الحرية ليوسف عبدلكي/ ليليان يوسف
فجّر الاعتقال المشؤوم للتشكيلي السوري المعروف يوسف عبدلكي مشاعر حسبنا أنها توارت في بحر الأحزان وأمواجه التي أغرقت عموم الجغرافيا السورية، وكشف عن حيوية نسبية خيّل للكثيرين أنها فقدت جراء توالي العذابات وتزاحم المآسي وتراكم الموت وانتشار الدمار، هنا، في دمشق، وهناك في حلب وحمص وغيرها.
طيف واسع من الأصدقاء والمعارف والمحبين، ومن مشارب متنوعة وحتى متناقضة، فيهم الحريص المحب وفيهم قنّاص الفرص، اجتمعت، بغتة، على رفع الصوت استنكاراً لجريمة اعتقال التشكيلي السوري المعارض يوسف عبدلكي. وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدل على أهمية هذا الرجل وارتفاع قيمته.
على أن اجتماع التناقضات هذا ينطوي على مفارقة لا يجب أن تمرّ مرور الكرام، فاستنكار الاعتقال الذي يشرّف كل حرّ حقيقي، قد يمنح، في المقابل، كل متملق أو مرتزق أو ساع إلى الضوء (وما آكثرهم وما أسمك أقنعتهم) فرصة التسلل واستئناف الاستثمار الرخيص الذي اعتاده والذي قاد، سابقاً، إلى مساعدة النظام في وأد الحراك، ويقود اليوم إلى استمرار العبث ومعه الموت. فيوسف عبدلكي الانسان والمعارض والفنان قامة من القامات التي يبنى عليها، مثله في ذلك مثل رفيقه وصديقه القائد عبد العزيز الخيّر، ومثال حقيقي لما يجب أن يكون عليه الفنان والانسان والمعارض.
التضامن مع عبدلكي إضافة أخلاقية للمتضامن ومنحة له، بل ومنزلة ترفع من شأن صاحبه، وتتيح لمن لا شأن له (وهم معروفون)، برغم تصدره المشهد، وانتحال الصفة، سوية آنية ضيعتها الخفّة والارتهان والأطماع والأحقاد.
يوسف عبدلكي عنوان الأمل بغد سوري وعربي لا مكان فيه لغير السوريين الذين حرصوا على قيم الحراك وجعلوا يواجهون الموت الآتي من داخل استبدادي ومن خارج تكفيري ظلامي وليبرالي متصهين.
ومن أجل هذه المعاني نجتمع في الحمراء (اليوم، من الرابعة حتى الخامسة عصراً، أمام غاليري «أجيال»)، أصدقاء ورفاقاً ومحبين، لنرفع الصوت «الحرية ليوسف عبدلكي، الحرية لعبد العزيز الخيّر، الحريّة لجميع المعتقلين».
السفير