الرسام والديكتاتور/ ناهد بدوية
استعارة من كاداريه
يحتار الديكتاتور في أمر يوسف.. ألا يحتاج شيئا هذا الرجل؟ ..لماذا لا يلجأ لي وأنا السلطة والقوة؟ ..لكن يوسف مشغول عنه بلوحته، ويكتب بريشته على مخطوطات رباعيات عمر الخيام “ليس بفقير من لا يطلب شيئا”.
يسأل الديكتاتور: ألا تريد شيئا أيها الرسام؟ لكن يوسف مشغول عنه بوردة يرسمها على مصباح ديوجين .. ويجيبه دون أن ينظر إليه: “نعم، أريد أن تبتعد فأنت تحجب الشمس عني”.
يغار الديكتاتور من يوسف..يجمع في قصره عشرات النساء.. يضنيه البحث عن قلب امرأة واحدة فلا يجد. ويوسف يتربع في قلوب النساء بدون إذن منه، ويبتسم خجلاً في كل مرة يراوده قلب امرأة..
يبكي الديكتاتور صديق حميم واحد.. ويوسف يكتب على بابه .. قلبي لكل الأصدقاء.. فاختصر الزمان والمكان كي يتسعان لجميع الأحبة..
يخاف الديكتاتور ويقتله الأرق .. وينام يوسف هنيئا بين لوحاته وحمامات مرسمه.
يعبس الديكتاتور ويبتسم يوسف
يكره الدكتاتور ويوسف يحب
يصرخ الديكتاتور ويوسف يغني
يمحي الديكتاتور ويوسف يرسم
يوسف يرسم..
يوسف يرسم..
يوسف يرسم..
*الشاعر والديكتاتور رواية لاسماعيل كاداريه