سقوط بشار الأسد، الرئيس الفار والمخلوعمنوعات

بعد سقوط النظام.. مشاريع فنية صغيرة تُبصر النور/ رغد النجم

 

2025.04.20

فتح سقوط النظام البائد الباب أمام الشباب في سوريا لإطلاق مشاريع تتناسب مع اختصاصهم وهوياتهم وتكون مصدر دخل لهم، خاصة بعد زوال القيود الاقتصادية والاستثمارية وأشكال الاحتكار التي كانت يفرضها نظام المخلوع والفئات المحسوبة عليه.

وبرزت المشاريع الفنية الصغيرة التي تعتمد على رساميل متواضعة، من ضمن الأعمال التي بدأ الشباب السوريون بإطلاقها كخطوة أولى بعد التحرر من القيود، وكسب قوت يومهم وفق ما يملكون من أدوات.

وعلى الرغم من ضعف الإمكانات المالية وغياب التمويل وندرة الجهات الداعمة لهذه المشاريع والتحدّيات العديدة التي قد تواجه الشباب إلا أنهم انطلقوا بمشاريعهم الفنية، مؤمنين بأن العمل هو أساس البناء، وبأن الحرية في سوريا الجديدة مساحة تتسع لأحلامهم الكبيرة.

إقبال على العمل

بعد سنوات أمضاها مهند جبور لاجئاً في ليبيا، عاد إلى سوريا مدفوعاً بالأمل الذي حمله تبدّل المشهد السياسي في البلاد، فبدأ بالعمل على مشروعه الفنّي في النحت والتصميم والتحف الخشبية.

يقول مهند (32 عاماً)، يقيم في محافظة السويداء، بدأت مشروعي برأسمال لا يتجاوز 100 دولار أميركي، ولكن الرأسمال الأكبر هو زوال القيود والخوف من الاعتقال والتغييب، والآن أستطيع البدء من إمكانياتي البسيطة في بلدي”.

ويضيف مهند، في حديثه لموقع “تلفزيون سوريا”، أن كل ما يطمح إليه الفنّان الشاب هو امتلاك ورشة عمل خاصّة به، والعمل في المجال الذي يحبّ وتأمين دخل مادّي يكفيه ويكفي أسرته.

ووفقاً الشاب مهند، فإن الحرّية أساس الفنّ ولذا يأمل بالحفاظ عليها كمكتسب للسوريين، ويدعو الحكومات إلى صون هذه الحرّية وتعزيزها، ودعم الحرف والفنون والمهن التقليدية لينتعش سوقها فهي تمثّل وجه سوريا الحضاري.

بدوره، فرحتيان فرحات (32 عاماً)، مهندس عمارة ومصمّم ونحّات يقيم في مدينة قطنا بريف دمشق، دفعه سقوط النظام لإعادة التفكير بمشروعه “فراغات” لتصميم وصناعة الحليّ من المعادن.

ويقول فرحتيان، إن أجواء الانفتاح الجديدة وإزالة القيود التي كان يفرضها النظام، جعلتني أطوّر من أساليب العمل في التصميم والتسويق.

يستمد فرحتيان تصاميم أعماله الفنية بطريقة تحاكي عملية التغيير والتحرر التي تشهدها البلاد.

ووفقاً للشاب السوري، فإن كلفة إطلاق مشروعه فراغات لم تتجاوز 500 دولار أميركي شملت إنتاج قطعاً فنية معدنية مستوحاة من التراث الدمشقي بقوالب معاصرة، ولكنه يسعى اليوم إلى تطويره من خلال إدخال تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد للأشكال المصممة ومن ثم صبّها بواسطة المعادن المختلفة من برونز وفضة.

ويؤكد فرحتيان صاحب مشروع “فراغات” على أن أرباحه قد زادت 3 أضعاف بعد سقوط النظام، وذلك بسبب دخول أشخاص جدد إلى البلاد والتشبيك معهم، وإمكانية إرسال المنتجات خارج سوريا بطريقة أسهل من ذي قبل.

فنّ التزيين

كذلك، أطلقت جويل مخول (27 عاماً)، تقيم في مدينة دمشق، مشروعها لتلوين وتزيين مختلف القطع والتحف والأدوات، الذي لاقى استحساناً لدى شريحة واسعة من العملاء على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتقول جويل، في حديثها لموقع “تلفزيون سوريا”، إن سقوط النظام سمح لي بإعادة تفعيل مشروعي الذي كنت قد أوقفته سابقاً نتيجة للقيود الاقتصادية وغلاء الأسعار وافتقار السوق إلى الأدوات اللازمة، الأمر الذي اختلف بشكل ملحوظ بعد السقوط.

وتقوم فكرة المشروع على أساس تحويل التحف والأدوات وغيرها من المشغولات إلى قطع فنّية تعطي طابعاً مميزاً للأمكنة التي توجد فيها، إلى جانب تحويلها إلى هدية فريدة من نوعها ومصمّمة خصيصاً للطرف الآخر.

وعلى غرار مشروع جويل، أنشأت نتالي جاموس (22 عاماً) تقيم في دمشق، مشروعها الذي يقوم أيضاً على التزيين، غير أنها اختارت الأمكنة حيّزاً لعملها، فأطلقت مشروعها، الذي تعمل من خلاله على تصميم ديكورات يدوية فريدة وعصرية لجميع المناسبات.

ومع سقوط النظام قررت نتالي توسيع مشروعها الخاص، والاستفادة من المرحلة الجديدة حسب تعبيرها، فقامت بإنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك وانستغرام للترويج لعملها، والعمل حسب الطلب لتأمين تكاليف إعادة إطلاق المشروع.

وتقول نتالي، بدأتُ الفكرة من المنزل، حيث كنت أصنع ديكورات صغيرة لتزيين البيت، وأساعد الأصدقاء والمعارف في تجهيز المناسبات المختلفة، وكان الدافع الأكبر وراء إطلاق هذا المشروع هو شغفي الكبير بالزينة والديكور.

وتضيف نتالي، بعد التحرير، أصبحنا نشعر بأن السوق ينفتح بشكل أوسع، ونأمل أن نشهد تطوراً في جميع المجالات، مما سيمكّنني من استيراد مواد لم أكن أستطيع الحصول عليها سابقاً، وبالتالي سيزدهر عملي أكثر.

الرسم على الملابس

أمّا ماريا غزال (25 عاماً)، أطلقت مشروعها الرسم على الملابس بشكل رسمي بعد السقوط مباشرة وفقاً للظروف المشجعة الجديدة على حد تعبيرها.

وتقول، لم يكن من الصعب عليّ أن أطلق مشروعي مباشرة لأن الفكرة وتنفيذها وشغفي بها كانت ملازمة لي منذ زمن، ولكن حان الآن وقت تنفيذها بشكل واقعي، وبالفعل بدأت برأسمال متواضع.

وتقول ماريا، إنها ركَّزت بهذا الرأس مال على شراء الأدوات الأساسية مثل: الألوان والفُرَش والملابس الخامّ معتمدةً على موهبتها الفنّية كمحرك أساسي للعمل.

وبالرغم من أن مبيعاتها لم تصل بعد إلى المستويات المطلوبة، إلا أنّها تعمل على تحسين تصاميمها، وتسويق أعمالها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والمشاركة في الفعّاليات والمعارض للتعريف بخدماتها.

وتقدّم ماريا اليوم منتجات مُتقنة (ملابس وإكسسوارات) مزينة برسومات يدوية بطرق عصرية، وتطمح في المستقبل إلى توسيع نطاق مشروعها عبر الوصول إلى أسواق جديدة. تلفزيون سوريا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى