صفحات الشباب

محاكمة علنية لفرق الموسيقى السورية: اتهامات عديدة والحكم بعد القراءة

null
رشــا فائــق
“كلنا سوا”…”جين”…”إطار شمع” …”إنسانيتي” و”مسام” وغيرها الكثير من الفرق الموسيقية السورية الشابة لم تعد غريبة اليوم على مسامعنا سواء بأسمائها أو بموسيقاها وإن امتاز كليهما بالغرابة والجدة. ففي السابق (قبل نحو سبع سنوات تقريباً)،كانت المراكز الثقافية الأوربية هي المتنفس الوحيد لهؤلاء الموسيقيين الشباب ، سواء من خلال توفير أماكن للتدريب الموسيقي أو إقامة الحفلات أو حتى من خلال مهرجانات تمنحهم فرصة الوقوف على المسرح والظهور أمام الجمهور….
في ذلك الوقت،كانت فكرة الفرقة الموسيقية بحد ذاتها تبدو ضرباً من الجنون ونوعاً من طيش الشباب.. أما اليوم، فقد تحول الطيش إلى واقع وأصبح الجنون مألوفاً. إذ زاد عدد الفرق وازداد معه عدد الجمهور وإن ما زال عدد الحفلات المقدمة قليل نسبياً ومحصور في إطار الاحتفالات العامة أو المهرجانات.
ولأن الاتهامات التي تطال هذه الفرق وما تقدمه على صعيد الشكل والمضمون الفني،  تبدو أكثر بكثير من عدد حفلاتها  مجتمعة في العام الواحد، فقد عقدتZOOM محاكمة علنية، التقت فيها مجموعة من أبرز هؤلاء الموسيقيين الشباب، موجهة لهم جملة من الاتهامات، فكان لهم الدفاع التالي:
موسيقى الشباب..موسيقى بديلة؟؟
“نريد أغنيات تطرح مشاكلنا، فالحب ليس مشكلتنا الوحيدة. نريد موسيقى تعبر عنا بأحلامنا وإحباطنا..بطيشنا وتعقلنا… نريد أنفسنا” بهذه الكلمات وبحماسة شديدة تحدث زياد- الذي التقيته مصادفة في حفلة لفرقة “أنس وفريندز” ُأقيمت قبل نحو شهرين ضمن فعاليات احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية- و”زياد” شاب من كثيرين ممن تستهويهم الموسيقى الغربية ويرون فيها بديلاً أكثر شبهاً بهم من الموسيقى الشرقية التي لا تعرف حدودا وسطى بالنسبة لهم ، فأما موشحات وقدود وإما أغاني تجارية تبثها الفضائيات.
“معن رجب” عازف موسيقي ومدير لفرقة “جين” يرى أن “ثمة نوعين من الفرق الموسيقية الشابة في سوريا، الأولى تعتمد على النمط الموسيقي الشرقي، فيما تعتمد الثانية على النمط الغربي. وهو نوع موسيقي غني يضم “البوب” و”الجاز” و”الروك”، أُعجب به غالبية العازفين في هذه الفرق في إحدى فترات حياتهم ، وعندما قرروا أن يقيموا مشروعاً خاصا بهم، حمل هذا المشروع هذه الأنواع الموسيقية التي أحبوها وإن كانت معظمها تعتمد “الروك” لكنها قُدمت بطريقة محلية تنسجم مع البيئة السورية. فكانت (كلنا سوا) أول فرقة موسيقية سورية تقدم موسيقى غربية بكلام عربي ولهجة محلية.. القبول الذي لاقته (كلنا سوا) شجعنا نحن عازفي الروك على خوض تجربة مماثلة، بدأت رشا رزق تقدم أغاني الجاز أيضاً بكلام عربي ولهجة محلية وبدأ شباب آخرون، لنصل لعام 2008 وهناك حوالي ست أو سبع فرق موسيقية سورية يقدمون موسيقاهم الخاصة التي تعتمد أنماط موسيقية غربية ولكن بكلمات عربية ولهجة محلية”.
ولكن هل يمكننا القول بأن الموسيقى التي تقدمها الفرق الموسيقية الشابة اليوم هي موسيقى بديلة؟؟؟ يجيب رجب”نحن لا نقدم موسيقى بديلة، والموسيقى التي نعزفها ليست اختراعاً جديداً وإنما هي نمط موسيقي موجود في العالم…ربما هي ثورة على الأنواع الموسيقية السيئة الرائجة فقط، فالموسيقى الشرقية في بعض أشكالها اليوم أصبحت عبارة عن نسخ مشوه محصور في موضوع محدد. وقد يكون هذا السبب في قول البعض أننا نقدم موسيقى بديلة، فنحن نحاول التعبير عن أنفسنا ومشاكلنا الاجتماعية والاقتصادية وحتى العاطفية ولكن بطريقتنا الخاصة وهذه المواضيع لا نراها في الموسيقى التجارية التي تُنتج فقط للاستهلاك”.
كلام رجب يتوافق مع كلام الموسيقي”إبراهيم سليماني” الذي أسس مع “رشا رزق” فرقة “إطار شمع” وأطلقا معاً أول ألبوم بعنوان (بيتنا) ويحضران اليوم لإطلاق الثاني، يقول سليماني”نحن لا نقدم موسيقى بديلة،ولا أعرف من أوجد هذا المصطلح، فالبديل ينفي الموجود ونحن لا نفي وجود أحد.. نحن نقدم نمط موسيقي معاصر موجود في العالم، فالموسيقى لا وطن لها وهي في النهاية “لغة عالمية”..نحن مع التنوع وبحاجة له لأننا بالأساس كأفراد مختلفون ولا يمكن أن يوجد نمط واحد فقط يعبر عنا جميعاً”.
موسيقى الشباب والاتكاء على التراث؟؟؟
تعد”لينا شماميان” واحدة من أبرز الموسيقيين الشباب الذين استندوا على التراث الموسيقي الشرقي لتقديم موسيقاهم الخاصة . وعلى الرغم من عدم تمكننا من لقاء “لينا” والاستماع إلى ردها حول الاتهام الذي غالباً ما يوجه إليها باعتبار أن نجاحها ما كان ليكون من دون غنائها للأغاني التراثية القديمة، إلا أننا استمعنا إلى دفاع موسيقيين شباب لا يقدمون ذات النمط الموسيقي ولكنهم لا يرون عيباً في إعادة إحياء التراث بطرقهم الخاصة.
يقول معن”الكل يتساءل لماذا التراث ومجرد التساؤل خطأ، ففي الغرب يهتمون بتراثهم بدليل أن دور الأوبرا موجودة لديهم حتى يومنا هذا ولها رواد ومحبين لا يحصون. من الظلم أن يبقى تراثنا الشرقي رهن الأرشيف،  وليس من المعيب أن نحن لتراثنا، تراثنا الشرقي غني جداً ويستحق أن يبقى حاضراً دائماً كما أنه من الخطأ ألا نعمل على تحديثه. “لينا” ليست طفرة في هذا المجال و الدليل التجديد الموسيقي الحاصل في تونس و المغرب وفي فلسطين، وإذا كان البعض يستهجن إدخال آلات موسيقية غربية، فإنني أرى والكثيرون أنها آلات عزف موسيقية تؤدي اللحن الغربي كما تؤدي اللحن الشرقي. والمزج بين الغربي والشرقي واستخدام الكمبيوتر وآلات الموسيقى الغربية لم يشوه التراث أو ينتقص من قيمته الفنية، بل على العكس أعاده إلى الواجهة بطريقة معاصرة أحبها الجمهور وتفاعل معها..”.
أما “إبراهيم سليماني” فيقول” ما قامت به لينا تحدي كبير، فإعادة تقديم ما أحبه الناس واعتادوا على سماعه بطريقة مختلفة مخاطرة نجحت بها لينا ومعها باسل رجوب. ليفتحوا الأبواب أمام الجمهور ليقترب أكثر منا ومن الموسيقى التي نقدمها، فكان ألبوم لينا وباسل الثاني الذي تضمن أغنيات خاصة بهما لاقت أيضاً نجاحاً مماثلاً “.
وإذا كان البعض يرى في أغاني التراث الشرقي تعويذة سحرية تضمن نجاح الموسيقيين الشباب، فإن “أنس أبو قوس” يشكل بشخصه حالة خاصة تدحض هذا الاتهام،باعتباره نجل للفنان السوري الكبير صباح فخري، فهو وبالرغم من إتقانه الشديد لأسس الغناء الشرقي وتمتعه بخامة صوتية تؤهله ليكون مطرباً بارزاً في هذا المجال، إلا أن “أنس” فضل من دون حرج أن يكون مغنياً وموسيقياً وسط مجموع الفرق الموسيقية السورية على أن يكون مطرباً ونجماً منفرداً على المنصة.”أنس” اختار أن يكون مغنياً وموسيقياً شاباً شارك في تأسيس العديد من الفرق الموسيقية السورية الشابة، وهو اليوم عضو مؤسس في فرقة “إنسانيتي” مع الموسيقي” ميشيل أسمر”، هو أيضاً عضو مؤسس في فرقة” Be Flat” وفي فرقة “مسام”، يقول أنس” بالتأكيد خياري ليس بالهين أو بالسهل، فاليوم نجاح الفرد أسهل بكثير من نجاح المجموعة ولكن العمل كمجموعة كان خياري منذ البداية. صحيح أن والدي مطرب ذو تاريخ كبير، إلا أنني وبتشجيع منه اتجهت نحو الموسيقى التي تستهويني رغم أنني تدربت منذ عمر الخمس سنوات على أصول الموسيقى الشرقية على أيدي كبار من الأساتذة المتخصصين، ولأنني أعرف أن للموسيقى قواعد وأصول فقد حرصت على تعلمها وإتقانها سواء في النمط الغربي أو الشرقي، وقررت بعدها أن أخوض مشروعي الخاص والأصعب، لأنني في النهاية لا يمكن أن أنجز عملاً لا أحبه. لا يمكن  لأحد أن ينكر أهمية التراث الموسيقي الشرقي وجماليته ولكن هذا لايعني أنه كل شئ في الفن الموسيقي. أنا أحب نمط موسيقي معين قد لا يكون سائداً اليوم ولكنني أسعى إلى تقديمه بطريقة احترافية تحترم عقلية وذائقة المستمع بغض النظر عن كونه شرقي أم غربي ، تراثي أو معاصر أو مزيج بين كل ذلك
موسيقى الشباب..موسيقى مختلفة؟؟؟
يتفق الموسيقيون الشباب إذا على أنه لا مشكلة في إعادة تقديم التراث بصيغ حديثة وأنماط موسيقية غربية، كما يتفق الشباب على أنهم لا يقدمون موسيقى بديلة، وإنما هم يقدمون موسيقى “معاصرة” و”مختلفة” تعبر عنهم وعن شريحة واسعة من الشباب السوري اليوم. ولكن أين يكمن الاختلاف في فرق موسيقية متعددة تتشارك نفس العازفين وبعض المغنين وذات النمط الموسيقي أيضاً؟؟؟
يرفض”معن رجب” اتهام الفرق الموسيقية بتقديم موسيقى متشابهة، ويؤكد على وجود اختلاف في الأنماط الموسيقية المقدمة بين الفرق ولكنه فارق قد لا يدركه عموم الجمهور، باعتباره ُيدرج كل الأنماط المقدمة تحت اسم (موسيقى غربية)،يقول “فرقة زودياك على سبيل المثال اعتمدت على نمط موسيقى الروك وأحيانا الهارد روك، أما فرقة “جين” والتي تضم اليوم عدداً من موسيقي “زودياك” فهي تعتمد نمط”البروغرسف” وهو النمط الأكثر أكاديمية من بين أنواع الروك. له قوالب موسيقية معروفة ومدروسة، ويمكن تضمينه العديد من الخيارات في التأليف موسيقي. إطار شمع” تقدم الجاز، لينا شماميان تقدم شرقي بصبغة موسيقى الجاز…”إنسانيتي” يقدمون هارد روك..” أنس أند فريندز” يقدم البوب.. إذا هنالك فرق في النمط الموسيقي المقدم ولكنه فارق قد لا يدركه المستمع العادي بداية، إنما مع الوقت واستمرار الاستماع لفرق مختلفة سيدرك حتماً الفارق بنفسه”. مشدداً على أن هذا المزيج من الأنماط الموسيقية هو ما يكسب هذه الفرق هويتها المحلية كفرق موسيقية سورية شابة.
أما عن ظاهرة تنقل الموسيقيين الشباب بين الفرق، فيرى إبراهيم سليماني أنها ظاهرة موجودة بالفعل وقد تبدو كمشكلة، والسبب يعود بحسب قوله “إلى عدم وجود عدد كاف من الموسيقيين المؤهلين والمتخصصين لعزف هذا النوع الموسيقي مع الأسف، لذلك غالباً ما نستعين ببعضنا البعض. فيتنقل العازفون بين الفرق، صحيح أن للعازف صوته الخاص، ولكن هذا لا يعني بالضرورة تقديم نفس النمط الموسيقي”. ويعلق إبراهيم ضاحكاً ” ليس العازفون وحدهم من يتكرروا، الجمهور أيضاً هو واحد في معظم الأوقات”…
إلا أن إبراهيم ومعن يتفقان على أن ظاهرة تنقل العازفين الموسيقيين بين الفرق تعود أيضاً وبدرجة كبيرة على غياب المعاهد الموسيقية التي تعلم هذا النمط الموسيقي الصعب حتى المعهد العالي للموسيقى لا يدرس هذا النوع الموسيقي، وبالتالي العازفين اليوم هم قلة محترفة تتقن عزف هذه الموسيقى. لذا نراهم يتنقلون بين الفرق لملئ الفراغ الذي تحتاجه الفرق لتقدم موسيقاها.
وهو أيضاً ما يقوله “أنس” مؤكداً أن لكل فرقة نمط مختلف إلا أنها تحمل أفكارا واحدة وكل يعبر عنها بطريقته الخاصة وبحسب مرجعيتها الثقافية والموسيقية، “في كل فرقة – حتى في الغرب- يوجد شخص هو دينامو الفرقة والأب الروحي للمشروع، وله التأثير الأكبر في النواحي الفنية والإدارية للفرقة وبالتالي هو من يرسم بصمتها الخاصة والمميزة والتي لا يمكن أن تتقاطع مع بصمات فرق أخرى. وبالتالي يمكن أن يتغير الموسيقيون ولكن هذا الدينامو يبقى ثابتاً في الفرقة لأنه يشكل أساسها”.
كلام”أنس” يؤيده “إبراهيم” الذي يؤمن بدور مؤسسي الفرق الموسيقية في إبراز عناصر الاختلاف، يقول إبراهيم “في كل فرقة يوجد عنصر أو اثنين أصحاب المشروع يشكلان أساس الفرقة ويضعان خطها الموسيقي، في إطار شمع مثلا أقوم أنا ورشا بوضع أفكار أعمالنا سواء من ناحية الموضوعات أو حتى الموسيقى ونحن نستعين بأصدقاء موهوبين ومحترفين لمساعدتنا على تنفيذ هذه الأفكار مستفيدين أيضا من تجاربهم. من هنا يأتي الاختلاف، فمشروعي مع رشا يختلف عن مشروع لينا شماميان ومشروع لينا يختلف عن مشروع “أنس أند فنيدز وهكذا”.
من جهة أخرى، يؤمن “أنس” أن موضوع الفرق الموسيقية بحد ذاته هو موضوع تجريبي بحد ذاته، وبالتالي يخضع لمدى نجاح وتجانس الكيمياء بين الأعضاء أنفسهم وليس من المعيب أن لا تتجانس هذه الكيمياء الشخصية في بعض الحالات، فيتنقل الموسيقي من فرقة لأخرى”.
أسماء الفرق وكلمات ليست كالكلمات:
“جين” وقبلها ” زودياك” …” إنسانيتي” و” مسام”..”إطار شمع” و”أنس أندفريندز” هي أشهر أسماء الفرق الموسيقية السورية اليوم… تسميات اتسمت بالغرابة وبالغموض أحياناً فهل السبب هو خالف ُتعرف؟؟؟
” اسم الفرقة كان أبسط ما قمنا به، اخترنا الحروف الأولى من أسماء أعضاء الفرقة عند تأسيسها فكان “إطار شمع” هو اسم فرقتنا” بهذه البساطة يوضح “ابراهيم سليماني” سبب تسمية فرقته الموسيقية.
في حين أن «جين» كانت عنواناً موجزاً لرغبة أعضائها وإصرارهم  على أن يكونوا أقرب إلى هواجسهم الفنية من رغبات الجمهور، أو كما يعبّر معن”نريد أن نكون جيناً من ضمن الجينات التي تشكل معالم هذا المجتمع، وقد قررنا أن نكون فاعلين فيه على طريقتنا الخاصة”.
أما “أنس” فيرفض العمل تحت اسم فرقة لا تحمل مفهومها الخاص، يقول” بالنسبة لي اختيار اسم الفرقة ليس أمراً اعتباطياً، بل هو مبني على إدراك حقيقي ليعبر عن الفرقة ونمطها الموسيقي. “زودياك” مثلاً كانت فرقة شعبية محبوبة جداً حملت اسم”الأبراج” لتشمل كل برج وتضم كل شاب وشابة على اختلاف صفاتهم. في “إنسانيتي” هناك لعب على اللفظ، فهي تعني باللفظ الانكليزي الجنون وتعني باللفظ العربي الإنسانية وما تحمله من مواقف وأحاسيس إنسانية تعبر عنها أغانيات الفرقة. أيضاً Be Flat هو اسم نوطة موسيقية وتعني في ذات الوقت “كون هادئاً”… أما “مسام” فهو مشروع يرغب أن يكون متنفساً للجميع لذلك حمل اسم “مسام” وهو أيضاً يجمع أحرف مؤسسيها- ميشيل وسيمون ومنذر وأنا – وبالتالي كل هذه التسميات التي قد تبدو للوهلة الأولى غريبة تحمل أسماء تعبر عن أفرادها وما يودن أن يقولوه من خلالها”..

في الختام، وبعد عرض الاتهامات وقراءة دفاع الموسيقيين الشباب… نترك للقارئ اختيار الحكم العادل، أخذين بعين الاعتبار حماسة هؤلاء الشباب ورغبتهم في خلق أداتهم الخاصة للتعبير عن ذواتهم وإيمانهم العميق بما يقدمونه، فضلاً عن غياب الدعم المالي الضامن لاستمرارهم بما يعني تحملهم الشخصي في معظم الحالات لكافة الأعباء المالية الإنتاجية وما ينتج عنها ومنها من ضغوطات حياتية ونفسية…
لكم القرار… ُرفعت الجلسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى