سقوط بشار الأسد، الرئيس الفار والمخلوعصفحات الحوار

القائد العسكري أحمد الدالاتي لـ”المجلة”: اتخذنا قرار إسقاط الأسد في 2020… وهكذا صنعنا مسيّرات “شاهين” الحلقة الأولى والثانية

الحلقة الأولى

عضو غرفة عمليات “ردع العدوان” ونائب قائد “أحرار الشام” يروي تفاصيل العمليات العسكرية في مناسبة مرور شهر على هروب الأسد

القائد في غرفة العمليات العسكرية، نائب قائد أحرار الشام، أحمد الدالاتي

إبراهيم حميدي

08 يناير 2025

دمشق- مع مرور شهر على هروب بشار الأسد وسقوط النطام السوري في 8 ديسمبر/كانون الأول، لا تزال هناك أسئلة كثيرة من دون إجابات حاسمة، بينها: متى اتخذت الفصائل المسلحة قرار إسقاط نظام الأسد؟ وهل كان الهدف تحرير حلب فقط أم الوصول إلى دمشق؟ وما السر في سلاسة تقدم الفصائل وسرعة انهيار النظام؟ ولماذا لم يقاتل الجيش السوري؟ ولماذا لم تتدخل روسيا وإيران عسكريا في المعركة التي انطلقت في 27 نوفمبر/تشرين الثاني؟

حملت هذه الأسئلة وغيرها إلى القائد في غرفة العمليات العسكرية، نائب قائد “أحرار الشام” أحمد الدالاتي (أبو محمد الشامي) الذي لعب دورا محوريا في غرفة عمليات “ردع العدوان” بقيادة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني).

بالنسبة إلى الدالاتي، فإن قرار إطلاق معركة الوصول إلى دمشق يعود إلى أبريل/نيسان 2020 بعد اتفاق خفض التصعيد بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان بداية مارس/آذار 2020. ويقول: “اللحظة التي انتصرنا فيها حقيقة هي تلك اللحظة وليس 8 ديسمبر”، إذ إن قادة الفصائل وبينهم الشرع اجتمعوا واتخذوا “قرارا استراتيجيا بأن ننتقل من إدارة الصراع مع النظام من حالة الكانتونات والفصائل والأحزاب إلى حالة المؤسسات”. وأضاف: “كان التطبيق العملي لهذا الكلام معقدا للغاية ومكلفا للغاية لأن هناك إشكالات متراكمة، تحديدا بيننا وبين “الهيئة”، من الصراعات، وتاريخا من الصعب جدا أن تمحوه (…) للأمانة الثقل الأكبر كان على “الهيئة” كونها بطبيعة الحال الجسم الأكبر والمسيطرة على الجغرافيا”.

وتابع الدالاتي: “عملية فصل الصلاحيات وتخصيص المؤسسات كانت عملية معقدة جدا. نحن في “الحركة” ربما كانت المسألة بالنسبة إلينا أيسر لأن الجانب الذي شغلته “الحركة” كان أغلبه عسكريا، أما “الهيئة” فكانت تشغل الجانب المدني والجانب العسكري، وأنشئت “غرفة عمليات الفتح المبين” التي شُغلت بالعسكرة”، مشيرا إلى أن ذلك أطلق اجتماعات دورية، وكنا نجتمع كلما تقتضي الحاجة فنحن خلية أزمة بأي لحظة يمكن أن نجتمع حسب الأحداث”.

وأشار أيضا إلى أن قادة الفصائل عقدوا اجتماعا بعد اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله “بحضور أبو محمد وقائد الأحرار وكنت موجودا، وقيادات عسكرية من قبلنا ومن قبل (الهيئة) ومن فصائل أخرى”. وزاد: “كانت لدينا معلومات كثيرة وكان لدينا تقدير موقف إلى أين ستتوجه الحرب الإسرائيلية”.

وتابع: “كنا مستعدين سياسيا وعسكريا واستخباراتيا في آخر فترة. وما عزز الفرصة كان سلوك النظام قبل المعركة بـ3 أشهر، فقد أصبح يحاول أن يصدّر- ليتهرب من انهزامه وضعف موقفه واستحقاق الحرب مع لبنان- حاول تصدير الأزمة إلينا بأننا نحن السبب لأننا قمنا بثورة وأضعفنا النظام، ما منعه من مؤازرة المحور”. كما تحدث تفصيلا عن كيفية ومراحل صنع مسيّرات “شاهين” التي لعبت دورا محوريا في المعارك:

وهنا الحلقة الأولى من الحوار:

* بعد مرور شهر على سقوط بشار الأسد ودخولكم إلى دمشق، متى بدأ التحضير لعملية “ردع العدوان”؟

– الحقيقة أن الإعداد للعملية كان طويل الأمد، لا شك أن الثورة في النهاية بكل ما حصل فيها هي جزء من العملية والجهد الذي بذله كل سوري، الصرخة، الصوت، أي شخص قدم أي شيء في الثورة هو شريك في هذه العملية. لكننا بالتأكيد نتحدث عن البعد الذي له علاقة بالإعداد للعملية نفسها بالمعنى الذي رأيناه وتحررت به سوريا.

في 2019 اتخذ قرار سياسي بتصفية الثورة السورية وعلى أثره حدثت حملة عسكرية شرسة ضخمة من النظام والميليشيات الإيرانية و”الحرس الثوري” و”حزب الله”، طبعا بدعم جوي روسي كثيف جدا. كان الغرض إنهاء الجغرافيا السورية بعد أن ضغطوا على المناطق التي كانت محاصرة في كل المحافظات السورية (التي كانت تحت عنوان “خفض التصعيد”) وهجّروا الناس إلى إدلب وريفها- المناطق المحررة. فكان هناك قرار حتى المناطق التي هجّر إليها الناس يتم حسم عسكري يؤدي إلى حل سياسي ينزع شرعية الثورة وتتم السيطرة على المراكز الحيوية التي كنا نسيطر عليها مثل “أوتوستراد-م-5″ و”أوتوستراد-م-4” ومركز مدينة إدلب، وحشر من يريد في عمق 10 كيلومترات على الحدود التركية، وطبعا نزع السلاح الثقيل وتصفية القيادات الثورية ثم الوصول إلى حل سياسي لإعادة إنتاج بشار الأسد يضمنون فيه الحد الأدنى من عودة الناس واللاجئين. وحتى الناس الذين سيكونون على الشريط كانوا سيخضعونهم لظروف إنسانية صعبة يقبلون فيها بأي حل.

الحملة كان لديها سقف زمني بسبب ما سيتم على أثرها من تبعات كضغوط إنسانية بالدرجة الأولى ونزوح ستسببه وغير ذلك. نحن استطعنا أن نقاوم وأن نطيل أمد المعركة لمدة حوالي 11 شهرا. هذه الأشهر الـ11 كانت كفيلة بتشكيل عبء سياسي ضخم، الظروف الدولية لم تسمح لهم أن ينهوا المشهد بشكل كامل فانتهت المعركة إلى ما انتهت عليه بحدود تقريبا 5 مارس/آذار2020.

* تاريخ اتفاق الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان- اتفاق موسكو؟

– صحيح اتفاق بوتين–أردوغان.

* حينها رسمت الخطوط بين مناطق النفوذ بما فيها إدلب…

– الخطوط التي انطلقنا منها الآن لعملية التحرير.

المشهد كان مؤلما جدا، الخسارة كانت كبيرة جدا، لا شك هناك قوة كبيرة دولية، روسيا مع دول مثل إيران و”الحزب” وغيرها والنظام، وهم ماديا أكبر منا عددا وعتادا ولديهم عمق سياسي واقتصادي وأمني واستخباري. وكانت هناك مشكلة داخلية لدينا هي أنه بعد الحملة عقدت جلسة تقييم لمعرفة أسباب ما حصل.

* جلسة بين من ومن؟

– الناس الفاعلة في إدلب، نحن و”الهيئة” وبعض الشخصيات.

* أي قادة الفصائل العسكرية الأساسية.

– صحيح، الفصائل الأساسية في إدلب.

* أي “هيئة تحرير الشام” و”أحرار الشام”؟

– صحيح، “هيئة تحرير الشام” و”أحرار الشام” والفصائل الأخرى التي تعاملنا معها، ولكن بالدرجة الأولى نحن و”الهيئة”. بطبيعة الحال السبب المنطقي والمفهوم عبر الثورة هو تشتت القرار والتنازع، فاتخذ قرار استراتيجي له علاقة بأن ننتقل من حالة إدارة الصراع مع النظام من حالة الكانتونات والفصائل والأحزاب إلى حالة المؤسسات.

* متى كان ذلك؟

– خلال شهر أبريل/نيسان 2020، بعد اتفاق بوتين، جرى تقييم. وأقول إن اللحظة التي انتصرنا فيها حقيقة هي تلك اللحظة وليس 8/12 فقد اتخذ قرار استراتيجي، والقيادات أعلَت من شأن مصالح البلد ومصالح الثورة على حساباتها الضيقة. وكان التطبيق العملي لهذا الكلام معقدا للغاية ومكلفا للغاية لأن هناك إشكالات متراكمة، تحديدا بيننا وبين “الهيئة”، من الصراعات وتاريخا من الصعب جدا أن تمحوه. لكن حجم الألم الذي كان بعد الحملة بدل أن يشكل لدينا حالة يأس، شكل إرادة كبيرة جدا وعزيمة كبيرة جدا وأملا كبيرا وتصميما على أن نعيد إنتاج أنفسنا.

* هل من الممكن أن نعرف من كان حاضرا في ذلك الاجتماع بالأسماء، أبرز الحاضرين؟

– حضرت قيادات من “الهيئة” ومن “الأحرار” ومن سائر الفصائل الثورية، والأفضل عدم الدخول في تفاصيل الأسماء الآن. هم من قادوا العمل وأصبحوا في إدارة العمليات العسكرية مؤخرا. أريد أن أذكر أنه في تلك اللحظة مر السوريون بأزمة ضخمة جدا وموجة إحباط شديدة وموجة نزوح ضخمة وفقدوا جغرافيا، والنظام دخل في حالة من الانتعاش السياسي والميداني بشكل كبير جدا وأصبح يصور ما حصل على أنه نصر كبير جدا. السياسة الدولية بدأت تتبدل باتجاه دعم النظام وإعادة تسوية سياسية مع النظام وتطبيع معه.

* التطبيع العربي؟

– صحيح.. جرى قبول النظام في جامعة الدول العربية وغيرها، وفي المقابل نحن حوصرنا سياسيا واقتصاديا ومنع عنا الدعم حتى الدعم الإنساني أصبحت روسيا تبتزنا به كل ستة أشهر بالقرار الدولي لتمريره عبر النظام… إلخ. القرار الاستراتيجي هو أن نبني أنفسنا كمؤسسات ونعبّر عن أنفسنا كمؤسسات هو طبعا امتداد لتجربة كانت بدأتها “الهيئة” من “حكومة الإنقاذ” ثم كنا نحن شيئا آخر إلخ.

* تقصدون تجربة “حكومة الإنقاذ” 2017؟

– صحيح. 2017 و2018 و2019. وللأمانة الثقل الأكبر كان على “الهيئة” كونها بطبيعة الحال الجسم الأكبر والمسيطرة على الجغرافيا. عملية فصل الصلاحيات وتخصيص المؤسسات كانت عملية معقدة جدا. نحن في “الحركة” ربما كانت المسألة بالنسبة إلينا أيسر لأن الجانب الذي شغلته “الحركة” كان أغلبه عسكريا، أما “الهيئة” فكانت تشغل الجانب المدني والجانب العسكري، وأنشئت “غرفة عمليات الفتح المبين” التي شُغلت بالعسكرة.

* هل أنشئت في 2021؟

– أنشئت في 2020 وانضمت إليها الفصائل وكانت فكرتها إعادة إنتاج غرفة مركزية لإدارة العمل العسكري وتوحيد القرار العسكري. تم فصل الأمن أيضا عن العسكرة وتم فصل الإدارة عن الأمن والعسكرة، وهذا ما تمسكت به “حكومة الإنقاذ”.

* أي فصل السلطات…

– صحيح، فصل السلطات. وهذه كانت معركة أدت إلى إشكالات داخلية، داخل “الهيئة” وداخل “الأحرار” بالدرجة الأولى، معركة أدت إلى تبعات وهناك شخصيات كبيرة جدا في “الهيئة” انتهى المطاف بسجنهم، وشخصيات من “الأحرار” انشقوا وحاولوا أن يقوموا بتمردات وصار تشكيل “حرّاس الدين” كردة فعل على هذا.

* جرى إنشاء “غرفة مشتركة”…

– صحيح، شكلوا غرفة “فاثبتوا”. طبعا التحدي أن شخصا كان يمارس السلطة الكاملة على مدى عشر سنين.

* كان يقوم بالعسكرة والإعلام والسياسة والإدراة ثم حصر دوره بالعسكرة مثلا…

– صحيح، كان يقوم بكل هذه الأمور ثم أصبح دوره العسكرة ويحتاج إلى إذن من المخفر. نحن غالبية من أحضرنا إلى المخافر هم (عناصر) شرطة منشقون، وبالنسبة له هم أشخاص “لا يستطيع التعاطي معهم”، فأصبح يحتكم إليهم ولم يستوعب ذلك كونه يعتبر نفسه أنه هو المجاهد هو الذي حرر، أنا “فلان”… فهذه التحديات كانت تحديات كبيرة.

الملخص، “غرفة عمليات الفتح المبين” وضعت برنامجا منهجيا علميا لإعادة تأهيل العناصر والقيادات عسكريا، بمسار دورات تخصصية مكثفة للعناصر والتخصصات العسكرية، وبمسار أكاديمي أنشأنا فيه “الكلية الحربية” التي أهلت أكثر من 500 ضابط من قيادات الفصائل الثورية الذين كانوا من خلفية مدنية. وطبعا في الأصل هناك قيادات عسكرية حقيقية فاعلة لديهم خبرة كبيرة وخاضوا حروبا عديدة لكننا جعلنا ثقلا لهذه الخبرة مع العلم. طبعا كلها خبرات محلية وتدريبات محلية. هذا مسار كان معقدا جدا ومسألة إدخال العلم على العسكرة كانت معركة أيضا.

* هم كانوا يعتبرون أنفسهم أنهم يفهمون هذه الأشياء…

– لا، المسألة كانت أن غالبية الشريحة المنخرطة معنا في العمل مستواها الثقافي ضعيف والعناصر أغلبهم أميون، فلكي تعيد تنظيم هؤلاء الناس عليك إعطاؤهم دورات عسكرية، أنت في تحدٍ كبير إذ عليك أن تدخل معهم في الرياضيات والطوبوغرافيا والهندسة والخرائط… مسائل يجب أن يكون لها أساس علمي واضح. أيضا كان هناك عملية إبداع في إنتاج مناهج عملية أكثر منها مناهج أكاديمية لتلبية هذه الحاجة. فبُذل جهد ضخم جدا.

المسار الثاني كان مسار التصنيع. بطبيعة الحال نحن حوربنا وحوصرنا وكنا مدركين أن حاجتنا العسكرية لم يعد أي أحد يقدمها لنا فبدأنا في مسار التصنيع الحربي واستطعنا بفضل الله أن نصل ليس طبعا إلى المعايير الدولية، ولكن إلى ما يلبي احتياج معركتنا محليا، فصنعنا راجمات صواريخ وصواريخ وآليات.

* كل ذلك كان بخبرات محلية؟

– كله كان بخبرات محلية وبتحديات كبيرة جدا، خاصة بمسائل طيران الـ”درون” الذي أعلنا عنه لاحقا “شاهين”، إذ تحتاج إلى الحصول على محركات وقطع وكله تم عبر التهريب، وكنا نخسر نصفه في طريقه إلينا، وبأسعار مرتفعة. عملية التهريب عملية معقدة جدا. فمسار التصنيع ومسار إعداد الأشخاص. الإعداد طبعا كان يتم ليل نهار، بالإضافة إلى إعداد الجبهات ومسائل التحصين والتدشيم كانت نوعية. قبل المعركة ربما هناك 40 أو 50 كيلومترا من الأنفاق محفورة على الجبهات، بالإضافة إلى الخنادق.

* سأعود لاحقا إلى موضوع الأنفاق، وهناك نفق سمعت أن طوله كان 700 متر.

– صحيح.

* بالنسبة إلى التصنيع العسكري، إلى أي حد صحة الكلام عن أن المخابرات الأوكرانية ساهمت في تصنيع “شاهين”؟

– هذا الكلام غير صحيح، لا أحد أبدا ساهم، بالعكس حوربنا بشكل كبير جدا. أساسا المواد التي نستخدمها غير عسكرية فإن عاينت الطائرات التي نستخدمها ترى أن ليس فيها أي قطعة عسكرية وكلها صناعة تجارية وتسويقية، نوع الطائرات والمحركات ليست عسكرية، حتى التحكم والاتصالات والاستقبال نحن صنّعناه محليا بطبيعة الحال وهو مفهوم ومعروف لمَ هذا بالضبط، هناك مهندسون لدينا اجتهدوا وصنّعوا “التحكم الآلي” (auto pilot) وصنّعوا آلية الإرسال والاستقبال للاتصالات.

* متى صنعت أول طائرة “شاهين”؟

– هي عملية تراكمة. أصبح هناك خط إنتاج منذ أكثر من سنتين. والـ”شاهين” عنوان لعدة نماذج وليست نموذجا واحدا، فمنها للاستطلاع ومنها الانتحارية ومنها عدة أنواع، و”القاصف” الذي يتولى القصف.

* من كان المشرف على هذا البرنامج؟

– شباب مهندسون من طرفنا في وحدة التصنيع.

هذا الإعداد بهذا الشكل، تدريب وتصنيع على المستوى العسكري. في المقابل كان هناك تطوير للبنية التحتية لـ”الدولة” أو لمنطقة إدلب، وحصل تحضير للمؤسسات. نحن أنشأنا عناوين وزارات، بطبيعة الحال كمضامين لا تستطيع أن تعتبرها وزارة، كان هدفنا أن تعيّش العمال والموظفين بجو الوزارة، كوزير ووزارة ليدخلوا في هذه “العقلية” لتأهيلهم نفسيا وعمليا على ممارسة عملية الحوكمة. وجرت مطاحنات كثيرة بالصلاحيات والأشخاص والخبرات والكفاءات واستطعنا أن ننتج أنوية لكافة المؤسسات الأساسية التي تهم الدولة خاصة على المستوى الخدمي وكانت هذه العملية بيئة تدريبية للكوادر ولاستقطاب الكوادر وللكوادر التي تأتي بممارسة عملية الحوكمة في كل المجالات. لدينا مسار الحوكمة فاعل والمسار العسكري فاعل والمسار الأمني فاعل.

هذه الظروف الذاتية للإعداد، وهذا مستمر من أول لحظة توقفت فيها المعركة إلى أول لحظة بدأنا فيها العمل العسكري، العمل جارٍ ليل نهار، مئات المعسكرات وآلاف الدورات التدريبية التخصصية.

في المقابل الظروف الموضوعية، بدأت الفرصة تلوح منذ بدء الحرب الروسية–الأوكرانية في 2022 في شهر أبريل إثر تبعاتها التي ترتبت عنها فانسحب الروسي وهو أهم حليف دولي للنظام موجود بثقله العسكري.

* هل شاهدتم الانسحابات الروسية وانسحاب “فاغنر”؟

– طبعا، نحن نراقبهم وانسحبوا من أكثر من مكان حتى سحب الطائرات والمدفعية.

* سمعت أن الجيش الروسي سحب 16 طائرة من أصل 22 كانت لديه في سوريا. هل هذا صحيح؟

– لا، الروسي سحب أكثر من ذلك فهو كان لديه خمسة أسراب بواقع 43 طائرة، والطائرات التي كانت موجودة في المطار كانت 12 أو 13 سحب أغلبها. والأهم من ذلك كان الانشغال السياسي والضغط الذي شكلته الحرب الأوكرانية ودخول الغرب على الخط، وما إلى ذلك.

* هذا أدى إلى استنزاف الجيش الروسي…

– صحيح، هذا شكل استنزافا للجيش الروسي. والموضوع الثاني كان حرب غزة التي أدخلت ثاني أهم حليف وهو الحليف الأخطر ميدانيا علينا بسبب أنه يحمل أيديولوجيا التوسع وداخل في كل مفاصل الدولة وهو العدو الإيراني وميليشيات “الحزب” وغيره. تبعات حرب غزة أدخلت هذا المحور في صدام مباشر مع إسرائيل أدى إلى إضعافه بشكل كبير جدا. والنظام هنا في حالة الركود التي استمرت أربع سنوات، حاولت الدول إعادة انتاجه سياسيا بشكل كبير، وهو بعقليته الإجرامية والأمنية حتى هذه الفرصة السياسية لم يعرف كيف يستثمرها. وبقي ينتج الأدوات القذرة لابتزاز الدول سياسيا من خلال تصدير الكبتاغون والمخدرات والمشاكل الأمنية واللاجئين.

اجتماعيا كان وضع النظام يتدمر بسبب الوضع الاقتصادي والعقوبات والظروف، فهو اجتماعيا مسحوق ويوما بعد يوم يضيّق على المجتمع مما خلق، بغض النظر عن الثورة، بيئة اجتماعية رافضة ومسحوقة وممتعضة منه.

على مستوى علاقته مع حلفائه، بدأت العلاقات تنهار بعد تسريب أجهزة استخبارات مواقع وإحداثيات ضباط “الحرس الثوري” الإيراني و”حزب الله” بشكل كبير جدا التي تزايدت في السنة الأخيرة. نحن عندما بدأت حرب لبنان كنا مستشرفين.

* من تقصد بـ”نحن”؟

– نحن في “غرفة عمليات الفتح المبين”.

* هل كنتم تجتمعون دوريا؟

– طبعا، بيننا اجتماعات وتقييم موقف، سياسي وأمني وعسكري دائما.

* هل كنتم تجتمعون أسبوعيا أم مرة كل أسبوعين؟

– كنا نجتمع كلما تقتضي الحاجة فنحن خلية أزمة بأي لحظة يمكن أن نجتمع حسب الأحداث.

* هل عقدتم جلسة بعد اغتيال حسن نصرالله، ومن حضرها؟

– طبعا… حضرها قيادات العمليات العسكرية وقيادة “الأحرار” وقيادة “الهيئة”.

* هل حضرها “أبو محمد”؟

طبعا، حضرها “أبو محمد” وقائد “الأحرار” وكنت موجودا، وقيادات عسكرية من قبلنا ومن قبل “الهيئة” ومن فصائل أخرى.

بالأصل نحن استشرفنا الوضع، ولدينا معلومات ولدينا جهد آخر فبسبب حالة البنية الهشّة للنظام دخلنا في أعماق أعماقه على المستوى المعلوماتي.

    كان للجانب الروسي خمسة أسراب بواقع 43 طائرة، والطائرات التي كانت موجودة في المطار كانت 12 أو 13 سحب أغلبها

* سنتطرق لاحقا إلى غرفة عمليات حلب وكيف تم التفجير لأهمية الموضوع…

– لم يكن هناك تفجير.

* هناك من دخل وقتلهم…

– التفجير يختلف عن الاغتيال.

كان لدينا معلومات كثيرة وكان لدينا تقدير موقف إلى أين ستتوجه الحرب الإسرائيلية، ولم يكن أمرا مخفيا أن إسرائيل وضعت سيناريو لدخول دمشق ولدخول بيروت. كان السقف الإسرائيلي عاليا جدا على مستوى التخطيط. وبعثت تهديدا لبشار الأسد واضحا باتخاذ موقف من إيران. فأنا أقصد أننا استشرفنا اللحظة وكنا نتحين الفرصة للحظة الأنسب.

* كنتم مستعدين عسكريا واستخباراتيا؟

– كنا مستعدين سياسيا وعسكريا واستخباراتيا، في آخر فترة ما عزز الفرصة كان سلوك النظام قبل المعركة بـ3 أشهر أصبح يحاول أن يصدّر، ليتهرب من انهزامه وضعف موقفه واستحقاق الحرب مع لبنان، حاول تصدير الأزمة إلينا بأننا نحن السبب لأننا قمنا بثورة وأضعفنا النظام ما منعه من مؤازرة المحور، هذه السيمفونية التي حاول أن يلعبها. وبدأ يصدر الأزمة إلى الشمال وبدأ يدرب فرقا لـطائرات مسيرة انتحارية، والميليشيات الإيرانية بدأت تدريب عناصر تابعة له. وللتدريب العملي كانوا يأتون إلى خطوط التماس ويستهدفون شبابنا العسكريين. فبعد المرة الأولى والمرة الثانية أخذنا تدابير فلم تعد هناك أهداف عسكرية لهم فبدأوا باستهداف المدنيين. وهذا جرى على مدى شهرين أو ثلاثة بوتيرة متزايدة جدا ما أدى إلى تهجير أكثر من مئتي ألف مواطن من تلك القرى باتجاه ريف حلب، كل الخط من الغرب إلى ريف حلب الغربي. وحصل تصعيد روسي بقصف بالطيران أكثر من مرة على إدلب وغيرها، وبدأ النظام يتحدث عن حملة عسكرية. واستنفر فعلا قواته على خطوط الجبهات وكان ذلك في أشهر أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول. واستدعى الفرقة 25 من البادية التي كانت تقاتل “الدواعش”، وكل ذلك مصور إذ بدأ يتحدث عن عملية إلهاء لحاضنته عن المشهد في الجنوب. وكانت إسرائيل في ذلك الوقت تعتدي، ليس فقط عبر انتهاك السيادة بالقصف والاغتيالات بل أصبحت تتقدم ميدانيا في القنيطرة وتبني السواتر وتحاول أن تحدث خرقا.

كان مشهد اتخاذ قرار المعركة مشهدا صعبا جدا، وطبعا نحن مدركون أن الفرصة كبيرة ولكن أيضا التحديات كبيرة. إدلب فيها 5.5 مليون نسمة وفيها 1300 مخيم يسكنه 1.7 مليون شخص. لا دعم سياسيا ولا دعم عسكريا من أي دولة، مع تبعات على البنية التحتية تحديدا، مثلا مسألة المشافي والأفران والمخيمات والإيواء واستهداف أي نقطة محررة من قبل النظام بالمدفعية كان يمكن أن يحدث كارثة إنسانية ضخمة كردة فعل إن لم يكن عملنا ناجحا. كان تحديا كبيرا جدا وحتى كان تحديا سياسيا. لكل الدول كانت رافضة العملية.

مارسنا جهدا سياسيا مع أكثر من طرف لإقناعهم بقدرتنا على العمل، إلى حين وجدنا أن الظرف ميدانيا وسياسيا يسمح بأن نبادر. ونحن للحقيقة كنا نعد خططا مرنة وهجينة تتجاوز الطريقة الكلاسيكية في الحروب، وكان الهدف واضحا بالنسبة لنا في أن لا ندخل في صدام مباشر مع النظام، وإنما نقوم بضربات تؤدي إلى انهيار النظام. فخططنا لهذه المسألة وكل ذلك سببه أننا امتكلنا الأدوات: لدينا قوات نخبة مدربة بشكل كبير جدا بكافة الظروف، قوات نخبة غير “العصائب الحمراء” التي تعمل خلف الخطوط. في الألوية العسكرية التي أنتجناها وفي الفرق العسكرية هناك كتائب نخبة مدربة بشكل كبير جدا، مهيأة بظروف معقدة جدا وتدريبات متقدمة جدا، عدا الأسلحة الأخرى التخصصية التي أدخلناها وفعّلناها بشكل كبير من أسلحة القنص والإسناد المباشر وغيرها. وحتى تدريب “سرايا القتال الليلي” وهذا شيء لم يكن معروفا في الثورة، نحن أدخلنا تكتيك القتال الليلي على كل الأسلحة، وليس فقط على المشاة بل على كل أصناف الأسلحة بحيث أصبح بإمكاننا استخدامها ليلا إذا اتخذ قرار بالمعركة.

——————————

الحلقة الثانية

القائد العسكري أحمد الدالاتي لـ”المجلة”: اختراق أمني دشن معركة حلب… وسقوط نظام الأسد كان أسرع مما توقعنا (2 من 2)

عضو “غرفة العمليات” ونائب “أحرار الشام” يقول إن الأولوية لحفظ الأمن… والمؤتمر الوطني سينهي أركان النظام ويؤسس لمرحلة انتقالية على المستوى الدستوري

إبراهيم حميدي

آخر تحديث 09 يناير 2025

دمشق – بعدما تناولت الحلقة الأولى من الحوار مع نائب القائد العام لـ”حركة أحرار الشام” أحمد الدالاتي (أبو محمد الشامي) المرحلة المؤسسة لقرار بدء إسقاط النظام السوري في 8 ديسمبر/كانون الأول، تتناول الحلقة الثانية والأخيرة التفاصيل التي سبقت قرار إطلاق معركة “ردع العدوان” في 27 نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال إن قرار بدء معركة “ردع العدوان” اتخذ في 20 نوفمبر، وأن عملية اختراق أمني معقدة دشنت معركة حلب في 27 نوفمبر، موضحا أنه “مع بدء العمل في اليوم الأول. عملنا خلف الخطوط وأدخلنا وحدة خاصة من خلال معلومات استخباراتية واستطعنا الوصول إلى غرفة العمليات العسكرية (التابعة للنظام)”.

وأوضح الدالاتي: “بالنسبة لنا، على مستوى التخطيط لدينا كان (الهدف) دمشق، على مستوى التنفيذ كنا وضعنا حلب كهدف أول ثم ندخل في عملية تقييم لما سيحصل”. وتابع: “على مستوى التخطيط وضعنا أكثر من سنة… والسقوط كان أسرع مما تخيلنا وتوقعنا”. وأضاف أن القيادة أبلغت العناصر أننا “لا نريد تحرير سوريا بالبندقية لأننا لا نستطيع الدخول إلى حلب بطريق الحرب الكلاسيكية بأن ندمرها وندخل إليها فهذا لا يقدم أي فائدة ولا أي إضافة. نحن نريد أن نحرر مدننا بالنموذج، بأخلاقنا برسالتنا وعليكم أن تنتبهوا”.

وعن مستقبل سوريا، قال الدالاتي: “الآن الأولوية ميدانياً لحفظ الأمن، لأن المنظومة الأمنية انهارت والمنظومة العسكرية انهارت وانتشر السلاح بفوضى بين أيدي الناس”، لافتا إلى أن المؤتمر الوطني المقرر عقده قريبا “سينهي أركان النظام السابق بشكل رسمي: المنظومة الأمنية من (حزب البعث) والجيش والحكم السابق، وسيؤسس لمرحلة انتقالية على المستوى القانوني والدستوري لننتقل منها إلى حالة صحية بعد تشكيل الدستور”.

وهنا نص الحلقة الثانية والأخيرة:

* متى اتخذ القرار بالمعركة؟

– قبل مقتل حسن نصرالله بفترة قصيرة عقدنا جلسة طرحنا فيها المعطيات على الأرض.

* قبل تفجيرات “البيجر” في 17-18 سبتمبر؟

– عقدنا جلسة قبل هجمات “البيجر” كنا نتوقع الهجوم على جنوب لبنان.

* نصرالله اغتيل في 27 سبتمبر…

– دخلنا مرحلة رفع الجاهزية منذ ذلك التاريخ، ووضعنا خطة تضليل للنظام باستنفارات وهمية وبتسريب معلومات، وهو استُنزف.

* لم يعودوا يصدقون؟

– صحيح، لم يعودوا يصدقون.

* من وضع هذه الخطة؟

– القيادة العسكرية أدارت العملية، والأسماء غير مهمة وقد يمكن الحديث عن الأسماء بالتفصيل في مرحلة لاحقة. أخذنا قرار المعركة تقريبا في 20 نوفمبر.

* اتخذتم قرار المعركة في 20 نوفمبر وبدأت المعركة في 27.

– اتخذنا القرار بالعمل وغيرنا خطة العمل من دون أن نُطلع العسكريين عليها. غيرنا محاور العملية.

* سمعت أنكم أجريتم تمويها على أساس أنكم ستباشرون من منطقة معينة قرب سراقب ثم باشرتم من ريف حلب…

– قمنا بعملية تضليل. لأسباب لوجستية لم ينجح التحرك في التاريخ الأولي الذي كان يوم الجمعة قبل المعركة (22/11) إذ كنا قد اتخذنا قرار المعركة في الأربعاء الذي سبقه (20/11)، وانطلقت المعركة يوم الأربعاء (27/11). كان يفترض أن تبدأ العملية في 22 نوفمبر.

* اتخذتم القرار في 20 نوفمبر على أن تبدأ المعركة في 22 نوفمبر؟

– قيّمنا الوضع يوم 21 نوفمبر فاقترح بعض العسكريين تأجيل العملية إلى يوم السبت في 23 نوفمبر ويومها حصل ظرف أرجأ دخول مجموعة خاصة إلى العمق (حلب). حصل ظرف معين. وقيّمنا الوضع يوم الاثنين (25/11) واتخذنا القرار بأن تكون العملية يوم الأربعاء (27/11). يوم الثلاثاء جرى اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان قدرا، لم نكن نعلم أنه سيتم. ويوم الأربعاء كنا جاهزين.

    وضعنا حلب كهدف أول ثم ندخل في عملية تقييم لما سيحصل. لكن كان لدينا ترجيح كبير أنه سيحدث انهيار داخل صفوف النظام، على مستوى المعطيات وعلى مستوى القدرة

* في 20 نوفمبر اتخذت القيادة العسكرية قرار بدء عملية “ردع العدوان”، ماذا كان الهدف النهائي من العملية؟

– بالنسبة لنا، على مستوى التخطيط لدينا، كان (الهدف) دمشق، على مستوى التنفيذ كنا وضعنا حلب كهدف أول ثم ندخل في عملية تقييم لما سيحصل. لكن كان لدينا ترجيح كبير بأنه سيحدث انهيار داخل صفوف النظام، على مستوى المعطيات وعلى مستوى القدرة. ولكن كان لدينا نسبة لم نقرر بخصوصها وهي ما سيحصل على المستوى التنفيذي على الأرض. ولا أحد يستطيع أن يتنبأ ففي النهاية خلال الحرب ليس هناك أي شيء مضمونا.

* ماذا وضعتم من إطار زمني للسيطرة على حلب والوصول إلى دمشق؟

– للأمانة وضعنا خطة طويلة الأمد على مستوى التخطيط.

* هل كانت سنة مثلا؟

– على مستوى التخطيط وضعنا أكثر من سنة حتى. هناك تفاصيل من الصعب الخوض فيها، كنا وضعنا في الحسبان معركة طويلة كذخائر وتجهيز وتخطيط ولكن كتقدير موقف كان لدينا استعداد.

* إذن كنتم جاهزين حتى لو استمرت الحرب سنة، ولكن توقعتم أن تحسم الأمور خلال أسابيع؟

– صحيح، كان لدينا هذا التصور وكان لدينا أن هذا احتمال وارد.

* بما في ذلك أن تسقط حلب خلال يومين؟ باشرتم المعركة يوم الأربعاء وكنتم داخل حلب يوم الجمعة.

– للأمانة السقوط كان أسرع مما تخيلنا وتوقعنا، ولكن بالأصل فلسفة الخطة كانت قائمة على إحداث انهيار داخل النظام.

سأذكر إليك بُعدا ثانيا: لدي فيديوهات منشورة أتكلم فيها مع الشباب بالحشد العسكري، وذلك قبل العمل العسكري، أقول فيها إننا لا نريد تحرير سوريا بالبندقية لأننا لا نستطيع الدخول إلى حلب بطريق الحرب الكلاسيكية بأن ندمرها وندخل إليها فهذا لا يقدم أي فائدة ولا أي إضافة. نحن نريد أن نحرر مدننا بالنموذج، بأخلاقنا برسالتنا وعليكم أن تنتبهوا. وكان هناك توجيه واضح للشباب، فعدا تقدير الموقف العسكري والخطط والتكتيكات الهجينة والمرنة والخارجة عن الصندوق أيضا كانت هناك تهيئة سياسية وفكرية للشباب بأننا نريد أن نعبر عن أنفسنا كدولة، كمحررين وليس كمجرمين أو كمستبدين… الرواية التي كان النظام بالأصل يضخها عنا أننا إرهابيون وعملاء وأجراء ولسنا أهلا لحكم بلد ولا يمكننا التعامل مع مجتمع متعدد ومتنوع الطوائف.

كان لدينا تصور للمعركة، نراها كخيال كإيمان بأننا نستطيع أن نقوم بذلك الكلام وكنا نغذي شبابنا بهذه المعاني. التكتيك لا شك عندما بدأنا العمل، إشارة بدء العمل أن نقوم بالعمل النوعي الذي له علاقة بضرب “غرفة القيادة والسيطرة” التابعة للنظام وبالتالي نحرم النظام من القدرة على السيطرة على القوات ثم نقوم بالعمل. إذ إن ذاك المحور كان غير متوقع بحيث إن النظام لم يكن متخذا أي تدابير بخصوص ذلك المحور بالتحديد، بل كان زخمه على المواقع التي كنا بالأصل سربنا أننا سندخل منها وهو حشد عليها. كانت الخطة المسربة أن العمل سيبدأ من قرية اسمها بسراطون شمالا إلى سراقب جنوبا. نحن بدأنا العمل من شمال بسراطون من جهة قبتان الجبل وهي على حدود مناطق سيطرة “قسد” (قوات سوريا الديمقراطية). هو استبعد ذلك لهذا العامل من ضمن عدة عوامل أخرى.

    على مستوى التخطيط وضعنا أكثر من سنة حتى. هناك تفاصيل من الصعب الخوض فيها، كنا وضعنا في الحسبان معركة طويلة كذخائر وتجهيز وتخطيط ولكن كتقدير موقف كان لدينا استعداد.

* تلك التلة صعبة جدا.

– صحيح، كانت تضاريسها صعبة.

نجحت العملية بضرب غرفة العمليات، وكانت قواتنا جاهزة للاقتحام واقتحمنا، بينما القوات (التابعة للنظام) على الحدود لم تكن لديها قيادة توجهها.

* عندها وصلتم إلى الفوج 46؟

– هذا كان قبل وصولنا إلى الفوج 46. دخلنا من قبتان الجبل إلى عين جارة والسلوم وفتحنا محور الفوج 111 باتجاه مزارع بالا وباتجاه السلوم على طريق منصورة من محورين. تقريبا بدأ العمل الساعة السابعة والثلث صباحا وعند الساعة 12 كانت المهمة كلها منجزة. هنا أنجزنا خرقا بعمق تقريبا 9-10 كيلومترات بعمق 8-9 كيلومترات وأصبحنا بالخط الخلفي.

* أين كنت؟

– كنت في غرفة العمليات.

* أين كانت غرفة العمليات؟

– كانت خلف محور العمل.

* هل كانت تحت الأرض أم فوق الأرض؟

– كنا في مكان مموه. الغرف الميدانية المتقدمة للعسكريين كانت داخل مغارات أما غرفة القيادة المركزية فكانت خلف العمليات في شقة مدنية محيّدة، وكنا نموه تلك الشقة، وليس قربها مدنيون ودخلنا إليها بطريقة أمنية.

* هل دخلتم إليها عبر أنفاق؟

– لا، هي منطقة مدنية دخلنا إليها حديثا كمدنيين واستحوذنا على المكان حديثا وليس معروفا مسبقا.

* هل كان معكم أحمد الشرع؟

– لا، أحمد الشرع كان في مكان آخر.

كنا نتحدث عن غرفة عمليات المحور الذي كنا نقوده كـ”حركة”.

ملخص الكلام أن هذا الخرق تجاوز كل دفاعات النظام والخطوط الخلفية للنظام، زججنا “قوة النخبة المتحركة” من هذا المحور، وعدا القوة التي عملت وحررت كانت هناك القوة المنتظِرة بالأصل المهيأة من الفرق العسكرية والألوية الأخرى زججنا بها من هذا المحور وبدأت العمل من ثالث خط خلف النظام على المحاور الأخرى جنوبا.

* أصبحوا محاصرين إذن؟

– خط الجبهة أصبح على هذا الشكل ونحن قمنا بخرق (قرب “قسد” و”PKK”) وزججنا بتلك القوة وبدأت العمل ليس عبر الجبهات المحصنة بل عبر محاور وجبهات غير محصنة وغير مدشمة على الخط الخلفي الثالث.

* أصبحتم تعملون خلف خطوط النظام؟

– فعلا أصبحنا خلف خطوط النظام وكان هجومنا عليهم من الخلف.

    أصبحنا خلف خطوط النظام وكان هجومنا عليهم من الخلف

* واصلتم الهجوم ولم تكتفوا بمحاصرتهم…

– نحن حررنا تلك المناطق وواصلنا بالاتجاه جنوبا. هناك قوات من الدعم تقتحم وفي تلك الحالة أخرجنا منظومة المدفعية لديه التي يضعها في الخط الخلفي فلم يعد يقدر على استخدامها. وليس هناك قيادة ولا سيطرة ويأتيه الهجوم من الخلف، فلم يعد يدرك ما يحصل.

* هنا حصل هجوم النفق؟

– عندما بدأنا العمل على محور الفوج 111 فجرنا النفق الذي كان أطول من 700 متر.

* كان ذلك النفق غير مكتمل، كان من المفترض إكماله ليصل تحت الفوج 46؟

– صحيح، كان من المفترض أن يستمر العمل عليه. هذا النفق الذي فجرناه لم يكن للفوج 46 بل كان لمنطقة اسمها حير دركل فيها قوات لـ”حزب الله”. للمفارقة أن القوات المنتشرة على هذه الجبهة من ميليشيات “حزب الله” اسمها “لواء القدس” وموجودة لدينا في حلب.

انهار النظام ولم يعد يعرف ماذا يحصل، ليس لديه توجيه ونهجم عليه من الخلف ومن الأمام ولم يعد يعرف من العدو ومن الصديق. وطبعا نحن لدينا قدرة على الضبط والسيطرة لقوة كبيرة، لدينا بث مباشر على كل العملية.

* عبر “ووكي توكي”؟

– لا، عبر طيران الاستطلاع لدينا بث مباشر لغرفة العمليات، لغرفة العمليات الميدانية ولغرفة العمليات المركزية. وحتى شبابنا المقتحمون لديهم أجهزة “جي بي إس” فنعرف كل عنصر أين يتحرك. هذه التقنيات كبيرة وهم يتحركون بمجموعات صغيرة العدد مرنة سريعة التحرك وأمّنّا لهم آليات تتحرك بسرعة “موتورات” (دراجات نارية) وأيضا المصفحات التي صنعناها كذلك سهلة الحركة. فقدرتهم على التحرك سريعة جدا وعندهم مرونة عالية جدا في التحرك. فانهار النظام بهذه المنطقة وبدأ الطيران طلعاته. حوالي الساعة الواحدة ظهرا (من يوم الأربعاء 27/11) فتحنا محور “فيرست تاور” وحوالي الساعة الرابعة فتحنا محاور الفوج 46، كذلك الفوج 46 دخلنا عليه من عدة محاور وبدأ طيران “شاهين” استهداف مرابض المدفعية، وبالتوازي منذ اللحظة الأولى للمعركة استهدفنا غرف العمليات ومحطات الإشارة بطائرات “شاهين”، والمدفعية، مرابض المدفعية التي قد تؤذي الهجوم أو تتسلّط على الهجوم، كذلك قمنا بضربة استباقية عليهم سواء بالمدفعية أو بطائرات “شاهين”.

* يوم قررتم العملية العسكرية، كم كان عدد الجنود؟

– نتحفظ على عدد الجنود حاليا.

* هناك نظريتان: سمعت أن عدد الجنود كان 40 ألفا، ونظرية أخرى سمعتها أن ذلك العدد كان كلاما نفسيا إذ إن العدد الحقيقي كان أقل من ذلك بكثير، بحدود 8 آلاف إلى 10 آلاف.

– نبقي هذا الأمر إلى وقت لاحق. أحد أهم عوامل انهيار النظام المعنوي بالاضافة إلى هجومنا كان الموقف المتردد لدعم حلفائه إذ لم يجدهم إلى جانبه. حلفاؤه حتى مقاتلو “الحزب” الذين كانوا على الجبهة لم يكونوا واثقين من مؤازرة النظام. هناك أزمة ثقة ضخمة بينهم.

    انهار النظام ولم يعد يعرف ما يحصل، ليس لديه توجيه ونهجم عليه من الخلف ومن الأمام ولم يعد يعرف من العدو ومن الصديق. وطبعا نحن لدينا قدرة على الضبط والسيطرة لقوة كبيرة، لدينا بث مباشر على كل العملية

* لأن النظام لم يدعمهم؟ أين كان عناصر “الحزب” موجودين؟

– الميليشيات الإيرانية كانت موجودة بكل الجبهات، وعناصر “حزب الله” كانت موجودة ببعض النقاط وكانت ميليشيات مدعومة من إيران- سواء كانوا سوريين أو أفغانيين أو غيرهما- كانت موجودة، لم يعد لديهم الدافع للقتال وهم يرون سلوكيات النظام. فعناصر النظام سيئون للغاية أخلاقيا، رغم أن هؤلاء مقاتلون مجرمون.

* هل فعلا كان هناك 30 ألف جندي إذ إن بوتين قال إن 350 جنديا من قبلكم هزموا 30 ألفا؟

– كانت أمامنا الفرقة 30 حرس جمهوري امتداد صلاحياتها من تل رفعت إلى سراقب وكان فيها تقريبا كقوام منتشر أكثر من 10 آلاف، هذه فقط الفرقة 30، غير القوات الرديفة الأخرى والداعِمة والمسانِدة.

* هل كان فعلا الخط 30 كيلومترا؟

– كان أكثر، من تل رفعت.

* متى حصل الاختراق والاغتيال في غرفة العمليات؟

– مع بدء العمل في اليوم الأول. عملنا خلف الخطوط، أدخلنا وحدة خاصة من خلال معلومات استخباراتية ومن خلال اختراقهم، استطعنا أن نوصل الشباب إلى غرفة العمليات.

* سمعت من مصدر آخر أن إحدى صدمات النظام أن هذه الغرفة كان يحرسها الحرس الجمهوري وهم قناعتهم أن من قتلهم هم المرافقة أنفسهم. ماذا حصل؟

– نحن قمنا باختراق، بغض النظر عن تفاصيله، وتمكنا من إدخال مقاتلينا إلى داخل غرفة العمليات لتصفية القيادات.

* متى تم ذلك؟ في 27 نوفمبر؟

– من حسن حظنا أنهم كانوا جميعا مجتمعين، ولم يغب عن الاجتماع أحد.

* إذن نستطيع القول إن العملية بدأت بالاغتيال، بتصفية أعضاء غرفة العمليات في حلب.

– العملية بدأت بتلك العملية النوعية. هذه كانت إشارة بدء العمل. نجاح العملية كان إشارة بدء العمل. حصل الانهيار وتداعى المشهد ميدانيا.

كنا بعد كل مرحلة نحقق فيها إنجازا نقوم بتقدير موقف لنقرر كيف نتحرك. في أول يوم أنهينا الريف الغربي وفي صباح اليوم التالي بدأنا العمل على حلب من خمسة محاور. أحد المحاور وهو محور المنصورة قام باختراق فسحبنا (مقاتلي) باقي المحاور وزججنا بهم في المحور الذي سجل خرقا للدخول إلى مدينة حلب. دخلنا محور ريف حلب الجديدة لأول مرة في الثورة.

* كم استغرقتم من الوقت بين دخول حلب والسيطرة على كل حلب؟

– أقل من 36 ساعة. يوم الأربعاء أخذنا الفوج 46 وبدأنا باتجاه أورم وكفر ناها، وليلا أكملنا العمل. في صباح اليوم التالي الخميس بدأنا دخول حلب وسيطرنا عليها يوم الجمعة.

* ثم الخطة التي تحدثت عنها “نصر بلا ثأر”. هل كان هناك خطة لتقديمها للناس، كما ذكر محمد خالد؟  

– صحيح، كانت هناك خطة إعلامية وخطة سياسية وخطة خدمية. كل مؤسسة لديها خطتها. وكنا نعمل على تفعيل الخطاب الإعلامي وعلى تفعيل المؤسسات وتفعيل العمل الميداني والإخلاء. كل المؤسسات جهزت الخطط وفق السيناريو المعد مسبقا. نحن دخلنا حلب وكان مهما بالنسبة لنا جدا، وكان فرس الرهان لنا أن نقدر أن نثبت مصداقية طرحنا السياسي بحلب.

* كيف ذلك؟

– من خلال سلوكنا وتصرفاتنا، أن نقدم أنفسنا كمحررين، لا تحصل أي تجازوات أو أي تعديات على المدنيين وخاصة من الطوائف الأخرى، ولا يحصل أي انتقام أو تهديم أو سرقات، وتوفير الخدمات فورا. أي إشعار الناس بأن الداخل هو دولة أخرى وليس عصابة أو أشخاص ليس لديهم تصور لما يقومون به.

دخلنا إلى حلب فانسحبت القوة العسكرية في اليوم التالي (يوم السبت) وتحولت إلى جبهة أخرى، وبدأت تدخل المؤسسات بشكل مباشر وبدأ الناس يلحظون ذلك وأيضا قمنا بجولة ميدانية.

* كم كنتم تتصورون الوقت الذي سيستغرقه دخول حلب؟

– دخلنا حلب خلال يومين، وهذا فاق توقعاتنا. ولا أتحدث هنا عن الخطة، بل بشكل شخصي توقعت أن يستغرق دخولنا إلى حلب حوالي عشرة أيام وغيري توقع أن نحتاج شهرا. أقصد تقديرات موقف بناء على ما سيحدث، وانهار النظام.

* بعد دخولكم حلب، هل كانت الخطة التوجه إلى دير الزور أم إلى حماة؟

– من الأساس كتقدير موقف كان أن نتوجه إلى ريف إدلب الجنوبي أولا ثم إلى سراقب وخان شيخون ومعرة النعمان وفي اليوم التالي فتحنا خط الجبهة الذي أصبح طوله أكثر من 100 كيلومتر فتشتتت كل وسائط النيران سواء الجوية أو المدفعية بالنسبة للنظام.

* هنا حشد النظام للمعركة الكبرى في حماة، وفعلا المعركة الكبرى كانت في حماة…

– حاول النظام في اليوم الثالث للمعركة أن يحشد قواته ويتمترس وأرسل قواته.

* أرسل قائد “الوحدة 25” سهيل الحسن، وحاول إرسال (قوات) “فاغنر” و”الحشد العراقي”…

– صحيح، أرسل سهيل الحسن وحاول كثيرا، وسياسيا أيضا هناك دول حاولت، من دون الدخول في أسماء فما حصل مفهوم، وتداعت المعركة.

العامل الحاسم أن معنوياتنا أصبحت مرتفعة جدا، سواء لدى المقاتلين أو الأهالي وليس فقط في المناطق المحررة بل في المناطق المحتلة من قبل النظام بعد أن رأى الآخرون ما فعلنا في حلب، ومن ضمنها الخطبة التي عرفتني من خلالها.

    من خلال سلوكنا وتصرفاتنا، قدمنا أنفسنا كمحررين، بحيث لا تحصل أي تجازوات أو أي تعديات على المدنيين وخاصة من الطوائف الأخرى، ولا يحصل أي انتقام أو تهديم أو سرقات، وتوفير الخدمات فورا. أي إشعار الناس بأن الداخل هو دولة أخرى وليس عصابة أو أشخاصا ليس لديهم تصور لما يقومون به

* كانت خطبة مميزة. كنت مستعدا بتلك الخطبة التي لم يكن فيها حرف إضافي؟

– لا، دخلت حلب فوجدت الناس مرعوبة لا تعرف من هؤلاء الناس. نحن نعيش تلك المعاني ولا نصطنعها أو نصدّرها إعلاميا لتجميل صورتنا، هذا حقيقة ما نعتقده. كنت أحاكي الناس من أعماق ما أعتقد ومن قلبي ولم أحدثهم كلاما لتسويق نفسي أو لتجميل صورتنا. كانت خطبة ارتجالية إذ رأيت الناس خائفة وأقيم أذان الظهر ودخلنا للصلاة ورأيت الناس مجتمعين وطلبت من الناس البقاء للحديث معهم.

بدأنا تطمين الناس الذين بدأوا يرون أن هؤلاء فعلا انتصروا. وبدأت إدارة الشؤون السياسية بإصدار بيانات سياسية سواء التي تخاطب فيها الدول المحيطة أو تلك التي تخاطب فيها الطوائف.

* هل كان كل ذلك مخططا له؟ حتى البيانات كانت مكتوبة؟

– صحيح، حتى أفكار البيانات كانت مكتوبة لكن تفاصيل البيانات صيغت بما يتناسب مع الحدث. كانت هناك خطة إعلامية لإصدار بعض الكلمات لكن مع تسارع الأحداث لم تعد تلك الكلمات مناسبة فاضطررنا إلى تعديل الصياغات. لكن الأفكار كانت واضحة، المسار السياسي بتحييد الطوائف وبتطمينها، بما فيها الطائفة العلوية، وحتى توجيه رسائل واضحة إلى الدول وتحديدا إلى روسيا وإيران والعراق والدول التي بطبيعة الحال كانت تشكل عمقا للنظام.

بدأ هذا المسار، وللأمانة نحن في حماة كان هناك عامل لوجستي لعب دورا لنستطيع نقل قواتنا وتحريكها لأن المسافات بعيدة لكن أيضا أفسحنا مجالا للمسار السياسي ليأخذ دوره بتحييد أكبر قدر ممكن، مسار تطمين الناس وإيجاد صيغ حلول مع الحواضن الأساسية التي يمكن أن يستخدمها النظام.

* تواصلتم مع رؤساء الطوائف لتطمينهم وأصدرتم بيانات…

– هذا صحيح، خصوصا أن لديهم تاريخا. كان لدينا هدف أن لا نقدم للنظام خدمة من خلال طرح خطاب صفري لحواضنه وللناس الذين تحالفوا معه بغض النظر عن سبب تحالفها معه. هي بالتالي إذا رأت أننا سننتصر سترى ذلك تهديدا وجوديا لها. فكنا نركز على نفي مسألة الخطاب الصفري وأن لا يشكل انتصارنا تهديدا وجوديا لأي مكوّن وحتى للطائفة وحتى الجهات التي شاركت النظام الإجرامي تجاهنا وهنا أقصد بالعموم. لأنه في تلك الحالة إذا خطبنا ذلك الخطاب فالنظام سيشد عصبه ويلتفون حوله ويقدمون له دعما عسكريا ميدانيا ويؤمنون له دعما سياسيا خارجيا. بفضل ذلك استطعنا تحييد هذه المناطق بشكل كبير جدا ودخلنا حماة من عدة محاور، عبر زين العابدين وصوران وحلفايا كانت هناك مقاومة وخطاب وثكنة خطاب والبلدة كان هناك مقاومة ولكن كان لدينا دائما بدائل وخيارات فقد كنا نتوسع يمينا ويسارا ولدينا قوة مناورة وسرعة مناورة كبيرة جدا.

    كان لدينا هدف أن لا نقدم للنظام خدمة من خلال طرح خطاب صفري لحواضنه وللناس الذين تحالفوا معه بغض النظر عن سبب تحالفها معه. هي بالتالي إذا رأت أننا سننتصر سترى ذلك تهديدا وجوديا لها. فكنا نركز على نفي مسألة الخطاب الصفري

* حصل تبادل سيطرة على جبل زين العابدين؟

– صحيح سيطرنا عليه ليلا ثم حاولوا مرة أخرى ثم استطعنا في اليوم التالي إخراجهم منه لأن الخواصر انهارت بسبب التقدم عبر المحور الشرقي والمحور الغربي. ولا شك هنا دخل السوريون في المناطق المحررة بحالة من المعنويات العالية جدا، وحماة حاضنة كبيرة جدا للثورة. أهلنا بدأوا يتفاعلون معنا ونحن لدينا خطط مسبقة للتفاعل مع مناطق النظام. فنحن أرسلنا بعض الخلايا داخل تلك المناطق ولدينا تواصل مع الناس التي كانت خلفيتها ثورة وبقيت، ولدينا تواصل مع شباب درعا ومع شباب السويداء. كان لدينا خطة وعلى تواصل معهم لتحديد متى يتحركون وكيف يتحركون وكنا نرتب هذه المسائل. وحصل تفاعل كبير وبعد ذلك أهالي حمص ورستا وتلبيسة.

* هل توافقني الرأي أن المعركة التي أسقطت النظام هي معركة حماة وليس معركة حلب. في حلب كان النظام يستطيع القول إنه تفاجأ، ولكن في حماة جهّز…

– لم يعد قادرا، فعسكريا صعب عليه أن يعيد تموضعه ورص صفوفه في ظل الانهيار المعنوي الكبير الحاصل وفي ظل معنوياتنا العالية وسرعة تحركنا فلم نكن نترك له مجالا ليرتاح ولم ندع له مجالا ليتموضع بشكل صحيح.

* هل حصلت هناك اتصالات على المستوى السياسي، ليطلبوا منكم التريث؟

– حصل كلام سياسي طبعا وضغوط، ولكن لم يتحدث معنا أحد بشكل مباشر. كانت تصلنا رسائل بشكل غير رسمي. عندما بدأنا الدخول إلى حماة وقبل دخولها كان هناك ترتيب لاجتماع طارئ للقمة العربية في مقر الجامعة العربية في القاهرة طلبه النظام واستجابوا وكان محددا له يوم الأحد قبل تحرير دمشق وأظن تم تحديدها في الدوحة.

* هل تقصد اجتماع الدوحة؟

– لا، بعد أن دخلنا حلب وعندما بدأنا تحضيراتنا جنوبا وقبل أن ندخل حماة، دعوا إلى قمة عربية طارئة بسبب الأحداث في سوريا وذلك بالإضافة إلى جلسة مجلس الأمن التي ترتبت، غير اجتماع الدوحة. نحن كان لدينا هدف واضح وهو الوصول إلى دمشق في أسرع وقت. وقمنا بمناورات وفتحنا عدة محاور شرقي حماة باتجاه البادية وباتجاه حمص على عدة محاور.

* هل كان هناك قصف روسي؟ هل كان قصفا كثيفا؟

– القصف الروسي بدأ مع حمص ولكن الروسي كان غير جاهز لوجستيا وسياسيا وضعه صعب ونحن عملنا سياسيا على تحييد الروس.

* كيف قمتم بذلك؟

– أبلغناهم أنه من مصلحتهم وأن النظام سيسقط.

* هل حصل اتصال مع الروس؟

– بعثنا رسائل وأبلغ رسالة كانت بيانا رسميا صادرا عن إدارة الشؤون السياسية بأن مصلحتكم مع سوريا وليس مع بيت الأسد. وليس ضروريا أننا إذا انتصرنا فهذا يعني أن روسيا انهزمت أو فقدت مصالحها في سوريا أو أصبحت سوريا عدوا بالنسبة لها. عليكم بالتحالف مع الشعب أنتم راهنتم على النظام المجرم، ويجب أن تراهنوا على الشعب الذي إرادته حقيقية وصاحب القرار الأساسي ومصالحكم مرتبطة معه وليس مع النظام (الذي خذلهم سياسيا وخذل كل حلفاءه الذين قدموا للحفاظ عليه الكثير من الكلفة السياسية والكلفة المادية والقتلى الجرحى وغير ذلك).

كما أظن، وليس لدي معلومة، أنهم كانوا يقيّمون ما نقوم به وأفترض أنهم واعون سياسيا، فسلوكنا السياسي وسلوكنا الميداني يجعل دولة مثل روسيا أو غير روسيا تقدّر وتحترم وتبحث عن فرصة في العلاقة معنا.

* في مؤتمر الدوحة أبلغ وزيرا خارجية روسيا وإيران أشخاصا يوم السبت بأنهما كانا مصدومين من أن الجيش السوري لم يكن يقاتل وقالا إذا كان الجيش السوري لا يقاتل لا نستطيع نحن أن نقاتل.

– الحقيقة أن الجيش السوري انهار في 2012 وهما أنقذاه والآن عندما انسحبا من المعادلة انهار الجيش السوري مجددا.

* دخلتم حمص ثم أصبحتم تسيرون باتجاه دمشق…

– كان لدينا قرار. ونحن عندما سقطت حلب رأينا أنفسنا في دمشق. كنا لدينا يقين. وكان لدينا خطة وكانت مسألة أيام. انهار النظام.

* عندما تحركتم تحركت جبهة الجنوب…

– أعطينا توجيها لكل من يستطيع التحرك وخطابا رسميا منا ومن كل القيادات.

*  عندما أصدر الجيش بيانه بعد بيان وزير الدفاع عن إعادة التموضع. ثم أعلن الجيش أنه يطلب من جميع عناصره عدم الانسحاب. هل حصل تواصل مع الجيش؟

– طبعا منذ بداية المعركة مع عدد من الضباط، ونحن أصلا كنا نخترقه. وبعدما بدأت الانهيارات بدأ ضباط بالعشرات التواصل معنا، وهؤلاء غير المنشقين، وعرضوا التعاون معنا بدمشق وبدرعا وكل المناطق.

    بعثنا رسائل وأبلغ رسالة كانت بيانا رسميا صادرا عن إدارة الشؤون السياسية بأن مصلحتكم مع سوريا وليس مع بيت الأسد. وليس ضروريا أننا إذا انتصرنا فهذا يعني أن روسيا انهزمت أو فقدت مصالحها في سوريا أو أصبحت سوريا عدوا بالنسبة لها

* من أعلى ضابط تواصل معكم؟

– ضباط كثر.

* هل تواصل معكم وزير الدفاع مثلا؟

– حصل تواصل مع وزير الدفاع وهناك الكثير من الضباط.

* هذا مهم في كيفية ترتيب دخول دمشق. ما لاحظته أنكم تتقدمون وفي الوقت ذاته الجيش السوري، جيش النظام، في دمشق يجهز وأصدر بيانا بما يعني أن الأمر منتهٍ.

– بالأصل ليس هناك مؤسسة عسكرية، هي من ولاءات متعددة وعصابات ولم يعد هناك قرار مركزي. حتى الأجهزة الأمنية ولاءات متعددة. ضع نفسك مكانهم: ليس هناك دعم جوي روسي ولا دعم عسكري إيراني على الأرض، هناك جو له علاقة بتهديدات من إسرائيل… إلخ. هم وضعوا في جو صعب جدا.

* هل حصل ترتيب لتجنيب دمشق معركة؟

– لا لم يحصل هذا. حصلت بعض الجهود وبعض الناس سعت أن يصار إلى تسليم دمشق، جهود معينة.

* من مثلا؟

– كانت هناك جهود كي لا يحصل انهيار للمنظومة الحكومية.

* هل تعتقد أن دولا تواصلت مع روسيا؟

– غالبا، أتوقع أن هذا حصل ولكن لا تعتبر ذلك تصريحا رسميا، لكن حصلت جهود معينة.

* تحدثوا مع الروس والروس أبلغوا.

– وجدوا مخرجا: انهار الجيش، بشار الأسد هرب من دون أن يخبر أحدا بعملية هروبه. الجيش لم تعد لديه قيادة سياسية. انهار الجيش.

* متى دخلت إلى دمشق؟

– أنا دخلت دمشق يوم 8 ديسمبر حوالي الواحدة ظهرا.

* ماذا كان أول شيء فعلته في دمشق. ومتى كنت في دمشق آخر مرة؟

– لم أزر دمشق منذ بداية الثورة. كنا نازلين بقوة أول مهمة حمدنا الله وسجدنا شكرا.

* أمام حرستا؟

– دخلنا على صالة الفيحاء وكان معنا قوة أمنية كبيرة. أول ما فعلناه نشرنا القوة الأمنية في مؤسسات الدولة والأفرع الأمنية.

* كم كان عدد العناصر؟

– ربما القوة التي دخلت معنا كانت أكثر من 300 أو 400 شخص. وبدأت القوات تصل تباعا. وكان عسكريون كثر وصلوا قبلنا.

* كيف تصف شعورك؟ هل بكيت؟

– شعور لا يوصف. طبعا بكيت، أنا بكيت على الطريق قبل وصولي إلى الشام.

    بالأصل ليس هناك مؤسسة عسكرية، هي من ولاءات متعددة وعصابات ولم يعد هناك قرار مركزي. حتى الأجهزة الأمنية ولاءات متعددة. ضع نفسك مكانهم: ليس هناك دعم جوي روسي ولا دعم عسكري إيراني على الأرض

*  دخلت إلى دمشق مدينتك التي لم ترها منذ 2011 وبكيت. ماذا كانت نظرتك لحكم دمشق وأنت الذي تعودت على حكم إدلب؟

– لم ننظر إلى الموضوع بهذه الطريقة. نحن في الأصل كنا ننظر إلى ما حصل على أنه استجابة ربانية لكل مظالم الشعب السوري، لكل دمعة طفل لكل صرخة امرأة فقدت ابنها أو زوجها أو أخاها أو معتقلة وكنا نرى أن هذا قدر الله الحتمي بالظلمة والمجرمين. نحن لا شك بذلنا أسبابا وتعبنا كثيرا ولكن ماديا لا يعني شيئا مقارنة بالنظام. كنا فعلا نستشعر معية الله وتوفيقه في ما حصل. وهذا معنى مهم جدا أن تفهمه الناس بغض النظر عما ستقيّم الناس هذا الكلام ولكن على الحقيقة، في معركة بدر الله عز وجلّ نصر النبي صلى الله عليه وسلم وأنزل له ملائكة، نحن لم نر الملائكة بأعيننا ولكن شعرنا بوجودهم معنا على الطريق. شعرنا بتفاصيل كثيرة وشعرنا أن الله معنا في كل التفاصيل.

حتى كلمتي أنت ذكرت أنها مدبرة، لم تكن مدبرة بل كانت ارتجالا محضا. ولاقت قبولا مع أنني لم أتوقع أصلا أن تنتشر.

* لأنها كانت صادقة. كما كنت تتحدث مع الجنود تحدثت مع الناس…

– كانت توفيقا وتتلمس ألطاف الله عز وجل وتدبيره بكل ما كان يحصل. مثلا قادة عسكريون لدينا قالوا لي إنه كانت لديهم خطة لتجاوز حقل ألغام ولم يتمكنوا من تجاوزه وفق الخطة لأن الآلية التي تعطل الألغام لم تعمل فاضطروا إلى السير بين الألغام في محور رئيس، ولم تنفجر الألغام.

* دخلتم دمشق منتصرين، كيف ترى سوريا المستقبل جديا؟

– هذه تجربة جديدة علينا كسوريين وكعرب. نحن بلا شك أمام تحد كبير جدا وسوريا كانت محكومة بنظام ممعن في الإجرام، عدا حجم الفساد المالي وحجم السرقات وحجم تدمير البنى التحتية، هو دمر الإنسان. حقيقة هو ارتكب جريمة كبيرة فهو ساحق الإنسان السوري، ساحق شخصيته ونفسيته وطموحاته وآماله وعيشه في جو من الاستبداد والفقر والقمع الأمني فأخرج بهذا السلوك أسوأ ما في الناس وطبّع الناس بالطبائع الاجتماعية السيئة جدا. بعيدا عن البعد الأيديولوجي أتحدث عن سلوك الإنسان كإنسان. حجم الفساد البيروقراطي كبير جدا، نظام فاسد. وأعتقد أنه وصل إلى مرحلة من الفساد أصبح الفساد يتحكم به إلى درجة أصبح شبيها بالكتلة السرطانية، نمو غير حميد، نمو سرطاني عشوائي. بدأنا ندخل في التفاصيل. حتى عصابات “المافيا” لديها قواعد اشتباك لديها نظام وهيكلية ولديها أدبيات. كل من أزلام النظام كان لديه نظام خاص وإجرام مستقل وليس إجراما مرتبا. هو أوجد مشاكل معقدة جدا يصعب تفكيكها لفهمها. أقصد أن أمامنا نحن السوريين تحديات كبيرة.

    كل من أزلام النظام كان لديه نظام خاص وإجرام مستقل وليس إجراما مرتبا. هو أوجد مشاكل معقدة جدا يصعب تفكيكها لفهمها. بالتالي أقصد أن أمامنا نحن السوريين تحديات كبيرة

* أحمد أبو محمد الدالاتي… هل أنجز لنفسه إنجازا تاريخيا؟

– شرف كبير… الله وفقنا لنكون جنودا في المعركة.

* ما أهم التحديات برأيك الآن؟

– أهم التحديات أن نعيد بناء سوريا والشام التي تليق بهذا الاسم العريق الممتد بجذور الحضارة والتاريخ لنعيدها إلى دورها ومكانتها التي تستحقها لتكون في مصاف أفضل الدول بالرقي والحضارة والعيش الكريم والحرية لأهلها، والعلم والسلام. سوريا بشار الأسد سلخها من عمقها العربي وباعها لإيران بثمن بخس. جعلها غريبة عن محيطها وجعلها بؤرة لتصدير المشاكل والأزمات الأمنية والإنسانية للمحيط العربي وجعلها اسما لا يمثل إلا المخدرات والرعب والجهل والفقر. نحن نريد أن نعيد سوريا عنوانا للسلام في المنطقة، عنوانا للرقي والحضارة كما تستحق وتستاهل.

* ما التحديات للوصول إلى ذلك؟

– نحن نقول إن كل شيء بعد بشار سهل. التحديات لها علاقة بأن نتمكن أولا كشعب سوري من الالتفاف حول بعضنا البعض ونلملم جراح بعضنا البعض ويتفهم بعضنا البعض بشكل صحيح. وننتج نظاما سياسيا يعبر عنا.

* ما طبيعة هذا النظام السياسي؟ هل هو نظام ديمقراطي تعددي فيه تداول للسلطة؟

– لا شك هذه صورته المآلية. دعنا نكن واضحين ولا ندخل في قصة المصطلحات، نريد نظاما سياسيا يضمن الحقوق ويلتزم بالواجبات لكل السوريين بالمستوى ذاته، ويكون لديهم ممارسة كل الحقوق السياسية والاجتماعية والدينية. هذا ما نريده وهذا ما نطمح إليه وليس لدينا مشكلة فيه أبدا. إنتاج هذا الكلام يمثل تحديا لجميع السوريين. سنفتح من خلال الحرية والحوار مساحات للناس  حتى تلتقي بعضها ببعض ويفهم بعضها بعضا ونتفاهم على صيغة نحكم بها بلدنا بشكل صحيح.

* هناك الآن كلام عن مؤتمر وطني…

– نحن الآن في مرحلة طوارئ، نحن كسوريين أمامنا تحديات كبيرة لنحافظ على الانتصار. لا شك هناك أجندات كثيرة لا يهمها أن نستقر.

* مثلا؟

– “فلول النظام” ما زالت موجودة، بعض الناس الذين لديهم طموحات انفصالية لسوريا ولديهم مشاريع سياسية خارجية ما زالوا موجودين ويمكن أن يكون لديهم دور، ربما بعض الدول يكون لديها أطماع أو مشاكل. التحديات ما زالت قائمة، لدينا “داعش” أيضا التي تحاول الآن هي أو بعض الجهات تحاول أن تستخدمها لافتعال أزمات ومشاكل. لكن في النهاية نحن بعد 60 سنة من الاستبداد بحاجة إلى فترة لنتمكن من تأسيس القواعد.

    نحن نقول إن كل شيء بعد بشار سهل. التحديات لها علاقة بأن نتمكن أولا كشعب سوري من الالتفاف حول بعض ونلملم جراح بعضنا البعض ونتفهم بعضنا بعضا بشكل صحيح. وننتج نظاما سياسيا يعبر عنا

* لم تمر فترة ستة أشهر، بالكاد مر شهر…

– الآن الأولوية ميدانيا لحفظ الأمن، لأن المنظومة الأمنية انهارت والمنظومة العسكرية انهارت وانتشر السلاح بفوضى بين أيدي الناس. بالتالي نركز جهدنا الآن على تأمين أمن الناس وتأمين الخدمات والاحتياجات الأساسية لمعيشة الناس: الخبز والماء والنظافة وتحسين وضع الكهرباء. بإذن الله وعبر التعاون، وقد بدأ السوريون بإبراز نماذج من التكافل والتعاضد كما هي طبيعتهم.

* كل الناس انتظرت الفرصة وتريد أن تسهم في النجاح. ما سيحصل في المؤتمر الوطني؟ سمعت ستعلن لجنة تحضيرية…

– ستكون هناك لجنة تحضيرية له، الغاية منه الخروج بمخرجات تضع حدا لحقبة النظام رسميا وقانونيا وأيضا تملأ الفراغ الدستوري.

* سمعت أنه سيعقد في فبراير/شباط ويشكل حكومة انتقالية وهيئة تشريعية…

– لم يحدد موعده بعد. سينهي أركان النظام السابق بشكل رسمي، المنظومة الأمنية من “حزب البعث” والجيش والحكم السابق، وسيؤسس لمرحلة انتقالية على المستوى القانوني والدستوري لننتقل منها إلى حالة صحية بعد تشكيل الدستور.

* أين ستكون أنت؟

– سأكون في كل مكان أخدم فيه شعبنا. نحن الآن المسألة بالنسبة لنا هي خدمة شعبنا كيفما استطعنا وأينما لزم أن نكون سنكون إن شاء الله. بفضل الله لدينا مجالات كثيرة نعمل فيها. قصة المناصب، الآن نحن نتحدث عن حالة طوارئ ليست قصة لها علاقة بنظام مستقر ونتنافس عليها. بالعكس هناك تبعة كبيرة جدا على أي شخص يتسلم مسؤولية.

* هل ذهبت إلى بلدتك؟

– ذهبت في اليوم الأول  إلى بلدتي كفر الزيت في وادي بردى، ولم أتمكن من الذهاب مجددا حتى الآن لانشغالنا بالمهام.

* أين كنت اليوم؟

– كنت مع قائد الحركة عامر الشيخ في حماة. جمعنا كوادر عسكرية من “الحركة” وكرمناهم بمناسبة النصر. كل شباب الحركة، قيادات الصف الأول والثاني والثالث.

* هل ألقيت فيهم كلمة؟

– تحدث الشيخ قائد الحركة وتحدثت أنا وبعض الإخوان.

* هل تشعر بالخوف عند السير في دمشق؟

– لا بالعكس، مرتاح جدا. لماذا أخاف؟ جئت بمفردي إليك.

* هل هناك شيء آخر تود قوله؟

– أقول للسوريين أن يصبر بعضهم على بعض ويتحمل بعضهم بعضا، ومهما كانت هناك ظروف محقة وموضوعية لكل جهة من الجهات السورية ولكل مكوّن من المكونات السورية أن لا يسمحوا بأن يتظلم أو يستعين. لا تسمحوا مرة أخرى بإعادة المتاجرة بالقضية السورية من أي باب من الأبواب التي كان النظام سابقا فتحها لكل من هب ودب. السوريون ليس لهم سوى بعض. السوريون مع بعض أقوى وأفضل وسوريا بهذه الطريقة التي نتحدث عنها هي مصلحة لكل السوريين.

* هل ترى في أول مارس/آذار هناك هيئة انتقالية تضم أطيافا واسعة من كل السوريين؟

– إن شاء الله هذا سيحصل.

* شكرا لك.

المجلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى