بين التجنيد والانهيار الاقتصادي.. شهادات من الداخل عن الحياة في شمال شرقي سوريا/ تمارا عبود
2025.02.01
منذ انطلاق معركة ردع العدوان في فجر السابع والعشرين من تشرين الثاني العام الماضي، بدأ اللون الأخضر بالانتشار فوق خريطة توزع مناطق السيطرة في سوريا، معبّراً عن تقدم القوات التابعة لفصائل المعارضة، من إدلب وصولاً إلى العاصمة دمشق ومعلناً سقوط نظام الأسد في الثامن من كانون الأول 2024، إلا أنّ جزءاً مهماً من الخريطة ظلَّ يحمل اللون الأصفر، مشيراً إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” التي تسيطر على أجزاء كبيرة من محافظات دير الزور، الحسكة، الرقة، وتتموضع في عدة أحياء ومناطق في محافظة حلب.
اليوم، تتوالى التصريحات حول مصير “قسد” في شمال شرقي سوريا، فقد أفاد وزير الدفاع السوري في الإدارة السورية الجديدة، مرهف أبو قصرة، في حديث خاص مع التلفزيون العربي
، أنّ المفاوضات مع “قسد” ما تزال مستمرة، مؤكداً في تصريح آخر استعداد الإدارة السورية الجديدة للجوء إلى القوة إذا لزم الأمر.
أما في عديد من الأوساط الشعبية والثقافية والرسمية، فإن الحديث عن مناطق سيطرة “قسد” قد بدأ وانتهى عند الإشارة إلى كون المنطقة مورداً نفطياً أساسياً لسوريا يجب أن يتم استرداده في أقرب وقت، من دون التطرق إلى أوضاع السوريين في تلك المناطق والتحديات التي يواجهونها.
خريطة
وفي محاولة لاستطلاع أوضاع الأهالي في تلك المناطق، تواصل موقع تلفزيون سوريا مع سوريين يعيشون في الخارج وتقطن عائلاتهم ضمن مناطق سيطرة “قسد”، بالإضافة إلى سوريين يعيشون هناك وفضّلوا جميعاً عدم الكشف عن هوياتهم أو أماكن إقامتهم بدقة.
كما أرسل أحد المصادر إجابته حول أوضاعهم المعيشية، في صورة لورقة كتب فيها الإجابة بخط اليد، مفضلاً عدم الحديث عبر الهاتف بسبب ما وصفه بمراقبة “قسد” للاتصالات.
تعايش “مهدد” في الحسكة
تصف سهام (اسم مستعار)، وهي من محافظة الحسكة، الوضع في مدينتها بأنه سيئ للغاية من كافة النواحي، سواء الاجتماعية، الأمنية، الاقتصادية أو حتى العلمية. وتشير إلى أن الانقسامات الاجتماعية باتت تطال الجميع، حتى من يعيشون خارج المدينة. مشيرةً إلى أن الخلافات السياسية انعكست على العلاقات الشخصية، حتى بين الأصدقاء. وتروي كيف تعرضت هي وأختها لهجوم من صديقاتهن المناصرات لـ”قسد”، بعد أن انتقدن على وسائل التواصل الاجتماعي القمع الذي تمارسه “قسد”، معتبرات أنه لا يختلف عما فعله نظام بشار الأسد.
وأضافت أن رد الفعل كان قاسياً، حيث اتهمتهن صديقاتهن اتهامات عنصرية، مشيرة إلى أن السياسة باتت تهدد التعايش بين المجتمعات العربية والكردية الذي دام لعقود طويلة في المنطقة.
توضح سهام أن الخلافات السياسية التي بدأت مع ظهور “قسد” لم تكن في البداية سوى اختلافات في الرأي، لكنها تحولت الآن إلى أزمة حقيقية، حيث أصبح كتابة التقارير الأمنية أمراً شائعاً، ليس فقط ضد من يعارض “قسد” علناً، بل حتى ضد من يظهر أي تأييد للسلطة السورية الحالية.
في هذا السياق أكدت مصادر مختلفة من مناطق سيطرة “قسد” صحة هذه المعلومات لتلفزيون سوريا.
كما تواصلنا مع فتاة أفادت بأنها تعرضت للتهديد بالاعتقال من قبل إحدى صديقاتها المقربات بسبب مشاركتها منشورات إيجابية تجاه الرئيس السوري أحمد الشرع، وأشارت إلى أن وساطات حالت من دون اعتقالها، لكنها الآن تعيش في خوف دائم و لا تستطيع الخروج من منزلها خشية أية عواقب.
وتحدثت مصادر لموقع تلفزيون سوريا عن وجود حالات انشقاق عديدة عن “قسد”، سواء من الشباب العرب أو الأكراد.
وعند سؤالها عن موقفها من الوجود العربي في قوات سوريا الديمقراطية، قالت: “ليس لديهم خيارات كثيرة، إما مواجهة الجوع أو الانضمام إلى “قسد” للحصول على راتب. وبطبيعة الحال، فإنّ الانشقاق يشكل خطرا كبيراً على حياتهم”.
الوضع التعليمي.. إغلاق المدارس الحكومية
تقول سهام: “مع سقوط الأسد، قامت “قسد” بإغلاق جميع المدارس الحكومية والخاصة. وقالوا للمدرسين “حزب البعث انتهى”. لأنهم يعتبرون أن مؤسسات الدولة تابعة لحزب البعث”.
وأوضحت أن هذا الإجراء ترك المعلمين في المدارس الحكومية بلا عمل ورواتب، مما جعل حياتهم تبدو معدومة تماماً. وأضافت أن “قسد” طلبت من الأهالي إلحاق أبنائهم بمدارسها، لكن سكان المنطقة عربا وكردا رفضوا ذلك بسبب عدم اعتراف أي جهة بشهادة هذه المدارس أو امتحاناتها. وبدلاً من ذلك كانوا يرسلون أبناءهم إلى المدارس الخاصة أو الحكومية لأنها تمنح شهادات سورية معترف بها.
كما لفتت سهام إلى أن بعض الأمهات كن يحذرن من خلال مجموعات خاصة بنساء الحسكة على مواقع التواصل الاجتماعي، من إرسال الأطفال إلى مدارس “قسد”. واعتبرن أن “قسد” تهدف إلى استخدام الأطفال لإظهار صورة إيجابية للعالم، توحي بأن الحياة تحت إدارتها تسير بشكل طبيعي.
الوضع الاقتصادي في الحسكة
تتحدث سهام عن “فقر شديد” تعيشه المنطقة الآن بسبب انعدام أو قلة فرص العمل، مشيرةً إلى أن الوضع الاقتصادي كان أحد أبرز الأسباب التي دفعت بعض الأكراد لدعم قسد، حيث تدفقت الأموال على القائمين على إدارة المنظمات والمقربين منهم، في ظل فساد إداري كبير.
كما تقول: “أن قسد تمنح الأولوية لتوظيف الأكراد داخل المنظمات التابعة لها، بينما يكون عدد العرب الذين يحصلون على وظائف ضئيلاً جداً. ” ورغم ذلك، ذكرت سهام أن الفرص لا توزع بالتساوي حتى بين الأكراد أنفسهم بل يستفيد منها فقط المقربون من الإدارة وهم من لا يرغبون في تغيير هذا الواقع أبداً.
يؤكد هوزان، وهو كردي سوري من محافظة الحسكة ما تطرقت إليه سهام من وجود فساد إداري كبير في المؤسسات التابعة لقسد. لكنه يشير إلى أن الوضع الاقتصادي والخدمات قبل سقوط الأسد كان أفضل مقارنة بمناطق سيطرة النظام، خصوصاً فيما يتعلق بالكهرباء، الدواء، المستشفيات والمعدات الخدمية في تنظيف الطرقات وتنظيمها. ويرى أن هذه النقاط تحسب لقسد، رغم معارضته لها واعتباره إياها “سلطة استبدادية”.
من جهتها، أكدت سهام صحة ما قاله،ضمن تحديده بفترة ما قبل سقوط الأسد.
في دير الزور.. نقص بالخدمات وخوف من التجنيد
يقول إبراهيم -اسم مستعار- إنهم يعانون كثيراً في الحصول على مقومات الحياة الأساسية منذ عام 2019، وهو الوقت الذي تزامن مع سيطرة “قسد” على أجزاء كبيرة من دير الزور.
ويضيف أن الشباب من مواليد 1990 حتى 2007 يواجهون معاناة كبيرة بسبب التوقيف والتجنيد الإجباري الذي تفرضه “قسد”، إذ يتم تجنيدهم وإرسالهم إلى جبهات القتال.
إلى جانب ذلك، يفرض حظر تجوال بشكل دوري لمدة تزيد عن 12 ساعة في كل مرة.
وعن شعوره بالأمان، يوضح إبراهيم “الأمان بيد الله لكن الخوف والرعب يسيطران على الإنسان”.
أما عن فرص العمل، فيشير إلى عدم وجود فرص عمل حقيقية أو وظائف بالمعنى الفعلي، موضحاً أن هناك منظمات أهلية تقدم دورات تدريبية لتطوير مهارات محدودة مثل الحلاقة والخياطة، وتؤمن للمشاركين بعض المعدات الأساسية. لكنه يؤكد أن دخول هذه الدورات يتم عبر المحسوبيات، وليس من خلال التسجيل وانتظار الدور.
ما حال التعليم؟
يذكر إبراهيم أن كثيراً من أفراد عائلته اضطروا للنزوح إلى دمشق لتعليم أولادهم في المدارس الحكومية، لأن المناهج في مدارس “قسد” تابعة لها وغير معترف بها. كما يشير إلى وجود معاهد خاصة لكن أسعارها مرتفعة للغاية.
الوضع الصحي
أما عن الوضع الصحي، فيوضح إبراهيم أن بلدته لا تملك سوى خدمات الإسعافات الأولية، وأن الحالات التي تتطلب رعاية أكبر يجب نقلها إلى دمشق.
يوافق رشيد -اسم مستعار- على ما قاله إبراهيم، حول الصعوبة البالغة في الحصول على مقومات الحياة الأساسية، ومع غياب أي دعم للمحروقات أو التعليم أو حتى مساعدات مادية. ويضيف “الحياة عندنا ليست كما يجب أن تكون. لا نشعر بالأمان أغلب الأوقات، ونتعرض للمضايقات من قبل “قسد” التي تعتبرنا عبيداً لديها بشكل مستمر من أجل التجنيد الإلزامي”.
ويشير رشيد إلى أن الاتصالات مراقبة، وأنهم تأكدوا من ذلك بسبب حدوث حالات اعتقال لأشخاص تحدثوا عبر الهاتف عن “قسد”.
في الرقة..واقع متغير وتحديات يومية
يتحدث ياسر (اسم مستعار) عن التغيرات التي طرأت على الحياة في الرقة منذ سيطرة قسد على المدينة عام 2017، موضحًا أن الحياة اليومية بالنسبة للعوائل ظلت شبه طبيعية كما كانت قبل السيطرة. إلا أن الوضع تغير تماماً بعد سقوط النظام، خاصة بالنسبة للشباب، إذ أصبحوا يخشون التجنيد الإجباري، ما دفع الكثيرين منهم إلى البقاء في المنازل تجنباً للملاحقة.
يشير ياسر إلى أن الخوف من التجنيد لا يقتصر على فئة محددة، لكنه أشد تأثيراً على الطلبة الجامعيين الذين يضطرون للتنقل بين مناطق سيطرة قسد ومناطق الدولة، مما يعرضهم لخطر الاحتجاز والتجنيد الإجباري في أي لحظة من قبل قسد.
وحول الخدمات الأساسية، يوضح ياسر أن المياه متوفرة في المدينة نظراً لقربها من النهر، إلا أن الكهرباء لا تزال مشكلة قائمة، حيث تصل لبعض الأحياء لحوالي 8 ساعات يومياً، بينما تبقى مناطق أخرى، ومن بينها منزله، بلا كهرباء تماماً منذ سيطرة قسد، ما يجعل الأهالي يعتمدون على الأمبيرات كحل بديل.
أما المحروقات، فيقول إنها متاحة عبر المحطات الرسمية بالبطاقة وبأسعار مقبولة، لكن السوق الحرة تبيعها بأسعار مرتفعة. وتتمثل المشكلة الأكبر في رداءة نوعية المحروقات، التي تسببت في تلوث شديد للهواء، حيث باتت شوارع الرقة تغرق في غيوم سوداء وروائح خانقة، لدرجة أن السكان اعتادوا على هذا التلوث وأصبح جزءاًمن حياتهم اليومية.
بالنسبة للوضع المعيشي، يرى ياسر أن أساسيات المعيشة متوفرة إلى حد ما، إلا أن الأسعار غير مستقرة بسبب غياب الرقابة على الأسواق، حيث تختلف الأسعار من تاجر لآخر وفقاً لسعر صرف الدولار اليومي. ويؤكد أن التجار يتلاعبون بالأسعار، ما يؤدي إلى ارتفاعها بشكل كبير، حتى في الأوقات التي يشهد فيها الدولار انخفاضاً.
الوضع التعليمي في الرقة
يصف ياسر الوضع التعليمي في الرقة بأنه شبه معدوم، خاصة بعد أن فرضت قسد مناهجها على المدارس الابتدائية، مما قلل الإقبال عليها بشكل كبير. ونتيجة لذلك، اضطر الأهالي إلى اللجوء للمعاهد الخاصة، رغم تكلفتها المرتفعة، حيث أصبحت الخيار الوحيد في ظل تدهور جودة التعليم في المدارس الحكومية، التي تفتقر إلى كوادر تعليمية مؤهلة.
أما التعليم الجامعي، فيوضح ياسر أن الرقة تفتقر إلى جامعات معترف بها، مما يجبر الطلاب على التسجيل في جامعات خارج المحافظة. ورغم وجود جامعة ضمن مناطق قسد، فإن نسبة الطلاب المسجلين فيها تبقى ضئيلة جداً.
الوضع الصحي
يشير ياسر إلى أن المشافي الخاصة باهظة التكاليف، مما يدفع معظم السكان إلى اللجوء للمشافي الحكومية، التي تعاني من ضغط هائل بسبب قلة عددها. أما الخدمات الصحية، فتختلف حسب توفر الكادر الطبي، حيث تقدم المشافي الخاصة خدمات جيدة، بينما تعاني المشافي الحكومية من نقص في الكوادر والانشغال الدائم للأطباء.
أما في الأرياف، فيصف ياسر الوضع الصحي بأنه أكثر سوءاً، إذ لا توجد مشافٍ على الإطلاق، مما يجعل الحصول على الرعاية الطبية أمراً بالغ الصعوبة لسكان المناطق الريفية.
التطلعات
في الإجابة على سؤال هل تتطلعون إلى خروج “قسد” ودخول المنطقة تحت سيطرة الإدارة السورية الجديدة في سوريا؟
يقول إبراهيم: “لا يهمنا في الوقت الحالي خروج أحد ودخول أحد، ما يهمنا هو إسعافنا وانتشالنا من الجهل والظلام الذي نقبع فيه.”
أما بالنسبة لرشيد، فيتطلع إلى خروج “قسد” ودخول الإدارة السورية الجديدة لمناطق شمال شرقي سوريا.
في حين يقول هوزان : “كإنسان سوري كردي طموحي يتجاوز قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية بشرط أن يكون هناك دولة، لكن ما أراه اليوم في دمشق لا يوحي بذلك لحد الآن”.
ويؤكد هوزان أنه “يؤمن بضرورة وجود خصوصية كردية ثقافية مثلما لباقي مكونات الشعب السوري لكن ضمن رؤية سورية وطنية شاملة”.
ويضيف أنه رغم معارضته لـ”قسد” لكن يرى كلامها الحالي منطقي إذ يُطلب منهم الانضمام للحكومة في حين لا توجد حكومة بعد.
ويعتقد أن اللامركزية الإدارية الموسعة ستكون أكثر نظام سياسي منظم قادر على تحقيق العدالة، ويقول إنه يطالب بها على أساس جغرافي وليس قومي، مشيراً إلى تواجد السريان والآشور والأرمن أيضاً في تلك المناطق.
وفي تعليق لسهام حول تطلعاتها، تقول: “نعم ما يحصل الآن غير مناسب لقيام دولة لكن أتوقع أن الموضوع مازال يحتاج لوقت، نحن همنا أن لا تتقسم سوريا ونظل جميعاً مع بعضنا كما كنا دائماً بينما “قسد” همها قيام دولة قومية كردية”.
وتعتقد سهام أن “قسد” بالنسبة لمناصريها، هي من أنقذهم من الظلم الذي تعرضوا له، بينما يعرفون أننا جميعاً كشعب سوري تعرضنا للظلم، خاصة في محافظة الحسكة والمنطقة الشرقية عموماً حيث كنا مهمشين دائماً”.
وتضيف، “كنا نعيش في نفس الحارة ولم نكن نعلم أن الحكومة لا تمنحهم جواز سفر، لم يتحدثوا إلينا بهذه المشاكل من قبل لكن من منا لم يكن مظلوماً ومهمشاً تحت حكم الأسد؟”.
أما ياسر، فيقول: “معظم سكان الجزيرة السورية يطالبون بدخول الدولة، حيث أصبحت قسد في نظر الجميع قوة احتلال بسبب الانتهاكات التي ارتكبوها مؤخراً، بالإضافة إلى التمييز الذي يمارسوه بين العرب والأكراد”.
من هي “قسد”؟
في العاشر من تشرين الأول عام2015 تم الإعلان عن تأسيس قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وبحسب المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات
، تشكلت بنية “قسد” من نواة أساسية هي «وحدات حماية الشعب» الذراع العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي pyd التابع لحزب العمال الكردستاني pkk، لمواجهة تنظيم الدولة في العراق (داعش).
وعمل التحالف على رفد الوحدات بعناصر عربية لتشكيل “قسد” بعد نحو عام من القضاء على داعش أي في 2019، قامت “قسد” بدمج مجالس عسكرية من العشائر في مناطق سيطرتها، بما في ذلك مجلس دير الزور العسكري.
ووفقًا لنظام ““قسد”” الداخلي، تسيطر “وحدات حماية الشعب” على القيادة بشكل كامل وتحتكر بدورها كل الصلاحيات العسكرية، إضافة إلى التواصل مع قوات التحالف الدولي، وتمنع أي جهة في مناطق شرق الفرات من القيام بذلك من دون إشرافها الدقيق.
تلفزيون سوريا