الذراع مبتورة لكن قبضتها لا تزال مضمومة/ فواز طرابلسي
يوسف عبدلكي مذنب!
ذنبه انه يريد الحرية لشعبه ويحلم بالتغيير الجذري لنظام استبداد وفساد وقتل يرزح على صدر السوريين منذ نصف قرن. مذنب، يوسف عبدلكي، لانه يصرّ على أن يتولى الشعب السوري مصيره بيده، وحلّ ازمته الدامية بقواه الذاتية، لبناء سورية حرّة مستقلة علمانية ديقمراطية في ظل العدالة الاجتماعية.
أدخل يوسف عبدلكي السجن معارضا ومناضلا بتهمة الانتماء لحزب العمل الشيوعي، صاحب الدعوة المبكرة بإسقاط النظام، وخرج منه مناضلا ومعارضا. معارضا إختار المنفى. ومعارضاً لم يعلن التوبة ولا انكر عقيدته ولا تخلّى عن رفاقه، في احلك الايام التي مرّت بها المعارضة السورية وفي أقسى ايام النفي.
معارضاً عاد يوسف عبدلكي الى بلده مرفوع الرأس ومعارضاً قرر البقاء في دمشق رافضا سلوك طريق المنفى مرة ثانية. معارضاً بقي ليسهم في إعادة بناء حزب العمل الشيوعي وتفعيل جبهة للمعارضة السلمية الداعية لتغيير النظام والرافضة للتدخل الخارجي والحل العسكري. قد تتفق مع يوسف عبدلكي ورفاقه في هذا الخيار او تختلف. ولي في الخيارين الكثير لاقوله. وقد قلته. لكن هذا لا يغيّر قيد شعرة من حقيقة ان يوسف عبدلكي الفنان الكبير، الذي صقل المنفى موهبته وتجوهر فنه في الثورة والحرب، مناضل يساري ملتزم، لم يفصل مرة موقعه كفنان عن التزامه الفكري والسياسي، هو الآن قيد الاعتقال مع لا اقل من مئة الف مواطن ومواطنة سوريين مذنبين مثله بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
أضم صوتي الى كل الاصوات المرفوعة من أجل إطلاق سراح رفيقي وصديقي يوسف عبدلكي في إمتداد الدعوة لاطلاق سراح جميع المعتقلات والمعتقلين في السجون السورية. قد نفرح عندما يتوفر لبعض المثقفين فرصة الخروج الباكر من الاسر، تحت ضغط حملات عربية ودولية لاطلاق سراحهم. لكن هذا لن ينسينا بأن هذه الفرصة هي إمتياز لقلّة وبأن الكثرة من مثقفي سورية ومثقفاتها الاسرى قضوا تحت التعذيب او لا زالوا في غياهب السجون.
الذراع مبتورة لكن قبضتها لا تزال مضمومة
خاص – صفحات سورية –