرهابية، والممرات التي تشكل خرقاً أمنياً لا سيما في مسألة مكافحة المخدرات، وبالتالي فإننا قد نشهد اتفاقات دفاعية في أكثر من جانب، ولا بد أنها ستتضمن إنشاء قواعد تركية للتدريب والدفاع المشترك”.
العربي الجديد
————————————
ماكرون يهنئ الشرع برئاسة سوريا.. ويدعوه لزيارة فرنسا
الخميس 2025/02/06
أعلنت الرئاسة السورية عن تلقي الرئيس الانتقالي أحمد الشرع دعوة لزيارة فرنسا، من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وذلك خلال اتصال الأخير لتهنئة الرئيس السوري بتوليه رئاسة البلاد.
ماكرون يهنئ الشرع
وقالت الرئاسة السورية في بيان إن ماكرون اتصل بالشرع، وهنأه بتوليه منصب الرئاسة وتحرير البلاد من نظام الأسد، مضيفاً أن الرئيس الفرنسي أبدى دعمه بالكامل للمرحلة الانتقالية في سوريا.
وأكد ماكرون أن بلاده تبذل مساعٍ من أجل رفع لعقوبات المفروضة على سوريا، لإفساح المجال أمام التعافي والنمو، كما تشارك الرئيسان التحديات الأمنية في سوريا، وضرورة العمل بشكل مشترك لحفظ الأمن والاستقرار في سوريا، حسب البيان.
وفي ختام الاتصال الهاتفي، أكد الرئيس الفرنسي على دعم العملية السياسية السورية ووحدة البلاد واستقلالها وسيادة أراضيها، كما دعا الشرع إلى زيارة فرنسا، خلال الأسابيع المقبلة، حسبما ذكرت الرئاسة السورية.
رفع العقوبات
من جانبه، تحدث الشرع عن التحديات التي تشكلها العقوبات الاقتصادية المفروضة على الشعب السوري، وكذلك التحدي المتمثل بعدم استكمال وحدة الأراضي السورية.
وقدم الرئيس السوري الرؤية التنموية والوطنية للإدارة الجديدة، بما يضمن رفاهية وتعافي سوريا وشعبها بشك عاجل، حسب تعبير البيان.
أول زعيم أوروبي
وماكرون هو أول زعيم أوروبي، ومن داخل الاتحاد الأوروبي، يهنئ الشرع على توليه رئاسة سوريا، إذ لم تبادر أي دولة أوروبية حتى الآن على ذلك، بينما أرسل زعماء عدة دول عربية أبرزها قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية والمتحدة ومصر، برقيات تهنئة للشرع.
وكانت الفصائل العسكرية التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، قد اجتمعت في دمشق ضمن “مؤتمر النصر”، وأعلنت تنصيب الشرع رئيساً للمرحلة الانتقالية، قبل نحو أسبوع.
وزارت عدة وفود أوروبية العاصمة دمشق، عقب الإطاحة بنظام الأسد، وكان من بينها زيارة لوزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، قبل نحو شهر.
وكانت فرنسا أحد أبرز الداعمين الأوروبيين للثورة السورية منذ انطلاقتها، كما أنها للآن، تعتبر إحدى الدول الفاعلة بالملف السوري، خصوصاً الملف المتعلق بقوات سوريا الديمقراطية صاحبة النفوذ شمال شرق سوريا، إذ تُعد باريس أحد داعمي الإدارة الذاتية السياسيين، وهو ما أدى لخلافات بين فرنسا وتركيا.
——————-
رحيل أسامة منزلجي…مُترجم هنري ميللر وجيمس جويس
الخميس 2025/02/06
رحل المترجم السوري أسامة منزلجي، المولود في اللاذقية العام 1948، وفيها أتمّ دراسته الثانوية، ثم انتقل إلى دمشق؛ حيث التحق بقسم اللغة الإنكليزية وآدابها، ونال شهادة الليسانس العام 1975. من بين ترجماته: “ربيع أسود” و”مدار الجدي” لـ هنري ميللر، و”الإغواء الأخير للمسيح” لـ نيكوس كازانتزاكيس، و”أهالي دبلن” لـ جيمس جويس، و”واينسبرغ، أوهايو” لـ شيرود أندرسن، و”تشريح الدراما” لـ مارتن إسلن، و”مذكّرات تنيسي وليامز”.
وكتب الشاعر منذر مصري في فايسبوكه:
إلى مصطفى عنتابلي وندى منزلجي وزياد عبد الله وهيفاء بيطار وآخرين عددهم بالملايين يعرفونه منذ أكثر من نصف قرن كمترجم لما يزيد عن 100 كتاب، أنقل لكم خبرًا من أشد الأخبار حزناً.. رحيل صديق عمري أسامة منزلجي (1948- 2/6/2025). آخر مرة زرته كانت بصحبة مصطفى عنتابلي العائد بعد /15/ سنة، منذ بضعة أيام لا أكثر، انتبهت لم نأخذ صورًا هذه المرة، فشعرت بغصة ما، عندما شاهدت نعوة أخته ليلى التي كانت تعاني من الزهايمر على الحائط قرب الباب. أخبرنا وقتها كيف أنه يخشى أن يجابه المصير ذاته.
ودوّن الكاتب زياد عبدالله:
متشبثاً بك… بنقائك… بهوسك بالجمال والرهان عليه… بضحكتك الخجولة… باللاذقية تعرف خطواتي في الطريق إليك، باللاذقية تشتاق خطواتك وأنت لا تفارق غرفتك… “لقد تغيرت كثيرا” قلت لي في آخر مرة، فأقول الآن: لقد تغيرت أكثر برحيلك يا أسامة…
—————————
بلغة الواقع والأرقام.. هل الليرة السورية “تتحسن” بالفعل؟
ضياء عودة – إسطنبول
06 فبراير 2025
“تحسن” أداء سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار في الأيام الماضية يثير “القلق” والريبة.. لماذا؟ لأنه غير مبني على متغيرات اقتصادية، وأشبه ما يكون بـ”لعبة مضاربات”، وفق خبراء اقتصاد.
ومنذ سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر، وصل سعر صرف الدولار الواحد في سوريا إلى ذروته، حيث بلغ أكثر من 15 ألف ليرة، لكن شيئًا فشيئًا بدأ بالهبوط ليصل إلى ما دون 7 آلاف و500 ليرة قبل أيام، أي بنسبة هبوط بلغت 50 في المئة.
الصعود، ومن ثم الهبوط المفاجئ، وصولًا إلى استقرار سعر الصرف عند حد 9 آلاف و500 ليرة صباح الخميس، جعل هذه القضية الشغل الشاغل للسوريين، وليس المقيمين في داخل البلاد فحسب، بل أولئك الموجودين في الخارج.
السوريون في الداخل لم يتغير عليهم شيء على صعيد أسعار المواد التي يحتاجونها، رغم “التحسن” الذي لمسوه فجأة في سعر العملة.
وكذلك الأمر بالنسبة للمقيمين في الخارج، إذ بات لزامًا على هؤلاء زيادة قيمة الحوالة التي كانوا يرسلونها لعائلاتهم في السابق بالدولار.
ويفسر البعض أن “التحسن” الذي طرأ على سعر الليرة السورية مرده “الظروف السياسية”، بدءًا من الرفع الجزئي للعقوبات، ووصولًا إلى الوفود التي قدمت إلى دمشق، وما حصل من اعتراف بالرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع.
ورغم أن العوامل السياسية تؤثر إيجابًا على سعر الصرف، إلا أنه عندما يكون التذبذب ضمن “هوامش كبيرة” صعودًا وهبوطًا، “لا يمكن تفسير التغير إلا بحدوث مضاربات قوية على الليرة السورية”، بحسب وزيرة الاقتصاد السابقة في سوريا، لمياء عاصي.
وقالت عاصي: بما أنه لم تطرأ أية متغيرات اقتصادية كبيرة في الأيام الماضية تقود الليرة إلى التحسن، ولم نرَ أسبابًا منطقية أخرى، فإن “أي ارتفاع في سعر الليرة سيكون ضد مصالح المنتجين السوريين، وسيضعف قدرتهم على منافسة البضائع المستوردة”.
وأضافت: “والأثر السلبي الذي ينعكس على المنتجين يأتي في ظل السماح بالاستيراد من تركيا بدون تعرفة جمركية”.
“ستحل المستوردات محل المنتج المحلي، وهذا ما يسبب إغلاق أبواب كثير من المنشآت الصناعية والزراعية وغيرها، وتسريح آلاف العمال”، كما سيخسر المواطنون مدخراتهم نتيجة بيع الدولار بسعر منخفض، بحسب عاصي.
قبل السقوط.. بلغة الأرقام
بالعودة إلى الوراء، وفي السنوات التي سبقت اندلاع الثورة في سوريا، عانى الميزان التجاري في البلاد من عجز متنامٍ، كما يشير المحلل الاقتصادي، محمد الفتيح.
وكان مسار العجز كالآتي:
قفز من حوالي 570 مليون دولار في 2006 إلى 3.1 مليارات دولار في 2007.
من 3.7 مليارات في 2008 إلى 5.75 مليارات دولار في 2009.
ثم إلى 6.2 مليارات دولار في 2010، وذلك بحسب بيانات البنك الدولي، التي لا توفر معطيات دقيقة لفترة 2011 وما بعدها.
ويوضح الفتيح لموقع “الحرة” أن تنامي العجز التجاري في تلك الفترة كان نتيجة التراجع الحاد في صادرات النفط السورية وصادرات القمح والمنتجات الزراعية الخام، نتيجة الجفاف الذي ضرب البلاد منذ عام 2008.
وكانت صادرات المواد الخام (النفط والمنتجات الزراعية) تشكل ما بين 40 و45 في المئة من إجمالي الصادرات السورية، وبقيت الليرة السورية في تلك الفترة مستقرة فقط بفضل تحويلات المغتربين السوريين.
الفتيح يؤكد أن التذكير بالواقع في فترة ما قبل الثورة ضروري لفهم أن الليرة السورية كانت ستواجه أزمة في قيمتها حتى لو لم تحصل الثورة.
ويضيف أن وتيرة انهيار الليرة خلال الثورة، من مستوى 45 ليرة أمام الدولار، ووصولها في الأيام السابقة لسقوط نظام الأسد إلى مستوى 15 ألفًا، كانت نتيجة التنامي الكبير في عجز الميزان التجاري السوري.
وكان العجز يُقدَّر بحوالي 6 إلى 10 مليارات دولار سنويًا، فضلًا عن تأثير العقوبات والحرب والتراجع الحاد في الإنتاج الزراعي والصناعي.
ماذا جرى بعد الأسد؟
ومع سقوط النظام، ارتفعت الليرة إلى مستوى 13 ألفًا في نشرة الأسعار الرسمية للمصرف المركزي، وذلك منذ أواخر ديسمبر 2024.
وتابعت على ذات المسار في السوق الموازي منذ مطلع يناير، وفقًا للفتيح.
يشرح المحلل الاقتصادي أن “التحسن” الذي طرأ على سعر الصرف الرسمي والموازي جاء نتيجة ثلاثة عوامل رئيسية.
يرتبط العامل الأول بتوقف عجلة الاستيراد الحكومي والخاص، ورفع القيود عن التحويلات الخارجية، وإتاحة تداول الدولار بدون قيود أو ملاحقة أمنية. وهذا المشهد يشبه تمامًا ما حصل في السودان في 2019، بحسب المحلل.
ففي الأيام السابقة للإطاحة بالرئيس المخلوع، عمر البشير، في 11 أبريل 2019، كان السعر الرسمي للدولار حوالي 45 جنيهًا، بينما يصل السعر في السوق الموازي (المحظور رسميًا) إلى 72-73 جنيهًا.
وفي الأيام التالية لسقوط البشير، انهار السعر في السوق الموازي ليطابق السعر الرسمي. وبقي الحال هكذا لعدة أشهر، ولكن الدولار عاد ليرتفع ويصل إلى 90 جنيهًا سودانيًا مع نهاية العام.
كان الانخفاض مؤقتًا ونتيجة توقف عجلة الاستيراد في السودان، فضلًا عن حصول السودان على مساعدات عينية ومالية كبيرة في الأسابيع التالية لسقوط البشير.
وفي 21 أبريل 2019، دعمت السعودية والإمارات السودان بـ3 مليارات دولار، منها 500 مليون دولار وديعة في المصرف المركزي السوداني، وعُقد سريعًا، في 17 مايو 2019، مؤتمر أصدقاء السودان بحضور دول أوروبية وعربية.
ولكن مع عودة الاستيراد لمستوياته الطبيعية في الأشهر التالية لسقوط البشير، وعدم تنامي المساعدات الدولية، عاد الجنيه السوداني للهبوط.
ما الرابط بين سوريا والسودان؟
الحالة التي عاشها السودان تشبه تمامًا الوضع في سوريا، مع اختلاف جوهري يتمثل في عدم حصول البلاد على أي تعهدات علنية بالمساعدات المالية وعدم عقد مؤتمر للأصدقاء.
ويُضاف إلى ما سبق أن العقوبات المفروضة على سوريا هي أكثر تعقيدًا وبأشواط مما كانت عليه في حالة السودان.
ولا تزال عمليات الاستيراد الكبيرة في سوريا متوقفة، ولم يتم حتى الآن توريد أي شحنة نفط بحرية، كما لم تتجاوب شركات النفط العالمية مع طلب الحكومة السورية الشهر الماضي توريد ما يصل إلى حوالي 6.2 مليون برميل من النفط الخفيف والثقيل والمشتقات النفطية خلال هذا الشهر.
ومثل هذه الشحنة كانت ستكلف ما بين 450 و600 مليون دولار، وهي تمثل الاستهلاك الشهري أو لفترة 6 أسابيع مع التقنين. كما لم يتم عقد صفقات كبيرة لتوريد السكر والأرز وغيرها من المواد الحيوية للاستهلاك السوري، بحسب الفتيح.
ومن ناحية أخرى، يوضح المحلل الاقتصادي أن العامل الثاني الذي يقف وراء تذبذب سعر صرف الليرة السورية الآن يتعلق بالسياسة المالية للحكومة السورية الجديدة، التي قيدت، بشكل مباشر وغير مباشر، السيولة المالية بالليرة السورية.
وأشار الفتيح إلى حصول تأخير كبير في تسليم الرواتب للموظفين (رواتب شهر فبراير لم تُسلَّم حتى الآن، على الأقل حتى تاريخ 5 فبراير).
وقال: “قيدت الحكومة الجديدة السحوبات المالية من الحسابات في المصارف الحكومية والخاصة بسقوف تبلغ في المتوسط 500 ألف ليرة سورية يوميًا، كما أن الشركات لا تستطيع تحريك حساباتها المصرفية لسداد التزاماتها، وحتى شركات التأمين (بأنواعها المختلفة، وخصوصًا الصحي منها) لا تستطيع السداد”.
وأضاف أن “تقييد السيولة المالية في هذه المؤسسات جعل الأسواق والصرافين غير المرخصين هم المصدر الوحيد للحصول على الليرة السورية، مما رفع سعرها مقابل الدولار”.
“أيدٍ خفية وتجفيف سيولة”
وثمة مظاهر غير مفهومة تجري في دمشق، مثل انتشار الصرافين على البسطات.
وتساءلت وزيرة الاقتصاد السابقة، لمياء عاصي: “كيف تنتشر مثل هذه البسطات ولصالح من تُجمع الدولارات؟”.
وتتابع: “وبعد انتشار هذه البسطات (غير المرخصة)، لماذا فرض البنك المركزي رسوم ترخيص على شركات الصرافة 20 مليون دولار، وعلى مكاتب الصرافة مبلغ مليون دولار!.. ثمة أسئلة وشكوك حول هذا الموضوع”.
ومن جانب آخر، تشير عاصي إلى أن البنك المركزي السوري قام خلال الأيام الماضية بتجفيف السيولة بأكثر من طريقة، وهو عامل أساسي يُضاف إلى ما يحصل على صعيد التذبذب في سعر صرف الليرة.
ومن بين هذه الطرق، كما تستعرضها عاصي:
احتفاظ المركزي السوري بأموال التجار التي وضعوها في المنصة التي كانت تمول المستوردات للحصول على ما يحتاجونه من الدولار، وقد وصلت تلك المبالغ إلى مئات المليارات من الليرة السورية، وقال المصرف إنه لن يفرج عنها قبل ستة أشهر.
البنك المركزي لا يزود البنوك بالسيولة اللازمة، ولا يسمح بسحب مبالغ من الأرصدة المودعة في البنوك العاملة بأكثر من 300 – 400 ألف ليرة سورية يوميًا، مع العلم أنه متوقف عن تزويد البنوك بالسيولة اللازمة لها.
توقف الحكومة عن صرف الرواتب للموظفين لأكثر من شهرين، مما ساهم في تراجع عرض الليرة السورية، ودفع سعر صرفها إلى الارتفاع وسعر الدولار إلى الانخفاض.
تسريح عدد كبير من الموظفين وتوقف رواتب العسكريين بسبب حل جيش النظام السوري، وبالتالي أصبح هناك مبالغ كبيرة تم التوقف عن ضخها.
“مضاربات”
لا تقتصر الأسباب على ما سبق فقط، إذ يضيف إليها المحلل الاقتصادي الفتيح سببًا آخر يتعلق بعمليات المضاربة على الليرة والدولار.
ويوضح أن المضاربة الحاصلة تستفيد من القيود على السيولة المالية وعدم تدخل الحكومة في عمل شركات الحوالات، التي كانت مُلزَمة سابقًا بتسليم الحوالات بالسعر الرسمي للمصرف المركزي، ولكنها باتت تسلم وفق السعر في السوق الموازي.
وبالرغم من إعلان الحكومة في ديسمبر أن الحوالات يمكن أن تُسلَّم بالدولار، فإن شركات الحوالات ترفض التسليم بالدولار بالرغم من وفرته المفترضة في الأسواق. وعمليات المضاربة هذه وصلت إلى مستويات قياسية في الأيام الأخيرة، وفقًا للمحلل الاقتصادي.
ويضيف أنه وبعد إغلاق السوق في 3 فبراير، كان الدولار عند مستوى 30 ألفًا (شراء) و39 ألفًا و200 (مبيع).
وهبط خلال 4 فبراير ليغلق عند مستوى 7500-7700، أي بانخفاض 16 في المئة في يوم واحد.
وفي اليوم التالي، قفز ليعود إلى 9000-9200 مع الإغلاق (ارتفع 20 في المئة)، مع تداوله لفترة عند مستوى 9600-9800 ليرة.
اللافت أن الانخفاض يوم 4 فبراير حصل بالتزامن مع ارتفاع الدولار الأميركي في الأسواق العالمية ووصوله إلى مستويات قياسية، كما يتابع الفتيح.
ويشير إلى تركيا المجاورة لسوريا، حيث هبطت الليرة فيها إلى مستوى 36 ليرة للدولار للمرة الأولى على الإطلاق، وزاد: “وهذا ما يؤكد أن ما حصل في الأيام الأخيرة في الأسواق السورية هو مضاربة صريحة”.
متى تخرج الليرة من “الفقاعة”؟
ولا توجد حتى الآن أي إجراءات فعلية من شأنها أن تدفع بالعجلة الاقتصادية لسوريا إلى الأمام.
وبعد سقوط نظام الأسد، بدت البلاد وكأنها وُلِدَت من جديد، لكن دون أي مقومات أو ركائز من شأنها أن تساعدها على النمو.
وحتى يكون تحسن الليرة السورية مستدامًا، يجب أن يكون ناجمًا عن ازدياد الإنتاج والتصدير فعلًا أو اكتشاف ثروات باطنية بكميات كبيرة تُشكل موارد عامة إضافية لخزينة الدولة، تقول وزيرة الاقتصاد السابقة عاصي.
وتردف: “وحتى يُعتبر سعر الصرف مرنًا حقًا، فإنه يجب أن ينجم عن توازن العرض والطلب على العملة الأجنبية، بدون أي تدخل من المركزي في سعر الدولار أو العملات الأخرى أو بلجم السيولة في الأسواق.. وبشرط أن يكون المركزي قادرًا على البيع والشراء بأسعاره المُعلَنة”.
ويعتقد المحلل الاقتصادي الفتيح أن “مستقبل الليرة السورية سيبقى باتجاه الانخفاض، نتيجة عدة عوامل”، أولها فاتورة الاستيراد التي سترتفع بشكل حاد في المرحلة المقبلة.
ويرتبط العامل الثاني بارتفاع فاتورة استيراد الطاقة، خاصة أن سوريا ستحتاج الآن، مع رفع التقنين وعودة الحياة الطبيعية، لما بين 4 و6 ملايين برميل نفط شهريًا.
وتشدد عاصي على أن التحسن في سعر الليرة السورية الآن “قلق وغير مستقر أو مستدام وغير مستند إلى عوامل أو مقومات اقتصادية”.
وتضيف أنه “لا يمكن اتخاذ قرارات استثمارية بناءً على أسعار الصرف الحالية”.
“لا بد من الاحتفاظ بالمدخرات بأصول متنوعة للحفاظ على القيمة الحقيقية لها، وذلك لتجنب الخسائر المتوقعة فيما إذا حصل عرض كافٍ لليرة السورية في الأسواق”، بحسب ما تؤكد عليه وزيرة الاقتصاد السابقة لموقع “الحرة”.
ضياء عودة
الحرة
——————————
إذا انسحبت أميركا من سوريا.. “قسد” أمام منعطف خطير
ديار بامرني – واشنطن
06 فبراير 2025
وحدات حماية الشعب هي أبرز مكون في قسد المشاركة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش
قوات قسد مدعومة من الجيش الأميركي وتحمي مناطق في سوريا من خطر داعش
تتصاعد المخاوف من احتمال عودة تنظيم داعش إلى الساحة مجددا في حال قررت الإدارة الأميركية سحب قواتها من سوريا، حيث قد يؤدي هذا الانسحاب إلى فراغ أمني تستغله الجماعات المتطرفة لتعزيز نفوذها.
وفي الوقت ذاته، يثير هذا السيناريو قلقا كبيرا لدى الأكراد، خاصة في ظل العلاقة المعقدة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وحزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره أنقرة تهديدا لأمنها القومي.
ويقول السفير هنري إنشر، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق، في تصريح لقناة “الحرة”، إن الانسحاب الأميركي من سوريا سيشكل تحديا كبيرا للأكراد.
ويضيف أن هذا الانسحاب سيفتح المجال أمام تركيا للتحرك بحرية أكبر لمواجهة ما تعتبره تهديدات لأمنها القومي، ومن بينها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تراها أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني المصنف لديها كمنظمة إرهابية.
كما أشار إنشر إلى أن تركيا تولي اهتماما خاصا بالشأن السوري وتحظى بعلاقات قوية مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، مرجحا أن هذه العلاقات قد تكون أولوية تفوق استمرار الوجود الأميركي في سوريا.
في أواخر عام 2019، أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزير الدفاع أنذاك جيمس ماتيس بسحب جميع القوات الأميركية من سوريا.
لكن ماتيس عارض الخطة، وفي النهاية استقال احتجاجا عليها. وسحب ترامب معظم القوات الأميركية في حينها، لكنه أعاد نشرها لاحقا، ولا تزال القوات الأميركية موجودة في سوريا منذ ذلك الحين.
وأكد ترامب الخميس أن الولايات المتحدة ليست منخرطة في سوريا قائلا إن لديها مشاكلها الخاصة وما يكفي من الفوضى، وأن لا حاجة إلى تدخل بلاده هناك.
ويقول السفير هنري إنشر إن هناك طرقا متعددة للدفاع عن المصالح الأميركية في سوريا بعيدًا عن نشر القوات العسكرية على الأرض.
وأضاف قوله: ” يمكن أن يحدث ذلك من خلال التعاون مع الحكومة السورية الجديدة ومساعدتها في فرض سيطرتها على كافة المناطق السورية، وهو أمر يمكن تحقيقه بالتنسيق مع تركيا”.
ويقول رئيس المجلس الوطني السوري السابق، عبد الباسط سيدا، إن هناك مخاوف كبيرة لدى الأكراد في سوريا من الدور التركي بعد الانسحاب الأميركي، خاصة في ظل العلاقة بين قوات (قسد) وحزب العمال الكردستاني.
وأضاف في حديث لموقع “الحرة” أن الأكراد في سوريا ليسوا جميعا مؤيدون لحزب العمال الكردستاني.
وتعليقا على تقارير الانسحاب، قالت قوات سوريا الديمقراطية، الأربعاء، إنها لم تتلقى أي خطط لانسحاب القوات الأميركية من شمال وشرق البلاد.
وصرح المتحدث باسم القوات فرهاد شامي لرويترز بأن “داعش والقوى الخبيثة الأخرى ينتظرون فرصة الانسحاب الأميركي لإعادة النشاط والوصول إلى حالة 2014”.
داعش … تهديد لسوريا والمنطقة
وتعمل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) على وضع خطط لسحب القوات الأميركية من سوريا، وفقا لما أفاد به مسؤولان في وزارة الدفاع لشبكة “إن بي سي” الإخبارية.
وقال المسؤولان إن ترامب ومسؤولين مقربين منه أعربوا مؤخرا عن اهتمامهم بسحب القوات الأميركية من سوريا، مما دفع مسؤولي البنتاغون إلى البدء في إعداد خطط للانسحاب الكامل خلال 30 أو 60 أو 90 يوما.
ورفض متحدث باسم البنتاغون التعليق على هذه الأنباء.
السفير هنري إنشر، أكد لقناة “الحرة” أن الهدف الرئيس للولايات المتحدة في سوريا هو مكافحة الإرهاب ومنع صعود تنظيم داعش، مشيرًا إلى أن واشنطن ستتعاون مع أي طرف يساهم في تحقيق هذا الهدف.
وأشار هنري إلى أن إشكالية انسحاب القوات الأميركية من سوريا تكمن في أن هذا الانسحاب سيؤدي إلى تعزيز قوة داعش، إذ سيستغل التنظيم ضعف الحكومة السورية الانتقالية الجديدة التي لا تملك القدرة على السيطرة على كامل الأراضي السورية.
ويحذر مسؤولون من أن سحب القوات الأميركية سيتسبب في ترك قوات سوريا الديمقراطية ويهدد أمن أكثر من 20 سجناً ومعسكراً للاجئين، يضم أكثر من 50,000 شخص، بما في ذلك حوالي 9,000 من مقاتلي داعش، بحسب شبكة “أن بي سي” الأميركية.
وتؤمن قوات سوريا الديمقراطية هذه المنشآت، لكنها تعتمد على الدعم المالي والعسكري الأميركي والدولي لتشغيلها.
وبدون القوات الأميركية، قد تتخلى “قسد” عن السجون والمعسكرات، مما يتيح للآلاف من مقاتلي داعش الهروب.
السفير هنري أوضح أن هذه السجون تشكل أكبر تهديد لسوريا والمنطقة، مؤكدا أهمية أن يتم الانسحاب الأميركي بطريقة تضمن وجود طرف آخر يشرف على هذه السجون ويمنع هروب المعتقلين.
رئيس المجلس الوطني السوري السابق، عبد الباسط سيدا، ذكر أن الجانب الكردي يشعر بالقلق من تداعيات الانسحاب الأميركي، نظرًا لـ “هشاشة الوضع الأمني” في سوريا والتحديات الجسيمة التي تواجهها الحكومة السورية الجديدة التي قال إنها لم تتمكن حتى الآن من فرض سيطرتها الأمنية والعسكرية على كافة الأراضي السورية.
مخاوف كردية من مستقبل “الحالة الوطنية”
وفي ديسمبر 2024، أعلن البنتاغون أن حوالي 2000 جندي أميركي ينتشرون في سوريا، وهو أكثر من ضعف العدد المعلن ، والذي كان حوالي 900 جندي.
ويؤكد البنتاغون أن المهمة العسكرية الأميركية في سوريا تهدف إلى إضعاف تنظيم داعش ودعم الشركاء المحليين هناك، وأبرزهم قوات سوريا الديموقراطية.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مطلع شهر يناير إن تركيا مستعدة للسيطرة على السجون التي تستضيف محتجزين من أعضاء تنظيم داعش، كما كرر طلب بلاده من واشنطن إنهاء تحالفها مع قوات سوريا الديمقراطية، مضيفا أن مساهمة “قسد” في الحرب ضد داعش تقتصر على إدارة السجون.
وأضاف فيدان أن أنقرة تجري محادثات مع دمشق لمعالجة المخاوف الأمنية التركية بشأن قوات سوريا الديمقراطية، مشيرا إلى أن “الإدارة الجديدة في سوريا بحاجة إلى تحمل المسؤولية، كما يتعين عليها اتخاذ الخطوات اللازمة”.
رئيس المجلس الوطني السوري السابق، عبد الباسط سيدا، وصف الوضع الكردي في سوريا بالـ “معقد” نتيجة لعدة عوامل وتوجهات متنوعة.
ومع ذلك، أوضح أن الانسحاب الأميركي كان مسألة متوقعة منذ فترة طويلة. موضحا أن القرار الأميركي الأخير “المفاجئ” يتماشى مع سياسة الرئيس ترامب التي تركز على مبدأ “أميركا أولًا”.
وأوضح سيدا أن هناك فرقًا بين مواقف الأحزاب الكردية السورية وحزب العمال الكردستاني، الذي دخل إلى المناطق السورية مع بداية الثورة في عام 2011 عبر “توافقات مع نظام بشار الأسد” آنذاك، حسب تعبيره.
وتطرق إلى أن “قسد” كحركة تضم تيارات ذات توجهات وأجندات متنوعة، حيث يسعى البعض للعمل ضمن المشروع السوري الوطني، في حين أن هناك أطرافًا أخرى مرتبطة بقيادات حزب العمال الكردستاني في جبل قنديل.
وأضاف سيدا أن هناك تواصلًا بين الجانب الأميركي وقوات “قسد”، وأن هناك وساطة بين “قسد” والمجلس الوطني الكردي بهدف التوجه نحو المشروع السوري الوطني والاندماج في “الحالة الوطنية” التي تغيرت بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وفيما يتعلق بعلاقة “قسد” بحزب العمال الكردستاني، أشار سيدا إلى أنها تمثل مشكلة، وهناك دعوات لفك هذا الارتباط بين الطرفين، بالإضافة إلى إخراج العناصر المرتبطة بهذا الحزب.
وأوضح رئيس المجلس الوطني السوري السابق أن فك الارتباط هذا ممكن تحقيقه بدليل اعلان هيئة تحرير الشام انفصالها عن تنظيم القاعدة وتحولها إلى قوة وطنية رغم وجود بعض العناصر غير السورية المثيرة للجدل.
قوات أميركية بسوريا
وتشهد الساحة السورية تصاعدًا حادًا في التوترات السياسية والعسكرية بين الإدارة السورية الجديدة وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، مما يثير مخاوف من اندلاع مواجهات عسكرية قد تترك تداعيات على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وتطالب الإدارة السورية الجديدة قوات سوريا الديمقراطية بتسليم أسلحتها والانضواء تحت سلطتها، الأمر الذي ترفضه “قسد”، التي تسيطر على مساحات واسعة في شمال شرق سوريا، في خلاف يعكس تعقيدات المشهد السياسي والعسكري في البلاد.
في غضون ذلك، مازالت الولايات المتحدة تعتقد أنه هناك مخاطر مرتفعة تهدد القوات الأميركية الموجودة في سوريا، كما هو الحال في العراق والأردن المجاورين.
وأوضحت صحيفة واشنطن بوست أنه منذ بداية حرب إسرائيل على غزة في 2023، نفذت الميليشيات المدعومة من إيران ما لا يقل عن 211 هجومًا على القوات الأميركية باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ، وذخائر أخرى، أكثر من 130 من تلك الهجمات استهدفت المواقع الأميركية في سوريا.
وأشارت إلى أن أحد العوامل الرئيسية في تشكيل مستقبل المهمة الأميركية سيكون الترتيبات المستقبلية بين الأكراد والإدارة السورية الجديدة، ومدى التزام الولايات المتحدة بحماية “قسد”.
وفي وقت تواصل أنقرة ضغطها السياسي والعسكري المتمثل في دعم الفصائل السورية التي تحاول السيطرة على الاجزاء الشمالية من البلاد ذات الغالبية الكردية، فأن وضع قوات “قسد” بات صعبا وضعيفا جدا وسط تساؤلات للقيادات الكردية عن المدة التي سيستمرون فيها في الحصول على دعم الولايات المتحدة، بحسب الصحيفة.
ديار بامرني – واشنطن
الحرة
——————————-
“لواء درع الساحل”.. ميليشيا بقيادة مقداد فتيحة ضد الدولة
2025.02.06
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الخميس، مقطع فيديو لـ عنصر في قوات النظام السابق، مقداد فتيحة، يُعلن فيه عن تشكيل ميليشيا بهدف مواجهة الدولة السوريّة الجديدة.
وبحسب الفيديو، أعلن “فتيحة” (العنصر السابق في “الحرس الجمهوري”)، عن تأسيس “لواء درع الساحل” انطلاقاً من جبال اللاذقية، وذلك بهدف مواجهة ما وصفه بـ”انتهاكات الجولاني” في الساحل السوري.
وتوعّد “فتيحة” عبر التسجيل المصوّر، بعمليات عسكرية ضد أفراد إدارتي العمليات العسكرية والأمن العام، مشيراً إلى أن تشكيل هذا اللواء: “جاء ردّاً على الاعتداءات المتكررة التي طالت أبناء الطائفة العلوية في مدن الساحل السوري”.
كذلك، شدّد “فتيحة” وعبر لوائه الجديد، على أنّهم مسؤولون عن أي استهداف لعناصر وأفراد إدارة العمليات العسكرية والأمن العام، داخل مناطق الساحل السوري وخارج تلك المناطق.
“دعوة لـ حمل السلاح”
كذلك، وجّه “فتيحة” -بحسب ناشطين- نداءً إلى أبناء الطائفة العلوية بعدم تسليم أسلحتهم، محذراً “من محاولات نزع سلاحهم تحت ذرائع مختلفة، بما في ذلك عمليات التمشيط الأمني”.
ودعاهم إلى مواجهة وقتل أي عناصر تحاول الدخول إلى قراهم، مشيراً إلى أنّه “سيقود عمليات عسكرية دفاعاً عن الوطن والطائفة”، وفقاً لزعمه.
مَن هو مقداد فتيحة (فتيحه)؟
وبحسب تقارير إخبارية سابقة، فإنّ مقداد فتيحة والذي يعرف بـ”أبو جعفر”، عنصر سابق في “الحرس الجمهوري”، فرقة عسكرية كانت تتبع لجيش النظام المخلوع، وتشير التقارير إلى أنّ “فتيحة” ارتكب العديد من الجرائم بحق المدنيين السوريين.
وسبق أن انتشرت للعنصر “فتيحة” تسجيلات مصورة سابقاً، يطالب فيها الأمن في الساحل السوري بالحفاظ على الأهالي وإيقاف حالات السرقة والخطف التي تعصف بالمواطنين.
يشار إلى أنّ النظام البائد حاول، أواخر العام 2015، أن يعيد بناء “الحرس الجمهوري” عبر تشكيل ميليشيا “لواء درع الساحل”، وهو الاسم الذي اختاره “فتيحة” لتشكيله الجديد.
—————————————
خلال شهرين.. مقتل 65 مدنياً برصاص قناصة “قسد” في مدينة حلب
2025.02.06
وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 65 مدنياً، بينهم طفل وسيدتان وعاملان في المجال الإنساني، برصاص قناصة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في مدينة حلب، خلال شهرين، أي منذ 29 من تشرين الثاني/نوفمبر 2024، بعد سيطرة إدارة العمليات العسكرية على معظم المدينة، باستثناء الأحياء التي بقيت تحت سيطرة “قسد”.
وأوضح تقرير للشبكة السورية، اليوم الخميس، أن “قسد” استغلت انسحاب قوات نظام الأسد من بعض أحياء حلب الشرقية، وسارعت إلى تعزيز وجودها العسكري في الأحياء المجاورة لحيي الشيخ مقصود والأشرفية، اللذين تسيطر عليهما، عبر نشر القناصة وتمركزهم في مواقع استراتيجية، ما أدى إلى عمليات استهداف ممنهجة للمدنيين، سواء كانوا يتجولون في المدينة أو يحاولون تفقد ممتلكاتهم.
وأشار التقرير إلى أن انتشار “قسد” شمل أحياء السريان، والميدان، والهلك، وبعيدين، والحيدرية، والخالدية، بالإضافة إلى مراقبة دوار الصاخور وأجزاء من شارع النيل ودوار الليرمون، والسيطرة على طريق الكاستيلو الحيوي.
استهداف مباشر للمدنيين والفرق الإنسانية
ووثّقت الشبكة السورية عمليات قنص متكررة ومتعمدة نفذها مسلحون تابعون لـ”قسد” من مواقع تمركزهم في الشيخ مقصود والأشرفية، ما أدى إلى مقتل 65 مدنياً، إضافةً إلى عشرات حالات الاختفاء القسري لأشخاص اقتربوا من مناطق سيطرتها، دون معرفة مصيرهم حتى الآن.
وأكد التقرير أن فرق الهلال الأحمر السوري والدفاع المدني (الخوذ البيضاء) واجهت صعوبات كبيرة في انتشال جثث الضحايا بسبب تمركز القناصة واستهدافهم المتكرر لفرق الإغاثة، مما زاد من عدد الضحايا وأعاق عمليات الإنقاذ.
انتهاكات جسيمة للقانون الدولي
وصف التقرير عمليات القنص التي نفذتها “قسد” بأنها انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني، مؤكداً أن استهداف المدنيين بشكل متعمد يعد جريمة حرب وفقًا للمادة (8) من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
كذلك، اعتبر استهداف العاملين في المجال الإنساني انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، الذي يحظر أي اعتداء على الفرق الإنسانية أثناء تأدية مهامها، كما أشار إلى أن “قسد” تتحمل المسؤولية الجنائية عن هذه الجرائم، وأن قياداتها قد تواجه محاكمات دولية باعتبارهم مسؤولين عن إصدار الأوامر أو التغاضي عن تنفيذها.
دعوات للتحقيق والمحاسبة
طالبت الشبكة السورية لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا بإجراء تحقيق شامل في جرائم القنص التي استهدفت المدنيين في حلب، وتقديم الأدلة إلى الجهات القضائية الدولية المختصة، ودعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الانتهاكات بشكل واضح، ومطالبة قسد بتقديم توضيحات رسمية حول هذه الجرائم.
ودعا التقرير، الحكومة السورية الجديدة إلى اتخاذ إجراءات لحماية المدنيين في المناطق التي تشهد عمليات قنص، وفتح تحقيق رسمي لمحاسبة المتورطين، وطالب “قسد” بإجراء تحقيق داخلي مستقل حول الانتهاكات الموثقة، ومحاسبة المسؤولين عنها، وسحب القناصة من المواقع التي تؤثر على المدنيين.
حجر عثرة أمام حركة المدنيين في حلب
يشكل وجود “قسد” في حيي الأشرفية والشيخ مقصود عائقاً كبيراً أمام حركة المدنيين، وبشكل خاص المتجهين إلى المدينة من الريف الشمالي.
ويعاني السكان مخاطر القنص المستمر الذي يستهدف المارة، خصوصاً على الطريق الدولي حلب – غازي عنتاب، ونتيجة لذلك يضطر الأهالي إلى سلك طرق بديلة غير رئيسية، رغم وعورتها وافتقارها إلى مقومات الأمان، لتجنب خطر القنص والاستهداف المتكرر.
ورصد موقع تلفزيون سوريا، في وقت سابق، لجوء المدنيين إلى استخدام طرق فرعية، أبرزها الطريق الترابي الذي يمر عبر بلدة كفرحمرة باتجاه جمعية الزهراء في مدينة حلب، والذي بات الخيار الأكثر استخداماً رغم صعوبته وافتقاره إلى البنية التحتية اللازمة.
———————————
“الأمانة السورية للتنمية”.. إدارة جديدة ومسمى جديد
2025.02.06
أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الحكومة السورية، تشكيل مجلس أمناء جديد لـ “الأمانة السورية للتنمية” وتغيير اسمها، مع استئناف عملها.
وأصدرت الوزارة اليوم الخميس، القرارات (106- 107- 108- 125) لعام 2025، فيما يخص تشكيل مجلس جديد لـ “الأمانة السورية للتنمية”، وتغيير اسمها إلى “منظمة التنمية السورية”، مع اعتماد نظام داخلي واستئناف عملها.
وقالت الوزارة في بيان، إن قراراتها جاءت استناداً إلى المخرجات النهائية التي تم تسليمها من قبل اللجنة المكلفة ببناء التصور التنظيمي وتسيير عمل الأمانة السورية للتنمية، وبناء على مقتضيات المصلحة العامة.
وأوضحت أن مجلس الأمناء الجديد لـ “منظمة التنمية السورية” يتألف من: محمد رضا جلخي، وعبير محمد، وعبيد الحميد الخالد، وزكي مزيد، ومكسيم خليل.
وأوصت الوزارة باعتماد النظام الأساسي المنبثق عن اللجنة المكلفة، مشيرة إلى أن هذا النظام “يعدّ نافذاً اعتباراً من تاريخ صدور القرار الذي يأتي في إطار السعي لتعزيز الشفافية والحوكمة الرشيدة داخل المؤسسة وتوفير إطار قانوني ينظم عملها ويحدد مهامها وصلاحياتها”.
وتابعت أنه “وفقاً لتلك التوصيات، تستأنف المؤسسة عملها بما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة وتعزيز فعالية العمل”، وفق ما ورد في البيان.
فك ارتباط “السورية للتنمية” بأسماء الأسد
وفي كانون الأول الفائت، أصدرت وزارة الشؤون الاجتماعية قراراً يقضي بحل مجلس أمناء “الأمانة السورية للتنمية” التي أثارت جدلاً واسعاً منذ تأسيسها تحت رعاية أسماء الأخرس، زوجة بشار الأسد المخلوع، إذ وُصفت بأنها واجهة “ناعمة” للنظام، وتحولت سريعاً إلى أداة لتعزيز سيطرته واستقطاب الدعم الخارجي، قبل أن تواجه نهايتها إثر التغيرات التي أعلنتها الحكومة السورية الجديدة.
ونصّ قرار الوزارة حينذاك على إنهاء جميع الصلاحيات الممنوحة للمجلس القديم، بما يشمل الإجراءات الإدارية وإدارة الحسابات البنكية وأي التزامات مالية أو قانونية متعلقة بعمل المؤسسة.
وأتبعت الوزارة القرار بآخر، حمل توقيع وزير الشؤون، فادي القاسم، نصّ على تشكيل لجنة متخصصة لتقييم الوضع العام للمؤسسة، بهدف إعداد خطة لإعادة حوكمتها بما ينسجم مع أهدافها وإعادة هيكلة نظامها الأساسي، على أن يتم ذلك خلال مدة أقصاها 30 يوماً من تاريخ صدور القرار.
——————————-
بين الفقدان والفخر.. أبناء غياث مطر والهرموش وأبوفرات يتحدثون عن إرث آبائهم/ وفاء عبيدو
2025.02.06
بعد أكثر من 13 عاماً جاء فجر 8 من كانون الأول 2024، مغايرا لما سبقه من أعوام معلناً أن سوريا حرة، وأن نصرها أصبح واقعا لا شعارات أو آمال، وليعلن للعالم أجمع أن الثورة التي سار بها السوريون كانت طريقاً طويلًا كلّف كل غال وثمين.
خسرت الثورة في السنوات الماضية كثيراً من رموزها الذين نالوا تقديراً واحتراماً كبيراً، وكانت لهم بصمات واضحة في العمل الثوري، كما تركوا في رحيلهم أو بتغييبهم أثراً بالغاً على مسيرتها في كل النواحي، فهم من خرج لإسقاط نظام بشار الأسد وكانوا صرخة الحرية وبداية طريق النصر.
غياث مطر “غاندي الثورة” السورية
“أبي أيها الحاضر الغائب اشتاقك وأفتخر أنني غياث الابن وأنك غاندي الثورة السورية” هكذا يصف غياث مطر ذو الـ13 عاما لموقع تلفزيون سوريا، والده غياث الأب الذي أصيب في كمين نصب له من قبل عناصر نظام الأسد، ثم نقل إلى المشفى العسكري وبعد عدة أيام تسلمت عائلته جثمانه الذي اتضح أنه تعرض للتعذيب والتنكيل.
عُرف غياث مطر الأب بنشاطاته السلمية في مدينة داريا في ريف دمشق ضمن المظاهرات، إذ كان يُقدّم الورد والماء لعناصر الأمن سعياً منه لثنيهم عن مواجهة المتظاهرين بالرصاص، ولإيصال رسالة بأن هذه الاحتجاجات سلمية، وكانت جملته الشهيرة “أنا وأنت إخوة لو كنت مكانك ما قتلت المتظاهرين السلميين الوطن يتسع للجميع”.
يرى غياث الابن أن نصر الثورة هو أمل جديد لمحاسبة من قتل وسفك دماء السوريين، وإذا لم تتحقق مطالب “الشهداء والأحرار” التي لطالما نادوا بها في ساحات المظاهرات سيبقى جزء من الثورة مفقودا، ولن يكتمل إلا بملاحقة بشار الأسد وجميع مرتكبي جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا، وأشار أن هذا الأمر يقع على عاتق الحكومات القادمة.
كما أكد أنه مستمر على نهج والده وطريقه إلى أن ينتهي الظلم ويسود القانون وتطبق العدالة الاجتماعية ومن ثم السلم الأهلي، كما طالب غياث منظمات المجتمع المدني السوري في العمل على دعم ومساعدة الأجيال القادمة وخاصة أبناء “الشهداء” لتكملة مسيرة آبائهم، الذين “ضحوا بحياتهم في سبيل الحرية والوصول إلى سوريا الجميلة”.
وأضاف غياث أن “العِلم هو سلاحه وسلاح الجميع الذي سيكون حجر الأساس لبناء سوريا الجديدة”، وتابع قائلاً “لم أخرج إلى هذه الحياة مثل أي طفل ولطالما صاحبني شعور الفقد، وكانت أول مسؤولياتي أنني ورثت مسيرة واسم والدي الشهيد غياث مطر الذي أحمل في طياته الألم والفخر في آن واحد، وكل ما أرجوه ألا يذهب دم الشهداء وتضحيات كل الشعب السوري عبثًا وبلا محاسبة”.
حلم أبو فرات الجادر
“أبي أنت لست فقط شهيدًا في الذاكرة، بل رمزًا للثورة وللعدالة التي استشهدت من أجلها، ستبقى حيًا في قلبي وقلب كل من آمن بقضيتنا وحريتنا، اليوم أصبح حلمك العظيم واقعًا وأسقطنا حكم الأسد ونلنا الحرية وها نحن نسعى لبناء سوريا كما كنت تحب رؤيتها”، هكذا عبر أحمد الجادر (18 عامًا) طالب في كُلْيَة إدارة الأعمال ويقيم في تركيا، عن فقدانه لوالده يوسف الجادر “أبو فرات”.
انشق “أبو فرات” عن جيش نظام الأسد برتبة عقيد ليلتحق بصفوف الجيش الحر، حيث ترك بصمة بارزة كضابط وقيمة ثورية لا تُنسى كما شارك في العديد من المعارك المهمة، وكانت آخر معركة له في ريف حلب “معركة ثوار الخنادق” لتحرير مدرسة المشاة، التي استشهد خلالها.
يرى أحمد أن الثورة السورية حققت هدفها الرئيسي بسقوط نظام الأسد، لكن العدالة لا تقل أهمية عن سقوط النظام، فهي السبيل الوحيد لمحاسبة المجرمين الذين ارتكبوا أبشع الانتهاكات بحق الشعب السوري من تنكيل وتعذيب وقتل على مدار 14 عاما، وهي الخطوة الأساسية نحو بناء مجتمع حر ومستقر يعيد حقوق الضحايا ويضمن عدم تكرار هذه المآسي.
كما أضاف أن “شهداء الثورة ضحوا بأغلى ما يملكون من أجل تحقيق الحرية والكرامة، مؤمنين بحق الشعب في حياة عادلة ومستقرة، وعليه فإن التمسك بمطالبهم أمر واجب وذلك وفاءً لتضحياتهم”.
وتابع “سنواصل العمل حتى نبني مجتمعا قائما على الحق وينصف المظلومين، ويجسد القيم التي استشهد من أجلها أباؤنا، ورغم كل التحديات فإن الإيمان بالحرية والعدالة لا يزال ينبض في قلوبنا، وهذه القيم لا تموت وهناك من يؤمن بها ويناضل لتحقيقها”.
طالب أحمد المجتمع الدُّوَليّ بتقديم الدعم السياسي والاقتصادي لإعادة بناء سوريا على أسس الحرية والعدالة، والعمل على توثيق جرائم النظام السوري لحفظ حقوق الضحايا، وضمان استخدامها كأدلة لمحاكمة المجرمين في المحاكم الدولية.
كما طالب الحكومة الحالية بتعزيز الحرية والديمقراطية بالعمل على بناء نظام ديمقراطي حقيقي يعبر عن تطلعات الشعب السوري، ويضمن مشاركة الجميع في صنع مستقبل البلاد، استنادًا إلى القيم التي قامت عليها الثورة.
وقال” أؤمن أن المستقبل يحمل الأمل، وأن الأجيال القادمة ستصنع التغيير، لتكون سوريا بلدًا يحتضن جميع أبنائه بعدالة وكرامة، كما أؤمن بإمكانية تحقيق سوريا الحرة التي كان والدي وكل شهداء الثورة يحلمون بها”.
“الهرموش”.. رمز لا ينساه السوريون
تتالت الانشقاقات في نظام الأسد واحدة تلو الأخرى، وفي حزيران 2011 أعلن حسين هرموش، أول ضابط برتبة مقدم انشقاقه عن جيش النظام السوري، حين ظهر في مقطع مصور ليوضح أن سبب الانشقاق هو “قتل المدنيين العزل من قبل أجهزة النظام”.
لم تستثن الملاحقات الأمنية أحدا من أفراد أسرة الهرموش، ما دفعه للهروب إلى تركيا حيث اختفى مدّة ثم ظهر محتجزا لدى النظام، من دون أن تتضح حقيقة ما حصل معه وكيفية اختطافه ووصوله إلى يد النظام المخلوع، ليدلي باعترافات قال ناشطون حينها إنها انتزعت منه تحت التعذيب، وبقي مصيره مجهولا إلى أنه نعاه ابنه الأسبوع الجاري.
محمد حسين الهرموش (20 عاما) يدرس في كُلْيَة الطب ويقيم في تركيا، أوضح لموقع تلفزيون سوريا أن والده ” حسين هرموش” لم يكن مجرد ضابط بل كان أول من كسر حاجز الخوف علنًا وفقًا لمبدأ اليمين الذي أقسمه القائم على رفع السلاح في وجه العدو وليس في وجه شعبه الأعزل، وأن والده كان رمزا للجرأة والإخلاص، وكان مؤمنا بأن الوطن يستحق التضحيات.
يرى محمد أن الثورة لم تنته بتحرير المحافظات السورية، إنما هذه الخطوة إنجاز من منجزاتها ولكن النصر يكون بمحاسبة من قتل الشعب السوري إضافة إلى الكشف عن رفات وأثر كل المفقودين والمغيبين.
يعتبر محمد، أن “الصورة المستقبلية لسوريا ما زالت غير واضحة والطريق طويل ومعقد، ولكنه متفائل بالإدارة الجديدة في أن تسعى لتحقيق ما ضحى من أجله كل شهيد وأنها ستعمل لتحقيق العدالة وإيجاد رفات المفقودين ليتم التعايش مع نصر الثورة بلا أي تساؤلات تعرقل هذا النصر”.
“أن أكون ابن حسين الهرموش فهذا يعني أنني أحمل راية أبي بكل طهر، وأن أكمل طريقه بكلمتي وإرادتي والتزامي تجاه وطني”، هكذا يصف محمد كونه ابن أحد رموز الثورة و”شهدائها” وتابع قائلاً “ربما تأخر النصر الذي حلم به أبي وربما شوهته الظروف لكننا لن ننسى سنكمل وسيبقى حسين الهرموش حيًا في ثورتنا”.
كما أضاف أن “الشهداء” ليسوا بحاجة تكريم لفظي، إنما تكريمهم الحقيقي يتجلى بالأفعال وأن كلّ ما يريده أبناء هؤلاء الأشخاص هو متابعة طريق آبائهم بشكل يليق بتضحياتهم.
وأشار محمد إلى خذلان المجتمع الدُّوَليّ على مر السنوات في قضية المفقودين، موضحًا مسؤولية الحكومة القادمة هي بذل كل الجهود من خلال كل ما يتعلق بهذا الملف وعليه تثبت مصداقيتها وتكسب ثقة الشعب.
يؤمن محمد الهرموش أن سوريا الحرة ستكون يوما أمرا واقعا، وقال” ثورتنا لم تكن مؤامرة بل كانت صرخة شعب ومن يريد أن يفهمها عليه أن ينظر لقصص من دفعوا حياتهم ثمنًا لها، فطريق الحرية طويل ويحتاج صبرًا ووعيًا وهذا ما يجب أن يتحلى به الجميع خلال الأيام المقبلة لتكون سوريا الجديدة كما نريد”.
يبقى البحث عن جثامين المعتقلين ورفاتهم هاجسا لدى الأهالي، وبحسب بيانات “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، يبلغ عدد المختفين قسريا في سجون نظام الأسد منذ آذار 2011 حتى آب الماضي 112 ألفا و414 شخصا، بينهم 2329 طفلا و5742 سيدة.
—————————
سوريا.. حل نقابة المحامين في 13 محافظة
تحديث 06 شباط 2025
أعلنت نقابة المحامين السوريين حل مجالس أفرعها في جميع محافظات سوريا، المشكلة في عهد النظام السابق، باستثاء إدلب التي كانت حلتها في وقت سابق.
ووفق بيانات منفصلة نشرتها النقابة اليوم، الخميس 6 من شباط، حلت مجالس محافظات، دمشق وريف دمشق وحلب وحمص واللاذقية وطرطوس ودير الزور والقنيطرة والحسكة والسويداء والرقة وحماة ودرعا.
واستثنت النقابة فرعها في إدلب، التي تعتبر الآن نواة مجلس نقابة المحامين السوريين، وتسلمته عقب سقوط النظام السابق.
وكانت النقابة في إدلب تعمل تحت مسمى “نقابة المحامين الأحرار”.
وفي نهاية عام 2024، قررت نقابة المحامين المركزية حل فرع إدلب، الذي كان موجودًا في اللاذقية، بسبب خروج المحافظة عن سيطرة النظام السابق.
وأعادت النقابة المركزية تشكيل مجلسها في إدلب، وطلبت من المحامين الذين يريدون البقاء الالتحاق بها في إدلب.
وتثير التعديلات التي تجريها النقابة، موجة من الانتقادات من محامين سوريين، بسبب عدم استناد نقابة المحامين إلى انتخابات داخلية.
وكان أفراد كادر نقابة المحامين في السويداء قدموا استقالاتهم، في 8 من كانون الثاني الماضي، إلا أن النقابة المركزية لم تقبل الاستقالة.
المشهد النقابي بعد سقوط النظام
وتغير المشهد النقابي في سوريا بعد سقوط النظام، وتبدلت معظم كوادره القديمة التي كانت تعيّن بتوجيهات من حزب “البعث” الحاكم في سوريا بالعهد القديم.
وأعادت نقابة المحامين قيود “المشطوبين” الذين أزيلت قيودهم بسبب مواقفهم المناهضة للنظام السابق، أو مغادرتهم البلاد، إضافة إلى العديد من النقابات الأخرى.
وتسلم المحامي أحمد دخان رئاسة النقابة في سوريا بعد أيام من سقوط النظام، من سابقه حيدر فرداوي.
ويتهم فرداوي أنه تسلم رئاسة النقابة بضغط من حزب “البعث” الحاكم في سوريا، وكان مقربًا من النظام السابق، إذ ظهر في أكثر من مرة رفقة الرئيس المخلوع، بشار الأسد.
وفي 27 من كانون الثاني الماضي، أعلن فنانون سوريون عن تشكيل لجنة تسيير أعمال لنقابة الفنانين بدلًا من أعضائها الحاليين الذين يرأسهم نقيب الفنانين، محسن غازي.
كما أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان في حكومة دمشق المؤقتة، في 20 من كانون الثاني، عن تشكيل مجلس لتسيير الأعمال في نقابتي المهندسين والمقاولين إلى حين انعقاد المؤتمر العام لهما.
وكانت نقابة المهندسين عينت المهندس مالك حاج علي بدلًا عن سابقه غياث القطيني، في 15 من كانون الثاني 2024.
———————————-
سعي إسرائيلي لاستمالة سكان القنيطرة عبر مساعدات غذائية/ ضياء الصحناوي
06 فبراير 2025
في محاولة لاستمالة سكان محافظة القنيطرة في جنوب سورية عرضت قوة إسرائيلية، أمس الأربعاء، على سكان بلدة المعلقة جنوبي المحافظة حزمة من المساعدات الغذائية، ولكن سكان البلدة رفضوا استلامها وطالبوا القوة بالخروج من بلدتهم والعودة من حيث أتت. وذكرت مصادر من البلدة لـ”العربي الجديد” أنها ليست المرة الأولى التي تحاول فيها قوات الاحتلال عرض المساعدة على السكان، مشيرة إلى أن ذلك “لن يغير نظرة الأهالي لهذا الكيان الذي وصفوه بالمحتل السارق للأرض والديار”.
وقال أحد المقربين من مختار المعلقة، خضر العقلة، لـ”العربي الجديد”، إن العقلة طرد القوة من منزل أحد أقاربه بعد نقاش دار بينهم حول الأمر، ومحاولة الناطق باسم القوة إقناعه بأن “إسرائيل دولة صديقة وتريد السلام لها ولهم، وستقدم مساعدات عربوناً لذلك”، إلا أنه رفض قبول أي مساعدات منهم، قائلاً: “اخرجوا من البلدة ومن جولاننا، أنتم معتدون محتلون ولا نريد لا مساعداتكم ولا بقاءكم في بلادنا”.
وبحسب الناشط سعيد المحمد، فإن الاحتلال يسعى جاهداً لاقناع أهالي محافظة القنيطرة جنوبي سورية ببقائه في بلداتهم وقراهم عبر تقديم المساعدات، بعد أن فشل في ترهيبهم واصطدامه بمقاومة في قرية السويسة وطرنجة. وأضاف سعيد في حديثه لـ”العربي الجديد”: “القوات التي أحرقت وثائق المواطنين من أبناء البلدة في مبنيي المحافظة والمحكمة، لطمس حقوقهم في ممتلكاتهم والأمور المعلقة بهم، من غير الممكن أن تصبح صديقة، وأن تقدم المساعدة”. وأردف: “لقد مكنت إسرائيل قواعدها هنا، والقوات التي انسحبت من المبنيين استقرت في نقطتي قرص النفل والحميدية اللتين كانتا قد جهزتهما خلال الأسابيع الأخيرة. وبذلك، فإنها لن تخرج من المحافظة إلا بالأسلوب ذاته الذي دخلت به، وهو بقوة السلاح”.
وقال سعيد إن “تعداد جنود الاحتلال الذين دخلوا إلى المحافظة واستقروا في النقاط التي أنشأها بلغ حتى اليوم، في إحصائية تقريبية جمعها من عدد من ناشطي القرى والبلدات، حوالي 300 جندي موزعين على 12 نقطة في المحافظة فيما تتركز الأعداد الكبرى منهم في النقاط السهلية”، مشيراً إلى تخوف معظم المواطنين في المحافظة من مساعي إسرائيل لبناء مستوطنات في الأراضي التي تقوم بتجريفها جنوبي المحافظة، مشيراً إلى أنهم “يسمعون عن خطة ينوي الاحتلال تنفيذها بهذا الخصوص لتهجير الذين هدمت بيوتهم من قطاع غزة في فلسطين المحتلة”.
———————————-
اشتباكات بمنبج وحملات أمنية لـ”قسد” في الرقة والحسكة
محمد كركص
06 فبراير 2025
تصاعدت حدة المواجهات في شمال سورية، بعد محاولة مجموعة عسكرية من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التسلل، بعد منتصف ليل الأربعاء، إلى نقاط الجيش السوري (فصائل الجيش الوطني) في ريف مدينة منبج شرقي حلب. وأكدت مصادر عسكرية لـ”العربي الجديد”، أن محاولة التسلل على محور قرية أبو قلقل بريف مدينة منبج، باءت بالفشل بعد رصد المجموعات المتقدمة والتعامل معها بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، دون إحراز أي تقدم ميداني.
كذلك استهدفت المدفعية التركية مواقع عسكرية تابعة لـ”قسد” في محيط جسر قرقوزاق بريف منبج، وسط اشتباكات متقطعة بين فصائل “الجيش الوطني” و”قسد” على محاور سد تشرين، تزامناً مع تحليق طائرات حربية ومسيّرات تركية في أجواء المنطقة.
على صعيد آخر، قال الناشط خالد الحسكاوي، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “قسد” شنت حملة أمنية واسعة فجر اليوم الخميس، استهدفت عدة قرى وبلدات في ريف الحسكة الجنوبي، وتحديداً في منطقتي الشدادي ومركدة، ما أدى إلى اعتقال عدة أشخاص بتهم تتعلق بالارتباط بتنظيم “داعش” أو التعاون مع “الجيش الوطني” وتركيا. كذلك شهدت بلدة الجرنية بريف الرقة الغربي انتشاراً أمنياً مكثفاً، تزامناً مع عمليات اعتقال طاولت عدداً من الأشخاص، وسط استمرار الحملة الأمنية في المنطقة.
وفي ريف دير الزور الشرقي، شهدت بلدة الجرذي في بادية الجزيرة انشقاق مجموعتين من “قسد” وتوجههما نحو مناطق سيطرة إدارة العمليات العسكرية التابعة للحكومة السورية في بادية الشامية على الضفة الأخرى من نهر الفرات.
في غضون ذلك، أعلن مدير مديرية الأمن العام في محافظة دير الزور، أن السلطات الأمنية بدأت بتنفيذ خطة لإزالة الحواجز التي أنشأها النظام السابق خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن هذه الحواجز شكلت مصدر قلق مستمر للمدنيين وتهديداً مباشراً لحياتهم. وأكد مدير مديرية الأمن العام، في تصريح لوكالة الأنباء السورية “سانا”، أن المديرية تعمل على إزالة جميع مظاهر القمع والقيود التي فرضها النظام السابق على الحركة داخل المحافظة، مشيراً إلى أنه أُعيد بالفعل فتح بعض الطرقات جزئياً، على أن تُفتَح بالكامل في الأيام القليلة المقبلة.
——————————
انتشار واسع للبسطات في شوارع دمشق/ محمد كركص
06 فبراير 2025
شهدت العاصمة السورية دمشق خلال الشهرين الماضيين انتشاراً واسعاً للبسطات والأكشاك غير المرخصة في مختلف شوارعها وساحاتها، ما تسبب بازدحام مروري خانق، وأثر مباشرةً في أصحاب المحال التجارية. ومع تفاقم هذه الظاهرة، بدأت محافظة دمشق حملة لإزالة البسطات من الأماكن العامة، في خطوة أثارت ردود فعل متباينة بين المؤيدين والمعارضين، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الأهالي.
يقول سلطان الجابي، وهو سائق سرفيس، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “هذه الحملة من أهم الخطوات التي شهدتها العاصمة بعد سقوط النظام البائد بشار الأسد، حيث أصبحت البسطات عائقاً رئيسياً أمام حركة السير، بعد أن انتشرت في كل مكان، بما في ذلك الساحات والشوارع الرئيسية”.
وأشار الجابي إلى أن انتشار البسطات طاول مناطق حيوية، مثل ساحة السبع بحرات، ساحة الأمويين، شارع بغداد، جسر الحرية (جسر الرئيس سابقاً)، دوار الحجاز، شارع الثورة، جسر فيكتوريا، أمام سوق الحميدية، ومداخل الشام القديمة، ما زاد من حدة الاختناقات المرورية.
من جانبه، أكد عصام الجزائري، وهو صاحب محل لبيع الألبسة، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن “البسطات لم تعد تؤثر فقط بحركة السير، بل أثرت كثيراً بالمحال التجارية”، موضحاً أن “الزبونات باتوا يفضلون الشراء من البسطات، نظراً لأسعارها الأرخص، ما أدى إلى تراجع كبير في مبيعات المحال التجارية”. وأضاف: “نحن لا نطالب بقطع أرزاق أصحاب البسطات، ولكن يجب التعامل معهم بحزم، لأنهم يشكلون عائقاً لنا ولحركة البيع، فمحلاتنا أصبحت محاصرة بالبسطات، ولم يعد أحد يتردد إليها منذ أسابيع”.
أما السوري خالد الجوخي، فاعتبر أن “عدد البسطات أصبح يفوق عدد السكان في دمشق”، مشيراً إلى انتشارها في مختلف أنحاء العاصمة، وبيعها لمجموعة واسعة من السلع، من الملابس والطعام إلى الإكسسوارات والهواتف المحمولة. وحذر الجوخي، في حديث لـ”العربي الجديد”، من أن “بعض الأغذية التي تُباع على البسطات قد تكون منتهية الصلاحية، كذلك فإن بعض السلع الأخرى قد تكون مسروقة”، مشدداً على ضرورة فرض رقابة صارمة لحماية المستهلكين.
في المقابل، يرى السوري عمار شبيب، لـ”العربي الجديد”، أن “العديد من أصحاب البسطات هم من المسرّحين من الجيش أو أشخاص يعانون من فقر شديد”، مشيراً إلى أن بعضهم استغل الظاهرة عبر إنشاء عدة بسطات وتسليمها ليافعين بغرض تحقيق مكاسب شخصية.
وطالب شبيب وزارة الداخلية بإيجاد حل جذري لهذه الظاهرة، بحيث لا تكون مصدر رزق وحيداً للبعض، ولا تتحول في الوقت نفسه إلى مشكلة اجتماعية تعوق الحركة والتنظيم في العاصمة. واقترح “تجميع البسطات في أماكن مخصصة بعيداً عن الشوارع الرئيسية، بحيث يقصدها من يحتاجها، أو إنشاء أسواق شعبية تُفتح مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً، ما يضمن عدم تعطيل الحركة أو تشويه المشهد العام للمدينة”. وعلى الرغم من أن حملة إزالة البسطات تهدف إلى تنظيم المدينة وتخفيف الازدحام، إلا أنها تثير تساؤلات عن مصير مئات العائلات التي تعتمد على هذه البسطات باعتبارها مصدر رزق وحيداً. ويبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الجهات المعنية من إيجاد حلول بديلة توازن بين الحفاظ على النظام العام وتوفير فرص عمل للفئات الأكثر تضرراً؟
——————————-
خطة تركية لتطوير الجيش السوري واستمرار حملات ملاحقة فلول نظام الأسد
محمد كركص
06 فبراير 2025
أعلنت وزارة الدفاع التركية عن وضع خطة لتحسين قدرات الجيش السوري، فيما يواصل جهاز الأمن العام التابعة لحكومة دمشق شن حملات أمنية بحثاً عن فلول النظام السابق، وإجراء تسويات في بعض المحافظات السورية. ونقلت وسائل إعلام تركية عن وزارة الدفاع التركية قولها، اليوم الخميس، إن خريطة الطريق المشتركة مع الحكومة السورية الجديدة جاءت تماشياً مع مطالب الأخيرة وسيتم اتخاذ خطوات ملموسة.
ووفق وزارة الدفاع، فإن أولوية تركيا هي “الحفاظ على وحدة أراضي سورية وضمان الاستقرار فيها ومنع أنشطة العناصر الإرهابية في شمال سورية”. في غضون ذلك، شن “جهاز الأمن العام” التابع لحكومة دمشق حملة أمنية استهدفت فلول النظام المخلوع وعناصر مليشيا “الدفاع الوطني” في حي التضامن، جنوبيّ دمشق. وذكرت مديرية الأمن العام أن هدف الحملة الأمنية هو جمع السلاح من عناصر النظام المخلوع وممن لم تتم تسوية أوضاعهم. وكانت إدارة الأمن العام قد اعتقلت نحو 30 ضابطاً وعنصراً عملوا سابقاً لدى قوات نظام الأسد خلال حملة أمنية في مساكن قطنا بريف دمشق.
وفي إطار هذه الملاحقات الأمنية، أقام جهاز الأمن العام حاجزاً مؤقتاً على طريق الصفصاف بين مدينة قدسيا ودمشق، لضبط الأمن والبحث عن مطلوبين من فلول النظام المخلوع. وفي شمال البلاد، افتتحت إدارة الأمن العام مركز تسوية لعناصر النظام السابق في قسم شرطة بلدة الزربة بريف حلب الجنوبي، فيما سيّر الجهاز أرتالاً إلى مدينة عفرين، حيث جرى استقبالهم بحفاوة من جانب الأهالي.
تخريج دفع من جهاز الشرطة السورية، 5 1 2025 (الداخلية السورية/ فيسبوك)
وفي جنوب البلاد، أعلن المكلف بتسيير قيادة شرطة محافظة السويداء العميد طلال العيسمي بدء عمليات تسليم الهويات المؤقتة لعناصر وصف الضباط والضباط والعمال المدنيين التابعين لوزارة الداخلية في عهد النظام السابق ممن تمت تسوية أوضاعهم. وأوضح المكلف بتسيير قيادة شرطة المحافظة العميد طلال العيسمي لوكالة “سانا” أنه سيتم خلال الأيام الأربعة المقبلة تسليم الهويات لـ2200 عنصر سواء من المحافظة أو من باقي المحافظات القائمين على رأس عملهم، وبواقع 500 هوية يومياً.
وأضاف العيسمي أن عملية تسليم الهويات قد تمدد مراعاةً لظروف الطقس أو لإجراء تعديل على بعض الهويات التي يظهر فيها خطأ تقني أو بياني، لافتاً إلى أن عملية استلام الهويات تتم في المركز الثقافي بالمدينة. وكانت عملية التسوية قد انطلقت في العشرين من الشهر الماضي، حيث تسلم للمعنيين هوية مؤقتة مدتها ثلاثة أشهر، وتخول صاحبها التحرك بسهولة وأمان في جميع المحافظات.
———————————————
كاتب إسرائيلي: تصريحات ترامب حول غزة تخفي تغييرات خطيرة في واشنطن
تحديث 06 شباط 2025
لندن- “القدس العربي”: قال الكاتب الإسرائيلي أورييل داسكال، في مقال نشره موقع “واللاه” العبري، إن دوافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من وراء طرحه لخطة تتعلق بقطاع غزة تحويل الانتباه عن التغييرات الجذرية التي تحدث داخل الحكومة الفيدرالية الأمريكية، وليس السيطرة على غزة، أو نقل السكان الفلسطينيين.
وأشار داسكال إلى أن ترامب يعتمد على إستراتيجية إعلامية وضعها مستشاره السابق ستيف بانون، والتي تعتمد على إغراق وسائل الإعلام بأخبار مثيرة، لصرف الانتباه عن القضايا الأكثر أهمية. ومن بين هذه المقترحات المثيرة التي أطلقها ترامب كانت فكرة شراء غرينلاند، واحتلال بنما، وتهجير الفلسطينيين.
ووفقًا للكاتب، فإن هذه المقترحات غير الواقعية تهدف إلى تشتيت وسائل الإعلام عن التغييرات العميقة التي تجري في واشنطن.
وأوضح المقال أن إدارة ترامب، بدعم من الملياردير إيلون ماسك، تقوم بتفكيك منهجي وسريع للحكومة وأجهزة الاستخبارات الأمريكية. فقد سيطر ماسك وفريقه على أنظمة البيانات المالية الأمريكية، وألغوا بروتوكولات أمنية حساسة، وطردوا مسؤولين كبارًا، وأغلقوا وكالة حكومية كاملة.
وأشار الكاتب إلى أن هذه الإجراءات تتم دون رقابة كافية، ما يثير مخاوف جدية حول مستقبل الأمن القومي الأمريكي.
كما حذر داسكال من أن أحد أخطر التطورات هي الهجوم على وكالات الاستخبارات الأمريكية، حيث أرسلت إدارة ترامب رسائل بريد إلكتروني إلى موظفي مكتب التحقيقات الفيدرالي ،(FBI) ووكالة المخابرات المركزية ،(CIA) تعرض عليهم تعويضات مقابل الاستقالة، في محاولة لإضعاف هذه الأجهزة الأمنية الحيوية.
وأضاف الكاتب أن ترامب يطالب الآن بكشف هويات العملاء الفيدراليين الذين حققوا في أحداث اقتحام الكونغرس في 6 يناير 2021، ما يعرّضهم وعائلاتهم لخطر جسيم. وأشار إلى أن هذه الإجراءات تشكل تهديدًا كبيرًا للأمن الداخلي الأمريكي.
واختتم داسكال مقاله بالتحذير من أن ما يحدث في واشنطن ليس مجرد صراع سياسي، بل هو إعادة تشكيل جذرية للحكومة الأمريكية قد تؤثر على الأمن العالمي، بما في ذلك إسرائيل.
وأكد أن استمرار ترامب وماسك في تنفيذ رؤيتهما المتطرفة قد يؤدي إلى عصر جديد من الفوضى السياسية، حيث تتحكم الشركات الكبرى في الدول وتُفكك الحكومات لصالح القلة الأكثر ثراءً.
(وكالات)
——————————–
=======================