الشيخ حمود الحناوي: لا نقبل التدخل الخارجي ومتمسكين بوحدتنا الوطنية

2025.03.14
أكد الشيخ حمود الحناوي، شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا، أن الأوضاع الراهنة في البلاد تستدعي تكاتف جميع السوريين للحفاظ على الوحدة الوطنية، معرباً عن استغرابه من بعض الأحداث التي شهدتها البلاد مؤخراً، ومشدداً على أن الأمن والاستقرار هما الأساس لبناء سوريا جديدة.
وفي مقابلة أجراها مع “تلفزيون سوريا”، وصف الشيخ الحناوي المستجدات الأخيرة في الساحل السوري بأنها “أحداث مؤسفة لا تخدم أي طرف”، مشيراً إلى أنه كان من المتوقع أن تدخل سوريا في مرحلة ديمقراطية تعوّض السوريين عن سنوات الحرب والمآسي.
وقال: “ما وقع من أحداث لا يصب في مصلحة أحد، بل يسيء إلى الجميع، سواء الشعب السوري بأكمله أو الدولة التي من المفترض أن تكرس جهودها لبناء الإنسان وتحقيق تطلعات المواطنين”.
وأكد أن ما جرى أثار استغراباً كبيراً، لا سيما في محافظة السويداء، التي كانت تأمل أن تسير البلاد نحو الأمن والاستقرار. وأضاف: “كنا ننظر إلى المحافظات السورية الأخرى على أنها بدأت تتجاوز ويلات الحرب، لكننا فوجئنا بهذه التطورات المحيرة”.
رفض محاولات خلط الأوراق والتمسك بالهوية الوطنية
و أوضح الشيخ الحناوي أن أبناء المحافظة يرفضون أي محاولة لإقحامهم في صراعات لا تخدم المصلحة الوطنية، مشدداً على أن “السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا، والانتماء للوطن شرف وكرامة ومبدأ لا يمكن المساومة عليه”. وتابع: “ننظر إلى جميع أبناء سوريا بمنظار واحد، وما يجمعنا هو الوطنية المشتركة”.
وأضاف أن ما حدث في الساحل “آلمنا كثيراً.. لدينا ثقة بأن القيادة في دمشق ستقوم بمحاسبة المخطئين، لأنها تسيء للجميع”. وأضاف: “نحن نهيب بأهلنا في الساحل، ونقول لهم إن ما جرى مؤلم ولا يمكن قبوله دينياً أو أخلاقياً أو وطنياً”.
مخاوف من تداعيات الأحداث الأخيرة
وأبدى شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين مخاوفه من أن تؤدي هذه التطورات إلى زعزعة الثقة بين السوريين وزيادة التوترات الداخلية، محذراً من خطورة هذه المرحلة على مستقبل البلاد.
وأوضح قائلاً: “إذا تكررت هذه الأعمال، فإنها ستسبب قلقاً كبيراً لمختلف المكونات السورية، إذ إن الأمن والاستقرار هما الضامن الأساسي للوحدة الوطنية، وأي إخلال بهما سيؤدي إلى الفوضى والبلبلة”.
ورأى أن هذه الأحداث تعد “استهدافاً للقضية السورية برمتها”، مطالباً الجميع بتحمل مسؤولياتهم في الحفاظ على النسيج الاجتماعي، والابتعاد عن أي تصرفات تؤدي إلى تفكيك وحدة البلاد. وأضاف: “كفانا دماراً ومآسي، فالظروف الراهنة تفرض علينا التكاتف لا التفرق”.
رفض أي تدخل خارجي والحفاظ على الاستقلالية
وفيما يتعلق بمحاولات بعض الجهات الخارجية استغلال اسم طائفة الموحدين الدروز، شدد الشيخ الحناوي على أن “الطائفة لا تقبل التدخلات الأجنبية، ولم تكن يوماً أداة في يد أي طرف خارجي”.
وأضاف: “لسنا مسؤولين عن كل التصريحات التي تصدر من داخل سوريا. نحن لم نقم في أي يوم من الأيام بأي عمل يسيء للوحدة الوطنية”.
وتابع : “نحن سوريون أولاً وأخيراً، ولا نقبل أن يزايد أحد على وطنيتنا. لم نقم بأي عمل يضر بالوحدة الوطنية، ولن نسمح بأن يُستخدم اسمنا كذريعة لأي تدخل خارجي”.
وأكد على أن “الدروز كانوا دائماً جزءاً من النسيج الوطني السوري، ولم يسبق لهم أن مدّوا أيديهم إلى أي جهات خارجية”، مشدداً على أن الطائفة “مسالمة وتحترم كل المكونات السورية، لكنها في الوقت نفسه لن تسمح بالمساس بكرامتها أو سيادتها”.
الاتفاق بين دمشق وقسد: ضرورة للوحدة
وتعليقاً على الاتفاق الذي جرى بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال شرقي سوريا، قال الشيخ الحناوي إنه يدعم أي اتفاق يساهم في توحيد الصف السوري، قائلاً: “نحن مع أي مبادرة تعزز وحدة سوريا، سواء كانت مع إخواننا الأكراد أو مع الحكومة في دمشق، أو مع أي مكون آخر من أبناء الوطن”.
وأشار إلى أن “الوحدة السورية هي الخيار الوحيد القادر على إخراج البلاد من أزمتها”، معتبراً أن “اللون الواحد لا يجدي، والتنوع هو أساس الاستقرار”. ووجه رسالة إلى جميع السوريين قائلاً: “يجب أن نتعاون ونتحد، فالانقسام لا يخدم إلا أعداء الوطن”.
وأضاف: “وبصفتي شيخ عقل الطائفة الدرزية في سوريا، لا يمكن أن أفكر بأي شيء يسيء إلى سيادة سوريا أو الوطن، ولا سمح الله أن نقوم بمثل هذه الأمور. وإذا ما حدث ذلك، فهو على ذمة من يفعله”.
رسالة إلى السوريين
ووجه الشيخ الحناوي رسالة إلى الشعب السوري، دعا فيها إلى وقف النزاعات والعمل على بناء مستقبل مشترك لجميع السوريين: “رسالتي تحمل بين طياتها الألم والأمل. أيها السوريون، توحدوا، وحافظوا على وطنكم. كفانا قتالاً ودماراً وهدماً لما تبقى من البلاد. نحن بحاجة إلى بناء الوطن على أسس الديمقراطية والمحبة والإخاء”.
وأكد أن السوريين لم يكونوا يعرفون الطائفية في السابق، لكن السنوات الأخيرة أفرزت صراعات أضرت بالجميع. وأضاف: “الطائفية والفوضى دمرت الحجر والبشر، وعلى السوريين أن يراعوا الله في وطنهم ومستقبلهم. التفرقة لا تنفع، والتفكك يضر الجميع، والقتل والثارات لا تجلب سوى الأحقاد”.
واستشهد الشيخ الحناوي بموقف النبي محمد (ص) عند فتح مكة، حين أعلن العفو العام، قائلاً: “هذه هي رسالة الإسلام الحقيقية التي يجب أن نتمسك بها”.
تلفزيون سوريا
——————————
شيخ عقل الدروز في سوريا حمود الحناوي لـ”النهار”: على الشرع ردّ الظلم ونرفض أي تفرّد بقرار السويداء
“النهار” حاورت شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حمود الحناوي وحملت إليه أسئلة الساعة الملحّة، علماً بأن مشيخة العقل تتألف من ثلاثة شيوخ هم إلى الحناوي، الشيخ حكمت الهجري والشيخ أبو أسامة الجربوع.
ديانا سكيني
تحديث 14 أذار 2025
تتحكم أحداث الساحل السوري وتبعاتها بمعادلة علاقات الحكم في دمشق مع المحافظات والمجموعات المختلفة. وإن كان سرى في الأيام الماضية حديث عن اتفاق بين الحكومة السورية ووجهاء السويداء من شأنه أن يطوي صفحات التأويلات وسرديات الخوف من المجهول، فإن الوقائع المستقاة من السويداء تشير إلى أن الحوارات والنقاشات المفتوحة الجارية بين الطرفين ليست سوى ممهّد لأرضية التوافق، وأقرب إلى المطالب كما قيل.
“النهار” حاورت شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حمود الحناوي وحملت إليه أسئلة الساعة الملحّة، علماً بأن مشيخة العقل تتألف من ثلاثة شيوخ هم إلى الحناوي، الشيخ حكمت الهجري والشيخ أبو أسامة الجربوع
ماذا يقول شيخ عقل الموحدين في سوريا حمود الحناوي لـ”النهار” عن عرض الحماية الإسرائيلية للدروز؟ @Dianaskaini pic.twitter.com/Kj8oHLXstJ
— Annahar Al Arabi (@AnnaharAr) March 14, 2025
لم يطّلع الحناوي على ما سمّيَ “الاتفاق المبدئي” الذي حُكي عنه ولم يسمع به، وفق قوله. وفي رأيه، “كل اتفاق يجب أن يكون صادراً عن كل الفئات التي تمثّل محافظة السويداء، وأن يشمل التمثيل كل المعنيين بالأمر، وبطبيعة الحال الجميع سيؤيّد أيّ اتفاق لصالح المحافظة”.
ويقول إن “مطالبنا العامة تشمل بناء الدولة بشكل مدني وحضاري وتأسيس دستور للبلاد وإجراء انتخابات عادلة تضم جميع فئات الشعب السوري. أما المطالب الخاصة فتتعلق بحاجات المواطنين من كل النواحي”.
* لكن هناك معلومات يجري تناقلها عن اتفاق بين الشيخ الهجري والرئيس أحمد الشرع، هل لديكم معطيات؟
يجيب شيخ العقل: “لم أسمع بالاتفاق بعد وإذا ما حصل يجب أن يخرج عن الرأي العام في محافظة السويداء، نقول بمصداقية إن الانفراد بالقرار يثير الانقسام. وأتوجّه الى الجميع سواء الشيخ الهجري أو غيره ممّن يتواصلون مع الحكومة بأن مطالبنا واحدة، وكل المطالب التي تقع في صالحنا نوافق عليها. وتاريخ الجبل يشهد أن الأمور كانت على الدوام شورى بين أهله”.
ويضيف: “ليس في السويداء مرجعية واحدة، هناك مشيخة عقل من ثلاثة شيوخ، ويوجد مثقفون كان لهم دور بارز في الحراك الوطني، وقادة تقليديون واختصاصيون يديرون دولاً ويجب أن نأخذ آراءهم”.
أحداث الساحل
يشعر الحناوي باستياء كبير نتيجة أحداث الساحل، فـ”ما جرى هو أعمال مؤسفة وليست في مصلحة السوريين ولا أهل الساحل ولا الدولة، وهي أثارت المخاوف لدى كل الشعب السوري”. ودعا الرئيس أحمد الشرع إلى “محاكمة المتورّطين وإيجاد حلّ قانوني بإشراف الدولة”.
* وما المطلوب من الشرع تحديداً؟
يجيب: “المطلوب منه أن يكون كالأب العادل ويعمل على تقصّي الحقائق وردّ الظلم عن الناس لأن أبناء الشعب السوري هم أسرة واحدة، ولا يجوز أن يكون هناك فرق بين طائفة وأخرى”.
* وكيف أثرت أحداث الساحل على المجموعة الدرزية في سوريا، وهل أثارت التخوّف؟
يجيب الشيخ الحناوي أن “الخوف واقع ولنا تجارب قديمة من جراء هذا الغلوّ الديني الخطر على الجميع، ليس علينا فحسب بل على جميع أطياف الشعب السوري”.
* وكيف يقارب دخول الإسرائيليين على الخطّ والتعهّد بحماية الدروز؟
“نستغرب الطرح الإسرائيلي، فنحن لا نستجدي الحماية من أحد. وعلى مر التاريخ لا نعتدي على أحد، وإذا اعتُدي علينا نموت جميعنا لحماية أنفسنا وحماية عرضنا وأرضنا، وإذا اعتُدي علينا فلنا حق الدفاع عن أنفسنا. نحن لنا تاريخ طويل ولم نُهزم في أيّ معركة على مرّ التاريخ”.
View this post on Instagram
A post shared by Annahar (@annaharnews)
* هناك أصوات درزية تحمل نزعة انفصالية لا تزال تتردّد؟
“حسب معرفتي بأبناء السويداء، نحن سوريون لا نساوم على القضية الوطنية. وقيادة الثورة السورية الكبرى كانت تحت راية سلطان باشا الأطرش وقدّمنا آلاف الشهداء من أجل الوطن السوري المقدّس، فلا يمكن أن ننادي بهذه الأفكار (الانفصالية) التي لا تمثّل إلا من ينادي بها”.
* وكيف تجد سياق الاتفاق بين الدولة السورية و”قسد”؟ “
نرحّب بالاتفاق مع قسد من أجل الوحدة الوطنية، ونرى أن الحقوق الخاصة بهم يجب أن تراعيها الحكومة السورية”.
النهار العربي