على هامش صفقة تبادل الاسرى مع اسرائيل
علي الأحمد
كل يوم يمر نسمع اخبارا عن مفاوضات بين حماس واسرائيل تجري في مصر لتبادل الاسرى بين الطرف حيث يتم تداول صفقة كبيره بين الطرفين تتم فيها المساومات حول الاعداد ونوعية المحكومين ومدد احكامهم تبعا للعمل المقاوم الذي قاموا به . وهنا الا يمكن ان نسأل ماذا عن المعتقلين السياسيين السوريين في سجون سوريه وهم بالالاف ، الا يحق للمعارضه ان تفكر في طريقة لفك اسرهم بالضغط على النظام ؟ ا حركة حماس محظوظه جدا لانها تملك القدره على اسر جندي اسرائيلي وتملك القدره على التصدي لليهود ولو باضعف واقل الامكانيات ولكن كيف لنا نحن في سوريه ان نواجه ذلك النظام البشع الذي تتم مكافأته كل يوم على جرائمه من قبل القريب والبعيد ، اليس السجين المظلوم يستحق ان يبذل من اجله كل شيء بغض النظر ان كان السجان اسرائيليا كان او سوريا علويا كان ام غير علوي ؟ اليس السجين في اسرائيل يعيش ظروفا ربما اقل بشاعة من السجين السوري ؟ اليس ما حدث في صيدنايا مؤخرا قليل او نادر الحدوث في سجون اسرائيل ؟
ثم لماذا هذا التفريق والكيل بعشرة موازين ، مع الاحترام الشديد لموقف حماس وغيرها من الحركات الاسلاميه التى تحج الى دمشق وتطوف بالبيت الاسدي المبني من جماجم الاف السوريين من المسلمين ، اليس عارا وعيبا عليهم ان يدوسوا فوق كل تلك الجراح ويذهبوا ليقدموا فروض الولاء والطاعة لدكتاتور دمشق الذي ينتهك كل حرمة في سوريه ، و كم هو الفرق بينه وبين اولمرت او نتنياهو الذي ينتهك حرمات الفلسطينين كل يوم ، اليس الاعتداء هو الاعتداء سواء اجاء من يهودي حاقد او من طائفي اكثر حقدا؟ اليس هذا هو عين الكذب والدجل من تلك الحركات التى تبارك للبيانوني انبطاحه وتمريغ وجهه امام الطاغيه وتقدم له المشورات تلو المشورات بالمزيد من تمريغ الوجه ، وهل ينتظر هؤلاء ان يعفو بشار ويصفح عن الاخوان ؟ وهل كان اللئيم في يوم من الايام صاحب صفح وعفو ؟؟؟
نعم لقد حاول الجميع ان يتوسطوا لدى ذلك المجرم في دمشق لانهاء محنة الاف العائلات السوريه في الغربه والاف المعتقلين في السجون السوريه والمفقودين ، الشيخ القرضاوي وحماس والبسودان وعلماء المسلمين في العراق وغيرهم ، ولكنهم جميعا وجدوا الصدود والجحود ، افلا يحق لهم جميعا ويتوجب عليهم بنص امر الاسلام في نصر المسلم لاخيه المسلم ان يقاطعوا نظام الطاغيه في دمشق ويقفوا وقفة رجل واحد ويقولوا له انت تساعد حماس ولكنك تنتهك حرمة وكرامة شعبك كل يوم ولن نقبل منك ذلك الرفض والتاجيل والتسويف ، ام انهم جميعا اعجر واجبن امام طغيان الحكم في سوريه ؟ وبدلا من ذلك يطلبون من البيانوني المزيد المزيد من التنازل حتى عن الكرامه ، وتقديم المراجعات بعد المرجعات وتفكيك تحالفاته على امل ان يلقى ذلك شيئا من العطف من قلب ذلك الطاغية المجرم في دمشق ، في محاولات يائسه للامل في غير موطن الامل ولحسن الظن في غير مكانه .
اذا كان هذا هو الواقع ، ويبدو انه كذلك بدليل انهم جميعا صامتون خرس لا ينبذون ببنت شفه ،ويكتفون بتكرير المحاولات ، افليس من الافضل لهم ان يعلنوا صراحة وبوضوح وعلى الملا ان بشار ونظامه معتدون اثمون يرفضون اعطاء المسلمين في سوريه ابسط حقوقهم وان هذا النظام غير صادق ولا امين في دعمه لحماس لانه لا يمكن ان تصدق انك تقتل مسلما من اهل وطنك او تعتقله بلا محاكمه لعشرات السنين ، ثم تقدم العون لمسلم اخر في وطن مجاور بدافع الحميه ومحاربة اليهود ، هل تقتضي محاربة اليهود ان تهين شعبك وتذله وتهجره في المنافي ؟ ؟
خاص – صفحات سورية –