منوعات

دراسة: هذه “الثلاثية” قد تبطئ الشيخوخة وتقلل خطر الإصابة بالسرطان

24/2/2025

كشفت دراسة سريرية واسعة أن تناول جرعة يومية من زيوت أوميغا-3 قد يساعد على إبطاء الشيخوخة البيولوجية، وذلك ضمن بحث يهدف إلى تحسين فترة الحياة الصحية قبل التدهور المرتبط بالشيخوخة.

وأظهرت نتائج التجربة أن الأشخاص الذين تناولوا غرامًا واحدًا من أوميغا-3 يوميًّا مدة ثلاث سنوات، ظهر تقدّمهم في العمر بيولوجيًّا أقل من غيرهم من المشاركين الآخرين بثلاثة أشهر. وعند إضافة فيتامين “D” وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، زاد هذا التأثير إلى قرابة أربعة أشهر، وفقًا للباحثين.

وقالت هايكي فيراري، أستاذة طب الشيخوخة بجامعة زيورخ والمؤلفة الرئيسية للدراسة “قد يبدو الفرق طفيفًا، لكن إذا استمر هذا التأثير لفترة أطول، فقد يكون له تأثير كبير على الصحة العامة”.

“الساعات الجينية”

ولتحليل تأثير أوميغا-3، استخدم الباحثون أدوات بيولوجية تُعرف بـ”الساعات الجينية” (Epigenetic Clocks)، وهي تقيس التغيرات الكيميائية في الحمض النووي المرتبطة بالعمر البيولوجي للخلايا.

وأجريت الدراسة على 800 شخص فوق سن السبعين في سويسرا، تم تقسيمهم إلى مجموعات تناولت غرامًا واحدًا من أوميغا-3 يوميًّا (مستخرج من الطحالب)، أو 2000 وحدة دولية من فيتامين “D”، أو قامت بممارسة التمارين مدة 30 دقيقة ثلاث مرات أسبوعيًّا.

وأشارت ثلاث من “الساعات الجينية” إلى أن أوميغا-3 ساعدت في إبطاء الشيخوخة، وأظهرت إحداها أن الجمع بين أوميغا-3 وفيتامين “D” والتمارين الرياضية، عزز هذا التأثير بشكل ملحوظ.

كما وجدت الدراسة أن تناول أوميغا-3 مع فيتامين “D” وممارسة التمارين الرياضية، يقلل من خطر الدخول في مرحلة “ما قبل الهشاشة” بنسبة 39%، ويقلل من خطر الإصابة بالسرطانات الغازية بنسبة 61%.

نتائج واعدة

وتشير الدراسة إلى إمكانية وجود طرق بسيطة ومنخفضة التكلفة لتحسين الصحة مع التقدّم في العمر، وهو ما قد يكون له تأثير كبير على مستوى السكان، حتى لو كانت الفوائد على المستوى الفردي متواضعة.

ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح ما إذا كان إبطاء الشيخوخة البيولوجية يؤدي فعليًّا إلى حياة أطول وأكثر صحة.

مخاوف على صحة القلب

وبينما أظهرت بعض الدراسات فوائد لاستهلاك أوميغا-3، أشارت أبحاث حديثة إلى أن مكملات زيت السمك قد تقلل من خطر مشكلات القلب لدى من يعانون من أمراض قلبية مسبقة فقط، أما الأشخاص الأصحاء فإنها قد تزيد من خطر إصابتهم بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

وحاليًّا، لا توصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) بتناول مكملات أوميغا-3، بل تنصح بتناول حصتين من الأسماك أسبوعيًّا، أو الحصول على المصادر النباتية للحصول على الكمية الكافية من الأحماض الدهنية الأساسية.

انقسام في الآراء

ورحب بعض العلماء بنتائج الدراسة، إذ قال ستيف هورفاث الباحث في مختبر “Altos Labs” في كامبريدج “في رأيي، سن السبعين هو الخمسون الجديد. هذه العلاجات ليست حلًّا للشيخوخة، لكنها تعزز اقتناعي بضرورة تناول جرعة منخفضة من أوميغا-3، وفيتامين “D”، وممارسة التمارين باعتدال”.

وفي المقابل، أبدى ليونارد شالكويك، أستاذ علم الوراثة البشرية بجامعة إسكس، حذرًا اتجاه النتائج، موضحًا أن “التغيرات في الحمض النووي مع تقدم العمر تشبه تغيرات الجلد، لكن لا يوجد دليل واضح على أنها السبب الرئيسي للشيخوخة”.

وأضاف “هذا البحث يكشف عن فارق طفيف في أنماط ميثيل الحمض النووي، لكنه لا يعني بالضرورة أن هؤلاء الأشخاص أصبحوا أصغر سنًّا”.

المصدر : الغارديان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى