قد لا تعرف عبدلكي … ولكن !!/ براء صليبي
بعد كل ما قرأته عنك في الأيام الأخيرة , من شوق الآخرين للقائك مجددا ً وقريبا ً , و من كم الكلمات المحمّلة بالحب لشخصك وفكرك وفنّك ..
بعد أن يكتبك منير شعراني و ثائر ديب و خالد خليفة وعلي سفر و مارسيل خليفة وعاصم الباشا وغيرهم .. بعد كل ذلك , ماذا بقي لنا لنكتب أو نقول ..!
لكن ذلك لن يمنعني وأنا أحاول استذكار أحاديث وجلسات قليلة كنتَ محورها ..
أذكر يوما ً كنت في بيت ماهر صليبي ولفتني بين لوحات كثيرة وكبيرة لوحة ٌ صغيرة لـ (حصان)، توقفت عندها، وسألته لمن , قال : إنها لفنان سوري اسمه يوسف عبدلكي واللوحة اسمها ” شوق ”
لم يمر وقت طويل حتى مر اسمك مجددا ً ومرارا ً في العديد من الجلسات والنقاشات والمناسبات .. أدركت بفرح أن إعجابي بلوحتك الصغيرة كان سيمتد ليطال أعمالا ً كثيرة وصل بعضها لِيَلْتَهِمَ حائطا ً بأكمله .
واستهلك الأمر سنوات صارت خلالها لوحاتك من البديهيات ساعة حضورها في ذاكرتي أفرح كلما قفزت لوحةٌ فيها وكلما انضمت لوحةٌ إليها .. ولم يخطر في بالي أن لقاءك ممكنا ً .
وعلى طاولة صغيرة في دمشق في مطعم يعجّ بروّاده انضم لطاولتنا فارس الحلو وبصحبته رجلٌ يشبه شخصيات الحكايا كما كنت أتخيلها، شعرٌ أبيض قامةٌ ممشوقة، وابتسامةٌ غامضة … كان يوسف عبدلكي ..
كثيرون ( كنت منهم ) لم يتعرفوا يوسف عبدلكي من كتب الدراسة ولا من لقاءات متلفزة ولم يقرأوا عنه في الصحف المحلية اليومية .. وهذا لا يقلل من شأن الفنان شيئا ً, بل ينصفه إذ لم يكن يوما ً ابنا ً مدللا ً لمسؤول أو سلطان .. بل كان سبباً لأرقهم يحاربهم بكثير من الفحم لرسم الشهيد في لوحةٍ ستبقى معلقة ً في ذاكرتنا وشاهدةً مع العشرات من اللوحات تدين من تدين وتنصف من تنصف وتختزل ما يمكن اختزاله ..
الحرية لك .. الحرية لنا جميعاً