الناسسقوط بشار الأسد، الرئيس الفار والمخلوع

فقراء سوريا بانتظارها.. كم بلغ سعر “السلة الرمضانية” في دمشق؟/ عبد الناصر القادري

2025.03.01

يحل شهر رمضان المبارك بشكل مختلف هذا العام، فالأسعار أرخص بنسبة 30 إلى 40 بالمئة، ولكن يبقى الفقر سيد الموقف بين فئات الشعب التي تكافح لتأمين لقمة العيش في بلد هرب منه المخلوع بشار الأسد، وهو تحت خط الفقر والجوع بعد أن سرق مقدراته ودمر الكثير من مدنه.

وينتظر مئات الآلاف من عائلات سوريا السلة الرمضانية التي تساعدهم على تأمين بعض حاجياتهم في شهر الصيام، مع قلة الموارد وضعف الإمكانيات.

وتعد السلة الغذائية واحدة من أبرز الصدقات التي يخرجها الأغنياء أو ميسورو الحال للفقراء في سوريا مع بدء شهر رمضان المبارك، خصوصاً أن الجمعيات تنشط بشكل أكبر في هذه الأيام لأسباب دينية واجتماعية.

ما كلفة “السلة الرمضانية” في دمشق؟

نزل موقع تلفزيون سوريا إلى الأسواق واطلع على حركة الشراء ومعدلات الأسعار قبل أيام قليلة من حلول شهر رمضان المبارك.

وأكد معظم من التقينا بهم أن هناك انخفاضاً واضحاً بالأسعار مقارنة مع رمضان في العام الماضي أو قبل أسبوع من سقوط النظام، ولكن ما زالت الإمكانيات ضعيفة جداً، لاستغلال الناس لسعر الصرف، وعدم ضبطه من قبل الحكومة الجديدة.

74

ورصد موقع تلفزيون سوريا أسعار “السلل الرمضانية” بالعاصمة دمشق في الأيام الأولى من الشهر الكريم، حيث تباينت الأسعار بين نصف مليون ليرة سورية إلى 750 ألف ليرة، بحسب النوع والكمية، إلا أنها في المتوسط تبلغ نحو 600 ألف ليرة (قرابة 60 دولاراً).

وتضم السلة الرمضانية الجيدة، التي تستفيد منها العائلات لقرابة 10 أيام بحسب عدد أفرادها، أهم المكونات الأولية والحاجيات الأساسية، وهي: “أرز 5 كغ، وسكر 5 كغ، وشاي أسود 250 غ، وبرغل خشن 1 كغ، وفريكة 1 كغ، وعدس مجروش 1 كغ، ومرتديلا وسط علبتان، وزيت قلي 4 ليتر، وسمنة نباتية 1 كغ، وجبنة كريمية 1 قطعة، وسمك تونة علبتان، و1 كغ من التمر”.

وتتباين أسعار هذه السلع بحسب “ماركة” المنتج وجودته، ففي سوق باب سريجة، وهو أحد أقدم وأعرق الأسواق في دمشق القديمة:

    أرز 5 كغ 50 ألف ليرة

    أرز بسمتي 2 كغ 40 ألف ليرة

    سكر 5 كغ 45 ألف ليرة

    شاي أسود 100 ظرف 50 ألف ليرة

    برغل خشن 1 كغ 9 آلاف ليرة

    فريكة 1 كغ 17 ألف ليرة

    عدس مجروش 1 كغ 12 ألف ليرة

    مرتديلا وسط علبتان 26 ألف ليرة

    زيت قلي 4 ليتر 75 ألف ليرة

    سمنة نباتية 1 كغ 120 ألف ليرة

    جبنة كريمية دهن 10 آلاف ليرة

    سمك تونة علبتان 18 ألف ليرة

    تمر 1 كغ 35 ألف ليرة

هل يوجد إقبال على الشراء؟

في زيارة السوق، تجد الباعة ينادون على بضاعتهم ويرغبون الناس بها، لكن الإقبال جيد وليس ممتازاً بحسب التجار، رغم أن السوق يعج بآلاف الأشخاص الذين يريدون الشراء ويسألون عن كل الأسعار، علّهم يجدون أسعاراً أقل هنا أو هناك.

74

وقال عمار المصطفى، أحد التجار في السوق، إن الأسعار انخفضت بنسبة كبيرة، ولكن الإقبال ضعيف مقارنة بالموسم والشهر الفضيل.

وأكمل أن “الأسعار بالسلع قد تتغير بشكل طفيف، ويمكن أن يكون هناك حسم بسيط على السلة الرمضانية لنكسب الأجر، إضافة إلى هدية من المحل”.

من جانبه، قال حسام سراج، الذي يبيع الأجبان والألبان، إن الطلب كبير، فاللبنة والجبنة مكون أساسي في السحور، والبعض يشتريها ليضعها ضمن السلة الرمضانية.

ويبلغ ثمن سعر كيلو اللبنة 25 ألف ليرة، والجبنة البلدية 20 ألف ليرة، والمشللة 40 ألف ليرة، والمسنرة 25 ألف ليرة.

ولفت إلى أن هذه الأسعار جديدة وهي مقبولة في السوق، وغالباً خارج باب سريجة ستكون بسعر أكبر.

مساعدات قليلة مقارنة بواقع صعب

تعيش سوريا في ظروف إنسانية صعبة، وسط مساعدات قليلة لا تكفي الاحتياجات الشعبية.

ورغم مساعي المنظمات الأهلية والجمعيات الخيرية، إلا أن الإمكانيات قليلة، ولا تكفي كل التبرعات لتأمين احتياجات الناس وأعدادهم الغفيرة.

وبحسب الأمم المتحدة، يعيش 90 بالمئة من الشعب السوري تحت خط الفقر، بينهم 12 مليون لاجئ ونازح.

وقال أسامة عوض، العامل بإحدى الجمعيات في دمشق، إن سلل رمضان الإغاثية كانت أكبر هذا العام من ناحية تنوع موادها.

وأضاف أن السوريين يقدمون المساعدات المادية والعينية، ولكنها غير كافية.

وأردف أن المساعدات الدولية والعربية قليلة، وتم إعطاؤها للهلال الأحمر السوري، وهي غير كافية لـ 10 بالمئة من المحتاجين.

انتظار بفارغ الصبر

هدى شريف تنتظر بفارغ الصبر دورها في السلة الرمضانية، حيث إنها موعودة بها خلال العشرة الأولى من رمضان.

وقالت شريف، التي تستأجر برفقة عائلتها غرفة ومنتفعاتها (حمام ومطبخ) بعد أن تهجرت من الغوطة الشرقية قبل عدة سنوات، لموقع “تلفزيون سوريا”: “الوضع صعب جداً، لا نعرف كيف نؤمن أجار البيت شهرياً، وبدونه نحتاج أكثر من مليونني ليرة حتى نأكل ونشرب فقط”.

وأضافت أن “السلة الغذائية التي توزعها الجمعيات في رمضان تساعدنا كثيراً لأنها توفر لنا الكثير من الأساسيات”.

وأشارت إلى أنها “تدعو من أعماق قلبها لكل من يساعد الناس في الشام”، موجهة دعوة إلى كل من يستطيع التبرع لمن يثق به ألا يتأخر ويساهم في إطعام جائع أو فقير”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى