تحقيقاتسقوط بشار الأسد، الرئيس الفار والمخلوع

هيئة تحرير الشام” بعيون المخابرات السوريّة: “التوك توك” الذي تحوّل إلى حوّامة!/ عمّار المأمون – فراس دالاتي

15.02.2025

التنوع في التقارير و”المصادر” الاستخباراتيّة يكشف أن أعداء النظام السوري كثر، ماسونيون، إرهابيون، شتّامو الأسد، لكن نظرياً أبرز “الأعداء” هم ” هيئة تحرير الشام” ، التي أحاطت بها من وجهة نظر المخابرات الكثير من الفرضيات التي يصل بعضها إلى مستوى نظريات المؤامرة !

لا يخلو البحث في وثائق مخابرات النظام السوري من مفارقات تتجاوز المخيّلة أحياناً، وكأن كتاب التقارير الأمنية ومذكرات الاطلاع يشحذون مخيّلتهم إما اعتماداً على أهوائهم الشخصيّة أو على ما يظهر أمامهم في مواقع الإنترنت أو تبنّي أكاذيب روّج النظام نفسه لها.

مفارقات كثيرة تنتمي إلى عالم المؤامرات كأن نقرأ  في “مذكرة إطلاع” موجهة لمدير المخابرات العامة (330) عام 2016 عن “آل سعود والأردوغانية صنوان لا ينفصلان عن الماسونيّة!”، وبعضها يستهدف شخصاً بعينه، كمذكرة تعود لعام 2024 مصنفة “سريّ للغاية”، عن أحدهم الذي اعترف بأنه خلال وجوده في الإمارات “كان يتلفظ بعبارات مسيئة لشخص القائد المؤسس حافظ الأسد وشخص السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد”، هذه التهمة منفصلة عن تهم النصب التي تلاحقه.

يكشف هذا التنوع في التقارير و”المصادر” أن أعداء النظام السوري كثر، ماسونيون، إرهابيون، شتّامو الأسد، لكن نظرياً أبرز “الأعداء” هم ” هيئة تحرير الشام” التي تليها دوماً كلمة “الإرهابيّة”، وأحياناً يطلق عليها اسم “جبهة النصرة”، الاسم الذي لم تعد تتبناه الهيئة منذ عام 2016، حين أعلنت فك الارتباط مع “القاعدة”، مع ذلك، بقيت التسمية متداولة في بعض التقارير، ربما للتأكيد على الولاء وصفة “الإرهاب”.

اهتراء تدريجي أم سوء استخدام للمصادر!

نلاحظ مع مرور السنوات تراجع قدرات الاستخبارات السوريّة، إذ يتضح مثلاً أنهم في عام 2016 (حسب أحد الوثائق) لم يمتلكوا معلومات عن “زهران علوش” مثلاً، وفي  وثيقة موجّهة لرئيس فرع المهام الخاصة في إدارة المخابرات الجوية في 1/3/2016، رداً على طلب معلومات عن “أبو مالك التلي” بتاريخ 27/02/2016، كانت الإجابة: ” لا تتوافر لدينا أي معلومات حول الإرهابي أبو مالك التلي”، لكن اسمه الحقيقي يظهر لاحقاً في تقرير آخر بعد شهرين!

المفارقة أن جريدة الأخبار اللبنانية، المقرّبة من حزب الله، تغطي أخبار أبو مالك التلي منذ عام 2014، وغياب معلومات عنه شأن مثير للحيرة، ربما السبب عدم التنسيق بين الأفرع، لكن هل الفصام بين هذه الفروع وصل حد العجز عن معرفة واحد من أبرز الأسماء آنذاك!

الاقتباس من جريدة أو موقع إلكتروني حين مناقشة وثيقة استخباراتيّة، قد يبدو استخفافاً بالجهد المخابراتي لنظام الأسد بل وبالجهد الصحافي الذي يبذل عادةً للتحقق من المعلومات ورصد “منطقيّة” الوثيقة ، لكن حين يُرفق مقال من موقع “الجمل بما حمل” بمنشور عام 2007، تحت عنوان “الماسونية العالمية: 22937 محفلاً تضم 176388 عضواً”، يتضح أن استخدام “الإنترنت” للتدقيق جهد مزدوج بيننا وبين رجال الاستخبارات السابقين أنفسهم، وهذا ما سيتضح لاحقاً.

اللافت أيضاً هو تمسك مخابرات النظام بأكاذيبهم نفسها، والتعامل معها كـ”معلومات” حقيقية، ففي مذكرة إطلاع لرئيس فرع المخابرات العامة في تاريخ 6/2/2020، نقرأ ما ورد من أحد المصادر ما مفاده: “نية منظمة الخوذ البيضاء تنفيذ سيناريو لضربة عسكرية كيميائية في مدينة أريحا بالتنسيق مع منظمات أخرى”، والهدف ممارسة ضغط دولي بسبب “تقدم الجيش العربي السوري على جبهات ريف إدلب”.

اتهامات كهذه معروفة حول النظام السوري، ففي عام 2018 اتهمت وكالة الأنباء الروسية الخوذ البيضاء بالأمر ذاته، كذلك اتهمها إعلام النظام باستخدام السلاح الكيماويّ، الاتهام الذي تحول إلى موضوع للتندّر والسخرية في أحد المسلسلات السورية باسم “كونتاك” عام 2019، إنتاج “إيمار الشام للإنتاج الفني والتوزيع”، واحدة من شركات سامر فوز، إحدى أبرز واجهات النظام السوري والمعاقب أوروبياً وأميركياً.

اللافت أيضاً أننا نقرأ في الوثيقة ذاته تفاصيل العمليّة: “ستنفذ العملية في وضح النهار من قبل حوالى 16 إرهابياً يتبعون لمنظمات دولية متخصصة بهذا النوع من العمليات، وصلوا مؤخراً إلى مدينة أريحا وبالتنسيق مع عناصر إرهابية مدرّبة في الداخل عبر عملية دقيقة ومتزامنة مع إقلاع الطائرات الروسية من مطار حميميم باتجاه محافظة إدلب للإيحاء بأن القوات الروسية هي من يقف خلف العملية”.

تتفاوت قيمة وجديّة بل ودقة التقارير التي تتناول “هيئة تحرير الشام” مثلاً، إذ تشير وثيقة موجّهة لمدير المخابرات العامة “الفرع 341” عام 2021، إلى رصد مكاتب تحويل الأموال والحوالات، هناك قائمة بأكثر من 25 شركة مع أسماء أصحابها والتهم التي تلاحقهم، والتي تُختزل بكلمة واحدة “إرهابي” و”تمويل أجنبي”، لكن في الوقت ذاته تظهر وثائق أخرى أقرب الى الاتهامات التي تردد على قناة الدنيا!

عالم المؤامرات الاستخباراتيّة: “المواهب الأجنبيّة!

الواضح أنه منذ العام 2022 دخلت المخابرات السوريّة، أو على الأقل “مصادر” أمن الدولة ضمن عوالم نظريات المؤامرة، خصوصاً في ما يتعلق بـ”هيئة تحرير الشام” ومحاولة ربطها بـ”الجهاد العالمي”، خصوصاً أثناء “سقوط” كابول بيد طالبان مرة ثانية عام 2021، إذ نقرأ  في “مذكرة اطلاع” تعود إلى العام ذاته، بصورة أدق في 31/10/2021، حول “وصول شخص من حركة طالبان يدعى أمير مرادي ويلقب بأبي الجراح إلى إدلب”.

 يوصف هذا الأبو الجراح بـ”أخطر القادة الخبراء في مجال تفخيخ الأطفال عن طريق الألعاب”، وأرسل إلى إدلب بهدف “تنفيذ عمليات تفجير عن طريق المفخخات وتصويرها واتهام الجيش العربي السوري بقتل الأطفال في حال اندلعت معركة في محافظة إدلب” .

النظام مصرّ على أن المسلحين في إدلب ومنظمات المجتمع المدني يسعون الى التضحية بالسوريين لممارسة الضغط الدولي، إلى حد إلصاق الهيئة بـ”الإرهاب العالمي”، وهذا شأن من الصعب إنكاره بسبب تاريخ الكثير من قيادات الهيئة، ومن ضمنهم أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني)، لكنْ هناك تفصيل يضاف الى فرضية المخابرات، إذ أكد المصدر أن “سهيل شاهين المتحدث باسم حركة طالبان هو خال أمير مرادي، وهو من اختاره لتنفيذ هذه المهمة”.

المفارقة أن هذا الخبير وصل إلى إدلب بعد شهرين فقط من سقوط كابل، ولم نتمكن من معرفة مصدر الصورة التي أرفقت مع التقرير، ناهيك بأن “المهمة” التي أوكلت لأمير، لا تبدو غاية في التعقيد، خصوصاً أن الهيئة تحوي أفراداً وعناصر عملوا في العراق في “الاختصاص” ذاته، ولا تبرير لوضع اسم سهيل شاهين، مدير المكتب السياسي لحركة طالبان.

 لا أخبار عن تقاطع التنظيمين، على الأقل حسبما بحثنا، لكن في العام ذاته وبصورة أدقّ في 15 أيلول/ سبتمبر، قدّم عبد الرحيم عطون -الشرعي العام لهيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقاً، محاضرة بعنوان ” الجهاد والمقاومة في العالم الإسلامي: طالبان نموذجاً”.

 محاضرة نظمتها حكومة الإنقاذ المدعومة من هيئة تحرير الشام بمدينة إدلب، والتي تبرز الاختلاف الفكري بين التنظيمين، وتحولت إلى محط جدل هائل إلى حد صدور كتاب عن “معهد واشنطن لأبحاث الشرق الأوسط”، يناقش المحاضرة ويستخدم الصورة التي انتشرت لعبد الرحيم عطوان.

أصداء سيطرة طالبان في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام لا تخفى على أحد أيضاً، إذ أشار تلفزيون سوريا  (قطر) إلى “الاحتفالات والمباركات”، الأمر ذاته مع صحيفة الإندبندنت (السعودية)، لكن “التنسيق المتبادل” أشارت إليه صحيفة الوطن، المقرّبة من النظام السوري، عن صحيفة العرب (الإمارات) ودائماً ما ترد “مصادر روسية” في جسم المقال.

لكن المثير هو فقرة  ظهرت في صحيفة العرب وتم تناقلها لاحقاً مفادها: “كشف أبو محمد الدمشقي، وهو قيادي شرعي في هيئة تحرير الشام، عن سفر وفد من الهيئة إلى أفغانستان عبر مطار هاتاي التركي مؤخراً، حيث اجتمع مع قيادات في طالبان وطرح خططاً شاملة لتطوير العلاقات بين الكيانين، بخاصة في المجالين العسكري والاقتصادي، فضلًا عن تفعيل التنسيق في الكثير من الملفات المتعلقة بحركة المقاتلين من أفغانستان إلى سوريا -والعكس بالعكس- وكيفية ضبطها بما يحقق مصالح الطرفين”.

أما مَن هو أبو محمد الدمشقي، فلا نعلم، وسألنا مطلعين على شأن الجماعات الجهادية، فلم يتعرف عليه أحد!

يؤكد أحمد الدالاتي، نائب القائد العام لحركة أحرار الشام والقيادي في إدارة العمليات العسكرية، في إجابة عن سؤال: هل ساعدتكم أوكرانيا: “ما حدا ساعدنا، لا أوكرانيا ولا غيرها”، في إشارة إلى أن مسيرات “الشاهين” محلية الصنع، لكن للمخابرات السورية وجهة نظر أخرى. ففي مذكرة موجهة إلى رئيس الفرع 279 نقرأ عن اجتماع عدد من الضباط الأوكرانيين والأتراك بخصوص المسيرات  في 29/04/2024، جمع عدداً من زعماء حركة أحرار الشام” و”الحزب التركستاني”.

تضيف الوثيقة أنه حضر من الحزب التركستاني من يحملون الجنسية الأوكرانية، ومنهم “موسى مصطافينوف” و”آدم توخاشيف” و”عمران أكومييفا” وأحمد علي دنجاييف، لـ”تجهيز هذه الفصائل بالمسيرات لضرب قاعدة حميميم”!

البحث عبر الإنترنت لم يقدنا سوى إلى اسم أحمد علي دنجاييف الموضوع على قائمة الإرهاب في روسيا منذ 2008، وجاء في تقرير لرويترز يعود إلى عام 2016، أن دنجاييف وغيره تم تسهيل مغادرتهم من روسيا قبل أولومبياد سوتشي الشتويّ عام 2014، الشأن الذي تنكره روسيا، في حين يشير التقرير إلى تقديم جوازات سفر مزوّرة لهؤلاء “المتشددين” القادمين من إقليم داغستان، والذين قاتلوا إلى جانب تنظيم داعش.

بصورة أخرى، هؤلاء، (أو على الأقل دنجاييف) ليسوا أوكرانيين، بل هم سلفيون يحملون الجنسية الروسية، سهلت روسيا خروجهم من البلاد نحو سوريا!

كذلك هناك مذكرة تعود إلى عام 2022، تعلم مدير إدارة المخابرات العامة باقتراب وصول حاخام إسرائيليّ إلى إدلب، اسمه “الحاخام أبو قتادة” للقاء أبو محمد الجولاني. في تتمة المذكّرة، لا معلومات عن هذا الحاخام، ولم نجد له “ذكراً أيضاً في “الإنترنت!

اللافت أن المخابرات السوريّة ترى أن الهيئة تستعين بخبرات خارجيّة قد تكون متناقضة، كمهندسين من طالبان، وحاخامات من إسرائيل و مقاتلين متشددين روس يحملون الجنسية الأوكرانية! وكأن كل “الأعداء” يرسلون “خبرات” إلى إدلب في مؤامرة عالمية ضد النظام السوري، لكن محاولة النظام إثبات هذه “المؤامرة” استخباراتياً، تبدو هشة وهزيلة، وكأنها مصممة لإقناع النظام نفسه لا “العالم” أو السوريين.

عالم المؤامرات الاستخباراتيّة: صواريخ سارين وشرائح متفجّرة!

تفتّحت قريحة “المصادر” الاستخباراتيّة مع مرور الزمن، ففي 2022 وردت مذكرة “سرية للغاية” لمدير إدارة المخابرات العامة، مفادها تسّلم “جبهة النصرة” (علما أنه كان يستخدم سابقاً مصطلح هيئة تحرير الشام) “7 صواريخ تحمل رؤوساً مجهزة بمواد شديدة السميّة مكونة من مادتي الكلور والسارين”، أدخلها أحد التجار  عبر “جرار زراعي يجر مقطورة محمّلة بمواد علفية”.

 العملية كانت بإشراف “أبو ماريا القحطاني” وتم تخبئة الصواريخ في قبو، المفارقة  أن التقرير يصف القحطاني بأنها من “درعا”، علماً أن قناة العالم نفسها أشارت عام 2017 الى أن القحطاني من العراق!، أما بخصوص الرؤوس الصاروخية التي تحوي الكلور والسارين، فتعود هذه الأخبار إلى قناة المنار عام 2018، لكن النقل حينها تم عبر برادات، ثم سرقت لاحقاً حسب قناة “العالم”، بعد مقتل أحد المسؤولين عن نقلها التابع للخوذ البيضاء! واتهمت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون تُركيا بتوفيرها حينها! والأهم أن لا خبر عام 2022 عن شحنة صواريخ كهذه على “الإنترنت”.

الأبرز، والمصنّف “سرّي للغاية”، هو كتاب مرسل عام 2022 لإدارة المخابرات العامة حول تسلم “جبهة النصرة” حرفياً التالي “شرائك إلكترونية حجمها 5 سم من كافة الألوان، مصنوعة بتقنية عالية تناسب جميع ألوان السيارات وغلافها الخارجي مصنوع من مادة التوليك، التي تدخل في صناعة دهان السيارات”. ويضيف المصدر: “هذه الشرائح مصنوعة في شركة “غرافيتي البريطانيّة” لصاحبها “ريتشارد براونينغ، الذي صنع البدلة النفاثة الطائرة منذ فترة”.

فعلاً اخترع براونينغ بذلة طائرة وشركته علنيّة، لكن لم نجد بين منتجات الشركة أي شيء يتجاوز البذلات الطائرة، لكن يبدو أن هذا التعاون بين الهيئة والمخترع البريطاني هدفه هذه الشرائح التي سيتم “توزيعها على الخلايا النائمة في المحافظات السورية (دمشق-حلب-اللاذقية-حماة-حمص) من أجل لصقها على سيارات القادة الأمنيين والعسكريين السوريين وكوادر (حزب الله والأصدفاء الإيرانيين والروس)”.

اللافت أيضاً هو شرح آلية عمل هذه الشرائح، إذ “يقوم الإرهابي بلصق الشريحة على السيارة المستهدفة التي تبث للقمر الصناعي الإسرائيلي (عاموس) من أجل تتبع السيارة وتحديد موقعها واستهدافها بالطائرت المسيرة أو الصواريخ”.

هذه الحكاية بالذات هناك ملاحظة بخط اليد في نهايتها، هذه الملاحظة هي ما دفعتنا الى استخدام “الإنترنت” للبحث ومقاطعة المعلومات، إذ جاء فيها “التنسيق مع القسم 43 في حال وجود هذا الخبر على الإنترنت، وفي حال عدم وجوده مذكرة باطلاع السيد اللواء…تدقيق بشكل جيد”.

بصورة ما، هل يمكن القول إن عدم وجود خبر على الإنترنت يعني أن ما جاء في التقرير صحيح؟

التوك توك الذي تحوّل إلى حوّامة

في مذكرة تعود الى 20/08/2024، أي قبل 4 أشهر من سقوط النظام، ورد في مذكرة أن حكومة الإنقاذ “تقوم بصنع طائرة لنقل الجرحى خلال المعارك للمشافي الميدانيّة”، و”تخريج دورة أمن جنائي ومرور ومهام خاصة”، هذه المذكرة وُصفت بـ”هام وغير عاجل” ودرجة مصداقيتها (7/10)، الملاحظة نادرة التكرار في المذكرات الأمنيّة.

اختراع كهذا محليّ أرفقت صورة له، يظهر فيها طفل يجر عربة غريبة من نوعها، أشبه بتوك توك أعلاه شفرات تشبه شفرات المروحيّة، بعد بحث في المصادر المفتوحة، لم نتمكن من تحديد مصدر الصورة بسبب دقتها المنخفضة، لكن ما يمكن تأكيده، أن “اختراع” كهذا لا يستخدم لنقل الجرحى فقط، بل حتى الطيران، ولتأكيد ذلك استخدمنا أدنى درجات المنطق وقوانين الفيزياء!

كذلك أرفقت صورة لمقاتل، ربما هو  واحد من خريجي المهام الخاصة! تبين معنا أنها نُشرت مرة في أيار/ مايو 2024 على حساب أحدهم على إنستغرام، ثم تلقفها موقع ريديت تحت وصف أوكرانيا تزود المعارضة السوريّة بقناصات. البحث العشوائي قادنا الى أنها منشورة أيضاً منذ عام 2022، والبحث بين صور المنتديات الحربية يتحرك بين نتيجتين، إما أنها لمقاتل من هيئة تحرير الشام “علماً ألا علامة على زيّه تشير الى ذلك أو الى مقاتل أوكرانيّ، إذ يشير نوع السلاح الى أنه مستخدم في أوكرانيا، وبالتأكيد لا تعود الصورة الى 2024، لكن لم نستطع تحديد مكان التقاطها أو هوية صاحبها.

حاشية

آلاف الوثائق انتشرت بعد سقوط النظام السوري، وما لا بد أخذه في الاعتبار في التعامل معها هو أولاً المنطق، وثانياً، الاتهامات الزائفة التي تلصقها أجهزة المخابرات السورية بـ”الأعداء” و”الإرهابيين”، اتهامات تجاوز المنطق في بعض الأحيان، لكن، وهذا المرعب، تأخذها المؤسسة الأمنية على محمل الجدّ، الواضح أنه في السنوات السابقة على سقوط النظام استنزفت، وبدأت تعتمد، وهنا المفارقة، على المعلومات العشوائية المنتشرة في “الإنترنت”، لا عبر مصادر موجودة على الأرض أو عملاء، بل تأمل الشاشة باختيار ما يراه “المصدر” أو “كاتب التقرير” مثيراً للاهتمام، إما لنيل الحظوة لدى المرؤوسين أو الحذلقة أو ربما، هناك “كوتا” معينة من التقارير على كل “مصدر” أن يحققها حتى يحصل على “مكافآته”، حتى لو عنى ذلك، نسخ صور من “Reddit”  وإرسالها إلى المخابرات العامة !.

درج

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى