الطائفية عند العلويّين بين إشكالية التاريخ ومأزومية الواقع ودكتاتورية النظام/ جاد الله محمد

نشر في 3 آذار/مارس ,2025
تتناول هذه الدراسة تحليلًا شاملًا لمواقف الطائفة العلوية البارزة خلال الثورة السورية، مسلّطة الضوء على تأييدها الواسع للنظام السوري واستخدامها كأداة رئيسية لقمع المعارضة. وتقدّم تفسيرًا للطائفية كعامل مركزي، لكنها تتجاوز الإطار التقليدي لفهم الظاهرة، إذ تتساءل عن الأسباب العميقة وراء الطائفية: أهي مرتبطة بالبنية التاريخية للطائفة، أم بعوامل مجتمعية وسياسية، أم باستغلال طائفي ممنهج؟
تُبرز الدراسة رؤية جدلية بين الطوائف والمجتمع، حيث تسهم الطائفية في تفكك المجتمع، ومن ثم يعزّز المجتمع المتدهور الطائفية. على المستوى العَلوي، تُظهر الدراسة أن الطائفية ليست ظاهرة حصرية مرتبطة بالطائفة العلوية، بل ظاهرة مشتركة تتقاسمها أيضا الطوائف الأخرى في السياق السوري والعربي، وعلى المستوى المجتمعي السوري، فإن فشل النهضة الوطنية في سورية، مع استغلال الطائفية سياسيًا بعد انقلاب البعث، قد أدّى إلى شرذمة المجتمع وتعزيز هيمنة نظام الأسد.
وهذه الدراسة تسعى بشكل رئيس لتقديم رؤية بانورامية لتطورات وضع الطائفية العلوية، منذ أواخر الحكم العثماني حتى الثورة السورية.
مركز حرمون