منوعات

“محظورات وتسهيلات”.. كيف تدير اللجنة الوطنية الإنتاج الدرامي في سوريا الجديدة؟/ عز الدين زكور

2025.03.04

مع دخول شهر رمضان، أبصر النور أول موسم درامي سوري بعد سقوط نظام الأسد، وبدأ العرض على الشاشات السورية والعربية، وسط سباقٍ معهود بين مجموعة كبيرة من الأعمال الدرامية كما في كل عام، إلا أن التغيير السياسي في سوريا فتح العديد من التكهنات حول مستقبل الصناعة الدرامية في البلاد، والذي تزامن مع ذروة إنتاج المسلسلات لهذا الموسم.

ومع سقوط نظام الأسد، كانت عدة أعمال درامية قد أنهت عمليات التصوير، في حين استأنفت أخرى العمل بعد أيام قليلة، للدخول في السباق الدرامي في رمضان، وهو ما حتّم على “اللجنة الوطنية للدراما” تسيير الأعمال بخفّة وسلاسة، كما تصف، لضمان انتهاء العمليات الفنية وتسليم الأعمال ضمن وقتها المحدد لضرورات الالتزام مع الفضائيات المنتجة والعقود المبرمة.

“تسهيلات”

وفي هذا السياق، يتحدّث مروان الحسين، وهو المكلف بتسيير أعمال “اللجنة الوطنية للدراما”، عن كواليس الموسم الدرامي الأول بعد سقوط نظام الأسد، وآلية التعاطي مع الأعمال التي كانت قد أوشكت على الانتهاء من عمليات التصوير.

يقول “الحسين” لموقع تلفزيون سوريا إن اللجنة “أعطت قراراً بالتصدير والسماح بتنفيذ العمل لعدة أعمال، مراعاةً لظروف المرحلة ـ وخاصةً أننا كنا في وقت الذروة من تصوير وإخراج وتصدير الأعمال ـ فكان لا بد من بعض التسهيلات من قبل اللجنة الوطنية للدراما حتى لا تتضرر شركات الإنتاج وتتعطل أعمالها”.

وبحسب “الحسين” فإن “اللجنة الوطنية” أعطت تصريحاً بالتصدير للأعمال الآتية:

    دافع مشروع

    قطع وريد

    نسمات أيلول

    قالت ستي

    تيجان (فلم كرتوني قصير)

    العهد (سداسية)

وأما الأعمال التي لا تزال قيد التقييم والمشاهدة فهي:

    السبع

    ليالي روكسي

    تحت سابع أرض

    البطل

“جلسات حوارية مع شركات الإنتاج”

ويكمل “الحسين” حديثه عن الخطوات الأولى للجنة المسيّرة فور تسلّمها مهامها: “فتحنا باب التواصل المباشر والسريع مع شركات الإنتاج وكنا على مسافة واحدة مع الجميع، كما عقدنا جلسات عمل حوارية مع أغلب شركات الإنتاج الفاعلة على تراب الوطن بشكل فردي وجماعي، استمعنا إلى مشكلاتهم التقنية والفنية وإلى أطروحاتهم وآرائهم”.

ويصف محدثنا التعاون مع شركات الإنتاج بـ”المثمر بين الطرفين”، ويردف: “وصلنا إلى نقاط كثيرة مشتركة يمكن أن تكون محور انطلاق لمستقبل درامي ناجح”.

“ملاحظات ممكنة التطبيق”

ضيق الوقت الفاصل بين تسلم اللجنة مهامها وبدء الموسم الرمضاني، جعل من مهمّة تدقيق ومراجعة الأعمال صعبة، وخاصةً أن “عدداً من الأعمال كانت قد حصلت على تصريحات موافقة مسبقاً وكانت تقوم بعمليات التصوير عملياً”، بحسب “الحسين”.

ويقول إن “اللجنة راعت عامل الوقت، وقدمنا بعض الملاحظات ممكنة التطبيق والتي تراعي خصوصية المرحلة الجديدة ووجدنا تعاوناً وتفاعلاً إيجابياً من قبل الشركات ذات الصلة”.

محظورات في الدراما

وحول سؤال، فيما لو كان هناك محظورات في الأعمال الدرامية القادمة في سوريا؟

أجاب “الحسين”: “نعلم جميعاً أن الأعمال الدرامية هي رسالة ذات تأثير عال يستقبلها الجمهور (السوري خاصة، والعربي عموماً) ولكون الدراما تدخل إلى كل بيت وتلامس جميع الشرائح المجتمعية والأعمار فلا بد أن تكون دراما هادفة ورسالة سامية تلامس الواقع الاجتماعي لترفع الوعي الجمعي لدى الجمهور بما لا يتعارض مع الأعراف والقيم المجتمعية السائدة ولا يضر بالنسيج المجتمعي والسلم الأهلي”.

ويجد محدثنا أن “للدراما دوراً بارزاً في إبراز الهوية الثقافية للمجتمع المحلي، وقوة ناعمة بالإضافة إلى كونها رسالة تجب الاستفادة منها لبناء وعي جمعي سليم يليق بآمال السوريين وتطلعاتهم، وهذا ما نسعى إليه باعتباره خريطة طريق لنا في هذا المجال وهدفاً استراتيجياً واضحاً، تحت رعاية الدولة السورية بوزاراتها ومؤسساتها ذات الصلة”.

“أعمال تمثل السوريين”

يقول “الحسين” إن “اللجنة عقدت العديد من الجلسات واستمعت إلى العديد من الأفكار في سبيل الوصول إلى أعمال تمثّل السوريين وتعبّر عن آلامهم وآمالهم، ولحفظ التاريخ الثوري من التزوير والتضليل والتشويه”.

ويأتي تعليقه، في وقتٍ يثير فيه تناول أعمال درامية واحدة من قضايا السوريين، حساسية وجدلاً ـ كما حدث في عشارية حملت اسم “قيصر” ـ ويؤكد في هذا السياق: “الشعب السوري طوال سنوات ثورته المباركة عبّر عن ثبات وبطولة منقطعة النظير وذلك من خلال تضحياتها العظيمة على الأصعدة كافة، ولا يمكن أن تكون هذه القضايا والتضحيات خارجة عن اهتمام أي مواطن سوري (حكومة وشعباً)”.

تلفزيون سوريا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى