الناسسقوط بشار الأسد، الرئيس الفار والمخلوع

من سقوط التماثيل إلى صعود الرجال الملثّمين/ رهف الدغلي

إعادة كتابة الفضاء والهوية في سوريا

14-04-2025

        عند دخول دمشق من بيروت، يُذهل المرء على الفور ببقايا عهدٍ منهار، من تماثيل بشار الأسد المخلوع ووالده حافظ الأسد، وقد نُكِّلت بها وسُخِر منها، تقف كنُصُب خاوية لرجولة مُفككة. ما كان في السابق رمزاً كُلّي الحضور للقوة السُلطوية، لَم يبقَ منهُ اليوم سوى صور باهتة وهياكل متداعية، ملطّخة بالغرافيتي والعبارات الساخرة. هذه الأيقونات المُشوَّهة ليست مجرّد بقايا سياسية؛ بل هي شهادات على انهيار صورة مُصطنعة بعناية لرجولة بعثية مفرطة، تماهت فيها السُلطة والسيطرة والأبوية مع شخص القائد.

        ولأنّي قضيتُ أكثر من عقدٍ في دراسة الوطنية السورية ومفاهيم الرجولة فيها، فقد كان سقوط تماثيل الأسد حدثاً عميقاً بالنسبة لي، على المستوى الشخصي. عندما عُدت إلى دمشق بعد 14 عاماً من المنفى، اجتاحتني مشاعر مختلطة من النشوة والتأمل. بدا غياب النظرة الطاغية للأسد مُحرِّراً، غير أن بروز الرجال المُلثَّمين كرموز جديدة لسطوة الدولة ذكّرني بأن الصراع مع الذكوريّة السُلطوية أبعد ما يكون عن الانتهاء. تسعى هذه المقالة، المرفقة بصور من دمشق، إلى التقاط هذا التفاعل المعقد بين انهيار الرموز القديمة وصعود رموز جديدة. فصور التماثيل المهدّمة، إلى جانب عناصر الأمن الملثّمين، تحكي قصة أُمّة تُصارع ماضيها، وتخوض حاضرها، وتبقى قلقة على مستقبلها.

        من الشائع أن تتصادم الدول الخارجة من ظلال الحروب مع أشكال راسخة من الرجولة. وفي سوريا، كشف انهيار نظام الأسد عن هشاشة الأُسس التي قامت عليها تلك المُثُل الذكورية، وأفسح المجال أمام تعبيرات جديدة عن الجندر، تنبع في آنٍ معاً من المقاومة والسيطرة.

        وفي أعقاب انهيار النظام مباشرة، اتخذت الرجولة شكلاً جديداً؛ شكلاً مُقنَّعاً، بالمعنى الحرفي والمجازي للكلمة. وأصبح عناصر الأمن ذوي الأقنعة السود، بقيادة هيئة تحرير الشام، يمثِّلون تحوّلاً من الرجولة العلنية الاستعراضية لعهد الأسد، إلى شكل أكثر تخفياً، وإن لم يكن أقل هيمنة، من السُلطة الذكورية. لا تفرض هذه الرجولة المقنَّعة سيطرتها عبر تمجيد شخصية ذكَر واحد، بل عبر الغموض، والخوف، والترهيب النفسي.

        استناداً إلى أبحاثي الميدانية الأخيرة في دمشق، وإلى مقابلات أجريتُها مع أفراد من وزارة الدفاع وقادة مركزيين دُمجوا في الوزارة الجديدة، أرى أن الرجال الملثَّمين ليسوا مجرَّد عناصر أمن؛ بل هم الوجه الجديد للسُلطة الذكوريّة في عهد ما بعد الأسد. لا تُخفي أقنعتهم هوياتهم فحسب، بل تخفي أيضاً هشاشة المؤسسات التي يمثّلونها. لقد خلَّف غياب تماثيل الأسد فراغاً باتت هذه الوجوه المقنّعة تملؤه اليوم، فتعرض القوة بينما تُخفي الهشاشة المؤسسية.

        خلال أحد لقاءاتي، نظر إليّ جندي مُلثَّم وقال بهدوء: «فيكِ تمشي من هون يا أختي. الوضع آمن.» هذا التفاعل العابر، الذي بدا عادياً في ظاهره، ترك في نفسي أثراً عميقاً. فالتراكب بين مظهره المُخيف – المقنّع والمُسلَّح – ونبرته الوديعة، التي كادت تكون حِمائية، كشف عن التناقضات الكامنة في هذه الرجولة الجديدة. خلف القناع المُصمَّم لإثارة الرهبة، يوجد إنسان يتلمّس طريقه وسط هشاشاته الخاصة، عالقاً بين أداء السُلطة وبقايا النُبل الإنساني اليومي. لقد بيّن هذا اللقاء أن الرجولة المُقنّعة لا تتمحور فقط حول إظهار القوة، بل أيضاً حول إخفاء هشاشة من يؤدّونها.

        ديناميكيات الجندر المُطبَّعة: استمراريات بعد تغيير النظام

        رغم انهيار الرموز البعثية وصعود أشكال جديدة من السُلطة الذكورية، ما تزال العديد من الديناميكيات الجندرية السابقة في سوريا متجذّرة بعمق، بما يعكس أعرافاً ثقافية تتجاوز التحوّلات السياسية. تظهر هذه الديناميكيات في الفضاءات اليومية، حيث تستمر الأدوار الجندرية في الترسُّخ من خلال الممارسات الاجتماعية، وصور الإعلام، والبُنى المؤسسية.

        فمثلاً، تروّج إعلانات النوادي الرياضية لأجسام ذكورية فائقة العضلات، تمجّد القوة الذكورية والتفوّق الجسدي. ويعكس هذا التركيز على الجسد الذكري كرمز للسُلطة مفاهيمَ الرجولة الراسخة التي تسبق عهد البعث وخلفاءه على حدّ سواء، كما يُسهم في تكريس الربط بين الذكورة والسيطرة والصلابة والهيمنة، مما يعزّز التوقُّعات الجندرية التقليدية.

        وبالمثل، غالباً ما تُركِّز مبادرات التربية وحملات المنظمات غير الحكومية على الأُمّهات  فقط، بما يوحي ضمناً بأن رعاية الأطفال مسؤولية نسائية حصراً. وتصوِّر الإعلانات المنتشرة لجهات مثل «الأمومة الواعية» عمل الرعاية كمسألة أمومية بامتياز، وتُهمِّش دور الآباء، مما يعيد إنتاج رؤية ثنائية للأدوار الجندرية. عوضا عن بناء مفهوم تشاركي وتفاعلي لرعاية الأطفال غير محصورا بالجندر.

        أما في المجال التعليمي، فكثيراً ما تتضمَّن إعلانات المؤسسات الأكاديمية صور رجال يرتدون بزّات رسمية، تَسِم النجاح والاحترافية كصفات ذكورية بجوهرها. توحي هذه الصور، بشكل غير مباشر، بأن القيادة والطموح والسُلطة المعرفية هي سمات يُجسِّدها الرجال على نحو أفضل – الأمر الذي يُعزّز التسلسلات الهرمية الجندرية في المجالين العام والخاص.

        غير أن هذه الأمثلة لا يمكن قراءتها بشكل معزول، بل تُعدّ جزءاً من خرائط أوسع تُقاس فيها الهيمنة الذكورية عبر تموضعها في المجال العام، سواء على المستوى البصري أو الرمزي. فمن الجدير بالذكر أن الذكورية الجديدة لا تُنتج فقط من خلال أدوات القمع السياسي، بل تتجلى وتُطبع في صور الحياة اليومية—في اللوحات الإعلانية، في اللافتات العامة، وفي الرسائل البصرية التي تنتشر في المدن الكبرى كدمشق وحلب وإدلب. ففي بعض الإعلانات، تُقدّم صور لرجال أمن يقرؤون القرآن، ملثمين، في تهاني الأعياد المنشورة على قنوات تيليغرام وإكس، ما يعزز فكرة «الذكورة الورعة» أو «التقوى المسلحة»، حيث تتقاطع مفاهيم الحماية، والشرعية الدينية.

        لا تعبّر هذه الرموز المُنتشرة عن الخطاب الرسمي فحسب، بل تُعيد تشكيل الوعي الجندري الجمعي، وتفرض مفاهيم معينة للرجولة بوصفها قوة مهيمنة أخلاقياً وجسدياً. ومن هنا، يصبح الفضاء العام ميداناً تُقاس فيه أشكال الهيمنة الذكورية، لا عبر الخطابات فقط، بل من خلال الحضور المادي والرمزي للرجال، سواء عبر الأجساد أو الصور أو الطقوس الجماعية.

        بالإضافة إلى ذلك، تُبرز هذه الأمثلة أن الانقسامات الجندرية ليست مجرّد بقايا دعاية سُلطوية، بل هي منسوجة في النسيج العميق للمجتمع السوري. إنها تعكس أعرافاً ثقافية تم تطبيعها على مدى أجيال، وما تزال قائمة بمعزل عن تغيّر الأنظمة. إن إدراك هذه الاستمراريات أمر بالغ الأهمية لفهم المشهد المعقّد للجندر في سوريا ما بعد الأسد، حيث تتقاطع التحوّلات السياسية مع بُنى اجتماعية متجذّرة تواصل تشكيل تجارب الحياة اليومية للرجال والنساء.

        بالإضافة إلى صور الرجولة التي ترعاها الدولة، أصبح مفهوم الرجولة المُقنَّعة مُتجذِّراً ومُطبَّعاً ثقافياً داخل المجتمع السوري، خصوصاً من خلال ربطه رمزياً بالنضال الثوري. تُجسِّد الصورة أعلاه هذا الواقع بوضوح: بضائع مزيّنة بعلم الثورة السورية تُعرض إلى جانب عصابات رأس كُتبت عليها شعارات وأقنعة تُحاكي الأيقونات القتالية.

        هذه المواد ليست مجرد سلع تجارية؛ بل تُمثِّل تَشيئةً للرجولة الثورية، حيث يُجسِّد القناع في آنٍ معاً التحدّي والسُلطة. وفي هذا السياق، لا يُعدّ القناع أداةً للإخفاء فحسب، بل قطعة ثقافية تنقل معاني الصمود والكرامة والشجاعة القتالية. وهو يعكس كيف تجاوزت صورةُ الرجُل المقنَّع وظيفتها النفعية لتتحوّل إلى رمز قوي للهوية الثورية.

        هذا التباين بين الرجال المُقنَّعين المُسلَّحين التابعين لأمن الدولة، والرموز الثقافية المقبولة اجتماعياً للرجولة المُقنَّعة، يكشف عن مفارقة: ففي حين تستخدم الدولة القناع لبثّ الخوف والسيطرة، تتبنّاه الحركات الثورية للدلالة على المقاومة والتمكين. رأيتُ بعيني هذه الازدواجية خلال عملي الميداني في دمشق، فالشباب لا يرتدون هذه الأقنعة بفخر بصفتها موضة فحسب، بل بصفتها إعلاناً عن موقف سياسي وهوية ذكورية أيضاً.

        علاوة على ذلك، تُبرز هذه الظاهرة أن الرجولة المُقنَّعة لم تعد محصورة في الفضاءات العسكرية، بل تسلّلت إلى الحياة اليومية، وأصبحت تؤثر في كيفية أداء الرجولة وتلقّيها في سوريا ما بعد النزاع. وسواء في إعلانات الشوارع، أو حواجز التفتيش، أو الأكشاك والأسواق، بات القناع رمزاً باقياً – أيقونة تُموِّه الحدود بين السلطة والمقاومة، وبين سيطرة الدولة وفاعلية الفرد.

        من الرجولة البعثية المفرطة إلى السُلطة المُقنَّعة: الاستمرارية والتغيير في بُنى السُلطة الجندرية

        رغم اختفاء الرموز الشكلية لرجولة البعث – كالتماثيل، والشعارات، وصور الأسد الحاضرة في كل مكان – ما تزال الديناميكيات الجندرية الكامنة مستمرّة. فاحتكار الدولة للعنف ما يزال متداخلاً بعمق مع المُثُل الذكورية، وإنْ تحوّلت الصيَغ. ويجسّد الانتقال من حكم البعث إلى سيطرة هيئة تحرير الشام مزيجاً من الاستمرارية والتغيير: فآليات السيطرة السلطوية باقية، بينما تكيّفت رموز وأداءات الرجولة مع الواقع الجديد.

        وخلافاً للرجولة الكاريزمية المُشخصَنة التي سادت سوريا على شكل عبادة شخصيتَي حافظ وبشار الأسد، يشهد عصر ما بعد الأسد صعود نمط جديد من الرجولة – رجولة مُلثَّمة، بلا ملامح، مموّهة عن قصد. يتجلّى هذا التحوّل في إعلانات التجنيد المنتشرة في شوارع سوريا، لا سيما تلك الصادرة عن وزارة الدفاع الجديدة، والتي تدعو الرجال للانضمام إلى أجهزة الأمن والشرطة.

        في هذه الإعلانات، يظهر الرجال وهم يُديرون ظهورهم للمُشاهد-ة، مُخفين وجوههم، في تصوير يستبدل البطولة الفردية بالقوة الجمعية. قد يبدو هذا الخيار التصميمي للوهلة الأولى غير مقصود، إلا أن فحصاً أعمق للمشهد الحضَري، إلى جانب تفاعلاتي الشخصية ومقابلاتي مع عناصر من وزارة الدفاع، يكشف عن استراتيجية متعمّدة وراء هذه الصور.

        سلّطت لقاءاتي مع رجال الأمن الملثّمين في الشوارع الضوء على مفارقة لافتة: فعلى الرغم من مظهرهم المُخيف، بدا أن كثيرين منهم يتحلّون بالتواضع، بل وحتى بالخجل. وعندما سألتُهم عن سبب إخفاء وجوههم، كان الجواب المتكرر: «هذه قيادة جديدة، وعلينا أن نضمن أمن وسلامة المواطنين السوريين.» ورغم أن هذا الرد بدا مراوغاً، إلا أن نقاشاتي الأعمق مع قادة مركزيين في وزارة الدفاع أكَّدت أن هذه الممارسة تخضع فعلًا لنقاشات واستراتيجيات متعمّقة ضمن دوائر القيادة العسكرية.

        والمنطق الكامن وراءها واضح: تخدم الأقنعة غرضين في آنٍ واحد: على المستوى الظاهري، تُعد الأقنعة إجراءً أمنياً يحمي أفراد الأمن العام؛ أما على المستوى الرمزي، فهي مصمَّمة لبثّ الخوف والرهبة، وإيصال صورة عن سُلطة حاضرة في كل مكان، بلا وجه، قادرة على تحقيق العنف السريع والمموّه عند الحاجة، كما كرّر ذلك العديد من القادة المركزيين. تعكس هذه الاستراتيجية تحوّلاً من الرجولة البعثية المفرطة في حضورها وخصوصيتها، إلى رجولة أكثر تشتُّتاً وتمركُزاً حول المؤسسة، حيث لا تتجسّد القوة في شخص واحد، بل تتوزّع على شبكة من المنفِّذين المُلثَّمين.

        لا يُشير هذا التحوّل إلى تغيُّر في كيفية أداء الرجولة فحسب، بل أيضاً إلى تغيُّر في كيفية بناء السُلطة السياسية في سوريا ما بعد الأسد والحفاظ عليها. فغياب القادة الأيقونيين يُعوَّض عنه بالحضور الطاغي للوجوه المُقنَّعة – رموز دولة تسعى إلى أن تبدو شاملة وغامضة في آن، مستعدّة للتحرّك دون سابق إنذار، ودون وجه يمكن مساءلته.

        إحياء ذكرى الشهداء: إعادة كتابة الحكاية السورية

        تتعالى أصوات عائلات المختفين والمختفيات قسرياً مُطالبةً القيادة الجديدة بالتعاون معها لكشف مصير مئات الآلاف من السوريين والسوريات الذين اعتقلهم-ن النظام السابق وزجّ بهم-ن في السجون. ولا يمثّل الإفراج عن السجناء من مراكز الاعتقال سيئة السُمعة، مثل سجن صيدنايا، مجرد رمز لانهيار النظام فحسب؛ بل هو إعلان عن سقوط منظومة كاملة بُنيت على الخوف والإكراه وتمجيد الموت في سبيل الأسد.

        ومع دخول الشعب السوري فصلاً جديداً من تاريخه، فإن طريقة إحياء ذكرى الشهداء والشهيدات تكشف عن ملامح من التقدّم، لكنها تُظهر في الوقت ذاته استمراراً لتحيّزات جندرية قائمة. فشوارع سوريا تعجّ بصور المختفين – وجوه أبناء وإخوة وآباء مفقودين. ورغم أن إحياء الذكرى الجماعية هذا نابعٌ من المجتمع نفسه، وليست موجّهاً من الدولة، إلا أنه يتركّز بشكل شبه حصري على الذكور، مما يعزّز سردية تُعرَّف فيها البطولة من خلال أفعال الرجال.

        إن هذا التذكّر الانتقائي ينطوي على خطر محو الأدوار الحيوية التي أدّتها النساء السوريات – ليس فقط كضحايا، بل أيضاً كمُقاتلات وناشطات وقائدات مجتمعيات تحدّين الحكم السلطوي. فقد تعرّضت النساء للتعذيب والاعتقال والإخفاء القسري جنباً إلى جنب مع الرجال، ومع ذلك غالباً ما يُهمَّش صمودهنّ وتضحياتهنّ في الذاكرة العامة.

        لكي تعيد سوريا فعلاً كتابة حكايتها، عليها أن تتبنّى مقاربة شاملة للذكرى – مقاربة تُكرِّم النساء والرجال الذين صمدوا في وجه وحشية الديكتاتور. فلا ينبغي لحفظ الذكرى أن يقتصر على الشهادات الذكورية، بل يجب أن يعكس الطيف الواسع من المقاومة السورية، بدءاً من الأمهات اللواتي أضربن عن الطعام أمام السجون، وصولًا إلى الفتيات الصغيرات اللواتي وثَّقن جرائم الحرب في البلدات المحاصرة.

        إن سقوط نظام الأسد ليس مجرد انتقال سياسي؛ بل فرصة لإعادة تعريف الهوية الوطنية. ولكسر إرث الرجولة البعثية، لا بدّ للشعب السوري من مواجهة السرديات الجندرية التي تُعيد حتى الحركات الشعبية إنتاجها بلا وعي. فلا ينبغي أن تكون الشهادة وحدها معيار البطولة؛ فالصمود، والمقاومة، والسعي نحو العدالة إرثٌ لا يقل قوّة.

        وفقط من خلال استعادة قصص الرجال والنساء معاً، تستطيع سوريا أن تتجاوز ظلال ماضيها السلطوي، وتنسج سرديةً جديدة تحتفي بشجاعة الإنسان وصموده وإنسانيته بكل تنوّعاتها.

موقع الجمهورية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى