منوعات

بحضور رائد الصالح و”حفار القبور”.. سوريا ملف رئيسي بمؤتمر “هارفارد” العربي/ عبد الناصر القادري

2025.04.16

مؤتمر هارفارد العربي 2025

إسطنبول – عبد الناصر القادري

خيمت أجواء انتصار الثورة السورية وسقوط نظام بشار الأسد على المؤتمر العربي في جامعة هارفارد بنسخته الجديدة لعام 2025، وسط حضور عربي وسوري متنوع، وبمشاركة خاصة من وزير الطوارئ والكوارث السوري رائد الصالح، وكشف “حفار القبور” عن صورته واسمه الحقيقي في كلمة له.

والمؤتمر العربي في هارفارد (إحدى أعرق الجامعات في أميركا والعالم) هو مبادرة يقودها خريجو وطلاب الجامعة، وتنظمها رابطة خريجي هارفارد العرب (HAAA) ومجموعات طلابية في جميع أنحاء الحرم الجامعي.

تأسست رابطة خريجي هارفارد العرب عام 2001 لمعالجة النقص التاريخي في تمثيل العالم العربي في هارفارد، ولتمكين الخريجين العرب بالجامعة من مواجهة التحديات الرئيسية التي تواجه مجتمعاتهم.

أكبر تجمع عربي بأميركا

وقالت شام قرقور مسؤولة الإعلام في المؤتمر (والطالبة في جامعة هارفارد) لموقع تلفزيون سوريا، إن هذا المؤتمر هو أكبر تجمع عربي في أميركا الشمالية، حيث يجمع أكثر من 1300 طالب وأكاديمي وقائد مجتمعي ومسؤول لمناقشة قضايا رئيسية تتعلق بالعالم العربي.​

وأضافت شام أن نسخة هذا العام من المؤتمر عقدت تحت شعار “تحولات اليوم: الوحدة، الابتكار، والازدهار”، بهدف “تعزيز الوحدة بين المجتمعات العربية، وتشجيع الابتكار في مختلف القطاعات، ودفع عجلة الازدهار من خلال تبادل المعرفة والتعاون”.

وتناولت جلسات المؤتمر مجموعة متنوعة من المواضيع، بما في ذلك:

• الفنون والثقافة

• الأعمال وريادة الأعمال

• الرعاية الصحية

• التعليم

• العلوم والتكنولوجيا

• السياسة

وكان هناك تركيز على سوريا ما بعد التحرير وإسقاط الأسد، حيث كان التحرير يعتبر نقطة تحول كبرى في الوضع السائد في المنطقة سابقاً. وتغير توزع القوى وموازيين القوى نتيجة الأحداث في المنطقة.

كما يعكس المؤتمر التغيرات في صورة العالم العربي بحسب “شام قرقور” من خلال: “توفير منصة لتبادل المعرفة والأفكار بين الأكاديميين والمهنيين، وتسليط الضوء على الابتكارات والنجاحات في العالم العربي، وتعزيز الحوار حول التحديات والفرص في المنطقة”.

وأشارت إلى أن هذا النوع من المؤتمرات في الأراضي الأميركية، يهدف إلى تعزيز فهم أعمق للعالم العربي داخل الأوساط الأكاديمية الأميركية وتشجيع التعاون بين الثقافات، كما يرنو لتعريف الأوساط الأكاديمية بالوضع القائم والأحداث التي حصلت خلال السنوات الماضية في سوريا، من خلال ناشطين عملوا على الأرض وشاركوا في صناعة الأحداث وشاركوا في التحرير وباتوا في مراكز صناعة القرار اليوم”.

واليوم، يصل عدد خريجي هارفارد العرب إلى أكثر من 4000 خريج وصديق، وتحصل الرابطة على دعم من الجمعيات الخيرية، وصناديق المنح الدراسية، ومبادرات البحث في جميع أنحاء العالم العربي.

من أبرز السوريين الحاضرين؟

وكان المؤتمر مناسبة لتجمع السوريين من مختلف الاتجاهات والمؤسسات الأكاديمية، متحدثين عن رؤاهم وتصوراتهم بما يخص سوريا ومستقبل الشعب السوري دون خوف من اعتقال أو تهديد لحياة، خصوصاً أن سقوط النظام فتح المجال لمشاركة جميع السوريين بالحياة العامة.

وعمل القائمون على دعوة عدد واسع من الناشطين السوريين الذين لديهم صلة بالملف السوري، خصوصاً خلال سنوات الثورة السورية، إلا أن إجراءات التأشيرة الأميركية حالت دون حضور العديد من الأشخاص الذين شاركوا عبر الإنترنت، فيما تمكن آخرون من المشاركة أو الحضور بشكل فعلي، بينهم سياسيون وناشطون وفنانون وعاملون في الملف السوري.

ومن أبرز المشاركين: “رائد صالح وزير الكوارث والطوارئ السوري (المدير السابق للدفاع المدني السوري)، والمدير التنفيذي للمنظمة السورية للطوارئ معاذ مصطفى، والمخترعة السورية سيرين حمشو، والفنان جهاد عبدو، والفنان وصفي المعصراني، والمدير التنفيذي لفريق ملهم التطوعي عاطف نعنوع وآخرين.

حفار القبور

وفي مداخلته أمام المؤتمر، عرَّف “حفار القبور” نفسه بأنه محمد عفيف نايفة، من سكان العاصمة دمشق، سبق أن قدم شهادته أمام مؤسسات تشريعية وقضائية عالمية، مساهماً بفضح الجرائم التي ارتكبها النظام البائد بحق المعتقلين، بما في ذلك إلقاء آلاف الجثث في مقابر جماعية، بينها أطفال عذبوا حتى الموت.

وتولى نايفة، مهمة دفن ضحايا التعذيب في مقابر جماعية منذ اندلاع الثورة في آذار 2011 وحتى تشرين الأول 2018، قبل أن يتمكن من مغادرة سوريا.

وقال نايفة، إن الجثث كانت تأتي من فروع الأمن، في حالة “متعفنة وعليها تشوهات”. وبدلاً من الأسماء، كانت الجثث تحمل أرقاماً، وتنقل في شاحنات مبردة، وهي لضحايا تعذيب وقصف، وبينها جثث أطفال.

وكشف نايفة، عن أسماء ضباط مشرفين على عمليات القتل، ودعم شهاداته بالأدلة التي قدمها “قيصر” عبر تسريب آلاف الصور، التي ساهمت في توثيق جرائم نظام الأسد.

وساهمت شهادات نايفة، في توثيق فظائع النظام المخلوع بحق السوريين وإيصالها إلى العالم أجمع، وكشف عن سياسة ممنهجة اتبعها النظام في إخفاء جرائمه.

ومن بين ما أدلى به نايفة أمام الكونغرس الأميركي و”محكمة جرائم الحرب في سوريا” بألمانيا أن شاحنات كانت “تأتي مرتين أسبوعياً من الفروع الأمنية والمستشفيات العسكرية”.

وأضاف أن “كل شاحنة تحمل بين 300 و600 جثة لأشخاص تعرضوا للتعذيب حتى الموت من بينهم أطفال، تمهيداً لدفنها في مقابر جماعية”.

ودعا نايفة، إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن بلاده، والتي ساهمت شهاداته بفرضها على النظام المخلوع بسبب جرائمه، لافتاً إلى أن “الشعب السوري لا يزال يعاني من هذه العقوبات، رغم انقضاء 4 أشهر على سقوط النظام”.

إعادة الإعمار والحريات

وتمحورت النقاشات بما يخص سوريا عن ملفات اللجوء وإعادة الإعمار والحريات، حيث قدم المتحدثون السوريون عبر مشاركاتهم وحواراتهم رؤى عميقة وتجارب شخصية أثرت في مجريات الجلسات.

وقالت شام قرقور، إن المتحدثين سلطوا الضوء بشكل واسع على إعادة الإعمار، والتحديات والصعوبات التي تواجه الحكومة السورية الجديدة والسوريين في ذلك، إلى جانب التطرق إلى التعليم والرعاية الصحية وأهمية الدعم المجتمعي والمنظمات غير الحكومية في السلم الأهلي والعدالة الانتقالية.

وتطرق الوزير رائد الصالح إلى الشفافية والنزاهة وسياسة الحكومة الجديدة في فتح الأبواب أمام مطالب الشعب والتجاوب السريع مع قضاياهم، وضرورة اتباع قواعد الحوكمة في كل مؤسسات الدولة.

وباعتبار أن المؤتمر ينعقد في الولايات المتحدة، فلا بد من التطرق إلى ملف ساخن وحديث جميع الناس، وهو “العقوبات المفروضة على سوريا”، وخصوصاً الأميركية منها، حيث ناقش المشاركون حيثيات بقاء ورفع العقوبات ودورها في عرقلة إعادة الإعمار.

وتناول المتحدثون السوريون موضوع الحريات من زوايا متعددة. على سبيل المثال، تحدث الفنان جهاد عبدو عن تجربته كفنان سوري في المنفى، مسلطاَ الضوء على القيود التي يواجهها الفنانون داخل سوريا. كما ناقشت المخترعة السورية سيرين حمشو أهمية حرية التعبير والابتكار في تعزيز التنمية المجتمعية.

ولم يخلُ المؤتمر من فقرة ثقافية وغنائية أضفت روحاً جميلة على المؤتمر الذي يضم تنوعاً كبيراً بالحاضرين، للفنان السوري وصفي المعصراني، الذي يمتلك مكتبة موسيقية مهمة لأبرز أغاني وأهازيج الثورة السورية منفرداً أو بمشاركة منشدين آخرين مثل أحد أبرز رموز الثورة الراحل عبد الباسط الساروت، وطارق الأسود، وعبد الحميد محمود رحال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى