شعر

قصيدتان للشاعر و. س. ميروين

ترجمة سنان انطون

صدى الضوء

حين بدأت أتعلّم القراءة تخيّلت

أن للجسور علاقة ما بالطيور

وبما بدا أنها أقفاص

لكنني عرفت أنها لم تكن أقفاصًا

ربما كان ذلك في الخريف

النور المغبرّ يومض من أسلاك عربات الشوارع

وتلك الأماكن البرتقالية تحترق في الصور

والآن إنه الخريف حقًّا

الأيام صافية بالقرب من البحر

وريح صغيرة تسقط بأنفها

على عشب يابس كان بالأمس أخضر

أكواز الذرة الخاوية تقف مرتجفة

وريش أشباح الأزهار يغطي الحقول المهملة

في كل مكان ألوان لا يمكنني أن أبصرها

تحمرّ عيناي منها كلها

حتى الجداول الواسعة

إنه موسم الطيور المهاجرة

تطير ليلًا وتشعر بالأرض تدور تحتها

استيقظتُ في المدينة أسمع

دعاء طيور الزقزاق مرة وأخرى

سمعتها قبل أن أنام وأسمعها هنا قادمة من أسفل النهر

تحتشد ويقترب صداها من الساحل

لقد فردتْ أطولُ الجسور أجنحتها الرهيفة

سونيتة واحدة للصيف

لقد جاء الصيف للأشجار التي تسمو إليه

جاء في وضح النهار بلا صوت

وصل حين كانت الأشجار داكنة في نومها

حلمتْ به واستيقظتْ وهي تعرف أنه قد جاء

لكني طفل الخريف

وفي أول أصيافي كنتُ هنا

لكنني لم أكن قد ولدت بعد

سمعتُ الأوراق على أغصانها تهمس

والزيز تكبُرُ في أغانيها

أصغيتُ إلى لغة الصيف كلها

كان الزمن يحاورُ نفسه فيها

ولدتُ في الخريف

وأنا أعرف صوت الصيف

[ترجمة: سنان أنطون]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى