سوريا.. من هم “وحوش” مجازر حي التضامن؟/ ضياء عودة

24 فبراير 2025
لم يكن مرتكب مجزرة التضامن المروّعة، أمجد يوسف، بنظر الفرع الأمني الذي يتبع له (227) عنصرا عاديا، ولم يكن أيضا الوحيد الذي تلطخت أيديه بدماء وجثث مئات الأبرياء في الحي الواقع بالعاصمة السورية دمشق.
كان مقداما و”يؤدي الواجب الموكل له على أكمل وجه”، كما تشير إحدى الوثائق التي اطلع عليها الباحث في دراسات النزاع، علي الجاسم، بعد ذهابه إلى مقر الفرع بعد سقوط نظام الأسد.
وتشير وثيقة أخرى إلى اسم “معلمه” ورئيسه المباشر جمال إسماعيل، الذي كان قائدا لـ”227″ عند وقوع مجزرة التضامن في أبريل 2013.
ويقول الجاسم، لموقع “الحرة”: “إضبارة جمال إسماعيل التي اطلعت عليها كانت كبيرة وتشي بأنه تحول لنجم في الفرع 227″، بناء على “الواجب” الذي كان يؤديه.
ويضيف أنه ونظرا للمكانة التي أصبح عليها في أثناء توثيق وقوع سلسلة مجازر في التضامن، أوكلت له عدة مهام حساسة ووضع اسمه على رأس العديد من اللجان، بينها واحدة كانت مختصة بتقييم السلاح الروسي القادم إلى سوريا.
وتعطي هاتان الوثيقتان اللتان استعرض الجاسم مضمونهما، خلال حديثه لموقع “الحرة”، دلائل على أن المجازر التي ارتكبت في التضامن بدمشق لم تكن بيد أفراد وعناصر عاديين، كما حالة أمجد يوسف.
على العكس، كانت تلك الجرائم تتم بشكل ممنهج من رأس هرم السلطة في البلاد، وصولا إلى أصغر قيادي أمني وميليشيوي على الأرض، وهو الأمر الذي تؤكده وثيقة ثالثة وشهود عيان تحدثوا لموقع “الحرة”.
وكانت الوثيقة الثالثة التي اطلع عليها الباحث الجاسم (تاريخها يعود لـ2019) معنية بموضوع المقابر الجماعية في التضامن، التي تسلطت الأضواء عليها كثيرا، خلال الأيام الماضية، في أعقاب سقوط نظام الأسد.
وحملت الوثيقة تأكيدا على ضرورة “إيجاد حل لهذه المقابر”، وهو الأمر الذي يؤكد مسؤولية الجهاز الرسمي والمؤسسات الأمنية التابعة لنظام الأسد فيما حصل بشكل تراتبي وممنهج.
ويقع حي التضامن في منطقة جنوب العاصمة، التي تضم مخيم اليرموك ومخيم فلسطين من جهة الغرب وحي الحجر الأسود وبلدة يلدا جنوبا، ومنطقة دف الشوك وحي الزهور والزاهرة الجديدة من الشمال وببيلا وسيدي مقداد من الشرق.
ويعتبر الأقرب إلى العاصمة دمشق من المناطق الأخرى الواقعة على مشارف العاصمة السورية.
ورغم أن حي التضامن يتبع إداريا إلى محافظة دمشق تحت مسمى (شاغور براني)، إلا أن جزءا مهما منه يتبع لمحافظة ريف دمشق، وهي مناطق السليخة وشارع دعبول.
في عام 2022، تصدر اسم هذا الحي فجأة على شاشات الأخبار ووسائل الإعلام، بعدما كشف تحقيق لصحيفة “الغارديان” البريطانية عن جريمة حرب نفذها فيه عام 2013 عنصر في مخابرات النظام السوري يدعى أمجد يوسف.
وثق التحقيق، الذي أعده الباحثان أنصار شحّود وأوغور أوميت أونجور، العاملان في “مركز الهولوكوست والإبادة الجماعية” في جامعة أمستردام الجريمة، مرتكب المجزرة بالفيديو والاسم والصورة.
واصل معدا التحقيق عملهما لسنوات، حيث تواصلا عبر تطبيقات المحادثة المصورة مع أمجد يوسف، وتمكنا من استدراجه للاعتراف بارتكاب الجريمة وكشف تفاصيل “اليوم الأسود”.
وبعد أكثر من شهرين على سقوط الأسد، لا يزال يوسف طليقا ومكان إقامته غير معروف.
وسقوط الأسد، كشف أن المجزرة التي نفذها أمجد يوسف لم تكن الوحيدة في ذلك الحي بل حصلت بموازاتها سلسلة مجازر، نفذها عناصر وقادة آخرون في مخابرات وميليشيات نظام الأسد.
وبرز من بين هؤلاء القادة والعناصر، قبل أيام، ثلاثة أشخاص: منذر الجزائري، وشقيقان آخران هما سومر وعماد محمد المحمود. بالإضافة إليهم، رصد موقع “الحرة” قائمة بأسماء مجرمين آخرين، استنادًا إلى شهادات عيان وسكان وحقوقيين.
ويوضح عادل قطف، الممثل المدني لحي التضامن خلال سنوات الثورة السورية، أن حي التضامن كان له النصيب الأكبر من القتل والتهجير.
ويضيف لموقع “الحرة” أن أرض الحي كانت تحولت إلى مقابر جماعية، لجثث المجازر التي كانت ترتكب بحق المدنيين، حتى لا يتم اكتشافها.
ويقول: “رغم التجانس الذي كان قائما في حي التضامن قبل انطلاق الثورة والألفة بين جميع قاطنيه، فإنه وعند انطلاق أول مظاهرة فيه تحول سكان شارع تشرين الذي يقطنه عناصر أمن النظام، وأفراد من الطائفة العلوية إلى وحوش بشرية”.
“فادي صقر.. المهندس”
من بين “الوحوش البشرية” الذين تحدث عنهم الصحفي قطف، هو فادي صقر، الذي فجّر ظهوره فجأة في التضامن، قبل أسبوعين، مظاهرات شعبية سرعان ما تبعها الإعلان عن إلقاء القبض على 3 من الأشخاص المتورطين في المجازر.
وقيل، قبل اندلاع المظاهرات الأولى من نوعها بعد سقوط نظام الأسد، إن صقر كان برفقة شخصيات من الحي، وكان بصدد المشاركة في إحدى الجلسات المعنية بالسلم الأهلي.
وبينما ذكرت مصادر إخبارية محلية أنه يقيم في فندق “فور سيزن” ويحظى بحماية أمنية، دون أن يتخذ بحقه أي إجراء لم تعلّق السلطات الجديدة في دمشق حتى الآن على ذلك.
فادي صقر، هو لقب لفادي مالك أحمد الذي كان قائدا لـ”الشبيحة” في التضامن بدمشق والمسؤول الأول عن ارتكاب المجازر هناك، قبل أن يصبح قائدا لميليشيا “الدفاع الوطني” في العاصمة، بحسب الصحفي قطف، والباحث في دراسات النزاع الجاسم، وأوغور أوميت أونجور، العامل في “مركز الهولوكوست والإبادة الجماعية”.
وخلال قيادته عمليات القتل الميداني ودفن جثث الضحايا في المقابر الجماعية، كان صقر على ارتباط باللواء بسام محمد حسن، الملقب بـ”الخال”. وهو من الضباط المسؤولين في القصر الجمهوري التابع لبشار الأسد سابقا.
يقول البروفيسور في دراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية أونجر لموقع “الحرة”: “الجميع يطاردون أمجد يوسف.. ولكن الكثير من القتلة الآخرين أحرار”.
ويضيف أنه من بين القتلة الآخرين الأحرار رؤساء أمجد في الأمن العسكري، وفادي صقر “أحد أسوأ المجرمين في النظام بأكمله”، على حد وصفه، مشيرا من جانب آخر إلى وحش بشري آخر يلقب بـ”أبو منتجب”.
الاسم الحقيقي لأبو “منتجب” هو صالح الراس، ضابط متقاعد من الطائفة العلوية وكان يقيم في حي عش الورور بدمشق.
وتمت إعادة الراس إلى العمل بموجب توصية من اللجان الشعبية ليتحول إلى مشرف عليها بالمنطقة، في إشارة من الصحفي قطف إلى حي التضامن.
ويوضح أنه “أبو منتجب” كان شغل منصب ضابط الارتباط.
وكان أيضا “بمثابة الآمر الناهي على الأرض في حي التضامن وجنوب دمشق، حيث عمل على إنشاء سجون خاصة بالمنطقة، وبات يزج فيها كل من تعتقله حواجز ميليشياته في ريف دمشق الجنوبي”.
“عيون المعلم”
وثّق الفيديو الذي نشرته “الغارديان” في تحقيقها، عام 2022، تفاصيل الإعدامات الميدانية في التضامن ودفن الجثث في الحفرة الشهيرة بدقة وحشية ومتناهية.
الجلادون كانوا يقتادون الضحايا معصوبي الأعين ومكبلي الأيدي. ويطلبون منهم الركض فقط نحو حفرة مجهّزة. ثوانٍ قليلة وتخترق رؤوسهم وأجسادهم رصاصات من بندقية.
بعد ذلك يسكب المجرمون فوقهم الوقود ويحرقون ويختفي أثرهم، وكأن شيئا لم يكن.
وفي أحد الفيديوهات، اقتاد المجرمون 6 أشخاص. ركلوا البعض بأرجلهم إلى الحفرة وأطلقوا الرصاص على الرأس ليتأكدوا من تصفيتهم، فيما دفعوا بآخرين وأنهوا حياتهم وهم يهوون، قبل أن يسقطوا فوق جثث أقرانهم.
في الجانب الآخر لم يكن هناك أية تعابير على وجوه الجناة.. “لم يرف للجناة جفن” كما يردد السوريون محليا.
وبدوا وكأن أمامهم مهمة يجب إنجازها في أقرب وقت، أو بالأصح حفرة يجب إغلاقها بالجثث “من أجل عيون المعلم والبدلة الزيتية التي يلبسها”.
الإشارة إلى “العيون الجميلة” كانت إما إلى جمال إسماعيل أو أبو منتجب، وكلاهما من قادة الجلادين، بحسب ما يؤكد البروفيسور أونجر.
ويضيف: “من الواضح أن الجناة أعدوا مكان الإعدام بحيث تكون الظروف مثالية دون أي انقطاع.. وفي النهاية ليس فقط لإعدام الضحايا بل وأيضا لحرقهم دون ترك أي أثر”.
ويبرز اسم العميد جمال خليل الخطيب كأحد أبرز الوحوش البشرية التي كانت تقف وراء سلسلة مجازر حي التضامن، وهو أحد قادة الفرع 227 التابع للمخابرات العسكرية.
وبالإضافة إلى الخطيب، بحسب القائمة التي رصدها موقع “الحرة” وقاطع صحتها مع سكان في التضامن ومع الصحفي قطف والباحث في دراسات النزاع علي الجاسم، يبرز اسم نجيب الحلبي الملقب بـ”أبو وليم”.
ينحدر “أبو وليم” من الجولان، وهو من سكان حي التضامن، وهو الشخص الثاني الذي ظهر في فيديو المجزرة الشهير، والمسؤول عنها إلى جانب أمجد يوسف، إذ كان ذراعه الأيمن، بحسب الصحفي، عادل قطف.
“هوامش..”
ويؤكد البروفيسور أونجر أنهم توصلوا إلى ما يصل إلى 300 ضحية، جراء المجازر التي حصلت في حي التضامن، في أعقاب اندلاع الثورة السورية.
وبينما يقول إنهم أدركوا أن الرقم كان أعلى بكثير يوضح أنه لا يشكك فيما قاله أحد الأشخاص الثلاثة الذين ألقي القبض عليهم على يد جهاز “الأمن العام السوري” الجديد.
ومع ذلك، يضيف أونجر أنه “ناقد للغاية لفكرة أن (الاعترافات) حقيقية وصادقة وتمثل الحقيقة”، كما يتابع أن “جهود العدالة الحاصلة (بعد سقوط نظام الأسد) غير مكتملة وغير احترافية”.
ويرى الباحث الجاسم أن كل الأسماء التي ترددت مؤخرا والضالعة في مجازر حي التضامن “عبارة عن هوامش في سلسلة كبيرة”.
ويعتقد، في حديثه لموقع “الحرة”، أن السلطات الجديدة لا تملك رؤية واضحة للمسار، وأنها “تعمل على ردود أفعال وليس أفعال”.
وفيما يتعلق بفادي صقر (فادي أحمد)، يميل الجاسم إلى أن هذا المجرم ربما هو من أرشد السلطات إلى الأسماء الثلاثة في مسعى “لتخدير الناس”، بعد حالة الغضب والاستنكار التي تبعت دخوله إلى الحي.
ويقول الباحث أيضا: “قد يكون هناك صفقة (تتعلق ببقاء صقر بعيدا عن أي إجراء). وهذا المسار يحتمل الخطأ والصواب”.
لكن وبالنظر إلى اسم صقر فهو ليس مجرما عاديا على صعيد المجازر التي شهدها التضامن مطلع أحداث الثورة السورية.
ويعود الصحفي قطف بالذاكرة إلى الوراء.
ويروي كيف أن أحد العساكر الذين كانوا برفقة صقر أخبره أن الأخير كان مسؤولا مع أمجد يوسف وجمال الخطيب و”أبو منتجب” و”أبو علي حكمت” على تصفية المدنيين في حي السليخة، ودفن جثثهم بين الأبنية المدمرة.
وكان ما سبق جزء بسيط من سلسلة جرائم شملت أيضا دفن جثث المدنيين في مقابر جماعية. ويضيف قطف: “المقابر الجماعية كانت تتم وفق تدابير أمنية مخطط لها. لم تكن عشوائية”.
ويتابع: “كل مجزرة كان يتم تنفيذها كانت بأوامر مباشرة من جهات رسمية وبإشراف قياديين معروفين في الحي”.
ومن المستحيل تنفيذ أي مجزرة دون موافقة فادي صقر، الذي كان يضع الخطط المسبقة لتنفيذها، ومن بعدها يتم تفجير الأبنية أو ردم الحفر لطمس معالمها وهناك مئات الفيديوهات التي تظهر وتؤكد ذلك، وفقا لقطف.
“طمس ممنهج”
ما ذكره الصحفي قطف أشارت إليه اعترافات أحد الأشخاص الذين ألقي القبض عليهم، قبل أيام، وقيل إنه كان ضالعا في عمليات القتل الميداني ودفن جثث الضحايا في مقابر جماعية.
وبدا أحد هؤلاء الأشخاص الثلاثة في أحد الفيديوهات وسط ساحة واسعة تحيط بها أبنية، وبجانبه يتساءل الصحفي، جميل الحسن، عما إذا كانت إحدى العظام التي وجدها هناك تعود لجثة أحد الضحايا المدفونين داخل المقابر الجماعية.
وقال الشخص المتهم بالضلوع بتنفيذ المجازر إن المسؤولين عن سلسلة الجرائم في التضامن كانوا يعملون على نقل الجثث بعد إعدامها إلى داخل الأبنية ومن ثم تفجيرها.
وكان الهدف من وراء ذلك طمس الجريمة ولصقها بسياق عام يتعلق بالقصف الحاصل جراء العمليات العسكرية.
ويوضح الصحفي قطف أن ما تم ذكره من أسماء بعد الكشف عن مجزرة التضامن في العام 2022 هم مجرد أشخاص في سلسلة كبيرة لمجرمي الحرب.
ويؤكد أن مجموعة أمجد يوسف لم تذكر بالكامل ومجموعة فادي صقر أيضا، فضلا عن مجموعة “أبو منتجب”.
كما يشير الصحفي إلى أن “هذه المجموعات كانت جهزت سجون خاصة بها للتعذيب (مطلع أحداث الثورة)، قبل أن تنفذ عمليات التصفية”.
ويلفت أيضا أن “أي عملية تصفية كانت تتم بالمشاركة بين جميع المجموعات وبموافقة مسؤولين كبار من الأفرع الأمنية وقائد ميليشيا الدفاع الوطني فادي صقر، الذي كان على علاقة مباشرة مع القصر الجمهوري”.
“بارزون وأكباش فداء”
ومع انطلاق التظاهرات في مختلف أحياء دمشق في ربيع العام 2011، شهد حي التضامن احتجاجاتٍ سلمية، ليرد نظام الأسد على ذلك عبر إنشاء “مجموعات الشبيحة”.
هذه المجموعات هي ميليشيات قامت بقمع الاحتجاجات بطريقة شديدة العنف. وبينما كان لها الدور الأبرز في سلسلة مجازر التضامن أوكل لضباط وعناصر الفرع 227 ذات المهمة أيضا.
ويوضح الجاسم أن نظام الأسد كان “لديه خطة منهجية في ارتكاب الانتهاكات.. ودائما ما يكون لديك أشخاص بارزين يؤدون الواجب ويكافؤون عليه وأكباش فداء”.
وحتى إذا أراد نظام الأسد التخلص من “كبش الفداء” أو الأشخاص البارزين لن يكون الفعل مرتبطا بانتهاكاته وسجله الإجرامي بل بسبب تعديات أخرى بعيدة عن ذلك.
فمثلا كان “النظام مستاء من غصب أمجد يوسف لمنزل مواطن يحمل الجنسية السعودية”، بحسب ما تظهره إحدى الوثائق التي اطلع عليها الجاسم داخل الفرع 227.
وفي مقابل هذا الاستياء كان هناك مديح وإشادة بالمهام و”الواجب” الذي كان يقوم به يوسف، عندما كان منخرطا في أنشطة الفرع 277 بالتضامن.
ينسحب “الواجب” الذي أداه يوسف على عناصر وقادة آخرين، بينهم “أبو علي حكمت” المسؤول عن المعتقلين وأحد المسؤولين المهمين في مجموعة أمجد يوسف قبل أن يصبح لاحقا قائد مجموعة.
كما تبرز أسماء “وحوش بشرية” أخرى على حد وصف الصحفي قطف، وهم علي ونوس وغدير السالم القيادي السابق في ميليشيا “الدفاع الوطني”، الذي شارك في تصفية المدنيين عن ملعب التضامن خلف صالة الحسناء.
ويضاف إليهم علي ملاك، الذي قاتل مع “أبو منتجب” وحسام ربيع عين فيت أحد عناصر “أبو علي حكمت” المسؤول عن عمليات نقل المعتقلين المراد قتلهم ميدانيا.
وعلاوة على الأسماء المذكورة، يبرز اسم صبحي سليمان الذي كان على رأس الخط الأول في التضامن عند جامع عثمان بن عفان، وأيمن بخشيش الملقب بـ”أبو حيدر” والمسؤول عن حرق الجثث التي يتم إعدامها.
وقدم الصحفي قطف أسماء أخرى وتأكد منها موقع “الحرة” مع سكان آخرين من حي التضامن، وهم علي السعيدي الملقب بـ”السياف” وشقيقه حيدر السعيدي وصابر سليمان وبدر السعيدي شريك أمجد يوسف و”أبو منتجب” في مجزرة التضامن الشهيرة.
وبالإضافة إلى رامي أبو خضر وإباء فيصل صقر وحسام نصر وعلي عباس ومحمد ونوس وكنان ونوس الذي كان على رأس حاجز الخزان في التضامن، وأحمد الحمروني الملقب بـ”تركس التضامن”، الذي يقبع خلف القضبان في ألمانيا.
وكان حمروني وصل إلى ألمانيا في 2016 أثناء موجة اللاجئين الكبرى إلى أوروبا. وفي عام 2023 تم اعتقاله بعد تحقيقات بدأت بناءً على شهادة شاهد عيان أدلى بمعلومات عن وجوده في ألمانيا.
وفي ديسمبر 2024، حكمت المحكمة الإقليمية العليا في مدينة هامبورغ في ألمانيا بسجنه عشر سنوات، بعد إدانته بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ضياء عودة
الحرة