الناسسقوط بشار الأسد، الرئيس الفار والمخلوع

القابون: بقايا حي وأحلام/لجين مراد

11-04-2025

        استغرق الأمر أكثر من شهر لأجرؤ على زيارة القابون، الحيّ الذي أمضيتُ فيه ثلاث سنوات قبل أن أغيب عن دمشق لنحو 15 عامًا. دخلتُ الحيّ بحثاً عن ذكرياتي فيه، ووجدتني لاحقاً أبحث عن الحيّ ذاته.

        حجم الركام مرعب، يحمل صوراً كثيرةً لموتٍ وفقدٍ كبير عاشه أهل الحيّ. لم يعد القابون يُشبه ما تركتُه عليه، ولم يبقَ منه إلّا رقعة كبيرة من الدمار، وحلمُ أهله بالعودة. بين حارات الحيّ، وفي منطقةٍ تبدو الحياة فيها منعدمة، التقيتُ العم عبد الرؤوف الخشن، ربما ليُرشدني إلى القليل من الحياة «بيتي هناك، تفضّلوا» دعانا عبد الرؤوف مشيراً إلى بناءٍ شبه مُدمَّر ومحاطٍ بالركام.

        «لم أستطع أن أغيب طويلاً عن القابون. رمّمتُ المنزل وعدتُ إليه أملاً بأن يعود لما كان عليه» يجيب عبد الرؤوف على دهشةٍ لم أستطع إخفاءها بوجود منزلٍ قابل للسكن داخله.

        يبعد حيّ القابون عن مركز دمشق نحو 4 كيلومترات، ويقع بالقرب من العديد من الطرق الرئيسية، ما يجعله نقطة وصل بين الغوطة الشرقية ومركز المدينة.

        حتى منتصف القرن الماضي، كان الفضاء الاجتماعي والاقتصادي للقابون تابعاً للغوطة الشرقية، إلى أن توسّعت دمشق، فضُمّ القابون إدارياً إلى المدينة، وبدأ نسيجه الاجتماعي وهويته العمرانية يتغيّران تدريجياً، بعد أن نشأت مشاريع جديدة في الحيّ.

        وخلال السنوات التي سبقت الثورة السورية، شهد الحيّ تطوراً عمرانياً ملحوظاً، لكنّه حافظ على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وكتلٍ سكنية عشوائية، بالإضافة إلى المنطقة الصناعية، وصار يُجسّد مزيجاً من حياة الريف والمدينة، خصوصاً بعد أن استقطب مهاجري الأرياف الباحثين عن العمل في المدينة.

        «القابون روحي»

        في منزلٍ بسيط، لا يُشبه المشهد في الخارج، يعيش العم عبد الرؤوف برفقة زوجته وعائلة حفيده، بعد أن رمّموا المنزل بمجرد أن سمح النظام السوري بذلك عام 2022. «القابون روحي، أنا من القابون، خلقان فيها، عشتُ فيها عمراً وحملتها في قلبي حتى حين غادرتها»، يقول العم عبد الرؤوف، في إشارة إلى أن أسباب عودته إلى الحيّ لا تقتصر على حاجته وزوجته إلى منزلٍ يسكنانه.

        ولم يكن العم عبد الرؤوف وحده من استخدم تعبير «القابون روحي»، إذ سمعتُه لاحقاً من ميسا علاوي، وهي تتحدث عن حلمها بالعودة إلى الحيّ.

        لجأت ميسا وعائلتها إلى السويد بعد نحو ثلاثة أعوام من اندلاع الثورة السورية، خوفاً على أطفالها، بعد خسارتها لبيتها الأول بالقصف، وسقوط قذيفة على بيتٍ ثانٍ استأجرته في حارةٍ أقرب إلى مدخل القابون، ظنّت أن القصف لن يطالها حينها.

        عبء الذاكرة

        التقيتُ ميسا وزوجها في زيارتهما الأولى للقابون بعد سنوات من اللجوء، فعلى الرغم من محاولتها زيارة الحي قبل سنوات إلا أنها لم تستطع بسبب اعتقالها من قبل أجهزة أمن النظام السوري السابق فور وصولها إلى الحدود السورية-اللبنانية.

        «كانت التهمة الوحيدة أنني ابنة حيّ القابون»، تقول ميسا، مشيرةً إلى أن عائلتها اضطُرّت لدفع مبالغ هائلة لتنجو وتسافر بعدها على عجل.

        رأيتُ على وجه ميسا وزوجها ملامح التيه خلال البحث عن المنزل الذي استأجراه قبل خروجهما من القابون، وكان كلٌّ منهما يشير إلى منزلٍ في الطابق الثاني بأحد الأبنية، ظنًّا أنه المنزل.

        بدا امتلاكُ ذاكرةٍ لا فائدة منها في لحظة كهذه عبئاً على ميسا، وهي تحاول أن تُبرّئ نفسها من ذنب نسيانٍ لم تختره، بقولها: «كل الحارات تشبه بعضها، كل الأبنية مدمّرة ومحترقة ولا تُشبه صورتها في ذاكرتي». وبعد محاولات عديدة، اضطُرّ الزوجان للاستعانة بأحد الجيران للعثور على منزلٍ ابتلع احتراقُه ذكرياتهما وذاكرتهما.

        عشتُ مشاعر مشابهة لما عاشته ميسا منذ لحظة دخولي القابون، وعجزي عن العثور على صورةٍ للأماكن المخبّأة في ذاكرتي. حين كنتُ طفلة، حفظتُ الطريق من بيتنا إلى الحديقة، وإلى منزل عمّتي، مستدلةً بأشكال الأبنية والمحال التجارية، لكن كلّ الأشياء التي كنتُ أستدل بها قد صارت اليوم أكواماً من الركام، فأدركتُ أنّ أمام رقعةٍ من الدمار كالقابون، تتحوّل ذاكرتنا حول الأماكن إلى قهرٍ وغصّة.

        حلمت ميسا أن تعيش عمرها في القابون، أن يلعب أبناؤها في ذات الحارات التي لعبتْ بها، ويكبروا وسط عائلاتهم، لكنّ الحرب أجبرتها على أن تعيش وأبناءها في مكان «خالٍ من الحياة الاجتماعية»، بحسب تعبيرها.

        «في بداية زواجي، لم يكن يبعد منزلنا إلّا بضعة كيلومترات عن منزل أهلي، وكنتُ أتمنّى أن نشتري منزلاً أقرب إليهم، وبعد سنوات وجدتُ نفسي بعيدة آلاف الكيلومترات»، تقول ميسا ساخرةً من تبدّل حالها وأحلامها.

        عادت ميسا إلى القابون، لكنّ حُلمها بأن يعيش أطفالها بالقرب من منزل والديها، ويكبروا في حارات القابون، ظلّ مؤجّلًا بعد أن حوّل القصف تلك البيوت إلى أكوامٍ من الركام.

        يتشارك أهالي القابون أحلامهم البسيطة، والمؤجّلة، بمنزلٍ يجمع عائلاتهم. بنى العم عبد الرؤوف منزله «شقى عمره» ليحتضن أبناءه وأحفاده، لكنّ الحرب فرّقت العائلة وغيّرت ملامح المنزل وسرقت منهم فرصة صنع ذكريات كثيرة تمنّى أن يعيشها مع زوجته وأبنائه.

        وفي منزلهما الذي يعملان على ترميمه، حدّثني طه جريدة وابنته غنى (19 عامًا)، عن أحلامهم الكثيرة في حيٍّ انتقلوا إليه قبل عامين من اندلاع الثورة السورية، أحبّوه وأحبّوا أهله.

        غادرت العائلة الحيّ عام 2012، تاركين وراءهم الكثير من تفاصيل المنزل المختارة بعناية ليكون «منزل العمر»، وعادوا ليجدوا بقايا منزلٍ سُرق منه كل شيء.

        «بعد انتقالنا إلى القابون، كنتُ أُخطّط لافتتاح فرن يُخدّم الحيّ وأهله، وما زلتُ أحلم بالمشروع ذاته»، يقول طه، لافتًا إلى أن إصراره على المشروع اليوم صار أكبر ليُسهم في تلبية احتياجات الحي وتشجيع أهله على العودة، عمل طه وعائلته على إزالة ركام منزلهم وحدهم، دون الاستعانة بورشة؛ ويعمل اليوم بنفسه على إجراء العديد من الإصلاحات وعمليات الترميم بيده، لتخفيف أعباء التكاليف المادية. ورغم التعب المترتّب على ذلك العمل، ترى غنى أنّ كل شيء يهون أمام حلمهم بالعودة إلى منزلهم.

        «من أوّل من خلع باب المنزل ولمس أغراضي؟ ما شعوره في تلك اللحظة؟ ولماذا؟» بصوتٍ مرتجفٍ يقاوم رغبة البكاء، طرحت غنى تلك التساؤلات التي ظلّت تدور في رأسها كلّ مرة تعثر فيها على بقايا ألعابها وذكرياتها بين ركام المنزل.

        أعادني حديث غنى إلى أوّل مرّة تمكّن فيها أقاربنا من الوصول إلى القابون ومشاركة صورٍ لمنزلنا، بأضراره المقتصرة على «تعفيش» كلّ شيء تقريباً، وقذيفة اخترقت أحد جدرانه، بالإضافة إلى رصاصات طائشة أصابت نوافذه. شعرتُ حينها بأنّ من أوصل المنزل لهذه الصورة تعمّد تدمير أحلامنا بأن نعود لنجد أكواماً من الذكريات تركناها هنا.

        وفي المرّة الأولى التي دخلت فيها غنى وعائلتها إلى المنزل عام 2020، بعد أن بدأ النظام السوري بمنح موافقات للأهالي لزيارة منازلهم، كان الركام قد غطّى مدخل البناء، واضطُرّت العائلة للدخول إلى البناء من فتحةٍ في الجدار «تعمّدوا تدمير كل شيء، بيوتنا وأحلامنا وذكرياتنا، وعُدنا اليوم لنُنقذ ما تبقّى منها»، تابعت غنى.

        واصل طه وابنته غنى الحديث عن جدرانٍ لم تكن موجودة، وبابٍ مخلوع، وكابلات كهرباء مسروقة، محاولَين رسم صورة منزلهم الذي لم يكن يُشبه ما هو عليه الآن، قبل شهر واحد فقط.

        كان حيّ القابون من أوائل الأحياء التي شهدت مظاهرات سلمية مع بداية الثورة السورية، قبل أن يُحوّله القصف المستمر والمجازر المتكررة إلى أحد حواضن «الجيش السوري الحر»، ما دفع النظام السوري إلى فرض حصار خانق على الحيّ في عام 2012، خوفاً من تبعات تمدّد «الجيش السوري الحر» مستفيداً من موقع الحيّ الاستراتيجي، باعتباره نقطة وصل بين دمشق وغوطتها الشرقية.

        وتعرّض الحيّ خلال سنوات الحصار لقصفٍ متكرّر دمّر مناطق بأكملها داخله. وبعد «تسوية» أفضت إلى تهجير معظم سكان الحيّ عام 2017، عمل النظام السوري على إزالة ما تبقّى من الأبنية، مستخدماً كاسحات الألغام لتهيئة المنطقة لمخطط تنظيمي تحدثت عنه حكومة نظام الأسد مراراً.

        ولم تُخفِ تلك الحكومة العديد من عمليات التفجير وتدوير الأنقاض في المنطقة، بذريعة تفجير الأنفاق و«مخلفات المسلحين».

        تمكّن العم عبد الرؤوف من زيارة القابون مراراً بعد التهجير عام 2017، وكان شاهداً على أنّ نظام الأسد تعمّد محو أي أثرٍ للحياة في الحي، وحرق وتفجير ما تبقّى من المنازل.

        «في كل زيارة، كانت رقعة الدمار تتّسع في الحي، وتتّسع معها خساراتنا ويزداد قهرنا»، أكمل عبد الرؤوف.

        ضمن تقريرٍ صدر عن «المركز السوري للعدالة والمساءلة»، شاهدتُ مقاطع مصوّرة وصوراً بالأقمار الصناعية توثّق استخدام حكومة الأسد كاسحات الألغام في القابون، وكان من المرعب تخيّل كمّ الحيوات والذكريات التي طُمِرت تحت هذا الركام.

        وخلال تجوّلي في القابون، ظللتُ أتخيّل المشهد نفسه، عدد العائلات التي دُفنت أحلامها هنا، وأفكّر بالغاية من تحويل مكانٍ كان يضجّ بالحياة إلى آخر لا يُسمع فيه إلّا صوت الموت.

        استوقفتني مراراً بقايا الحيوات المخبّأة بين أبنية سُوّيت بالأرض: هويّات، ألعاب محطّمة، والكثير من الصور، بالإضافة إلى روزنامةٍ توقف الزمن فيها عند عام 2010. وفي لحظةٍ ما، شعرتُ أن كل محاولاتي للتماسك لم تعد مجدية.

        مخاوف مستمرة

        «الماء والكهرباء أساس الحياة، نحن متخوّفون من أن نعود وتبقى الخدمات غائبة»، يتحدث طه عن مخاوف أهالي الحي من غياب خطة حكومية لإعادة الخدمات إلى حيٍّ دمّرت العمليات العسكرية بناه التحتية، ويضيف «ما زالت معظم المحال التجارية مغلقة، ما يعني حاجة الأهالي للخروج من القابون لتأمين احتياجاتهم، في حال استمرّت مخاوف أصحاب المحال من العودة وترميم محالهم».

        لكنّ القلق الأكبر كان من عدم وضوح مستقبل المخطط التنظيمي الذي فرضه النظام البائد على الحي بعد تدميره، يقول طه جريدة «أعمل الآن على الترميم، لكن الخوف حاضر من أن نفقد كل شيء مجدداً»، ويشير إلى أنّ أهالي الحي يتحدّثون عن أنّ النظام «باع الحي لروسيا أو إيران».

        دفع ارتفاع الإيجارات عائلة جريدة إلى «المغامرة» والعمل على ترميم المنزل ولو بشكلٍ جزئي، وحاول طه الحصول على معلومات حول مستقبل المخطط التنظيمي للحي من قبل المحافظة، لكنّه لم يحصل على إجابة واضحة بعد.

        وفي حين قرّر طه ترميم منزله، رفض جاره الأمر خوفاً من أن يُحمّل نفسه أعباء الدين ثم يخسر كل شيء بسبب المخطط التنظيمي.

        أمام محلّه الصغير لتصليح الأدوات الكهربائية، قرب مقبرة القابون، قابلتُ عبد الكريم عبّاس الذي عاد إلى حيّ القابون قبل نحو شهر «كل شيء نملكه صار على الأرض»، خسر عبد الكريم منزله ومحله جرّاء العمليات العسكرية في حيّ القابون، ونزح منها إلى قريته. «قيل إنهم سيستبدلون بيوتنا ومحالّنا بأبراج حديثة، لكن ما قيمة الأبراج والحداثة أمام منازل كبرنا فيها واحتوت الكثير من ذكرياتنا؟» يتساءل عبد الكريم مستنكراً المخطط التنظيمي. «عدنا اليوم محاولين أن نعيد الحياة لهذا الحي، ولا نعرف إن كنا سنُخرج منه مجدّدًا لتنفيذ مخططٍ نرفضه»، يضيف عبد الكريم.

        قبل سنوات، ومن نافذة منزلنا، كنتُ أراقب صورة الحي وهي تُجسّد شيئًا من الطبقية، التي عرّفتها حين كنتُ طفلة بأنها «الحياة لم تكن عادلة»؛ فأمام أبراج حديثة، كتلٌ من البيوت العشوائية، وأمام الحارات المُخدّمة، أخرى تغيب عنها الخدمات الحكومية أو تأتيها شحيحة.

        ورغم رغبتي في أن تكون الحياة أكثر عدلاً مع سكان «العشوائيات»، شعرتُ بأن لهذا الحي خصوصيّته دائماً؛ إذ أخذت الحياة المدنية جزءاً كبيراً منه، لكنه لم يفقد هويته الريفية.

        أصدرت رئيس النظام البائد بشار الأسد مرسوماً عام 2021، يقضي بإحداث منطقة تنظيم مدخل دمشق الشمالي للمنطقتين العقاريتين القابون وحرستا في محافظة دمشق، ونتج عنه في العام التالي مخططٌ تنظيمي جديد لحي القابون، قوبل المخطط بمئات الاعتراضات من قبل الأهالي، إلى جانب العديد من الانتقادات الحقوقية المرتبطة بصعوبات إثبات الملكية بالنسبة للمهجّرين وآلية تعويض أهالي الحي. لكنه بقي حبراً على ورق طيلة السنوات الماضية، لأسبابٍ مجهولة.

        ولم يُراعِ مرسوم التنظيم الصادر عن حكومة الأسد خصوصية الحي، ولا حقوق أهله، ورفضت الحكومة منحهم سكناً بديلاً. وفي أواخر عام 2022، حدّدت محافظة دمشق مهلةً لأهالي القابون لترميم منازلهم، بمدّةٍ أقصاها ستة أشهر من تاريخ منحهم إذن الترميم، مشترطةً تقديم تعهّدٍ موثّق لدى كاتب العدل بعدم المطالبة بتعويض عند طلب الإخلاء لتنفيذ المخطط التنظيمي.

        شبح المخطط التنظيمي دفعني لمراجعة المحافظة، حاملةً مخاوف من قابلتهم في القابون، ومخاوفي من أن يفقدوا بيوتهم مجددًا. ولسببٍ أجهله، كنتُ مقتنعة بأنّ المخطط صار بلا قيمة بعد سقوط الأسد.

        في مبنى المحافظة في دمشق، تنقّلتُ بين المكاتب بحثاً عن المسؤول، حتى عثرتُ على المهندسة ورئيسة دائرة الدراسات التنظيمية، منال الوحادي، وكانت قد خرجت حديثاً من اجتماع يناقش مستقبل مخطط القابون.

        «كنّا نناقش في اجتماع اليوم مستقبل المخطط التنظيمي للقابون، وستبدأ لجنة مختصة بدراسته، لكن من المرجّح أن يظلّ المخطط على حاله» قالت الوحادي، وحول تعويض العائلات التي ستفقد منازلها نتيجة المخطط التنظيمي قالت الوحادي إنّ التعويضات جزء من الملف الذي تعمل اللجنة على دراسته.

        خرجتُ من المبنى بإجابة ثقيلة، تحمل المزيد من الخوف، وتُؤجّل حلم عائلات كثيرة بالاستقرار والعودة إلى منازلهم. لكنني لم أجرؤ على مشاركتها مع أيٍّ منهم، وفي قلبي خوفٌ أكبر من أن تظلّ خطوة دراسة المخطط مخفية عن أهالي القابون، ومن عدم إشراكهم بها، وأن يُحرَموا حقهم بالعودة إلى الحي واسترداد ممتلكاتهم.

        لا أعرف كم ستستغرق اللجنة من الوقت لدراسة المخطط واتخاذ القرار، ولا أعرف أيضًا المدّة التي يمكن أن يستغرقها تطبيقه، لكنني ظللتُ أفكّر بأولئك الذين بدأوا ترميم منازلهم، أو عادوا إلى الحي بعد رحلة طويلة من النزوح. أفكّر بخيبتهم بمخططٍ يقتلعهم مجددًا، وبسنوات إضافية سيعيشونها متوجّسين من أن تضيع حقوقهم وتُمحى هوية الحيّ في سبيل «تنظيمه».

موقع الجمهورية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى